You are on page 1of 54



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 َ‫ةَومراجَعَتَهاَيف‬
َ َ‫يقَهذهَالمَاد‬ َ ‫س‬ َ َ‫تَمََتَـن‬ 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 2 ََ)+965(ََ97928236َ-َ50350077 :‫ََهاتف‬
maktab.etqan@gmail.com :‫البريدَاإللكتروين‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬الحمد لل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على عبد الل ‪‬‬
‫ه‬
‫وأصحابه أجمعين‪ ،‬‬ ‫‪ ‬ورسوله هه وخليله نبينا مـحمد‪ ،‬وعلى آلهه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬‫ين‬ ‫الد‬ ‫م‬‫ه‬ ‫يو‬ ‫إلى‬ ‫بإحسان‬ ‫هم‬‫ع‬‫ه‬ ‫ب‬‫ت‬ ‫ومن‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪î‬‬ ‫‪‬‬
‫نفس هه وتزكيـتهها ‪‬‬
‫إصالح ه‬
‫ه‬ ‫فإن العبد الموفق يجت ههد يف‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ونجاهتا يف الدنيا واآلخرة من الشرور والمهالك‪ ،‬فهذا ‪‬‬
‫عظيم‪ ،‬وغاي ٌة جليل ٌة شمر إليها المؤمنون‪ ،‬وشغل ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫مطلب‬‫ٌ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بالهم التفكـر يف ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التي‬ ‫الموجبات‬ ‫عن‬ ‫والبحث‬ ‫نجاهتم‪،‬‬ ‫أمر‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فيها فوزهم وسالمتهم‪ ،‬حتى إن هذا الهم ورد على خير هذه ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫األمة بعد النبي ‪ ،‬وهم الخلفاء الثالثة األوائل ♥‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫جالس يف ظل ‪‬‬‫ٌ‬ ‫فعن عثمان بن عفان ☺ قال‪«َ :‬بـيـنا أنا‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أطم مهن اآلطام مر علي عمر ☺‪ ،‬فسلم علي‪ ،‬فلم أشعر ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بكر‬ ‫أبي‬ ‫على‬ ‫دخل‬ ‫حتى‬ ‫☺‬ ‫عمر‬ ‫فانطلق‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ل‬‫س‬ ‫وال‬ ‫ر‬‫م‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،☺ ‬فقال له‪«َ :‬ما يع هجبك أني مررت على عثمان فسلمت ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬‫!‬‫الم‬ ‫الس‬ ‫علي‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫فلم‬ ‫عليه‬ ‫‪‬‬
‫الية أبي بكر ☺ حتى سلما ‪‬‬ ‫وأقبل هو وأبو بكر يف هو ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫أخوك‬ ‫جاءين‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬‫☺‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫قال‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ا‪،‬‬ ‫جميع‬ ‫علي‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فذكر أنه مـر عليك فسلم فلم تـرد عليه السالم‪ ،‬فما الذي ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫م‬ ‫ح‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فقلت‪«َ :‬والل ما شعرت أنك مررت بي‪ ،‬وال سلمت َ»‪ .‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫قال أبو بكر☺‪« :‬صدق عثمان‪ ،‬وقد شغلك عن ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أمر!»‪.‬‬
‫ذلك ٌ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فقلت‪«َ :‬أجل َ»‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫قال‪«َ :‬ما هو؟ َ»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فقال عثمان ☺‪«َ :‬توفى الل ‪ ‬نبيه قبل أن نسأل ه ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬عن نج هاة هذا األم هر َ»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قال أبو بكر ☺‪«َ :‬قد سألته عن ذلك َ»‪ ،‬قال‪«َ :‬فقمت ‪‬‬
‫‪ ‬إليه فقلت له‪ :‬بأبي أنت وأمي‪ ،‬أنت أحق هبا َ»‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫فقال‬ ‫األمر؟‬ ‫هذا‬ ‫جاة‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬‫قلت‬ ‫«‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫علىَع َمي‪َ َ،‬فَـ َر َدهاَ ‪‬‬
‫َ‬ ‫تَ‬
‫ض َ‬ ‫التيَعَـ َر َ‬
‫الكلمةَ َ‬
‫َ‬ ‫لَ َمَني َ‬
‫نَ َقَب َ‬
‫‪َ « : ‬م َ‬
‫‪‬‬ ‫ي‪َ،‬فهيَلهَنجَا َة»(‪َ .)1‬‬ ‫‪َ ‬ع َل َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬فمن تأمل يف هذه القصة العظيمة علم أن أمر النجاة ‪‬‬
‫‪ ‬أمر عظيم حتى إنه لـيهم ويشغـل بال المؤمنين الصادقين؛ ‪‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪‬‬
‫‪:‬‬ ‫فيه‬ ‫النبي‬ ‫قول‬ ‫ه‬
‫فهذا عثمان ☺ أهمه أمر النجاة مع ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وعثمانََ َيفََالجن َـة»(‪ ،)2‬وقوله فيه‪« :‬ماَضرَعثمانَماَ ‪‬‬ ‫َ‬ ‫‪«‬‬
‫‪‬‬ ‫عملَبعدَاليو َم»(‪.)3‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» (‪ ،)20‬بسند حسن‪.‬‬
‫‪ )2( ‬أخرجه أبو داود يف «السنن» (‪ ،)4649‬وصححه األلباين يف ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« ‬الروض النضير» (‪.)425‬‬
‫‪ )3( ‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)3701‬وحسنه األلباين يف «المشكاة» (‪ .)6073‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وعند‬ ‫بيته‬ ‫يف‬ ‫كان‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫☺‬ ‫واحة‬ ‫ر‬ ‫بن‬ ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫عن‬ ‫وجاء‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬زوجه فبكى‪ ،‬فس أ ل ت ه ما الذي أبكاك؟ قال‪« :‬ذكـرت قول الل ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪(:‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [مريم‪ ،]72 -71:‬فال ‪‬‬
‫أد هري أننجو منها أم ال!»(‪.)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فإهذا كانت هذه حال السابقين األولين من الصحابة يف ‪‬‬
‫‪‬‬
‫روا‬ ‫ش‬‫ب‬ ‫قد‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ارين‬ ‫الد‬ ‫يف‬ ‫موجبات الن ه‬
‫جاة‬ ‫البحث عن ه‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬بدخول الجنة‪ ،‬فكيف الحال بمن بعدهم؟!‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وهذه رسال ٌة موجز ٌة حرصت فيها على اإلشارة إلى ‪‬‬
‫ه‬
‫العظيمة التي تحصل هبا ‪‬‬ ‫أبرز األ ه‬
‫مور‬ ‫‪ ‬عشرةه أمور تـعد من ه‬
‫‪‬‬
‫مها‬‫تعل‬ ‫يف‬ ‫د‬ ‫للعبد‪ ،‬ح هر ٌّي بكل مسلم أن يجت ه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫النجاة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وتعليمها لمن يستطيع من ‪‬‬ ‫ه‬ ‫وسلوك مساله هكها‪،‬‬
‫ه‬ ‫‪ ‬والعمل هبا‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫القيامة‪ ،‬ويظفر‬ ‫أهل هه وإخوانه هه؛ ليفوز بالنجاة يف الدنيا ويوم‬ ‫‪ ‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه الحاكم يف «المستدرك» (‪.)631/4‬‬
‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫األبديـة يف جنات النعيم‪ ،‬فإن دعوة العباد إلى‬ ‫‪ ‬بالسعادة‬
‫‪‬‬
‫جاة وتمهيد طـر هقها والتذكير بموجباهتا هدي ه‬
‫قائ ٌم‪ ،‬وسنـ ٌة ‪‬‬ ‫‪ ‬الن ه‬
‫ٌ‬
‫ماضي ٌة‪ ،‬كما جاء يف القرآن‪ ( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ‪‬‬ ‫‪ ‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [غافر‪.]41:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد قيل‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫سَـ َهََ َ‬
‫ىَأ َنََتَـ َدَنَـ َ‬
‫ض َ‬ ‫كََتَـ َر َ‬‫ماَبالَ َدَيَـَنَـ َ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫سَ َ ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫نَاَلَـ َدَن َ‬‫ولَ َم َ‬
‫س َ‬ ‫الد َهَـ َرَ َمَـ َغ َ‬
‫كَ َ‬ ‫وثَـ َوَبَـ َ‬
‫ََََََََََََََََََََََََ َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫سال َكهَاََ َ‬
‫كَ َم َ‬ ‫س َل َ‬
‫ولمَت َ‬
‫جاةَ َ‬ ‫جوَالن َ‬
‫َتَـ َر َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫َََََََََََََََََََََََإَنََالسَفَينةََالَتَـجَرَيَعلىَالَـيَـبَـسَ َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫النجاة‪ ،‬وفتح له أبوابها‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫للعبد طريق‬ ‫فإن الل ‪«َ ‬نـهج ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬وعرفـه طـرق تحصي هل السعادة‪ ،‬وأعطاه أسبابها‪ ،‬وحذره ‪‬‬
‫غيره شؤمها ‪‬‬ ‫نفسه وعلى ه‬ ‫بال مع هصيـتهه‪ ،‬وأشهده على ه‬ ‫‪ ‬مهن و ه‬
‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬ه‬
‫وعقابها َ»(‪)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬من كالم ابن القيم يف «عدة الصابرين» (ص‪.)284‬‬
‫‪‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد أحسن القائل‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫تَ َ‬ ‫ص َر َم َ‬ ‫وان َ‬ ‫ىَالع َم َرَ َ‬
‫ض َ‬ ‫تاهََت َق َ‬
‫س َر َ‬ ‫واح َ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫س‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫والك‬ ‫َ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ال‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ي‬
‫َ‬ ‫ب‬‫َ‬‫ه‬‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ساعات‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ََََََََََََََََََََََََََََ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ج َاةَ َو َق َدَ َ‬ ‫الن َ‬
‫بَ َ‬ ‫واَد َر َ‬
‫خ َذ َ‬ ‫والق َو َمَ َق َدََأ َ‬
‫َ َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫األعلىَعلىَم َه َل َ ‪‬‬
‫َ‬ ‫بَ‬‫واَإلىَالم َطَـ َل َ‬
‫َ‬ ‫سار‬
‫ََََََََََََََََََََََََََ َ‬ ‫‪‬‬
‫وصلى الل وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬‫(‪)1‬‬
‫أجمعين‬ ‫وصحبه‬ ‫وآله‬ ‫محمد‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫يف‬ ‫الوالدين‬ ‫بر‬ ‫جامع‬ ‫يف‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫(‪ )1‬أصل هذه الرسالة محاضر ٌة أ ه‬
‫لق‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تبوك‪ ،‬يف تاريخ ‪1435 /8/22‬هـ‪ ،‬وقد اجتهد بعض الفضالء يف ‪‬‬
‫ه‬
‫وإضافة بعض الفوائد عليها‪ ،‬‬ ‫‪ ‬تفريغها وتنسيقها‪ ،‬وقمت بمراجعتها‪،‬‬
‫‪ ‬والل أسأل أن يجزي كل من اجتهد يف إخراجه هذه المادة ونش هرها ‪‬‬
‫مكتب إتقان ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬بين المسلمين خير الجزاء‪ ،‬وأخص منهم اإلخوة يف‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫خراجها‪.‬‬ ‫وجهدهم يف إه‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬يف دولة الكويت لمزيد عنايـتههم‬
‫‪‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫األ‬ ‫َ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫وج‬
‫َ‬ ‫الم‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬توحيد اهلل ‪ ‬وإخالص الدِّ ين له ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فأعظم أسباب النجاة يوم القيامة‪ ،‬بل ال نجاة إال به‪ :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬توحيد الل ‪ ‬وإخالص الدين له‪ ،‬وتقدم يف القصة ‪‬‬
‫يَالكلمةَالتيَ ‪‬‬
‫َ‬ ‫لَ َمَن‬
‫نَ َقَب َ‬
‫‪ ‬العظيمة السابقة قول النبي ‪َ « :‬م َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والمراد‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‪َ،‬فهيَلهَنج َا َة»(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫هاَع‬
‫َ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‪َ،‬‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫علىَع‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ت‬‫َ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ع‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬بالكلمة كلمة التوحيد َ«ال إله إال الل َ»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬وليس المراد أن يتلفظ هبا اإلنسان فحسب‪ ،‬وإنما ‪‬‬
‫إخالص الدين لل ‪ ‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬المراد‪ :‬تحقيق ما دلت عليه مهن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بالعبادة‬ ‫‪‬‬ ‫وإفراده‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فالتوحيد هو الغاية التي خلق الل ‪ ‬الخلق ألجلهها ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وأوجدهم لتحقيـقها‪ ،‬كما قال ‪( :‬ﭳ ﭴ ﭵ ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» (‪ ،)20‬بسند حسن‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﭶ ﭷ ﭸ ) [الذاريات‪ ،]56:‬وقال ‪ ( :‬ﮗ ﮘ‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ) [اإلسراء‪ ،]23:‬وقال ‪( :‬ﮘ ﮙ ﮚ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮛﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ) [البينة‪.]5:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فأساس النجاة والفالح يوم القيامة توحيد الل؛ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬وهذه النجاة الحاصلة بالتوحيد على نوعين‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫(األوَل)‪ :‬نجا ٌة من دخول النار‪ ،‬فالمرء إن كان‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬محققا للتوحيد تحقيقا كامال فإنه لن يدخل النار‪ ،‬بل ‪‬‬
‫‪ ‬يكون دخوله للجنـ هة دخوال أوليا بدون حساب وال ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬عذاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫لم‬ ‫فيمن‬ ‫وهذا‬ ‫ار‪،‬‬ ‫الن‬ ‫يف‬ ‫و(الثَاين)‪ :‬نجا ٌة مهن الخلوده‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يـكمل التوحيد‪ ،‬ولم يـتممه‪ ،‬بل وقعت منه جمل ٌة من ‪‬‬
‫‪ ‬المعاصي وكبائر الذنوب أضعفت إيمانه وتوحيده‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬واستحق دخول النار بسببها‪ ،‬فإن التوحيد سينجيه من ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الخلود يف النار‪ ،‬ثم يكون مآل ه إلى الجن هة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬وأما من جاء يوم القيامة بغير التوحيد فال مطمع له ‪‬‬
‫ه‬
‫والغفران‪ .‬‬ ‫‪ ‬يف النجاة أبدا‪ ،‬وال سبيل له لنيل الر ه‬
‫حمة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬قال الل ‪ ‬على لسان رسوله عيسى ‪ ( :¥‬ﭺ ﭻ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ) [المائدة‪.]72:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال الل ‪( :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘ ‪‬‬
‫‪ ‬ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ﯭ‬ ‫ﯬ‬ ‫ﯫ‬ ‫ﯪ‬ ‫ﯩ‬ ‫ﯨ‬ ‫ﯧ‬ ‫ﯦ‬ ‫ﯥ‬ ‫ﯤ‬ ‫ﯣ‬ ‫ﯢ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲﯳﯴﯵ)[فاطر‪ .]37-36:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد ذكر الل ‪ ‬هذه األقسام الثالثة ‪-‬الناجين من ‪‬‬
‫‪ ‬دخول النار‪ ،‬والناجين من الخلوده فيها‪ ،‬وغير الناجين ‪‬‬
‫‪ ‬مطلقا‪ -‬ذهكرا متتاليا يف قوله ‪( :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ‪‬‬
‫‪ ‬ﭱﭲﭳﭴﭶﭷﭸﭹ) ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫إلى قوله‪( :‬ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪[ ‬فاطر‪.]36-32:‬‬
‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فالقسم األول يف قوله ‪( :‬ﭮ ﭯ ﭰ ‪‬‬
‫‪ ‬ﭱﭲ) فهؤالء الناجون من دخول النار‪ ،‬ويدخلون ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الجنة دخوال أوليا بدون حساب وال عذاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬والفرق بين المقتصد والسابق بالخيرات؛ أن المقتصد‪ :‬‬
‫الواجب وترك المحرم‪ ،‬وأما السابق ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬هو الذي فعل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫غائب‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫بفعل‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫زاد‬ ‫الذي‬ ‫فهو‬ ‫بالخيرات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬والمستحبات‪.‬‬
‫‪‬‬
‫والقسم الثاين يف قوله ‪ ( :‬ﭫ ﭬ ﭭ)‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬وهؤالء الناجون من الخلود يف النار إن دخلوها بسبب ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ذنوهبم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫لنفس هه‪ :‬هو الذي ظـلمها بالمعاصي والذنـوب ‪‬‬
‫فـالظالهم ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫ودخول النار‪ ،‬إال أنه‬ ‫التي دون الكفر‪ ،‬فهذا معـر ٌض للعقوبة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬إن دخلها فإنه ال يخلد فيها‪ ،‬بل ينجو بما من الل ‪ ‬عليه من ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬التوحيد وإخالص الدين لل ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬ففي قوله ‪( :‬ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫وأما ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﯖﯗﯘﯙ)‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫لم‬ ‫هم‬‫ألن‬ ‫القيامة؛‬ ‫يوم‬ ‫ة‬‫جا‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫يف‬ ‫لهم‬ ‫مطمع‬ ‫ال‬ ‫فهؤالء‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يوحدوا الل ‪ ،‬بل جاؤوا بما ينقضه من الشرك والكفر‪ .‬‬
‫عبد الله ه‬‫عن ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ﭑ‬ ‫(‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ز‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬‫«‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬‫قال‬ ‫☺‬ ‫ود‬ ‫ع‬‫س‬ ‫م‬ ‫بن‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [األنعام‪ ]82:‬شق ذلك على ‪‬‬
‫رسول الله وقالوا‪َ« :‬أينا ال يظلم نفسه؟»‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫أصحاب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فقال‪ :‬رسول الل ‪« :‬ليسَهوَكماَتظنُّونَإنماَهوَكما َ ‪‬‬
‫‪ ‬قالَ لقمانَ البنَـهَ‪( :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪ ‬ﭴ) [لقمان‪ ،)1 (»]13:‬ففسره بالش ه‬
‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫األمن‬ ‫فيكون‬ ‫؛‬‫رك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ذاب‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬تأبيد الع ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه مسلم فَ َ«صحيحه َ» (‪.)124‬‬
‫‪‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫وعن عمر ☺ أنه فسره بالذ ه‬
‫‪‬‬
‫نب؛ فيكون األمن من‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬كل عذاب‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫شق‬ ‫ن‬ ‫والذي‬ ‫«‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬‫¬‬ ‫تيمية‬ ‫ابن‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬ ‫قال‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫العبد ‪‬‬ ‫‪ ‬ذلك عليهم ظنوا أن الظلم المشروط هو ظلم‬
‫ه ‪‬‬
‫م‬ ‫يظل‬ ‫لم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪ ‬نفسه‪ ،‬وأنه ال يكون األمن واالهتداء إال ل ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬نفسه‪ ،‬فبين النبي لهم ما دلهم على أن الشرك ظل ٌم ‪‬‬
‫‪‬‬
‫كتاب الل ‪ ،‬وحينـئذ فال يحصل األمن واالهتداء‬ ‫ه‬ ‫يف‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫لم‪ ،‬فمن لم يلبهس إيمانه ‪‬‬ ‫‪ ‬إال لمن لم يلبهس إيمانه هبذا الظ ه‬
‫هتداء‪ ،‬كما كان مهن أه هل ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ل األم هن واال‬
‫‪ ‬به كان من أه ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬االصطفاء يف قوله‪( :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﭩﭫﭬ ﭭ)‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫نفسه إذا لم ‪‬‬‫بظلم ه‬ ‫ه‬ ‫وهذا ال ينفي أن يؤاخذ أحدهم‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫يتب‪ ،‬كما قال ‪(:‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ) [الزلزلة‪.]8:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يا‬‫«‬‫َ‬ ‫‪:‬‬‫فقال‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫النبي‬ ‫☺‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫سأل‬ ‫وقد‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬رسول الل وأينا لم يعمل سوءا؟! َ» فقال‪«َ :‬ياَ أباَ بكرَ ‪‬‬
‫صب؟َأَلَسَتََتَحَزَنَ؟َأَلَسَتََتَصيبَكَالّلَواءَ؟ََ ‪‬‬ ‫أَلَسَتََتَنَ َ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬فذلكَماَتَجَزَونََبه َ» ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬

‫‪ ‬فبين أن المؤمن الذي إهذا تاب دخل الجنة قد ‪‬‬


‫يجزى بسيئاته‬
‫‪‬‬ ‫بالمصائب التي ت ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫فم‬ ‫‪...‬‬ ‫ه‬ ‫يب‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫نيا‬ ‫الد‬ ‫يف‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫الثة كان له األمن التام‪ ،‬‬ ‫لم الث ه‬ ‫س الظ ه‬ ‫‪ ‬سلهم مهن أجنا ه‬
‫ظلمه نفسه كان له ‪‬‬ ‫‪ ‬واالهتداء التام‪ ،‬ومن لم يسلم مهن ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ة‬ ‫الجن‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫بمعنى‬ ‫؛‬ ‫ا‬ ‫مطلق‬ ‫واالهتداء‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬كما و هعـد بذلك فـي اآليـ هة األخرى‪ ،‬وقد هداه ‪ ‬إلى ‪‬‬
‫ستقيم الذي تكون عاقبته فيه إلى الجن هة‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬الص ه‬
‫راط الم‬
‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫ويحصل له مه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫نقص‬ ‫ما‬ ‫ه‬
‫بحسب‬ ‫واالهتداء‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫م‬ ‫األ‬ ‫ه‬
‫نقص‬ ‫ن‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬مهن إيمانهه بظل هم هه نفسه َ»(‪.)2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )1( ‬أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» (‪ ،)71‬وأصله يف َ«جامع الرتمذي َ» ‪‬‬
‫‪ ،)3039( ‬وصححه األلباين يف تحقيقه َ«اإليمان َ» البن تيمية (ص‪ .)67‬‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ َ)2( ‬اإليمان َ» البن تيمية (ص‪.)67-66‬‬
‫‪‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬‬
‫َ‬ ‫اين‬ ‫الث‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫الموج‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫النبي ‪‬‬ ‫‪ ‬اتِّباع سنَّـة ِّ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫بارك الذي كان عليه ‪‬‬ ‫فالعناية بالسن هة النبويـ هة والهد هي الم ه‬ ‫‪‬‬
‫ه‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬رسول الل تعلما وعمال يـعـد من األسباب العظيمة ‪‬‬
‫‪ ‬للنجاة يوم القيامة‪ ،‬ولهذا قال اإلمام مالك بن أنس ¬‪ :‬‬
‫«من أراد النجاة فعليه بكتاب الل وسنـ هة نبيه »(‪.)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬وقال ¬‪« :‬السنـة سفينة نوح؛ من ركبها نجا‪ ،‬ومن ‪‬‬
‫تخلف عنها غ هرق»(‪.)2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬فإن الدنيا «مثلها مثل البحر الذي ال بد للخلق كلهم من ‪‬‬
‫‪ ‬ركوبهه ليقطعوه إلى الساحل الذي فيه دورهم وأوطانهم ‪‬‬
‫‪‬‬
‫الل‬ ‫رسل‬‫أ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬‫سفينة الن ه‬
‫جاة‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ه‬‫قطع‬ ‫يمكن‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫هم‬ ‫تقر‬‫س‬‫وم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬رسله تـعـرف األمم اتخاذ سفن النجاة‪ ،‬وتأمـرهم بعملها ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« )1( ‬ذم الهوى وأهله» ألبي إسماعيل الهروي (‪.)118/4‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )2( ‬أخرجه اخلطيب البغدادي ف «تاريخه» (‪.)308/8‬‬
‫‪‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪‬‬
‫وركوبهها؛ وهي‪ :‬طاعته‪ ،‬وطاعة رسلهه‪ ،‬وعبادته وحده‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫والس‬ ‫‪،‬‬ ‫ها‬‫رادت‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫لآلخر ه‬
‫ة‬ ‫وإهخالص العم هل له‪ ،‬والتـش همير ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬لها سعيها‪ ،‬فنهض الموفـقون ور هكبوا الس هفينة‪ ،‬ور هغبوا عن ‪‬‬
‫ض البح هر؛ لهما ع هلموا أنه ال يـقطع خوضا وال هسباحة‪ .‬‬ ‫‪ ‬خو ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫وأما الحمقى فاستصعـبوا عمل السفينة وآالتها ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬والركوب فيها‪ ،‬وقالوا‪«َ :‬نخوض البحر‪ ،‬فإهذا عجزنا قطعناه ‪‬‬
‫‪‬‬
‫عن‬ ‫وا‬ ‫ز‬‫ج‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫وه‬ ‫فخاض‬ ‫‪،‬‬‫نيا‬ ‫الد‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫ه‬‫أ‬ ‫أكثر‬ ‫وهم‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬
‫َ‬ ‫باحة‬‫س‬‫‪ ‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬الخوض أخذوا يف السباحة حتى أدركهم الغـرق‪ ،‬ونجا ‪‬‬ ‫ه‬
‫فينة كما نجوا مع نوح ‪ ،¥‬وغ هرق أهل ‪‬‬ ‫‪ ‬أصحاب الس ه‬
‫‪‬‬ ‫األ ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫لك‬ ‫ن‬ ‫يتبي‬ ‫نيا‬ ‫الد‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫أه‬ ‫وحال‬ ‫ل‬ ‫ـ‬‫ث‬‫الم‬ ‫هذا‬ ‫فتأمل‬ ‫‪،‬‬ ‫رض‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ه‬
‫‪ ‬مطابقته للواقع َ» ‪.‬‬
‫)‬

‫جاة‪ :‬العناية بسن هة النبي الكريم ‪،‬‬ ‫فمن موجبات الن ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ولـزوم هنجه القويم‪ ،‬وقد قال الل ‪( :‬ﯯ ﯰﯱﯲ ﯳ ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪[ ‬األحزاب‪.]21:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬من كالم ابن القيم يف «عدة الصابرين» (ص‪.)456‬‬
‫‪‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وقال الل ‪ ( :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [النور‪ ،]63:‬واآليات يف ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬هذا المعنى كثيرة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫ود‪ :‬أن بحس هب متابعة ‪‬‬ ‫ص َ‬ ‫والم َق َ‬
‫قال ابن القيم ¬‪َ « :‬‬ ‫‪‬‬
‫والكفاية والنصرة‪ ،‬كما أن بحس هب ‪‬‬ ‫العزة ه‬ ‫ول تكون ه‬ ‫‪ ‬الرس ه‬
‫متابعتهه تكون ال ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫سعادة‬ ‫ق‬‫عل‬ ‫‪‬‬ ‫فالل‬ ‫‪،‬‬ ‫جاة‬ ‫والن‬ ‫والفالح‬ ‫داية‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬الدارين بمتابعته‪ ،‬وجعل شقاوة الدارين يف مخالفته‪ ،‬فلتباعه ‪‬‬ ‫ه‬
‫والعزة‪ ،‬والكهفاية والنصرة‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫الهدى واألمن‪ ،‬والفالح‬
‫‪‬‬
‫ه ه ‪‬‬ ‫والوالية والتأييد‪ ،‬وطه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪،‬‬ ‫رة‬ ‫واآلخ‬ ‫نيا‬‫الد‬ ‫يف‬ ‫ه‬
‫ش‬ ‫ي‬ ‫الع‬ ‫يب‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ولمخالهـ هفيه الذلة والصغار‪ ،‬والخوف والضالل‪ ،‬ه‬
‫والخذالن ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬‫(‪)1‬‬
‫»‬‫َ‬ ‫واآلخرة‬ ‫نيا‬ ‫الد‬ ‫يف‬ ‫والشقاء‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وأما من كانت أعماله على غير هد هي الرسول فإنه ‪‬‬
‫‪‬‬
‫فاألعمال‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫ة‬‫ٌ‬ ‫مردود‬ ‫ه‬ ‫وأعمال‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ‬يكون بعيدا عن الن ه‬
‫جاة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬المقبولة التي ينجو عاملها يوم القيامة هي الموافقة لهدي ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« )1( ‬زاد المعاد» (‪.)39/1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫عمًلَليسَعليهَ‬ ‫الكريم ‪ ،‬كما قال ‪« :‬منَعملَ ا‬ ‫النبي‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬أم رناَفهوَردَ» ‪.‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪ ‬فمن طلب النجاة فعليه أن يلزم غرزه‪ ،‬وأن يتمسك ‪‬‬


‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬بنهجه‪ ،‬وأن يحذر من االبتداع يف الدين‪ ،‬وتبديل سنة خاتم ‪‬‬
‫‪ ‬المرسلين ‪ ،‬ولهذا كان من نص هح النبي ألمته إذا ‪‬‬
‫‪ ‬خطب حذرهم من البهدعه‪ ،‬وحضهم على التمس هك بسنته هـه‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫دىَهدىَ ‪‬‬ ‫َاله َ‬ ‫‪ ‬يقول لهم‪« :‬فإنَخيرَالحديثَكتابَاهلل‪َ،‬وخير َ‬
‫‪َ،‬وشرَاألمورََمحدثاتها‪َ،‬وك ُّلَبدع ٍةَضًلل َة»(‪ .)2‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ ‬محم ٍد‬
‫ه ه‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫حوض‬ ‫على‬ ‫د‬ ‫وأخبـر أن م هن التـزم سنـته فإنه ه‬
‫سير‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬الشريف يوم القيامة‪ ،‬ويشرب منه‪ ،‬وأما من بدل سنـته ‪‬‬
‫حوض هه‪ ،‬ويقال ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬واستعاض عنها بالبهد هع فإنه سيذاد ويبعد من‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫ق‬‫ا‬ ‫ح‬ ‫‪َ:‬س‬‫ول‬ ‫واَبعدك‪َ،‬فأق‬
‫َ‬ ‫ث‬‫حد‬ ‫كَالَتدريَماَأ‬ ‫ن‬‫إ‬‫«‬‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫للنبي‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬سح اقاَلمنَغيَـرَبَعَدي َ»(‪.)3‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه مسلم ف «صحيحه» (‪.)1718‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )2( ‬أخرجه مسلم ف «صحيحه» (‪.)867‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )3( ‬أخرجه البخاري ف «صحيحه» (‪.)6584‬‬
‫‪‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬
‫لنفس هه‪ ،‬مريد لنجاتها أن‬ ‫ناصح ه‬ ‫ولهذا وجب على كل ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬يجتنب األهواء والبدع‪ ،‬وأن يلزم السنة يف جمي هع أموره على ‪‬‬ ‫ه‬
‫بن عمرو ☻‪ ،‬‬ ‫الل ه‬ ‫عبد ه‬ ‫‪ ‬ما ف ههمه الصحابة األبرار ﭫ‪ ،‬فعن ه‬
‫‪‬‬
‫َ‬‫على‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ق‬‫ر‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫إسرائيلَ‬ ‫بنيَ‬ ‫ََ‬ ‫إن‬
‫َ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ‬قال‪ :‬قال رسول ه‬
‫الل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ٍ‬
‫ا‪َ،‬وتَـ َفَـَتَـرقَأمت َيَعلىَثًلثَوسبعينَملةا‪ َ،‬‬ ‫‪َ ‬ثَـَنَـَتَـينَوسبعينَملة َ‬
‫‪ ‬ك ُّلهمَفيَالنارَإالَملةاَواحد اَة»‪ ،‬قالوا‪« :‬ومن هي يا رسول ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ي» ‪.‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬
‫‪ ‬الل؟» قال‪« :‬ماَأناَعلَيَـ َه َ‪َ،‬وأصحاب َ‬
‫لتحقيق هذا االتباع هو باالجتهاده يف تحصيل ‪‬‬ ‫ه‬ ‫والسبيل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة؛ حتى يعبد ‪‬‬
‫هدي نبينا األمين ‪ .‬‬ ‫‪ ‬المسلم ربه على بصيرة‪ ،‬وعلى وف هق ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫غام َ‪‬‬
‫الم َذَلَـ َةَواَلَـ َر َ‬ ‫لَ َ‬ ‫وبالج َه َ‬
‫يََََََََ َ‬ ‫خاز َ‬
‫الم َ‬
‫نَ َ‬ ‫جاةَ َم َ‬
‫الن َ‬‫العَل َمَ َ‬
‫‪َ َ ‬فَـَب َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ًلم َ‬
‫بهَالظ َ‬
‫يءَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ومصباحََيَـ َ‬
‫َ‬ ‫يَََََََ‬
‫هوَالهاديَالدليلَإلىَالمعال َ‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ًلم َ‪‬‬
‫سَـ َ‬‫حَـَيَـ َةَواَلَـ َ‬ ‫نَاهللَاَلَـَتَـ َ‬‫ولَأتىَعليهَََََََََ َمَـ َ‬‫س َ‬ ‫عنَالر َ‬
‫َ‬ ‫كذاكَ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫رمذي فـي «جامعه» (‪ ،)2641‬وصححه األلبانـي يف ‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه التـ ُّ‬
‫‪‬‬ ‫‪« ‬السلسلة الصحيحة» (‪ )203‬و (‪.)1492‬‬
‫‪‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ث‬
‫َ‬ ‫الثال‬ ‫َ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫وج‬ ‫الم‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬خشيةَاهللَ‪َ‬وتقوا َه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫قال تعالى‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﰀ ﰁ ﰂ) [النور‪.]52:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وال‬ ‫فوز‬‫ال‬ ‫ل‬ ‫يحص‬ ‫ال‬ ‫ا‬‫أمور‬ ‫اآلية‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫ر‬‫ـ‬‫ك‬‫فذ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬النجاة وال الفالح إال هبا‪ ،‬وهي‪ :‬طاعة الل ‪ ،‬وطاعة رسوله ‪‬‬
‫‪‬‬
‫م‪.‬‬ ‫تقد‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫باتباع سنته ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واألمران اآلخران هما‪ :‬خشية الل ‪ ‬وتقواه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬فأما خشية الل ‪ ‬فإنها تعتبـر أساسا عظيما للنجاة يوم ‪‬‬
‫جاة واإليمان بأهنم ( ﯽ ‪‬‬‫‪ ‬القيامة‪ ،‬فقد وصف الل ‪ ‬أهل الن ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬‫]‬‫‪57‬‬ ‫[المؤمنون‪:‬‬ ‫)‬ ‫ﰀ‬ ‫ﯿ‬ ‫ﯾ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ووصفهم بقوله‪( :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﭭ ﭮ) [األنفال‪.]2:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫القبائح‪ ،‬‬
‫ه‬ ‫وذلك أن خشية الل ‪ ‬تسوق اإلنسان إلى ترك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واإل ه‬
‫قبال على العبادات‪.‬‬ ‫‪ ‬وفع هل الطاعات‪ ،‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ولهذا يقول الحسن البصري ¬‪« :‬المؤمن جمع ‪‬‬
‫إهحسانا وشفقـة‪ ،‬والمنافق جمع إساءة وأمنا»‪ ،‬ثم تال الحسن‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪( ‬ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ)(‪.)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وخشية الل ‪ ‬إنما تتحقق بمعرفة أسماء الل الحسنى ‪‬‬
‫‪ ‬وصفاته العال‪ ،‬والتأم هل يف آيات الل الكونية والشرعية‪ ،‬فكلما ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫له‪،‬‬ ‫خشية‬ ‫أعظم‬ ‫كان‬ ‫‪‬‬ ‫بالل‬ ‫معرفة‬ ‫أعظم‬ ‫العبد‬ ‫كان‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬تعالى‪ ( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ) [فاطر‪.]28:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫سبب ‪‬‬
‫هلل فهي جماع كل خير للعبد‪ ،‬وهي ٌ‬ ‫وأم َاَتقوىَا َ‬ ‫‪‬‬
‫عظيم للنجاة يوم القيامة‪ ،‬كما قال تعالى‪( :‬ﮃ ﮄ ﮅ ‪‬‬ ‫ٌ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪،‬‬‫]‬ ‫‪61‬‬‫[الزمر‪:‬‬ ‫)‬ ‫ﮍ‬ ‫ﮌ‬ ‫ﮋ‬ ‫ﮊ‬ ‫ﮉ‬ ‫ﮈ‬ ‫ﮇ‬ ‫ﮆ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقـال الل ‪( :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ) [فصلت‪ ،]18:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (1( ‬أخرجه الطربي يف «تفسيره» (‪.)68/17‬‬
‫‪‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال الل ‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪[ ‬النمل‪.]53:‬‬
‫والتقوى يف األص هل‪ :‬مأخوذ ٌة مهن ه‬
‫الوقاية‪ ،‬ومن أحسن ما ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫لنا‬ ‫ف‬ ‫ص‬‫‪ ‬عرفت به قول طل هق بن حبهيب ¬ لما سئل‪ :‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫ى‪ :‬عم ٌل بطاعة الل؛ رجاء رحمة الل‪ ،‬‬ ‫‪ ‬التقوى؟ فقال‪«َ :‬التقو َ‬
‫ى‪ :‬ترك معصية الل؛ مخافة هع ه‬
‫قاب ‪‬‬ ‫على نور من الل‪ ،‬والتقو َ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الل‪ ،‬على نور من الل» ‪ ،‬وال شك َ أن من أدى فرائض ‪‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪ ‬اإلسالم وواجبات الدين‪ ،‬واجتنب المحرمات واآلثام فإنه ‪‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واآلخرة‪.‬‬ ‫الدنيا‬ ‫يف‬ ‫فلح‬ ‫الم‬ ‫اجي‬ ‫الن‬ ‫هو‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد صح عن جابر بن عبد الل ☻ أن النعمان بن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬قوقل ☺ أ ت ى النبهي فقال‪« :‬يا رسول الل! أرأيت ‪‬‬
‫‪ ‬إهذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحالل؛ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬أأدخل الجنة؟» قال ‪« :‬نعمَ» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الَّسي ف «الزهد» (‪.)552‬‬
‫‪ )1( ‬أخرجه هناد بن ر‬
‫‪‬‬ ‫‪ )2( ‬أخرجه مسلم ف «صحيح» (‪.)15‬‬
‫‪‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فكل من جاهد نفسه وصبرها على فعل الواجبات وترك ‪‬‬
‫‪ ‬المحرمات فإن الل سينجيه ويهديه إلى سواء الصراط‪ ،‬كما ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫قال تعالى‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﮩ) [العنكبوت‪.]69:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أن‬ ‫د‬‫ب‬
‫ٌ‬ ‫ال‬ ‫لمحذور‬ ‫ل‬ ‫رتك‬ ‫ال‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫لمأمور‬ ‫ل‬ ‫فعل‬ ‫ال‬ ‫وهذا‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫ليعرف العبد ما يتقي‪ ،‬كما قال ‪‬‬ ‫‪ ‬يكون عن نور وعلم‪ ،‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫تعالى‪ ( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﭧ) [الشورى‪.]52:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬قال بكـر بن خنـيس ¬‪«َ :‬كيف يكون مـتـقيا من ال ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬يدري ما يتـقي؟! َ»(‪.)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ « )1( ‬جامع العلوم واحلكم » البن رجب (‪)402/1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المَوجبََالرَابعَ‪َ:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬حفظَاللسانَ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬فمن وسائل النجاة والسالمة‪ :‬حفظ اللسان وصيانته ‪‬‬‫ه‬ ‫ه‬
‫بن عامر ☺ قال‪ :‬‬ ‫‪ ‬عن كل ما يسوء‪ ،‬ففي الحديث عن عقبة ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬قلت‪«َ ََ:‬يا رسول الل ما النجاة؟ َ»‪ ،‬قال ‪«َ :‬املكََعليكَ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ك َ»(‪.)1‬‬
‫َعلىَخطيئَـَتَـ َ‬
‫َ‬ ‫‪َ،‬وابَـك‬
‫ك َ‬ ‫‪َ،‬ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ‬
‫‪ ‬لسانك َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫لسانك َ»‪ :‬تنبي ٌه إلى أهمية ‪‬‬ ‫َ‬ ‫فقوله ‪«َ :‬املكَ عليكَ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬صيانة اللسان؛ وذلك بأن ينظـر العبد يف كالمهـ هه‪ ،‬فإن كان خيرا ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬تكلم به‪ ،‬وإن كان بخالف ذلك أحجم‪ ،‬كما قال ‪«َ :‬منَ ‪‬‬
‫َخيراَأوَلَـيصمتَ َ»(‪ .)2‬‬ ‫‪ ‬كانَيَـؤمنَباهللَواليومَاآلخرَفليَـقل ا‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫رمذي فـي «جامعه» (‪ ،)2406‬وصححه األلبانـي فـي ‪‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه التـ ُّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ ‬الصحيحة َ» (‪.)890‬‬
‫‪ )2( ‬أخرجه البخاري ف «صحيحه» (‪ ،)6018‬ومسلم ف «صحيحه» ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.)47( ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وجنايته كبير ٌة على المرء‬ ‫اللسان عظيمةٌ‪ ،‬ه‬ ‫ه‬ ‫فإن خطورة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬وعلى ديـنـه وعلى مجتمعه ومن حوله‪ ،‬ولهذا كان الوعيد ‪‬‬
‫‪ ‬فيها شديدا‪ ،‬كما قال النبي ‪« :‬إنَالعبدَليتكلمَبالكلمةَ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫الم‬ ‫َ‬ ‫بين‬ ‫اَ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫بعد‬ ‫َأ‬ ‫ار‬ ‫الن‬ ‫يفَ‬ ‫بهاَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ُّ‬ ‫ز‬ ‫ـ‬ ‫َفيهاَي‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫َ‬‫تب‬ ‫ـ‬‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬والمغربَ َ» ‪.‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قت‬ ‫تعل‬ ‫سان‬ ‫بالل‬ ‫ا‬ ‫وثيق‬ ‫ا‬ ‫ارتباط‬ ‫مرتبطة‬ ‫جاة‬ ‫الن‬ ‫كانت‬ ‫ا‬‫لم‬ ‫و‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬جميع أعضاء البدن به يف مصيرها‪ ،‬قال ‪« :‬إذاَأصبحَ ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬ابنَآدمَفإنَاألعضاءَكلهاَتَـكفرَاللسان؛َفتقول‪َ:‬اتَـَقَاهللَ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬‫ت‬‫َ‬ ‫ج‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫اع‬ ‫َ‬‫ن‬‫َ‬ ‫نا‪َ،‬وإ‬ ‫م‬ ‫ق‬‫ـ‬‫َ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫َاس‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫اس‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫؛َفإ‬ ‫َبك‬ ‫ماَنحن‬ ‫ن‬ ‫فينا‪َ،‬فإ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬اعوججنا َ»( ‪.)2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫الخير كله يف الدنيا ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫فحفظ اللسان وصيانته مالك‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫سبب للهالك ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫واآلخرة‪ ،‬وإهماله وإطالقه وعدم التحفظ فيه ٌ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )1( ‬أخرجه البخاري ف «صحيحه» (‪ ،)6477‬ومسلم ف «صحيحه» ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.)2988( ‬‬
‫‪ )2( ‬أخرجه الرتمذي ف «جامعه» (‪ ،)2407‬وصححه األلبان ف «صحيح ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الجامع» (‪.)344‬‬
‫‪‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬والخسارة‪ ،‬ولهذا حينما ذكر النبي أصول الدين وأبواب ‪‬‬
‫‪ ‬الخير لمعاذ بن جبل ☺ يف حديث طويل‪ ،‬ختمه بقوله‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫ذ‬ ‫خ‬ ‫فأ‬ ‫‪،‬‬ ‫َبمًلكَذلكَكل َه؟ َ»‪ ،‬قلت‪«َ :‬بلى يا ن هبي ه‬
‫الل َ»‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫ر‬‫خب‬ ‫الَأ‬‫أ‬
‫‪‬‬
‫‪«َ ‬‬
‫‪‬‬
‫الل‪ ،‬وإهنا ‪‬‬ ‫‪ ‬بهـ هلسانهـ هه‪ ،‬قال‪َ «َ :‬كَـفَعليكَهذَا َ»‪ ،‬فقلت‪«َ :‬يا نبهي ه‬
‫‪ ‬لمؤاخذون بهما نتكلم به هه؟ َ»‪ ،‬فقال ‪«َ :‬ثَـكلَـتكََأمكَََياَ ‪‬‬
‫ُّ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫‪-‬‬ ‫ََ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫وه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫علىَ‬ ‫َ‬ ‫ار‬ ‫الن‬ ‫يفَ‬ ‫َ‬‫اس‬ ‫الن‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫ُّ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫وهلَ‬ ‫‪َ،‬‬‫عاذ‬ ‫م‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬علىَمناخرهمَ‪َ-‬إالََحصائدَألسنتهمَ َ»(‪.)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫المؤمن أن يحرص على عد هم إطالق لسانه ‪‬‬ ‫ه‬ ‫فينبغي على‬ ‫‪‬‬
‫الحال سالم ٌة ومنجا ٌة ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬فيما ال ينفعه‪ ،‬فإن الصمت يف مثل هذه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫»( ‪)2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ج‬ ‫َن‬‫ت‬ ‫م‬ ‫نَص‬ ‫م‬ ‫«‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬‫قال‬ ‫أنه‬ ‫النبي‬ ‫عن‬ ‫بذلك‬ ‫صح‬ ‫كما‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )1( ‬أخرجه الرتمذي ف «جامعه» (‪ ،)2616‬وصححه األلبان ف «السلسلة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الصحيحة» (‪.)1122‬‬
‫‪ )2( ‬أخرجه الرتمذي ف «جامعه» (‪ ،)2501‬وصححه األلبان ف «السلسلة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الصحيحة» (‪.)536‬‬
‫‪‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫سَ‬‫الموجبََالخامَ َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪َ‬الفرارَمنَالفتنَ‪َ َ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬إن الفرار من الفت هن‪ ،‬واالبتعاد عنها‪ ،‬وإغالق األبواب ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫للعبد يف الدنيا ويوم القيامة‪ ،‬وسالم ٌة لديـنه هه ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬دوهنا منجا ٌة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫تقد‬ ‫ما‬ ‫منها‬ ‫؛‬‫ة‬‫ٌ‬ ‫عديد‬ ‫نصوص‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ت‬ ‫دل‬ ‫وقد‬ ‫نياه‪،‬‬‫ود‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬حديث عقبة بن عامر ☺ عندما قال‪« :‬يا رسول الل ما ‪‬‬
‫ك‪ َ،‬‬ ‫‪َ،‬ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ‬
‫‪ ‬النجاة؟ َ»‪ ،‬قال ‪«َ :‬املكَعليكَلسانك َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ك َ»(‪.)1‬‬
‫َعلىَخطيئَـَتَـ َ‬
‫َ‬ ‫وابَـك‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ك َ»‪ :‬معناه أن يحرص المرء ‪‬‬ ‫ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ‬ ‫فقوله ‪َ «َ :‬‬ ‫‪‬‬
‫الفتن؛ ليكون بعيدا ‪‬‬ ‫‪ ‬على لزو هم بيـتهه ال سيما عندما تشر هئب ه‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من‬ ‫للمرء‬ ‫ة‬‫الم‬ ‫والس‬ ‫ـة‬‫ـن‬‫م‬ ‫األ‬ ‫البيوت‬ ‫يف‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬‫ها‬‫استشراف‬ ‫عن‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الفت هن‪ ،‬فإذا خرج من بيـته وتعرض لها فقد عرض نفسه ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫كة‪ ،‬ولهذا ش هرع للمس هل هم أن يـكثهـر من التعو هذ مهن الـ هفت هن‪ ،‬‬ ‫‪ ‬للهلـ ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫التـرمذي فـي «جامعه» (‪ ،)2406‬وصححه األلبانـي فـي ‪‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ ‬الصحيحة َ» (‪.)890‬‬
‫‪‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪‬‬
‫كما صح عن النبي قوله ألصحا هبه ♥‪« :‬ت َعَـوذواَباهللَمنَ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ن َ»( ‪)1‬‬
‫َ‬ ‫ط‬ ‫َمنهاَوماَب‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫‪َ،‬ماَظ‬
‫َ‬ ‫الفتن‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد استجد يف هذا الزمان أجهز ٌة حديث ٌة قد توجد مع ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬المرء يف بيـته‪ ،‬وتدخل عليه أنواعا من الفتن والشرور ؛ يف ‪‬‬
‫ه‬
‫الناس ‪‬‬ ‫كثير مهن‬
‫‪ ‬باب الشهوات وباب الشبهات‪ ،‬وقد تورط ٌ‬
‫ه‬ ‫ورطات عظيمة مهن‬
‫خالل التساه هل فـي استعمال هذه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬األجهزة والدخول لعدد من المواقع والربامج الفاسدة‪ ،‬‬
‫‪ ‬ولهذا فالنجاة المعلقة بلزوم البيوت يف الحديث السابق ‪‬‬
‫مقـيد ٌة بالـبع هد عن استخدام األجهزة الحديثة بما يجلب‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬الفتن على اإلنسان‪ ،‬ويضيع عليه أخالقه ودنياه وآخرته‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬والخسارة حينئذ عظيمةٌ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ها‪،‬‬‫شر‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫م‬‫ال‬ ‫س‬‫ال‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ن‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫ب ه‬
‫الف‬ ‫ه‬ ‫تجن‬ ‫يف‬ ‫جاة‬ ‫والن‬ ‫عادة‬ ‫فالس‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ن َ»(‪.)2‬‬
‫‪ ‬كما قال النبي ‪« :‬إنَالس َعَـيدَلمنَجنبَالفت َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه مسلم ف «صحيحه» (‪.)2867‬‬
‫‪ )2( ‬أخرجه أبو داود فـي «سننه» (‪ ،)4263‬وصححه األلبانـي فـي ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ ‬الصحيحة َ» (‪.)1975‬‬
‫‪‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ادس‬
‫الموجبََالس َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫كثرةََالدَُّعاءََوال ُّلجوءَإلىَاهلل‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬والدعاء مفتاح كل خير يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬وإذا علم ‪‬‬
‫‪ ‬العبد أنه ال نجاة يف الدنيا وال يف اآلخرة إال لمن نجاه الل ‪ ،‬‬
‫‪‬‬
‫فاطلب‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫د‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫بيد‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬‫منه‬ ‫ها‬ ‫يطلب‬ ‫أن‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫فالواج‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬نجاتك من الل ‪ ،‬وقد قال الل ‪( :‬ﯩﯪ ﯫ ‪‬‬
‫‪ ‬ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫وقال‬ ‫‪ ‬ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [البقرة‪،]186:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪( ‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ) [غافر‪.]60:‬‬
‫‪‬‬
‫ل‬ ‫بك‬ ‫؛‬‫‪‬‬ ‫لنفس هه النجاة فليكثـر من دعاء ا ه‬
‫لل‬ ‫فمن أراد ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬خير؛ فيدعو الل بالثبات‪ ،‬ويدعوه بالسالمة من الزيغ‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ويدعوه بالصالح‪ ،‬وغيرها من خيري الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬وأعظم الدعاء على اإلطالق‪ :‬الدعاء الذي يف فاتحة ‪‬‬
‫‪ ‬الكتاب‪( :‬ﭧﭨﭩ) [الفاتحة‪ ،]6:‬إلى هناية السورة‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫فإن الل ‪ ‬إذا هدى العبد إلى صراطه فإنه سينجو قطعا يف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وعظ هم حاجته هه له؛ افرتض‬
‫للعبد‪ ،‬ه‬
‫وألهمي هـة هذا الدعاء ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الل قوله يف اليوم والليلة سبع عشرة مرة‪ ،‬بعدد ركعات ‪‬‬
‫‪ ‬الصلوات المكتوبة‪ ،‬فينبغي على المسلم وهو يقرأ سورة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫باستمرار‪،‬‬ ‫له‬ ‫وحاجته‬ ‫‪،‬‬ ‫العظيم‬ ‫عاء‬‫الد‬ ‫هذا‬ ‫يستشعر‬ ‫أن‬ ‫الفاتحة‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فإهن الظفر والفوز بالهداية يحصل به الخير والنجاة والفوز ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الكبير يف الدارين‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فالدعاء واللجوء إلى الل ‪ ،‬واإللحاح عليه بالسؤال ‪‬‬
‫‪ ‬مهن أعظم موجبات النجاة يف الدنيا واآلخرة؛ ولهذا كان ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫الل‬ ‫فيستجيب‬ ‫جاة‬ ‫بالن‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫يدعون‬ ‫ۏ‬ ‫األنبياء‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ك‪:‬‬
‫‪ ‬وينجيهم مما نزل هبم‪ ،‬ومنَذل َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ﭺ‬ ‫ﭹ‬ ‫ﭸ‬ ‫ﭷ‬ ‫ﭶ‬ ‫ﭵ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫‪¥‬‬ ‫نوح‬ ‫الل‬ ‫نبي‬ ‫دعاء‬ ‫*‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﭻﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ)‪ ،‬فقال ‪ :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫(ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) [الشعراء‪.]119-117:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫* دعاء نبي الل لوط ‪( :¥‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ)‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬فقال الل ‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ) [الشعراء‪.]170-169:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫* دعاء نبي الل يونس ‪ ( :¥‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮝﮞﮟ ﮠﮡ ﮢﮣ ﮤ)‪ ،‬فقال ‪ :‬‬
‫‪( ‬ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ) ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫[األنبياء‪]88-87:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ * ‬وقال الل ‪ ‬يف حال موسى وهارون ڽ‪( :‬ﮑ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ﮚ‬ ‫ﮙ‬ ‫ﮘ‬ ‫ﮗ‬ ‫ﮖ‬ ‫ﮕ‬ ‫ﮔ‬ ‫ﮓ‬ ‫ﮒ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﮛ) [الصافات‪.]115 -114 :‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫وهكذا من يتأم هل القرآن الكريم ي ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ا‬‫كثير‬ ‫ا‬‫شيئ‬ ‫فيه‬ ‫د‬‫ج‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬أدعيـة األنبياء ‪ ،‰‬وسؤالهم ربهم‪ ،‬واطراحهم بين يديه يف ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬جميع أحوالههم؛ فأجاب الل دعوتهم‪ ،‬وحقق لهم طلبتهم‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ال‬ ‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫فإن‬ ‫؛‬ ‫ه‬ ‫ودعا‬ ‫العالمين‬ ‫رب‬ ‫إلى‬ ‫التجأ‬ ‫من‬ ‫سائر‬ ‫وهكذا‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يخيب عبدا دعاه‪ ،‬وال يرد سائهال رجاه‪ ،‬فمن رام النجاة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫يف الدنيا واآلخرة فعليه بالدعاء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪‬‬
‫العبد أن يستـذ هكـر كل ليلة أن نجاته بيـ هد الل ‪،‬‬ ‫وعلى ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وال نجاة إال لمن نجاه الل ‪ ،‬فيفزع إلى ربه راجيا مـتـذلـال ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب الناجين الفائزين‪.‬‬ ‫‪ ‬طامهعا بأن يجعله يف رك ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الرباء بن عازب ☺ قال‪ :‬قال النبهي ‪«َ :‬إذاَأتيتَ ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ف ه‬
‫عن‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬‫ك‬ ‫ق‬‫َعلىَش‬ ‫ع‬‫ـ‬‫َ‬‫ج‬
‫َ‬ ‫ط‬ ‫َاض‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫َ‬‫‪،‬‬‫َ‬ ‫ًلة‬
‫َ‬ ‫َللص‬ ‫ك‬ ‫وء‬ ‫ض‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫َفتوض‬ ‫مضجعك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ل َ‪َ َ:‬‬ ‫األيمن َ‪َ،‬ثمَق َ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ك‬
‫َ‬ ‫مريَإلي‬ ‫َأ‬‫ت‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫وف‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫َ‬ ‫َوجهيَإليك‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬‫س‬ ‫َأ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫(‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫ك َ‪َ،‬الَمََـلجأ‪َ،‬والَ ‪‬‬ ‫‪ ‬وألجأتَظهريَإليك َ‪َ،‬رغ َبـةاَورهبَـةاَإلي َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ت‬
‫َ‬ ‫ل‬‫نز‬‫َالذيَأ‬ ‫َبكتابك‬ ‫َآمنت‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫َ‬ ‫إالَإليك‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬وبََـنََـبَـيََـكَالذيَأرسلتَ) َ‪َ َ.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فإنَمتَمنَليلتكَفأنتَعلىَالف َطَـر َة َ‪َ،‬واجع َلَـهنَآخرَ ‪‬‬
‫ماَتَتَـكلمَب َه َ»(‪َ .َ )1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫»‬‫َ‬ ‫صحيحه‬ ‫«‬
‫َ‬ ‫فـي‬ ‫ومسلم‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪247‬‬ ‫(‬ ‫»‬‫صحيحه‬ ‫«‬ ‫فـي‬ ‫البخاري‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬‫(‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،)2710( ‬واللفظ للبخاري‬
‫‪‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪‬‬
‫ه هه هه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫بنفس‬ ‫ه‬‫نفس‬ ‫ن‬‫م‬ ‫جي‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫فهو‬‫«‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫¬‬ ‫م‬‫القي‬ ‫ابن‬ ‫قال‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬ويـعيذ من نفسه بنفسه‪ ،‬وكذلك الفرار؛ يـفـر عبده منه إليه‪ ،‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫وحيد والقد هر‪ ،‬وأنه ال رب غيره‪ ،‬وال‬ ‫تحقيق للت ه‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا كله‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬خالق سواه‪ ،‬وال يملك المخلوق لنفسه وال لغيره ضرا وال ‪‬‬
‫‪ ‬نفعا‪ ،‬وال موتا وال حياة وال نشورا‪ ،‬بل األمر كله لل ‪ ،‬ليس ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ألحد ه‬
‫‪‬‬
‫»(‪)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ء‬
‫ٌ‬ ‫شي‬ ‫منه‬ ‫واه‬ ‫س‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« )1( ‬شفاء العليل» (ص‪.)273‬‬
‫‪‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الموجبَالسابع َ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬مًلزمةَالتوبةَواالستغفار ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بيان‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫ن‬‫والس‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬ ‫صوص‬ ‫الن‬ ‫افرت‬ ‫ض‬ ‫ت‬ ‫فقد‬ ‫‪‬‬
‫عظيم للنجاة يوم ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬فضل التوبة واالستغفار‪ ،‬وأنهما موج ٌ‬
‫‪ ‬القيامة‪ ،‬ولهذا يقول الصحابي الجليل علي بن أبي طالب ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪« :☺ ‬عجبت لمن يهلك والنجاة معه!» قيل‪ :‬وما هي؟ فقال‪ :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« ‬االستهغفار»(‪.)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫عن‬ ‫الل‬ ‫رسول‬ ‫☺‬ ‫عامر‬ ‫بن‬ ‫عقبة‬ ‫سأل‬ ‫وعندما‬ ‫‪‬‬
‫ك‪ َ،‬‬
‫ولَـيسعك ََبَـَيَـَتَـ َ‬‫‪ ‬النجاة‪ ،‬قال ‪«َ :‬املكَعليكَلسانك‪َ َ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ك َ»(‪.)2‬‬ ‫َعلىَخطيئَـَتَـ َ‬
‫َ‬ ‫وابَـك‬
‫‪َ ‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فقوله ‪َ« :‬وابك َعلىَخطيئَـَتَـكَ»َ‪ :‬إشار ٌة للتوبة ‪‬‬
‫‪‬‬
‫التي‬ ‫نوب‬ ‫والذ‬ ‫الخطايا‬ ‫جميع‬ ‫ه‬
‫بالخطيئة‬ ‫والمراد‬ ‫واالستغفار‪،‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه الدينوري فـي «المجالسة وجواهر العلم» (‪.)49/4‬‬
‫التـرمذي فـي «جامعه» (‪ ،)2406‬وصححه األلبانـي فـي ‪‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ )2( ‬أخرجه‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ ‬الصحيحة َ» (‪.)890‬‬
‫‪‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تقع من اإلنسان‪ ،‬فالمفرد إذا أضيف يفيد العموم‪ ،‬ويف هذا ‪‬‬
‫‪ ‬إشارة إلى أن العبد يف مقام االستغفار والـتوبة عليه أن ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يستحضر كثرة ذنوبـ ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أو‬ ‫الخفاء‬ ‫يف‬ ‫منها‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وخطاياه‪،‬‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬العلن‪ ،‬وما كان منها قديما أو حديثا‪ ،‬وأن يستغفر الل ويتوب ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الكبير‬ ‫والفوز‬ ‫النجاة‬ ‫لينال‬ ‫ا‪،‬‬‫جميع‬ ‫منها‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ولهذا كان من دعاء النبي يف سجوده‪« :‬اللهمَاغفرَ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وعًلنيَـَتَـهَوسر َه» ‪ .‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬ليَذنبيَكلهَ؛َدقهَوجله‪َ،‬وأولهَوآخرهَ َ‪َ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الذنوب‬ ‫عن‬ ‫باإلقالع‬ ‫‪،‬‬ ‫صادقة‬ ‫توبة‬ ‫ه‬‫رب‬ ‫إلى‬ ‫العبد‬ ‫تاب‬ ‫فإذا‬ ‫‪‬‬
‫جميعها‪ ،‬والند هم على فعلها‪ ،‬والعز هم على عدم العودة إليها‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وأكثر من االستغفار لل ‪ ،‬فإن الل سينجيه يف الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬كما قال ‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ‪‬‬
‫‪ ‬ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ) [األنفال‪ ،]33:‬فكانت توبـتهم ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬واستغفارهم سببا لنجاهتم وصرف العذاب عنهم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )1( ‬أخرجه مسلم فـي «صحيحه» (‪.)483‬‬
‫‪‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد قال النبي ‪« :‬طوبىَلمنَوجدَفيَصحيفتَـهَ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فاراَكَـثَـ ايرا َ» ‪.‬‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫‪ ‬استغ ا‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ولهذا كان النبي يكثـر من التوبة واالستغفار يف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬يومه وليلته‪ ،‬فعن أبي هريرة ☺ قال‪ :‬سمعت رسول الل ‪‬‬
‫إليهَيفَاليومَأكثرَمنَ ‪‬‬
‫َ‬ ‫اهللَوأتوب َ‬
‫َ‬ ‫يَألستغفر َ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬يقول‪«َ :‬واهللَإن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫»(‪)2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫مر‬
‫َ‬ ‫َ‬‫سبعين‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وعن ابن عمر ‪ ‬قال‪«َ :‬إنَكنا لنـعد لرسول الل يف ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫المجلس الواحد مائة مرة‪(َ :‬ربَاغفرَلي‪َ،‬وتبَعلي‪َ،‬إنكَ ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬أنتَالتوابَالرحي َم َ)َ َ»(‪.)3‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )1( ‬أخرجه ابن ماجه ف «سننه» (‪ ،)3818‬وصححه األلبانـي فـي ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ ‬صحيح الجامع َ» (‪.)3930‬‬
‫‪‬‬ ‫البخاري فـي «صحيحه» (‪.)6307‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ )2( ‬أخرجه‬
‫‪ )3( ‬أخرجه أبو داود ف «سننه» (‪ )1516‬واللفظ له‪ ،‬والرتمذي فـي ‪‬‬
‫‪« ‬جامعه» (‪ ،)3434‬وصححه األلباين يف «السلسلة الصحيحة» (‪ .)556‬‬
‫‪‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ن‬‫الموجبََالثام َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الحذرَمنَالعَجَبََواالغترار ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بعمله‬ ‫المرء‬ ‫عجب‬ ‫ي‬ ‫أال‬ ‫جاة‪:‬‬ ‫الن‬ ‫موجبات‬ ‫ومن‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الصالح‪ ،‬وأال يغتـر بنفسه وبطاعاته‪ ،‬وأن يحذر من ذلك أشد ‪‬‬‫ه‬
‫سبب لنجاته‪ ،‬وأما من أهمل هذا ‪‬‬ ‫الحذر؛ فإن حذره من ذلك ٌ‬
‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ٌ‬
‫‪ ‬الجانب‪ ،‬وأدخل على نفسه الغرور والعجب فإنه هالك ال ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬محالة‪ ،‬وقد قال الشيخ حافظ الحكمي ¬‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ب‬‫َ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ه‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫فاحذ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ب‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫والع‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ََََ‬ ‫‪‬‬
‫يَسَيَـ َلَـهَالعَـرَمَ َ ‪‬‬
‫حَـَبَـهَ َفَـ َ‬
‫مالَصا َ‬‫أ َعَـ َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وطاعات ‪‬‬
‫ٌ‬ ‫صالحات‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أعمال‬ ‫فمن الناس من تكون عنده‬ ‫‪‬‬
‫رور أو العج هب‪ ،‬ويركن ‪‬‬ ‫عات‪ ،‬فيدخل عليه شي ٌء مهن الغ ه‬ ‫‪ ‬متنو ٌ‬
‫‪‬‬
‫ه‪.‬‬‫كل‬ ‫عمله‬ ‫ويحبط‬ ‫بذلك‪،‬‬ ‫فيهلك‬ ‫‪،‬‬‫ه‬‫عمل ه‬
‫‪ ‬إلى ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫والواجب على اإلنسان أن يعلم أنه مقص ٌر‪ ،‬وأنه مهما ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫عمل هه فلن يؤدي شكر نهع ه‬ ‫‪ ‬بلغ يف ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النبي‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫عليه‪،‬‬ ‫الل‬ ‫م‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫َالجنَـ َة» قالوا‪ :‬وال أنت يا رسول الل؟‬ ‫«لنَيدخلَأحدا اَعمله َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬قال‪« :‬ال‪َ،‬والَأنَا‪َ،‬إالَأنَيتغمدنيَاهللَبفضلَورحم َة» ‪ .‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬

‫وكان ذلك الحال يف هخيار هذه األمة من الصحابة فمن‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬بعدهم‪ ،‬ومن ذلك قول عبد الل بن أبي مليكة ¬ وهو من ‪‬‬
‫أصحاب النبي ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬علماء التابعين‪« :‬أدركت ثالثين مهن‬
‫نفس هه»(‪)2‬‬
‫‪ ‬كلهم يخاف النـفاق على ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وإذا كان أبو بكر☺ ‪ -‬هصديق هذه األمة‪ ،‬وخير ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يدعو‬ ‫دعاء‬ ‫ه‬ ‫م‬‫عل‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫النبي‬ ‫سأل‬ ‫ا‬‫لم‬ ‫‪-‬‬ ‫األنبياء‬ ‫بعد‬ ‫الناس‬ ‫‪‬‬
‫إينَظلمتَنفسيَ ‪‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬الل به يف صالته علمه أن يقول‪َ « :‬‬
‫اللهمَ‬
‫‪َ،‬فاغفرَليَمغفر اَةَمنَ ‪‬‬
‫َ‬ ‫إالَأنت‬
‫َ‬ ‫ا‪َ،‬والَيغفرَالذنوبَ‬
‫َ‬ ‫كثير‬
‫ظلم َاَ اَ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عندك‪َ،‬وارحمنيَإنكَأنتَالغفورَالرحي َم» ‪ ،‬فكيف الشأن ‪‬‬
‫(‪)3‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬بمن هو دونه؟!‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ )1( ‬أخرجه البخاري فـي «صحيحه» (‪ ،)5673‬ومسلم فـي «صحيحه» ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،)2816( ‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ )2( ‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» تعليقا مجزوما به (‪.)48‬‬
‫‪ (3( ‬أخرجه البخاري يف«صحيحه»(‪ ،)834‬ومسلم يف«صحيحه»(‪ .)2705‬‬
‫‪‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ¬‪«َ :‬فليس ألحد أن يظن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬استغناءه عن التوبة إلى الل واالستغفار من الذنوب ؛ بل كل ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬أحد محتاج إلى ذلك دائما»(‪.)1‬‬
‫ه ه‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يبة‬‫الط‬ ‫ة‬ ‫ح‬‫ال‬‫الص‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫عم‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ـ‬‫وف‬ ‫إذا‬ ‫العبد‬ ‫أن‬ ‫ل‬ ‫فالحاص‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فال يـركن إلى أعماله‪ ،‬وال يغرت ويعجب هبا‪ ،‬بل يكون خائفا ‪‬‬
‫‪ ‬من عدم قبول أعمالهه‪ ،‬كما قال تعالى‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [المؤمنون‪]60:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وعندما سألت أم المؤمنين عائشة ♦ النبي عن ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫معنى هذه اآلية وقالت‪ :‬أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫يصومونَويَـص َُّلو َنَ ‪‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ولكنهمَالذي َ‬
‫َ‬‫الص َديق َ‪َ ،‬‬
‫بنتَ َ‬‫الَيَاَ َ‬
‫‪ ‬قال ‪َ « :‬‬
‫‪‬‬ ‫م»(‪.)2‬‬
‫بلَمنه َ‬
‫ويتصدقون‪َ،‬وهمَيخافونَأنَالََيَـ َق َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪« )1( ‬الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» (ص‪ .)131‬‬
‫‪ (2( ‬أخرجه الرتمذي يف «الجامع» (‪ ،)3175‬وصححه األلباين يف ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« ‬الصحيحة» (‪.)162‬‬
‫‪‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الموجبََالتاس َع‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫هللَ‪ َ َ‬‬
‫‪‬‬ ‫سابَوالوقوفَبينَيديَا َ‬ ‫َالح َ‬ ‫تذكُّر َ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ومنَأسبابَالنجا َة‪ :‬تذكر ذلك اليوم العظيم الذي يقف ‪‬‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فيه الخالئق بين يدي رب العالمين للحساب والمجازاة‪ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬وال يملك أحدٌ ألحد نجاة وال نفعا وال ضرا‪( ،‬ﮝﮞ ﮟ ‪‬‬
‫‪ ‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [االنفطار‪]19-17 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫وشدائده أورث ‪‬‬ ‫فالمؤمن إذا تذكر ذلك اليوم وأهواله‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫التي‬ ‫األسباب‬ ‫خذ‬ ‫وات‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ‬ذلك عنده خوفا واستعدادا آلخرته ه‬
‫ـه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬تكون سببا لنجاته وفوزه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أن‬ ‫يذكرون‬ ‫اآلخرة‬ ‫يف‬ ‫نجوا‬ ‫الذين‬ ‫أن‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫ن‬‫ي‬‫ـ‬‫ب‬ ‫ولهذا‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬استحضارهم يف الدنيا للحساب والمجازاة كان سببا يف ‪‬‬
‫‪ ‬فوزهم ونجاهتم‪ ،‬قال ‪( :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ) [الحاقة‪ .]20-19 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وقال تعالى‪( :‬ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ) [الطور‪]28-25:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فمن ع هلم أنه سيـ هقف بين يدي الل ‪ ،‬وأن الل ‪ ‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪ ‬ه‬
‫‪‬‬ ‫د‬ ‫ع‬‫لي‬‫و‬ ‫اليوم‪،‬‬ ‫لذلك‬ ‫االستعداد‬ ‫له‬ ‫فينبغي‬ ‫‪،‬‬‫أعماله‬ ‫عن‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫سائ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬للمسألة جوابا‪ ،‬وليحرص أن يكون الجواب صوابا ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫د‬‫أ‬ ‫بن‬ ‫إبراهيم‬ ‫سمعت‬ ‫قال‪:‬‬ ‫¬‬ ‫بشار‬ ‫بن‬ ‫إبراهيم‬ ‫عن‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ¬ ‬يقول‪« :‬اذكر ما أنت صائـ ٌر إليه حق ذك هره‪ ،‬وتـفـكـر فيما ‪‬‬
‫ه‬
‫عذاب ‪‬‬ ‫‪ ‬مضى مهن عم هرك؛ هل تـثهق به وترجو النجاة مهن‬
‫‪‬‬ ‫ربك؟! فإهنك إذا كنت كذلك شغلت قلبك باالهته‬
‫‪‬‬
‫ه‬
‫بطريق‬ ‫ه‬
‫م‬ ‫ما‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫طريق الال ههين اآلمهنين المطمئنين؛ الذين أتبعوا ‪‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬الن ه‬
‫جاة عن‬
‫طريق هلـكاتههم‪ ،‬ال جرم‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫أنفسهم هواها‪ ،‬فأوقعـتـهم على‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬سوف يعلمون‪ ،‬وسوف يتأسفون‪ ،‬وسوف يندمون‪(،‬ﯸ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ) » [الشعراء‪.)1( ]227:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« )1( ‬حلية األولياء» (‪.)18/8‬‬
‫‪‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وعن معلى بن زياد قال‪ :‬سأل المغيرة بن مخادش ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪ ‬الحسن البصري‪ ،‬فقال‪«َ :‬يا أبا سعيـد‪ ،‬كيف نصنع بهمجالس هة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬
‫َ‬ ‫»‬
‫َ‬ ‫؟‬‫ر‬ ‫ـ‬‫طي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫نا‬‫لوب‬‫ق‬ ‫تكاد‬ ‫حتى‬ ‫وننا‬‫ث‬‫د‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫نا‬‫هاه‬ ‫وام‬‫ق‬‫أ‬ ‫‪‬‬
‫والل‪ -‬ألن تصحب أقواما ‪‬‬ ‫قال‪«َ :‬أيها الشيخ؛ إهنك ‪ -‬ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ا‬ ‫قوام‬‫أ‬ ‫ب‬‫ح‬ ‫ص‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫‪ ‬يخوفونك حتى تد هرك أمنا‪ ،‬خيـر لك مه‬
‫‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ه‬
‫‪ ‬يؤمـنونك حتى تلحقك المخاوف َ» ‪.‬‬
‫)‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (1( ‬أخرجه ابن المبارك يف َ«الزهد َ» (‪.)303‬‬
‫‪‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫العاش‬ ‫َ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫الموج‬ ‫‪‬‬
‫نكر ‪ ‬‬ ‫عنَالم َ‬
‫َ‬ ‫والنهيَ‬
‫َ‬ ‫عروفَ‬
‫َ‬ ‫األمرَباَل َم‬
‫‪َ  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫العظيمة وأعماله ه‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫‪،‬‬ ‫الجليلة‬ ‫ه‬ ‫م‬‫شعائر اإلسال ه‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬وصمام نجاة للم ـة‪ ،‬بل من أعظ هم موجبات نجاتـها من ‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬اله ه‬
‫الك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فبها تنـحسر المنكرات‪ ،‬وتـكـثـر الخيرات‪ ،‬وتـعم ‪‬‬ ‫ه‬
‫ه ه‪‬‬ ‫‪ ‬البركات‪ ،‬وتـتـنـزل الرحمات‪ ،‬ولها همن ه‬
‫صالح العباد‬
‫ه‬ ‫اآلثار يف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫رض والسماوات‪ ،‬وقد ‪‬‬ ‫‪ ‬والمجتمعات ما ال يعلمه إال رب األ ه‬‫ه‬
‫تكاثرت النصوص يف الحث على هذه الشعيرة وبيان أهميتها‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ﭤ‬ ‫ﭣ‬ ‫ﭢ‬ ‫ﭡ‬ ‫ﭠ‬ ‫ﭟ‬ ‫ﭞ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫قال‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﭥﭦﭧ) [آل عمران‪.]110:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال ‪(:‬ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ) [آل عمران‪.]104:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال ‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ) [التوبة‪.]71:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال ‪(:‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ‪‬‬
‫‪ ‬ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﮔ ﮕ) [الحج‪.]41:‬‬
‫‪‬‬
‫من‬ ‫المنكر‬ ‫عن‬ ‫هي‬ ‫والن‬ ‫ه‬
‫بالمعروف‬ ‫األمر‬ ‫أن‬ ‫يدل‬ ‫ا‬‫ومم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬موجبات النجاة والسالمة قول الل ‪ ( :‬ﭧ ﭨ ﭩ ‪‬‬
‫‪ ‬ﭪﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱ ﭲ ﭳ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) [األعراف‪. ]165:‬‬
‫‪ ‬وقول النبي ‪« :‬مثلَالقائمَعلىَحدودَاهللَوالواقع َ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فيهاَ كمثلَ قو ٍَمََاستهمواَ علىَ سفينَـَةََفأصابَََبعضهمَ ‪‬‬
‫‪ ‬أعًلهاَ وبعضهمَ أسفلها‪ََ،‬فكانَ الذينَ يفَ أسفلهاَ إذا َ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫وا‪َ:‬ل‬‫قال‬ ‫م‪َ،‬ف‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫فوق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫واَعلىَم‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ُّ‬ ‫َم‬ ‫َالماء‬ ‫ن‬ ‫واَم‬ ‫ق‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ت‬ ‫اس‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬خرقناَيفَنصيبناَخر اَقاَولمَنؤذَمنَفوقنا‪َ،‬فإن َيَتَـَرَكوهم َ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬وماَأرادواَهلَـكواَجمي اَعا‪َ،‬وإنَأخذواَعلىَأيديهمَنجواَ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬ونجواَجمي اَعا»(‪.)1‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪،‬‬‫الشعيرة‬ ‫هبذه‬ ‫عنى‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫فيهم‬ ‫دام‬ ‫ما‬ ‫بخير‬ ‫اس‬ ‫الن‬ ‫يزال‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫‪‬‬
‫عظيم‪ ،‬والعقوبة ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ‬فأما إذا تخلى الناس عنها فإن الخطـر‬
‫‪‬‬
‫‪.‬‬‫ة‬‫ٌ‬ ‫يم‬‫س‬ ‫‪‬جه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قال النبي ‪« :‬إنَالناسَإذاَرأواَالمنكرَفلم َيـغـيـرو َه؛َ ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬‫(‪)2‬‬
‫»‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫قاب‬
‫َ‬ ‫َبع‬‫َاهلل‬‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫َأنَي‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫وش‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫العظيمة‪ ،‬‬ ‫فليحرص المسلم على قيامه هه هبذه الشعيرة‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الحق‬ ‫أهل‬ ‫هنج‬ ‫ا‬‫الزم‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫مع‬ ‫فيها‬ ‫ا‬‫صادق‬ ‫ليكن‬ ‫و‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬والهداية يف ذلك‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫☺‬ ‫الل‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫ندب‬ ‫ج‬ ‫الجليل‬ ‫حابي‬ ‫الص‬ ‫قال‬ ‫ولهذا‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫يار علماء أه هل البصرة يذكرون األمر ‪‬‬‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬عندما رأى قوما من خ ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (1( ‬أخرجه البخاري يف «صحيحه» (‪.)2493‬‬
‫‪ )2( ‬أخرجه اإلمام أحمد يف «المسند» (‪ ،)1‬وصححه األلبانـي فـي ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪«َ ‬السلسلة الصحيحة َ» (‪.)1671‬‬
‫‪‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬بالمعروف والنهي عن المنـكر يف حديثهم‪ ،‬قال‪َ«َ :‬ل َمََأ‬ ‫ه‬
‫رَكاليومَ ‪‬‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫ن َ»(‪.)1‬‬
‫نَكانواَصادقي َ‬
‫َ‬ ‫جاةََإ‬
‫بالن َ‬
‫قَ َ‬
‫حَ‬‫اَأ َ‬
‫قوم َ‬ ‫‪َ ‬ق َُّ‬
‫طَ اَ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫الل‬ ‫الض‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫الباب مهن مس ه‬
‫الك‬ ‫ه‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫المسلم‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫وليحذ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫الشعيرة ‪‬‬ ‫ط هذه‬ ‫مراعاة ضوابه ه‬
‫ه‬ ‫وطرائق أه هل الباطله‪ ،‬فال بد مهن‬ ‫ه‬ ‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬ ‫وقواعدها الر ه‬ ‫ه‬ ‫القويمة‪ ،‬وآدابهها الم ه‬‫ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من‬ ‫ة‬‫د‬ ‫م‬‫ت‬ ‫س‬ ‫الم‬ ‫؛‬‫صينة‬ ‫‪،‬‬‫باركة‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬كتاب الل وسنة نبيـه ؛ فإهنا إذا أقيمت على وفق هذه ‪‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬القواعد والضوابط تحقق الصالح والخير والفالح‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪ ‬وأما إذا نحي هبذه الشعيرة منحى يخالف قواعد ‪‬‬ ‫ه‬
‫ريعة وضوابهطها المعلومة فإهنا تتحول إلى نوع مهن ‪‬‬ ‫‪ ‬الش ه‬
‫‪‬‬ ‫رار بالمجتمعات المسلهم ه‬
‫‪‬‬
‫وتشيع‬ ‫‪،‬‬ ‫األمن‬ ‫فيختل‬ ‫؛‬ ‫ة‬ ‫اإلض ه‬ ‫ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الفوضى‪ ،‬وتـنـتهب األموال‪ ،‬وتسفك الدماء‪ ،‬وتنتهك ‪‬‬
‫المفاس هد والمضار التي‬ ‫ه‬ ‫الحرمات‪ ،‬إلى غير ذلك مهن أنواع‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬
‫‪ ‬قد يتسبب هبا من ال فهم له وال علم بقواعد الشريعة ‪‬‬
‫‪‬‬ ‫نفس هه وعلى أمتهه‪.‬‬ ‫‪ ‬وأصولهها‪ ،‬فيجنهي على ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (1( ‬أخرجه ابن أبي عاصم يف «اآلحاد والمثاين» (‪.)2314‬‬
‫‪‬‬ ‫‪47‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فعندما سأل قو ٌم حذيفة بن اليمان ‪ ‬وقالوا له‪ :‬‬
‫بالمعروف وننهى عن المنكر؟ قال‪« :‬إنه لحس ٌن‪ ،‬‬ ‫ه‬ ‫‪ ‬أال نأمر‬
‫ولكن ليس مهن السنـ هة أن ترفع السيف على هإمامهك»(‪)1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ونقل شيخ اإلسالم ابن تيمية ¬ عن أبي حنيفة‪ ،‬أن ‪‬‬
‫‪‬‬
‫عن‬ ‫وينهى‬ ‫ه‬
‫بالمعروف‬ ‫ر‬ ‫ـ‬‫يأم‬ ‫أخذ‬ ‫رجل‬ ‫عن‬ ‫سأله‬ ‫سائال‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬المنكر‪ ،‬فانضم إليه نـفـ ٌر من الناس وخرج على الجماعة؛ ‪‬‬
‫عمل هه هذا‪ ،‬أيصح؟‪ ،‬قال‪«َ :‬ال َ»‪ ،‬فقيل له‪«َ :‬ألم يأمـر‬
‫‪ ‬س هئل عن ه‬
‫ه‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫والنهي عن المنكر وهو ‪‬‬ ‫‪ ‬الل ‪ ‬ورسوله باألمر بالمعروف‬
‫‪ ‬فريضة واجبة؟ َ»‪ ،‬قال‪«َ :‬كذلك‪ ،‬ولكن ما يـف هسدون أكـثـر مما ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫ماء واستهح ه‬
‫الل الحرام»(‪)2‬‬ ‫‪ ‬يص هلحون؛ مهن سف هك الد ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (1( ‬أخرجه ابن أبي شيبة يف «المصنف» (‪.)37613‬‬
‫‪‬‬ ‫‪« (2( ‬الفتوى الحموية» (ص‪.)321‬‬
‫‪‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه ‪‬‬
‫‪،‬‬ ‫ز‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫فأ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫خوان سفيان الثوري أن هعظنه‬ ‫‪ ‬كتب رج ٌل مهن إ ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬فكتب إليه‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫ُّ ‪‬‬‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫نياَغ‬
‫َ‬ ‫الدَُّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫إ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫‪،‬‬‫َ‬ ‫هَياَأخي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ‬‫وء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الس‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬‫اك‬
‫َ‬ ‫وإي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عافاناَاهلل‬
‫َ‬ ‫«‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫فاع َم َلَ ‪‬‬
‫ضي؛ َ َ‬ ‫هاَالَيدومَ‪َ ،‬وفَـ َكرَهاَالَيَنَـقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬
‫‪ ‬الَيَـفَنَى‪َ ،‬وفَـرَ َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫»‬
‫َ‬ ‫ًلم‬
‫َ‬ ‫والس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬‫وان‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫والَت‬
‫َ‬ ‫َ‬‫‪،‬‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ىَت‬
‫َ‬ ‫حت‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ك‬‫َ‬ ‫لنفس‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫ب َ‪ َ،‬‬
‫واله َر َ‬
‫جاةَ َ‬ ‫يفَالن َ‬‫لَ َ‬ ‫‪ ‬وقال محمد بن السماك‪َ «َ :‬ه َم َةَ َ‬
‫العاق َ‬
‫‪‬‬ ‫»(‪)2‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫والط‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫يفَالل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫األح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫وه‬
‫َ‬ ‫‪‬‬
‫جاة مهن النار‪ ،‬وأن ‪‬‬ ‫بالفوز بالجنـ هة والن ه‬ ‫ه‬ ‫ونسأل الل تمام نعمتهه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫يب‪ ،‬وصلى الل وسلم ‪‬‬ ‫قريب مج ٌ‬ ‫‪ ‬يـثـبت قلوبنا على ديـنه‪ ،‬إنه ٌ‬
‫‪‬‬ ‫عبده ورسولهه نبينا محمد وآلهه وصحبهه أجمعين‪.‬‬ ‫‪ ‬على ه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (1( ‬أخرجه أبو نعيم يف «حلية األولياء» (‪.)5/7‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ (2( ‬المصدر السابق (‪.)204/8‬‬
‫‪‬‬ ‫‪49‬‬

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

50
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الصفحة ‪‬‬ ‫املوضوع‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مقدم َة َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وإخالص‬ ‫‪‬‬ ‫الل‬ ‫توحيد‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫األو‬ ‫َ‬‫ب‬‫َ‬ ‫وج‬‫الم‬ ‫‪‬‬
‫‪9‬‬
‫‪‬‬ ‫الدين له‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ين‪ :‬اتباع سنـة النبي‬ ‫بَالثا َ‬
‫الموج َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ث‪ :‬خشية اللَ‪ ‬وتقواه‬ ‫بَالثال َ‬
‫الموج َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪25‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫سان‬ ‫الل‬ ‫حفظ‬ ‫َ‬‫‪:‬‬‫ابع‬‫الر‬‫َ‬‫ب‬‫َ‬ ‫وج‬ ‫الم‬ ‫‪‬‬
‫س‪ َ:‬ه‬
‫‪‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الفرار من الفتن َ‬ ‫بَالخام َ‬ ‫الموج َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ادس َ‪َ :‬كثرة الد ه‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫جوء‬ ‫والل‬ ‫عاء‬ ‫َ‬ ‫الس‬‫َ‬‫ب‬‫َ‬ ‫الموج‬ ‫‪‬‬
‫‪30‬‬
‫‪‬‬ ‫إلى الل ‪َ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬الموجبَالسابع َ‪َ:‬مالزمة الت ه‬
‫‪‬‬ ‫‪35‬‬ ‫وبة واالستغفار َ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الصفحة ‪‬‬ ‫ع‬ ‫املوضو‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب‬‫ن‪َ:‬الحذر من العج ه‬ ‫بَالثام َ‬
‫اَلموج َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪‬‬
‫واالغرتارَ َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫بَالتاس َع َ‪:‬تذكر الح ه‬
‫ساب والوقوف‬ ‫اَلموج َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪‬‬
‫بين يدي اللَ‪َ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ه‬
‫بَالعاش َر‪ :‬األمر بالمعروف والنهي‬ ‫‪ ‬الموج َ‬
‫‪‬‬ ‫‪44‬‬ ‫عن الم ه‬ ‫‪‬‬
‫نكر‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪49‬‬ ‫خاتم َة َ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪52‬‬

You might also like