You are on page 1of 7

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة بابل‪-‬كلية الفنون الجميلة‬

‫قسم الفنون التشكيلية‬

‫الدراسات العليا‬

‫الدكتوراه‬

‫فلسفة غاستون باشالر بين الوجودية والحرية‬


‫بحث مقدم من قبل الطالب‪ :‬أحمد عبد الرضا عليوي‬

‫وهو جزء من متطلبات مادة فلسفة الفن في الفكر المعاصر‬

‫بإشراف‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬شوقي مصطفى الموسوي‬

‫‪2020‬م‬ ‫بابل‬ ‫‪1442‬ه‬

‫امت!!ازت عقالنيـة (باشـالر) التطبيقيـة بانه!!ا جـاءت لنق!!د الفلسفـة العقلي!!ة والفلس!!فة التجريبي!!ة‬
‫على حد سواء‪ .‬فليس هناك مناهج تجريبية صرفة أو عقلية صرفة‪ ،‬بل هناك يوجد ام!!تزاج بين‬
‫النزعتين لديه والتي تقوم على عالقة جدلية تجمع بين النظرية والتطبيق‪ .‬إذ أن قطبية المعلومة‬
‫االبس ! !!تمولوجية هي البره ! !!ان على ان كال من الم ! !!ذاهب الفلس ! !!فية ال ! !!تي رمزن ! !!ا اليه ! !!ا بكلم ! !!تي‬
‫‪1‬‬
‫تجريبي ! !!ة وعقالني ! !!ة هي المكم ! !!ل الفعلي لآلخ ! !!ر‪ .‬كالهم ! !!ا متمم لآلخ ! !!ر‪ .‬فاالفتك ! !!ار علمي! ! !اً معن ! !!اه‬
‫التموض! !ع! في الحق!!!ل المعل!!!ومي الوس!!!يط بين النظري !!ة والممارس !!ة‪ ,‬بين الرياض !!يات واالختب!!!ار‪.‬‬
‫ومعرف!!ة ق!!انون ط!!بيعي علمي!!ا معن!!اه معرفت!!ه في وقت واح!!د كظ!!اهرة وكج!!وهر‪ /‬كش!!يء بذاته ‪.1‬‬
‫حيث ان الفلسفة العقالنية المطبقة‪ .‬والنظريات العلمية ال يمكن ان تتحول الى انس!!اق مغلق!!ة الن‬
‫التطبيق وسيلة لتنقيحها كما ان التجربة ال يمكن ان تكون مفص!!ولة عن النظري!!ة الن له!!ا ص!!بغة‬
‫عقلي!!ة وبه!!ذه الص!!ورة ف!!ان العقالني!!ة المطبق!!ة تمث!!ل مرك!!ز التق!!اء للمثالي!!ة والواقعية‪ .2‬فـ(باش!!الر)‬
‫يبحث كذلك عن األصول والبدايات من خالل وعي جدي!!د مختل!!ف عن المعرف!!ة ال!!تي ج!!اءت به!!ا‬
‫النظري!!!ات العلمي!!!ة واألخط!!!اء األص!!!لية للنزع!!!ة التجريبي!!!ة فـ(كوجيت !!و الت !!أمالت يتعل !!ق مباش!!!رة‬
‫بموضوعه‪ ،‬بصورته‪ .‬وأن المس!افة بين ال!ذات ال!تي تتخي!ل والص!ورة المتخيل!ة هي األقص!ى بين‬
‫‪3‬‬
‫تصورات! أو موضوعات معرفي!ة‬ ‫نحول الواقع من واقع مادي خام إلى ّ‬ ‫كل المسافات ‪ .‬أي ّأننا ّ‬
‫تتخ!!ذ ص!!ورة ص!!يغ رياض!!ية نظري!!ة‪ .‬إذاً‪ ،‬ال ُيمكن الفص!!ل حس!!ب (باش!!الر) بين م!!ا ه!!و تجري!!بي!‬
‫إن المعرفة بطبيعتها! تجريبية وعقلية معا‪.‬‬
‫وما هو عقلي ّ‬

‫وعلي !!ه ف !!إن(باش !!الر) ال يس !!تند الى ذات ثابت !!ة وموض !!وع! ث !!ابت عن !!د تحليل !!ه له !!ذا التمث !!ل‪.‬‬
‫فال!!!ذات العارف!!!ة في مي!!!دان العلم ذات تاريخي!!!ة تق!!!وم بمراجع !!ة المعرف !!ة الس !!ابقة وتع !!ديلها وف !!ق!‬
‫المعطي ! !!ات الجدي ! !!دة للتجربة‪ ,4‬اذاً ف ! !!إن ابس ! !!تمولوجية (باش ! !!الر) تحتم ! !!ل الخط ! !!أ وهي ال تعتم ! !!د‬
‫بالض !!رورة على اعتقاداتن !!ا ل !!ذلك فهي ال ت !!ؤدي إلى نتيج !!ة نهائي !!ة‪ ،‬إذ ال توج !!د حقيق !!ة أولي !!ة ب !!ل‬
‫توجد أخطاء أولية فالحقيقة العلمية تصحيح ألخطاء سابقة‪.5‬‬

‫وعليه فقد درس(باشالر)العوائق! الذاتية التي تمنعنا من فهم النظريات العلمية فهماً صحيحاً‪,‬‬
‫وتس!!مى ه!!ذه العوائ!!ق (االبيس!!تمولوجية)‪ .‬فوج!!ود الع!!ائق االبستمولوجـي! ي!!ؤذن دائم!اً بتح!!ول في‬
‫المعرف!!!ة يحق!!!ق قطيع!!!ة بالقي!!!اس للمعرف!!!ة الس!!!ابقة‪ .‬ومن هن !!ا ارتب! !ط! في نظ !!ر (باش !!الر) مفه!!!وم‬

‫‪ 1‬غاستون باشالر‪ :‬فلسفة الرفض‪ ،‬ط‪ ,1‬تر‪ :‬خليل أمحد خليل‪ ،‬مطبعة دار احلداثة‪ ،‬عمان‪ ,1985 ،‬ص‪.9 ,‬‬
‫‪ 2‬غاستون باشالر ‪ :‬حدس اللحظة= ‪ ،‬تعريب رضا عزوز وعبدالعزيز زمزم‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد ‪-‬العراق‪ ،1986 ،‬ص‬
‫‪.94‬‬
‫‪ 3‬غاستون باشالر ‪ :‬شاعرية أحالم اليقظة‪ ،‬تر‪ :‬جورج سعد‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ =،‬ط‪ ،1991 ،1‬ص‪.133‬‬
‫‪ 4‬غاستون باشالر‪ :‬حدس اللحظة‪ =,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.95‬‬
‫‪ 5‬غاستون باشالر ‪:‬حدس اللحظة‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.96‬‬

‫‪2‬‬
‫القطيع! !!ة االبس! !!تمولوجية بمفه! !!وم! الع! !!ائق االبس! !!تمولوجي‪ .‬فمفه! !!وم الع! !!ائق االبس! !!تمولوجي! يمه! !!د‬
‫لحصول قطيعة بين معرفة سابقة ومعرفة جديدة‪.1‬‬

‫وتأسيساً على ذل!!ك فق!!د س!عى إليج!اد عالق!!ة بين الظ!!واهر والعلم المعاص!ر‪ !،‬إذ ي!رى أن العلم‬
‫المعاص !ر! يري!!د معرف!!ة الظ!!واهر! وليس معرف!!ة األش!!ياء‪ ،‬إن!!ه ليس ش!!يئياً على اإلطالق‪ ،‬فالش!!يء‬
‫ليس س!!وى ظ!!اهرة موقوف!!ة فالب!!د أن نتص!!ور! المواض!!يع جوهري!اً‪ ،‬وهي حال!!ة من الح!!راك‪ ،‬وأن‬
‫نبحث في الش ! !!روط ال ! !!تي يمكن اعتباره ! !!ا وكأنه! ! !ا! في حال ! !!ة رك ! !!ود‪ ،‬كأنه ! !!ا جام ! !!دة في المك ! !!ان‬
‫الحدسي‪.2‬‬

‫وإ ن التأكي!!د على دور المخيل!!ة في المعرف!!ة العلمي!!ة ي!!برز! خاص!!ة من خالل تحدي!!د (باش!!الر)‬
‫للمعرفة العلمية على أنه!ا معرف!ة للعالق!ات‪ .‬فالمخيل!ة ليس!ت بالض!رورة ملك!ة خل!ق الص!ورة‪ ،‬ب!ل‬
‫القدرة على إدراك عالقات جدي!دة‪ .3,‬وله!ذا الس!بب وج!د (باش!الر) ان عقالني!ة العلم ليس!ت فلس!فة‬
‫مبادئ قارة بل هي تقتضي التحوير المستمر لمبادئ العلم‪ .‬فحرك!!ة التح!!وير ال!!تي توج!ه المعرف!!ة‬
‫حرك! !!ة جدلي! !!ة وهي تخص المعرف! !!ة من حيث هي بن! !!اء نظ! !!ري وص! !!يرورة تاريخية‪ .4‬اي ليس‬
‫هناك اي معطى! عقلي ثابت ازلي‪.‬‬

‫ويرى! (باشالر) انه في دراسته الخيال ال يوج!!د موض!!وع دون ذات‪ ,‬ب!!ل ان الخي!!ال‪ ,‬بالنس!!بة‬
‫للمكان‪ ,‬يلغي موضوعية الظاهرة المكاني!ة – أي كونه!!ا ظ!!اهرة هندس!ية – ويح!!ل مكانه!!ا دينامي!!ة‬
‫الخاص!!!ة المفارق!!!ة وعن!!!دما يتح!!!ول الخي!!!ال الى ش!!!عر فه !!و! يلغي الس !!ببية ليح !!ل محله !!ا التس!!!امي‬
‫المحض‪.5‬‬

‫وتأكيداً! على ذلك فقد حدد (باشالر) موقف!!ه الظ!اهراتي! حين يق!!ول‪ :‬ليس!!ت وظيف!ة الظاهراتي!ة‬
‫وص!!ف األعش!!اش كم!!ا هي في الطبيع!!ة‪ ،‬فتل!!ك مهم!!ة ع!!الم الطي!!ور‪ .‬إن بداي!!ة الظاهراتي!!ة الفلس!!فية‬
‫لألعشاش تكون في قدرتنا على توضيح االهتمام الذي نط!الع ب!ه ألبوم!اً يحت!وي! ص!!ور أعش!اش‪،‬‬
‫أو بشكل آخر أكثر وضوحاً! قدرتنا! على استعادة الدهشة الساذجة ال!تي كن!ا نش!عر به!ا حين نع!ثر‬

‫‪ 1‬غاستون باشالر‪ :‬حدس اللحظة‪ ,‬املصدر نفسه‪ ,‬ص‪.96‬‬


‫‪ 2‬غاستون ياشالر‪ :‬فلسفة الرفض‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪.122‬‬
‫‪ 3‬غاستون باشالر‪ :‬حدس اللحظة ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ 4‬غاستون باشالر‪ :‬حدس اللحظة‪ ,‬املصدر نفسه‪.98 ,‬‬
‫‪ 5‬غاستون باشالر‪ :‬مجاليات املكان‪ ,‬ط‪ ,2‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر للتوزيع‪ =,‬بريوت‪-‬لبنان‪ ,1984 ,‬ص‪.10‬‬

‫‪3‬‬
‫على عش‪ ,1‬إذ ي!رى أن وعين!ا ه!و ال!ذي يح!دد ش!روط الموض!وعية ع!بر معايش!تنا! الواقعي!ة ل!ه‪،‬‬
‫وان هذا الموضوع! ال تتم دراسته إال من خالل القوانين العلمية‪.‬‬

‫فالصورة المتخيلة ليست مجرد رقع!!ة مش!!وهة للش!!يء الم!!درك أو المحس!!وس‪ ،‬فالخي!!ال المب!!دع‬
‫على العكس من ذل !!ك يتج !!اوز الواق !!ع‪ ،‬أو ب !!األحرى يعي !!د تش !!كيل الص !!ور ال !!تي تتج !!اوز وتف !!وق‬
‫ماهيت!!ه‪ ،‬ول!!ذلك ف!!إن الص!!ورة‬
‫الواق!!ع عن طري!!ق االنفت!!اح علي!!ه على النح!!و ال!!ذي يكش!!ف ل!!ه عن ّ‬
‫المتخيل!ة هي الص!ورة ال!!تي تتس!امى! على الص!!ور النموذجي!ة أو ب!األحرى هي الص!ور! ال!تي تعي!!د‬
‫إبداع الواقع‪.‬‬

‫فالخي !!ال! يتج !!رد من ع !!الم الم !!ادة ويبتع !!د عن المحسوس !!ات‪ ،‬إذ ال يس !!تطيع الخي !!ال أن يس !!تمد!‬
‫وج!!!وده من األس!!!س الحس!!!ية للص!!!ورة ويص!!!ير إدراك!!اً مباش !!راً لحرك !!ة مج !!ردة‪ .‬في حين يش!!!ير‬
‫"ديك!!ارت"! إلى خط!!أ االعتم!!اد على الخي!!ال كمص!!در! من مص!!ادر المعرف!!ة‪ ،‬ألن وض!!وح معارفن !ا!‬
‫وتميزها ليس مرجعه إلى الحواس وال إلى الخي!ال‪ .‬بي!د أن ملك!ة الخي!ال ت!ؤدي! دوره!ا في العق!ل‬
‫فتصغر! األشياء وتضخمها! حتى تتفق مع الفكر‪.2‬‬

‫وبالت!!الي! ف!!إن " وعين!!ا ومعايش!!تنا للموض!!وع! هم!!ا من يح!!دداه‪ ،‬والق!!وة المتخيل!!ة هن!!ا هي ال!!تي‬
‫يمكن من خالله!!ا حف!!ر عم!!ق الك!!ون لتكش !ف! الب!!دائي والس!!رمدي مع !اً‪ ،‬أن تهيمن على الع!!ارض‬
‫والتاريخ‪ ،‬وهي تنتج في الطبيعة الموجودة داخلنا وخارجنا براعم‪ ،‬حيث يغور الشكل في م!!ادة‪،‬‬
‫وحيث يكون الشكل داخلياً"‪.3‬‬

‫ويجب اعتبار الوجود تركيبا يعتمد في االن نفسه على المكان والزمان‪ ,‬وانه نقطة االلتق!!اء‬
‫بين المك ! !!ان والحاض ! !!ر أي في الح ! !!ال ال هن ! !!ا وغ ! !!دا وال هن ! !!اك والي ! !!وم وفي! ه ! !!اتين الص ! !!يغتين‬
‫االخ!!يرتين تتم!!دد النقط!!ة على مح!!ور ال!!ديمومات او على مح!!ور المك!!ان وه!!ذه الص!!يغ وان ك!!انت‬
‫ال تخض! !!ع من ناحي! !!ة الى ت! !!ركيب دقي ! !ق! فهي تس! !!مح بدراس! !!ة نس! !!بية للديموم! !!ة والمك! !!ان‪ .‬ولكن‬

‫‪ 1‬غاستةن باشالر‪ :‬مجاليات املكان‪ ,‬املصدر نفسه‪,‬ص‪.11‬‬


‫‪ 2‬غاستون باشالر ‪ :‬حدس اللحظة ‪ ،‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪98‬‬
‫‪ 3‬غاستون باشالر ‪ :‬املاء واألحالم‪ ،‬ط‪ ,1‬بريوت‪-‬لبنان‪ ,‬تر‪ :‬علي جنيب‪ ،‬املنظمة العربية للرتمجة‪ ،2007 ,‬ص‪13‬و‪.14‬‬

‫‪4‬‬
‫بمج !!رد ان نقب !!ل ان نرب !!ط وان نوح !!د بين ط !!رفي! المك !!ان والزم !!ان ف !!ان الوج !!ود يكس !!ب س !!لطة‬
‫مطلقة‪.1‬‬

‫وعلي!!ه ن!!رى ان مفه!!وم المك!!ان ل!!دى (باش!!الر) يرتب!!ط بالزم!!ان‪ ،‬ويع!!د الزم!!ان في اتص!!اله ه!!و‬
‫حقيقة الزمان المطلقة (فالزمن من حيث هو حياة يعت!بر تض!امناً وتنظيم!اً لمه!!ام متتابع!!ة‪ ،‬فالحي!!اة‬
‫حلم في اس !!تيعابها المتواص !!ل‪ ،‬والحلم ذات !!ه أنش !!ودة روحي !!ة‪ ،‬وه !!ذه األنش !!ودة تش !!به كائن !اً حي!!اً)‪.2‬‬
‫ويض !!ع المك !!ان والزم !!ان المفتك !!ر كم !!ا يس !!ميه في المقدم !!ة لتع !!يين الظ !!واهر لل !!رد على الحاج !!ات‬
‫الجدي!!دة لإلدراك في إص!!الحه وإ ع!!ادة تكوين!!ه في مواجه!!ة الظ!!واهر! الجدي!!دة‪ ،‬فيت!!وجب أن ن! ّ!رقي‬
‫!كلي الح!!دس الحس!!ي إلى اإلدراك عين!!ه ت!!اركين للحساس!!ية دوره!!ا الوج!!داني الخ!!الص‪ ،‬ك!!دور‬
‫ش! ّ‬
‫مساعد على العمل المشترك‪ ،‬وعلى هذا النحو سنتوصل إلى تعيين للظواهر! في المكان المفتك!!ر‬
‫والزمان المفتكر وفي األشكال المكتفية مع الشروط! التي تتمثل الظواهر فيها ومن خاللها‪.3‬‬

‫وي!!رى أن المراك!!ز الحاس!!مة في الزم!!ان هي انقطاعات!!ه وفواص!!له بوص!!فه معق!!داً ميتافيزيقي !اً‪،‬‬

‫ولكي يحطم نظرن!!ا ورص!!دنا ال يكفي الق!!ول أن االنقطاع!!ات للظ!!اهرة تحم!!ل في طياته!!ا تواص!الً‬
‫قائم !اً بذات!!ه‪ ،‬إذ تك !!ون المس!!الك الزمني !!ة المتواص!!لة هي األش !!د س!!طحية‪ .4‬بمع !!نى أن مس !!ألة فع !!ل‬
‫ال!!!زمن المتواص !!ل! ه!!!و ال!!!ذي يعطي عمل!!!ه اإلب!!!داعي خاص !!ية االكتم !!ال‪ ،‬ألن !!ه ن !!اتج عن الخ!!!برة‬
‫المتراكم!!ة المعتم!!د‪ ،‬ه!!ذه اللحظ!!ة اإلبداعي!!ة تج!!د س!!يرورتها! في اللحظ!!ة وليس!!ت في واقع!!ة ال!!زمن‬
‫الممت!!د‪ ،‬وه!!ذا يتف!!ق م!!ع فلس!!فة "برجس!!ون" ال!!تي تق!!وم على الديموم!!ة بم!!ا يعكس مقولت!!ه إن الواق!!ع‬
‫الحقيقي لل !!زمن ه !!و الديموم !!ة‪ ،‬وليس !!ت اللحظ !!ة س !!وى! تجري !!د ال واق !!ع ل !!ه‪ ..‬وإ نن !!ا نمتل !!ك تجرب !!ة‬
‫باطني !!ة ومباش !!رة للديموم !!ة‪ ،‬ب !!ل هي معطى مباش !!ر للش !!عور‪ ،‬فلنح !!رر فكرن !ا! من رواب !!ط الجس !!د‬
‫وسجون المادة‪.5‬‬

‫‪ 1‬غاستون باشالر‪ :‬حدس اللحظة‪ ,‬مصدر سابق‪.34,‬‬


‫‪ 2‬غاستون باشالر‪ :‬جدلية الزمن‪ ،‬ت خليل أمحد خليل‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1988 = ،2‬ص‬
‫‪.133‬‬
‫‪ 3‬غاستون باشالر‪ :‬فلسفة الرفض‪ ،‬مصدر السابق‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ 4‬باشالر‪ ،‬غاستون‪ =،‬جدلية الزمن‪ ،‬مصدر السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ 5‬غاستون باشالر ‪ :‬حدس اللحظة‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪5‬‬
‫فليس ال!زمن واق!ع اال في اللحظ!!ة‪ .‬وبعب!!ارة اخ!!رى ف!الزمن ه!و محص!!ور في اللحظ!ة ومعل!ق!‬
‫بين عدمين‪ .‬يمكن بدون شك لل!زمن من ان يحي!ا من جدي!د اال ان علي!ه ان يم!وت قب!ل ذل!ك‪ .‬وال‬
‫يستطيع ان ينقل بذاته من لحظة الى اخرى ليجعل منها ديمومة‪ .‬فاللحظ!!ة هي بع!!د الوح!!دة‪ .‬انه!!ا‬
‫الوحدة في قيمتها الخالصة‪ .‬ولكن نوعا من الوح!دة تك!!ثر وجداني!ة يؤك!د الط!ابع المأس!!اوي لعزل!ة‬
‫اللحظ!!ة‪ :‬ان ال!!زمن المقص!!ور! على اللحظ!!ة بواس!!طة ن!!وع من العن!!ف الخالق ال يعزلن!!ا فق!!ط عن‬
‫االخرين بل حتى عن انفسنا ألنه يقطع عالقتنا بماضينا العزيز‪.1‬‬

‫إن!!ا ننش!!ئ تسلس!!ل الديموم!!ة ب!!ان نض!!ع الواح!!دة تل!!وى االخ!!رى ومن االخ!!رى ومن غ!!ير ان‬
‫تمس هذه تل!ك لحظ!ات محسوس!ة غني!ة بالتج!دد الش!عوري وموزون!ة جي!دا‪ .‬إنم!ا تنس!اب الديموم!ة‬
‫ه !!و تنس !!يق لمنهج االث !!راء فال ينبغي ان ن !!ذهب الى الح !!د االقص !ى! في اتج !!اه البس !!اطة وانم !!ا في‬
‫اتج!!اه ال!!ثروة ان الديموم!!ة الوحي!!دة المتش!!ابهة والحقيق!!ة في نظرن!!ا ديموم!!ة متغ!!يرة بش!!كل متش!!ابه‬
‫ديمومة متقدمة‪.2‬‬

‫وعلي!!ه يتض!!ح فلس!!فة (باش!!الر) الظاهراتي!!ة أنه!!ا خالف للظاهراتي!!ة التقليدي!!ة‪ ،‬أي أن هن!!اك‬
‫واقع!اً! موض!!وعياً ل!!ه ش!!روطه الموض!!وعية أيض!اً‪ ،‬ولكن ه!!ذا الموض!!وع ال تتم دراس!!ته من خالل‬
‫ظاهراتي!!ة الخي!!ال ب!!ل من خالل ق!!وانين العلم‪ .‬أي أن حي!!اة الواق!!ع الوج!!ودي! هي في س!!يالن من‬
‫الحركة والتغير! المستمر! بشكل دائمي‪ .‬والحرية هي في اعط!!اء الج!!انب التخيلي وال!!ذاتي للنفس‬
‫من التح !!رر! من ك !!ل التبع !!ات القبلي !!ة بنظ !!رة علمي !!ة تطبيقي !!ة تؤك !!د فعله !!ا الظ !!اهري ع !!بر الواق !!ع‬
‫العلمي‪.‬‬

‫‪ 1‬غاستون باشالر ‪ :‬حدس اللحظة‪ =،‬نفس املصدر ‪،‬ص ‪.19‬‬


‫‪ 2‬غاستون باشالر ‪ :‬حدس اللحظة‪ =،‬نفس املصدر ‪ ,‬ص ‪.83‬‬

‫‪6‬‬
‫قائمة المصادر‬
‫غاس !!تون باش !!الر‪ :‬فلس !!فة ال !!رفض‪ ،‬ط‪ ,1‬ت !!ر‪ :‬خلي !!ل أحم !!د خلي !!ل‪ ،‬مطبع !!ة دار الحداث !!ة‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عمان‪,1985 ،‬‬
‫غاس! !!تون باش !!!الر ‪ :‬ح !!!دس اللحظ! !!ة ‪ ،‬تع! !!ريب رض! !!ا ع! !!زوز وعب! !!دالعزيز زم! !!زم‪ ،‬دار‬ ‫‪.2‬‬
‫الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد ‪-‬العراق‪،1986 ،‬‬
‫غاس ! !!تون باش ! !!الر ‪ :‬ش ! !!اعرية أحالم اليقظ ! !!ة‪ ،‬ت ! !!ر‪ :‬ج ! !!ورج س ! !!عد‪ ،‬المؤسس ! !!ة الجامعي ! !!ة‬ ‫‪.3‬‬
‫للدراسات والنشر! والتوزيع‪ ،‬ط‪،1991 ،1‬‬
‫غاستون باشالر‪ :‬جماليات المكان‪ ,‬ط‪ ,2‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنش!ر! ةالتوزي!ع‪!,‬‬ ‫‪.4‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪,1984 ,‬‬
‫غاس ! !!تون باش ! !!الر ‪ :‬الم ! !!اء واألحالم‪ ،‬ط‪ ,1‬ب ! !!يروت‪-‬لبن ! !!ان‪ ,‬ت ! !!ر‪ :‬علي نجيب‪ ،‬المنظم ! !!ة‬ ‫‪.5‬‬
‫العربية للترجمة‪,2007 ,‬‬
‫غاس !!تون باش !!الر‪ :‬جدلي !!ة ال !!زمن‪ ،‬ت خلي !!ل أحم !!د خلي !!ل‪ ،‬المؤسس !!ة الجامعي !!ة للدراس !!ات‬ ‫‪.6‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،1988 ،2‬‬
‫غاس!!تون باش!!الر ‪ :‬جدلي!!ة ال!!زمن‪ ،‬ت خلي!!ل أحم!!د خلي!!ل‪ ،‬المؤسس!!ة الجامعي!!ة للدراس!!ات‬ ‫‪.7‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،1988 ،2‬‬
‫غاس !!!تون باش !!!الر ‪ :‬ح !!!دس اللحظ! !!ة ‪ ،‬تع! !!ريب رض! !!ا ع! !!زوز وعب! !!دالعزيز زم! !!زم‪ ،‬دار‬ ‫‪.8‬‬
‫الشؤون الثقافية العامة‪ ،‬بغداد‪،1986 ،‬‬
‫غاس ! ! !!تون باش ! ! !!الر ‪ :‬ش ! ! !!اعرية أحالم اليقظ ! ! !!ة‪ ،‬ت ج ! ! !!ورج س ! ! !!عد‪ ،‬المؤسس ! ! !!ة الجامعي ! ! !!ة‬ ‫‪.9‬‬
‫للدراسات والنشر! والتوزيع‪ ،‬ط‪1991 ،1‬‬
‫غاس !!تون باش !!الر ‪ :‬فلس !!فة ال !!رفض‪ ،‬ط‪ ,1‬ت !!ر‪ :‬خلي !!ل أحم !!د خلي !!ل‪ ،‬مطبع !!ة دار الحداث !!ة‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫عمان‪1985 ،‬‬

‫‪7‬‬

You might also like