You are on page 1of 69

‫�إعداد‬

‫ال�شيخ بدر فيا�ض العلي‬


‫الكتاب‪ :‬سلسلة املناهل األخالقية للشباب‪/‬مكارم األخالق‪.‬‬
‫الكاتب‪ :‬الشيخ بدر فياض العيل‪.‬‬
‫النارش‪:‬قسم الشؤون الفكرية والثقافية يف العتبة العباسية املقدسة‪ /‬شعبة‬
‫االعالم‪/‬وحدة الدراسات والنرشات‪.‬‬
‫التصميم واالخراج الطباعي‪ :‬عالء سعيد االسدي‪.‬‬
‫التدقيق اللغوي‪ :‬لؤي رزاق فرج اهلل‪.‬‬
‫رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق‪ 953 :‬لعام ‪. .2012‬‬
‫املطبعة‪ :‬دار الضياء ‪ -‬النجف االرشف‪.07801000603‬‬

‫الطبعة‪ :‬األوىل‬

‫عدد النسخ‪2000:‬‬

‫رجب ‪-1433‬حزيران‪2012‬‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬

‫المقدمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل خري خلقه أمجعني‬


‫حممد وآل بيته الطيبني الطاهرين واللعنة الدائمة عىل أعدائهم أمجعني‪.‬‬

‫وبعد‪..‬إن ملكارم األخالق أمهية عظيمة يف اإلسالم‪ ،‬حيث تظهر‬


‫تلك األمهية من خالل تأكيد الرشيعة اإلسالمية عىل التحيل هبا‪ ،‬وحث‬
‫املسلمني عليها‪ ،‬سواء برتغيبهم للتحيل هبا‪ ،‬أو بتشديد العقوبة عىل من‬
‫يتخلق بمساوئ األخالق وقبائحها؛ وذلك ملا هلا من أمهية يف صالح‬
‫الفرد واملجتمع‪ ،‬وهذا التأكيد مل تتفرد به الرشيعة اإلسالمية وحدها‪،‬‬
‫بل جاء تأكيدها إكامالً ملا جاءت به مجيع الرشائع الساموية السابقة للدين‬
‫اإلسالمي؛ والتي كانت تسعى هلدف واحد هو الوصول باإلنسان إىل‬
‫السعادة احلقيقية(((‪ ،‬ولتحيى الشعوب واملجتمعات متحابة متعاونة‪،‬‬
‫وبنفس الوقت منع اإلنسان من اإلنزالق والسقوط بمكائد وحبائل‬
‫الشيطان الذي يسعى دوما لبث مساوئ األخالق والرشور بني الناس‪،‬‬

‫((( جاء يف احلديث الرشيف عن اإلمام الصادق ‪ ‬قال ‪« :‬من سعادة الرجل‬
‫حسن اخللق»‪.‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪4‬‬

‫حتى يدخل اإلنسان يف دائرة سخط اهلل‪ ،‬ثم يكون مصريه يف اهلاوية‪.‬‬

‫ويف هذا الكراس نستعرض جمموعة من الروايات ال��واردة عن‬


‫املعصومني‪ ‬الداعية للتمسك بمكارم األخالق ونبذ السيئ منها‪،‬‬
‫وأيضا التي تبني احلسن من تلك األخالق من غريها‪ ،‬وأيضا نذكر فيه‬
‫بعض أقوال العلامء؛ والتي تبني أمهية وفائدة اإللتزام بمكارم األخالق‪،‬‬
‫سائلني املوىل‪ ‬أن يوفقنا إىل التمسك هبا بحق حممد وآله الطيبني‬
‫الطاهرين صلوات اهلل وسالمه عليهم أمجعني‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫الأخالق يف القر�آن الكرمي‬

‫تعريف األخالق‬

‫اخلُ ُلق‪ :‬هو الطبع والصفة التي ال تنفك عن اإلنسان‪ ،‬وهذا بعض‬
‫كالم العلامء حول تعريف اخللق‪.‬‬

‫قال السيد فضل اهلل الراوندي‪:‬‬

‫اخلُ ُلق‪ :‬السجية والطبيعة‪ ،‬ثم يستعمل يف العادات التي يتعودها‬


‫اإلنسان من خري أو رش‪ ،‬واخللق ما يوصف العبد بالقدرة عليه ولذلك‬
‫(((‬
‫يمدح و يذم به‪.‬‬

‫وقال العالمة املجليس‪:‬‬

‫اخلُ ُلق‪ :‬يطلق عىل امللكات والصفات الراسخة يف النفس حسنة‬


‫كانت أم قبيحة‪ ،‬ويطلق حسن اخللق غالبا عىل ما يوجب حسن املعارشة‬
‫(((‬
‫وخمالطة الناس باجلميل‪.‬‬

‫((( مرآة العقول – للمجليس ‪ /‬ج ‪ / 8‬باب حسن اخللق ‪/‬ص ‪.167‬‬
‫((( مرآة العقول – للمجليس ‪ /‬ج ‪ / 8‬باب حسن اخللق ‪/‬ص ‪.166‬‬
‫‪7‬‬ ‫الأخالق يف القر�آن الكرمي‬

‫مكارم األخالق في القرآن الكريم‬

‫لقد جاءت آيات قرآنية عديدة يف مدح مكارم األخالق وحماسنها‬


‫وذم رذائل األخالق‪ ،‬سواء كانت هذه اآليات خاصة يف وصف خلق‬
‫النبي‪ ‬أو عباد اهلل الصاحلني‪:‬‬

‫قال اهلل تعاىل يف مدح خلق نبيه‪ :‬ﱫ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ(((‪.‬‬

‫وق��ال تعاىل يف وصف عالقة النبي‪ ‬مع املؤمنني‪ :‬ﱫ ﮬ‬


‫ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﱪ‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال تعاىل يف مدح عباده الصاحلني‪ :‬ﱫﮱ ﯓ ﯔ‬


‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﱪ‪.‬‬
‫(((‬

‫وكذلك قوله تعاىل‪:‬ﱫ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫((( سورة القلم‪/‬اآلية ‪.4 :‬‬


‫((( سورة التوبة‪ /‬اآلية ‪.128 :‬‬
‫((( سورة الفرقان‪ /‬اآلية ‪.63 :‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪8‬‬
‫(((‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﱪ‪.‬‬

‫وقال تعاىل يف ذم التعامل بالغلظة مع الناس‪ ،‬واألم��ر بالتحيل‬


‫بالعفو بدالً من الغلظة‪ :‬ﱫ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ‬
‫(((‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﱪ‪.‬‬

‫((( سورة فصلت‪ /‬اآلية ‪.34:‬‬


‫((( سورة آل عمران‪ /‬اآلية ‪.159 :‬‬
‫‪9‬‬ ‫ر�سول اهلل‪‬قدوة و�أ�سوة ح�سنة‬

‫رسول اهلل‪‬أسوة وقدوة حسنة‬

‫قال اهلل تعاىل يف كتابه الكريم‪ :‬ﱫﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬


‫يث اهلل تعاىل‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﱪ ‪ ،‬يف هذه اآلية حَ‬
‫(((‬

‫عباده عىل اإلقتداء والتأيس بنبيه األعظم‪ ‬والسري بسريته؛ فنبينا‪‬‬


‫هو املثل األعىل لنا يف اخللق احلميد كام وصفه اهلل تعاىل يف كتابه ﱫ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﱪ‪ ،‬وهناك الكثري من األحاديث التي تصف لنا خلق‬
‫النبي‪ ،‬ولكنا نكتفي هنا هبذه القطرة من بحر مكارم أخالقه‪‬‬
‫نستعرضها لنتعلم ونقتبس من هذه األخالق احلميدة ما يساعدنا عىل‬
‫النجاح يف احلياة الدنيا والفوز باجلنة والرضوان يف اآلخرة‪ ،‬فنكتفي‬
‫بخرب واحد يذكر يف اإلمام عيل‪ ‬بعض أوصاف أفعال النبي‪‬‬
‫وأقواله‪ ،‬وذلك حني سأله اإلمام احلسني‪ ‬عن جملس جده رسول‬
‫اهلل‪ ‬وعن خروجه وعن سكوته وعن تفكره وغريها من الصفات‬
‫احلميدة التي كان يتحىل هبا نبينا‪ ،‬فقال أمري املؤمنني‪:‬‬

‫«كان‪ ‬ال جيلس وال يقوم إال عىل ذكر‪ ،..‬وإذا انتهى إىل قوم‬

‫((( سورة األحزاب‪ /‬اآلية ‪.21 :‬‬


‫مكارم الأخالق‬ ‫‪10‬‬

‫جلس حيث ينتهي به املجلس ويأمر بذلك‪ ،‬ويعطي كل جلسائه نصيبه‬


‫حتى ال حيسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه‪ ،‬من جالسه‬
‫صابره حتى يكون هو املنرصف عنه‪ ،‬من سأله حاجة مل يرجع إال هبا‬
‫أو بميسور من القول‪ ،‬قد وسع الناس منه خلقه وصار هلم أبا رحيام‬
‫وصاروا عنده يف احلق سواء‪ ،‬جملسه جملس حلم وحياء وصدق وأمانة‪،‬‬
‫وال ترفع فيه األصوات‪ ،‬وال تؤبن فيه احلرم‪ ،..‬كان دائم البرش سهل‬
‫اخللق لني اجلانب ليس بفظ وال غليظ وال صخاب وال فحاش وال‬
‫عياب وال مزاح وال مداح يتغافل عام ال يشتهي فال يؤيس منه‪ ،‬وال خييب‬
‫فيه مؤمليه‪ ،‬قد ترك نفسه من ثالث املراء واإلكثار وما ال يعنيه‪ ،‬وترك‬
‫الناس من ثالث كان ال يذم أحدا يضحكون منه‪ ،‬ويتعجب مما يتعجبون‬
‫منه‪ ،‬ويصرب للغريب عىل اجلفوة يف املسألة‪ ،‬وال يقبل الثناء إال من‬
‫مكافئ‪ ،‬وال يقطع عىل أحد كالمه حتى جيوزه فيقطعه بنهي أو قيام‪،..‬‬
‫كان سكوته عىل أربع احللم واحلذر والتقدير والتفكر‪ ،‬فأما التقدير ففي‬
‫تسويه النظر واالستامع بني الناس‪ ،‬وأما تفكره ففيام يبقى ويفنى‪ ،‬ومجع‬
‫له احللم يف الصرب فكان ال يغضبه يشء وال يستفزه‪ ،‬ومجع له احلذر يف‬
‫أربع أخذه احلسن ليقتدى به‪ ،‬وتركه القبيح لينتهى عنه‪ ،‬واجتهاده الرأي‬
‫يف إصالح أمته‪ ،‬والقيام فيام مجع هلم من خري الدنيا واآلخرة صلوات اهلل‬
‫(((‬
‫عليه وآله الطاهرين‪.‬‬

‫((( عيون أخبار الرضا ‪/‬ج ‪ / 1‬باب ‪/ 29‬ص ‪.285‬‬


‫‪11‬‬ ‫�أهل البيت‪ ‬مدر�سة الأخالق والآداب‬

‫أهل البيت‪ ‬مدرسة األخالق واآلداب‬

‫قال رسول اهلل‪«‬إين تركت فيكم ما إن متسكتم به لن تضلوا‬


‫بعدي‪ :‬كتاب اللهّ حبل مم��دود من السامء إىل األرض‪ ،‬وع�تريت أهل‬
‫بيتي‪ ،»..‬فاتباع الكتاب وعرتة النبي‪ ‬هو يف احلقيقة اتباع للم‬
‫الصحيح ال��ذي رسمه لنا اهلل ورسوله‪ ‬للسري عىل ال�صراط‬
‫املستقيم‪ ،‬فأهل البيت‪ ‬هم أئمة اهلدى والعروة الوثقى كام أخربنا‬
‫أئمتنا ع (((‪ ،‬فهم خري من نقتبس منهم الدروس األخالقية ونتعلم منهم‬
‫اآلداب اإلسالمية‪ ،‬ونقتدي بسريهتم‪ ‬بعد النبي‪ ،‬ومن يتتبع‬
‫وصاياهم وحكمهم وأخبارهم يتيقن بأهنم مدرسة األخالق واآلداب‬
‫التي ينتهل منها املؤمنون الفضائل واآلداب‪.‬‬

‫((( قال اإلم��ام الباقر‪« :‬هم عرتة الرسول‪ ،‬واملعروفون بالوصية‬


‫واالمامة‪ ،‬وال ختلو االرض من حجة منهم يف كل عرص وزمان ويف كل وقت وأوان‪،‬‬
‫وهم العروة الوثقى وأئمة اهلدى وهم املعربون عن القرآن‪.‬والناطقون عن الرسول‬
‫واحلجة عىل أهل الدنيا إىل أن يرث اهلل االرض ومن عليها وكل من خالفهم ضال‬
‫مضل‪ ،‬تارك للحق واهلدى‪ ،‬ومن مات ال يعرفهم مات ميتة جاهلية‪ ،‬دينهم الورع‬
‫والعفة والصدق و الصالح واالجتهاد‪ ،‬وأداء االمانة إىل الرب والفاجر‪ ،‬وطول‬
‫السجود‪ ،‬وقيام الليل‪ ،‬و اجتناب املحارم‪ ،‬وانتظار الفرج بالصرب‪ ،‬وحسن الصحبة‪،‬‬
‫وحسن اجلوار‪ »..‬اخلصال ‪/‬ج‪.478/ 2‬‬
‫‪13‬‬ ‫مقدمة‬

‫أهمية مكارم األخالق في اإلسالم‬

‫إن ملكارم األخ�لاق يف اإلس�لام أمهية كبرية‪ ،‬وذل��ك من حيث‬


‫كوهنا جزء ًا من هذا الدين‪ ،‬وهبا يتم اإلي�مان‪ ،‬وأيضا هي هدف من‬
‫أهداف البعثة النبوية كام رصح بذلك نبينا ‪‬بقوله‪« :‬إنام بعثت ألمتم‬
‫مكارم األخ�لاق»(((‪ ،‬وأيضا قوله‪« :‬عليكم بمكارم األخالق‪،‬‬
‫فإن اهلل بعثني هبا‪ ،((( »..‬فهذه الروايات تبني مدى أمهية األخالق يف‬
‫اإلسالم حتى صارت هدفا من أهداف البعثة‪ ،‬وهنا سنستعرض بعض‬
‫األحاديث التي تبني أمهية األخالق‪ ،‬وذلك من خالل هذه األبواب‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬حسن اخللق جز ٌء من الدين‪.‬‬


‫ٌ‬
‫مكمل لإليامن‪.‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬حسن اخللق‬
‫ثالثا‪ :‬مكارم األخالق أحب األعامل عند اهلل بعد الفرائض‪.‬‬

‫((( مكارم األخالق ‪/‬املقدمة ‪ /‬ص ‪.8‬‬


‫((( أمايل الطويس ‪/‬ص ‪/ 703‬ح (‪.1042 – )11‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪14‬‬
‫�أو ًال‪ُ :‬ح�سن ُ‬
‫اخل ُلق ٌ‬
‫جزء من الدين‪.‬‬

‫إن حسن اخللق بلغ منزلة مكانة عظيمة يف اإلسالم‪ ،‬وقد ثبت ذلك‬
‫يف الكثري من الروايات‪ ،‬حتى ُعد بأنه جز ٌء من الدين‪ ،‬وكامل له‪ ،‬بل ال‬
‫يصلح الدين إال به‪ ،‬وغريها من الفضائل التي بينها لنا النبي واألئمة‬
‫املعصومون صلوات اهلل عليهم‪.‬‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬حسن اخللق نصف الدين»‪.‬‬


‫(((‬

‫(((‬
‫قال أمري املؤمنني‪« :‬إن حسن اخللق من الدين»‪.‬‬
‫(((‬
‫قال رسول اهلل‪« :‬اخللق وعاء الدين»‪.‬‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬إن اهلل اختار اإلسالم دينا‪ ،‬فأحسنوا صحبته‬
‫بالسخاء وحسن اخللق‪ ،‬فانه ال يصلح إال هبام»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال اإلمام عيل بن احلسني‪« :‬إن املعرفة بكامل دين املسلم تركه‬
‫(((‬
‫الكالم فيام ال يعنيه وقلة مرائه وصربه وحسن خلقه»‪.‬‬

‫((( اخلصال ‪ -‬للشيخ الصدوق‪/‬باب الواحد ‪/‬ص ‪ / 30‬ح ‪.106‬‬


‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ / 89‬ح ‪.1289‬‬
‫((( كنز العامل ‪ /‬ج ‪ / 3‬كتاب األخالق ‪ /‬ص ‪ / 4‬ح ‪.5134‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5 :‬ف ‪/ 1‬ص ‪ / 90‬ح ‪.1290‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5 :‬ف ‪/ 1 :‬ص ‪ / 89‬ح ‪.1288‬‬
‫‪15‬‬ ‫مقدمة‬

‫وقال اإلمام الصادق‪« :‬اخللق احلسن مجال يف الدنيا ونزهة يف‬


‫اآلخرة‪ ،‬و به كامل الدين والقربة إىل اهلل‪ ،‬وال يكون حسن اخللق إال‬
‫يف كل ويل وصفي‪ ،‬ألن اهلل تعاىل أبى أن يرتك ألطافه وحسن اخللق إال‬
‫يف مطايا نوره األعىل ومجاله األزكى‪ ،‬ألهنا خصلة خيص هبا األعرفني به‪،‬‬
‫وال يعلم ما يف حقيقة حسن اخللق إال اهلل‪.»‬‬
‫(((‬

‫جاء رجل إىل رسول اهلل‪ ‬من بني يديه فقال‪ :‬يا رسول اهلل ما‬
‫الدين؟ فقال‪« :‬حسن اخللق» ثم أتاه عن يمينه فقال‪ :‬ما الدين؟ فقال‪:‬‬
‫«حسن اخللق» ثم أتاه من قبل شامله فقال‪ :‬ما الدين؟ فقال «حسن‬
‫اخللق»ثم أتاه من ورائه فقال‪ :‬ما الدين؟ فالتفت إليه وقال «أما تفقه‬
‫الدين؟ هو أن ال تغضب»‪..‬‬
‫(((‬

‫قال رسول اهلل‪« ‬قال‪ :‬حبيبي جربئيل‪ :‬إن مثل هذا الدين كمثل‬
‫شجرة ثابتة‪ ،‬اإليامن أصلها‪ ،‬والصالة عروقها‪ ،‬والزكاة ماؤها والصوم‬
‫سعفها‪ ،‬وحسن اخللق ورقها‪ ،‬والكف عن املحارم ثمرها‪ ،‬فال تكمل‬
‫(((‬
‫شجرة إال بالثمر‪ ،‬كذلك اإليامن ال يكمل إال بالكف عن املحارم»‪.‬‬

‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 393‬ح ‪.61‬‬
‫((( تنبيه اخلواطر (جمموعة ورام) ‪/‬ج ‪ / 1‬ص ‪. 89‬‬
‫((( علل الرشائع ‪ /‬ج ‪ / 1‬باب ‪/ 182 :‬ص ‪ / 242‬ح ‪.5‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪16‬‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬حاتم زماننا إىل حسن اخللق‪ ،‬واخللق احلسن‬
‫ألطف يشء يف الدين‪ ،‬وأثقل يشء يف امليزان‪ ،‬وسوء اخللق يفسد العمل‬
‫كام يفسد اخلل العسل‪ ،‬وإن ارتقى يف الدرجات فمصريه إىل اهلوان»‪.‬‬
‫(((‬

‫ثانيا‪ :‬ح�سن اخللق مكمل للإميان‬

‫إن االيامن الصحيح والكامل هو ما يسعى إليه كل مسلم‪ ،‬ومن‬


‫رشوط كامل اإليامن هو هتذيب النفس والتزامها بمكارم األخالق‪،‬‬
‫فمن هذب نفسه عىل األخالق احلسنة كمل وحسن إيامنه‪ ،‬كام جاء‬
‫ذلك يف روايات املعصومني‪ ،‬وهذه نبذة منها‪:‬‬
‫(((‬
‫قال اإلمام الباقر‪« :‬إن أكمل املؤمنني إيامنا أحسنهم خلق ًا»‪.‬‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬أحسن الناس إيامنا أحسنهم خلقا وألطفهم‬


‫بأهله‪ ،‬وأنا ألطفكم بأهيل»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬ملا خلق اهلل تعاىل اإليامن قال‪ :‬اللهم قوين فقواه بحسن‬
‫اخللق والسخاء‪ ،‬وملا خلق اهلل الكفر قال‪ :‬اللهم قوين فقواه بالبخل‬

‫((( مستدرك الوسائل ‪ /‬ج ‪ / 8‬ب ‪ / 87‬ص ‪ / 449‬ح ‪.32‬‬


‫((( الكايف ‪ /‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪/ 99‬ح ‪.1‬‬
‫((( عيون أخبار الرضا ‪ /‬ج‪/ 2‬باب ‪/ 31 :‬ص ‪ / 41‬ح ‪.109‬‬
‫‪17‬‬ ‫مقدمة‬
‫(((‬
‫وسوء اخللق»‪.‬‬

‫وقال‪ :‬أفضل الناس إيامنا أحسنهم خلقا‪.‬‬


‫(((‬

‫ق��ال اإلم��ام الصادق‪« :‬م��ن االي�مان حسن اخللق وإطعام‬


‫الطعام»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬جاء رجل إىل النبي‪ ‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل أي الناس‬
‫أكمل إيامنا؟ قال‪ :‬أحسنهم خلقا‪ ،‬ثم جاءه من بني يديه‪ ،‬ثم جاءه من‬
‫خلفه فقال‪ :‬قد قلت لك»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬أربع من كن فيه كمل إيامنه‪ ،‬وإن كان من قرنه إىل قدمه‬
‫ذنوبا مل ينقصه ذلك‪ ،‬قال‪ :‬وهو الصدق وأداء األمانة واحلياء وحسن‬
‫اخللق»(((‪.‬‬

‫قال العالمة املجليس يف معنى قوله‪« ‬وإن كان من قرنه إىل‬


‫قدمه ذنوبا»‪ :‬يمكن محلها عىل الصغائر فان صاحب هذه اخلصال – أي‬

‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪( / 3‬اخللق) ‪ /‬ب ‪/ 1098 :‬ص ‪.96‬‬


‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5 :‬ف ‪/ 1 :‬ص ‪ / 96‬ح ‪.1309‬‬
‫((( املحاسن ‪ /‬كتاب املآكل ‪/‬ب ‪ :‬االطعام ‪ /‬ص ‪ / 274‬ح ‪.15‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ / 97‬ح ‪.1313‬‬
‫((( الكايف ‪ -‬للكليني ‪ /‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪/ 99‬ح ‪.3‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪18‬‬

‫الصدق واألمانة واحلياء وحسن اخللق ‪ -‬ال جيرتئ عىل اإلرصار عىل‬
‫الكبائر‪ ،‬أو أنه يوفق للتوبة وهذه اخلصال تدعوه إليها مع أن الصدق‬
‫خيرج كثريا من الذنوب كالكذب وما يشاكله‪ ،‬وكذا أداء األمانة خيرج‬
‫كثريا من الذنوب كاخليانة يف أموال الناس ومنع الزكوات واألمخاس‬
‫وسائر حقوق اهلل‪ ،‬وكذا احلياء من اخللق يمنعه من التظاهر بأكثر‬
‫املعايص واحلياء من اهلل يمنعه عن تعمد املعايص واإلرصار ويدعوه‬
‫إىل التوبة رسيعا‪ ،‬وكذا حسن اخللق يمنعه عن املعايص املتعلقة بإيذاء‬
‫اخللق كعقوق الوالدين وقطع األرحام واإلرضار باملسلمني‪ ،‬فال يبقى‬
‫(((‬
‫من الذنوب إال قليل ال يرض يف إيامنه مع أنه موفق للتوبة‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬مكارم الأخالق �أحب الأعمال عند اهلل بعد الفرائ�ض‬

‫مل تتوقف أمهية مكارم األخالق عىل كوهنا مكملة لإليامن والدين‬
‫وهدفا للبعث فقط؛ بل حظيت هذه املكارم بمنزلة رفيعة عند اهلل‪‬؛‬
‫بحيث تلت الفرائض يف املنزلة واحلب عند اهلل‪ ،‬و يا هلا من مزية عظيمة‬
‫بلغتها ذكرهتا الروايات‪:‬‬

‫عن عنبسة العابد قال‪ :‬قال يل أبو عبد اهلل‪« :‬ما يقدم املؤمن‬
‫عىل اهلل‪ ‬بعمل بعد الفرائض أحب إىل اهلل تعاىل من أن يسع الناس‬

‫((( مرآة العقول ‪ -‬العالمة املجليس ‪ /‬ج ‪ / 8‬ص ‪.168‬‬


‫‪19‬‬ ‫مقدمة‬

‫بخلقه(((»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬عليكم بمكارم االخالق فان اهلل‪ ‬حيبها‪ ،‬وإياكم‬


‫(((‬
‫ومذام االفعال فان اهلل‪ ‬يبغضها»‪.‬‬

‫رسول اهلل‪« :‬إن اهلل حيب معايل األخالق ويكره سفسافها»‪.‬‬


‫(((‬

‫قال اإلمام احلسن‪« :‬إن أحسن احلسن اخللق احلسن»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقيل لرسول اهلل‪ :‬ما أفضل ما أعطي املرء املسلم؟ قال‪:‬‬


‫«اخللق احلسن»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن أيب عبد اهلل‪ ‬قال‪« :‬قال رسول اهلل‪ :‬أفاضلكم أحسنكم‬
‫(((‬
‫أخالقا املوطؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحاهلم»‪.‬‬

‫((( أي يكون خلقه احلسن وسيعا بحيث يشمل مجيع الناس‪.‬‬


‫((( الكايف ‪ -‬للكليني ‪ /‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪/ 100‬ح ‪.4‬‬
‫((( وسائل الشيعة ‪/‬ج ‪/ 15‬كتاب اجلهاد ‪ /‬ص ‪ /200‬ح ‪.20274‬‬
‫((( كنز العامل‪ /‬ج‪/ 3‬كتاب األخالق ‪ /‬ص‪/ 6‬ح ‪.5177‬‬
‫((( اخلصال ‪ -‬للشيخ الصدوق‪/‬باب الواحد ‪/‬ص ‪ / 29‬ح ‪102‬‬
‫((( اخلصال ‪ -‬للشيخ الصدوق‪/‬باب الواحد ‪/‬ص ‪ / 30‬ح ‪.107‬‬
‫((( الكايف ‪ -‬للكليني ‪ /‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪/ 102‬ح ‪.16‬‬
‫‪21‬‬ ‫احلث على التزود مبكارم الأخالق‬

‫الحث على التزود بمكارم األخالق‬

‫بعد أن تعرفنا عىل أمهية مكارم األخالق‪ ،‬صار عىل املسلم السعي‬
‫واإلجتهاد يف حتصيل وطلب هذه املكارم‪ ،‬بل إن السعي يف طلب‬
‫املكارم والتزود هبا هو من وصايا النبي واألئمة املعصومني صلوات اهلل‬
‫عليهم كام جاء يف األخبار عنهم‪: ‬‬

‫قال اإلمام الصادق‪« :‬إن اهلل‪َ ‬خ ّص رسله بمكارم األخالق‪،‬‬


‫فامتحنوا أنفسكم‪ ،‬فإن كانت فيكم فامحدوا اهلل واعلموا أن ذلك من‬
‫خري وإن ال تكن فيكم فاسألوا اهلل وارغبوا إليه فيها»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال‪« :‬إن اخللق منيحة((( يمنحها اهلل‪ ‬خلقه‪ ،‬فمنه سجية‬


‫ومنه نية(((‪ ،‬فقلت‪ ،‬فأيتهام أفضل؟ فقال‪ :‬صاحب السجية‪ ،‬هو جمبول ال‬

‫((( الكايف ‪ -‬للكليني ‪ /‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪/ 55‬ح ‪.2‬‬
‫((( املنيحة من املنحة ‪ :‬وهي العطية‬
‫((( قال العالمة املجليس‪( :‬فمنه سجية) أي جبلة وطبيعة خلق عليها (ومنه‬
‫نية) أي حيصل عن قصد واكتساب وتعمل‪ ،‬واحلاصل أنه يتمرن عليه حتى يصري‬
‫كالغريزة فبطل قول من قال إنه غريزة ال مدخل لالكتساب فيه‪ ،‬وقال أمري املؤمنني‬
‫صلوات اهلل عليه «عود نفسك الصرب عىل املكروه‪ ،‬فنعم اخللق التصرب» واملراد‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪22‬‬

‫يستطيع غريه وصاحب النية يصرب عىل الطاعة تصربا‪ ،‬فهو أفضلهام»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال أيضا‪« :‬إن املكارم عرش فإن استطعت أن تكون فيك‬


‫فلتكن فإهنا قد تكون يف العبد وال تكون يف سيده‪ ،‬وتكون يف الرجل وال‬
‫(((‬
‫تكون يف ولده»‪..‬‬

‫قال أمري املؤمنني‪« :‬ذللوا أخالقكم باملحاسن‪.‬وقودوها إىل‬


‫املكارم»‪..‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬روض��وا أنفسكم عىل األخ�لاق احلسنة‪ ،‬فإن العبد‬


‫املسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬تنافسوا يف األخ�لاق الرغيبة‪ ،‬واألح�لام العظيمة‪،‬‬


‫واألخطار اجلليلة‪ ،‬يعظم لكم اجلزاء»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬إن كنتم ال حمالة متنافسني فتنافسوا يف اخلصال الرغيبة‬

‫بالتصرب حتمل الصرب بتكلف و مشقة لكونه غري خلق‪.‬‬


‫((( الكايف ‪ -‬للكليني ‪ /‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪/ 101‬ح ‪. 11‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ / 133‬ح ‪.1422‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 1‬ب ‪/ 3‬ف ‪/ 24‬ص ‪ / 413‬ح ‪.1008‬‬
‫((( اخلصال ‪ -‬للشيخ الصدوق‪/‬باب أربعامئة ‪/‬ص ‪ / 621‬ح ‪.10‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 317 :‬ح ‪.7324‬‬
‫‪23‬‬ ‫احلث على التزود مبكارم الأخالق‬

‫وخالل املجد»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬عليكم بمكارم األخالق فإهنا رفعة‪ ،‬وإياكم واألخالق‬


‫الدنية فإهنا تضع الرشيف وهتدم املجد»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬ثابروا عىل اقتناء املكارم»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬اب��ذل يف امل��ك��ارم جهدك ختلص من املآثم وحترز‬


‫(((‬
‫املكارم»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬من أعود الغنائم دولة األكارم»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬إذا رغبت يف املكارم فاجتنب املحارم»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« - ‬يا كميل ‪ :-‬مر أهلك أن يروحوا يف كسب املكارم‪،‬‬


‫ويدجلوا يف حاجة من هو نائم»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 443‬ح ‪.10122‬‬


‫((( حتف العقول ‪/‬حكم أمري املؤمنني ومواعظه ‪ /‬ص ‪. 241‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 317 :‬ح ‪.7325‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 240‬ح ‪.4862‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 339‬ح ‪.7746‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 317‬ح ‪.7317‬‬
‫((( هنج البالغة‪/‬حكم أمري املؤمنني ‪ /‬ص ‪/ 705‬ح ‪.257‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪24‬‬

‫وقال‪« :‬عود نفسك السامح‪ ،‬وختري هلا من كل خلق أحسنه‪ ،‬فإن‬


‫اخلري عادة»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬جتنب من كل خلق أسوأه‪ ،‬وجاهد نفسك عىل جتنبه‪،‬‬


‫فإن الرش جلاجة»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 254‬ح ‪.5352‬‬


‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 242‬ح ‪.4912‬‬
‫‪25‬‬ ‫جماهدة النف�س وحما�سبتها‬

‫مجاهدة النفس ومحاسبتها‬

‫يف الوقت الذي يسعى فيه اإلنسان الكتساب األخالق احلسنة‬


‫عليه أيضا أن جياهد نفسه األم��ارة بالسوء‪ ،‬ويبذل أقىص جهده يف‬
‫إخضاع هذه النفس لفعل الواجبات واملندوبات‪ ،‬ومنعها من ارتكاب‬
‫املحرمات واملكروهات‪ ،‬وكذلك ترك الصفات املذمومة األخرى‪،‬‬
‫وهذا هو اجلهاد األكرب كام سامه النبي‪ ،‬فاملسلم يسعى من خالل‬
‫جماهدة النفس إىل الفوز برضا اهلل تعاىل ﱫ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﱪ(((‪ ،‬كام ج��اءت الروايات‬
‫الكثرية يف جهاد النفس واهلوى‪ ،‬وهذه مجلة منها‪:‬‬

‫عن أيب عبداهلل‪« ‬أن النبي‪ ‬بعث برسية فلام رجعوا قال‪:‬‬
‫مرحبا بقوم قضوا اجلهاد االصغر وبقي اجلهاد االكرب‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول‬
‫اهلل وما اجلهاد االكرب؟ قال‪ :‬جهاد النفس»‪..‬‬
‫(((‬

‫وقيل لرسول اهلل‪ :‬أو جهاد فوق اجلهاد بالسيف؟ قال‪« :‬نعم‪،‬‬

‫((( سورة النازعات‪/‬اآلية ( ‪.)41 ،40‬‬


‫((( الكايف الكليني ‪/‬ج ‪ / 5‬كتاب اجلهاد ‪/‬ص ‪ / 12‬ح ‪.3‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪26‬‬

‫جهاد املرء نفسه»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬أمحق احلمقاء من اتبع نفسه هواها»‪.‬‬


‫(((‬

‫قال اإلمام الصادق‪« :‬احذروا أهواءكم كام حتذرون أعداءكم‪،‬‬


‫فإنه ليس يشء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬طوبى لعبد جاهد هلل نفسه وهواه‪ ،‬ومن هزم جند هواه‬
‫ظفر برضا اهلل‪..،‬فاز فوز ًا عظي ًام‪ ،‬وال حجاب أظلم وأوحش بني العبد‬
‫الرب من النفس واهلوى»‪.‬‬
‫(((‬
‫وبني ّ‬

‫وقال‪« :‬ال تدع النفس وهواها فإن هواها يف رداه��ا‪ ،‬وترك‬


‫(((‬
‫النفس وما هتوى أذاها وكف النفس عام هتواه دواها»‪.‬‬

‫وقال‪ ‬لرجل‪« :‬اجعل قلبك قرينا برا‪..‬واجعل نفسك عدوا‬


‫جتاهدها واجعل مالك عارية تردها»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج ‪( / 2‬اجلهاد) ‪ /‬ب ‪/ 586 :‬ص ‪.99‬‬


‫((( مرآة العقول ‪ /‬ج ‪ / 11‬ص ‪.358‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 335‬ح ‪.1‬‬
‫((( مستدرك الوسائل ‪ /‬ج ‪ / 11‬ص ‪ / 139‬ح ‪.]12645[ - 7‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 336‬ح ‪.4‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 454‬ح ‪.7‬‬
‫‪27‬‬ ‫جماهدة النف�س وحما�سبتها‬

‫قال اإلمام الكاظم‪« :‬ليس منا من مل حياسب نفسه يف كل يوم‬


‫فإن عمل حسنا استزاد اهلل وإن عمل سيئا استغفر اهلل منه وتاب إليه»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال العالمة املجليس‪ :‬اعلم أن أفضل األع��وان عىل طاعة اهلل‬


‫واالجتناب عن معاصيه والتزود ليوم املعاد حماسبة النفس‪ ،‬أي يتفكر‬
‫عند انتهاء كل يوم وليلة بل كل ساعة فيام عمل فيه من خري أو رش‪ ،‬كام‬
‫قال رسول اهلل‪« :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن حتاسبوا‪ ،‬وزنوها قبل أن‬
‫توزنوا وجتهزوا للعرض األكرب»‪..‬‬
‫(((‬

‫((( الكايف ‪/‬ج ‪/ 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 453‬ح ‪.2‬‬


‫((( مرآة العقول ‪/‬ج ‪/11‬ص ‪.358‬‬
‫‪29‬‬ ‫كونوا دعاة النا�س ب�أعمالكم‬

‫كونوا دعاة الناس بأعمالكم‬

‫الدعوة إىل الدين باألعامل الصاحلة‪ ،‬لقد اعترب اإلمام الصادق‪‬‬


‫أن اإللتزام باألعامل الصاحلة واألخ�لاق احلسنة هو بمثابة دعوة‬
‫اآلخرين إىل الدين واألخالق احلسنة‪ ،‬وهذه الدعوة تكون بغري كالم‬
‫بل باإللتزام بالعمل الصالح‪.‬‬

‫قال اإلمام الصادق‪« :‬كونوا دعاة الناس بأعاملكم‪ ،‬وال تكونوا‬


‫دعاة بألسنتكم‪»...‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬كونوا دعاة إىل أنفسكم بغري ألسنتكم‪ ،‬وكونوا زينا وال‬
‫تكونوا شينا»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬كونوا دعاة للناس بغري ألسنتكم‪ ،‬لريوا منكم الورع‬


‫واالجتهاد والصالة واخلري‪ ،‬فإن ذلك داعية»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال أمري املؤمنني‪ :‬إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم‪ ،‬فسعوهم‬


‫((( قرب اإلسناد ‪ /‬ص ‪/ 77‬ح ‪.251‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 77‬ح ‪.9‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 78‬ح ‪.14‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪30‬‬

‫بطالقة الوجه وحسن اللقاء‪ ،‬فاين سمعت رسول اهلل‪ ‬يقول‪ :‬إنكم‬
‫لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخالقكم»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال رسول اهلل‪ ‬أليب ذر‪« :‬اتق اهلل حيث كنت وخالق الناس‬
‫بخلق حسن‪ ،‬وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة متحوها»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال اإلمام الباقر‪ :‬إن مما يزين اإلسالم األخالق احلسنة فيام بني‬
‫الناس فتواظبوا عىل حماسن األخالق وحسن اهلدى والسمت فإن ذلك‬
‫مما يزبنكم عند الناس إذا نظروا إىل حماسن ما تنطقون به وألفوكم عىل‬
‫ما يستطيعون بنقصكم فيه وقد قال اهلل‪ ‬ملحمد‪َ ﴿ :‬وإِن ََّك َلعَلىَ‬
‫ُخ ُل ٍق َعظِي ٍم ﴾ وهو اخللق الذي يف أيديكم‪.‬‬
‫(((‬

‫ق��ال اإلم��ام الصادق‪ :‬أن��ه ق��ال للمفضل‪ :‬أي مفضل‪ ،‬قل‬


‫لشيعتنا‪ ،‬كونوا دعاة إلينا بالكف عن حمارم اهلل‪ ،‬واجتناب معاصيه‪،‬‬
‫واتباع رضوانه‪ ،‬فإهنم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعني‪.‬‬
‫(((‬

‫قال العالمة املجليس‪ ( :‬وكونوا دعاة ) أي كونوا داعني للناس إىل‬

‫((( عيون أخبار الرضا ‪ /‬ج‪ / 2‬ب ‪/ 31‬ص ‪ / 58‬ح ‪.204‬‬


‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 389‬ح ‪.46‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 1‬ب ‪/ 5‬ف ‪/ 7‬ص ‪ / 137‬ح ‪.1428‬‬
‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج ‪( / 11‬املوعظة) ‪ /‬ب ‪/ 4143‬ص ‪.255‬‬
‫‪31‬‬ ‫كونوا دعاة النا�س ب�أعمالكم‬

‫طريقتكم املثىل ومذهبكم احلق بمحاسن أعاملكم ومكارم أخالقكم‪،‬‬


‫فإن الناس إذا رأوكم عىل سرية حسنة وهدى مجيل نازعتهم أنفسهم‬
‫إىل الدخول فيام ذهبتم إليه من التشيع وتصويبكم فيام تقلدتم من طاعة‬
‫أئمتكم‪« ‬وكونوا زينا» أي زينة لنا «وال تكونوا شينا» أي عيبا‬
‫وعارا علينا‪.‬‬
‫(((‬

‫فهذا ما طلب منا لكي ننرش دين احلق وتعاليمه سواء بني املوالني‬
‫أو املخالفني‪ ،‬وهو بنفس الوقت كان شعار ًا لنبينا‪ ‬وأهل بيته‪،‬‬
‫وهذا املطلب عام عىل كل فرد من أفراد هذا املذهب‪ ،‬وليس خاص ًا‬
‫برجال الدين أو اخلطباء‪ ،‬وهنا أذكر ما نقله يل الشيخ الفاضل أبو جعفر‬
‫الفييل عن إحدى العوائل العراقية الشيعية التي كانت تقيم يف دولة‬
‫األردن‪ ،‬وكانت هذه العائلة تسكن بني جريان من املخالفني ملذهب‬
‫أهل البيت‪ ،‬وبنفس الوقت كان أحدهم يتجاهر ببغض الشيعة؛‬
‫بسبب ما ُزرع يف رأسه من صفات قبيحة عليهم‪ ،‬ولكن هذا املتعصب‬
‫عندما شاهد األخالق العالية والصفات احلميدة من هذا اجلار الشيعي‬
‫تأثر كثريا‪ ،‬حتى وصل إىل طلب التعرف عىل الشيعة ومعتقداهتم‪ ،‬وما‬
‫إن تعرف عىل املذهب احلق قام والتحق بالتشيع‪ ،‬فهذا املخالف الذي‬

‫((( مرآة العقول ‪ /‬ج ‪ / 8‬اإليامن والكفر ‪ /‬باب الورع ‪/‬ص ‪.61‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪32‬‬

‫كان عدوا للشيعة انقلب إىل فرد من أفراد املذهب؛ وكل هذا بسبب‬
‫أخالق هذه العائلة الطيبة وحسن تعاملها مع اجلريان‪.‬‬

‫ويف احلقيقة هذا ما أراده منا أئمتنا‪ ،‬وذلك بقوهلم‪« :‬كونوا‬


‫دعاة إىل أنفسكم بغري ألسنتكم‪ ،‬وكونوا زينا وال تكونوا شينا»‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫ثمار مكارم الأخالق وحما�سنها‬

‫ثمار مكارم األخالق ومحاسنها‬

‫إن ملكارم األخالق آثار ًا عظيمة يف حياة اإلنسان أمهها ما ذكرناه‬


‫سابقا من تأثري عىل إيامنه ودينه حتى وصفت بأهنا مكملة لإليامن‬
‫ثامر وجوائز قد جعلها اهلل عز وجل ألصحاب‬
‫والدين‪ ،‬وأيضا هناك ٌ‬
‫هذه األخالق احلسنة سواء يف الدنيا أو يف اآلخرة كام سنبينه يف هذا‬
‫الباب‪:‬‬

‫�أوال‪ :‬الثمار الدنيوية‪:‬‬

‫قال اإلمام الصادق‪« :‬ال حسب كحسن اخللق»‪.‬‬


‫(((‬

‫(((‬
‫وقال‪« :‬حسن اخللق من الدين وهو يزيد يف الرزق»‪.‬‬

‫قال أمري املؤمنني‪« :‬يف سعة األخالق كنوز األرزاق»‪.‬‬


‫(((‬

‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 1‬ب ‪/ 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ / 90‬ح ‪.1291‬‬


‫((( حتف العقول ‪/‬حكم ومواعظ اإلمام الصادق ‪ / ‬ص ‪.408‬‬
‫((( حتف العقول ‪/‬حكم ومواعظ أمري املؤمنني ‪ / ‬ص ‪. 240‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪34‬‬

‫قال ‪« :‬ال قربى كحسن اخللق»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬رب عزيز أذله خلقه‪ ،‬وذليل أعزه خلقه»‪.‬‬


‫(((‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬مروة الرجل خلقه»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬لو يعلم العبد ماله يف حسن اخللق لعلم أنه حيتاج أن‬
‫يكون له حسن اخللق»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬إن جربئيل الروح األمني نزل عيل من عند رب العاملني‬


‫فقال‪ :‬يا حممد عليك بحسن اخللق فانه ذهب بخري الدنيا واآلخرة أال‬
‫وإن أشبهكم يب أحسنكم خلقا»‪.‬‬
‫(((‬

‫(((‬
‫قال اإلمام الصادق‪« :‬من سعادة الرجل حسن اخللق»‪.‬‬

‫عن بحر السقاء قال‪ :‬قال يل أبو عبد اهلل‪« :‬يا بحر حسن اخللق‬

‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 255‬ح ‪.5370‬‬


‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 396‬ح ‪.79‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪ / 5 :‬ف ‪/ 1 :‬ص ‪ / 93‬ح ‪.1299‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 392‬ح ‪.58‬‬
‫((( عيون أخبار الرضا ‪/ ‬ج ‪/ 2‬ص ‪/ 55‬ح ‪.194‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪/ 2‬ب ‪/ 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪/ 93‬ح ‪.1300‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثمار مكارم الأخالق وحما�سنها‬
‫(((‬
‫يرس»‪..‬‬

‫عن أيب عبداهلل‪ ‬عن النبي‪ ‬قال‪« :‬قال إن اخللق احلسن‬


‫يذيب الذنوب كام تذيب الشمس اجلمد»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال ‪« :‬ال عيش أهنأ من حسن اخللق»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪ ‬للمعىل بن خنيس‪« :‬يا معىل عليك بالسخاء وحسن‬


‫اخللق فاهنام يزينان الرجل كام تزين الواسطة القالدة»‪.‬‬
‫(((‬

‫(((‬
‫قال أمري املؤمنني‪« :‬عنوان صحيفة املؤمن حسن خلقه»‪.‬‬

‫عن جابر بن عبد اهلل ق��ال‪ :‬قال العباس للنبي‪ :‬ما اجلامل‬
‫بالرجل يا رسول اهلل؟ قال‪« :‬بصواب القول باحلق»‪ ،‬قال‪ :‬فام الكامل؟‬
‫قال‪« :‬تقوى اهلل‪ ‬وحسن اخللق»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 102‬ح ‪.15‬‬


‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪ / 2‬ب ‪ / 5 :‬ف ‪/ 14 :‬ص ‪ / 91‬ح ‪.1293‬‬
‫((( علل الرشائع ‪ /‬ج ‪/ 2‬باب ‪/ 352‬ص ‪ / 532‬ح ‪.1‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 391‬ح ‪.51‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 392‬ح ‪.59‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 390‬ح ‪.48‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪36‬‬
‫(((‬
‫قال رسول اهلل‪« :‬املؤمن هني لني سمح‪ ،‬له خلق حسن»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬األخالق منايح من اهلل‪ ‬فإذا أحب عبدا منحه خلقا‬


‫(((‬
‫حسنا وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئ ًا»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬حسن اخللق ذهب بخري الدنيا واآلخرة»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬ثالث من مل يكن فيه مل يتم له عمل‪ :‬ورع حيجزه عن‬


‫(((‬
‫معايص اهلل وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل اجلاهل»‪..‬‬

‫وقال‪« :‬لو كان حسن ُ‬


‫اخل ُلق َخلقا ُيرى ما كان مما َخ َل َق اهلل‬
‫شئ أحسن منه‪ ،‬ولو كان َ‬
‫اخل َر ُق َخ ْلقا ُيرى ما كان مما َخ َل َق اهلل شئ أقبح‬
‫(((‬
‫منه»‪.‬‬

‫و قال‪« :‬إذا أراد اهلل بأهل بيت خريا رزقهم الرفق يف املعيشة‬
‫(((‬
‫وحسن اخللق»‪.‬‬

‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 391‬ح ‪.53‬‬
‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج ‪/ 3‬اخلاء (اخللق) ‪ /‬ب ‪/ 1107‬ص ‪.105‬‬
‫((( اخلصال ‪ -‬للشيخ الصدوق‪/‬باب اإلثنني ‪/‬ص ‪ / 42‬ح ‪.34‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 116‬ح ‪.1‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 394‬ح ‪.65‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 394‬ح ‪.67‬‬
‫‪37‬‬ ‫ثمار مكارم الأخالق وحما�سنها‬

‫قال اإلم��ام الصادق‪« :‬ال�بر وحسن اخللق يعمران الديار‪،‬‬


‫(((‬
‫ويزيدان يف األعامر»‪.‬‬

‫قال أمري املؤمنني‪« :‬حسن اخللق أحد العطاءين»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬حسن اخللق من أفضل القسم وأحسن الشيم»‪.‬‬


‫(((‬

‫(((‬
‫وقال‪« :‬كفى بالقناعة ملكا وبحسن اخللق نعيام»‬

‫وقال‪« :‬حسن اخللق رأس كل بر»‪.‬‬


‫(((‬

‫(((‬
‫وقال‪« :‬أرىض الناس من كانت أخالقه رضية»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬من حسنت خليقته طابت عرشته»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬حسن األخالق برهان كرم األعراق»‪.‬‬


‫(((‬

‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 100‬ح ‪.8‬‬


‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 254 :‬ح ‪.5359‬‬
‫((( عيون احلكم و املواعظ ‪ /‬احلاء (حسن)‪/‬ص ‪/ 229‬ح ‪.4414‬‬
‫((( هنج البالغة‪/‬حكم أمري املؤمنني ‪ /‬ص ‪/ 700‬ح ‪.229‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 254 :‬ح ‪.5360‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 254 :‬ح ‪.5348‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 255 :‬ح ‪.5378‬‬
‫((( عيون احلكم واملواعظ‪ /‬ص ‪ / 228‬ح ‪.4397‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪38‬‬

‫وقال‪« :‬أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخالقا»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬اخللق املحمود من ثامر العقل‪ ،‬اخللق املذموم من ثامر‬


‫اجلهل»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال‪« :‬رأس العلم التمييز بني األخالق‪ ،‬وإظهار حممودها‪،‬‬


‫وقمع مذمومها»‪.‬‬
‫(((‬

‫(((‬
‫وقال‪« :‬حسن األخالق يدر األرزاق ويؤنس الرفاق»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬من حسن خلقه كثر حمبوه وأنست النفوس به»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬حسن خلقك خيفف اهلل حسابك»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬عجبت لرجل يأتيه أخوه املسلم يف حاجة فيمتنع عن‬


‫قضائها وال يرى نفسه للخري أهال فهب أنه ال ثواب يرجى و ال عقاب‬

‫((( عيون احلكم واملواعظ‪ /‬ص ‪ / 228‬ح ‪.4397‬‬


‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 254 :‬ح ‪.5343‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 63 :‬ح ‪.759‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 255 :‬ح ‪.5382‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 255 :‬ح ‪.5375‬‬
‫((( تنبيه اخلواطر (جمموعة ورام) ‪ /‬ج ‪ / 2‬ص ‪164‬‬
‫‪39‬‬ ‫ثمار مكارم الأخالق وحما�سنها‬

‫يتقى أفتزهدون يف مكارم األخالق»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪َ « :‬لو ُكنّا ال نَرجو جنّ ًة وال نار ًا وال ثواب ًا وال ِعقاب ًا‪ ،‬لكان‬
‫ِ‬ ‫فإنا ممّا تَدُ ُّل عىل‬ ‫ِ‬ ‫ب بِمكار ِم‬ ‫ِ‬
‫(((‬
‫سبيل النجاحِ »‪.‬‬ ‫األخالق هّ‬ ‫َينبغي َلنا أن نُطال َ‬

‫قال‪« :‬وعليكم بمكارم االخالق فإهنا رفعة‪.‬وإياكم واالخالق‬


‫(((‬
‫الدنية فإهنا تضع الرشيف وهتدم املجد»‪.‬‬
‫(((‬
‫قال رسول اهلل‪« :‬حسن اخللق يثبت املودة»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬جعل اهلل سبحانه مكارم األخالق صلة بينه وبني‬


‫عباده‪ ،‬فحسب أحدكم أن يتمسك بخلق متصل باهلل»‪.‬‬
‫(((‬

‫ثاني ًا‪ :‬الثامر األخروية‪:‬‬

‫تقوى اهلل‬ ‫(((‬


‫قال رسول اهلل‪« :‬أكثر ما تلج به أمتي اجلنة‬

‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 448 :‬ح ‪.10298‬‬


‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج ‪( / 3‬اخللق) ‪ /‬ب ‪/ 1108‬ص ‪.106‬‬
‫((( حتف العقول ‪/‬حكم أمري املؤمنني ومواعظه ‪ /‬ص ‪. 241‬‬
‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج ‪( / 3‬اخللق) ‪ /‬ب ‪/ 1114‬ص ‪.110‬‬
‫((( تنبيه اخلواطر (جمموعة ورام) ‪ /‬ج ‪ / 2‬ص ‪.164‬‬
‫((( قال العالمة املجليس‪ :‬التقوى حسن املعاملة مع الرب وحسن اخللق حسن‬
‫املعاملة مع اخللق‪ ،‬ومها يوجبان دخول اجلنة‪ ،‬والولوج الدخول‪.‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪40‬‬
‫(((‬
‫وحسن اخللق»‪.‬‬

‫حسن اهلل خلق عبد وخلقه إال استحيى إن يطعم‬


‫وعنه‪« :‬ما ّ‬
‫(((‬
‫النار من حلمه»‪.‬‬

‫عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ‬قال‪« :‬قال رسول اهلل‪ :‬عليكم‬


‫بحسن اخللق فإن حسن اخللق يف اجلنة ال حمالة‪ ،‬و إياكم وسوء اخللق‬
‫فان سوء اخللق يف النار ال حمالة»‪.‬‬
‫(((‬

‫قالت أم سلمة لرسول اهلل‪ ‬بأيب أنت وأمي املرأة يكون هلا‬
‫زوجان فيموتون فيدخلون اجلنة ألهيام تكون؟ قال‪« :‬يا ام سلمة ختري‬
‫أحسنهام خلقا وخريمها ألهله‪ ،‬يا أم سلمة إن حسن اخللق ذهب بخري‬
‫(((‬
‫الدنيا واآلخرة»‪.‬‬

‫قال أمري املؤمنني‪« :‬حسن اخللق خري قرين»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪ :‬قال رسول اهلل‪« :‬أقربكم مني جملسا يوم القيامة‬

‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪ / 2‬ب ‪ / 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ / 90‬ح ‪.1292‬‬


‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪ / 2‬ب ‪ / 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ /91‬ح ‪.1295‬‬
‫((( عيون أخبار الرضا ع ‪ /‬ج ‪ / 2‬ص ‪ / 34‬ح ‪.41‬‬
‫((( مشكاة األنوار ‪ /‬ج ‪ / 2‬ب ‪ / 5‬ف ‪/ 1‬ص ‪ /94‬ح ‪1303‬‬
‫((( عيون أخبار الرضا ع‪/‬ج‪/ 2‬ص ‪ / 41‬ح ‪.106‬‬
‫‪41‬‬ ‫ثمار مكارم الأخالق وحما�سنها‬

‫أحسنكم خلقا وخريكم ألهله»‪.‬‬


‫(((‬

‫عن أيب عبد اهلل‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‪« :‬أقربكم مني غدا‬
‫(((‬
‫أحسنكم خلقا وأقربكم من الناس»‪.‬‬

‫عن جبلة االفريقي أن رسول اهلل‪ ‬قال‪« :‬أنا زعيم ببيت يف‬
‫ربض اجلنة وبيت يف وسط اجلنة‪ ،‬وبيت يف أعىل اجلنة‪ ،‬ملن ترك املراء‬
‫وإن كان حمقا‪ ،‬وملن ترك الكذب وإن كان هازال‪ ،‬وملن حسن خلقه»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن أيب عبد اهلل‪ ‬قال‪« :‬قال رسول اهلل‪ :‬إن صاحب اخللق‬
‫احلسن له مثل أجر الصائم القائم»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال أمري املؤمنني‪« :‬سئل رسول اهلل‪ ‬ما أكثر ما يدخل به‬
‫اجلنة؟ قال‪ :‬تقوى اهلل وحسن اخللق»‪.‬‬
‫(((‬

‫رسول اهلل‪« :‬أول ما يوضع يف ميزان العبد يوم القيامة حسن‬


‫خلقه»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( عيون أخبار الرضا ع‪/‬ج‪/ 2‬ص ‪ / 41‬ح ‪.108‬‬


‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 395‬ح ‪.69‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪/ 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪ / 92‬ص ‪ / 388‬ح ‪.39‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 100‬ح ‪.5‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 100‬ح ‪.6‬‬
‫((( قرب اإلسناد‪/‬ص ‪ / 46‬ح ‪.149‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪42‬‬

‫عن أيب عبد اهلل‪ ‬قال‪« :‬إن اهلل تبارك وتعاىل ليعطي العبد من‬
‫الثواب عىل حسن اخللق كام يعطي املجاهد يف سبيل اهلل((( يغدو عليه‬
‫ويروح»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن عيل بن احلسني‪ ‬قال‪« :‬قال رسول اهلل‪ :‬ما يوضع يف‬
‫(((‬
‫ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن اخللق»‪.‬‬

‫عن العال بن كامل قال‪ :‬قال أبو عبد اهلل‪« :‬إذا خالطت الناس‬
‫فان استطعت أن ال ختالط أحدا من الناس إال كانت يدك العليا عليه‬
‫فافعل(((‪ ،‬فان العبد يكون فيه بعض التقصري من العبادة‪ ،‬ويكون له‬
‫خلق حسن فيبلغه اهلل بخلقه (بحسن خلقه) درجة الصائم القائم»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن أيب عبد اهلل‪ ،‬يف قوله‪ :‬ﱫﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫((( قال العالمة املجليس‪« :‬كام يعطي املجاهد» ملشقتهام عىل النفس ولكون‬
‫جهاد النفس كجهاد العدو بل أشق وأشد‪ ،‬ولذا سمي باجلهاد األكرب وإن كان يف‬
‫جهاد العدو جهاد النفس أيضا‪..‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 101‬ح ‪12‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 99‬ح ‪.2‬‬
‫((( قال العالمة املجليس‪ :‬أي كن أنت املحسن عليه‪ ،‬أو أكثر إحسانا ال‬
‫بالعكس‪..‬وقال السيد املرتىض‪ ‬يف الغرر وال��درر‪ :‬وهذا حث منه‪ ‬عىل‬
‫املكارم وحتضيض عىل اصطناع املعروف‪.‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 102‬ح ‪.14‬‬
‫‪43‬‬ ‫ثمار مكارم الأخالق وحما�سنها‬

‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﱪ‪.‬قال‪« :‬رضوان اهلل واجلنة يف‬


‫اآلخرة‪ ،‬والسعة يف الرزق واملعاش وحسن اخللق يف الدنيا»‪.‬‬
‫(((‬

‫وقال أمري املؤمنني‪ ‬لنوف‪« :‬يا نوف صل رمحك يزيد اهلل يف‬
‫عمرك‪ ،‬وحسن خلقك خيفف اهلل حسابك»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن جعفر بن حممد‪ ،‬عن آبائه‪ ‬قال‪« :‬قال رسول اهلل‪:‬‬


‫إن أحبكم إيل وأقربكم مني يوم القيامة جملسا أحسنكم خلقا وأشدكم‬
‫(((‬
‫تواضعا وإن أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون وهم املستكربون»‪.‬‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬حسن اخللق شجرة يف اجلنة وصاحبه متعلق‬


‫بغصنها جيذبه إليها‪ ،‬وس��وء اخللق شجرة يف النار وصاحبه متعلق‬
‫(((‬
‫بغصنها جيذبه إليها»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬رأيت رجال يف املنام جاثيا عىل ركبتيه بينه وبني رمحة‬
‫اهلل حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله يف رمحة اهلل»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 5‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 71‬ح ‪.2‬‬


‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪ / 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪/92‬ص‪ / 383‬ح ‪.20‬‬
‫((( قرب االسناد ‪/‬ص ‪/ 46‬ح ‪.148‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪ / 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪/92‬ص‪ / 393‬ح ‪.61‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪ / 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪/92‬ص‪ / 393‬ح ‪.62‬‬
‫‪45‬‬ ‫�سوء اخللق و�آثاره‬

‫سوء الخلق وآثاره‬

‫إن سوء اخللق هو انحراف نفساين يقود اإلنسان إىل الغلظة‬


‫�ار سيئة‪ ،‬تشوه‬
‫والرشاسة وغريها من الصفات املذمومة التي هلا آث� ٌ‬
‫صورة املتصف هبا‪ ،‬بل قد تتفاقم آثاره‪ ،‬فيكون سبب ًا ملختلف املشاكل‬
‫و اإلضطرابات سواء عىل حياة الفرد أو املجتمع‪ ،‬لذلك نرى كيف‬
‫واجه النبي وأهل بيته صلوات اهلل عليهم ذلك اخلطر الناتج عن سوء‬
‫اخللق بالتحذير والتنبيه والزجر لكل من يتصف بتلك األخالق السيئة‬
‫والرذائل املمقوتة‪ ،‬وهنا نذكر مجلة من أقواهلم‪ ‬يف ذلك‪:‬‬

‫قال الصادق‪« :‬من ساء خلقه عذب نفسه»‪.‬‬


‫(((‬

‫قال اإلمام عيل‪« :‬من مل يصلح خالئقه كثرت بوائقه»‪.‬‬


‫(((‬

‫وعنه‪« :‬من ساء خلقه م ّله أهله»‪.‬‬


‫(((‬

‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264‬ح ‪.5704‬‬


‫((( حتف العقول ‪/‬حكم ومواعظ أمري املؤمنني ‪ /‬ص ‪. 240‬‬
‫((( حتف العقول ‪/‬حكم ومواعظ أمري املؤمنني ‪ /‬ص ‪. 240‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪46‬‬

‫وعنه‪« :‬إن العبد ليبلغ من سوء خلقه أسفل درك جهنم»‪.‬‬


‫(((‬

‫وعنه‪« :‬من ضاقت ساحته قلت راحته»‪.‬‬


‫(((‬

‫(((‬
‫وعنه‪« :‬من ساء خلقه أعوزه الصديق والرفيق»‪.‬‬

‫وعنه‪« :‬من ساء خلقه ضاق رزقه»‪.‬‬


‫(((‬

‫وعنه‪« :‬السيئ اخللق كثري الطيش منغص العيش»‪.‬‬


‫(((‬

‫عن عباد بن صهيب قال‪ :‬سمعت أبا عبد اهلل‪ ‬يقول‪« :‬ال جيمع‬
‫اهلل ملنافق وال فاسق حسن السمت والفقه وحسن اخللق أبدا»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬إياكم وسوء اخللق فان سوء اخللق يف النار‬
‫ال حمالة» (((‪.‬‬

‫عن احلسني بن بشار قال‪ :‬كتبت إىل أيب احلسن‪ :‬أن يل ذا قربة‬

‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪/ 3‬اخلاء (اخللق) ‪ /‬باب ‪ / 1017 :‬ص ‪.113‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5706‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 265 :‬ح ‪.5717‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5715‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5708‬‬
‫((( اخلصال ‪ /‬باب الثالثة ‪ /‬ص ‪ / 154‬ح ‪.126‬‬
‫((( عيون أخبار الرضا ع ‪ /‬ج ‪ / 2‬ص ‪ / 34‬ح ‪.41‬‬
‫‪47‬‬ ‫�سوء اخللق و�آثاره‬
‫(((‬
‫قد خطب إيل ويف خلقه سوء‪ ،‬قال‪« :‬ال تزوجه إن كان يسء اخللق»‪.‬‬

‫حاج ًا‪ :‬من كان سيئ اخللق واجلوار فال‬


‫وقال‪ :‬يف سفر خرج ّ‬
‫يصحبنا‪.‬‬
‫(((‬

‫قال رسول اهلل‪« ‬يا عيل‪ ،‬لكل ذنب توبة إال سوء اخللق‪ ،‬فإن‬
‫(((‬
‫صاحبه كلام خرج من ذنب دخل يف ذنب»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬يا عيل‪ ،‬سوء اخللق شؤم»‪.‬‬


‫(((‬

‫قال اإلمام الصادق‪« :‬إن سوء اخللق ليفسد االيامن كام يفسد‬
‫اخلل العسل»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن ربعي قال‪ :‬قال أبو عبد اهلل‪ ‬ليحيى السقاء‪« :‬يا حييى إن‬
‫(((‬
‫اخللق احلسن يرس‪ ،‬وإن اخللق السيئ نكد»‪.‬‬

‫عن أيب عبد اهلل‪ ‬قال‪ :‬أتى النبي‪ ‬رجل فقال‪ :‬إن فالنا‬

‫((( مكارم األخالق ‪ /‬الباب الثامن ‪ /‬الفصل الثاين ‪/‬ص ‪.194‬‬


‫((( مكارم األخالق ‪ /‬الباب التاسع ‪ /‬الفصل الرابع ‪/‬ص ‪.241‬‬
‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪( / 3‬الذنب) ‪ /‬ب ‪ / 1368 :‬ص ‪.350‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5696‬‬
‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 2‬كتاب اإليامن والكفر ‪/‬ص ‪ / 321‬ح ‪.3‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪ / 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪/92‬ص‪ / 395‬ح ‪.62‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪48‬‬

‫مات فحفرنا له فامتنعت االرض فقال رسول اهلل‪« :‬إنه كان سيئ‬
‫اخللق»‪.‬‬
‫(((‬
‫وعنه‪« :‬سوء اخللق ذنب ال يغفر»‪.‬‬

‫وعنه‪« :‬أبى اهلل لصاحب اخللق السيئ بالتوبة»‪ ،‬فقيل‪ :‬يا‬


‫رسول اهلل وكيف ذلك؟ قال‪« :‬ألنه إذا تاب من ذنب وقع يف أعظم من‬
‫الذنب الذي تاب منه»‪.‬‬
‫(((‬

‫عن اإلمام عيل‪« :‬سوء اخللق رش قرين»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬اخللق السيئ أحد العذابني»‪.‬‬


‫(((‬

‫(((‬
‫وقال‪« :‬سوء اخللق نكد العيش وعذاب النفس»‪.‬‬

‫وقال‪« :‬سوء اخللق يوحش النفس ويرفع االنس»‪.‬‬


‫(((‬

‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪/ 3‬اخلاء (اخللق) ‪ /‬ب ‪ / 1015 :‬ص ‪.111‬‬
‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪ / 73‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪/135‬ص‪ / 299‬ح ‪.12‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5697‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5701‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5702‬‬
‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5703‬‬
‫‪49‬‬ ‫�سوء اخللق و�آثاره‬

‫وقال‪« :‬سوء اخللق يوحش القريب وينفر البعيد»‪.‬‬


‫(((‬

‫وسئل‪ ‬عن أدوم الناس غام؟ قال‪« :‬أسوأهم خلقا»‪.‬‬


‫(((‬

‫وقال‪« :‬ال وحشة أوحش من سوء اخللق»‪.‬‬


‫(((‬

‫وعن اإلمام الصادق‪« :‬قال لقامن البنه‪ :‬يا بني‪ ،‬إياك والضجر‪،‬‬
‫وسوء اخللق‪ ،‬وقلة الصرب‪ ،‬فال يستقيم عىل هذه اخلصال صاحب‪ ،‬والزم‬
‫نفسك التؤدة يف أمورك‪ ،‬وصرب عىل مؤونات اإلخوان نفسك‪ ،‬وحسن‬
‫مع مجيع الناس خلقك»‪.‬‬
‫(((‬

‫قال رسول اهلل‪« :‬خصلتان ال جيتمعان يف مؤمن‪ :‬البخل وسوء‬


‫(((‬
‫اخللق»‪.‬‬

‫وقد قال رسول اهلل‪ -‬عندما قيل له‪ :‬إن فالنة تصوم النهار‬
‫وتقوم الليل وهي سيئة اخللق تؤذي جرياهنا بلساهنا ‪« :-‬ال خري فيها‬

‫((( غرر احلكم و درر الكلم ‪ /‬ص ‪/ 264 :‬ح ‪.5709‬‬


‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪( / 3‬اخللق) ‪ /‬ب ‪ / 1015 :‬ص ‪.112‬‬
‫((( غرر احلكم ودرر الكلم ‪ /‬ص ‪ / 265‬ح ‪.5722‬‬
‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪( / 3‬اخللق) ‪ /‬ب ‪ / 1015 :‬ص ‪.112‬‬
‫((( ميزان احلكمة ‪ /‬ج‪( / 3‬اخللق) ‪ /‬باب ‪ / 1015 :‬ص ‪.112‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪50‬‬
‫(((‬
‫هي من أهل النار»‪.‬‬

‫قال الشيخ عباس القمي‪ :‬اجتنب يا أخي العزيز سوء اخلُلق‪ ،‬فإنه‬
‫معذب ًا دوم ًا فإنّه‬
‫ويس ُء االخالق يعيش ّ‬
‫يبعدك عن اخلالق واملخلوق‪ِّ ،‬‬
‫(((‬ ‫دوه الذي ال يرتكُه أينام ّ‬
‫حل‪.‬‬ ‫أسري َع ّ‬

‫((( بحار األنوار ‪/‬ج ‪ / 71‬اإليامن والكفر ‪/‬ب ‪/92‬ص‪ / 394‬ح ‪.63‬‬
‫((( مخسون درسا يف األخالق‪ :‬الشيخ القمي ‪:‬ص‪-26‬الدرس التاسع‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫جنود العقل وجنود اجلهل‬

‫جنود العقل وجنود الجهل‬

‫لقد جاءت روايات كثرية عن املعصومني‪ ‬يف ذكر الفضائل‬


‫والرذائل‪ ،‬ولكن سنقترص هنا عىل أكثرها توضيحا لتلك الفضائل‬
‫وال��رذائ��ل‪ ،‬وه��و حديث اإلم��ام الصادق‪ ،‬ال��ذي مجع فيه تلك‬
‫الفضائل وما يقابلها من الرذائل وعرف الفضائل بأهنا جنود العقل‬
‫والرذائل جنود اجلهل ‪:‬‬

‫روى الكليني عن سامعة بن مهران قال‪ :‬كنت عند أيب عبداهلل‪‬‬


‫وعنده مجاعة من مواليه فجرى ذكر العقل واجلهل فقال أبو عبداهلل‪:‬‬
‫«اعرفوا العقل وجنده واجلهل وجنده هتتدوا»‪ ،‬قال سامعة‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك ال نعرف إال ما عرفتنا‪ ،‬فقال أبو عبداهلل‪« :‬إن اهلل‪‬‬
‫خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيني عن يمني العرش من نوره‬
‫فقال له‪ :‬أدبر فأدبر‪ ،‬ثم قال له‪ :‬أقبل فأقبل‪ ،‬فقال اهلل تبارك وتعاىل‪:‬‬
‫خلقتك خلقا عظيام و كرمتك عىل مجيع خلقي‪ ،‬قال‪ :‬ثم خلق اجلهل‬
‫من البحر األجاج ظلامنيا فقال له‪ :‬أدبر فأدبر‪ ،‬ثم قال له‪ :‬أقبل فلم يقبل‬
‫فقال له‪ :‬استكربت فلعنه‪ ،‬ثم جعل للعقل مخسة وسبعني جندا فلام رأى‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪52‬‬

‫اجلهل ما أكرم اهلل به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال اجلهل‪ :‬يا‬
‫رب هذا خلق مثيل خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده وال قوة يل به فأعطني‬
‫من اجلند مثل ما أعطيته فقال‪ :‬نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك‬
‫وجندك من رمحتي قال‪ :‬قد رضيت فأعطاه مخسة وسبعني جندا فكان‬
‫مما أعطى العقل من اخلمسة والسبعني اجلند‪ :‬اخلري وهو وزير العقل‬
‫وجعل ضده الرش وهو وزير اجلهل‪ ،‬واإليامن وضده الكفر‪ ،‬والتصديق‬
‫وض��ده اجلحود‪ ،‬وال��رج��اء وض��ده القنوط‪ ،‬والعدل وض��ده اجل��ور‪،‬‬
‫والرضا وضده السخط‪ ،‬والشكر وضده الكفران‪ ،‬والطمع وضده‬
‫اليأس‪ ،‬والتوكل وضده احلرص‪ ،‬والرأفة وضدها القسوة‪ ،‬والرمحة‬
‫وضدها الغضب‪ ،‬والعلم وضده اجلهل‪ ،‬والفهم وضده احلمق‪ ،‬والعفة‬
‫وضدها التهتك‪ ،‬والزهد وضده الرغبة‪ ،‬والرفق وضده اخلرق‪ ،‬والرهبة‬
‫وضده اجلرأة‪ ،‬والتواضع وضده الكرب‪ ،‬والتؤدة وضدها الترسع‪ ،‬واحللم‬
‫وضدها السفه‪ ،‬والصمت وضده اهلذر‪ ،‬واالستسالم وضده االستكبار‪،‬‬
‫والتسليم وض��ده الشك‪ ،‬والصرب وض��ده اجل��زع‪ ،‬والصفح وضده‬
‫االنتقام‪ ،‬والغنى وضده الفقر‪ ،‬والتذكر وضده السهو‪ ،‬واحلفظ وضده‬
‫النسيان‪ ،‬والتعطف وضده القطيعة‪ ،‬والقنوع وضده احلرص‪ ،‬واملؤاساة‬
‫وضدها املنع‪ ،‬واملودة وضدها العداوة والوفاء وضده الغدر‪ ،‬والطاعة‬
‫وضدها املعصية‪ ،‬واخلضوع وضده التطاول‪ ،‬والسالمة وضدها البالء‪،‬‬
‫‪53‬‬ ‫جنود العقل وجنود اجلهل‬

‫واحلب وضده البغض‪ ،‬والصدق وضده الكذب‪ ،‬واحلق وضده الباطل‪،‬‬


‫واألم��ان��ة وضدها اخليانة‪ ،‬واإلخ�لاص وض��ده الشوب‪ ،‬والشهامة‬
‫وضدها البالدة‪ ،‬والفهم وضده الغباوة‪ ،‬واملعرفة وضدها اإلنكار‪،‬‬
‫واملداراة وضدها املكاشفة‪ ،‬وسالمة الغيب وضدها املامكرة‪ ،‬والكتامن‬
‫وضده اإلفشاء‪ ،‬والصالة وضدها اإلضاعة‪ ،‬والصوم وضده اإلفطار‪،‬‬
‫واجلهاد وضده النكول‪ ،‬واحلج وضده نبذ امليثاق‪ ،‬وصون احلديث‬
‫وضده النميمة‪ ،‬وبر الوالدين وضده العقوق‪ ،‬واحلقيقة وضدها الرياء‪،‬‬
‫واملعروف وضده املنكر‪ ،‬والسرت وضده التربج‪ ،‬والتقية وضدها اإلذاعة‪،‬‬
‫واإلنصاف وضده احلمية‪ ،‬والتهيئة وضدها البغي‪ ،‬والنظافة وضدها‬
‫القذر‪ ،‬واحلياء وضدها اجللع(((‪ ،‬والقصد وضده العدوان‪ ،‬والراحة‬
‫وضدها التعب والسهولة وضدها الصعوبة‪ ،‬والربكة وضدها املحق‪،‬‬
‫والعافية وضدها البالء‪ ،‬والقوام وضده املكاثرة‪ ،‬واحلكمة وضدها‬
‫اهل��واء‪ ،‬والوقار وضده اخلفة‪ ،‬والسعادة وضدها الشقاوة‪ ،‬والتوبة‬
‫وضدها اإلرصار‪ ،‬واالستغفار وضده اإلغ�ترار‪ ،‬واملحافظة وضدها‬
‫التهاون‪ ،‬والدعاء وضده االستنكاف‪ ،‬والنشاط وضده الكسل‪ ،‬والفرح‬
‫وضده احلزن‪ ،‬وااللفة وضدها الفرقة والسخاء وضده البخل‪.‬‬

‫((( اجللع ‪ :‬قلة احلياء‬


‫مكارم الأخالق‬ ‫‪54‬‬

‫فال جتتمع هذه اخلصال كلها من أجناد العقل إال يف نبي أو ويص‬
‫نبي‪ ،‬أو مؤمن قد امتحن اهلل قلبه لإليامن‪ ،‬وأما سائر ذلك من موالينا‬
‫فإن أحدهم ال خيلو من أن يكون فيه بعض هذه اجلنود حتى يستكمل‪،‬‬
‫وينقي من جنود اجلهل فعند ذلك يكون يف الدرجة العليا مع االنبياء‬
‫واالوصياء‪ ،‬وإنام يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده‪ ،‬وبمجانبة اجلهل‬
‫وجنوده‪ ،‬وفقنا اهلل وإياكم لطاعته ومرضاته»‪.‬‬
‫(((‬

‫((( الكايف ‪/‬ج ‪ / 1‬كتاب العقل واجلهل ‪/‬ص ‪ / 20‬ح ‪.14‬‬


‫‪55‬‬ ‫معاين �أهم الف�ضائل اخللقية‬

‫معاني أهم الفضائل الخلقية‬

‫اإلخالص‪ :‬أي إخالص العمل هلل تعاىل‪.‬‬

‫االستسالم‪ :‬أي االنقياد هلل تعاىل فيام يأمر و ينهى‪.‬‬

‫اإلقتصاد‪ :‬هو التوسط بني التبذير والتضييق يف كل األم��ور‬


‫وباخلصوص يف إنفاق املال‬

‫اإلنصاف‪ :‬التسوية والعدل بني نفسه وغريه‪.‬‬

‫التذكر‪ :‬االسرتجاع عن احلافظة‪.‬‬

‫التقوى‪ :‬حفظ النفس عن خمالفة اهلل تعاىل‪ ،‬وذلك بفعل ما أوجبه‬


‫اهلل عليها‪ ،‬وترك ما حرمه‪.‬‬

‫التقية‪ :‬هي السرت يف موضع اخلوف‪ ،‬و ضدها اإلذاعة و اإلفشاء‪.‬‬

‫التُؤدة‪ :‬هي بضم التاء و فتح اهلمزة و سكوهنا‪ :‬الرزانة و التأين أي‬
‫عدم املبادرة إىل األمور بال تفكر‪ ،‬فإهنا توجب الوقوع يف املهالك‪.‬‬

‫التوكل‪ :‬هو االعتامد عىل اهلل تعاىل واإليامن بأن النعم كلها من عنده‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪56‬‬

‫تعاىل‪.‬‬

‫احلكمة‪ :‬هي العمل بالعلم واختيار النافع واألصلح‪ ،‬وهي ضد‬


‫اتباع هوى النفس وشهواهتا‪.‬‬

‫احللم‪ :‬ضبط النفس عن هيجان القوة الغضبية‪.‬‬

‫اخلضوع‪ :‬هو التذلل ملن يستحق أن يتذلل له‪ ،‬و مقابله التطاول و‬
‫هو الرتفع‪.‬‬

‫الرجاء‪ :‬توقع رمحة اهلل يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫الرفق‪ :‬حسن الصنيعة واملالئمة‪.‬‬

‫الرهبة‪ :‬أي اخلوف من اهلل ومن عقابه أو من اخللق أو من النفس‬


‫والشيطان‪ ،‬واألوىل التعميم ليشمل اخلوف عن كل ما يرض بالدين أو‬
‫الدنيا‪.‬‬

‫الزهد‪ :‬ترك اليشء واإلعراض عنه‪ ،‬ملكة اإلعراض عن الدنيا‬


‫وعدم تعلق القلب هبا‪.‬‬

‫السخاء‪ :‬بذل ما حيتاج إليه عند احلاجة إىل مستحقه‪ ،‬بقدر الطاقة‪.‬‬

‫السعادة‪ :‬هي اختيار ما يوجب حسن العاقبة‪.‬‬


‫‪57‬‬ ‫معاين �أهم الف�ضائل اخللقية‬

‫السالمة‪ :‬هي ال�براءة من الباليا والعيوب واآلف��ات‪ ،‬والعاقل‬


‫يتخلص منها حيث يعرفها‪.‬‬

‫السهولة‪ :‬أي االنقياد بسهولة و لني اجلانب‪.‬‬

‫الصمت‪ :‬أي السكوت عام ال حيتاج إليه وال طائل فيه‪.‬‬

‫الطاعة‪ :‬هي متابعة من ينبغي متابعته يف أوامره و نواهيه‪.‬‬

‫العدل‪ :‬التوسط يف مجيع األمور بني اإلفراط والتفريط‪.‬‬

‫العفة‪ :‬هي منع البطن و الفرج عن املحرمات والشبهات‪.‬‬


‫ِ‬
‫الغبطة‪ :‬هي أن يتمنّى اإلنسان أن تكون له نعمة مثلام لآلخرين من‬
‫دون أن يتمنّى زوال تلك النعمة عن اآلخر‪.‬‬

‫الفرح‪ :‬أي ترك احلزن عىل ما فات عنه من الدنيا أو البشاشة مع‬
‫اإلخوان‪.‬‬

‫الفهم‪ :‬حالة للنفس تقتيض رسعة إدراك األمور‪.‬‬

‫القصد‪ :‬أي اختيار الوسط يف األمور و مالزمة الطريق الوسط‬


‫املوصل إىل النجاة‪.‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪58‬‬

‫القنوع‪ :‬هو الرضا بام قسمه اهلل وعدم طلب الزيادة‪.‬‬

‫الكتامن‪ :‬أي كتامن عيوب املؤمنني وأرسارهم أو كلام جيب أو ينبغي‬


‫كتامنه‪.‬‬

‫املواساة‪ :‬هي أن جيعل إخوانه مشاركني و مسامهني له يف ماله‪.‬‬

‫املودة‪ :‬هي اإلتيان بمقتضيات املحبة و األمور الدالة عليها‬

‫النصيحة‪ :‬إرادة بقاء نعمة اهلل للمسلمني‪ ،‬وكراهة وصول الرش‬


‫إليهم‪.‬‬

‫الورع‪ :‬اجتناب املحرمات والشبهات‪.‬‬

‫الوفاء‪ :‬أي بعهود اهلل تعاىل أو بعهود اخللق أو األعم‪.‬‬

‫الوقار‪ :‬هو الثقل والرزانة والثبات وعدم االنزعاج بالفتن وترك‬


‫الطيش‪.‬‬

‫اليقني‪ :‬هو سكون العلم وثباته وإتقانه بانتفاء الشك والشبهة عنه‬
‫باالستدالل‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫معاين �أهم الرذائل اخللقية‬

‫معاني أهم الرذائل الخلقية‬

‫اإلستنكاف‪ :‬أي االستكبار وقد سمى اهلل تعاىل ترك الدعاء‬


‫استكبارا فقال‪ :‬ﱫ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﱪ‪.‬‬

‫اإلستهزاء‪ :‬حماكاة أقوال الناس أو أفعاهلم أو صفاهتم أو خلقهم‬


‫قوال أو فعال أو إيامء ًا عىل وجه يضحك منه ويؤذي املستهزأ به‪.‬‬

‫اإلرساف‪ :‬البذل حيث ينبغي اإلم��س��اك‪ ،‬أو اجلهل باملقادير‬


‫املستحقة فيزيد عليها البذل‪.‬‬

‫اإلغرتار‪ :‬االنخداع عن النفس والشيطان بتسويف التوبة‪ ،‬والغفلة‬


‫عن الذنوب ومضارها وعقوباهتا‬

‫البخل‪ :‬اإلمساك حيث ينبغي البذل‪.‬‬

‫التبذير‪ :‬البذل يف املواقع الغري مستحقة للبذل‪ ،‬وهو أعظم من‬


‫اإلرساف ألن البذل هنا كله خطأ‪ ،‬بينام اإلرساف يكون اخلطأ يف الزيادة‬
‫فقط‪.‬‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪60‬‬

‫أجنبي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫رجل‬ ‫التربج‪ :‬أي إظهار الزينة لكل‬

‫التطاول‪ :‬التكرب والرتفع‪.‬‬

‫البهتان‪ :‬هو ذكر املؤمن بام يعيبه وليس فيه ذلك العيب‪ ،‬ويعترب‬
‫من الكبائر‪.‬‬

‫التهتك‪ :‬عدم املباالة هبتك سرته يف ارتكاب املحرمات‪.‬‬

‫احلرص‪ :‬زيادة السعي يف الطلب‪ ،‬بحيث ال ينتهي إىل حد معني‪.‬‬

‫احلسد‪ :‬متني زوال النعمة عن اآلخرين‪.‬‬

‫اخلرق‪ :‬أن ال حيسن العمل والترصف يف األمور‪.‬‬

‫الذل‪ :‬الضعف أمام اآلخرين وقبول إهانتهم‪.‬‬

‫السهو‪ :‬عبارة عن زوال الصورة عن املدركة ال احلافظة‪.‬‬

‫الرشه‪ :‬هو اشتداد احلرص عىل اليشء‪ ،‬واشتهاؤه له‪.‬‬

‫العداوة‪ :‬هي اإلتيان بمقتضيات املباغضة‪ ،‬وفعل ما يتبعها‬

‫عقوق الوالدين‪ :‬أي اإلساءة إليهام‪.‬‬

‫الغضب‪ :‬ثوران النفس واشتعاهلا إلرادة اإلنتقام‬


‫‪61‬‬ ‫معاين �أهم الرذائل اخللقية‬

‫الغيبة‪ :‬هي أن يذكر املؤمن بعيب يف غيبته‪ ،‬سواء أكان بقصد‬


‫االنتقاص‪ ،‬أم مل يكن‪ ،‬وسواء أكان العيب يف بدنه‪ ،‬أم يف نسبه‪ ،‬أم يف‬
‫خلقه‪ ،‬أم يف فعله‪ ،‬أم يف قوله‪ ،‬أم يف دينه‪ ،‬أم يف دنياه‪ ،‬أم يف غري ذلك مما‬
‫يكون عيبا مستورا عن الناس‪.‬‬

‫الفحش‪ :‬التعبري عن األمور املستقبحة بالعبارات الرصحية‬

‫الفرقة‪ :‬هي ضد األلفة‪ ،‬ألهنا توجب املنازعة واللجاج والعناد‬


‫املوجبة لرفع األلفة‪.‬‬

‫قطيعة الرحم‪ :‬ترك اإلحسان إليه من كل وجه يف مقام يتعارف فيه‬


‫ذلك‪ ،‬ونقيضه الصلة‪.‬‬

‫اللغو‪ :‬هو قول ما ال فائدة فيه‪.‬‬

‫اللمز‪ :‬هو أن يعيب اإلنسان أخاه يف وجهه‪.‬‬

‫النسيان‪ :‬عبارة عن زواهلا عن احلافظة أيضا‪.‬‬

‫اهلذر‪ :‬هذر كالمه كثر فيه اخلطأ والباطل‪ ،‬واهلذر حمركة الكثري‬
‫الرديء أو سقط الكالم‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫معاين �أهم الرذائل اخللقية‬

‫أهم المصادر‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫هنج البالغة ‪ /‬النارش دار األسوة ‪ -‬طهران ‪ /‬الطبعة اخلامسة‬


‫‪ 1425‬هـ‪.‬‬

‫األصول من الكايف ‪ /‬للشيخ ثقة االسالم ايب جعفر حممد بن‬


‫يعقوب الكليني ‪ /‬النارش دار الكتب االسالمية ‪ -‬طهران ‪ /‬الطبعة‬
‫السابعة‪.‬‬

‫عيون أخبار الرضا ‪ /‬للشيخ الصدوق حممد بن عيل بن احلسني بن‬


‫بابويه ‪ /‬النارش مؤسسة األعلمي بريوت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪ 1426‬هـ‪.‬‬

‫اخلصال ‪ /‬للشيخ الصدوق حممد بن عيل بن احلسني بن بابويه ‪/‬‬


‫النارش مؤسسة األعلمي ‪ /‬بريوت ‪ -‬الطبعة الثانية ‪ 1426‬هـ‪.‬‬

‫علل الرشايع ‪ /‬للشيخ الصدوق حممد بن عيل بن بابويه ‪ /‬مؤسسة‬


‫األعلمي بريوت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪ 1428‬هـ‪.‬‬
‫حتف العقول ‪ /‬للشيخ احلسن بن عيل بن شعبة احلراين ‪ /‬النارش‬
‫مكتبة األمني – الكويت ‪ /‬الطبعة األوىل ‪1425‬هـ‪.‬‬

‫أمايل الطويس ‪ /‬لشيخ الطائفة حممد بن احلسن الطويس ‪ /‬النارش‬


‫دار الكتب االسالمية ‪ -‬طهران ‪.‬‬

‫قرب االسناد ‪ /‬الشيخ عبد اهلل بن جعفر احلمريي ‪/‬النارش مؤسسة‬


‫آل البيت‪ ‬إلحياء الرتاث ‪ /‬بريوت ‪ -‬الطبعة األوىل ‪ 1413‬هـ‪.‬‬

‫املحاسن ‪ /‬للشيخ أمح��د ب��ن حممد ال�برق��ي ‪/‬ال��ن��ارش مؤسسة‬


‫األعلمي‪ /‬بريوت ‪ -‬الطبعة األوىل ‪ 1429‬هـ‪.‬‬

‫مكارم األخ�لاق ‪ /‬للشيخ اجلليل ايب نرص احلسن بن الفضل‬


‫الطربيس ‪ /‬النارش مؤسسة األعلمي ‪ -‬بريوت ‪ /‬الطبعة الثانية ‪1422‬‬
‫هـ‪.‬‬

‫مشكاة األن��وار يف غرر األخبار ‪ /‬املحدث أبو الفضل عيل بن‬


‫احلسن الطربيس ‪ /‬النارش مؤسسة آل البيت‪ ‬إلحياء الرتاث ‪/‬‬
‫بريوت ‪ -‬الطبعة األوىل ‪ 1423‬هـ‪.‬‬

‫غرر احلكم ودرر الكلم ‪ /‬للشيخ عبد الواحد اآلمدي ‪ /‬النارش‬


‫مؤسسة تبليغات اسالمي – قم‪.‬‬
‫عيون احلكم واملواعظ ‪ /‬للشيخ عيل بن حممد الليثي ‪ /‬النارش دار‬
‫احلديث الثقافية ‪ -‬طهران ‪ /‬الطبعة األوىل‪.‬‬

‫بحار األنوار ‪ /‬العالمة حممد باقر املجليس ‪ /‬النارش مؤسسة إحياء‬


‫الكتب االسالمية ‪ -‬قم ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫�أهم امل�صادر‬

‫المحتويات‬

‫‪3‬‬ ‫املقدمة ‬
‫‪5‬‬ ‫تعريف األخالق ‬
‫‪7‬‬ ‫مكارم األخالق يف القرآن الكريم ‬
‫‪9‬‬ ‫رسول اهلل‪‬أسوة وقدوة حسنة ‬
‫‪11‬‬ ‫أهل البيت‪ ‬مدرسة األخالق واآلداب ‬
‫‪13‬‬ ‫أمهية مكارم األخالق يف اإلسالم ‬
‫‪14‬‬ ‫أوالً‪ُ :‬حسن اخلُ ُلق جز ٌء من الدين‪ .‬‬
‫‪16‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حسن اخللق مكمل لإليامن ‬
‫ث�������ال�������ث������� ًا‪ :‬م��������ك��������ارم األخ�������ل�������اق أح�����ب‬
‫‪18‬‬ ‫األعامل عند اهلل بعد الفرائض ‬
‫‪21‬‬ ‫احلث عىل التزود بمكارم اخلالق ‬
‫‪25‬‬ ‫جماهدة النفس وحماسبتها ‬
‫‪29‬‬ ‫كونوا دعاة الناس بأعاملكم ‬
‫‪33‬‬ ‫ثامر مكارم األخالق وحماسنها ‬
‫مكارم الأخالق‬ ‫‪68‬‬

‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬الثامر الدنيوية‪ :‬‬


‫‪45‬‬ ‫سوء اخللق وآثاره ‬
‫‪51‬‬ ‫جنود العقل وجنود اجلهل ‬
‫‪55‬‬ ‫معاين أهم الفضائل اخللقية ‬
‫‪59‬‬ ‫معاين أهم الرذائل اخللقية ‬
‫‪63‬‬ ‫أهم املصادر ‬
‫‪66‬‬ ‫الفهرس ‬

You might also like