You are on page 1of 77

‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬

‫مقرر الفصل الثالث‬

‫تلخيص الطالبة بأكاديمية زاد‬


‫سارة حمدي‬

‫تجميع واعتناء‪:‬‬
‫أبومجد عبدالرؤوف (طالب بالفصل الرابع)‬

‫‪1‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مقررالفصل الثالث‬

‫تلخيص الطالبة بأكاديمية زاد‬


‫سارة حمدي‬

‫قام بتجميع المقرر في شكل كتاب مفهرس‪:‬‬


‫أبومجد عبدالرؤوف ( طالب بالفصل الرابع)‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن الحمد هلل ححمد وحتتيين وحتتففر وحيو باهلل من شرور أحفتنا ومن سيئات أعمالنا من يهد هللا فال مضل ل ومن‬
‫يضلل فال هادي ل وأشهد أن ال إل إال هللا وحد ال شريك ل وأشهد أن محمدا عبد ورسول ‪ ،‬صلى هللا علي وسل‪ ،،‬وعلى‬
‫آل وصحب أجميين‪.‬‬

‫وبيد‪ :‬فقد وفقنا هللا عز وجل‪ ,‬للدراسة في أكاديمية زاد للعلوم الشرعية‪ ,‬وعلمنا سبحانه وتعالى ما لم نكن نعلم ‪ ,‬وأرادنا بنا‬
‫خيرا‪ ,‬ففقه قلوبنا ‪ ,‬وألف بينها ‪ ,‬فترى هذا الطالب يسعى إلسعاد إخوانه ‪ ,‬بإعانتهم بشروحات لبعض المواد ‪ ,‬وتجد اآلخر‬
‫يقضي الليالي في تلخيص مادة أو أكثر ونشرها عبر صفحته لإلستفاذة العامة‪ ,‬وتظهر الفرحة التامة عند ظهور النتائج‬
‫اإليجابية‪ ,‬والنقط الممتازة في نهاية الفصل‪...‬‬
‫فالفضل هلل أوال‪ ,‬ثم للمشرفين على هذا الصرح الشامخ في تعليم المسلمين من جميع الفئات من األعمار‪ ,‬وال ننسى أن نشكر‬
‫الطالبة سارة حمدي على هذا المجهود الكبير الذي بدلته في تلخيص المواد السبعة وبشكل احترافي أنيق‪ ,‬مكنني من أن أساهم‬
‫بدوري في تجميع هذا المقرر في شكل كتاب مفهرس قابل للطباعة باللون األسود ‪ ,‬ويسهل حمله والمراجعة فيه ‪ ,‬دونما حاجة‬
‫للحاسوب أوالهاتف النقال‪ ,‬الذي يتطلب األنترنيت المكلفة في بعض الدول‪....‬‬
‫نسأل هللا تعالى ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم‪ ,‬وان ينفع به طالب أكاديمية زاد‪ ,‬وأن يجعل كل حرف فيه حسنات‬
‫في صحيفة كل المشرفين اإلداريين ‪ ,‬والمشايخ الفضالء المدرسين‪ ,‬وكل من ساهم في إيجاده أو نشره ‪.‬‬
‫وصل اللهم على محمد النبي األمي وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪..........................................................................................................................................................‬‬

‫مادة التربية اإلسالمية‬


‫إلى اآلداب الشرعية‬
‫العلم واألدب الشرعي كالهما مقترن بالعمل‪ ،‬فالعلم مبدأ العمل وأساسه‪ ،‬واألدب زينة العمل‪.‬‬
‫واألدب المقترن بالعلم هو سلوك األنبياء‪ ،‬وشعار األتقياء‪ ،‬وما استعمل عبد األدب إال ارتفع‪ ،‬وما جانبه إال سفل واتضع‪.‬‬

‫تيريف األدب‪:‬‬
‫األدب لغة‪ :‬مشتق من‪ :‬أدب أدبا‪ ،‬فهو أديب‪ ،‬وأدبه‪ :‬علمه‪ ،‬فتأدب‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو ما يحصل للنفس من األخالق الحسنة‪ ،‬والخصال الحميدة‪.‬‬
‫«األدب عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ»‪.‬‬
‫فهو اجتهاد المرء في التخلي عن الرذائل واألخطاء‪ ،‬والتحلي بالفضائل والمكرمات‪ ،‬في كل العالقات والمعامالت‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫األدب مع هللا‬
‫والمراد به‪ :‬حسن االنقياد له‪ ،‬بإيقاع كل حركة على مقتضى تعظيمه وإجالله والحياء منه‪ ،‬ويكون بالقلب واللسان واألركان‪.‬‬
‫فأدب القلب هو األصل واألساس‪ :‬بأن يتوجه العبد بقلبه إلى هللا وحده‪ :‬محبة‪ ،‬وخوفا‪ ،‬ورجاء‪ ،‬وتوكال‪ ،‬واستعانة‪ ،‬واعتصاما‪.‬‬
‫وأدب اللسان أال يقول إال ما فيه تعظيم هلل‪ ،‬وال ينطق إال بما يحبه ويرضاه‪.‬‬
‫وأدب األركان بصيانتها عن القبائح‪ ،‬وإتيانها بالمحامد‪ ،‬وتقديمها أمر هللا على كل شيء‪ ،‬وتعظيمها شعائره وحرماته‪.‬‬
‫ومدار األدب مع هللا على أمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬صيانة القلب عن االلتفات إلى غيره‪.‬‬
‫‪ .2‬صيانة معاملته عن أن يشوبها نقيصة‪.‬‬
‫من مظاهر األدب مع هللا‪:‬‬
‫‪ ‬اإلخالص هلل في كل ما تقول وتفعل‪.‬‬
‫‪ ‬إفراده بجميع أنواع العبادة القولية والفعلية‪ ،‬واالعتقاد أنه وحده المستحق للعبادة وأن كل ما سواه باطل‪.‬‬
‫‪ ‬المحبة الصادقة الخالصة له‪ ،‬وأن يكون أحب إليك مما سواه‪.‬‬
‫‪ ‬استحضار عظيم نعمه عليك‪ ،‬وشكره على عموم نعمه التي أنعم بها عليك ظاهرا وباطنا‪ ،‬ويكون بالقلب واللسان‬
‫والجوارح‪.‬‬
‫‪ o‬فتشكره بقلبك بأن تعتقد أن النعم فضل من هللا عليك‪.‬‬
‫‪ o‬وتشكره بلسانك بأن تثني عليه وتحمده على كل نعمة‪.‬‬
‫‪ o‬وتشكره بجوارحك بأن تؤدي ما أوجبه عليك شكرا له على نعمته‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم شعائره وحرماته‪ ،‬وذلك بتعظيم األزمنة واألمكنة واألشخاص الذين أمر المسلم بتعظيمهم‪.‬‬
‫‪ ‬التسليم لنصوص الكتاب والسنة‪ ،‬واالنقياد لها‪ ،‬دون اعتراض أو شك‪.‬‬
‫‪ ‬التوبة واإلنابة إليه‪.‬‬
‫‪ ‬الرغبة فيما عنده‪ ،‬والرهبة والخشوع له‪.‬‬
‫‪ ‬التسليم للقضاء والقدر خيره وشره‪.‬‬
‫‪ ‬إيمانك الحق بكل اسم ووصف سمى ووصف نفسه به‪ ،‬أو سماه ووصفه به رسوله‪ ،‬من غير تكييف وال تمثيل وال‬
‫تحريف وال تعطيل‪.‬‬

‫األدب مع رسول هللا‬


‫«فرأس األدب معه‪ :‬كمال التسليم له‪ ،‬واالنقياد ألمره‪ ،‬وتلقي خبره بالقبول والتصديق‪ ،‬دون معارضته بالعقل أوالشك‪ ،‬أو يقدم‬
‫عليه آراء الرجال‪ ،‬فيوحده بالتحكيم والتسليم‪ ،‬واالنقياد واإلذعان‪ ،‬كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل‪،‬‬
‫واإلنابة والتوكل»‪.‬‬
‫من مظاهر األدب مع رسول هللا‪:‬‬
‫‪ ‬حبه‪ ،‬وتقديم محبته على كل محبة‪ ،‬حتى محبة النفس‪ ،‬فهذا واجب له‪ ،‬ال يتم إيمان العبد إال به‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم سنته وهديه‪ ،‬والتسليم لكونها المصدر الثاني للتشريع‪.‬‬
‫‪ ‬اتباع سنته فيما أمر به ونهى عنه‪ ،‬واالقتداء به في كل صغيرة وكبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتقاد تفضيله على كل أحد من الخلق‪.‬‬
‫‪ ‬أال يتقدم بين يديه بأمر وال نهي وال رأي وال إذن وال تصرف‪.‬‬
‫‪ ‬الصالة عليه‪.‬‬
‫‪ ‬استشعار هيبته وجاللته‪ ،‬واستحضار مكانته ومنزلته‪.‬‬
‫‪ ‬الدفاع عنه‪ ،‬والذود عن سنته‪ ،‬وبذل األنفس واألموال في ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬وقد تولى هللا الدفاع عنه بنفسه‪ ،‬فقال‪« :‬إنا كفيناك المستهزئين»‪« :‬وقد فعل تعالى فإنه ما تظاهر أحد باالستهزاء‬
‫برسول هللا وبما جاء به إال أهلكه هللا وقتله شر قتلة»‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫آداب النوم واالستيقاظ‬
‫أوال‪ :‬آداب النوم‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬النوم بعد العشاء مباشرة إال لمصلحة راجحة‪.‬‬
‫‪ ‬كان النبي يستحب أن يؤخر العشاء‪ ،‬وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها‪.‬‬
‫‪ ‬وكان نومه أعدل النوم وأنفعه‪ ،‬واألطباء يقولون هو ثلث الليل والنهار‪ ،‬ثمان ساعات‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ الوسائل التي تعينه على االستيقاظ لصالة الفجر‪.‬‬
‫‪ ‬إغالق األبواب والنوافذ وذكر هللا عند ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إطفاء مصادر النار في البيت‪.‬‬
‫‪ ‬الوضوء قبل النوم ال سيما للجنب‪.‬‬
‫‪ ‬النوم على الشق األيمن‪.‬‬
‫‪ ‬نفض الفراش قبل النوم ثالث مرات مع التسمية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما‪ ،‬ويقرأ فيهما‪ :‬قل هو هللا أحد والمعوذتين‪ ،‬ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده‪ ،‬ثالث‬
‫مرات‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتيان بأذكار النوم‪ ،‬ومنها قراءة آية الكرسي‪.‬‬
‫‪ ‬يكره النوم على البطن إال لحاجة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آداب االستيقاظ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬أن يمسح النوم عن وجهه بيديه‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتيان بأذكار االستيقاظ‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال السواك إذا استيقظ من الليل‪.‬‬
‫‪ ‬غسل اليدين ثالثا قبل إدخالهما في اإلناء‪.‬‬
‫‪ ‬االستنثار ثالثا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يغسل يديه ووجهه إن قام من الليل وأراد العودة إلى النوم‪.‬‬
‫‪ ‬يسن إذا استيقظ أحد الزوجين من الليل أن يوقظ اآلخر لصالة الليل‪.‬‬

‫آداب الطيام والشراب‬


‫‪ ‬غسل اليدين قبل الطعام‪ ،‬ويسن ذلك لمن كان جنبا‪.‬‬
‫‪ ‬أن يسمي في أوله‪ ،‬فإذا نسي فليقل‪ :‬بسم هللا أوله وآخره‪.‬‬
‫‪ ‬األمر بالتسمية عند األكل محمول على االستحباب عند الجمهور‪ ،‬وحمله بعضهم على الوجوب‪.‬‬
‫‪ ‬األكل باليد اليمنى‪ ،‬إال لعذر‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز األكل بالشمال للنهي الشديد عنه‪ ،‬وتشبيهه بفعل الشيطان‪.‬‬
‫‪ ‬أال يعيب الطعام‪.‬‬
‫‪ ‬األكل بثالثة أصابع لمن كان يأكل بيده‪ ،‬ولعق األصابع قبل مسحها‪.‬‬
‫‪ ‬أن يأكل مما يليه من الطعام‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب األكل من الطعام الساخن جدا‪.‬‬
‫‪ ‬من السنة أكل ما تناثر وسقط من الطعام بعد إماطة ما به من أذى‪.‬‬
‫‪ ‬التواضع في جلسته‪ ،‬متجنبا االتكاء واالنبطاح‪.‬‬
‫‪ ‬أن يحمد هللا بعد األكل‪.‬‬
‫بعض اآلداب الخاصة بالشرب‪:‬‬
‫‪ ‬الشرب على ثالث مرات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التنفس في اإلناء أثناء الشرب أو النفخ فيه‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الشرب من فم السقاء‪.‬‬
‫والسقاء‪ :‬القربة‪ ،‬وهي من جلد‪ ،‬فإن شرب أكثر من شخص منها تغيرت رائحتها‪.‬‬
‫‪ ‬األظهر عدم إلحاق الزجاجة بالسقاء‪ ،‬إال إن كان يشرب منها أكثر من شخص‪.‬‬
‫‪ ‬نهى النبي عن الشرب قائما‪ ،‬وهذا النهي ليس محموال على التحريم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫آداب البيت (الدخول والخروج)‬
‫‪ ‬شكر هللا على نعمة البيت‪ ،‬كان النبي إذا أوى إلى فراشه قال‪« :‬الحمد هلل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا‪ ،‬وكم ممن‬
‫ال كافي له وال مأوى»‪.‬‬
‫(وآوانا)‪ :‬أي‪ :‬في كن نسكن فيه‪.‬‬
‫(وكم ممن ال كافي له وال مأوى)‪ :‬أي‪ :‬ال موطن له وال مسكن‪.‬‬
‫‪ ‬أن يسلم إذا دخل بيته‪ ،‬سواء كان فيه أحد أم ال‪ ،‬فإن لم يكن في البيت أحد فليقل‪ :‬السالم علينا وعلى عباد هللا‬
‫الصالحين‪.‬‬
‫‪ ‬لم يرد دليل خاص على استحباب تقديم إحدى القدمين عند دخول البيت‪ ،‬فاألمر في ذلك واسع‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيف فمه بالسواك ونحوه عند الدخول‪.‬‬
‫‪ ‬اإلتيان بأذكار الدخول والخروج‪.‬‬
‫‪ ‬صالة ركعتين عند الدخول والخروج‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة ما يراه من منكرات في بيته‪ :‬كصور لذوات األرواح أو التماثيل وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كانت الصور لما ال روح فيه كالمناظر الطبيعية ونحوها فال بأس‪.‬‬
‫‪ ‬أال يؤوي الكالب في بيته إال لضرورة‪ :‬ككلب الصيد وحراسة الماشية والزرع‪.‬‬
‫‪ ‬أال يترك في بيته ما كان على هيئة وصورة الصليب‪.‬‬
‫‪ ‬وليس المراد كل ما كان متقاطعا من األشكال‪ ،‬بل كل ما كان على شكل الصليب بالفعل‪.‬‬

‫آداب المشي‬
‫‪ ‬المشي بسكينة‪.‬‬
‫‪« ‬وعباد الرحمن الذين يمشون على األرض هونا»‪ ،‬أي‪ :‬بسكينة ووقار‪.‬‬
‫‪ ‬يحرم الكبر والخيالء أثناء المشي‪« :‬وال تمش في األرض مرحا»‪ ،‬أي‪ :‬مختاال مستكبرا‪.‬‬
‫‪ ‬التوسط في المشي بين اإلسراع والتباطؤ‪.‬‬
‫‪« ‬واقصد في مشيك »‪ ،‬أي‪ :‬امش مشيا مقتصدا ليس بالبطيء وال بالسريع‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقليد الرجل مشية المرأة‪ ،‬والمرأة كذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إفشاء السالم وإلقاؤه على كل مسلم‪.‬‬
‫‪ ‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ ‬كف األذى عن الناس‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة ما يؤذي الناس عن الطريق‪.‬‬
‫‪ ‬يكره المشي في نعل واحدة‪.‬‬
‫‪ ‬يسن أن يمشي حافيا أحيانا‪.‬‬
‫بعض آداب المشي الخاصة بالنساء‪:‬‬
‫‪ ‬االلتزام بالحجاب الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬يحرم عليها استعمال العطر ونحوه في الطرقات‪.‬‬
‫‪ ‬المشي في جوانب الطريق دون وسطه؛ اتقاء مزاحمة الرجال‪.‬‬
‫‪« ‬استأخرن‪ ،‬فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق‪ ،‬عليكن بحافات الطريق»‪.‬‬
‫(تحققن الطريق)‪ :‬أي‪ :‬تذهبن في حاق الطريق‪.‬‬

‫آداب قضاء الحاجة‬


‫‪ ‬قول‪" :‬بسم هللا"‪" ،‬اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" قبل دخول مكان قضاء الحاجة‪.‬‬
‫‪ ‬الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى‪.‬‬
‫‪ ‬أال يدخل مكان قضاء الحاجة ومعه شيء فيه ذكر هللا‪ ،‬إال إن ستره وأخفاه‪.‬‬
‫‪ ‬عدم استقبال القبلة أو استدبارها‪ ،‬ولكن يشرق أو يغرب‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كان في بنيان فال بأس في استقبال القبلة أو استدبارها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫وإن كان في بداية بناء البيت فاألحوط أال يجعل قاعدة الحمام مستقبلة القبلة أو مستدبرة إياها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ستر العورة عند قضاء الحاجة‪ ،‬وال ينبغي أن يقضي حاجته أمام الناس ولو لم يروا عورته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يقضي حاجته قاعدا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا أمن الشخص انكشاف عورته وأمن من رذاذ البول جاز له البول قائما‪ ،‬ولم يثبت في النهي عن ذلك شيء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫«أتى رسول هللا سباطة قوم فبال قائما»‪ ،‬السباطة‪ :‬موضع يرمى فيه التراب واألوساخ وما يكنس من المنازل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أال يمسك ذكره بيمينه حال قضاء الحاجة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أال يذكر هللا حال قضاء الحاجة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يكره الكالم لمن يقضي حاجته‪ ،‬وتزداد الكراهة فيما إذا كان رد سالم أو نحوه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجوب التنزه والتطهر من البول والغائط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستنجاء باليد اليسرى إال لعذر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قول‪" :‬غفرانك" بعد الخروج من مكان قضاء الحاجة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫آداب اليطاس والتثاؤب‬


‫قال النبي‪« :‬إن هللا يحب العطاس ويكره التثاؤب»‪.‬‬
‫آداب العطاس‪:‬‬
‫‪ ‬أن يغطي وجهه بيده أو ثوبه أو نحوه‪ ،‬ويخفض بها صوته ما استطاع‪.‬‬
‫‪ ‬أن يحمد هللا بعد العطاس‪ ،‬ويشمته من سمعه‪" :‬يرحمك هللا"‪ ،‬فإذا شمته فليقل‪" :‬يهديكم هللا ويصلح بالكم"‪.‬‬
‫‪ ‬وردت صيغ الحمد والتشميت على أوجه مختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬شرع للعاطس حمد هللا بعد العطاس؛ لما يحصل له به من منفعة‪.‬‬
‫‪ ‬للمصلي أن يحمد هللا بعد العطاس وهو في الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬يجب تشميت العاطس على كل من سمعه يحمد هللا‪ ،‬وهو من حق المسلم على المسلم‪.‬‬
‫‪ ‬من لم يحمد هللا بعد العطاس فال يشمت‪.‬‬
‫‪ ‬يشمت العاطس ثالثا فقط‪ ،‬فإن زاد على ذلك فهو مزكوم وال يشمت‪.‬‬
‫‪ ‬يقال عند تشميت الكافر‪" :‬يهديكم هللا ويصلح بالكم" وال يقال‪" :‬يرحمك هللا"‪.‬‬
‫آداب التثاؤب‪:‬‬
‫‪ ‬أن يدافعه قدر االستطاعة‪ ،‬ال سيما في الصالة‪ ،‬وال يصدر صوتا‪.‬‬
‫‪ ‬إذا عجز عن رد التثاؤب فعليه أن يغلق فمه بيده أو نحوها‪.‬‬
‫‪« ‬أمر بكظم التثاؤب ورده‪ ،‬ووضع اليد على الفم؛ لئال يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته‪ ،‬ودخوله فمه‪ ،‬وضحكه‬
‫منه»‪.‬‬

‫آداب الكالم‬
‫‪ ‬عدم رفع الصوت عند الحديث‪ ،‬ال سيما في المسجد إال لحاجة‪.‬‬
‫‪« ‬واغضض من صوتك»‪ :‬أي‪ :‬ال تبالغ في الكالم‪ ،‬وال ترفع صوتك فيما ال فائدة فيه‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب التكلف والتشدق في الكالم‪.‬‬
‫‪« ‬وإن أبغضكم إلي‪ ...‬المتشدقون المتفيهقون الثرثارون»‪:‬‬
‫(المتشدقون)‪ :‬أي‪ :‬الذين يتكلمون بأشداقهم‪ ،‬ويتقعرون في خطابهم‪ .‬والشدق‪ :‬جانب الفم مما تحت الخد‪.‬‬
‫(المتفيهقون)‪ :‬أي‪ :‬الذين يتوسعون في الكالم‪ ،‬ويفتحون به أفواههم‪ ،‬ويتفصحون فيه‪.‬‬
‫(الثرثارون)‪ :‬أي الذين يكثرون الكالم تكلفا‪ .‬والثرثرة‪ :‬كثرة الكالم وترديده‪.‬‬
‫‪ ‬كف اللسان عن القول الباطل‪ ،‬والفاحش من األقوال‪.‬‬
‫‪ ‬التأني في الكالم بحيث يفهمه السامع‪.‬‬
‫‪ ‬كان النبي يحدث حديثا لو عده العاد ألحصاه‪.‬‬
‫‪ ‬كان النبي إذا تكلم بكلمة أعادها ثالثا حتى تفهم عنه‪.‬‬
‫‪ ‬الكالم بما فيه منفعة‪ ،‬وإال يلزم الصمت‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار الكلمات المناسبة الطيبة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫البعد عن الفحش واأللفاظ البذيئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مخاطبة المستمع على قدر فهمه ومبلغ علمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراعاة منزلة المخاطب ومكانته عند الحديث معه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعراض عن الحديث إذا تضمن منكرا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تجنب الحديث فيما يجهله‪ ،‬ومن أعظم صور ذلك‪ :‬الفتوى بغير علم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تجنب ما يشين اإلنسان من استهزاء وسخرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويحرم اللعن والسب ونحوه‪ ،‬واللعن أشد حرمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقديم األكبر سنا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم مقاطعة المتحدث حتى ينهي كالمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستئذان للتحدث‪ ،‬ال سيما عند ذوي الهيئات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أال يتناجى اثنان دون الثالث إال بإذنه ورضاه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويلحق به ما إذا كانا يتكلمان لغة ال يحسنها الثالث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حفظ أسرار المتحدث وعدم إفشائها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫«إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة»‪ :‬ألن التفاته إعالم لمن يحدثه أنه يخاف أن يسمع حديثه أحد وأنه قد‬ ‫‪‬‬
‫خصه سره‪.‬‬

‫آداب النصيحة‬
‫آداب الناصح‪:‬‬
‫‪ ‬التأكد قبل النصح من وقوع الخطأ من المنصوح‪.‬‬
‫‪ ‬أال يكون الناصح مخالفا لنصيحته‪.‬‬
‫‪ ‬وال يعني هذا أن الناصح ال تقع منه المعصية البتة‪.‬‬
‫‪ ‬إخالص الناصح في نصحه‪ ،‬بأن يقصد وجه هللا ونفع المنصوح‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون النصيحة عن علم‪.‬‬
‫‪ ‬التزام األمانة والصدق في النصح‪.‬‬
‫‪ ‬قول الحق وعدم مداهنة المنصوح‪.‬‬
‫‪ ‬إسداء النصيحة في السر‪.‬‬
‫‪ ‬المبادرة بتقديم النصيحة لمن يحتاجها‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة منزلة المنصوح ومكانته‪.‬‬
‫‪ ‬الرفق واللين في النصح‪.‬‬
‫‪ ‬االقتصاد في النصيحة‪ ،‬وحسن اختيار األلفاظ‪ ،‬وعدم التكلف‪.‬‬
‫‪ ‬الصبر على ما قد يلحقه من أذى‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التعالي على المنصوح واحتقاره‪.‬‬
‫‪ ‬الستر على المنصوح وحفظ غيبته‪.‬‬
‫آداب المنصوح‪:‬‬
‫‪ ‬طلب النصيحة من العاقل الخبير األمين‪.‬‬
‫‪ ‬قبول النصيحة والمبادرة بتنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬محبة الناصح واحترامه‪.‬‬
‫‪ ‬االعتراف بفضل الناصح والدعاء له‪.‬‬

‫آداب عيادة المريض‬


‫‪ ‬اإلخالص‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار الوقت المناسب للزيارة‪ ،‬واالستئذان قبلها‪.‬‬
‫‪ ‬التخفيف في الزيارة‪ ،‬فال يثقل عليه‪.‬‬
‫‪ ‬لكن ال يكون التخفيف مخال‪ ،‬بحيث ال يحصل المقصود منها من مؤانسته شيئا من الوقت‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬التخفيف عنه‪ ،‬وتحفيزه على الرضا بالقضاء والتفاؤل بالشفاء‪.‬‬
‫‪ ‬تذكيره باهلل‪ ،‬ودعوته إلى العمل الصالح إن كان مسلما‪ ،‬ودعوته إلى اإلسالم إن لم يكن مسلما‪.‬‬
‫‪ ‬تذكيره بأجر الصبر على المرض‪.‬‬
‫‪ ‬عدم ذكر سيئات وآفات المرض عنده‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء له بالخير‪ ،‬ومنه‪« :‬ال بأس طهور إن شاء هللا»‪.‬‬
‫(طهور)‪ :‬أي‪ :‬هذا المرض مطهر لك من الذنوب‪.‬‬
‫‪ ‬الجلوس عند رأسه إن تيسر ذلك‪ ،‬وقول‪« :‬أسأل هللا العظيم‪ ،‬رب العرش العظيم‪ ،‬أن يشفيك» (سبع مرات)‪.‬‬
‫‪ ‬وضع اليد على جسده عند رقيته إن أمكن‪ ،‬وقول‪« :‬أذهب البأس رب الناس‪ ،‬واشف فأنت الشافي‪ ،‬ال شفاء إال شفاؤك‬
‫شفاء ال يغادر سقما»‪.‬‬
‫‪ ‬تحذيره عند الحاجة من التداوي بالمحرمات‪.‬‬
‫من اآلداب مع أهل المريض‪:‬‬
‫توجيههم لما ينفع المريض من رقية أو دواء ونحوه‪.‬‬
‫حكم عيادة المريض‪:‬‬
‫ذهب الجمهور إلى أنها سنة‪ ،‬وقد تصل إلى الوجوب في حق البعض‪ ،‬وذهب البعض إلى وجوبها‪.‬‬
‫وذهب ابن تيمية إلى أنها فرض كفاية‪ ،‬وهذا القول فيه توسط‪.‬‬
‫‪ ‬وعيادة المريض إنما تكون لمن حبسه المرض‪.‬‬
‫‪ ‬يعاد المريض ولو لم يعلم من الذين يعودونه‪.‬‬
‫حكم عيادة المريض غير المسلم‪:‬‬
‫ال بأس‪ ،‬ال سيما إن كان يرجو دعوته إلى اإلسالم وترغيبه فيه‪.‬‬

‫آداب التيزية‬
‫التعزية‪ :‬هي تسلية المصاب وتقويته على ما أصابه‪.‬‬
‫آداب المعزي‪:‬‬
‫‪ ‬التعزية تقدم للكبير والصغير من أهل المصيبة‪.‬‬
‫‪ ‬ويستثنى‪ :‬الطفل الصغير غير المميز؛ ألنه ال يعقل معناها‪.‬‬
‫‪ ‬وال يعزي الرجل المرأة؛ خشية الفتنة‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار األلفاظ المناسبة للتعزية‪ ،‬ومنها‪« :‬إن هلل ما أخذ‪ ،‬وله ما أعطى‪ ،‬وكل عنده بأجل مسمى‪ ،‬فلتصبر ولتحتسب»‪.‬‬
‫‪ ‬ألفاظ غير مشروعة في التعزية‪ :‬البقية في حياتك‪ ،‬ما نقص من عمره زاد في عمرك‪.‬‬
‫‪ ‬توصية المصاب بالصبر‪.‬‬
‫‪ ‬مواساة أهل الميت بصنع الطعام وغيره‪.‬‬
‫‪ ‬النهي عما يقع من منكرات عند حلول الميت‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء للميت‪.‬‬
‫حكم التعزية‪:‬‬
‫تعزية المسلم من المستحبات‪.‬‬
‫أما غير المسلم ففيها خالف‪ ،‬والصحيح أنه يجوز‪ ،‬ويحسن به أن ينوي بذلك تأليف قلبه على اإلسالم‪.‬‬
‫وال يدعى لميتهم بالرحمة والمغفرة والجنة‪.‬‬
‫ويحسن بالمصاب أن يتحلى باآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الصبر على البالء‪ ،‬والرضا بالقضاء‪.‬‬
‫‪« ‬ما أصاب من مصيبة إال بإذن هللا ومن يؤمن باهلل يهد قلبه» قيل‪ :‬هو الرجل تصيبه المصيبة‪ ،‬فيعلم أنها من عند هللا‪،‬‬
‫فيرضى ويسلم‪.‬‬
‫‪ ‬أال يصدر عنه ما يخالف الشرع‪.‬‬
‫من منكرات التعزية‪:‬‬
‫‪ ‬قراءة سورة اإلخالص أو (يس) أو الفاتحة على روح فالن‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع الختمة‪ ،‬ليقرأ كل منهم جزءا وقت العزاء‪.‬‬
‫‪ ‬االجتماع ثالثة أيام‪ ،‬وكل خميس‪ ،‬وفي األربعين‪ ،‬ثم السنوية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ما يسمى عشاء الميت أو عشاء الوالدين‪ ،‬فيجمع الناس سنويا على أنها صدقة عن ميتهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االجتماع عند أهل الميت وقراءة القرآن في صوان ونحوه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫آداب التوق والبيع والشراء‬


‫‪ ‬تجنب مساوئ األخالق من النزاع والخصومات وارتفاع األصوات والغلظة وغيرها‪.‬‬
‫‪« ‬وإياكم وهيشات األسواق» أي‪ :‬اختالطها والمنازعات والخصومات وارتفاع األصوات فيها‪.‬‬
‫‪« ‬إن هللا يبغض كل جعظري جواظ‪ ،‬سخاب في األسواق‪ ،‬جيفة بالليل‪ ،‬حمار بالنهار‪ ،‬عالم بأمر الدنيا‪ ،‬جاهل بأمر‬
‫اآلخرة»‪.‬‬
‫(جعظري)‪ :‬المتكبر الفظ الغليظ‪.‬‬
‫(جواظ)‪ :‬األكول الشروب البطر‪.‬‬
‫(سخاب في األسواق)‪:‬كثير الخصام ورفع األصوات‪.‬‬
‫(جيفة بالليل)‪ :‬كناية عن كثرة نومه وخموله‪ ،‬وعدم قيامه لصالة الليل‪.‬‬
‫‪ ‬غض البصر‪.‬‬
‫‪ ‬أن يراعي عدم إيذاء الناس‪ ،‬فإذا كان يحمل ما يؤذي الناس كسكين أو آليات و غيره مما يجرح‪ ،‬فليكفها‪.‬‬
‫‪ ‬أال ينشغل بالبيع والشراء عن ذكر هللا وإقام الصالة في أوقاتها‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز البيع أو الشراء بعد نداء الجمعة الثاني‪.‬‬
‫‪ ‬اإللمام بما يحتاج من فقه البيع أو الشراء‪ ،‬ال سيما المعامالت المعاصرة‪ ،‬إن كان يكثر التعامل بها‪ ،‬كمعرفة الربا‬
‫والميسر‪.‬‬
‫‪ ‬الصدق في المعاملة وبيان العيوب إن وجدت‪.‬‬
‫‪ ‬التسامح والتساهل في البيع أو الشراء‪.‬‬
‫‪ ‬تستحب اإلقالة سواء كانت من البائع أم المشتري‪.‬‬
‫واإلقالة‪ :‬رد السلعة وأخذ ثمنها؛ لرغبة أحد الطرفين في فسخ العقد‪.‬‬
‫‪ ‬توثيق الديون‪ ،‬ال سيما في بيوع اآلجل والتقسيط ونحوه‬
‫‪ ‬وتوثيق الديون يكون بالكتابة أو الرهن أو الضمان أو الكفيل‪.‬‬
‫‪ ‬اإلكثار من الصدقة‪.‬‬
‫آداب تخص البائع‪:‬‬
‫‪ ‬تجنب الحلف في البيع ويحرم إن كان كذبا‪.‬‬
‫‪« ‬الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة» أي‪ :‬يحصل به رواج السلعة‪ ،‬لكنه سبب في نقص البركة‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب الغش وإخفاء عيوب السلع‪.‬‬
‫‪ ‬من اشترى سلعة‪ ،‬ثم تبين أنها معيبة‪ ،‬وأن البائع قد غشه‪ ،‬فله الحق شرعا في فسخ العقد وأخذ الثمن‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط الوزن‪ ،‬والحذر الشديد من الغش في الميزان‪.‬‬
‫‪ ‬االعتدال في التربح‪ ،‬وتجنب االحتكار واستغالل حاجة المشتري للسلعة فيبالغ في سعرها‪.‬‬
‫واالحتكار‪ :‬أن يشتري الطعام للتجارة‪ ،‬ثم يدخره ليغلو ثمنه‪ ،‬فيبيعه على الناس بغالء‪.‬‬
‫‪ ‬يحرم التسعير في األح وال التي يبيع فيها التجار على الوجه المعروف‪ ،‬دون إلحاق الضرر بالناس واستغالل حاجتهم‪.‬‬
‫ويجوز عند الحاجة إليه‪ ،‬ال سيما السلع األساسية التي يحتاج الناس إليها‪ ،‬ويتالعب بهم التجار‪.‬‬
‫والتسعير‪ :‬هو تقدير السلطان أو نائبه سعرا‪ ،‬وإجبار الناس على التبايع به‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب التجارة في المحرمات‪ ،‬ولو ببيعها لغير المسلمين «فإن هللا إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه»‪.‬‬
‫‪ ‬أال يبيع على بيع أخيه‪ ،‬حتى يأذن له أو يترك‪ ،‬وكذا ال يجوز أن يشتري على شراء أخيه‪.‬‬
‫‪ ‬وضابط هذه المسألة‪ :‬أن يكون ذلك بعد تمام الصفقة‪ ،‬والعلة في ذلك‪ :‬أن هذا يحمل على فسخ العقد مع المشتري أو‬
‫البائع‪ ،‬ويفضي إلى الشحناء والنزاع والشقاق‪.‬‬
‫أما إن كانت المزايدات قبل تمام الصفقة‪ ،‬فال بأس في ذلك‪ ،‬وكذا فروق السعر الموجودة في المحالت‪.‬‬
‫آداب تخص المشتري‪:‬‬
‫‪ ‬تجنب اإلسراف والتبذير في الشراء‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اتخاذ األسواق متنزهات وأماكن للترويح عن النفس‪.‬‬
‫فال يذهب للسوق إال لحاجة‪ ،‬ويعجل بالخروج منه إذا قضى حاجته‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫أال يبخس أسعار السلع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوفاء بدفع ثمن السلعة‪ ،‬ال سيما في الشراء بالتقسيط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أال يزيد في سعر سلعة ال يرغب في شرائها ليرفع سعرها على غيره‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫«وال تناجشوا»‪ ،‬النجش‪ :‬الزيادة في ثمن السلعة ممن ال يريد شراءها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫آداب المتاجد‬
‫آداب تختص بعمارة المساجد‪:‬‬
‫‪ ‬صيانة المساجد عن عن اإلشراك باهلل فيها‪.‬‬
‫‪ ‬ومن الوسائل المفضية إلى الشرك‪ :‬بناؤها على القبور‪ ،‬أو بناء القبور فيها‪.‬‬
‫‪ ‬وقطعا لذريعة الشرك أمر النبي بتسوية القبور‪ ،‬ونهى عن الصالة إليها‪ ،‬ونهى عن تجصيصها‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيمها والحث على عمارتها‪.‬‬
‫‪« ‬في بيوت أذن هللا أن ترفع»‪( .‬أن ترفع)‪ :‬أي‪ :‬يرفع شأنها وبناؤها‪.‬‬
‫‪« ‬أمر رسول هللا ببناء المساجد في الدور‪ ،‬وأن تنظف‪ ،‬وتطيب»‪( .‬الدور)‪ :‬هي األحياء‪.‬‬
‫‪ ‬صيانتها عن األقذار والنجاسات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم إنشاد وطلب الضالة فيها‪.‬‬
‫‪ ‬وينبغي لمن سمع من ينشد ضالة في المسجد أن يقول‪« :‬ال وجدت؛ فإن المساجد لم تبن لهذا»‪.‬‬
‫‪ ‬عدم البيع والشراء فيها‪.‬‬
‫‪ ‬وينبغي لمن رأى من يبيع أو يبتاع في المسجد أن يقول‪« :‬ال أربح هللا تجارتك»‪.‬‬
‫‪ ‬وكل ما كان تابعا للمسجد‪ ،‬بحيث يكون داخال في سوره‪ ،‬فهو منه ويأخذ حكمه‪.‬‬
‫آداب تخص الذاهب إلى المسجد‪:‬‬
‫‪ ‬يستحب له أخذ الزينة والتطيب‪.‬‬
‫‪ ‬يستحب له طهارة البدن‪.‬‬
‫‪ ‬يستحب له المشي في سكينة ووقار‪.‬‬
‫‪ ‬يكره أن يشبك أصابعه‪.‬‬
‫‪ ‬فالتشبيك منهي عنه في الصالة وفيما كان في حكمها‪ ،‬أما بعدها فال بأس به مطلقا‪ ،‬سواء في المسجد أم خارجه‪.‬‬
‫‪ ‬يحسن به أال يهجر المسجد القريب منه إال لعذر شرعي‪.‬‬
‫‪ ‬ويتأكد هذا فيما إذا كان ذا منزلة‪ ،‬وكان تركه مسجد الجماعة يقدح في اإلمام أو يثير فتنة‪.‬‬
‫‪ ‬تفقد نعليه قبل دخول المسجد‪ ،‬وإزالة ما بهما من أذى‪.‬‬
‫‪ ‬دخول المسجد بالرجل اليمنى‪ ،‬وقول‪« :‬أعوذ باهلل العظيم‪ ،‬وبوجهه الكريم‪ ،‬وسلطانه القديم‪ ،‬من الشيطان الرجيم»‪.‬‬
‫‪ ‬أن يصلي ركعتي تحية المسجد قبل الجلوس‪.‬‬
‫‪ ‬وتغني عنها راتبة الفريضة القبلية‪ ،‬وتغني عنها الفريضة لو أقيمت‪.‬‬
‫فالمقصود بها شغل المحل بصالة‪ ،‬فمتى صلى العبد أي صالة فقد حصل المقصود‪.‬‬
‫‪ ‬يسن تخفيفهما يوم الجمعة إن كان اإلمام يخطب‪.‬‬
‫‪ ‬تصلى في أي وقت‪ ،‬ولو كان وقت نهي‪.‬‬
‫‪ ‬ليس لها قراءة خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬الخروج من المسجد بالرجل اليسرى‪ ،‬وقول‪« :‬اللهم إني أسألك من فضلك»‪.‬‬
‫أداب تختص بأهل المسجد‪:‬‬
‫‪ ‬أال يمر بين يدي من يصلي‪.‬‬
‫‪ ‬والمراد بـــ(بين يدي المصلي)‪ :‬هو ما يحتاجه المصلي في سجوده‪ ،‬فال بأس بالمرور بعد رأسه‪.‬‬
‫‪ ‬يقطع الصالة مرور المرأة والحمار والكلب األسود بين يدي المصلي‪.‬‬
‫‪ ‬أال يرفع صوته بالقراءة أو الحديث إال لحاجة‪.‬‬
‫‪ ‬أال يؤذي المصلين برائحة ما أكله‪ ،‬من بصل وثوم أو غيرهما مما له رائحة كريهة‪.‬‬
‫‪ ‬أال يفعل ما من شأنه إيذاء الناس كالبصاق والتنخم على فرش المسجد‪.‬‬
‫‪ ‬وكفارة البصاق دفنها‪.‬‬
‫‪ ‬أال يضع حذاءه في مكان يؤذيهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫آداب تخص يوم الجمية‬
‫‪ ‬الغسل والتطيب والسواك ولبس أحسن الثياب‪.‬‬
‫‪ ‬ويتأكد الغسل لقوله‪« :‬غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم»‪.‬‬
‫‪ ‬ويجزئ عنه غسل الجنابة يوم الجمعة‪ ،‬فال يجمع بين الغسلين‪.‬‬
‫‪ ‬التبكير إلى صالة الجمعة‪.‬‬
‫‪ ‬المشي على األقدام‪.‬‬
‫‪ ‬أال يتخطى رقاب الجالسين عند دخوله إلى المسجد‪.‬‬
‫‪ ‬وتخطي الرقاب حرام في الجمعة وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬أن يستقبل اإلمام بوجهه أثناء الخطبة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنصات للخطبة‪.‬‬
‫‪« ‬إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت واإلمام يخطب فقد لغوت»‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز تشميت العاطس ورد السالم واإلمام يخطب على الراجح من أقوال العلماء؛ ألن كال منهما كالم‪ ،‬وهو‬
‫ممنوع‪.‬‬
‫‪« ‬السالم حال خطبة الجمعة حرام‪ …،‬ورده حرام ايضا»‪.‬‬
‫‪ ‬قراءة سورة الكهف‪.‬‬
‫‪ ‬اإلكثار من الصالة على النبي يوم الجمعة وليلتها‪.‬‬
‫‪ ‬اإلكثار من الدعاء؛ لعله يوافق ساعة اإلجابة‪.‬‬
‫‪ ‬وأقرب ما تكون تلك الساعة آخر ساعة بعد العصر‪.‬‬
‫‪ ‬ليس لصالة الجمعة سنة راتبة مقدرة قبلها‪ ،‬بل يشتغل بالتطوع المطلق والذكر حتى يخرج اإلمام‪.‬‬
‫وأما بعدها «إن صلى في المسجد صلى أربعا‪ ،‬وإن صلى في بيته صلى ركعتين»‪.‬‬
‫‪ ‬يكره رفع اليدين في الدعاء حال الخطبة‪ ،‬سواء من اإلمام أم من المأموم‪ ،‬إال في االستسقاء‪.‬‬

‫آداب الدعاء‬
‫‪ ‬افتتاح الدعاء بالثناء على هللا والصالة على رسوله‪.‬‬
‫‪ ‬الثقة باهلل واليقين باإلجابة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يدعو لوالديه والمؤمنين والمؤمنات‪.‬‬
‫‪ ‬رفع اليدين‪.‬‬
‫وما زال النبي يدعو‪ ،‬ويرفع يديه إلى السماء‪ ،‬ويبالغ في ذلك حتى يرى بياض إبطيه‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء ثالثا‪.‬‬
‫‪ ‬ومن زاد على ذلك فال حرج عليه‪ ،‬ومن اقتصر على واحدة فال حرج عليه‪.‬‬
‫‪ ‬التضرع والخشوع والرغبة والرهبة‪.‬‬
‫والتضرع‪ :‬إظهار الفقر والضعف والذل عند الدعاء‪.‬‬
‫‪ ‬أن يبدأ بنفسه إذا دعا لغيره‪.‬‬
‫‪ ‬وال بأس أن يبدأ بغيره‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مطعمه ومشربه وملبسه حالال‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتحرى في دعائه جوامع الدعاء‪.‬‬
‫‪ ‬أن يستقبل القبلة‪.‬‬
‫‪ ‬أال يدعو بإثم أو قطيعة رحم‪.‬‬
‫‪ ‬أن يالزم الطلب وال يستعجل االستجابة‪.‬‬
‫‪« ‬ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم وال قطيعة رحم إال أعطاه هللا بها إحدى ثالث‪ :‬إما أن تعجل له دعوته‪ ،‬وإما أن‬
‫يدخرها له في اآلخرة‪ ،‬وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها»‪.‬‬
‫(ليس فيها إثم)‪ :‬أي‪ :‬معصية‪ ،‬كأن يسأل هللا شيئا من المحرمات‪.‬‬
‫(وال قطيعة رحم)‪ :‬كأن يقول‪ :‬اللهم باعد بيني وبين فالن من أرحامه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬سؤال هللا باسمه األعظم‪.‬‬
‫سمع النبي رجال يقول‪ :‬اللهم إني أسألك بأنك أنت هللا الذي ال إله إال أنت‪ ،‬األحد الصمد‪ ،‬الذي لم يلد ولم يولد‪ ،‬ولم يكن‬
‫له كفوا أحد‪ ،‬قال‪« :‬والذي نفس محمد بيده‪ ،‬لقد سأل هللا باسمه األعظم‪ ،‬الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب»‪.‬‬
‫وقال‪« :‬ألظوا بيا ذا الجالل واإلكرام» أي‪ :‬الزموا وثابروا‪.‬‬
‫‪ ‬اإللحاح على هللا في الدعاء‪.‬‬
‫أوقات الدعاء المستجاب‪:‬‬
‫‪ ‬ثلث الليل األخير‪.‬‬
‫‪« ‬ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل اآلخر‪ »...‬وهو نزول يليق بجالله‪ ،‬ال يلزم‬
‫منه أي معان فاسدة‪.‬‬
‫‪ ‬عند النداء للصلوات المكتوبات‪ ،‬وبين األذان واإلقامة‪.‬‬
‫‪ ‬دبر الصلوات المكتوبات‪.‬‬
‫‪ ‬والمراد بدبر الصالة‪ :‬إن كان ذكرا فالمراد به بعدها‪ ،‬وإن كان دعاء فالمراد به آخرها قبل التسليم‪.‬‬
‫‪ ‬عند التحام الصفوف في المعركة‪.‬‬
‫‪ ‬في السجود‪.‬‬
‫‪ ‬عند سماع صياح الديك‪.‬‬
‫‪« ‬إذا سمعتم صياح الديكة‪ ،‬فاسألوا هللا من فضله؛ فإنها رأت ملكا» فيستحب الدعاء ألنه ربما يؤمن الملك على دعائه‪،‬‬
‫فيستجيب هللا‪.‬‬
‫‪ ‬عند نزول الغيث‪.‬‬
‫‪ ‬ساعة يوم الجمعة‪.‬‬
‫‪ ‬ليلة القدر‪.‬‬
‫‪ ‬دعوة الصائم‪ ،‬ودعوة المسافر‪.‬‬
‫‪ ‬دعاء الوالد لولده‪ ،‬ودعاء الولد الصالح لوالديه‪.‬‬
‫‪ ‬ودعاء الولد لوالديه بعد موتهما أحسن ما بتقرب به إلى هللا‪ ،‬وأكثر ما ينفعهما‪ ،‬وأفضل لهما من قراءة القرآن‪ ،‬أو‬
‫الصدقة عنهما‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫‪12‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مادة اللفة اليربية‬
‫الفاعل‬
‫تعريفه‪ :‬هو اسم مرفوع‪ ،‬يقع بعد فعل مبني للمعلوم‪ ،‬يدل على من قام بالفعل أو قام به الفعل‪.‬‬
‫والمراد بمن قام به الفعل‪ ،‬أي‪ :‬تلبس به‪ ،‬ولو لم يكن هو من فعله‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬الفاعل مرفوع دائما‪ ،‬غير أنه‪ :‬قد يسبق بحرف جر زائد‪ ،‬فيجر لفظا‪ ،‬ويرفع محال‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫‪ .1‬االسم الظاهر‪.‬‬
‫‪ .2‬الضمير‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬متصل ومستتر‪.‬‬
‫‪ .3‬المصدر المؤول‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون مؤوال من حرف مصدري والفعل‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون مؤوال من حرف مصدري ومعموليه (اسمه وخبره)‪.‬‬

‫أحكام الفاعل‪:‬‬
‫‪ .1‬عدم جواز تقدم الفاعل على فعله‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يثنى الفعل مع الفاعل المثنى‪ ،‬وال يجمع مع الفاعل الجمع‪.‬‬
‫‪ .3‬مطابقة الفعل للفاعل تذكيرا وتأنيثا‪ ،‬وله أحوال‪:‬‬
‫‪ o‬وجوب تذكير الفعل مع الفاعل المذكر‪.‬‬
‫‪ o‬وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل‪ ،‬في موضعين‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث‪ ،‬ظاهرا‪ ،‬متصال بفعله المتصرف‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان الفاعل ضميرا‪ ،‬عائدا على مؤنث حقيقي أو مجازي التأنيث‪.‬‬
‫‪ o‬جواز تأنيث الفعل مع الفاعل‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا كان الفاعل مجازي التأنيث‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث‪ ،‬ظاهرا‪ ،‬مفصوال عن فعله المتصرف بغير (إال)‪.‬‬
‫إما إذا كان الفاصل (إال) فال يؤنث الفعل‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كان الفاعل جامدا‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث أو مذكر‪ ،‬أو كان ضميرا يعود على جمع تكسير لمذكر‪ ،‬أو اسم جنس جمعي‪ ،‬أو‬
‫اسم جمع‪.‬‬
‫واألحسن التأنيث مع المؤنث‪ ،‬والتذكير مع المذكر‪.‬‬
‫جواز الفصل بين الفعل وعامله (فاعله)‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جواز حذف الفعل إذا دل عليه دليل‪ ،‬وقد يحذف وجوبا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫تقديم الفاعل على المفعول وتأخيره‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ o‬يتقدم المفعول به على الفاعل وجوبا‪ ،‬في المواضع‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان المفعول به ضميرا متصال‪ ،‬والفاعل اسما ظاهرا‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كان الفاعل محصورا بـــ (إنما) أو (إال)‪.‬‬
‫‪ o‬يتقدم الفاعل على المفعول به وجوبا‪ ،‬في المواضع‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا خفي إعرابهما لعدم وجود قرينة‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان الفاعل ضميرا متصال‪ ،‬سواء كان المفعول به ظاهرا أم ضميرا‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كان المفعول به محصورا بـــ (إنما) أو (إال)‪.‬‬

‫النائب عن الفاعل‬
‫تعريفه‪ :‬هو اسم مرفوع‪ ،‬يقع بعد فعل مبني للمجهول أو شبهه‪ :‬كاسم المفعول‪ ،‬يحل محل الفاعل بعد حذفه‪ ،‬ويأخذ حكمه‬
‫اإلعرابي‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬مرفوع دائما‪ ،‬غير أنه‪ :‬قد يسبق بحرف جر زائد‪ ،‬فيجر لفظا‪ ،‬ويرفع محال‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫في حال العلم بالفاعل وهو هللا‪ ،‬يكون الفعل مبنى لما لم يسم فاعله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫‪ .1‬اسم ظاهر‪.‬‬
‫‪ .2‬ضمير‪ :‬متصل‪ ،‬أو منفصل‪ ،‬أو مستتر‪.‬‬
‫‪ .3‬مؤول بالصريح‪:‬‬
‫‪ ‬أن والفعل المضارع‪.‬‬
‫‪ ‬أن واسمها وخبرها‪.‬‬
‫جملة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫شبه جملة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ‬جار ومجرور‪.‬‬
‫‪ ‬ظرف مكان‪ ،‬وظرف زمان‪.‬‬

‫أقسام نائب الفاعل باعتبار الفعل‪:‬‬


‫ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون الفعل متعديا فينوب المفعول به عن الفاعل‪.‬‬
‫وإن كان متعديا الثنين ناب األول‪ ،‬وبقي الثاني منصوبا‪.‬‬
‫وإن كان متعديا لثالثة ناب األول‪ ،‬وبقي الثاني والثالث منصوبين‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون الفعل الزما‪ ،‬فينوب عن الفاعل الجار والمجرور أو الظرف أو المصدر المختصان بوصف أو إضافة‪.‬‬

‫كيفية البناء للمجهول‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الفعل الماضي‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان الفعل صحيح العين‪ ،‬خاليا من التضعيف‪ ،‬يضم أوله ويكسر ما قبل آخره‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان مضعفا‪ ،‬يضم أوله‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان مبدوءا بتاء زائدة‪ ،‬يضم أوله وثانيه‪ ،‬ويكسر ما قبل آخره‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان مبدوءا بهمزة وصل مزيدة‪ ،‬يضم أوله وثالثه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان معتل الوسط‪ ،‬قلب حرف العلة ياء‪ ،‬وكسر أوله‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان معتل اآلخر‪ ،‬قلب حرف العلة ياء‪ ،‬وضم أوله‪ ،‬وكسر ما قبل آخره‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفعل المضارع‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان صحيحا‪ ،‬يضم أوله‪ ،‬ويفتح ما قبل آخره‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان أجوفا‪ ،‬يضم أوله‪ ،‬وتقلب عينه ألفا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬فعل األمر والفعل الجامد‪ :‬ال يبنيان للمجهول‪.‬‬

‫هناك أفعال على صيغة المبني للمجهول لكنها مبنية للمعلوم؛ لذا يعرب ما أسندت إليه فاعال‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫دهش‪ ،‬هزل‪ ،‬شغف‪ ،‬أولع‪ ،‬أغري‪ ،‬أغرم‪ ،‬عني‪.‬‬

‫المفيوالت‬
‫وهي خمسة‪ :‬المفعول به‪ ،‬والمفعول المطلق‪ ،‬والمفعول فيه‪ ،‬والمفعول ألجله‪ ،‬والمفعول معه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المفعول به‬


‫تعريفه‪ :‬كل اسم منصوب يدل على من وقع عليه فعل الفاعل‪ ،‬دون تغيير في صورة الفعل‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬واجب النصب‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫‪ .1‬اسم ظاهر‪.‬‬
‫‪ .2‬ضمير متصل أو منفصل‪.‬‬
‫‪ .3‬مصدر مؤول بالصريح‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫العامل في المفعول به‪:‬‬
‫‪ .1‬الفعل‪.‬‬
‫‪ .2‬اسم الفاعل‪.‬‬
‫‪ .3‬اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين أو ثالثة مفاعيل‪.‬‬
‫‪ .4‬المصدر‪.‬‬
‫‪ .5‬صيغ المبالغة‪.‬‬
‫‪ .6‬صيغ التعجب‪.‬‬
‫‪ .7‬اسم الفعل‪.‬‬

‫حذف المفعول به وحذف عامله‪:‬‬


‫‪ ‬يجوز حذف المفعول به إذا دل عليه دليل‪ ،‬وذلك في عدة مواضع‪ ،‬منها‪ :‬االختصار‪.‬‬
‫‪ ‬حذف العامل في المفعول به له حالتان‪:‬‬
‫‪ .1‬جواز الحذف إذا دلت عليه قرينة‪ ،‬وذلك في جواب االستفهام أو في غيره‪.‬‬
‫‪ .2‬وجوب الحذف‪ ،‬وذلك في في عدة مواضع‪:‬‬
‫‪ o‬إذا تقدم المفعول به على فعل يعمل في ضمير يعود على المفعول المتقدم‪.‬‬
‫‪ o‬فيما يجري مجرى األمثال ونحوها‪ ،‬مما اشتهر بحذف العامل‪.‬‬
‫‪ o‬في أبواب التحذير واإلغراء واالختصاص والنداء وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬وإعرابه في كل الحاالت السابقة‪ :‬مفعول به لفعل محذوف يقدر حسب السياق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المفعول المطلق‬


‫تعريفه‪ :‬مصدر يذكر بعد فعل صريح من لفظه‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬األصل أنه منصوب‪.‬‬
‫وقد يرفع إذا كان نائبا عن فاعل‪.‬‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤكد لعامله‪.‬‬
‫‪ .2‬مبين للعدد‪.‬‬
‫‪ .3‬مبين للنوع‪.‬‬
‫أحواله‪:‬‬
‫‪ .1‬يكون نكرة‪.‬‬
‫‪ .2‬ويكون معرفا بأل‪.‬‬
‫‪ .3‬ويكون معرفا باإلضافة‪.‬‬

‫العامل في المفعول المطلق‪:‬‬


‫‪ .1‬الفعل وهو األصل‪.‬‬
‫‪ .2‬المصدر‪.‬‬
‫‪ .3‬اسم الفاعل‪.‬‬
‫‪ .4‬الصفة المشبهة‪.‬‬

‫هناك مصادر مسموعة منصوبة بأفعال محذوفة‪ ،‬على أنها مفعول مطلق‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫معاذ هللا‪ ،‬سبحان هللا‪ ،‬لبيك‪ ،‬حمدا‪ ،‬شكرا‪ ،‬صبرا‪ ،‬عجبا‪.‬‬

‫حذف العامل في المفعول المطلق‪:‬‬


‫يحذف العامل في المفعول المطلق في موضعين‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا دل على تفصيل‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا دل عليه دليل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ثالثا‪ :‬المفعول ألجله‬
‫ويسمى المفعول له‪ ،‬أو المفعول السببي‪.‬‬
‫تعريفه‪ :‬مصدر منصوب‪ ،‬يذكر لبيان سبب وقوع الفعل‪.‬‬
‫أحواله‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون مجردا من أل التعريف ومن اإلضافة‪ ،‬فاألفضل في هذه الحال أن ينصب‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون معرفا بأل‪ ،‬فاألفضل في هذه الحال أن يسبق بحرف الجر ويجر ويجوز أن ينصب‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون مضافا‪ ،‬فهذا يستوي فيه النصب والجر‪.‬‬
‫‪ ‬إذا سبق المفعول ألجله بحرف جر فإنه ال يعرب مفعوال ألجله وإنما جارا وجرورا‪.‬‬

‫العامل في المفعول ألجله‪:‬‬


‫‪ .1‬الفعل‪ ،‬وهو األصل‪.‬‬
‫‪ .2‬المصدر‪.‬‬
‫‪ .3‬اسم الفاعل‪.‬‬
‫‪ .4‬اسم المفعول‪.‬‬
‫‪ .5‬صيغ المبالغة‪.‬‬
‫‪ .6‬اسم الفعل‪.‬‬

‫يجوز تقديم المفعول ألجله على عامله‪ ،‬سواء كان منصوبا أو مجرورا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رابعا‪ :‬المفعول فيه‬


‫تعريفه‪ :‬اسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه‪ ،‬متضمنا معنى (في)‪.‬‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫‪ .1‬ظرف الزمان‪ :‬هو ما يدل على زمان وقوع الحدث‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫‪ ‬مبهم‪ :‬ما دل على قدر من الزمان غير معين‪.‬‬
‫‪ ‬مختص (محدود)‪ :‬ما دل على وقت مقدر معين ومحدود‪.‬‬
‫ظرف المكان‪ :‬هو ما يدل على مكان وقوع الحدث‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬مبهم‪ :‬ما دل على مكان غير محدد‪ ،‬أي‪ :‬ليس له صورة تدرك بالحس الظاهر‪.‬‬
‫‪ ‬مختص‪ :‬ما له صورة وحدود محصورة‪ ،‬وهذا ال ينصب وإنما يجر بـــ(في)‪.‬‬
‫حكمه‪:‬‬
‫‪ ‬ينصب ظرف الزمان أو المكان إذا كان مبهما أو شبه مبهم‪ ،‬بشرط أن يتضمن معنى (في)‪.‬‬
‫فإذا لم يتضمن معنى (في) يعرب حسب موقعه في الجملة‪.‬‬
‫‪ ‬كما يجوز جره بحرف جر إذا سوغه المعنى واقتضاه‪.‬‬

‫المعرب والمبني من الظروف‪:‬‬


‫الظروف كلها معربة‪ ،‬إال بعض األلفاظ‪.‬‬
‫‪ ‬ظروف الزمان المبنية‪:‬‬
‫إذ ‪ -‬إذا ‪ -‬متى ‪ -‬أيان ‪ -‬أمس ‪ -‬اآلن ‪ -‬مذ ‪ -‬منذ ‪ -‬قط ‪ -‬عوض ‪ -‬بينا ‪ -‬بينما ‪ -‬ريثما ‪ -‬كيف ‪ -‬كيفما ‪ -‬لما‪.‬‬
‫‪ ‬ظروف المكان المبنية‪:‬‬
‫حيث ‪ -‬هنا ‪ -‬ثم ‪ -‬أين‬
‫‪ ‬وتعرب على أنها ظرف زمان أو مكان مبني في محل نصب على الظرفية‪.‬‬

‫العامل في المفعول فيه‪:‬‬


‫‪ .1‬الفعل‪ ،‬وهو األصل‪.‬‬
‫‪ .2‬المصدر‪.‬‬
‫‪ .3‬اسم الفاعل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ .4‬اسم المفعول‪.‬‬
‫‪ .5‬الصفة المشبهة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المفعول معه‬


‫تعريفه‪ :‬اسم يأتي بعد واو بمعنى (مع) للمصاحبة‪ ،‬وليست للعطف أو المشاركة‪ ،‬وهذه الواو تسمى واو المعية‪.‬‬
‫وهي تدل على أن االسم الذي بعدها ‪-‬أي‪ :‬المفعول معه‪ -‬قد ال زم اسما قبلها وصاحبه زمن وقوع الحدث‪.‬‬
‫حكمه‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان ما بعد الواو ال يشترك مع ما قبلها في الفعل‪ ،‬وجب نصبه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان ما بعد الواو يجوز أن يشترك مع ما قبلها في الفعل‪ ،‬جاز النصب والعطف‪ ،‬والعطف أولى‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كان الفعل يدل بأصله على المشاركة‪ ،‬وال يقع من واحد بل من متعدد‪ ،‬وجب العطف‪.‬‬

‫العامل في المفعول معه‪:‬‬


‫‪ ‬الفعل‪ ،‬وهو األصل‪.‬‬
‫‪ ‬اسم الفاعل‪.‬‬
‫‪ ‬اسم المفعول‪.‬‬

‫االستثناء‬
‫تعريفه‪ :‬أسلوب لغوي يتضمن إخراج ما بعد أداة االستثناء من حكم ما قبلها نفيا وإثباتا‪.‬‬
‫‪ ‬وهو من أنواع المفعول به؛ ألنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف‪ ،‬تقديره‪ :‬أستثني‪.‬‬

‫أركان االستثناء‪:‬‬
‫‪ .1‬الحكم‪ :‬وهو ما ينسب إلى المستثنى منه من حدث أو صفة أو خبر‪.‬‬
‫‪ .2‬المستثنى منه‪ :‬وهو االسم الذي أسند إليه الحكم وشمله‪.‬‬
‫‪ .3‬أداة االستثناء‪ :‬وهي األداة المستخدمة في عملية االستثناء‪.‬‬
‫‪ .4‬المستثنى‪ :‬وهو االسم الذي لم يشمله الحكم‪.‬‬

‫أدوات االستثناء‪:‬‬
‫‪ .1‬حروف‪( :‬إال)‪.‬‬
‫‪ .2‬أسماء‪( :‬غير ‪ -‬سوى)‪.‬‬
‫‪ .3‬متردد بين الحروف واألفعال‪( :‬عدا ‪ -‬خال ‪ -‬حشا)‪.‬‬

‫أحكام المستثنى بـــ(إال)‪:‬‬


‫االستثناء بـــ(إال) له ثالثة أقسام بحسب ما قبلها‪:‬‬
‫‪ .1‬االستثناء التام المثبت (الموجب)‪:‬‬
‫بأن يكون ما قبلها تاما ‪-‬أي‪ :‬ذكر فيه المستثنى منه‪ -‬مثبتا ‪-‬أي‪ :‬لم يسبقه نفي أو نهي أو استفهام‪ ،-‬ففي هذا القسم يجب نصب‬
‫المستنى‪.‬‬
‫االستثناء التام المنفي (غير الموجب)‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بأن يكون ما قبلها تاما منفيا ‪-‬أي‪ :‬مسبوق بأداة نفي أو نهي أو استفهام‪ ،-‬ففي هذا القسم يجوز وجهان‪:‬‬
‫‪ .1‬النصب‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلتباع ‪-‬أي‪ :‬يعرب بدال من المستثنى منه‪.-‬‬
‫االستثناء الناقص المنفي (المفرغ)‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بأن يكون ما قبلها ناقصا ‪-‬أي‪ :‬أن المستثنى منه محذوف‪ -‬منفيا‪ ،‬ففي هذا القسم تصبح (إال) أداة للحصر وليس لالستثناء‪ ،‬فيفرغ‬
‫ما قبلها للعمل فيما بعدها‪ ،‬ويعرب ما بعدها بحسب العامل الذي قبلها‪.‬‬
‫‪ ‬االستثناء المنقطع‪:‬‬
‫وهو أال يكون المستثنى من جنس المستثنى منه‪ ،‬وفي هذا االستثناء يجب نصب المستثنى‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫حكم المستثنى بـــ(غير ‪ -‬سوى)‪:‬‬
‫مجرور باإلضافة إليها‪ ،‬وذلك على الدوام‪ ،‬كما أنه يجوز حذفه إذا فهم المعنى‪.‬‬
‫إعراب (غير) و(سوى)‪:‬‬
‫تعامالن معاملة المستثنى بـــ(إال)‪ ،‬حيث تنطبق عليهما األقسام الثالثة‪.‬‬
‫لكن (غير) تعرب بالحركات الظاهرة‪ ،‬و(سوى) تعرب بالحركات المقدرة‪ ،‬ألنها اسم مقصور‪.‬‬

‫حكم المستثنى بـــ(خال ‪ -‬عدا ‪ -‬حشا)‪:‬‬


‫يجوز فيه وجهان‪:‬‬
‫‪ .1‬النصب على المفعولية‪ ،‬باعتبار أن كال منها فعل ماض مبني على الفتح المقدر‪.‬‬
‫‪ .2‬الجر‪ ،‬باعتبارها حروف جر‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا جاءت (ما) المصدرية قبل (خال ‪ -‬عدا)‪ ،‬فإنهما تخلصان للفعلية‪.‬‬
‫وتعربان‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف منع من ظهوره التعذر‪ ،‬وينصب المستثنى بهما على‬
‫المفعولية‪.‬‬
‫‪ ‬ال تقترن (ما) المصدرية مع (حاشا) وما نقل من ذلك فهو شاذ‪.‬‬

‫الحال‬
‫تعريفه‪ :‬هو وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬النصب دائما‪.‬‬
‫صاحب الحال‪ :‬هو الذي تبين الحال هيئته عند وقوع الفعل‪.‬‬
‫وتتعدد الصور التي يكون عليها‪ ،‬فيكون‪:‬‬
‫‪ ‬الفاعل‪.‬‬
‫‪ ‬المفعول به‪.‬‬
‫‪ ‬الفاعل والمفعول به‪.‬‬
‫‪ ‬نائب الفاعل‪.‬‬
‫‪ ‬المبتدأ‪.‬‬
‫‪ ‬المضاف إليه‪.‬‬
‫‪ ‬المفعول المطلق‪.‬‬
‫‪ ‬المفعول ألجله‪.‬‬
‫‪ ‬المفعول فيه‪.‬‬
‫‪ ‬الجار والمجرور‪.‬‬

‫أنواع الحال‪:‬‬
‫‪ .1‬الحال مفردا‪ ،‬وهو األصل‪.‬‬
‫‪ .2‬الحال جملة‪ ،‬وقد تسبق بالواو الحالية‪.‬‬
‫‪ .3‬شبه الجملة من الجار والمجرور‪ ،‬أو الظرف‪.‬‬

‫تتعدد الحال‪ ،‬كما يتعدد أصحاب الحال (حال مجموعة)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التمييز‬
‫تعريفه‪ :‬اسم نكرة يوضح كلمة أو جملة مبهمة قبله‪.‬‬
‫ضابطه‪ :‬التمييز يتضمن معنى (من)‪.‬‬
‫الفرق بينه وبين الحال‪ :‬أن التمييز يفسر ما انبهم من الذوات أو النسبة‪ ،‬والحال يفسر ما انبهم من الهيئات فقط‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫أقسامه‪:‬‬
‫‪ .1‬تمييز الذات (المفرد)‪ :‬وهو تمييز يوضح كلمة واحدة مبهمة قبله‪.‬‬
‫وهو أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬تمييز الكيل‪.‬‬
‫‪ ‬تمييز الوزن‪.‬‬
‫‪ ‬تمييز المساحة‪.‬‬
‫‪ ‬تمييز العدد‪.‬‬
‫حكمه‪:‬‬
‫‪ ‬النصب وهو واألصل‪.‬‬
‫‪ ‬ويجوز جره باإلضافة‪.‬‬
‫‪ ‬ويجوز جره بـــ(من)‪.‬‬
‫تمييز النسبة‪ :‬وهو تمييز يوضح جملة مبهمة قبله‪ ،‬فيفسر العالقة بين شيئين فيها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ويكون محوال عن‪:‬‬
‫‪ .1‬فاعل‪.‬‬
‫‪ .2‬مفعول به‪.‬‬
‫‪ .3‬مبتدأ‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬النصب‪.‬‬

‫حروف الجر‬
‫سميت كذلك؛ ألنها تجر معنى الفعل قبلها إلى االسم بعدها‪ ،‬وتسمى أيضا حروف اإلضافة لذلك‪.‬‬
‫وذلك أن من األفعال ما ال يقوى بنفسه على الوصول إلى المفعول به‪ ،‬فيقوى بهذه الحروف ويتعدى للمفعول‪.‬‬
‫وحروف الجر هي‪ :‬من ‪ -‬إلى ‪ -‬عن ‪ -‬حتى ‪ -‬في ‪ -‬الباء ‪ -‬الكاف ‪ -‬الالم ‪ -‬واو القسم ‪ -‬تاء القسم ‪ -‬مذ ‪ -‬منذ ‪ -‬رب‪.‬‬
‫عملها‪ :‬تجر االسم الذي يليها لفظا ومحال‪.‬‬
‫معانيها‪:‬‬
‫‪ ‬من‪ :‬االبتداء والتبعيض‪.‬‬
‫‪ ‬إلى‪ :‬االنتهاء‪.‬‬
‫‪ ‬على‪ :‬االستعالء‪.‬‬
‫‪ ‬في‪ :‬الظرفية مكانية أو زمانية والتعليل‪.‬‬
‫‪ ‬عن‪ :‬المجاوزة‪.‬‬
‫‪ ‬الالم‪ :‬االختصاص والملك‪.‬‬
‫‪ ‬الباء‪ :‬االستعانة والسببية واإللصاق والظرفية‪.‬‬
‫‪ ‬حتى‪ :‬انتهاء الغاية‪.‬‬
‫‪ ‬مذ ومنذ‪ :‬ابتداء الغاية‪.‬‬
‫‪ ‬الكاف‪ :‬التشبيه‪.‬‬
‫‪ ‬الواو والتاء‪ :‬القسم‪.‬‬
‫‪ ‬وتختص التاء بلفظ الجاللة‪ ،‬أما الواو فتدخل على كل مقسم به‪.‬‬
‫‪ ‬رب‪ :‬التقليل والتكثير‪ ،‬وهي تجر النكرات فقط‪.‬‬
‫أحكامها‪:‬‬
‫‪ ‬يحسن تقديم الجار والمجرور‪:‬‬
‫‪ o‬إلبرازه‪.‬‬
‫‪ o‬الجتناب الثقل‪.‬‬
‫‪ ‬يجب تقديم الجار والمجرور‪:‬‬
‫‪ o‬إذا وقعا موقع الخبر لمبتدأ نكرة غير موصوفة‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كان المبتدأ مشتمال على ضمير يعود على المجرور‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كانا موضوع االستفهام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫واألصل تأخير الجار والمجرور‪.‬‬

‫دخول (ما) الموصولة على بعض حروف الجر‪:‬‬


‫‪ ‬تدخل (ما) على (من‪ ،‬عن‪ ،‬الباء)‪( :‬مما‪ ،‬عما‪ ،‬بما)‪ ،‬فال تكفهن عن العمل‪ ،‬بل يبقى االسم بعدها مجرورا‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل (ما) على (رب)‪( :‬ربما)‪ ،‬فتكفها عن العمل‪.‬‬
‫‪( ‬ما) االستفهامية تحذف ألفها إذا اقترنت بحرف جر‪( :‬مم‪ ،‬عم‪ ،‬بم‪.)...‬‬

‫اإلضافة‬
‫تعريفها‪ :‬هي نسبة اسم إلى آخر‪ ،‬يكون األول مضافا والثاني مضافا إليه‪.‬‬
‫أحكام المضاف والمضاف إليه‪:‬‬
‫‪ ‬يحذف التنوين من االسم المفرد المضاف‪ ،‬وتحذف نون المثنى ونون جمع المذكر السالم‪.‬‬
‫‪ ‬يعرب المضاف حسب موقعه من الجملة‪ ،‬والمضاف إليه مجرور دائما‪.‬‬

‫أنواع اإلضافة‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلضافة المعنوية‪ :‬وهي التي يكتسب فيها المضاف من المضاف إليه التعريف أو التخصيص‪.‬‬
‫وتكون على معنى أحد حروف جر ثالثة‪:‬‬
‫‪ .1‬الالم (لالختصاص والملك)‪.‬‬
‫‪ .2‬من (المبينة للنوع أو الجنس)‪.‬‬
‫‪ .3‬في (الظرفية)‪.‬‬
‫‪ ‬فإن أضيفت النكرة إلى المعرفة استفاد اللفظ التعريف‪ ،‬وإن أضيفت النكرة إلى نكرة استفاد اللفظ التخصيص‪.‬‬
‫‪ ‬وال يصح أن تدخل (ال) على المضاف‪.‬‬
‫اإلضافة اللفظية‪ :‬وهي ما كان المضاف فيها وصفا مشتقا أضيف إلى معموله‪ ،‬فال تفيد التعريف وال التخصيص‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬يجوز فيها أن تدخل(ال) على المضاف‪ ،‬في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون مثنى‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون جمع مذكر سالم‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون المضاف اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة‪ ،‬والمضاف إليه فيه (ال)‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫‪21‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مادة اليقيدة‬
‫الركن الثاحي‪ :‬اإليمان بالمالئكة‬
‫معنى المالئكة‪:‬‬
‫المالئكة في اللغة‪ :‬جمع ملك‪ ،‬وهو مشتق من األلوكة‪ ،‬أي‪ :‬الرسالة‪ ،‬والمألك‪ :‬الملك؛ ألنه يبلغ عن هللا‪ ،‬يقال‪ :‬ألك‪ ،‬أي‪ :‬تحمل‬
‫الرسالة‪ ،‬أو مشتق من الملك‪ ،‬أي‪ :‬األخذ بقوة‪.‬‬
‫وفي الشرع‪ :‬خلق من خلق هللا‪ ،‬خلقهم هللا من نور‪ ،‬مربوبون مسخرون‪ ،‬عباد مكرمون‪ ،‬ال يعصون هللا ما أمرهم ويفعلون ما‬
‫يؤمرون‪ ،‬ال يوصفون بالذكورة وال باألنوثة‪ ،‬ال يأكلون وال يشربون وال يتناكحون‪ ،‬ال يملون وال يتعبون‪ ،‬وال يعلم عددهم إال‬
‫هللا‪.‬‬
‫وقد عرفها بعضهم بأنها أجسام نورانية‪ ،‬أعطيت قدرة على التشكل والظهور بأشكال مختلفة‪ ،‬بإذن هللا‪.‬‬

‫منزلة اإليمان بالمالئكة‪:‬‬


‫ال يصح إيمان عبد حتى يقر بهذا الركن‪.‬‬

‫ما يتضمنه اإليمان بالمالئكة‪:‬‬


‫‪ ‬اإليمان بوجودهم حقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بمن علمنا اسمه منهم كجبريل‪ ،‬ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجماال‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بما ورد في الكتاب والسنة من صفاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بما ورد في الكتاب والسنة من أفعالهم‪.‬‬

‫أعمال بعض المالئكة‪:‬‬


‫لكل منهم عمل خاص‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ ‬جبريل األمين على وحي هللا‪ ،‬يرسله به إلى األنبياء والرسل‪.‬‬
‫‪ ‬ميكائيل الموكل بالقطر‪ ،‬أي‪ :‬بالمطر والنبات‪.‬‬
‫‪ ‬إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق‪.‬‬
‫‪ ‬ملك الموت الموكل بقبض األرواح عند الموت‪.‬‬
‫‪ ‬اشتهر عند الناس أن اسم ملك الموت عزرائيل‪ ،‬وهذه التسمية لم ترد في القرآن أو السنة‪.‬‬
‫‪ ‬مالك خازن النار‪.‬‬
‫‪ ‬المالئكة الموكلون باألجنة في األرحام‪.‬‬
‫‪ ‬المالئكة الموكلون بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص‪.‬‬
‫‪ ‬المالئكة الموكلون بسؤال الميت إذا وضع في قبره‪.‬‬

‫ثمرات اإليمان بالمالئكة‪:‬‬


‫‪ ‬اطمئنان المؤمن أنه محاط برعاية هللا له بهؤالء الخلق اعظام‪.‬‬
‫‪ ‬شكر هللا على عنايته ببني آدم‪.‬‬
‫‪ ‬االستقامة على أمر هللا باستشعار وجودهم معه‪ ،‬ورقابتهم وشهادتهم على أعماله وأقواله‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬اإليمان بالكتب‬


‫معنى الكتب‪:‬‬
‫الكتاب في اللغة‪ :‬اسم لما كتب مجموعا‪ ،‬وسمي القرآن كتابا لما جمع فيه من القصص واألمثال والعقائد واألمر والنهي‬
‫والتشريع‪ ،‬أو ألنه اشتمل على جميع الكتب السابقة‪.‬‬
‫والمراد بالكتب هنا‪ :‬الكتب والصحف التي حوت كالم هللا‪ ،‬الذي أوحاه إلى رسله‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫منزلة اإليمان بالكتب‪:‬‬

‫ال يصح إيمان أحد إال إذا آمن بالكتب التي أنزلها هللا على رسله‪.‬‬

‫من الكتب التي أنزلها هللا‪:‬‬


‫‪ ‬التوراة‪ :‬وهي كتاب هللا الذي آتاه موسى‪.‬‬
‫وهي لفظ عبراني بمعنى التعليم والشريعة‪.‬‬
‫‪ ‬وتطلق اليوم عند اليهود على مجموعة األسفار الخمسة‪ ،‬وهي‪ :‬سفر التكوين‪ ،‬سفر الخروج‪ ،‬سفر األحبار‪ ،‬سفر العدد‪،‬‬
‫سفر التثنية‪.‬‬
‫‪ ‬الزبور‪ :‬وهو كتاب هللا الذي أنزله على داوود‪.‬‬
‫وهو دعاء علمه هللا داوود‪ ،‬وتحميد وتمجيد هلل‪ ،‬ليس فيه حالل وال حرام وال فرائض وال حدود‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنجيل‪ :‬وهو كتاب هللا الذي أنزله على عيسى‪.‬‬
‫وهي كلمة يونانية معناها البشرى‪.‬‬
‫‪ ‬وتطلق اليوم عند النصارى على مجموعة األناجيل األربعة‪ ،‬وهي‪ :‬إنجيل متى‪ ،‬إنجيل مرقس‪ ،‬إنجيل لوقا‪ ،‬إنجيل‬
‫يوحنا‪.‬‬
‫‪ ‬وهذه األناجيل تحوي حياة عيسى وبعض أعماله وأقواله‪ ،‬ممزوجة بالتحريف والتثليث والكذب على هللا‪ ،‬وتسمى‬
‫بالعهد الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬وقد أخبر هللا في كتابه أن التوراة واإلنجيل نصا على البشارة بنبينا محمد‪.‬‬
‫‪ ‬القرآن‪ :‬هو كتاب هللا الذي أنزله على محمد‪.‬‬
‫وهو كالم هللا‪ ،‬بدأ منه قوال‪ ،‬وأنزله على رسوله وحيا‪ ،‬وصدقه المؤمنون على ذلك حقا‪ ،‬سمعه جبريل من هللا‪ ،‬ونزل‬
‫به على رسوله بلفظه‪ ،‬وهو الكتاب الذي تكفل هللا بحفظ لفظه‪.‬‬

‫ما يتضمنه اإليمان بالكتب‪:‬‬


‫‪ ‬التصديق الجازم بأنها كلها منزلة من هللا‪ ،‬وأنها كالم هللا ال كالم غيره‪.‬‬
‫‪ ‬تصديق ما صح من أخبارها‪ ،‬كأخبار القرآن‪ ،‬وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من أخبار الكتب السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بأنها كلها دعت إلى عبادة هللا وحده ال شريك له‪ ،‬مع اختالف الشرائع‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بوقوع التحريف في الكتب المتقدمة على القرآن‪.‬‬

‫ثمرات اإليمان بالكتب‪:‬‬


‫‪ ‬العلم بعناية هللا بعباده؛ حيث أنزل لهم كتبا يهديهم بها‪.‬‬
‫‪ ‬العلم بحكمة هللا في شرعه؛ حيث شرع لكل أمة ما يناسب أحوالها‪.‬‬
‫‪ ‬العلم بأنه ال وصول هلل إال بوحي منه عن طريق نبي‪ ،‬فال مجال لالجتهاد العقلي في ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الوقاية من التخبط الفكري والعقدي‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬اإليمان بالرسل‬


‫معنى الرسل‪:‬‬
‫الرسول لغة‪ :‬مشتق من اإلرسال بمعنى التوجيه‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو عبد اصطفاه هللا بالوحي إليه‪ ،‬وأرسله إلى قوم كافرين‪ ،‬وقيل‪ :‬هو عبد أرسل إلى قوم مخالفين‪ ،‬يجدد لهم أمر‬
‫التوحيد‪.‬‬
‫معنى النبي‪:‬‬
‫النبي لغة‪ :‬مشتق من النبأ‪ ،‬وهو الخبر‪ ،‬وإنما سمي بذلك؛ ألنه مخبر‪ ،‬ومخبر‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬عبد اصطفاه هللا بالوحي إليه‪ ،‬وأمره بالعمل به‪.‬‬

‫الفرق بين الرسول والنبي‪:‬‬


‫‪ ‬ذهب بعضهم إلى أنه ال فرق‪ ،‬وهذا غير صحيح‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬وذهب بعضهم إلى أن‪:‬‬
‫الرسول‪ :‬هو من أوحي إليه بشرع‪ ،‬وأمر بتبليغه‪.‬‬
‫والنبي‪ :‬هو من أوحي إليه‪ ،‬ولم يؤمر بالبالغ‪.‬‬
‫وهذا بعيد ألمور‪:‬‬
‫‪ .1‬أن هللا نص على أنه أرسل األنبياء كما أرسل الرسل‪ ،‬واإلرسال يقتضي البالغ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ترك البالغ كتمان للوحي‪ ،‬وهللا ال ينزل وحيه ليكتم‪.‬‬
‫‪ .3‬قول النبي‪« :‬عرضت على األمم‪ ،‬فجعل يمر النبى معه الرجل‪ ،‬والنبى معه الرجالن‪ ،‬والنبى معه الرهط‪ ،‬والنبى ليس‬
‫معه أحد»‪ ،‬فدل هذا على أن األنبياء يبلغون دين هللا‪ ،‬وأنهم يتفاوتون في مدى االستجابة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬وذهب بعضهم إلى أن‪:‬‬
‫الرسول‪ :‬هو من أوحي إليه بشرع جديد‪ ،‬وأرسل إلى قوم كفار مكذبين‪.‬‬
‫والنبي‪ :‬هو المبعوث لتقرير شرع من قبله‪ ،‬وأرسل إلى قوم مؤمنين‪.‬‬
‫ولعل هذا هو األقرب‪.‬‬

‫منزلة اإليمان بالرسل‪:‬‬


‫ال يتم إيمان المسلم إال بهذا الركن‪ ،‬ومن كفر بواحد منهم فقد كفر باهلل وبجميع الرسل‪.‬‬

‫معنى اإليمان بالرسل‪:‬‬


‫التصديق الجازم بأن هللا بعث في كل أمة رسوال‪ ،‬يدعوهم إلى عبادة هللا وحده‪ ،‬والكفر بما يعبد من دونه‪ ،‬وأنهم جميعا‬
‫صادقون‪ ،‬قد بلغوا جميع ما أرسلهم هللا به‪.‬‬

‫ما يتضمنه اإليمان بالرسل‪:‬‬


‫‪ ‬اإليمان بأن رسالتهم حق من هللا‪ ،‬وأن الكفر بواحد منهم كفر بالجميع‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بأنهم جميعا جاؤوا بالدعوة إلى توحيد هللا‪ ،‬وإن اختلفت شرائعهم‪ ،‬فدينهم واحد وهو اإلسالم‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بأن الرسل معصومون في تحمل الرسالة وتبليغها‪.‬‬
‫‪ ‬اإليمان بأن الرسل يتفاضلون‪ ،‬وأن خاتمهم وأفضلهم نبينا محمد‪.‬‬

‫ثمرات اإليمان بالرسل‪:‬‬


‫‪ ‬العلم برحمة هللا وعنايته بعباده‪ ،‬حيث أرسل إليهم الرسل‪.‬‬
‫‪ ‬شكر هللا على هذه النعمة‪.‬‬
‫‪ ‬محبة الرسل وتعظيمهم والثناء عليهم‪.‬‬

‫الركن الخامس‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر‬


‫اليوم اآلخر‪ :‬هو يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للجزاء والحساب‪ ،‬وسمي بذلك ألنه ال يوم بعده‪.‬‬
‫‪ ‬وسمي اليوم اآلخر بالواقعة والحالقة والقارعة والرجفة والصاخة والفزع األكبر ويوم الحساب ويوم الدين‪.‬‬

‫معنى اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬


‫التصديق الجازم بوقوع هذا اليوم‪ ،‬فيؤمن بأن هللا يبعث الناس من القبور‪ ،‬ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم‪ ،‬حتى يستقر أهل‬
‫الجنة في منازلهم‪ ،‬وأهل النار في منازلهم‪.‬‬

‫ما يتضمنه اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬


‫يتضمن اإليمان بكل ما يكون بعد الموت‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ ‬فتنة القبر‪ :‬وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ونبيه ودينه‪ ،‬وعذاب القبر ونعيمه للروح والبدن جميعا‪.‬‬
‫‪ ‬البعث والحشر‪ :‬وهو إحياء الموتى من قبورهم‪ ،‬ثم يحشرون ويجمعون في مكان واحد‪.‬‬
‫‪ ‬الحساب والميزان‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫فيحاسب هللا الخالئق على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا‪ ،‬فمن كان من أهل التوحيد فحسابه يسير‪ ،‬ومن كان من أهل‬
‫الشرك فحسابه عسير‪.‬‬
‫وتوزن األعمال في ميزان عظيم حقيقي‪ ،‬فتوضع الحسنات في كفة‪ ،‬والسيئات في الكفة األخرى‪ ،‬فمن رجحت حسناته على‬
‫سيئاته فهو من أهل الجنة‪ ،‬ومن رجحت سيئاته على حسناته فهو من أهل النار‪.‬‬
‫‪ ‬الجنة والنار‪ :‬وأنهما مخلوقتان ال تفنيان‪ ،‬وأن هللا خلق لهما أهال‪ ،‬فمن شاء منهم إلى الجنة فبفضله‪ ،‬ومن شاء منهم إلى‬
‫النار فبعدله‪.‬‬

‫ثمرات اإليمان باليوم اآلخر‪:‬‬


‫‪ ‬الحرص على طاعة هللا رغبة في ثواب ذلك اليوم‪ ،‬والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬تسلية المؤمن عما يفوته في الدنيا‪ ،‬وكل ما يصيبه من بالء فيها‪ ،‬فأجره في ذلك اليوم أعظم‪.‬‬
‫‪ ‬استشعار كمال عدل هللا‪ ،‬حيث يجازي كال بعمله مع رحمته بعباده‪.‬‬
‫‪ ‬ازدياد الخوف من هللا‪ ،‬إذ لو لم يوجد حساب وعقاب لخربت الدنيا‪ ،‬ولم يخش أحد من أي عاقبة‪.‬‬

‫الركن التادس‪ :‬اإليمان بالقضاء والقدر‬


‫معنى القضاء والقدر‪:‬‬
‫القضاء لغة‪ :‬هو إحكام الشيء وإتمام األمر‪.‬‬
‫القدر لغة‪ :‬هو اإلحاطة بمقادير األمور‪ ،‬أي‪ :‬التقدير‪ ،‬قدرت الشيء أقدره قدرا‪ ،‬أي‪ :‬أحطت بمقداره‪.‬‬
‫القضاء والقدر شرعا‪:‬‬
‫‪ ‬منهم من قال‪ :‬إنهما بمعنى واحد‪ ،‬وهو‪ :‬تقدير هللا للكائنات حسبما سبق به علمه‪ ،‬واقتضته حكمته‪.‬‬
‫‪ ‬وقال بعضهم‪ :‬بينهما فرق‪:‬‬
‫فالقدر‪ :‬هو الحكم الكلي اإلجمالي في األزل‪.‬‬
‫والقضاء‪ :‬هو جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله ووقوعه‪.‬‬
‫فيقدر هللا أن يكون الشيء المعين في وقته‪ ،‬فإذا جاء الوقت ووقع ومضى فهذا قضاء‪.‬‬
‫وهذا القول الراجح‪.‬‬

‫حكم اإليمان بالقضاء والقدر‪:‬‬


‫من أنكر القدر فقد كفر باهلل‪ ،‬وخرج من ملة اإلسالم‪.‬‬

‫كانت العرب في الجاهلية تعرف القدر خيره وشره‪ ،‬وال تنكره‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مراتب اإليمان بالقدر‪:‬‬


‫اإليمان بالقدر ال يتم حتى تؤمن بأربع مراتب‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬مرتبة العلم‪ :‬وهي اإليمان بعلم هللا المحيط بكل شيء‪ ،‬وأن هللا علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم‪ ،‬وعلم ما هم عاملون‪.‬‬
‫‪ .2‬مرتبة الكتابة‪ :‬وهي اإليمان بأن هللا كتب مقادير جميع الخالئق في اللوح المحفوظ‪.‬‬
‫‪ .3‬مرتبة اإلرادة والمشيئة‪ :‬وهي اإليمان بأن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة هللا‪ ،‬فال يخرج عن إرادته شيء‪.‬‬
‫‪ .4‬مرتبة الخلق‪ :‬وهي اإليمان بأن هللا خالق كل شيء‪ ،‬فال يقع في هذا الكون شيء إال وهو خالقه‪.‬‬

‫مسائل‪:‬‬
‫للعبد مشيئة واختيار‪ ،‬ومشيئته وقدرته غير خارجة عن مشيئة هللا وقدرته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يجوز في قضايا القدر اآلتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬الخوض فيه بالباطل‪ ،‬بال علم وال دليل‪.‬‬
‫‪ o‬االعتماد في معرفته على العقل البشري القاصر‪ ،‬بعيدا عن هدي القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪ o‬البحث عن الجانب الخفي فيه‪ ،‬الذي هو سر هللا في خلقه‪.‬‬
‫‪ o‬األسئلة االعتراضية التي ال ينبغي أن يسأل عنها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ثمرات اإليمان بالقدر‪:‬‬
‫‪ ‬االعتماد على هللا عند فعل األسباب‪ ،‬بحيث ال يعتمد على السبب نفسه؛ ألن كل شيء بقدره‪.‬‬
‫‪ ‬أال يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده؛ ألن حصوله نعمة من هللا‪ ،‬وإعجابه ينسيه شكر هذه النعمة‪.‬‬
‫‪ ‬الطمأنينة بما يجري عليه من أقدار هللا‪.‬‬

‫حواقض التوحيد وحواقص ‪ :‬الكفر والشرك وأحواعهما‬


‫تعريف الكفر‪:‬‬
‫الكفر لغة‪ :‬هو التغطية والستر‪ ،‬وكل شيء غطى شيء فقد كفره‪.‬‬
‫ومنه تسمية الكفارات؛ ألنها تستر الذنوب‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬عدم اإليمان باهلل ورسله‪ ،‬سواء كان معه تكذيب‪ ،‬أو لم يكن‪ ،‬بل شك وريب‪ ،‬أو إعراض عن هذا كله؛ حسدا أو‬
‫كبرا‪ ،‬أو اتباعا لبعض األهواء الصارفة عن اتباع الرسالة‪.‬‬
‫ووجه العالقة بين المعنيين أن الكافر قد غطى الكفر قلبه عن اإليمان‪.‬‬

‫أنواع الكفر‪:‬‬
‫الكفر نوعان‪:‬‬
‫األول‪ :‬كفر أكبر يخرج من الملة‪ ،‬ويخلد صاحبه في النار‪.‬‬
‫وهو خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬كفر التكذيب‪ :‬وهو اعتقاد كذب الرسل‪ ،‬أو إنكار شيء من أصول الدين‪ ،‬أو أحكامه‪ ،‬أو أخباره الثابتة ثبوتا قطعيا‬
‫معلوما من الدين بالضرورة‪.‬‬
‫‪ .2‬كفر اإلباء واالستكبار مع التصديق‪ :‬وذلك بأن يكون عالما بصدق الرسول‪ ،‬لكن ال يذعن ألمره‪ ،‬استكبارا وعنادا‪.‬‬
‫‪ .3‬كفر الشك‪ :‬وهو التردد وعدم الجزم بصدق الرسل‪.‬‬
‫‪ .4‬كفر اإلعراض الكلي عن الدين‪ :‬وذلك بأن يعرض بسمعه وقلبه وعلمه عما جاء به الرسول‪.‬‬
‫‪ .5‬كفر النفاق‪ :‬والمراد النفاق االعتقادي‪ ،‬بأن يظهر اإليمان ويبطن الكفر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬كفر أصغر‪ ،‬ويطلق على الذنوب التي سماها الشرع كفرا‪ ،‬لكن لم يحكم على أصحابها بالخروج من الملة‪.‬‬
‫مثل‪ :‬كفر النعمة‪ ،‬وقتال المسلم‪ ،‬والطعن في األنساب‪ ،‬والنياحة على الميت‪ ،‬وانتساب الولد إلى غير أبيه مع علمه به‪.‬‬

‫الفروق بين الكفر األكبر والكفر األصغر‪:‬‬


‫‪ ‬الكفر األكبر يخرج من الملة‪ ،‬ويحبط األعمال‪ ،‬والكفر األصغر ال يخرج من الملة‪ ،‬وال يحبط األعمال‪ ،‬لكن ينقصها‬
‫بحسبه‪.‬‬
‫‪ ‬الكفر األكبر يخلد صاحبه في النار‪ ،‬والكفر األصغر يعرض صاحبه للوعيد‪ ،‬فهو تحت مشيئة هللا‪ :‬إن شاء عذبه‪ ،‬وإن‬
‫شاء غفر له‪ ،‬ولو عذبه في النار لم يخلد فيها‪.‬‬
‫‪ ‬الكفر األكبر يبيح الدم والمال‪ ،‬والكفر األصغر ال يبيح الدم وال المال‪.‬‬
‫‪ ‬الكفر األكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه والمؤمنين‪ ،‬ولو كان أقرب األقربين‪ ،‬وأما الكفر األصغر فإنه ال‬
‫يمنع المواالة مطلقا‪.‬‬

‫‪ ‬هل السحر كفر؟‬


‫السحر نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬عقد ورقى‪ ،‬أي‪ :‬قراءات وطالسم‪ ،‬يتوصل بها الساحر إلى إشراك الشياطين فيما يريد لضرر المسحور‪.‬‬
‫وهذا كفر أكبر مخرج من الملة‪.‬‬
‫‪ .2‬أدوية وعقاقير‪ ،‬تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله‪.‬‬
‫وهذا ال يكفر‪ ،‬لكنه عاص‪.‬‬

‫تعريف الشرك‪:‬‬
‫الشرك لغة‪ :‬اسم للشيء الذي يكون بين أكثر من واحد‪ ،‬بحيث ال ينفرد به أحدهم‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫واصطالحا‪ :‬جعل شريك هلل في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته‪ ،‬بحيث يكون ندا هلل في خصائصه وما يستحقه سبحانه‬
‫من العبادة‪.‬‬

‫أنواع الشرك‪:‬‬
‫الشرك نوعان‪:‬‬
‫األول‪ :‬شرك أكبر يخرج من الملة‪ ،‬ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه‪.‬‬
‫وهو أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪ .1‬شرك الدعاء‪ :‬أي‪ :‬دعاء غير هللا‪.‬‬
‫والدعاء نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬دعاء عبادة‪ :‬وهو التقرب إلى هللا بأنواع العبادات‪.‬‬
‫‪ .2‬دعاء مسألة‪ :‬وهو طلب ما ينفع الداعي‪ ،‬وكشف ما يضره‪.‬‬
‫‪ ‬وضابط ما يجوز وما ال يجوز من من سؤال غير هللا أن من سأل غير هللا ما ال يقدر عليه إال هللا فقد أشرك‪.‬‬
‫‪ ‬وأما سؤال الميت فهو شرك مطلقا‪ ،‬سواء يقدر عليه الحي أو ال يقدر‪.‬‬
‫‪ ‬ومثل ذلك االستعانة‪ ،‬فمن استعان بغير هللا فيما ال يقدر عليه غير هللا فقد أشرك‪.‬‬
‫شرك النية واإلرادة والقصد‪ :‬وذلك بأن ينوي بأعماله الدنيا أو الرياء أو السمعة‪ ،‬إرادة كلية كأهل النفاق الخلص‪ ،‬ولم‬ ‫‪.2‬‬
‫يقصد هللا بها أصال‪.‬‬
‫شرك الطاعة‪ :‬فمن اعتقد أن غير هللا له حق التشريع والتحليل والتحريم فقد أشرك‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫شرك المحبة‪ :‬والمراد محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع‪ ،‬التي ال تنبغي إال هلل‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ومن صور الشرك األكبر‪:‬‬


‫‪ ‬الذبح لغير هللا‪ ،‬وأن يسمى غير هللا على الذبائح‪.‬‬
‫‪ ‬ولحم ما ذبح لغير هللا حرام‪ ،‬ال يحل أكله‪.‬‬
‫‪ ‬النذر لغير هللا‪.‬‬
‫‪ ‬وهو «أعظم من شرك الحلف بغير هللا‪ ،‬وهو كالسجود لغير هللا»‪.‬‬
‫‪ ‬الغلو في الصالحين واألولياء واألنبياء وغيرهم‪ ،‬وصرف شيء من العبادة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ علي وأئمة آل البيت من بعده أربابا من دون هللا‪.‬‬
‫‪ ‬مجاوزة الحد في المشايخ‪ ،‬وجعلهم أربابا وآلهة من دون هللا‪.‬‬

‫سد الذرائع الموصلة للشرك‪:‬‬


‫‪ ‬النهي عن تعظيم القبور واألضرحة والتبرك بها‪:‬‬
‫‪ o‬لعن رسول هللا الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا‪.‬‬
‫‪ o‬وأمر بتسوية القبور‪ ،‬ونهى عن رفعها وتجصيصها والبناء عليها‪.‬‬
‫‪ o‬ونهى عن الصالة وشد الرحال إليها والعقر عندها‪.‬‬
‫‪« ‬ويجب هدم كل مسجد بني على قبر كائنا من كان الميت‪ ،‬فإن ذلك من أكبر أسباب عبادة األوثان»‪.‬‬
‫‪ ‬النهي عن الصالة عند طلوع الشمس وعند غروبها‪.‬‬
‫‪ « ‬وكان من حكمة ذلك أنهما وقت سجود المشركين للشمس‪ ،‬وكان النهي عن الصالة هلل في ذلك الوقت سدا لذريعة‬
‫المشابهة الظاهرة»‪.‬‬
‫‪ ‬النهي عن الرقية الغير موافقة للشرع‪:‬‬
‫فال يجوز منها ما كان بالشرك أو باالستعانة بالمشعوذين أو السحار أو الكهنة‪ ،‬أو بطالسم ونحوه‪.‬‬
‫وشروط الرقية الجائزة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون بكالم هللا أو بأسمائه وصفاته‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يعتقد أن الرقية ال تؤثر بذاتها بل باهلل‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬شرك أصغر ال ينقض التوحيد بالكلية ولكن ينقصه ويضعفه‪ ،‬وهو كل ما كان ذريعة إلى األكبر ووسيلة للوقوع فيه‬
‫ونهى عنه الشرع وسماه شركا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫وهو قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬الظاهر‪ :‬وهو قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬األقوال (شرك لفظي)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ o‬الحلف بغير هللا‪:‬‬
‫‪ ‬الحلف بغير هللا شرك‪ ،‬والحلف باهلل كذبا كبيرة من الكبائر‪ ،‬ومعلوم أن الشرك أعظم من الكبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬وكفارة ذلك أن تقول‪« :‬ال إله إال هللا»‪.‬‬
‫‪ ‬أما إن اعتقد الحالف أن المحلوف به له تعظيم في نفسه‪ ،‬كتعظيم هللا أو أشد‪ ،‬ففي تلك الحال يكون شركا أكبر‪.‬‬
‫‪ o‬قول‪ :‬ما شاء هللا وشئت‪ ،‬أو شاءت األقدار‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬والصحيح أن نقول‪ :‬ما شاء هللا ثم شاء فالن‪.‬‬
‫األفعال‪ ،‬وهو ما كان بالجوارح‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ o‬تعليق التمائم والتولة‪:‬‬
‫فالتميمة‪ :‬شيء من خرز أو جلد أو خيط أو صوف‪ ،‬يعلق على األوالد أو البيوت أو السيارات؛ لدفع الضرر أو العين عنها‪.‬‬
‫والتولة‪ :‬شيء يصنعه بعض النساء؛ يتحببن به ألزواجهن‪.‬‬
‫‪ ‬وهو شرك أصغر إذا اعتقد أن هذا مجرد سبب لدفع العين أو عموم الضرر‪.‬‬
‫‪ ‬أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البالء بنفسها فهذا شرك أكبر‪.‬‬
‫‪ o‬التشاؤم‪:‬‬
‫وهو توهم حصول المكروه بمرئي أو معلوم أو مسموع‪.‬‬
‫‪ ‬وكفارة ذلك أن تقول‪« :‬اللهم ال خير إال خيرك‪ ،‬وال طير إال طيرك‪ ،‬وال إله غيرك»‪.‬‬
‫‪ ‬وهو شرك أصغر إذا اعتقد في المتطير به أنه مجرد سبب لحصول الشر‪.‬‬
‫‪ ‬أما إن اعتقد تأثيره بنفسه في حصول الشر فهذا شرك أكبر‪.‬‬
‫‪ o‬إتيان الكهان والعرافين ونحوهم‪:‬‬
‫فالكاهن‪ :‬الذي يدعي معرفة المستقبل‪.‬‬
‫والعراف‪ :‬الذي يدعي معرفة الماضي‪.‬‬
‫والمنجم‪ :‬الذي يستدل باألحوال الفلكية على الحوادث األرضية‪.‬‬
‫والدجل يشمل ذلك كله‪.‬‬
‫‪ ‬ويدخل في ذلك قراءة الكف والنظر في الفنجال والرمال‪ ،‬سواء كان مباشرة أم عن طريق التلفاز أو الهاتف‪.‬‬
‫فمن جاء هؤالء ال يخلو من ثالث أحوال‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يسأله واليصدقه‪ ،‬وهذا ال تقبل صالته أربعين يوما‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يسأله ويصدقه‪ ،‬وهذا كفر أكبر‪.‬‬
‫‪ ‬أما إن اعتقد أنه يعلم الغيب المطلق‪ ،‬فهذا شأنه أعظم وأخطر‪.‬‬
‫أن يسأله ليبين حاله للناس أو لينكر عليه فعله‪ ،‬فهذا مشروع مأجور صاحبه‪ ،‬بل قد يكون واجبا عليه إن كان في‬ ‫‪.3‬‬
‫مقدوره‪.‬‬
‫الباطن‪ :‬وهو في اإلرادات والنيات والمقاصد‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .1‬الرياء‪ :‬كأن يعمل اإلنسان عمال مما يتقرب به إلى هللا؛ يريد به ثناء الناس عليه‪.‬‬
‫‪ ‬والفرق بين الرياء والسمعة‪ :‬أن الرياء لما يرى من العمل كالصالة‪ ،‬والسمعة لما يسمع كالذكر‪.‬‬
‫إرادة اإلنسان بعمله الدنيا‪ :‬وهو وإرادته بالعمل الذي يبتغى به وجه هللا عرضا من مطامع الدنيا‪ ،‬كالمال أو المنصب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ ‬وينقلب الشرك األصغر غلى شرك أكبر في حالتين‪:‬‬


‫‪ .1‬إذا صحبه اعتقاد قلبي‪ ،‬وهو تعظيمه لغير هللا كتعظيمه هلل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون في أصل اإليمان‪ ،‬أو أن يكثر حتى يغلب على العبد‪.‬‬

‫الفرق بين الكفر والشرك‪:‬‬


‫أما من حيث المآل فال فرق بين الكافر والمشرك شركا أكبر‪ ،‬فكالهما خالد في النار‪.‬‬
‫لكن اصطلح العلماء على أن‪:‬‬
‫‪ ‬من صرف لغير هللا ما يجب هلل‪ ،‬أو صرفه هلل وغيره‪ ،‬فهو المشرك‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أتى مناقضا لإليمان‪ ،‬أو جحد شيئا مما استقر في الشريعة وعلم من الدين بالضرورة‪ ،‬فهو الكافر‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫وفي الجملة فالكفر أعم من الشرك‪ ،‬فكل مشرك كافر وال العكس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التوسل وأقتام‬
‫معنى التوسل‪:‬‬
‫التوسل لغة‪ :‬التقرب إلى المطلوب‪ ،‬والتوصل إليه برغبة‪ ،‬والواسل‪ :‬الراغب‪ ،‬والوسيلة‪ :‬القربة والواسطة‪.‬‬
‫وفي الشرع‪ :‬التقرب إلى هللا بطاعته والعمل بما يرضيه‪.‬‬

‫أقسام التوسل‪:‬‬
‫‪ .1‬توسل مشروع‪:‬‬
‫وهو أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬التوسل إلى هللا بأسمائه وصفاته‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل إلى هللا باإليمان واألعمال الصالحة التي قام بها المتوسل‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل إلى هللا بتوحيده‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل إلى هللا بإظهار الضعف والحاجة واالفتقار إليه‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل إلى هللا بدعاء الصالحين األحياء‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل إلى هللا باإلقرار بالذنب‪.‬‬
‫توسل ممنوع‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وهو التوسل إلى هللا بما لم يثبت أنه وسيلة في الكتاب وال في السنة‪.‬‬
‫‪ ‬واألصل في التوسل التوقيف والمنع حتى يقوم الدليل على المشروعية‪ ،‬فال يتوسل إال بما يوافق الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وهو أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬التوسل بالدعاء وطلب الشفاعة من األموات‪:‬‬
‫‪ ‬ألنه من الوسائل المفضية إلى الشرك‪ ،‬وقد يصل به الحال إلى الشرك األكبر؛ لشدة التعلق بالميت‪.‬‬
‫‪ ‬ولو كان هذا جائزا لما عدل الصحابة عن التوسل بالنبي بعد موته إلى االستشفاع بعمه العباس‪.‬‬
‫‪« ‬ومذهب األئمة األربعة وغيرهم من أئمة اإلسالم أن الرجل إذا سلم على النبي وأراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل‬
‫القبلة»‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل بجاه النبي‪:‬‬
‫‪ ‬ألنه توسل بعمل الغير؛ ذلك أن المنزلة والجاه إنما اكتسبه اإلنسان بعمله‪.‬‬
‫‪ ‬ولو كان هذا مشروعا لكان أسرع الناس إليه الصحابة‪ ،‬أعلم الناس بجاه النبي‪.‬‬
‫‪ ‬التوسل بذات المخلوقين‪:‬‬
‫‪ ‬ألنه ذريعة إلى الشرك‪ ،‬وقد يصل إلى الشرك األكبر إن اعتقد في المتوسل به شيئا من النفع أو الضر دون هللا‪.‬‬
‫‪ ‬وألن السؤال بحق فالن يتضمن أن للمخلوق حقا على الخالق‪ ،‬وليس على هللا حق إال ما أحقه على نفسه‪.‬‬

‫اإللحاد المياصر‬
‫اإللحاد ‪-‬بمعنى إنكار الخالق‪ -‬شذوذ في الفطرة‪ ،‬ال يصاب به إنسان سوي‪ ،‬فضال عن أمة سوية‪.‬‬
‫ولم يكن اإللحاد ظاهرة عامة في أي عصر من العصور‪ ،‬وإنما كان الملحدون أفردا شاذين‪.‬‬
‫‪ ‬فاألمم في العصور الغابرة كان كفرها محصورا في أمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬الشرك باهلل وعبادة غيره معه‪.‬‬
‫‪ .2‬الجهل باهلل وبما يليق به وما ال يليق به من الصفات‪.‬‬
‫كل هذا مع اإلقرار بوجود رب خالق رازق يدبر األمر‪.‬‬

‫تعريف اإللحاد‪:‬‬
‫اإللحاد في اللغة‪ :‬الميل عن القصد‪ ،‬يقال‪ :‬ألحد الرجل‪ ،‬إذ مال عن طريق الحق واإليمانن وسمي اللحد بذلك؛ ألنه مائل في أحد‬
‫جانبي القبر‪.‬‬
‫واإللحاد في الشرع كذلك‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫اإللحاد في المفهوم المعاصر‪ :‬مذهب فلسفي‪ ،‬يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود هللا الخالق‪.‬‬

‫أسباب ظهور اإللحاد‪:‬‬


‫‪ ‬أن أوربا لم تعتقد اإليمان الصحيح والدين الحق‪:‬‬
‫فالدين الذي ألحدت عنه ليس هو دين هللا‪ ،‬وإنما هو النصرانية وهي دين مملوء بالخرافات التي ال يقبلها العقل السليم والفطرة‬
‫القويمة‪ ،‬فقد كان مفروضا على النصراني أن يؤمن بها بال اعتراض وال تفكير‪.‬‬
‫‪ ‬وال شك أن الخروج من هذا الدين المنحرف أمر يوجبه التفكير السليم‪ ،‬ولكن القضية في البديل‪ ،‬فليس البديل هو‬
‫اإللحاد‪ ،‬وإنما اإليمان بالدين الصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬طغيان رجال الكنيسة‪:‬‬
‫فقد جعلوا أنفسهم أربابا للنصارى‪ ،‬يشرعون لهم ما يشاؤون‪ ،‬ويتحكمون فيهم بتوسطهم بينهم وبين هللا‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الكشوف والبحوث العلمية‪:‬‬
‫فقد قامت معركة كبرى بين العلماء وبين رجال الكنيسة‪ ،‬ألمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬أن المنهج العلمي منقول عن المسلمين‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يصادم ما أدخلوه في الكتب المقدسة من معلومات باطلة عن الكون والتاريخ‪.‬‬
‫ولكن بعض أنصار العلم هاجموا الدين كله‪ ،‬بما في ذلك دين اإلسالم‪.‬‬

‫أهم األفكار والمعتقدات‪:‬‬


‫‪ ‬إنكار وجود هللا‪.‬‬
‫‪ ‬أن الكون وجد صدفة بال خالق‪ ،‬وال توجد حياة بعد الموت‪.‬‬
‫‪ ‬أن المادة أزلية أبدية‪ ،‬لم تسبق بعدم‪ ،‬وهي الخالق والمخلوق في الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬عدم االعتراف بالمفاهيم األخالقية وال باألهداف السامية وال بالروح‪.‬‬

‫أنواع الملحدين‪:‬‬
‫‪ ‬من ينفي وجود الخالق بالكلية‪.‬‬
‫‪ ‬من يعتبر أن اإليمان باإلله عبارة عن خرافة‪.‬‬
‫‪ ‬من يقول‪ :‬ال ندري يوجد خالق أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬من يقول يوجد خالق للكون‪ ،‬ولكنه فنى بعد أن خلق الخلق‪.‬‬
‫‪ ‬من يقول بوجود اإلله ولكن ليس له عالقة بحياة الناس‪ ،‬ويرفض بشكل بات تدخل هللا في حياتهم‪.‬‬
‫وهي العلمانية‪ ،‬وهي مما يدخل في اإللحاد‪ ،‬وهذا النوع هو األخطر لشدة التباسه على الناس‪ ،‬فيقع فيه كثير من الجهالء‪.‬‬
‫‪ ‬أكبر أنواع اإللحاد هو اإللحاد النفعي‪ ،‬فيلج الشخص فيه ظنا منه أنه سيتخلص من القيود إلى حياة عبثية بال رقيب وال‬
‫حسيب‪ ،‬وبذلك يفعل ما يشاء دون كبت الدين واإلحساس بذل المعصية‪ ،‬ومع ذلك فإن أكبر نسب المنتحرين هي من‬
‫أهل اإللحاد‪.‬‬

‫أهم مرتكزات اإللحاد‪:‬‬


‫يرتكز الفكر اإللحادي على ركيزة أساسية‪ ،‬وهي‪ :‬النظريات العلمية التجريبية‪ ،‬زعموا أنها تؤيد عدم وجود الخالق‪.‬‬
‫وهذه النظريات قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬نظريات صحيحة في نفسها لكنها ال تدل على عدم وجود اإلله كما زعموا‪ ،‬بل بالعكس‪.‬‬
‫منها‪ :‬نظرية التفسير الميكانيكي للكون‪:‬‬
‫يقولون‪« :‬إنه من الممكن تفسير ظواهر الطبيعة بربط بعضها ببعض‪ ،‬دون حاجة إلى تدخل قوى خارجية عنها»‪.‬‬
‫وهذا االرتباط صحيح بال شك‪ ،‬ولكنه يدل قطعا على وجود الخالق‪ ،‬وال تدل على العكس‪.‬‬
‫‪ « ‬البعرة تدل على البعير‪ ،‬وآثار الخطى تدل على المسير‪ ،‬فسماء ذات أبراج‪ ،‬وأرض ذات فجاج‪ ،‬كيف ال تدل على‬
‫العلي الكبير»‪.‬‬
‫نظريات باطلة‪ ،‬منها‪ :‬نظرية التطور لداروين‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التي تقوم على قانون االنتقاء الطبيعي وبقاء األنسب‪.‬‬
‫وهي نظرية قاصرة‪ ،‬فهي لم تفسر جميع ظواهر الحياة‪ ،‬فهي ال تقدم تفسيرا ألصل الحشرات‪ ،‬وهل تطورت أم بقيت على ما‬
‫هي عليه‪ ،‬ولم لم يجر عليها قانون التطور‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫وكيف انتقلت الحياة فجأة من خلية جامدة إلى كائنات حية لها إحساس وعقل‪.‬‬
‫ولو كان ذلك صحيحا ألدى التطور إلى أن تصبح الذرة جمَال أو فيال ضخما‪ ،‬فمالذي يمنعها وقانون التطور يجيز لها ذلك‪.‬‬

‫أهم شبه المالحدة في نفي وجود هللا والرد عليها‪:‬‬


‫‪ .1‬إذا كان لكل موجود موجد‪ ،‬ولكل مخلوق خالق‪ ،‬فمن خلق هللا؟‬
‫‪ ‬إن إيراد هذا السؤال خطأ ابتداء؛ ألنه يفضي إلى التسلسل؛ فإننا إذا أجبنا عليه بالقول‪ :‬إنه كذا‪ ،‬فسيرد نفس السؤال‬
‫على اآلخر‪ ،‬فيقال‪ :‬من خلق اآلخر؟ وهكذا يستمر إلى ما ال نهاية‪ ،‬ونصل إلى خالق غير مخلوق‪.‬‬
‫ما عجزت العقول عن إدراكه وتصوره‪ ،‬فهذا دليل على عدم وجوده‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬لو كان ذلك صحيحا للزم أن تنكر العقول كثيرا من أسرار هذا الكون لعجزها عن معرفة حقيقتها‪.‬‬
‫فقد وقف العلماء عاجزين عن معرفة حقيقة المواد التي بين أيديهم‪ ،‬فهل يدل ذلك على أنها عدم؟‬
‫وإذا كان هذا الشأن في معرفة أقرب األشياء من اإلنسان‪ ،‬فهل يطمع أن يصل بعقله إلى معرفة حقيقة هللا؟‬
‫وهل يطمع اإلنسان الذي ال يعرف كيف يدرك أن يدرك حقيقة هللا؟‬

‫سبل الوقاية من اإللحاد‪:‬‬


‫‪ ‬تالوة القرآن وتدبره‪ ،‬ففيه آيات كثيرة تدل على وجود الخالق ووحدانيته وقدرته‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على ما يرسخ اإليمان ويثبته‪ ،‬مثل الدعاء وذكر هللا‪.‬‬
‫‪ ‬غرس العقيدة الصحيحة في نفوس جميع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬مقاطعة البرامج والقنوات والمواقع اإللحادية‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫‪31‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مادة التفتير‬

‫سورة االحشقاق‬
‫ما ورد في شأنها‪:‬‬
‫عن أبي رافع قال‪« :‬صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ‪( :‬إذا السماء انشقت) فسجد‪ ،‬فقلت له‪ ،‬فقال‪ :‬سجدت خلف أبي القاسم فال‬
‫أزال أسجد بها حتى ألقاه»‪.‬‬

‫التفسير‪:‬‬
‫(إذا السماء انشقت)‪ :‬أي‪ :‬إذا السماء تصدعت وتقطعت فكانت أبوابا‪.‬‬
‫(وأذنت لربها وحقت)‪ :‬أي‪ :‬سمعت أمر ربها باالنشقاق وأطاعته‪ ،‬وحق لها أن تطيع؛ ألن الذي أمرها هو هللا‪ ،‬واألذن‪:‬‬
‫االستماع‪.‬‬
‫‪« ‬ما أذن هللا لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن»‪ :‬أي‪ :‬ما استمع هللا لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن‪.‬‬
‫‪ ‬وحق فالن بكذا‪ ،‬أي‪ :‬توجه عليه حق‪.‬‬
‫(وإذا األرض مدت)‪ :‬أي‪ :‬بسطت وفرشت ووسعت‪ ،‬حتى صارت تسع أهل الموقف على كثرتهم‪ ،‬ويزال ما عليها من جبال‬
‫ونحوه‪.‬‬
‫(وألقت ما فيها وتخلت)‪ :‬أي‪ :‬ألقت ما في بطنها من الموتى والكنوز وغيره إلى ظهرها‪ ،‬وتخلت منهم‪ ،‬فلم يبق مما في باطنها‬
‫شيء‪.‬‬
‫(يا أيها اإلنسان إنك كادح إلى ربك كدحا)‪ :‬أي‪ :‬ساع إلى ربك سعيا‪ ،‬بجد ومشقة‪ ،‬سعيا يوصلك إلى ربك‪ ،‬والكدح‪ :‬عمل‬
‫اإلنسان وجهده في األمر من الخير والشر حتى يكدح ويؤثر ذلك فيه (فمالقيه)‪ :‬أي‪ :‬مالق ربك ال مفر لك من لقائه‪ ،‬أو مالق‬
‫جزاء عملك خيرا كان أو شرا‪.‬‬
‫(فأما من أوتي كتابه بيمينه)‪ :‬أي‪ :‬أوتي ديوان أعماله بيده اليمنى‪ ،‬والكتاب‪ :‬هو صحيفة األعمال وديوانها‪.‬‬
‫(فسوف يحاسب حسابا يسيرا)‪ :‬أي‪ :‬يعرف ذنوبه‪ ،‬ثم يتجاوز له عنها‪.‬‬
‫(وينقلب إلى أهله)‪ :‬أي‪ :‬يعني في الجنة من الحور العين واآلدميات‪ ،‬واالنقالب‪ :‬الرجوع إلى المكان الذي جيء منه (مسرورا)‬
‫ألنه نجا من العذاب وبما أوتي من الخير‪.‬‬

‫(وأما من أوتي كتابه وراء ظهره)‪ :‬فتغل يده اليمنى إلى عنقه‪ ،‬وتجعل يده الشمال وراء ظهره‪ ،‬فيؤتى كتابه بشماله من وراء‬
‫ظهره‪ ،‬إشارة إلى أنه قد ولى ظهره كتاب هللا‪.‬‬
‫(فسوف يدعو ثبورا)‪ :‬أي‪ :‬ينادي بالويل والهالك إذا قرأ كتابه‪ ،‬فيقول‪ :‬يا وياله يا ثبوراه‪ ،‬ونحوه‪.‬‬
‫(ويصلى سعيرا)‪ :‬أي‪ :‬ويدخل النار حتى يصلى حرها‪.‬‬
‫(إنه كان في أهله مسرورا)‪ :‬أي‪ :‬في الدنيا‪ ،‬فلم يخطر البعث على باله‪ ،‬وقد أساء‪.‬‬
‫(إنه ظن أن لن يحور)‪ :‬أي‪ :‬ظن أن لن يرجع حيا مبعوثا‪ ،‬فيحاسب‪ ،‬ثم يثاب أو يعاقب‪ ،‬والحور‪ :‬الرجوع‪.‬‬
‫‪« ‬اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور»‪ :‬أي‪ :‬الرجوع إلى النقصان بعد االكتمال‪.‬‬
‫(بلى)‪ :‬أي‪ :‬ليس األمر كما ظن‪ ،‬بل سيرجع إلينا‪( ،‬إن ربه كان به بصيرا) قبل أن يخلقه‪ ،‬عالما بأن مرجعه إليه‪ ،‬وعالما بما‬
‫سبق له من الشقاء والسعادة‪.‬‬
‫(فال أقسم)‪ :‬أي‪ :‬فأقسم‪ ،‬و(ال) هنا جيء بها للتنبيه والتأكيد‪( ،‬بالشفق)‪ :‬أي‪ :‬الحمرة التي تكون عند غروب الشمس‪.‬‬
‫(والليل وما وسق)‪ :‬أي‪ :‬وما جمع وضم ما كان بالنهار منتشرا من الدواب‪.‬‬
‫(والقمر إذا اتسق)‪ :‬أي‪ :‬اجتمع وتكامل وتم بدرا‪.‬‬
‫(لتركبن طبقا عن طبق)‪ :‬هذا هو المقسم عليه‪ ،‬أي‪ :‬لتركبن أحواال وأطوار متتغيرة متباينة‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا يشمل أحوال الزمان‪ ،‬وأحوال المكان‪ ،‬وأحوال األبدان‪ ،‬وأحوال القلوب‪.‬‬
‫(فما لهم ال يؤمنون)‪ :‬أي‪ :‬أي شيء يمنعهم من اإليمان؟‬
‫(وإذا قرئ عليهم القرآن ال يسجدون)‪ :‬أي‪ :‬ال يخضعون هلل‪.‬‬
‫‪ ‬استدل البعض بهذه اآلية على وجوب سجود التالوة‪ ،‬والصحيح‪ :‬أنه ليس بواجب بل سنة مؤكدة‪.‬‬
‫(بل الذين كفروا يكذبون)‪ :‬أي‪ :‬يعاندون الحق بعد ما تبين لهم‪.‬‬
‫(وهللا أعلم بما يوعون)‪ :‬أي‪ :‬بما يضمرونه في أنفسهم من التكذيب‪.‬‬
‫(فبشرهم بعذاب أليم)‪ :‬أي‪ :‬أخبرهم بعذاب شديد اإليالم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬وسميت البشارة بهذا؛ ألنها تؤثر في البشرة سرورا أو غما‪.‬‬
‫(إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون)‪ :‬أي‪ :‬لهم أجر غير مقطوع‪ ،‬بل دائم‪.‬‬
‫‪ ‬فيه استثناء منقطع‪ ،‬بأن يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه‪ ،‬فالذين آمنوا وعملوا الصالحات ليسوا داخلين‬
‫ابتداء في المبشرين بالعذاب حتى يستثنوا منهم! ولكن التعبير على هذا النحو أشد إثارة لالنتباه إلى األمر المستثنى‪.‬‬

‫سورة البروج‬
‫ما ورد في شأنها‪:‬‬
‫عن أبي هريرة أن رسول هللا كان يقرأ في العشاء اآلخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق‪.‬‬

‫التفسير‪:‬‬
‫(والسماء ذات البروج)‪ :‬البروج‪ :‬هي منازل الشمس والقمر‪ ،‬وقيل‪ :‬النجوم العظام والكواكب المنتظمة في سيرها على أكمل‬
‫ترتيب ونظام‪.‬‬
‫‪ ‬وبرج‪ :‬أي‪ :‬ظهر‪ ،‬ومنه تبرج المرأة‪ ،‬وسميت البروج بذلك؛ لعلوها وارتفاعها وظهورها وبيانها‪.‬‬
‫‪ ‬في افتتاح السورة بالقسم تشويق إلى ما يرد بعده‪ ،‬وإشعار بأهمية المقسم عليه‪ ،‬وهو مع ذلك يلفت السامعين إلى‬
‫األمور المقسم بها‪.‬‬
‫(واليوم الموعود)‪ :‬وهو يوم القيامة‪.‬‬
‫(وشاهد ومشهود)‪ :‬ذكر فيها عدة أقوال يجمعها أن هللا أقسم بكل شاهد وبكل مشهود‪.‬‬
‫‪ ‬والشهود كثير‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫‪ ‬محمد رسول هللا‪.‬‬
‫‪ ‬أمة محمد‪.‬‬
‫‪ ‬أعضاء اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬المالئكة‪.‬‬
‫فكل من شهد بحق فهو داخل في قوله‪( :‬وشاهد)‪.‬‬
‫أما المشهود فمنه‪ :‬يوم عرفة‪ ،‬ويوم القيامة‪.‬‬
‫(قتل)‪ :‬أي‪ :‬أهلك وطرد‪ ،‬فهو دعاء عليهم‪ ،‬وشتم وخزي لهم (أصحاب األخدود)‪ :‬هم قوم كفار‪ ،‬حاولوا أن يردوا المؤمنين عن‬
‫دينهم‪ ،‬ولكنهم عجزوا‪ ،‬فشقوا في األرض شقا عظيما‪ ،‬وجمعوا الحطب الكثير‪ ،‬وأحرقوا المؤمنين بها‪ ،‬واألخدود‪ :‬الشق‬
‫المستطيل العظيم في األرض‪ ،‬كالخندق ونحوه‪.‬‬
‫(النار ذات الوقود)‪ :‬أوقدوا النار الشديدة‪ ،‬والوقود‪ :‬هو الحطب الذي توقد به‪.‬‬
‫(إذ هم عليها قعود)‪ :‬هؤالء الكفار عند النار جلوس لتعذيب المؤمنين‪ ،‬وهذا من أعظم ما يكون من قسوة القلب‪.‬‬
‫(وهم)‪ :‬أي‪ :‬الملك وأصحابه الذين شقوا األخدود (على ما يفعلون بالمؤمنين)‪ :‬من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى‬
‫دينهم (شهود)‪ :‬حضور‪.‬‬
‫فهم قعود شهود على ما يفعلون بالمؤمنين‪ ،‬وهذا تفظيع لحالهم وجرمهم‪.‬‬
‫(وما نقموا منهم)‪ :‬أي‪ :‬وما عابوا عليهم‪ ،‬وال كرهوا منهم (إال أن يؤمنوا باهلل العزيز الحميد)‪ :‬فهذه جريمتهم أنهم آمنوا باهلل‪.‬‬
‫(الذي له ملك السماوات واألرض)‪ :‬أي‪ :‬المالك لجميع السماوات واألرض‪ ،‬وما فيهما‪ ،‬ومابينهما (وهللا على كل شيء شهيد)‪:‬‬
‫أي‪ :‬ال يغيب عنه شيء في جميع السماوات واألرض‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء هذه الصفات على هللا‪« :‬العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات واألرض» لتقرير أن ما نقموه منهم ليس من‬
‫شأنه أن ينقم‪ ،‬بل هو حقيق بأن يمدحوا به؛ ألنهم آمنوا بإله عظيم ألجل صفاته التي تقتضي عبادته‪.‬‬
‫‪ ‬وفي قوله‪« :‬وهللا على كل شيء شهيد» وعيد للذين اتخذوا األخدود‪ ،‬ووعد للذين عذبوا‪.‬‬
‫(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات)‪ :‬أي أحرقوهم بالنار‪ ،‬يقال‪ :‬فتنت الشيء إذا أحرقته‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد‪ :‬صدوهم عن دينهم‬
‫ليرجعوا عنه (ثم لم يتوبوا)‪ :‬من كفرهم وفعلهم (فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)‪ :‬أي‪ :‬ولهم في اآلخرة عذاب لكفرهم‪،‬‬
‫وعذاب زائد عليه بما أحرقوا المؤمنين‪ ،‬والحريق‪ :‬اسم من أسماء جهنم‪.‬‬
‫‪ ‬واالستمرار على الكفر أعظم من فتنة المؤمنين‪ ،‬وفيه تعريض بأنهم إن تابوا وآمنوا سلموا من عذاب جهنم‪ ،‬وهذا من‬
‫رحمته‪.‬‬
‫‪ ‬رحمة هللا هي الباب المفتوح الذي ال يغلق في وجه عائد تائب‪ ،‬ولو عظم الذنب وكبرت المعصية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬نص هللا على لفظ‪( :‬الحريق) مع كونه مفهوما من عذاب جهنم؛ ليكون مقابال للحريق في األخدود‪ ،‬مع الفارق الكبير‬
‫بينهما‪.‬‬
‫(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات)‪ :‬أي‪ :‬الذين أقروا بتوحيد هللا‪ ،‬وعملوا بطاعته أمرا ونهيا‪ ،‬وهم هؤالء القوم الذين حرقهم‬
‫أصحاب األخدود‪ ،‬وغيرهم من أهل التوحيد‪.‬‬
‫(لهم جنات تجري من تحتها األنهار)‪ :‬أنهار الماء والخمر واللبن والعسل‪.‬‬
‫(ذلك الفوز الكبير)‪ :‬أي‪ :‬هذا الظفر والنصر الكبير‪.‬‬
‫(إن بطش ربك لشديد)‪ :‬البطش‪ :‬األخذ بعنف‪ ،‬ووصفه بالشدة يدل على أنه قد تضاعف أخذه بالعذاب للظلمة‪.‬‬
‫(إنه هو يبدئ ويعيد)‪ :‬أي‪ :‬إن األمر إليه ابتداء وإعادة‪.‬‬
‫(وهو الغفور)‪ :‬ذو المغفرة‪ ،‬والمغفرة‪ :‬ستر الذنب والتجاوز عنه وعدم المؤاخذة عليه (الودود)‪ :‬من الود‪ :‬وهو خالص الحبة‪،‬‬
‫فهو ودود يحب ويحب‪.‬‬
‫(ذو العرش المجيد)‪ :‬أي‪ :‬صاحب العرش الذي استوى عليه سبحانه‪ ،‬والمجد‪ :‬هو سعة األوصاف وعظمتها‪.‬‬
‫(فعال لما يريد)‪ :‬فال أحد يمانعه‪ ،‬وال معقب لحكمه‪ ،‬وال راد لقضائه‪.‬‬
‫(هل أتاك حديث الجنود)‪ :‬هل جاءك يا محمد حديث الجنود الذين تجندوا على هللا ورسوله بأذاهم ومكرهم‪ ،‬فهل بلغك ما أحل‬
‫هللا بهم؟‬
‫‪ ‬وفيه تقرير لقوله‪« :‬إن بطش ربك لشديد»‪.‬‬
‫‪ ‬االستفهام في القرآن ليس المراد به االستعالم‪ ،‬وإنما يأتي لمعان عديدة‪ ،‬منها‪ :‬التقرير‪ ،‬وهو أسلوب انفرد به الخطاب‬
‫القرآني‪.‬‬
‫(فرعون وثمود)‪ :‬فهذان حديثان مختلفان‪ :‬فأما فرعون فقد أهلكه هللا وجنده‪ ،‬ونجى بني إسرائيل‪ ،‬وأما ثمود فقد أهلكهم هللا عن‬
‫بكرة أبيهم‪ ،‬وأنجى صالحا والقلة معهم‪.‬‬
‫(بل الذين كفروا في تكذيب)‪ :‬أي‪ :‬ال يزالون مستمرين في تكذيبك‪ ،‬وما جئت به‪ ،‬ولم يعتبروا بمن كان قبلهم‪.‬‬
‫(وهللا من ورائهم محيط)‪ :‬اإلحاطة بالشيء‪ :‬الحصر له من جميع جوانبه‪.‬‬
‫(بل هو قرآن مجيد)‪ :‬أي‪ :‬ليس األمر كما قالوا‪ ،‬بل هو قرآن شريف عالي الطبقة بين الكتب المنزلة‪ ،‬وهذا رد لكفرهم وإبطال‬
‫لتكذيبهم وإحقاق للحق‪.‬‬
‫‪ ‬ووصف القرآن بأنه مجيد هو وصف للقرآن‪ ،‬ولمن تحمل هذا القرآن‪ ،‬فحمله وقام بواجبه‪.‬‬
‫(في لوح محفوظ)‪ :‬أي‪ :‬محفوظ من التحريف والتبديل والتغيير‪ ،‬ووصول الشياطين إليه‪ ،‬والمراد‪ :‬اللوح المحفوظ الذي أثبت‬
‫هللا فيه كل شيء‪ ،‬وهو أم الكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬جاء في بعض كتب التفسير أن اللوح المحفوظ في جبهة إسرافيل‪ ،‬أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء‪ ،‬وغير ذلك!‬
‫وجميعه لم يثبت‪ ،‬بل هو من الغيب الذي ال يقبل إال بخبر الكتاب أو السنة الصحيحة‪.‬‬

‫سورة الطارق‬
‫ما ورد في شأنها‪:‬‬
‫عن جابر قال‪« :‬صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء‪ ،‬فقال النبي‪« :‬أفتان يا معاذ ؟ أما يكفيك أن تقرأ (والسماء والطارق)‪،‬‬
‫(والشمس وضحاها) ونحو هذا؟»‪.‬‬

‫التفسير‪:‬‬
‫(والسماء والطارق)‪ :‬يقسم بالسماء وما جعل فيها من الكواكب العظيمة‪ ،‬والسماء‪ :‬هو كل ما عالك‪ ،‬حتى السحاب يسمى سماء‪،‬‬
‫«وأنزل من السماء ماء»‪.‬‬
‫(وما أدراك ما الطارق)‪ :‬استفهام يزيده إبهاما‪ ،‬أي‪ :‬ما أعلمك بالطارق؟‬
‫(النجم الثاقب)‪ :‬أي‪ :‬المضيء‪ ،‬الذي يثقب الظالم بنوره‪.‬‬
‫‪ ‬وسمي النجم طارقا؛ ألنه يرى بالليل ويختفي بالنهار‪ ،‬فشأنه كمن يطرق الناس‪ ،‬أي‪ :‬يزورهم ليال‪.‬‬
‫(إن كل نفس لما عليها حافظ)‪ :‬أي‪ :‬ما كل نفس إال عليها من هللا حافظ‪ ،‬يحرسها من اآلفات‪.‬‬
‫‪ ‬فيه توكيد شديد على أنه ما من نفس إال عليها من هللا رقيب‪.‬‬
‫‪ ‬وفيه إشارة إلى وجوب مراقبة النفس‪.‬‬
‫(فلينظر اإلنسان مم خلق)‪ :‬أي‪ :‬ليتفكر اإلنسان في ضعف أصله الذي خلق منه‪.‬‬
‫‪ ‬فيه توجيه لالعتراف بالمعاد؛ ألن من قدر على البدء هو قادر على اإلعادة بطريق األولى‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫(خلق من ماء دافق)‪ :‬أي‪ :‬المني؛ يخرج متدفقا من الرجل‪.‬‬
‫(يخرج من بين الصلب والترائب)‪ :‬أي‪ :‬من بين صلب الرجل وترائبه أعلى صدره‪ ،‬وهذا يدل على عمق مخرج هذا الماء‪،‬‬
‫وأنه يخرج من مكان مكين في الجسد‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬يخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة‪ ،‬ولكن هذا خالف ظاهر القول؛ ألن هللا ذكره في سياق الحديث عن‬
‫الماء الدافق الخارج من الرجل‪.‬‬
‫(إنه على رجعه لقادر)‪ :‬أي‪ :‬إن هللا على بعث اإلنسان بعد موته قادر‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا من باب االستدالل بالمحسوس على األمر المنتظر المرتقب‪ ،‬وهو قياس عقلي واضح‪.‬‬
‫(يوم تبلى السرائر)‪ :‬أي‪ :‬تختبر وتنكشف سرائر الصدور بما أخفته في الدنيا‪.‬‬
‫(فما له من قوة وال ناصر)‪ :‬أي‪ :‬فما لإلنسان من قوة يدفع بها عن نفسه‪ ،‬وال ناصر يمتنع به من عذاب هللا‪.‬‬
‫(والسماء ذات الرجع)‪ :‬أي‪ :‬السماء التي ترجع بالغيث‪ ،‬والمطر بعد المطر‪.‬‬
‫(واألرض ذات الصدع)‪ :‬أي‪ :‬األرض الذي تتصدع وتنشق عن النبات والشجر والثمار واألنهار‪.‬‬
‫(إنه لقول فصل)‪ :‬هذا هو المقسم عليه‪ ،‬أي‪ :‬القرآن حق‪ ،‬يفصل بين الحق والباطل‪.‬‬
‫(وما هو بالهزل)‪ :‬أي‪ :‬جد ليس باللعب‪ ،‬وال بالباطل‪.‬‬
‫(إنهم يكيدون كيدا)‪ :‬أي‪ :‬يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خالف القرآن‪.‬‬
‫(وأكيد كيدا)‪ :‬وكيد هللا استدراجه إياهم من حيث ال يعلمون‪.‬‬
‫(فمهل الكافرين)‪ :‬أي‪ :‬أنظرهم وال تستعجل لهم وال تنشغل باالنتقام منهم (أمهلهم رويدا)‪ :‬أي‪ :‬قليال‪ ،‬والرويد‪ :‬القليل‪.‬‬
‫‪ ‬فيه وعيد للكافرين بالعقوبة والعذاب‪.‬‬

‫سورة األعلى‬
‫ما ورد في شأنها‪:‬‬
‫عن عقبة بن عامر الجهني‪ ،‬قال‪« :‬لما نزلت (سبح اسم ربك األعلى) قال رسول هللا‪ :‬اجعلوها في سجودكم»‪.‬‬
‫وعن النعمان بن بشير‪ ،‬قال‪« :‬كان رسول هللا يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـــ (سبح اسم ربك األعلى)‪ ،‬و(هل أتاك حديث‬
‫الغاشية)»‪.‬‬
‫وعن أبي بن كعب أنه كان يوتر بـــ (سبح اسم ربك األعلى)‪ ،‬و(قل يا أيها الكافرون)‪ ،‬و(قل هو هللا أحد)‪.‬‬
‫وعن ابن عباس قال‪« :‬لما نزلت (سبح اسم ربك األعلى) قال‪ :‬كلها في صحف إبراهيم وموسى ‪-‬يعني‪ :‬مضمونها‪.»-‬‬

‫التفسير‪:‬‬
‫(سبح اسم ربك األعلى)‪ :‬أي‪ :‬نزه هللا عن كل عيب ال يليق به‪ ،‬والتسبيح‪ :‬هو التنزيه‪ ،‬و(األعلى)‪ :‬من العلو‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر تسبيح االسم؛ ليكون المعنى‪ :‬سبح ربك منزها اسمه عما كان يفعله المشركون من تسمية هللا بغير ما يليق به‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬تسبيح اسم هللا‪ :‬أي‪ :‬تسبيح ذاته‪ ،‬لذا تأولها النبي حتى جعلها في السجود‪.‬‬
‫‪ ‬وعلو هللا نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬علو الصفة‪ :‬فإن أكمل الصفات هلل‪.‬‬
‫‪ .2‬علو الذات‪ :‬فهو فوق عباده مستو على عرشه‪.‬‬
‫‪ ‬الخطاب الموجه للنبي في القرآن ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يقوم الدليل على أنه خاص بالنبي‪ ،‬فيختص به‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يقوم الدليل على أنه عام‪ ،‬فيعم النبي وأمته‪.‬‬
‫‪ .3‬خاص بالنبي لفظا‪ ،‬عام له وألمته حكما‪ ،‬كقوله‪« :‬سبح اسم ربك األعلى»‪.‬‬
‫(الذي خلق فسوى)‪ :‬أي‪ :‬خلق الخليقة‪ ،‬وسوى كل مخلوق في أحسن الهيئات‪.‬‬
‫(والذي قدر فهدى)‪ :‬أي‪ :‬جعل األشياء على مقادير مخصوصة‪ ،‬ثم هدى كل خلق إلى ما يناسبه‪.‬‬
‫(والذي أخرج المرعى)‪ :‬أي‪ :‬ما يرعى من جميع أصناف الزروع والنباتات التي ترعاها الحيوانات‪.‬‬
‫(فجعله غثاء)‪ :‬أي‪ :‬فجعل هذا المرعى األخضر يابسا‪ ،‬والغثاء‪ :‬هو اليابس من النباتات (أحوى)‪ :‬أي‪ :‬الموصوف بالحوة‪ ،‬وهي‬
‫سمرة تقارب السواد‪.‬‬
‫(سنقرؤك فال تنسى)‪ :‬أي‪ :‬سنجعلك قارئا لما يأتيك به جبريل من الوحي‪ ،‬بحيث ال تنسى منه شيئا‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا ضمان من هللا بحفظ القرآن من النقص‪ ،‬ووعد منه لنبيه أن يحفظ عليه الوحي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬كان النبي يعالج من التنزيل شدة ‪-‬إذا نزل جبريل‪ ،-‬وكان يحرك شفتيه ولسانه ‪-‬يريد أن يحفظه ويخشى أن يتفلت‬
‫عليه‪ ،-‬فأنزل هللا‪« :‬ال تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه»‪ ،‬أي‪ :‬إن علينا أن نجمعه في صدرك‪ ،‬وعلينا‬
‫أن تقرأه‪.‬‬
‫(إال ما شاء هللا)‪ :‬أي‪ :‬إال ما شاء هللا أن تنساه (إنه يعلم الجهر وما يخفى)‪ :‬أي‪ :‬يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم‬
‫وأفعالهم‪.‬‬
‫‪ ‬وما شاء هللا أن ينسيه النبي نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬ما شاء نسخ تالوته‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يعرض نسيانه للنبي نسيانا مؤقتا كعامة البشر‪ ،‬في الصالة مثال‪.‬‬
‫(ونيسرك لليسرى)‪ :‬أي‪ :‬نسهل عليك أفعال الخير وأقواله‪ ،‬ونشرع لك شرعا سهال سمحا‪ ،‬ونيسر عليك الوحي حتى تحفظه‬
‫وتعلمه‪.‬‬
‫(فذكر إن نفعت الذكرى)‪ :‬أي‪ :‬ما دامت الذكرى مقبولة‪ ،‬سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه‪.‬‬
‫فإن لم تنفع الذكرى‪ ،‬بأن كانت تزيد في الشر أو تنقص من الخير‪ ،‬لم تكن الذكرى مأمورا بها بل منهيا عنها‪.‬‬
‫(سيذكر من يخشى)‪ :‬أي‪ :‬سيتعظ بتذكرتك من يخشى هللا‪.‬‬
‫(ويتجنبها األشقى)‪ :‬أي‪ :‬سيتجنب الذكرى ويبعد عنها‪ ،‬وهو األشقى من الكفار إلصراره على الكفر‪.‬‬
‫‪ ‬الناس في التذكرة قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬من يخشى هللا وينتفع بالذكرى‪.‬‬
‫‪ .2‬من يتجنب الذكرى وال ينتفع بها‪.‬‬
‫(الذي يصلى النار الكبرى)‪ :‬أي‪ :‬العظيمة‪ ،‬وهي نار جهنم‪.‬‬
‫(ثم ال يموت فيها وال يحيى)‪ :‬أي‪ :‬يعذب عذابا أليما‪ ،‬من غير راحة بالموت‪ ،‬وال يحيى حياة كريمة‪ ،‬حتى أنهم ليتمنون الموت‬
‫فال يحصل لهم‪.‬‬
‫(قد أفلح من تزكى)‪ :‬أي‪ :‬من تطهر من الشرك‪ ،‬وطهر نفسه من األخالق الرذيلة‪.‬‬
‫وأعظم صور تزكية النفس ‪-‬بعد قيامها بالتوحيد الخالص‪ -‬التزكية باتباع الرسول‪ ،‬فال يبتدع‪.‬‬
‫(وذكر اسم ربه)‪ :‬أي‪ :‬ذكر هللا بقلبه وبلسانه (فصلى)‪ :‬أي‪ :‬ذكر هللا بالتعبد له بالصالة وغيرها من العبادات‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر الصالة؛ ألنها ميزان األعمال وأشرفها وأجلها‪.‬‬
‫‪ ‬أن استقامة العبد تترتب على أمور ثالثة‪ ،‬حسب ترتيبها المعنوي‪:‬‬
‫‪ .1‬إزالة خبائث النفس من عقائد باطلة ونحوه‪.‬‬
‫‪ .2‬استحضار معرفة هللا بصفات كماله وحكمته ليخافه ويرجوه‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلقبال على طاعته وعبادته‪.‬‬
‫(بل تؤثرون الحياة الدنيا)‪ :‬أي‪ :‬لكنكم ال تفعلون ذلك‪ ،‬بل تؤثرون اللذات الفانية في الدنيا‪.‬‬
‫«ألن الدنيا حضرت وعجلت لنا طيباتها و‪ ،...‬واآلخرة غيبت عنا‪ ،‬فأخذنا العاجل وتركنا اآلجل»‪.‬‬
‫(واآلخرة خير وأبقى)‪ :‬أي‪ :‬والدار اآلخرة التي هي الجنة أفضل وأدوم من الدنيا‪.‬‬
‫(إن هذا لفي الصحف األولى)‪ :‬أي‪ :‬ما تقدم من فالح من تزكى وما بعده‪ ،‬وقيل‪ :‬المراد أن مضمون السورة كلها ثابت في‬
‫الصحف األولى (صحف إبراهيم وموسى)‪ :‬أي‪ :‬تتابعت كتب هللا المنزلة على رسله أن اآلخرة خير وأبقى من األولى‪.‬‬

‫سورة الفاشية‬
‫التفسير‪:‬‬
‫(هل أتاك حديث الغاشية)‪ :‬االستفهام للتشويق‪ ،‬واالستفهام بـــ(هل) المفيدة معنى (قد) فيه مزيد من التشويق‪ ،‬و(الغاشية)‪ :‬أي‪:‬‬
‫القيامة‪ ،‬التي تغشى وتعم الناس باألهوال والكروب‪.‬‬
‫(وجوه يومئذ خاشعة)‪ :‬وهي وجوه أهل الكفر‪ ،‬خاشعة ذليلة‪.‬‬
‫(عاملة ناصبة)‪ :‬أي‪ :‬عاملة في النار متعبة فيها‪.‬‬
‫وهذا على الراجح بيان لحالهم في األخرة وليس ألحوالهم في الدنيا؛ ألنه قيده بالظرف وهو يوم القيامة‪ ،‬وألن المقصود هنا‬
‫بيان وصف أهل النار عموما‪ ،‬فليس فيه تعرض ألحوالهم في الدنيا‪.‬‬
‫(تصلى نارا حامية)‪ :‬ترد هذه الوجوه نارا قد حميت واشتد حرها‪.‬‬
‫(تسقى من عين آنية)‪ :‬يسقى أصحابها من شراب عين قد أنى حرها‪ ،‬أي‪ :‬بلغ غايته في شدة الحر‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬أمور اآلخرة ال تقاس بأمور الدنيا؛ وذلك أن عين الماء تطفئ النار في الدنيا‪ ،‬أما اآلخرة فإن النار بها عين ماء يسقى‬
‫منها أهلها‪.‬‬
‫(ليس لهم طعام إال من ضريع)‪ :‬الضريع‪ :‬نبت يقال له الشبرق‪ ،‬فإذا يبس سمي ضريعا‪ ،‬وهو سام وذو شوك عظيم‪.‬‬
‫(ال يسمن وال يغني من جوع)‪ :‬أي‪ :‬فال يحصل به مقصود‪ ،‬وال يندفع به محذور‪ ،‬وال يغني ال ظاهرا وال باطنا‪.‬‬
‫(وجوه يومئذ ناعمة)‪ :‬وهي وجوه أهل اإليمان‪ ،‬ذات نعمة وبهجة‪.‬‬
‫(لسعيها)‪ :‬أي‪ :‬لعملها الذي قدمته في الدنيا من األعمال الصالحة (راضية) فقد وجدت ثوابه مدخرا‪.‬‬
‫(في جنة عالية)‪ :‬في أعلى عليين‪ ،‬ومنازلها مساكن عالية‪.‬‬
‫(ال تسمع فيها الغية)‪ :‬أي‪ :‬ال تسمع في الجنة كلمة لغو أو باطل أو ساقطا من الكالم‪.‬‬
‫(فيها عين جارية)‪ :‬أي‪ :‬عيون تجري مياهها‪ ،‬وتتدفق بأنواع األشربة المستلذة‪.‬‬
‫(فيها سرر مرفوعة)‪ :‬أي‪ :‬عالية مرتفعة بما عليها من الفرش اللينة‪ ،‬وهي أيضا عالية القدر‪ ،‬فهي مرفوعة ذاتا وقدرا ومحال‪.‬‬
‫(وأكواب موضوعة)‪ :‬أي‪ :‬كؤوس موضوعة مهيئة بين أيديهم يشربون منها‪.‬‬
‫(ونمارق مصفوفة)‪ :‬أي‪ :‬وسائد من الحرير واإلستبرق وغيرهما‪ ،‬قد صفت للجلوس واالتكاء عليها‪.‬‬
‫(وزرابي مبثوثة)‪ :‬الزرابي هي أعلى أنواع الفرش والبسط‪ ،‬فهي منشورة في مجالسهم من كل جانب‪.‬‬
‫‪ ‬نعيم اآلخرة ومتاعه ‪-‬والذي ذكر شيء منه في اآليات‪ -‬ال يشبه ما في الدنيا إال األسماء‪ ،‬فاألسماء واحدة والحقائق‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫(أفال ينظرون إلى اإلبل كيف خلقت)‪ :‬استفهام للتبويخ‪ ،‬أي‪ :‬أفال ينظرون هؤالء المنكرون قدرة هللا على هذه األمور‪ ،‬إلى اإلبل‬
‫كيف خلقها وسخرها لهم؟‬
‫وذكر اإلبل ولم يذكر غيرها؛ ألنها أكثر شيء يالبس الناس في ذلك الوقت‪ ،‬وألنها األكثر نفعا‪.‬‬
‫(وإلى السماء كيف رفعت)‪ :‬وينظرون إلى السماء كيف رفعها بدون عمد‪.‬‬
‫(وإلى الجبال كيف نصبت) بهذه الهيئة الباهرة‪ ،‬وكيف استقرت بها األرض‪.‬‬
‫(وإلى األرض كيف سطحت) ليتمكن الناس من العيش فيها بالزراعة والبناء وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا التسطيح ال ينافي كرويتها لشدة سعتها‪ ،‬قال تعالى‪« :‬يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل» فإذا كان‬
‫الليل والنهار مكورين لزم أن تكون األرض مكورة‪ ،‬وقال‪« :‬وإذا األرض مدت» وهذا يوم القيامة‪ ،‬وهذا يعني أنها‬
‫اآلن غير ممدودة بل مكورة‪ ،‬ودل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة‪.‬‬
‫(فذكر إنما أنت مذكر)‪ :‬أي‪ :‬فأنت لست إال مذكرا‪ ،‬أما الهداية فهي بيد هللا‪.‬‬
‫(لست عليهم بمصيطر)‪ :‬أي‪ :‬ولم تبعث مسلطا عليهم‪ ،‬موكال بأعمالهم‪.‬‬
‫(إال من تولى وكفر)‪ :‬أي‪ :‬لكن من تولى عن الطاعة وكفر باهلل بعد التذكير‪.‬‬
‫(فيعذبه هللا العذاب األكبر) وهو دخول النار في اآلخرة‪.‬‬
‫(إن إلينا إيابهم)‪ :‬أي‪ :‬رجوع الخليقة وجمعهم يوم القيامة‪.‬‬
‫(ثم إن علينا حسابهم) فنجازيهم على ما عملوا من خير أو شر‪.‬‬

‫سورة الفجر‬
‫ما ورد في شأنها‪:‬‬
‫صلى معاذ صالة‪ ،‬فجاء رجل فصلى معه فطول‪ ،‬فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف‪ ،‬فبلغ ذلك معاذا‪ ،‬فقال‪ :‬منافق‪ ،‬فذكر ذلك‬
‫لرسول هللا‪ ،‬فسأل الفتى‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬جئت أصلي معه فطول علي‪ ،‬فانصرفت وصليت في ناحية المسجد‪ .‬فقال رسول‬
‫هللا‪« :‬أفتان يا معاذ‪ ،‬أين أنت من (سبح اسم ربك األعلى)‪( ،‬والشمس وضحاها)‪( ،‬والفجر)‪( ،‬والليل إذا يغشى)»‪.‬‬

‫التفسير‪:‬‬
‫(والفجر)‪ :‬وهو النور الساطع الذي يكون في الجهة الشرقية قرب طلوع الشمس‪.‬‬
‫(وليال عشر)‪ :‬أي‪ :‬عشر ذي الحجة‪ ،‬وقيل‪ :‬العشر األواخر من رمضان‪.‬‬
‫(والشفع والوتر)‪ :‬أي‪ :‬كل ما هو زوج وفرد‪ ،‬من العبادات واأليام وغيرها‪.‬‬
‫(والليل إذا يسر)‪ :‬أي‪ :‬والليل وقت سريانه وإرخائه ظالمه على العباد‪.‬‬
‫‪ ‬أقسم بالليل؛ لما في ساعاته من العبادات‪ ،‬وألن في الليل مناسبة عظيمة‪ ،‬وهي أن هللا ينزل إلى السماء الدنيا‪ ،‬حين‬
‫يبقى ثلثه اآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬والليل في الشرع يسير‪ ،‬ويبدأ بالمغرب وينتهي بطلوع الفجر‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫(هل في ذلك قسم لذي حجر)‪ :‬الحجر‪ :‬العقل‪ ،‬أي‪ :‬هل فيما ذكر ما يكفي في القسم لمن له عقل؟‬
‫‪ ‬وإنما سمي العقل حجرا؛ ألنه يمنع اإلنسان من تعاطي ما ال يليق‪ ،‬فالحجر هو المنع‪ ،‬يقال‪ :‬حجر على الشخص‪.‬‬
‫(ألم تر كيف فعل ربك بعاد)‪ :‬أي‪ :‬ألم تر بقلبك وبصيرتك كيف فعل هللا بقوم عاد وهم قوم هود؟‬
‫(إرم)‪ :‬قبيلة من قبائل عاد‪( ،‬ذات العماد)‪ :‬أي‪ :‬األبنية القوية واألعمدة الرفيعة‪.‬‬
‫(التي لم يخلق مثلها في البالد)‪ :‬أي‪ :‬لم يصنع مثلها في البالد؛ ألنها قوية محكمة الصنع‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن وصف اآلدمي بأنه خلق‪ ،‬لكن الخلق المنسوب له ليس هو الخلق المنسوب هلل‪ ،‬فالخلق المنسوب هلل إيجاد بعد‬
‫عدم‪ ،‬والخلق المنسوب لغيره تغيير وتحويل لشيء موجود‪.‬‬
‫(وثمود)‪ :‬وهم قوم صالح‪( ،‬الذين جابوا الصخر بالواد)‪ :‬أي‪ :‬نحتوا بقوتهم الصخور في وادي ثمود‪ ،‬فاتخذوها مساكن‪.‬‬
‫(وفرعون ذي األوتاد)‪ :‬أي‪ :‬الجنود الذين يشدون له أمره‪ ،‬كما تثبت األوتاد ما يثبت بها‪.‬‬
‫(الذين طغوا في البالد)‪ :‬وهم عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم‪ ،‬فإنهم طغوا في البالد‪ ،‬وآذوا عباد هللا‪.‬‬
‫(فأكثروا فيها الفساد)‪ :‬وهو العمل بالكفر وغيره من المعاصي‪ ،‬والسعي في محاربة الرسل‪ ،‬والصد عن سبيل هللا‪.‬‬
‫(فصب عليهم ربك سوط عذاب)‪ :‬فأنزل هللا بهم عذابه‪ ،‬فكان عذابا شديدا‪ ،‬كالسوط في سرعة إصابته‪.‬‬
‫(إن ربك لبالمرصاد)‪ :‬فهو يرى ويسمع‪ ،‬وبالمرصاد لمن عصاه‪ ،‬فيمهله قليال‪ ،‬ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر‪.‬‬
‫(فأما اإلنسان إذا ما ابتاله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن)‪ :‬يظن أن إكرام هللا في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته‬
‫عنده وقربه منه‪.‬‬
‫(وأما إذا ما ابتاله فقدر عليه رزقه)‪ :‬أي‪ :‬وإذا ابتاله بالفقر‪ ،‬فضيق عليه رزقه (فيقول ربي أهانن)‪ :‬فيعتقد أن هذه إهانة من هللا‬
‫له‪.‬‬
‫‪ ‬االبتالء من هللا يكون بالخير وبالشر‪.‬‬
‫(كال)‪ :‬ردع وزجر وإبطال‪ ،‬أي‪ :‬ليس األمر كما يظن (بل ال تكرمون اليتيم)‪ :‬إنكم ال تدركون معنى االبتالء‪ ،‬فال تحاولون‬
‫تجاوزه؛ فأنتم إذا أكرمكم هللا بالنعم ال تعطفون على المستحقين لإلكرام‪ ،‬وهم اليتامى‪.‬‬
‫(وال تحاضون على طعام المسكين)‪ :‬وال يحض بعضكم بعضا على أن يطعم المسكين‪ ،‬وإذا كان ال يحض غيره فهو ال يطعم‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫(وتأكلون التراث أكال لما)‪ :‬وتأكلون الميراث أكال شديدا‪ ،‬فيأكل نصيبه ونصيب غيره‪.‬‬
‫(وتحبون المال حبا جما)‪ :‬وتحبون المال وجمعه وتولعون به كثيرا‪.‬‬
‫(كال)‪ :‬أي‪ :‬ليس ما أحببتم من األموال‪ ،‬وتنافستم فيه من اللذات‪ ،‬بباق لكم (إذا دكت األرض دكا دكا)‪ :‬أي‪ :‬بل أمامكم يوم‬
‫عظيم‪ ،‬تدك فيه األرض والجبال دكا بعد دك‪ ،‬وتحطم معالمها‪ ،‬وتحرك تحريكا شديدا‪.‬‬
‫(وجاء ربك والملك صفا صفا)‪ :‬أي‪ :‬صفا بعد صف‪ ،‬فيجيء هللا للفصل بين العباد مجيئا يليق به‪ ،‬وتجيء المالئكة صفا صفا‬
‫حتى يحيطوا بالخلق كله‪.‬‬
‫‪ ‬أن مجيء هللا يوم القيامة على الحقيقة‪ ،‬وليس كما يقول أهل التعطيل‪« :‬جاء أمره أو قضاؤه»‪ ،‬فإن هللا أسند فعل‬
‫المجيء لنفسه‪.‬‬
‫وعقيدة أهل السنة والجماعة أن نجري كالم هللا وكالم رسوله على ظاهره ال نحرفه وال نعطله‪.‬‬
‫(وجيء يومئذ بجهنم)‪ :‬تقودها المالئكة بالسالسل‪« ،‬يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك‬
‫يجرونها» (يومئذ يتذكر اإلنسان)‪ :‬فيتذكر ‪-‬حسرة وندامة‪ -‬ما أسلفه في قديم دهره‪ ،‬من شر وسوء تقصير (وأنى له الذكرى) فقد‬
‫فات أوانها‪.‬‬
‫(يقول يا ليتني قدمت لحياتي)‪ :‬أي‪ :‬الباقية الدائمة‪ ،‬وهي حياة اآلخرة‪.‬‬
‫(فيومئذ ال يعذب عذابه أحد)‪ :‬أي‪ :‬ليس أحد أشد تعذيبا من هللا لمن عصاه‪.‬‬
‫وقرئ‪( :‬ال يعذب) بفتح الذال‪ ،‬أي‪ :‬ال يعذب أحد كعذاب هذا الشخص‪.‬‬
‫(وال يوثق وثاقه أحد)‪ :‬أي‪ :‬وليس أحد أشد قبضا ووثقا من وثاق هللا‪.‬‬
‫وقرئ‪( :‬وال يوثق) بفتح الثاء‪ ،‬أي‪ :‬ال يوثق أحد كما يوثق هذا الشخص‪.‬‬
‫(يا أيتها النفس المطمئنة)‪ :‬أي‪ :‬بذكر هللا وبوعده‪ ،‬المصدقة بما قال‪ ،‬الموقنة بأنه ربها‪ ،‬الصابرة ألمره وطاعته‪.‬‬
‫(ارجعي إلى ربك)‪ :‬أي‪ :‬إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته (راضية مرضية)‪ :‬أي‪ :‬راضية بالثواب‪ ،‬مرضية من ربها‪،‬‬
‫فقد رضي هللا عنها وأرضاها‪.‬‬
‫(فادخلي في عبادي)‪ :‬أي‪ :‬في جملة عبادي الصادقين المخلصين‪.‬‬
‫(وادخلي جنتي)‪ :‬يقال لها هذا عند الموت ويوم القيامة أيضا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫سورة البلد‬
‫التفسير‪:‬‬
‫(ال أقسم بهذا البلد)‪( :‬ال) للتوكيد والتنبيه وليست نافية‪ ،‬والمعنى‪ :‬أقسم بهذا البلد‪ ،‬وهو مكة‪ ،‬فأقسم بها لشرفها‪ ،‬والقسم‪ :‬تأكيد‬
‫الشيء بذكر معظم عند الحالف على صفة مخصوصة‪ ،‬وال يجوز إال باهلل‪.‬‬
‫(وأنت حل بهذا البلد)‪ :‬أي‪ :‬أقسم بهذا البلد وأنت حال ساكن فيه؛ ألن حلول النبي في مكة يزيدها شرفا إلى شرفها‪.‬‬
‫أو أن هذا وعد من هللا أن يحل مكة لنبيه‪ ،‬حتى يقاتل فيها‪ ،‬وأن يفتحها على يديه‪.‬‬
‫(ووالد وما ولد)‪ :‬أي‪ :‬وأقسم بكل والد وما ولد‪ ،‬من اإلنسان وغيره‪.‬‬
‫(لقد خلقنا اإلنسان في كبد)‪ :‬هذا هو المقسم عليه‪ ،‬والكبد‪ :‬أصله الشدة‪ ،‬ويطلق على االستقامة واالستواء‪ ،‬فقوله‪( :‬في كبد)‪ :‬أي‪:‬‬
‫في معاناة لمشاق األمور‪ ،‬أو في حسن قامة واستقامة‪ ،‬ويصح أن تشمل المعنيين‪.‬‬
‫(أيحسب أن لن يقدر عليه أحد)‪ :‬أيظن أن لن يقدر عليه أحد‪ ،‬ويفتخر بما أنفق من األموال على شهوات نفسه‪.‬‬
‫(يقول أهلكت ماال لبدا)‪ :‬أي‪ :‬كثيرا مجتمعا فيما يغضب هللا‪.‬‬
‫وسمى اإلنفاق في الشهوات والمعاصي إهالكا؛ ألنه ال ينتفع المنفق بما أنفق‪ ،‬بل يعود عليه بالضرر‪.‬‬
‫(أيحسب أن لم يره أحد)‪ :‬أي‪ :‬أيظن هذا أن لم يره أحد‪.‬‬
‫(ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين)‪ :‬يذكر هللا اإلنسان بنعمه عليه‪ ،‬وهذه من نعم الدنيا‪.‬‬
‫‪ ‬أن العين واللسان والشفتين من أعظم نعم هللا على اإلنسان؛ حيث سبقت مساق االمتنان في اآليات‪.‬‬
‫(وهديناه النجدين)‪ :‬أي‪ :‬بينا له طريق الخير والشر‪ ،‬والحق والباطل‪ ،‬والهدى والضاللة‪ ،‬وهذه من نعم الدين‪.‬‬
‫(فال اقتحم العقبة)‪ :‬أي‪ :‬هال اقتحم العقبة هذا اإلنسان المغتر بماله‪ ،‬وأصل العقبة‪ :‬الطريق في الجبل الوعر‪ ،‬واالقتحام‪ :‬الدخول‬
‫في األمر الشديد‪.‬‬
‫وذكر العقبة هنا‪ :‬مثل ضربه هللا لمجاهدة النفس و الهوى والشيطان في أعمال البر‪ ،‬فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إنه شبه ثقل الذنوب على مرتكبها بعقبة‪ ،‬فإذا فعل الخير وتاب كان كمن اقتحمها وجاوزها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬العقبة جبل في جهنم‪.‬‬
‫(وما أدراك ما العقبة)‪ :‬أي‪ :‬وما أعلمك ما شأن هذه العقبة؟ وهذا تفخيم وتهويل لشأنها‪.‬‬
‫(فك رقبة)‪ :‬عتق رقبة وتحريرها من الرق والعبودية‪.‬‬
‫(أو إطعام في يوم ذي مسغبة)‪ :‬أي‪ :‬إطعام في حالة جوع شديدة‪.‬‬
‫(يتيما ذا مقربة)‪ :‬أي‪ :‬تطعم يتيما بينك وبينه قرابة‪.‬‬
‫(أو مسكينا ذا متربة)‪ :‬أي‪ :‬تطعم مسكينا‪ ،‬قد لصق بالتراب من شدة فقره‪ ،‬والمتربة‪ :‬مصدر ترب‪ ،‬إذا افتقر‪.‬‬
‫والمعنى‪ :‬فهال أنفق هذا اإلنسان ماله فيما يتجاوز به هذه العقبة‪ ،‬من فك الرقاب وإطعام الجوعى من اليتامى والمساكين‪.‬‬
‫(ثم كان من الذين آمنوا)‪ :‬أي‪ :‬أنه مع هذه القرب ذو إيمان بما يجب اإليمان به (وتواصوا بالصبر)‪ :‬أي‪ :‬أوصى بعضهم بعضا‬
‫على الصبر على أقدار هللا وطاعته وعن معصيته (وتواصوا بالمرحمة)‪ :‬أي‪ :‬برحمة الناس‪.‬‬
‫‪ ‬ولم يقل‪ :‬ثم كان مؤمنا؛ ألن صفة الجماعة أقوى وأدل على ثبوت اإليمان؛ لكثرة الموصوفين بها‪.‬‬
‫‪ ‬وخص بالذكر تواصيهم بالصبر وتواصيهم بالمرحمة؛ ألنها أشرف صفاتهم بعد اإليمان‪ ،‬فالصبر مالك األعمال‬
‫الصالحة كلها‪ ،‬والمرحمة مالك صالح جماعة المسلمين‪.‬‬
‫(أولئك أصحاب الميمنة)‪ :‬أي‪ :‬جهة اليمين‪ ،‬مأخوذ من قولهم‪ :‬يمنه هللا‪ ،‬إذا باركه‪ ،‬والمراد‪ :‬أصحاب اليمين‪ ،‬الذين يؤتون كتابهم‬
‫يوم القيامة بأيمانهم‪.‬‬
‫‪ ‬وتسمى اليمن يمنا؛ ألنها يمين الواقف مستقبال الكعبة‪ ،‬وهي ميمونة لكثرة الخيرات فيها‪.‬‬
‫(والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة)‪ :‬أي‪ :‬والذين جحدوا بآياتنا هم أصحاب الشمال والشؤم‪.‬‬
‫‪ ‬وكانت العرب تتشاءم بجهة الشمال‪ ،‬وقد أبطل اإلسالم هذا بقول النبي‪« :‬اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» أي‪ :‬في‬
‫الشام جهة الشمال‪ ،‬واليمن جهة اليمين‪.‬‬
‫(عليهم نار مؤصدة)‪ :‬أي‪ :‬مطبقة مغلقة عليهم‪ ،‬من قولهم‪ :‬أوصد الباب‪ ،‬إذا أغلقه‪.‬‬

‫سورة الشمس‬
‫التفسير‪:‬‬
‫(والشمس وضحاها)‪ :‬أي‪ :‬ضوءها‪.‬‬
‫(والقمر إذا تالها)‪ :‬أي‪ :‬إذا تبعها في سيرها ونورها وضوئها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫(والنهار إذا جالها)‪ :‬أي‪ :‬أظهرها‪.‬‬
‫والضمير في (جالها) يحتمل أن يعود على الشمس‪ ،‬ويحتمل أن يعود على األرض‪.‬‬
‫(والليل إذا يغشاها)‪ :‬أي‪ :‬إذا غطى الشمس أو األرض حتى تكون مظلمة‪.‬‬
‫(والسماء وما بناها)‪ :‬أي‪ :‬والسماء وبنائها‪.‬‬
‫(واألرض وما طحاها)‪ :‬أي‪ :‬واألرض وتسويتها ومدها وبسطها‪.‬‬
‫(ونفس وما سواها)‪ :‬أي‪ :‬تعديل خلقها وتسوية أعضائها‪.‬‬
‫وهذا القسم عام لجميع األنفس التي خلقها هللا من الجن واإلنس‪.‬‬
‫(فألهمها فجورها وتقواها)‪ :‬أي‪ :‬ألهم هذه النفوس الفجور والتقوى‪ ،‬والفجور معصية هللا‪ ،‬والتقوى طاعة هللا‪.‬‬
‫(قد أفلح من زكاها)‪ :‬أي‪ :‬فاز بالمطلوب ونجا من المرهوب من زكى نفسه بتخليصها من الشرك وشوائب المعاصي‪.‬‬
‫‪ ‬تزكية النفس قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬تزكية محمودة‪ ،‬وهي تخليصها من الشرك وشوائب المعاصي‪.‬‬
‫‪ .2‬تزكية مذمومة‪ ،‬بمدح النفس والثناء عليها‪ ،‬وهي المقصودة في قوله‪« :‬فال تزكوا أنفسكم»‪.‬‬
‫(وقد خاب من دساها)‪ :‬أي‪ :‬خابت وخسرت نفس أغواها صاحبها وأرداها في المهالك والمعاصي‪.‬‬
‫(كذبت ثمود بطغواها)‪ :‬أي‪ :‬هذه القبيلة بسبب طغيانها وجبروتها كذبت نبيها صالحا‪.‬‬
‫(إذ انبعث أشقاها)‪ :‬فقد اندفع أشقى هذه القرية بسرعة شديدة؛ يريد أن يقضي على الناقة التي جعلها هللا آية لصالح على نبوته‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا األشقى اسمه قدار بن سالف‪.‬‬
‫قال النبي‪« :‬انبعث لها رجل عزيز منيع في أهله‪ ،‬مثل أبي زمعة»‪ ،‬وأبو زمعة هو عم الزبير بن العوام‪ ،‬وهو أحد‬
‫المستهزئين باإلسالم‪ ،‬ومات على الكفر بمكة‪.‬‬
‫(فقال لهم رسول هللا ناقة هللا وسقياها)‪ :‬أي‪ :‬احذروا عقر ناقة هللا‪ ،‬وال تتعرضوا لها بسوء‪ ،‬وال تمنعوها من الشرب في يومها‪.‬‬
‫‪ ‬وكان لها يوم ولهم يوم‪ ،‬كما في قوله‪« :‬هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم»‪.‬‬
‫‪ ‬إضافة األشياء إلى هللا قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬إضافة صفة‪ ،‬كيد هللا ووجه هللا وعين هللا‪ ،‬من باب إضافة الصفة إلى موصوفها‪.‬‬
‫‪ .2‬إضافة ملك وتشريف‪ ،‬كبيت هللا وناقة هللا وروح هللا‪.‬‬
‫(فكذبوه فعقروها)‪ :‬فكذبوه في أنه رسول من هللا‪ ،‬فعقروها وأهلكوها (فدمدم عليهم ربهم)‪ :‬الدمدمة‪ :‬هي اإلهالك باستئصال‪،‬‬
‫أي‪ :‬دمرهم وأهلكهم‪ ،‬فأرسل عليهم الصيحة من فوقه والرجفة من تحتهم (بذنبهم)‪ :‬أي‪ :‬بسبب ذنوبهم (فسواها)‪ :‬أي‪ :‬عمها‬
‫بالهالك حتى لم يبق منهم أحد‪.‬‬
‫‪ ‬أن الذنوب سبب للهالك والدمار والفساد‪ ،‬قال تعالى‪« :‬ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم‬
‫بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون»‪.‬‬
‫(وال يخاف عقباها)‪ :‬أي‪ :‬إن هللا ال يخاف من عاقبة هؤالء الذين عذبهم‪ ،‬وال يخاف من تبعتهم‪.‬‬

‫سورة الليل‬
‫التفسير‪:‬‬
‫(والليل إذا يغشى)‪ :‬أي‪ :‬إذا غشي الخليقة بظالمه‪.‬‬
‫(والنهار إذا تجلى)‪ :‬أي‪ :‬ظهر وبان بضيائه وإشراقه‪.‬‬
‫(وما خلق الذكر واألنثى)‪ :‬أي‪ :‬والذي خلق الذكر واألنثى‪ ،‬يقسم بنفسه‪.‬‬
‫(إن سعيكم لشتى)‪ :‬أي‪ :‬إن أعمالكم متباينة ومتخالفة‪ ،‬فمن فاعل خيرا ومن فاعل شرا‪ ،‬ومن عامل لآلخرة ومن عامل للدنيا‪.‬‬
‫(فأما من أعطى واتقى)‪ :‬أي‪ :‬أعطى ما أمر بإخراجه‪ ،‬واتقى هللا في أموره‪.‬‬
‫(وصدق بالحسنى)‪ :‬أي‪ :‬صدق بكالم هللا ورسوله والتوحيد والجزاء يوم الدين‪.‬‬
‫(فسنيسره لليسرى)‪ :‬في أموره كلها‪ ،‬في أمور الدين والدنيا‪.‬‬
‫(وأما من بخل واستغنى)‪ :‬فلم يعط ما أمر بإعطائه‪ ،‬واستغنى عن هللا‪.‬‬
‫(وكذب بالحسنى)‪ :‬أي‪ :‬بالجزاء يوم الدين‪ ،‬وكل ما سبق‪.‬‬
‫(فسنيسره للعسرى)‪ :‬أي‪ :‬لطريق الشر والحالة العسرة‪.‬‬
‫«من ثواب الحسنة الحسنة بعدها‪ ،‬ومن جزاء السيئة السيئة بعدها»‪.‬‬
‫(وما يغني عنه ماله إذا تردى)‪ :‬أي‪ :‬ال يغني عنه ماله الذي أطغاه وبخل واستغنى به‪ ،‬إذا هلك ومات‪.‬‬
‫(إن علينا للهدى)‪ :‬هذا التزام من هللا أن يبين للخلق الهدى‪ ،‬فيبين لهم الحالل والحرام وغيره من التشريعات‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬أن هللا التزم لعباده بالهدى؛ حتى ال يكون للناس على هللا حجة‪.‬‬
‫‪ ‬والهدى نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬هدى التوفيق‪ ،‬فهذا ال يقدر عليه إال هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬هدى إرشاد وداللة‪ ،‬وهذا يكون من هللا‪ ،‬ومن الخلق‪ :‬من الرسل والعلماء‪.‬‬
‫(وإن لنا لآلخرة واألولى)‪ :‬هذا تتميم وتنبيه على أن تعهده لعباده بالهدى فضل منه‪ ،‬وإال فإن اآلخرة ملكه والدنيا ملكه‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم اآلخرة على األولى لفائدتين‪:‬‬
‫‪ .1‬معنوية‪ :‬وذلك ألن اآلخرة أهم من الدنيا‪ ،‬وألن اآلخرة يظهر فيها ملك هللا تماما‪ ،‬أما في الدنيا فهناك ملوك يملكون ما‬
‫أعطاهم هللا من الملك‪.‬‬
‫‪ .2‬لفظية‪ :‬وهي مراعاة الفواصل‪ ،‬أي‪ :‬أواخر اآليات في السورة كلها‪.‬‬
‫(فأنذرتكم نارا تلظى)‪ :‬تتوقد وتتوهج وتلتهب من شدة االشتعال‪.‬‬
‫(ال يصالها إال األشقى)‪ :‬فال يحترق بنارها إال الشقي‪.‬‬
‫(الذي كذب وتولى)‪ :‬أي‪ :‬كذب بالدين بقلبه‪ ،‬وتولى عن العمل بجوارحه‪.‬‬
‫(وسيجنبها األتقى)‪ :‬وسيزحزح عن النار التقي‪.‬‬
‫(الذي يؤتي ماله يتزكى)‪ :‬أي‪ :‬يصرف ماله في طاعة ربه؛ ليزكي نفسه وماله‪.‬‬
‫(وما ألحد عنده من نعمة تجزى)‪ :‬أي‪ :‬إنه ال يعطي المال مكافأة على نعمة سابقة من شخص‪.‬‬
‫(إال ابتغاء وجه ربه األعلى)‪ :‬أي‪ :‬ولكنه يعطي ابتغاء وجه هللا‪.‬‬
‫(ولسوف يرضى)‪ :‬أي‪ :‬وسوف يرضيه هللا بما يعطيه من الثواب الكبير‪.‬‬
‫‪ ‬ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه اآليات نزلت في أبي بكر‪ ،‬حتى إن بعضهم حكى إجماع المفسرين على ذلك‪.‬‬
‫وهذا ال يمنع دخول غير أبي بكر في اآلية لعمومها‪.‬‬

‫سورة الضحى‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫أبطأ جبريل على رسول هللا‪ ،‬فقال المشركون‪ :‬ودع محمد‪ ،‬فأنزل هللا‪« :‬والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما‬
‫قلى»‪.‬‬
‫التفسير‪:‬‬
‫(والضحى)‪ :‬وهو أول ساعات النهار‪ ،‬وقيل‪ :‬النهار كله‪.‬‬
‫(والليل إذا سجى)‪ :‬أي‪ :‬إذا سكن وغطى وأقبل بظالمه‪.‬‬
‫(ما ودعك ربك وما قلى)‪ :‬أي‪ :‬ما تركك يا محمد وال أهملك ربك وما أبغضك‪ ،‬والقالي‪ :‬هو المبغض‪.‬‬
‫(ولآلخرة خير لك من األولى)‪ :‬أي‪ :‬ولآلخرة وما أعد هللا لك فيها خير لك من الدنيا وما فيها‪ ،‬فال تحزن على ما فاتك منها‪.‬‬
‫(ولسوف يعطيك ربك فترضى)‪ :‬أي‪ :‬لسوف يعطيك ربك يا محمد في اآلخرة من فواضل نعمه حتى ترضى ويرضيك في‬
‫أمتك‪.‬‬
‫(ألم يجدك يتيما فآوى)‪ :‬أي‪ :‬جعل لك مأوى تاوي إليه ومنزال تنزله‪.‬‬
‫‪ ‬جاء التعبير بـــ (فآوى) لفائدتين‪:‬‬
‫‪ .1‬معنوية‪ :‬فإنه لو كان التعبير (فآواك) الختص اإليواء بالنبي‪ ،‬واألمر أوسع من ذلك‪ ،‬فاهلل آواه وآوى به المؤمنين‬
‫فنصرهم وأيدهم‪ ،‬بل ودافع عنهم‪.‬‬
‫‪ .2‬لفظية‪ :‬وهي مراعاة الفواصل‪.‬‬
‫(ووجدك ضاال فهدى)‪ :‬يعني غير عالم‪ ،‬فهداك للتوحيد والنبوة‪.‬‬
‫(ووجدك عائال فأغنى)‪ :‬أي‪ :‬ووجدك فقيرا ذا عيال فأغناك‪ ،‬والعيل‪ :‬هو الفقر‪.‬‬
‫(فأما اليتيم فال تقهر)‪ :‬أي‪ :‬فال تحتقره وال تنقصه‪ ،‬وال تظلمه فتذهب بحقه‪.‬‬
‫وهذا في مقابلة قوله‪« :‬ألم يجدك يتيما فآوى» أي‪ :‬إذا كان هللا آواك في يتمك‪ ،‬فال تقهر اليتيم‪.‬‬
‫(وأما السائل فال تنهر)‪ :‬وأما من سألك من أصحاب الحاجة فال تنهره وتغلظ له القول‪ .‬ويدخل فيه السائل للمال والسائل للعلم‪.‬‬
‫(وأما بنعمة ربك فحدث)‪ :‬أي‪ :‬فحدث فهذه النعم العظيمة الدنيوية واألخروية‪ ،‬التي امتن هللا بها عليك‪.‬‬
‫ت‪ ،‬بحمد هللا‬

‫‪41‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مادة الحديث‬
‫الحالل بين والحرام بين‬
‫الحديث‪:‬‬
‫«إن الحالل بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات ال يعلمهن كثير من الناس‪.»... ،‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫النعمان بن بشير‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬الخزرجي‪ ،‬األنصاري‪ ،‬أول مولود ولد في األنصار بعد الهجرة‪ ،‬خاله عبد هللا بن رواحة‪ ،‬ولي‬
‫القضاء بدمشق‪ ،‬توفي عام ‪ 65‬ه‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه)‪ :‬أي مدهما إليهما ليأخذهما؛ إشارة إلى تيقنه من السماع‪.‬‬
‫(فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه)‪ :‬أي‪ :‬برأ دينه من النقص؛ ففي رواية‪« :‬فمن ترك ما شبه عليه من اإلثم كان لما‬
‫استبان أترك»‪ ،‬وصان عرضه عن كالم الناس‪.‬‬
‫‪ ‬تبرئة العرض أمر مطلوب شرعا‪.‬‬
‫(كالراعي يرعى حول الحمى‪ ،‬يوشك أن يرتع فيه)‪ :‬أي‪ :‬كالراعي يرعى دوابه حول األرض المحمية الخضراء كثيرة العشب‪،‬‬
‫يوشك أن ترعى فيها‪ ،‬والحمى‪ :‬هي األرض التي يمنع الناس من الصيد والرعي فيها‪.‬‬
‫(أال وإن في الجسد مضغة‪ ..‬أال وهي القلب)‪ :‬المضغة‪ :‬هي القطعة من اللحم‪.‬‬
‫‪ ‬وسمي القلب بذلك؛ لسرعة تقلبه‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬هذا الحديث أصل لقاعدة شرعية مهمة‪ ،‬وهي‪ :‬سد الذرائع إلى المحرمات‪ ،‬وإغالق كل باب يوصل إليها‪.‬‬
‫‪ ‬أن األمور من حيث الحل والحرمة تنقسم إلى ثالثة أقسام‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬حالل بين‪.‬‬
‫‪ .2‬حرام بين‪.‬‬
‫‪ .3‬أمورمشتبهة‪.‬‬
‫‪ ‬وهذا األخير اكتسب الشبه من الحالل والحرام؛ لذلك خفي أمره على كثير من الناس‪ ،‬والتبس عليهم حكمه‪.‬‬
‫‪ ‬وال بد من وجود ما يدل على أنها شبهة‪ ،‬وإال كان ذلك وسواسا‪.‬‬
‫‪ ‬وجود هذه المشتبهات ال ينافي ما تقرر في النصوص من وضوح الدين؛ وذلك ألن االشتباه ليس من ناحية النص ولكن‬
‫من ناحية من ينظر في النص‪.‬‬
‫‪ ‬أن ت لك المشتبهات واضحة عند بعض العلماء‪ ،‬وخافية على غيرهم؛ لذا أمر هللا بسؤال أهل العلم؛ ألن خفاء الحكم ال‬
‫يمكن أن يعم جميعهم‪.‬‬
‫‪ ‬وجوب العناية بالقلب أكثر من العناية بعمل الجوارح‪ ،‬وال صالح للقلوب حتى تستقر فيها معرفة هللا‪ ،‬وهذا هو حقيقة‬
‫التوحيد‪ ،‬أن يقصد هللا وحده‪ ،‬وينصرف عما سواه‪.‬‬

‫ما حهيتك‪ ،‬عن فاجتنبو‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم‪.»... ،‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫أبو هريرة‪ ،‬عبد الرحمن بن صخر الدوسي‪ ،‬راوية اإلسالم‪ ،‬لزم النبي‪ ،‬فروى عنه أكثر من خمسة آالف حديث‪ ،‬واله أمير‬
‫المؤمنين عمر البحرين‪ ،‬ثم عزله‪ ،‬وولي المدينة سنوات في خالفة بني أمية‪ ،‬توفي عام ‪ 55‬ه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(ما نهيتكم عنه)‪ :‬النهي‪ :‬طلب الكف على وجه االستعالء‪.‬‬
‫(فاجتنبوه)‪ :‬أي‪ :‬ابتعدوا عنه‪ ،‬فكونوا في جانب وهو في جانب آخر‪.‬‬
‫(وما أمرتكم به)‪ :‬األمر‪ :‬طلب الفعل على وجه االستعالء‪.‬‬
‫(فأتوا منه ما استطعتم)‪ :‬أي‪ :‬افعلوا منه ما قدرتم عليه‪.‬‬
‫(فإنما أهلك الذين من قبلكم)‪ :‬يشمل اليهود والنصارى وغيرهم‪ ،‬والمتبادر أنهم اليهود والنصارى‪.‬‬
‫(كثرة مسائلهم)‪ :‬أي‪ :‬أسئلتهم‪.‬‬
‫(واختالفهم على أنبيائهم)‪ :‬أي‪ :‬عدم الطاعة واالنقياد ألنبيائهم‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬بيان الفرق بين المنهيات والمأمورات‪ :‬أن المنهيات قال فيها‪( :‬فاجتنبوه) ولم يقل‪( :‬ما استطعتم)؛ ووجهه‪ :‬أن النهي‬
‫كف‪ ،‬وكل شخص يستطيع الكف‪ ،‬وهو أهون من الفعل‪ ،‬وأما األمر فعل‪ ،‬قد يستطيعه الشخص وقد ال يستطيعه؛ ولهذا‬
‫قال فيه‪( :‬فأتوا منه ما استطعتم)‪ ،‬فإذا لم يقدر على فعل األمر كله فليفعل ما استطاع‪.‬‬
‫‪ ‬أن المنهي عنه يشمل القليل والكثير؛ ألنه ال يتأتى اجتنابه إال باجتناب قليله وكثيره‪.‬‬
‫‪ ‬ينقسم النهي في داللة النصوص الشرعية إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬نهي تحريم‪ :‬وهو كل ما نهى الشرع عن فعله على سبيل اإللزام‪ ،‬وهذا يعاقب المكلف على فعله‪ ،‬ويثاب على تركه‬
‫امتثاال للشرع‪.‬‬
‫‪ .2‬نهي كراهة‪ :‬وهو كل ما نهى الشرع عن فعله على سبيل التنزيه‪ ،‬وهذا ال يعاقب على فعله‪ ،‬ويثاب على تركه امتثاال‬
‫للشرع‪.‬‬
‫‪ ‬ينقسم األمر في داللة النصوص الشرعية إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬أمر إيجاب‪ :‬وهو كل ما أمر به الشرع على سبيل اإللزام‪ ،‬ويثاب فاعله‪ ،‬ويعاقب تاركه‪.‬‬
‫‪ .2‬أمر استحباب‪ :‬وهو كل ما أمر به الشرع على سبيل الندب‪ ،‬ويثاب فاعله‪ ،‬وال يعاقب تاركه‪.‬‬
‫‪ ‬األصل في النهي التحريم‪ ،‬وفي األمر الوجوب‪ ،‬إال إذا دلت قرينة تصرفهما عن ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬السؤال عن أمور الدين نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬سؤال محمود‪ :‬وهو سؤال الشخص عما يحتاجه‪.‬‬
‫‪ .2‬سؤال مذموم‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫‪ ‬السؤال عما أخفاه هللا عن عباده واستأثر بعلمه‪.‬‬
‫‪ ‬السؤال على سبيل العبث والتعنت واالستهزاء‪.‬‬
‫‪ ‬السؤال عن المسائل النادرة الوقوع‪ ،‬التي ال طائل من وقوعها‪.‬‬
‫‪ ‬سؤال العلماء عن األغاليط تحريا لزالتهم‪.‬‬

‫احفظ هللا يحفظك‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«يا غالم‪ ،‬إني أعلمك كلمات‪ :‬احفظ هللا يحفظك‪ ،‬احفظ هللا تجده تجاهك‪.»... ،‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫عبد هللا بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي‪ ،‬حبر األمة وترجمان القرآن‪ ،‬أسلم صغيرا‪ ،‬والزم النبي‪ ،‬وكف بصره في آخر‬
‫عمره‪ ،‬كان يجلس للعلم‪ ،‬توفي بالطائف عام ‪ 66‬ه‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(احفظ هللا)‪ :‬أي‪ :‬احفظ حدود هللا‪ ،‬وحقوقه‪ ،‬وأوامره‪ ،‬ونواهيه‪ ،‬بالوقوف عند أوامره باالمتثال‪ ،‬وعند نواهيه باالجتناب‪ ،‬وعند‬
‫حدوده فال يتجاوز ما أمر به‪.‬‬
‫(يحفظك)‪ :‬يقيك من الشرور في أمر الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ ‬هذه المقابلة في قوله‪« :‬احفظ هللا يحفظك» نظير المقابلة في قوله تعالى‪« :‬فاذكروني أذكركم» وقوله‪« :‬إن تنصروا هللا‬
‫ينصركم»‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫(تجده تجاهك)‪ :‬أي‪ :‬تجده أمامك‪ ،‬يدلك على كل خير‪ ،‬ويقربك إليه‪ ،‬ويهديك إليه‪ ،‬ويذود عنك كل شر‪.‬‬
‫(رفعت األقالم وجفت الصحف)‪ :‬أي‪ :‬أن ما كتبه هللا قد انتهى‪ ،‬وال تبديل لكلمات هللا‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬من أضاع دين هللا فإن هللا يضيعه‪« ،‬وال تكونوا كالذين نسوا هللا فأنساهم أنفسهم»‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ هللا للعبد نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬حفظ له في مصالح دنياه‪.‬‬
‫‪ .2‬حفظ له في دينه وإيمانه‪.‬‬
‫‪ ‬من علم أنه ال يمنع وال يضر غير هللا‪ ،‬أوجب ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والدعاء واالستعانة‪.‬‬
‫‪ ‬أن كل مكتوب مفروغ منه‪« ،‬كتب هللا مقادير الخالئق قبل أن يخلق السماوات واألرض بخمسين ألف سنة»‪.‬‬

‫اتق هللا حيثما كنت‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«اتق هللا حيثما كنت‪ ،‬وأتبع السيئة الحسنة تمحها‪ ،‬وخالق الناس بخلق حسن»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري‪ ،‬رابع من دخل في اإلسالم وقيل‪ :‬الخامس‪ ،‬قدم على رسول هللا وهو بمكة فأسلم‪ ،‬ثم رجع إلى‬
‫قومه‪ ،‬توفي في الربذة عام ‪ 32‬ه‪ ،‬وصلى عليه عبد هللا بن مسعود في النفر الذين شهدوا موته‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(اتق هللا)‪ :‬أي‪ :‬اتخذ وقاية من عذاب هللا‪ ،‬وذلك بفعل أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪.‬‬
‫(وأتبع السيئة الحسنة تمحها)‪ :‬أي‪ :‬إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة‪ ،‬فهذه الحسنة تمحو السيئة‪ ،‬والحسنة‪ :‬اسم جامع لكل ما يقرب‬
‫إلى هللا‪.‬‬
‫(وخالق الناس بخلق حسن)‪ :‬الخلق الحسن‪ :‬كف األذى‪ ،‬وبذل الندى‪ ،‬أي‪ :‬العطاء‪ ،‬والصبر على األذى‪ ،‬أي‪ :‬أذى الغير‪ ،‬وطالقة‬
‫الوجه‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء‪ :‬هل المراد من الحسنة التي تمحو السيئة التوبة وحدها‪ ،‬أو المراد أي حسنة من عمل صالح ونحوه‪.‬‬
‫والثاني هو الصواب‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان إظهار التقوى يحصل به التأسي واالتباع‪ ،‬فإعالنها أحسن وأفضل‪ ،‬أما إذا كان ال يحصل به فائدة فاإلسرار‬
‫أفضل‪.‬‬
‫‪ ‬ال يشترط أن ينوي بهذه الحسنة أن تمحو السيئة التي فعل‪ ،‬ومجرد فعل الحسنات يذهب السيئات‪ ،‬وهذا من فضله‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء‪ :‬هل تكفر األعمال الصالحة الصغائر والكبائر‪ ،‬أم ال تكفر سوى الصغائر‪.‬‬
‫فقال بعضهم‪ :‬تكفر الصغائر والكبائر‪ ،‬وذهب أكثرهم إلى أنها ال تكفر سوى الصغائر‪ ،‬أما الكبائر فال بد لها من توبة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫قل آمنت باهلل ث‪ ،‬استق‪،‬‬


‫الحديث‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول هللا أخبرني أمرا في اإلسالم‪ ،‬ال أسأل عنه أحدا بعدك‪ .‬قال‪« :‬قل آمنت باهلل ثم استقم»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫سفيان بن عبد هللا بن ربيعة الثقفي‪ ،‬صحابي‪ ،‬وفد على النبي‪ ،‬واستعمله عمر على صدقات الطائف‪ ،‬روى عن النبي وعن‬
‫عمر‪ ،‬وشهد حنينا‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(قل آمنت باهلل)‪ :‬أي‪ :‬حقق كلمة التوحيد‪ ،‬وامتنع عن كل ما ينافيها‪.‬‬
‫(ثم استقم)‪ :‬أي‪ :‬على طاعة هللا‪ ،‬واالستقامة‪ :‬هي سلوك الصراط المستقيم والدين القيم‪ ،‬من غير اعوجاج أو ميالن عنه‪.‬‬
‫‪ ‬قوله‪« :‬قل آمنت باهلل ثم استقم» مطابق لقوله تعالى‪« :‬فاستقم كما أمرت»‪ ،‬قيل ‪« :‬ما نزلت على رسول هللا في جميع‬
‫القرآن كانت أشد وال أشق عليه من هذه اآلية»؛ ولذلك قال‪« :‬شيبتني هود وأخواتها»‪.‬‬
‫‪ ‬قيل في قوله تعالى‪« :‬إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا»‪ :‬لم يشركوا باهلل شيئا‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬رجاحة عقل الصحابي حيث سأل هذا السؤال الذي فيه النهاية ويستغنى به عن سؤال أي أحد‪.‬‬
‫‪ ‬أن النبي أعطي جوامع الكلم حيث جمع كل الدين في كلمتين‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي لإلنسان أن يسأل عن العلم السؤال الجامع المانع؛ حتى ال تشتبه عليه العلوم وتختلط‪.‬‬
‫‪ ‬االستقامة وصف عام شامل لجميع األعمال‪ ،‬وهي واجبة وليست نفال‪.‬‬

‫خلق رسول هللا‬


‫الحديث‪:‬‬
‫انطلقت إلى عائشة رضي هللا عنها فقلت‪ :‬يا أم المؤمنين! أنبئيني عن خلق رسول هللا‪ ،‬قالت‪« :‬ألست تقرأ القرآن؟» قلت‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قالت‪« :‬فإن خلق نبي هللا صلى هللا عليه وسلم كان القرآن»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫سعد بن هشام‪ ،‬تابعي جليل القدر‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫خلق رسول هللا‪ :‬أي‪ :‬أخالقه وشمائله‪.‬‬
‫(فإن خلق نبي هللا صلى هللا عليه وسلم كان القرآن)‪ :‬أي‪ :‬بالعمل به‪ ،‬والوقوف عند حدوده‪ ،‬والتأدب بآدابه‪ ،‬واالعتبار بأمثاله‬
‫وقصصه‪ ،‬وتدبره وحسن تالوته‪.‬‬
‫«معنى هذا أنه صار امتثال القرآن ‪-‬أمرا ونهيا‪ -‬سجية له‪ ،‬وترك طبعه الجبلي‪ ...،‬هذا مع ما جبله هللا عليه من الخلق العظيم»‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬فيه إرشاد إلى التحلي بحسن الخلق‪ ،‬وحسن الخلق يكون مع هللا ومع عباد هللا‪:‬‬
‫‪ o‬فحسن الخلق مع هللا يكون بالرضا بحكمه شرعا وقدرا‪.‬‬
‫‪ o‬وحسن الخلق مع عباد هللا يكون بكف األذى‪ ،‬وبذل الندى‪ ،‬وطالقة الوجه‪.‬‬

‫إن هللا كتب الحتنات والتيئات‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«إن هللا كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ‪ ،‬فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها هللا له عنده حسنة كاملة ‪.»... ،‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(كتب)‪ :‬أي‪ :‬قدر وقوعها‪ ،‬وكتب ثوابها وعقابها‪.‬‬
‫‪ ‬أن الحسنات والسيئات الواقعة قد فرغ منها وكتبت واستقرت‪.‬‬
‫(هم)‪ :‬يقال‪ :‬هم الرجل باألمر‪ ،‬إذا عزم على القيام به‪ ،‬فالمراد بالهم العزم‪ ،‬ال مجرد حديث النفس‪.‬‬
‫(فلم يعملها)‪ :‬أي‪ :‬الحسنة لعائق حال بينه وبين فعلها‪ ،‬أو السيئة خوفا من هللا‪.‬‬
‫(ضعف)‪ :‬أي‪ :‬مثل‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬مضاعفة الحسنات تكون باعتبار‪:‬‬
‫‪ o‬الزمان‪ :‬كثواب العمل الصالح في العشر األول من ذي الحجة‪.‬‬
‫‪ o‬المكان‪ :‬كثواب الصالة في المسجد الحرام‪.‬‬
‫‪ o‬نوع العمل‪ :‬فالفرض أفضل من النفل والتطوع‪.‬‬
‫‪ o‬العامل‪ :‬كفضل الصحابة على من بعدهم‪.‬‬
‫وتفاضل العمل يكون باإلخالص هلل‪ ،‬والمتابعة لرسوله‪.‬‬
‫‪ ‬الهم بسيئة بمكة يوجب العقاب‪ ،‬ولو هم بها وهو خارجها‪« ،‬ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»‪.‬‬
‫‪ ‬السيئات منها الصغائر ومنها الكبائر‪ ،‬والحسنات منها واجبات ومنها تطوعات‪ ،‬ولكل منهما الحكم والثواب المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬إذا نوى الشر‪ ،‬وعمل العمل الذي يوصل إليه‪ ،‬ولكنه عجز عنه‪ ،‬فإنه يكتب عليه إثم الفاعل‪« ،‬إذا التقى المسلمان‬
‫بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل‪ :‬يا رسول هللا هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال‪« :‬إنه كان حريصا على قتل‬
‫صاحبه»‪.‬‬

‫من يتتيفف ييف هللا‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«ومن يستعفف يعفه هللا‪ ،‬ومن يستغن يغنه هللا‪ ،‬ومن يتصبر يصبره هللا»‪ .‬وفي رواية‪« :‬وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من‬
‫الصبر»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫حكيم بن حزام بن خويلد القرشي‪ ،‬ولد في جوف الكعبة‪ ،‬وعاش مائة وعشرين سنة‪ ،‬ستين في الجاهلية‪ ،‬وستين في اإلسالم‪،‬‬
‫مات عام ‪ 45‬ه‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(يستعفف)‪ :‬أي‪ :‬يمتنع عن السؤال‪ ،‬ويكف عن الحرام‪.‬‬
‫(يعفه هللا)‪ :‬أي‪ :‬يجازيه على استعفافه‪ ،‬بصيانة وجهه ودفع فاقته‪ ،‬وقيل‪ :‬إما يرزقه من المال ما يستغني به عن السؤال‪ ،‬أو‬
‫يرزقه القناعة‪.‬‬
‫(يستغن)‪ :‬أي‪ :‬يظهر الغنى‪.‬‬
‫(يغنه هللا)‪ :‬أي‪ :‬يجعله غنيا‪ ،‬أي‪ :‬بالقلب‪.‬‬
‫‪« ‬يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ال يسألون الناس إلحافا»‪.‬‬
‫(يتصبر)‪ :‬أي‪ :‬يتكلف الصبر ويتحمل مرارته‪ ،‬والصبر‪ :‬هو حبس النفس عن كل ما يكرهه هللا وال يحبه‪ ،‬من اعتقاد أو قول أو‬
‫عمل‪.‬‬
‫(يصبره هللا)‪ :‬أي‪ :‬يقويه ويمكنه من نفسه‪ ،‬حتى تنقاد له‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬ال يجوز سؤال الناس إال لحاجة ماسة على قدر الكفاية‪ ،‬عند العجز عن السعي‪.‬‬
‫‪ ‬األخالق الكريمة يمكن اكتسابها والوصول إليها عن طريق التعود عليها‪.‬‬

‫إ ا ل‪ ،‬تتتح فاصنع ما شئت‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«إن مما أدرك الناس من كالم النبوة األولى‪ :‬إذا لم تستح فاصنع ما شئت»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫أبو مسعود عقبة بن عمرو األنصاري البدري‪ ،‬سمي بدريا ألنه نزل ماء ببدر أو سكنها‪ ،‬شهد البيعة الثانية‪ ،‬استخلفه علي على‬
‫الكوفة‪ ،‬توفي عام ‪ 41‬ه‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(أدرك الناس)‪ :‬أي‪ :‬بلغهم وعلموه‪.‬‬
‫(كالم النبوة األولى)‪ :‬أي‪ :‬من شرائع األنبياء التي لم تنسخ التفاق العقول عليه‪.‬‬
‫(إذا لم تستح)‪ :‬الحياء لغة‪ :‬الحشمة‪ ،‬واصطالحا‪ :‬خلق يحمل على إتيان الحميد وترك القبيح‪.‬‬
‫وللجملة معنيان‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا لم يكن عندك حياء «فاصنع ما شئت»‪ ،‬فيكون األمر للتهديد‪ ،‬أي‪ :‬افعل ما بدا لك فإنك ستعاقب عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا كان ما تفعله ليس مما يستحيا منه «فاصنع ما شئت»‪ ،‬فيكون األمر لإلباحة‪ ،‬أي‪ :‬لك أن تفعل ما ال يعاب وال يذم‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬أن اآلثار عن األمم السابقة قد تبقى إلى هذه األمة‪ ،‬فتنقل إما عن طريق القرآن‪ ،‬أو السنة‪ ،‬أو يكون مما تناقله الناس‪.‬‬
‫وما يؤثر عن النبوة األولى ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬ما شهد شرعنا بصحته‪ ،‬فهو صحيح مقبول‪.‬‬
‫‪ .2‬ما شهد شرعنا ببطالنه‪ ،‬فهو باطل مردود‪.‬‬
‫‪ .3‬ما لم يرد شرعنا بتأييده وال تفنيده‪ ،‬فهذا يتوقف فيه‪ ،‬وهذا هو العدل‪.‬‬
‫‪ ‬الحياء قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬منه ما يتعلق بحق هللا‪ :‬فتستحي منه أن يراك حيث نهاك‪ ،‬وأن يفقدك حيث أمرك‪.‬‬
‫‪ .2‬منه ما يتعلق بحق المخلوق‪ :‬فتكف عن كل ما يخالف المروءة واألخالق‪.‬‬
‫‪ ‬الحياء خلق محمود كله‪ ،‬وأما ما منع من فعل الواجب أو أوقع فيما يحرم فإنه ليس من الحياء‪ ،‬وإنما يسمى خجال‪.‬‬

‫من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت‪ ،‬ومن كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن باهلل‬
‫واليوم اآلخر فليكرم ضيفه»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر)‪ :‬جملة شرطية‪.‬‬
‫(فليكرم جاره)‪ :‬أي‪ :‬جاره في البيت‪ ،‬والظاهر أنه يشمل حتى جاره في العمل‪ ،‬لكن هو في جار البيت أظهر‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬الخير في القول نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬خير في المقال نفسه‪ :‬كأن يذكر هللا‪ ،‬ويقرأ القرآن‪ ،‬ويعلم العلم…‬
‫‪ .2‬خير في المراد به‪ :‬كأن يقول قوال مباحا ليس خيرا في نفسه بل لما يترتب عليه‪ ،‬كأن يدخل السرور على جلسائه‪...‬‬
‫‪ ‬السكوت دائما ليس بواجب‪ ،‬فالمقال ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬خير‪ :‬وهو المطلوب‪.‬‬
‫‪ .2‬شر‪ :‬وهو المحرم‪.‬‬
‫‪ .3‬لغو‪ :‬وهو ما ليس فيه خير وال شر‪ ،‬واألفضل السكوت عنه‪.‬‬
‫‪ ‬الجيران ثالثة‪:‬‬
‫‪ .1‬جار مسلم ذو قربى‪ :‬وله حق الجوار‪ ،‬وحق اإلسالم‪ ،‬وحق القرابة‪.‬‬
‫‪ .2‬جار مسلم ليس بذي قربى‪ :‬وله حق الجوار‪ ،‬وحق اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .3‬جار غير مسلم وال بذي قربى‪ :‬وله حق الجوار‪.‬‬
‫وأولى الجيران باإلحسان من يكون أقربهم بابا‪ ،‬وإكرام الجار مطلق يرجع فيه إلى العرف‪.‬‬
‫‪« ‬إن للضيف حقا على من نزل به‪ ،‬وهو ثالث مراتب‪ :‬حق واجب‪ ،‬وتمام مستحب‪ ،‬وصدقة من الصدقات»‪« ،‬من كان‬
‫يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم ضيفه جائزته» قيل‪ :‬وما جائزته يا رسول هللا؟ قال‪« :‬يوم وليلة‪ ،‬والضيافة ثالثة أيام‪،‬‬
‫فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه»‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫والضيف الذي يجب إكرامه‪ ،‬وله حق على المضيف‪ ،‬هو‪ :‬الضيف المسافر‪ ،‬القادم من بلد آخر‪.‬‬

‫ال يدخل الجنة من كان في قلب‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«ال يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» قال رجل‪ :‬إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا‪ ،‬ونعله حسنة‪ ،‬قال‪« :‬إن‬
‫هللا جميل يحب الجمال‪ ،‬الكبر بطر الحق‪ ،‬وغمط الناس»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫عبد هللا بن مسعود الهذلي‪ ،‬هاجر إلى الحبشة الهجرتين‪ ،‬شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول هللا‪ ،‬وكان أقرب الناس إليه‬
‫هديا وسمتا‪ ،‬أخذ من فيه سبعين سورة ال ينازعه فيها أحد‪ ،‬بعثه عمر إلى أهل الكوفة ليعلمهم أمور دينهم‪ ،‬توفي عام ‪ 32‬ه‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(مثقال ذرة)‪ :‬أي‪ :‬زنة ذرة‪ ،‬والذرة في المشهور‪ :‬صغار النمل‪ ،‬وقيل‪« :‬إذا وضعت يدك في التراب ثم رفعتها ‪ ،‬فكل واحدة مما‬
‫لزق من التراب ذرة»‪.‬‬
‫‪ ‬ومن الخطأ تفسير الذرة التي جاءت في القرآن والسنة بالذرة في اصطالح الكيميائيين؛ فهذا اصطالح معاصر ليس‬
‫معروفا في كالم العرب الذي نزل به القرآن وجاءت به السنة‪.‬‬
‫(من كبر)‪ :‬الكبر في اللغة‪ :‬العظمة والتجبر‪ ،‬وفي الشرع‪« :‬بطر الحق‪ ،‬وغمط الناس»‪.‬‬
‫‪ ‬والتواضع‪ :‬خفض الجناح‪ ،‬ولين الجانب‪.‬‬
‫(يحب الجمال)‪ :‬أي‪ :‬يحب التجمل‪.‬‬
‫(بطر الحق)‪ :‬أي‪ :‬رده‪ ،‬وعدم قبوله‪ ،‬والنظر إليه بعين االستصغار‪.‬‬
‫(غمط الناس)‪ :‬أي‪ :‬ازدراؤهم واحتقارهم‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬أن هللا جميل‪ ،‬جميل بذاته وبأفعاله وبصفاته‪ ،‬وكذلك يحب التجمل‪ ،‬وكلما كان اإلنسان متجمال كان ذلك أحب إلى هللا‪،‬‬
‫إذا كان هذا التجمل مما يسعه‪ ،‬إنه يحب الجمال الظاهري والباطني‪.‬‬
‫‪ ‬الكبر ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ .1‬الكبر على هللا‪ :‬بأن يمتنع عن اإليمان به كبرا وعجبا وفخرا‪.‬‬
‫‪ .2‬الكبر على رسول هللا‪ :‬بأن يمتنع عن االنقياد له تكبرا وجهال وعنادا‪.‬‬
‫‪ .3‬الكبر على الخلق‪ :‬وهو احتقارهم واستعظام النفس عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬الكبر ليس لإلنسان وال ينبغي له؛ ألنه صفة من صفات الربوبية‪ ،‬قال النبي‪« :‬قال هللا‪ :‬الكبرياء ردائي‪ ،‬والعظمة‬
‫إزاري‪ ،‬فمن نازعني واحدا منهما قذفته النار»‪.‬‬

‫أتدرون ما الفيبة‬
‫الحديث‪:‬‬
‫«أتدرون ما الغيبة؟» قالوا‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪« :‬ذكرك أخاك بما يكره» قيل‪ :‬أفرأيت إن كان في أخي ما أقول‪ ،‬قال‪« :‬إن‬
‫كان فيه ما تقول فقد اغتبته‪ ،‬وإن لم يكن فيه فقد بهته»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(ذكرك أخاك بما يكره)‪ :‬في قوله‪« :‬أخاك» حث للمغتاب أن يمتنع عن غيبته‪ ،‬وفي قوله‪« :‬بما يكره» ما يشعر بأنه إذا كان ال‬
‫يكره ما يعاب به فإنه ال يكون غيبة‪.‬‬
‫(اغتبته)‪ :‬الغيبة لغة‪ :‬من الغيب‪ ،‬وهو كل من غاب عنك‪ ،‬واصطالحا‪ :‬ذكر اإلنسان في غيبته بما يكره‪ ،‬فإن كان في حضوره‬
‫فهو سب‪.‬‬
‫‪ ‬وسميت بذلك لغياب المذكور حين ذكره اآلخرون‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫(بهته)‪ :‬أي‪ :‬قلت فيه البهتان‪ ،‬وهو الباطل‪ ،‬وأصل البهتان أن يقال له الباطل في وجهه‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬الغيبة محرمة باإلجماع‪ ،‬وهي من كبائر الذنوب‪ ،‬وال يستثنى من ذلك إال ما رجحت مصلحته‪ ،‬كما في الجرح‬
‫والتعديل والنصيحة‪.‬‬
‫‪ ‬الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره في دينه أو خلقه أو خليقته‪.‬‬
‫‪ ‬أن الغيبة تختلف مراتبها باختالف ما ينتج عنها‪ ،‬فغيبة العلماء أشد من غيرهم؛ ألن الناس إذا خف ميزان العالم عندهم‬
‫لم يقبلوا منه شيئا‪.‬‬
‫‪« ‬من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع هللا عورته ومن تتبع هللا عورته يفضحه ولو في جوف رحله»‪.‬‬
‫‪ ‬أن غير المسلم تجوز غيبته‪.‬‬

‫ال حتد إال في اثنتين‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«ال حسد إال في اثنتين‪ :‬رجل آتاه هللا ماال فسلط على هلكته في الحق‪ ،‬ورجل آتاه هللا الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(ال حسد)‪ :‬الحسد في اللغة‪ :‬تمني الحاسد زوال نعمة المحسود‪ ،‬وهو في الشرع أعم منه في اللغة‪ ،‬والمراد به هنا‪ :‬حسد الغبطة‪،‬‬
‫وهو‪ :‬أن يرى النعمة في غيره فيتمناها لنفسه‪ ،‬دون تمني زوالها عن صاحبها‪.‬‬
‫(فسلط على هلكته في الحق)‪ :‬أي‪ :‬تغلب على شح نفسه‪ ،‬وأنفقه في وجوه الخير‪ ،‬وقوله‪( :‬هلكته) يدل على أنه ال يبقي منه شيئا‪،‬‬
‫وقوله‪( :‬في الحق) ليرفع عنه أن يكون المراد اإلسراف المذموم‪.‬‬
‫(الحكمة)‪ :‬أي‪ :‬العلم الذي يمنع من الجهل‪ ،‬ويزجر عن القبيح‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬مراتب الحسد أربعة‪:‬‬
‫‪ .1‬تمني زوال النعمة عن المنعم عليه‪ ،‬ولو لم تنتقل للحاسد‪.‬‬
‫‪ .2‬تمني زوال النعمة عن المنعم عليه‪ ،‬وحصول الحاسد عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬تمني حصوله على مثل النعمة عند المنعم عليه‪ ،‬حتى ال يحصل التفاوت بينهما‪ ،‬فإذا لم يستطع الحصول عليها تمنى‬
‫زوالها عنه‪.‬‬
‫‪ .4‬تمني حصوله على مثل النعمة عند المنعم عليه‪ ،‬من غير أن تزول عنه‪.‬‬
‫واألول محرم وهو من كبائر الذنوب‪ ،‬واألخير جائز محمود‪.‬‬
‫‪ ‬الحسد منفي شرعا‪ ،‬واستعمل لفظ الحسد في الحديث تجوزا‪.‬‬

‫احظروا إلى من أسفل منك‪،‬‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«انظروا إلى من أسفل منكم‪ ،‬وال تنظروا إلى من هو فوقكم‪ ،‬فهو أجدر أن ال تزدروا نعمة هللا عليكم»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(أجدر)‪ :‬أي‪ :‬أحق‪.‬‬
‫(تزدروا)‪ :‬أي‪ :‬تحتقروا‪.‬‬
‫‪ ‬مصداقه قوله تعالى‪« :‬وال تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير‬
‫وأبقى»‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬فيه إرشاد العبد إلى ما يشكر به النعمة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫من وفق لالهتداء بهذا الهدي لم يزل شكره في زيادة‪ ،‬ومن عكس األمر فإنه ال بد أن يزدري نعمة هللا عليه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيه دواء من الحسد ونحوه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هل تنصرون وترزقون إال بضيفائك‪،‬‬


‫الحديث‪:‬‬
‫رأى سعد أن له فضال على من دونه‪ ،‬فقال النبي‪« :‬هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم؟!»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(رأى سعد أن له فضال على من دونه)‪ :‬أي‪ :‬شجاعة وكرما وسخاوة‪ ،‬ليس كبرا وال غرورا وال عجبا‪.‬‬
‫‪ ‬وهو سعد بن أبي وقاص؛ أحد العشرة المبشرين بالجنة‪ ،‬وسادس من أسلم من المسلمين‪ ،‬وأول من رمى بسهم في‬
‫سبيل هللا‪ ،‬وهو من قال له النبي في غزوة أحد‪«:‬يا سعد ارم‪ ،‬فداك أبي وأمي»‪ ،‬وأحد الستة أصحاب الشورى‪.‬‬
‫(هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم؟!)‪ :‬أي‪ :‬بدعائهم وصالتهم وإخالصهم‪.‬‬
‫‪ ‬واالستفهام للتقرير والتوبيخ‪ ،‬أي‪ :‬ليس النصر والرزق إال ببركة دعائهم‪.‬‬
‫‪ ‬وقد استدل به البعض على استحباب إخراج الشيوخ والصبيان في صالة االستسقاء‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬أنه ال ينبغي لألقوياء القادرين أن يستهينوا بالضعفاء العاجزين‪.‬‬
‫‪ ‬أن األسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬أسباب حسية‪ :‬وهي القوة والشجاعة والغنى والقدرة‪.‬‬
‫وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب الخلق‪ ،‬ويعلقون عليه النصر والرزق‪.‬‬
‫أسباب معنوية‪ :‬وهي التوكل على هللا والثقة به والتوجه إليه والطلب منه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وهذا النوع أقوى عند الضعفاء العاجزين؛ الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يتيقنوا أن نصرهم ورزقهم من عند هللا‪.‬‬
‫‪ ‬أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخالصا وأكثر خشوعا؛ لخالء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها‪.‬‬

‫المؤمن للمؤمن كالبنيان‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«المؤمن للمؤمن كالبنيان‪ ،‬يشد بعضه بعضا» وشبك بين أصابعه‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫أبو موسى األشعري‪ ،‬عبد هللا بن قيس‪ ،‬قدم مكة قبل الهجرة‪ ،‬فأسلم ثم هاجر إلى الحبشة‪ ،‬ثم قدم المدينة مع أصحاب السفينتين‬
‫بعد فتح خيبر‪ ،‬واله النبي على زبيد وعدن‪ ،‬وواله عمر على البصرة‪ ،‬وواله عثمان على الكوفة‪ ،‬توفي ‪ 44‬ه‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(المؤمن للمؤمن كالبنيان)‪ :‬أي‪ :‬حال المؤمن في تعاونه مع المؤمن كالبنيان في التماسك والتالحم‪.‬‬
‫(وشبك بين أصابعه)‪ :‬زيادة في اإليضاح والبيان‪ ،‬وتشبيه للمعقول بالمحسوس‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬فيه إشارة إلى تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض‪ ،‬وحثهم على التراحم‪ ،‬ووجوب التناصر والتعاون بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬أن قوة األمة اإلسالمية تتوقف على وحدتها‪« ،‬إن هللا يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص»‪.‬‬
‫‪ ‬أن األخوة مدارها اإليمان‪ ،‬وليس في نصوص الشرع ما يدعو إلى االلتفاف حول شعار القومية العربية‪ ،‬بل هي فكرة‬
‫جاهلية‪« ،‬إن هللا قد أذهب عنكم عبية الجاهلية ‪-‬أي‪ :‬الكبر والفخر‪ -‬وفخرها باآلباء‪ ،‬إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي‪،‬‬
‫الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب»‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ال يؤمن أحدك‪،‬‬
‫الحديث‪:‬‬
‫«ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه»‪.‬‬

‫راوي الحديث‪:‬‬
‫أنس بن مالك بن النضر األنصاري‪ ،‬خادم رسول هللا‪ ،‬خدمه إلى ان قبض‪،‬ثم رحل إلى دمشق‪ ،‬ومنها إلى البصرة‪ ،‬فمات بها‪،‬‬
‫وهو آخر من مات بالصحابة بالبصرة‪ ،‬عام ‪ 53‬ه‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(ال يؤمن أحدكم)‪ :‬اإليمان الكامل‪ ،‬وإال فأصل اإليمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة‪.‬‬
‫(ما يحب لنفسه)‪ :‬من فعال الخير‪ ،‬قوال وعمال واعتقادا‪.‬‬
‫«معناه ‪ :‬أنه ال يتم إيمان أحد اإليمان التام الكامل‪ ،‬حتى يضم إلى إسالمه سالمة الناس منه‪ ،‬وإرادة الخير لهم‪ ،‬والنصح‬
‫لجميعهم»‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬نفي اإليمان عمن ال يحب ألخيه ما يحب لنفسه يدل على وجوب ذلك؛ إذ ال ينفى اإليمان إال لفوات واجب فيه أو وجود‬
‫ما ينافيه‪.‬‬
‫‪ ‬ال يقدر على تلك الخصلة إال من رزق سالمة الصدر‪ ،‬وكان قلبه خاليا من الغل والغش والحسد‪ ،‬ففيه الدعوة إلى‬
‫سالمة الصدر‪.‬‬

‫تلك عاجل بشرى المؤمن‬


‫الحديث‪:‬‬
‫قيل لرسول هللا أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه قال‪« :‬تلك عاجل بشرى المؤمن»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(تلك عاجل بشرى المؤمن)‪ :‬أي‪ :‬عاجل بشرى المؤمن أن يعمل العمل الصالح‪ ،‬مخلصا هلل‪ ،‬فيطلع الناس عليه‪ ،‬فيثنون عليه‪،‬‬
‫فيسره ذلك‪ ،‬ويستبشر به خيرا‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬أن هللا إذا تقبل العمل أوقع في القلوب قبول العامل ومدحه‪ ،‬فيكون ذلك مبشرا بالقبول‪.‬‬
‫‪ ‬أن المؤمن يبشر في الدنيا بعمله الصالح من عدة وجوه‪:‬‬
‫‪ o‬أن يشرح هللا صدره للعمل الصالح‪.‬‬
‫‪ o‬أن يثني الصالحون عليه خيرا‪.‬‬
‫‪ o‬أن ترى له المرائي الحسنة في المنام‪.‬‬
‫‪ ‬أن المؤمن يبشر في اآلخرة‪ ،‬وهي البشارة العظمى‪ ،‬وأول مراتبها عند الموت‪.‬‬

‫سددوا وقاربوا وأبشروا‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله» قالوا‪ :‬وال أنت يا رسول هللا؟ قال‪« :‬وال أنا إال أن يتغمدني هللا منه‬
‫برحمة»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(سددوا)‪ :‬السداد‪ :‬الصواب‪ ،‬أي‪ :‬اقصدوا الصواب‪ ،‬وأصله من تسديد السهم‪.‬‬
‫‪ ‬والتسديد في األمور هو القصد والعدل ما بين اإلفراط والتفريط‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫(وقاربوا)‪ :‬أي‪ :‬ال تجهدوا أنفسكم بالعبادة؛ لئال يفضي بكم ذلك إلى المالل‪ ،‬فتتركوا العمل فتفرطوا‪.‬‬
‫(وأبشروا)‪ :‬أي‪ :‬إذا قمتم بما أمرتم به‪ ،‬فأبشروا بالثواب‪.‬‬
‫(فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله)‪ :‬أي‪ :‬إن دخول الجنة ال يحصل للعبد بمجرد العمل‪ ،‬بل بفضل هللا وإحسانه‪.‬‬
‫(يتغمدني هللا منه برحمة)‪ :‬أي‪ :‬يلبسنيها ويغمدني بها‪ ،‬ومنه قولهم‪ :‬أغمدت السيف‪ ،‬إذا جعلته في غمده‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬هذا الحديث ونحوه فيه داللة أنه ال يستحق أحد الجنة بعمله‪ ،‬وأما قوله تعالى‪« :‬ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون» فإنه ال‬
‫يعارض هذه األحاديث‪ ،‬بل معناها أن دخول الجنة بسبب األعمال‪ ،‬والتوفيق لها والهداية لإلخالص فيها وقبولها‬
‫برحمة هللا وفضله‪.‬‬
‫فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل‪ ،‬كما يصح أنه دخل بسبب العمل‪ ،‬فتكون الباء في الحديث للعوض والباء في اآلية‬
‫للسببية‪.‬‬

‫ال يلدغ المؤمن من جحر‬


‫الحديث‪:‬‬
‫«ال يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»‪.‬‬

‫شرح المفردات‪:‬‬
‫(ال يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)‪ :‬المراد‪ :‬المؤمن الممدوح الكامل‪ ،‬الذي أوقفته معرفته وتجربته على غوامض األمور‬
‫حتى صار يحذر مما سيقع‪ ،‬وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارا‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬الحديث لفظه خبر ومعناه أمر‪ ،‬أي‪ :‬ليكن المؤمن حازما حذرا‪ ،‬ال يؤتى من ناحية الغفلة‪ ،‬فيخدع مرة بعد أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬هذا مثل ضربه النبي لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته‪.‬‬
‫وسبب الحديث‪ :‬أن النبي أسر أبا عزة الشاعر يوم بدر‪ ،‬فمن عليه‪ ،‬وعاهده أال يحرض عليه وال يهجوه‪ ،‬وأطلقه فلحق بقومه‪،‬‬
‫ثم رجع إلى التحريض والهجاء‪ ،‬ثم أسره يوم أحد‪ ،‬فسأله المن‪ ،‬فقال النبي‪« :‬ال يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين»‪ ،‬وقال له‪:‬‬
‫«وهللا ال تمسح عارضيك بمكة وتقول سخرت بمحمد مرتين»‪ ،‬ثم أم به فقتل‪.‬‬

‫فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬أن هذا التيقظ كما هو مطلوب في أمر الدنيا‪ ،‬فكذا هو مطلوب في أمر اآلخرة‪ ،‬فالمؤمن إذا أذنب ينبغي أن يتألم قلبه‬
‫كاللديغ وال يعود‪ ،‬وهذا من جوامع كلم النبي‪« ،‬يعظكم هللا أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين»‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫‪51‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مادة التيرة النبوية‬
‫تيامل النبي مع أزواج‬
‫‪ ‬كان للنبي إحدى عشرة زوجة‪ ،‬وهن‪:‬‬
‫‪ ‬خديجة بنت خويلد‪.‬‬
‫‪ ‬سودة بنت زمعة العامرية‪.‬‬
‫‪ ‬عائشة بنت أبي بكر‪.‬‬
‫‪ ‬حفصة بنت عمر‪.‬‬
‫‪ ‬زينب بنت خزيمة الهاللية‪.‬‬
‫‪ ‬أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية‪.‬‬
‫‪ ‬أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان األموية‪.‬‬
‫‪ ‬جويرية بنت الحارث المصطلقية‪.‬‬
‫‪ ‬ميمونة بنت الحارث الهاللية‪.‬‬
‫‪ ‬صفية بنت حيي بن أخطب النضيرية‪.‬‬
‫‪ ‬زينب بنت جحش األسدية‪.‬‬
‫وقد مات عن تسع منهن‪ ،‬وماتت خديخة بنت خويلد‪ ،‬وزينب بنت خزيمة قبله‪.‬‬

‫قال النبي‪« :‬خيركم خيركم ألهله‪ ،‬وأنا خيركم ألهلي»‪ ،‬وقال‪« :‬أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم‬
‫خلقا»‪.‬‬
‫‪ ‬خدمة أهله‪:‬‬
‫سئلت عائشة‪ :‬ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت‪« :‬كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصالة خرج إليها»‪.‬‬
‫في مهنة أهله‪ :‬أي‪ :‬في خدمة أهله‪.‬‬
‫وقالت‪« :‬يخيط ثوبه‪ ،‬ويخصف نعله‪ ،‬ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم»‪.‬‬
‫وقالت‪« :‬ما كان إال بشرا من البشر‪ :‬يفلي ثوبه‪ ،‬ويحلب شاته‪ ،‬ويخدم نفسه‪ ،‬ويخيط ثوبه‪ ،‬ويخصف نعله‪ ،‬ويرقع دلوه»‪.‬‬
‫يفلي ثوبه‪ :‬أي‪ :‬ينظر هل فيه وسخ‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على مؤانستهم‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬قل يوم إال وهو يطوف علينا جميعا‪ ،‬فيدنو من كل امرأة من غير مسيس‪ ،‬حتى يبلغ إلى التي هو يومها‬
‫فيبيت عندها»‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز للرجل الدخول على من لم يكن في يومها من نسائه‪ ،‬والتأنيس لها واللمس والتقبيل‪.‬‬
‫‪ ‬الوفاء وحفظ العهد‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة‪ ،‬وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها‪ ،‬وربما‬
‫ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء‪ ،‬ثم يبعثها في صدائق خديجة‪ ،‬فربما قلت له‪ :‬كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إال خديجة‪ ،‬فيقول‪ :‬إنها‬
‫كانت‪ ،‬وكانت‪ ،‬وكان لي منها ولد»‪.‬‬
‫‪ ‬ولم يتزوج النبي في حياتها غيرها‪ ،‬مع أنه عاش معها خمسة وعشرين عاما‪.‬‬
‫‪ ‬التصريح للزوجة بالحب‪:‬‬
‫سئل رسول هللا‪ :‬أي الناس أحب إليك؟ قال‪« :‬عائشة»‪.‬‬
‫‪ ‬تقبيل الزوجة‪:‬‬
‫عن عائشة أن النبي قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصالة ولم يتوضأ‪.‬‬
‫وعنها قالت‪« :‬كان النبي يقبل ويباشر‪ ،‬وهو صائم‪ ،‬وكان أملككم إلربه»‪.‬‬
‫إربه‪ :‬أي‪ :‬حاجته‪.‬‬
‫‪ ‬مالطفة الحائض‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬كنت أشرب وأنا حائض‪ ،‬ثم أناوله النبي‪ ،‬فيضع فاه على موضع في‪ ،‬فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض‪،‬‬
‫ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع في»‪.‬‬
‫العرق‪ :‬العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم‪.‬‬
‫وعنها قالت‪« :‬كان النبي يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن»‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫بل كان النبي يضطجع مع الحائض من زوجاته في لحاف واحد‪.‬‬
‫‪ ‬وأما قوله تعالى‪« :‬فاعتزلوا النساء في المحيض»‪ ،‬فالمراد‪ :‬اعتزلوا وطأهن‪.‬‬
‫‪ ‬االغتسال مع الزوجة في إناء واحد‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬كنت أغتسل أنا ورسول هللا من إناء واحد بيني وبينه‪ ،‬فيبادرني وأبادره‪ ،‬حتى يقول‪ :‬دعي لي‪ ،‬وأقول أنا‪:‬‬
‫دع لي»‪.‬‬
‫‪ ‬عدم ضرب الزوجة‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬ما ضرب رسول هللا شيئا قط بيده وال امرأة وال خادما إال أن يجاهد في سبيل هللا»‪.‬‬
‫قال النبي‪« :‬ال تضربوا إماء هللا»‪.‬‬
‫وقال‪« :‬استوصوا بالنساء خيرا‪ ،‬فإنهن خلقن من ضلع‪ ،‬وإن أعوج شيء في الضلع أعاله‪ ،‬فإنذهبت تقيمه كسرته‪ ،‬وإن تركته لم‬
‫يزل أعوج‪ ،‬فاستوصوا بالنساء خيرا»‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة مشاعر الزوجة‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬قال لي رسول هللا‪ :‬إني ألعلم إذا كنت عني راضية‪ ،‬وإذا كنت علي غضبى‪ ،‬فقلت‪ :‬من أين تعرف ذلك؟‬
‫فقال‪ :‬أما إذا كنت عني راضية‪ ،‬فإنك تقولين‪ :‬ال ورب محمد‪ ،‬وإذا كنت علي غضبى‪ ،‬قلت‪ :‬ال ورب إبراهيم‪ ،‬قلت‪ :‬أجل وهللا يا‬
‫رسول هللا‪ ،‬ما أهجر إال اسمك»‪.‬‬
‫‪ ‬الشفقة على الزوجة‪:‬‬
‫كان النبي يعوذ بعض أهله‪ ،‬يمسح بيده اليمنى‪ ،‬ويقول‪« :‬اللهم رب الناس‪ ،‬أذهب البأس‪ ،‬اشفه وأنت الشافي‪ ،‬ال شفاء إال‬
‫شفاؤك‪ ،‬شفاء ال يغادر سقما»‪.‬‬
‫ومواساته لصفية حينما برك بعيرها‪ ،‬وجعلت تبكي‪ ،‬فأخبر رسول هللا بذلك‪ ،‬فجعل يمسح دموعها بيديه‪.‬‬
‫‪ ‬اللين مع الزوجة‪:‬‬
‫قال جابر‪« :‬وكان رسول هللا رجال سهال‪ ،‬إذا هويت الشيء ‪-‬يعني‪ :‬عائشة‪ -‬تابعها عليه»‪.‬‬
‫‪ ‬وعظ الزوجة وحثها على الطاعة‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬كان رسول هللا يصلي من الليل‪ ،‬فإذا أوتر‪ ،‬قال‪ :‬قومي فأوتري يا عائشة»‪.‬‬
‫وعنها أنه قال لها‪« :‬يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة‪ ،‬فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان»‪.‬‬
‫وعنها أنهم ذبحوا شاة‪ ،‬فقال النبي‪ :‬ما بقي منها؟ قالت‪ :‬ما بقي منها إال كتفها‪ ،‬قال‪ :‬كلها قد بقي إال كتفها‪.‬‬
‫ما بقي منها إال كتفها‪ :‬أي أنهم تصدقوا بالشاة ولم يبق منها إال الكتف‪.‬‬
‫كلها قد بقي إال كتفها‪ :‬أي‪ :‬ما تصدقت به فهو باق‪ ،‬وما بقي عندك فهو غير باق‪.‬‬
‫‪ ‬نهي الزوجة عن المنكر‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬دخل علي النبي‪ ،‬وفي البيت قرام فيه صور‪ ،‬فتلون وجهه‪ ،‬ثم تناول الستر فهتكه‪ ،‬وقال‪ :‬إن من أشد الناس‬
‫عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور»‪.‬‬
‫القرام‪ :‬هو الستر‪.‬‬
‫وقالت‪« :‬قلت للنبي‪ :‬حسبك من صفية كذا وكذا ‪-‬تعني قصيرة‪ ،-‬فقال‪ :‬لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»‪.‬‬
‫وقالت‪« :‬وحكيت له إنسانا‪ ،‬فقال‪ :‬ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا»‪.‬‬
‫وحكيت له إنسانا‪ :‬أي‪ :‬فعلت مثل فعله تنقيصا له‪.‬‬
‫‪ ‬إحسان الظن بالزوجة‪:‬‬
‫عن جابر قال‪« :‬نهى رسول هللا أن يطرق الرجل أهله ليال يتخونهم أو يلتمس عثراتهم»‪.‬‬
‫يتخونهم‪ :‬أي‪ :‬يظن خيانتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تعامله مع المشاكل التي وقعت في بيته‪:‬‬
‫‪ o‬حادثة اإلفك‪:‬‬
‫‪ ‬تروى رسول هللا ولم يتعجل‪ :‬فقد مضى على حادثة اإلفك شهر كامل‪ ،‬وهو لم يفاتح عائشة في الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬غير أسلوبه في التعامل مع زوجته‪ :‬فلم يعد يجلس عندها‪ ،‬ولم تعد ترى منه اللطف الذي كانت تراه منه قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أخذ يتحرى ويسال بسرية تامة عن أخالق عائشة وسلوكها‪.‬‬
‫‪ ‬احتمل ما صدر منها على سبيل الغضب بعد ظهور براءتها‪.‬‬
‫‪« ‬براءة عائشة من اإلفك هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز‪ ،‬فلو تشكك فيها إنسان صار كافرا مرتدا بإجماع»‪.‬‬
‫‪ o‬مطالبة نسائه بزيادة النفقة‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫غضب النبي‪ ،‬وحلف أن يعتزلهن شهرا كامال‪ ،‬حتى نزل قوله تعالى‪« :‬يا أيها النبي قل ألزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا‬
‫وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميال * وإن كنتن تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة فإن هللا أعد للمحسنات منكن‬
‫أجرا عظيما»‪.‬‬
‫فبدأ بعائشة فخيرها‪ ،‬فاختارت هللا ورسوله والدار اآلخرة‪ ،‬ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة‪.‬‬

‫تيامل النبي مع أقارب‬


‫مع أبنائه وبناته‪:‬‬
‫‪ ‬كان للنبي ثالثة بنين‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪ ‬القاسم‪.‬‬
‫‪ ‬عبد هللا‪ ،‬ولقبه الطيب والطاهر‪.‬‬
‫‪ ‬إبراهيم‪.‬‬
‫وهؤالء وافتهم المنية وهم في سن الطفولة‪.‬‬
‫وأربع بنات‪ ،‬وهن‪:‬‬
‫‪ ‬زينب‪.‬‬
‫‪ ‬رقية‪.‬‬
‫‪ ‬أم كلثوم‪.‬‬
‫‪ ‬فاطمة‪.‬‬
‫وكلهم من خديجة إال إبراهيم من مارية‪.‬‬

‫‪ ‬حبه ورفقه ببناته‪:‬‬


‫عن عائشة قالت‪« :‬كن أزواج النبي عنده لم يغادر منهن واحدة‪ ،‬فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول هللا‪،‬‬
‫فلما رآها رحب بها‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا بابنتي‪ ،‬ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله»‪.‬‬
‫‪ ‬إرشادهن إلى األفضل في أمور معاشهن ومعادهن‪:‬‬
‫عن علي أن فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى‪ ،‬فأتت النبي تسأله خادما‪ ،‬فقال‪ :‬أال أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا‬
‫أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما‪ ،‬فسبحا ثالثا وثالثين‪ ،‬واحمدا ثالثا وثالثين‪ ،‬وكبرا أربعا وثالثين‪ ،‬فهو خير لكما من‬
‫خادم‪.‬‬
‫خادما‪ :‬أي‪ :‬جارية تخدمها‪.‬‬
‫‪ ‬التحذير من عذاب اآلخرة‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني ال أملك لكم من هللا شيئا»‪.‬‬

‫مع أحفاده‪:‬‬
‫‪ ‬كان للنبي ثمانية أحفاد‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪ ‬الحسن بن علي‪ ،‬وكان أشبه الناس بالنبي‪.‬‬
‫‪ ‬الحسين بن علي‪.‬‬
‫‪ ‬محسن بن علي‪ ،‬توفي صغيرا‪.‬‬
‫‪ ‬زينب بنت علي‪.‬‬
‫‪ ‬أم كلثوم بنت علي‪ ،‬ولدت قبل وفاة النبي‪.‬‬
‫‪ ‬عبد هللا بن عثمان بن عفان‪ ،‬ابن رقية‪.‬‬
‫‪ ‬أمامة بنت أبي العاص‪.‬‬
‫‪ ‬علي بن أبي العاص‪ ،‬توفي وقد ناهز الحلم‪.‬‬

‫جملة من األحكام الشرعية التي فعلها النبي مع أحفاده‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ o‬التأذين في أذن المولود اليمنى‪.‬‬
‫‪ o‬التحنيك‪ :‬وهو أن يمضغ التمر ونحوه‪ ،‬ثم يدلك به حنك الصغير‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ o‬العقيقة‪ :‬وهي الذبيحة التي تذبح للمولود في اليوم السابع بعد والدته‪ ،‬وتكون عن الغالم شاتان‪ ،‬وعن الجارية‬
‫شاة‪.‬‬
‫‪ o‬التسمية‪ :‬كان يسمي مولوده يوم والدته أو في اليوم السابع‪ ،‬وكان يختار لهم األسماء الحسنة‪.‬‬
‫‪ o‬حلق رأس الصبي والتصدق بوزنه فضة‪.‬‬
‫‪ ‬اصطحابهم إلى المسجد‪ ،‬وحمل بعضهم أثناء الصالة‪::‬‬
‫قال أبو بكرة‪« :‬رأيت رسول هللا على المنبر‪ ،‬والحسن بن علي إلى جنبه‪ ،‬وهو يقبل على الناس مرة‪ ،‬وعليه أخرى‪ ،‬ويقول‪ :‬إن‬
‫ابني هذا سيد‪ ،‬ولعل هللا أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»‪.‬‬
‫عن أبي قتادة قال‪« :‬رأيت النبي يؤم الناس‪ ،‬وأمامة بنت أبي العاص ‪-‬وهي ابنة زينب بنت النبي‪ -‬على عاتقه‪ ،‬فإذا ركع‬
‫وضعها‪ ،‬وإذا رفع من السجود أعادها»‪.‬‬
‫‪ ‬تربيتهم منذ الصغر على ترك المحرمات‪:‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪« :‬أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة‪ ،‬فجعلها في فيه‪ ،‬فقال النبي‪ :‬كخ كخ؛ ليطرحها‪ ،‬ثم قال‪ :‬أما‬
‫شعرت أنا ال نأكل الصدقة»‪.‬‬

‫تيامل النبي مع جيراح‬


‫كان رسول هللا نعم الجار‪ « ،‬فكان أحدهم يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي‪ ،‬فيقف به على بابه‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا بني عبد مناف! أي‬
‫جوار هذا؟»‪.‬‬
‫‪ ‬تعظيم حق الجار‪:‬‬
‫حث على احترام الجوار‪ ،‬قال النبي‪« :‬ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»‪.‬‬
‫وحتى في حجة الوداع جعل يقول‪« :‬أوصيكم بالجار» حتى أكثر‪ ،‬فقيل‪« :‬إنه ليورثه»‪.‬‬
‫ومن حقوق الجار‪:‬‬
‫‪ ‬أن يبدأ جاره بالسالم‪ ،‬ويتجاوز عن زالته‪ ،‬ويغض بصره عن محارمه‪ ،‬ويحفظ عليه داره إن غاب‪ ،‬ويتلطف بولده‪،‬‬
‫ويرشده إل ى ما يجهله من أمر دينه ودنياه‪ ،‬واليؤذيه بقول أو فعل‪ ،‬ويقبل دعوته وهديته‪.‬‬
‫«ليس حسن الجوار كف األذى‪ ،‬ولكن حسن الجوار احتمال األذى»‪.‬‬
‫عن أنس أن جارا لرسول هللا فارسيا كان طيب المرق‪ ،‬فصنع لرسول هللا طعاما‪ ،‬ثم جاء يدعوه‪ ،‬فقال‪ :‬وهذه؟ ‪-‬يعني‪ :‬عائشة‪،-‬‬
‫فقال‪ :‬ال‪ ،‬فكرر عليه ثالثا‪ ،‬فقال في الثالثة‪ :‬نعم‪ ،‬فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله‪.‬‬
‫‪« ‬واسم الجار يشمل المسلم والكافر‪ ،‬والعابد والفاسق‪ ،‬والصديق والعدو‪...،‬واألقرب دارا واألبعد»‪.‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء في حد الجار‪ ،‬واألرجح أنه يرجع إلى العرف‪ ،‬فما عد عرفا أنه جار فهو جار‪.‬‬

‫تيامل النبي مع الخدم‬


‫قال النبي‪« :‬إخوانكم خولكم‪ ،‬جعلهم هللا تحت أيديكم‪ ،‬فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس‪ ،‬وال تكلفوهم‬
‫ما يغلبهم فإن تكلفوهم فأعينوهم»‪.‬‬
‫(خولكم)‪ :‬الخول‪ :‬هم الخدم‪ ،‬سموا بذلك ألنهم يتخولون األمور‪ ،‬أي‪ :‬يصلحونها‪.‬‬
‫‪ ‬عيادة الخادم ولو لم يكن مسلما‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬كان غالم يهودي يخدم النبي فمرض‪ ،‬فأتاه النبي يعوده‪ ،‬فقعد عند رأسه‪ ،‬فقال له‪ :‬أَسلم‪ ،‬فنظر إلى أبيه وهو‬
‫عند رأسه‪ ،‬فقال له‪ :‬أطع أبا القاسم‪ .‬فأسلم‪ ،‬فخرج النبي وهو يقول‪ :‬الحمد هلل الذي أنقذه من النار»‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء للخادم‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬دخل النبي علينا‪ ،‬وما هو إال أنا وأمي وأم حرام خالتي‪ ،‬فقال‪ :‬قوموا فألصلي بكم ‪-‬في غير وقت صالة‪ -‬فصلى‬
‫بنا‪ ،‬ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا واآلخرة‪ ،‬فقالت أمي‪ :‬يا رسول هللا! خويدمك‪ ،‬ادع هللا له‪ ،‬قال‪ :‬فدعا لي بكل‬
‫خير‪ ،‬وكان في آخر ما دعا لي به أن قال‪ :‬اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه»‪.‬‬
‫فكان من أكثر األنصار ماال‪ ،‬ودفن لصلبه ‪-‬أي‪ :‬لولده دون األحفاد‪ -‬بضع وعشرون ومائة‪.‬‬
‫‪ ‬تفقدهم والسؤال عن حاجاتهم‪:‬‬
‫عن خادم للنبي‪ ،‬قال‪« :‬كان النبي يقول للخادم‪ :‬ألك حاجة؟»‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الغضب عليهم‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫عن أنس قال‪« :‬كان رسول هللا من أحسن الناس خلقا‪ ،‬فأرسلني يوما لحاجة‪ ،‬فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في‬
‫السوق‪ ،‬فإذا رسول هللا قد قبض بقفاي من ورائي‪ ،‬فنظرت إليه وهو يضحك‪ ،‬فقال‪ :‬يا أنيس! أذهبت حيث أمرتك‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬أنا‬
‫أذهب يا رسول هللا»‪.‬‬
‫‪ ‬التسامح معهم‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬فخدمته في الحضر والسفر عشر سنين‪ ،‬فما قال لي أف قط‪ ،‬وما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا‪ ،‬وال‬
‫لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا»‪.‬‬
‫‪ ‬الدفاع عنهم رغم التقصير‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬خدمت النبي عشر سنين‪ ،‬فما أمرني بشيء قط فتوانيت فيه أو ضيعته فالمني فيه‪ ،‬فإن المني أحد من أهله‪،‬‬
‫قال‪ :‬دعوه‪ ،‬فلو قدر أن يكون كان»‪.‬‬

‫تيامل مع أهل البالء وأصحاب الياهات‬


‫‪ ‬حثهم على الصبر‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬إن هللا قال‪ :‬إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر‪ ،‬عوضته منهما الجنة»‪.‬‬
‫حبيبتيه‪ :‬أي‪ :‬عينيه؛ ألنهما أحب أعضاء اإلنسان إليه‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على مشاعرهم‪:‬‬
‫عن جابر قال‪« :‬قال رسول هللا‪ :‬انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف حتى نعوده ‪-‬وكان رجال أعمى‪.»-‬‬
‫فاستعمل النبي لفظا لطيفا ال يجرح مشاعره‪.‬‬
‫‪ ‬زيارتهم وإجابة طلباتهم‪:‬‬
‫عن عتبان بن مالك قال‪« :‬يا رسول هللا! أنا رجل ضرير البصر‪ ،‬وأنا أصلي لقومي‪ ،‬فإذا كانت األمطار سال الوادي الذي بيني‬
‫وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم‪ ،‬وددت يا رسول هللا أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى‪ ،‬فقال رسول هللا‪:‬‬
‫سأفعل إن شاء هللا‪ ،‬قال عتبان‪ :‬فغدا رسول هللا وأبو بكر حين ارتفع النهار‪ ،‬فاستأذن رسول هللا‪ ،‬فأذنت له‪ ،‬فلم يجلس حتى دخل‬
‫البيت‪ ،‬ثم قال‪ :‬أين تحب أن أصلي من بيتك؟ قال‪ :‬فأشرت له إلى ناحية من البيت‪ ،‬فقام رسول هللا‪ ،‬فكبر فقمنا فصففنا فصلى‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم سلم»‪.‬‬
‫‪ ‬حث النبي على االتعاظ بحالهم‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬من رأى صاحب بالء فقال‪ :‬الحمد هلل الذي عافاني مما ابتالك به‪ ،‬وفضلني على كثير ممن خلق تفضيال؛ إال عوفي‬
‫من ذلك البالء كائنا ما كان ما عاش»‪.‬‬
‫وينبغي أن يقول ذلك سرا بحيث يسمع نفسه وال يسمعه المبتلى‪.‬‬

‫تيامل النبي مع الفقراء‬


‫‪ ‬تفقدهم والسؤال عنهم‪:‬‬
‫عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ‪-‬أي‪ :‬تكنسه‪ -‬ففقدها رسول هللا‪ ،‬فسأل عنها‪ ،‬فقالوا‪ :‬ماتت‪ ،‬قال‪ :‬أفال كنتم‬
‫آذنتمونى‪ ،‬قال‪ :‬فكأنهم صغروا أمرها‪ ،‬فقال‪ :‬دلوني على قبرها‪ ،‬فدلوه‪ ،‬فصلى عليها‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن هذه القبور مملوءة ظلمة على‬
‫أهلها‪ ،‬وإن هللا عز وجل ينورها لهم بصالتي عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬قضاء حاجاتهم‪:‬‬
‫عن أسماء بنت أبي بكر قالت‪« :‬تزوجني الزبير وما له في األرض مال وال مملوك وال شيء غير ناضح وغير فرسه‪ ،‬فكنت‬
‫أعلف فرسه وأستقي الماء… فلم يكن من الخدمة شيء أشد علي من سياسة الفرس‪ ،‬قال‪ :‬ثم جاء النبي سبي‪ ،‬فأعطاها خادما‬
‫كفتني سياسة الفرس»‪.‬‬
‫‪ ‬احترامهم وتقديرهم‪:‬‬
‫عن عائشة أن رسول هللا أهدي إليه ضب‪ ،‬فلم يأكله‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول هللا أال تطعمه المساكين‪ ،‬فقال‪ :‬ال تطعموهم مما ال‬
‫تأكلون‪.‬‬
‫‪ ‬فيه تطبيق لقوله تعالى‪« :‬وال تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إال أن تغمضوا فيه»‪.‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪« :‬شر الطعام طعام الوليمة‪ ،‬يدعى لها األغنياء ويترك الفقراء‪ ،‬ومن ترك الدعوة فقد عصى هللا ورسوله»‪.‬‬
‫‪ ‬مجالستهم والقرب منهم‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫عن عثمان بن اليمان قال‪« :‬لما كثرت المهاج رون بالمدينة ولم يكن لهم دار وال مأوى أنزلهم رسول هللا المسجد‪ ،‬وسماهم‬
‫أصحاب الصفة‪ ،‬فكان يجالسهم ويأنس بهم»‪.‬‬
‫‪ ‬فيه امتثال لقوله تعالى‪« :‬واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وال تعد عيناك عنهم‬
‫تريد زينة الحياة الدنيا»‪.‬‬
‫‪ ‬تقديمه حاجتهم على حاجة أهل بيته‪:‬‬
‫فلما طلب منه علي وفاطمة خادما‪ ،‬قال‪« :‬ال أعطيكم وأدع أهل الصفة تلوى بطونهم من الجوع»‪.‬‬

‫تيامل النبي مع األغنياء‬


‫‪ ‬شهادته بفضل ذوي الفضل منهم‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬إن هللا بعثني إليكم‪ ،‬فقلتم كذبت‪ ،‬وقال أبو بكر صدق‪ ،‬وواساني بنفسه وماله‪.»...‬‬
‫‪ ‬إرشادهم إلى حسن التصرف في أموالهم‪:‬‬
‫عن سعد بن أبي وقاص قال‪« :‬عادني رسول هللا في حجة الوداع من مرض أشفيت منه على الموت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا بلغ‬
‫بي من الوجع ما ترى‪ ،‬وأنا ذو مال‪ ،‬وال يرثني إال ابنة لي واحدة‪ ،‬أفأتصدق بثلثي مالي‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪ :‬فأتصدق بشطره‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ال‪ ،‬قلت‪ :‬الثلث‪ ،‬قال‪ :‬الثلث يا سعد‪ ،‬والثلث كثير إنك أن تذر ذريتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس‪ ،‬ولست بنافق‬
‫نفقة تبتغي بها وجه هللا إال أجرت بها‪ ،‬حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك»‪.‬‬
‫في امرأتك‪ :‬أي‪ :‬فمها‪.‬‬
‫‪ ‬أمرهم بالعدل في عطاياهم ألوالدهم‪:‬‬
‫عن النعمان بن بشير أنه قال إن أباه أتى به رسول هللا فقال‪ :‬يا رسول هللا إن أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي‬
‫وهبت البنها‪ ،‬فقال رسول هللا‪ :‬يا بشير ألك ولد سوى هذا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فال تشهدني‬
‫إذا‪ ،‬فإني ال أشهد على جور‪.‬‬
‫‪ ‬فال بد من العدل بي ن األوالد‪ ،‬فال يجوز أن تهب هبة لواحد دون اآلخرين‪ ،‬أما النفقة فالعدل فيها هو إعطاء كل واحد ما‬
‫يحتاجه‪ ،‬ولو حصلت فروق‪.‬‬
‫‪ ‬إرشادهم إلبقاء بعض مالهم‪:‬‬
‫عن كعب بن مالك قال‪« :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن من توبتي أن أنخلع من مالي؛ صدقة إلى هللا وإلى رسوله‪ .‬فقال‪ :‬رسول هللا‪:‬‬
‫أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك»‪.‬‬
‫‪ ‬إرشادهم إلظهار نعمة هللا عليهم‪:‬‬
‫عن مالك بن نضلة قال‪«:‬رآني رسول هللا وعلي أطمار‪ ،‬وفي رواية‪ :‬أتيت رسول هللا وأنا قشف الهيئة‪ ،‬فقال‪ :‬هل لك مال؟ قلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬من أي المال؟ قلت‪ :‬من كل المال قد آتاني هللا‪ ،‬من اإلبل‪ ،‬والرقيق‪ ،‬والخيل‪ ،‬والغنم‪ .‬فقال‪ :‬إذا آتاك هللا ماال فلير‬
‫عليك»‪.‬‬
‫أطمار‪ :‬الثياب البالية‪.‬‬

‫تيامل النبي مع غير المتلمين‬


‫قال تعالى‪« :‬ال ينهاكم هللا عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن هللا يحب‬
‫المقسطين»‪.‬‬
‫وقال النبي‪« :‬أال من ظلم معاهدا‪ ،‬أو انتقصه‪ ،‬أو كلفه فوق طاقته‪ ،‬أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه‪ ،‬فأنا حجيجه يوم‬
‫القيامة»‪.‬‬
‫‪ ‬دعوتهم إلى هللا‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬فو هللا ألن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم»‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص عليهم والشفقة عليهم من النار‪:‬‬
‫كما في قصة الغالم اليهودي الذي أسلم‪.‬‬
‫‪ ‬حسن الجوار والتهادي‪:‬‬
‫وقد قبل النبي هدية المقوقس‪ ،‬وهدية كسرى‪ ،‬ودعوة اليهودية التي وضعت له السم في الشاة‪.‬‬
‫‪ ‬البيع والشراء منهم وإليهم‪:‬‬
‫عن عائشة أن النبي اشترى طعاما ‪-‬ثالثين صاعا من شعير‪ -‬من يهودي إلى أجل‪ ،‬ورهنه درا من حديد‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬عيادة مريضهم‪:‬‬
‫كما تقدم في قصة الغالم اليهودي الذي أسلم‪.‬‬
‫‪ ‬االنتفاع بهم‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪ « :‬واستأجر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأبو بكر رجال من بني الديل هاديا خريتا‪ ،‬وهو على دين كفار‬
‫قريش فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثالث ليال براحلتيهما صبح ثالث»‪.‬‬
‫هاديا خريتا‪ :‬وهو الماهر بالطرق في السفر‪.‬‬
‫وقد زارع رسول هللا يهود خيبر‪ ،‬على أن يعملوا ويزرعوها‪ ،‬ولهم شطر ما يخرج منها‪.‬‬

‫تيامل النبي مع المتلمين الجدد‬


‫حرص النبي على هداية الخلق‪ ،‬حتى قال له هللا‪« :‬فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا»‪.‬‬
‫باخع‪ :‬أي‪ :‬مهلك نفسك مما تحرص عليهم وتحزن عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬الفرح بإسالم من أسلم‪:‬‬
‫كما تقدم في قصة الغالم اليهودي الذي أسلم‪ ،‬وكما فرح النبي بإسالم عكرمة بن أبي جهل‪ ،‬وإسالم عدي بن حاتم‪.‬‬
‫‪ ‬تعليمهم أحكام الشريعة‪:‬‬
‫عن أبي مالك األشجعي عن أبيه قال‪« :‬كان الرجل إذا أسلم علمه النبي الصالة ثم أمره أن يدعو بهؤالء الكلمات‪ :‬اللهم اغفر لي‬
‫وارحمني واهدني وعافني وارزقني»‪.‬‬
‫وعن قيس بن عاصم أنه أسلم فأمره النبي صلى هللا عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر‪.‬‬
‫‪ ‬وفيه دليل على مشروعية الغسل لمن أسلم‪ ،‬فذهب بعض أهل العلم إلى وجوبه‪ ،‬وذهب األكثرون إلى االستحباب‪.‬‬
‫عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده‪ ،‬أنه جاء إلى النبي‪ ،‬فقال‪ :‬قد أسلمت‪ ،‬فقال له النبي‪ :‬ألق عنك شعر الكفر واختتن‪.‬‬
‫‪ ‬وقوله‪ ( :‬ألق عنك شعر الكفر ) ليس المراد ‪-‬وهللا أعلم‪ -‬أن كل من أسلم أن يحلق رأسه‪ ،‬حتى يلزم له حلق الرأس كما‬
‫يلزم الغسل‪ ،‬بل إضافة الشعر إلى الكفر يدل على حلق الشعر الذي هو عالمة للكفار على كفرهم‪.‬‬
‫‪ ‬وفيه دليل على أن االختتان على من أسلم واجب‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الدخول في اإلسالم على ما سواه‪:‬‬
‫عن البراء قال‪« :‬أتى النبي رجل مقنع بالحديد‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا أقاتل أو أسلم‪ ،‬قال‪ :‬أسلم ثم قاتل‪ ،‬فأسلم ثم قاتل فقتل‪ ،‬فقال‬
‫رسول هللا‪ :‬عمل قليال وأجر كثيرا»‪.‬‬
‫‪ ‬إرسال من يعلمهم أمور دينهم‪:‬‬
‫عن أنس أن النبي أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان‪ ،‬فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم‪ ،‬فأمدهم النبي بسبعين‬
‫من األنصار‪.‬‬
‫‪ ‬تأليفهم على اإلسالم ولو بالمال‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬ما سئل رسول هللا على اإلسالم شيئا إال أعطاه‪ ،‬فجاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين‪ ،‬فرجع إلى قومه‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫قوم أسلموا‪ ،‬فإن محمدا يعطي عطاء ال يخشى الفاقة»‪.‬‬
‫‪ ‬تبشيرهم بالثواب على ما عملوه قبل إسالمهم‪:‬‬
‫عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة وتصدق بمائة بعير فلما أسلم تصدق بمائة بعير وأعتق‬
‫مائة رقبة قال‪ :‬أي رسول هللا‪ ،‬أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية‪ ،‬من صدقة أو عتاقة وصلة رحم‪ ،‬أفيها أجر؟ فقال‬
‫النبي‪ :‬أسلمت على ما أسلفت من خير‪.‬‬
‫‪ ‬فيه دليل على أن حسنات الكافر إذا أسلم يثاب عليها‪.‬‬
‫‪ ‬أمرهم بتبليغ من ورائهم‪:‬‬
‫عن مالك بن الحويرث قال‪« :‬قدمنا على النبي ونحن شببة‪ ،‬فلبثنا عنده نحوا من عشرين ليلة‪ ،‬وكان النبي رحيما رفيقا‪ ،‬فلما‬
‫رأى شوقنا إلى أهالينا‪ ،‬قال‪ :‬لو رجعتم إلى بالدكم‪ ،‬فعلمتموهم‪ ،‬مروهم فليصلوا صالة كذا في حين كذا وصالة كذا في حين‬
‫كذا‪ ،‬وإذا حضرت الصالة فليؤذن لكم أحدكم‪ ،‬وليؤمكم أكبركم»‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫تيامل النبي مع اليصاة والمذحبين‬
‫‪ ‬الرفق بهم ورحمتهم‪:‬‬
‫عن أبي أمامة قال‪ :‬إن فتى شابا أتى النبي فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ائذن لي بالزنا‪ .‬فأقبل القوم عليه‪ ،‬فزجروه‪ ،‬قالوا‪ :‬مه مه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ادنه‪ ،‬فدنا منه قريبا‪ ،‬قال‪ :‬فجلس‪ .‬قال‪ :‬أتحبه ألمك؟ قال‪ :‬ال وهللا جعلني هللا فداءك‪ .‬قال‪ :‬وال الناس يحبونه ألمهاتهم‪ .‬قال‪ :‬أفتحبه‬
‫البنتك؟ قال‪ :‬ال وهللا يا رسول هللا جعلني هللا فداءك‪ .‬قال‪ :‬وال الناس يحبونه لبناتهم‪ .‬قال‪ :‬أفتحبه ألختك؟ قال‪ :‬ال وهللا جعلني هللا‬
‫فداءك‪ .‬قال‪ :‬وال الناس يحبونه ألخواتهم‪ ...‬قال‪ :‬فوضع يده عليه‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم اغفر ذنبه‪ ،‬وطهر قلبه‪ ،‬وحصن فرجه‪ .‬فلم يكن‬
‫بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تعنيف العاصي عند إقامة الحد عليه‪:‬‬
‫عن بريدة بن الحصيب قال‪...« :‬فجاءت الغامدية‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها‪ ،‬فلما كان الغد‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوهللا إني لحبلى‪ ،‬قال‪ :‬إما ال ‪-‬أي‪ :‬إذا أبيت أن تستري على نفسك‪،‬‬
‫وتتوبي وترجعي عن قولك‪ ،‬فاذهبي حتى تلدي‪ ،‬فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة‪ ،‬قالت‪ :‬هذا قد ولدته‪ ،‬قال‪ :‬اذهبي فأرضعيه‬
‫حتى تفطميه‪ ،‬فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز‪ ،‬فقالت‪ :‬هذا يا نبي هللا قد فطمته وقد أكل الطعام‪ ،‬فدفع الصبي إلى‬
‫رجل من المسلمين‪ ،‬ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس‪ ،‬فرجموها‪ ،‬فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح‬
‫الدم على وجه خالد فسبها‪ ،‬فسمع نبي هللا سبه إياها‪ ،‬فقال‪ :‬مهال يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس‬
‫لغفر له‪ ،‬ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت»‪.‬‬
‫‪ ‬النهي عن سب العاصي ولعنه‪:‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪« :‬أتي النبي بسكران‪ ،‬فأمر بضربه‪ ،‬فمنا من يضربه بيده‪ ،‬ومنا من يضربه بنعله‪ ،‬ومنا من يضربه بثوبه‪،‬‬
‫فلما انصرف قال رجل‪ :‬ما له أخزاه هللا؟! فقال رسول هللا‪ :‬ال تكونوا عون الشيطان على أخيكم»‪.‬‬
‫وفي رواية‪« :‬ولكن قولوا‪ :‬اللهم اغفر له‪ ،‬اللهم ارحمه»‪.‬‬
‫وفي أخرى‪« :‬ال تلعنوه‪ ،‬فوهللا ما علمت إنه يحب هللا ورسوله»‪.‬‬
‫‪ ‬فيه داللة على أنه «يجوز أن يلعن المطلق‪-‬لعن شارب الخمر مطلقا‪ ،-‬وال تجوز لعنة المعين الذي يحب هللا ورسوله‪،‬‬
‫ومن المعلوم أن كل مؤمن فال بد أن يحب هللا ورسوله»‪.‬‬
‫‪ ‬تبيين شناعة المعصية‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬قلت للنبي‪ :‬حسبك من صفية كذا وكذا ‪-‬تعني قصيرة‪ ،-‬فقال‪ :‬لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته»‪.‬‬
‫مزجته‪ :‬أي‪ :‬غيرته وأفسدته‪.‬‬
‫‪ ‬هجر العاصي إن كان ثم مصلحة‪:‬‬
‫وقد تجلى ذلك في هجره للثالثة المخلفين عن غزوة تبوك‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة المعصية باليد إن كان يملك‪:‬‬
‫عن عبد هللا بن عباس‪ ،‬أن رسول هللا رأى خاتما من ذهب في يد رجل‪ ،‬فنزعه‪ ،‬فطرحه‪ ،‬وقال‪ :‬يعمد أحدكم إلى جمرة من نار‬
‫فيجعلها في يده‪ ،‬فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول هللا‪ :‬خذ خاتمك انتفع به‪ ،‬قال‪ :‬ال وهللا ال آخذه أبدا وقد طرحه رسول هللا‪.‬‬
‫‪ ‬فيه المبالغة في امتثال أمر رسول هللا‪ ،‬واجتناب نهييه‪ ،‬وعدم الترخص فيه فيه بالتأويالت الضعيفة‪.‬‬
‫‪ ‬التعريض بالعصاة دون تجريح‪:‬‬
‫عن أبي حميد الساعدي قال‪«:‬استعمل رسول هللا رجال ‪ ،‬فلما جاء حاسبه‪ ،‬فجعل يقول‪ :‬هذا لكم‪ ،‬وهذا أهدي لي‪ ،‬فقال رسول‬
‫هللا‪ :‬فهال جلست في بيت أبيك وأمك‪ ،‬حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا‪ ،‬ثم خطبنا‪ :‬أما بعد فما بال العامل نستعمله‪ ،‬فيأتينا‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬هذا من عملكم وهذا أهدي لي‪ ،‬فهال جلس في بيت أبيه وأمه ‪ ،‬فينظر هل يهدى له أم ال‪.»...‬‬

‫تيامل النبي مع النتاء عموما‬


‫‪ ‬الوصية بالنساء خيرا‪:‬‬
‫قال النبي في حجة الوداع‪« :‬أال واستوصوا بالنساء خيرا»‪.‬‬
‫‪ ‬تقديرهن واعتبارهن شقائق الرجال‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬إنما النساء شقائق الرجال»‪.‬‬
‫‪ ‬مبايعتهن بالكلمة‪ ،‬دون المصافحة باليد‪:‬‬
‫عن عائشة قالت‪« :‬كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي يمتحنهن بقول هللا تعالى‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا‪ ،‬إذا جاءكم المؤمنات‬
‫مهاجرات فامتحنوهن} إلى آخر اآلية‪ .‬قالت عائشة‪ :‬فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات فقد أقر بالمحنة‪ ،‬فكان رسول هللا إذا‬

‫‪59‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫أقررن بذلك من قولهن‪ ،‬قال لهن رسول هللا‪ :‬انطلقن فقد بايعتكن»‪ .‬قالت‪« :‬ال وهللا ما مست يد رسول هللا يد امرأة قط‪ ،‬غير أنه‬
‫بايعهن بالكالم‪ ،‬وهللا ما أخذ رسول هللا على النساء إال بما أمره هللا‪ ،‬يقول لهن إذا أخذ عليهن‪ :‬قد بايعتكن‪ .‬كالما»‪.‬‬
‫كالما‪ :‬أي‪ :‬يقول ذلك كالما‪ ،‬ال مصافحة باليد‪.‬‬
‫‪ ‬الرفق بهن‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬كان رسول هللا في بعض أسفاره‪ ،‬وغالم أسود يقال له أنجشة يحدو‪ ،‬وكان حسن الصوت‪- ،‬وكان يحدو بأمهات‬
‫المؤمنين ونسائهم‪ ،-‬فقال له رسول هللا‪ :‬يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير ‪-‬يعني النساء‪.»-‬‬
‫يحدو‪ :‬هو نوع من الغناء تساق به اإلبل‪.‬‬
‫‪ ‬الثناء على من تستحق منهن‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬خير نساء ركبن اإلبل‪ :‬صالح نساء قريش‪ ،‬أحناه على ولد في صغره‪ ،‬وأرعاه على زوج في ذات يده»‪.‬‬
‫‪ ‬فيه تفضيل نساء قريش على نساء العرب؛ وذلك لمعنيين‪:‬‬
‫‪ .1‬الحنو على الولد‪ ،‬واالهتمام بأمره‪ ،‬وحسن تربيته‪.‬‬
‫‪ .2‬حفظ ذات يد الزوج‪ ،‬وعونه على دهره‪.‬‬
‫وفيه الحث على التحلي بهذين الوصفين‪.‬‬
‫‪ ‬حثهن على اإلكثار من ذكر هللا‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬عليكن بالتسبيح والتهليل‪ ،‬والتقديس‪ ،‬واعقدن باألنامل‪ ،‬فإنهن مسئوالت مستنطقات‪ ،‬وال تغفلن فتنسين الرحمة»‪.‬‬
‫إذا علمت أن األصابع مسؤوالت‪ ،‬فال تستعملهن إال في الخير‪.‬‬
‫‪ ‬تفقد من غابت عن مواسم الخير‪:‬‬
‫عن ابن عباس قال‪« :‬لما رجع النبي من حجته‪ ،‬قال ألم سنان األنصارية‪ :‬ما منعك أن تكوني حججت معنا؟ قالت‪ :‬ناضحان كانا‬
‫ألبي فالن ‪-‬زوجها‪ ،-‬حج هو وابنه على أحدهما‪ ،‬وكان اآلخر يسقي عليه غالمنا‪ ،‬قال‪ :‬فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة‬
‫معي»‪.‬‬
‫ناضحان‪ :‬أي‪ :‬بعيران يستقى عليهما‪.‬‬
‫‪ ‬الشفقة عليهن‪ ،‬ومراعاة حزنهن ووجدهن‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬إني ألدخل في الصالة وأنا أريد إطالتها‪ ،‬فأسمع بكاء الصبي‪ ،‬فأتجوز في صالتي مما أعلم من شدة وجد أمه من‬
‫بكائه»‪.‬‬
‫(وجد أمه)‪ :‬أي‪ :‬شدة حزنها‪.‬‬
‫‪ ‬رعايتها واالهتمام بها ولو لم تكن ذات شأن‪:‬‬
‫كما مع المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ العهد لمن قدمت له معروفا‪:‬‬
‫عن عمران بن حصين قال‪« :‬كنا في سفر مع النبي… فاشتكى إليه الناس من العطش‪ ،‬فنزل فدعا فالنا ‪ -‬كان يسميه أبو رجاء‬
‫نسيه عوف ‪ -‬ودعا عليا فقال‪ :‬اذهبا‪ ،‬فابتغيا الماء‪ ،‬فانطلقا‪ ،‬فتلقيا امرأة بين مزادتين ‪ -‬أو سطيحتين ‪ -‬من ماء على بعير لها‪،‬‬
‫فقاال لها‪ :‬أين الماء؟ قالت‪ :‬عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف‪ ،‬قاال لها‪ :‬انطلقي‪ ،‬إذا قالت‪ :‬إلى أين؟ قاال‪ :‬إلى رسول‬
‫هللا‪ ،‬قالت‪ :‬الذي يقال له الصابئ؟ قاال‪ :‬هو الذي تعنين‪ ،‬فانطلقي‪ ،‬فجاءا بها إلى النبي‪ ،‬وحدثاه الحديث‪ ،‬قال‪ :‬فاستنزلوها عن‬
‫بعيرها‪ ،‬ودعا النبي بإناء‪ ،‬ففرغ فيه من أفواه المزادتين ‪-‬أو سطيحتين‪ -‬وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي‪ ،‬ونودي في الناس اسقوا‬
‫واستقوا‪ ،‬فسقى من شاء واستقى من شاء وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء‪ ،‬قال‪ :‬اذهب فأفرغه عليك‪،‬‬
‫وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها‪ ،‬وايم هللا لقد أقلع عنها‪ ،‬وإنه ليخيل إلينا أنها أشد مألة منها حين ابتدأ فيها‪ ،‬فقال النبي‪:‬‬
‫اجمعوا لها‪ ،‬فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما‪ ،‬فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها‬
‫ووضعوا الثوب بين يديها‪ ،‬قال لها‪ :‬تعلمين‪ ،‬ما رزئنا من مائك شيئا‪ ،‬ولكن هللا هو الذي أسقانا‪ ،‬فأتت أهلها وقد احتبست عنهم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬ما حبسك يا فالنة‪ ،‬قالت‪ :‬العجب لقيني رجالن‪ ،‬فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل كذا وكذا‪ ،‬فوهللا إنه ألسحر‬
‫الناس من بين هذه وهذه‪ ،‬وقالت‪ :‬بإصبعيها الوسطى والسبابة‪ ،‬فرفعتهما إلى السماء ‪ -‬تعني السماء واألرض ‪ -‬أو إنه لرسول‬
‫هللا حقا‪ ،‬فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين‪ ،‬وال يصيبون الصرم الذي هي منه‪ ،‬فقالت‪ :‬يوما لقومها‬
‫ما أرى أن هؤالء القوم يدعونكم عمدا‪ ،‬فهل لكم في اإلسالم؟ فأطاعوها‪ ،‬فدخلوا في اإلسالم»‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنكار برفق على من أخطأت‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬مر النبي بامرأة تبكي عند قبر صبي لها‪ ،‬فقال‪ :‬اتقي هللا واصبري‪ ،‬قالت‪ :‬إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي‪،‬‬
‫ولم تعرف أنه رسول هللا‪ ،‬فقيل لها‪ :‬إنه النبي‪ ،‬فأخذها مثل الموت ‪-‬من شدة الكرب‪ ،-‬فأتت النبي‪ ،‬وقالت‪ :‬لم أعرفك‪ ،‬فقال‪ :‬إنما‬
‫الصبر عند الصدمة األولى»‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬والمعنى‪ :‬أن الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة‪ ،‬بخالف ما بعد ذلك‪ ،‬فإنه على األيام ينسى‬
‫ويسلو‪.‬‬
‫‪ ‬قبول الهدية منهن‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬تزوج رسول هللا‪ ،‬فدخل بأهله‪ ،‬قال‪ :‬لو أهدينا لرسول هللا هدية‪ ،‬فقلت لها‪ :‬افعلي‪ ،‬فعمدت إلى تمر وسمن وأقط‪،‬‬
‫فاتخذت حيسة‪ ،‬فجعلته في تور‪ ،‬فذهبت به إلى رسول هللا فقلت‪ :‬إن أمي تقرئك السالم‪ ،‬وتقول‪ :‬إن هذا لك منا قليل يا رسول‬
‫هللا‪ ،‬فقال‪ :‬ضعه‪ ،‬ثم قال‪ :‬اذهب فادع لي فالنا وفالنا وفالنا ومن لقيت‪ ،‬وسمى رجاال‪ ،‬فدعوت من سمى ومن لقيت‪ ،‬وكانوا‬
‫زهاء ثالثمائة‪ ،‬فرجعت فإذا البيت غاص بأهله‪ ،‬فدخلوا حتى امتألت الصفة والحجرة‪ ،‬وقال لي رسول هللا‪ :‬يا أنس هات التور‪،‬‬
‫فرأيت النبي وضع يديه على تلك الحيسة‪ ،‬وتكلم بها ما شاء هللا‪ ،‬ثم جعل يدعو عشرة عشرة‪ ،‬فقال‪ :‬ليتحلق عشرة عشرة وليأكل‬
‫كل إنسان مما يليه‪ ،‬فأكلوا حتى شبعو‪ ،‬فخرجت طائفة‪ ،‬ودخلت طائفة‪ ،‬حتى أكلوا كلهم‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أنس ارفع‪ ،‬فرفعت‪ ،‬فما‬
‫أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت»‪.‬‬
‫‪ ‬فيه معجزة ظاهرة للنبي بتكثير الطعام‪.‬‬
‫‪ ‬زيارة المرضى منهن‪:‬‬
‫عن جابر قال‪« :‬دخل رسول هللا على أم السائب‪ ،‬فقال‪ :‬ما لك تزفزفين؟ ‪-‬أي‪ :‬ترعدين‪ -‬قالت‪ :‬الحمى ال بارك هللا فيها‪ ،‬قال‪ :‬ال‬
‫تسبي الحمى؛ فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد»‪.‬‬

‫تيامل النبي مع كبار التن‬


‫قال النبي‪« :‬ليس أحد أفضل عند هللا من مؤمن يعمر في اإلسالم؛ لتسبيحه وتكبيره وتهليله»‪.‬‬
‫وقال‪« :‬ليس منا من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويوقر كبيرنا»‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير المسننين والمبادرة إليهم‪:‬‬
‫لما دخل رسول هللا مكة‪ ،‬ودخل المسجد الحرام‪ ،‬أتاه أبو بكر بأبيه أبي قحافة ‪-‬وكان مشركا‪ ،-‬فلما رآه رسول هللا قال‪ :‬هال‬
‫تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه‪ .‬فأجلسه‬
‫بين يديه‪ ،‬ثم مسح صدره‪ ،‬وقال له‪ :‬أسلم‪ ،‬فأسلم‪.‬‬
‫‪ ‬تقديمهم على غيرهم‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬أراني في المنام أتسوك بسواك‪ ،‬فجذبني رجالن‪ ،‬أحدهما أكبر من اآلخر‪ ،‬فناولت السواك األصغر منهما‪ ،‬فقيل لي‪:‬‬
‫كبر‪ ،‬فدفعته إلى األكبر منهما»‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقنيطهم من رحمة هللا‪:‬‬
‫عن عمرو بن عبسة قال‪« :‬جاء رجل إلى النبي شيخ كبير يدعم عصا له‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن لي غدرات وفجرات‪ ،‬فهل‬
‫يغفر لي؟ قال‪ :‬ألست تشهد أن ال إله إال هللا؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬وأشهد أنك رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬قد غفر لك غدراتك وفجراتك»‪ .‬وفي رواية‪:‬‬
‫«فانطلق وهو يقول‪ :‬هللا أكبر هللا أكبر»‪.‬‬

‫تيامل النبي مع الصفار‬


‫‪ ‬شدة حبه للصغار‪:‬‬
‫عن أنس قال‪« :‬رأى النبي النساء والصبيان مقبلين من عرس‪ ،‬فقام النبي‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم أنتم من أحب الناس إلي‪ ،‬اللهم أنتم من‬
‫أحب الناس إلي‪ ،‬اللهم أنتم من أحب الناس إلي»‪.‬‬
‫‪ ‬مداعبتهم ومالطفتهم‪:‬‬
‫عن أم خالد بنت خالد قالت‪« :‬أتي رسول هللا بثياب فيها خميصة سوداء‪ ،‬فقال‪ :‬من ترون نكسوها هذه الخميصة؟ فأسكت القوم‪،‬‬
‫قال‪ :‬ائتوني بأم خالد‪ ،‬فأتي بي النبي فألبسنيها بيده‪ ،‬فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلي‪ ،‬ويقول‪ :‬يا أم خالد هذا سنا‪،‬‬
‫يا أم خالد هذا سنا»‪.‬‬
‫‪ ‬والسنا بلسان الحبشية‪ :‬الحسن‪ .‬وكانت أم خالد مع أهلها في حجرة الحبشة‪ ،‬فلذلك داعبها النبي بلهجة أهل الحبشة التي‬
‫تفهمها‪.‬‬
‫وعن أنس بن مالك قال‪« :‬كان النبي يالعب زينب بنت أم سلمة‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يا زوينب‪ ،‬يا زوينب‪ ،‬مرارا»‪.‬‬
‫«وقد دخلت عليه وهو يغتسل‪ ،‬فنضح في وجهها‪ ،‬فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت»‪.‬‬
‫‪ ‬رحمة الطفل والشفقة عليه‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫لما جاءته الغامدية التي زنت ردها حتى تلد‪ ،‬فلما وضعت وجاءت قال‪ :‬إذا ال نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه‪،‬‬
‫فقام رجل من األنصار فقال‪ :‬إلي رضاعه يا نبي هللا‪.‬‬
‫‪ ‬المسابقة بين الصغار‪:‬‬
‫كان رسول هللا يصف عبد هللا وعبيد هللا وكثيرا من بني العباس‪ ،‬ثم يقول‪ :‬من سبق إلي‪ ،‬فله كذا وكذا‪ ،‬فيستبقون إليه‪ ،‬فيقعون‬
‫على ظهره وصدره‪ ،‬فيقبلهم ويلزمهم‪.‬‬
‫‪ ‬التسليم على الصبيان‪:‬‬
‫قال أنس‪« :‬أتى رسول هللا على غلمان يلعبون فسلم عليهم»‪.‬‬
‫‪ ‬المسح على رأس الطفل وخده‪:‬‬
‫كان رسول هللا يزور األنصار‪ ،‬فإذا جاء إلى دور األنصار‪ ،‬جاء صبيان األنصار يدورن حوله‪ ،‬فيسلم عليهم‪ ،‬ويمسح رءوسهم‪،‬‬
‫ويدعو لهم‪.‬‬
‫وعن عبد هللا بن هشام ‪-‬وكان قد أدرك النبي‪ -‬وذهبت به أمه إلى رسول هللا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬بايعه‪ ،‬فقال‪ :‬هو صغير‪،‬‬
‫فمسح رأسه ودعا له‪.‬‬
‫عن جابر بن سمرة قال‪ :‬صليت مع رسول هللا صالة األولى ‪-‬يعني الظهر‪ ،-‬ثم خرج إلى أهله‪ ،‬وخرجت معه‪ ،‬فاستقبله ولدان‪،‬‬
‫فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا‪ ،‬وأما أنا فمسح خدي‪ ،‬فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار‪.‬‬
‫جؤنة عطار‪ :‬هي التي يعد فيها الطيب ويدخر‪.‬‬
‫‪ ‬تقبيل األطفال‪:‬‬
‫قدم ناس من األعراب على رسول هللا‪ ،‬فقالوا‪ :‬أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لكنا وهللا ما نقبل‪ ،‬فقال رسول هللا‪ :‬وأملك‬
‫إن كان هللا نزع منكم الرحمة‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء الهدايا لألطفال‪:‬‬
‫كان رسول هللا يؤتى بأول الثمر‪ ،‬فيقول‪« :‬اللهم بارك لنا في مدينتنا‪ ،‬وفي ثمارنا‪ ،‬وفي مدنا‪ ،‬وفي صاعنا‪ ،‬بركة مع بركة»‪ ،‬ثم‬
‫يعطيه أصغر من يحضره من الولدان‪.‬‬
‫‪ ‬وخص بهذا الصغير؛ لكونه أرغب فيه‪ ،‬وأكثر تطلعا إليه وحرصا عليه‪.‬‬
‫‪ ‬اإلرشاد برفق ولين عند الخطأ‪:‬‬
‫عن أبي رافع بن عمرو الغفاري قال‪« :‬كنت وأنا غالم أرمي نخال لألنصار‪ ،‬فأخذوني‪ ،‬فذهبوا بي إلى النبي‪ ،‬فقال‪ :‬يا غالم‪ ،‬لم‬
‫ترمي النخل؟ قلت‪ :‬يا رسول هللا الجوع‪ ،‬قال‪ :‬فال ترم النخل‪ ،‬وكل ما يسقط في أسافلها‪ ،‬ثم مسح رأسي‪ ،‬وقال‪ :‬أشبعك هللا‬
‫وأرواك»‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال العبارات الرقيقة في محادثتهم‪:‬‬
‫كقوله‪« :‬يا غالم سم هللا»‪ ،‬وقوله‪« :‬يا غالم إني أعلمك كلمات»‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫‪62‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫مادة الفق‬
‫الصيام‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬اإلمساك‪.‬‬
‫في الشرع‪ :‬التعبد هلل باإلمساك عن األكل والشرب والجماع وسائر المفطرات‪ ،‬من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪.‬‬
‫قال تعالى‪« :‬وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر»‪.‬‬
‫والمراد بالخيط األبيض والخيط األسود‪ :‬بياض النهار وسواد الليل‪.‬‬

‫النية شرط لصحة الصوم‪ ،‬وال يشرع التلفظ بها‪ ،‬ووقتها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬في صيام الفرض يبدأ من غروب الشمس إلى قبيل طلوع الفجر‪.‬‬
‫‪ ‬في صوم النفل يصح له أن ينوي من النهار‪ ،‬ما لم يتناول شيئا من المفطرات‪.‬‬
‫إذا أكل الصائم ظانا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر‪ ،‬ثم تبين الحال خالف ظنه‪ ،‬فالراجح أنه ال يجب عليه قضاء‬ ‫‪‬‬
‫ذلك اليوم‪.‬‬
‫في البالد التي يطول نهارها جدا أو يقصر جدا‪ ،‬يجب الصوم في النهار مهما طال أو قصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أما إذا استمر النهار أو الليل‪ ،‬فالواجب االعتماد على أقرب بالد إليهم يتمايز فيها الليل والنهار‪.‬‬
‫رؤية الهالل هي المعتبرة في ثبوت دخول الشهر وانقضائه‪ ،‬ولكل بلد رؤيته الخاصة به‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فإذا شهد مسلم عدل برؤية هالل رمضان ثبت دخوله‪ ،‬وإال وجب إكمال عدة شعبان ثالثين يوما‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا شهد مسلمان عدالن برؤية هالل شوال ثبت انقضاء شهر رمضان‪ ،‬وإال وجب إكمال عدة رمضان‬
‫ثالثين يوما‪.‬‬
‫ال يعرف الشرع ما يسمى بوقت اإلمساك الذي تعارف عليه الناس‪ ،‬ووضعوه في التقاويم ضمن مواقيت الصالة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ووقت اإلمساك الحقيقي هو وقت دخول وقت الفجر الصادق‪.‬‬
‫يجوز االستعانة باألجهزة الفلكية في رؤية الهالل‪ ،‬وهذا بخالف الحساب الفلكي‪ ،‬فإنه ال يجوز االعتماد عليه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فضله‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬قال هللا‪ :‬كل عمل ابن آدم له إال الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة‪.»...‬‬
‫‪ ‬تجتمع في الصيام أنواع الصبر الثالثة‪:‬‬
‫‪ ‬الصبر على طاعة هللا‪.‬‬
‫‪ ‬الصبر عن معصية هللا‪.‬‬
‫‪ ‬الصبر على أقدار هللا؛ لما يصيبه من ضعف‪.‬‬
‫لهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر‪.‬‬

‫أقسامه‪:‬‬
‫ينقسم الصوم من حيث كونه مأمورا به‪ ،‬أو منهيا عنه شرعا‪ ،‬إلى قسمين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ .1‬الصوم المأمور به شرعا‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬الصوم الواجب‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫‪ ‬واجب بأصل الشرع‪ :‬وهو صوم شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ ‬واجب بسبب المكلف‪ :‬وهو صوم النذر والكفارات والقضاء‪.‬‬
‫الصوم المستحب (صوم التطوع)‪ ،‬واألمر فيه للندب‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬صوم مطلق‪ :‬وهو ما جاء في النصوص غير مقيد بزمن معين‪ ،‬فيستحب أداؤه في كل وقت‪ ،‬إال األيام المنهي عنها‪.‬‬
‫‪ ‬صوم مقيد‪ :‬وهو ما جاء في النصوص مقيدا بزمن معين‪.‬‬
‫الصوم المنهي عنه شرعا‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .1‬صوم محرم‪ :‬كصوم يومي العيد‪ ،‬وأيام التشريق‪ ،‬وصوم يوم الشك‪.‬‬
‫‪ .2‬صوم مكروه‪ :‬مثل إفراد يوم الجمعة أو السبت بالصيام‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫حكم صيام رمضان‪:‬‬
‫صوم رمضان فرض على كل مكلف‪ ،‬وأجمع العلماء على فرضيته‪ ،‬وأن من أنكره كافر مرتد‪.‬‬

‫شروط وجوب صيام رمضان‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلسالم‪ :‬فال يجب على الكافر‪ ،‬وال يصح منه‪.‬‬
‫‪ .2‬البلوغ‪ :‬فال يجب على الصبي‪.‬‬
‫‪ .3‬العقل‪ :‬فال يجب على المجنون‪ ،‬ويصح منه‪ ،‬ويؤجر به للتعليم‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلقامة‪ :‬فال يجب على المسافر‪.‬‬
‫‪ .5‬القدرة على الصوم‪ :‬فال يجب على المريض‪.‬‬
‫‪ .6‬خلو المرأة من الحيض أو النفاس‪ :‬فال يجب عليهما‪ ،‬ويحرم عليهما‪ ،‬وال يجزئ عنهما‪ ،‬ويجب عليهما القضاء‪.‬‬
‫‪ ‬إذا حاضت المرأة في نهار رمضان وهي صائمة‪ ،‬وجب عليها الفطر‪ ،‬وعليها قضاء ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬وإن طهرت قبل الغروب ولو بلحظة‪ ،‬وجب عليها قضاء ذلك اليوم‪ ،‬وال يجب عليها اإلمساك على الصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أجهضت المرأة في نهار رمضان وهي صائمة‪:‬‬
‫‪ ‬فإذا كان جنينها لم يخلق فإن دمها ليس دم نفاس‪ ،‬بل دم فاسد‪ ،‬فتصوم وتصلي‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا كان الجنين قد تخلق فإن الدم دم نفاس‪ ،‬فال يحل لها أن تصوم وال أن تصلي‪.‬‬
‫وأقل مدة يتبين فيها خلق إنسان ثمانون يوما من ابتداء الحمل‪ ،‬وغالبها تسعون يوما‪.‬‬
‫‪ ‬يصح صوم المرأة الحائض أو النفساء إذا طهرت قبل الفجر‪ ،‬ولم تغتسل إال بعد طلوع الفجر‪ ،‬بشرط أن تنوي قبل‬
‫طلوع الفجر‪.‬‬
‫‪ ‬المستحاضة عليها أن تصوم وتصلي‪ ،‬وصومها وصالتها صحيحان‪.‬‬

‫األعذار المبيحة للفطر‪:‬‬


‫أوال‪ :‬السفر‪:‬‬
‫يباح الفطر للمسافر مطلقا‪ ،‬ولو كان قادرا على الصوم‪.‬‬
‫والصائم المسافر له أحوال ثالثة‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا كان الصوم والفطر سواء‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون الصوم أفضل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون الفطر أرفق به‪ ،‬فهنا الفطر أفضل‪.‬‬
‫وإذا شق عليه صار الصوم في حقه مكروها؛ ألن ارتكاب المشقة في وجود الرخصة يشعر بالعدول عن رخصة هللا‪،‬‬
‫فإن احتمل المشقة دون ضرر جاز له الصوم‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يشق عليه مشقة شديدة غير محتملة‪ ،‬فهنا يكون الصوم حراما‪.‬‬
‫‪ ‬الذين يسافرون دائما لهم الترخص برخصة السفر؛ ألن هللا أطلق الترخص بالسفر ولم يقيده بشيء‪ ،‬لكن مع القدرة‬
‫يسن الصوم‪.‬‬
‫‪ ‬يباح اإلفطار للمسافر ولو كان سفره بوسائل النقل المريحة‪ ،‬سواء وجد مشقة أو لم يجدها؛ ألن علة الفطر حصول‬
‫السفر دون التقيد بشيء آخر‪.‬‬
‫‪ ‬إذا قدم المسافر أثناء النهار مفطرا‪ ،‬فالراجح أنه ال يجب عليه اإلمساك بقية النهار‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صام في بلد ثم سافر إلى بلد آخر يفطر ويصوم معهم‪:‬‬
‫‪ ‬فإن أفطر معهم ألقل من تسعة وعشرين يوما قضى يوما بعد العيد‪.‬‬
‫‪ ‬وإن صام معهم وزاد عن الشهر فال يفطر إال معهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المرض‪:‬‬
‫والمرض المبيح للفطر هو الذي يشق معه الصوم مشقة شديدة‪ ،‬أو يخاف المريض الهالك منه إن صام‪ ،‬أو يخاف بالصوم زيادة‬
‫المرض أو بطء البرء‪.‬‬
‫فإن لم يتضرر المريض بالصوم‪ ،‬لم يبح له الفطر‪.‬‬
‫أما في حال المرض الذي ال يرجى شفاؤه ‪ ،‬والشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ال يستطيعان أن يصوما‪ :‬فإنه يفطر‪ ،‬وال يجب عليه‬
‫القضاء‪ ،‬وإنما تلزمه فدية‪ ،‬وهي‪ :‬إطعام مسكين عن كل يوم أفطره‪.‬‬
‫ومقدار اإلطعام يكون‪ :‬نصف صاع من بر‪ ،‬أو تمر‪ ،‬أو أرز‪ ،‬أو نحوها من قوت البلد‪.‬‬
‫والصائم المريض له ثالثة أحوال‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ .1‬ال يتأثر بالصوم فهذا‪ ،‬ال يحل معه الفطر‪.‬‬
‫‪ .2‬يشق عليه الصوم وال يضره‪ ،‬فيكره له الصوم ويسن الفطر‪.‬‬
‫‪ .3‬يشق عليه الصوم ويضره فهذا الصوم عليه حرام‪.‬‬
‫صاحب العمل الشاق‪:‬‬
‫من صنعته شاقة‪ ،‬فإن خاف بالصوم تلفا أفطر وقضى إن ضره ترك الصنعة‪ ،‬فإن لم يضره تركها أثم بالفطر‪ ،‬وإن لم ينتف‬
‫التضرر بتركها فال إثم عليه بالفطر للعذر‪.‬‬
‫ويجب عليه أن يتسحر وينوي الصيام‪ ،‬فإن حصل له جوع شديد أو عطش شديد يخاف منه الضرر‪ ،‬جاز له الفطر وعليه‬
‫القضاء‪ ،‬فإن تحقق الضرر وجب الفطر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحمل والرضاع‪:‬‬
‫المرضع ومثلها الحامل لها حاالن‪:‬‬
‫‪ .1‬أال تتأثر بالصيام‪ ،‬فيجب عليها الصيام‪ ،‬وال يجوز لها أن تفطر‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تخاف على نفسها وولدها من الصيام‪ ،‬فلها أن تفطر‪.‬‬
‫وقد ذكر البعض أنها إذا كانت تخشى على ولدها‪ ،‬وجب عليها اإلفطار‪ ،‬وحرم الصوم‪.‬‬
‫وليس على الحامل والمرضع إذا أفطرت إال القضاء على الراجح‪ ،‬سواء خافتا على نفسيهما أو على ولديهما‪.‬‬

‫مبطالت الصوم‪:‬‬
‫‪ .1‬األكل أو الشرب عمدا‪ ،‬وعليه القضاء‪.‬‬
‫‪ ‬أما من أكل أو شرب ناسيا فصومه صحيح‪.‬‬
‫فإذا تذكر وجب عليه اإلمساك فورا‪ ،‬وسواء كان هذا في صوم فرض أو نفل‪.‬‬
‫‪ ‬ويلحق باألكل والشرب ما كان بمعناه‪ ،‬مثل اإلبر المغذية التي يستغنى بها عنهما‪ ،‬أما اإلبر التي ال تغذي فهذه ال‬
‫تفطر‪ ،‬سواء تناولها اإلنسان في الوريد‪ ،‬أو في العضالت‪ ،‬أو في أي مكان من بدنه‪.‬‬
‫‪ ‬وال بأس للصائم من استعمال بخاخ الربو‪ ،‬ولو أخره للليل كان أفضل‪.‬‬
‫التقيؤ عمدا‪ ،‬وعليه القضاء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬أما إذا غلبه القيء وخرج منه بغير اختياره فال يفسد صومه‪.‬‬
‫الجماع‪ ،‬وعليه إثم‪ ،‬وعليه اإلمساك بقية اليوم‪ ،‬والقضاء‪ ،‬والكفارة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬والكفارة‪ :‬عتق رقبة‪ ،‬فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين‪ ،‬فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا‪.‬‬
‫إنزال المني بشهوة‪ ،‬وعليه القضاء دون الكفارة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ‬أما االحتالم أو نزول المني من غير شهوة كمن به مرض فال يبطل الصيام‪.‬‬
‫‪ ‬أما المذي فال يفسد الصوم‪ ،‬حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع‪.‬‬
‫‪ ‬ومن مارس العادة السرية أو شاهد شيئا وفكر فأنزل فسد صومه‪ ،‬ووجب عليه التوبة النصوح‪ ،‬والغسل‪ ،‬والقضاء‬
‫دون الكفارة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن طلع عليه الفجر وهو جنب فصومه صحيح‪ ،‬وعليه أن يغتسل ويصوم‪.‬‬
‫الحيض والنفاس‪ ،‬وعليها القضاء‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إخراج الدم بالحجامة‪ ،‬يفطر الحاجم والمحجوم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ‬من تبرع بالدم مضطرا وهو صائم‪:‬‬
‫‪ ‬فإن كان الدم الذي أخذ منه يسيرا فال يجب عليه قضاء ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كان الدم كثيرا فعليه القضاء؛ أخذا باالحتياط وبراءة للذمة‪.‬‬
‫أما المنقول إليه الدم فاألقرب بطالن صومه‪.‬‬
‫الردة؛ لمنافاتها العبادة‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫وهذه المبطالت ال تفسد الصوم إال بشروط ثالثة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬العلم‪ :‬أن يكون عالما بالوقت‪ ،‬عالما بالحكم الشرعي‪.‬‬
‫‪ .2‬الذكر‪ :‬أن يكون ذاكرا ال ناسيا‪.‬‬
‫‪ .3‬القصد‪ :‬أن يكون مختارا لفعله‪ ،‬قاصدا إياه‪.‬‬

‫حكم صوم المغمى عليه‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ ‬من نوى الصيام فأغمي عليه جميع النهار لم يصح صومه‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ومن فقد شعوره بإغماء أو مرض أو جنون أثناء صومه ثم أفاق فصومه صحيح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مستحبات الصوم‪:‬‬
‫‪ ‬السحور‪ ،‬ويتحقق ولو بشربة ماء‪ ،‬ويسن تأخيره‪.‬‬
‫‪ ‬ال حرج على الصائم في استعمال السواك‪.‬‬
‫‪ ‬تعجيل الفطر‪.‬‬
‫‪ ‬من الخطأ‪ :‬تأخير الفطر حتى يقول المؤذن‪" :‬أشهد أال إله إال هللا"‪.‬‬
‫‪ ‬اإلفطار على رطبات‪ ،‬ويستحب أن تكون وترا‪ ،‬فإن لم تكن فعلى تمرات‪ ،‬فإن لم تكن حسا حسوات من الماء‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء حال صيامه ووقت إفطاره‪.‬‬
‫‪ ‬اإلكثار من أعمال البر‪.‬‬
‫‪ ‬يسن له االعتمار‪.‬‬

‫مكروهات الصيام‪:‬‬
‫‪ ‬المبالغة في المضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫‪ ‬تقبيل الزوجة لمن ال يملك نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬ذوق الطعام لغير حاجة‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كان لحاجة فال بأس‪ ،‬مع الحذر من وصول شيء من ذلك إلى حلقه‪.‬‬
‫‪ ‬تضييع الوقت في اللعب واللهو‪.‬‬
‫‪ ‬وصال الصوم ليومين فأكثر‪.‬‬
‫‪ ‬السباب والصخب ونحو ذلك‪.‬‬

‫قضاء الصيام‪:‬‬
‫‪ ‬من أفطر يوما من رمضان بغير عذر فقد ارتكب إثما عظيما‪ ،‬ويجب عليه التوبة وقضاء ما أفطر‪.‬‬
‫‪ ‬ومن أفطر بعذر يبيح الفطر فإنه يجب عليه القضاء على التراخي إلى رمضان التالي‪ ،‬واألفضل التعجيل؛ إبراء للذمة‪،‬‬
‫وأحوط للعبد‪.‬‬
‫‪ ‬وذهب الجمهور إلى أنه يجب القضاء قبل دخول رمضان التالي‪.‬‬
‫‪ ‬فإن أخر القضاء حتى دخل رمضان التالي فإنه ال يخلو من حالين‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون التأخير بعذر‪ ،‬كمن استمر به العذر حتى دخل رمضان التالي‪ ،‬فهذا ال إثم عليه‪ ،‬وليس عليه إال القضاء‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون التأخير بغير عذر‪ ،‬كمن تمكن من القضاء ولكنه لم يقض حتى دخل رمضان التالي‪ ،‬فهذا آثم‪ ،‬وعليه القضاء‪.‬‬
‫‪ ‬واختلف العلماء هل يجب مع القضاء كفارة ‪ -‬وهي أن يطعم عن كل يوم مسكينا‪ -‬أو ال‪ ،‬والراجح أنه ليس عليه كفارة‪،‬‬
‫ولو كفر كان حسنا‪.‬‬
‫‪ ‬ومن استمر به العذر حتى مات قبل أن يتمكن من القضاء‪ ،‬فال شيء عليه‪.‬‬
‫‪ ‬أما من تمكن من القضاء‪ ،‬ولكنه فرط حتى أدركه الموت‪ ،‬فلوليه أن يصوم عنه‪.‬‬
‫‪ ‬ال يشترط في القضاء التتابع‪.‬‬

‫صوم التطوع‪:‬‬
‫‪ ‬صيام ستة أيام من شهر شوال‪.‬‬
‫‪ ‬صيام يوم عرفة لغير الحاج‪.‬‬
‫‪ ‬صيام يوم عاشوراء‪ ،‬واألفضل أن يصوم يوما قبله أو بعده‪.‬‬
‫‪ ‬صوم االثنين والخميس من كل أسبوع‪.‬‬
‫‪ ‬صيام ثالثة أيام من كل شهر‪.‬‬
‫‪ ‬صيام التسع األول من ذي الحجة‪.‬‬
‫‪ ‬الصوم في شهر هللا المحرم‪.‬‬
‫‪ ‬صوم يوم وإفطار يوم‪ ،‬وهو أفضل صيام التطوع‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز لمن صام تطوعا أن يفطر‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫ما يكره من الصيام‪:‬‬
‫‪ ‬إفراد يوم الجمعة بصيام تطوعا‪.‬‬
‫‪ ‬إفراد يوم السبت بصيام تطوعا‪.‬‬
‫‪ ‬إفراد شهر رجب بالصيام؛ ألن أهل الجاهلية كانوا يعظمون هذا الشهر‪.‬‬
‫‪ ‬صيام الدهر‪.‬‬

‫ما يحرم من الصيام‪:‬‬


‫‪ ‬صيام يوم الشك احتياطا لرمضان‪ ،‬وهو يوم الثالثين من شعبان‪ ،‬إذا كان في السماء ما يمنع رؤية الهالل‪.‬‬
‫‪ ‬صيام يومي العيدين‪.‬‬
‫‪ ‬صيام أيام التشريق‪ ،‬وهي ثالثة أيام بعد يوم النحر‪ :‬الحادي عشر‪ ،‬والثاني عشر‪ ،‬والثالث عشر‪.‬‬
‫‪ ‬ولكن يجوز صيامها للمتمتع والقارن إذا لم يجدا الهدي‪.‬‬

‫االعتكاف‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫االعتكاف لغة‪ :‬هو لزوم الشيء وحبس النفس عليه‪ ،‬برا كان أو غيره‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو لزوم مسجد لطاعة هللا على صفة مخصوصة‪.‬‬

‫مشروعيته‪:‬‬
‫االعتكاف مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬وقوله تعالى‪« :‬أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود» دليل على‬
‫مشروعيته حتى في األمم السابقة‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬
‫االعتكاف سنة مؤكدة عن النبي‪.‬‬
‫‪ ‬يجب االعتكاف بالنذر‪.‬‬
‫‪ ‬لم يرد في فضل االعتكاف شيء يصح عن النبي من قوله‪ ،‬إنما فعله وداوم عليه‪ ،‬وما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه‬
‫هللا‪ ،‬فال ينبغي تركه‪.‬‬

‫شروطه‪:‬‬
‫النية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يشترط فيه الصوم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الطهارة من الحدث األكبر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون في مسجد تقام فيه صالة الجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يشمل لفظ المسجد‪ :‬المسجد وما زيد فيه‪ ،‬وسطحه ورحبته المحوطة به‪ ،‬وما بني أسفل منه واتصل به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من اعتكف في مسجد غير جامع‪ ،‬وتخلل اعتكافه جمعة‪ ،‬وجب عليه الخروج لصالة الجمعة‪ ،‬إن كان من أهل‬ ‫‪‬‬
‫الوجوب‪ ،‬وهذا باتفاق العلماء‪.‬‬
‫يصح االعتكاف من غير البالغ إذا كان مميزا‪ ،‬ومن األنثى على أال تكون حائضا أو نفساء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مدته‪:‬‬
‫يصح االعتكاف سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة؛ ألنه لم يرد في تحديده دليل‪.‬‬

‫وقته‪:‬‬
‫أفضله في العشر األواخر من رمضان‪ ،‬يبدأ قبل غروب الشمس من يوم العشرين‪ ،‬وينتهي بغروب شمس آخر يوم من‬
‫رمضان‪.‬‬
‫وأما ما ورد عن عائشة أن النبي صلى الصبح ثم دخل معتكفه‪ ،‬فالمراد بالمعتكف ‪ :‬هو المكان الخاص الذي أعده لالعتكاف‬
‫داخل المسجد‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫كان النبي يجتهد في العشر األواخر من رمضان ما ال يجتهد في غيرها‪ ،‬وكان يعتكف فيها‪ ،‬ويتحرى ليلة القدر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يستحب تحري ليلة القدر في العشر األواخر من رمضان‪ ،‬وفي أوتار العشر آكد‪ ،‬وفي السبع األواخر أرجى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أخفى هللا هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها‪ ،‬كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ما يستحب للمعتكف‪:‬‬


‫يستحب للمعتكف أن يتفرغ للعبادة‪.‬‬

‫ما يباح للمعتكف‪:‬‬


‫‪ ‬الخروج من المسجد لما ال بد منه‪.‬‬
‫‪ ‬استقبال أهله وأقاربه‪ ،‬وله أن يخرج لتوديعهم‪.‬‬
‫‪ ‬ترجيل شعره وحلق رأسه وتقليم أظافره‪.‬‬
‫‪ ‬األكل والشرب والنوم‪.‬‬

‫مبطالت االعتكاف‪:‬‬
‫‪ ‬الخروج من المسجد إال لما ال بد منه؛ ألن الخروج ينافي المكث الذي هو ركن االعتكاف‪.‬‬
‫‪ ‬الجماع‪ ،‬ولو خارج المسجد‪ ،‬ويقاس عليه االستمناء ونحوه‪.‬‬
‫‪ ‬أما من فكر فأمذى‪ ،‬أو احتلم فال يفسد اعتكافه‪.‬‬
‫‪ ‬الحيض والنفاس؛ لعدم جواز مكث الحائض والنفساء في المسجد‪.‬‬
‫‪ ‬أما المستحاضة فيجوز اعتكافها‪.‬‬
‫‪ ‬الردة؛ لمنافاتها العبادة‪.‬‬

‫الحج‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫الحج لغة‪ :‬القصد‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬التعبد هلل بقصد البيت الحرام والمشاعر العظام‪ ،‬في وقت مخصوص‪ ،‬على وجه مخصوص‪.‬‬
‫‪ ‬وقد فرض الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة‪ ،‬عام الوفود‪ ،‬وهو رأي أكثر العلماء‪.‬‬

‫حكمه‪:‬‬
‫الحج واجب في العمر مرة‪ ،‬بدليل الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫فضله‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬من حج هلل فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»‪ ،‬وقال‪« :‬الحج المبرور ليس له جزاء إال الجنة»‪.‬‬

‫شروط وجوبه‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .2‬العقل‪.‬‬
‫‪ .3‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ .4‬الحرية؛ ألن الرقيق مملوك مشغول بسيده‪.‬‬
‫‪ .5‬القدرة على الحج بالمال والبدن‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كان اإلنسان قادرا بماله دون بدنه‪ ،‬فإنه ينيب من يحج عنه‪.‬‬
‫وإن كان قادرا ببدنه دون ماله‪ ،‬فإن الحج ال يجب عليه‪.‬‬
‫ويشترط في حق المرأة شرط زائد‪ :‬وهو أن يصحبها محرم‪ ،‬فإن لم تجد فليست مستطيعة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫مواقيت الحج‪:‬‬
‫المواقيت‪ :‬جمع ميقات‪ ،‬وهو الحد‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫المواقيت الزمانية‪ :‬وتبدأ من أول شهر شوال إلى العاشر من ذي الحجة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المواقيت المكانية‪ :‬وهي الحدود التي ال يجوز للحاج أن يتجاوزها إال بإحرام‪ ،‬ويكره اإلحرام قبلها‪ ،‬وهي خمسة‬ ‫‪.2‬‬
‫بتوقيت النبي‪:‬‬
‫ذو الحليفة‪ :‬وهو ميقات أهل المدينة ومن مر بها‪ ،‬ويبعد عن مكة ‪ 424‬كم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجحفة‪ :‬وهي ميقات أهل الشام وتركيا ومصر والمغرب ومن حاذاها أو مر بها‪ ،‬وتبعد عن مكة ‪ 166‬كم‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وهي قرية قرب رابغ‪ ،‬ويحرم الناس اآلن من رابغ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يلملم‪ :‬وهو ميقات أهل اليمن ومن حاذاها أو مر بها‪ ،‬ويبعد عن مكة ‪ 124‬كم‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وهو واد‪ ،‬ويسمى اآلن السعدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قرن المنازل‪ :‬وهو ميقات أهل نجد والطائف ومن حاذاه أو مر به‪ ،‬ويبعد عن مكة ‪ 75‬كم‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وهو المشهور اآلن بالسيل الكبير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ذات عرق‪ :‬وهي ميقات أهل العراق ومن حاذاها أو مر بها‪ ،‬ويبعد عن مكة ‪ 144‬كم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وهي واد‪ ،‬وتسمى اآلن الضريبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أنواع النسك‪:‬‬
‫من تيسير هللا على عبادة أن شرع لهم فريضة الحج على ثالث صور‪:‬‬
‫‪ .1‬التمتع‪ :‬أن يحرم الحاج بالعمرة وحدها في أشهر الحج‪ ،‬ثم يفرغ منها‪ ،‬ويحل من إحرامه‪ ،‬ثم يحرم بالحج في نفس‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ ‬وهو أفضلها وأيسرها؛ حيث يتمتع بالتحلل بين الحج والعمرة‪.‬‬
‫القران‪ :‬أن يحرم بالعمرة والحج جميعا‪ ،‬أو يحرم بالعمرة أوال ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم‪ ،‬وسعى للعمرة والحج سعيا واحدا‪ ،‬ثم استمر على إحرامه حتى يحل منه يوم العيد‪.‬‬
‫‪ ‬وعليه الهدي؛ لحصول النسكين له دون المفرد‪ ،‬فال يمنعه من الحل إال سوق الهدي‪.‬‬
‫اإلفراد‪ :‬أن يحرم بالحج مفردا‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم وسعى للحج‪ ،‬واستمر على إحرامه حتى يحل منه يوم العيد‪.‬‬
‫‪ ‬ويجوز للمفرد والقارن أن أن يؤخرا السعي عن طواف القدوم إلى ما بعد طواف اإلفاضة‪.‬‬

‫أركان الحج‪:‬‬
‫للحج أربعة أركان ال يتم إال بها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلحرام‪ :‬وهو نية الدخول في النسك‪ ،‬وليس لبس اإلحرام‪ ،‬فمن ترك اإلحرام لم ينعقد حجه‪.‬‬
‫محظورات اإلحرام‪:‬‬
‫والمراد بها‪ :‬الممنوعات التي يمنع منها بسبب اإلحرام‪.‬‬
‫‪ .1‬لبس المخيط‪.‬‬
‫والمخيط‪ :‬هو كل ما فصل بقدر العضو‪ ،‬وليس ما دخله الخياطة‪.‬‬
‫‪ ‬يرخص لمن لم يجد إال سراويل وخفافا أن يلبسهما‪.‬‬
‫لبس المرأة للنقاب والقفازين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬يباح لها تغطية يديها بثوبها أو عباءتها أو غيرهما‪ ،‬كما يجوز لها أن تغطي وجهها بخمار ونحوه إذا مر بها رجال‪.‬‬
‫تغطية الرجل رأسه بعمامة ونحوها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬يجوز له أن يستظل بخيمة وشمسية ونحوها‪.‬‬
‫وضع الطيب على البدن أو لباس اإلحرام‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ ‬وال يضره بقاء الطيب بعد اإلحرام‪.‬‬
‫إزالة الشعر بالحلق أو القص أو تقليم األظافر‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ‬يجوز إزالة الشعر لمن يتأذى ببقائه‪ ،‬وفيه الفدية‪.‬‬
‫الوطء في الفرج‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫وهو مفسد للحج قبل التحلل األول‪ ،‬ولو بعد الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬ويلزمه إكمال الحج وإن كان فاسدا‪ ،‬وعليه فدية‪ ،‬وعليه قضاؤه في العام الذي بعده‪.‬‬
‫المباشرة فيما دون الفرج‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ ‬وهو ال يفسد الحج‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫قتل صيد البر واصطياده‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ‬يجوز قتل الفواسق في الحل والحرم‪ ،‬للمحرم وغيره‪.‬‬
‫وهي‪ :‬الغراب والفأرة والعقرب والحدأة والحية والكلب العقور‪.‬‬
‫الخطبة وعقد النكاح‪ ،‬سواء له أو لغيره‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ‬وعقد النكاح إذا عقده المحرم يقع فاسدا‪.‬‬
‫فدية المحظورات‪:‬‬
‫تنقسم محظورات اإلحرام من حيث الفدية إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ال فدية فيه‪ :‬وهو عقد النكاح‪.‬‬
‫‪ .2‬ما فديته مغلظة‪ :‬وهو الجماع قبل التحلل األول‪ ،‬وفيه فدية بدنة‪.‬‬
‫وإن كان الجماع بعد التحلل األول ففيه فدية األذى‪.‬‬
‫والمرأة كالرجل في ذلك إال إن كانت مكرهة‪.‬‬
‫ما فديته الجزاء أو بدله‪ :‬وهو قتل الصيد‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ما فديته فدية أذى‪ :‬وهو بقية المحظورات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وهي‪ :‬إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع‪ ،‬أو صيام ثالثة أيام‪ ،‬أو ذبح شاة فتذبح وتوزع على الفقراء‪.‬‬
‫‪ ‬من فعل شيئا من محظورات اإلحرام ناسيا أو جاهال أو مكرها‪ ،‬فال شيء عليه‪.‬‬
‫ومن فعلها عمدا لحاجة‪ ،‬ففيه فدية األذى وال إثم عليه‪.‬‬
‫ومن فعلها عمدا بدون حاجة‪ ،‬فعليه اإلثم وتلزمه الفدية والتوبة‪.‬‬
‫أمور يباح للمحرم فعلها‪:‬‬
‫‪ ‬لبس النعلين كالصندل ونحوه‪ ،‬ولو كان فيه خياطة‪.‬‬
‫‪ ‬عقد إزار اإلحرام وربطه بخيط؛ لستر عورته وحفظ نقوده ونحوه‪.‬‬
‫‪ ‬لبس ساعة اليد والنظارة والخاتم وسماعة األذن ونحوها‪.‬‬
‫‪ ‬غسل مالبس اإلحرام إذا اتسخت‪ ،‬وتبديلها بمثلها إذا احتاج إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬االغتسال بالماء وغسل الرأس والبدن‪.‬‬
‫التحلل من اإلحرام‪ :‬وهو نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬أصغر‪ :‬هو ما يحل به كل شيء إال النساء‪ ،‬ويكون بالرمي والحلق أو التقصير‪ ،‬وقيل بالرمي فقط‪ ،‬واألحوط األول‪.‬‬
‫‪ .2‬أكبر‪ :‬هو م ا يحل به كل شيء حتى النساء‪ ،‬ويكون بالرمي والحلق أو التقصير ثم الطواف ثم السعي‪.‬‬
‫الوقوف بعرفة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وقته‪ :‬يبدأ من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر‪.‬‬
‫فمن كان موجودا في هذا الوقت بعرفة لحظة واحدة ‪-‬وهو من أهل الوقوف‪ -‬صح حجه‪ ،‬ولو كان مارا أو نائما أو مغمى عليه‬
‫أو جاهال أنها عرفة أو كانت المرأة حائضا‪.‬‬
‫‪ ‬إن وقف بعرفة نهارا وجب عليه أن يبقى حتى تغرب الشمس؛ ليجمع بين النهار والليل‪.‬‬
‫فإن أفاض قبل الغروب وجب عليه دم‪.‬‬
‫فإن رجع قبل الفجر فال شيء عليه‪.‬‬
‫وإن وقف ليال فقط فال شيء عليه‪.‬‬
‫مكانه‪ :‬عرفة كلها موقف إال بطن عرنة‪.‬‬
‫‪ ‬ما اشتهر من اهتمام الناس بالوقوف على الجبل المسمى بجبل الرحمة‪ ،‬خطأ مخالف للسنة‪.‬‬
‫يسن لمن وقف بعرفة‪ :‬أن يكون مستقبال القبلة مهلال مكبرا ملبيا مصليا على النبي مجتهدا في الدعاء‪ ،‬وأن يكثر من ذكر هللا‬
‫والدعاء‪.‬‬
‫طواف اإلفاضة‪ :‬ويسمى طواف الزيارة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وقته‪ :‬يبدأ بعد منتصف ليلة النحر‪ ،‬وال حد آلخر وقته‪ ،‬واألفضل أال يؤخره عن شهر ذي الحجة‪ ،‬وفعله يوم النحر أفضل‪.‬‬
‫شروط الطواف‪:‬‬
‫‪ .1‬الطهارة من الخبث والحدث‪.‬‬
‫‪ .2‬ستر العورة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون الطواف بالبيت داخل المسجد‪ ،‬ولو بعد عن الكعبة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون البيت على يسار الطائف‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يكون الطواف سبعة أشواط‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ .6‬أن يوالي بين األشواط‪ ،‬فال يفصل بينها لغير حاجة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يصح الطواف إن كان من داخل الحجر؛ فالحجر من الكعبة والطواف يجب أن يكون حولها‪.‬‬
‫سنن الطواف‪:‬‬
‫‪ .1‬الرمل‪ :‬أن يسارع الطائف في مشيه مع تقارب خطاه‪.‬‬
‫‪ ‬وال يسن إال في طواف القدوم‪ ،‬في األشواط الثالثة األولى منه‪.‬‬
‫‪ ‬وهو سنة للرجال القادرين دون النساء‪.‬‬
‫االضطباع‪ :‬وهو كشف الكتف األيمن‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬وال يسن إال في طواف العمرة‪ ،‬أو القدوم خاصة‪ ،‬ويكون في األشواط السبعة كلها‪.‬‬
‫تقبيل الحجر األسود عند بدء الطواف‪ ،‬وفي كل شوط إن أمكن مع التكبير‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وكذا استالم الركن اليماني‪ ،‬وال يشرع التكبير عند استالمه أو محاذاته‪ ،‬وال تقبيله‪.‬‬
‫أن يقول في الشوط األول‪« :‬بسم هللا وهللا أكبر‪ ،‬اللهم إيمانا بك‪ ،‬وتصديقا بكتابك‪ ،‬ووفاء بعهدك‪ ،‬واتباعا لسنة نبيك»‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الدعاء أثناء الطواف‪ ،‬ويسن أن يقال بين الركنين األسود واليماني‪« :‬ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا‬ ‫‪.5‬‬
‫عذاب النار»‪.‬‬
‫صالة ركعتين خلف مقام إبراهيم بعد الفراغ من الطواف‪ ،‬يقرأ فيهما‪ :‬الكافرون واإلخالص بعد الفاتحة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الرجوع الستالم الحجر األسود قبل الخروج إلى المسعى‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ « ‬وأما سائر جوانب البيت‪ ،‬ومقام إبراهيم‪ ،‬وسائر ما في األرض من المساجد وحيطانها‪ ،‬ومقابر األنبياء والصالحين‪،‬‬
‫وصخرة بيت المقدس‪ ،‬فال تستلم وال تقبل باتفاق األئمة‪ ،‬فإن التقبيل واالستالم تعظيم‪ ،‬والتعظيم خاص باهلل‪ ،‬فال يجوز‬
‫إال فيما أذن فيه»‪.‬‬
‫السعي بين الصفا والمروة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫شروط السعي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون السعي سبعة أشواط‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يوالي بين األشواط‪ ،‬وال يضر الفصل اليسير‪ ،‬ال سيما إذا كان لحاجة‪.‬‬
‫‪ .3‬وقوعه بعد طواف نسك صحيح‪ ،‬سواء كان الطواف واجبا أو مسنونا‪.‬‬
‫‪ ‬ال تشترط الطهارة للسعي‪ ،‬كما يجوز للحائض‪.‬‬
‫سنن السعي‪:‬‬
‫‪ .1‬الخبب‪ :‬وهو سرعة المشي بين الميلين األخضرين في المسعى‪.‬‬
‫‪ ‬وهو سنة للرجال القادرين دون النساء‪.‬‬
‫الذكر والدعاء على كل من الصفا والمروة‪ ،‬في بداية كل شوط‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فيقول‪« :‬هللا أكبر ‪-‬ثالثا‪ -‬ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له الـملك وله الـحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ال إله إال هللا وحده‪،‬‬
‫أنجز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم األحزاب وحده»‪ ،‬يقول ذلك ثالث مرات‪ ،‬ويدعو بين ذلك‪.‬‬

‫واجبات الحج‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلحرام من الميقات‪.‬‬
‫‪ .2‬استمرار الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس‪.‬‬
‫‪ .3‬المبيت بالمزدلفة‪.‬‬
‫‪ .4‬المبيت بمنى ليالي التشريق‪.‬‬
‫‪ ‬من لم يستطع المبيت بمنى لعذر فال شيء عليه‪ ،‬ويبيت بأقرب مكان لها إن تيسر‪ ،‬وإال فحيث شاء‪.‬‬
‫رمي الجمار‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫وقته‪ :‬يبدأ وقت رمي جمرة العقبة من منتصف ليلة يوم النحر‪ ،‬ويبدأ وقت رمي الجمرات الثالث في أيام التشريق من الزوال‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز الرمي ليال أيام التشريق؛ فقد وقت النبي أول الوقت ولم يوقت آخره‪.‬‬
‫فيرمي كل جمرة بسبع حصيات‪ ،‬يكبر مع كل حصاة‪ ،‬يبدأ باألولى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة‪.‬‬
‫مسائل‪:‬‬
‫‪ ‬حجم الحصى أكبر من الحمص وأصغر من البندق‪.‬‬
‫‪ ‬يلتقط الحصى من أي مكان‪ ،‬في مزدلفة أو منى أو غيرهما‪.‬‬
‫‪ ‬ال يصح أن يرمي بأسمنت أو طين؛ ألنه ال يطلق عليه اسم الحصى‪.‬‬
‫‪ ‬ال ينبغي رمي الجمار بالنعال ونحوه‪ ،‬أو السب واللعن والشتم‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬الواجب أن تقع الحصاة في الحوض‪ ،‬وال يشترط إصابة جدار الجمرة‪.‬‬
‫‪ ‬تفرق الرميات‪ ،‬فيرمي واحدة بعد واحدة‪.‬‬
‫وإذا رمى السبع بكف واحدة تعد له رمية واحدة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يجوز التوكيل إال لمن ال يستطيع الرمي ليال أو نهارا‪ ،‬وال يجوز أن يتولى الرمي إال من كان حاجا‪.‬‬
‫‪ ‬إن شك في عدد الحصيات يبني على األقل حتى يرمي سبعا‪.‬‬
‫‪ ‬إن نسي أو أخطأ في رمي حصاة أو اثنتين يتصدق بشيء من طعام‪.‬‬
‫الحلق والتقصير‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ‬تقصير بعض جوانب الشعر ال يجزئ في التحلل‪ ،‬والواجب تعميم الرأس بالتقصير‪.‬‬
‫‪ ‬المرأة تقصر من كل أطراف شعرها بقدر أنملة‪.‬‬
‫طواف الوداع لغير الحائض والنفساء‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ ‬من ترك شيئا من الواجبات عامدا أو ناسيا جبره بدم‪ ،‬ال يأكل منه وال يهدي‪ ،‬ولكن يتصدق به فقط‪.‬‬

‫صفة الحج‪:‬‬
‫‪ ‬إذا وصل إلى الميقات يحرم متمتعا أو قارنا أو مفردا‪ ،‬فيقول‪« :‬لبيك اللهم عمرة وحجا» أو «لبيك اللهم حجا وعمرة»‬
‫أو «لبيك اللهم حجا»‪.‬‬
‫‪ ‬وعند اإلحرام يسن أن يغتسل كما يغتسل من الجنابة‪ ،‬ويتطيب ويلبس ثياب اإلحرام‪.‬‬
‫‪ ‬ثم يلبي‪« :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك»‪ ،‬وال يزال يلبي حتى‬
‫يصل إلى مكة‪.‬‬
‫ويسن رفع الصوت بالتلبية من الرجال‪ ،‬ويستحب تكرارها وتجديدها عند كل مناسبة‪.‬‬
‫وتقطع التلبية في العمرة إذا شرع في طوافها‪ ،‬وفي الحج إذا شرع في رمي جمرة العقبة‪.‬‬
‫‪ ‬وكان السلف يستحبون التلبية في أربعة مواضع‪ :‬دبر الصلوات‪ ،‬وإذا هبطوا واديا أو علوه‪ ،‬أو عند التقاء الرفاق‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا اقترب من مكة يحسن أن يغتسل لدخولها‪ ،‬وهو مستحب وليس في تركه فدية‪.‬‬
‫‪ ‬ثم يدخل المسجد الحرام‪ ،‬ويطوف مباشرة‪ ،‬فإن كان مفردا أو قارنا فهو طواف القدوم‪ ،‬وإن كان متمتعا فهو طواف‬
‫العمرة‪.‬‬
‫فإذا شرع في الطواف قطع التلبية‪ ،‬فيبدأ بالحجر األسود فيستلمه ويقبله إن تيسر وإال أشار إليه‪.‬‬
‫ويقول في الشوط األول فقط‪« :‬بسم هللا وهللا أكبر‪ ،‬اللهم إيمانا بك‪ ،‬وتصديقا بكتابك‪ ،‬ووفاء بعهدك‪ ،‬واتباعا لسنة نبيك»‪.‬‬
‫ثم يكبر في بداية كل شوط‪ ،‬مع استالم الحجر إن تيسر وإال أشار إليه‪.‬‬
‫ثم يجعل البيت عن يساره ويطوف سبعة أشواط‪ ،‬يبتدئ بالحجر ويختتم به‪.‬‬
‫ويسن له أن يرمل في ثالثة األشواط األولى‪ ،‬وأن يضطبع في جميع الطواف‪ ،‬ويقول بين الركنين األسود واليماني‪« :‬ربنا آتنا‬
‫في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار»‪.‬‬
‫‪ ‬ثم يقرأ عند المقام‪« :‬واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى»‪ ،‬ثم يصلي ركعتين خلفه إن تيسر له‪ ،‬وإال ففي أي مكان من‬
‫المسجد‪ ،‬ويقرأ فيهما‪ :‬الكافرون واإلخالص بعد الفاتحة‪.‬‬
‫ويسن أن يشرب من ماء زمزم وأن يغسل رأسه به‪.‬‬
‫‪ ‬ثم يخرج إلى الصفا‪ ،‬فإذا دنا منها يقرأ‪« :‬إن الصفا والمروة من شعائر هللا‪.»...‬‬
‫ثم ينزل متجهما إلى المروة‪ ،‬ويسن أن يركض ركضا شديدا بين العلمين األخضرين‪ ،‬ثم يمشي إلى المروة مشيا معتادا‪ ،‬وهكذا‬
‫سبعة أشواط‪.‬‬
‫‪ ‬فإن أتمها فإنه يقصر شعر رأسه‪ ،‬ثم يحل من إحرامه حال كامال إن كان متمتعا‪ ،‬أما إن كان مفردا أو قارنا فال يتحلل‬
‫بحلق أو تقصير‪ ،‬بل يبقى محرما إلى أن يتحلل يوم النحر‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة أحرم المتمتع بالحج‪ ،‬وخرج إلى منى‪ ،‬فصلى بها الظهر والعصر والمغرب‬
‫والعشاء والفجر‪ ،‬قصرا بغير جمع‪ ،‬ويسن المبيت بها تلك الليلة‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا طلعت الشمس يوم التاسع سار إلى عرفة‪ ،‬فنزل بنمرة إن تيسر له‪ ،‬وإال استمر إلى عرفة فينزل بها‪.‬‬
‫فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر قصرا وجمعا‪.‬‬
‫ثم يشتغل بالذكر والدعاء‪ ،‬ويسن أن يكثر من قول‪« :‬ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء‬
‫قدير»‪.‬‬
‫ويسن له الفطر يوم عرفة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ ‬فإذا غربت الشمس من يوم عرفة انصرف إلى مزدلفة‪ ،‬فصلى بها المغرب والعشاء قصرا وجمعا‪ ،‬ثم يبقى هناك حتى‬
‫يصلي الفجر‪.‬‬
‫فإذا صلى الفجر أتى المشعر الحرام ‪-‬وهو مسجد المزدلفة حاليا‪ ،-‬فيقف مستقبال القبلة يذكر ويدعو إلى أن يسفر الصبح جدا‪ ،‬ثم‬
‫يدفع بعد ذلك إلى منى‪.‬‬
‫ويجوز لذوي األعذار ومن يرافقهم أن يدفعوا إلى منى إذا غاب القمر أو مضى أكثر الليل‪.‬‬
‫‪ ‬خالف النبي المشركين في عدة مواضع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬اإلفاضة من عرفة بعد غروب الشمس‪ ،‬وكانوا يفيضون قبله‪.‬‬
‫‪ ‬الخروج من مزدلفة قبل شروق الشمس‪ ،‬وكانوا يخرجون بعده‪.‬‬
‫‪ ‬عدم النزول في وادي محسر‪ ،‬وكانوا ينزلون فيه ويفتخرون بأنسابهم وأحسابهم‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا وصل إلى منى ‪-‬يوم العيد‪ -‬بادر فرمى جمرة العقبة أوال‪ ،‬ثم ينحر هديه‪ ،‬ثم يحلق رأسه‪ ،‬وحينئذ يحل التحلل األول‬
‫فيباح له جميع محظورات اإلحرام إال النساء‪.‬‬
‫‪ ‬فينزل إلى مكة بعد أن يتطيب ويلبس ثيابه المعتادة‪ ،‬فيطوف طواف اإلفاضة‪.‬‬
‫ثم يسعى إن كان متمتعا‪ ،‬أو كان مفردا أو قارنا لم يسع من قبل‪ ،‬وبهذا يحل من كل شيء حتى النساء‪.‬‬
‫‪ ‬فإن انتهى من تلك األفعال على هذا الترتيب‪ ،‬وال حرج إن قدم بعضها على بعض‪ ،‬وجب عليه المبيت في منى ليلة‬
‫الحادي عشر وليلة الثاني عشر وليلة الثالث عشر لمن تأخر‪ ،‬ويجزئ في المبيت معظم الليل‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر رمي الجمرات الثالث‪ ،‬يبدأ برمي الصغرى‪ ،‬ثم يتقدم فيقف يمينا‪ ،‬مستقبل‬
‫القبلة‪ ،‬رافعا يديه‪ ،‬يدعو هللا دعاء طويال‪.‬‬
‫ثم يرمي الوسطى‪ ،‬ثم يتقدم فيقف يسارا‪ ،‬مستقبل القبلة‪ ،‬رافعا يديه‪ ،‬يدعو هللا دعاء طويال‪.‬‬
‫ثم يرمي جمرة العقبة‪ ،‬وال يقف عنها؛ اقتداء بالنبي‪.‬‬
‫كذلك في اليوم الثاني العشر‪ ،‬يرمي الجمرات الثالث‪ ،‬فإذا أتم رميها‪ ،‬فإن شاء تعجل وإن شاء تأخر‪.‬‬
‫ورمي الجمرات الثالث من الغد بعد الزوال أفضل‪.‬‬
‫‪ ‬إن غربت عليه الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى ولم يحاول الخروج‪ ،‬فيلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثالث‬
‫بعد الزوال‪.‬‬
‫فإن غربت عليه الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى بغير اختياره‪ ،‬لشدة زحام ونحوه‪ ،‬فال يلزمه التأخر‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا أتم رمي الجمرات فإنه ال يخرج من مكة إلى بلده حتى يطوف للوداع‪.‬‬
‫‪ ‬إال إذا كانت المرأة حائضا أو نفساء‪ ،‬وقد طافت طواف اإلفاضة‪ ،‬فإن طواف الوداع يسقط عنها‪.‬‬
‫‪ ‬من تأخر بعد طواف الوداع لشراء شيء أو انتظار رفقة فال شيء عليه‪.‬‬
‫ومن أخر طواف اإلفاضة ثم أراد أن يخرج من مكة أجزأه طواف اإلفاضة عن طواف الوداع‪ ،‬ويكتفي بنية طواف اإلفاضة‪.‬‬

‫الهدي‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫‪ .1‬هدي الشكران‪ :‬وهو هدي التمتع والقران‪ ،‬وهو دم نسك وشكر هلل على إتمام النعمة‪.‬‬
‫‪ ‬وهو واجب على من لم يكن حاضر المسجد الحرام‪.‬‬
‫‪ ‬ويستحب له‪:‬‬
‫‪ ‬أن يذبح بنفسه‪ ،‬وإن أناب غيره فال بأس‪.‬‬
‫‪ ‬أن يقول عند الذبح‪" :‬بسم هللا‪ ،‬اللهم هذا منك ولك"‪.‬‬
‫‪ ‬أن يأكل منه‪.‬‬
‫‪ ‬فإن لم يجد الهدي أو ثمنه صام ثالثة أيام في الحج‪ ،‬ويجوز صيامها في أيام التشريق‪ ،‬وسبعة إذا رجع إلى أهله‪.‬‬
‫هدي الجبران‪ :‬وهو الفدية الواجبة لترك واجب‪ ،‬أو ارتكاب محظور من محظورات اإلحرام‪ ،‬أو بسبب اإلحصار عند‬ ‫‪.2‬‬
‫وجود سببه‪.‬‬
‫‪ ‬وال يجوز له أن يأكل منه‪ ،‬بل يتصدق به على فقراء الحرم‪.‬‬

‫شروطه‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون من بهيمة األنعام‪ ،‬وهي اإلبل والبقر والغنم‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يبلغ السن المشروعة‪ ،‬وهي خمس سنوات لإلبل‪ ،‬وسنتان للبقر‪ ،‬وسنة للمعز‪ ،‬وستة أشهر للضأن‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫‪ .3‬أن يكون خاليا من العيوب التي تمنع اإلجزاء‪.‬‬

‫أحكام الفوات واإلحصار‪:‬‬


‫الفوات‪ :‬أن يحرم بالحج‪ ،‬لكن يفوته الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬من فاته الوقوف بعرفة أو صد عنها‪:‬‬
‫‪ o‬فاته الحج‪ ،‬وتحلل بعمرة‪ ،‬يقضيه فيما بعد إن كان فرضه‪ ،‬ويهدي‪.‬‬
‫‪ o‬وإن اشترط حل‪ ،‬وال شيء عليه‪.‬‬
‫اإلحصار‪ :‬الحبس والمنع‪ ،‬أي‪ :‬يمنع عن إتمام النسك‪.‬‬
‫‪ ‬من حصر عن البيت وصد عنه‪:‬‬
‫‪ o‬ذبح ما تيسر من الهدي‪ ،‬ثم حلق أو قصر‪ ،‬ثم حل‪.‬‬
‫‪ o‬وإن اشترط حل‪ ،‬وال شيء عليه‪.‬‬
‫واالشتراط يشرع لمن أراد اإلحرام وخاف أن يمنعه مانع‪ ،‬فيقول‪" :‬إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني"‪.‬‬
‫‪ ‬من أحصر عن واجب‪:‬‬
‫ال يتحلل‪ ،‬بل يستمر في نسكه؛ ويجبر هذا الواجب بدم‪.‬‬

‫اليمرة‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫العمرة لغة‪ :‬الزيارة‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬التعبد هلل بزيارة بيت هللا الحرام‪ ،‬على وجه مخصوص‪.‬‬

‫فضلها‪:‬‬
‫قال النبي‪« :‬تابعوا بين الحج والعمرة‪ ،‬فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد»‪.‬‬

‫مشروعيتها‪:‬‬
‫العمرة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع منعقد على مشروعيتها‪.‬‬
‫‪ ‬وقد اعتمر النبي أربع مرات‪ :‬الحديبية‪ ،‬القضاء‪ ،‬الجعرانة‪ ،‬مع حجة الوداع‪.‬‬

‫حكمها‪:‬‬
‫تجب العمرة مرة واحدة في العمر‪.‬‬
‫وهي مشروعة في كل وقت من العام‪ ،‬إال أنها في رمضان أفضل‪ ،‬لقول النبي‪« :‬فإن عمرة فيه تعدل حجة» وفي رواية‪« :‬حجة‬
‫معي»‪.‬‬

‫أركانها‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلحرام‪.‬‬
‫‪ .2‬الطواف‪.‬‬
‫‪ .3‬السعي‪.‬‬

‫واجباتها‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلحرام من الميقات‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كان دون المواقيت فإنه يحرم من بيته‪.‬‬
‫‪ ‬وأما المقيم بمكة فإنه يجب عليه أن يخرج إلى الحل فيحرم منه‪.‬‬
‫ويقول في إحرامه‪" :‬لبيك اللهم عمرة"‪،‬ثم يستمر في التلبية بالصيغة المعروفة إلى أن يبدأ بالطواف‪.‬‬
‫الحلق أو التقصير‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والحلق أفضل إال للمتمتع‪.‬‬
‫والواجب استيعاب كل الرأس بالتقصير‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫صفتها‪ :‬تقدم في شرح صفة الحج‪.‬‬

‫األضحية‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫هي ما يذبح تقربا إلى هللا من اإلبل أو البقر أو الغنم يوم العيد‪.‬‬
‫وسميت بذلك؛ ألنها تذبح ضحى يوم العيد‪.‬‬

‫حكمها‪:‬‬
‫األضحية سنة مؤكدة‪ ،‬وهو قول جمهور العلماء‪ ،‬ولو كانت واجبة ما تركها الصحابة مع القدرة؛ خشية أن يعتقد وجوبها‪.‬‬
‫«واألضحية أفضل من الصدقة بقيمتها»‪.‬‬

‫إذا دخلت عشر ذي الحجة فال يجوز األخذ من الشعر والظفر والبشرة لمن أراد أن يضحي إلى أن يذبح أضحيته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإن احتاج ألخذ شيء من ذلك فال حرج‪ ،‬وال شيء عليه‪.‬‬

‫شروطها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون من بهيمة األنعام‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تبلغ السن المشروعة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون خالية من العيوب التي تمنع اإلجزاء‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬العوراء البين عورها‪ :‬وهي التي انخسفت عينها أو برزت‪ ،‬وكذلك العمياء‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كانت قائمة العين وال يبصر بها‪ ،‬أو عليها بياض فتجزئ‪.‬‬
‫العجفاء‪ :‬وهي التي ذهب مخ عظمها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫العرجاء البين عرجها‪ ،‬وكذا مقطوعة أو مكسورة اليد أو الرجل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬فإن كان عرجها يسيرا أجزأت‪.‬‬
‫المريضة البين مرضها‪ :‬وهي التي ظهر عليها آثار المرض‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫البتراء من الضأن‪ :‬وهي التي قطعت أليتها أو أكثرها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ‬أما ما ليس لها ألية بأصل الخلقة فال بأس بها‪.‬‬
‫العيوب التي تجزئ مع الكراهة‪:‬‬
‫‪ .1‬العضباء‪ :‬وهي ما قطع من أذنها أو قرنها النصف فأكثر‪.‬‬
‫‪ .2‬المقابلة‪ :‬وهي التي شقت أذنها عرضا من األمام‪.‬‬
‫‪ .3‬المدابرة‪ :‬وهي التي شقت أذنها عرضا من الخلف‪.‬‬
‫‪ .4‬الشرقاء‪ :‬وهي التي شقت أذنها طوال‪.‬‬
‫‪ .5‬الخرقاء‪ :‬وهي التي خرقت أذنها‪.‬‬
‫‪ .6‬المستأصلة‪ :‬وهي التي ذهب قرنها كله‪.‬‬
‫‪ .7‬البخقاء‪ :‬وهي التي ذهب بصرها وبقيت العين بحالها‪.‬‬
‫‪ .6‬ما قطع من أليته أقل من النصف‪.‬‬
‫‪ .5‬ما قطع ذكره‪.‬‬
‫‪ .14‬ما سقط بعض أسنانها‪.‬‬
‫‪ ‬فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره‪.‬‬

‫شروط التذكية‪:‬‬
‫‪ .1‬أهلية المذكي‪ ،‬بأن يكون عاقال مسلما‪.‬‬
‫‪ ‬وال بأس في غير األضحية أن يكون كتابيا‪.‬‬
‫اآللة‪ ،‬فتباح الذكاة بكل محدد إال السن والظفر‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قطع الودجين‪ ،‬واألكمل قطع الحلقوم والمريء معها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪75‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫أن يقول الذابح عند الذبح‪" :‬بسم هللا"‪ ،‬وال يجزئ غيرها‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫وقت ذبح األضحية‪:‬‬


‫يبدأ من بعد صالة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق‪.‬‬
‫فمن ذبح قبل فراغ صالة العيد أو بعد غروب الشمس يوم الثالث العشر لم تصح أضحيته‪.‬‬

‫ما يسن للمضحي فعله باألضحية‪:‬‬


‫‪ ‬أن يذبح بنفسه‪ ،‬فإن لم يحسن الذبح حضره‪ ،‬وال يعطي الجزار شيئا منها أجرة له‪.‬‬
‫‪ ‬أن يأكل منها‪ ،‬ويهدي ألقاربه وجيرانه وأصدقائه‪ ،‬ويتصدق على الفقراء‪ ،‬ويجوز أن يدخر من لحمها‪.‬‬

‫يحرم الذبح لغير هللا‪ ،‬وهو موجب للعن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اليقيقة‬
‫تعريفها‪:‬‬
‫العقيقة في اللغة‪ :‬مشتقة من العق‪ ،‬وهو القطع‪.‬‬
‫وفي الشرع‪ :‬الذبيحة التي تذبح شكرا هلل على ما منحه من مولود‪.‬‬

‫حكمها‪:‬‬
‫العقيقة سنة مؤكدة‪.‬‬
‫قال النبي‪« :‬كل غالم رهينة بعقيقته‪ ،‬تذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬ويسمى‪ ،‬ويحلق رأسه»‪ ،‬رهينة‪ :‬أي‪ :‬محبوس عن االنشراح‬
‫واالنطالق‪.‬‬
‫‪« ‬ومن عدم ما يضحي به ويعق اقترض وضحى وعق‪ ،‬مع القدرة على الوفاء»‪.‬‬
‫‪ ‬ويسن أن يأكل منها ويهدي ويتصدق‪ ،‬وإن شاء جمع عليها أصحابه وأقاربه وجيرانه‪.‬‬
‫‪ ‬ذهب الجمهور إلى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها حتى ما يتصدق به‪ ،‬وإن فرقها بدون طبخ جاز ذلك‪.‬‬

‫وقتها‪:‬‬
‫السنة أن تكون في اليوم السابع من والدته‪ ،‬فإن فات ففي أربعة عشر‪ ،‬فإن فات ففي واحد وعشرين‪ ،‬فإن فات ففي أي يوم‪.‬‬

‫مقدارها‪:‬‬
‫عن الغالم شاتان وعن الجارية شاة‪.‬‬
‫‪ ‬والشاة في العقيقة أفضل من اإلبل والبقر؛ ألنها وردت بها السنة‪.‬‬

‫شروطها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون من بهيمة األنعام‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تبلغ السن المشروعة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون خالية من العيوب‪.‬‬
‫‪ ‬العقيقة ال يجزئ فيها االشتراك في بهيمة واحدة‪ ،‬فال يجزئ البعير عن اثنين‪ ،‬وال البقرة‪ ،‬وال الشاة؛ ألنها فداء عن‬
‫نفس‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم األم مقام األب في العقيقة إن كان ميتا أو عاجزا‪ ،‬وال بأس أن يعق الجد ولو كان ألم‪.‬‬

‫تم بحمد هللا‬

‫سبحاحك الله‪ ،‬وبحمدك‪ ,‬أشهد أال إل إال هللا‪ ,‬أستففرك وأتوب إليك‪ ,‬وصل الله‪ ،‬على محمد النبي االمي‪ ,‬وعلى آل وصحب‬
‫وسل‪.،‬‬

‫‪76‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬
‫الفهرس اليام‬

‫الصفحة‬ ‫المادة‬

‫من ص ‪ 2‬إلى ص ‪22‬‬ ‫مادة التربية اإلسالمية‬

‫‪22 – 21‬‬ ‫مادة اللفة اليربية‬

‫‪12 – 22‬‬ ‫مادة اليقيدة‬

‫‪02 – 12‬‬ ‫مادة التفتير‬

‫‪12 – 02‬‬ ‫مادة الحديث‬

‫‪22 – 12‬‬ ‫مادة التيرة النبوية‬

‫‪62 - 21‬‬ ‫مادة الفق‬

‫‪77‬‬
‫تلخيص‪ :‬الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء‪ :‬أبومجد عبدالرؤوف‬ ‫ملخص المروى لخير الزاد التقوى‬

You might also like