Professional Documents
Culture Documents
علم اجتماع-1
علم اجتماع-1
جامعــــــة كـــــــــرري
من أجل تكوين فكرة واضحة عن مبادئ واسس علم اإلجتماع إخترنا أن
نتناول ذلك من خالل الطرق بثالثة قضايا أساسية هي :
إستقاللية علم اإلجتماع عما سواه من غيره من العلوم ال سيما العلوم
اإلنسانية منها موضوع علم اإلجتماع وقابيلة هذا الموضوع للدراسة
العلمية.
قواعد الدراسة والبحث العلمي في علم اإلجتماع
:أوال:إستقاللية علم اإلجتماع
أول القضايا التي سنتعرض لها في هذا سياق الحديث عن األسس
المبادئ التي يقوم عليها علم اإلجتماع تتمثل في مسألة استقالل هذا
العلم من غيره من العلوم اإلنسانية،ذلكأن الحديث عن أسس العلم
تفترض تمييزه عن غيره من المياديين المعرفية وفي سبيل الوصول لهذا
الغرض نعرض ألهم الشروط التي يجب توفرها في العلم المستقل وبعد
ذلك نتحقق من توافرها في علم اإلجتماع.
تنقسم المعرفة اإلنسانية عموما إلى ثالثة أقسام هي-:
المعرفة الحسية
والمعرفة الفلسفية
ثم المعرفة العلمية
:أوال:إستقاللية علم اإلجتماع
موضوع علم اإلجتماع حيث يمكن أن نلخص هذه التعريفات للعلم على أنه :
أ -علم دراسة السلوك اإلنساني.
ب -علم دراسة التفاعل اإلنساني المتبادل.
ج -دراسة النظام اإلجتماعي.
د -دراسة األنماط اإلجتماعية أو الظواهر اإلجتماعية.
ه -دراسة اإلعتماد اإلنساني المتبادل.
و-دراسة المجتمع اإلنساني في إستقراره.
ز-دراسة العالقات اإلجتماعية الموضوعية ..الخ.
إن الذي يميز اإلجتماعي بصفة موضوع علم اإلجتماع هو أكثر من إجتماع البشر
وتجمعهم ،أي ظان اإلجتماعي اليمثل تجميعا ً بيسطا ً لألشخاص وإنما تفاعلهم إحتكاك
أفكارهم وميولهم ورغباتهم وما يحيط بذلك من شروط طبيعية وتاريخية يؤدي إلى
مركب مجتمعي له سمات مختلفة عن السمات الخاصة باألفراد.
كيف يبنى الموضوع في علم الجتماع :
يقول عالم اإلجتماع الفرنسي الشهير اآلن تورين " :اليشاهد علم اإلجتماع مسرحية
وممثلين يؤدونها ،إنما يساهم في إكتشاف مسرحية ،ستكتب يوما ما،ويلعبها
الممثلون ،قبل كتابة نصها المسرحي ،وأكثر من ذلك.
إنمه يضمم جهوده إلمى جهود الممثليمن أنفسمهم كمي يتعرفوا سمويه علمى مما يجري على
خشبمة المسمرح ".إمن هذه المقولمة ممن هذا العالمم تحيمل علمي قضيمة أسماسية تتعلق ببناء
الموضوع فمي علمم اإلجتماع .فآالن توريمن يؤكمد ممن خالل هذه المقولمة علمى أن
الموضوع اليملمك وجودا ً مسمبقا ً علمى العلمم ،وال يوجمد جاهزا ً للدراسمة ،وماهو موجود
فمي الواقمع اإلنسماني المحسموس إنمما همو عدد هائمل ممن المعطيات التمي همي فمي حاجة
إلمى إدخالهما فمي قضايما نظرية .فكمما إمن علمم الفيزياء يدرس الذرة كموضوع ،إال أمن لم
ينجمح فمي فصمل ذرة واحدة ؛ كذالمك فمي علمم اإلجتماع ،التمثمل الموضوعات كالمجتمع
والظاهرة اإلجتماعيمة واألسمرة والحزب ..المخ أكثمر ممن وقائمع ذات وجود غيمر مستقل
علمى شكل أفكار ومفاهيمم تحتاج من العالمم أمن يبنيهما لدراسمتها،وذا مما يجعل من المهام
:موضوع علم اإلجتماع
إمن مما يصمادفه الباحمث فمي علمم اإلجتماع وهمو يتأممل الحياة اإلجتماعيمة من
حولمه كمما أشرنما – اليعدو أمن يكون خضما ً ممن التفصيالت والمعطيات،
وعدد ً هائال ً ممن األشخاص يتصرفون ويفكرون ويشعرون ويقيمون عالقات
وروابمط فيمما بينهم.لكمن العنصمر األسماسي الذي يملكمه الباحمث همو تلك
الفكرة المرمكزميمة للعلمم وحبكمة الفهمم التمي يعتمدهما والمتمثلمة فمي الكل
المجتمعي واإلنطالق من هذا الكل المركب لفهم األجزاء واألفرع.
يقوم الباحممث اإلجتماعمي ،عممن طريممق هذه الفكرة المكزيمة وحبكة
الفهمم ،فيتفحمص محسموس الحياة اليوميمة ،فيختار منهما معطيات محسوسة
دون غيرهما،ويدممج بينهما ويجردهما وينظرهما فمي تركيمب يعمبر عمن طابعها
النموذجي .ويصل في نهاية األمر الى موضوعه.
موضوع علم اإلجتماع :
ويقيم الرافضيين إلمكانية الدراسة العلمية لموضوع علم اإلجتماع موقفهم علي ثالثة
مقوالت أساسية هي:
أن المجتمع وظواهره متغيرة بإستمرار ،وهذا التغير يجعل حركة المجتمع قد تسبق
في أحيان كثيرة حركة البحث اإلجتماعي بشكل يحول دون الوصول إلى نتائج
وقوانين ثابتة عن علم المجتمع والحياة اإلجتماعية.
أن الظواهر الطبيعية هي وحدها القابلة لما يسمى بالمنهج العلمي؛ذلك القانون
العلمي في الظواهر الطبيعية بينما اليمكن اإلدعاء بإمكانية الوصول إلى قوانين
على نفس المستوى من الصرامة في علم اإلجتماع نظرا ً ألن هنالك عوامل مثل
اإلرادة اإلنسانية يمكن أن عليها تحقق القانون رغم توفر كافة الشروط الضرورية.
ت -إن المنهج التجريبي الذي يعني التحكم في جميع المتغيرات المؤثرة في الظاهرة
هو جوهر المنهج العلمي ،ويستحيل إستخدام هذا المنهج في دراسة الظواهر
اإلجتماعية لما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة.
للمجتمع وحده،بل سمة مميزةسمة تابع
أ -إن التغير والحركة الدائبة ليست ...
لكافة الظواهر بما فيها الطبيعية؛ وهذا لم يحل دون الدراسة العلمية
للطبيعة رغم التغيير المستمر للمادة.إن المطلوب من العلم ليس هو
دراسة الظاهرة في حالة إستقرارها فقط بل إن "هدف العلم هو الكشف
عن اإلنتظامات التى تحكم التغير الذس هو سنة الكون والتي التعني بأي
حال من األحوال حاالت استكاتيكية،بل هي إنتظامات في التغير والحركة ،
ومن ثم فان دعوى استحالة الدراسة بحكم التغير تنفي إمكانية العلم بما
هو علم وليس علم اإلجتماع وحده.
ب -وفيما يتعلق بغياب الصرامة التي تمتاز بها القوانين الطبيعية عن
القوانيين اإلجتماعية،نشير الى أن إحتماع وجود دور لإلرادة اإلنسانية في
تحقق القانون اإلجتماعي اليعني إستحالة الدراسة العلمية للمجتمع ،بل ان
حل المسألة في منتهي البساطة إذ يكفي أن تأخذ هذه اإلرادة في
الحسبان بإعتبارها شرطا ً من شروط تحقق القانون وهنا يكمن بعض
اإلختالف بين القوانين الطبيعية واإلنسانية.
...تابع
• ج -أما فيما يتعلق بالدعوي األخيرة المتعلقة بإستحالة تطبيق
المنهج اتجريبي المعملي على الظواهر اإلجتماعية ،فإننا نؤكد
على ان في ذلك تشويها ً وتبسيطا ً للمنهج العلمي؛فذا االخير
بمعناه الدقيق والواسع هو":طريقة في التفكير في الظاهرة
وأسلوب لجمع بيانات عنها وطريقة تحليل هذه البيانات
واستنباط النتائج وتفسيرها والوصول تعميمات بصددها قد يطور
أو هو يطور بالفعل اساليب في البحث والدراسة تالئم الموضوع
وليس من الضروري افتعال مواقف تجريبة لكي نتحدث عن
المنهج العلمي بل إن المجتمع بتاريخه وما فيه من ظواهر
يشكل المعمل الذي يمكن للباحث اإلجتماعي العمل فيه.
• مما سبق يتبين أن علم اإلجتماع هو مجهود علمي في جوهره
وأن المجتمع وظواهره بإعتبارها موضوع قابل للدراسة العلمية
أشرنا في فقرات سابقة الى أن إميل دوركايم يعد من
اهم مؤسسي علم االجتماع وانه من اوائل من درس ،من
الفرنسيين،هذا العلم دراسة أكاديمية؛ لذلك فقد كان من
السوسيولوجية عند
الموضوعية للظواهر الدراسة قواعد
الى الدراسة ثالثا ً
من :دعوا أبرز
لذالك قواعد منهجية وقد جمع أبرز األجتماعية وسطرو
دوركهايم: إميل
تصوراته عن هذه القضية في كتابة":قواعد لمنهج في علم
اإلجتماع "
أن من أبرز ما أهتم به دور ككايم في تعقيده للدراسة
الموضوعية للظاهرة اإلجتماعية كان تحديد خصائص
الظاهرة اإلجتماعية وقد حددها في اربع خصائص تتجلى
في كون الظاهرة التي ينبغي أن يدرسها علم اإلجتماع
تتميز بأنها أوال :تلقائية ،ثانيا ً :جبرية وملزمة ،وثالثا ً :عامة
وأخيرا ً خارجية ومستقلة عن األفراد
أما أبرزـ القواعد المنهجية التي أكد دور كايم على ضرورة
احترامها عند دراسة الظواهر االجتماعية فيكن إجمالها
في اثنين كما يلي:
...تابع
أ -دراسة الظاهرات كأشياء:
تتلخص اهم األبعاد المنهجية لبحث الظاهرات اإلجتماعية عن إميل
دور كايم في ضرورة دراسة هذه الظاهرات كأشياء.ويحيل هذا
التأكيد الدور كايمي على المدى الذي ساهمت به الفلسفة الوضعية
لكونت في صياغة فكر الرجل .و يعني هذا التأكد من صراحة
محاكاة العلوم الطبيعية وتطبيق نظرتها وتصوراتها للظاهرات
الطبيعية على الظاهرات المجتمعية وال يعني هذا ان االموضوعات
التي يدرسها علم اإلجتماع هي أشياء مادية،وإنما توصف على إنها
أشياء من حيث الشئ يواجه ويقابل الفكرة؛أي أن معرفتنا بالشئ
تأتي من الخارج ،من عالم الموضوع ،في حيث أن معرفتنا بالفكرة
تأتي من الداخل،أي من عالم الذات أن هذه القاعدة تفيد أنه ينبغي
...تابع
• الشخصي التي يكون مصدرها األفكار المسبقة للفرد ،واال يتمسك اال
بالمعطيات الحسية التي تتمتع بدرجة كافية من الموضوعية
العلمية .والي حصل هذا إال بقدر ما تمتلك الظاهرة المجتمعية من
العالمات الخارجية الثابتة والدائمة التى يمكن مالحظتها مع استبعاد
ماهو ذاتي؛وهو ما يعني أن علم اإلجتماع ال يتخذ موضوعا ً إال ما كان
قابال ً للتعريف بخواص خارجية معينة.كما يعني أت الموضوع يتضمن
كل ما ينطبق عليه هذا التعريف من وقائع.
• ويستلزم هذا المنهج في الدراسة ثالثة أمور أمور هي أوال ً :التخلي
عن كل فكرة مسبقة نملكها عن الظاهرة،وثانياً :االنطالق من الخواص
الخارجية لها ،وثالثاً:اإلعتماد