You are on page 1of 85

‫جامعة غرداية‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم علوم التسيير‬

‫مطبوعة بعنوان‪:‬‬

‫محاضرات في مقياس المقاوالتية‬


‫لجميع تخصصات السنة األولى ماستر‬

‫من إعداد‪ :‬الدكتورة آمال قلبازة‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020 :‬‬


‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬


‫‪I‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪IV‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫‪VI‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫أ‬ ‫المقدمة‬
‫‪1‬‬ ‫المحور األول‪ :‬التأطير النظري للمقاول والمقاوالتية‬
‫‪2‬‬ ‫‪.1‬تعريف المقاول‬
‫‪3‬‬ ‫‪ .2‬مفهوم المقاوالتية‬
‫‪6‬‬ ‫‪ .3‬األسس النظرية للمقاوالتية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .4‬المقاومات الشخصية والسلوكية واإلدارية للمقاول‬
‫‪13‬‬ ‫‪.1.4‬المقومات الشخصية للمقاول‬
‫‪11‬‬ ‫‪.2.4‬المقومات السلوكية للمقاول‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .6‬المقومات اإلدارية للمقاول‬
‫‪17‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬ثقافة وروح المقاوالتية واإلمكانيات المكونة لها‬
‫‪11‬‬ ‫‪.1‬الثقافة وروح المقاوالتية‬
‫‪11‬‬ ‫‪.2‬النية المقاوالتية‬
‫‪22‬‬ ‫‪.3‬العوامل الخارجية لتشجيع الثقافة والفكر المقاوالتي‬
‫‪21‬‬ ‫‪.4‬العناصر المكونة لتعليم روح المقاوالتية‬
‫‪22‬‬ ‫‪.1‬اإلمكانيات المقاوالتية المرتبطة بروح المقاوالتية‬
‫‪22‬‬ ‫‪.6‬دوافع الشباب نحو المقاوالتية‬
‫‪27‬‬ ‫‪.7‬إنشاء مؤسسة صغيرة كأحد مواقف المقاوالتية‬
‫‪21‬‬ ‫‪.1‬الصعوبات والمشاكل التي تواجه المقاوالت الصغيرة‬
‫‪33‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬مراحل إنشاء مشروع مقاوالتي‬
‫‪33‬‬ ‫‪.1‬المرحلة األولى‪ :‬طرح وتقييم األفكار‬
‫‪36‬‬ ‫‪.2‬المرحلة الثانية‪ :‬صياغة المشروع ووضع خطة االعمال‬
‫‪46‬‬ ‫‪.3‬المرحلة الثالثة‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية للمشروع‬
‫‪47‬‬ ‫‪.4‬المرحلة الرابعة‪ :‬وضع وتحليل االحتياجات‬
‫‪41‬‬ ‫‪.1‬المرحلة الخامسة‪ :‬التنفيذ واإلنتاج‬

‫‪I‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪.6‬المرحلة السادسة‪ :‬التشغيل‬
‫‪49‬‬ ‫‪.7‬المرحلة السابعة‪ :‬نهاية المشروع وتسليمه‬
‫‪12‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬المرافقة المقاوالتية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬مفهوم المرافقة المقاوالتية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .2‬مكونات المرافقة المقاوالتية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .3‬أشكال المرافقة المقاوالتية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .4‬الوظيفة التقنية والدور االجتماعي للمقاوالتية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬أهم أجهزة الدعم ومؤسسات المرافقة في الجزائر‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1.1‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫‪16‬‬ ‫‪.2.1‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬
‫‪17‬‬ ‫–الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب سابقا‬ ‫‪.3.1‬الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية‬
‫‪62‬‬ ‫‪.4.1‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪ANGEM‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪.1.1‬مشاتل المؤسسات (حاضنات األعمال)‬
‫‪67‬‬ ‫خالصة‬
‫‪67‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪72‬‬ ‫محتوى مادة المقاوالتية ‪CANEVAS‬‬

‫‪II‬‬
‫فهرس األشكال‬
‫فهرس األشكال‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪11‬‬ ‫مسار التغيير في الحياة نموذج ‪SOKOL et SHAPERO‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪19‬‬ ‫مراحل االنتقال من النية المقاوالتية إلى الفعل‬ ‫‪2‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪Life path change‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪44‬‬ ‫نموذج العمل التجاري‬ ‫‪4‬‬
‫‪45‬‬ ‫مراحل تحضير مخطط األعمال‬ ‫‪5‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس الجداول‬
‫فهرس الجداول‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬


‫‪12‬‬ ‫المقاربات المختلفة في المقاوالتية‬ ‫‪1‬‬
‫‪40‬‬ ‫األساليب الكمية والكيفية لدراسة السوق‬ ‫‪2‬‬
‫‪61‬‬ ‫المستوى األول للتمويل الثالثي تبعا لتعديالت ‪2111‬‬ ‫‪3‬‬
‫جدول مختصر لنمطي التمويل في الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪33‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪VI‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬
‫نظ ار لألهمية الكبيرة للمقاوالتية‪ ،‬جعلت منها محور اهتمام العديد من الدول التي أدركت ذلك من‬
‫خالل وضع سياسات حكومية قائمة على أساس تشجيع فكر المقاوالتية عن طريق توفير البيئة المالئمة‬
‫لذلك من خالل القوانين واإلجراءات‪.‬‬

‫اتجهت الكثير من الدول بما فيها الجزائر إلى تشجيع االستثمارات والمشاريع المقاوالتية باعتبارها حجر‬
‫الزاوية ورهان أساسي لتدعيم االقتصاد ومجابهة الصدمات الخارجية الناجمة عن األزمات في االقتصاد‬
‫العالمي‪ ،‬من خالل انتاجها العديد من السياسات الهادفة إلى تشجيع الشباب على النشاط المقاوالتي وانشاء‬
‫المؤسسات المصغرة‪ .‬قد تم التوصل إلى أن السبب الرئيسي الرتفاع نسبة البطالة بين الطلبة المتخرجين‬
‫يعود إلى نقص الوعي بينهم بمدى أهمية التوجه نحو االستثمار‪ ،‬وأن تبني الفكر المقاوالتي كنهج جديد بديل‬
‫عن الوظيفة يعتبر أمر ضروري جدا‪.‬‬

‫وتعرف العديد من المشاريع ا لمصغرة التي يؤسسها الشباب خريجي الجامعات فشال ألسباب عديدة أهمها‬
‫سوء التسيير وغياب روح المقاوالتية وهذا رغم المجهودات المبذولة في إنشائها‪ ،‬ولهذا فإن األمر يتطلب‬
‫إعداد برامج تكوينية للطلبة الذين يرغبون في التوجه نحو المقاوالتية‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬سنحاول من خالل هذه المحاضرات اإللمام بمختلف جوانب موضوع المقاوالتية إبتداءا‬
‫من مفهومها إلى خطوات إنشاء مشروع مقاوالتي ناجح‪ ،‬إلى التطرق للمرافقة المقاوالتية وأجهزة دعم‬
‫المؤسسات المصغرة والصغيرة‪.‬‬

‫أ‬
‫المحور األول‪ :‬التأطير النظري للمقاول والمقاوالتية‬
‫المحور األول‪ :‬التأطير النظري للمقاول والمقاوالتية‬
‫تعتبر المقاوالتية من بين سبل التنمية االقتصادية‪ ،‬والتي تعتبر خيار استراتيجي للمقاولين من أجل الحصول‬
‫على مكانة اقتصادية متميزة‪ ،‬والتوسع أكثر في عملتي اإلبداع واالبتكار وضمان نمو وبقاء وديمومة المقاوالت‪.‬‬
‫وسنحاول من خالل هذا المحور التطرق إلى التأصيل النظري للمقاول والمقاوالتية نظ ار لتبيان التعاريف‬
‫الناتج عن تباين الرؤى وزوايا البحث وأهدافه‪.‬‬

‫‪.1‬تعريف المقاول‪:‬‬

‫المقاول هو الشخص الذي يستطيع تمييز الفرص واغتنامها بينما اآلخرون ال يستطيعون ذلك ‪(Don‬‬
‫)‪ .Harvey et Donald‬فالمقاول إنسان غير تقليدي ويقوم باألعمال بطريقة مميزة ومبتكرة واألهم من ذلك‬
‫أنه قادر على اتخاذ القرار في ظروف غامضة ترتفع فيها نسبة المخاطرة‪ .‬والمقاول ذو سلوك اقتصادي‬
‫‪1‬‬
‫ولديه دافعية قوية لبلوغ الهدف‪ ،‬إنه اإلنسان ذو األداء المميز والخيال الواسع‪.‬‬

‫ويعرف ‪ P.Druker‬المقاول على أنه "الشخص الذي يستطيع أن ينقل المصادر االقتصادية من إنتاجية‬
‫منخفضة إلى إنتاجية مرتفعة"‪ .‬والمقاول حسب تعريف ‪" Schumpeter‬هو ذلك الشخص المبدع والمجدد‪،‬‬
‫حيث عرفه على أنه المبتكر الذي يعلم كيف يستغل الفرص ويتنبأ بالمستقبل لعرض منتجات ابتكارية‪ ،‬وهو‬
‫ذلك الشخص الذي لديه القدرة والطاقة الكافية للقضاء على الميل نحو الروتين من جهة وتحقيق اإلبداعات‬
‫واإلبتكارات من جهة أخرى‪.‬‬

‫إن تعدد تعاريف المقاوالتية أدى إلى تعدد التعاريف التي تناولت المقاول‪ ،‬إذ يعرفه كل من ‪Julien et‬‬
‫‪ Marchesney‬على أنه الشخص الذي يتكفل بحمل مجموعة من الخصائص األساسية‪ :‬يتخيل الجديد‬
‫ولديه ثقة كبيرة في نفسه‪ ،‬هو المتحمس‪ ،‬الصلب الذي يحب حل المشاكل ويحب التسيير‪ ،‬والذي يصارع‬
‫‪2‬‬
‫الروتين ويرفض المصاعب والعقبات‪ ،‬والذي يأتي بمعلومات هامة‪.‬‬

‫هاملي عبد القادر‪ ،‬حوحو مصطفى‪ ،‬إشكالية التعليم المقاوالتي ودوره في خلق النية المقاوالتية‪ :‬دراسة ميدانية على عينة من الشباب‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعي‪ ،‬مجلة البشائر‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬المجلد الخامس سنة ‪ ،9002‬العدد‪ .1‬ص‪.896‬‬

‫‪ 2‬إبراهيم بيض القول‪ ،‬دور التكوين الجامعي في اكتساب المهارات األساسية والتوجه نحو المقاوالتية لدى الطلبة الجامعيين‪ ،‬مجلة آفاق‬
‫للعلوم‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ /00‬العدد ‪ .)9090( 16‬ص‪.978‬‬

‫‪2‬‬
‫كما يعرف قاس على أنه‪ :‬المالك لرأسمال وهو المسؤول وصاحب الق اررات األساسية ( ‪GASSE,‬‬
‫‪ ،)1989,P4‬بينما يعرفه مايكل على أنه ليس بالشخص الخيالي‪ ،‬وانما هو عبارة عن شخصية تتصرف‬
‫بمفردها وبشكل مستقل "مقاوم‪ ،‬متمرد‪ ،‬مبدع" )‪.(Michel, 2001, P13‬‬

‫مع مرور الوقت تطور هذا المفهوم ليصبح المقاول هو ذلك الشخص الذي يهتم ويعمل على تنشيط مجتمعه‪،‬‬
‫ويساعد بلده في حل مشاكله دون انتظار أي تحفيز‪ ،‬فهم الفئة التي تضع ابتكاراتهما وكفاءاتهما المقاوالتية‬
‫في خدمة مجتمعاتها أو بلدانها ويطلق عليها بالمقاولين االجتماعيون‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪.2‬مفهوم المقاوالتية‪:‬‬

‫تعرف المقاوالتية على أنها تلك األفعال والعمليات االجتماعية التي يقوم بها المقاول‪ ،‬إلنشاء مؤسسة جديدة‬
‫أو تطوير مؤسسة قائمة في إطار القانون السائد‪ ،‬من أجل إنشاء ثروة من خالل األخذ بالمبادرة وتحمل‬
‫المخاطر والتعرف على فرص األعمال ومتابعتها وتجسيدها على أرض الواقع‪ ،‬وهنا نشير إلى أن هناك‬
‫‪4‬‬
‫تشابه واختالف بين إنشاء المؤسسة والمقاوالتية‪ ،‬والتي نبرزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تتشابه فكرة إنشاء مؤسسة مع مدلول المقاوالتية في كونهما عبارة عن إنشاء كيان (مؤسسة) بصفة‬
‫قانونية‪ ،‬يشتركان في الهدف الذي أنشئا من أجله والمتمثل في تحقيق أرباح الذي يقوم على نسبة‬
‫المخاطرة المرتبطة بطبيعة المجازفة والمبادرة‪ ،‬كما قد تصبح المؤسسة المقاوالتية مؤسسة نمطية إذا‬
‫اعتمدت على تقديم منتجاتها بشكل واسع في ظل عدم تطويرها؛‬
‫‪ -‬في حين يختلفان من حيث إتسام المقاوالتية بأنها مؤسسة غير نمطية‪ ،‬فهي تتميز باإلبداع‪ ،‬أيضا‬
‫ارتفاع نسبة المخاطرة في المقاوالتية ألنها تأتي بالجديد‪ ،‬وبمعدالت عوائد مرتفعة في حالة قبول‬
‫المنتج في السوق‪ ،‬اضافة إلى أرباح احتكارية ناتجة عن حقوق االبتكار قبل تقليدها‪ ،‬مقارنة‬
‫بالمؤسسة النمطية التي تطرح منتجات عادية‪ ،‬وتتميز المقاوالتية بالفردية مقارنة بإنشاء المؤسسات‪،‬‬
‫هذه األخيرة التي يمكن إنشاؤها مع مجموعة الشركاء‪ .‬هذا ما يمكن المقاول من ممارسة التسيير‬

‫‪3‬زروخي فيروز‪ ،‬دور البرامج التعليمية بالجامعة في تعزيز السلوك المقاوالتي لدى الطالبات دراسة عينة من طالبات الماستر بكلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة الشلف‪ ،‬المجلة الجزائرية للعولمة والسياسات االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬المجلد ‪.9017-6‬‬
‫ص‪.06‬‬

‫‪4‬مصطفى طويطي‪ ،‬إستراتيجيات قطاع التشغيل في دعم المبادرات المقاوالتية "تجربة الجزائرية نموذجا"‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪،‬‬
‫جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،9010/07‬ص‪.11‬‬

‫‪3‬‬
‫بشكل مباشر ومستقل بدل االعتماد على مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو ما يسمح له بتجسيد أفكاره على أرض‬
‫الواقع‪.‬‬

‫من بين مختلف األعمال التي درست المقاوالتية توجد ثالث مدارس فكرية رئيسية ذات أهمية كبيرة في يومنا‬
‫هذا‪ ،‬تعرف المقاوالتية حسب تصورات مختلفة ووجهات نظر متعددة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إنشاء مؤسسات جديدة‬

‫االتجاه األول والذي يتزعمه ‪ Gartner‬يعتبر أن المقاوالتية هي عملية إنشاء منظمات جديدة‪ ،‬وحتى يتسنى‬
‫لنا فهم هذه الظاهرة يتوجب علينا دراسة العملية التي تؤدي إلى والدة وظهور هذه المنظمات‪ ،‬بمعنى آخر‬
‫‪5‬‬
‫مجموع النشاطات التي تسمح للفرد بإنشاء مؤسسة جديدة‪.‬‬

‫فحسب هذا االتجاه تشمل المقاوالتية مجموع األعمال التي يقوم من خاللها المقاول بتجنيد وتنسيق الموارد‬
‫المختلفة من معلومات‪ ،‬موارد مالية‪ ،‬بشرية وغيرها وذلك من أجل تجسيد الفرصة في شكل مشروع مهيكل‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة وهو قادر أيضا على التحكم في التغيير ومسايرته من خالل أنشطة مقاوالتية جديدة‪.‬‬

‫كما يرى هذا االتجاه أيضا أن عملية إنشاء مؤسسة جديدة هي ظاهرة تنتج عن التأثير المتبادل للعديد من‬
‫العوامل المختلفة مثل األفكار‪ ،‬الخبرة‪ ،‬والتي يصبح لها معنى بواسطة تنظيم جديد‪ ،‬ويركز ‪ Gartner‬أساسا‬
‫على مسألة ظهور هذه المنظمة وكيف تتمكن هذه األخيرة من البروز والتحول إلى كيان موجود حقا بعدما‬
‫كانت مجرد فكرة‪ ،‬ويشيد أيضا بقدرة المقاول الكبيرة على تحويل األحالم أو الرؤية إلى حقيقة ملموسة مجسدة‬
‫في شكل مشروع جديد‪.‬‬

‫غير أن هذا االتجاه يشوبه بعض الغموض‪ ،‬فبالرجوع إلى طريقة االستغالل المعتمدة لتثمين فرصة أو‬
‫ابتكار ما يمكننا االعتماد على مؤسسة قائمة بدل اللجوء إلى إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬فهل هذه الحالة تعتبر‬
‫حالة مقاوالتية أم ال‪ .‬ومن جهة أخرى ومثلما بينه ‪ Bruyat‬ال يمكن أن تؤدي جميع المؤسسات المقامة‬
‫إلحداث حاالت تكون فيها شدة التغيير بالنسبة للفرد باإلضافة إلى أهمية القيمة المقدمة ذات مستوى عال‪،‬‬
‫حيث يمكن للمؤسسات أن تنشأ عن طريق التقليد أو إعادة اإلنتاج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعرف على الفرص واستغاللها‬

‫‪ 5‬دباح نادية‪ ،‬دراسة واقع المقاوالتية في الجزائر وآفاقها ‪ ،9002-9000‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،9019-9011 ،1‬ص‪.91‬‬

‫‪4‬‬
‫حسب هذا االتجاه يعرف ‪ Shane‬و ‪ Venkataraman‬المقاوالتية بأنها العملية التي يتم من خاللها‬
‫اكتشاف وتثمين واستغالل الفرص التي تسمح بخلق منتجات وخدمات مستقبلية‪ .‬والفرصة حسب ‪Casson‬‬
‫تعني الحاالت التي تسمح بتقديم منتجات‪ ،‬خدمات ومواد أولية جديدة‪ ،‬باإلضافة أيضا إلى إدخال طرق‬
‫جديدة في التنظيم‪ ،‬وبيعها بسعر أعلى من تكلفة إنتاجها‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق المقاول الذي يعتبر شخصا‬
‫قادر على اكتشاف موارد غير مثمنة والتي يقوم بشرائها وتنظيمها من أجل إعادة بيعها في شكل سلع‬
‫ومنتجات مثمنة بشكل أفضل من طرف المستهلكين‪ ،‬وتفطن المقاول لمثل هذه الفرص يولد لديه رؤية‬
‫مقاوالتية تدفعه إلنشاء مؤسسة بهدف استغاللها‪ .‬كما يوجد أيضا حسب ‪ Drucker‬مصادر أخرى للفرصة‬
‫‪6‬‬
‫والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬الفرص المتواجدة في األسواق كثمرة لعدم الكفاءة الناتجة عن تناظر المعلومة‪ ،‬أو عن عدم امتالك‬
‫التكنولوجيا الالزمة لتلبية الحاجات غير المشبعة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرص الناتجة عن التغيرات الخارجية في المجاالت االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬الديموغرافية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرص الناتجة عن االبتكارات واالكتشافات والتي تولد أيضا معارف جديدة‪.‬‬

‫إذن يركز هذا االتجاه على دراسة ظهور نشاط اقتصادي جديدة‪ ،‬والذي ليس بالضرورة مرتبط بظهور‬
‫مؤسسة جديدة‪ ،‬ويطرح أيضا هذا االتجاه بعض المشاكل الرئيسية في تصوره للمقاوالتية‪ ،‬حيث يفترض أن‬
‫الفرص توجد في الطبيعة كما هي‪ ،‬ويكفي امتالك القدرة على معرفتها حتى نتمكن من امتالكها وتحويلها‬
‫لحقيقة اقتصادية‪ ،‬ولكن في الحقيقة يمكن أن تتشكل الفرص المقاوالتية من خالل عملية إنشاء النشاط‬
‫وليست هي بذاتها نقطة االنطالق‪ .‬كما يركز هذا االتجاه فقط على دراسة طريقة استغالل أو تجسيد الفرصة‬
‫التي تسمح بخلق منتج أو خدمة‪ ،‬في حين أنه يتوجب علينا دراسة ما يحدث فعال في المقاوالتية من أجل‬
‫فهم الظاهرة بصورة أفضل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االزدواجية بين الثنائية الفرد‪-‬القيمة‬

‫حسب هذا االتجاه تتمحور المقاوالتية حول دراسة العالقة التي تربط بين الفرد والقيمة التي أنشأها ويتزعمه‬
‫‪ Bruyet‬فبالنسبة إليه يتمثل الموضوع العلمي المدروس في مجال المقاوالتية في الثنائية الفرد وخلق القيمة‪،‬‬
‫والثنائية هنا هي عبارة عن مبدأ اقترح من طرف ‪ Morin‬وهو يندرج ضمن ديناميكية للتغيير ويعرف من‬
‫منظورين‪ ،‬األول ينطلق من الفرد ويعتبره الشرط األساسي في خلق القيمة‪ ،‬فهو العامل الرئيسي في الثنائية‬

‫‪ 6‬دباح نادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪5‬‬
‫إذ يقوم بتحديد طرق اإلنتاج‪ ،‬سعته وكل التفاصيل المتعلقة بالقيمة المقدمة‪ ،‬وبالتالي المقاول هو ذلك‬
‫الشخص أو المجموعة في صدد خلق قيمة كإنشاء مؤسسة جديدة مثال‪ ،‬والذي بدونه لم يكن لهذه القيمة أن‬
‫تقدم‪ ،‬لدينا‪:‬‬

‫خلق القيمة‬ ‫الفرد‬

‫أما المنظور الثاني فهو يعتبر أن خلق قيمة من خالل المؤسسة التي أنشأها هذا الفرد‪ ،‬تؤدي إلى جعل هذا‬
‫األخير مرتبطا بالمشروع الذي أنشأه إلى درجة أنه يصبح معرفا به‪ ،‬وتحتل القيمة التي قدمها مكانة كبيرة‬
‫في حياته‪ ،‬كما أنها تؤثر بشكل كبير عليه‪ ،‬إذ تدفعه لتعلم أشياء جديدة‪ ،‬لتعديل شبكة عالقاته بما يتماشى‬
‫مع متطلباته‪ ،‬وهي قادرة حتى على تغيير صفاته وقيمه‪ ،‬وعندما يقوم الفرد بإنشاء مؤسسة أو تقديم ابتكار‬
‫ما فإنه بالمقابل يصبح مقيدا بالمشروع الذي أقامه‪ ،‬لدينا‬

‫الفرد‬ ‫خلق القيمة‬

‫أما عن القيمة المقدمة فهي تتمثل في مجموع النتائج التقنية‪ ،‬المالية والشخصية التي تقدمها المنظمة والتي‬
‫تولد رضا المقاول واألطراف الفاعلة أو المهتمة‪.‬‬

‫يمكن اعتبار أن هذه االتجاهات الثالثة متكاملة حيث ال يكفي أي اتجاه لوحده لتعريف المقاوالتية‪ ،‬وبصفة‬
‫عامة يمكن تعريفها كالتالي‪:‬‬

‫المقاوالتية هي مجموع النشاطات التي تسمح بإنشاء مؤسسة جديدة من خالل اكتشاف‪ ،‬تثمين واستغالل‬
‫الفرص المتاحة في السوق وذلك بتوفير الوقت‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس المال ومختلف الموارد األخرى الضرورية‪ ،‬وكل‬
‫ذلك بهدف تقديم قيمة معينة‪.‬‬

‫‪.3‬األسس النظرية للمقاوالتية‪:‬‬

‫لقد تطور البحث في مجال المقاوالتية حسب عدة اتجاهات فكرية‪ ،‬فإلى غاية الستينات عرف هذا المجال‬
‫سيطرة االتجاه الوظيفي الذي يتناول المقاوالتية من الجانب االقتصادي‪ ،‬ليظهر بعدها اتجاه آخر يركز على‬
‫دراسة خصائص االفراد وتأثيرها على اكتساب الميزة المقاوالتية‪ ،‬ومع بداية التسعينات ظهر اتجاه جديد‬
‫يتزعمه المسيرون واهتم بدراسة سيرورة العملية المقاوالتية ككل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -1.3‬المقاربة الوصفية‪:‬‬

‫كان استعمال هذه المقاربة لتحليل المقاولة في البدايات إلى غاية سنوات السبعينات من القرن العشرين‪،‬‬
‫أين خف استعمالها نظ ار لكون التحليل فيها يستند وبشكل كلي على العلوم االقتصادية‪ ،‬حيث تم تعريف‬
‫المقاول بوظائفه االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبوصفه بخصائصه ومميزاته‪.‬‬

‫إذا كانت المقاولة تعتبر من طرف االقتصاديين كتفسير مفيد لفهم التطور االقتصادي‪ .‬إال أن بعض الباحثون‬
‫لم يشاطروا هذا الرأي مثل )‪ ،H.LEIBENSTEIN (1968‬الذي يرى أنه من غير الممكن تأسيس نموذج‬
‫كامل ومفصل للتطور االقتصادي له عالقة بالمقاولة‪ ،‬ويرى أن نظرية المنافسة تكفي لوحدها من أجل‬
‫تفسير التطور االقتصادي وال داعي لوجود مجال المقاولة‪ .‬ويضيف ويفسر هذا‪ ،‬بأنه ناتج عن إغفال واخفاء‬
‫‪7‬‬
‫النظرية للدور الحيوي للمقاول‪.‬‬

‫‪ -2.3‬المقاربة السلوكية‬

‫تنص هذه النظرية على أن توجهات الفرد هي التي تحدد سلوكه وذلك من خالل ثالث مجموعات من‬
‫المتغيرات‪ ،‬ويعرف التوجه المقاوالتي على أنه مراحل معرفية تتفاعل فيها إرادة الفرد مع العوامل المحيطة‬
‫به‪ 8.‬وفيما يلي نوجز أهم هذه المتغيرات‪:‬‬

‫أ‪ .‬المواقف المرافقة للسلوك‪ :‬وهي تتضمن التقييم الذي يقوم به الفرد للسلوك الراغب في القيام به‪ .‬وهي‬
‫تعتمد على النتائج المحتملة التي ينتظرها الفرد من هذا السلوك‪.‬‬
‫ب‪ .‬المعايير الذاتية‪ :‬وهي تنتج من الضغط االجتماعي الذي يتعرض له الفرد من عائلته وأبويه وكذلك‬
‫أصدقائه‪ ،‬فيما يخص رأيهم في المشروع الذي يريد إنجازه‪ .‬كما يمكن أن تؤثر السياسات الحكومية‬
‫التي تشجع مثال على إنشاء مؤسسات كثيفة التكنولوجيا‪ ،‬على رفع توجهات األفراد نحو هذا النوع‬
‫من المؤسسات‪ .‬باإلضافة لتأثير العوامل الثقافية مثل وجود نموذج مقاول في محيط الطالب‪،‬‬
‫باإلضافة لمحفزات نفسية أخرى مثل الحاجة لتحقيق الذات‪ ،‬والبحث عن االستقاللية‪.‬‬

‫سالمي منيرة‪ ،‬دراسة وتحليل واقع المقاولة النسوية بالجزائر –دراسة ميدانية على عينة من المقاوالت‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫سنة ‪ ،9010/9012‬ص‪.11‬‬

‫‪8‬سالمي منيرة‪ ،‬قريشي يوسف‪ ،‬التوجه المقاوالتي للمرأة في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،9010_06‬جامعة ورقلة‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪7‬‬
‫ت‪ .‬إدراك الرقابة على السلوك‪ :‬وتتضمن هذه المتغيرة‪ ،‬األخذ بعين االعتبار درجة المعارف التي يمتلكها‬
‫الفرد ومؤهالته العلمية الخاصة‪ ،‬إضافة إلى مختلف الموارد والفرص الضرورية الالزمة لتحقيق‬
‫السلوك المرغوب‪.‬‬

‫وقد برزت هذه النظرية لتحاول تفادي الفجوات التي وقعت فيها المقاربات األولى‪ .‬حيث ولكثرة اهتمام المقاربة‬
‫األولى بدور المقاول فقط‪ ،‬تم إهمال ونسيان بأن النجاح ال يرتبط فقط بالخصائص والصفات الشخصية‪ ،‬بل‬
‫يتضمن أيضا تأثير العائلة التي نبت منها ذلك المقاول‪ ،‬والمجتمع الذي استلهم منه ثقافته‪ .‬فالمبادرة الفردية‬
‫ال معنى لها بدون وجود ظروف اجتماعية‪ ،‬اقتصادية وسياسية مشجعة على المقاولة‪.‬‬

‫والعلم الذي تأسست عليه هذه المقاربة هم علم النفس‪ ،‬وذلك من خالل أعمال ‪D.C.Mc.CLELLAND‬‬
‫في بداية عشرية الستينات من القرن العشرين‪ ،‬وهو من أوائل الباحثين الذين اهتم بالروابط الموجودة بين‬
‫نشاطات األفراد (المقاولين) ومحيطهم (القيم‪ ،‬االعتقادات والمحفزات)‪ .‬مع العلم أنه في ذلك الوقت لم تعرف‬
‫‪9‬‬
‫المقاولة بعد كمجال للبحث‪ ،‬ولم تعتبر المقاربة السلوكية كنظرية لتفسير الظواهر المقاوالتية‪.‬‬

‫واألساس الذي يستند عليه تحليله‪ ،‬هو أن التطور االقتصادي يفسر بروح المقاولة‪ ،‬والتي مصدرها "الحاجة‬
‫لتحقيق الذات"‪ ،‬ووضع الباحث فرضية تقول أن هذه الصفة النفسية مستقرة نوعا ما‪ ،‬واذا احتضنها محيط‬
‫مشجع على المقاولة‪ ،‬فسوف تجهز االفراد الختيار المقاولة كمسار مهني‪.‬‬

‫فهذه المقاربة اهتمت أكثر بالمتغيرات المحيطية‪ ،‬واألسباب التي تقود االفراد الختيار المسار المقاوالتي‪ .‬وقد‬
‫اهتمت العديد من العلوم (علوم التسيير‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬علم اإلنسان‪...‬الخ) لتفسير‬
‫السلوكات المقاوالتية المرتبطة بالمحيط الذي تحدث فيه‪.‬‬

‫وبداية ظهور هذه النظرية كان في بداية الستينات من القرن الماضي ط أر تحول كبير في طبيعة األسئلة‬
‫التي يطرحها الباحثون في سياق بحثهم في مجال المقاوالتية‪ ،‬ويرجع ذلك ألسباب عديدة أهمها عجز المقاربة‬
‫الوصفية عن إيجاد تفسير متكامل للظاهرة محل الدراسة‪ ،‬وهو ما نقل مجال الدراسة من العلوم االقتصادية‬
‫إلى العلوم السلوكية‪ ،‬حيث تهتم المقاربة السلوكية بدراسة سلوك المقاول في ظل التأثر ببيئته الثقافية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية والسياسية‪..‬الخ‪ ،‬ولقد سيطرت هذه المقاربة من بداية الستينات من القرن الماضي‬
‫حتى نهاية الثمانينات‪ ،‬واهتم عدد كبير من الباحثين بدراسة خصائص وسمات المقاول‪ ،‬وأصبح البحث في‬

‫‪9‬سالمي منيرة‪ ،‬دراسة وتحليل واقع المقاولة النسوية بالجزائر –دراسة ميدانية على عينة من المقاوالت‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،9010/9012‬ص‪.11‬‬

‫‪8‬‬
‫الظاهرة المقاوالتية ينطلق من أسئلة أساسية منها‪ :‬من هو المقاول؟‪ ،‬ما هي صفاته وسماه الشخصية؟ هل‬
‫المقاوالتية غريزة في شكل مجموعة من الصفات والخصائص الفطرية التي تولد مع المقاول؟‬

‫وانطلق معظم الباحثين من فرضية أساسية مفادها أن المقاولين يختلفون عن غيرهم‪ ،‬وبالتالي ركزت هذه‬
‫المقاربة على البحث في الخصائص السيكولوجية والسمات الشخصية للمقاولين‪ ،‬وكذا دوافعهم ومحفزاتهم‬
‫وسلوكاتهم‪ ،‬إضافة إلى أصولهم ومساراتهم االجتماعية‪ ،‬بحثوا أيضا في السيرة الذاتية (البيانات الشخصية)‬
‫كل ذلك كان في محاولة منهم لوضع صورة نمطية للمقاول من خالل صفاته وخصائصه‪ ،‬حتى نتمكن من‬
‫معرفة المقاولين المحتملين ومن منهم يمكن أن ينجح‪.‬‬

‫وأشار ‪ Nicolau, Shane, Cherkas , Hunkin et al 2008‬إلى العالقة الكبيرة بين الصفات الوراثية‬
‫والسلوك المقاوالتي‪ ،‬حيث أكدوا في دراساتهم أن ما نسبته ‪ %17‬إلى ‪ %29‬من التباين في السلوك المقاوالتي‬
‫‪10‬‬
‫يرجع إلى الصفات الوراثية وليس إلى بيئة التنشئة‪.‬‬

‫عالم نفس في جامعة هارفرد ‪ ، Arnold McClelland -1961-‬كان أول من قام بدراسة في مجال‬
‫المقاوالتية انطالقا من العلوم السلوكية‪ ،‬وذلك في عمله الرائد بعنوان )‪ ،(The Achieving Spciety‬حيث‬
‫بنى ‪ McClelland‬على أعمال ‪ Max Weber‬الذي درس التفاعل ما بين الثقافة والتطور االقتصادي‬
‫للمجتمع وتوصل إلى أن تعاليم وقيم المسيحية البروتستانتية كانت السبب في ظهور بعض الصفات‬
‫والخصائص في المجتمعات الغربية‪ ،‬مما سمح بتطور الرأسمالية في تلك المجتمعات‪ ،‬وأضاف‬
‫‪ McClelland‬على أفكار ‪ Weber‬أن القيم والقواعد البروتستانتية السائدة في المجتمع الغربي آنذاك أدت‬
‫إلى تشجيع الفرد على االعتماد على الذات‪ ،‬وهو ما ولد سلوكا مكتسبا هو الحاجة لإلنجاز ‪The need‬‬
‫‪ ،for achievement‬وبعد العديد من الدراسات التجريبية ربط ‪ McClelland‬بين حاجة المجتمع لإلنجاز‬
‫وتطوره االقتصادي‪ ،‬وقام بعدها بوضع نظرية الخصائص السيكولوجية للمقاولين‪ ،‬والتي بين من خاللها‬
‫عددا من خصائص المقاول‪ ،‬والتي تتمثل برأيه في‪ :‬الحاجة المرتفعة لإلنجاز‪ ،‬الثقة الكبيرة بالنفس‪ ،‬يمتلك‬
‫مها ارت حل المشكالت‪ ،‬االستقاللية‪ ،‬يتحمل المخاطر‪ ،‬يتحمل المسؤولية‪.‬‬

‫دحض ‪ Gartner 1262‬نظرية ‪ ،McClelland‬وقال أن تطبيقها على أرض الواقع معيب‪ ،‬وبدوره اشترط‬
‫في أي فرد كي يصبح مقاوال أن ينشئ مؤسسته الخاصة‪ ،‬مستندا في منطقه على قاعدة أن المقاول ال يعني‬
‫بالضرورة المقاوالتية ولكن العكس صحيح‪ ،‬ودعمت أعمال ‪ Gartner‬خالل النقاشات التي دارت حول‬

‫‪10‬لفقير حمزة‪ ،‬روح المقاولة وانشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر دراسة حالة مقاولي والية برج بوعريريج‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة بومرداس‪ ،‬سنة ‪ .9017/9018‬ص‪.10‬‬

‫‪9‬‬
‫مصداقية نظرية الخصائص السيكولوجية‪ ،‬ومن بين االنتقادات قال ‪ Carsrud and Krueger 1995‬أن‬
‫النظرية اعتمدت على افتراضات مبسطة حول الشخصية والسلوك المقاوالتي‪ ،‬وأن االرتباط بين السمات‬
‫الشخصية وأداء المشروع يصعب تحديده بسبب تدخل عدة متغيرات وسيطة في الظاهرة‪.‬‬

‫ميز ‪ Landstrom 1999‬في دراساته السلوكية للمقاوالتية بين توجهين أساسين هما‪ :‬التوجه التحليلي‬
‫‪ ،Analytically oriented research‬وتوجه التحليل النفسي ‪psychoanalytically oriented‬‬
‫‪ research‬حيث تركز المنهجية األولى على الخصائص والصفات المقاوالتية‪ ،‬بينما المنهجية الثانية تؤكد‬
‫أن السلوك المقاوالتي ناتج عن تراكم خبرات وتجارب سابقة متعلقة بالبيئة المعاشة‪.‬‬

‫‪ -3.3‬المقاربة العملياتية‪( :‬مقاربة السيرورة المقاوالتية ‪)The Entrepreneurial Process‬‬

‫هذه المقاربة أظهرت القيود المفروضة على المقاربة السابقة‪ ،‬واقترحت االهتمام بماذا يفعل المقاول‪ ،‬وليس‬
‫شخصه‪ ،‬حيث تعدد وتنوع المقاولين والمقاوالت ومشاريعهم عبئ العديد من الباحثين لدراسة المسار‬
‫المقاوالتي‪ ،‬هذا األخير يمكن تعريفه كما يلي‪" :‬المسار المقاوالتي يتضمن جميع الوظائف والنشاطات‬
‫واألفعال المتضمنة إلدراك الفرص وانشاء المؤسسة التي تلحق بها"‪ ،‬من خالل هذا التعريف نالحظ تصورين‬
‫اثنين‪ ،‬األول يتعلق بالظهور التنظيمي (إنشاء المؤسسة) والثاني المتعلق بالفرصة المقاوالتية (فرصة‬
‫األعمال)‪ ،‬فالظهور المقاوالتي يتعلق بتصور ‪ GARTNER‬الذي يعتبر المقاولة ظاهرة ترتكز على إنشاء‬
‫وتنظيم مؤسسات جديدة‪ ،‬كما أن النموذج التفاعلي المتبنى من قبل ‪ GARTNER‬يتكون من أربعة أبعاد‬
‫"البيئة‪ ،‬األفراد‪ ،‬المسار والتنظيم"‪.‬‬

‫أما ‪ VENKATARMAN‬الذي يدافع على عن فكرة "فرصة األعمال" فهو يختلف عن وجهة النظر المتعلقة‬
‫بالظهور التنظيمي لـ ‪ GARTNER‬وذلك بدال من بروز أو ظهور تنظيم جديد فإنه يركز على ظهور‬
‫نشاطات اقتصادية جديدة‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن معظم الدراسات تركز على العوامل البيئية واالجتماعية‬
‫‪11‬‬
‫والخصائص الفردية لتفسير السلوك المقاوالتي‪ ،‬بظهور نشاط ابتكاري جديد من عدمه‪.‬‬

‫من أبرز االنتقادات التي وجهت لمناهج البحث في المقاوالتية عدم قدرتها على توحيد التعارف الخاصة بكل‬
‫من مصطلحي المقاول والمقاوالتية‪ ،‬ففي محاولة من ‪ Gartnet 1990‬لحصر مختلف التعاريف المتعلقة‬
‫بالمقاول‪ ،‬وجد أنها ال تقل عن ‪ 20‬وصفا لهذا المصطلح‪ ،‬وقام ‪ Marris 1226‬بتحليل أكثر دقة للمنشورات‬

‫بدراوي سفيان‪ ،‬ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري المقاول دراسة ميدانية بوالية تلمسان‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬سنة‬ ‫‪11‬‬

‫‪ ،9010/9012‬ص‪.19‬‬

‫‪10‬‬
‫العلمية المتعلقة بالمقاوالتية حيث وجد ‪ 77‬تعريفا مختلفا‪ ،‬وقبل ذلك طرح ‪ Gartner 1988‬سؤاال كبي ار‬
‫كان عنوانا لمقاله الشهير » ‪( « Who is an entrepreneur ? is the question wrong‬من هو‬
‫المقاول؟ هل هو السؤال الخطأ؟) حيث تساءل عن مدى فعالية المقاربة السلوكية في الوصول لنتائج ذات‬
‫قيمة في مجال البحث في المقاوالتية‪ ،‬وسنة ‪ 1220‬نشر مقاال آخر بعنوان "عن ماذا نتكلم عندما عن‬
‫‪12‬‬
‫المقاوالتية؟" ودعم كل من ‪ Stevenson and Jarillo 1990‬أعمال ‪.Gartner‬‬

‫‪ -3.3‬نموذج تكوين الحدث المقاوالتي لـ ‪SOKOL‬و ‪:SHAPERO‬‬

‫والفكرة األساسية للنموذج أن يبادر الفرد بتغيير كبير ومهم لتوجهه في الحياة‪ ،‬مثل اتخاذ قرار إنشاء مؤسسته‬
‫الخاصة‪ ،‬فيجب أن يسبق هذا القرار حدث ما يقوم بإيقاف وكسر الروتين المعتاد‪( .‬كما يوضح ذلك الشكل‬
‫الموالي)‪.‬‬

‫الشكل ‪ :1‬مسار التغيير في الحياة نموذج ‪SOKOL et SHAPERO‬‬


‫اإلنتقاالت السلبية‪:‬‬
‫الهجرة اإللزامية‬
‫طرد من العمل‬
‫إدراك إمكانية اإلنجاز‬
‫إدراك الرغبات‪:‬‬ ‫الطالق‬
‫الدعم المالي‬
‫الثقافة‬ ‫األوضاع الوسيطية‪:‬‬
‫نماذج مقاولين‬ ‫الخروج من الجيش‬
‫إنشاء مؤسسة‬ ‫العائلة‬ ‫الخروج من المدرسة‬
‫شركاء‬
‫الزمالء واألصدقاء‬ ‫الخروج من السجن‬
‫وسائل أخرى للدعم‬
‫التأثيرات اإليجابية‪:‬‬
‫من الشركاء‬
‫من المستثمرين‬
‫من المستهلكين‬
‫من األسواق المحتملة‬
‫المصدر‪ :‬سالمي منيرة‪ ،‬قريشي يوسف‪ ،‬التوجه المقاوالتي للمرأة في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث ‪،9010_06‬‬
‫ص‪.90‬‬

‫ويمكن شرح هذا النموذج كما يلي‪:‬‬

‫المجموعة األولى‪ :‬المؤثرات البيئية وتشمل العوامل أو المؤثرات البيئية التي تحرك الحدث المقاوالتي‪ ،‬والتي‬
‫تؤثر على تباين درجة قوتها على قيم الفرد ورغباته‪ ،‬وهكذا تقود هذه المجموعة من العوامل إلى المجموعتين‬

‫‪ 12‬لفقير حمزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬سنة ‪ .9017/9018‬ص‪.17‬‬

‫‪11‬‬
‫المواليتين المتمثلتين في إدراك الرغبات وادراك إمكانية اإلنجاز‪ ،‬وهما مرتبطتان بشكل وثيق بالمحيط الثقافي‬
‫واالجتماعي واالقتصادي الذي يعيش فيه الفرد‪ ،‬والذي يكون تأثيره متباينا من فرد إلى آخر‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬إدراك الرغبة‪ ،‬وهي قيمة تنشأ أوال من المحيط العائلي واألصدقاء لتنتقل إلى بقية دوائر‬
‫المجتمع‪ ،‬هذا األخير الذي يلعب دو ار مهما من خالل مدى تشجيعه لروح المبادرة واالهتمام واإلبداع‬
‫واالستقاللية‪ ،‬كما تلعب التجارب السابقة في هذا المجال دو ار محوريا في تقوية الرغبة لدخول عالم المقاوالتية‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬إدراك إمكانية اإلنجاز‪ ،‬وهي المرحلة التي تظهر للفرد مدى قدرته على إدراك أنواع الدعم‬
‫الضروري والمتوفر لتحقيق فكرته‪ ،‬الدعم المالي الذي يعد ركيزة أساسية إلنشاء المقاولة‪ ،‬سواء كان مصدر‬
‫هذا الدعم مدخراته الخاصة أو مساهمات العائلة واألصدقاء أو مختلف أنواع الدعم المالي الذي توفره‬
‫المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو برامج الدعم‪.‬‬

‫‪ -5.3‬المقاربات المختلفة للبحث في المقاوالتية‬

‫المقاوالتية ظاهرة موجودة منذ القدم‪ ،‬لكن يبقى من الصعب إعطاء مفهوم منفرد للمقاول والمقاوالتية يتفق‬
‫عليهما جميع الكتاب‪ ،‬ومن خالل الجدول التالي ننبه إلى المقاربات الرئيسية حول مفهوم وخصائص المقاول‬
‫في حاالت مختلفة عبر الزمن‪.‬‬

‫الجدول ‪ :1‬المقاربات المختلفة في المقاوالتية‬

‫كيف؟ ? ‪How‬‬ ‫من ولماذا؟ ? ‪Who Why‬‬ ‫ماذا؟ ? ‪What‬‬ ‫األسئلة الرئيسية‬
‫مقاربة السيرورة المقاوالتية‬ ‫المقاربة السلوكية‬ ‫المقاربة الوظيفية‬
‫بداية الخمسينات من القرن بداية التسعينات من القرن‬ ‫‪ 900‬سنة األخيرة‬ ‫المجال الزمني‬
‫الماضي‬ ‫الماضي‬
‫علوم التسيير‬ ‫‪-‬‬ ‫علم النفس‬ ‫‪-‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫الحقل العلمي‬
‫علم العمل‬ ‫‪-‬‬ ‫علم االجتماع‬ ‫‪-‬‬
‫نظريات المنظمات‬ ‫‪-‬‬ ‫علم النفس المعرفي‬ ‫‪-‬‬
‫األنتروبولوجيا‬ ‫‪-‬‬
‫مراحل إنشاء نشاط‬ ‫‪-‬‬ ‫الخصائص‬ ‫‪-‬‬ ‫وظائف المقاول‬ ‫هدف الدراسة‬
‫جديد أو مؤسسة‬ ‫الشخصية‬
‫جديدة‪.‬‬ ‫سمات األفراد‬ ‫‪-‬‬
‫المقاولون والمقاولون‬ ‫‪-‬‬
‫المحتملون‬
‫‪-‬كمية‬ ‫‪-‬كمية‬ ‫كمية‬ ‫المنهجية‬
‫‪-‬كيفية‬ ‫‪-‬كيفية‬

‫‪12‬‬
‫المقاول يلعب أو ال يلعب دور مهم في المقاولون مختلفون عن غيرهم‪ .‬العمليات المقاوالتية تختلف عن‬ ‫الفرضيات األساسية‬
‫غيرها‪.‬‬ ‫النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪-‬المؤسسات‬ ‫‪-‬المقاولون‬ ‫‪-‬الدولة‬ ‫المهتمون بالدراسة‬
‫‪-‬المقاولون‬ ‫‪-‬المقاولون المحتملون‬ ‫‪-‬المجتمعات والهيئات المحلية‬
‫‪-‬المقاولون المحتملون‬ ‫‪-‬النظام التعليمي والتكويني‬ ‫‪-‬المسؤولون االقتصاديون‬
‫‪-‬المكونون‬
‫‪-‬الهيئات المقاوالتية‪.‬‬
‫‪Source : A.Fayolle, Introduction à l’entreprenariat, édition Dunod, 2005, P17.‬‬

‫وبناءا على ما سبق‪ ،‬قد حددت النظرية االقتصادية الحديثة ثالث صفات للشخص المقاول هي‪ :‬السلطة‬
‫والمعرفة واالستعداد للقيام بإدارة األعمال في بيئة تتخذ صفة الخطورة‪ .‬فأهم ما حددته النظرة الحديثة لصفات‬
‫المقاول هو امتالكه للسلطة‪ ،‬وهو أمر شبه مغيب في الجزائر‪ ،‬حيث يبقى مشروعه رهين الق اررات السياسية‬
‫‪13‬‬
‫بما يمليه من ق اررات بيروقراطية‪.‬‬

‫‪ .3‬مقومات المقاول الشخصية والسلوكية واإلدارية‬

‫إن انتشار المشاريع الصغيرة في بلد ما ال يكون إال بوجود فئة من المقاولين الناجحين القادرين على خلق‬
‫عنصر اإلبداع في المؤسسات‪ ،‬ولعل ذلك يطرح مجموعة من األسئلة لمعرفة من هو المقاول؟ وما هي‬
‫مميزاته؟ ويمكن أن نلخص خصائص ومميزات المقاول فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1.3‬المقومات الشخصية للمقاول‬

‫يحتاج الشخص إلى مواصفات ومقومات معينة لتجعل منه المقاول الناجح‪ ،‬وذلك عن طريق الدمج بين‬
‫المقومات الشخصية وأخرى بيئية وادارية‪ ،‬وتتمثل الخصائص الشخصية للمقاول في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ -1‬الثقة في النفس‪ :‬عن طريق الثقة بالنفس يستطيع المقاولون أن يجعلوا من أعمالهم أعماال ناجحة‪،‬‬
‫ألنهم يملكون شعو ار متفوقا واحساسا بأنواع المشاكل المحتملة المختلفة بدرجات أعلى‪ ،‬فميزة‬
‫اإلحساس باألمان التي يبحث عنها األفراد عادة ال تحد من قدرتهم وحريتهم في السيطرة على‬

‫‪ 13‬حديدان صبرينة‪ ،‬المقاوالتية في الجزائر أي واقع؟ وأي مستقبل؟ وجهة نظر سوسيولوجية‪ ،‬مجلة آفاق علمية‪ ،‬جامعة تمنراست‪ ،‬مجلد‬
‫‪ 2‬عدد ‪ .9017 ،9‬ص‪.97‬‬

‫‪14‬سعودي آمنة‪ ،‬بعيطيش شعبان‪ ،‬أثر مقومات الفكر المقاوالتي في تحقيق اإلبداع في المشاريع المقاوالتية دراسة على طلبة الماستر‪،‬‬
‫مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬العدد االقتصادي ‪ ،9017 )01(18‬ص‪.72‬‬

‫‪13‬‬
‫األمور‪ ،‬ويعتبرون حدوث الخطأ وتحمله جزء كبير من ضريبة األعمال‪ ،‬ودافع كبير لإلبداع والتطوير‬
‫واضافة قيم وخدمات جديدة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -9‬الطاقة والحركية‪ :‬سلوك ضروري ال يمكن االستغناء عنه ألن عملية إنشاء مؤسسة تتطلب بذل‬
‫جهد معتبر وتهيئة الوقت الكافي والطاقة الالزمة إلنجاز مختلف االنشطة‪.‬‬
‫‪ -1‬القدرة على حل مختلف المشاكل‪ :‬فقد تواجه المقاول عدة عقبات وهذا ما يفرض عليه محاولة حلها‬
‫واللجوء في بعض األحيان إلى أطراف أخرى‪ ،‬ومع ذلك ال يمكن نقل كل المشاكل إلى استشاري‬
‫ما ألن ما قد يشكل له مشكلة ال يكون كذلك بالنسبة إلى استشاري أو مساعد‪ ،‬لكل شخص ردة‬
‫فعله الخاصة تجاه مشكل ما‪.‬‬
‫‪ -2‬تقبل الفشل‪ :‬يشكل الفشل جزء من النجاح‪ ،‬وبالنسبة للمقاول الفشل‪ ،‬الخطأ والحلم هي مصادر‬
‫الستغالل فرص جديدة‪ ،‬وبالتالي تحقيق نجاحات مستقبلية‪.‬‬
‫‪ -0‬قياس المخاطر‪ :‬ينبغي أن يكون المقاول قد قدر المخاطر التي ستواجهه في المستقبل سواء كانت‬
‫على المدى المتوسط أو البعيد‪ ،‬فال يجب أن يعتمد على الحظ الذي ناد ار ما يتكرر‪ ،‬فالنجاح يأتي‬
‫نتيجة لجهود طويلة وعمل دائم وتقييم مستمر لألعمال واألنشطة‪.‬‬
‫‪ -8‬االبتكار واإلبداع‪ :‬من أجل أن تستمر المؤسسة يجب أن تتطور من ناحية منتجاتها وهياكلها‬
‫ومخططها االجتماعي‪ ،‬لهذا تنشأ ضرورة لالنفتاح على االبتكار والتطوير‪ ،‬وهذا ما يتطلب قدرة‬
‫على التحليل واستعداد لتوفير الطاقة الالزمة لالستجابة للتوجهات الجديدة التي ستكون مفاتيح‬
‫تطوير المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -7‬الحاجة لإلنجاز‪ :‬أي تقديم أفضل أداء والسعي إلى انجاز األهداف وتحمل المسؤولية والعمل على‬
‫االبتكار والتطوير المستمر والتمييز‪ ،‬ولذلك فالمقاول دائما يقيم أداؤه وانجازه في ضوء معايير قياسية‬
‫وغير اعتيادية‪.‬‬
‫‪ -6‬الرؤية المستقبلية‪ :‬أي التطلع إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية وامكانية تحقيق مركز متميز ومستويات‬
‫ربحية متزايدة‪.‬‬
‫‪ -2‬التضحية والمثابرة‪ :‬يعتقد المقاولون بأن تحقيق النجاحات وضمان استم ارريتها‪ ،‬إنما يتحقق من‬
‫خالل المثابرة والصبر والتضحية برغبات آنية من أجل تحقيق آمال وغايات مستقبلية‪ ،‬ولذلك‬
‫فالضمانة األكيدة لهذه المشروعات إنما تنبع من خالل الجد واالجتهاد والعطاء‪.‬‬
‫الرغبة في االستقاللية‪ :‬ويقصد بها االعتماد على الذات في تحقيق الغايات واألهداف‪،‬‬ ‫‪-10‬‬
‫والسعي باستمرار إلنشاء مشروعات مستقلة ال تتصف بالشراكة خاصة عندما تتوفر لديهم الموارد‬
‫الكافية‪ ،‬كما يستبعد المقاولون العمل لدى اآلخرين تجنبا لحاالت التحجيم بحيث يتمكنون من التعبير‬
‫‪14‬‬
‫والتجسيد الحقيقي ألفكارهم وآرائهم وطموحاتهم‪ ،‬كما يوفر لهم إنشاء المؤسسات الخاصة الدخل‬
‫الكافي للمعيشة وتحقيق الثراء‪ ،‬إلى جانب التحكم في شؤون العاملين لديهم مما يعطيهم االستقاللية‬
‫في العمل‪ ،‬وهذا ما سماه ‪ SHUMPETER‬بالمملكة الصغيرة‪.‬‬

‫‪ .2.3‬المقومات السلوكية للمقاول‬

‫يمتلك المقاول نوعين من المهارات نلخصها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬المهارات التفاعلية‪ :‬وتمثل مجموعة من المهارات من حيث بناء وتكوين عالقات إنسانية بين‬
‫العاملين واإلدارة والمشرفين على األنشطة والعملية اإلنتاجية‪ ،‬والسعي لخلق بيئة تفاعلية تستند إلى‬
‫التقدير واالحترام والمشاركة في حل المشكالت ورعاية وتنمية االبتكارات‪ ،‬فضال عن تحقيق العدالة‬
‫في توزيع المهام وتقسيم األنشطة واقامة قنوات اتصال متفاعلة تضمن سير العمل بروح الفريق‬
‫الواحد‪ ،‬وهذه المهارات توفر األجواء لتحسين اإلنتاجية وتطوير‪.‬‬
‫‪ -9‬المهارات التكاملية‪ :‬المقاولون يسعون باستمرار إلى تنمية مهاراتهم التكاملية بين العاملين‪ ،‬حيث‬
‫تصبح المؤسسة أو المشروع وكأنه خلية عمل متكاملة وتضمن إنسانية األعمال والفعاليات بين‬
‫الوحدات واألقسام‪.‬‬

‫‪.3.3‬المقومات اإلدارية للمقاول‪:‬‬


‫‪15‬‬
‫تشتمل على تشكيلة أو توليفة متنوعة من المهارات نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬المهارات اإلنسانية‪ :‬تتمثل بالمهارات الخاصة بالتعامل اإلنساني والتركيز على إنسانية العاملين‪،‬‬
‫ظروفهم اإلنسانية واالجتماعية وتهيئة األجواء الخاصة بتقدير واحترام الذات‪ ،‬فضال عن احترام‬
‫المشاعر اإل نسانية والكيفية التي يتم بها استثمار الطاقات خالل بيئة عمل تركز على الجانب‬
‫السلوكي واإلنساني‪.‬‬
‫‪ -9‬المهارات الفكرية‪ :‬وتتطلب إدارة المشروعات مجموعة المهارات الفكرية وامتالك المعارف والجوانب‬
‫العلمية والتخطيطية والرؤيا إلدارة مشروعه والقدرة على تحديد السياقات والنظم وصياغة األهداف‬
‫على أسس الرشد والعقالنية‪.‬‬

‫‪15‬سعودي آمنة‪ ،‬بعيطيش شعبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -1‬المهارات التحليلية‪ :‬وتهتم بتفسير العالقات بين العوامل والمتغيرات المؤثرة حاليا ومستقبليا على أداء‬
‫المشروع وتحليل األسباب وتحديد عناصر القوة والضعف الخاصة بالبيئة الداخلية للمشروع‪،‬‬
‫وعناصر الفرص والتهديدات المحيطة بالمشروع في بيئته الخارجية‪ ،‬تحديد أثر ذلك على المركز‬
‫التنافسي للمؤسسة‪ ،‬وسلوكيات المنافسين وتصوراتهم المستقبلية وكذا سلوكيات المستهلكين وأثر ذلك‬
‫على الحصة السوقية للمشروع‪ ،‬والجوانب المالية والمحاسبية واإلنتاجية والتسويقية وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬المهارات الفنية (التقنية)‪ :‬وتتمثل في المهارات األدائية ومعرفة طبيعة العالقات بين المراحل‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬والمهارات التصميمية للسلع ومعرفة كيفية أداء العديد من األعمال الفنية خاصة فيما‬
‫يتعلق بتصميم المنتج وكيفية تحسين أدائه وكل ما يرتبط بالجوانب التشغيلية‪ ،‬ومعرفة كيفية تركيب‬
‫األجزاء وصيانة بعض المعدات واآلالت‪ ،‬والمكونات األساسية لآلالت والمعدات‪ ،‬وهذه المهارات‬
‫تكون ذات تأثير كبير في بعض المشروعات‪ ،‬كما هو الحال في مصانع المالبس واألقمشة‪ ،‬أو‬
‫الشركات ذات الطبيعة التصنيعية والفنية كالنجارة والمشاغل األخرى‪ ،‬وحتى في بعض المجاالت‬
‫الخدمية كصيانة األجهزة الكهربائية والمعدات األخرى‪ ،‬حيث ينظر العاملين إلى المقاولين وكأنهم‬
‫المرجع األساسي لهم في هذا النشاط‪.‬‬

‫خالصة المحور األول‪:‬‬

‫لقد تم من خالل هذا المحور التطرق إلى أهم الجوانب النظرية المتعلقة بالمقاول والمقاوالتية‪ ،‬باعتبار أن‬
‫المقاول العنصر األساسي الذي تقوم عليه عملية إنشاء المؤسسة‪ ،‬دون إهمال الموارد األخرى المساهمة في‬
‫عملية تجسيد األفكار والمخططات‪ .‬واذا تتبعنا مختلف الدراسات واألبحاث من أجل الوصول إلى تعريف‬
‫واضح لكل من المقاول والمقاوالتية نجد أنفسنا في كم هائل من التعاريف التي تقع ضمن مجاالت بحث‬
‫وتخص صات مختلفة‪ ،‬إذ أن موضوع المقاوالتية شمل عدة تخصصات بعد أن كان حك ار على مجال‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث انتقل الباحثون من البحث في الدور الذي يلعبه المقاول في االقتصاد على السؤال عن‬
‫ماهية المقاول في حد ذاته والخصائص التي تميزه عن غيره‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬ثقافة وروح المقاوالتية واالمكانيات المكونة لها‬
‫المحور الثاني‪ :‬ثقافة وروح المقاوالتية واالمكانيات المكونة لها‬
‫إن هدف التغيير الثقافي ونمط التفكير لدى خريجي الجامعات الجدد أمر ظاهر وبارز لدى كافة‬
‫الجامعات وفي جميع أنحاء العالم‪ ،‬حيث أنها عملية معقدة ولها نتائج استراتيجية يمكن حصدها على المدى‬
‫البعيد‪ ،‬وان النتائج الرئيسية نحو دعم ونشر ثقافة المقاوالتية تتم من خالل استخدام البحث العلمي كمفتاح‬
‫في التطبيقات العملية‪ ،‬وأن يركز على كيفية الحصول على المعرفة وانتاجها‪.‬‬

‫‪ .1‬الثقافة وروح المقاوالتية‪:‬‬

‫روح المقاوالتية مرتبطة بمبادرة ونشاط األفراد الذين لديهم إرادة تجري أشياء جديدة أو القيام باألشياء بشكل‬
‫مختلف وهذا نظ ار لوجود إمكانية للتغيير وهؤالء األفراد ليس بالضرورة أن يكون لهم اتجاه أو رغبة إلنشاء‬
‫مؤسسة أو حتى تكوين مسار مهني مقاوالتي ألن هدفهم يسعى لتطوير قدرات خاصة للتماشي والتكيف مع‬
‫التغيير وهذا عن طريق عرض أفكارهم والتصرف بكثير من االنفتاح والمرونة والبعض اآلخر يتعمقون‬
‫ويعتبرون أن روح المقاوالتية تتطلب تحديد الفرص وجميع الموارد الالزمة والمختلفة من أجل تحويلها‬
‫لمؤسسة‪.1‬‬

‫حتى يكون هناك نشاط مقاوالتي يجب توفر ثقافة مقاوالتية وهو مفهوم ال يختلف عن ماهية الروح المقاوالتية‪،‬‬
‫حيث عرفها البعض على أنها مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة من فرد أو مجموعة من األفراد إضافة‬
‫إلى بعض تأثيرات العوامل الخارجية ومحاولة استغاللها‪.‬‬

‫ويمكن أن نتعرض لثقافة المقاولة باعتبارها نظاما‪ ،‬أي أنها مجموعة من المدخالت المتمثلة في األفكار‪،‬‬
‫القيم‪ ،‬الموارد‪ ،‬المعارف‪ ،‬الخبرات ‪..‬الخ‪ ،‬ثم العمليات التي هي عبارة عن مسار اإلنشاء وتفاعل العناصر‬
‫المكونة للمدخالت ثم المخرجات التي تتمثل في السلوكات‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬االستراتيجية‪ ،‬المنتجات‪ ،‬الخدمات‪،‬‬
‫الصورة‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫ثقافة أو روح المقاولة هي أيضا مجموعة من القيم الخاصة بالمقاول‪ ،‬منها االستقاللية والرغبة واألخذ‬
‫بالمخاطر‪ ،‬كما أنها مجموعة من المبادئ والقيم التنظيمية التي ترافق المسار المقاوالتي من الفكرة إلى‬
‫التجسيد‪ ،‬إنها الروح المقاوالتية التي تنظم الممارسة التسييرية وتوجهها لتحقيق األهداف‪ ،‬كما أنها تعبر عن‬
‫الفكر المؤسساتي والقيم الثقافية الجماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Catherine Lger Janiou, Le grand livre de l’entreprenariat, Dunod, Paris, 2013, p26.‬‬

‫‪18‬‬
‫كما تعرف على أنها "مجموعة الكفاءات وخاصة المعارف العملية ‪ Du savoir-faire‬و ‪savoir-être‬‬
‫(كاالستقاللية‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬تحمل المسؤولية‪ ،‬اإلبداع واالبتكار‪ ،‬رؤية القائد‪ ،‬روح الفريق‪ ،‬األخالق‬
‫والتضامن) المكتسبة من الحياة من أجل مواجهة الرهانات بشكل صحيح بالنسبة للفرد‪ ،‬المجموعة‪ ،‬المجتمع‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الوطن‪ ،‬التنظيم أو التفاعل في التغيير"‪.‬‬

‫‪ .2‬النية المقاوالتية‪:‬‬

‫وقد عرفها )‪ (Krueger, Reilly and Carsud, 2000‬بأنها مؤش ار قويا على السلوكيات الفردية‬
‫المخططة‪ ،‬خصوصا عندما يكون هذا السلوك نادر‪ ،‬من الصعب مراقبته‪ ،‬أو ال يمكن التنبؤ به‪ .‬يعرفها‬
‫‪ Thompson 2009‬على أنها قناعة االعتراف بالنفس في إقامة مشروع جديد والتخطيط للقيام به في‬
‫المستقبل‪ .‬ويرى ‪ Hernandez et Marco‬أن الجسر بين النية والفعل هو قرار‪ 3‬كما هو موضح في‬
‫الشكل ‪ :2‬مراحل االنتقال من النية المقاوالتية إلى الفعل‬ ‫الشكل‪:2‬‬

‫الحفاظ على النية‬

‫االنطالق‬ ‫اإلرادة‬

‫الفعل (اإلنشاء)‬ ‫اتخاذ‬


‫النية المقاوالتية‬
‫القرار‬
‫التوقف عن‬
‫النشاط‬ ‫الوضعية‬

‫التخلي عن النية‬

‫إنطالق العملية‬ ‫إدراك العملية‬

‫‪Source : Malek bourguiba, De l’intention à l’action entrepreneuriale : approche comparative‬‬


‫‪auprés de rpe françaises et tunisiennes, thèse de doctorat en science de gestion, Universitéde‬‬
‫‪nancy2, France, 2007, P38.‬‬

‫‪2‬فوزي لوالبية‪ ،‬محمد سمير طعيبة‪ ،‬محمد علي جودي‪ ،‬در المقاوالتية كآلية لنشر الفكر المقاوالتي في الوسط الجامعي جامعة الجلفة‪،‬‬
‫مجلة اقتصاديات األعمال والتجارة‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ .2102 ،2‬ص‪.071‬‬

‫‪3‬نفيسة خميس‪ ،‬عواطف محسن‪ ،‬دور التكوين الجامعي في تفعيل النية المقاوالتية لدى الطلبة‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد‬
‫حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد‪ ،2‬ديسمبر ‪ .2107‬ص‪.250‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .3‬العوامل الخارجية لتشجيع الثقافة والفكر المقاوالتي‪:‬‬

‫يعتبر المقاول نتاج الوسط الذي ينتمي إليه‪ ،‬حيث أن هناك عوامل عدة تؤثر عليه سواء داخلية أو خارجية‬
‫تدفعه إلى التوجه نحو المقاوالتية وتساهم في تطويرها وتنميتها‪ .‬فالعوامل الداخلية تتعلق أساسا بمجموعة‬
‫من الصفات الشخصية والنفسية التي تميز الفرد المقاول وتأثر على اختياره لطريق المقاوالتية‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للخارجية هناك العديد من العوامل تحيط بالفرد يمكن أن تساهم في بلورة وصقل تفكيره وتحويله من تفكير‬
‫‪4‬‬
‫عادي إلى تفكير مقاوالتي‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬المحيط االجتماعي‪ :‬األسرة‪ ،‬الدين‪ ،‬العادات والتقاليد‪.‬‬


‫‪ -‬هيئات الدعم والمرافقة‪ :‬تلعب هيئات الدعم والمرافقة دو ار أساسيا في الرفع من الثقافة المقاوالتية‪،‬‬
‫وتتمثل هيئات الدعم والمرافقة للمشاريع في الجزائر في‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلطار التنظيمي لدعم ومساندة المقاوالت الخاصة في الجزائر‪ :‬مثل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل‬
‫الشباب‪ ،‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬المجلس الوطني المكلف بترقية المناولة لتكثيف نسيج‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودمجها في األسواق العالمية‪ ،‬المجلس الوطني االستشاري لترقية‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لترقية الحوار وجمع المعلومات االقتصادية من مختلف الجمعيات‬
‫المهنية ومنظمات أرباب العمل‪ ..‬الخ‪ .‬وسيتم التطرق إلى هذا الجانب في الفصول القادمة‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلطار المالي لدعم ومساندة المقاوالت الخاصة في الجزائر‪ :‬نتيجة للدور السلبي للبنوك مع تمتعها‬
‫بسيولة كافية فإنه تم إنشاء صناديق ضمان القروض التالية‪:‬‬
‫‪ -‬صندوق ضمان قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ (FGAR‬في ‪ 00‬نوفمبر ‪ 2112‬كأول‬
‫أداة مالية ساهمت بسد فراغ كبير في إشكالية الضمانات الضرورية للقروض البنكية‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق ضمان قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )‪ (CGCI‬في ‪ 02‬أفريل ‪2114‬‬
‫حيث بدأ نشاطه الفعلي في بداية ‪.2112‬‬
‫إضافة إلى بعض الصناديق الثانوية المساهمة في خدمة أصحاب المشاريع‪ ،‬كصندوق تدعيم‬
‫التصدير )‪ ،(EPE‬الصندوق الوطني للتنمية الفالحية )‪ ،(FNRDA‬صندوق ضمان االستقرار‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة التقليدية‪ ،‬الصندوق‬

‫‪4‬بنون خير الدين‪ ،‬بوالريحان فاروق‪ ،‬دور دار المقاوالتية في نشر الثقافة والفكر المقاوالتي في الوسط الجامعي كأداة لحل مشكلة البطالة‬
‫لدى خريجي الجامعة‪ ،‬مجلة ميالف للبحوث‪ ،‬جامعة الميلة‪ ،‬المجلد ‪ 4‬العدد‪ 0‬جوان ‪ .2102‬ص‪.011‬‬

‫‪20‬‬
‫الوطني لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬صندوق الكفالة المشتركة لضمان أخطار القروض‪ ،‬صندوق البحث‬
‫العلمي والتطوير التكنولوجي‪ ،‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‪.‬‬
‫ج‪ .‬الجامعة والتعليم‪ :‬يعتبر التعليم الجامعي محو ار أساسيا لتطوير مهارات المقاوالتية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫المناهج الدراسة التي يجب أن تركز على تشجيع االستقاللية والمثابرة‪ ،‬الثقة بالنفس وغيرها من‬
‫المهارات المقاوالتية األخرى‪ ،‬كما أن للجامعة دور هام في بناء المعرفة الخاصة بالمقاوالتية وتدريس‬
‫المفاهيم العلمية التي تستند عليها‪.‬‬

‫‪.4‬العناصر المكونة لتعليم روح المقاوالتية‪:‬‬

‫تبنى الروح المقاوالتية على ثالث صفات أساسية تتضمن فحواها جملة من الخصائص الفرعية‪ ،‬والتي نذكرها‬
‫‪5‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬روح المبادرة‪ :‬والتي يمكن تعريفها على أنها الرغبة في التجريب والقدرة على أخذ المخاطرة وتحملها‪،‬‬
‫بحيث يتم التغلب على المشاكل المعترضة وتعديها دون تعريض المؤسسة للخطر‪ .‬وتشتمل هذه‬
‫الخاصية على كافة الوظائف في المؤسسة‪ ،‬حيث أن مقياس المبادرة يتمثل في الجودة‪ .‬والمبادرة‬
‫هي ميزة يتم تعلمها بشكل أساسي من خالل التربصات في المؤسسات التدريبية‪ ،‬إضافة إلى إمكانية‬
‫تعلمها عن طريق اكتساب أساليب وطرق التحليل وحل المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬روح المسؤولية‪ :‬والتي تعرف على أنها تقبل الفشل واإلخفاقات إلى جانب قبول النجاحات‪ .‬حيث‬
‫أن هذه األخيرة ال تعني التركيز على النجاح وحسب‪ ،‬وانما ينبغي على الفرد فهم طرق وأسباب‬
‫التحسين والتطوير بغرض زيادة النجاحات‪.‬‬
‫هذا ويعد الخطأ والفشل من عوامل النجاح للفرد إذا ما تم فهم مكامن الخلل وتصحيحها‪ .‬حيث أن‬
‫اكتساب الفرد المقاول لروح المسؤولية يكون في العمل الجماعي‪ ،‬ولكنه قبل كل شيء يكون في‬
‫العمل الشخصي وقبول التواضع من خالل التقييم اإليجابي أو باألحرى التقييم البناء‪.‬‬
‫وعليه فإن تنمية وتطوير الشباب ال تعني بالضرورة مضاعفة المؤسسات المصغرة وانما تعني إيجاد‬
‫الطرق الكفيلة بتكوين روح استقاللية وحكم ذاتي للشباب في مشوارهم العملي‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على اإلنشاء‪ :‬إن الروح المقاوالتية تتطلب قدرة حقيقية على الخلق فيما يخص االبتكارات‬
‫والتي تؤدي بدورها إلى خلق القيمة في المؤسسة أو المشروع‪ .‬وفي هذا المقام يعتبر اإلبداع األساس‬

‫‪5‬مسيخ أيوب‪ ،‬الجامعة كحاضنة طبيعية ومرجعية حقيقية لبعث الروح المقاوالتية جامعة طيبة نموذجا‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‬
‫الرابع‪ ،‬العدد ‪ ،1‬جامعة بشار‪ ،2102 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪21‬‬
‫والركيزة المحورية لهذه الروح‪ ،‬حيث أن تعلم قواعد االبتكار واإلبداع يحرر الطاقة الالزمة لبناء الروح‬
‫المقاوالتية لدى الطلبة والمتدربين‪.‬‬

‫‪.5‬اإلمكانيات المقاوالتية المرتطةة روح المقاوالتية‪:‬‬

‫اقترح الباحثان ‪ Kearney et Surlemont‬جملة من الخصائص والمهارات والقدرات المقاوالتية والتي‬


‫‪6‬‬
‫ترتبط بشكل أساسي بما يسمى روح المقاوالتية وذلك فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد وتقييم وادارة المخاطر‪،‬‬


‫‪ -‬إيجاد الحلول وتجنب المشكالت‪،‬‬
‫‪ -‬تجميع وتنظيم وتحليل المعلومات‪،‬‬
‫‪ -‬البحث عن الموارد والتسيير الرشيد لها‪،‬‬
‫‪ -‬توليد األفكار االبتكارية وتجسيدها في شكل إبداعات‪،‬‬
‫‪ -‬العمل مع اآلخرين في شكل فريق‪،‬‬
‫‪ -‬االتصاف بالمرونة العالية وتقبل التغيير‪،‬‬
‫‪ -‬القدرة الجيدة على التفاوض والـتأثير‪،‬‬
‫‪ -‬ربط األهداف وفقا للمهارات واإلمكانيات الشخصية المتوافرة في المؤسسة‪،‬‬
‫‪ -‬المراقبة والتقييم المستمرين‪،‬‬
‫‪ -‬أخذ المبادرة‪،‬‬
‫‪ -‬التخطيط والتنظيم‪،‬‬
‫‪ -‬تحمل المسؤولية‪.‬‬

‫‪.6‬دوافع الشطاب نحو المقاوال تية‪:‬‬

‫يمكننا تلخيص العوامل التي يمكن أن تقود الفرد لمجال المقاولة في نموذج يعتبر أساس الدراسات في‬
‫المقاوالتية وهو نموذج تكوين الحدث المقاوالتي لـ ‪ A.Shapero et L.Sokol‬حيث قام الباحثان بتأسيس‬
‫نموذج بقي لحد اآلن المرجع األساسي لألبحاث في مجال المقاولة‪ 7.‬والفكرة األساسية للنموذج تقول‪ :‬أنه‬

‫‪6‬مسيخ أيوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪7‬منيرة سالمي‪ ،‬التوجه المقاوالتي للشباب في الجزائر بين متطلبات الثقافة وضرورة المرافقة تجربة وكالة الوساطة والضبط العقاري‬
‫وتجربة الحظيرة التكنولوجيا بالجزائر‪ ،‬مقال يندرج ضمن الملتقى الدولي تحت عنوان استراتيجيات تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الجزائر‪ ،2102 ،‬جامعة ورقلة‪ .‬ص‪.15‬‬

‫‪22‬‬
‫لكي يبادر الفرد بتغيير كبير ومهم لتوجهه في الحياة‪ ،‬مثل اتخاذ قرار إنشاء مؤسسته الخاصة‪ ،‬فيجب أن‬
‫يسبق هذا القرار حدث ما يقوم بإيقاف وكسر الروتين المعتاد‪ .‬وهذا ما يشير إليه في نموذجه بثالث‬
‫مجموعات من العوامل‪ ،‬كما تظهر في الشكل رقم‪:1‬‬

‫الشكل ‪ :1‬تغيير مسار الحياة‬

‫االتنقالالت السلبية‪:‬‬
‫اإلجبار‬
‫اإلهانة‬
‫الغضب‬
‫امللل‬
‫إدراك إمكلتنية اإلجنلز‪:‬‬
‫إدراك الرغبلت‪:‬‬ ‫بلوغ منتصف العمر‬
‫الدعم املايل‬
‫الثقافة‬ ‫الطالق أو الرتمل‬
‫دعم من نوع آخر‬
‫اتنشلء املؤسسة‬ ‫العائلة‬ ‫األوضلع الوسيطية‪:‬‬
‫املرشد أو املعلم‬
‫االقران‬ ‫اخلروج من اجليش‬
‫الشريك‬
‫الزمالء‬ ‫اخلروج من املدرسة‬
‫أتثري اإلثبااتت‬
‫املعلم أو املرشد‬ ‫اخلروج من السجن‬
‫النماذج‬
‫االتنقالالت اإلجيلبية‪:‬‬
‫من الشريك‬
‫من املعلم‬
‫من املستثمر‬
‫من الزبون‬

‫‪Source : Azzedine Tounes : L’intention entrepreneuriales : une recherche comparative entre des‬‬
‫‪étudiants suivant des formation en entrepreneuriat (bac+5) et des étudiants en DESS CAAE,‬‬
‫‪Thèse pour le Doctorat en science de gestion, France, Universitéde Rouen, 2003, P45.‬‬

‫يمكننا تفسير متغيرات النموذج كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬االنتقاالت السلبية‪ :‬مثل التسريح من العمل‪ ،‬الطالق‪ ،‬الهجرة‪ ،‬عدم الرضا عن العمل‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ب‪ .‬االنتقاالت اإليجابية‪ :‬مثل تأثير العائلة‪ ،‬وجود سوق أو مستثمرين محتملين‪ .‬الخ‪.‬‬
‫ت‪ .‬األوضاع الوسيطية‪ :‬مثل الخروج من الجيش‪ ،‬من المدرسة‪ ،‬أو من السجن‪.‬‬

‫وتعتبر هذه العوامل أساس إحداث التغيير في مسار حياة األفراد‪ ،‬والمحركة للحدث المقاوالتي‪ .‬فاالنتقاالت‬
‫السلبية مثل الهجرة‪ ،‬يمكن أن تدفع الفرد إلى العمل المقاوالتي‪ ،‬وهذا ما تم مالحظته فعليا في بعض البلدان‬
‫من خالل قيام بعض المجموعات العرقية بإنشاء مؤسسات‪ .‬أما االنتقاالت اإليجابية واألوضاع الوسيطية‬

‫‪23‬‬
‫فتؤثران على نظام القيم لألفراد وعلى رغباتهم‪ .‬وما بين المتغيرات المفسرة للنموذج والتي تتثمل في‬
‫المجموعات الثالثة من العوامل‪ ،‬والمتغيرة المفسرة التي تتمثل في إنشاء المؤسسة‪ ،‬يعرف الكاتبان مجموعتين‬
‫من المتغيرات الوسيطية هما‪ :‬إدراك الشخص لرغباته وامكانية اإلنجاز‪ ،‬واللذان يكونان نتاج المحيط الثقافي‪،‬‬
‫االجتماعي واالقتصادي‪ .‬وهما تختلفان من فرد آلخر‪ ،‬وتساعدان في تحديد األفعال الواجب القيام بها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى العناصر السابقة أفرزت الدراسات على مجموعة أخرى من العوامل من شأنها دفع الشخص‬
‫‪8‬‬
‫نحو مجال المقاولة وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نموذج مقاول لتقليده‪ :‬حيث وجدت الدراسات‪ ،‬أنه يوجد رابط قوي بين وجود نموذج مقاول في‬
‫المحيط وبروز مقاولين جدد )‪ ،(Shapero et Sokol‬كما وجد أن جنس المقاول له تأثير كبير‪،‬‬
‫حيث يتأثر األفراد في طموحاتهم واختياراتهم بأشخاص من نفس جنسهم‪ ،‬بمعنى المرأة تتأثر أكثر‬
‫بالمرأة المقاولة‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة للرجل‪ ،‬كما أن صلة القرابة تؤثر بشكل أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬الخبرة‪ :‬إن الخبرة المالئمة عنصر ضروري في جميع مراحل المسار المقاوالتي‪ ،‬منذ تحديد الفرص‬
‫إلى غاية التسيير الفعلي للمؤسسة‪ .‬وحسب نظرية رأس المال البشري‪ ،‬فكلما كان هذا األخير يتكون‬
‫من أفراد ذوو مستوى علمي مرتفع‪ ،‬كلما ساعد ذلك على تنفيذ المهام المطلوبة بشكل أفضل‪،‬‬
‫فاكتشاف واستغالل الفرص يعتمد بشكل كبير على الخبرات السابقة المحصلة خالل الدراسات‬
‫والحياة العملية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الشبكات المفيدة والوضع االجتماعي‪ :‬غالبا ما يكون للمرأة شبكة عالقات ضيقة ومحدودة‬
‫مقارنة مع الرجل‪ ،‬وهذا ما يفسر تعذر انتمائها لبعض الشبكات االجتماعية‪ ،‬وحتى في حالة انتمائها‬
‫لها‪ ،‬فتكون طبيعتها مختلفة عن تلك التي ينتمي إليها الرجال‪ ،‬حيث عادة ما تنتمي النساء إلى‬
‫شبكات تكون مكيفة لتحقيق أهداف مرتبطة بالمهام العائلية‪ ،‬مما يصعب كيفية الحصول على‬
‫المعلومات والوسائل الضرورية إلنشاء مؤسساتهن‪.‬‬
‫‪ -‬الموارد المالية‪ :‬حيث أن شكل شخص يريد إنشاء مؤسسة فيتوجب عليه إمتالك السيولة الكفاية‬
‫لذلك‪ ،‬وقيمة أموال بدء المشروع هي التي تحدد نوع الفرص المستغلة‪ ،‬والتي تختلف حسب حجم‬
‫األموال المسخرة لها‪.‬‬
‫‪ -‬المحفزات االجتماعية االقتصادية‪ :‬مثال ذلك لحاجات أساسية متعلقة بالبقاء‪ ،‬الحصول على دخل‪،‬‬
‫رفع القدرة الشرائية‪ ،‬تحسين الشروط المعيشية‪.‬‬

‫‪8‬منيرة سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.17‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬المحفزات الشخصي‪ :‬من خالل تحسين نوعية المعيشة‪ ،‬إثراء حياتهن االجتماعية بمضاعفة‬
‫المقابالت واالتصاالت‪ ،‬لالنشغال بفعل شيء إلعطاء قيمة للعلم‪ ،‬والقدرات المكتسبة بالتكوين‬
‫والخبرة‪ ،‬لالنفتاح‪ ،‬والحصول على االستقاللية الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬الحوافز المهنية‪ :‬فهي عموما تخص اإلطارات والموظفين الذين يرغبون في تغيير نشاطهم‪ .‬وغالبا‬
‫ما تختار النساء مجال المقاولة كمسار مهني ثاني‪ ،‬وهذا بعد إنتهائها واتمامها لنشاطاتها العائلية‪.‬‬
‫‪ -‬الحوافز المالية‪ :‬وهي تخص النساء الشابات المتحصالت على شهادات‪ ،‬والالتي يمارسن هذا‬
‫النشاط بعد نهاية دراستهن‪ ،‬أو نتيجة فترة طويلة من البطالة‪ ،‬لكن األعمال التي تقوم بها‪ ،‬عادة ما‬
‫تمارسها في منزلها‪ ،‬وهي أعمال صغيرة‪ ،‬أو غير قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬الحوافز التقنية‪ :‬وهي تخص المقاوالت الالتي لهن خبرة في المجال‪ ،‬ويرغبن في التحول لقطاع‬
‫يشهد نمو‪ .‬باإلضافة للمهندسات الالتي يردن إبداع منتج جديد‪ ،‬أو أسلوب عمل جديد‪.‬‬
‫‪ -‬الحوافز التجارية‪ :‬وهنا تحفز خاصة المقاوالت الالتي يرغبن في استغالل فرص عمل‪ ،‬أو سوق‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل الدافعة (السلبية)‪ :‬وهي تضم الحاجة للنقود‪ ،‬غياب هياكل للتكفل باألطفال دون السن‬
‫األدنى بالنسبة للنساء‪ ،‬شروط عمل غير مقبولة‪ ،‬نشاط يحتاج لتوقيت جد مضغوط وغير مريح‬
‫بالنسبة للنساء‪ ،‬اختالف كبير لألجور بين النساء والرجال (عدم إمكانية االدخار)‪ ،‬التمييز في منح‬
‫المناصب والحرمان من الترقيات‪ ،‬وفي بعض الدول تعتبر نسبة البطالة العالية كمحفز‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل اإليجابية‪ :‬وهي التي تجذب نحو المقاوالتية‪ ،‬وتكمن في‪ :‬إمكانيات سوقية‪ ،‬تحقيق قطاع‬
‫معين لنسب كبيرة من الفوائد‪ ،‬أهداف اجتماعية‪ ،‬إمكانية التحكم في الوقت‪ ،‬دخل أكبر واستقاللية‬
‫مالية‪ ،‬النمو الشخصي والرضا في العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الدوافع النفسية‪ :‬وهي التي تؤثر بشكل كبير على نفسية الفرد‪ ،‬حيث يضيف ويقول أنه لكي يتجه‬
‫الفرد نحو مسار المقاولة‪ ،‬فالبد أن تتدخل في حياته إثارة نفسية قوية‪ ،‬أو حدوث اضطراب في‬
‫محيطه‪ ،‬يتلقى صدمة في حياته الخاصة أو المهنية‪ .‬مثال ذلك‪ :‬عدم األمن االجتماعي‪ ،‬اإلهمال‪،‬‬
‫حرمان من الحياة االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬أزمة‪ ،‬انقطاع أو عدم الرضا في العمل‪ ،‬انفصال عائلي‪،‬‬
‫هجرة‪ .‬هذا االنشقاق النفسي يولد الشعور بالذنب أو حالة من الخوف ثم حاجة ملحة وارادة صارمة‬
‫للنجاح‪.‬‬
‫‪ -‬الدوافع االجتماعية الثقافية‪ :‬وهي تتولد من الدين المعتنق‪ ،‬العائلة‪ ،‬اإلطار السياسي االقتصادي‪،‬‬
‫والنظام التربوي‪ .‬فإذا كان رأس المال ضروري لكل نشاط مقاوالتي‪ ،‬فالثقافة والدين يمنحان الفرد‬
‫رأس المال الروحي‪ .‬والعائلة تؤثر أيضا على توجه األفراد إلنشاء مؤسسة‪ ،‬خاصة إذا كان أحد‬
‫‪25‬‬
‫األبوين مقاول‪ ،‬باإلضافة لشبكة عالقات ومعارف الفرد (أصدقاء‪ ،‬عائلة‪ ،‬معارف من الدراسة أو‬
‫العمل‪ ..‬الخ)‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف السائدة‪ :‬يتطلب العمل المقاوالتي سواد نظام اقتصاد السوق‪ ،‬والحرية السياسية‪ ،‬فال يمكننا‬
‫رؤية مؤسسات حرة دون وجود حقوق تتضمن حرية التبادل‪ ،‬حماية األشخاص والسلع‪ .‬فحرية‬
‫المقاولة وحرية التعبير هما أساس المسار المقاوالتي الفعال‪.‬‬
‫‪ -‬الخبرة المهنية‪ :‬حيث يمكن أن تزيد من االستعدادات المقاوالتية للفرد‪ ،‬وتساهم في تكوين التوجه‬
‫المقاوالتي لألفراد‪ .‬وعادة ما تتولد فكرة إنشاء مؤسسة من خالل محيط العمل‪.‬‬
‫‪ -‬األساس اإلقليمي‪ :‬فاإلقليم وبالتسهيالت التي يمكن أن يقدمها‪ ،‬يؤثر على المسار والعمل المقاوالتي‬
‫إيجابيا‪ .‬مثال ذلك‪ :‬قرب الجامعات ومصادر الكفاءات‪ ،‬مجتمع نشط ومتفتح للمبادرات الفردية‪،‬‬
‫النمو الديمغرافي‪ ،‬امتالك الشخص لموارد مالية‪ ،‬وجود مؤسسات رأس المال المخاطر والمنظمات‬
‫المالية‪ ،‬اآلليات المشجعة اإلقليمية والمحلية‪ ،‬النشاطات المسبقة والملحقة المتولدة من طرف شبكات‬
‫المؤسسات المتواجدة‪ ،‬الخصائص اإلقليمية والبطالة المرتفعة‪ ،‬كلها عوامل مولدة لمقاولين جدد‪.‬‬
‫‪ -‬أنظمة المساندة والدعم إلنشاء المؤسسات‪ :‬وهذه األنظمة هي عوامل محتملة‪ ،‬يمكنها أن تؤثر بشكل‬
‫مالئم أو غير مالئم على القدرات المقاوالتية للفرد‪ ،‬بمعنى من ناحية التمويل والمرافقة‪ ،‬والذي بدوره‬
‫يقوي التوجه المقاوالتي لألفراد‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫وهذه األنظمة بدورها تنقسم إلى‪:‬‬

‫أ‪ .‬الدعم المالي‪ :‬وهنا كما سبق وذكرنا‪ ،‬يتأتى سوى من خالل شبكة عالقاته الخاصة‪ ،‬بمعنى محيطه‬
‫العائلي أو أصدقاءه‪ ،‬أو أفراد آخرون (مصادر تمويل غير رسمية)‪ .‬أو من خالل وجود مؤسسات‬
‫رأس المال المخاطر‪ ،‬باإلضافة للوكاالت الخاصة بدعم إنشاء المؤسسات من طرف الشباب‪.‬‬
‫ب‪ .‬النصائح والتكوين‪ :‬وهي تمثل عامل مهم في مسار العمل المقاوالتي‪ ،‬حيث عادة ما تقدم الجامعة‬
‫من خالل تكوينها خاصة إذا كان في مجال المؤسسات واألعمال‪ ،‬األسس المساعدة على كيفية‬
‫تسيير مؤسسة (تبعا للبرامج الو ازرية)‪.‬‬
‫ت‪ .‬الدعم السوقي‪ :‬وهنا نخص بالذكر‪ ،‬وجود حاضنات المؤسسات والمرافقين لها‪ ،‬والتي يتمثل دورها‬
‫في تقليص تكاليف بدء المشروع‪ ،‬والذي من شأنه تسهيل إنشاء المؤسسات‪ .‬وكذا توعية الشباب‬
‫بكيفية متابعة نجاح مؤسساتهم‪.‬‬

‫‪9‬منيرة سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.12‬‬

‫‪26‬‬
‫‪.7‬إنشاء مؤسسة صغيرة كأحد مواقف المقاوالتية المختلفة‪:‬‬

‫إن عملية إنشاء مؤسسة صغيرة تمثل شكال من أشكال األنشطة المقاوالتية المختلفة‪ ،‬إذ أن تأسيس‬
‫مؤسسة جديدة واقامتها من البداية يعد محور محاضرتنا‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أوال‪ :‬طرق إنشاء مؤسسة جديدة‪:‬‬

‫تعتبر عملية إنشاء مؤسسة جديدة عملية متعددة الجوانب‪ ،‬تختلف دوافعها من مقاول آلخر‪ ،‬فهناك من‬
‫تتبلور لديه الفكرة عبر الزمن‪ ،‬وبعد دراسة مختلف االحتماالت والبدائل يقوم باتخاذ قرار إنشاء مؤسسته‬
‫الخاصة‪ ،‬وهناك من ينشئ مؤسسته بالصدفة وبدون القيام بدراسات مسبقة مثال في حالة اكتشاف فرصة‬
‫مربحة يقوم المقاول باستغاللها‪ ،‬كما أن هناك أيضا من يتخذ القرار وهو مجبر أو مضطر ألنها الطريقة‬
‫الوحيدة إليجاد عمل واالندماج في المجتمع‪.‬‬

‫إن عملية إنشاء مؤسسة صغيرة جديدة يمكن أن يتم وفق عدة طرق أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬إنشاء مؤسسة من العدم‪ :‬إن إنشاء مؤسسة انطالقا من العدم ليس باألمر السهل‪ ،‬حيث تحتاج هذه‬
‫المؤسسة إلى وقت كبير حتى تتمكن من إطالق منتجها في السوق وحتى تقنع المستهلكين به‪ ،‬وهذا‬
‫األمر يزداد صعوبة مع ارتفاع درجة االبتكار في المنتج‪ ،‬وللتغلب على هذه الصعوبات يجب على‬
‫المقاول تحديد احتياجات المؤسسة بدقة خاصة المالية منها‪ ،‬كما أن عملية إنشاء المؤسسة في هذه‬
‫الحالة تتطلب الكثير مع العمل والجهد‪ ،‬والكثير من الحزم واإلصرار‪ ،‬باإلضافة إلى توخي الدقة في‬
‫تقدير األخطار المحتملة‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء األجراء لمؤسساتهم الخاصة المستقلة‪ :‬من خالل الدعم المقدم من طرف المؤسسات التي‬
‫يعملون لصالحها‪ ،‬ويمكن لألجراء السابقين الذين تحولوا إلى مقاولين النشاط في مختلف المجاالت‬
‫سواء تجارية‪ ،‬صناعية‪ ،‬وذلك باالعتماد على المرافقة المقدمة لهم من مؤسساتهم السابقة والمتمثلة‬
‫في تقديم الدعم المالي الضروري لالنطالق في النشاط‪ ،‬أو الفني المتمثل في االستشا ارت التقنية‪،‬‬
‫وكما يمكن أيضا استغالل شبكات التوزيع الخاصة بمؤسساتهم السابقة‪ ،‬األمر الذي يقلل من أخطار‬
‫الفشل التي تواجههم ويزيد من فرص نجاحهم‪ .‬تمثل هذه العملية بالنسبة للمؤسسة األصلية وللمقاول‬
‫طريقة لإلبداع أو للنمو‪ ،‬تهدف من خاللها إلى اكتشاف نشاطات جديدة قريبة من النشاط الرئيسي‬
‫للمؤسسة األصلية‪ ،‬وطريقة كذلك إلنجاز بعض النشاطات الحالية بشكل أفضل‪ ،‬ويمكن لها أيضا‬

‫‪10‬سوسن زيرق‪ ،‬محاضرات في المقاوالتية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،2102-2107 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪27‬‬
‫االستفادة من هذه المؤسسات بإبرام عالقات تعاقدية معها‪ ،‬كالمقاولة من الباطن أو شراكة تسمح‬
‫لها بالتمتع بمزايا تفضيلية مقابل الدعم الذي قدمته لها‪.‬‬
‫‪ -1‬الحصول على امتياز‪ :‬يعتبر االمتياز صيغة مهمة من صيغ إنشاء مؤسسة جديدة‪ .‬ويمثل االمتياز‬
‫نظاما تسويقيا يحتوي على اتفاقيات قانونية تعطي الحق للمرخص له والمسمى أيضا الطرف‬
‫الحاصل على االمتياز بقيادة عمل يملكه وفق شروط وفترة متفق عليها مع الجهة المانحة لترخيص‬
‫االمتياز‪ .‬ويسمح إنشاء مؤسسة وفق هذه الصيغة للمقاول باالستفادة من دعم مهم مقدم من طرف‬
‫المؤسسة وفق هذه الصيغة للمقاول باالستفادة من دعم مهم مقدم من طرف المؤسسة المانحة‬
‫لالمتياز مقابل دفع مبلغ معين‪ ،‬وبهذا الشكل تمثل اتفاقيات االمتياز بأشكالها المتعددة سواء كانت‬
‫الحصول على امتياز توزيع المنتج‪ ،‬أو امتياز تصنيعه‪ ،‬أو غيرها من األشكال حال للمقاولين الذين‬
‫ال يملكون أفكا ار خاصة بهم‪ ،‬أو للذين ال يملكون اإلمكانيات الضرورية لالبتكار‪ ،‬حيث يمكنهم‬
‫إنشاء مؤسسات جديدة باالستفادة من الخبرة المتراكمة لدى األطراف والشركات المانحة للترخيص‬
‫والتي لها تجربة تنتقل إلى جميع المشاركين في نظام االمتياز‪.‬‬
‫‪ -4‬إنشاء فروع‪ :‬في هذه الحالة يعمل المقاول لصالح مؤسسة قائمة توكل له مشروعا ذو طبيعة مقاوالتية‪.‬‬

‫‪.8‬الصعوطات والمشاكل التي تواجه المقاوالت الصغيرة‪:‬‬

‫تفاوتت أهمية المقاوالت المصغرة تاريخيا وكذا النظرة السياسية تجاه هذا القسم من المؤسسات االقتصادية‪،‬‬
‫حيث انعكس هذا التفاوت على المناخ الذي تنشط فيه هذه المؤسسات‪ .‬وفي هذا الجانب يعلن صغار‬
‫المقاولين عن عدد الصعوبات تؤثر إما على العرض (حجم وتكلفة اإلنتاج)‪ ،‬أو على الطلب (منافذ منتجات‬
‫المؤسسات المصغرة)‪.‬‬

‫‪ -0‬الصعوبات والتحديات المرتبطة بالعرض‪:‬‬

‫تواجه المؤسسات المصغرة عدة صعوبات تؤثر على كمية وتكلفة إنتاجها‪ ،‬نستعرض فيما يلي أهم هذه‬
‫‪11‬‬
‫الصعوبات‪:‬‬

‫‪ -‬التموين بالمواد األولية‪ :‬يظهر هذه القيد بشكل أساسي في الدول النامية‪ ،‬التي تتميز عموما بعدم‬
‫كفاءة محيطها المعلوماتي واالقتصادي‪ ،‬وهو ما ينعكس في عدم المعرفة الجيدة للمؤسسات المصغرة‬

‫‪11‬سوسن زيرق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪28‬‬
‫بشبكات التوزيع لهذه المدخالت وترجيح العالقات الشخصية وعالقات الشبكات على العالقات‬
‫التعاقدية في عمليات التموين‪ ،‬خاصة أثناء فترات الندرة والمضاربة على المواد األولية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مالءمة اإلطار التشريعي والتنظيمي‪ :‬تؤدي عدم مالءمة التشريعات إلى ارتفاع التكاليف الثابتة‬
‫للمؤسسات المصغرة‪ ،‬وهو ما يدفعها نحو القطاع الموازي لتقليص تكاليفها والتمكن من االستمرار‬
‫في النشاط‪ .‬ما يزيد من عدم مالءمة اإلطار التشريعي والتنظيمي بالنسبة للمؤسسات المصغرة‪ ،‬هو‬
‫تهميش ممثلي هذا النوع من المؤسسات في المفاوضات والمشاورات مع الحكومات عند إعداد‬
‫السياسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل‪ :‬يعتبر قيد التمويل من أكثر القيود التي يعاني منها صغار المقاولين‪ ،‬فالمؤسسات المصغرة‬
‫تعاني من التمييز في الوصول إلى القرض البنكي‪ ،‬نظ ار للمخاطرة الكبيرة من وجهة نظر البنوك‬
‫لهذا النوع من المؤسسات‪ ،‬والتي تتعزز بغياب الضمانات‪ ،‬فضال عن قيود العتبة والحجم التي تمنع‬
‫هذه المؤسسات من الولوج إلى السوق المالي‪.‬‬
‫‪ -2‬الصعوبات والتحديات المرتبطة بالطلب‪:‬‬

‫إن انتاج المقاوالت المصغرة موجه للتسويق مثل إنتاج كل األنواع األخرى للمؤسسات االقتصادية‪ .‬تؤثر‬
‫عوامل حجم السوق‪ ،‬نوعية المنتجات وامكانية الربط (من ناحية المعلومات) بين المستهلكين والمنتجين‪،‬‬
‫على الحجم النهائي لمنافذ منتجات المؤسسات المصغرة‪.‬‬

‫‪ -‬حجم واستقرار الطلب‪ :‬تلبي المقاوالت المصغرة الجزء األساسي من احتياجات الطبقات المتوسطة‬
‫والفقيرة في الدول النامية من السلع والخدمات‪ .‬ولكنها تنشط في قطاعات ذات حواجز دخول ضعيفة‬
‫من الناحية االقتصادية‪ ،‬مما يجعل المنافسة فيها كبيرة‪ .‬تؤدي هذه الوضعية إلى تقسيم طلب ضعيف‬
‫أصال (نظ ار لضعف مداخيل الزبائن)‪ ،‬على عدد كبير من المؤسسات المصغرة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم كفاءة ومصداقية المعلومات‪ :‬تتميز االقتصاديات النامية بعدم كفاءة المعلومات‪ ،‬تؤثر هذه‬
‫الوضعية على إمكانيات التواصل بين المنتجين والمشترين (خاصة كبار المشترين)‪ ،‬وأيضا على‬
‫إمكانيات تموين المؤسسات المصغرة بالمواد األولية‪ .‬وتمثل المعلومات في مجاالت معايير وشروط‬
‫التصدير قيدا هاما بالنسبة للمؤسسات المصغرة الراغبة في التصدير‪.‬‬

‫بصفة عامة‪ ،‬تشمل أهم االحتياجات المعلوماتية بالنسبة للمؤسسات المصغرة‪ :‬الجوانب القانونية والتنظيمية‪،‬‬
‫معايير وشروط التصدير‪ ،‬دراسات السوق‪ ،‬التموين‪ ،‬التجهيزات وأيضا مصادر التمويل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬الخدمات الموجهة للمؤسسات‪ :‬للخدمات الموجهة للمؤسسات تأثير على عرض هذه األخيرة‪ ،‬خاصة‬
‫خدمات التكوين التي تسمح برفع كفاءة رأس المال البشري للمقاول ولموظفيه‪ ،‬وهو ما يساهم في‬
‫تحسين التسيير والتحكم في التكاليف (رغم أنها قد تكون مدفوعة الثمن‪ ،‬ولكن األرباح الناتجة عنها‬
‫في األجل الطويل أكبر من التكاليف المتحملة في األجل القصير)‪ .‬يؤثر غياب سوق لخدمات‬
‫المؤسسات متخصص في الخدمات المقدمة للمؤسسات المصغرة على وفرتها بالنسبة لهذه األخيرة‪،‬‬
‫خاصة في الدول النامية أين يتوجه سوق الخدمات للمؤسسات أساسا نحو المؤسسات الكبيرة القادرة‬
‫على دفع تكلفتها‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫ولعل إخفاق المقاوالتية في الوصول إلى أهدافها مرده إلى جملة من الصعوبات‪ ،‬نوجزها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬سوق العمل‪ :‬نقص المسيرين اإلداريين‪ ،‬نقص االستثمار في مجال التكوين‪.‬‬


‫‪ -‬مصادر المعلومات‪ :‬نقص المعلومات االقتصادية (قاعدة المعلومات واإلحصائيات على األسواق)‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة‪ /‬الخدمات العمومية والمنشآت‪ :‬اإلدارة العمومية غير المالئمة‪ ،‬اإلجراءات المعقدة‪ ،‬مشاكل‬
‫الجمارك واإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬النظام القانوني‪ :‬غير موافق القتصاد السوق‪ ،‬قوانين كثيرة ومتغيرة بسرعة‪.‬‬
‫‪ -‬السوق المالي‪ :‬نظام غير مالئم القتصاد السوق‪ ،‬ضعف الموارد التمويلية‪ ،‬إج ارءات طويلة لتعريف‬
‫الشبكات‪.‬‬
‫‪ -‬السوق العقاري‪ :‬عدم استغالل مناطق عقارية كثيرة‪ ،‬وال يوجد سوق عقاري حقيقي (سوق حر)‪،‬‬
‫تسيير سيء لألراضي‪.‬‬

‫هذه الصعوبات‪ ،‬ترافقت مع جملة من السلبيات التي جعلت من تجسيد المقاوالتية في الجزائر ضربا من‬
‫الخيال‪ ،‬ومن جملة هذه السلبيات‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وضوح األهداف بين كون المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أداة لتوفير مناصب الشغل والتقليل‬
‫من البطالة من جهة‪ ،‬وبين كونها وسيلة لتجسيد ودعم الروح المقاوالتية‪ .‬وهو ما أضعف روح‬
‫المقاوالتية في هذه المشاريع‪.‬‬

‫‪12‬حديدان صبرينة‪ ،‬المقاوالتية في الجزائر أي واقع؟ وأي مستقبل؟ وجهة نظر سوسيولوجية‪ ،‬مجلة آفاق علمية‪ ،‬جامعة تمنراست‪ ،‬مجلد‬
‫‪ 2‬عدد ‪ .2107 ،2‬ص‪.10‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬ضخامة رؤوس األموال المخصصة لالستثمار وغياب المرافقة والمحاسبة‪ :‬األمر الذي ساعد على‬
‫بروز سمة االتكالية وعدم االهتمام بتحقيق الفاعلية والنجاعة المرجوة‪ ،‬كما سهل من تهرب المدينين‬
‫من سد ديونهم معتبرين أموال االستثمار منحة‪ ،‬بل حق‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مراعاة خصوصيات االقتصاد الجزائري‪ :‬فالمقاوالتية قد نشأت في بلدان تختلف تمام االختالف‬
‫عن الجزائ ر‪ ،‬فلها خصوصياتها االقتصادية غير الريعية (االعتماد على المحروقات في الجزائر)‪،‬‬
‫ولها خصوصياتها الدينية التي تبيح القروض الربوية‪ ،‬على عكس الجزائر كبلد مسلم‪.‬‬

‫خالصة المحور الثاني‪:‬‬

‫إن ثقافة العمل الحر تنمو في إطار بيئة األعمال أين تلعب العوامل التاريخية والمعتقدات والقيم دو ار مهما‬
‫في توجيهها‪ ،‬وعليه فإن دراسة ثقافة المقاولة يهدف إلى استخراج العوامل التي تؤثر على الفرد في إنشاء‬
‫وتسيير المشاريع الخاصة وكيف يعكس ذلك على المجتمع‪ ،‬وبالرغم من وجود العديد من األبحاث حول‬
‫روح وثقافة المقاوالتية المستندة على أسس اقتصادية وأخرى نفسية إال أن الموضوع ال يزال ميدانا مهما‬
‫لالستكشاف‪ ،‬نظ ار إلى أن المقاولة هي ظاهرة متعددة األبعاد والمداخل وتتأثر بعدة عوامل اقتصادية‬
‫واجتماعية وثقافية تؤثر بدورها على ق اررات األفراد إلنشاء المؤسسة‪ ،‬إال أن ظهور االقتصاد المقاوالتي هو‬
‫حدث ثقافي وسيكولوجي أكثر منه حدثا اقتصاديا وتكنولوجيا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬خطوات إنشاء مشروع مقاوالتي‬
‫المحور الثالث‪ :‬خطوات إنشاء مشروع مقاوالتي‬
‫لكي تبدأ مشروعا صغي ار خاصا‪ ،‬عليك أن تتذكر المقولة المعروفة "إذا فشلت في التخطيط فأنت تخطط‬
‫للفشل" حيث أن التخطيط الجيد يعني عمل دراسة جدوى مبدئية ومن ثم تفصيلية لمشروعك حتى تتأكد أنك‬
‫تتقدم ضمن خطوات سليمة وتصل في النهاية إلى تأسيس مشروع ناجح‪ .‬وفيما يلي نذكر أهم خطوات إنشاء‬
‫مشروع ناجح‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬طرح وتقييم األفكار‬

‫حيث أن فكرة المشروع هي أهم خطوات البدء في أي مشروع استثماري سواء كان تجاربا أو صناعيا أو‬
‫‪1‬‬
‫زراعيا أو خدميا‪ .‬وطرح وتقييم األفكار يتم ذلك من خالل طرح مجموعة من األسئلة والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬من أين تأتي األفكار الجيدة؟‬


‫‪ ‬كيف تقيم فكرة مشروع؟‬
‫‪ ‬كيف نحكم على أن الفكرة قابلة لالستثمار؟‬
‫‪ ‬كيف تطور الفكرة إلى نموذج للعمل؟‬
‫‪ ‬كيف تخطط لمشروعك؟‬
‫‪ ‬ما الذي يجعل فكرة ما صالحة ألن تنجح؟‬
‫‪ ‬ما الذي يجعل فكرة مشروعك ناجحة؟‬

‫المراحل األساسية للبحث عن الفكرة‬


‫‪2‬‬
‫هناك ثالث خطوات أساسية للبحث عن الفكرة‪ ،‬والتي سنذكرها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬مالحظة الحياة اليومية‪ :‬في هذه الخطوة يستعمل المقاول كل المعلومات المتواجدة‪ ،‬وال يتغاضى‬
‫عن أي منها‪ ،‬كما ال يقتصر بحثه على اإلحصائيات فقط ألنها ال تعكس إال جزءا قليال من الحقيقة‬
‫ولذا يجب االهتمام بالظروف المالية للحياة وكل التصرفات التي يبديها األفراد يوميا من خالل‬
‫محاولة االستعالم بعناية عن كل األشياء التي تحيط بهم‪.‬‬

‫‪ 1‬عمارة شريف‪ ،‬محاضرات في المقاوالتية‪ ،‬مطبوعة موجهة لطلبة السنة األولى ماستر تخصص إدارة الموارد البشرية‪ ،‬جامعة جيجل‪،‬‬
‫سنة ‪ ،7112/7112‬ص‪.72‬‬

‫‪2‬صندرة سايبي‪ ،‬محاضرات في إنشاء المؤسسة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،7112-7112 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -7‬نقد المنافسة‪ :‬إن طرح نشاط منافس لما هو متواجد في السوق يستوجب أن تكون هناك فكرة واضحة‬
‫عن نقاط القوة والضعف لمنتجات المنافسين وأيضا لطريقة صنعها‪ ،‬فبمجرد ما أن يبدأ المقاول‬
‫بالتفكير االنتقادي‪ ،‬سوف يكتشف أفكار جديدة‪ ،‬إضافة إلى اكتشاف العديد من الصعوبات التي قد‬
‫تواجهه‪.‬‬
‫‪ -7‬البحث عن الحلول والبدائل‪ :‬األهم هنا هو تجاوز المساحة السابقة‪ ،‬وأخذ عملية النقد بجدية للحلول‬
‫والبدائل المتواجدة‪ ،‬واجراء المفاضلة بينها‪ ،‬وبالتالي إيجاد الفكرة المالئمة‪.‬‬

‫ومن بين أسباب نجاح الفكرة نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬سوق كبير‪،‬‬
‫‪ -‬فريق عمل قوي‪،‬‬
‫‪ -‬شبكة اتصاالت قوية‪،‬‬
‫‪ -‬المعرفة‪.‬‬

‫مصادر الحصول على الفكرة‪:‬‬

‫عادة ما يستعمل المقاول المعارف التي اكتسبها في مرحلة الدراسة أو خالل عمله داخل مؤسس‪ ،‬األمر‬
‫الذي يساعده على اكتساب مهارة تقنية ومعرفة جيدة للسوق والتسيير والتي تمكنه من اكتشاف فكرة لالنطالق‬
‫في مشروعة‪ ،‬وتوجد العديد من األفكار ممكنة التجسيد‪ ،‬والتي يتم استيحاؤها من المستهلكين وشبكات التوزيع‬
‫‪3‬‬
‫وعملية البحث والتطوير‪ ،‬ويمكننا تفصيل ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬المستهلكين‪ :‬بدأ اهتمام المقاولون يتجه إلى الذي ينبغي أن يكونون النقطة المحورية لفكرة المنتوج‬
‫أو الخدمة الجديدة الممثلة بالمستهلك‪ .‬إذ يمكنهم متابعة األفكار المالحظة بصفة غير رسمية أو‬
‫بصفة أكثر رسمية‪ ،‬من خالل وصع إمكانيات للمستهلكين تسمح لهم بإبداء آرائهم‪.‬‬
‫‪ -7‬المؤسسات المتواجدة على مستوى السوق‪ :‬ينبغي أيضا على المقاولين أن يضعوا منهجية أكثر‬
‫تنظيما لمراقبة وتقييم المنتجات والخدمات المعروضة من طرف مؤسسات أخرى سواء كانت حديثة‬
‫أو قديمة‪ ،‬وتسمح مثل هذه الدراسة بمحاولة تحسين العرض المتواجد على مستوى السوق‪ ،‬والخروج‬
‫بإنشاء مؤسسة جديدة‪.‬‬

‫‪3‬صندرة سايبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -7‬شبكات التوزيع‪ :‬يعتبر األفراد الذين يعملون على مستوى شبكات التوزيع مصدر ممتاز للحصول‬
‫على أفكار جديدة‪ ،‬نظ ار لقربهم من السوق‪ ،‬فغالبا ما يمتلكون اقتراحات تتعلق بمنتجات جديدة‪،‬‬
‫ويمكنهم أيضا فيما بعد تسويق األفكار الجديدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدارة يمكن لإلدارة أن تساعد على إيجاد واستغالل األفكار الجديدة تحت شكلين‪ .‬األول هو ملفات‬
‫التصريح اإلداري –إدارة براءات االختراع ‪-‬التي تحوي العديد من اإلمكانيات للمنتجات الجديدة‪.‬‬
‫وحتى وان كانت براءات االختراع في حد ذاتها ال تحمل بالضرورة منتوجات جديدة للتجسيد‪ ،‬فيمكن‬
‫من خاللها استخراج أفكار جديدة لمنتجات أكثر قابلية للتجسيد‪ .‬أما بالنسبة لالتجاه الثاني‪ ،‬فيتمثل‬
‫في المنتجات الجديدة التي يمكن أن تأتي من القوانين العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬البحث والتطوير‪ :‬تعتبر خدمات البحث والتطوير للمقاول من أهم المصادر لألفكار الجديدة‪ ،‬وهي‬
‫تتعلق بأمر جديد يرتبط بعمله الحالي‪ ،‬أو بمخبر فرد هاوي في مستودع ما‪ ،‬ومن الطبيعي أنه غالبا‬
‫ما تكون خدمة البحث والتطوير األكثر رسمية من أجل إنتاج أفكار جديدة لمنتجات جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬كيف تقيم فكرة مشروعك؟‬

‫يتم تقييم األفكار من خالل طرح عدة أفكار لمشاريع معينة‪ ،‬وهناك ثالث معايير لتقييم األفكار‪:‬‬

‫‪ -‬هل قاعدة العمالء‪/‬السوق كافي (يجب معرفة حجم السوق)‪،‬‬


‫‪ -‬قدرة الدفاع عن السوق‪ ،‬أي هل يمكن ألي شخص آخر أن يقلد هذا المشروع؟ وكيف يمكن أن‬
‫أدافع عن هذا السوق‪،‬‬
‫‪ -‬القدرة على تنفيذ هذه األفكار أو المشروع بناء على المعارف والموارد المتاحة أمامي‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء الثاني من نجاح المشروع مرتبط عند تقييمه بإمكانية تطوير األفكار من خالل عدة نقاط‪:‬‬
‫‪ -‬التكلم مع العمالء‪،‬‬
‫‪ -‬استخدام منهجية تجربة المنتج في السوق‪ ،‬وانتظار رد فعل من العمالء‪،‬‬
‫‪ -‬في كل مرحلة من المشروع هل أكمل بنفس المنهج أو تغيير المنهج المتبع (المرونة إلمكانية‬
‫التغيير)‪.‬‬
‫‪ ‬هل فكرتك قابلة لالستثمار؟‬

‫عقلية المستثمر تتمثل في اإلجابة عن السؤال التالي‪ :‬هل هناك شخص آخر يمكن أن يستثمر في هذه‬
‫الفكرة وهل سيضع هذا المستثمر أمواله في هذا المشروع؟‬

‫‪35‬‬
‫مرحلة إدراك فكرة المشروع‪:‬‬

‫يكون المشروع في هذه المرحلة عبارة عن فكرة أو عدة أفكار قابلة للدراسة والتحليل‪ ،‬وقد تحتمل التنفيذ بناءا‬
‫‪4‬‬
‫على نتائج الدراسات‪ ،‬ويتم في هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تطوير فكرة المشروع‪،‬‬


‫‪ -‬دراسة الحاجة إلى المشروع‪،‬‬
‫‪ -‬وضع استراتيجيات كفيلة بالتغلب على المشاكل التي ستواجه المشروع‪،‬‬
‫‪ -‬وضع البدائل لتحقيق األهداف‪،‬‬
‫‪ -‬صياغة المشروع‪.‬‬

‫اإلجابة المبدئية على عدد من األسئلة مثل‪:‬‬

‫‪ ‬كم سيكلف المشروع؟‬


‫‪ ‬متى سيبدأ المشروع؟‬
‫‪ ‬ماذا سيحقق المشروع؟‬

‫وتتضمن هذه المرحلة مرحلتين فرعيتين‪:‬‬

‫تطوير فكرة المشروع‬

‫تبدأ باستعراض االحتياجات من المشاريع المعروضة للمؤسسة‪ ،‬حيث ندرس إمكانية تنفيذ أحد المشاريع‬
‫على ضوء الموارد المالية واألولويات المتبعة‪ ،‬حيث تتولد فكرة المشروع من مصادر متعددة‪ ،‬مشاريع إنتاجية‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫مشاريع تسلية‪ ،‬مشاريع استغالل الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪.2‬المرحلة الثانية‪ :‬صياغة المشروع ووضع خطة األعمال‬

‫يتم في هذه المرحلة وضع الخطوط العريضة للمشروع تمهيدا لدراسة الجدوى االقتصادية والمالية له‪ ،‬حيث‬
‫يتم تحديد الطاقة اإلنتاجية والمردودية المالية وتكاليف المشروع‪ ،‬ومختلف المستلزمات والموقع الذي تم‬

‫‪ 4‬د‪ .‬قدروم لزهر‪ ،‬إدارة المشاريع‪ ،‬مطبوعة موجهة إلى طلبة السنة الثالثة علوم التسيير تخصص إدارة األعمال‪ ،‬جامعة قالمة‪،‬‬
‫‪ ،7112/7112‬ص‪72‬‬

‫‪5‬قدروم لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪72‬‬

‫‪36‬‬
‫اختياره‪ ،‬حيث تعتبر نقطة االنطالق في دراسة الجدوى االقتصادية واتخاذ قرار إمكانية تنفيذ المشروع‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر صياغة المشروع المنطلق األول لتحديد النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد مدى قابلية المشروع ومختلف البدائل للتطبيق‪.‬‬


‫‪ -‬تقييم أولي للبديل األمثل من خالل التقدير الكمي لمدخالت المشروع‪ ،‬تقدير تكاليف االستثمار‪،‬‬
‫تحديد مصادر التمويل‪ ،‬تقدير قيمة العائدات‪ ،‬تقدير العمر اإلنتاجي للمشروع‪ ،‬مع األخذ باالعتبار‬
‫االحتياطات الالزمة (حجم المشروع‪ ،‬البدائل التكنولوجية‪ ،‬وبدائل الموقع)‪.‬‬

‫في إطار تجربة وخبرة طويلة في العمل في مجال األعمال الصغيرة ووضع خطط العمل قدم الباحثان‬
‫)‪ (Rich and Gumpert‬عرض لخصائص خطة العمل التي يمكن أن تشجع المستثمرين على المساهمة‬
‫‪6‬‬
‫في التمويل‪ ،‬ويمكن تلخيص أهم خصائص خطة العمل الناجحة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون مرتب على نحو مناسب‪ ،‬ويحتوي على ملخص تنفيذي وقائمة محتويات وفصول‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون واضح وصحيح ومختصر وواقعي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعطي معنى للذي سوف ينجز من قبل المؤسسين والمنظمة وتوقعاتهم للثالث أو الخمس سنوات‬
‫القادمة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوضح بصورة كمية ونوعية طبيعة الفوائد التي يحصل عليها المستخدمون لمنتجات وخدمات‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعرض أدلة قوية على إمكانية عرض المنتجات في السوق وكذلك بيع الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يوضح ويبرر مستوى تطوير المنتج الذي سيقدم‪ ،‬أن يصف بشكل مناسب من التفصيل‬
‫عمليات التصنيع والتكاليف المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحتوي على تنبؤات واسقاطات مالية صادقة‪ ،‬مع معطيات أساسية للتوضيح‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوضح ويري كيف يحصل المستثمرين على عوائد خالل الثالث إلى السبع سنوات مع تقديرات‬
‫مناسبة لرأس المال‪.‬‬

‫طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬إدارة واستراتيجية منظمات األعمال المتوسطة والصغيرة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ،7112‬ص ‪.712‬‬

‫‪37‬‬
‫دراسة قابلية تجسيد الفكرة‬

‫إن إيجاد فكرة جيدة ال يعني انتهاء مهام المقاول بل ينبغي عليه أن يتأكد من جودتها من خالل دراسة‬
‫السوق‪:‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -1‬دراسة السوق والبحث عن المعلومات‬

‫يستعمل مصطلح السوق من طرف رجال التسويق تحت ثالثة معاني مختلفة ومتكاملة هي‪:‬‬

‫‪ -‬في المعني الكمي‪ ،‬يشير إلى مجموعة من المعطيات العددية حول أهمية وهيكلة وتطور مبيعات‬
‫منتوج ما‪ ،‬أي الزوج سوق\منتوج‪.‬‬
‫‪ -‬في المعنى "سوق‪/‬نظام" نتكلم عن السوق كمجموعة من المشترين والمستهلكين وكل المجتمع الذي‬
‫من شأنه التأثير على مبيعات المنتوج‪.‬‬
‫‪ -‬في للمعنى االستراتيجي‪ ،‬نقول "سوق تابع لمنتوج أو عالقة ما" هو الفضاء التنافسي الذي تتموقع‬
‫فيه المؤسسة‪ ،‬أما "السوق المستهدف" فيشير إلى عدد وطبيعة الزبائن المستهدفين‪.‬‬

‫أما دراسة السوق فهي وسيلة لجمع المعلومات التي تستخدم كأساس في تحديد الخطة التسويقية وتتضمن‬
‫هذه األخيرة عملية جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها مما يؤدي في األخير إلى التمكن من تحديد العناصر‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحليل المحيط الكلي للمؤسسة الذي يشمل المحيط االقتصادي والقانوني والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬وصف السوق من خالل تحديد حجمها وتقسيمها بين مختلف فئات المستهلكين وبين مختلف‬
‫العالمات المتواجدة‪ ،‬وأيضا تطور هذه العناصر‪.‬‬
‫‪ -‬التنبؤ بالطلب الكلي‪ ،‬وتحديد قدرات الطلب والمبيعات المحتملة لمنتوج المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة المستهلكين من خالل تعريفهم‪ ،‬والتعرف على دوافعهم ومواقفهم‪ ،‬وسلوكهم وبصفة عامة‬
‫سيرورتهم في الشراء‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التوزيع من خالل القنوات المستعملة وتطورها‪ ،‬ومواقف وسلوكيات المستهلكين حسب هذه‬
‫القنوات‪ ،‬وتحديد استراتيجيات التوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة المنافسين‪ ،‬ويتم ذلك من خالل التعريف بهم وتحليل استراتيجياتهم وأيضا تحليل عرضهم‬
‫ونتائجهم‪.‬‬

‫‪7‬صندرة سايبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬القوانين والتشريعات ذات العالقة بنوع العمل الذي يمارسه المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة البيئة التي يعمل فيها المشروع من حيث المناخ السياسي واالقتصادي‪ ،‬الموردين العمالة‪،‬‬
‫األجور‪ ،‬الدخل القومي واتجاهات تطوره في المستقبل‪ ،‬التضخم‪ ،‬االنكماش‪ ،‬تقلبات األسعار‪،‬‬
‫مصادر التمويل‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫السوق والعمالء‪:‬‬

‫عند التخطيط ألي مشروع البد من تحديد العمالء ودراستهم‪ ،‬وعليه يجب أن نقوم بتجزئة السوق واختيار‬
‫القطاع المستهدف‪ ،‬األسواق الجماهيرية مقابل األسواق المتخصصة‪ ،‬حيث يمكن تقسيم السوق إلى أربعة‬
‫‪8‬‬
‫أقسام‪:‬‬

‫‪ -‬الديموغرافي (التركيبة السكانية على أساس العمر‪ ،‬الجنس‪)..‬‬


‫‪ -‬الخلفية االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬
‫‪ -‬جغرافيا (أين يسكن العمالء)‪،‬‬
‫‪ -‬السلوك أو األذواق‪.‬‬

‫هيكل السوق ما هو؟ المشروع الذي سأعمل فيه سيكون فيه منافسة لهذا يجب أن أعرف حجم التنافس في‬
‫السوق‪ ،‬فمن الصعب الدخول إلى سوق متخصص وفيه منافسين أقوياء‪ .‬ويجب معرفة ما إذا كان السوق‬
‫نامي (يعني ينمو بسرعة) أو سوق ناضج‪.‬‬

‫أنواع المعلومات التسويقية‬

‫تنقسم المعلومات التسويقية من حيث األهمية إلى معلومات ثانوية وأخرى أولية‪:‬‬

‫‪ )1‬المعلومات الثانوية‪ :‬وهي عبارة عن بيانات سبق جمعها وتحليلها وتفسيرها ونشرها عن طريق‬
‫‪9‬‬
‫األخرين ألغراض أخرى متنوعة‪ ،‬ويتم البحث المستندي وفقا للمراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المعلومات الضرورية الواجب توفرها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الجهات التي سوف يتم جمع المعلومات منها والتي يمكن حصرها في‪:‬‬

‫‪8‬عمارة شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪9‬صندرة سايبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ ‬الهيئات الحكومية‪ :‬مثل الهيئات الوطنية لإلحصاء والدراسات االقتصادية والبنوك ومراكز‬
‫دراسة العوائد والتكاليف‪ ،‬ومراكز السجل التجاري‪ ،‬وغيرها‪ ،‬والتي عادة ما تعطي معلومات‬
‫موثوق منها مقابل دفع مبلغ مالي مقبول نوعا ما‪.‬‬
‫‪ ‬الهيئات الخاصة‪ :‬كالشركات المتخصصة في الدراسات‪ ،‬والنقابات الوظيفية واالستعالمات‬
‫التجارية‪ ..‬وغيرها‪ ،‬وتعطي معلومات تقنية وسياسية واقتصادية وقانونية وتجارية‪.‬‬
‫‪ ‬وسائل اإلعالم‪ :‬مثل المقاالت والصحف المختصة أو حصص الراديو والتلفزيون‪.‬‬
‫‪ ‬المنافسين‪ :‬من خالل الوثائق التجارية (مجلة المؤسسة‪ ،‬لوحات تقديم المنتوج‪.)..‬‬
‫‪ -‬تحليل المعلومات المحصل عليها والبحث عن األهم منها ووضعها في شكل وثيقة (تقارير) لتسهيل‬
‫عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬ثم وضعها في التقرير النهائي لدراسة السوق‪ .‬لكن ورغم أهمية هذه المعلومات‬
‫إال أنها تبقى غير كافية من أجل إجراء دراسة سوق شاملة‪ ،‬لهذا يستوجب األمر اللجوء إلى‬
‫المعلومات األولية‪.‬‬
‫‪ )7‬المعلومات األولية‪ :‬وهي تلك البيانات التي يقوم الباحث بنفسه أو عن طريق من يمثله بجمعها‬
‫وتسجيلها وتحليلها وتفسيرها وعرضها لتخدم غرض البحث‪ ،‬وتنقسم تقنيات جمع المعلومات األولية‬
‫إلى قسمين هما‪:‬‬
‫‪ -‬تقنيات كمية‪ :‬غايتها األساسية هي قياس السلوكيات أو اآلراء من خالل استعمال تقنية االستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬تقنيات كيفية‪ :‬وهدفها األساسي هو اإلجابة عن السؤال لماذا؟‪ ،‬والتي تكون اإلجابة عليه عن طريق‬
‫الدراسات الكمية غير الكافية‪ ،‬من خالل فهم الحقيقة القاعدية لسلوكيات وأراء أو مواقف المستهلكين‬
‫(أي البحث عن أسباب الكبح والتحفيز)‪ ،‬وتعتبر المقابلة والمالحظة المباشرة من أهم األساليب‬
‫الكيفية‪.‬‬

‫الجدول رقم‪ :2‬األساليب الكمية والكيفية لدراسة السوق‬

‫خصائص التقنية‬ ‫أنواع التقنيات‬


‫سلبياتها‬ ‫إيجابياتها‬ ‫طريقة‬ ‫تعريفها‬
‫تحضيرها‬
‫ارتفاع التكاليف‬ ‫هدف غنى‬ ‫هي نقاش معمق بين تحديد‬
‫األساليب الكيفية‬

‫(خاصة‬ ‫المعلومات‬ ‫والمبحوث المقابلة‪.‬‬ ‫الباحث‬


‫المقابلة‬

‫لحرية الوقت)‪.‬‬ ‫عدد نتيجة‬ ‫تحديد‬ ‫وقد تكون‪:‬‬


‫تعبير الفرد‪.‬‬ ‫المقابالت‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أخذ‬ ‫صعوبة‬ ‫مباشرة‪ :‬أي دون تحضير أسئلة إمكانية‬
‫المواعيد‬ ‫مضاعفة‬ ‫وجود حدود ما بين المقابلة‪.‬‬
‫إذا‬ ‫والمبحوث اختيار الباحثين االتصال (كل (خاصة‬ ‫البحث‬
‫مبحوث كان المبحوث‬ ‫لهدف فرد‬ ‫تبعا‬ ‫(نقاش حر)‪.‬‬
‫إلى شخص‬ ‫يقود‬ ‫غ‪.‬مباشرة‪ :‬أي اتباع المقابلة‪.‬‬
‫مبحوث آخر) مختص)‪.‬‬ ‫استمارة أسئلة‪.‬‬
‫فترة‬ ‫مما يمكن من طول‬
‫الحصول على اإلجابة‪.‬‬
‫معلومات‬
‫هامة‪.‬‬
‫نفسها ‪-‬إمكانية معرفة ‪-‬إمكانية‬ ‫مراقبة هي‬ ‫في‬ ‫تتمثل‬
‫اختالف‬ ‫في السلوك‬ ‫سلوك االفراد ضمن المتبعة‬
‫السلوك‬ ‫الحقيقي‬ ‫حالة معينة‪ ،‬وتكون تقنية المقابلة‬
‫عن‬ ‫الحقيقي‬ ‫لألفراد‪.‬‬ ‫إما‪:‬‬
‫السلوك‬ ‫‪-‬تجاوز‬ ‫داخل الحالة‪ :‬أي‬
‫انحراف النتائج المالحظ‬ ‫الباحث‬ ‫مالحظة‬
‫التأثيرات خاصة بالنسبة‬ ‫عن‬ ‫لسلوك األفراد داخل‬
‫من لنوع المالحظة‬ ‫المتوقعة‬ ‫مكان البحث‪.‬‬
‫الباحث في المخبر‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫المالحظة‬
‫المالحظة‬

‫الفرد ‪-‬استحالة شرح‬ ‫على‬ ‫وفيها‬ ‫بالمشاركة‪:‬‬


‫الحوافز‬ ‫المالحظ‪.‬‬ ‫يندمج الباحث مع‬
‫والموانع‬ ‫األفراد محاولة منه‬
‫المفسرة للسلوك‬ ‫لفهم سلوكاتهم‪.‬‬
‫المالحظ وعدم‬ ‫في‬ ‫المالحظة‬
‫إمكانية تعريفه‬ ‫يوضع‬ ‫المخبر‪:‬‬
‫بشكل محدد‪.‬‬ ‫المبحوثين في مكان‬
‫خاص ويحاول دراسة‬
‫سلوكهم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ايجابياته‬ ‫االستبيان‬ ‫يتمثل في استجواب في مرحلة أولى يستمد‬
‫هناك وسلبياته من إيجابيات وسلبيات‬ ‫إلى يكون‬ ‫ينتمون‬ ‫أفراد‬
‫عينة ممثلة حول اجتماع مسبق طريقة إدارته (التكلفة‪ ،‬سرعة‬
‫مسؤولي الحصول على إجابات موثوق‬ ‫الزبائن الحاليين أو بين‬
‫منها‪ ،‬طول االستبيان‪ ،‬وطبيعة‬ ‫المحتملين وقياس رد الدراسة‬
‫فعلهم تجاه النشاطات والباحثين من وتوزيع األفراد المستجوبين) حيث‬
‫تحديد نجد‪:‬‬ ‫التجارية‪ ،‬واستغالل اجل‬
‫البحث ‪-‬بالنسبة لالستبيان وجها لوجه‬ ‫المحصل دليل‬ ‫األجوبة‬
‫يكون مرن ولكنه من جهة أخرى‬ ‫عليها فيما بعد‪ ،‬وقد والذي يشمل‪:‬‬

‫األساليب الكمية‬
‫مكلف‪.‬‬ ‫‪-‬النصائح‬ ‫يكون‪:‬‬

‫االستبيان‬
‫‪-‬بالنسبة لالستبيان عن طريق‬ ‫المتبعة‪.‬‬ ‫‪-‬وجها لوجه‬
‫المراسلة يكون أقل تكلفة ولكن‬ ‫‪-‬شبكات‬ ‫‪-‬عن طريق الهاتف‬
‫غالبا ما يكون معدل اإلجابة‬ ‫_عن طريق المراسلة الحصص‬
‫ضعيف‪ ،‬إضافة إلى عدم الجدية‬ ‫‪-‬عن طريق االنترنت المحتملة‪.‬‬
‫في حالة اإلجابة‪ ..‬وهكذا‪.‬‬ ‫‪-‬المكان‪.‬‬
‫‪-‬المدة‪.‬‬
‫‪-‬تقديم األسئلة‬
‫(مفتوحة‪،‬‬
‫مغلقة)‬
‫تحديد العينة‪.‬‬
‫‪Source : P.Amereim, Etude de marché; Nathan, Paris, 2000.‬‬
‫‪Jean Marie Panazol, Parcours marketing, Hachette Edition, Paris, 1996‬‬
‫‪Sylvie Martin, Jean-Pierre Védrine, Marketing, Chihab-Eyrolles, Alger, 1996.‬‬
‫‪Laurent Hermel, La recherche marketing, Economica, Paris, 1995.‬‬
‫األخطاء الواجب تجنبها عند دراسة السوق‬

‫‪10‬‬
‫هناك عدة أخطاء ينبغي تفاديها بدراسة السوق‪ ،‬ألنها قد تؤدي إلى ظهور نتائج سلبية‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم تحديد أهداف الدراسة بشكل جيد‪،‬‬


‫‪ -‬تجاهل المصادر المجانية للمعلومات‪،‬‬

‫‪10‬صندرة سايبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬تكليف هيئات أخرى بالدراسة دون القيام بالمتابعة الشخصية‪،‬‬
‫‪ -‬اختيار طريقة سيئة لتقديم المعلومات‪،‬‬
‫‪ -‬عدم تمثيل العينة للمجتمع المدروس‪،‬‬
‫‪ -‬الصياغة السيئة لألسئلة‪.‬‬

‫فدراسة السوق تعتبر مرحلة جد هامة قبل الشروع في تجسيد المشروع لذا ينبغي الحذر عند الحصول على‬
‫المعلومات وعدم التمادي في البحث عنها ألن ذلك سيكون مكلفا‪.‬‬

‫وبعد تحليل المعلومات المتحصل عليها بكل دقة والتأكد من فعالية المشروع‪ ،‬يقوم صاحب المشروع في‬
‫مرحلة الحقة بالبحث عن مصادر األموال الالزمة من خالل اللجوء إلى مختلف المصادر الممكنة‪.‬‬

‫نموذج العمل التجاري‬

‫في هذا الجزء من الفصل نتطرق إلى اإلجابة على السؤال‪ :‬كيف تطور فكرتك إلى نموذج عمل تجاري‪:‬‬

‫الفكرة الرئيسية في هذا الموضوع تدور حول إيجاد قيمة مقترحة تهم الشركات والعمالء والمجتمع بأسره أي‬
‫‪11‬‬
‫حول استبدال أساليب قديمة بأساليب حديثة‪.‬‬

‫‪11‬عمارة شريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪43‬‬
‫الشكل رقم‪ :2‬نموذج العمل التجاري‬

‫العمالء‬
‫هيكل‬ ‫القيم‬
‫التكاليف‬ ‫المقترح‬
‫ة‬

‫القنوات‬
‫الشركات‬
‫نموذج‬
‫الرئيسية‬ ‫العمل‬
‫التجاري‬
‫العالقات‬
‫األنشطة‬ ‫مع‬
‫الرئيسية‬ ‫العمالء‬
‫الموارد‬ ‫مصادر‬
‫الرئيسية‬ ‫اإليرادات‬

‫المصدر‪ :‬عمارة شريف‪ ،‬محاضرات في المقاوالتية‪ ،‬مطبوعة موجهة لطلبة السنة األولى ماستر تخصص‬
‫إدارة الموارد البشرية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬سنة ‪ ،7112/7112‬ص‪.21‬‬

‫األحجار التسعة لنموذج العمل التجاري‪:‬‬

‫‪ ‬شرائح العمالء‪ :‬من تريد أن تخدم بمشروعك هذا؟ ال يجب أن تكون الشريحة عامة بدون تحديد‪،‬‬
‫حتى وان كانت شريحة جماهيرية يجب أن تتعرف عليها لتعرف كيف تعرض لهم سلعتك وهل يمكن‬
‫الوصول اليهم أو ال‪ ،‬وهل لديهم الدوافع لشراء سلعتك أو ال؟‬
‫هل هم أفراد أو منظمات؟ هل هم فئة مخصصة أو فئة جماهيرية؟‬
‫‪ ‬القيم المقترحة‪ :‬وهي القيم التي بسببها سيتوجه العمالء إليك وبمعنى آخر الميزة التنافسية‪ .‬هل‬
‫خدماتك أو منتجاتك تحل مشكلة أو تساعد عمالئك على انجاز أعمالهم؟‬
‫‪ ‬القنوات‪ :‬هي حلقة الوصل بين العمالء والمنشأة أو المنتج‪ ،‬هناك قنوات مباشرة مثل فريق مبيعات‬
‫والتعامل الشخصي مع العميل‪ ،‬وهناك قنوات غير مباشرة مثل المتاجر المشتركة‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة مع العمالء‪ :‬كيف سيتم التواصل مع العميل وكيف سيتواصل معك ويتفاعل معك؟ لكل‬
‫شريحة قناة خاصة بها فهناك شريحة ستتعامل معها عن طريق الخدمات اآللية وهناك شريحة‬
‫ستتعامل معها عن طريق المساعدة الشخصية من قسم العمالء بالمؤسسة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ ‬مصادر اإليرادات‪ :‬عن طريق ماذا سيتدفق المال؟ كيف سيدفعون؟ ما القيمة التي سيكون العمالء‬
‫مستعدين للدفع مقابلها؟‬
‫‪ ‬األنشطة الرئيسية للمؤسسة‬
‫‪ ‬الموارد الرئيسية‪،‬‬
‫‪ ‬الشراكات الرئيسية‪ :‬التعاون بين الشركات‪.‬‬

‫هناك تسع مراحل أساسية يجب اتباعها من أجل تحضير مخطط األعمال‪ ،‬والتي يمكن إيجازها في الشكل‬
‫الموالي‪:‬‬

‫الشكل ‪ :5‬مراحل تحضير مخطط األعمال‬


‫معرفة الميوالت‬ ‫معرفة االسواق‬ ‫تحديد كفاءات‬
‫المؤسسة‬

‫‪1‬‬ ‫تحليل الموضوع االستراتيجي‬ ‫‪2‬‬


‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫اختيار استراتيجية‬

‫‪5‬‬ ‫تكميم الموارد‬


‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫دراسة إمكانيات التزود بالموارد‬ ‫‪7‬‬
‫رغبة المساهمين‬
‫‪7‬‬
‫مخطط األعمال‬
‫‪9‬‬

‫‪Source : Claude Maire, Le business plan, 3ème édition, Les éditions d’organisation, Paris,‬‬
‫‪1998, p50.‬‬

‫من خالل الشكل أعاله يمكن القول أن المراحل من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬تعبر عن مراحل للتزود بالمعلومات التي تمكن‬
‫من تحديد وضعية المؤسسة‪ ،‬أما المرحلة الخامسة فتحدد االستراتيجية المتبعة والتي سوف تكون مؤقتة‪،‬‬
‫ألنها لن تكون فعلية إال بعد دراسة قابلية تنفيذها في المراحل الالحقة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪.3‬المرحلة الثالثة‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية للمشروع‬

‫تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل‪ ،‬حيث يتم وضع األسس المالية والفنية والتسويقية للمشروع‪ ،‬حيث يتم‬
‫في هذه المرحلة اتخاذ القرار وبشكل نهائي فيما يخص تنفيذ المشروع أو االستغناء عنه‪ ،‬وتتلخص هذه‬
‫المرحلة بتقدير التكاليف المختلفة والعوائد المتوقعة‪ ،‬ثم تقرير إذا كان العائد الصافي (الربح) كافيا أوال‪.‬‬

‫‪ 1-7‬محتويات دراسة الجدوى‪ :‬تختلف المحتويات بناءا على طبيعة المشروع وموقعه وامكانيات وموارد‬
‫‪12‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬وعليه تحتوي دراسة المشروع على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة السوق أو تقدير الطلب األولي المتوقع على المنتجات والخدمات‪.‬‬


‫‪ -‬دراسة موقع المشروع القريب من السوق‪( ،‬المواد األولية‪ .‬الخ)‬
‫‪ -‬الدراسة الفنية والتكنولوجية لتحديد مواصفات األجهزة والمعدات الالزمة للمشروع (اآلالت‪،‬‬
‫التكنولوجيا)‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل (تأمين مصادر التمويل) أي القيام بدراسة الجدوى المالية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة االحتياجات من الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الهيكل التنظيمي للمشروع‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة إمكانية وضع برامج تدريبية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التأثيرات البيئية بعد إقامة وتشغيل المشروع‪.‬‬

‫‪ 7-7‬الصعوبات التي تواجه دراسة الجدوى‪:‬‬

‫هناك العديد من الصعوبات التي تواجه دراسات الجدوى بالنظر إلى المتغيرات التي تحيط بهذه العملية حيث‬
‫يتم إدراجها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬صعوبة تقدير التكاليف وعوائد وأرباح المشروع‪.‬‬


‫‪ -‬عدم دقة الوقت الزمني إلجراء الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف الخاصة بتحديد مصادر التمويل باإلضافة إلى األموال التي تدفع إلى الخبراء واالستشاريين‬
‫وبيوت الخبرة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التنسيق بين أجزاء الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬ندرة المعلومات المتعلقة ببيئة المشروع ومدخالته وعدم دقتها‪.‬‬

‫‪12‬قدروم لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪72‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة الجوانب المالية ومصادر التمويل‬

‫كيف تسعر خدمتك أو منتوجك؟‬

‫‪ -‬السعر بناء على التكلفة‪ :‬هامش الربح‬


‫‪ -‬السعر بناء على القيمة‪ :‬وليس على أساس التكلفة‬

‫إضافة إلى أن هناك طرق أخرى للتسعير نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬التسعير المنافس‪:‬‬
‫‪ -‬مرونة الطلب‪ :‬إذا غيرنا في السعر ما هو حجم التغير في الطلب على المنتج من قبل العمالء؟‬
‫مرونة السعر أو حساسية السعر‪.‬‬

‫مصادر التمويل المتاحة‪:‬‬

‫‪ -‬المصادر الشخصية‪،‬‬
‫‪ -‬الصناديق المتخصصة في االستثمار‪،‬‬
‫‪ -‬رأس المال المخاطر‪،‬‬
‫‪ -‬البنوك‪،‬‬
‫‪ -‬الصناديق وهيئات الدعم الحكومية‪،‬‬
‫‪ -‬حاضنات األعمال‪.‬‬

‫‪.4‬المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة وضع وتحليل االحتياجات‬

‫هناك خطوط عمل رئيسية يجب على المخطط أن يتبعها عند تحديد االحتياجات إذ يجب عليه إعداد قائمة‬
‫مفصلة تحتوي على جميع النشاطات الالزمة لتنفيذ المشروع وتحديد الزمن والموارد الالزمة لتنفيذ كل نشاط‬
‫على حدا‪ ،‬وتحديد ترتيب النشاطات وآلية اعتمادها على بعضها البعض ووضع جدول زمني للتنفيذ يتضمن‬
‫المراحل الواجب إنجازها والبد من التأكيد على نطاق النفقات مع الميزانية الموضوعة والتأكد من نوعية‬
‫‪13‬‬
‫العمل المنجز‪ ،‬عن طريق الرقابة المستمرة‪ ،‬وتتضمن هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد قائمة النشاطات‪.‬‬


‫‪ -7‬تحديد الموارد الالزمة‪.‬‬

‫‪13‬قدروم لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -7‬وضع الخطط التفصيلية لتنفيذ نشاطات المشروع‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع الميزانيات والجداول الزمنية للمشروع‪.‬‬

‫إن تحديد احتياجات المشروع خطوة هامة ورئيسية تمهيدا لتطبيق إدارة المشاريع‪ ،‬حيث ترتبط بكمية وجودة‬
‫المعلومات المرتبطة التي نجمعها من بيئة المشروع الداخلية والخارجية حيث تلعب خبرة المدير دو ار هاما‬
‫خاصة إذا أنجزت الشركة مشاريع مشابهة لها في السابق‪.‬‬

‫‪.5‬المرحلة الخامسة‪ :‬مرحلة التنفيذ واإلنتاج‬

‫بعد القيام بدراسة الجدوى والتي أدت إلى اتخاذ القرار في الشروع في تنفيذ مشروع معين وبعد وضع وتحديد‬
‫االحتياجات تأتي مرحلة التنفيذ التي تؤدي إلى وجود المشروع الجديد أو منتج جديد‪ ،‬حيث أن التنفيذ الناجح‬
‫يكون عرضة للتقييم المستثمر في جميع المراحل وقد يتطلب األمر تعديل في خطة المشروع ومن أهم أسباب‬
‫نجاح عملية التقييم توفر المعلومات الجيدة والدقيقة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫حيث من الناحية اإلدارية تتطلب عملية التنفيذ إبراز الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اتخاذ الترتيبات اإلدارية لإلشراف على التنفيذ وذلك بتحديد المسؤوليات ضمن القسم المسؤول عن‬
‫عملية التنفيذ وتحديد عالقتها مع مختلف األقسام األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬وضع المخططات التي تميز جداول العمل واألوقات الالزمة وقياس مدى التقدم (نسبة التقدم)‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على تخطيط المشروع ورفع التقارير بصفة دورية (يومية‪ ،‬أسبوعية‪ ،‬شهرية)‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة ما تم تنفيذه مع ما هو مخطط له وتحديد االنحرافات‪.‬‬
‫‪ -‬جمع المعلومات وتقدير التقارير واتخاذ اإلجراءات التصحيحية وتحديث المخططات والجداول‬
‫الزمنية‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من المواصفات والمعلومات الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس برامج تدريبية للقائمين على عملية التنفيذ من مراقبين ومقيمين‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير ووضع دليل يبين كيفية التشغيل‪.‬‬

‫‪14‬قدروم لزهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪48‬‬
‫‪.6‬المرحلة السادسة‪ :‬مرحلة التشغيل‬

‫ال تنطبق هذه المرحلة على جميع أنواع المشاريع حيث تكون عادة مطبقة في المشاريع اإلنتاجية لمختلف‬
‫‪15‬‬
‫المنتجات والخدمات حيث تتضمن هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم الخدمة (المنتج الجديد)‬


‫‪ -‬تقييم مدى تحقيق المشروع ألهدافه‪.‬‬
‫‪ -‬وضع التوصيات المتعلقة بالمشاريع المستقبلية المشابهة‪.‬‬

‫‪.7‬المرحلة السابعة‪ :‬نهاية المشروع وتسليمه‬

‫هي المصب النهائي بكل الجهود السابقة والتي تؤدي في النهاية إلى وجود مشروع جديد سواء كان (إنتاجيات‪،‬‬
‫خدميا‪ ،)..‬فبعد أن ينتهي المقاول من دراسة فكرته وتحليلها واالختيار بين البدائل الممكنة والقيام بدراسة‬
‫الجدوى التفصيلية‪ ،‬وبناءا على مخطط األعمال الذي قام بإعداده يمكن له أن االنطالق في النشاط‪ ،‬ولكن‬
‫ال تنته مهام المقاول بمجرد انطالق المشروع‪ ،‬بل المهمة األكبر ستكون في متابعة نشاط المشروع وتنفيذه‪.16‬‬

‫خالصة المحور الثالث‪:‬‬

‫تتميز الفرص المقاوالتية بالتنوع والتعدد‪ ،‬كما تتميز بصعوبة تك ارراها مرة أخرى‪ ،‬فحينما تذهب الفرصة دون‬
‫أن تستغل‪ ،‬فإنها ال تأتي مرة ثانية‪ ،‬وال يجب على المقاول أن يصاب باإلحباط‪ ،‬بل يتوجب عليه التأكد من‬
‫أن هناك أفكار وفرص أخرى غيرها تنتظر أن تكتشف‪ .‬وعند الحديث عن تطوير الفرص فإننا نقف عند‬
‫نقاش واسع‪ ،‬إذ أن الفكرة التي يفشل البعض في تحقيقها إلى مشروع مربح قد يصنع منها آخرون ثروة‬
‫طائلة‪ ،‬وهذا ما حصل مع الكثير من المبدعين والمبتكرين‪.‬‬

‫‪15‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫هالة محمد لبيب عنبة‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪.71 ،7117‬‬

‫‪49‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬المرافقة المقاوالتية‬
‫المحور الرابع‪ :‬المرافقة المقاوالتية‬
‫نظ ار العتبار التمويل من أبرز العوائق التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمصغرة‪ ،‬فيعتبر التمويل المصغر‬
‫من الصيغ المالئمة التي تتجاوب أكثر مع احتياجات المقاولين الذين يرغبون في بدء مشاريعهم الخاصة‪،‬‬
‫لهذا اعتمدت الدولة الجزائرية على توفير عدة أنواع من برامج الدعم والمرافقة المالية والتي تهدف إلى تقديم‬
‫يد العون للمقاولين الجدد‪.‬‬

‫‪.1‬مفهوم المرافقة المقاوالتية‪:‬‬

‫المرافقة هي عبارة عن خدمة تقدمها هيئات مختصة تهدف إلى مساعدة أصحاب المشاريع الجديدة في‬
‫عملية اإلنشاء والتي تعتبر مرحلة حساسة في حياة المشروع وتحتاج إلى الكثير من الخبرات من قبل المرافق‪.‬‬

‫وهي إحدى المراحل األساسية ألي آلية دعم‪ ،‬والتي بدورها ترتكز على توجيه أصحاب األفكار نحو تجسيدها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن بين التعاريف نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬عملية ديناميكية لتنمية وتطوير مشروعات األعمال ومنشآت األعمال الصغيرة التي تمر بمرحلة‬
‫التأسيس أو اإلنشاء وبداية النشاط حتى تتمكن من البقاء والنمو بصفة خاصة في مرحلة بداية‬
‫النشاط‪ ،‬وذلك من خالل العديد من المساعدات المالية والفنية وغيرها من التسهيالت األخرى الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة تجنيد الهياكل‪ ،‬االتصاالت والوقت من أجل مواجهة المشاكل المتعددة التي تعترض‬
‫المؤسسة‪ ،‬ومحاولة تكييفها مع ثقافة وشخصية المقاول‪.‬‬
‫‪ -‬وأهم مراحل نشأة الفكرة إلى مشروع‪ ،‬بتقديم النصائح واإلرشادات لتوجيه المقاول نحو تعديل أو‬
‫تثمين أفكاره‪ ،‬واكتساب خبرات جديدة تمكنه من فرض موقعه في السوق‪.‬‬

‫‪.2‬مكونات المرافقة المقاوالتية‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫ترتكز المرافقة المقاوالتية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على ثالثة محاور أساسية‪:‬‬

‫‪1‬بن يحي زهير‪ ،‬دور المرافقة والتكوين في ترقية المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة والمالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬
‫المجلد ‪(80‬العدد‪ )80‬سنة ‪ .9802‬ص‪.003‬‬

‫‪ 2‬محمد قوجيل‪ ،‬إشكالية تقييم هيئات الدعم والمرافقة المقاوالتية في الجزائر دراسة تحليلية‪ ،‬المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫ورقلة‪ ،‬عدد ‪/80‬ديسمبر ‪ .9800‬ص‪.00‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -0‬الدعم المالي‪ :‬هذه الهيئات تختص أساسا في معالجة مشكل عدم كفاية األموال الالزمة عند انطالق‬
‫المشاريع‪ ،‬حيث تمثل هذه النقطة عائق كبير أمام الشباب الطامحين إلى إنشاء مؤسسات صغيرة‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن أن توفر هذه الهيئات تسهيالت جيدة للحصول على تمويل االستثمارات الجديدة‬
‫واستثمارات التوسع وغيرها‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن الدعم المالي يمكن أن يكون وطني أو جهوي‬
‫وفي هذه الحالة تختلف االمتيازات من منطقة إلى أخرى‪ ،‬وكذلك يخضع الدعم المالي لنوع المشروع‬
‫(تكنولوجي أو تقليدي)‪ ،‬وخصائص حاملي المشروع‪.‬‬
‫‪ -9‬شبكات النصح والتكوين‪ :‬هناك الكثير من خدمات النصح والتكوين الخاصة أو العامة تقدمها غرف‬
‫التجارة وغرف الحرف وغرف التسيير‪ ،‬والهدف منها هو حصول المقاولين الشباب على تكوين في‬
‫مجال إنشاء وتسيير المؤسسات الصغيرة وغيرها‪ ،‬حيث تقترح كل هيئة عروض تكوينية مختلفة‬
‫تمثل أساس لبقاء وتطور المؤسسات الصغيرة الناشئة‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعم اللوجيستي‪ :‬تهدف بعض هيئات الدعم إلى توفير مقرات لنشاط المؤسسات الصغيرة في‬
‫محالت متاحة وخالل فترات زمنية محددة وخدمات إدارية مختلفة وذلك بشروط تحفيزية أقل تكلفة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تقديم بعض النصائح البسيطة أو معقدة حسب المشروع‪ ،‬وتقوم بهذه العمليات من‬
‫خالل االنفتاح على جميع شبكات األعمال والهيئات الحكومية المختلفة لتدعيم الهيئات‪.‬‬

‫‪.3‬أشكال المرافقة المقاوالتية‪:‬‬

‫هناك عدة أشكال فيما يخص المرافقة المقاوالتية من أجل إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة منها المعنوية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫الفنية‪ ،‬اإلعالمية‪ ،‬التدريب والتكوين‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬المالية‪ .‬وسوف نتطرق لكل منها على حدى‪:‬‬

‫أ‪ -‬المرافقة المعنوية‪ :‬وتشمل تقديم المساعدة للمقاول في ضبط أفكاره وتحديدها حول عملية إنشاء‬
‫المؤسسة وتجسيد أفكاره على أرض الواقع‪ ،‬ألن المقاول في البداية تكون عنده أفكار ولكنها تحتاج‬
‫إلى توجيه‪ ،‬مع القيام بتحديد االستراتيجية الواجب اتباعها من طرفه من أجل تحقيق الهدف المرجو‪،‬‬
‫مع العمل على رفع معنويات المقاول وتشجيعه‪.‬‬
‫ب‪ -‬المرافقة الفنية‪ :‬وهنا يقوم المرافق بتقديم مساعدة للمنشئ تتعلق بالجانب االجتماعي وما يحتاجه‬
‫مشروعه من آالت ومعدات‪ ،‬أساليب انتاج‪ ،‬أنظمة معلوماتية‪ ،‬مع تحديد الهدف الواجب تحقيقه‪،‬‬
‫دون إهمال تحديد حيثيات المشروع‪ ،‬ألن أي خطأ يؤدي إلى فشل المشروع‪.‬‬

‫‪3‬محمد قوجيل‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.02‬‬

‫‪52‬‬
‫ت‪ -‬المرافقة اإلعالمية‪ :‬والتي من خاللها يقوم بتقديم مساعدات للمنشئ في كيفية إدخال أنظمة‬
‫المعلومات واالتصال داخل المؤسسة‪ ،‬والطرق التي يتبعها في عملية إشهار لمنتوجاته وكيفية‬
‫ترويجه في األسواق‪.‬‬
‫ث‪ -‬المرافقة أثناء التدريب والتكوين‪ :‬يقوم المرافق هنا بتكوين المنشئ وتدريبه فيما يخص كيفية المؤسسة‪،‬‬
‫وما هي الصفات التي يجب أن يتصف بها المقاول الناجح داخل المؤسسة‪ ،‬مع العلم أن عملية‬
‫التكوين والتدريب ال تنتهي بمجرد إنشاء المؤسسة وانما يجب أن تكون متواصلة وذلك من أجل‬
‫التحيين والتحديث داخل المؤسسة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرافقة التكنولوجية‪ :‬بحيث يجب كذلك على المرافق حث المنشئ على استخدام التكنولوجيا المتطورة‬
‫داخل المؤسسة من أجل تسهيل بعض المعامالت والزيادة في اإلنتاجية وتقليل تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫ح‪ -‬المرافقة اإلدارية‪ :‬هنا على المرافق تقديم تسهيالت للمنشئ فيما يخص تسهيل اإلج ارءات اإلدارية‬
‫المتعلقة باإلنشاء وامتالك العقار والتراخيص الخاصة مثال باإلنتاج والتصدير واالستيراد‪.‬‬
‫خ‪ -‬المرافقة المالية‪ :‬إن هذا النوع من المرافقة هو األهم بالنسبة للمنشئ ألنه أساس إقامة المؤسسة‪،‬‬
‫كما تتعلق بتكوين رأس المال الخاص بها‪ ،‬لذا يجب على المرافق تقديم أموال في شكل قروض‪ ،‬أو‬
‫اإلعفاء من الضرائب في بداية التأسيس‪ ،‬وتخفيض بعض الضرائب األخرى‪ ،‬أو تقديم مساعدة في‬
‫عملية استخدام العمال داخل المؤسسة كبرنامج عقود ما قبل التشغيل في الجزائر‪.‬‬

‫‪.4‬الوظيفة التقنية والدور االجتماعي للمرافقة‪:‬‬

‫تعمل هيئات دعم المقاوالتية بشكل عام على مرافقة ودعم حاملي المشاريع من خالل ثالث مراحل‪:‬‬
‫االستقبال‪ ،‬المرافقة خالل اإلنشاء والمتابعة بعد اإلنشاء‪ ،‬تهدف بشكل متتالي إلى دعم شخص يمتلك فكرة‬
‫إنشاء نشاط تكون مقبولة‪ :‬تحقيق مشروعه وتحوله إلى صاحب مؤسسة مستقبل إذا افترضنا تحقق هذا‬
‫المشروع فعليا‪.‬‬

‫‪ .0‬االستقبال (المرافقة قبل اإلنشاء)‪ :L’accueil :‬بمجرد اتصال حامل المشروع بهيئة الدعم تبدأ‬
‫عملية اإلعالم‪ ،‬التوجيه أو إعادة التوجيه‪ ،‬هي فترة بداية معالجة الفكرة وترك مساحة كبيرة لحامل‬
‫المشروع للتعبير عن فكرته‪ ،‬هذا األخير يقدم ويعرض مشروعه (تاريخ الفكرة‪ ،‬سبب االختيار‪،)..‬‬
‫ثم تفصيل اإلجراءات المكتوبة للمشروع والمعلومات التي تم جمعها‪ ،‬وانطالقا من هذه المعطيات‬
‫يتم التحديد الدقيق للمنتوج أو الخدمة أو إعادة توجيه حامل المشروع في نفس المشروع أو إلى‬

‫‪53‬‬
‫مشروع آخر‪ ،‬ويعمل المرافقون على إرشاد حامل المشروع إلى عوامل أخرى لجمع المعلومات‪ ،‬ثم‬
‫‪4‬‬
‫اكتشاف حاجات التكوين الفني أو اإلداري التسييري‪.‬‬

‫ويختلف شكل االستقبال من هيئة ألخرى‪ ،‬حيث أن بعضها يكتفي بأول لقاء لتقديم بعض المعلومات وتوجيه‬
‫المقاول (حامل المشروع)‪ ،‬أما األخرى فهي تقوم منذ اللقاء األول بتحليل وتقييم إمكانيات المشروع (شكل‬
‫المشروع‪ ،‬المنتج‪ ،‬السوق)‪ ،‬وبالتالي فمرحلة االستقبال تقوم في األساس على التعارف بين كل حامل المشروع‬
‫والهيئة المرافقة‪ ،‬كما تسعى إلى معرفة‪:‬‬

‫‪ -‬حالة تقدم المشروع‪،‬‬


‫‪ -‬احتياجات المشروع‪،‬‬
‫‪ -‬التوفيق بين حاجيات هيئة الدعم ومتطلبات المشروع‪.‬‬

‫وتختلف مدة وشكل االستقبال من هيئة ألخرى‪ ،‬حيث يمكن أن تكون عبارة عن مقابالت و‪/‬أو مكالمات‬
‫هاتفية دورية‪ ،‬أو عبارى عن مواعيد مستمرة‪ ،‬كما يمكن أن يكون استقبال حاملي المشاريع بشكل فردي أو‬
‫جماعي‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فمدة االستقبال متغيرة أيضا من موعد واحد إلى عدة مواعيد ومن بضع دقائق‬
‫إلى عدة ساعات حسب أهمية ونوع المشروع‪.‬‬

‫وفي نهاية هذه المرحلة يتم اقتراح أشكال الدعم والمساعدة التي يمكن االستفادة منها‪ ،‬وربما توجيه حامل‬
‫المشروع نحو هيئات أخرى مكملة‪ ،‬والعمل في األخير على التشخيص األولي للمشروع بهدف إعداد خطة‬
‫األعمال‪.‬‬

‫نظريا تعتبر هذه المرحلة مهمة بالنسبة للبحث عن المعلومات الضرورية في تشكيل التركيب االستراتيجي‬
‫والتركيب النفسي لعملية اإلنشاء‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬دراسة عناصر التركيبين يسمح بتقييم استم اررية وجدوى المشروع‬
‫واكتشاف الحاجات النهائية المرفقة‪ ،‬هذه المرحلة تترجم تفاعل ثالثة متغيرات كبرى تتمثل في إمكانيات‬
‫البيئة‪ ،‬تطلعات حامل المشروع‪ ،‬الكفاءات والموارد المتاحة للمشروع والتي تمثل هدف منظمة الدعم‪.‬‬

‫‪ .9‬المرافقة خالل اإلنشاء‪ :‬تتشكل المرافقة خالل إنشاء المؤسسة عموما من مرحلتين مستقلتين‪ ،‬المرافقة‬
‫في تركيب وتمويل المشروع‪ ،‬والمتابعة الشخصية لحاجات حامل المشروع‪ :‬المرافقة في تركيب‬
‫المشروع تشمل عمليات الدعم بهدف الوصول إلى نضج فكرة المشروع‪ ،‬التكوين التقني و‪/‬أو اإلداري‬
‫وانجاز دراسات الجدوى إلى غاية اإلنجاز الفعلي للمشروع‪ .‬تغطي هذه المرحلة تحديدا‪ ،‬المساعدة‬

‫‪4‬محمد قوجيل‪ ،‬دراسة وتحليل سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬سنة ‪ .9802/9802‬ص‪.082‬‬

‫‪54‬‬
‫في دراسة السوق‪ ،‬دراسة الجدوى‪ ،‬اكتشاف الحاجات الناقصة في التكوين لتكملتها‪ ،‬المساعدة في‬
‫التركيب القانوني‪ ،‬مساعدة المقاول في القيام بتحديد عناصر مشروعه‪ ،‬أما المرافقة المالية فهي‬
‫تسمح لحامل المشروع بالقيام بمرافقة بنكية (إقامة عالقة بنكية‪ ،‬تخصيص أوقات للتفاوض البنكي‬
‫عن طريق حامل المشروع) واكمال تخصيص ترميز المشروع من طرف المقاول‪ ،‬يقوم المختصون‬
‫الذين يؤطرون مرحلة ما قبل القرار المالي في بعض هيئات المرافقة بتحديد قرار تخصيص اإلعانات‬
‫‪5‬‬
‫لحامل المشروع أو توجيه الملف لمؤسسات أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬المرافقة بعد اإلنشاء (المتابعة)‪ :‬القليل من هيئات الدعم تقوم بمتابعة المؤسسات الصغيرة بعد‬
‫إنشائها‪ ،‬ومع ذلك تهتم الهيئات المتخصصة في الدعم المالي كثي ار بهذه العملية‪ ،‬والسبب في ذلك‬
‫بدون شك هو محاولة التحقق من إمكانية استرجاع األموال المقروضة‪ ،‬وعموما تتضمن المتابعة‬
‫بعد اإلنشاء مواعيد شهرية مع صاحب طوال السنتين األوليتين يتم فيها بحث العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التسيير‪ :‬الخزينة‪ ،‬الوضعية المالية‪ ،‬تشكيل لوحة قيادة مالية‪،‬‬
‫‪ -‬الجانب التجاري‪ :‬البحث عن الزبائن‪ ،‬االتصال‪،‬‬
‫‪ -‬الرؤية االستراتيجية‪،‬‬
‫‪ -‬أسئلة مختلفة‪ :‬العقود‪ ،‬المناقصات‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫تعمل هيئات الدعم في مرحلة ما بعد االحتضان على ضمان متابعة المؤسسات الجديدة المنشأة خالل‬
‫مرحلة انطالقها و‪/‬أو نموها‪ ،‬فعملية االحتضان إلى مرحلة ما بعد االحتضان عملية دقيقة‪ ،‬فهي من جهة‬
‫انتقال حالة المشروع إلى حالة المؤسسة‪ ،‬ومن جهة أخرى انتقال حالة المقاول المحتمل أو حامل المشروع‬
‫إلى حالة صاحب المؤسسة‪ .‬وبالتالي يمكن القول أن المراحل السابقة لمسيرة اإلنشاء هي إذن مراحل لتقدير‬
‫جدوى المشروع‪ ،‬ومرحلة ما بعد االحتضان ال تكون إال في مرحلة التنفيذ الفعلي لمشروع المؤسسة أو‬
‫المؤسسة المنشأة‪ ،‬حيث أن القيادة الجيدة لهذه المرحلة األخيرة مرتبط بالنجاح العام لمسار الدعم‪.‬‬

‫‪ .2‬أهم أجهزة الدعم ومرافقة المؤسسات في الجزائر‬

‫‪ .0.2‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪:‬‬

‫أنشئت وكالة ترقية ومتابعة االستثمار ‪ APSI‬كهيئة حكومية تحت إشراف رئيس الحكومة بموجب قانون‬
‫االستثمار الصادر في ‪( 0223‬الجريدة الرسمية المرسوم‪ 09/23‬الصادر في ‪ ،)08/82/0223‬ومنذ‬
‫صدور قانون االستثمار في أوت ‪ ،9880‬عوضت وكالة ترقية ومتابعة االستثمار بالوكالة الوطنية لتطوير‬

‫‪5‬محمد قوجيل‪ ،‬دراسة وتحليل سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬سنة ‪ .9802/9802‬ص‪.082‬‬

‫‪55‬‬
‫االستثمار ‪ ،ANDI‬حيث ورد إنشاء هذه الوكالة في المادة ‪ 0‬من القانون الذي ينص على ما يلي‪" :‬تنشأ‬
‫لدى رئيس الحكومة وكالة لترقية االستثمارات ودعمها ومتابعتها"‪ ،‬ولقد أوكلت العديد من المهام لهذه الوكالة‬
‫‪6‬‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان ترقية االستثمارات وتنميتها ومتابعتها‪،‬‬


‫‪ -‬استقبال واعالم ومساعدة المستثمرين الوطنيين واألجانب‪،‬‬
‫‪ -‬تسهيل اإلجراءات المتعلقة بإقامة المشاريع من خدمات الشباك الموحد الذي يضم جميع المصالح‬
‫اإلدارية ذات العالقة باالستثمار‪،‬‬
‫‪ -‬منح االمتيازات المرتبطة باالستثمار في إطار الترتيبات المعمول بها‪،‬‬
‫‪ -‬تسيير صندوق دعم االستثمارات‪،‬‬
‫‪ -‬ضمان التزام المستثمرين بدفاتر الشروط المتعلقة باالستثمار‪،‬‬
‫‪ -‬مراقبة ومتابعة االستثمارات لتتم في إطار الشروط المحددة‪.‬‬

‫‪.2.2‬الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة )‪:(CNAC‬‬

‫هي عبارة عن هيئة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬تم إنشاؤها بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 000-29‬المؤرخ في ‪ 92‬محرم عام ‪ 0999‬هـ الموافق لـ‪ 82‬جويلية سنة ‪ .0229‬تهدف بشكل أساسي‬
‫إلى ترقية عملية التشغيل واحداث أعمال ومشاريع حرة لفائدة الفئة البطالة‪ .‬وقد تمم وعدل هذا المرسوم بآخر‬
‫تنفيذي رقك ‪ 80-89‬المؤرخ في ‪ 83‬جانفي ‪ ،9889‬والذي جاء مرك از على عملية دعم إنشاء المؤسسات‬
‫الصغيرة من خالل منح قروض غير مكافأة للفئة البطالة أصحاب المشاريع المتراوحة أعمارهم ما بين ‪-32‬‬
‫‪ 28‬سنة‪.‬‬

‫المزايا الممنوحة من طرف الصندوق‪ :‬يستفيد المستثمر في إطار الصندوق من مجموعة من المزايا المالية‬
‫والضريبية أبرزها المرافقة أثناء جميع مراحل المشروع ووضع مخطط األعمال‪ ،‬والتدريب والتكوين في مجال‬
‫تسيير المؤسسات أثناء تركيب المشروع وبعد إنشاء المؤسسة‪ ،‬وكذا اإلعفاء من ضريبة القيمة المضافة‬
‫والتخفيض في التعريفات الجمركية قيد اإلنشاء واإلعفاء الضريبي أثناء مرحلة االستغالل‪ ،‬إضافة إلى الدعم‬
‫المالي إلنشاء وتوسيع النشاطات المخصصة للشباب العاطل عن العمل والبالغ من العمل ‪ 28-38‬سنة‪،‬‬
‫والذي يتباين فيه الحد األدنى للمساهمة الشخصية بحسب التكلفة اإلجمالية للمشروع كما جاء في المرسوم‬

‫‪6‬بودالي محمد‪ ،‬برامج دعم المقاوالتية وأثرها على التشغيل في والية بومرداس‪ ،‬مجلة البدر‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬الحجم ‪ ،82‬العدد ‪ ،9‬أفريل‬
‫‪ .9800‬ص‪.003‬‬

‫‪56‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،89-89‬حيث تكون التركيبة التمويلية للمشروع إذا كان مبلغ االستثمار أقل من ‪ 89‬مليون‬
‫دج (‪ %2‬نسبة المساهمة الشخصية‪ ،‬و‪ %92‬نسبة القرض عديم الفائدة‪ ،‬إضافة إلى ‪ %08‬التي تمثل نسبة‬
‫القرض البنكي)‪ ،‬أما إذا انحصر مبلغ االستثمار ما بين ‪ 89‬و‪ 08‬ماليين فإن التركيبة ستصبح (‪% 0-08‬‬
‫على التوالي للمناطق العادية والخاصة فيما يخص نسبة المساهمة الشخصية‪ ،‬و‪ %99-98‬نسبة القرض‬
‫عديم الفائدة‪ ،‬إضافة إلى ‪ %08‬التي تمثل نسبة القرض البنكي)‪ .‬هذا وال ننسى امتياز مالي آخر والمتمثل‬
‫في تخفيض نسب الفوائد على القروض البنكية المقدمة في إطار الصندوق‪ ،‬حيث تعادل نسبة التخفيض‬
‫‪ %02‬من المعدل المدين المطبق في البنوك والمؤسسات المالية إذا تعلق األمر بالمشاريع الناشطة في‬
‫مجاالت الفالحة والري والصيد البحري‪ ،‬والتي ترفع إلى ‪ %28‬إذا نفذت تلك االستثمارات في المناطق‬
‫الخاصة‪ ،‬أما بخصوص المجاالت األخرى فقد حددت نسبة التخفيض بـ ‪ %28‬من المعدل المدين المطبق‬
‫في البنوك‪ ،‬والتي ترفع إلى ‪ %02‬إذا أقيمت المشاريع في المناطق الخاصة‪ .‬لكن مستويات االمتياز فيما‬
‫يتعلق بالمساهمة الشخصية واإلعانة قد تغيرت في السنوات األخيرة‪ ،‬حيث أضحت في حالة مبلغ االستثمار‬
‫أقل أو يساوي ‪ 2‬مليون دج (‪ %0‬نسبة المساهمة الشخصية للمقاول‪ ،‬و‪ %92‬نسبة القرض البنكي‪ ،‬و‪% 08‬‬
‫فيما يتعلق بالمساهمة الشخصية واإلعانة قد تغيرت في السنوات األخيرة‪ ،‬حيث أضحت في حالة مبلغ‬
‫االستثمار أقل أو يساوي ‪ 2‬مليون دج (‪ %0‬نسبة المساهمة الشخصية للمقاول‪ ،‬و‪ %92‬نسبة القرض‬
‫البنكي‪ ،‬و‪ %08‬فيما يتعلق بنسبة القرض عديم الفائدة (اإلعانة)‪ ،‬أما إذا انحصر مبلغ االستثمار بين ‪2‬‬
‫و‪ 08‬ماليين فإنها ستصبح (‪ %9‬نسبة المساهمة الشخصية للمقاول‪ ،‬و‪ %90‬نسبة القرض البنكي‪ ،‬و‪%08‬‬
‫‪7‬‬
‫فيما يتعلق بنسبة القرض عديم الفائدة (اإلعانة))‪.‬‬

‫‪.3.2‬الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية ‪( L’ANADE‬الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب‬
‫‪ ANSEJ‬سابقا)‬

‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬هي هيئة ذات طابع خاص‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي‪ ،‬أنشئت عام ‪0222‬م‪ ،‬خلفا لما يسمى بصندوق مساعدة تشغيل الشباب )‪ .(FAEJ‬وجاءت هذه‬
‫الوكالة في إطار تدعيم الروح المقاوالتية لدى الشباب الجزائري العاطل عن العمل والبالغ من العمر ‪-02‬‬

‫‪7‬مسيخ أيوب‪ ،‬دور المرافقة المقاوالتية في تعزيز روح المقاوالتية وانشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬دراسات اقتصادية ‪ ،)9(92‬جامعة الجلفة‪( .‬السنة غير مذكورة)‪ ،‬ص‪.992‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ 32‬سنة والحامل ألفكار مشاريع تمكنهم من خلق مؤسسات‪ ،‬ويمكن أن يصل السن إلى ‪ 98‬سنة بالنسبة‬
‫‪8‬‬
‫لمسير المؤسسة على أن يتعهد بتوفير ‪ 3‬مناصب عمل دائمة‪.‬‬

‫وحسبما جاء في نص المرسوم رقم ‪ 392-98‬والمؤرخ في ‪ 2‬ربيع الثاني‪ ،‬عام ‪ 0999‬الموافق لـ‪ 22‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ ،2222‬الذي يعدل ويتم المرسوم التنفيذي رقم ‪ 922-22‬المؤرخ في ‪ 99‬ربيع الثاني عام ‪0900‬‬
‫الموافق لـ ‪ 0‬سبتمبر ‪ ،0222‬والمتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وتحديد قانونها‬
‫األساسي‪ ،‬ويغير تسميتها إلى الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية‪.‬‬

‫خصائص المؤسسة المصغرة في ظل الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية (الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل‬
‫الشباب سابقا)‪:9‬‬

‫‪ -‬يمكن للمؤسسة المصغرة أن تنشأ من طرف شاب بمفرده أو مجموعة من الشباب أصحاب المشاريع‪،‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون الشباب أصحاب مشاريع يشغلون مناصب عمل مأجورة عند تقديم ملفاتهم‪،‬‬
‫‪ -‬يتراوح سن الشباب أصحاب المشاريع بين ‪ 02‬و‪ 32‬سنة‪ ،‬فيما يخص المسير يمكن أن يصل إلى‬
‫سن الـ‪ 98‬سنة‪ ،‬يتعهد بخلق ثالثة مناصب شغل دائمة بما في ذلك صاحب أو أصحاب المشروع‪،‬‬
‫‪ -‬الحد األقصى لالستثمار هو أربعة ماليين دينار‪،‬‬
‫‪ -‬يجب على الشباب أصحاب المشاريع أن يساهموا في االستثمار بأموال خاصة يتغير مستواها حسب‬
‫مستوى االستثمار‪،‬‬

‫إجراءات إنشاء المؤسسة المصغرة في إطار جهاز الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬خطوات إنشاء المؤسسة‪ :‬يمر إنشاء مؤسستكم عبر مراحل تستلزم مرافقة وكالة أونساج‪ ،‬وقبل‬
‫الدخول في هذه المرحلة يجب على الشباب الراغب في إنشاء مشروع أن يكون على دراية بقدراتهم‬
‫في ميدان المقاولة عن طريق اإلحاطة بجوانب شخصيتهم لمعرفة‪ :‬نقاط القوة والضعف‪ ،‬والتحقق‬
‫من رغباتهم في المقاولة‪ ،‬كفاءاتهم‪ ،‬وسائلهم (الوقت‪ ،‬مواجهة الصعوبات‪ )..‬دعائمهم البشرية‬
‫والمالية‪ .‬بعد االقتناع بما يحفزكم على إنشاء المؤسسة‪ ،‬ينبغي عليكم إتباع المراحل التالية‪:‬‬

‫‪8‬مسيخ أيوب‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.999‬‬

‫بلول محمد الصالح‪ ،‬دور هيئات المرافقة والدعم في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية‪ ،‬مداخلة مقدمة في اطار ملتقى استدامة‬ ‫‪9‬‬

‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬سنة ‪ ،9800‬ص‪2‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -0‬البحث عن الفكرة‪ :‬إن فكرة المشروع هي نتيجة‪ :‬المالحظة اليومية لمواقف وسلوكيات األفراد‬
‫في حياتهم‪ ،‬وزيارة الصالونات والمعارض‪ ،‬تبادل أطراف الحديث مع صانعي ومستعملي‬
‫المنتوجات والخدمات‪.‬‬
‫‪ -9‬إعداد المشروع‪ :‬بعد التحقق مما يحفزكم على إنشاء مشروع مؤسستكم بإمكانكم البدء في إعداد‬
‫مشروعكم المتضمن خمس جوانب كبرى وهي‪:‬‬
‫الجانب االقتصادي‪ :‬تحديد المنتج أو الخدمة بدقة ثم إعداد خطة لجمع المعلومات من أجل‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة المنافسين‪ :‬قوتهم وضعفهم‪ ،‬ومعرفة خصائص الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المبيعات المتوقعة مع وضع استراتيجية تجارية فيما يخص األسعار والتوزيع واالتصال‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب البشري‪ :‬ويشمل فريق المؤسسة‪ :‬المنشئ‪ ،‬الشركاء‪ ،‬العمال األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب التقني‪ :‬إن اختيار العتاد يجب أن يأخذ في الحسبان خصائص المنتج أو الخدمة المقدمة‬
‫والكميات المنتجات‪ .‬كما يجب األخذ بعين االعتبار التوجه نحو االستغالل األمثل للعتاد (االفراط‬
‫أو التقليل من استعماله)‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب المالي‪ :‬إن الدراسة المالية تسمح بالتحقق من‪:‬‬
‫‪ ‬ربط الصلة بين االحتياجات المالية واالمكانيات ومعرفة مردودية المشروع‪ ،‬كما تسمح نتائج‬
‫الدراسة المالية من اتخاذ القرار بشأن‪:‬‬
‫‪ ‬انجاز المشروع أو التخلي عنه‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في العناصر التقنية أو التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب القانوني‪ :‬يعتبر اإلطار الشرعي للمؤسسة‪ ،‬والذي يؤثر على مستوى التزامات أصحابها تجاه‬
‫مختلف الشركاء‪.‬‬
‫‪ -3‬ترتيب انجاز المؤسسة‪ :‬يجب على منشئ المؤسسة إعداد مخطط يتعلق بمهامك انجاز مشروعه‬
‫بشكل مفصل‪.‬‬
‫‪ -9‬انطالق المشروع‪ :‬المؤسسة ستواجه الواقع المحيط بها ويصبح المنشئ رئيس المؤسسة‪.‬‬

‫ولنجاح انطالق النشاط يجب على المنشئ وضع نظام معلوماتي للتعرف على تطور المؤسسة ولتحليل‬
‫وتصحيح الفوارق في الوقت المناسب‪.‬‬

‫ب‪ -‬المرحلة ما قبل البداية في تنفيذ المشروع‪ :‬لكي يستفيد الشاب المقاول من المزايا الممنوحة إلنشاء‬
‫مؤسسة مصغرة ينبغي أن تتراوح سنه ما بين ‪ 02‬و‪ 28‬سنة‪ ،‬كما ينبغي أن تكون مقاول ذو شهادة‬

‫‪59‬‬
‫أو خبرة وكفاءة مهنية‪ ،‬وأن يقدم نسبة من المبلغ اإلجمالي باالستثمار في شكل مساهمة شخصية‪،‬‬
‫ويشترط أيضا أال يكون شاغال لوظيفة مأجورة عند إيداع الملف‪.‬‬
‫ت‪ -‬دور المرافقة‪ :‬من أجل إنشاء مؤسسة مصغرة يجب أن يمر صاحب الفكرة بعدة مراحل تالزمه فيها‬
‫الوكالة‪:‬‬
‫‪ ‬مرحلة االستقبال‪ :‬قبل إيداع الملف من طرف صاحب الفكرة‪ ،‬وعند إلتحاقه بالوكالة يمر بمرحلة‬
‫أولية تتمثل في مرحلة ما قبل االستقبال‪ ،‬وهي عبارة عن اجتماع يضم فريق من المستثمرين‬
‫المحتملين‪ ،‬والذين يتراوح عددهم بين ‪ 2‬إلى ‪ 02‬فردا والمكلف بالدراسات‪ ،‬وهذه المرحلة تعطى‬
‫معلومات عامة حول الوكالة ومختلف اإلعانات الممنوحة‪ ،‬لتترك فيما بعد كامل الحرية لحاملي‬
‫األفكار للتحدث عن أفكار مشاريعهم‪ ،‬وتنتهي هذه المرحلة بانتقال المقاول إلى المقابلة الشخصية‪،‬‬
‫فيتم التحدث مطوال بينه وبين أحد المكلفين بالدراسات عن فكرة المشروع‪ ،‬وكيفية تشكيل الملف‪،‬‬
‫وفي المرحلة األخيرة يقوم المقاول بإيداع الملف والذي بدوره يضم ملفين فرعيين‪ ،‬ما يهمنا في المادة‬
‫هو الملف المالي‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الملف المالي‪ :‬ويشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الفاتورة الشكلية للعتاد معفية من الرسوم‪ :‬يحصل المستثمر على فاتورة شكلية من المورد بالمبلغ‬
‫اإلجمالي للتجهيزات المراد اقتناؤها وتكون تلك الفاتورة أولية أو شكلية يمكن أن تتغير فيما بعد من‬
‫ناحية التجهيزات في حد ذاتها أو المبلغ اإلجمالي لها‪ ،‬الهدف هنا هو المساعدة على حساب القيمة‬
‫المبدئية لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬فاتورة شكلية للتأمينات متعددة األخطار‪ :‬تمنح من طرف أحد شركات التأمين‪ ،‬يقوم المستثمر‬
‫بالتأمين على التجهيزات المراد اقتناؤها والتي حددت قيمتها اإلجمالية في الفواتير الشكلية السابقة‪،‬‬
‫وبالتالي ستكون فاتورة التأمين هذه شكلية‪ ،‬وتمنح دون مقابل على أن يتم التأمين فعليا عن التجهيزات‬
‫بعد اقتنائها الفعلي‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة ما بعد انطالق تنفيذ المشروع‪ :‬إن المرحلة الفاصلة بين التحضير للمشروع والبداية في‬
‫تنفيذ هي مرحلة انطالق النشاط والدخول في مرحلة االستغالل والتي يتم خاللها البداية في‬
‫اإلنتاج وتسويق البضاعة أو الخدمات‪.‬‬

‫اإلعانات المالية التي تقدمها الوكالة‪:‬‬

‫‪10‬بلول محمد الصالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪60‬‬
‫تعرف الوكالة نوعين من الصيغ‪:‬‬

‫التمويل الثنائي‪ :‬يتكون رأس المال من المساهمة المالية الشخصية للشاب أو الشباب أصحاب المشاريع‪،‬‬
‫وقرض بدون فائدة تمنحه الوكالة وفق مستويين‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :3‬التمويل الثنائي تبعا لتعديل سنة ‪9800‬‬

‫التمويل الثنائي‬
‫المستوى األول‪ :‬قيمة االستثمار اإلجمالية تقل عن ‪ 2.888.888‬دج‬
‫القرض بدون فوائد (الوكالة)‬ ‫المساهمة الشخصية‬
‫‪29%‬‬ ‫‪71%‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬مبلغ االستثمار من ‪ 2.888.880‬إلى ‪08.888.888‬‬
‫القرض بدون فوائد (الوكالة)‬ ‫المساهمة الشخصية‬
‫‪%90‬‬ ‫‪%09‬‬
‫المصدر‪ :‬منشورات الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (‪ /https://promoteur.ansej.dz‬اطلع عليه‬
‫في تاريخ ‪.)9890/83/80‬‬

‫التمويل الثالثي‪( :‬القرض دون فائدة) هناك مستويين فقط من االستثمار في هذه الصيغة‪ ،‬كما أصبح الحد‬
‫األقصى له ‪ 08888888‬دج‪ ،‬وذلك تبعا للتوزيع التالي‪:‬‬

‫المستوى األول‪ :‬قيمة االستثمار اإلجمالية تقل عن ‪ 2888888‬دج‬

‫الجدول رقم ‪ :3‬المستوى األول للتمويل الثالثي تبعا لتعديالت ‪9800‬‬

‫القرض البنكي‬ ‫قرض بدون فائدة (إعانة الوكالة) المساهمة الشخصية للمقاول‬
‫‪70%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪%92‬‬
‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية‪ ،‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سابقا‬
‫(‪ /https://promoteur.ansej.dz‬اطلع عليه في تاريخ ‪.)9890/83/80‬‬

‫المستوى الثاني‪ :‬قيمة االستثمار يتراوح بين ‪2888880‬دج – ‪ 08888888‬دج‬

‫‪61‬‬
‫القرض البنكي‬ ‫قرض بدون فائدة (إعانة الوكالة) المساهمة الشخصية للمقاول‬
‫المناطق األخر‬ ‫مناطق خاصة‬ ‫المناطق‬ ‫مناطق خاصة‬
‫األخرى‬
‫‪70%‬‬ ‫‪71%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪28%‬‬
‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاوالتية‪ ،‬الوكالة الوطنية الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‬
‫(‪ /https://promoteur.ansej.dz‬اطلع عليه في تاريخ ‪.)9890/83/80‬‬

‫نالحظ مما سبق أن إجمالي نسبة المساهمة الشخصية والقرض بدون فائدة (والذي يمكن اعتباره أيضا‬
‫كمساهمة خاصة باعتباره يمنح دون فوائد) تصل في أغلب الحاالت إلى حد ‪ ،%38‬ومن المعرف أنه حتى‬
‫يكون المشروع متوازنا ينبغي أن تصل المساهمة الخاصة على األقل إلى هذه النسبة‪ ،‬وبالتالي تكون الوكالة‬
‫قد ضمنت نسبيا التوازن المالي للمشروع‪.‬‬

‫‪.4.2‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر )‪:(ANGEM‬‬

‫نشأت الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بعد تجربة خاضتها الجزائر منذ سنة ‪ 0222‬عبر تمويل‬
‫مشاريع مصغرة اسند تسييرها للجماعات المحلية‪ ،‬ليأتي تنظيم الجزائر لملتقى حول تجربتها في مجال القرض‬
‫المصغر سنة ‪ 9889‬بمثابة حجر األساس للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪.‬‬

‫يعتبر القرض المصغر أداة فعالة في محاربة التهميش االجتماعي الذي تعاني منه بعض فئات المجتمع‪،‬‬
‫خاصة الفئات غير المؤهلة لالستفادة من القروض البنكية‪ ،‬ونظ ار لدوره المهم في تشجيع روح المقاوالتية‬
‫وتدعيم المبادرة الفردية ونشر ثقافة االعتماد على النفس في استحداث مناصب شغل ذاتية‪.‬‬

‫الجانب التقني للوكالة‪:‬‬

‫يسير جهاز القرض المصغر عبر مجموعة من النصوص التشريعية المحددة في القانون الجزائري ويعد‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00/039‬الذي ألغي بموجبه المرسوم ‪ 89/02‬اإلطار المحدد لشروط االستفادة منه‪.‬‬

‫شروط التأهيل‪:‬‬

‫العمر ‪ 00‬سنة فما فوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬أن يكون طالب القرض بدون دخل أو من ذوي دخل ضعيف غير مستقر وغير منتظم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتوفروا على إقامة مستقرة‪،‬‬
‫‪ -‬أن يكون من دوي مهارات لها عالقة بالنشاط المرتقب‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬أال يكون قد استفاد من مساعدة أخرى إلحداث األنشطة‪ ،‬أن يكون قادر على تقديم مساهمة شخصية‬
‫مقدرة بـ ‪ %0‬فقط‪،‬‬
‫‪ -‬تسديد االشتراكات لدى صندوق الضمان التعاضدي للقرض المصغر ‪ FGMMC‬وااللتزام بتسديد‬
‫مبلغ القرض والفوائد البنكية حسب الجدول الزمني للتسديد المتفق عليه‪.‬‬

‫صيغ تمويل الوكالة‪:‬‬

‫تشرف الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر في إطار جهاز القرض المصغر على تسيير صيغتين‬
‫للتمويل انطالقا من سلفة صغيرة بدون فوائد تمنحها الوكالة والتي ال تتجاوز ‪088.888‬دج‪ ،‬وقد تصل‬
‫إلى ‪ 928.888‬دج على مستوى واليات الجنوب‪ ،‬إلى قروض معتبرة ال تتجاوز‪0.888.888‬دج موجهة‬
‫لخلق نشاطات والتي تستدعي تركيبا ماليا مع إحدى البنوك‪.11‬‬

‫االمتيازات والمساعدات الممنوحة مجانا‪:‬‬

‫‪ -‬الدعم‪ ،‬النصح‪ ،‬المتابعة التقنية والمرافقة‪ ،‬تضمنها الوكالة في إطار إنشاء أنشطتكم؛‬
‫‪ -‬يمنح القرض البنكي بدون فوائد؛‬
‫‪ -‬في حالة ما كنتم مؤهلين‪ ،‬يمكنكم االستفادة من تكوين مجاني في تسيير المؤسسات الصغيرة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بعد انطالق نشاطكم‪ ،‬يمكنك المشاركة في الصالونات عرض ‪ /‬بيع التي تنظمها‬
‫الوكالة بشكل دائم‪ ،‬في جميع أنحاء الوطن‪.‬‬

‫الجدول ‪ :9‬جدول مختصر لنمطي التمويل في الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‬

‫نسبة الفائدة‬ ‫سلفة الوكالة‬ ‫القرض البنكي‬ ‫المساهمة الشخصية‬ ‫صنف المقاول‬ ‫قيمة المشروع‬
‫‪-‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تتجاوز كل األصناف 'شراء موارد ‪0%‬‬ ‫ال‬
‫أولية)‬ ‫‪ 088888‬دج‬
‫‪-‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تتجاوز كل األصناف (شراء مواد أولية) ‪0%‬‬ ‫ال‬
‫على مستوى واليات الجنوب‬ ‫‪928888‬دج‬
‫‪-‬‬ ‫‪29%‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫تتجاوز كل األصناف‬ ‫ال‬
‫‪ 0888888‬دج‬
‫المصدر‪ :‬الموقع الرسمي للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪https://www.angem.dz/ar/article/les-‬‬
‫‪ /formes-de-financement-du-micro-credit‬تم اإلطالع عليه في‪.9890/83/80 :‬‬

‫‪.2.2‬مشاتل المؤسسات (حاضنات األعمال)‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪https://www.angem.dz/ar/article/les-formes-de-financement-du-micro-credit/ consulté le 08-03-2021.‬‬

‫‪63‬‬
‫إن فكرة الحاضنات مستوحاة من مطلح الحضانة الذي يعني الحماية والرعاية الخاصة‪ ،‬وحاضنة األعمال‬
‫هي مؤسسة قائمة بذاتها (لها كيان قانوني) تعمل على توفير جملة من الخدمات والتسهيالت للمستثمرين‬
‫الصغار الذين يبادرون بإقامة مؤسسات صغيرة بهدف شحنهم بدفع أولي يمكنهم من تجاوز أعباء مرحلة‬
‫االنطالق (سنة أو سنتين)‪ ،‬ويمكن لهذه المؤسسات أن تكون تابعة للدولة أو أن تكون مؤسسة خاصة أو‬
‫‪12‬‬
‫مؤسسة مختلطة‪ ،‬غير أن تواجد الدولة في مثل هذه المؤسسات يعطي لها دعما أقوى‪.‬‬

‫وقد وضعت و ازرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية أطر قانونية وتشريعية وتنظيمية إلنشاء‬
‫واقامة حاضنات أعمال على شكل محاضن ومشاتل المؤسسات ومراكز التسهيل‪ ،‬وقد تمثل هذا اإلطار‬
‫القانوني في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-83‬المؤرخ في ‪ 92‬فيفري ‪ 9883‬والذي يتضمن القانون األساسي‬
‫لمشاتل المؤسسات‪ ،‬والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 02-83‬المؤرخ في ‪ 92‬فبراير ‪ 9883‬والذي يتضمن القانون‬
‫‪13‬‬
‫األساسي لمراكز التسهيل‪.‬‬

‫يمكن تلخيص المهام الرئيسية لحاضنة األعمال على النحو التالي‪:14‬‬

‫‪ -‬إعادة تأهيل جيل جيد من أصحاب األعمال من خالل مساعدتهم على بدء أعمالهم الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬دعم المشاريع الناشئة في جميع القطاعات االقتصادية وخاصة خالل مراحلها الحرجة المبكرة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير جميع الوسائل الالزمة لخلق بيئة ناجحة لألعمال الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الموارد البشرية لتمكين األعمال الجديدة من تلبية االحتياجات اإلدارية والمالية والمحاسبية‬
‫والتقنية والتسويقية خالل مرحلة اإلنشاء‪.‬‬

‫أنواع حاضنات األعمال‪:‬‬

‫هناك العديد من التصنيفات ألنواع حاضنات األعمال وذلك حسب الهدف الذي أنشئت من أجله نذكر ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫التصنيف األول حسب الملكية‪:‬‬

‫‪ -‬حاضنات أعمال خاصة‪ :‬تسعى إلى تحقيق أرباح وتصنف ضمن القطاع الخاص؛‬

‫‪ 12‬سعودي عبد الصمد وحجاب عيسى‪ ،‬تقييم دور حاضنات األعمال في إنشاء ودعم المشاريع المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات المال‬
‫واألعمال‪ ،7102 ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫‪ 13‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 27-10‬المؤرخ في ‪ 72‬فيفري ‪ ،7110‬المتضمن للقانون األساسي‬
‫لمشاتل المؤسسات العدد رقم ‪ ،7110 ،00‬ص‪.00‬‬
‫‪ 14‬تومي محمد‪ ،‬فالق علي‪ ،‬دور حاضنات االعمال كمرفق عام في تعزيز المرافقة المقاوالتية –التجربة الجزائرية والدولية‪ -‬مجلة‬
‫مجتمع تربية عمل ‪ REVIEW OF SOCIETY EDUCATION WORK‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬العدد ‪/10‬ديسمبر ‪ .7107‬ص‪.70‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬حاضنات األعمال العامة‪ :‬ال تسعى إلى تحقيق األرباح بصفة مباشرة لكن تحظ بدعم ورعاية من‬
‫قبل الجهات الحكومية وهدفها تحقيق التنمية االقتصادية؛‬
‫‪ -‬حاضنات األعمال المختلطة‪ :‬وهي تدخل ضمن النوعين؛‬

‫التصنيف الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬حاضنات الجيل األول‪ :‬تدعم المؤسسات القائمة على المعرفة كرأس مالها‪ ،‬وهي ذات عالقة وطيدة‬
‫بالجامعات والمعاهد‪ ،‬ويطلق عليها بالحاضنات التقنية األساسية؛‬
‫‪ -‬حاضنات الجيل الثاني‪ :‬تدعم المؤسسات ذات المؤسسات ذات النشاط الريادي والصناعي والغذائي‪،‬‬
‫من قبل مراكز األبحاث والدراسات الفنية‪ ،‬وتسمى بالحاضنات ذات القاعدة التقليدية؛‬
‫‪ -‬حاضنات الجيل الثالث‪ :‬تقديم الدعم إلى كافة المؤسسات الصغيرة والمتمثلة في الخدمات االستشارية‬
‫والدورات الفنية ويطلق عليها حاضنات مراكز التجديد‪.‬‬

‫التصنيف الثالث‪:15‬‬

‫‪ -‬الحاضنات اإلقليمية‪ :‬تخدم هذه الحاضنات منطقة جغرافية معينة بهدف تنميتها وتعمل على استخدام‬
‫الموارد المحلية من الخامات والخدمات واستثمار الطاقات الشبابية العاطلة في المنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬الحاضنات األولية‪ :‬استقطاب رأس المال األجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬الحاضنات الصناعية‪ :‬تقاد داخل منطقة صناعية حيث يتم تبادل المنافع لكل من المصانع الكبيرة‬
‫والمشروعات الصغيرة المنتسبة للحاضنة مع التركيز على المعرفة والدعم التقني من المصانع الكبيرة‪.‬‬
‫‪ -‬حاضنات القطاع المحدد‪ :‬تخدم قطاع أو نشاط مثل البرمجة أو الصناعات الهندسية وتدار بواسطة‬
‫خبراء مختصين‪.‬‬
‫‪ -‬حاضنة التقنية‪ :‬تخص حاضنات األعمال التقنية بدعم المؤسسات الصغيرة ذات التكنولوجيا العالية‬
‫(دعم خاص فني‪ ،‬استشارات من مختصين‪ ،‬االستعانة ببعض اآلالت شديدة التعقيد وعالية الثمن)‪.‬‬
‫‪ -‬الحاضنة البحثية‪ :‬عادة ما تكون داخل حرم جامعي أو مركز أبحاث لتطوير أفكار وأبحاث‬
‫وتصميمات أعضاء هيئة التدريس‪ ،‬باإلضافة لالستفادة من الورش والمعامل المتوافرة بالجامعة‪.‬‬
‫‪ -‬حاضنة االنترنت‪ :‬تساعد شركات االنترنت والبرمجيات الناشئة على النمو حتى مرحلة النضج‪.‬‬

‫خالصة المحور الرابع‪:‬‬

‫‪ 15‬عبيدات عبد الكريم‪ ،‬حاضنات األعمال كآلية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عصر العولمة‪ ،‬رسالة ماجيستر‪ ،‬جامعة سعد دحلب‬
‫البليدة‪ ،7110-7112 ،‬ص ‪.010‬‬

‫‪65‬‬
‫رغم كل آليات الدعم والمرافقة التي أوجدتها الدولة وكل التسهيالت والتحفيزات التي تقدمها‪ ،‬لن يستطع‬
‫الشباب التوجه بأفكار إبداعية جديدة ووضعها ضمن نموذج عمل قابل لالستمرار في عالم األعمال‪ ،‬ومنه‬
‫فإن مشكل إنشاء المقاوالت والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتعدى مشكل توفر التمويل‪ ،‬بل هو في الواقع‬
‫نابع من اإلجراءات البيروقراطية وتتداخل فيه مجموعة المتغيرات الثقافية والنفسية المتعلقة بإيجاد أفراد‬
‫يمتلكون لخصائص المقاول المبدع والمؤهل‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫تتمثل المقاوالتية هدفا في التدريس األكاديمي وكذا التطبيقي‪ ،‬والتكوين فيها يعتبر أم ار بديهيا لتهيئة األفراد‬
‫إلنشاء مشاريعهم الخاصة‪ ،‬بالتالي على المؤسسات الجامعية أن تأخذ دورها في تقديم هذا التكوين وتشجيع‬
‫الطلبة المقبلين على التخرج التخاذها كمهنة‪ ،‬فيعتبر نشر وتعزيز وادماج منظومة التكوين المقاوالتي في‬
‫المجتمع والجامعة ذو أهمية بالغة تنعكس نتائجها ومكتسباتها المستقبلية على التنمية االقتصادية‪ ،‬ليس فقط‬
‫من خالل الرفع من مستويات اإلنتاج‪ ،‬وزيادة عائدات المؤسسات الجديدة التي تم إنشاؤها‪ ،‬بل يتعدا ذلك‬
‫ليشمل دورها في تجديد النسيج االقتصادي من خالل تعويض المؤسسات الفاشلة واعادة التوازن لألسواق‬
‫بخلقها قاعدة عريضة من المبدعين في مجاالت مختلفة‪ ،‬وكذا إعداد جيل لثقافة مقاوالتية أساسها اإلبداع‬
‫والتنفيذ والمخاطرة‪ ،‬كما تعد وسيلة إلعادة االندماج االجتماعي للعمال الذين فقدوا مناصب عملهم نتيجة‬
‫أسباب اقتصادية خارجة عن نطاقهم خاصة عن كانوا ذوي خبرات كبيرة في مجال المقاوالتية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪ .0‬إبراهيم بيض القول‪ ،‬دور التكوين الجامعي في اكتساب المهارات األساسية والتوجه نحو المقاوالتية‬
‫لدى الطلبة الجامعيين‪ ،‬مجلة آفاق للعلوم‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ /82‬العدد ‪.)9898( 00‬‬
‫‪ .9‬بدراوي سفيان‪ ،‬ثقافة المقاولة لدى الشباب الجزائري المقاول دراسة ميدانية بوالية تلمسان‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجيستر‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬سنة ‪.9802/9809‬‬
‫‪ .3‬بلول محمد الصالح‪ ،‬دور هيئات المرافقة والدعم في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية‪،‬‬
‫مداخلة مقدمة في إطار ملتقى استدامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬سنة ‪.9800‬‬
‫‪ .9‬بن يحي زهير‪ ،‬دور المرافقة والتكوين في ترقية المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات في االقتصاد‬
‫والتجارة والمالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬المجلد ‪(80‬العدد‪ )80‬سنة ‪.9802‬‬
‫‪ .2‬بنون خير الدين‪ ،‬بوالريحان فاروق‪ ،‬دور دار المقاوالتية في نشر الثقافة والفكر المقاوالتي في الوسط‬
‫الجامعي كأداة لحل مشكلة البطالة لدى خريجي الجامعة‪ ،‬مجلة ميالف للبحوث‪ ،‬جامعة الميلة‪،‬‬
‫المجلد ‪ 9‬العدد‪ 0‬جوان ‪.9800‬‬
‫‪ .2‬بودالي محمد‪ ،‬برامج دعم المقاوالتية وأثرها على التشغيل في والية بومرداس‪ ،‬مجلة البدر‪ ،‬جامعة‬
‫بشار‪ ،‬الحجم ‪ ،82‬العدد ‪ ،9‬أفريل ‪.9800‬‬
‫‪ .0‬تومي محمد‪ ،‬فالق علي‪ ،‬دور حاضنات االعمال كمرفق عام في تعزيز المرافقة المقاوالتية –التجربة‬
‫الجزائرية والدولية‪-‬مجلة مجتمع تربية عمل ‪REVIEW OF SOCIETY EDUCATION‬‬
‫‪ WORK‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬العدد ‪/82‬ديسمبر ‪ .9800‬ص‪.93‬‬
‫‪ .0‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 00-83‬المؤرخ في ‪ 92‬فيفري ‪،9883‬‬
‫المتضمن للقانون األساسي لمشاتل المؤسسات العدد رقم ‪.9883 ،03‬‬
‫‪ .2‬حديدان صبرينة‪ ،‬المقاوالتية في الجزائر أي واقع؟ وأي مستقبل؟ وجهة نظر سوسيولوجية‪ ،‬مجلة‬
‫آفاق علمية‪ ،‬جامعة تمنراست‪ ،‬مجلد ‪ 2‬عدد ‪.9800 ،9‬‬
‫دباح نادية‪ ،‬دراسة واقع المقاوالتية في الجزائر وآفاقها ‪ ،9882-9888‬مذكرة ماجيستر‪،‬‬ ‫‪.08‬‬
‫جامعة الجزائر‪9809-9800 ،3‬‬
‫زروخي فيروز‪ ،‬دور البرامج التعليمية بالجامعة في تعزيز السلوك المقاوالتي لدى الطالبات‬ ‫‪.00‬‬
‫دراسة عينة من طالبات الماستر بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة الشلف‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية للعولمة والسياسات االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬المجلد ‪.9800-0‬‬

‫‪68‬‬
‫سعودي آمنة‪ ،‬بعيطيش شعبان‪ ،‬أثر مقومات الفكر المقاوالتي في تحقيق اإلبداع في المشاريع‬ ‫‪.09‬‬
‫المقاوالتية دراسة على طلبة الماستر‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬العدد‬
‫االقتصادي ‪.9800 .)80(32‬‬
‫سعودي عبد الصمد وحجاب عيسى‪ ،‬تقييم دور حاضنات األعمال في إنشاء ودعم المشاريع‬ ‫‪.03‬‬
‫المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات المال واألعمال‪ ،‬جامعة المسيلة‪.9800 ،‬‬
‫سالمي منيرة‪ ،‬دراسة وتحليل واقع المقاولة النسوية بالجزائر –دراسة ميدانية على عينة من‬ ‫‪.09‬‬
‫المقاوالت‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬سنة ‪.9802/9809‬‬
‫سالمي منيرة‪ ،‬قريشي يوسف‪ ،‬التوجه المقاوالتي للمرأة في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.02‬‬
‫ورقلة‪.9808_80 ،‬‬
‫سوسن زيرق‪ ،‬محاضرات في المقاوالتية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪.9800-9800 ،‬‬ ‫‪.02‬‬
‫صندرة سايبي‪ ،‬محاضرات في إنشاء المؤسسة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.9802-9809 ،‬‬ ‫‪.00‬‬
‫طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬إدارة واستراتيجية منظمات األعمال المتوسطة والصغيرة‪،‬‬ ‫‪.00‬‬
‫دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.9882 ،0‬‬
‫عبيدات عبد الكريم‪ ،‬حاضنات األعمال كآلية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬ ‫‪.02‬‬
‫عصر العولمة‪ ،‬رسالة ماجيستر‪ ،‬جامعة سعد دحلب البليدة‪.9882-9882 ،‬‬
‫عمارة شريف‪ ،‬محاضرات في المقاوالتية‪ ،‬مطبوعة موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬ ‫‪.98‬‬
‫تخصص إدارة الموارد البشرية‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬سنة ‪.9800/9800‬‬
‫فوزي لوالبية‪ ،‬محمد سمير طعيبة‪ ،‬محمد علي جودي‪ ،‬در المقاوالتية كآلية لنشر الفكر‬ ‫‪.90‬‬
‫المقاوالتي في الوسط الجامعي جامعة الجلفة‪ ،‬مجلة اقتصاديات األعمال والتجارة‪ ،‬جامعة المسيلة‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،9‬العدد ‪.9802 ،9‬‬
‫قدروم لزهر‪ ،‬إدارة المشاريع‪ ،‬مطبوعة موجهة إلى طلبة السنة الثالثة علوم التسيير تخصص‬ ‫‪.99‬‬
‫إدارة األعمال‪ ،‬جامعة قالمة‪.9802/9800 ،‬‬
‫لفقير حمزة‪ ،‬روح المقاولة وانشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر دراسة حالة‬ ‫‪.93‬‬
‫مقاولي والية برج بوعريريج‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬سنة ‪.9800/9802‬‬
‫محمد قوجيل‪ ،‬إشكالية تقييم هيئات الدعم والمرافقة المقاوالتية في الجزائر دراسة تحليلية‪،‬‬ ‫‪.99‬‬
‫المجلة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬عدد ‪/80‬ديسمبر ‪.9800‬‬
‫محمد قوجيل‪ ،‬دراسة وتحليل سياسات دعم المقاوالتية في الجزائر‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.92‬‬
‫ورقلة‪ ،‬سنة ‪.9802/9802‬‬
‫‪69‬‬
‫مسيخ أيوب‪ ،‬الجامعة كحاضنة طبيعية ومرجعية حقيقية لبعث الروح المقاوالتية جامعة‬ ‫‪.92‬‬
‫طيبة نموذجا‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد ‪.9802 .3‬‬
‫مسيخ أيوب‪ ،‬دور المرافقة المقاوالتية في تعزيز روح المقاوالتية وانشاء المؤسسات الصغيرة‬ ‫‪.90‬‬
‫والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ ،‬دراسات اقتصادية ‪ .)9(92‬جامعة الجلفة‪.‬‬
‫(السنة غير مذكورة)‪.‬‬
‫مصطفى طويطي‪ ،‬إستراتيجيات قطاع التشغيل في دعم المبادرات المقاوالتية "تجربة‬ ‫‪.90‬‬
‫الجزائرية نموذجا"‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪.9802/80‬‬
‫مناد لطيفة‪ ،‬المرأة المقاولة والمشاركة االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.92‬‬
‫تلمسان‪.9809-9803 ،‬‬
‫منيرة سالمي ويوسف قريشي‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد ‪،9809-82‬‬ ‫‪.38‬‬
‫المقاوالتية النسوية واقع اإلنشاء وتحديات مناخ األعمال‪ ،‬جامعة ورقلة‪.‬‬
‫منيرة سالمي‪ ،‬التوجه المقاوالتي للشباب في الجزائر بين متطلبات الثقافة وضرورة المرافقة‬ ‫‪.30‬‬
‫تجربة وكالة الوساطة والضبط العقاري وتجربة الحظيرة التكنولوجيا بالجزائر‪ ،‬مقال يندرج ضمن‬
‫الملتقى الدولي تحت عنوان استراتيجيات تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،9809‬جامعة ورقلة‪.‬‬
‫نفيسة خميس‪ ،‬عواطف محسن‪ ،‬دور التكوين الجامعي في تفعيل النية المقاوالتية لدى‬ ‫‪.39‬‬
‫الطلبة‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،0‬العدد‪،9‬‬
‫ديسمبر ‪.9800‬‬
‫هالة محمد لبيب عنبة‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة في الوطن العربي‪ ،‬منشورات المنظمة‬ ‫‪.33‬‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.9889 ،‬‬
‫هاملي عبد القادر‪ ،‬حوحو مصطفى‪ ،‬إشكالية التعليم المقاوالتي ودوره في خلق النية‬ ‫‪.39‬‬
‫المقاوالتية‪ :‬دراسة ميدانية على عينة من الشباب الجامعي‪ ،‬مجلة البشائر‪ ،‬جامعة بشار‪ ،‬المجلد‬
‫الخامس‪ ،‬العدد‪.9882 .0‬‬
‫‪35. A.Fayolle, Introduction à l’entreprenariat, édition Dunod, 2005.‬‬
‫‪36. Azzedine Tounes : L’intention entrepreneuriales : une recherche comparative entre des‬‬
‫‪étudiants suivant des formation en entrepreneuriat (bac+5) et des étudiants en DESS‬‬
‫‪CAAE, Thèse pour le Doctorat en science de gestion, France, Université de Rouen,‬‬
‫‪2003.‬‬
‫‪37.Claude Maire, Le business plan, 3ème édition, Les éditions d’organisation, Paris, 1998.‬‬
‫‪38. Jean Marie Panazol, Parcours marketing, Hachette Edition, Paris, 1996‬‬
‫‪39. Laurent Hermel, La recherche marketing, Economica, Paris, 1995.‬‬

‫‪70‬‬
40. Malek bourguiba, De l’intention à l’action entrepreneuriale : approche comparative
auprés de rpe françaises et tunisiennes, thèse de doctorat en science de gestion,
Universitéde nancy2, France, 2007.
41. P.Amereim, Etude de marché; Nathan, Paris, 2000.
42. Sylvie Martin, Jean-Pierre Védrine, Marketing, Chihab-Eyrolles, Alger, 1996.

71
‫حمتوى املادة ‪ :‬املقاوالتية (ختصص إدارة األعمال)‬
‫وحدة التعليم‪ :‬وحدة تعليم استكشافية‬

‫الرصيد‪1 :‬‬

‫املعامل‪1:‬‬

‫املادة ‪ :‬املقاوالتية‬

‫الرصيد‪1 :‬‬

‫املعامل‪1 :‬‬

‫حمتوى املادة‬

‫_مفهوم املقاوالتية‬

‫_العوامل املؤثرة على املقاوالتية‬

‫_كيفية انشاء مؤسسة‬

‫_صناديق متويل املشاريع‬

‫_اجلانب التسيريي للمقاوالتية‬

‫_سبل دعم و ترقية املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ -‬دراسة بعض النماذج القيادية اإلدارية املعاصرة وأسباب جناحها‪ ،‬واملشاكل اليت تواجهها الكفاءات املقاوالتية‬

‫طريقــة التقيي ــم‪ :‬امتحــان نهائـي‬

‫‪72‬‬
‫مادة ‪ :‬المقاوالتية ( تخصص موارد بشرية)‬

‫السداسي‪ :‬األول‬

‫اسم الوحدة‪ :‬الوحدة المنهجية‬

‫اسم المادة‪ :‬المقاوالتية‬

‫الرصيد‪2 :‬‬

‫المعامل‪0 :‬‬

‫أهداف التعليم‪:‬‬

‫تكمن أهمية المقاوالتية في أنها منهج عمل مبني على مهارات اإلبداع‪ ،‬والتجدد‪ ،‬واالبتكار‪ ،‬وعلى آليات العمل النظمي الموجه بالمخاطرة‪،‬‬
‫الشفافية العالية‪ ،‬الجهد االستثنائي‪ ،‬والتضحيات الفردية‪ ،‬وتعزيز االبتكار في المجتمع الجامعي‪ ،‬وتشجيع الطلبة على تقديم أفكارهم‬
‫وتحويلها إلى ابتكارات ذات قيمة اقتصادية‪.‬‬

‫المعارف المسبقة المطلوبة ‪:‬‬

‫تسويق‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪.‬‬

‫محتوى المادة‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الروح المقاوالتية‬

‫‪ -7‬صفات ومهارات رائد األعمال‪ -0 .‬المقاوالتية وعالقتها بمختلف المجاالت‪.‬‬ ‫‪ -0‬أساسيات المقاوالتية‪.‬‬

‫(المالي والمصرفي االستثمار والمخاطر التسويق والمحاسبة‪..‬الخ)‬

‫‪ - 4‬اختراق المقاوالتية مجاالت حديثة‪.‬‬

‫اإلبداع واالبتكار‪ -‬في المشاريع الصغيرة – في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ‪ -‬اإلدارة اإللكترونية والمقاوالتية‬

‫ثانيا‪ -‬إدارة المشاريع‬

‫‪ -0‬اإلطار العام لتقييم الق اررات االستثمارية ‪ -7‬مقومات االستثمار ‪ -0‬المشروع وقرار االستثمار ‪ -4‬الجدوى االقتصادية للمشروع‬

‫‪ -2‬خصائص دراسة جدوى المشروعات –مبرراتها ‪ -‬متطلباتها – صعوباتها ‪-‬‬

‫‪ -0‬دراسة الجدوى وتقييم كفاءة األداء‬

‫ثاثا‪ -‬االستثمار الحقيقي‬

‫‪ -0‬االختيار والدراسة االستطالعية والجدوى االبتدائية للمشروع االستثماري ‪ -7‬الدراسة التفصيلية للمشروع االستثماري‬

‫‪ -‬تجميد النفقات االستثمارية ‪ -‬توقيت تدفقات االستثمار‬ ‫‪ -0‬عامل الوقت وأثره في تقييم قرار االستثمار‬

‫‪73‬‬
‫‪ -4‬تقييم ق اررات االستثمار الحقيقية‬

‫معايير التقييم التي ال تهتم بتوقيت التدفقات ‪ -‬معايير التقييم التي تهتم بعامل الوقت‬

‫‪ -2‬المشاكل التي تواجه عملية تقييم المشروعات‬

‫‪ -‬التضخم النقدي ‪ -‬المخاطرة وعدم التأكد‬

‫‪ -0‬التقييم االجتماعي للمشروعات‬

‫‪ -‬معاييره ‪ -‬الفروق بين التقييم االجتماعي والتقييم التجاري‬

‫طريقة التقييم ‪:‬عمل متواصل‪+‬امتحان‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ -‬صالح الدين حسن السيسي‪ ''،‬دراسات الجدوى وتقييم المشروعات) بين النظرية والتطبيق''(‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪،‬‬
‫‪2003 .‬‬

‫‪-BOUGHABA.A، "Analyse Et Evaluation Des Projets", 2ème éd، Berti édition، Algérie, 2005‬‬

‫‪-ROBERT Houdayer "Analyse et évaluation financière des projets -Ingénierie de projets et décision‬‬
‫‪d'investissement»، Economica, France, 2008‬‬

‫‪-XAVIER Greffe, "L'évaluation des projets publics", Economica, France, 1999‬‬

‫‪74‬‬

You might also like