You are on page 1of 22

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫جامعــــــة كـــــــــرري‬

‫مدخل علم اإلجتماع‬


‫د‪.‬إستشاري علم اإلجتماع‬
‫مالك الحاج الطاهر‬
‫‪ ‬‬
‫‪ :‬مدخل علم اإلجتماع‬

‫• في تاريخ علم اإلجتماع ‪:‬‬


‫• في الحلقة األولى من هذه السلسلة كنا قد تطرقنا بنوع من اإليجاز‬
‫لتاريخ علم االجتماع ومخاص نشأته بفضل تكامل جهود عدد من‬
‫الفالسفة القدماء والعلماء المحدثين‪ .‬وفي هذه الحلقة سنعرض‬
‫لمبادئ وأسس هذا العلم التي تميزه عن غيره من العلوم ‪ .‬وإننا‬
‫الندعي اإلحاطة بكل هذه األسس إال أننا رغم ذلك نعتقد أن ما‬
‫نقدمه يشكل أبرزها وأملنا أن يساهم الرجوع إلى المراجع التي‬
‫إعتمدناها في تعويض النقص تصحيح الخلل الذي قد يحصل ‪.‬‬
‫‪ :‬مبادئ وأسس علم اإلجتماع‬

‫‪ ‬‬
‫من أجل تكوين فكرة واضحة عن مبادئ واسس علم اإلجتماع إخترنا أن‬
‫نتناول ذلك من خالل الطرق بثالثة قضايا أساسية هي ‪:‬‬
‫إستقاللية علم اإلجتماع عما سواه من غيره من العلوم ال سيما العلوم‬
‫اإلنسانية منها موضوع علم اإلجتماع وقابيلة هذا الموضوع للدراسة‬
‫العلمية‪.‬‬
‫قواعد الدراسة والبحث العلمي في علم اإلجتماع‬
‫‪:‬أوال‪:‬إستقاللية علم اإلجتماع‬
‫أول القضايا التي سنتعرض لها في هذا سياق الحديث عن األسس‬
‫المبادئ التي يقوم عليها علم اإلجتماع تتمثل في مسألة استقالل هذا‬
‫العلم من غيره من العلوم اإلنسانية‪،‬ذلكأن الحديث عن أسس العلم‬
‫تفترض تمييزه عن غيره من المياديين المعرفية وفي سبيل الوصول لهذا‬
‫الغرض نعرض ألهم الشروط التي يجب توفرها في العلم المستقل وبعد‬
‫ذلك نتحقق من توافرها في علم اإلجتماع‪.‬‬
‫تنقسم المعرفة اإلنسانية عموما إلى ثالثة أقسام هي‪-:‬‬
‫المعرفة الحسية‬
‫والمعرفة الفلسفية‬
‫ثم المعرفة العلمية‬
‫‪:‬أوال‪:‬إستقاللية علم اإلجتماع‬

‫ويقصد باألولى تلك المعرفة التى تقتصر على مجرد المالحظة‬


‫الحسية البسيطة للظواهر باعتماد الحواس الطبيعية التى ذود‬
‫الله اإلنسان؛ أما الثانية فتحيل على تلك المعرفة التى يتم‬
‫إنتاجها عن طريق التامل الفلسفي العقلي في القضايا والظواهر‬
‫وهي غالبا ما تستند إلى المنطق وتتسم بالتجريد؛ أما المعرفة‬
‫العلمية فهي تقوم على األسلوب اإلستقرائي الذي يعتمد على‬
‫المالحظة العلمية ‪ ،‬وفرض الفروض ‪ ،‬وإختبارها وتحليلها من‬
‫‪.‬أجل التأكد من صحتها وبطالنها وفق مناهج عملية دقيقة‬
‫أوال‪:‬إستقاللية علم‬
‫‪:‬اإلجتماع‬
‫وتنقسم المعرفة العلمية بدورها إلى ثالثة أقسام هي العلوم الرياضية‬
‫والعلوم الطبيعية والعلوم اإلنسانية وهي العلوم التي تهتم بدراسة‬
‫اإلنسان من مختلف جوانبه ونشاطاته‪.‬وقد حدد العلماء العلماء للعلم‬
‫المستقل ثالثة شروط أساسية ‪-:‬‬
‫وجود طائفة متميزة من الظواهر‪،‬يتخذها العلم مجاال للدراسة والبحث‬
‫خضوع هذه الظواهر لمنهج علمي للبحث‪.‬‬
‫إمكانية تعميم النتائج والوصول لطائفة من القوانين والنظريات‬
‫الخاصة لهذا العلم‬
‫إن هذه الشروط متوفرة في علم اإلجتماع بما ال يدع مجاال للشك‪.‬‬
‫‪:‬أوال‪:‬إستقاللية علم اإلجتماع‬

‫• فالشرط األول‪ :‬المتعلق بوجود طائفة من الظواهر الخاصة بعلم‬


‫اإلجتماع قد تأكد لنا توفره من خالل اإلتسعراض الذي قدمناه لتصور‬
‫علماء اإلجتماع لموضوع العلم وميدانه؛ فرغم بعض اإلختالف الذي يظهر‬
‫من خالل التعابيير المستعملة إال أن ثمة نقاط تمثل هيكال ً عاما يتحرك‬
‫من خالله علم اإلجتماع ويتحدد به موضوعه األساسي وهو هيكل يشير‬
‫إلى أن علم اإلجتماع هو دراسة اإلنسان والمجتمع‪.‬‬
‫• ‪. 2‬وهذا يعني أن الظواهر التي يدرسها علم اإلجتماع هي الظواهر‬
‫اإلجتماعية أو المجتمعية كما إختار بعض الباحثيين أن يسميها‪.‬‬
‫• ‪. 3‬وهذه الظواهر تتميز عن غيرها من الظواهر التي تدرسها العلوم‬
‫اإلنسانية األخرى منها‪:‬‬
‫أ‪-‬إجتماعية؛ويفيد مفهوم اإلجتماعي هنا أن ماي يدرسه علم اإلجتماع •‬
‫ليس إنسانا ً منعزالً‪،‬أو قدرات عضلية أو غرائزية‪ ،‬وإنما المقصود‬
‫‪ ...‬تابع‬

‫وعامة؛والعمومية هنا تفيد أن الوقائع اإلجتماعية التي يدرسها العلم‬


‫هي تلك الظواهر األكثر تواترا ً واطرادا في المجتمع البشري‪.‬‬
‫ضرورية ؛ وماهو ضروري يعني أبعادا ً في المجتمع ‪ ،‬ضرورية‬
‫للحفاظ على اإلنسانية ومجتمعه‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالشرط الثاني‪ :‬أي مدى وجود منهج علمي خاص‬
‫يتبعه علم اإلجتماع‪ ،‬فإننا نجد أن لعلم اإلجتماع مناهج متعددة تخضع‬
‫لها ظواهره ‪ ،‬وقد تطورت هذه المناهج حيث كان المنهج التاريخي‬
‫أول المناهج التي يستخدمها علماء اإلجتماع (خاصة ابن خلدون) في‬
‫بادئ األمر‪ ،‬تلته مناهج أخرى منها المنهج التجريبي‪،‬ومنهج دراسة‬
‫الحالة‪،‬والمنهج اإلحصائي وغير ذلك من المناهج التي بفضلها أمكن‬
‫‪ ...‬تابع‬

‫أما ما يخص الشرط الثالث‪ :‬فيكفي أن نشير إلى أن علم اإلجتماع‬


‫خالل مسيرته استطاع أن ينتج مجموعة من القوانين اإلجتماعية النسبية‬
‫ومن هذه القوانين مايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يتحول المجتمع البشري من مجتمع بسيط إلى مجتمع مركب ومن‬
‫مجتمع مركب إلى مجتمع معقد‪.‬‬
‫ب‪ -‬تضعف العالقات اإلنسانية في حالة تقدم المجتمع في الحقول‬
‫المادية والعلمية والتكنلوجية‪.‬‬
‫تزداد نسب الجرائم في المجتماعات التي يلعب فيها الدين دورا ً هامشيا ً‬
‫‪ .‬وثانويا ً‬
‫ثانياً‪:‬األسس المنهجية لعلم اإلجتماع‪:‬‬

‫في هذا المحور الفرعي سنناقش نقطتين أساسيتين مرتبطين‬


‫باألساس المنهجي لعلم اإلجتماع؛ أولى هاتين النقطتيين هي مسألة‬
‫بناء الموضوع في علم اإلجتماع والثانية هي إمكانية الدراسة العلمية‬
‫للمجتمع‪.‬وإذا كنا سنحاول ‪ ،‬في النقطة األولى‪،‬تقديم أجوبة عن أسئلة‬
‫من قبيل‪ :‬ماهو موضوع علم اإلجتماع؟ ما هي ميادينه؟وكيف يبنى‬
‫موضوع البحث في الحقل المعرفي؟ فإننا في النقطة الثانية سنعمل‬
‫على عرض أقوال المعارضين والمؤيديين لفكرة قابلية المجتمع‬
‫للدراسة لننتصر في النهاية لؤلئك الذي يثبتون هذه اإلمكانية‪.‬‬
‫‪ :‬موضوع علم اإلجتماع‬

‫• موضوع علم اإلجتماع ‪:‬‬


‫• سبق أن بينا في الفقرات السابقة أن من أهم قضايا علم‬
‫اإلجتماع التي استأثرت بهتمام رواد هذا العلم قضية الموضوع‬
‫وما ينبغي أن يدرسه العلم ؛ وقد توصلنا إلى أنه رغم بعض‬
‫اإلختالفات في التعبيير عن ما ينبغي التركيز عليه في الدراسة‬
‫إال أنه يمكن أن نستنبط إتفاقهم هلى أن موضوع علم اإلجتماع‬
‫هو كل ما يتصف بصفة اإلجتماعي او المجتمعي ‪.‬إن علم‬
‫اإلجتماع إذن إنما يمارس فكرته المركزية وحبكة فهمه الخاصة‬
‫في اجتماع البشر‪.‬ويمتد معنى اإلجتماعي ليعادل في إتساعه‬
‫البشرية جمعاء‪،‬وفي معنى أقل سعة تساوي هذه الصفة‬
‫المجتمع ككل‪.‬وفي معنى تضيق حدوده أكثر‪،‬تطلق تسمية "‬
‫ثانياً‪:‬األسس المنهجية لعلم اإلجتماع‪:‬‬

‫موضوع علم اإلجتماع حيث يمكن أن نلخص هذه التعريفات للعلم على أنه ‪:‬‬
‫أ‪ -‬علم دراسة السلوك اإلنساني‪.‬‬
‫ب‪ -‬علم دراسة التفاعل اإلنساني المتبادل‪.‬‬
‫ج‪ -‬دراسة النظام اإلجتماعي‪.‬‬
‫د‪ -‬دراسة األنماط اإلجتماعية أو الظواهر اإلجتماعية‪.‬‬
‫ه‪ -‬دراسة اإلعتماد اإلنساني المتبادل‪.‬‬
‫و‪-‬دراسة المجتمع اإلنساني في إستقراره‪.‬‬
‫ز‪-‬دراسة العالقات اإلجتماعية الموضوعية ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫إن الذي يميز اإلجتماعي بصفة موضوع علم اإلجتماع هو أكثر من إجتماع البشر‬
‫وتجمعهم‪ ،‬أي ظان اإلجتماعي اليمثل تجميعا ً بيسطا ً لألشخاص وإنما تفاعلهم إحتكاك‬
‫أفكارهم وميولهم ورغباتهم وما يحيط بذلك من شروط طبيعية وتاريخية يؤدي إلى‬
‫مركب مجتمعي له سمات مختلفة عن السمات الخاصة باألفراد‪.‬‬
‫كيف يبنى الموضوع في علم الجتماع ‪:‬‬

‫يقول عالم اإلجتماع الفرنسي الشهير اآلن تورين ‪ " :‬اليشاهد علم اإلجتماع مسرحية‬
‫وممثلين يؤدونها ‪ ،‬إنما يساهم في إكتشاف مسرحية ‪ ،‬ستكتب يوما ما‪،‬ويلعبها‬
‫الممثلون ‪ ،‬قبل كتابة نصها المسرحي‪ ،‬وأكثر من ذلك‪.‬‬
‫إنمه يضمم جهوده إلمى جهود الممثليمن أنفسمهم كمي يتعرفوا سمويه علمى مما يجري على‬
‫خشبمة المسمرح‪ ".‬إمن هذه المقولمة ممن هذا العالمم تحيمل علمي قضيمة أسماسية تتعلق ببناء‬
‫الموضوع فمي علمم اإلجتماع‪ .‬فآالن توريمن يؤكمد ممن خالل هذه المقولمة علمى أن‬
‫الموضوع اليملمك وجودا ً مسمبقا ً علمى العلمم ‪ ،‬وال يوجمد جاهزا ً للدراسمة ‪ ،‬وماهو موجود‬
‫فمي الواقمع اإلنسماني المحسموس إنمما همو عدد هائمل ممن المعطيات التمي همي فمي حاجة‬
‫إلمى إدخالهما فمي قضايما نظرية‪ .‬فكمما إمن علمم الفيزياء يدرس الذرة كموضوع ‪،‬إال أمن لم‬
‫ينجمح فمي فصمل ذرة واحدة ؛ كذالمك فمي علمم اإلجتماع ‪،‬التمثمل الموضوعات كالمجتمع‬
‫والظاهرة اإلجتماعيمة واألسمرة والحزب ‪ ..‬المخ أكثمر ممن وقائمع ذات وجود غيمر مستقل‬
‫علمى شكل أفكار ومفاهيمم تحتاج من العالمم أمن يبنيهما لدراسمتها‪،‬وذا مما يجعل من المهام‬
‫‪ :‬موضوع علم اإلجتماع‬

‫إمن مما يصمادفه الباحمث فمي علمم اإلجتماع وهمو يتأممل الحياة اإلجتماعيمة من‬
‫حولمه كمما أشرنما – اليعدو أمن يكون خضما ً ممن التفصيالت والمعطيات‪،‬‬
‫وعدد ً هائال ً ممن األشخاص يتصرفون ويفكرون ويشعرون ويقيمون عالقات‬
‫وروابمط فيمما بينهم‪.‬لكمن العنصمر األسماسي الذي يملكمه الباحمث همو تلك‬
‫الفكرة المرمكزميمة للعلمم وحبكمة الفهمم التمي يعتمدهما والمتمثلمة فمي الكل‬
‫المجتمعي واإلنطالق من هذا الكل المركب لفهم األجزاء واألفرع‪.‬‬
‫يقوم الباحممث اإلجتماعمي ‪،‬عممن طريممق هذه الفكرة المكزيمة وحبكة‬
‫الفهمم ‪،‬فيتفحمص محسموس الحياة اليوميمة ‪،‬فيختار منهما معطيات محسوسة‬
‫دون غيرهما‪،‬ويدممج بينهما ويجردهما وينظرهما فمي تركيمب يعمبر عمن طابعها‬
‫النموذجي ‪.‬ويصل في نهاية األمر الى موضوعه‪.‬‬
‫موضوع علم اإلجتماع ‪:‬‬

‫ت‪-‬إمكانية الدراسة العلمية للمجتمع‪:‬‬


‫يعتبر الباحث في إمكانية الدراسة العلمية للمجتمع استكماال للنقاش‬
‫المتعلق بعملية علم اإلجتماع واستقالله ؛ وذلك إن علمية وإستقاللية أي‬
‫حقل معرفي تترض وتستلزم قابيلية موضوعه وطائفة الظواهر التي‬
‫يدرسها ألن تخضع للدراسة العلمية ‪.‬‬
‫تعني إمكانية الدراسة العلمية لموضوع من الموضوعات وطائفة من‬
‫الظواهر توفر شرطين أساسيين في هذه الظواهر هما‪:‬‬
‫أ‪-‬قابيلة هذه الظواهر ألن تخضع للمنهج العلمي كما هو متعارف‬
‫عليه‪".‬فالعلم يقوم على إستخدام اساليب ووسائل منهجية منظمة‬
‫لإلستقراء التجريبي ‪ ،‬وتحليل البيانات والمعطيات‪،‬والتفكير المنطقي‬
‫للحجج والبيانات من أجل إعطاء تصور معرفي متماسك حول مسألة ما‪.‬‬
‫‪ :‬موضوع علم اإلجتماع‬

‫ب‪ -‬وجود او امكانية الوصول الى طائفة من النتائج على •‬


‫‪ .‬شكل قوانيين قابلة للتعميم‬
‫إن إثارة هذه المشكلة ‪،‬أي مشكلة إمكانية الدراسة العلمية •‬
‫للمجتمع قد تبدو مدهشة؛غير أن الحقيقة التي اليمكن‬
‫تجاهلها تتمثل في أن كثيرا ً من العلماء والدارسيين يشككون‬
‫في ذلك عى رأس هؤالء الفيلسوف الرياضي الفرنسي "‬
‫بوان كارية" الذي يلخص موقف كثيرين حيث أكد " أن علم‬
‫اإلجتماع علم كثير المناهج قليل النتائج ‪،‬أي أن الحقائق‬
‫والقوانين والنتائج التى يصل أليها من خالل دراسته المستندة‬
‫‪ .‬إلى تكنولوجيا معقدة في البحث هي جد محدودة كما ً ونوعا ً‬
‫‪ ...‬تابع‬

‫ويقيم الرافضيين إلمكانية الدراسة العلمية لموضوع علم اإلجتماع موقفهم علي ثالثة‬
‫مقوالت أساسية هي‪:‬‬
‫أن المجتمع وظواهره متغيرة بإستمرار‪ ،‬وهذا التغير يجعل حركة المجتمع قد تسبق‬
‫في أحيان كثيرة حركة البحث اإلجتماعي بشكل يحول دون الوصول إلى نتائج‬
‫وقوانين ثابتة عن علم المجتمع والحياة اإلجتماعية‪.‬‬
‫أن الظواهر الطبيعية هي وحدها القابلة لما يسمى بالمنهج العلمي؛ذلك القانون‬
‫العلمي في الظواهر الطبيعية بينما اليمكن اإلدعاء بإمكانية الوصول إلى قوانين‬
‫على نفس المستوى من الصرامة في علم اإلجتماع نظرا ً ألن هنالك عوامل مثل‬
‫اإلرادة اإلنسانية يمكن أن عليها تحقق القانون رغم توفر كافة الشروط الضرورية‪.‬‬
‫ت‪ -‬إن المنهج التجريبي الذي يعني التحكم في جميع المتغيرات المؤثرة في الظاهرة‬
‫هو جوهر المنهج العلمي ‪،‬ويستحيل إستخدام هذا المنهج في دراسة الظواهر‬
‫اإلجتماعية لما قد ينطوي عليه ذلك من خطورة‪.‬‬
‫للمجتمع وحده‪،‬بل سمة مميزة‬‫سمة تابع‬
‫أ‪ -‬إن التغير والحركة الدائبة ليست ‪...‬‬
‫لكافة الظواهر بما فيها الطبيعية؛ وهذا لم يحل دون الدراسة العلمية‬
‫للطبيعة رغم التغيير المستمر للمادة‪.‬إن المطلوب من العلم ليس هو‬
‫دراسة الظاهرة في حالة إستقرارها فقط بل إن "هدف العلم هو الكشف‬
‫عن اإلنتظامات التى تحكم التغير الذس هو سنة الكون والتي التعني بأي‬
‫حال من األحوال حاالت استكاتيكية‪،‬بل هي إنتظامات في التغير والحركة ‪،‬‬
‫ومن ثم فان دعوى استحالة الدراسة بحكم التغير تنفي إمكانية العلم بما‬
‫هو علم وليس علم اإلجتماع وحده‪.‬‬
‫ب‪ -‬وفيما يتعلق بغياب الصرامة التي تمتاز بها القوانين الطبيعية عن‬
‫القوانيين اإلجتماعية‪،‬نشير الى أن إحتماع وجود دور لإلرادة اإلنسانية في‬
‫تحقق القانون اإلجتماعي اليعني إستحالة الدراسة العلمية للمجتمع ‪،‬بل ان‬
‫حل المسألة في منتهي البساطة إذ يكفي أن تأخذ هذه اإلرادة في‬
‫الحسبان بإعتبارها شرطا ً من شروط تحقق القانون وهنا يكمن بعض‬
‫اإلختالف بين القوانين الطبيعية واإلنسانية‪.‬‬
‫‪ ...‬تابع‬
‫• ج ‪ -‬أما فيما يتعلق بالدعوي األخيرة المتعلقة بإستحالة تطبيق‬
‫المنهج اتجريبي المعملي على الظواهر اإلجتماعية ‪ ،‬فإننا نؤكد‬
‫على ان في ذلك تشويها ً وتبسيطا ً للمنهج العلمي؛فذا االخير‬
‫بمعناه الدقيق والواسع هو‪":‬طريقة في التفكير في الظاهرة‬
‫وأسلوب لجمع بيانات عنها وطريقة تحليل هذه البيانات‬
‫واستنباط النتائج وتفسيرها والوصول تعميمات بصددها قد يطور‬
‫أو هو يطور بالفعل اساليب في البحث والدراسة تالئم الموضوع‬
‫وليس من الضروري افتعال مواقف تجريبة لكي نتحدث عن‬
‫المنهج العلمي بل إن المجتمع بتاريخه وما فيه من ظواهر‬
‫يشكل المعمل الذي يمكن للباحث اإلجتماعي العمل فيه‪.‬‬
‫• مما سبق يتبين أن علم اإلجتماع هو مجهود علمي في جوهره‬
‫وأن المجتمع وظواهره بإعتبارها موضوع قابل للدراسة العلمية‬
‫أشرنا في فقرات سابقة الى أن إميل دوركايم يعد من‬
‫اهم مؤسسي علم االجتماع وانه من اوائل من درس‪ ،‬من‬
‫الفرنسيين‪،‬هذا العلم دراسة أكاديمية؛ لذلك فقد كان من‬
‫السوسيولوجية عند‬
‫الموضوعية للظواهر‬ ‫الدراسة‬ ‫قواعد‬
‫الى الدراسة‬ ‫ثالثا ً‬
‫من‪ :‬دعوا‬ ‫أبرز‬
‫لذالك قواعد منهجية وقد جمع أبرز‬ ‫األجتماعية وسطرو‬
‫دوركهايم‪:‬‬ ‫إميل‬
‫تصوراته عن هذه القضية في كتابة‪":‬قواعد لمنهج في علم‬
‫اإلجتماع "‬
‫أن من أبرز ما أهتم به دور ككايم في تعقيده للدراسة‬
‫الموضوعية للظاهرة اإلجتماعية كان تحديد خصائص‬
‫الظاهرة اإلجتماعية وقد حددها في اربع خصائص تتجلى‬
‫في كون الظاهرة التي ينبغي أن يدرسها علم اإلجتماع‬
‫تتميز بأنها أوال‪ :‬تلقائية ‪،‬ثانيا ً ‪:‬جبرية وملزمة ‪،‬وثالثا ً ‪:‬عامة‬
‫وأخيرا ً خارجية ومستقلة عن األفراد‬
‫أما أبرزـ القواعد المنهجية التي أكد دور كايم على ضرورة‬
‫احترامها عند دراسة الظواهر االجتماعية فيكن إجمالها‬
‫في اثنين كما يلي‪:‬‬
‫‪ ...‬تابع‬
‫أ‪ -‬دراسة الظاهرات كأشياء‪:‬‬
‫تتلخص اهم األبعاد المنهجية لبحث الظاهرات اإلجتماعية عن إميل‬
‫دور كايم في ضرورة دراسة هذه الظاهرات كأشياء‪.‬ويحيل هذا‬
‫التأكيد الدور كايمي على المدى الذي ساهمت به الفلسفة الوضعية‬
‫لكونت في صياغة فكر الرجل ‪.‬و يعني هذا التأكد من صراحة‬
‫محاكاة العلوم الطبيعية وتطبيق نظرتها وتصوراتها للظاهرات‬
‫الطبيعية على الظاهرات المجتمعية وال يعني هذا ان االموضوعات‬
‫التي يدرسها علم اإلجتماع هي أشياء مادية‪،‬وإنما توصف على إنها‬
‫أشياء من حيث الشئ يواجه ويقابل الفكرة؛أي أن معرفتنا بالشئ‬
‫تأتي من الخارج ‪ ،‬من عالم الموضوع ‪،‬في حيث أن معرفتنا بالفكرة‬
‫تأتي من الداخل‪،‬أي من عالم الذات أن هذه القاعدة تفيد أنه ينبغي‬
‫‪ ...‬تابع‬

‫• الشخصي التي يكون مصدرها األفكار المسبقة للفرد ‪،‬واال يتمسك اال‬
‫بالمعطيات الحسية التي تتمتع بدرجة كافية من الموضوعية‬
‫العلمية ‪.‬والي حصل هذا إال بقدر ما تمتلك الظاهرة المجتمعية من‬
‫العالمات الخارجية الثابتة والدائمة التى يمكن مالحظتها مع استبعاد‬
‫ماهو ذاتي؛وهو ما يعني أن علم اإلجتماع ال يتخذ موضوعا ً إال ما كان‬
‫قابال ً للتعريف بخواص خارجية معينة‪.‬كما يعني أت الموضوع يتضمن‬
‫كل ما ينطبق عليه هذا التعريف من وقائع‪.‬‬
‫• ويستلزم هذا المنهج في الدراسة ثالثة أمور أمور هي أوال ً ‪:‬التخلي‬
‫عن كل فكرة مسبقة نملكها عن الظاهرة‪،‬وثانياً‪ :‬االنطالق من الخواص‬
‫الخارجية لها ‪ ،‬وثالثاً‪:‬اإلعتماد‬

You might also like