You are on page 1of 2

‫أركان وشروط العقد‬

‫ُيعرف القانون الوضعي العقد بأنه توافق إرادتين إلحداث أثر قانوني‪ ،‬مما يعني بأنه لكي يبرم العقد ويبرز‬
‫إلى حيز الوجود البد من أن تتوافر أركان ثالثة متمثلة‪ ،‬في الرضا والمحل والسبب‪.1‬‬

‫فيما يتعلق بأركان العقد‪ ،‬فإنه كما سبق وأن بينا بأن أركان العقد هي ثالثة‪ :‬الرضا والمحل والسبب‪ ،‬وقد ُيضاف‬
‫إليها حسب القانون أو االتفاق ركن إضافي‪ ،‬قد يكون ركن الشكل في العقود الشكلية مثل عقد الرهن الرسمي‪،‬‬
‫والتسليم في العقود العينية‪ .2‬وبجانب أركان العقد البد من أن تتوافر شوط صحة العقد‪ ،‬والمتمثلة في توافر‬
‫األهلية وانتفاء عيوب الرضا‪-‬الغلط‪ ،‬التدليس‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬االستغالل‪ .-‬وعليه‪ ،‬فأنه بمجرد توافر هذه األركان‬
‫وتحقق الشروط‪ ،‬فإن العقد ينشأ صحيح وينتج آثاره التي اتجهت إرادة األطراف إلى تحقيقها‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا لم تتوافر أحد األركان أو الشروط‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك أثر وهو بطالن العقد‪ .‬بيد أنه يختلف‬
‫البطالن حسب ما إذا تخلف ركن من أركان العقد أو أحد شروطه‪ ،‬حيث إنه تخلف الركن يترتب عليه بطالن‬
‫العقد بطالناً مطلقاً‪ ،‬في حين إن تخلف أحد شروط صحة العقد‪ ،‬يترتب عليه أن يكون العقد قابالً لإلبطال أي‬
‫باطالً بطالناً نسبياً‪ .3‬وسنبين الفرق بين نوعي البطالن تفصيالً على النحو التالي‪:‬‬

‫بالنسبة للبطالن المطلق الناشئ عن تخلف أحد أركان العقد‪ ،‬فإن العقد يولد ميتاً ويكون هو والعدم سواء فال‬
‫ُيرتب أي أثر من اآلثار التي اتجهت إليها إرادة الطرفين‪ ،4‬أما بالنسبة للبطالن الناشئ عن تخلف أحد شروط‬
‫صحة العقد‪ ،‬فهو يكون بطالني نسبي أي إن العقد يكون صحيح منتج آلثاره ولكنه قابل لإلبطال‪ ،‬مما يكون‬
‫معه العقد مهدد بالزوال إذا ما تمسك ببطالنه من تقرر البطالن لصالحه‪.5‬‬

‫‪ 1‬نجيدة‪ ،‬علي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2004 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 2‬محجوب ‪ ،‬الدكتور جابر‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون القطري (المصادر اإلدارية وغير اإلدارية)‪ ،‬كلية‬
‫القانون‪ ،‬جامعة قطر‪ ،2016 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 301‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬نجيدة‪ ،‬دكتور علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 5‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫وخالصة ماتقدم‪ ،‬إن الفرق بين الركن والشرط ّبين حيث أنه تخلف األول يترتب عليه ترتيب األثر القانوني‬
‫للتصرف المراد ترتيبه باعتبار إن العقد يكون كأنه لم يوجد‪ ،‬في حين إن تخلف الثاني يكون معه العقد صحيح‬
‫منتج آلثاره‪.‬‬

You might also like