You are on page 1of 37

‫الزاوية التجايية باب الخضزاء تونس‬

‫صلاة الفاتح لما اغلق‬

‫شزح الفاظها السنية‬

‫تخطاباب هواتف الحفاتق الزبايية‬

‫من كتابي الإراءة والشزب الصافي‬


‫ض‬ ‫ل‬‫ت‬‫ق‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫لل ح ال‬
‫جاح الإ سن ي ر ي الله عية‬
2
‫نسم الله الحمد لله والصلاة غلي رسول الله صلي الله غلية وسم‪.‬ل‬

‫رشح ألفاظ صالة الفاحت من ا إلراءة‬

‫قال ريض هللا عنه يف ا إلراءة اجلزء الثاين‪:‬‬


‫(اللهم صل عىل س يدان محمد الفاحت) معناه أن تسمع مشاهدة من‬
‫هللا اي عبدي قل يف نبيي وحبييب وخليفيت (اللهم) معناه اي رب توسلت‬
‫اإليك بأسامئك احلس ىن أهمات أسامء التش تيت وأسأكل جبميع أسامئك‬
‫عىل ذرات الوجود واملمي الزائدة أدخلت مجيع السامء حىت عسكرية‬
‫السامء دلةل أن تنوب عين فضال منك فاإنك قد لكفتين مبا ل طاقة يل‬
‫به ﴿‪ 1﴾     ‬فألزمتين ابلرجوع اإليك يف لك‬
‫حال ومقام فها أان عبدك الغريق يف حبر قبضة املكل رجعت اإليك اي‬
‫رب طالبا من فضكل العممي وكرمك الغزير أن تنوب عين فامي لكفتين‬
‫نيابة كام أنبتين يف تالوة ألفاظ هذه الصالة فنب عين يف توصيل مجيع‬

‫البقرة ‪285‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫ما يس تحقه صىل هللا عليه وسمل عىل يد فضكل وأعلمه بأين صليت‬
‫ابلصالة القدمية منك املس تغرقة مجيع ما هل علينا من احلقوق وفرحه اي‬
‫رب عين بالكمك العزيز وامره بقبول مين تالوهتا والكامل عليك‬
‫ابلترشيف والتعظمي بأن تصيل عليه اي رب عين صالة عظمية القدر‬
‫واملقدار صالتك اليت صليت هبا عليه ويه اصطفاؤك اإايه عىل سائر‬
‫اخللق وأن تثبتين ابحلضور عند تالوهتا فقد أحطت مبرتبة جعزي عن‬
‫املاكفأت هل عين (صل) أي عظم وأدم خالفته عىل سائر ذرات اخللق‬
‫عنك وأبق دينه بدوام ادلنيا لكه وأمقه عىل وجه قهر حالوته يف أطوار‬
‫الخرة ول تسلط عىل أهل دينه من ينغص علهيم اإمياهنم وإاسالهمم ومزي‬
‫أمته ابلعتناء والاجتباء عىل سائر المم وتوهجم بتيجان عزه وأشهر‬
‫ذكره وأنشئ من يصيل عليه عدد ما اكن ووجد بأضعافه أضعافا يعلمه‬
‫خلروجه عن حد احلرص وابه به وبأمته وأظهر ما مضنته لمته عىل‬
‫رؤوس الشهاد وشهر نوره وأعل درجته وقربه منك أعىل ما ميكن‬
‫اإدراكه فال حتزنه بتعذيب واحد من أمته اإل عىل وجه يرضاه وصل عليه‬
‫صالة تعلمها تؤدي عين لك حق وتدنيه مين حىت أكون خادما حمفوظا‬
‫به وتكون سببا يف مزج رويح بروحه واتصال نس يب بنس به اجلامثين‬
‫‪4‬‬
‫والرويح وأفض عليه ما يسرت أمته وحيجهبم بني يديك بأن تشهر فضلهم‬
‫عندك وتسرت عورهتم عنه وراع وهجه فينا معرش المة حىت ختلصنا‬
‫من أجسان الغفةل واخلذلن ول تسلط عىل أمته من ل يرمحهم فاإهنم أمة‬
‫ضعيفة تنرصمه ابإخالص ضعيفهم وأان من أذل ضعيفهم فانرصمه بأنفاس‬
‫ذيل وضعفي ول تقل هل ((اإنك ل تدري ما أحدثوا بعدك))‪ 2‬فاإنه حيزنه‬
‫وأنت صليت عليه صالة الرىض فال حتاسب املضاف اإليه فاإنه رسول‬
‫أمني كرمي أعز حرمة الرشيعة وأظهر منارها وأسسها حيا وميتا وصل‬
‫عليه كام أمرتنا به صالة تليق به وتغنيه واجعل صالتك عليه منا سببا‬
‫إلزاةل احلجب بيننا وبينه وكذا بني رشيعته وبني قلوبنا فأرضه عنا مرضيا‬
‫وأفض عليه حبور احلظوة واخلرية وحبور عز ذاتك اي هللا (عىل س يدان)‬

‫رش َب َو َم ْن‬ ‫اَّلل عَلَ ْي يه َو َس َّ َمل‪(( :‬ا يين فَ َر ُط ُ ُْك عَ َىل الْ َح ْو يض َم ْن َم َّر عَ َ َّيل َ ي‬ ‫قَا َل النَّ ي ُّيب َص َّىل َّ ُ‬ ‫‪2‬‬

‫ِ‬
‫رش َب ل َ ْم ي َ ْظ َمأْ أَبَدا ل َ َ يريد ََّن عَ َ َّيل أَقْ َوا ٌم أَ ْع يرفُهُ ْم َوي َ ْع يرفُ يوين ُ َُّث ُ َحيا ُل بَيْ يين َوبَيَْنَ ُ ْم فَأَقُو ُل اهنَّ ُ ْم يم يين فَ ُيقَا ُل‬
‫َي‬
‫ِ‬ ‫ُسقا ُ ْ‬ ‫ان ََّك َل تَدْ يري َما أَ ْحدَ ثُوا ب َ ْعدَكَ فَأَقُو ُل ُ ْ‬
‫ُسقا يل َم ْن غَ َّ َري ب َ ْع يدي)) و َع ْن َأ يِب ه َُرْي َر َة َأن َّ ُه َاك َن ُ َحي يد ُث‬
‫ون َع ْن‬ ‫اَّلل عَلَ ْي يه َو َس َّ َمل قَا َل‪(( :‬يَ ير ُد عَ َ َّيل ي َ ْو َم الْ يقيَا َم ية َر ْهطٌ يم ْن أَ ْْص يَاِب فَ ُي َحل َّ ُئ َ‬ ‫اَّلل َص َّىل َّ ُ‬ ‫َِأ َّن َر ُسو َل َّ ي‬
‫الْ َح ْو يض فَأَقُو ُل َاي َر يب أَ ْْص يَاِب فَيَ ُقو ُل ان ََّك َل يع ْ َمل َ َكل يب َما أَ ْحدَ ثُوا ب َ ْعدَكَ اهنَّ ُ ْم ْارت َ ُّدوا عَ َىل أَد َْاب ير ي ْمه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْقَهْقَ َرى‪)).‬‬
‫الراوي‪ :‬سهل بن سعد | احملدث‪ :‬البخاري | املصدر‪ْ :‬صيح البخاري | الرمق‪6213 :‬‬
‫‪5‬‬
‫معناه س يد اخلالئق وشافعهم يف الزل والبد ومتويل مصاحلهم من الزل‬
‫اإىل البد ولقد ساد وعال لك ما تعلقت به قدرتك اذلي هو الإماكن‬
‫فهو جوهرة الإماكن متد به ما تعلقت به إارادتك من اإجياد وإاعدام فهو‬
‫خليفتك يف حبري الوجود والعدم ميد العدم يف علمك ابلعدم والوجود‬
‫بنور الوجود نيابة عن س يادتك فس يادته نيابة عن س يادتك فلك من‬
‫كنت هل اي رب س يدا جعلته عليه س يدا فضال منك ل غري فرست‬
‫س يادته يف ذرات الإماكن فلك من ساد من الرواح مفا ظهر فيه اإل‬
‫س يادة روحه ولك من ساد من الجرام اإمنا ساد مبا أظهرت عليه من‬
‫س يادة جامثنيته ل غري فروحه أمدت ومتد الرواح وجامثنيته أمدت ومتد‬
‫أجناس الجرام وإانسانيته متد وأمدت اإنسانيتنا وهلل امحلد عىل اجلنس ية‬
‫بيننا وبينه يف احلقائق لكها وذلكل ما أعطيت هل شيئا اإل رشكتنا معه‬
‫يف أصل الفضل فاإنك جلت قدرتك ملا صليت عليه قلت فينا ﴿‪‬‬

‫‪ 3﴾   ‬ما أكرم مقام الإنسانية عندك اي رب‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪     ‬الحزاب‬


‫‪6‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فكيف ل نتيه عىل الجرام والعراض وقد علتنا نشوة قوكل ﴿‬
‫‪ 5﴾    ﴿ 4﴾ ‬فقد أعليتين‬
‫وسودتين وكرمتين وفضلتين بروحانية ايقوتة الإماكن صىل هللا عليه‬
‫وسمل فس يادته معت النبياء واملالئكة مفا سادوا اإل بنيابة عن س يادته‬
‫‪6﴾‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فس يادته أصل للك س يادة وهو اذلي أرشت هل بقوكل ﴿‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فاحلاء حمكه حبمكك واملمي ملكه نيابة عنك يف ادلنيا والخرة والعني عني‬
‫احلقيقة احملمدية املتفجرة مَنا عيون حقائقه وحقائق النبياء والولياء‬
‫والعلامء واملؤمنني وعيون العلوم ا إللهية رشيعة وطريقة وحقيقة نيابة عنك‬
‫فضال منك اي هللا والسني س يادته عىل اخلالئق ويف قلوب النبياء‬
‫واملؤمنني واملالئكة نيابة عنك يف لباسها والقاف قيوميته بوظائف‬

‫الية السابقة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪     ‬التوبة‬


‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪  ‬الشورى‬
‫‪7‬‬
‫العبودية عىل أمت وجه وبوظائف اخللق نيابة عنك اي رب فهذه الصفات‬
‫العظام منك برزت وإامنا ألبست ما تطيقه حقيقة الإماكن ل غري فهل‬
‫اعتباران فباعتبار احلرضة املطلقة فهو امس من أسامئك وابعتبار حرضة‬
‫اخلالفة يف لك وجه فهو امس هل صىل هللا عليه وسمل اللهم اإين أس ئكل‬
‫به من حيث كونه اسا كل ومن حيث كونه مفضال به عليه صىل هلل‬
‫عليه وسمل أن تصيل يل عليه وتسمل يل عليه صالة وسالما يدخالن‬
‫بقدرتك رويح يف حامية روحه وجسدي يف جحره أبدا يقظة ومناما معر‬
‫أنفاس ادلنيا والخرة فس يادته املطلقة ابعتبار أجناس اخللق يه اليت‬
‫ألبسها لس يدان القطب املكتوم ريض هللا عنه فعمت كعموم أصلها‬
‫ولس يدان عيل كـرم هللا وهجه فهيا حظ ونصيب وافر ((من كنت س يده‬
‫فعيل موله))‪ 7‬وذلكل نصبه النيب صىل هللا عليه وسمل ذااب عن حرمي‬
‫أهل طريقته بس يوف سطوته وهو املكف بنرصهتا أبدا وذلكل كرثت‬

‫هللا عليه‬ ‫هللا َّ‬


‫صىل ُ‬ ‫عن ُمعري َة يبن سع ٍد قال يس ْع ُت عل ًّيا ينشُ دُ النَّ َاس َمن يسع رسو َل ي‬ ‫‪7‬‬

‫هللا‬
‫صىل ُ‬ ‫هللا َّ‬
‫َرش فشهيدوا أ َّن رسو َل ي‬ ‫يقول َمن ُك ْن ُت موله ف َع ي ييل موله فقام َ‬
‫ثالث ع َ َ‬ ‫َّ‬
‫وسمل ُ‬
‫وسمل قال (( َمن ُك ْن ُت موله ف َع ي ييل موله))‬
‫عليه َّ‬
‫الراوي عيل بن أِب طالب |احملدث الطرباين |املصدر املعجم الوسط صفحة أو رمق ‪2/324‬‬
‫‪8‬‬
‫اإمداداته لهلها (محمد) من سامه هللا يف القرأن محمدا ويف اللوح احملفوظ‬
‫معناه محده هللا حتميدا أدخهل يف حيطة امحلد أدرجه يف خدور عز‬
‫‪ 9﴾    ﴿ 8﴾   ‬وصريه س يدا‬ ‫﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫شافعا من حرضة السامء عند إارادة احلق جل وعال اإبراز ما اكن معلوما‬
‫عمل القدم ترتيبا مللكه فأقامه شافعا فشفع فقبلت منه فأبرز جل وعال‬
‫من يعرفه عىل حسب ترتيب ملكه وجعهل سببا يف الإنشاء وجعهل بعد‬
‫سببا للرمحة ويف الخرة سببا للفصل فاكن محمدا حتمده اخلالئق لكهم يف‬
‫املواطن العظام يف عامل اذلر ويف عامل ادلنيا والربزخ والخرة فكرث محد‬
‫الناس اإليه دون غريه وبذكل رشعت الصالة عليه لتكرث أهل اجملالس‬
‫حبمده وذكر أوصافه اليت ألبس يف حرضة ربه وكونه كثري امحلد يف الكتب‬
‫القدمية واحلادثة ويف اللس نة احلادثة هو عني محمد فألبسه هللا هذا‬
‫اللباس الفاخر بني يديه وبني خالئقه فصار محمدا ومل يزل محمدا فـميـمه‬

‫‪     ‬القمل‬


‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪8‬‬

‫النجم‬ ‫‪ ‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪9‬‬
‫حملوه الباطل ﴿‪ 10﴾   ‬وحاؤه لس مترار حمكه أي‬
‫رسالته فامي تقدم من نشأة احلقيقة احملمدية اإىل ما ل هناية هل من أنفاس‬
‫الخرة فاملوت اإمنا يزيل قرشة الإسالم اذلي هو العمل تكيفا ويبقى‬
‫الإميان للمؤمنني أبدا والإحسان للمحس نني فال حيسن منا ترك الصالة‬
‫عليه يف الخرة ول ترك وظائف الإحسان وذلكل اكنت هذه الطريقة‬
‫ابقية أعالهما يف الخرة ويف اجلنة تسمع نغامت الوظيفة عىل ألس نة أاكبر‬
‫احملس نني من النبياء والولياء ففي لك يوم تقرأ عند كرس يه صىل هللا‬
‫عليه وسمل ويه غاية يف تبيني معىن محمد جفوهرة الكامل فرس هبا النيب‬
‫صىل هللا عليه وسمل لفظ محمد ل غري واملمي الثانية مشار هبا اإىل ملكه‬
‫عىل وجه النيابة وهو متكنه يف لك يشء وعليه قبضا حمكام حبيث مل‬
‫خيلق هللا من خرج عن خالفته حىت س يدان إارسافيل فاإمنا هو خادم‬
‫لوائه صىل هللا عليه وسمل وما روي أنه صىل هللا عليه وسمل أفزعه‬
‫جربائيل وإارسافيل ملا رأهام عىل حقيقة صورهتام فلس يدان جربائيل س امتئة‬
‫جناح ولس يدان إارسافيل عليه السالم ثالث عرش مائة جناح جناح‬

‫ا إلرساء‬ ‫‪ ‬‬


‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪10‬‬
‫ابملرشق وجناح ابملغرب فال يزال يتصاغر عند بدو العظمة حىت يصري‬
‫مثل عصفور ُث يرده هللا بسقي امجلال اإىل حالته فاإمنا فزع ملا رأه بعني‬
‫جامثنيته لعدم املناس بة ظاهرا فاإن إارسافيل خلق من الروح ل من اذلات‬
‫فلو رأه صىل هللا عليه وسمل بعيون روحه كام اكن يشاهده به لرأه مبزنةل‬
‫ودل هل صغري يشفق عليه فافهمه واملمي الثالثة مشار هبا اإىل مجعية‬
‫اخلالئق يف عرش جنة هوية كوثريته صىل هللا عليه وسمل ويه احلقيقة‬
‫احملمدية‪ .‬وادلال رمز لدللةل عىل هللا بكيته‪ .‬مفن حبر املمي اخلمت ومن‬
‫حبر ادلال الهداية ومن حبر احلاء الفتح ومن حبر التنوين النرص وصالة‬
‫الفاحت تفسري هل وهو محمود يف السامء وأمحد يف التوراة مفحمود ظاهره‬
‫ومحمد ابطنه وأمحد ابطن ابطنه ابعتبار وهل اعتبارات ولقد ابلغ هللا يف‬
‫محده حيث صىل عليه وأمر ابلصالة عليه وهو من خصائصه وذلكل‬
‫ضعف اسه ملاكن املبالغة وملزيد ادللةل فقد دل هذا الامس عىل مقامه‬
‫ملن تأمهل وإاليه يشار اإليه ابحلروف يف السور مع مضمية قضااي مع ربه ل‬
‫يعرفها اإل من شاهدها (الفاحت) أي اذلي جعلته مبحض فضكل فاحتا‬
‫ابعتبارك وأما ابعتبار أصل الالكم اذلي جعلته أان فاحتا أبواب الإماكن‬
‫فأوجدت به وعنده ما س بق به علمي بروزه وأعدمت به ما س بق به‬
‫‪11‬‬
‫العمل أنه يبقى عدما فهو كقلمي أرمق به وأحمو به ترتيبا ملليك ل غري ل‬
‫أس ئل عام أفعل لين املاكل وغريي مملوك يل أفضل من أشاء وأضع من‬
‫أشاء وأمهل من أشاء فقد جعلته عامال حبرضيت ملا اش متل عليه من‬
‫السامء فيفرق السامء عىل الش ياء منه وجيمع وجيمل ويفصل مبحرضي‬
‫‪ 11﴾  ‬فلوله ما فتحت اباب واحدا‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫من أبواب الوجود وهو مرادي وحمبوِب ومنظري وحامل رسي وولييت‬
‫وخالفيت وهو احلادث املطلق وهو الكون وهو املكل فبه رمحت وبه‬
‫انتقمت وبه وهل خلقت ادلنيا واجلنة لحبابه والنار لعدائه وأما أان مفزنه‬
‫عن أن يصلين الكم أحد لنه لوله ما اكن أحد فضال أن يعمل رشياك‬
‫فالإحسان من حرضته والإميان منه والإسالم منه فلوله ما بقي أحد‬
‫ول وجد وعىل الفرض لو وجد لحرتق قبل أن يعترب لسطوة جاليل‬
‫مفا رمحت اإل هل فاإين أحب أن يظهر ملكه خفلقت هل منه من يعرفه‬
‫ليحبه ومن جيههل لهيينه فيبقى ملكه يف ادلنيا والخرة وهو حامل صفايت‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪  ‬الطور‬
‫‪12‬‬
‫وقامئ بوظائف اإلهييت وربوبييت لكنه بطرف خفي فس بحاين ما أعظم‬
‫شأين وما أكرث اإحساين عىل محمد وما أعزه عندي وأان الفعال ملا أريد‬
‫فال يأمن أحد مكري ول يـيئس من رمحيت فأان املاكل احلق املبني ومحمد‬
‫عبدي ورسويل وحمل نظري ل غري وهو عبد مملوك س يد املامليك وهو‬
‫أعز ما عندي حبسب ا إلرادة ل غري فاقدروا قدره فهو فاحت الوجود‬
‫وفاحت الإمداد وفاحت الإسالم والإميان والإحسان وفاحت القلوب والعيون‬
‫وفاحت القرى والمصار وفاحت الرزاق وفاحت السعادة وفاحت النعم من أكامم‬
‫جسف الغيوب وفاحت جواهر النفوس وفاحت أبواب اجلنان وفاحت ميادين‬
‫اجلهاد وفاحت مغلق الكتب املزنةل وفاحت ابب ادلعاء للمتقني‪ 12‬اإىل غري‬
‫ذكل من الفتوحات الرابنية فهو اإمام الفاحتني مفن احنرف عنه ضل فهو‬
‫الفاحت يف الزمنة املاضية واحلالية واملس تقبةل وقد نصبته ذلكل يف ادلارين‬
‫فلك من انغلق عنه ابب أو قفل وأغلق فليقصده فاإنه فاحته وهو السبب‬

‫وردت يف الطبعة الوىل بدرب غلف بصيغة "املقتني"‬ ‫‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪﴿ 13﴾   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فيه والفعل لكه يل ﴿‪  ‬‬

‫‪( 14﴾  ‬ملا أغلق) من غلف القلوب والش ياء العدمية‬
‫فانفتحت به وصارت وجودا وكذا لك ابب مغلق عليُك فافتحوه به فاإنه‬
‫مفتاحه فالتوحيد مفتاح اجلنة والعمل أس ناهنا فالتوحيد منه وصلُك‬
‫واجلنة منه وصلتُك وهو الفاحت احلقيقي والشافع يف لك يشء قبل‬
‫وجودها وإامنا س بق يف علمي أل أقبل شفاعة يف نفس اكفر اإنس ية أو‬
‫جنية فال يشفع لها يف الخرة وقد شفع لها يف طلب التكوين فكفرت‬
‫به وبرساةل خلفائه النبياء فاعبدوين وعظموا نبيُك ل غري فال تغلوا فيه‬
‫فاإمنا هو خملوق مقهور بقبضة املكل جتري عليه أحاكم العبيد فغايته أنه‬
‫س يدمك وإامامُك اذلي سن الرشائع قبل وبعد فقبهل بنوابه الرسل وبعده‬
‫بنوابه العلامء ابهلل والمراء فغاية سعده أن اكن خادما حلرضيت وما سواه‬
‫خلقته لجهل ومنه (واخلامت ملا س بق) معناه ابعتبار املصيل اللهم صل‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪13‬‬

‫أل معران‬ ‫‪ ‬‬

‫الغاش ية‬ ‫‪ ‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪14‬‬
‫عىل س يدان محمد اذلي جعلته خامتا ملا س بق من النبوة والخالق ا إللهية‬
‫وهو خامتة أعالم النبوة وهو خامت لعامل املوحدين فال تنالها يد الغيار‬
‫وابعتبار أصل الالكم فقولوا اللهم صل عىل س يدان محمد الفاحت اخلامت‬
‫أي اذلي جعلته خامتا حميطا ابلإماكن والإماكن من حيث هو يف وسطه‬
‫وهو أصهل وس يده وإامامه وزينة الإماكن وجوهرته ونضاره فالإماكن‬
‫مكتوب يف حقيقته ما يوجد وما يعدم وخمتت حقيقته احلقائق لكها‬
‫فليست حقيقة ظهرت من غريه بل هو املنبت للنبات واملنبع للرحامت‬
‫واملاء واملوئل للفزعني ومفجر عناصري اجلواهر وهيوىل العراض وطبائع‬
‫اخلامت بكرس التاء‬ ‫الهوية وحبار السعادة ومسكل الرمحة والوصول فهو ي‬
‫ملا درس ته النبياء ونسخته مالئكيت واخلامت ملقامات القرب فال يصل‬
‫أحد مقامه أبدا حمكت به عىل نفيس ﴿‪   ‬‬

‫‪ 15﴾‬وهو ذات الرمحة للوجود وخامت إابرسائه أدوار روحه وأرساره‬

‫‪  ‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪            ‬‬

‫النعام‬ ‫‪     ‬‬


‫‪15‬‬
‫فبلغ منهتىى جواهره وخياهل فاخليال منه هو ما انهتىى اإليه ظل وجوده‬
‫وهو قاب قوسني فقد دار ابملكوانت قاب قوسني وهو قوهل ((جسد‬
‫كل سوادي وخيايل))‪ 16‬فسواده كامل جواهره الظاهرة وخياهل حد ظليته‬
‫من النور املطلق اذلي انعدمت فيه البصائر فلول أين أنس ته بصوت‬
‫أِب بكر لصعق مكوىس لكن لطفت به ابملؤانسة حىت ألف جاميل كام‬
‫ألفه خياهل أبدا فس بحاين ما أعظم شأين قربته بفضيل وأعليته عىل مليك‬
‫وخمتت به أمري وفوضت هل نيابة اخلالفة عين وهو عبدي اس تمكلت‬
‫فيه شؤون العبودية مفا أصربه عىل جاليل وجاميل وما أشد اتقانه لفصول‬

‫ول َّ ي‬
‫اَّلل‬ ‫اَّلل َعَنْ َا‪ ،‬قَال َ ْت‪َ :‬اكن َْت ل َ ْي َ ُةل يالن ْص يف يم ْن َش ْع َب َان واكن َر ُس ُ‬ ‫يض َّ ُ‬ ‫َع ْن عَائيشَ َة َر ي َ‬ ‫‪16‬‬

‫ول ييف ُجسُو يد يه‪َ (( :‬جسَدَ َ َكل َس َوا يدي‪َ ،‬و َخيَ يايل‪َ ،‬وأ َم َن ب َيك فُ َؤا يدي‪َ ،‬ه يذ يه‬ ‫اَّلل عَلَ ْي يه َو َس َّ َمل ي َ ُق ُ‬‫َص َّىل َّ ُ‬
‫لك َع يظ ٍمي‪ ،‬اغْ يف ير ا َّذلن َْب الْ َع يظ َمي‪َ ،‬جسَدَ َو ْ يهجىي‬ ‫ي َ يدي‪َ ،‬و َما َجنَ ْي ُت هبي َا عَ َىل ن َ ْف ييس‪َ ،‬اي َع يظ ُمي‪ ،‬يُ ْر ََج يل ُ ي‬
‫رص ُه))‪َُّ ُ ،‬ث َرفَ َع َر ْأ َسهُ‪ ،‬فَ َعا َد َساجي دا‪ ،‬فَقَا َل‪ :‬أَعُو ُذ يب يرضَ اكَ يم ْن ََس يَط َك‪،‬‬ ‫يل َّ يَّلي َخلَقَهُ‪َ ،‬و َش َّق َ ْس َع ُه َوب َ َ َ‬
‫َوأَعُو ُذ يب ُم َعافَاتي َك يم ْن ُع ُقوبَتي َك‪َ ،‬وأَعُو ُذ ب َيك يمنْ َك‪ ،‬أَن َْت َ َمَك أَثْنَيْ َت عَ َىل ن َ ْف يس َك‪ ،‬أَقُو ُل َ َمَك قَا َل أَ يِخ‬
‫جس َد‪َُّ ُ ،‬ث َرفَ َع َر ْأ َسهُ‪ ،‬فَقَا َل‪ :‬الل َّهُ َّم‬
‫الرت ياب يل َس يي يدي‪ ،‬فَ َح يق َ ُهل ا ْن َ َ‬ ‫السال ُم‪ :‬أُ َع يف ُر َو ْ يهجىي ييف ُّ َ‬ ‫َّ‬ ‫د َُاو ُد عَل َ ْي يه‬
‫ِ‬
‫يةل َو ييل‬ ‫ْرص َف‪ ،‬فَدَ َخ َل َم يعي ييف الْ َخ يم َ ي‬ ‫الرش ن َ يقيًّا ل َاك يفرا‪َ ،‬ول َش يقيًّا‪ ،‬قَال َ ْت‪َُّ ُ :‬ث ان َ َ‬ ‫ْار ُزقْ يين قَلْبا يم َن َّ ي‬
‫ول‪:‬‬ ‫ن َ َف ٌس عَالٍ ‪ ،‬فَقَا َل‪َ :‬ما َه َذا النَّفَ ُس َاي ُ َمح ْ َريا ُء؟‪ ،‬فَأَخ َ ْْربتُ ُه فَ َط يف َق ي َ ْم َس ُح يب َي يد يه َع ْن ُر ْك َب ييت‪َ ،‬وي َ ُق ُ‬
‫اَّلل َع َّز َو َج َّل ا َىل‬ ‫َو يبئْ َس هَات ْ يَني ُّالر ْك َبتَ ْ يني‪َ ،‬ما َذا ل َ يقيَتَا ييف َه يذ يه الل َّ ْي َ يةل يالن ْص يف يم ْن َش ْع َب َان‪ ،‬ي َ ْ يزن ُل َّ ُ‬
‫ِ‬
‫رش ٍك‪ ،‬أَ ْو ُمشَ ا يح ٍن"))‬ ‫الس َما يء ادلُّ ن ْ َيا‪ ،‬فَيَ ْغ يف ُر يل يع َبا يد يه ال يل ُم ْ ي‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫الراوي عائشة أم املؤمنني |احملدث الطرباين | املصدر‪ :‬ادلعاء للطرباين | الصفحة أو الرمق‪558 :‬‬
‫‪16‬‬
‫الولية وهو اخلامت والواضع يد شكه يف دواوين المم وهو املزيك مفا زاكه‬
‫وأبرم حمكه مىض به حمكي وأمته الشهداء وهو طابع خبامته عىل‬
‫الصحائف لكها مفا أشد تيقظه وتصفحه وهو اخلامت مقامات اعتقادات‬
 ﴿ ‫توحيدي فال تعولوا عىل عقولُك وعولوا عىل ما حده لُك‬

18﴾    ﴿ 17﴾


    
  
   
   

‫فسلموا علمُك لعلمه ول ختوضوا بأرائُك فاإهنا رمبا تتوخس حقائقُك‬


‫فتنظرون الاعوجاج مس تقميا فال عقل اإل ما أعطيته وهو خامت العقول‬
‫وخامت الفصحاء وخامت العلامء وخامت ماكرم الخالق مفا بقي لُك اإل أن‬
   ﴿ ‫لسوة احلس نة ولُك معرش اخللق‬ ‫تتبعوه ابلقتداء وا إ‬
‫ فلك ما س بق به علمي يف الإماكن فهو خامته وحميط به وليس‬19﴾

  
   
 
  
   
    
  
  17

‫ احلجرات‬   


‫ الشورى‬ 
  
  
 
 
  
  
  18

  
   
  
  
 
 
 
  
  
   
  
  
  19

‫ الحزاب‬     


17
‫من وراء علمي عمل ﴿‪ 20﴾      ‬اإن‬
‫حمكمت بعقولُك مع وجود النص البني (انرص احلق) معناه اللهم صل عىل‬
‫س يدان محمد انرص احلق اذلي جعلته انرصا لدلين بتبليغه ولههل‬
‫ابملوعظة وابلس يف وادلين ما يتدين به وابعتبار أصهل اذلي جعلته أان‬
‫انرصا وصريته عبدا قائا بولية ما وليته هل وهو حرضة الإماكن فهو‬
‫مدفوعة هل بأيدي الفضل منا فهو انرص احلق عىل الباطل وانرص أمر‬
‫هللا عىل أمر الش يطان الباطل وانرص املؤمنني عىل املرشكني وانرص‬
‫لك من استنرصه ﴿‪ 21﴾     ‬فاإنه‬
‫س يد النارصين ولك من قامت فيه مرتبة النرص كعمر بن اخلطاب فاإمنا‬
‫لبس ما تطيقه ذاته من نرصه وهو النارص نيابة عين وهو حبر النرص‬
‫ساق ومن صادر فال زالت رشيعته‬ ‫مفن مغرتف منه ومن شارب ومن ٍ‬

‫‪  ‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪  ‬يونس‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪       ‬النفال‬


‫‪18‬‬
‫منصورة ببقاء الساموات والرض فالشقياء والسعداء يف قبضة يده‬
‫اإظهارا مللكه يف ادلنيا والخرة وإاين اصطفيته لنفيس وجذبته حلرضيت‬
‫مفن أرادين فليستنرصه فاإين أوجبت عليه النرص اإن هاجر ما هنيته عنه‬
‫وإال فـ﴿‪ 22﴾       ‬واحلق ضد الباطل‬
‫فادلين ما ظهر به نيب يف النبياء ويف زمانه ابلترصحي والفعال والتقرير‬
‫ل غري مفراتب ما ظهر به تسعة وأعاله ادلرجة التاسعة اليت يه حبر‬
‫معرفيت إابرشاق مشوس صفايت يف صفات عبدي فتنعدم صفاته بصفايت‬
‫فيصري وليا متوجا بعاممئ عز الإقبال اإيل وأان الس يد فال تصلين الفاكر‬
‫ول احلواس وإامنا أجتىل بصفايت يف صفايت ابإعدام صفات عبدي البرشية‬
‫فأجعهل حقيقة خارجة عن طور العقل فاإذا انترص بنارص ادلين هتابه لك‬
‫حقائق الإماكن ملاكن عزه حبامية خليفيت فمتسكوا به فال مطمع لحد يف‬
‫وصول ما عندي اإل عىل يده وهو احلامك عليُك حمكته ورصفته فال حميد‬
‫عام أبرمته (ابحلق) أي ابهلل لوصوهل اإىل مقام الاس هتالك واملزي مبعاينته‬
‫أرسار قدريت فمل ينل أحد مَنا ما وصهل ول ذاق ما ألكه ورشبه فاإنه‬

‫‪ ‬النفال‬ ‫‪22‬‬

‫‪19‬‬
‫العبد اذلي اس هتلكته يف ذرات العبودية فمل يرتك لحد ما ذرة اإل‬
‫وعبدين فهيا ومحدين فهيا وقدس ين فهيا فتفضلت عليه ابإشهار مرتبته‬
‫ابملداحئ اخللقية واحملامد بألس نة اإلهييت فمل أشهر أحدا من أنبيايئ مبثهل‬
‫فتزنلت لإكرامه حىت صريته مذكورا مع اسي وأسيه بأساميئ وجعلت‬
‫اسي مقامه مفا أعظم فضيل عليه مفا من موضع ول روح اإل واسه‬
‫مقرون معه ومذكور فيه فتعشقه املؤمنون وهتابه الاكفرون وتس تعظمه‬
‫امللوك وتمترغ لعزة جالهل لسطوة اسي عليه فس بحاين عن سامت خلقي‬
‫وهو أكرب خلقي وأعزمه وأكرهمم عندي فال يقصد يف معاملته اإل اإايي‬
‫وأان احلق وهو معىن (ابحلق) أي بقصد وجه احلق ل بقصد استيفاء‬
‫حظ نفسه فال حظ هل طهرته مَنا يف أطوار طفوليته وهو الشق لقلبه‬
‫فأان اذلي شققته وهذبته وطهرته فيا هل من عظمي الشأن عندي وعند‬
‫خلقي أكرم به قصدا ووجدا وروحا فاإنه أعز ما أردته وقدرته فرشحت‬
‫صدره ِب ويل ويف فعرفين أكرث من غريه وهو س يد من عرفين ومعرف‬
‫العرفاء مفا لعب منذ أوجدته ول لها‪ 23‬روحا ول ذات وما زاغ برصه اإىل‬

‫لهَا عن يلهُو‪ ،‬لهوا‪ ،‬لُهييًّا‪ ،‬و يلهْياان‪ ،‬فهو ل ٍه‪ ،‬واملفعول ي‬


‫ملهو عنه‬ ‫‪23‬‬

‫لهَا عن ذكر هللا‪ :‬غَفل عنه وترك َ‬


‫ذكره‬
‫‪20‬‬
‫غريي من يوم خلقته وما التفت اإىل غريي وإامنا يبارش خلقي بس ياس يت‬
‫ومبحبيت ورضاي فلو قصد نرصة نفسه لهكل أهل مكة اذلين نفوه من‬
‫أم القرى ولكن اتبع مرضايت فأحللت رضايئ هل وحرمت عليه َسطي‬
‫‪24﴾‬‬‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فاإن هددت عليه فاملقصود غريه ﴿‪ ‬‬
‫‪  ‬‬

‫وهو مطهر يف علمي فَّلا نرص ديين بقصد وهجىي وراعى يف خلقي‬
‫حرميت ومل يسفك دما اإل بكتاِب ول سل س يفا اإل ابإذين بوحيي حفجرته‬
‫عن الس يف أول فامتثل وصرب فلام مكل صربه وعيل صرب أْصابه أجندته‬
‫مبالئكيت وأغثته ابلقريب منه والبعيد وأحللت هل الغنامئ ومل أحلها لحد‬
‫قبهل فصارت حالل لمته بربكته فلام اكنت حراكته وسكناته يف مرضايت‬
‫قبلته قبل أن أظهر سواده وخياهل وجعلته عني مملكيت ومتويل رايسة‬
‫ادلنيا والخرة فس بحاين ما أعظم فضيل عىل محمد وأمته فمل أجد من‬
‫خلقي قلبا جمردا لك التجريد من الغيار ومعلقا ِب لك التعلق وحمبا لكه‬
‫غري قلبه وهو بييت طهرته بفضيل وأسكنت فيه مراتب أساميئ ومشوس‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪     ‬الزمر‬


‫‪21‬‬
‫صفايت وحبور رضايئ وأسامء جاميل وجاليل فال يشغهل جاميل‪ 25‬عن‬
‫جاليل ول جاليل عن جاميل بل أدى لك حق لصفايت وأساميئ مفا أقواه‬
‫عىل حتمل مراتيب وما أثبته لبدو صفايت فياهل من نيب جليل القدر فال‬
‫يقدر أحد قدره نزهته عن الغراض وهذبته من الغيار مفا سواي غري‬
‫﴿‪ 26﴾     ‬أحبته وهجىي وكشفت هل نقاِب‬
‫فصار عظامي كرميا حلامي وصارت هل أساميئ خلقا وصفة ومتعته بالكيم‬
‫وذليذ المتجيد والترشيف فرشفت ما تنسل منه بتحرمي انري عىل‬
‫جسده فكيف أعذب نطفة وكبد حبييب وقد أفىن معره يف مرضايت فال‬
‫أنغصه أبدا ولسوف أعطيه حىت يرىض فرضاه رضايئ وَسطه َسطي‬
‫نرص ديين وأفىن فيه معره وروحه وزمانه لوهجىي مفا خرجت منه راحئة‬
‫نفس اإل مع ذكري ول نظر اإل يل ول ألك اإل يل حفالته حبس عىل‬
‫مرضايت مفا أكرمه عندي وما أحىل مَنجه معي ولقد أرضيته قبل أن‬
‫يكون فالفضل فضيل فالعزيز من أعززته ولقد وضعت عنه وزرا من‬

‫وردت يف الطبعة الوىل بدرب غلف بصيغة "جامل"‬ ‫‪25‬‬

‫‪  ‬النجم‬
‫‪      ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪22‬‬
‫أمته اذلي أنقض ظهره ورفعت هل ذكره يف وسط مالئكيت‪ 27‬ويف لك‬
‫ذرة من خالئقي فاحلق هو الرشيعة واحلق الثاين هو صفاء نفسه من‬
‫أغراض البرشية فمل يقصد يف معامليت غرضا ول يف معامةل خلقي حظا‬
‫فأقام الرشيعة ابلصفاء والإقامة نرص ومزيها بصفاء حاهل خللقي فمل يغضب‬
‫ملا لقاه من الناس ول فزع من دوايه س يوفهم فأفرد وهجته حلرضيت‬
‫واس تحىل ما بلوته به من الكم اخللق زايدة يف هتذيبه وصيانة ملقامه‬
‫من امليل اإىل غريي ولقد ابتليته أكرث من غريه وقيل فيه ما مل يقل يف‬
‫غريه وهو أسوة للمتقني من أوليايئ جفزيته بأن جعلته خليفة بعد وفاته‬
‫ينقلها ممن اصطفاه لها وهو وكيل عين مفوض يقابل شؤوين ظاهرا‬
‫والفعل فعيل ظاهرا وابطنا وأرعدت عليه بقويل ﴿‪   ‬‬

‫‪ 28﴾‬فالمر أمري واملكل مليك ومحمد خليفيت عىل خلقي مفن أطاعه‬
‫أطاعين ومن عرفه عرفين ومن عظمه عظمين ومن تبعه تبعين فقوهل‬

‫‪  ‬الرشح‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪  ‬أل معران‬


‫‪23‬‬
‫رشيعيت وفعهل رشيعيت وخلقه طريقيت ومطمحه حقيقيت أل فاتبعوه فهو‬
‫رسويل وأمره أمري فلول أين ألزمته لوازم البرشية ما قارهبا فعوائده يف‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ﴿ 29﴾‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫الظاهر مرضايت ﴿‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 30﴾    ‬حفمكته عىل خلقي فارضوا حبمكي‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫فاإنه ل حيُك اإل حبمكي مفا رأيمت اخلري مين اإل بوساطته فأان املعطي وهو‬
‫القامس أبدا قبهل وبعده وهو كبري جندي فال يتبع اإل ما سطرته هل فعظموه‬
‫يف أولده وأصفياء أمته فاإنه هيزت عريش ملن غري أل بيته أفال يس تحيي‬
‫من غري خليفيت بتغيري أمته فلنتقمن لك الانتقام يف احلاسدين الظاملني‬
‫ولقد رشفته وأان س يده أفال ترشفونه وهو س يدمك وسعدمك أفتنكرون ما‬
‫فعل معُك فهل رأيمت منه اإل الإحسان فهل حيسن أن يغري ويرضب ودل‬
‫المري فهو أمريمك وما أظهرته يف أولده فقصدا مين اإظهارا لقدر حمبتُك‬

‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪29‬‬

‫العراف‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪         ‬النساء‬


‫‪24‬‬
‫فيه فاإن مل تصربوا للعب أولده يف جحورمك مفا عرفمت قدره مفن اكن حمبا‬
‫هلم فال أظهر هل مَنم اإل ما يرسه فاعرفوين وعظموين بتعظمي أولد‬
31﴾
  
   
  
   
 
  
 
  
   ﴿ ‫حبييب‬
  

‫فالعبادة ابلرشيعة حق فاإن عبد هبا بال تعرض ليشء اكن حبق وإان‬
‫توجه هبا توجه حبق لكن ملا اكن هل غرض مع ربه رصفه الغرض عن‬
‫حق فعبد حبق ل حبق وهو نرص ادلين وهو أكرب العبادة من غري غرض‬
‫ حبق فلو اكن هل غرض لاكن انرصا‬32﴾    ﴿
‫بنفسه فأ يلكه اإلهيا ول جيدي شيئا لكن قام ابهلل يف هللا هلل مع هللا اإقبال‬
  ﴿ 33﴾ 
        ﴿ ‫عىل هللا بكيته وعمل أنه مأمور‬
 

 
   
 
 
    
 
  
 
  
 
  
 
  
  31

‫ الحزاب‬   



 
 
  
  
  
 
  
 
  
  
 
 
  
 
  32

‫النعام‬       

‫ احلجر‬ 
 
 
  
 
 
 
 
  
  
 
 
  33

25
  ﴿ 35﴾ 
    
  
      ﴿ 34﴾
    

‫ فرتىب‬37﴾    


 ﴿ 36﴾    
 
   

‫خبطاِب وريض ابلعبودية فقهر الاكرسة وطغاة املرشكني فصارت خالفته‬


‫دول بعده وكهذا أفعل مع من قام للحق ابحلق ومن قام لنفسه غلبه‬
‫ وما هو أضعف منه وما فرقت امللل اإل بالء للنبياء العلامء‬38‫اذلابب‬
‫العاقلني هل يعرفونين ابنفرادي بأين أفعل ما أشا ُء فعند الامتحان يكرم‬

 
 
   
    
 
 
   
  
  34

‫املائدة‬
 
  
  
   
  
 
  
   
  
 
  
 
 35

‫ الطور‬ 
 
  
 
 
 
  
    
  
   
 
 36

‫ يونس‬    


 
   
 
 
 
  
  
 
  
  
 
 
 
  
  
  
 
   
  37

‫ القصص‬ 
 
   
 
  
 
   
 
 
  
 
 
  
 
 38

‫احلج‬  


26
‫الرجل أو هيان ولقد بلوته بالء حس نا وأان أعمل به وإامنا البالء لإقامة‬
‫احلجج الظاهرة ولإظهار شفوف مقام عقهل حيث وجد اخللق هجةل‬
‫متفرقة الراء مصممني عىل اجلهل املركب فراضهم بعقهل حىت صريمه‬
‫بكامل س ياس ته كامل العارفني مع قرص زمان رسالته وهو مدة عرشين‬
‫س نة فأفىش يف املدة اليسرية أحبر الرشائع فألفت العلام ُء من بعده فمل‬
‫يصلوا يف مجيع قرون مددمه اإىل عرش معشار ما أفصح به وحرره فاإنه‬
‫قام ابهلل فبورك هل يف زمانه وكذكل فعيل مع من قام ابهلل من بعده‬
‫وحبس نفسه عىل خدمة دين هللا فظهرت عليه سوابغ نعمي مفن انقطع‬
‫اإىل هللا وجمدين وس بحين بال قصد يشء من فتح ول رس ول عمل‬
‫أدخهل حرضة ذايت لس تقامته وإان طلب بعبادته شيئا أحرمته فاإذا توجه‬
‫اإىل هللا ابلعمل والعمل عىل وفق الرشيعة فاإهنا حق وصاحهبا حق جعلته‬
‫خليفة رسويل لقيامه ابدلين ابحلق من غري قصد فاإن قصد رسا أو مقاما‬
‫جحبته عن احلقائق لكها مفا هو عليه من العمل والعمل حق لكن جحبه‬
‫بقصد فال يكون اكمال صاحلا للخالفة عين فنبيي قام ابلعمل والعمل‬
‫ابحلق من غري قصد فمكلت هل املرتبة دون غريه ممن يدعو عىل قومه أو‬
‫يغضب أو يس تخدم الروحانيني بل خريته بني أن يكون نبيا َملاك وبني‬
‫‪27‬‬
‫أن يكون نبيا عبدا فاختار العبودية‪ 39‬مفا أرحج عقهل وما أثبته يف مرتبة‬
‫العبودية مفن اكن كذكل أحليه حبليته مفا أفـخرها وقد أحاطت قدريت‬
‫جبميع الجرام والعراض واملكنون من أنوار قلوب املؤمنني يف تدبري‬
‫مليك وأحاطت س يادة حبييب بس يادة النبياء وإامنا خفي ذكل معن توجه‬
‫اإىل هللا ابلعمل والعمل بقصد نيل فتح كون أو رس لن القصد جحاب‬
‫للحقائق فأم احلقائق عبدي محمد وقد خزنه وجحبه القصد مفن نفى معي‬
‫القصد يف عبادته انكشفت هل أم احلقائق وعمل أنه رصاطي املس تقمي فال‬
‫يصل اإىل ما عندي اإل بوساطته أاي اكن ذكل دبرته فاإذا أراد بعض‬
‫العبيد معرفة هللا ووقف ابلدب والعمل والعمل بني يديه ول ينظر غريه‬
‫ول يعول عىل عبادته وإامنا يسأل احلرص يف عبادة هللا وا إلعانة وخياف‬

‫السام يء ما هبط عىل ٍنيب قبيل‪،‬‬ ‫عيل َ ٌ‬


‫مكل من َّ‬ ‫قال صىل هللا عليه وسمل‪(( :‬لقد ه َبط َّ‬ ‫‪39‬‬

‫السال ُم عليك اي محمَّدُ ‪ ،‬أان رسو ُل‬ ‫ول هي يبطُ عىل أح ٍد بعدي؛ وهو إارسافي ُل عليه َّ‬
‫السال ُم‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫فنظرت اإىل‬‫ُ‬ ‫تكون نبيًّا عبدا‪ ،‬وإان شئتَ نبيًّا م يلاك‪،‬‬
‫شئت أن َ‬ ‫خربك اإن َ‬ ‫ربيك اإليك‪ ،‬أمرين أن أ ي َ‬
‫هللا عليه َّ‬
‫وسمل‪ :‬نبيًّا عبدا‪ ،‬فقال النَّ ُّيب‬ ‫صىل ُ‬ ‫السال ُم‪ ،‬فأومأ ا َّإيل أن تواضَ ْع‪ ،‬فقال النَّ ُّيب َّ‬
‫جربي َل عليه َّ‬
‫شئت لسارت معي اجلبا ُل ذهبا))‬ ‫قلت‪ :‬نبيًّا م يلاك َُّث ُ‬
‫وسمل‪ :‬لو أ يين ُ‬ ‫هللا عليه َّ‬
‫صىل ُ‬ ‫َّ‬
‫الراوي ‪:‬عبد هللا بن معر | احملدث‪ :‬أبو نعمي | املصدر‪ :‬حلية الولياء | الصفحة أو‬
‫الرمق ‪3/294‬‬
‫‪28‬‬
‫من عبادته وألفاظه ول يقصد اإل التعظمي ويدوم عليه فاإنه يرى أنوارا‬
‫انترشت عليه فاإذا نظر اإىل ما اكن عليه مع حالته ملا جفأه حبر اذلات‬
‫صار مبزنةل الليل مع الَنار فالليل حق لكن أظلمه قصده فلام زال القصد‬
‫اذلي هو احلجاب والظلمة ظهرت مشوس اذلات والقصد اكلغمي مينع‬
‫إارشاق الشمس مبراد هللا واملعصية ظلمة والكفر ظلمة خالصة مينع‬
‫إارشاقها ما دام فتكل عادة هللا يف ملكه حفبييب قام ابلعمل والعمل منقطعا‬
‫اإىل ربه بال قصد وعمل ما دبرته فصار هو بصفائه عني املدبَّر ابلفتح‬
‫وملكته لصفائه اإنفاذ املدبر فلو مل خيف عن لكـيـمي ما دبرته ما طلب‬
‫الرؤية وكذا خلييل ما طلب رؤية القدر لكن ملا أرايته ما رأ مكلته فال‬
‫يزال عبدي حيتاج اإىل تربييت أبدا وإان اكن من اكن فس بحاين مفا أعظم‬
‫فضيل عىل محمد (والهادي اإىل رصاطك املس تقمي) معناه اللهم صل عىل‬
‫س يدان محمد اذلي جعلته هاداي أي دالا وموصال اإىل طريقك املس تقمي‬
‫وهو الطريق املوصل اإىل معرفة هللا ول يكون اإل العمل والعمل ابلرشيعة‬
‫املزنةل عليه صىل هللا عليه وسمل بال قصد من العامل العامل فقد عرفتين‬
‫اي رب ذكل مبا أعطيته يل من الكشف والعيان فكل امحلد عىل لك حال‬
‫ومبا أنزلته من برهان فمل يدل عىل طريقة النار ول عىل طريقة اجلنة ول‬
‫‪29‬‬
‫عىل طريقة ادلنيا وإامنا يدل عىل هللا مع مضمي اإهناض مهم السائرين بذكر‬
‫فضكل عىل اخمللصني من اجلنة ونعميها ومع التنفري عن طريقة النار ملا‬
‫فهيا من اخملالفة كل وزايدة ختويفهم بذكر صواعق مطارق غضبك تنفريا‬
‫هلم عن ساحة معصيتك ل غري فلو اكن الناس اكملني ما برشمه ابجلنة‬
‫ول خوفهم بنارك ولكن أرسلته اإىل الخالط من خلقك ففهم مقصوده‬
‫العارفون فعبدوا حمبة وامتثال واس تحقاقا وغلبة وهجهل الضعفاء فعبدوك‬
‫للجنة وللخوف من انرك فكهم عبيدك امتثلوا أمرك وإان هجلوا حبقيقة‬
‫العبودية فأنت تكرهمم جبنتك وحتفظهم من انرك لهنم امتثلوا نبيك فاإهنم‬
‫فهموا من خطاب نبيك أن املقصود هو اجلنة وأن املفلح من مل حترقه‬
‫بنارك فذهل عن زبدة اخلطاب الرشعي فاجلنة حرضتك والنار هرب‬
‫مَنا ابلعامل خوفا من جالكل فقد أطاعك ابلعامل وإامنا منعه رؤية‬
‫أغراض نفسه ذاهال عن حقيقة العبودية اليت تقيض بوجوب العبادة بال‬
‫غرض فلو أعلمته بأنك حترقه لوجب عليه القيام بشكر نعمتك فالإحراق‬
‫ابلنار مع قيامه بوظائف العبودية جنة وجنته امتثال أمرك وأما الإمداد‬
‫والرمحة مفن لوازم س يادتك فالس يد ميد ويرزق والعبد يس متد وينعم‬
‫وأعظم النعم رضاك وأما ابعتبار أصل الالكم مفعناه قولوا اللهم صل عىل‬
‫‪30‬‬
‫س يدان محمد الهادي اذلي جعلته لنا يف الزمنة لكها هاداي وموصال‬
‫ومرشدا اإىل رصاطك أي الطريق املوصل اإيل ويوقف العبد يف حرضة‬
‫ذايت ويه جنة معرفيت فالرصاط املوصل هو عني ما أنزلته عليه وبلغه‬
‫لُك وهو اإجياب القيام بوظائف العبودية من لك ما يراد منُك ما فصهل‬
‫لُك خليفيت وبينه لُك بأوحض عبارة وأرصح اإشارة وهو الوقوف مع‬
‫مرادايت برتك مرادمك فاإنُك عبيد فاإن معرفة وفهم العبد هو الهروب من‬
‫حرضة س يده فتكل عادة هللا أن العبد ل يريد اإل ا يلابق‪ 40‬وهو أحىل‬
‫عنده من لك ذليذ وهو عني هالكه مفرادي أن أكون كل س يدا قائا‬
‫بشؤونك فاإن أطعتين أطعتك وإان عصيتين منعتك من حرضة قديس‬
‫وأنت مبعزل عن مقام الدابء فيا جعبا الس يد العظمي يطيع عبده بكامل‬
‫الإحسان يف لك حال والعبد ينكر اإحسانه ويأبق منه فهل هل من يكرمه‬
‫مثل س يده مفا بعد الاابق اإل حتف نفسه بأنياب اإبليس فهو س بع‬
‫ضاري أعددته للك هارب مين يفرتسه وجيره اإىل حرضة غضيب‬
‫والابلسة س باعي أسلطهم عىل البقني من حرضيت املنكرين جزيل‬
‫أب َ َق يأبُق ويأبيق‪ ،‬أبْقا واابقا‪ ،‬فهو أبيق‪ .‬أبَق َّالرج ُل هرب وتباعد‪َ { :‬وا َّن يُون ُ َس ل َ يم َن‬ ‫‪40‬‬

‫ِ‬ ‫كل الْ َم ْش ُح ي‬


‫ون}‪.‬‬ ‫الْ ُم ْر َس يل َني‪ .‬ا ْذ أَب َ َق ا َىل الْ ُف ْ ي‬
‫‪31‬‬
‫ِ ِ‬
‫اإحساين فالعبد ينعم معره من خزائن س يده وهيرب اإىل غريه فاعتربوا‬
‫يف سفاهة عبد هرب من س يده وعرض نفسه للسخط ادلامئ أو منقطع‬
‫فكفاه انرا أن قلت هل يف حرضة رجوعه هربت مين اي عبد السوء وإان‬
‫عفوت عنه أفمل يكن ذكل يكفيه من النار فنار املغفرة كنار السجن ملن‬
‫اكن هل قلب يفهم به واس تقامة الرصاط اإمنا تكون ابلدب برتك الغراض‬
‫يف معاملته مع هللا والقصد ((مفن اكنت جهرته اإىل هللا ورسوهل فهجرته‬
‫اإىل هللا ورسوهل))‪ 41‬مفن عبد لغرض من الغراض ادلنيوية والخروية‬
‫بأن يقصد رسا أو فتحا أو ولية أو ترصفا فهجرته اإىل نفسه ل غري ول‬
‫مطمع هل يف جنة معرفيت ﴿‪ 42﴾  ‬بأن تعبد هللا ملا‬
‫عليه من كامل املكل والعز عليك ل خوفا فقط فاإنك اإن عبدت خوفا‬

‫ات وإانَّام لمرئٍ ما نوى َمفن اكنت يجهرتُه‬ ‫قال صىل هللا عليه وسمل‪ (( :‬إانَّام العام ُل ابلنييَّ ي‬ ‫‪41‬‬

‫ورسوهل و َمن اكنت جهرتُه دلنيا يُصيهبُ ا أو امرأ ٍة يزت َّو ُهجا فهجرتُه‬ ‫ي‬ ‫ورسوهل فهيجرتُه اإىل ي‬
‫هللا‬ ‫ي‬ ‫اإىل ي‬
‫هللا‬
‫اإىل ما ها َجر اإليه))‬
‫الراوي‪ :‬معر بن اخلطاب | احملدث‪ :‬الطرباين |املصدر‪ :‬املعجم الوسط| الصفحة أو الرمق ‪17\1‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪  ‬هود‬
‫‪32‬‬
‫ل غري رصت عبد العىص ل عبد ربك فلو أمنت منه لرتكت وذكل‬
‫طريق معوج اإما للجنة وإاما اإىل النار فاجلنة كون فهل الكون هو اذلي‬
‫رزقك ومكل انصيتك أفمل تس تحيي مين ملا خلقتك ومضنت كل رزقا‬
‫بقوة املكل فلو كنت عاقال لفهمته فاإن املاكل مكف بأرزاق عبيده‬
‫والعبد مكف ابلطاعة وابلتجرد من لوازم الس يادة فاإمنا أمرتك ابلس باب‬
‫لرتتح عندها ل هبا فأنت جعلت السبب راب يرزق فال تعد فاإنه فسق‬
‫ورجس من معل الش يطان واجتنبوا سوء الدب مع املاكل احلق واتبعوا‬
‫س نة عبدي محمد فاإنه ما أمرته اإل ابلطاعة وما أمرمك بعبادة الس باب‬
‫وقد بني ما هو عليه قول وفعال وتقريرا فالرشيعة اليت دلُك هبا اإىل حرضة‬
‫هللا ل أنه دلُك عىل الرشيعة اجملردة من الدب والنية الصاحلة فالرشيعة‬
‫طريق ل غري واملقصود حرضيت والنيب دال ابلرشيعة اإىل حرضيت فال‬
‫تعبدوا الرشيعة واعبدوين ابلرشيعة فهىي الرصاط املس تقمي ومن ختلف‬
‫عَنا أهكل نفسه بظلمة الماين الباطةل وادلعاوي الاكذبة فيخرس مجةل‬
‫وتفصيال فاإنه اإما الرصاط وإاما الفالة فالفالة أسكنت فهيا الغيالن تضل‬
‫التاهئني وحتري الضالني فتقوده اإىل حرضة غضيب وَسطي فالسخط أشد‬
‫انر فاإهنا أثره ل غري وأما صفة َسطي اإذا نزلت عىل عبد فاإهنا قدمية ل‬
‫‪33‬‬
‫انفاكك لها ﴿‪ 43﴾    ‬فاتبعوا من دلُك عىل هللا ابإرشاده‬
‫اإايمك اإىل طريق السعادة البدية اليت يه عني رضاءي مفن رضيت عنه‬
‫أغرقته يف حبر السعادة فالرىض صفة ذايت ويه قدمية ل انفاكك لها أبدا‬
‫لوجوب بقاهئا فيا سعادة من وصلته مين صفة الرضا واي خسارة من‬
‫وصلته مىن صفة السخط فنبيي محمد عني الرصاط فادلال عىل الطريق‬
‫هو عني الطريق وعني الهدى مفن عرف محمدا نبيي ورصاطي وتبعه وعمل‬
‫أنه الواسطة يف اإميانه ووجوده وهو الشافع فيُك أول وأخرا أدخلته جنة‬
‫حمبيت ف إاذا أحببته طهرته مما تنجس به من الغراض فالغرض جنس‬
‫فاجتنبوه لعلُك ترمحون واتركوا خمالفة أمره ﴿‪    ‬‬

‫‪ 44﴾  ‬مفن أحبه هللا أدخهل جنة اإضافته اإليه فقد‬
‫أكرمك هللا بنسبتك اإليه وأعظم أمرك حىت قال اي عبدي فهل رأيت‬
‫اخلري من الش يطان اذلي نصبته ل إالضالل اإذا أشار كل بأمر اتبعته فهل‬

‫‪      ‬ق‬


‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪  ‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪     ‬أل معران‬


‫‪34‬‬
‫أنت حبيب نفسك أم عدوها ترتك ما أمرتك به عىل يد حبييب ومتتثل‬
‫أمر من لعنته وجعلته إاماما للخارسين أفال تفيق من سكرة غفلتك‬
‫أفتحرق نفسك بنار وأنت تدعي العقل فاخلري لكه يف موافقة محمد والرش‬
‫لكه يف خمالفته لقد خرس من ترك طريقا واتبع أهل الضالل مفحمد هو‬
‫انئيب يف ادللةل والإعانة والإرشاد والكامل عيل فاتبعوه ابهلل (وعىل أهل)‬
‫أي اللهم صل عىل س يدان محمد منا وعىل أهل ومه هنا مجيع أمته أمة‬
‫الإجابة عىل يد النبياء فاإن النبياء نوابه والنبياء وأممهم ممن تشملهم‬
‫الصالة علهيم فاإهنم غرىق يف حبر كرمه صىل هللا عليه وسمل وأحرى‬
‫المة املسلمة عىل يده بال وساطة نيب وكذا اجلن واملالئكة والرواح‬
‫وما يعلمه هللا أنه أوجده من احلقيقة احملمدية ما عدا اإنسانية الاكفر ل‬
‫غري فلك ذكل تشمهل بركة الصالة عليه ﴿‪   ‬‬

‫‪ 45﴾‬فصالة هللا عىل المة تبعا لنبهيا وس يدها توقيفية ويه‬


‫التعظمي جلالةل نبيه بتعظمي هللا لكن للمة اخملصوصة مزيد الاعتناء من‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪     ‬الحزاب‬


‫‪35‬‬
‫هللا وكذا الطائفة احملمديون ابلوجه الخص ومَنم س يدان وأْصابه وأما‬
‫أقاربه من بين هامش فتجب مالحظهتم عند الصالة مبزيد التعظمي‬
‫وخصوصا مَنم ش يخنا ريض هللا عنه فاإنه من أجلهم كنك قلت اللهم‬
‫نب عين يف الصالة عىل مجيع من أسعدته ابحلقيقة احملمدية وخصوصا‬
‫دائرة أمته وخصوصا لك اخلصوص أقاربه صىل هللا عليه وسمل اإىل قيام‬
‫الساعة وزد لك احملافظة يف اس تحضار ايقوتة ش يخك ريض هللا عنه‬
‫وخشصه يف وسط جواهر الرشاف الطهار ولحظ أولده س يدان‬
‫قامس وس يدان الطيب وس يدان الطاهر وس يدان اإبراهمي وس يدتنا فاطمة‬
‫وس يدتنا رقية وس يدتنا أم لكثوم وس يدتنا زينب وأولد س يدتنا فاطمة‬
‫وس يدتنا زينب اإىل قيام الساعة والقارب مه بنو هامش املؤمنون وقد‬
‫وعد هللا نبيه أل يعذب واحدا من أل بيته ابلنار قال صىل هللا عليه‬
‫ْ‬
‫حـصـنـت فرهجا‪ ،‬حفرم هللا ذريهتا عىل النار))‪46‬‬ ‫وسلـم ((اإن فـاطـمـة أ‬
‫وهو أدل دليل عىل حفظ هللا أولد فاطمة من عذابه ومن القرابة‬
‫قرابة الزوجية‪.‬‬

‫أخرجه أبو نعمي يف حلية الولياء | الصفحة أو الرمق ‪4/209‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪36‬‬

You might also like