Professional Documents
Culture Documents
َةَومراجَعَتَهاَيف
َ َيقَهذهَالمَاد َ س َ َتَمََتَـن
2 ََ)+965(ََ97928236َ-َ50350077 :ََهاتف
maktab.etqan@gmail.com :البريدَاإللكتروين
ه ه
الحمد لل رب العالمين ،والصالة والسالم على عبد الل
ه
وأصحابه أجمعين ، ورسوله هه وخليله نبينا مـحمد ،وعلى آلهه
.ين الد مه يو إلى بإحسان همعه بت ومن
: î
نفس هه وتزكيـتهها
إصالح ه
ه فإن العبد الموفق يجت ههد يف
ونجاهتا يف الدنيا واآلخرة من الشرور والمهالك ،فهذا
عظيم ،وغاي ٌة جليل ٌة شمر إليها المؤمنون ،وشغل ٌ مطلبٌ
بالهم التفكـر يف ه
التي الموجبات عن والبحث نجاهتم، أمر
فيها فوزهم وسالمتهم ،حتى إن هذا الهم ورد على خير هذه
األمة بعد النبي ،وهم الخلفاء الثالثة األوائل ♥.
3
جالس يف ظل ٌ فعن عثمان بن عفان ☺ قال«َ :بـيـنا أنا
أطم مهن اآلطام مر علي عمر ☺ ،فسلم علي ،فلم أشعر
بكر أبي على دخل حتى ☺ عمر فانطلق ، م لس وال رم ه أن
،☺ فقال له«َ :ما يع هجبك أني مررت على عثمان فسلمت
. »!الم الس علي د ر ي فلم عليه
الية أبي بكر ☺ حتى سلما وأقبل هو وأبو بكر يف هو ه
، ر م ع أخوك جاءين « :☺ بكر أبو قال م ث ا، جميع علي
فذكر أنه مـر عليك فسلم فلم تـرد عليه السالم ،فما الذي
َ َ . »؟ ذلك على ك لم ح
فقلت«َ :والل ما شعرت أنك مررت بي ،وال سلمت َ» .
قال أبو بكر☺« :صدق عثمان ،وقد شغلك عن
أمر!».
ذلك ٌ
فقلت«َ :أجل َ».
قال«َ :ما هو؟ َ».
4
فقال عثمان ☺«َ :توفى الل نبيه قبل أن نسأل ه
عن نج هاة هذا األم هر َ».
قال أبو بكر ☺«َ :قد سألته عن ذلك َ» ،قال«َ :فقمت
إليه فقلت له :بأبي أنت وأمي ،أنت أحق هبا َ» ،قال أبو بكر :
الل رسول فقال األمر؟ هذا جاة ن ما الل رسول يا :قلت «
َ
علىَع َميَ َ،فَـ َر َدهاَ
َ تَ
ض َ التيَعَـ َر َ
الكلمةَ َ
َ لَ َمَني َ
نَ َقَب َ
َ « : م َ
يَ،فهيَلهَنجَا َة»(َ .)1 َ ع َل َ
ه ه ه
فمن تأمل يف هذه القصة العظيمة علم أن أمر النجاة
أمر عظيم حتى إنه لـيهم ويشغـل بال المؤمنين الصادقين؛
ٌ ٌ
: فيه النبي قول ه
فهذا عثمان ☺ أهمه أمر النجاة مع ه
وعثمانََ َيفََالجن َـة»( ،)2وقوله فيه« :ماَضرَعثمانَماَ َ «
عملَبعدَاليو َم»(.)3
)1( أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» ( ،)20بسند حسن.
)2( أخرجه أبو داود يف «السنن» ( ،)4649وصححه األلباين يف
« الروض النضير» (.)425
)3( أخرجه الرتمذي ( ،)3701وحسنه األلباين يف «المشكاة» ( .)6073
5
وعند بيته يف كان ه أن ☺ واحة ر بن الل عبد عن وجاء
ه
زوجه فبكى ،فس أ ل ت ه ما الذي أبكاك؟ قال« :ذكـرت قول الل
(:ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ
ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [مريم ،]72 -71:فال
أد هري أننجو منها أم ال!»(.)1
فإهذا كانت هذه حال السابقين األولين من الصحابة يف
روا شب قد وهم ، ارين الد يف موجبات الن ه
جاة البحث عن ه ه
ه
بدخول الجنة ،فكيف الحال بمن بعدهم؟!
ه
وهذه رسال ٌة موجز ٌة حرصت فيها على اإلشارة إلى
ه
العظيمة التي تحصل هبا أبرز األ ه
مور عشرةه أمور تـعد من ه
مهاتعل يف د للعبد ،ح هر ٌّي بكل مسلم أن يجت ه
ه ه النجاة
وتعليمها لمن يستطيع من ه وسلوك مساله هكها،
ه والعمل هبا،
ه
القيامة ،ويظفر أهل هه وإخوانه هه؛ ليفوز بالنجاة يف الدنيا ويوم ه
)1( أخرجه الحاكم يف «المستدرك» (.)631/4
6
ه ه
األبديـة يف جنات النعيم ،فإن دعوة العباد إلى بالسعادة
جاة وتمهيد طـر هقها والتذكير بموجباهتا هدي ه
قائ ٌم ،وسنـ ٌة الن ه
ٌ
ماضي ٌة ،كما جاء يف القرآن ( :ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ه
ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [غافر.]41:
وقد قيل:
سَـ َهََ َ
ىَأ َنََتَـ َدَنَـ َ
ض َ كََتَـ َر َماَبالَ َدَيَـَنَـ َ
َ
سَ َ
نَاَلَـ َدَن َولَ َم َ
س َ الد َهَـ َرَ َمَـ َغ َ
كَ َ وثَـ َوَبَـ َ
ََََََََََََََََََََََََ َ
سال َكهَاََ َ
كَ َم َ س َل َ
ولمَت َ
جاةَ َ جوَالن َ
َتَـ َر َ
َََََََََََََََََََََََإَنََالسَفَينةََالَتَـجَرَيَعلىَالَـيَـبَـسَ َ
النجاة ،وفتح له أبوابها ، ه للعبد طريق فإن الل «َ نـهج ه
ه
وعرفـه طـرق تحصي هل السعادة ،وأعطاه أسبابها ،وحذره
غيره شؤمها نفسه وعلى ه بال مع هصيـتهه ،وأشهده على ه مهن و ه
. ه
وعقابها َ»()1
)1( من كالم ابن القيم يف «عدة الصابرين» (ص.)284
7
وقد أحسن القائل:
تَ َ ص َر َم َ وان َ ىَالع َم َرَ َ
ض َ تاهََت َق َ
س َر َ واح َ
َ
َ َ ل
َ ـس
َ ـَوالك َ ز
َ ج
َ ع
َ ـالَ ل
َ ذ
َ َ ن
َ ـ
َي
َ بَهَ ـ
َساعات
َ َََََََََََََََََََََََََََََ
ج َاةَ َو َق َدَ َ الن َ
بَ َ واَد َر َ
خ َذ َ والق َو َمَ َق َدََأ َ
َ َ
األعلىَعلىَم َه َل َ
َ بَواَإلىَالم َطَـ َل َ
َ سار
ََََََََََََََََََََََََََ َ
وصلى الل وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا
.()1
أجمعين وصحبه وآله محمد
يف الوالدين بر جامع يف ت ي ( )1أصل هذه الرسالة محاضر ٌة أ ه
لق
تبوك ،يف تاريخ 1435 /8/22هـ ،وقد اجتهد بعض الفضالء يف
ه
وإضافة بعض الفوائد عليها ، تفريغها وتنسيقها ،وقمت بمراجعتها،
والل أسأل أن يجزي كل من اجتهد يف إخراجه هذه المادة ونش هرها
مكتب إتقان ه بين المسلمين خير الجزاء ،وأخص منهم اإلخوة يف
ه
خراجها. وجهدهم يف إه ه يف دولة الكويت لمزيد عنايـتههم
8
َ :ل
َ و األ َب
َ وج
َ الم
توحيد اهلل وإخالص الدِّ ين له
فأعظم أسباب النجاة يوم القيامة ،بل ال نجاة إال به :
توحيد الل وإخالص الدين له ،وتقدم يف القصة
يَالكلمةَالتيَ
َ لَ َمَن
نَ َقَب َ
العظيمة السابقة قول النبي َ « :م َ
والمراد ، يَ،فهيَلهَنج َا َة»()1
َ ل
َ هاَع
َ دَ ر
َ ـ
َف
َ يَ، م
َ علىَع
َ َتَ ض
َ ر
َ ـ
َع
َ
بالكلمة كلمة التوحيد َ«ال إله إال الل َ».
ه
وليس المراد أن يتلفظ هبا اإلنسان فحسب ،وإنما
إخالص الدين لل ه المراد :تحقيق ما دلت عليه مهن
. بالعبادة وإفراده
فالتوحيد هو الغاية التي خلق الل الخلق ألجلهها
وأوجدهم لتحقيـقها ،كما قال ( :ﭳ ﭴ ﭵ ه
)1( أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» ( ،)20بسند حسن.
9
ﭶ ﭷ ﭸ ) [الذاريات ،]56:وقال ( :ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ) [اإلسراء ،]23:وقال ( :ﮘ ﮙ ﮚ
ﮛﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ) [البينة.]5:
فأساس النجاة والفالح يوم القيامة توحيد الل؛
وهذه النجاة الحاصلة بالتوحيد على نوعين:
(األوَل) :نجا ٌة من دخول النار ،فالمرء إن كان
محققا للتوحيد تحقيقا كامال فإنه لن يدخل النار ،بل
يكون دخوله للجنـ هة دخوال أوليا بدون حساب وال
عذاب.
لم فيمن وهذا ار، الن يف و(الثَاين) :نجا ٌة مهن الخلوده
يـكمل التوحيد ،ولم يـتممه ،بل وقعت منه جمل ٌة من
المعاصي وكبائر الذنوب أضعفت إيمانه وتوحيده ،
ه
واستحق دخول النار بسببها ،فإن التوحيد سينجيه من
الخلود يف النار ،ثم يكون مآل ه إلى الجن هة.
10
ه
وأما من جاء يوم القيامة بغير التوحيد فال مطمع له
ه
والغفران . يف النجاة أبدا ،وال سبيل له لنيل الر ه
حمة
ه
قال الل على لسان رسوله عيسى ( :¥ﭺ ﭻ
ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ) [المائدة.]72:
وقال الل ( :ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘ
ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ
ﯭ ﯬ ﯫ ﯪ ﯩ ﯨ ﯧ ﯦ ﯥ ﯤ ﯣ ﯢ
ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲﯳﯴﯵ)[فاطر .]37-36:
وقد ذكر الل هذه األقسام الثالثة -الناجين من
دخول النار ،والناجين من الخلوده فيها ،وغير الناجين
مطلقا -ذهكرا متتاليا يف قوله ( :ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ
ﭱﭲﭳﭴﭶﭷﭸﭹ)
11
إلى قوله( :ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ
ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ)
[ فاطر.]36-32:
ه
فالقسم األول يف قوله ( :ﭮ ﭯ ﭰ
ﭱﭲ) فهؤالء الناجون من دخول النار ،ويدخلون
الجنة دخوال أوليا بدون حساب وال عذاب.
ه
والفرق بين المقتصد والسابق بالخيرات؛ أن المقتصد :
الواجب وترك المحرم ،وأما السابق ه هو الذي فعل
ه
غائب ر ـ ال بفعل ذلك على زاد الذي فهو بالخيرات:
والمستحبات.
والقسم الثاين يف قوله ( :ﭫ ﭬ ﭭ) ه
ه ه
وهؤالء الناجون من الخلود يف النار إن دخلوها بسبب
ذنوهبم.
لنفس هه :هو الذي ظـلمها بالمعاصي والذنـوب
فـالظالهم ه
ه
ودخول النار ،إال أنه التي دون الكفر ،فهذا معـر ٌض للعقوبة
12
إن دخلها فإنه ال يخلد فيها ،بل ينجو بما من الل عليه من ه
التوحيد وإخالص الدين لل .
القسم الثالث :ففي قوله ( :ﮦ ﮧ ﮨ وأما ه
ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ
ﯖﯗﯘﯙ).
لم همألن القيامة؛ يوم ةجا نال يف لهم مطمع ال فهؤالء
يوحدوا الل ،بل جاؤوا بما ينقضه من الشرك والكفر .
عبد الله هعن ه
ﭑ ( ت لز ـ ن ا م ل«
َ :قال ☺ ود عس م بن
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [األنعام ]82:شق ذلك على
رسول الله وقالواَ« :أينا ال يظلم نفسه؟» ، ه ه
أصحاب
ه
فقال :رسول الل « :ليسَهوَكماَتظنُّونَإنماَهوَكما َ
قالَ لقمانَ البنَـهَ( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ
ه ﭴ) [لقمان ،)1 (»]13:ففسره بالش ه
ن م األمن فيكون ؛رك
ذاب. ه
تأبيد الع ه
)1( أخرجه مسلم فَ َ«صحيحه َ» (.)124
13
ه وعن عمر ☺ أنه فسره بالذ ه
نب؛ فيكون األمن من
كل عذاب.
شق ن والذي «
َ :¬ تيمية ابن اإلسالم شيخ قال
ه
العبد ذلك عليهم ظنوا أن الظلم المشروط هو ظلم
ه
م يظل لم ن م نفسه ،وأنه ال يكون األمن واالهتداء إال ل ه
نفسه ،فبين النبي لهم ما دلهم على أن الشرك ظل ٌم
كتاب الل ،وحينـئذ فال يحصل األمن واالهتداء ه يف
لم ،فمن لم يلبهس إيمانه إال لمن لم يلبهس إيمانه هبذا الظ ه
هتداء ،كما كان مهن أه هل ه ل األم هن واال
به كان من أه ه
ه
االصطفاء يف قوله( :ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩﭫﭬ ﭭ).
نفسه إذا لم بظلم ه ه وهذا ال ينفي أن يؤاخذ أحدهم
يتب ،كما قال (:ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ) [الزلزلة.]8:
14
يا«َ :فقال ذلك عن النبي ☺ بكر أبو سأل وقد
رسول الل وأينا لم يعمل سوءا؟! َ» فقال«َ :ياَ أباَ بكرَ
صب؟َأَلَسَتََتَحَزَنَ؟َأَلَسَتََتَصيبَكَالّلَواءَ؟ََ أَلَسَتََتَنَ َ
فذلكَماَتَجَزَونََبه َ» .
( )1
جاة :العناية بسن هة النبي الكريم ، فمن موجبات الن ه ه
ولـزوم هنجه القويم ،وقد قال الل ( :ﯯ ﯰﯱﯲ ﯳ ه
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ)
[ األحزاب.]21:
)1( من كالم ابن القيم يف «عدة الصابرين» (ص.)456
17
وقال الل ( :ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [النور ،]63:واآليات يف
هذا المعنى كثيرة .
ه
ود :أن بحس هب متابعة ص َ والم َق َ
قال ابن القيم ¬َ « :
والكفاية والنصرة ،كما أن بحس هب العزة ه ول تكون ه الرس ه
متابعتهه تكون ال ه
سعادة قعل فالل ، جاة والن والفالح داية ه
ه ه ه
الدارين بمتابعته ،وجعل شقاوة الدارين يف مخالفته ،فلتباعه ه
والعزة ،والكهفاية والنصرة ، ه الهدى واألمن ،والفالح
ه ه والوالية والتأييد ،وطه
، رة واآلخ نياالد يف ه
ش ي الع يب
ولمخالهـ هفيه الذلة والصغار ،والخوف والضالل ،ه
والخذالن
.()1
»َ واآلخرة نيا الد يف والشقاء
وأما من كانت أعماله على غير هد هي الرسول فإنه
فاألعمال عليه، ةٌ مردود ه وأعمال ، يكون بعيدا عن الن ه
جاة
ه ه
المقبولة التي ينجو عاملها يوم القيامة هي الموافقة لهدي
« )1( زاد المعاد» (.)39/1
18
ه
عمًلَليسَعليهَ الكريم ،كما قال « :منَعملَ ا النبي
أم رناَفهوَردَ» .
)1 (
الَّسي ف «الزهد» (.)552
)1( أخرجه هناد بن ر
)2( أخرجه مسلم ف «صحيح» (.)15
23
فكل من جاهد نفسه وصبرها على فعل الواجبات وترك
المحرمات فإن الل سينجيه ويهديه إلى سواء الصراط ،كما
قال تعالى( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ) [العنكبوت.]69:
أن دب
ٌ ال لمحذور ل رتك الو ،لمأمور ل فعل ال وهذا
ه
ليعرف العبد ما يتقي ،كما قال يكون عن نور وعلم ،ه
تعالى ( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ) [الشورى.]52:
ه
قال بكـر بن خنـيس ¬«َ :كيف يكون مـتـقيا من ال
يدري ما يتـقي؟! َ»(.)1
« )1( جامع العلوم واحلكم » البن رجب ()402/1
24
المَوجبََالرَابعََ:
َ حفظَاللسانَ
ه
فمن وسائل النجاة والسالمة :حفظ اللسان وصيانته ه ه
بن عامر ☺ قال : عن كل ما يسوء ،ففي الحديث عن عقبة ه
ه
قلت«َ ََ:يا رسول الل ما النجاة؟ َ» ،قال «َ :املكََعليكَ
ك َ»(.)1
َعلىَخطيئَـَتَـ َ
َ َ،وابَـك
ك َ َ،ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ
لسانك َ
لسانك َ» :تنبي ٌه إلى أهمية َ فقوله «َ :املكَ عليكَ
صيانة اللسان؛ وذلك بأن ينظـر العبد يف كالمهـ هه ،فإن كان خيرا
ه
تكلم به ،وإن كان بخالف ذلك أحجم ،كما قال «َ :منَ
َخيراَأوَلَـيصمتَ َ»( .)2 كانَيَـؤمنَباهللَواليومَاآلخرَفليَـقل ا
رمذي فـي «جامعه» ( ،)2406وصححه األلبانـي فـي ( )1أخرجه التـ ُّ
«َ الصحيحة َ» (.)890
)2( أخرجه البخاري ف «صحيحه» ( ،)6018ومسلم ف «صحيحه»
.)47(
25
وجنايته كبير ٌة على المرء اللسان عظيمةٌ ،ه ه فإن خطورة
ه ه ه ه
وعلى ديـنـه وعلى مجتمعه ومن حوله ،ولهذا كان الوعيد
فيها شديدا ،كما قال النبي « :إنَالعبدَليتكلمَبالكلمةَ
َ ق ر ش الم َ بين اَ م
َ م
َ َ بعد َأ ار الن يفَ بهاَ َ َ
ل ُّ ز ـ َفيهاَي
َ ن ي ـَتب ـي
َ َ ا
َ م
والمغربَ َ» .
)1 (
قت تعل سان بالل ا وثيق ا ارتباط مرتبطة جاة الن كانت الم و
جميع أعضاء البدن به يف مصيرها ،قال « :إذاَأصبحَ ه
ابنَآدمَفإنَاألعضاءَكلهاَتَـكفرَاللسان؛َفتقولَ:اتَـَقَاهللَ
َتَ ج ج و اع َنَ ناَ،وإ م قـَت
َ َاس ت م ق ـ
َت
َ اس َ ن
َ ؛َفإ َبك ماَنحن ن فيناَ،فإ
اعوججنا َ»( .)2
ه
الخير كله يف الدنيا ه ه
فحفظ اللسان وصيانته مالك ه ه
سبب للهالك ه ه
واآلخرة ،وإهماله وإطالقه وعدم التحفظ فيه ٌ
)1( أخرجه البخاري ف «صحيحه» ( ،)6477ومسلم ف «صحيحه»
.)2988(
)2( أخرجه الرتمذي ف «جامعه» ( ،)2407وصححه األلبان ف «صحيح
الجامع» (.)344
26
والخسارة ،ولهذا حينما ذكر النبي أصول الدين وأبواب
الخير لمعاذ بن جبل ☺ يف حديث طويل ،ختمه بقوله :
ذ خ فأ ، َبمًلكَذلكَكل َه؟ َ» ،قلت«َ :بلى يا ن هبي ه
الل َ» َ كرخب الَأأ
«َ
الل ،وإهنا بهـ هلسانهـ هه ،قالَ «َ :كَـفَعليكَهذَا َ» ،فقلت«َ :يا نبهي ه
لمؤاخذون بهما نتكلم به هه؟ َ» ،فقال «َ :ثَـكلَـتكََأمكَََياَ
ُّ
َ َ
: َ
و أ َ
- ََ م هوه ج و علىَ َ ار الن يفَ َاس الن َ ب
ُّ ك ي وهلَ َ،عاذ م
علىَمناخرهمََ-إالََحصائدَألسنتهمَ َ»(.)1
ه ه ه
المؤمن أن يحرص على عد هم إطالق لسانه ه فينبغي على
الحال سالم ٌة ومنجا ٌة ه فيما ال ينفعه ،فإن الصمت يف مثل هذه
»( )2
. َ ا َ ج َنت م نَص م «
َ :قال أنه النبي عن بذلك صح كما
)1( أخرجه الرتمذي ف «جامعه» ( ،)2616وصححه األلبان ف «السلسلة
الصحيحة» (.)1122
)2( أخرجه الرتمذي ف «جامعه» ( ،)2501وصححه األلبان ف «السلسلة
الصحيحة» (.)536
27
سَالموجبََالخامَ َ
َالفرارَمنَالفتنََ َ
إن الفرار من الفت هن ،واالبتعاد عنها ،وإغالق األبواب ه ه
للعبد يف الدنيا ويوم القيامة ،وسالم ٌة لديـنه هه ه دوهنا منجا ٌة
يف م تقد ما منها ؛ةٌ عديد نصوص
ٌ ذلك على ت دل وقد نياه،ود
ه
حديث عقبة بن عامر ☺ عندما قال« :يا رسول الل ما
ك َ، َ،ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ
النجاة؟ َ» ،قال «َ :املكَعليكَلسانك َ
ك َ»(.)1
َعلىَخطيئَـَتَـ َ
َ وابَـك
َ
ك َ» :معناه أن يحرص المرء ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ فقوله َ «َ :
الفتن؛ ليكون بعيدا على لزو هم بيـتهه ال سيما عندما تشر هئب ه
ه
من للمرء ةالم والس ـةـنم األ البيوت يف فإن ،هااستشراف عن
الفت هن ،فإذا خرج من بيـته وتعرض لها فقد عرض نفسه ه ه ه ه
كة ،ولهذا ش هرع للمس هل هم أن يـكثهـر من التعو هذ مهن الـ هفت هن ، للهلـ ه
التـرمذي فـي «جامعه» ( ،)2406وصححه األلبانـي فـي ُّ )1( أخرجه
«َ الصحيحة َ» (.)890
28
كما صح عن النبي قوله ألصحا هبه ♥« :ت َعَـوذواَباهللَمنَ
. ن َ»( )1
َ ط َمنهاَوماَب ر ه ـ
ََ،ماَظ
َ الفتن
وقد استجد يف هذا الزمان أجهز ٌة حديث ٌة قد توجد مع
ه ه ه ه
ه ه
المرء يف بيـته ،وتدخل عليه أنواعا من الفتن والشرور ؛ يف
ه
الناس كثير مهن
باب الشهوات وباب الشبهات ،وقد تورط ٌ
ه ورطات عظيمة مهن
خالل التساه هل فـي استعمال هذه
األجهزة والدخول لعدد من المواقع والربامج الفاسدة ،
ولهذا فالنجاة المعلقة بلزوم البيوت يف الحديث السابق
مقـيد ٌة بالـبع هد عن استخدام األجهزة الحديثة بما يجلب
ه
الفتن على اإلنسان ،ويضيع عليه أخالقه ودنياه وآخرته ،
والخسارة حينئذ عظيمةٌ.
ها،شر من ة مال سالو ،نه ت ب ه
الف ه تجن يف جاة والن عادة فالس
ن َ»(.)2
كما قال النبي « :إنَالس َعَـيدَلمنَجنبَالفت َ
)1( أخرجه مسلم ف «صحيحه» (.)2867
)2( أخرجه أبو داود فـي «سننه» ( ،)4263وصححه األلبانـي فـي
«َ الصحيحة َ» (.)1975
29
ادس
الموجبََالس َ
كثرةََالدَُّعاءََوال ُّلجوءَإلىَاهلل
والدعاء مفتاح كل خير يف الدنيا واآلخرة ،وإذا علم
العبد أنه ال نجاة يف الدنيا وال يف اآلخرة إال لمن نجاه الل ،
فاطلب ،هد ح و الل بيد فهي ،منه ها يطلب أن ب ه
فالواج
نجاتك من الل ،وقد قال الل ( :ﯩﯪ ﯫ
ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷ
: الل وقال ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [البقرة،]186:
( ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ) [غافر.]60:
ل بك ؛ لنفس هه النجاة فليكثـر من دعاء ا ه
لل فمن أراد ه
خير؛ فيدعو الل بالثبات ،ويدعوه بالسالمة من الزيغ ،
ويدعوه بالصالح ،وغيرها من خيري الدنيا واآلخرة.
ه ه ه ه
وأعظم الدعاء على اإلطالق :الدعاء الذي يف فاتحة
الكتاب( :ﭧﭨﭩ) [الفاتحة ،]6:إلى هناية السورة ،
30
فإن الل إذا هدى العبد إلى صراطه فإنه سينجو قطعا يف
الدنيا واآلخرة.
وعظ هم حاجته هه له؛ افرتض
للعبد ،ه
وألهمي هـة هذا الدعاء ه
الل قوله يف اليوم والليلة سبع عشرة مرة ،بعدد ركعات
الصلوات المكتوبة ،فينبغي على المسلم وهو يقرأ سورة
باستمرار، له وحاجته ، العظيم عاءالد هذا يستشعر أن الفاتحة
فإهن الظفر والفوز بالهداية يحصل به الخير والنجاة والفوز
الكبير يف الدارين.
فالدعاء واللجوء إلى الل ،واإللحاح عليه بالسؤال
مهن أعظم موجبات النجاة يف الدنيا واآلخرة؛ ولهذا كان
لهم، الل فيستجيب جاة بالن الل يدعون ۏ األنبياء
ك:
وينجيهم مما نزل هبم ،ومنَذل َ
ﭺ ﭹ ﭸ ﭷ ﭶ ﭵ ( :¥ نوح الل نبي دعاء *
ﭻﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ) ،فقال :
(ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) [الشعراء.]119-117:
31
* دعاء نبي الل لوط ( :¥ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ)،
فقال الل ( :ﮛ ﮜ ﮝ) [الشعراء.]170-169:
* دعاء نبي الل يونس ( :¥ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝﮞﮟ ﮠﮡ ﮢﮣ ﮤ) ،فقال :
( ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ)
. [األنبياء]88-87:
* وقال الل يف حال موسى وهارون ڽ( :ﮑ
ﮚ ﮙ ﮘ ﮗ ﮖ ﮕ ﮔ ﮓ ﮒ
ﮛ) [الصافات.]115 -114 :
ه وهكذا من يتأم هل القرآن الكريم ي ه
ن م اكثير اشيئ فيه دج
ه ه ه
أدعيـة األنبياء ،‰وسؤالهم ربهم ،واطراحهم بين يديه يف ه
جميع أحوالههم؛ فأجاب الل دعوتهم ،وحقق لهم طلبتهم ،
ال ه فإن ؛ ه ودعا العالمين رب إلى التجأ من سائر وهكذا
يخيب عبدا دعاه ،وال يرد سائهال رجاه ،فمن رام النجاة
يف الدنيا واآلخرة فعليه بالدعاء.
32
العبد أن يستـذ هكـر كل ليلة أن نجاته بيـ هد الل ، وعلى ه
وال نجاة إال لمن نجاه الل ،فيفزع إلى ربه راجيا مـتـذلـال
ب الناجين الفائزين. طامهعا بأن يجعله يف رك ه
الرباء بن عازب ☺ قال :قال النبهي «َ :إذاَأتيتَ ه ف ه
عن
َك قَعلىَش عـَج
َ ط َاض م ث َ،َ ًلة
َ َللص ك وء ض َو أ َفتوض مضجعك
ل ََ َ: األيمن ََ،ثمَق َ
َ
َ ،ك
َ مريَإلي َأت ض و وف َ ،
َ َوجهيَإليك ت م لس َأ م ه الل (
َ
ك ََ،الَمََـلجأَ،والَ وألجأتَظهريَإليك ََ،رغ َبـةاَورهبَـةاَإلي َ
َ ،ت
َ لنزَالذيَأ َبكتابك َآمنت م ه الل َ ،
َ إالَإليك َ ك
َ من َ ى
َ ج
َ ن م
وبََـنََـبَـيََـكَالذيَأرسلتَ) ََ َ.
فإنَمتَمنَليلتكَفأنتَعلىَالف َطَـر َة ََ،واجع َلَـهنَآخرَ
ماَتَتَـكلمَب َه َ»(َ .َ )1
»َ صحيحه «
َ فـي ومسلم )، 247 ( »صحيحه « فـي البخاري
ُّ أخرجه ) 1(
،)2710( واللفظ للبخاري
33
ه هه هه
،هبنفس هنفس نم جي ن ي الذي فهو«
َ : ¬ مالقي ابن قال
ه ه ه ه
ويـعيذ من نفسه بنفسه ،وكذلك الفرار؛ يـفـر عبده منه إليه ، ه
وحيد والقد هر ،وأنه ال رب غيره ،وال تحقيق للت ه ٌ وهذا كله
ه ه ه ه ه
خالق سواه ،وال يملك المخلوق لنفسه وال لغيره ضرا وال
نفعا ،وال موتا وال حياة وال نشورا ،بل األمر كله لل ،ليس
ألحد ه
»()1
. َ ء
ٌ شي منه واه س
« )1( شفاء العليل» (ص.)273
34
الموجبَالسابع َ:
مًلزمةَالتوبةَواالستغفار
بيان يف ةنوالس الكتاب من صوص الن افرت ض ت فقد
عظيم للنجاة يوم ٌ ب ه ه
فضل التوبة واالستغفار ،وأنهما موج ٌ
القيامة ،ولهذا يقول الصحابي الجليل علي بن أبي طالب
ه ه
« :☺ عجبت لمن يهلك والنجاة معه!» قيل :وما هي؟ فقال :
« االستهغفار»(.)1
عن الل رسول ☺ عامر بن عقبة سأل وعندما
ك َ،
ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ النجاة ،قال «َ :املكَعليكَلسانكَ َ،
ك َ»(.)2 َعلىَخطيئَـَتَـ َ
َ وابَـك
َ
فقوله َ« :وابك َعلىَخطيئَـَتَـكَ»َ :إشار ٌة للتوبة
التي نوب والذ الخطايا جميع ه
بالخطيئة والمراد واالستغفار،
)1( أخرجه الدينوري فـي «المجالسة وجواهر العلم» (.)49/4
التـرمذي فـي «جامعه» ( ،)2406وصححه األلبانـي فـي ُّ )2( أخرجه
«َ الصحيحة َ» (.)890
35
تقع من اإلنسان ،فالمفرد إذا أضيف يفيد العموم ،ويف هذا
إشارة إلى أن العبد يف مقام االستغفار والـتوبة عليه أن
يستحضر كثرة ذنوبـ ه
أو الخفاء يف منها كان ما وخطاياه، ه
العلن ،وما كان منها قديما أو حديثا ،وأن يستغفر الل ويتوب
. الكبير والفوز النجاة لينال ا،جميع منها
ولهذا كان من دعاء النبي يف سجوده« :اللهمَاغفرَ
وعًلنيَـَتَـهَوسر َه» .
()1
َ ليَذنبيَكلهَ؛َدقهَوجلهَ،وأولهَوآخرهَ ََ،
الذنوب عن باإلقالع ، صادقة توبة هرب إلى العبد تاب فإذا
جميعها ،والند هم على فعلها ،والعز هم على عدم العودة إليها ، ه
وأكثر من االستغفار لل ،فإن الل سينجيه يف الدنيا واآلخرة،
كما قال ( :ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ) [األنفال ،]33:فكانت توبـتهم
ه
واستغفارهم سببا لنجاهتم وصرف العذاب عنهم.
)1( أخرجه مسلم فـي «صحيحه» (.)483
36
وقد قال النبي « :طوبىَلمنَوجدَفيَصحيفتَـهَ
فاراَكَـثَـ ايرا َ» .
) 1 (
استغ ا
ولهذا كان النبي يكثـر من التوبة واالستغفار يف
يومه وليلته ،فعن أبي هريرة ☺ قال :سمعت رسول الل
إليهَيفَاليومَأكثرَمنَ
َ اهللَوأتوب َ
َ يَألستغفر َ
َ يقول«َ :واهللَإن
»()2
. َ ة
َ مر
َ َسبعين
َ
وعن ابن عمر قال«َ :إنَكنا لنـعد لرسول الل يف
ه ه
المجلس الواحد مائة مرة(َ :ربَاغفرَليَ،وتبَعليَ،إنكَ
أنتَالتوابَالرحي َم َ)َ َ»(.)3
)1( أخرجه ابن ماجه ف «سننه» ( ،)3818وصححه األلبانـي فـي
«َ صحيح الجامع َ» (.)3930
البخاري فـي «صحيحه» (.)6307 ُّ )2( أخرجه
)3( أخرجه أبو داود ف «سننه» ( )1516واللفظ له ،والرتمذي فـي
« جامعه» ( ،)3434وصححه األلباين يف «السلسلة الصحيحة» ( .)556
37
نالموجبََالثام َ
الحذرَمنَالعَجَبََواالغترار
بعمله المرء عجب ي أال جاة: الن موجبات ومن
الصالح ،وأال يغتـر بنفسه وبطاعاته ،وأن يحذر من ذلك أشد ه
سبب لنجاته ،وأما من أهمل هذا الحذر؛ فإن حذره من ذلك ٌ
ه ه
ٌ
الجانب ،وأدخل على نفسه الغرور والعجب فإنه هالك ال
محالة ،وقد قال الشيخ حافظ الحكمي ¬:
ف
َ ر
َ ت
َ ج
َ م
َ َبَ ج َ الع
َ َ إن
َ َهَ ر
َ فاحذ
َ َب َ ج
َ والع
َ َََََ
يَسَيَـ َلَـهَالعَـرَمَ َ
حَـَبَـهَ َفَـ َ
مالَصا َأ َعَـ َ
وطاعات
ٌ صالحات،
ٌ ٌ
أعمال فمن الناس من تكون عنده
رور أو العج هب ،ويركن عات ،فيدخل عليه شي ٌء مهن الغ ه متنو ٌ
ه.كل عمله ويحبط بذلك، فيهلك ،هعمل ه
إلى ه
والواجب على اإلنسان أن يعلم أنه مقص ٌر ،وأنه مهما ه
عمل هه فلن يؤدي شكر نهع ه بلغ يف ه
: النبي قال كما عليه، الل م
38
ه
َالجنَـ َة» قالوا :وال أنت يا رسول الل؟ «لنَيدخلَأحدا اَعمله َ
ٍ ٍ
قال« :الَ،والَأنَاَ،إالَأنَيتغمدنيَاهللَبفضلَورحم َة» .
)1 (
(1( أخرجه ابن المبارك يف َ«الزهد َ» (.)303
43
َ ر
َ العاش َب
َ الموج
نكر عنَالم َ
َ والنهيَ
َ عروفَ
َ األمرَباَل َم
َ
ه العظيمة وأعماله ه
ه ه
، الجليلة ه مشعائر اإلسال ه من وهو
ه ه ه ه
وصمام نجاة للم ـة ،بل من أعظ هم موجبات نجاتـها من ه
اله ه
الك.
فبها تنـحسر المنكرات ،وتـكـثـر الخيرات ،وتـعم ه
ه ه البركات ،وتـتـنـزل الرحمات ،ولها همن ه
صالح العباد
ه اآلثار يف
رض والسماوات ،وقد والمجتمعات ما ال يعلمه إال رب األ هه
تكاثرت النصوص يف الحث على هذه الشعيرة وبيان أهميتها ، ه
ﭤ ﭣ ﭢ ﭡ ﭠ ﭟ ﭞ ( : قال
ﭥﭦﭧ) [آل عمران.]110:
وقال (:ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ
ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ) [آل عمران.]104:
44
وقال ( :ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ) [التوبة.]71:
وقال (:ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ
ﮔ ﮕ) [الحج.]41:
من المنكر عن هي والن ه
بالمعروف األمر أن يدل اومم
موجبات النجاة والسالمة قول الل ( :ﭧ ﭨ ﭩ
ﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) [األعراف. ]165:
وقول النبي « :مثلَالقائمَعلىَحدودَاهللَوالواقع َ
فيهاَ كمثلَ قو ٍَمََاستهمواَ علىَ سفينَـَةََفأصابَََبعضهمَ
أعًلهاَ وبعضهمَ أسفلهاََ،فكانَ الذينَ يفَ أسفلهاَ إذا َ
َ َ
ا َن أ َ و واَ:لقال مَ،ف ه
َ فوق
َ َ ن
َ واَعلىَم
َ ر
ُّ َم َالماء ن واَم ق ـَت اس
خرقناَيفَنصيبناَخر اَقاَولمَنؤذَمنَفوقناَ،فإن َيَتَـَرَكوهم َ
45
وماَأرادواَهلَـكواَجمي اَعاَ،وإنَأخذواَعلىَأيديهمَنجواَ
ونجواَجمي اَعا»(.)1
ه
،الشعيرة هبذه عنى ي ن م فيهم دام ما بخير اس الن يزال ال ف
عظيم ،والعقوبة ٌ فأما إذا تخلى الناس عنها فإن الخطـر
.ةٌ يمس جه
قال النبي « :إنَالناسَإذاَرأواَالمنكرَفلم َيـغـيـرو َه؛َ
.()2
» ه
َ ـ
َقاب
َ َبعَاهللم ه م ع ـ
ََأنَي
َ ك وش أ
ه
العظيمة ، فليحرص المسلم على قيامه هه هبذه الشعيرة ه
الحق أهل هنج االزم م ، الل مع فيها اصادق ليكن و
والهداية يف ذلك. ه
☺ الل عبد بن ندب ج الجليل حابي الص قال ولهذا
ه
يار علماء أه هل البصرة يذكرون األمر ه ه
عندما رأى قوما من خ ه
(1( أخرجه البخاري يف «صحيحه» (.)2493
)2( أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» ( ،)1وصححه األلبانـي فـي
«َ السلسلة الصحيحة َ» (.)1671
46
ه
بالمعروف والنهي عن المنـكر يف حديثهم ،قالَ«َ :ل َمََأ ه
رَكاليومَ
َ
ن َ»(.)1
نَكانواَصادقي َ
َ جاةََإ
بالن َ
قَ َ
حَاَأ َ
قوم َ َ ق َُّ
طَ اَ
ه
الل الض له ه أ الباب مهن مس ه
الك ه هذا يف المسلم ه
ر وليحذ
ه
الشعيرة ط هذه مراعاة ضوابه ه
ه وطرائق أه هل الباطله ،فال بد مهن ه
ه وقواعدها الر ه ه القويمة ،وآدابهها الم هه
من ةد مت س الم ؛صينة ،باركة
ه
كتاب الل وسنة نبيـه ؛ فإهنا إذا أقيمت على وفق هذه ه ه
القواعد والضوابط تحقق الصالح والخير والفالح.
ه ه ه
وأما إذا نحي هبذه الشعيرة منحى يخالف قواعد ه
ريعة وضوابهطها المعلومة فإهنا تتحول إلى نوع مهن الش ه
رار بالمجتمعات المسلهم ه
وتشيع ، األمن فيختل ؛ ة اإلض ه ه
الفوضى ،وتـنـتهب األموال ،وتسفك الدماء ،وتنتهك
المفاس هد والمضار التي ه الحرمات ،إلى غير ذلك مهن أنواع
ه
قد يتسبب هبا من ال فهم له وال علم بقواعد الشريعة
نفس هه وعلى أمتهه. وأصولهها ،فيجنهي على ه
(1( أخرجه ابن أبي عاصم يف «اآلحاد والمثاين» (.)2314
47
فعندما سأل قو ٌم حذيفة بن اليمان وقالوا له :
بالمعروف وننهى عن المنكر؟ قال« :إنه لحس ٌن ، ه أال نأمر
ولكن ليس مهن السنـ هة أن ترفع السيف على هإمامهك»()1
.
ونقل شيخ اإلسالم ابن تيمية ¬ عن أبي حنيفة ،أن
عن وينهى ه
بالمعروف ر ـيأم أخذ رجل عن سأله سائال
المنكر ،فانضم إليه نـفـ ٌر من الناس وخرج على الجماعة؛
عمل هه هذا ،أيصح؟ ،قال«َ :ال َ» ،فقيل له«َ :ألم يأمـر
س هئل عن ه
ه
ه ه ه
والنهي عن المنكر وهو الل ورسوله باألمر بالمعروف
فريضة واجبة؟ َ» ،قال«َ :كذلك ،ولكن ما يـف هسدون أكـثـر مما
. ماء واستهح ه
الل الحرام»()2 يص هلحون؛ مهن سف هك الد ه
(1( أخرجه ابن أبي شيبة يف «المصنف» (.)37613
« (2( الفتوى الحموية» (ص.)321
48
ه
، ز ج و فأ ي ـخوان سفيان الثوري أن هعظنه كتب رج ٌل مهن إ ه
فكتب إليه:
َ
ُّ ا ه
َ َ
م نياَغ
َ الدَُّ َ ن
َ إ
َ َ،َ هَياَأخي ل
َ ك
َ َوء
َ َ
الس
ُّ َ ن
َ م
َ َاك
َ وإي
َ َ عافاناَاهلل
َ «
َ
فاع َم َلَ
ضي؛ َ َ هاَالَيدومََ ،وفَـ َكرَهاَالَيَنَـقَ َ َ ح
الَيَـفَنَىَ ،وفَـرَ َ
. ()1
»
َ ًلم
َ والس
َ َ ،
َ ب
َ ط
َ عَ ت
َ ـ
َ ف
َ َوان
َ ت
َ ـ
َوالَت
َ َ،َ و
َ ج
َ ن
َ ىَت
َ حت
َ َكَ لنفس
َ
ب َ َ،
واله َر َ
جاةَ َ يفَالن َلَ َ وقال محمد بن السماكَ «َ :ه َم َةَ َ
العاق َ
»()2
. َ ب
َ ر
َ ـَ والط
َ َ و
َ ه
َ يفَالل
َ َ ق
َ م
َ األح
َ َ ة
َ م
َ وه
َ
جاة مهن النار ،وأن بالفوز بالجنـ هة والن ه ه ونسأل الل تمام نعمتهه
ه ه
يب ،وصلى الل وسلم قريب مج ٌ يـثـبت قلوبنا على ديـنه ،إنه ٌ
عبده ورسولهه نبينا محمد وآلهه وصحبهه أجمعين. على ه
(1( أخرجه أبو نعيم يف «حلية األولياء» (.)5/7
(2( المصدر السابق (.)204/8
49
50
الصفحة املوضوع
3 مقدم َة َ
وإخالص الل توحيد : ل
َ األو َبَ وجالم
9
الدين له
ه
16 ين :اتباع سنـة النبي بَالثا َ
الموج َ
21 ث :خشية اللَ وتقواه بَالثال َ
الموج َ
25 َ َسان الل حفظ َ:ابعالرَبَ وج الم
س َ:ه
28 الفرار من الفتن َ بَالخام َ الموج َ
ادس ََ :كثرة الد ه
جوء والل عاء َ السَبَ الموج
30
إلى الل َ
الموجبَالسابع ََ:مالزمة الت ه
35 وبة واالستغفار َ
51
الصفحة ع املوضو
بنَ:الحذر من العج ه بَالثام َ
اَلموج َ
38
واالغرتارَ َ
ه
بَالتاس َع َ:تذكر الح ه
ساب والوقوف اَلموج َ
41
بين يدي اللََ
ه
بَالعاش َر :األمر بالمعروف والنهي الموج َ
44 عن الم ه
نكر
49 خاتم َة َ
52