Professional Documents
Culture Documents
ملخص المروى لخير الزاد التقوى الفصل الثالث
ملخص المروى لخير الزاد التقوى الفصل الثالث
تجميع واعتناء:
أبومجد عبدالرؤوف (طالب بالفصل الرابع)
1
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مقررالفصل الثالث
مقدمة:
إن الحمد هلل ححمد وحتتيين وحتتففر وحيو باهلل من شرور أحفتنا ومن سيئات أعمالنا من يهد هللا فال مضل ل ومن
يضلل فال هادي ل وأشهد أن ال إل إال هللا وحد ال شريك ل وأشهد أن محمدا عبد ورسول ،صلى هللا علي وسل ،،وعلى
آل وصحب أجميين.
وبيد :فقد وفقنا هللا عز وجل ,للدراسة في أكاديمية زاد للعلوم الشرعية ,وعلمنا سبحانه وتعالى ما لم نكن نعلم ,وأرادنا بنا
خيرا ,ففقه قلوبنا ,وألف بينها ,فترى هذا الطالب يسعى إلسعاد إخوانه ,بإعانتهم بشروحات لبعض المواد ,وتجد اآلخر
يقضي الليالي في تلخيص مادة أو أكثر ونشرها عبر صفحته لإلستفاذة العامة ,وتظهر الفرحة التامة عند ظهور النتائج
اإليجابية ,والنقط الممتازة في نهاية الفصل...
فالفضل هلل أوال ,ثم للمشرفين على هذا الصرح الشامخ في تعليم المسلمين من جميع الفئات من األعمار ,وال ننسى أن نشكر
الطالبة سارة حمدي على هذا المجهود الكبير الذي بدلته في تلخيص المواد السبعة وبشكل احترافي أنيق ,مكنني من أن أساهم
بدوري في تجميع هذا المقرر في شكل كتاب مفهرس قابل للطباعة باللون األسود ,ويسهل حمله والمراجعة فيه ,دونما حاجة
للحاسوب أوالهاتف النقال ,الذي يتطلب األنترنيت المكلفة في بعض الدول....
نسأل هللا تعالى ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ,وان ينفع به طالب أكاديمية زاد ,وأن يجعل كل حرف فيه حسنات
في صحيفة كل المشرفين اإلداريين ,والمشايخ الفضالء المدرسين ,وكل من ساهم في إيجاده أو نشره .
وصل اللهم على محمد النبي األمي وعلى آله وصحبه وسلم.
..........................................................................................................................................................
تيريف األدب:
األدب لغة :مشتق من :أدب أدبا ،فهو أديب ،وأدبه :علمه ،فتأدب.
واصطالحا :هو ما يحصل للنفس من األخالق الحسنة ،والخصال الحميدة.
«األدب عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ».
فهو اجتهاد المرء في التخلي عن الرذائل واألخطاء ،والتحلي بالفضائل والمكرمات ،في كل العالقات والمعامالت.
2
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
األدب مع هللا
والمراد به :حسن االنقياد له ،بإيقاع كل حركة على مقتضى تعظيمه وإجالله والحياء منه ،ويكون بالقلب واللسان واألركان.
فأدب القلب هو األصل واألساس :بأن يتوجه العبد بقلبه إلى هللا وحده :محبة ،وخوفا ،ورجاء ،وتوكال ،واستعانة ،واعتصاما.
وأدب اللسان أال يقول إال ما فيه تعظيم هلل ،وال ينطق إال بما يحبه ويرضاه.
وأدب األركان بصيانتها عن القبائح ،وإتيانها بالمحامد ،وتقديمها أمر هللا على كل شيء ،وتعظيمها شعائره وحرماته.
ومدار األدب مع هللا على أمرين:
.1صيانة القلب عن االلتفات إلى غيره.
.2صيانة معاملته عن أن يشوبها نقيصة.
من مظاهر األدب مع هللا:
اإلخالص هلل في كل ما تقول وتفعل.
إفراده بجميع أنواع العبادة القولية والفعلية ،واالعتقاد أنه وحده المستحق للعبادة وأن كل ما سواه باطل.
المحبة الصادقة الخالصة له ،وأن يكون أحب إليك مما سواه.
استحضار عظيم نعمه عليك ،وشكره على عموم نعمه التي أنعم بها عليك ظاهرا وباطنا ،ويكون بالقلب واللسان
والجوارح.
oفتشكره بقلبك بأن تعتقد أن النعم فضل من هللا عليك.
oوتشكره بلسانك بأن تثني عليه وتحمده على كل نعمة.
oوتشكره بجوارحك بأن تؤدي ما أوجبه عليك شكرا له على نعمته.
تعظيم شعائره وحرماته ،وذلك بتعظيم األزمنة واألمكنة واألشخاص الذين أمر المسلم بتعظيمهم.
التسليم لنصوص الكتاب والسنة ،واالنقياد لها ،دون اعتراض أو شك.
التوبة واإلنابة إليه.
الرغبة فيما عنده ،والرهبة والخشوع له.
التسليم للقضاء والقدر خيره وشره.
إيمانك الحق بكل اسم ووصف سمى ووصف نفسه به ،أو سماه ووصفه به رسوله ،من غير تكييف وال تمثيل وال
تحريف وال تعطيل.
3
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
آداب النوم واالستيقاظ
أوال :آداب النوم ،ومنها:
النوم بعد العشاء مباشرة إال لمصلحة راجحة.
كان النبي يستحب أن يؤخر العشاء ،وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها.
وكان نومه أعدل النوم وأنفعه ،واألطباء يقولون هو ثلث الليل والنهار ،ثمان ساعات.
اتخاذ الوسائل التي تعينه على االستيقاظ لصالة الفجر.
إغالق األبواب والنوافذ وذكر هللا عند ذلك.
إطفاء مصادر النار في البيت.
الوضوء قبل النوم ال سيما للجنب.
النوم على الشق األيمن.
نفض الفراش قبل النوم ثالث مرات مع التسمية.
أن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ،ويقرأ فيهما :قل هو هللا أحد والمعوذتين ،ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ،ثالث
مرات.
اإلتيان بأذكار النوم ،ومنها قراءة آية الكرسي.
يكره النوم على البطن إال لحاجة.
ثانيا :آداب االستيقاظ ،ومنها:
أن يمسح النوم عن وجهه بيديه.
اإلتيان بأذكار االستيقاظ.
استعمال السواك إذا استيقظ من الليل.
غسل اليدين ثالثا قبل إدخالهما في اإلناء.
االستنثار ثالثا.
أن يغسل يديه ووجهه إن قام من الليل وأراد العودة إلى النوم.
يسن إذا استيقظ أحد الزوجين من الليل أن يوقظ اآلخر لصالة الليل.
4
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
آداب البيت (الدخول والخروج)
شكر هللا على نعمة البيت ،كان النبي إذا أوى إلى فراشه قال« :الحمد هلل الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ،وكم ممن
ال كافي له وال مأوى».
(وآوانا) :أي :في كن نسكن فيه.
(وكم ممن ال كافي له وال مأوى) :أي :ال موطن له وال مسكن.
أن يسلم إذا دخل بيته ،سواء كان فيه أحد أم ال ،فإن لم يكن في البيت أحد فليقل :السالم علينا وعلى عباد هللا
الصالحين.
لم يرد دليل خاص على استحباب تقديم إحدى القدمين عند دخول البيت ،فاألمر في ذلك واسع.
تنظيف فمه بالسواك ونحوه عند الدخول.
اإلتيان بأذكار الدخول والخروج.
صالة ركعتين عند الدخول والخروج.
إزالة ما يراه من منكرات في بيته :كصور لذوات األرواح أو التماثيل وغيرها.
أما إذا كانت الصور لما ال روح فيه كالمناظر الطبيعية ونحوها فال بأس.
أال يؤوي الكالب في بيته إال لضرورة :ككلب الصيد وحراسة الماشية والزرع.
أال يترك في بيته ما كان على هيئة وصورة الصليب.
وليس المراد كل ما كان متقاطعا من األشكال ،بل كل ما كان على شكل الصليب بالفعل.
آداب المشي
المشي بسكينة.
« وعباد الرحمن الذين يمشون على األرض هونا» ،أي :بسكينة ووقار.
يحرم الكبر والخيالء أثناء المشي« :وال تمش في األرض مرحا» ،أي :مختاال مستكبرا.
التوسط في المشي بين اإلسراع والتباطؤ.
« واقصد في مشيك » ،أي :امش مشيا مقتصدا ليس بالبطيء وال بالسريع.
عدم تقليد الرجل مشية المرأة ،والمرأة كذلك.
إفشاء السالم وإلقاؤه على كل مسلم.
غض البصر.
كف األذى عن الناس.
إزالة ما يؤذي الناس عن الطريق.
يكره المشي في نعل واحدة.
يسن أن يمشي حافيا أحيانا.
بعض آداب المشي الخاصة بالنساء:
االلتزام بالحجاب الشرعي.
يحرم عليها استعمال العطر ونحوه في الطرقات.
المشي في جوانب الطريق دون وسطه؛ اتقاء مزاحمة الرجال.
« استأخرن ،فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ،عليكن بحافات الطريق».
(تحققن الطريق) :أي :تذهبن في حاق الطريق.
5
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
وإن كان في بداية بناء البيت فاألحوط أال يجعل قاعدة الحمام مستقبلة القبلة أو مستدبرة إياها.
ستر العورة عند قضاء الحاجة ،وال ينبغي أن يقضي حاجته أمام الناس ولو لم يروا عورته.
أن يقضي حاجته قاعدا.
إذا أمن الشخص انكشاف عورته وأمن من رذاذ البول جاز له البول قائما ،ولم يثبت في النهي عن ذلك شيء.
«أتى رسول هللا سباطة قوم فبال قائما» ،السباطة :موضع يرمى فيه التراب واألوساخ وما يكنس من المنازل.
أال يمسك ذكره بيمينه حال قضاء الحاجة.
أال يذكر هللا حال قضاء الحاجة.
يكره الكالم لمن يقضي حاجته ،وتزداد الكراهة فيما إذا كان رد سالم أو نحوه.
وجوب التنزه والتطهر من البول والغائط.
االستنجاء باليد اليسرى إال لعذر.
قول" :غفرانك" بعد الخروج من مكان قضاء الحاجة.
آداب الكالم
عدم رفع الصوت عند الحديث ،ال سيما في المسجد إال لحاجة.
« واغضض من صوتك» :أي :ال تبالغ في الكالم ،وال ترفع صوتك فيما ال فائدة فيه.
تجنب التكلف والتشدق في الكالم.
« وإن أبغضكم إلي ...المتشدقون المتفيهقون الثرثارون»:
(المتشدقون) :أي :الذين يتكلمون بأشداقهم ،ويتقعرون في خطابهم .والشدق :جانب الفم مما تحت الخد.
(المتفيهقون) :أي :الذين يتوسعون في الكالم ،ويفتحون به أفواههم ،ويتفصحون فيه.
(الثرثارون) :أي الذين يكثرون الكالم تكلفا .والثرثرة :كثرة الكالم وترديده.
كف اللسان عن القول الباطل ،والفاحش من األقوال.
التأني في الكالم بحيث يفهمه السامع.
كان النبي يحدث حديثا لو عده العاد ألحصاه.
كان النبي إذا تكلم بكلمة أعادها ثالثا حتى تفهم عنه.
الكالم بما فيه منفعة ،وإال يلزم الصمت.
اختيار الكلمات المناسبة الطيبة.
6
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
البعد عن الفحش واأللفاظ البذيئة.
مخاطبة المستمع على قدر فهمه ومبلغ علمه.
مراعاة منزلة المخاطب ومكانته عند الحديث معه.
اإلعراض عن الحديث إذا تضمن منكرا.
تجنب الحديث فيما يجهله ،ومن أعظم صور ذلك :الفتوى بغير علم.
تجنب ما يشين اإلنسان من استهزاء وسخرية.
ويحرم اللعن والسب ونحوه ،واللعن أشد حرمة.
تقديم األكبر سنا.
عدم مقاطعة المتحدث حتى ينهي كالمه.
االستئذان للتحدث ،ال سيما عند ذوي الهيئات.
أال يتناجى اثنان دون الثالث إال بإذنه ورضاه.
ويلحق به ما إذا كانا يتكلمان لغة ال يحسنها الثالث.
حفظ أسرار المتحدث وعدم إفشائها.
«إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة» :ألن التفاته إعالم لمن يحدثه أنه يخاف أن يسمع حديثه أحد وأنه قد
خصه سره.
آداب النصيحة
آداب الناصح:
التأكد قبل النصح من وقوع الخطأ من المنصوح.
أال يكون الناصح مخالفا لنصيحته.
وال يعني هذا أن الناصح ال تقع منه المعصية البتة.
إخالص الناصح في نصحه ،بأن يقصد وجه هللا ونفع المنصوح.
أن تكون النصيحة عن علم.
التزام األمانة والصدق في النصح.
قول الحق وعدم مداهنة المنصوح.
إسداء النصيحة في السر.
المبادرة بتقديم النصيحة لمن يحتاجها.
مراعاة منزلة المنصوح ومكانته.
الرفق واللين في النصح.
االقتصاد في النصيحة ،وحسن اختيار األلفاظ ،وعدم التكلف.
الصبر على ما قد يلحقه من أذى.
عدم التعالي على المنصوح واحتقاره.
الستر على المنصوح وحفظ غيبته.
آداب المنصوح:
طلب النصيحة من العاقل الخبير األمين.
قبول النصيحة والمبادرة بتنفيذها.
محبة الناصح واحترامه.
االعتراف بفضل الناصح والدعاء له.
7
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
التخفيف عنه ،وتحفيزه على الرضا بالقضاء والتفاؤل بالشفاء.
تذكيره باهلل ،ودعوته إلى العمل الصالح إن كان مسلما ،ودعوته إلى اإلسالم إن لم يكن مسلما.
تذكيره بأجر الصبر على المرض.
عدم ذكر سيئات وآفات المرض عنده.
الدعاء له بالخير ،ومنه« :ال بأس طهور إن شاء هللا».
(طهور) :أي :هذا المرض مطهر لك من الذنوب.
الجلوس عند رأسه إن تيسر ذلك ،وقول« :أسأل هللا العظيم ،رب العرش العظيم ،أن يشفيك» (سبع مرات).
وضع اليد على جسده عند رقيته إن أمكن ،وقول« :أذهب البأس رب الناس ،واشف فأنت الشافي ،ال شفاء إال شفاؤك
شفاء ال يغادر سقما».
تحذيره عند الحاجة من التداوي بالمحرمات.
من اآلداب مع أهل المريض:
توجيههم لما ينفع المريض من رقية أو دواء ونحوه.
حكم عيادة المريض:
ذهب الجمهور إلى أنها سنة ،وقد تصل إلى الوجوب في حق البعض ،وذهب البعض إلى وجوبها.
وذهب ابن تيمية إلى أنها فرض كفاية ،وهذا القول فيه توسط.
وعيادة المريض إنما تكون لمن حبسه المرض.
يعاد المريض ولو لم يعلم من الذين يعودونه.
حكم عيادة المريض غير المسلم:
ال بأس ،ال سيما إن كان يرجو دعوته إلى اإلسالم وترغيبه فيه.
آداب التيزية
التعزية :هي تسلية المصاب وتقويته على ما أصابه.
آداب المعزي:
التعزية تقدم للكبير والصغير من أهل المصيبة.
ويستثنى :الطفل الصغير غير المميز؛ ألنه ال يعقل معناها.
وال يعزي الرجل المرأة؛ خشية الفتنة.
اختيار األلفاظ المناسبة للتعزية ،ومنها« :إن هلل ما أخذ ،وله ما أعطى ،وكل عنده بأجل مسمى ،فلتصبر ولتحتسب».
ألفاظ غير مشروعة في التعزية :البقية في حياتك ،ما نقص من عمره زاد في عمرك.
توصية المصاب بالصبر.
مواساة أهل الميت بصنع الطعام وغيره.
النهي عما يقع من منكرات عند حلول الميت.
الدعاء للميت.
حكم التعزية:
تعزية المسلم من المستحبات.
أما غير المسلم ففيها خالف ،والصحيح أنه يجوز ،ويحسن به أن ينوي بذلك تأليف قلبه على اإلسالم.
وال يدعى لميتهم بالرحمة والمغفرة والجنة.
ويحسن بالمصاب أن يتحلى باآلتي:
الصبر على البالء ،والرضا بالقضاء.
« ما أصاب من مصيبة إال بإذن هللا ومن يؤمن باهلل يهد قلبه» قيل :هو الرجل تصيبه المصيبة ،فيعلم أنها من عند هللا،
فيرضى ويسلم.
أال يصدر عنه ما يخالف الشرع.
من منكرات التعزية:
قراءة سورة اإلخالص أو (يس) أو الفاتحة على روح فالن.
توزيع الختمة ،ليقرأ كل منهم جزءا وقت العزاء.
االجتماع ثالثة أيام ،وكل خميس ،وفي األربعين ،ثم السنوية.
8
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ما يسمى عشاء الميت أو عشاء الوالدين ،فيجمع الناس سنويا على أنها صدقة عن ميتهم.
االجتماع عند أهل الميت وقراءة القرآن في صوان ونحوه.
9
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
أال يبخس أسعار السلع.
الوفاء بدفع ثمن السلعة ،ال سيما في الشراء بالتقسيط.
أال يزيد في سعر سلعة ال يرغب في شرائها ليرفع سعرها على غيره.
«وال تناجشوا» ،النجش :الزيادة في ثمن السلعة ممن ال يريد شراءها.
آداب المتاجد
آداب تختص بعمارة المساجد:
صيانة المساجد عن عن اإلشراك باهلل فيها.
ومن الوسائل المفضية إلى الشرك :بناؤها على القبور ،أو بناء القبور فيها.
وقطعا لذريعة الشرك أمر النبي بتسوية القبور ،ونهى عن الصالة إليها ،ونهى عن تجصيصها.
تعظيمها والحث على عمارتها.
« في بيوت أذن هللا أن ترفع»( .أن ترفع) :أي :يرفع شأنها وبناؤها.
« أمر رسول هللا ببناء المساجد في الدور ،وأن تنظف ،وتطيب»( .الدور) :هي األحياء.
صيانتها عن األقذار والنجاسات.
عدم إنشاد وطلب الضالة فيها.
وينبغي لمن سمع من ينشد ضالة في المسجد أن يقول« :ال وجدت؛ فإن المساجد لم تبن لهذا».
عدم البيع والشراء فيها.
وينبغي لمن رأى من يبيع أو يبتاع في المسجد أن يقول« :ال أربح هللا تجارتك».
وكل ما كان تابعا للمسجد ،بحيث يكون داخال في سوره ،فهو منه ويأخذ حكمه.
آداب تخص الذاهب إلى المسجد:
يستحب له أخذ الزينة والتطيب.
يستحب له طهارة البدن.
يستحب له المشي في سكينة ووقار.
يكره أن يشبك أصابعه.
فالتشبيك منهي عنه في الصالة وفيما كان في حكمها ،أما بعدها فال بأس به مطلقا ،سواء في المسجد أم خارجه.
يحسن به أال يهجر المسجد القريب منه إال لعذر شرعي.
ويتأكد هذا فيما إذا كان ذا منزلة ،وكان تركه مسجد الجماعة يقدح في اإلمام أو يثير فتنة.
تفقد نعليه قبل دخول المسجد ،وإزالة ما بهما من أذى.
دخول المسجد بالرجل اليمنى ،وقول« :أعوذ باهلل العظيم ،وبوجهه الكريم ،وسلطانه القديم ،من الشيطان الرجيم».
أن يصلي ركعتي تحية المسجد قبل الجلوس.
وتغني عنها راتبة الفريضة القبلية ،وتغني عنها الفريضة لو أقيمت.
فالمقصود بها شغل المحل بصالة ،فمتى صلى العبد أي صالة فقد حصل المقصود.
يسن تخفيفهما يوم الجمعة إن كان اإلمام يخطب.
تصلى في أي وقت ،ولو كان وقت نهي.
ليس لها قراءة خاصة.
الخروج من المسجد بالرجل اليسرى ،وقول« :اللهم إني أسألك من فضلك».
أداب تختص بأهل المسجد:
أال يمر بين يدي من يصلي.
والمراد بـــ(بين يدي المصلي) :هو ما يحتاجه المصلي في سجوده ،فال بأس بالمرور بعد رأسه.
يقطع الصالة مرور المرأة والحمار والكلب األسود بين يدي المصلي.
أال يرفع صوته بالقراءة أو الحديث إال لحاجة.
أال يؤذي المصلين برائحة ما أكله ،من بصل وثوم أو غيرهما مما له رائحة كريهة.
أال يفعل ما من شأنه إيذاء الناس كالبصاق والتنخم على فرش المسجد.
وكفارة البصاق دفنها.
أال يضع حذاءه في مكان يؤذيهم.
11
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
آداب تخص يوم الجمية
الغسل والتطيب والسواك ولبس أحسن الثياب.
ويتأكد الغسل لقوله« :غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم».
ويجزئ عنه غسل الجنابة يوم الجمعة ،فال يجمع بين الغسلين.
التبكير إلى صالة الجمعة.
المشي على األقدام.
أال يتخطى رقاب الجالسين عند دخوله إلى المسجد.
وتخطي الرقاب حرام في الجمعة وغيرها.
أن يستقبل اإلمام بوجهه أثناء الخطبة.
اإلنصات للخطبة.
« إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت واإلمام يخطب فقد لغوت».
ال يجوز تشميت العاطس ورد السالم واإلمام يخطب على الراجح من أقوال العلماء؛ ألن كال منهما كالم ،وهو
ممنوع.
« السالم حال خطبة الجمعة حرام …،ورده حرام ايضا».
قراءة سورة الكهف.
اإلكثار من الصالة على النبي يوم الجمعة وليلتها.
اإلكثار من الدعاء؛ لعله يوافق ساعة اإلجابة.
وأقرب ما تكون تلك الساعة آخر ساعة بعد العصر.
ليس لصالة الجمعة سنة راتبة مقدرة قبلها ،بل يشتغل بالتطوع المطلق والذكر حتى يخرج اإلمام.
وأما بعدها «إن صلى في المسجد صلى أربعا ،وإن صلى في بيته صلى ركعتين».
يكره رفع اليدين في الدعاء حال الخطبة ،سواء من اإلمام أم من المأموم ،إال في االستسقاء.
آداب الدعاء
افتتاح الدعاء بالثناء على هللا والصالة على رسوله.
الثقة باهلل واليقين باإلجابة.
أن يدعو لوالديه والمؤمنين والمؤمنات.
رفع اليدين.
وما زال النبي يدعو ،ويرفع يديه إلى السماء ،ويبالغ في ذلك حتى يرى بياض إبطيه.
الدعاء ثالثا.
ومن زاد على ذلك فال حرج عليه ،ومن اقتصر على واحدة فال حرج عليه.
التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
والتضرع :إظهار الفقر والضعف والذل عند الدعاء.
أن يبدأ بنفسه إذا دعا لغيره.
وال بأس أن يبدأ بغيره.
أن يكون مطعمه ومشربه وملبسه حالال.
أن يتحرى في دعائه جوامع الدعاء.
أن يستقبل القبلة.
أال يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
أن يالزم الطلب وال يستعجل االستجابة.
« ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم وال قطيعة رحم إال أعطاه هللا بها إحدى ثالث :إما أن تعجل له دعوته ،وإما أن
يدخرها له في اآلخرة ،وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها».
(ليس فيها إثم) :أي :معصية ،كأن يسأل هللا شيئا من المحرمات.
(وال قطيعة رحم) :كأن يقول :اللهم باعد بيني وبين فالن من أرحامه.
11
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
سؤال هللا باسمه األعظم.
سمع النبي رجال يقول :اللهم إني أسألك بأنك أنت هللا الذي ال إله إال أنت ،األحد الصمد ،الذي لم يلد ولم يولد ،ولم يكن
له كفوا أحد ،قال« :والذي نفس محمد بيده ،لقد سأل هللا باسمه األعظم ،الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب».
وقال« :ألظوا بيا ذا الجالل واإلكرام» أي :الزموا وثابروا.
اإللحاح على هللا في الدعاء.
أوقات الدعاء المستجاب:
ثلث الليل األخير.
« ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل اآلخر »...وهو نزول يليق بجالله ،ال يلزم
منه أي معان فاسدة.
عند النداء للصلوات المكتوبات ،وبين األذان واإلقامة.
دبر الصلوات المكتوبات.
والمراد بدبر الصالة :إن كان ذكرا فالمراد به بعدها ،وإن كان دعاء فالمراد به آخرها قبل التسليم.
عند التحام الصفوف في المعركة.
في السجود.
عند سماع صياح الديك.
« إذا سمعتم صياح الديكة ،فاسألوا هللا من فضله؛ فإنها رأت ملكا» فيستحب الدعاء ألنه ربما يؤمن الملك على دعائه،
فيستجيب هللا.
عند نزول الغيث.
ساعة يوم الجمعة.
ليلة القدر.
دعوة الصائم ،ودعوة المسافر.
دعاء الوالد لولده ،ودعاء الولد الصالح لوالديه.
ودعاء الولد لوالديه بعد موتهما أحسن ما بتقرب به إلى هللا ،وأكثر ما ينفعهما ،وأفضل لهما من قراءة القرآن ،أو
الصدقة عنهما.
12
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مادة اللفة اليربية
الفاعل
تعريفه :هو اسم مرفوع ،يقع بعد فعل مبني للمعلوم ،يدل على من قام بالفعل أو قام به الفعل.
والمراد بمن قام به الفعل ،أي :تلبس به ،ولو لم يكن هو من فعله.
حكمه :الفاعل مرفوع دائما ،غير أنه :قد يسبق بحرف جر زائد ،فيجر لفظا ،ويرفع محال.
أنواعه:
.1االسم الظاهر.
.2الضمير ،وهو نوعان :متصل ومستتر.
.3المصدر المؤول ،وهو قسمان:
أن يكون مؤوال من حرف مصدري والفعل.
أن يكون مؤوال من حرف مصدري ومعموليه (اسمه وخبره).
أحكام الفاعل:
.1عدم جواز تقدم الفاعل على فعله.
.2ال يثنى الفعل مع الفاعل المثنى ،وال يجمع مع الفاعل الجمع.
.3مطابقة الفعل للفاعل تذكيرا وتأنيثا ،وله أحوال:
oوجوب تذكير الفعل مع الفاعل المذكر.
oوجوب تأنيث الفعل مع الفاعل ،في موضعين:
.1إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ،ظاهرا ،متصال بفعله المتصرف.
.2إذا كان الفاعل ضميرا ،عائدا على مؤنث حقيقي أو مجازي التأنيث.
oجواز تأنيث الفعل مع الفاعل:
.1إذا كان الفاعل مجازي التأنيث.
.2إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ،ظاهرا ،مفصوال عن فعله المتصرف بغير (إال).
إما إذا كان الفاصل (إال) فال يؤنث الفعل.
.3إذا كان الفاعل جامدا.
.4إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث أو مذكر ،أو كان ضميرا يعود على جمع تكسير لمذكر ،أو اسم جنس جمعي ،أو
اسم جمع.
واألحسن التأنيث مع المؤنث ،والتذكير مع المذكر.
جواز الفصل بين الفعل وعامله (فاعله). .4
جواز حذف الفعل إذا دل عليه دليل ،وقد يحذف وجوبا. .5
تقديم الفاعل على المفعول وتأخيره: .6
oيتقدم المفعول به على الفاعل وجوبا ،في المواضع:
.1أن يتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به.
.2إذا كان المفعول به ضميرا متصال ،والفاعل اسما ظاهرا.
.3إذا كان الفاعل محصورا بـــ (إنما) أو (إال).
oيتقدم الفاعل على المفعول به وجوبا ،في المواضع:
.1إذا خفي إعرابهما لعدم وجود قرينة.
.2إذا كان الفاعل ضميرا متصال ،سواء كان المفعول به ظاهرا أم ضميرا.
.3إذا كان المفعول به محصورا بـــ (إنما) أو (إال).
النائب عن الفاعل
تعريفه :هو اسم مرفوع ،يقع بعد فعل مبني للمجهول أو شبهه :كاسم المفعول ،يحل محل الفاعل بعد حذفه ،ويأخذ حكمه
اإلعرابي.
حكمه :مرفوع دائما ،غير أنه :قد يسبق بحرف جر زائد ،فيجر لفظا ،ويرفع محال.
13
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
في حال العلم بالفاعل وهو هللا ،يكون الفعل مبنى لما لم يسم فاعله.
أنواعه:
.1اسم ظاهر.
.2ضمير :متصل ،أو منفصل ،أو مستتر.
.3مؤول بالصريح:
أن والفعل المضارع.
أن واسمها وخبرها.
جملة. .4
شبه جملة: .5
جار ومجرور.
ظرف مكان ،وظرف زمان.
هناك أفعال على صيغة المبني للمجهول لكنها مبنية للمعلوم؛ لذا يعرب ما أسندت إليه فاعال ،مثل:
دهش ،هزل ،شغف ،أولع ،أغري ،أغرم ،عني.
المفيوالت
وهي خمسة :المفعول به ،والمفعول المطلق ،والمفعول فيه ،والمفعول ألجله ،والمفعول معه.
14
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
العامل في المفعول به:
.1الفعل.
.2اسم الفاعل.
.3اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين أو ثالثة مفاعيل.
.4المصدر.
.5صيغ المبالغة.
.6صيغ التعجب.
.7اسم الفعل.
هناك مصادر مسموعة منصوبة بأفعال محذوفة ،على أنها مفعول مطلق ،مثل:
معاذ هللا ،سبحان هللا ،لبيك ،حمدا ،شكرا ،صبرا ،عجبا.
15
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ثالثا :المفعول ألجله
ويسمى المفعول له ،أو المفعول السببي.
تعريفه :مصدر منصوب ،يذكر لبيان سبب وقوع الفعل.
أحواله:
.1أن يكون مجردا من أل التعريف ومن اإلضافة ،فاألفضل في هذه الحال أن ينصب.
.2أن يكون معرفا بأل ،فاألفضل في هذه الحال أن يسبق بحرف الجر ويجر ويجوز أن ينصب.
.3أن يكون مضافا ،فهذا يستوي فيه النصب والجر.
إذا سبق المفعول ألجله بحرف جر فإنه ال يعرب مفعوال ألجله وإنما جارا وجرورا.
يجوز تقديم المفعول ألجله على عامله ،سواء كان منصوبا أو مجرورا.
16
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
.4اسم المفعول.
.5الصفة المشبهة.
االستثناء
تعريفه :أسلوب لغوي يتضمن إخراج ما بعد أداة االستثناء من حكم ما قبلها نفيا وإثباتا.
وهو من أنواع المفعول به؛ ألنه يكون في حالة النصب منصوبا بفعل محذوف ،تقديره :أستثني.
أركان االستثناء:
.1الحكم :وهو ما ينسب إلى المستثنى منه من حدث أو صفة أو خبر.
.2المستثنى منه :وهو االسم الذي أسند إليه الحكم وشمله.
.3أداة االستثناء :وهي األداة المستخدمة في عملية االستثناء.
.4المستثنى :وهو االسم الذي لم يشمله الحكم.
أدوات االستثناء:
.1حروف( :إال).
.2أسماء( :غير -سوى).
.3متردد بين الحروف واألفعال( :عدا -خال -حشا).
17
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
حكم المستثنى بـــ(غير -سوى):
مجرور باإلضافة إليها ،وذلك على الدوام ،كما أنه يجوز حذفه إذا فهم المعنى.
إعراب (غير) و(سوى):
تعامالن معاملة المستثنى بـــ(إال) ،حيث تنطبق عليهما األقسام الثالثة.
لكن (غير) تعرب بالحركات الظاهرة ،و(سوى) تعرب بالحركات المقدرة ،ألنها اسم مقصور.
الحال
تعريفه :هو وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل.
حكمه :النصب دائما.
صاحب الحال :هو الذي تبين الحال هيئته عند وقوع الفعل.
وتتعدد الصور التي يكون عليها ،فيكون:
الفاعل.
المفعول به.
الفاعل والمفعول به.
نائب الفاعل.
المبتدأ.
المضاف إليه.
المفعول المطلق.
المفعول ألجله.
المفعول فيه.
الجار والمجرور.
أنواع الحال:
.1الحال مفردا ،وهو األصل.
.2الحال جملة ،وقد تسبق بالواو الحالية.
.3شبه الجملة من الجار والمجرور ،أو الظرف.
التمييز
تعريفه :اسم نكرة يوضح كلمة أو جملة مبهمة قبله.
ضابطه :التمييز يتضمن معنى (من).
الفرق بينه وبين الحال :أن التمييز يفسر ما انبهم من الذوات أو النسبة ،والحال يفسر ما انبهم من الهيئات فقط.
18
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
أقسامه:
.1تمييز الذات (المفرد) :وهو تمييز يوضح كلمة واحدة مبهمة قبله.
وهو أنواع:
تمييز الكيل.
تمييز الوزن.
تمييز المساحة.
تمييز العدد.
حكمه:
النصب وهو واألصل.
ويجوز جره باإلضافة.
ويجوز جره بـــ(من).
تمييز النسبة :وهو تمييز يوضح جملة مبهمة قبله ،فيفسر العالقة بين شيئين فيها. .2
ويكون محوال عن:
.1فاعل.
.2مفعول به.
.3مبتدأ.
حكمه :النصب.
حروف الجر
سميت كذلك؛ ألنها تجر معنى الفعل قبلها إلى االسم بعدها ،وتسمى أيضا حروف اإلضافة لذلك.
وذلك أن من األفعال ما ال يقوى بنفسه على الوصول إلى المفعول به ،فيقوى بهذه الحروف ويتعدى للمفعول.
وحروف الجر هي :من -إلى -عن -حتى -في -الباء -الكاف -الالم -واو القسم -تاء القسم -مذ -منذ -رب.
عملها :تجر االسم الذي يليها لفظا ومحال.
معانيها:
من :االبتداء والتبعيض.
إلى :االنتهاء.
على :االستعالء.
في :الظرفية مكانية أو زمانية والتعليل.
عن :المجاوزة.
الالم :االختصاص والملك.
الباء :االستعانة والسببية واإللصاق والظرفية.
حتى :انتهاء الغاية.
مذ ومنذ :ابتداء الغاية.
الكاف :التشبيه.
الواو والتاء :القسم.
وتختص التاء بلفظ الجاللة ،أما الواو فتدخل على كل مقسم به.
رب :التقليل والتكثير ،وهي تجر النكرات فقط.
أحكامها:
يحسن تقديم الجار والمجرور:
oإلبرازه.
oالجتناب الثقل.
يجب تقديم الجار والمجرور:
oإذا وقعا موقع الخبر لمبتدأ نكرة غير موصوفة.
oإذا كان المبتدأ مشتمال على ضمير يعود على المجرور.
oإذا كانا موضوع االستفهام.
19
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
واألصل تأخير الجار والمجرور.
اإلضافة
تعريفها :هي نسبة اسم إلى آخر ،يكون األول مضافا والثاني مضافا إليه.
أحكام المضاف والمضاف إليه:
يحذف التنوين من االسم المفرد المضاف ،وتحذف نون المثنى ونون جمع المذكر السالم.
يعرب المضاف حسب موقعه من الجملة ،والمضاف إليه مجرور دائما.
أنواع اإلضافة:
.1اإلضافة المعنوية :وهي التي يكتسب فيها المضاف من المضاف إليه التعريف أو التخصيص.
وتكون على معنى أحد حروف جر ثالثة:
.1الالم (لالختصاص والملك).
.2من (المبينة للنوع أو الجنس).
.3في (الظرفية).
فإن أضيفت النكرة إلى المعرفة استفاد اللفظ التعريف ،وإن أضيفت النكرة إلى نكرة استفاد اللفظ التخصيص.
وال يصح أن تدخل (ال) على المضاف.
اإلضافة اللفظية :وهي ما كان المضاف فيها وصفا مشتقا أضيف إلى معموله ،فال تفيد التعريف وال التخصيص. .2
يجوز فيها أن تدخل(ال) على المضاف ،في ثالثة مواضع:
أن يكون مثنى.
أن يكون جمع مذكر سالم.
أن يكون المضاف اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة ،والمضاف إليه فيه (ال).
21
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مادة اليقيدة
الركن الثاحي :اإليمان بالمالئكة
معنى المالئكة:
المالئكة في اللغة :جمع ملك ،وهو مشتق من األلوكة ،أي :الرسالة ،والمألك :الملك؛ ألنه يبلغ عن هللا ،يقال :ألك ،أي :تحمل
الرسالة ،أو مشتق من الملك ،أي :األخذ بقوة.
وفي الشرع :خلق من خلق هللا ،خلقهم هللا من نور ،مربوبون مسخرون ،عباد مكرمون ،ال يعصون هللا ما أمرهم ويفعلون ما
يؤمرون ،ال يوصفون بالذكورة وال باألنوثة ،ال يأكلون وال يشربون وال يتناكحون ،ال يملون وال يتعبون ،وال يعلم عددهم إال
هللا.
وقد عرفها بعضهم بأنها أجسام نورانية ،أعطيت قدرة على التشكل والظهور بأشكال مختلفة ،بإذن هللا.
21
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
منزلة اإليمان بالكتب:
ال يصح إيمان أحد إال إذا آمن بالكتب التي أنزلها هللا على رسله.
22
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
وذهب بعضهم إلى أن:
الرسول :هو من أوحي إليه بشرع ،وأمر بتبليغه.
والنبي :هو من أوحي إليه ،ولم يؤمر بالبالغ.
وهذا بعيد ألمور:
.1أن هللا نص على أنه أرسل األنبياء كما أرسل الرسل ،واإلرسال يقتضي البالغ.
.2أن ترك البالغ كتمان للوحي ،وهللا ال ينزل وحيه ليكتم.
.3قول النبي« :عرضت على األمم ،فجعل يمر النبى معه الرجل ،والنبى معه الرجالن ،والنبى معه الرهط ،والنبى ليس
معه أحد» ،فدل هذا على أن األنبياء يبلغون دين هللا ،وأنهم يتفاوتون في مدى االستجابة لهم.
وذهب بعضهم إلى أن:
الرسول :هو من أوحي إليه بشرع جديد ،وأرسل إلى قوم كفار مكذبين.
والنبي :هو المبعوث لتقرير شرع من قبله ،وأرسل إلى قوم مؤمنين.
ولعل هذا هو األقرب.
23
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
فيحاسب هللا الخالئق على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا ،فمن كان من أهل التوحيد فحسابه يسير ،ومن كان من أهل
الشرك فحسابه عسير.
وتوزن األعمال في ميزان عظيم حقيقي ،فتوضع الحسنات في كفة ،والسيئات في الكفة األخرى ،فمن رجحت حسناته على
سيئاته فهو من أهل الجنة ،ومن رجحت سيئاته على حسناته فهو من أهل النار.
الجنة والنار :وأنهما مخلوقتان ال تفنيان ،وأن هللا خلق لهما أهال ،فمن شاء منهم إلى الجنة فبفضله ،ومن شاء منهم إلى
النار فبعدله.
كانت العرب في الجاهلية تعرف القدر خيره وشره ،وال تنكره.
مسائل:
للعبد مشيئة واختيار ،ومشيئته وقدرته غير خارجة عن مشيئة هللا وقدرته.
ال يجوز في قضايا القدر اآلتي:
oالخوض فيه بالباطل ،بال علم وال دليل.
oاالعتماد في معرفته على العقل البشري القاصر ،بعيدا عن هدي القرآن والسنة.
oالبحث عن الجانب الخفي فيه ،الذي هو سر هللا في خلقه.
oاألسئلة االعتراضية التي ال ينبغي أن يسأل عنها.
24
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ثمرات اإليمان بالقدر:
االعتماد على هللا عند فعل األسباب ،بحيث ال يعتمد على السبب نفسه؛ ألن كل شيء بقدره.
أال يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده؛ ألن حصوله نعمة من هللا ،وإعجابه ينسيه شكر هذه النعمة.
الطمأنينة بما يجري عليه من أقدار هللا.
أنواع الكفر:
الكفر نوعان:
األول :كفر أكبر يخرج من الملة ،ويخلد صاحبه في النار.
وهو خمسة أقسام:
.1كفر التكذيب :وهو اعتقاد كذب الرسل ،أو إنكار شيء من أصول الدين ،أو أحكامه ،أو أخباره الثابتة ثبوتا قطعيا
معلوما من الدين بالضرورة.
.2كفر اإلباء واالستكبار مع التصديق :وذلك بأن يكون عالما بصدق الرسول ،لكن ال يذعن ألمره ،استكبارا وعنادا.
.3كفر الشك :وهو التردد وعدم الجزم بصدق الرسل.
.4كفر اإلعراض الكلي عن الدين :وذلك بأن يعرض بسمعه وقلبه وعلمه عما جاء به الرسول.
.5كفر النفاق :والمراد النفاق االعتقادي ،بأن يظهر اإليمان ويبطن الكفر.
الثاني :كفر أصغر ،ويطلق على الذنوب التي سماها الشرع كفرا ،لكن لم يحكم على أصحابها بالخروج من الملة.
مثل :كفر النعمة ،وقتال المسلم ،والطعن في األنساب ،والنياحة على الميت ،وانتساب الولد إلى غير أبيه مع علمه به.
تعريف الشرك:
الشرك لغة :اسم للشيء الذي يكون بين أكثر من واحد ،بحيث ال ينفرد به أحدهم.
25
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
واصطالحا :جعل شريك هلل في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته ،بحيث يكون ندا هلل في خصائصه وما يستحقه سبحانه
من العبادة.
أنواع الشرك:
الشرك نوعان:
األول :شرك أكبر يخرج من الملة ،ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه.
وهو أربعة أنواع:
.1شرك الدعاء :أي :دعاء غير هللا.
والدعاء نوعان:
.1دعاء عبادة :وهو التقرب إلى هللا بأنواع العبادات.
.2دعاء مسألة :وهو طلب ما ينفع الداعي ،وكشف ما يضره.
وضابط ما يجوز وما ال يجوز من من سؤال غير هللا أن من سأل غير هللا ما ال يقدر عليه إال هللا فقد أشرك.
وأما سؤال الميت فهو شرك مطلقا ،سواء يقدر عليه الحي أو ال يقدر.
ومثل ذلك االستعانة ،فمن استعان بغير هللا فيما ال يقدر عليه غير هللا فقد أشرك.
شرك النية واإلرادة والقصد :وذلك بأن ينوي بأعماله الدنيا أو الرياء أو السمعة ،إرادة كلية كأهل النفاق الخلص ،ولم .2
يقصد هللا بها أصال.
شرك الطاعة :فمن اعتقد أن غير هللا له حق التشريع والتحليل والتحريم فقد أشرك. .3
شرك المحبة :والمراد محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع ،التي ال تنبغي إال هلل. .4
الثاني :شرك أصغر ال ينقض التوحيد بالكلية ولكن ينقصه ويضعفه ،وهو كل ما كان ذريعة إلى األكبر ووسيلة للوقوع فيه
ونهى عنه الشرع وسماه شركا.
26
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
وهو قسمين:
.1الظاهر :وهو قسمان:
.1األقوال (شرك لفظي) ،مثل:
oالحلف بغير هللا:
الحلف بغير هللا شرك ،والحلف باهلل كذبا كبيرة من الكبائر ،ومعلوم أن الشرك أعظم من الكبيرة.
وكفارة ذلك أن تقول« :ال إله إال هللا».
أما إن اعتقد الحالف أن المحلوف به له تعظيم في نفسه ،كتعظيم هللا أو أشد ،ففي تلك الحال يكون شركا أكبر.
oقول :ما شاء هللا وشئت ،أو شاءت األقدار ،ونحو ذلك.
والصحيح أن نقول :ما شاء هللا ثم شاء فالن.
األفعال ،وهو ما كان بالجوارح ،مثل: .2
oتعليق التمائم والتولة:
فالتميمة :شيء من خرز أو جلد أو خيط أو صوف ،يعلق على األوالد أو البيوت أو السيارات؛ لدفع الضرر أو العين عنها.
والتولة :شيء يصنعه بعض النساء؛ يتحببن به ألزواجهن.
وهو شرك أصغر إذا اعتقد أن هذا مجرد سبب لدفع العين أو عموم الضرر.
أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البالء بنفسها فهذا شرك أكبر.
oالتشاؤم:
وهو توهم حصول المكروه بمرئي أو معلوم أو مسموع.
وكفارة ذلك أن تقول« :اللهم ال خير إال خيرك ،وال طير إال طيرك ،وال إله غيرك».
وهو شرك أصغر إذا اعتقد في المتطير به أنه مجرد سبب لحصول الشر.
أما إن اعتقد تأثيره بنفسه في حصول الشر فهذا شرك أكبر.
oإتيان الكهان والعرافين ونحوهم:
فالكاهن :الذي يدعي معرفة المستقبل.
والعراف :الذي يدعي معرفة الماضي.
والمنجم :الذي يستدل باألحوال الفلكية على الحوادث األرضية.
والدجل يشمل ذلك كله.
ويدخل في ذلك قراءة الكف والنظر في الفنجال والرمال ،سواء كان مباشرة أم عن طريق التلفاز أو الهاتف.
فمن جاء هؤالء ال يخلو من ثالث أحوال:
.1أن يسأله واليصدقه ،وهذا ال تقبل صالته أربعين يوما.
.2أن يسأله ويصدقه ،وهذا كفر أكبر.
أما إن اعتقد أنه يعلم الغيب المطلق ،فهذا شأنه أعظم وأخطر.
أن يسأله ليبين حاله للناس أو لينكر عليه فعله ،فهذا مشروع مأجور صاحبه ،بل قد يكون واجبا عليه إن كان في .3
مقدوره.
الباطن :وهو في اإلرادات والنيات والمقاصد ،وهو نوعان: .2
.1الرياء :كأن يعمل اإلنسان عمال مما يتقرب به إلى هللا؛ يريد به ثناء الناس عليه.
والفرق بين الرياء والسمعة :أن الرياء لما يرى من العمل كالصالة ،والسمعة لما يسمع كالذكر.
إرادة اإلنسان بعمله الدنيا :وهو وإرادته بالعمل الذي يبتغى به وجه هللا عرضا من مطامع الدنيا ،كالمال أو المنصب. .2
27
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
وفي الجملة فالكفر أعم من الشرك ،فكل مشرك كافر وال العكس.
التوسل وأقتام
معنى التوسل:
التوسل لغة :التقرب إلى المطلوب ،والتوصل إليه برغبة ،والواسل :الراغب ،والوسيلة :القربة والواسطة.
وفي الشرع :التقرب إلى هللا بطاعته والعمل بما يرضيه.
أقسام التوسل:
.1توسل مشروع:
وهو أنواع:
التوسل إلى هللا بأسمائه وصفاته.
التوسل إلى هللا باإليمان واألعمال الصالحة التي قام بها المتوسل.
التوسل إلى هللا بتوحيده.
التوسل إلى هللا بإظهار الضعف والحاجة واالفتقار إليه.
التوسل إلى هللا بدعاء الصالحين األحياء.
التوسل إلى هللا باإلقرار بالذنب.
توسل ممنوع: .2
وهو التوسل إلى هللا بما لم يثبت أنه وسيلة في الكتاب وال في السنة.
واألصل في التوسل التوقيف والمنع حتى يقوم الدليل على المشروعية ،فال يتوسل إال بما يوافق الكتاب والسنة.
وهو أنواع:
التوسل بالدعاء وطلب الشفاعة من األموات:
ألنه من الوسائل المفضية إلى الشرك ،وقد يصل به الحال إلى الشرك األكبر؛ لشدة التعلق بالميت.
ولو كان هذا جائزا لما عدل الصحابة عن التوسل بالنبي بعد موته إلى االستشفاع بعمه العباس.
« ومذهب األئمة األربعة وغيرهم من أئمة اإلسالم أن الرجل إذا سلم على النبي وأراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل
القبلة».
التوسل بجاه النبي:
ألنه توسل بعمل الغير؛ ذلك أن المنزلة والجاه إنما اكتسبه اإلنسان بعمله.
ولو كان هذا مشروعا لكان أسرع الناس إليه الصحابة ،أعلم الناس بجاه النبي.
التوسل بذات المخلوقين:
ألنه ذريعة إلى الشرك ،وقد يصل إلى الشرك األكبر إن اعتقد في المتوسل به شيئا من النفع أو الضر دون هللا.
وألن السؤال بحق فالن يتضمن أن للمخلوق حقا على الخالق ،وليس على هللا حق إال ما أحقه على نفسه.
اإللحاد المياصر
اإللحاد -بمعنى إنكار الخالق -شذوذ في الفطرة ،ال يصاب به إنسان سوي ،فضال عن أمة سوية.
ولم يكن اإللحاد ظاهرة عامة في أي عصر من العصور ،وإنما كان الملحدون أفردا شاذين.
فاألمم في العصور الغابرة كان كفرها محصورا في أمرين:
.1الشرك باهلل وعبادة غيره معه.
.2الجهل باهلل وبما يليق به وما ال يليق به من الصفات.
كل هذا مع اإلقرار بوجود رب خالق رازق يدبر األمر.
تعريف اإللحاد:
اإللحاد في اللغة :الميل عن القصد ،يقال :ألحد الرجل ،إذ مال عن طريق الحق واإليمانن وسمي اللحد بذلك؛ ألنه مائل في أحد
جانبي القبر.
واإللحاد في الشرع كذلك.
28
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
اإللحاد في المفهوم المعاصر :مذهب فلسفي ،يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود هللا الخالق.
أنواع الملحدين:
من ينفي وجود الخالق بالكلية.
من يعتبر أن اإليمان باإلله عبارة عن خرافة.
من يقول :ال ندري يوجد خالق أم ال.
من يقول يوجد خالق للكون ،ولكنه فنى بعد أن خلق الخلق.
من يقول بوجود اإلله ولكن ليس له عالقة بحياة الناس ،ويرفض بشكل بات تدخل هللا في حياتهم.
وهي العلمانية ،وهي مما يدخل في اإللحاد ،وهذا النوع هو األخطر لشدة التباسه على الناس ،فيقع فيه كثير من الجهالء.
أكبر أنواع اإللحاد هو اإللحاد النفعي ،فيلج الشخص فيه ظنا منه أنه سيتخلص من القيود إلى حياة عبثية بال رقيب وال
حسيب ،وبذلك يفعل ما يشاء دون كبت الدين واإلحساس بذل المعصية ،ومع ذلك فإن أكبر نسب المنتحرين هي من
أهل اإللحاد.
29
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
وكيف انتقلت الحياة فجأة من خلية جامدة إلى كائنات حية لها إحساس وعقل.
ولو كان ذلك صحيحا ألدى التطور إلى أن تصبح الذرة جمَال أو فيال ضخما ،فمالذي يمنعها وقانون التطور يجيز لها ذلك.
31
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مادة التفتير
سورة االحشقاق
ما ورد في شأنها:
عن أبي رافع قال« :صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ( :إذا السماء انشقت) فسجد ،فقلت له ،فقال :سجدت خلف أبي القاسم فال
أزال أسجد بها حتى ألقاه».
التفسير:
(إذا السماء انشقت) :أي :إذا السماء تصدعت وتقطعت فكانت أبوابا.
(وأذنت لربها وحقت) :أي :سمعت أمر ربها باالنشقاق وأطاعته ،وحق لها أن تطيع؛ ألن الذي أمرها هو هللا ،واألذن:
االستماع.
« ما أذن هللا لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن» :أي :ما استمع هللا لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن.
وحق فالن بكذا ،أي :توجه عليه حق.
(وإذا األرض مدت) :أي :بسطت وفرشت ووسعت ،حتى صارت تسع أهل الموقف على كثرتهم ،ويزال ما عليها من جبال
ونحوه.
(وألقت ما فيها وتخلت) :أي :ألقت ما في بطنها من الموتى والكنوز وغيره إلى ظهرها ،وتخلت منهم ،فلم يبق مما في باطنها
شيء.
(يا أيها اإلنسان إنك كادح إلى ربك كدحا) :أي :ساع إلى ربك سعيا ،بجد ومشقة ،سعيا يوصلك إلى ربك ،والكدح :عمل
اإلنسان وجهده في األمر من الخير والشر حتى يكدح ويؤثر ذلك فيه (فمالقيه) :أي :مالق ربك ال مفر لك من لقائه ،أو مالق
جزاء عملك خيرا كان أو شرا.
(فأما من أوتي كتابه بيمينه) :أي :أوتي ديوان أعماله بيده اليمنى ،والكتاب :هو صحيفة األعمال وديوانها.
(فسوف يحاسب حسابا يسيرا) :أي :يعرف ذنوبه ،ثم يتجاوز له عنها.
(وينقلب إلى أهله) :أي :يعني في الجنة من الحور العين واآلدميات ،واالنقالب :الرجوع إلى المكان الذي جيء منه (مسرورا)
ألنه نجا من العذاب وبما أوتي من الخير.
(وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) :فتغل يده اليمنى إلى عنقه ،وتجعل يده الشمال وراء ظهره ،فيؤتى كتابه بشماله من وراء
ظهره ،إشارة إلى أنه قد ولى ظهره كتاب هللا.
(فسوف يدعو ثبورا) :أي :ينادي بالويل والهالك إذا قرأ كتابه ،فيقول :يا وياله يا ثبوراه ،ونحوه.
(ويصلى سعيرا) :أي :ويدخل النار حتى يصلى حرها.
(إنه كان في أهله مسرورا) :أي :في الدنيا ،فلم يخطر البعث على باله ،وقد أساء.
(إنه ظن أن لن يحور) :أي :ظن أن لن يرجع حيا مبعوثا ،فيحاسب ،ثم يثاب أو يعاقب ،والحور :الرجوع.
« اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور» :أي :الرجوع إلى النقصان بعد االكتمال.
(بلى) :أي :ليس األمر كما ظن ،بل سيرجع إلينا( ،إن ربه كان به بصيرا) قبل أن يخلقه ،عالما بأن مرجعه إليه ،وعالما بما
سبق له من الشقاء والسعادة.
(فال أقسم) :أي :فأقسم ،و(ال) هنا جيء بها للتنبيه والتأكيد( ،بالشفق) :أي :الحمرة التي تكون عند غروب الشمس.
(والليل وما وسق) :أي :وما جمع وضم ما كان بالنهار منتشرا من الدواب.
(والقمر إذا اتسق) :أي :اجتمع وتكامل وتم بدرا.
(لتركبن طبقا عن طبق) :هذا هو المقسم عليه ،أي :لتركبن أحواال وأطوار متتغيرة متباينة.
وهذا يشمل أحوال الزمان ،وأحوال المكان ،وأحوال األبدان ،وأحوال القلوب.
(فما لهم ال يؤمنون) :أي :أي شيء يمنعهم من اإليمان؟
(وإذا قرئ عليهم القرآن ال يسجدون) :أي :ال يخضعون هلل.
استدل البعض بهذه اآلية على وجوب سجود التالوة ،والصحيح :أنه ليس بواجب بل سنة مؤكدة.
(بل الذين كفروا يكذبون) :أي :يعاندون الحق بعد ما تبين لهم.
(وهللا أعلم بما يوعون) :أي :بما يضمرونه في أنفسهم من التكذيب.
(فبشرهم بعذاب أليم) :أي :أخبرهم بعذاب شديد اإليالم.
31
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
وسميت البشارة بهذا؛ ألنها تؤثر في البشرة سرورا أو غما.
(إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) :أي :لهم أجر غير مقطوع ،بل دائم.
فيه استثناء منقطع ،بأن يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه ،فالذين آمنوا وعملوا الصالحات ليسوا داخلين
ابتداء في المبشرين بالعذاب حتى يستثنوا منهم! ولكن التعبير على هذا النحو أشد إثارة لالنتباه إلى األمر المستثنى.
سورة البروج
ما ورد في شأنها:
عن أبي هريرة أن رسول هللا كان يقرأ في العشاء اآلخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق.
التفسير:
(والسماء ذات البروج) :البروج :هي منازل الشمس والقمر ،وقيل :النجوم العظام والكواكب المنتظمة في سيرها على أكمل
ترتيب ونظام.
وبرج :أي :ظهر ،ومنه تبرج المرأة ،وسميت البروج بذلك؛ لعلوها وارتفاعها وظهورها وبيانها.
في افتتاح السورة بالقسم تشويق إلى ما يرد بعده ،وإشعار بأهمية المقسم عليه ،وهو مع ذلك يلفت السامعين إلى
األمور المقسم بها.
(واليوم الموعود) :وهو يوم القيامة.
(وشاهد ومشهود) :ذكر فيها عدة أقوال يجمعها أن هللا أقسم بكل شاهد وبكل مشهود.
والشهود كثير ،منهم:
محمد رسول هللا.
أمة محمد.
أعضاء اإلنسان.
المالئكة.
فكل من شهد بحق فهو داخل في قوله( :وشاهد).
أما المشهود فمنه :يوم عرفة ،ويوم القيامة.
(قتل) :أي :أهلك وطرد ،فهو دعاء عليهم ،وشتم وخزي لهم (أصحاب األخدود) :هم قوم كفار ،حاولوا أن يردوا المؤمنين عن
دينهم ،ولكنهم عجزوا ،فشقوا في األرض شقا عظيما ،وجمعوا الحطب الكثير ،وأحرقوا المؤمنين بها ،واألخدود :الشق
المستطيل العظيم في األرض ،كالخندق ونحوه.
(النار ذات الوقود) :أوقدوا النار الشديدة ،والوقود :هو الحطب الذي توقد به.
(إذ هم عليها قعود) :هؤالء الكفار عند النار جلوس لتعذيب المؤمنين ،وهذا من أعظم ما يكون من قسوة القلب.
(وهم) :أي :الملك وأصحابه الذين شقوا األخدود (على ما يفعلون بالمؤمنين) :من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى
دينهم (شهود) :حضور.
فهم قعود شهود على ما يفعلون بالمؤمنين ،وهذا تفظيع لحالهم وجرمهم.
(وما نقموا منهم) :أي :وما عابوا عليهم ،وال كرهوا منهم (إال أن يؤمنوا باهلل العزيز الحميد) :فهذه جريمتهم أنهم آمنوا باهلل.
(الذي له ملك السماوات واألرض) :أي :المالك لجميع السماوات واألرض ،وما فيهما ،ومابينهما (وهللا على كل شيء شهيد):
أي :ال يغيب عنه شيء في جميع السماوات واألرض.
إجراء هذه الصفات على هللا« :العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات واألرض» لتقرير أن ما نقموه منهم ليس من
شأنه أن ينقم ،بل هو حقيق بأن يمدحوا به؛ ألنهم آمنوا بإله عظيم ألجل صفاته التي تقتضي عبادته.
وفي قوله« :وهللا على كل شيء شهيد» وعيد للذين اتخذوا األخدود ،ووعد للذين عذبوا.
(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) :أي أحرقوهم بالنار ،يقال :فتنت الشيء إذا أحرقته ،وقيل :المراد :صدوهم عن دينهم
ليرجعوا عنه (ثم لم يتوبوا) :من كفرهم وفعلهم (فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) :أي :ولهم في اآلخرة عذاب لكفرهم،
وعذاب زائد عليه بما أحرقوا المؤمنين ،والحريق :اسم من أسماء جهنم.
واالستمرار على الكفر أعظم من فتنة المؤمنين ،وفيه تعريض بأنهم إن تابوا وآمنوا سلموا من عذاب جهنم ،وهذا من
رحمته.
رحمة هللا هي الباب المفتوح الذي ال يغلق في وجه عائد تائب ،ولو عظم الذنب وكبرت المعصية.
32
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
نص هللا على لفظ( :الحريق) مع كونه مفهوما من عذاب جهنم؛ ليكون مقابال للحريق في األخدود ،مع الفارق الكبير
بينهما.
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) :أي :الذين أقروا بتوحيد هللا ،وعملوا بطاعته أمرا ونهيا ،وهم هؤالء القوم الذين حرقهم
أصحاب األخدود ،وغيرهم من أهل التوحيد.
(لهم جنات تجري من تحتها األنهار) :أنهار الماء والخمر واللبن والعسل.
(ذلك الفوز الكبير) :أي :هذا الظفر والنصر الكبير.
(إن بطش ربك لشديد) :البطش :األخذ بعنف ،ووصفه بالشدة يدل على أنه قد تضاعف أخذه بالعذاب للظلمة.
(إنه هو يبدئ ويعيد) :أي :إن األمر إليه ابتداء وإعادة.
(وهو الغفور) :ذو المغفرة ،والمغفرة :ستر الذنب والتجاوز عنه وعدم المؤاخذة عليه (الودود) :من الود :وهو خالص الحبة،
فهو ودود يحب ويحب.
(ذو العرش المجيد) :أي :صاحب العرش الذي استوى عليه سبحانه ،والمجد :هو سعة األوصاف وعظمتها.
(فعال لما يريد) :فال أحد يمانعه ،وال معقب لحكمه ،وال راد لقضائه.
(هل أتاك حديث الجنود) :هل جاءك يا محمد حديث الجنود الذين تجندوا على هللا ورسوله بأذاهم ومكرهم ،فهل بلغك ما أحل
هللا بهم؟
وفيه تقرير لقوله« :إن بطش ربك لشديد».
االستفهام في القرآن ليس المراد به االستعالم ،وإنما يأتي لمعان عديدة ،منها :التقرير ،وهو أسلوب انفرد به الخطاب
القرآني.
(فرعون وثمود) :فهذان حديثان مختلفان :فأما فرعون فقد أهلكه هللا وجنده ،ونجى بني إسرائيل ،وأما ثمود فقد أهلكهم هللا عن
بكرة أبيهم ،وأنجى صالحا والقلة معهم.
(بل الذين كفروا في تكذيب) :أي :ال يزالون مستمرين في تكذيبك ،وما جئت به ،ولم يعتبروا بمن كان قبلهم.
(وهللا من ورائهم محيط) :اإلحاطة بالشيء :الحصر له من جميع جوانبه.
(بل هو قرآن مجيد) :أي :ليس األمر كما قالوا ،بل هو قرآن شريف عالي الطبقة بين الكتب المنزلة ،وهذا رد لكفرهم وإبطال
لتكذيبهم وإحقاق للحق.
ووصف القرآن بأنه مجيد هو وصف للقرآن ،ولمن تحمل هذا القرآن ،فحمله وقام بواجبه.
(في لوح محفوظ) :أي :محفوظ من التحريف والتبديل والتغيير ،ووصول الشياطين إليه ،والمراد :اللوح المحفوظ الذي أثبت
هللا فيه كل شيء ،وهو أم الكتاب.
جاء في بعض كتب التفسير أن اللوح المحفوظ في جبهة إسرافيل ،أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ،وغير ذلك!
وجميعه لم يثبت ،بل هو من الغيب الذي ال يقبل إال بخبر الكتاب أو السنة الصحيحة.
سورة الطارق
ما ورد في شأنها:
عن جابر قال« :صلى معاذ المغرب فقرأ البقرة والنساء ،فقال النبي« :أفتان يا معاذ ؟ أما يكفيك أن تقرأ (والسماء والطارق)،
(والشمس وضحاها) ونحو هذا؟».
التفسير:
(والسماء والطارق) :يقسم بالسماء وما جعل فيها من الكواكب العظيمة ،والسماء :هو كل ما عالك ،حتى السحاب يسمى سماء،
«وأنزل من السماء ماء».
(وما أدراك ما الطارق) :استفهام يزيده إبهاما ،أي :ما أعلمك بالطارق؟
(النجم الثاقب) :أي :المضيء ،الذي يثقب الظالم بنوره.
وسمي النجم طارقا؛ ألنه يرى بالليل ويختفي بالنهار ،فشأنه كمن يطرق الناس ،أي :يزورهم ليال.
(إن كل نفس لما عليها حافظ) :أي :ما كل نفس إال عليها من هللا حافظ ،يحرسها من اآلفات.
فيه توكيد شديد على أنه ما من نفس إال عليها من هللا رقيب.
وفيه إشارة إلى وجوب مراقبة النفس.
(فلينظر اإلنسان مم خلق) :أي :ليتفكر اإلنسان في ضعف أصله الذي خلق منه.
فيه توجيه لالعتراف بالمعاد؛ ألن من قدر على البدء هو قادر على اإلعادة بطريق األولى.
33
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
(خلق من ماء دافق) :أي :المني؛ يخرج متدفقا من الرجل.
(يخرج من بين الصلب والترائب) :أي :من بين صلب الرجل وترائبه أعلى صدره ،وهذا يدل على عمق مخرج هذا الماء،
وأنه يخرج من مكان مكين في الجسد.
وقال بعضهم :يخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة ،ولكن هذا خالف ظاهر القول؛ ألن هللا ذكره في سياق الحديث عن
الماء الدافق الخارج من الرجل.
(إنه على رجعه لقادر) :أي :إن هللا على بعث اإلنسان بعد موته قادر.
وهذا من باب االستدالل بالمحسوس على األمر المنتظر المرتقب ،وهو قياس عقلي واضح.
(يوم تبلى السرائر) :أي :تختبر وتنكشف سرائر الصدور بما أخفته في الدنيا.
(فما له من قوة وال ناصر) :أي :فما لإلنسان من قوة يدفع بها عن نفسه ،وال ناصر يمتنع به من عذاب هللا.
(والسماء ذات الرجع) :أي :السماء التي ترجع بالغيث ،والمطر بعد المطر.
(واألرض ذات الصدع) :أي :األرض الذي تتصدع وتنشق عن النبات والشجر والثمار واألنهار.
(إنه لقول فصل) :هذا هو المقسم عليه ،أي :القرآن حق ،يفصل بين الحق والباطل.
(وما هو بالهزل) :أي :جد ليس باللعب ،وال بالباطل.
(إنهم يكيدون كيدا) :أي :يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خالف القرآن.
(وأكيد كيدا) :وكيد هللا استدراجه إياهم من حيث ال يعلمون.
(فمهل الكافرين) :أي :أنظرهم وال تستعجل لهم وال تنشغل باالنتقام منهم (أمهلهم رويدا) :أي :قليال ،والرويد :القليل.
فيه وعيد للكافرين بالعقوبة والعذاب.
سورة األعلى
ما ورد في شأنها:
عن عقبة بن عامر الجهني ،قال« :لما نزلت (سبح اسم ربك األعلى) قال رسول هللا :اجعلوها في سجودكم».
وعن النعمان بن بشير ،قال« :كان رسول هللا يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـــ (سبح اسم ربك األعلى) ،و(هل أتاك حديث
الغاشية)».
وعن أبي بن كعب أنه كان يوتر بـــ (سبح اسم ربك األعلى) ،و(قل يا أيها الكافرون) ،و(قل هو هللا أحد).
وعن ابن عباس قال« :لما نزلت (سبح اسم ربك األعلى) قال :كلها في صحف إبراهيم وموسى -يعني :مضمونها.»-
التفسير:
(سبح اسم ربك األعلى) :أي :نزه هللا عن كل عيب ال يليق به ،والتسبيح :هو التنزيه ،و(األعلى) :من العلو.
وذكر تسبيح االسم؛ ليكون المعنى :سبح ربك منزها اسمه عما كان يفعله المشركون من تسمية هللا بغير ما يليق به.
وقيل :تسبيح اسم هللا :أي :تسبيح ذاته ،لذا تأولها النبي حتى جعلها في السجود.
وعلو هللا نوعان:
.1علو الصفة :فإن أكمل الصفات هلل.
.2علو الذات :فهو فوق عباده مستو على عرشه.
الخطاب الموجه للنبي في القرآن ثالثة أقسام:
.1أن يقوم الدليل على أنه خاص بالنبي ،فيختص به.
.2أن يقوم الدليل على أنه عام ،فيعم النبي وأمته.
.3خاص بالنبي لفظا ،عام له وألمته حكما ،كقوله« :سبح اسم ربك األعلى».
(الذي خلق فسوى) :أي :خلق الخليقة ،وسوى كل مخلوق في أحسن الهيئات.
(والذي قدر فهدى) :أي :جعل األشياء على مقادير مخصوصة ،ثم هدى كل خلق إلى ما يناسبه.
(والذي أخرج المرعى) :أي :ما يرعى من جميع أصناف الزروع والنباتات التي ترعاها الحيوانات.
(فجعله غثاء) :أي :فجعل هذا المرعى األخضر يابسا ،والغثاء :هو اليابس من النباتات (أحوى) :أي :الموصوف بالحوة ،وهي
سمرة تقارب السواد.
(سنقرؤك فال تنسى) :أي :سنجعلك قارئا لما يأتيك به جبريل من الوحي ،بحيث ال تنسى منه شيئا.
وهذا ضمان من هللا بحفظ القرآن من النقص ،ووعد منه لنبيه أن يحفظ عليه الوحي.
34
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
كان النبي يعالج من التنزيل شدة -إذا نزل جبريل ،-وكان يحرك شفتيه ولسانه -يريد أن يحفظه ويخشى أن يتفلت
عليه ،-فأنزل هللا« :ال تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه» ،أي :إن علينا أن نجمعه في صدرك ،وعلينا
أن تقرأه.
(إال ما شاء هللا) :أي :إال ما شاء هللا أن تنساه (إنه يعلم الجهر وما يخفى) :أي :يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم
وأفعالهم.
وما شاء هللا أن ينسيه النبي نوعان:
.1ما شاء نسخ تالوته.
.2ما يعرض نسيانه للنبي نسيانا مؤقتا كعامة البشر ،في الصالة مثال.
(ونيسرك لليسرى) :أي :نسهل عليك أفعال الخير وأقواله ،ونشرع لك شرعا سهال سمحا ،ونيسر عليك الوحي حتى تحفظه
وتعلمه.
(فذكر إن نفعت الذكرى) :أي :ما دامت الذكرى مقبولة ،سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.
فإن لم تنفع الذكرى ،بأن كانت تزيد في الشر أو تنقص من الخير ،لم تكن الذكرى مأمورا بها بل منهيا عنها.
(سيذكر من يخشى) :أي :سيتعظ بتذكرتك من يخشى هللا.
(ويتجنبها األشقى) :أي :سيتجنب الذكرى ويبعد عنها ،وهو األشقى من الكفار إلصراره على الكفر.
الناس في التذكرة قسمان:
.1من يخشى هللا وينتفع بالذكرى.
.2من يتجنب الذكرى وال ينتفع بها.
(الذي يصلى النار الكبرى) :أي :العظيمة ،وهي نار جهنم.
(ثم ال يموت فيها وال يحيى) :أي :يعذب عذابا أليما ،من غير راحة بالموت ،وال يحيى حياة كريمة ،حتى أنهم ليتمنون الموت
فال يحصل لهم.
(قد أفلح من تزكى) :أي :من تطهر من الشرك ،وطهر نفسه من األخالق الرذيلة.
وأعظم صور تزكية النفس -بعد قيامها بالتوحيد الخالص -التزكية باتباع الرسول ،فال يبتدع.
(وذكر اسم ربه) :أي :ذكر هللا بقلبه وبلسانه (فصلى) :أي :ذكر هللا بالتعبد له بالصالة وغيرها من العبادات.
وذكر الصالة؛ ألنها ميزان األعمال وأشرفها وأجلها.
أن استقامة العبد تترتب على أمور ثالثة ،حسب ترتيبها المعنوي:
.1إزالة خبائث النفس من عقائد باطلة ونحوه.
.2استحضار معرفة هللا بصفات كماله وحكمته ليخافه ويرجوه.
.3اإلقبال على طاعته وعبادته.
(بل تؤثرون الحياة الدنيا) :أي :لكنكم ال تفعلون ذلك ،بل تؤثرون اللذات الفانية في الدنيا.
«ألن الدنيا حضرت وعجلت لنا طيباتها و ،...واآلخرة غيبت عنا ،فأخذنا العاجل وتركنا اآلجل».
(واآلخرة خير وأبقى) :أي :والدار اآلخرة التي هي الجنة أفضل وأدوم من الدنيا.
(إن هذا لفي الصحف األولى) :أي :ما تقدم من فالح من تزكى وما بعده ،وقيل :المراد أن مضمون السورة كلها ثابت في
الصحف األولى (صحف إبراهيم وموسى) :أي :تتابعت كتب هللا المنزلة على رسله أن اآلخرة خير وأبقى من األولى.
سورة الفاشية
التفسير:
(هل أتاك حديث الغاشية) :االستفهام للتشويق ،واالستفهام بـــ(هل) المفيدة معنى (قد) فيه مزيد من التشويق ،و(الغاشية) :أي:
القيامة ،التي تغشى وتعم الناس باألهوال والكروب.
(وجوه يومئذ خاشعة) :وهي وجوه أهل الكفر ،خاشعة ذليلة.
(عاملة ناصبة) :أي :عاملة في النار متعبة فيها.
وهذا على الراجح بيان لحالهم في األخرة وليس ألحوالهم في الدنيا؛ ألنه قيده بالظرف وهو يوم القيامة ،وألن المقصود هنا
بيان وصف أهل النار عموما ،فليس فيه تعرض ألحوالهم في الدنيا.
(تصلى نارا حامية) :ترد هذه الوجوه نارا قد حميت واشتد حرها.
(تسقى من عين آنية) :يسقى أصحابها من شراب عين قد أنى حرها ،أي :بلغ غايته في شدة الحر.
35
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
أمور اآلخرة ال تقاس بأمور الدنيا؛ وذلك أن عين الماء تطفئ النار في الدنيا ،أما اآلخرة فإن النار بها عين ماء يسقى
منها أهلها.
(ليس لهم طعام إال من ضريع) :الضريع :نبت يقال له الشبرق ،فإذا يبس سمي ضريعا ،وهو سام وذو شوك عظيم.
(ال يسمن وال يغني من جوع) :أي :فال يحصل به مقصود ،وال يندفع به محذور ،وال يغني ال ظاهرا وال باطنا.
(وجوه يومئذ ناعمة) :وهي وجوه أهل اإليمان ،ذات نعمة وبهجة.
(لسعيها) :أي :لعملها الذي قدمته في الدنيا من األعمال الصالحة (راضية) فقد وجدت ثوابه مدخرا.
(في جنة عالية) :في أعلى عليين ،ومنازلها مساكن عالية.
(ال تسمع فيها الغية) :أي :ال تسمع في الجنة كلمة لغو أو باطل أو ساقطا من الكالم.
(فيها عين جارية) :أي :عيون تجري مياهها ،وتتدفق بأنواع األشربة المستلذة.
(فيها سرر مرفوعة) :أي :عالية مرتفعة بما عليها من الفرش اللينة ،وهي أيضا عالية القدر ،فهي مرفوعة ذاتا وقدرا ومحال.
(وأكواب موضوعة) :أي :كؤوس موضوعة مهيئة بين أيديهم يشربون منها.
(ونمارق مصفوفة) :أي :وسائد من الحرير واإلستبرق وغيرهما ،قد صفت للجلوس واالتكاء عليها.
(وزرابي مبثوثة) :الزرابي هي أعلى أنواع الفرش والبسط ،فهي منشورة في مجالسهم من كل جانب.
نعيم اآلخرة ومتاعه -والذي ذكر شيء منه في اآليات -ال يشبه ما في الدنيا إال األسماء ،فاألسماء واحدة والحقائق
مختلفة.
(أفال ينظرون إلى اإلبل كيف خلقت) :استفهام للتبويخ ،أي :أفال ينظرون هؤالء المنكرون قدرة هللا على هذه األمور ،إلى اإلبل
كيف خلقها وسخرها لهم؟
وذكر اإلبل ولم يذكر غيرها؛ ألنها أكثر شيء يالبس الناس في ذلك الوقت ،وألنها األكثر نفعا.
(وإلى السماء كيف رفعت) :وينظرون إلى السماء كيف رفعها بدون عمد.
(وإلى الجبال كيف نصبت) بهذه الهيئة الباهرة ،وكيف استقرت بها األرض.
(وإلى األرض كيف سطحت) ليتمكن الناس من العيش فيها بالزراعة والبناء وغير ذلك.
وهذا التسطيح ال ينافي كرويتها لشدة سعتها ،قال تعالى« :يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل» فإذا كان
الليل والنهار مكورين لزم أن تكون األرض مكورة ،وقال« :وإذا األرض مدت» وهذا يوم القيامة ،وهذا يعني أنها
اآلن غير ممدودة بل مكورة ،ودل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة.
(فذكر إنما أنت مذكر) :أي :فأنت لست إال مذكرا ،أما الهداية فهي بيد هللا.
(لست عليهم بمصيطر) :أي :ولم تبعث مسلطا عليهم ،موكال بأعمالهم.
(إال من تولى وكفر) :أي :لكن من تولى عن الطاعة وكفر باهلل بعد التذكير.
(فيعذبه هللا العذاب األكبر) وهو دخول النار في اآلخرة.
(إن إلينا إيابهم) :أي :رجوع الخليقة وجمعهم يوم القيامة.
(ثم إن علينا حسابهم) فنجازيهم على ما عملوا من خير أو شر.
سورة الفجر
ما ورد في شأنها:
صلى معاذ صالة ،فجاء رجل فصلى معه فطول ،فصلى في ناحية المسجد ثم انصرف ،فبلغ ذلك معاذا ،فقال :منافق ،فذكر ذلك
لرسول هللا ،فسأل الفتى ،فقال :يا رسول هللا ،جئت أصلي معه فطول علي ،فانصرفت وصليت في ناحية المسجد .فقال رسول
هللا« :أفتان يا معاذ ،أين أنت من (سبح اسم ربك األعلى)( ،والشمس وضحاها)( ،والفجر)( ،والليل إذا يغشى)».
التفسير:
(والفجر) :وهو النور الساطع الذي يكون في الجهة الشرقية قرب طلوع الشمس.
(وليال عشر) :أي :عشر ذي الحجة ،وقيل :العشر األواخر من رمضان.
(والشفع والوتر) :أي :كل ما هو زوج وفرد ،من العبادات واأليام وغيرها.
(والليل إذا يسر) :أي :والليل وقت سريانه وإرخائه ظالمه على العباد.
أقسم بالليل؛ لما في ساعاته من العبادات ،وألن في الليل مناسبة عظيمة ،وهي أن هللا ينزل إلى السماء الدنيا ،حين
يبقى ثلثه اآلخر.
والليل في الشرع يسير ،ويبدأ بالمغرب وينتهي بطلوع الفجر.
36
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
(هل في ذلك قسم لذي حجر) :الحجر :العقل ،أي :هل فيما ذكر ما يكفي في القسم لمن له عقل؟
وإنما سمي العقل حجرا؛ ألنه يمنع اإلنسان من تعاطي ما ال يليق ،فالحجر هو المنع ،يقال :حجر على الشخص.
(ألم تر كيف فعل ربك بعاد) :أي :ألم تر بقلبك وبصيرتك كيف فعل هللا بقوم عاد وهم قوم هود؟
(إرم) :قبيلة من قبائل عاد( ،ذات العماد) :أي :األبنية القوية واألعمدة الرفيعة.
(التي لم يخلق مثلها في البالد) :أي :لم يصنع مثلها في البالد؛ ألنها قوية محكمة الصنع.
يمكن وصف اآلدمي بأنه خلق ،لكن الخلق المنسوب له ليس هو الخلق المنسوب هلل ،فالخلق المنسوب هلل إيجاد بعد
عدم ،والخلق المنسوب لغيره تغيير وتحويل لشيء موجود.
(وثمود) :وهم قوم صالح( ،الذين جابوا الصخر بالواد) :أي :نحتوا بقوتهم الصخور في وادي ثمود ،فاتخذوها مساكن.
(وفرعون ذي األوتاد) :أي :الجنود الذين يشدون له أمره ،كما تثبت األوتاد ما يثبت بها.
(الذين طغوا في البالد) :وهم عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم ،فإنهم طغوا في البالد ،وآذوا عباد هللا.
(فأكثروا فيها الفساد) :وهو العمل بالكفر وغيره من المعاصي ،والسعي في محاربة الرسل ،والصد عن سبيل هللا.
(فصب عليهم ربك سوط عذاب) :فأنزل هللا بهم عذابه ،فكان عذابا شديدا ،كالسوط في سرعة إصابته.
(إن ربك لبالمرصاد) :فهو يرى ويسمع ،وبالمرصاد لمن عصاه ،فيمهله قليال ،ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
(فأما اإلنسان إذا ما ابتاله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن) :يظن أن إكرام هللا في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته
عنده وقربه منه.
(وأما إذا ما ابتاله فقدر عليه رزقه) :أي :وإذا ابتاله بالفقر ،فضيق عليه رزقه (فيقول ربي أهانن) :فيعتقد أن هذه إهانة من هللا
له.
االبتالء من هللا يكون بالخير وبالشر.
(كال) :ردع وزجر وإبطال ،أي :ليس األمر كما يظن (بل ال تكرمون اليتيم) :إنكم ال تدركون معنى االبتالء ،فال تحاولون
تجاوزه؛ فأنتم إذا أكرمكم هللا بالنعم ال تعطفون على المستحقين لإلكرام ،وهم اليتامى.
(وال تحاضون على طعام المسكين) :وال يحض بعضكم بعضا على أن يطعم المسكين ،وإذا كان ال يحض غيره فهو ال يطعم
بنفسه.
(وتأكلون التراث أكال لما) :وتأكلون الميراث أكال شديدا ،فيأكل نصيبه ونصيب غيره.
(وتحبون المال حبا جما) :وتحبون المال وجمعه وتولعون به كثيرا.
(كال) :أي :ليس ما أحببتم من األموال ،وتنافستم فيه من اللذات ،بباق لكم (إذا دكت األرض دكا دكا) :أي :بل أمامكم يوم
عظيم ،تدك فيه األرض والجبال دكا بعد دك ،وتحطم معالمها ،وتحرك تحريكا شديدا.
(وجاء ربك والملك صفا صفا) :أي :صفا بعد صف ،فيجيء هللا للفصل بين العباد مجيئا يليق به ،وتجيء المالئكة صفا صفا
حتى يحيطوا بالخلق كله.
أن مجيء هللا يوم القيامة على الحقيقة ،وليس كما يقول أهل التعطيل« :جاء أمره أو قضاؤه» ،فإن هللا أسند فعل
المجيء لنفسه.
وعقيدة أهل السنة والجماعة أن نجري كالم هللا وكالم رسوله على ظاهره ال نحرفه وال نعطله.
(وجيء يومئذ بجهنم) :تقودها المالئكة بالسالسل« ،يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك
يجرونها» (يومئذ يتذكر اإلنسان) :فيتذكر -حسرة وندامة -ما أسلفه في قديم دهره ،من شر وسوء تقصير (وأنى له الذكرى) فقد
فات أوانها.
(يقول يا ليتني قدمت لحياتي) :أي :الباقية الدائمة ،وهي حياة اآلخرة.
(فيومئذ ال يعذب عذابه أحد) :أي :ليس أحد أشد تعذيبا من هللا لمن عصاه.
وقرئ( :ال يعذب) بفتح الذال ،أي :ال يعذب أحد كعذاب هذا الشخص.
(وال يوثق وثاقه أحد) :أي :وليس أحد أشد قبضا ووثقا من وثاق هللا.
وقرئ( :وال يوثق) بفتح الثاء ،أي :ال يوثق أحد كما يوثق هذا الشخص.
(يا أيتها النفس المطمئنة) :أي :بذكر هللا وبوعده ،المصدقة بما قال ،الموقنة بأنه ربها ،الصابرة ألمره وطاعته.
(ارجعي إلى ربك) :أي :إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته (راضية مرضية) :أي :راضية بالثواب ،مرضية من ربها،
فقد رضي هللا عنها وأرضاها.
(فادخلي في عبادي) :أي :في جملة عبادي الصادقين المخلصين.
(وادخلي جنتي) :يقال لها هذا عند الموت ويوم القيامة أيضا.
37
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
سورة البلد
التفسير:
(ال أقسم بهذا البلد)( :ال) للتوكيد والتنبيه وليست نافية ،والمعنى :أقسم بهذا البلد ،وهو مكة ،فأقسم بها لشرفها ،والقسم :تأكيد
الشيء بذكر معظم عند الحالف على صفة مخصوصة ،وال يجوز إال باهلل.
(وأنت حل بهذا البلد) :أي :أقسم بهذا البلد وأنت حال ساكن فيه؛ ألن حلول النبي في مكة يزيدها شرفا إلى شرفها.
أو أن هذا وعد من هللا أن يحل مكة لنبيه ،حتى يقاتل فيها ،وأن يفتحها على يديه.
(ووالد وما ولد) :أي :وأقسم بكل والد وما ولد ،من اإلنسان وغيره.
(لقد خلقنا اإلنسان في كبد) :هذا هو المقسم عليه ،والكبد :أصله الشدة ،ويطلق على االستقامة واالستواء ،فقوله( :في كبد) :أي:
في معاناة لمشاق األمور ،أو في حسن قامة واستقامة ،ويصح أن تشمل المعنيين.
(أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) :أيظن أن لن يقدر عليه أحد ،ويفتخر بما أنفق من األموال على شهوات نفسه.
(يقول أهلكت ماال لبدا) :أي :كثيرا مجتمعا فيما يغضب هللا.
وسمى اإلنفاق في الشهوات والمعاصي إهالكا؛ ألنه ال ينتفع المنفق بما أنفق ،بل يعود عليه بالضرر.
(أيحسب أن لم يره أحد) :أي :أيظن هذا أن لم يره أحد.
(ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين) :يذكر هللا اإلنسان بنعمه عليه ،وهذه من نعم الدنيا.
أن العين واللسان والشفتين من أعظم نعم هللا على اإلنسان؛ حيث سبقت مساق االمتنان في اآليات.
(وهديناه النجدين) :أي :بينا له طريق الخير والشر ،والحق والباطل ،والهدى والضاللة ،وهذه من نعم الدين.
(فال اقتحم العقبة) :أي :هال اقتحم العقبة هذا اإلنسان المغتر بماله ،وأصل العقبة :الطريق في الجبل الوعر ،واالقتحام :الدخول
في األمر الشديد.
وذكر العقبة هنا :مثل ضربه هللا لمجاهدة النفس و الهوى والشيطان في أعمال البر ،فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة.
وقيل :إنه شبه ثقل الذنوب على مرتكبها بعقبة ،فإذا فعل الخير وتاب كان كمن اقتحمها وجاوزها.
وقيل :العقبة جبل في جهنم.
(وما أدراك ما العقبة) :أي :وما أعلمك ما شأن هذه العقبة؟ وهذا تفخيم وتهويل لشأنها.
(فك رقبة) :عتق رقبة وتحريرها من الرق والعبودية.
(أو إطعام في يوم ذي مسغبة) :أي :إطعام في حالة جوع شديدة.
(يتيما ذا مقربة) :أي :تطعم يتيما بينك وبينه قرابة.
(أو مسكينا ذا متربة) :أي :تطعم مسكينا ،قد لصق بالتراب من شدة فقره ،والمتربة :مصدر ترب ،إذا افتقر.
والمعنى :فهال أنفق هذا اإلنسان ماله فيما يتجاوز به هذه العقبة ،من فك الرقاب وإطعام الجوعى من اليتامى والمساكين.
(ثم كان من الذين آمنوا) :أي :أنه مع هذه القرب ذو إيمان بما يجب اإليمان به (وتواصوا بالصبر) :أي :أوصى بعضهم بعضا
على الصبر على أقدار هللا وطاعته وعن معصيته (وتواصوا بالمرحمة) :أي :برحمة الناس.
ولم يقل :ثم كان مؤمنا؛ ألن صفة الجماعة أقوى وأدل على ثبوت اإليمان؛ لكثرة الموصوفين بها.
وخص بالذكر تواصيهم بالصبر وتواصيهم بالمرحمة؛ ألنها أشرف صفاتهم بعد اإليمان ،فالصبر مالك األعمال
الصالحة كلها ،والمرحمة مالك صالح جماعة المسلمين.
(أولئك أصحاب الميمنة) :أي :جهة اليمين ،مأخوذ من قولهم :يمنه هللا ،إذا باركه ،والمراد :أصحاب اليمين ،الذين يؤتون كتابهم
يوم القيامة بأيمانهم.
وتسمى اليمن يمنا؛ ألنها يمين الواقف مستقبال الكعبة ،وهي ميمونة لكثرة الخيرات فيها.
(والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة) :أي :والذين جحدوا بآياتنا هم أصحاب الشمال والشؤم.
وكانت العرب تتشاءم بجهة الشمال ،وقد أبطل اإلسالم هذا بقول النبي« :اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا» أي :في
الشام جهة الشمال ،واليمن جهة اليمين.
(عليهم نار مؤصدة) :أي :مطبقة مغلقة عليهم ،من قولهم :أوصد الباب ،إذا أغلقه.
سورة الشمس
التفسير:
(والشمس وضحاها) :أي :ضوءها.
(والقمر إذا تالها) :أي :إذا تبعها في سيرها ونورها وضوئها.
38
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
(والنهار إذا جالها) :أي :أظهرها.
والضمير في (جالها) يحتمل أن يعود على الشمس ،ويحتمل أن يعود على األرض.
(والليل إذا يغشاها) :أي :إذا غطى الشمس أو األرض حتى تكون مظلمة.
(والسماء وما بناها) :أي :والسماء وبنائها.
(واألرض وما طحاها) :أي :واألرض وتسويتها ومدها وبسطها.
(ونفس وما سواها) :أي :تعديل خلقها وتسوية أعضائها.
وهذا القسم عام لجميع األنفس التي خلقها هللا من الجن واإلنس.
(فألهمها فجورها وتقواها) :أي :ألهم هذه النفوس الفجور والتقوى ،والفجور معصية هللا ،والتقوى طاعة هللا.
(قد أفلح من زكاها) :أي :فاز بالمطلوب ونجا من المرهوب من زكى نفسه بتخليصها من الشرك وشوائب المعاصي.
تزكية النفس قسمان:
.1تزكية محمودة ،وهي تخليصها من الشرك وشوائب المعاصي.
.2تزكية مذمومة ،بمدح النفس والثناء عليها ،وهي المقصودة في قوله« :فال تزكوا أنفسكم».
(وقد خاب من دساها) :أي :خابت وخسرت نفس أغواها صاحبها وأرداها في المهالك والمعاصي.
(كذبت ثمود بطغواها) :أي :هذه القبيلة بسبب طغيانها وجبروتها كذبت نبيها صالحا.
(إذ انبعث أشقاها) :فقد اندفع أشقى هذه القرية بسرعة شديدة؛ يريد أن يقضي على الناقة التي جعلها هللا آية لصالح على نبوته.
وهذا األشقى اسمه قدار بن سالف.
قال النبي« :انبعث لها رجل عزيز منيع في أهله ،مثل أبي زمعة» ،وأبو زمعة هو عم الزبير بن العوام ،وهو أحد
المستهزئين باإلسالم ،ومات على الكفر بمكة.
(فقال لهم رسول هللا ناقة هللا وسقياها) :أي :احذروا عقر ناقة هللا ،وال تتعرضوا لها بسوء ،وال تمنعوها من الشرب في يومها.
وكان لها يوم ولهم يوم ،كما في قوله« :هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم».
إضافة األشياء إلى هللا قسمان:
.1إضافة صفة ،كيد هللا ووجه هللا وعين هللا ،من باب إضافة الصفة إلى موصوفها.
.2إضافة ملك وتشريف ،كبيت هللا وناقة هللا وروح هللا.
(فكذبوه فعقروها) :فكذبوه في أنه رسول من هللا ،فعقروها وأهلكوها (فدمدم عليهم ربهم) :الدمدمة :هي اإلهالك باستئصال،
أي :دمرهم وأهلكهم ،فأرسل عليهم الصيحة من فوقه والرجفة من تحتهم (بذنبهم) :أي :بسبب ذنوبهم (فسواها) :أي :عمها
بالهالك حتى لم يبق منهم أحد.
أن الذنوب سبب للهالك والدمار والفساد ،قال تعالى« :ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم
بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
(وال يخاف عقباها) :أي :إن هللا ال يخاف من عاقبة هؤالء الذين عذبهم ،وال يخاف من تبعتهم.
سورة الليل
التفسير:
(والليل إذا يغشى) :أي :إذا غشي الخليقة بظالمه.
(والنهار إذا تجلى) :أي :ظهر وبان بضيائه وإشراقه.
(وما خلق الذكر واألنثى) :أي :والذي خلق الذكر واألنثى ،يقسم بنفسه.
(إن سعيكم لشتى) :أي :إن أعمالكم متباينة ومتخالفة ،فمن فاعل خيرا ومن فاعل شرا ،ومن عامل لآلخرة ومن عامل للدنيا.
(فأما من أعطى واتقى) :أي :أعطى ما أمر بإخراجه ،واتقى هللا في أموره.
(وصدق بالحسنى) :أي :صدق بكالم هللا ورسوله والتوحيد والجزاء يوم الدين.
(فسنيسره لليسرى) :في أموره كلها ،في أمور الدين والدنيا.
(وأما من بخل واستغنى) :فلم يعط ما أمر بإعطائه ،واستغنى عن هللا.
(وكذب بالحسنى) :أي :بالجزاء يوم الدين ،وكل ما سبق.
(فسنيسره للعسرى) :أي :لطريق الشر والحالة العسرة.
«من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ،ومن جزاء السيئة السيئة بعدها».
(وما يغني عنه ماله إذا تردى) :أي :ال يغني عنه ماله الذي أطغاه وبخل واستغنى به ،إذا هلك ومات.
(إن علينا للهدى) :هذا التزام من هللا أن يبين للخلق الهدى ،فيبين لهم الحالل والحرام وغيره من التشريعات.
39
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
أن هللا التزم لعباده بالهدى؛ حتى ال يكون للناس على هللا حجة.
والهدى نوعان:
.1هدى التوفيق ،فهذا ال يقدر عليه إال هللا.
.2هدى إرشاد وداللة ،وهذا يكون من هللا ،ومن الخلق :من الرسل والعلماء.
(وإن لنا لآلخرة واألولى) :هذا تتميم وتنبيه على أن تعهده لعباده بالهدى فضل منه ،وإال فإن اآلخرة ملكه والدنيا ملكه.
تقديم اآلخرة على األولى لفائدتين:
.1معنوية :وذلك ألن اآلخرة أهم من الدنيا ،وألن اآلخرة يظهر فيها ملك هللا تماما ،أما في الدنيا فهناك ملوك يملكون ما
أعطاهم هللا من الملك.
.2لفظية :وهي مراعاة الفواصل ،أي :أواخر اآليات في السورة كلها.
(فأنذرتكم نارا تلظى) :تتوقد وتتوهج وتلتهب من شدة االشتعال.
(ال يصالها إال األشقى) :فال يحترق بنارها إال الشقي.
(الذي كذب وتولى) :أي :كذب بالدين بقلبه ،وتولى عن العمل بجوارحه.
(وسيجنبها األتقى) :وسيزحزح عن النار التقي.
(الذي يؤتي ماله يتزكى) :أي :يصرف ماله في طاعة ربه؛ ليزكي نفسه وماله.
(وما ألحد عنده من نعمة تجزى) :أي :إنه ال يعطي المال مكافأة على نعمة سابقة من شخص.
(إال ابتغاء وجه ربه األعلى) :أي :ولكنه يعطي ابتغاء وجه هللا.
(ولسوف يرضى) :أي :وسوف يرضيه هللا بما يعطيه من الثواب الكبير.
ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه اآليات نزلت في أبي بكر ،حتى إن بعضهم حكى إجماع المفسرين على ذلك.
وهذا ال يمنع دخول غير أبي بكر في اآلية لعمومها.
سورة الضحى
سبب النزول:
أبطأ جبريل على رسول هللا ،فقال المشركون :ودع محمد ،فأنزل هللا« :والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما
قلى».
التفسير:
(والضحى) :وهو أول ساعات النهار ،وقيل :النهار كله.
(والليل إذا سجى) :أي :إذا سكن وغطى وأقبل بظالمه.
(ما ودعك ربك وما قلى) :أي :ما تركك يا محمد وال أهملك ربك وما أبغضك ،والقالي :هو المبغض.
(ولآلخرة خير لك من األولى) :أي :ولآلخرة وما أعد هللا لك فيها خير لك من الدنيا وما فيها ،فال تحزن على ما فاتك منها.
(ولسوف يعطيك ربك فترضى) :أي :لسوف يعطيك ربك يا محمد في اآلخرة من فواضل نعمه حتى ترضى ويرضيك في
أمتك.
(ألم يجدك يتيما فآوى) :أي :جعل لك مأوى تاوي إليه ومنزال تنزله.
جاء التعبير بـــ (فآوى) لفائدتين:
.1معنوية :فإنه لو كان التعبير (فآواك) الختص اإليواء بالنبي ،واألمر أوسع من ذلك ،فاهلل آواه وآوى به المؤمنين
فنصرهم وأيدهم ،بل ودافع عنهم.
.2لفظية :وهي مراعاة الفواصل.
(ووجدك ضاال فهدى) :يعني غير عالم ،فهداك للتوحيد والنبوة.
(ووجدك عائال فأغنى) :أي :ووجدك فقيرا ذا عيال فأغناك ،والعيل :هو الفقر.
(فأما اليتيم فال تقهر) :أي :فال تحتقره وال تنقصه ،وال تظلمه فتذهب بحقه.
وهذا في مقابلة قوله« :ألم يجدك يتيما فآوى» أي :إذا كان هللا آواك في يتمك ،فال تقهر اليتيم.
(وأما السائل فال تنهر) :وأما من سألك من أصحاب الحاجة فال تنهره وتغلظ له القول .ويدخل فيه السائل للمال والسائل للعلم.
(وأما بنعمة ربك فحدث) :أي :فحدث فهذه النعم العظيمة الدنيوية واألخروية ،التي امتن هللا بها عليك.
ت ،بحمد هللا
41
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مادة الحديث
الحالل بين والحرام بين
الحديث:
«إن الحالل بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات ال يعلمهن كثير من الناس.»... ،
راوي الحديث:
النعمان بن بشير ،أبو عبد هللا ،الخزرجي ،األنصاري ،أول مولود ولد في األنصار بعد الهجرة ،خاله عبد هللا بن رواحة ،ولي
القضاء بدمشق ،توفي عام 65ه.
شرح المفردات:
(وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه) :أي مدهما إليهما ليأخذهما؛ إشارة إلى تيقنه من السماع.
(فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه) :أي :برأ دينه من النقص؛ ففي رواية« :فمن ترك ما شبه عليه من اإلثم كان لما
استبان أترك» ،وصان عرضه عن كالم الناس.
تبرئة العرض أمر مطلوب شرعا.
(كالراعي يرعى حول الحمى ،يوشك أن يرتع فيه) :أي :كالراعي يرعى دوابه حول األرض المحمية الخضراء كثيرة العشب،
يوشك أن ترعى فيها ،والحمى :هي األرض التي يمنع الناس من الصيد والرعي فيها.
(أال وإن في الجسد مضغة ..أال وهي القلب) :المضغة :هي القطعة من اللحم.
وسمي القلب بذلك؛ لسرعة تقلبه.
فوائد الحديث:
هذا الحديث أصل لقاعدة شرعية مهمة ،وهي :سد الذرائع إلى المحرمات ،وإغالق كل باب يوصل إليها.
أن األمور من حيث الحل والحرمة تنقسم إلى ثالثة أقسام ،وهي:
.1حالل بين.
.2حرام بين.
.3أمورمشتبهة.
وهذا األخير اكتسب الشبه من الحالل والحرام؛ لذلك خفي أمره على كثير من الناس ،والتبس عليهم حكمه.
وال بد من وجود ما يدل على أنها شبهة ،وإال كان ذلك وسواسا.
وجود هذه المشتبهات ال ينافي ما تقرر في النصوص من وضوح الدين؛ وذلك ألن االشتباه ليس من ناحية النص ولكن
من ناحية من ينظر في النص.
أن ت لك المشتبهات واضحة عند بعض العلماء ،وخافية على غيرهم؛ لذا أمر هللا بسؤال أهل العلم؛ ألن خفاء الحكم ال
يمكن أن يعم جميعهم.
وجوب العناية بالقلب أكثر من العناية بعمل الجوارح ،وال صالح للقلوب حتى تستقر فيها معرفة هللا ،وهذا هو حقيقة
التوحيد ،أن يقصد هللا وحده ،وينصرف عما سواه.
راوي الحديث:
أبو هريرة ،عبد الرحمن بن صخر الدوسي ،راوية اإلسالم ،لزم النبي ،فروى عنه أكثر من خمسة آالف حديث ،واله أمير
المؤمنين عمر البحرين ،ثم عزله ،وولي المدينة سنوات في خالفة بني أمية ،توفي عام 55ه.
41
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
شرح المفردات:
(ما نهيتكم عنه) :النهي :طلب الكف على وجه االستعالء.
(فاجتنبوه) :أي :ابتعدوا عنه ،فكونوا في جانب وهو في جانب آخر.
(وما أمرتكم به) :األمر :طلب الفعل على وجه االستعالء.
(فأتوا منه ما استطعتم) :أي :افعلوا منه ما قدرتم عليه.
(فإنما أهلك الذين من قبلكم) :يشمل اليهود والنصارى وغيرهم ،والمتبادر أنهم اليهود والنصارى.
(كثرة مسائلهم) :أي :أسئلتهم.
(واختالفهم على أنبيائهم) :أي :عدم الطاعة واالنقياد ألنبيائهم.
فوائد الحديث:
بيان الفرق بين المنهيات والمأمورات :أن المنهيات قال فيها( :فاجتنبوه) ولم يقل( :ما استطعتم)؛ ووجهه :أن النهي
كف ،وكل شخص يستطيع الكف ،وهو أهون من الفعل ،وأما األمر فعل ،قد يستطيعه الشخص وقد ال يستطيعه؛ ولهذا
قال فيه( :فأتوا منه ما استطعتم) ،فإذا لم يقدر على فعل األمر كله فليفعل ما استطاع.
أن المنهي عنه يشمل القليل والكثير؛ ألنه ال يتأتى اجتنابه إال باجتناب قليله وكثيره.
ينقسم النهي في داللة النصوص الشرعية إلى قسمين:
.1نهي تحريم :وهو كل ما نهى الشرع عن فعله على سبيل اإللزام ،وهذا يعاقب المكلف على فعله ،ويثاب على تركه
امتثاال للشرع.
.2نهي كراهة :وهو كل ما نهى الشرع عن فعله على سبيل التنزيه ،وهذا ال يعاقب على فعله ،ويثاب على تركه امتثاال
للشرع.
ينقسم األمر في داللة النصوص الشرعية إلى قسمين:
.1أمر إيجاب :وهو كل ما أمر به الشرع على سبيل اإللزام ،ويثاب فاعله ،ويعاقب تاركه.
.2أمر استحباب :وهو كل ما أمر به الشرع على سبيل الندب ،ويثاب فاعله ،وال يعاقب تاركه.
األصل في النهي التحريم ،وفي األمر الوجوب ،إال إذا دلت قرينة تصرفهما عن ذلك.
السؤال عن أمور الدين نوعان:
.1سؤال محمود :وهو سؤال الشخص عما يحتاجه.
.2سؤال مذموم ،ومنه:
السؤال عما أخفاه هللا عن عباده واستأثر بعلمه.
السؤال على سبيل العبث والتعنت واالستهزاء.
السؤال عن المسائل النادرة الوقوع ،التي ال طائل من وقوعها.
سؤال العلماء عن األغاليط تحريا لزالتهم.
راوي الحديث:
عبد هللا بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ،حبر األمة وترجمان القرآن ،أسلم صغيرا ،والزم النبي ،وكف بصره في آخر
عمره ،كان يجلس للعلم ،توفي بالطائف عام 66ه.
شرح المفردات:
(احفظ هللا) :أي :احفظ حدود هللا ،وحقوقه ،وأوامره ،ونواهيه ،بالوقوف عند أوامره باالمتثال ،وعند نواهيه باالجتناب ،وعند
حدوده فال يتجاوز ما أمر به.
(يحفظك) :يقيك من الشرور في أمر الدنيا واآلخرة.
هذه المقابلة في قوله« :احفظ هللا يحفظك» نظير المقابلة في قوله تعالى« :فاذكروني أذكركم» وقوله« :إن تنصروا هللا
ينصركم».
42
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
(تجده تجاهك) :أي :تجده أمامك ،يدلك على كل خير ،ويقربك إليه ،ويهديك إليه ،ويذود عنك كل شر.
(رفعت األقالم وجفت الصحف) :أي :أن ما كتبه هللا قد انتهى ،وال تبديل لكلمات هللا.
فوائد الحديث:
من أضاع دين هللا فإن هللا يضيعه« ،وال تكونوا كالذين نسوا هللا فأنساهم أنفسهم».
حفظ هللا للعبد نوعان:
.1حفظ له في مصالح دنياه.
.2حفظ له في دينه وإيمانه.
من علم أنه ال يمنع وال يضر غير هللا ،أوجب ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والدعاء واالستعانة.
أن كل مكتوب مفروغ منه« ،كتب هللا مقادير الخالئق قبل أن يخلق السماوات واألرض بخمسين ألف سنة».
راوي الحديث:
أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ،رابع من دخل في اإلسالم وقيل :الخامس ،قدم على رسول هللا وهو بمكة فأسلم ،ثم رجع إلى
قومه ،توفي في الربذة عام 32ه ،وصلى عليه عبد هللا بن مسعود في النفر الذين شهدوا موته.
شرح المفردات:
(اتق هللا) :أي :اتخذ وقاية من عذاب هللا ،وذلك بفعل أوامره ،واجتناب نواهيه.
(وأتبع السيئة الحسنة تمحها) :أي :إذا فعلت سيئة فأتبعها بحسنة ،فهذه الحسنة تمحو السيئة ،والحسنة :اسم جامع لكل ما يقرب
إلى هللا.
(وخالق الناس بخلق حسن) :الخلق الحسن :كف األذى ،وبذل الندى ،أي :العطاء ،والصبر على األذى ،أي :أذى الغير ،وطالقة
الوجه.
فوائد الحديث:
اختلف العلماء :هل المراد من الحسنة التي تمحو السيئة التوبة وحدها ،أو المراد أي حسنة من عمل صالح ونحوه.
والثاني هو الصواب.
إذا كان إظهار التقوى يحصل به التأسي واالتباع ،فإعالنها أحسن وأفضل ،أما إذا كان ال يحصل به فائدة فاإلسرار
أفضل.
ال يشترط أن ينوي بهذه الحسنة أن تمحو السيئة التي فعل ،ومجرد فعل الحسنات يذهب السيئات ،وهذا من فضله
سبحانه.
اختلف العلماء :هل تكفر األعمال الصالحة الصغائر والكبائر ،أم ال تكفر سوى الصغائر.
فقال بعضهم :تكفر الصغائر والكبائر ،وذهب أكثرهم إلى أنها ال تكفر سوى الصغائر ،أما الكبائر فال بد لها من توبة
خاصة.
راوي الحديث:
سفيان بن عبد هللا بن ربيعة الثقفي ،صحابي ،وفد على النبي ،واستعمله عمر على صدقات الطائف ،روى عن النبي وعن
عمر ،وشهد حنينا.
43
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
شرح المفردات:
(قل آمنت باهلل) :أي :حقق كلمة التوحيد ،وامتنع عن كل ما ينافيها.
(ثم استقم) :أي :على طاعة هللا ،واالستقامة :هي سلوك الصراط المستقيم والدين القيم ،من غير اعوجاج أو ميالن عنه.
قوله« :قل آمنت باهلل ثم استقم» مطابق لقوله تعالى« :فاستقم كما أمرت» ،قيل « :ما نزلت على رسول هللا في جميع
القرآن كانت أشد وال أشق عليه من هذه اآلية»؛ ولذلك قال« :شيبتني هود وأخواتها».
قيل في قوله تعالى« :إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا» :لم يشركوا باهلل شيئا.
فوائد الحديث:
رجاحة عقل الصحابي حيث سأل هذا السؤال الذي فيه النهاية ويستغنى به عن سؤال أي أحد.
أن النبي أعطي جوامع الكلم حيث جمع كل الدين في كلمتين.
ينبغي لإلنسان أن يسأل عن العلم السؤال الجامع المانع؛ حتى ال تشتبه عليه العلوم وتختلط.
االستقامة وصف عام شامل لجميع األعمال ،وهي واجبة وليست نفال.
راوي الحديث:
سعد بن هشام ،تابعي جليل القدر.
شرح المفردات:
خلق رسول هللا :أي :أخالقه وشمائله.
(فإن خلق نبي هللا صلى هللا عليه وسلم كان القرآن) :أي :بالعمل به ،والوقوف عند حدوده ،والتأدب بآدابه ،واالعتبار بأمثاله
وقصصه ،وتدبره وحسن تالوته.
«معنى هذا أنه صار امتثال القرآن -أمرا ونهيا -سجية له ،وترك طبعه الجبلي ...،هذا مع ما جبله هللا عليه من الخلق العظيم».
فوائد الحديث:
فيه إرشاد إلى التحلي بحسن الخلق ،وحسن الخلق يكون مع هللا ومع عباد هللا:
oفحسن الخلق مع هللا يكون بالرضا بحكمه شرعا وقدرا.
oوحسن الخلق مع عباد هللا يكون بكف األذى ،وبذل الندى ،وطالقة الوجه.
شرح المفردات:
(كتب) :أي :قدر وقوعها ،وكتب ثوابها وعقابها.
أن الحسنات والسيئات الواقعة قد فرغ منها وكتبت واستقرت.
(هم) :يقال :هم الرجل باألمر ،إذا عزم على القيام به ،فالمراد بالهم العزم ،ال مجرد حديث النفس.
(فلم يعملها) :أي :الحسنة لعائق حال بينه وبين فعلها ،أو السيئة خوفا من هللا.
(ضعف) :أي :مثل.
44
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
فوائد الحديث:
مضاعفة الحسنات تكون باعتبار:
oالزمان :كثواب العمل الصالح في العشر األول من ذي الحجة.
oالمكان :كثواب الصالة في المسجد الحرام.
oنوع العمل :فالفرض أفضل من النفل والتطوع.
oالعامل :كفضل الصحابة على من بعدهم.
وتفاضل العمل يكون باإلخالص هلل ،والمتابعة لرسوله.
الهم بسيئة بمكة يوجب العقاب ،ولو هم بها وهو خارجها« ،ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم».
السيئات منها الصغائر ومنها الكبائر ،والحسنات منها واجبات ومنها تطوعات ،ولكل منهما الحكم والثواب المناسب.
إذا نوى الشر ،وعمل العمل الذي يوصل إليه ،ولكنه عجز عنه ،فإنه يكتب عليه إثم الفاعل« ،إذا التقى المسلمان
بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل :يا رسول هللا هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال« :إنه كان حريصا على قتل
صاحبه».
راوي الحديث:
حكيم بن حزام بن خويلد القرشي ،ولد في جوف الكعبة ،وعاش مائة وعشرين سنة ،ستين في الجاهلية ،وستين في اإلسالم،
مات عام 45ه.
شرح المفردات:
(يستعفف) :أي :يمتنع عن السؤال ،ويكف عن الحرام.
(يعفه هللا) :أي :يجازيه على استعفافه ،بصيانة وجهه ودفع فاقته ،وقيل :إما يرزقه من المال ما يستغني به عن السؤال ،أو
يرزقه القناعة.
(يستغن) :أي :يظهر الغنى.
(يغنه هللا) :أي :يجعله غنيا ،أي :بالقلب.
« يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم ال يسألون الناس إلحافا».
(يتصبر) :أي :يتكلف الصبر ويتحمل مرارته ،والصبر :هو حبس النفس عن كل ما يكرهه هللا وال يحبه ،من اعتقاد أو قول أو
عمل.
(يصبره هللا) :أي :يقويه ويمكنه من نفسه ،حتى تنقاد له.
فوائد الحديث:
ال يجوز سؤال الناس إال لحاجة ماسة على قدر الكفاية ،عند العجز عن السعي.
األخالق الكريمة يمكن اكتسابها والوصول إليها عن طريق التعود عليها.
راوي الحديث:
أبو مسعود عقبة بن عمرو األنصاري البدري ،سمي بدريا ألنه نزل ماء ببدر أو سكنها ،شهد البيعة الثانية ،استخلفه علي على
الكوفة ،توفي عام 41ه.
45
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
شرح المفردات:
(أدرك الناس) :أي :بلغهم وعلموه.
(كالم النبوة األولى) :أي :من شرائع األنبياء التي لم تنسخ التفاق العقول عليه.
(إذا لم تستح) :الحياء لغة :الحشمة ،واصطالحا :خلق يحمل على إتيان الحميد وترك القبيح.
وللجملة معنيان:
.1إذا لم يكن عندك حياء «فاصنع ما شئت» ،فيكون األمر للتهديد ،أي :افعل ما بدا لك فإنك ستعاقب عليه.
.2إذا كان ما تفعله ليس مما يستحيا منه «فاصنع ما شئت» ،فيكون األمر لإلباحة ،أي :لك أن تفعل ما ال يعاب وال يذم.
فوائد الحديث:
أن اآلثار عن األمم السابقة قد تبقى إلى هذه األمة ،فتنقل إما عن طريق القرآن ،أو السنة ،أو يكون مما تناقله الناس.
وما يؤثر عن النبوة األولى ينقسم إلى ثالثة أقسام:
.1ما شهد شرعنا بصحته ،فهو صحيح مقبول.
.2ما شهد شرعنا ببطالنه ،فهو باطل مردود.
.3ما لم يرد شرعنا بتأييده وال تفنيده ،فهذا يتوقف فيه ،وهذا هو العدل.
الحياء قسمان:
.1منه ما يتعلق بحق هللا :فتستحي منه أن يراك حيث نهاك ،وأن يفقدك حيث أمرك.
.2منه ما يتعلق بحق المخلوق :فتكف عن كل ما يخالف المروءة واألخالق.
الحياء خلق محمود كله ،وأما ما منع من فعل الواجب أو أوقع فيما يحرم فإنه ليس من الحياء ،وإنما يسمى خجال.
شرح المفردات:
(من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر) :جملة شرطية.
(فليكرم جاره) :أي :جاره في البيت ،والظاهر أنه يشمل حتى جاره في العمل ،لكن هو في جار البيت أظهر.
فوائد الحديث:
الخير في القول نوعان:
.1خير في المقال نفسه :كأن يذكر هللا ،ويقرأ القرآن ،ويعلم العلم…
.2خير في المراد به :كأن يقول قوال مباحا ليس خيرا في نفسه بل لما يترتب عليه ،كأن يدخل السرور على جلسائه...
السكوت دائما ليس بواجب ،فالمقال ثالثة أقسام:
.1خير :وهو المطلوب.
.2شر :وهو المحرم.
.3لغو :وهو ما ليس فيه خير وال شر ،واألفضل السكوت عنه.
الجيران ثالثة:
.1جار مسلم ذو قربى :وله حق الجوار ،وحق اإلسالم ،وحق القرابة.
.2جار مسلم ليس بذي قربى :وله حق الجوار ،وحق اإلسالم.
.3جار غير مسلم وال بذي قربى :وله حق الجوار.
وأولى الجيران باإلحسان من يكون أقربهم بابا ،وإكرام الجار مطلق يرجع فيه إلى العرف.
« إن للضيف حقا على من نزل به ،وهو ثالث مراتب :حق واجب ،وتمام مستحب ،وصدقة من الصدقات»« ،من كان
يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم ضيفه جائزته» قيل :وما جائزته يا رسول هللا؟ قال« :يوم وليلة ،والضيافة ثالثة أيام،
فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه».
46
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
والضيف الذي يجب إكرامه ،وله حق على المضيف ،هو :الضيف المسافر ،القادم من بلد آخر.
راوي الحديث:
عبد هللا بن مسعود الهذلي ،هاجر إلى الحبشة الهجرتين ،شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول هللا ،وكان أقرب الناس إليه
هديا وسمتا ،أخذ من فيه سبعين سورة ال ينازعه فيها أحد ،بعثه عمر إلى أهل الكوفة ليعلمهم أمور دينهم ،توفي عام 32ه.
شرح المفردات:
(مثقال ذرة) :أي :زنة ذرة ،والذرة في المشهور :صغار النمل ،وقيل« :إذا وضعت يدك في التراب ثم رفعتها ،فكل واحدة مما
لزق من التراب ذرة».
ومن الخطأ تفسير الذرة التي جاءت في القرآن والسنة بالذرة في اصطالح الكيميائيين؛ فهذا اصطالح معاصر ليس
معروفا في كالم العرب الذي نزل به القرآن وجاءت به السنة.
(من كبر) :الكبر في اللغة :العظمة والتجبر ،وفي الشرع« :بطر الحق ،وغمط الناس».
والتواضع :خفض الجناح ،ولين الجانب.
(يحب الجمال) :أي :يحب التجمل.
(بطر الحق) :أي :رده ،وعدم قبوله ،والنظر إليه بعين االستصغار.
(غمط الناس) :أي :ازدراؤهم واحتقارهم.
فوائد الحديث:
أن هللا جميل ،جميل بذاته وبأفعاله وبصفاته ،وكذلك يحب التجمل ،وكلما كان اإلنسان متجمال كان ذلك أحب إلى هللا،
إذا كان هذا التجمل مما يسعه ،إنه يحب الجمال الظاهري والباطني.
الكبر ثالثة أنواع:
.1الكبر على هللا :بأن يمتنع عن اإليمان به كبرا وعجبا وفخرا.
.2الكبر على رسول هللا :بأن يمتنع عن االنقياد له تكبرا وجهال وعنادا.
.3الكبر على الخلق :وهو احتقارهم واستعظام النفس عليهم.
الكبر ليس لإلنسان وال ينبغي له؛ ألنه صفة من صفات الربوبية ،قال النبي« :قال هللا :الكبرياء ردائي ،والعظمة
إزاري ،فمن نازعني واحدا منهما قذفته النار».
أتدرون ما الفيبة
الحديث:
«أتدرون ما الغيبة؟» قالوا :هللا ورسوله أعلم ،قال« :ذكرك أخاك بما يكره» قيل :أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ،قال« :إن
كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه فقد بهته».
شرح المفردات:
(ذكرك أخاك بما يكره) :في قوله« :أخاك» حث للمغتاب أن يمتنع عن غيبته ،وفي قوله« :بما يكره» ما يشعر بأنه إذا كان ال
يكره ما يعاب به فإنه ال يكون غيبة.
(اغتبته) :الغيبة لغة :من الغيب ،وهو كل من غاب عنك ،واصطالحا :ذكر اإلنسان في غيبته بما يكره ،فإن كان في حضوره
فهو سب.
وسميت بذلك لغياب المذكور حين ذكره اآلخرون.
47
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
(بهته) :أي :قلت فيه البهتان ،وهو الباطل ،وأصل البهتان أن يقال له الباطل في وجهه.
فوائد الحديث:
الغيبة محرمة باإلجماع ،وهي من كبائر الذنوب ،وال يستثنى من ذلك إال ما رجحت مصلحته ،كما في الجرح
والتعديل والنصيحة.
الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره في دينه أو خلقه أو خليقته.
أن الغيبة تختلف مراتبها باختالف ما ينتج عنها ،فغيبة العلماء أشد من غيرهم؛ ألن الناس إذا خف ميزان العالم عندهم
لم يقبلوا منه شيئا.
« من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع هللا عورته ومن تتبع هللا عورته يفضحه ولو في جوف رحله».
أن غير المسلم تجوز غيبته.
شرح المفردات:
(ال حسد) :الحسد في اللغة :تمني الحاسد زوال نعمة المحسود ،وهو في الشرع أعم منه في اللغة ،والمراد به هنا :حسد الغبطة،
وهو :أن يرى النعمة في غيره فيتمناها لنفسه ،دون تمني زوالها عن صاحبها.
(فسلط على هلكته في الحق) :أي :تغلب على شح نفسه ،وأنفقه في وجوه الخير ،وقوله( :هلكته) يدل على أنه ال يبقي منه شيئا،
وقوله( :في الحق) ليرفع عنه أن يكون المراد اإلسراف المذموم.
(الحكمة) :أي :العلم الذي يمنع من الجهل ،ويزجر عن القبيح.
فوائد الحديث:
مراتب الحسد أربعة:
.1تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ،ولو لم تنتقل للحاسد.
.2تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ،وحصول الحاسد عليها.
.3تمني حصوله على مثل النعمة عند المنعم عليه ،حتى ال يحصل التفاوت بينهما ،فإذا لم يستطع الحصول عليها تمنى
زوالها عنه.
.4تمني حصوله على مثل النعمة عند المنعم عليه ،من غير أن تزول عنه.
واألول محرم وهو من كبائر الذنوب ،واألخير جائز محمود.
الحسد منفي شرعا ،واستعمل لفظ الحسد في الحديث تجوزا.
شرح المفردات:
(أجدر) :أي :أحق.
(تزدروا) :أي :تحتقروا.
مصداقه قوله تعالى« :وال تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير
وأبقى».
فوائد الحديث:
فيه إرشاد العبد إلى ما يشكر به النعمة.
48
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
من وفق لالهتداء بهذا الهدي لم يزل شكره في زيادة ،ومن عكس األمر فإنه ال بد أن يزدري نعمة هللا عليه.
فيه دواء من الحسد ونحوه.
شرح المفردات:
(رأى سعد أن له فضال على من دونه) :أي :شجاعة وكرما وسخاوة ،ليس كبرا وال غرورا وال عجبا.
وهو سعد بن أبي وقاص؛ أحد العشرة المبشرين بالجنة ،وسادس من أسلم من المسلمين ،وأول من رمى بسهم في
سبيل هللا ،وهو من قال له النبي في غزوة أحد«:يا سعد ارم ،فداك أبي وأمي» ،وأحد الستة أصحاب الشورى.
(هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم؟!) :أي :بدعائهم وصالتهم وإخالصهم.
واالستفهام للتقرير والتوبيخ ،أي :ليس النصر والرزق إال ببركة دعائهم.
وقد استدل به البعض على استحباب إخراج الشيوخ والصبيان في صالة االستسقاء.
فوائد الحديث:
أنه ال ينبغي لألقوياء القادرين أن يستهينوا بالضعفاء العاجزين.
أن األسباب التي تحصل بها المقاصد نوعان:
.1أسباب حسية :وهي القوة والشجاعة والغنى والقدرة.
وهذا النوع هو الذي يغلب على قلوب الخلق ،ويعلقون عليه النصر والرزق.
أسباب معنوية :وهي التوكل على هللا والثقة به والتوجه إليه والطلب منه. .2
وهذا النوع أقوى عند الضعفاء العاجزين؛ الذين ألجأتهم الضرورة إلى أن يتيقنوا أن نصرهم ورزقهم من عند هللا.
أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخالصا وأكثر خشوعا؛ لخالء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها.
راوي الحديث:
أبو موسى األشعري ،عبد هللا بن قيس ،قدم مكة قبل الهجرة ،فأسلم ثم هاجر إلى الحبشة ،ثم قدم المدينة مع أصحاب السفينتين
بعد فتح خيبر ،واله النبي على زبيد وعدن ،وواله عمر على البصرة ،وواله عثمان على الكوفة ،توفي 44ه.
شرح المفردات:
(المؤمن للمؤمن كالبنيان) :أي :حال المؤمن في تعاونه مع المؤمن كالبنيان في التماسك والتالحم.
(وشبك بين أصابعه) :زيادة في اإليضاح والبيان ،وتشبيه للمعقول بالمحسوس.
فوائد الحديث:
فيه إشارة إلى تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض ،وحثهم على التراحم ،ووجوب التناصر والتعاون بينهم.
أن قوة األمة اإلسالمية تتوقف على وحدتها« ،إن هللا يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص».
أن األخوة مدارها اإليمان ،وليس في نصوص الشرع ما يدعو إلى االلتفاف حول شعار القومية العربية ،بل هي فكرة
جاهلية« ،إن هللا قد أذهب عنكم عبية الجاهلية -أي :الكبر والفخر -وفخرها باآلباء ،إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي،
الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب».
49
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ال يؤمن أحدك،
الحديث:
«ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه».
راوي الحديث:
أنس بن مالك بن النضر األنصاري ،خادم رسول هللا ،خدمه إلى ان قبض،ثم رحل إلى دمشق ،ومنها إلى البصرة ،فمات بها،
وهو آخر من مات بالصحابة بالبصرة ،عام 53ه.
شرح المفردات:
(ال يؤمن أحدكم) :اإليمان الكامل ،وإال فأصل اإليمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة.
(ما يحب لنفسه) :من فعال الخير ،قوال وعمال واعتقادا.
«معناه :أنه ال يتم إيمان أحد اإليمان التام الكامل ،حتى يضم إلى إسالمه سالمة الناس منه ،وإرادة الخير لهم ،والنصح
لجميعهم».
فوائد الحديث:
نفي اإليمان عمن ال يحب ألخيه ما يحب لنفسه يدل على وجوب ذلك؛ إذ ال ينفى اإليمان إال لفوات واجب فيه أو وجود
ما ينافيه.
ال يقدر على تلك الخصلة إال من رزق سالمة الصدر ،وكان قلبه خاليا من الغل والغش والحسد ،ففيه الدعوة إلى
سالمة الصدر.
شرح المفردات:
(تلك عاجل بشرى المؤمن) :أي :عاجل بشرى المؤمن أن يعمل العمل الصالح ،مخلصا هلل ،فيطلع الناس عليه ،فيثنون عليه،
فيسره ذلك ،ويستبشر به خيرا.
فوائد الحديث:
أن هللا إذا تقبل العمل أوقع في القلوب قبول العامل ومدحه ،فيكون ذلك مبشرا بالقبول.
أن المؤمن يبشر في الدنيا بعمله الصالح من عدة وجوه:
oأن يشرح هللا صدره للعمل الصالح.
oأن يثني الصالحون عليه خيرا.
oأن ترى له المرائي الحسنة في المنام.
أن المؤمن يبشر في اآلخرة ،وهي البشارة العظمى ،وأول مراتبها عند الموت.
شرح المفردات:
(سددوا) :السداد :الصواب ،أي :اقصدوا الصواب ،وأصله من تسديد السهم.
والتسديد في األمور هو القصد والعدل ما بين اإلفراط والتفريط.
51
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
(وقاربوا) :أي :ال تجهدوا أنفسكم بالعبادة؛ لئال يفضي بكم ذلك إلى المالل ،فتتركوا العمل فتفرطوا.
(وأبشروا) :أي :إذا قمتم بما أمرتم به ،فأبشروا بالثواب.
(فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله) :أي :إن دخول الجنة ال يحصل للعبد بمجرد العمل ،بل بفضل هللا وإحسانه.
(يتغمدني هللا منه برحمة) :أي :يلبسنيها ويغمدني بها ،ومنه قولهم :أغمدت السيف ،إذا جعلته في غمده.
فوائد الحديث:
هذا الحديث ونحوه فيه داللة أنه ال يستحق أحد الجنة بعمله ،وأما قوله تعالى« :ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون» فإنه ال
يعارض هذه األحاديث ،بل معناها أن دخول الجنة بسبب األعمال ،والتوفيق لها والهداية لإلخالص فيها وقبولها
برحمة هللا وفضله.
فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل ،كما يصح أنه دخل بسبب العمل ،فتكون الباء في الحديث للعوض والباء في اآلية
للسببية.
شرح المفردات:
(ال يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) :المراد :المؤمن الممدوح الكامل ،الذي أوقفته معرفته وتجربته على غوامض األمور
حتى صار يحذر مما سيقع ،وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارا.
وقيل :الحديث لفظه خبر ومعناه أمر ،أي :ليكن المؤمن حازما حذرا ،ال يؤتى من ناحية الغفلة ،فيخدع مرة بعد أخرى.
هذا مثل ضربه النبي لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته.
وسبب الحديث :أن النبي أسر أبا عزة الشاعر يوم بدر ،فمن عليه ،وعاهده أال يحرض عليه وال يهجوه ،وأطلقه فلحق بقومه،
ثم رجع إلى التحريض والهجاء ،ثم أسره يوم أحد ،فسأله المن ،فقال النبي« :ال يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين» ،وقال له:
«وهللا ال تمسح عارضيك بمكة وتقول سخرت بمحمد مرتين» ،ثم أم به فقتل.
فوائد الحديث:
أن هذا التيقظ كما هو مطلوب في أمر الدنيا ،فكذا هو مطلوب في أمر اآلخرة ،فالمؤمن إذا أذنب ينبغي أن يتألم قلبه
كاللديغ وال يعود ،وهذا من جوامع كلم النبي« ،يعظكم هللا أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين».
51
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مادة التيرة النبوية
تيامل النبي مع أزواج
كان للنبي إحدى عشرة زوجة ،وهن:
خديجة بنت خويلد.
سودة بنت زمعة العامرية.
عائشة بنت أبي بكر.
حفصة بنت عمر.
زينب بنت خزيمة الهاللية.
أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية.
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان األموية.
جويرية بنت الحارث المصطلقية.
ميمونة بنت الحارث الهاللية.
صفية بنت حيي بن أخطب النضيرية.
زينب بنت جحش األسدية.
وقد مات عن تسع منهن ،وماتت خديخة بنت خويلد ،وزينب بنت خزيمة قبله.
قال النبي« :خيركم خيركم ألهله ،وأنا خيركم ألهلي» ،وقال« :أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ،وخياركم خياركم لنسائهم
خلقا».
خدمة أهله:
سئلت عائشة :ما كان النبي يصنع في بيته؟ قالت« :كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصالة خرج إليها».
في مهنة أهله :أي :في خدمة أهله.
وقالت« :يخيط ثوبه ،ويخصف نعله ،ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم».
وقالت« :ما كان إال بشرا من البشر :يفلي ثوبه ،ويحلب شاته ،ويخدم نفسه ،ويخيط ثوبه ،ويخصف نعله ،ويرقع دلوه».
يفلي ثوبه :أي :ينظر هل فيه وسخ.
الحرص على مؤانستهم:
عن عائشة قالت« :قل يوم إال وهو يطوف علينا جميعا ،فيدنو من كل امرأة من غير مسيس ،حتى يبلغ إلى التي هو يومها
فيبيت عندها».
يجوز للرجل الدخول على من لم يكن في يومها من نسائه ،والتأنيس لها واللمس والتقبيل.
الوفاء وحفظ العهد:
عن عائشة قالت« :ما غرت على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة ،وما رأيتها ولكن كان النبي يكثر ذكرها ،وربما
ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ،ثم يبعثها في صدائق خديجة ،فربما قلت له :كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إال خديجة ،فيقول :إنها
كانت ،وكانت ،وكان لي منها ولد».
ولم يتزوج النبي في حياتها غيرها ،مع أنه عاش معها خمسة وعشرين عاما.
التصريح للزوجة بالحب:
سئل رسول هللا :أي الناس أحب إليك؟ قال« :عائشة».
تقبيل الزوجة:
عن عائشة أن النبي قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصالة ولم يتوضأ.
وعنها قالت« :كان النبي يقبل ويباشر ،وهو صائم ،وكان أملككم إلربه».
إربه :أي :حاجته.
مالطفة الحائض:
عن عائشة قالت« :كنت أشرب وأنا حائض ،ثم أناوله النبي ،فيضع فاه على موضع في ،فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض،
ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع في».
العرق :العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم.
وعنها قالت« :كان النبي يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن».
52
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
بل كان النبي يضطجع مع الحائض من زوجاته في لحاف واحد.
وأما قوله تعالى« :فاعتزلوا النساء في المحيض» ،فالمراد :اعتزلوا وطأهن.
االغتسال مع الزوجة في إناء واحد:
عن عائشة قالت« :كنت أغتسل أنا ورسول هللا من إناء واحد بيني وبينه ،فيبادرني وأبادره ،حتى يقول :دعي لي ،وأقول أنا:
دع لي».
عدم ضرب الزوجة:
عن عائشة قالت« :ما ضرب رسول هللا شيئا قط بيده وال امرأة وال خادما إال أن يجاهد في سبيل هللا».
قال النبي« :ال تضربوا إماء هللا».
وقال« :استوصوا بالنساء خيرا ،فإنهن خلقن من ضلع ،وإن أعوج شيء في الضلع أعاله ،فإنذهبت تقيمه كسرته ،وإن تركته لم
يزل أعوج ،فاستوصوا بالنساء خيرا».
مراعاة مشاعر الزوجة:
عن عائشة قالت« :قال لي رسول هللا :إني ألعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت علي غضبى ،فقلت :من أين تعرف ذلك؟
فقال :أما إذا كنت عني راضية ،فإنك تقولين :ال ورب محمد ،وإذا كنت علي غضبى ،قلت :ال ورب إبراهيم ،قلت :أجل وهللا يا
رسول هللا ،ما أهجر إال اسمك».
الشفقة على الزوجة:
كان النبي يعوذ بعض أهله ،يمسح بيده اليمنى ،ويقول« :اللهم رب الناس ،أذهب البأس ،اشفه وأنت الشافي ،ال شفاء إال
شفاؤك ،شفاء ال يغادر سقما».
ومواساته لصفية حينما برك بعيرها ،وجعلت تبكي ،فأخبر رسول هللا بذلك ،فجعل يمسح دموعها بيديه.
اللين مع الزوجة:
قال جابر« :وكان رسول هللا رجال سهال ،إذا هويت الشيء -يعني :عائشة -تابعها عليه».
وعظ الزوجة وحثها على الطاعة:
عن عائشة قالت« :كان رسول هللا يصلي من الليل ،فإذا أوتر ،قال :قومي فأوتري يا عائشة».
وعنها أنه قال لها« :يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة ،فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان».
وعنها أنهم ذبحوا شاة ،فقال النبي :ما بقي منها؟ قالت :ما بقي منها إال كتفها ،قال :كلها قد بقي إال كتفها.
ما بقي منها إال كتفها :أي أنهم تصدقوا بالشاة ولم يبق منها إال الكتف.
كلها قد بقي إال كتفها :أي :ما تصدقت به فهو باق ،وما بقي عندك فهو غير باق.
نهي الزوجة عن المنكر:
عن عائشة قالت« :دخل علي النبي ،وفي البيت قرام فيه صور ،فتلون وجهه ،ثم تناول الستر فهتكه ،وقال :إن من أشد الناس
عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور».
القرام :هو الستر.
وقالت« :قلت للنبي :حسبك من صفية كذا وكذا -تعني قصيرة ،-فقال :لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته».
وقالت« :وحكيت له إنسانا ،فقال :ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا».
وحكيت له إنسانا :أي :فعلت مثل فعله تنقيصا له.
إحسان الظن بالزوجة:
عن جابر قال« :نهى رسول هللا أن يطرق الرجل أهله ليال يتخونهم أو يلتمس عثراتهم».
يتخونهم :أي :يظن خيانتهم.
تعامله مع المشاكل التي وقعت في بيته:
oحادثة اإلفك:
تروى رسول هللا ولم يتعجل :فقد مضى على حادثة اإلفك شهر كامل ،وهو لم يفاتح عائشة في الموضوع.
غير أسلوبه في التعامل مع زوجته :فلم يعد يجلس عندها ،ولم تعد ترى منه اللطف الذي كانت تراه منه قبل ذلك.
أخذ يتحرى ويسال بسرية تامة عن أخالق عائشة وسلوكها.
احتمل ما صدر منها على سبيل الغضب بعد ظهور براءتها.
« براءة عائشة من اإلفك هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ،فلو تشكك فيها إنسان صار كافرا مرتدا بإجماع».
oمطالبة نسائه بزيادة النفقة:
53
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
غضب النبي ،وحلف أن يعتزلهن شهرا كامال ،حتى نزل قوله تعالى« :يا أيها النبي قل ألزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا
وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميال * وإن كنتن تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة فإن هللا أعد للمحسنات منكن
أجرا عظيما».
فبدأ بعائشة فخيرها ،فاختارت هللا ورسوله والدار اآلخرة ،ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة.
مع أحفاده:
كان للنبي ثمانية أحفاد ،وهم:
الحسن بن علي ،وكان أشبه الناس بالنبي.
الحسين بن علي.
محسن بن علي ،توفي صغيرا.
زينب بنت علي.
أم كلثوم بنت علي ،ولدت قبل وفاة النبي.
عبد هللا بن عثمان بن عفان ،ابن رقية.
أمامة بنت أبي العاص.
علي بن أبي العاص ،توفي وقد ناهز الحلم.
54
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
oالعقيقة :وهي الذبيحة التي تذبح للمولود في اليوم السابع بعد والدته ،وتكون عن الغالم شاتان ،وعن الجارية
شاة.
oالتسمية :كان يسمي مولوده يوم والدته أو في اليوم السابع ،وكان يختار لهم األسماء الحسنة.
oحلق رأس الصبي والتصدق بوزنه فضة.
اصطحابهم إلى المسجد ،وحمل بعضهم أثناء الصالة::
قال أبو بكرة« :رأيت رسول هللا على المنبر ،والحسن بن علي إلى جنبه ،وهو يقبل على الناس مرة ،وعليه أخرى ،ويقول :إن
ابني هذا سيد ،ولعل هللا أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
عن أبي قتادة قال« :رأيت النبي يؤم الناس ،وأمامة بنت أبي العاص -وهي ابنة زينب بنت النبي -على عاتقه ،فإذا ركع
وضعها ،وإذا رفع من السجود أعادها».
تربيتهم منذ الصغر على ترك المحرمات:
عن أبي هريرة قال« :أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة ،فجعلها في فيه ،فقال النبي :كخ كخ؛ ليطرحها ،ثم قال :أما
شعرت أنا ال نأكل الصدقة».
55
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
عن أنس قال« :كان رسول هللا من أحسن الناس خلقا ،فأرسلني يوما لحاجة ،فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في
السوق ،فإذا رسول هللا قد قبض بقفاي من ورائي ،فنظرت إليه وهو يضحك ،فقال :يا أنيس! أذهبت حيث أمرتك ،قلت :نعم ،أنا
أذهب يا رسول هللا».
التسامح معهم:
عن أنس قال« :فخدمته في الحضر والسفر عشر سنين ،فما قال لي أف قط ،وما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ،وال
لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا».
الدفاع عنهم رغم التقصير:
عن أنس قال« :خدمت النبي عشر سنين ،فما أمرني بشيء قط فتوانيت فيه أو ضيعته فالمني فيه ،فإن المني أحد من أهله،
قال :دعوه ،فلو قدر أن يكون كان».
56
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
عن عثمان بن اليمان قال« :لما كثرت المهاج رون بالمدينة ولم يكن لهم دار وال مأوى أنزلهم رسول هللا المسجد ،وسماهم
أصحاب الصفة ،فكان يجالسهم ويأنس بهم».
فيه امتثال لقوله تعالى« :واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه وال تعد عيناك عنهم
تريد زينة الحياة الدنيا».
تقديمه حاجتهم على حاجة أهل بيته:
فلما طلب منه علي وفاطمة خادما ،قال« :ال أعطيكم وأدع أهل الصفة تلوى بطونهم من الجوع».
57
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
عيادة مريضهم:
كما تقدم في قصة الغالم اليهودي الذي أسلم.
االنتفاع بهم:
عن عائشة قالت « :واستأجر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأبو بكر رجال من بني الديل هاديا خريتا ،وهو على دين كفار
قريش فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثالث ليال براحلتيهما صبح ثالث».
هاديا خريتا :وهو الماهر بالطرق في السفر.
وقد زارع رسول هللا يهود خيبر ،على أن يعملوا ويزرعوها ،ولهم شطر ما يخرج منها.
58
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
تيامل النبي مع اليصاة والمذحبين
الرفق بهم ورحمتهم:
عن أبي أمامة قال :إن فتى شابا أتى النبي فقال :يا رسول هللا ،ائذن لي بالزنا .فأقبل القوم عليه ،فزجروه ،قالوا :مه مه ،فقال:
ادنه ،فدنا منه قريبا ،قال :فجلس .قال :أتحبه ألمك؟ قال :ال وهللا جعلني هللا فداءك .قال :وال الناس يحبونه ألمهاتهم .قال :أفتحبه
البنتك؟ قال :ال وهللا يا رسول هللا جعلني هللا فداءك .قال :وال الناس يحبونه لبناتهم .قال :أفتحبه ألختك؟ قال :ال وهللا جعلني هللا
فداءك .قال :وال الناس يحبونه ألخواتهم ...قال :فوضع يده عليه ،وقال :اللهم اغفر ذنبه ،وطهر قلبه ،وحصن فرجه .فلم يكن
بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
عدم تعنيف العاصي عند إقامة الحد عليه:
عن بريدة بن الحصيب قال...« :فجاءت الغامدية ،فقالت :يا رسول هللا ،إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها ،فلما كان الغد ،قالت:
يا رسول هللا ،لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوهللا إني لحبلى ،قال :إما ال -أي :إذا أبيت أن تستري على نفسك،
وتتوبي وترجعي عن قولك ،فاذهبي حتى تلدي ،فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة ،قالت :هذا قد ولدته ،قال :اذهبي فأرضعيه
حتى تفطميه ،فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز ،فقالت :هذا يا نبي هللا قد فطمته وقد أكل الطعام ،فدفع الصبي إلى
رجل من المسلمين ،ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس ،فرجموها ،فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح
الدم على وجه خالد فسبها ،فسمع نبي هللا سبه إياها ،فقال :مهال يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس
لغفر له ،ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت».
النهي عن سب العاصي ولعنه:
عن أبي هريرة قال« :أتي النبي بسكران ،فأمر بضربه ،فمنا من يضربه بيده ،ومنا من يضربه بنعله ،ومنا من يضربه بثوبه،
فلما انصرف قال رجل :ما له أخزاه هللا؟! فقال رسول هللا :ال تكونوا عون الشيطان على أخيكم».
وفي رواية« :ولكن قولوا :اللهم اغفر له ،اللهم ارحمه».
وفي أخرى« :ال تلعنوه ،فوهللا ما علمت إنه يحب هللا ورسوله».
فيه داللة على أنه «يجوز أن يلعن المطلق-لعن شارب الخمر مطلقا ،-وال تجوز لعنة المعين الذي يحب هللا ورسوله،
ومن المعلوم أن كل مؤمن فال بد أن يحب هللا ورسوله».
تبيين شناعة المعصية:
عن عائشة قالت« :قلت للنبي :حسبك من صفية كذا وكذا -تعني قصيرة ،-فقال :لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته».
مزجته :أي :غيرته وأفسدته.
هجر العاصي إن كان ثم مصلحة:
وقد تجلى ذلك في هجره للثالثة المخلفين عن غزوة تبوك.
إزالة المعصية باليد إن كان يملك:
عن عبد هللا بن عباس ،أن رسول هللا رأى خاتما من ذهب في يد رجل ،فنزعه ،فطرحه ،وقال :يعمد أحدكم إلى جمرة من نار
فيجعلها في يده ،فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول هللا :خذ خاتمك انتفع به ،قال :ال وهللا ال آخذه أبدا وقد طرحه رسول هللا.
فيه المبالغة في امتثال أمر رسول هللا ،واجتناب نهييه ،وعدم الترخص فيه فيه بالتأويالت الضعيفة.
التعريض بالعصاة دون تجريح:
عن أبي حميد الساعدي قال«:استعمل رسول هللا رجال ،فلما جاء حاسبه ،فجعل يقول :هذا لكم ،وهذا أهدي لي ،فقال رسول
هللا :فهال جلست في بيت أبيك وأمك ،حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ،ثم خطبنا :أما بعد فما بال العامل نستعمله ،فيأتينا،
فيقول :هذا من عملكم وهذا أهدي لي ،فهال جلس في بيت أبيه وأمه ،فينظر هل يهدى له أم ال.»...
59
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
أقررن بذلك من قولهن ،قال لهن رسول هللا :انطلقن فقد بايعتكن» .قالت« :ال وهللا ما مست يد رسول هللا يد امرأة قط ،غير أنه
بايعهن بالكالم ،وهللا ما أخذ رسول هللا على النساء إال بما أمره هللا ،يقول لهن إذا أخذ عليهن :قد بايعتكن .كالما».
كالما :أي :يقول ذلك كالما ،ال مصافحة باليد.
الرفق بهن:
عن أنس قال« :كان رسول هللا في بعض أسفاره ،وغالم أسود يقال له أنجشة يحدو ،وكان حسن الصوت- ،وكان يحدو بأمهات
المؤمنين ونسائهم ،-فقال له رسول هللا :يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير -يعني النساء.»-
يحدو :هو نوع من الغناء تساق به اإلبل.
الثناء على من تستحق منهن:
قال النبي« :خير نساء ركبن اإلبل :صالح نساء قريش ،أحناه على ولد في صغره ،وأرعاه على زوج في ذات يده».
فيه تفضيل نساء قريش على نساء العرب؛ وذلك لمعنيين:
.1الحنو على الولد ،واالهتمام بأمره ،وحسن تربيته.
.2حفظ ذات يد الزوج ،وعونه على دهره.
وفيه الحث على التحلي بهذين الوصفين.
حثهن على اإلكثار من ذكر هللا:
قال النبي« :عليكن بالتسبيح والتهليل ،والتقديس ،واعقدن باألنامل ،فإنهن مسئوالت مستنطقات ،وال تغفلن فتنسين الرحمة».
إذا علمت أن األصابع مسؤوالت ،فال تستعملهن إال في الخير.
تفقد من غابت عن مواسم الخير:
عن ابن عباس قال« :لما رجع النبي من حجته ،قال ألم سنان األنصارية :ما منعك أن تكوني حججت معنا؟ قالت :ناضحان كانا
ألبي فالن -زوجها ،-حج هو وابنه على أحدهما ،وكان اآلخر يسقي عليه غالمنا ،قال :فعمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة
معي».
ناضحان :أي :بعيران يستقى عليهما.
الشفقة عليهن ،ومراعاة حزنهن ووجدهن:
قال النبي« :إني ألدخل في الصالة وأنا أريد إطالتها ،فأسمع بكاء الصبي ،فأتجوز في صالتي مما أعلم من شدة وجد أمه من
بكائه».
(وجد أمه) :أي :شدة حزنها.
رعايتها واالهتمام بها ولو لم تكن ذات شأن:
كما مع المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد.
حفظ العهد لمن قدمت له معروفا:
عن عمران بن حصين قال« :كنا في سفر مع النبي… فاشتكى إليه الناس من العطش ،فنزل فدعا فالنا -كان يسميه أبو رجاء
نسيه عوف -ودعا عليا فقال :اذهبا ،فابتغيا الماء ،فانطلقا ،فتلقيا امرأة بين مزادتين -أو سطيحتين -من ماء على بعير لها،
فقاال لها :أين الماء؟ قالت :عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف ،قاال لها :انطلقي ،إذا قالت :إلى أين؟ قاال :إلى رسول
هللا ،قالت :الذي يقال له الصابئ؟ قاال :هو الذي تعنين ،فانطلقي ،فجاءا بها إلى النبي ،وحدثاه الحديث ،قال :فاستنزلوها عن
بعيرها ،ودعا النبي بإناء ،ففرغ فيه من أفواه المزادتين -أو سطيحتين -وأوكأ أفواههما وأطلق العزالي ،ونودي في الناس اسقوا
واستقوا ،فسقى من شاء واستقى من شاء وكان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء ،قال :اذهب فأفرغه عليك،
وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها ،وايم هللا لقد أقلع عنها ،وإنه ليخيل إلينا أنها أشد مألة منها حين ابتدأ فيها ،فقال النبي:
اجمعوا لها ،فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما ،فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها
ووضعوا الثوب بين يديها ،قال لها :تعلمين ،ما رزئنا من مائك شيئا ،ولكن هللا هو الذي أسقانا ،فأتت أهلها وقد احتبست عنهم،
قالوا :ما حبسك يا فالنة ،قالت :العجب لقيني رجالن ،فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل كذا وكذا ،فوهللا إنه ألسحر
الناس من بين هذه وهذه ،وقالت :بإصبعيها الوسطى والسبابة ،فرفعتهما إلى السماء -تعني السماء واألرض -أو إنه لرسول
هللا حقا ،فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ،وال يصيبون الصرم الذي هي منه ،فقالت :يوما لقومها
ما أرى أن هؤالء القوم يدعونكم عمدا ،فهل لكم في اإلسالم؟ فأطاعوها ،فدخلوا في اإلسالم».
اإلنكار برفق على من أخطأت:
عن أنس قال« :مر النبي بامرأة تبكي عند قبر صبي لها ،فقال :اتقي هللا واصبري ،قالت :إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي،
ولم تعرف أنه رسول هللا ،فقيل لها :إنه النبي ،فأخذها مثل الموت -من شدة الكرب ،-فأتت النبي ،وقالت :لم أعرفك ،فقال :إنما
الصبر عند الصدمة األولى».
61
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
والمعنى :أن الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة ،بخالف ما بعد ذلك ،فإنه على األيام ينسى
ويسلو.
قبول الهدية منهن:
عن أنس قال« :تزوج رسول هللا ،فدخل بأهله ،قال :لو أهدينا لرسول هللا هدية ،فقلت لها :افعلي ،فعمدت إلى تمر وسمن وأقط،
فاتخذت حيسة ،فجعلته في تور ،فذهبت به إلى رسول هللا فقلت :إن أمي تقرئك السالم ،وتقول :إن هذا لك منا قليل يا رسول
هللا ،فقال :ضعه ،ثم قال :اذهب فادع لي فالنا وفالنا وفالنا ومن لقيت ،وسمى رجاال ،فدعوت من سمى ومن لقيت ،وكانوا
زهاء ثالثمائة ،فرجعت فإذا البيت غاص بأهله ،فدخلوا حتى امتألت الصفة والحجرة ،وقال لي رسول هللا :يا أنس هات التور،
فرأيت النبي وضع يديه على تلك الحيسة ،وتكلم بها ما شاء هللا ،ثم جعل يدعو عشرة عشرة ،فقال :ليتحلق عشرة عشرة وليأكل
كل إنسان مما يليه ،فأكلوا حتى شبعو ،فخرجت طائفة ،ودخلت طائفة ،حتى أكلوا كلهم ،فقال لي :يا أنس ارفع ،فرفعت ،فما
أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت».
فيه معجزة ظاهرة للنبي بتكثير الطعام.
زيارة المرضى منهن:
عن جابر قال« :دخل رسول هللا على أم السائب ،فقال :ما لك تزفزفين؟ -أي :ترعدين -قالت :الحمى ال بارك هللا فيها ،قال :ال
تسبي الحمى؛ فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد».
61
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
لما جاءته الغامدية التي زنت ردها حتى تلد ،فلما وضعت وجاءت قال :إذا ال نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه،
فقام رجل من األنصار فقال :إلي رضاعه يا نبي هللا.
المسابقة بين الصغار:
كان رسول هللا يصف عبد هللا وعبيد هللا وكثيرا من بني العباس ،ثم يقول :من سبق إلي ،فله كذا وكذا ،فيستبقون إليه ،فيقعون
على ظهره وصدره ،فيقبلهم ويلزمهم.
التسليم على الصبيان:
قال أنس« :أتى رسول هللا على غلمان يلعبون فسلم عليهم».
المسح على رأس الطفل وخده:
كان رسول هللا يزور األنصار ،فإذا جاء إلى دور األنصار ،جاء صبيان األنصار يدورن حوله ،فيسلم عليهم ،ويمسح رءوسهم،
ويدعو لهم.
وعن عبد هللا بن هشام -وكان قد أدرك النبي -وذهبت به أمه إلى رسول هللا ،فقالت :يا رسول هللا ،بايعه ،فقال :هو صغير،
فمسح رأسه ودعا له.
عن جابر بن سمرة قال :صليت مع رسول هللا صالة األولى -يعني الظهر ،-ثم خرج إلى أهله ،وخرجت معه ،فاستقبله ولدان،
فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا ،وأما أنا فمسح خدي ،فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار.
جؤنة عطار :هي التي يعد فيها الطيب ويدخر.
تقبيل األطفال:
قدم ناس من األعراب على رسول هللا ،فقالوا :أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا :نعم ،فقالوا :لكنا وهللا ما نقبل ،فقال رسول هللا :وأملك
إن كان هللا نزع منكم الرحمة.
إعطاء الهدايا لألطفال:
كان رسول هللا يؤتى بأول الثمر ،فيقول« :اللهم بارك لنا في مدينتنا ،وفي ثمارنا ،وفي مدنا ،وفي صاعنا ،بركة مع بركة» ،ثم
يعطيه أصغر من يحضره من الولدان.
وخص بهذا الصغير؛ لكونه أرغب فيه ،وأكثر تطلعا إليه وحرصا عليه.
اإلرشاد برفق ولين عند الخطأ:
عن أبي رافع بن عمرو الغفاري قال« :كنت وأنا غالم أرمي نخال لألنصار ،فأخذوني ،فذهبوا بي إلى النبي ،فقال :يا غالم ،لم
ترمي النخل؟ قلت :يا رسول هللا الجوع ،قال :فال ترم النخل ،وكل ما يسقط في أسافلها ،ثم مسح رأسي ،وقال :أشبعك هللا
وأرواك».
استعمال العبارات الرقيقة في محادثتهم:
كقوله« :يا غالم سم هللا» ،وقوله« :يا غالم إني أعلمك كلمات».
62
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
مادة الفق
الصيام
تعريفه:
في اللغة :اإلمساك.
في الشرع :التعبد هلل باإلمساك عن األكل والشرب والجماع وسائر المفطرات ،من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
قال تعالى« :وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر».
والمراد بالخيط األبيض والخيط األسود :بياض النهار وسواد الليل.
النية شرط لصحة الصوم ،وال يشرع التلفظ بها ،ووقتها:
في صيام الفرض يبدأ من غروب الشمس إلى قبيل طلوع الفجر.
في صوم النفل يصح له أن ينوي من النهار ،ما لم يتناول شيئا من المفطرات.
إذا أكل الصائم ظانا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر ،ثم تبين الحال خالف ظنه ،فالراجح أنه ال يجب عليه قضاء
ذلك اليوم.
في البالد التي يطول نهارها جدا أو يقصر جدا ،يجب الصوم في النهار مهما طال أو قصر.
أما إذا استمر النهار أو الليل ،فالواجب االعتماد على أقرب بالد إليهم يتمايز فيها الليل والنهار.
رؤية الهالل هي المعتبرة في ثبوت دخول الشهر وانقضائه ،ولكل بلد رؤيته الخاصة به:
فإذا شهد مسلم عدل برؤية هالل رمضان ثبت دخوله ،وإال وجب إكمال عدة شعبان ثالثين يوما.
وإذا شهد مسلمان عدالن برؤية هالل شوال ثبت انقضاء شهر رمضان ،وإال وجب إكمال عدة رمضان
ثالثين يوما.
ال يعرف الشرع ما يسمى بوقت اإلمساك الذي تعارف عليه الناس ،ووضعوه في التقاويم ضمن مواقيت الصالة،
ووقت اإلمساك الحقيقي هو وقت دخول وقت الفجر الصادق.
يجوز االستعانة باألجهزة الفلكية في رؤية الهالل ،وهذا بخالف الحساب الفلكي ،فإنه ال يجوز االعتماد عليه.
فضله:
قال النبي« :قال هللا :كل عمل ابن آدم له إال الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة.»...
تجتمع في الصيام أنواع الصبر الثالثة:
الصبر على طاعة هللا.
الصبر عن معصية هللا.
الصبر على أقدار هللا؛ لما يصيبه من ضعف.
لهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر.
أقسامه:
ينقسم الصوم من حيث كونه مأمورا به ،أو منهيا عنه شرعا ،إلى قسمين ،هما:
.1الصوم المأمور به شرعا ،وهو قسمان:
.1الصوم الواجب ،وهو نوعان:
واجب بأصل الشرع :وهو صوم شهر رمضان.
واجب بسبب المكلف :وهو صوم النذر والكفارات والقضاء.
الصوم المستحب (صوم التطوع) ،واألمر فيه للندب ،وهو نوعان: .2
صوم مطلق :وهو ما جاء في النصوص غير مقيد بزمن معين ،فيستحب أداؤه في كل وقت ،إال األيام المنهي عنها.
صوم مقيد :وهو ما جاء في النصوص مقيدا بزمن معين.
الصوم المنهي عنه شرعا ،وهو قسمان: .2
.1صوم محرم :كصوم يومي العيد ،وأيام التشريق ،وصوم يوم الشك.
.2صوم مكروه :مثل إفراد يوم الجمعة أو السبت بالصيام.
63
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
حكم صيام رمضان:
صوم رمضان فرض على كل مكلف ،وأجمع العلماء على فرضيته ،وأن من أنكره كافر مرتد.
64
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
.1ال يتأثر بالصوم فهذا ،ال يحل معه الفطر.
.2يشق عليه الصوم وال يضره ،فيكره له الصوم ويسن الفطر.
.3يشق عليه الصوم ويضره فهذا الصوم عليه حرام.
صاحب العمل الشاق:
من صنعته شاقة ،فإن خاف بالصوم تلفا أفطر وقضى إن ضره ترك الصنعة ،فإن لم يضره تركها أثم بالفطر ،وإن لم ينتف
التضرر بتركها فال إثم عليه بالفطر للعذر.
ويجب عليه أن يتسحر وينوي الصيام ،فإن حصل له جوع شديد أو عطش شديد يخاف منه الضرر ،جاز له الفطر وعليه
القضاء ،فإن تحقق الضرر وجب الفطر.
ثالثا :الحمل والرضاع:
المرضع ومثلها الحامل لها حاالن:
.1أال تتأثر بالصيام ،فيجب عليها الصيام ،وال يجوز لها أن تفطر.
.2أن تخاف على نفسها وولدها من الصيام ،فلها أن تفطر.
وقد ذكر البعض أنها إذا كانت تخشى على ولدها ،وجب عليها اإلفطار ،وحرم الصوم.
وليس على الحامل والمرضع إذا أفطرت إال القضاء على الراجح ،سواء خافتا على نفسيهما أو على ولديهما.
مبطالت الصوم:
.1األكل أو الشرب عمدا ،وعليه القضاء.
أما من أكل أو شرب ناسيا فصومه صحيح.
فإذا تذكر وجب عليه اإلمساك فورا ،وسواء كان هذا في صوم فرض أو نفل.
ويلحق باألكل والشرب ما كان بمعناه ،مثل اإلبر المغذية التي يستغنى بها عنهما ،أما اإلبر التي ال تغذي فهذه ال
تفطر ،سواء تناولها اإلنسان في الوريد ،أو في العضالت ،أو في أي مكان من بدنه.
وال بأس للصائم من استعمال بخاخ الربو ،ولو أخره للليل كان أفضل.
التقيؤ عمدا ،وعليه القضاء. .2
أما إذا غلبه القيء وخرج منه بغير اختياره فال يفسد صومه.
الجماع ،وعليه إثم ،وعليه اإلمساك بقية اليوم ،والقضاء ،والكفارة. .3
والكفارة :عتق رقبة ،فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ،فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
إنزال المني بشهوة ،وعليه القضاء دون الكفارة. .4
أما االحتالم أو نزول المني من غير شهوة كمن به مرض فال يبطل الصيام.
أما المذي فال يفسد الصوم ،حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع.
ومن مارس العادة السرية أو شاهد شيئا وفكر فأنزل فسد صومه ،ووجب عليه التوبة النصوح ،والغسل ،والقضاء
دون الكفارة.
ومن طلع عليه الفجر وهو جنب فصومه صحيح ،وعليه أن يغتسل ويصوم.
الحيض والنفاس ،وعليها القضاء. .5
إخراج الدم بالحجامة ،يفطر الحاجم والمحجوم. .6
من تبرع بالدم مضطرا وهو صائم:
فإن كان الدم الذي أخذ منه يسيرا فال يجب عليه قضاء ذلك اليوم.
وإن كان الدم كثيرا فعليه القضاء؛ أخذا باالحتياط وبراءة للذمة.
أما المنقول إليه الدم فاألقرب بطالن صومه.
الردة؛ لمنافاتها العبادة. .7
وهذه المبطالت ال تفسد الصوم إال بشروط ثالثة ،وهي:
.1العلم :أن يكون عالما بالوقت ،عالما بالحكم الشرعي.
.2الذكر :أن يكون ذاكرا ال ناسيا.
.3القصد :أن يكون مختارا لفعله ،قاصدا إياه.
65
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ومن فقد شعوره بإغماء أو مرض أو جنون أثناء صومه ثم أفاق فصومه صحيح.
مستحبات الصوم:
السحور ،ويتحقق ولو بشربة ماء ،ويسن تأخيره.
ال حرج على الصائم في استعمال السواك.
تعجيل الفطر.
من الخطأ :تأخير الفطر حتى يقول المؤذن" :أشهد أال إله إال هللا".
اإلفطار على رطبات ،ويستحب أن تكون وترا ،فإن لم تكن فعلى تمرات ،فإن لم تكن حسا حسوات من الماء.
الدعاء حال صيامه ووقت إفطاره.
اإلكثار من أعمال البر.
يسن له االعتمار.
مكروهات الصيام:
المبالغة في المضمضة واالستنشاق.
تقبيل الزوجة لمن ال يملك نفسه.
ذوق الطعام لغير حاجة.
فإن كان لحاجة فال بأس ،مع الحذر من وصول شيء من ذلك إلى حلقه.
تضييع الوقت في اللعب واللهو.
وصال الصوم ليومين فأكثر.
السباب والصخب ونحو ذلك.
قضاء الصيام:
من أفطر يوما من رمضان بغير عذر فقد ارتكب إثما عظيما ،ويجب عليه التوبة وقضاء ما أفطر.
ومن أفطر بعذر يبيح الفطر فإنه يجب عليه القضاء على التراخي إلى رمضان التالي ،واألفضل التعجيل؛ إبراء للذمة،
وأحوط للعبد.
وذهب الجمهور إلى أنه يجب القضاء قبل دخول رمضان التالي.
فإن أخر القضاء حتى دخل رمضان التالي فإنه ال يخلو من حالين:
.1أن يكون التأخير بعذر ،كمن استمر به العذر حتى دخل رمضان التالي ،فهذا ال إثم عليه ،وليس عليه إال القضاء.
.2أن يكون التأخير بغير عذر ،كمن تمكن من القضاء ولكنه لم يقض حتى دخل رمضان التالي ،فهذا آثم ،وعليه القضاء.
واختلف العلماء هل يجب مع القضاء كفارة -وهي أن يطعم عن كل يوم مسكينا -أو ال ،والراجح أنه ليس عليه كفارة،
ولو كفر كان حسنا.
ومن استمر به العذر حتى مات قبل أن يتمكن من القضاء ،فال شيء عليه.
أما من تمكن من القضاء ،ولكنه فرط حتى أدركه الموت ،فلوليه أن يصوم عنه.
ال يشترط في القضاء التتابع.
صوم التطوع:
صيام ستة أيام من شهر شوال.
صيام يوم عرفة لغير الحاج.
صيام يوم عاشوراء ،واألفضل أن يصوم يوما قبله أو بعده.
صوم االثنين والخميس من كل أسبوع.
صيام ثالثة أيام من كل شهر.
صيام التسع األول من ذي الحجة.
الصوم في شهر هللا المحرم.
صوم يوم وإفطار يوم ،وهو أفضل صيام التطوع.
يجوز لمن صام تطوعا أن يفطر.
66
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
ما يكره من الصيام:
إفراد يوم الجمعة بصيام تطوعا.
إفراد يوم السبت بصيام تطوعا.
إفراد شهر رجب بالصيام؛ ألن أهل الجاهلية كانوا يعظمون هذا الشهر.
صيام الدهر.
االعتكاف
تعريفه:
االعتكاف لغة :هو لزوم الشيء وحبس النفس عليه ،برا كان أو غيره.
واصطالحا :هو لزوم مسجد لطاعة هللا على صفة مخصوصة.
مشروعيته:
االعتكاف مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع ،وقوله تعالى« :أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود» دليل على
مشروعيته حتى في األمم السابقة.
حكمه:
االعتكاف سنة مؤكدة عن النبي.
يجب االعتكاف بالنذر.
لم يرد في فضل االعتكاف شيء يصح عن النبي من قوله ،إنما فعله وداوم عليه ،وما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه
هللا ،فال ينبغي تركه.
شروطه:
النية.
ال يشترط فيه الصوم.
الطهارة من الحدث األكبر.
أن يكون في مسجد تقام فيه صالة الجماعة.
يشمل لفظ المسجد :المسجد وما زيد فيه ،وسطحه ورحبته المحوطة به ،وما بني أسفل منه واتصل به.
من اعتكف في مسجد غير جامع ،وتخلل اعتكافه جمعة ،وجب عليه الخروج لصالة الجمعة ،إن كان من أهل
الوجوب ،وهذا باتفاق العلماء.
يصح االعتكاف من غير البالغ إذا كان مميزا ،ومن األنثى على أال تكون حائضا أو نفساء.
مدته:
يصح االعتكاف سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة؛ ألنه لم يرد في تحديده دليل.
وقته:
أفضله في العشر األواخر من رمضان ،يبدأ قبل غروب الشمس من يوم العشرين ،وينتهي بغروب شمس آخر يوم من
رمضان.
وأما ما ورد عن عائشة أن النبي صلى الصبح ثم دخل معتكفه ،فالمراد بالمعتكف :هو المكان الخاص الذي أعده لالعتكاف
داخل المسجد.
67
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
كان النبي يجتهد في العشر األواخر من رمضان ما ال يجتهد في غيرها ،وكان يعتكف فيها ،ويتحرى ليلة القدر.
يستحب تحري ليلة القدر في العشر األواخر من رمضان ،وفي أوتار العشر آكد ،وفي السبع األواخر أرجى.
أخفى هللا هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ،كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها.
مبطالت االعتكاف:
الخروج من المسجد إال لما ال بد منه؛ ألن الخروج ينافي المكث الذي هو ركن االعتكاف.
الجماع ،ولو خارج المسجد ،ويقاس عليه االستمناء ونحوه.
أما من فكر فأمذى ،أو احتلم فال يفسد اعتكافه.
الحيض والنفاس؛ لعدم جواز مكث الحائض والنفساء في المسجد.
أما المستحاضة فيجوز اعتكافها.
الردة؛ لمنافاتها العبادة.
الحج
تعريفه:
الحج لغة :القصد.
واصطالحا :التعبد هلل بقصد البيت الحرام والمشاعر العظام ،في وقت مخصوص ،على وجه مخصوص.
وقد فرض الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة ،عام الوفود ،وهو رأي أكثر العلماء.
حكمه:
الحج واجب في العمر مرة ،بدليل الكتاب والسنة واإلجماع.
فضله:
قال النبي« :من حج هلل فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» ،وقال« :الحج المبرور ليس له جزاء إال الجنة».
شروط وجوبه:
.1اإلسالم.
.2العقل.
.3البلوغ.
.4الحرية؛ ألن الرقيق مملوك مشغول بسيده.
.5القدرة على الحج بالمال والبدن.
فإن كان اإلنسان قادرا بماله دون بدنه ،فإنه ينيب من يحج عنه.
وإن كان قادرا ببدنه دون ماله ،فإن الحج ال يجب عليه.
ويشترط في حق المرأة شرط زائد :وهو أن يصحبها محرم ،فإن لم تجد فليست مستطيعة. .6
مواقيت الحج:
المواقيت :جمع ميقات ،وهو الحد ،وهي نوعان:
68
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
المواقيت الزمانية :وتبدأ من أول شهر شوال إلى العاشر من ذي الحجة. .1
المواقيت المكانية :وهي الحدود التي ال يجوز للحاج أن يتجاوزها إال بإحرام ،ويكره اإلحرام قبلها ،وهي خمسة .2
بتوقيت النبي:
ذو الحليفة :وهو ميقات أهل المدينة ومن مر بها ،ويبعد عن مكة 424كم. .1
الجحفة :وهي ميقات أهل الشام وتركيا ومصر والمغرب ومن حاذاها أو مر بها ،وتبعد عن مكة 166كم. .2
وهي قرية قرب رابغ ،ويحرم الناس اآلن من رابغ.
يلملم :وهو ميقات أهل اليمن ومن حاذاها أو مر بها ،ويبعد عن مكة 124كم. .3
وهو واد ،ويسمى اآلن السعدية.
قرن المنازل :وهو ميقات أهل نجد والطائف ومن حاذاه أو مر به ،ويبعد عن مكة 75كم. .4
وهو المشهور اآلن بالسيل الكبير.
ذات عرق :وهي ميقات أهل العراق ومن حاذاها أو مر بها ،ويبعد عن مكة 144كم. .5
وهي واد ،وتسمى اآلن الضريبة.
أنواع النسك:
من تيسير هللا على عبادة أن شرع لهم فريضة الحج على ثالث صور:
.1التمتع :أن يحرم الحاج بالعمرة وحدها في أشهر الحج ،ثم يفرغ منها ،ويحل من إحرامه ،ثم يحرم بالحج في نفس
العام.
وهو أفضلها وأيسرها؛ حيث يتمتع بالتحلل بين الحج والعمرة.
القران :أن يحرم بالعمرة والحج جميعا ،أو يحرم بالعمرة أوال ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها. .2
فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم ،وسعى للعمرة والحج سعيا واحدا ،ثم استمر على إحرامه حتى يحل منه يوم العيد.
وعليه الهدي؛ لحصول النسكين له دون المفرد ،فال يمنعه من الحل إال سوق الهدي.
اإلفراد :أن يحرم بالحج مفردا. .3
فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم وسعى للحج ،واستمر على إحرامه حتى يحل منه يوم العيد.
ويجوز للمفرد والقارن أن أن يؤخرا السعي عن طواف القدوم إلى ما بعد طواف اإلفاضة.
أركان الحج:
للحج أربعة أركان ال يتم إال بها ،وهي:
.1اإلحرام :وهو نية الدخول في النسك ،وليس لبس اإلحرام ،فمن ترك اإلحرام لم ينعقد حجه.
محظورات اإلحرام:
والمراد بها :الممنوعات التي يمنع منها بسبب اإلحرام.
.1لبس المخيط.
والمخيط :هو كل ما فصل بقدر العضو ،وليس ما دخله الخياطة.
يرخص لمن لم يجد إال سراويل وخفافا أن يلبسهما.
لبس المرأة للنقاب والقفازين. .2
يباح لها تغطية يديها بثوبها أو عباءتها أو غيرهما ،كما يجوز لها أن تغطي وجهها بخمار ونحوه إذا مر بها رجال.
تغطية الرجل رأسه بعمامة ونحوها. .3
يجوز له أن يستظل بخيمة وشمسية ونحوها.
وضع الطيب على البدن أو لباس اإلحرام. .4
وال يضره بقاء الطيب بعد اإلحرام.
إزالة الشعر بالحلق أو القص أو تقليم األظافر. .5
يجوز إزالة الشعر لمن يتأذى ببقائه ،وفيه الفدية.
الوطء في الفرج. .6
وهو مفسد للحج قبل التحلل األول ،ولو بعد الوقوف بعرفة.
ويلزمه إكمال الحج وإن كان فاسدا ،وعليه فدية ،وعليه قضاؤه في العام الذي بعده.
المباشرة فيما دون الفرج. .7
وهو ال يفسد الحج.
69
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
قتل صيد البر واصطياده. .6
يجوز قتل الفواسق في الحل والحرم ،للمحرم وغيره.
وهي :الغراب والفأرة والعقرب والحدأة والحية والكلب العقور.
الخطبة وعقد النكاح ،سواء له أو لغيره. .5
وعقد النكاح إذا عقده المحرم يقع فاسدا.
فدية المحظورات:
تنقسم محظورات اإلحرام من حيث الفدية إلى:
.1ما ال فدية فيه :وهو عقد النكاح.
.2ما فديته مغلظة :وهو الجماع قبل التحلل األول ،وفيه فدية بدنة.
وإن كان الجماع بعد التحلل األول ففيه فدية األذى.
والمرأة كالرجل في ذلك إال إن كانت مكرهة.
ما فديته الجزاء أو بدله :وهو قتل الصيد. .3
ما فديته فدية أذى :وهو بقية المحظورات. .4
وهي :إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع ،أو صيام ثالثة أيام ،أو ذبح شاة فتذبح وتوزع على الفقراء.
من فعل شيئا من محظورات اإلحرام ناسيا أو جاهال أو مكرها ،فال شيء عليه.
ومن فعلها عمدا لحاجة ،ففيه فدية األذى وال إثم عليه.
ومن فعلها عمدا بدون حاجة ،فعليه اإلثم وتلزمه الفدية والتوبة.
أمور يباح للمحرم فعلها:
لبس النعلين كالصندل ونحوه ،ولو كان فيه خياطة.
عقد إزار اإلحرام وربطه بخيط؛ لستر عورته وحفظ نقوده ونحوه.
لبس ساعة اليد والنظارة والخاتم وسماعة األذن ونحوها.
غسل مالبس اإلحرام إذا اتسخت ،وتبديلها بمثلها إذا احتاج إلى ذلك.
االغتسال بالماء وغسل الرأس والبدن.
التحلل من اإلحرام :وهو نوعان:
.1أصغر :هو ما يحل به كل شيء إال النساء ،ويكون بالرمي والحلق أو التقصير ،وقيل بالرمي فقط ،واألحوط األول.
.2أكبر :هو م ا يحل به كل شيء حتى النساء ،ويكون بالرمي والحلق أو التقصير ثم الطواف ثم السعي.
الوقوف بعرفة: .2
وقته :يبدأ من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر.
فمن كان موجودا في هذا الوقت بعرفة لحظة واحدة -وهو من أهل الوقوف -صح حجه ،ولو كان مارا أو نائما أو مغمى عليه
أو جاهال أنها عرفة أو كانت المرأة حائضا.
إن وقف بعرفة نهارا وجب عليه أن يبقى حتى تغرب الشمس؛ ليجمع بين النهار والليل.
فإن أفاض قبل الغروب وجب عليه دم.
فإن رجع قبل الفجر فال شيء عليه.
وإن وقف ليال فقط فال شيء عليه.
مكانه :عرفة كلها موقف إال بطن عرنة.
ما اشتهر من اهتمام الناس بالوقوف على الجبل المسمى بجبل الرحمة ،خطأ مخالف للسنة.
يسن لمن وقف بعرفة :أن يكون مستقبال القبلة مهلال مكبرا ملبيا مصليا على النبي مجتهدا في الدعاء ،وأن يكثر من ذكر هللا
والدعاء.
طواف اإلفاضة :ويسمى طواف الزيارة. .3
وقته :يبدأ بعد منتصف ليلة النحر ،وال حد آلخر وقته ،واألفضل أال يؤخره عن شهر ذي الحجة ،وفعله يوم النحر أفضل.
شروط الطواف:
.1الطهارة من الخبث والحدث.
.2ستر العورة.
.3أن يكون الطواف بالبيت داخل المسجد ،ولو بعد عن الكعبة.
.4أن يكون البيت على يسار الطائف.
.5أن يكون الطواف سبعة أشواط.
71
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
.6أن يوالي بين األشواط ،فال يفصل بينها لغير حاجة.
ال يصح الطواف إن كان من داخل الحجر؛ فالحجر من الكعبة والطواف يجب أن يكون حولها.
سنن الطواف:
.1الرمل :أن يسارع الطائف في مشيه مع تقارب خطاه.
وال يسن إال في طواف القدوم ،في األشواط الثالثة األولى منه.
وهو سنة للرجال القادرين دون النساء.
االضطباع :وهو كشف الكتف األيمن. .2
وال يسن إال في طواف العمرة ،أو القدوم خاصة ،ويكون في األشواط السبعة كلها.
تقبيل الحجر األسود عند بدء الطواف ،وفي كل شوط إن أمكن مع التكبير. .3
وكذا استالم الركن اليماني ،وال يشرع التكبير عند استالمه أو محاذاته ،وال تقبيله.
أن يقول في الشوط األول« :بسم هللا وهللا أكبر ،اللهم إيمانا بك ،وتصديقا بكتابك ،ووفاء بعهدك ،واتباعا لسنة نبيك». .4
الدعاء أثناء الطواف ،ويسن أن يقال بين الركنين األسود واليماني« :ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا .5
عذاب النار».
صالة ركعتين خلف مقام إبراهيم بعد الفراغ من الطواف ،يقرأ فيهما :الكافرون واإلخالص بعد الفاتحة. .6
الرجوع الستالم الحجر األسود قبل الخروج إلى المسعى. .7
« وأما سائر جوانب البيت ،ومقام إبراهيم ،وسائر ما في األرض من المساجد وحيطانها ،ومقابر األنبياء والصالحين،
وصخرة بيت المقدس ،فال تستلم وال تقبل باتفاق األئمة ،فإن التقبيل واالستالم تعظيم ،والتعظيم خاص باهلل ،فال يجوز
إال فيما أذن فيه».
السعي بين الصفا والمروة: .4
شروط السعي:
.1أن يكون السعي سبعة أشواط.
.2أن يوالي بين األشواط ،وال يضر الفصل اليسير ،ال سيما إذا كان لحاجة.
.3وقوعه بعد طواف نسك صحيح ،سواء كان الطواف واجبا أو مسنونا.
ال تشترط الطهارة للسعي ،كما يجوز للحائض.
سنن السعي:
.1الخبب :وهو سرعة المشي بين الميلين األخضرين في المسعى.
وهو سنة للرجال القادرين دون النساء.
الذكر والدعاء على كل من الصفا والمروة ،في بداية كل شوط. .2
فيقول« :هللا أكبر -ثالثا -ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،له الـملك وله الـحمد ،وهو على كل شيء قدير ،ال إله إال هللا وحده،
أنجز وعده ،ونصر عبده ،وهزم األحزاب وحده» ،يقول ذلك ثالث مرات ،ويدعو بين ذلك.
واجبات الحج:
.1اإلحرام من الميقات.
.2استمرار الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس.
.3المبيت بالمزدلفة.
.4المبيت بمنى ليالي التشريق.
من لم يستطع المبيت بمنى لعذر فال شيء عليه ،ويبيت بأقرب مكان لها إن تيسر ،وإال فحيث شاء.
رمي الجمار. .5
وقته :يبدأ وقت رمي جمرة العقبة من منتصف ليلة يوم النحر ،ويبدأ وقت رمي الجمرات الثالث في أيام التشريق من الزوال.
يجوز الرمي ليال أيام التشريق؛ فقد وقت النبي أول الوقت ولم يوقت آخره.
فيرمي كل جمرة بسبع حصيات ،يكبر مع كل حصاة ،يبدأ باألولى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة.
مسائل:
حجم الحصى أكبر من الحمص وأصغر من البندق.
يلتقط الحصى من أي مكان ،في مزدلفة أو منى أو غيرهما.
ال يصح أن يرمي بأسمنت أو طين؛ ألنه ال يطلق عليه اسم الحصى.
ال ينبغي رمي الجمار بالنعال ونحوه ،أو السب واللعن والشتم.
71
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
الواجب أن تقع الحصاة في الحوض ،وال يشترط إصابة جدار الجمرة.
تفرق الرميات ،فيرمي واحدة بعد واحدة.
وإذا رمى السبع بكف واحدة تعد له رمية واحدة.
ال يجوز التوكيل إال لمن ال يستطيع الرمي ليال أو نهارا ،وال يجوز أن يتولى الرمي إال من كان حاجا.
إن شك في عدد الحصيات يبني على األقل حتى يرمي سبعا.
إن نسي أو أخطأ في رمي حصاة أو اثنتين يتصدق بشيء من طعام.
الحلق والتقصير. .6
تقصير بعض جوانب الشعر ال يجزئ في التحلل ،والواجب تعميم الرأس بالتقصير.
المرأة تقصر من كل أطراف شعرها بقدر أنملة.
طواف الوداع لغير الحائض والنفساء. .7
من ترك شيئا من الواجبات عامدا أو ناسيا جبره بدم ،ال يأكل منه وال يهدي ،ولكن يتصدق به فقط.
صفة الحج:
إذا وصل إلى الميقات يحرم متمتعا أو قارنا أو مفردا ،فيقول« :لبيك اللهم عمرة وحجا» أو «لبيك اللهم حجا وعمرة»
أو «لبيك اللهم حجا».
وعند اإلحرام يسن أن يغتسل كما يغتسل من الجنابة ،ويتطيب ويلبس ثياب اإلحرام.
ثم يلبي« :لبيك اللهم لبيك ،لبيك ال شريك لك لبيك ،إن الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك» ،وال يزال يلبي حتى
يصل إلى مكة.
ويسن رفع الصوت بالتلبية من الرجال ،ويستحب تكرارها وتجديدها عند كل مناسبة.
وتقطع التلبية في العمرة إذا شرع في طوافها ،وفي الحج إذا شرع في رمي جمرة العقبة.
وكان السلف يستحبون التلبية في أربعة مواضع :دبر الصلوات ،وإذا هبطوا واديا أو علوه ،أو عند التقاء الرفاق.
وإذا اقترب من مكة يحسن أن يغتسل لدخولها ،وهو مستحب وليس في تركه فدية.
ثم يدخل المسجد الحرام ،ويطوف مباشرة ،فإن كان مفردا أو قارنا فهو طواف القدوم ،وإن كان متمتعا فهو طواف
العمرة.
فإذا شرع في الطواف قطع التلبية ،فيبدأ بالحجر األسود فيستلمه ويقبله إن تيسر وإال أشار إليه.
ويقول في الشوط األول فقط« :بسم هللا وهللا أكبر ،اللهم إيمانا بك ،وتصديقا بكتابك ،ووفاء بعهدك ،واتباعا لسنة نبيك».
ثم يكبر في بداية كل شوط ،مع استالم الحجر إن تيسر وإال أشار إليه.
ثم يجعل البيت عن يساره ويطوف سبعة أشواط ،يبتدئ بالحجر ويختتم به.
ويسن له أن يرمل في ثالثة األشواط األولى ،وأن يضطبع في جميع الطواف ،ويقول بين الركنين األسود واليماني« :ربنا آتنا
في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار».
ثم يقرأ عند المقام« :واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» ،ثم يصلي ركعتين خلفه إن تيسر له ،وإال ففي أي مكان من
المسجد ،ويقرأ فيهما :الكافرون واإلخالص بعد الفاتحة.
ويسن أن يشرب من ماء زمزم وأن يغسل رأسه به.
ثم يخرج إلى الصفا ،فإذا دنا منها يقرأ« :إن الصفا والمروة من شعائر هللا.»...
ثم ينزل متجهما إلى المروة ،ويسن أن يركض ركضا شديدا بين العلمين األخضرين ،ثم يمشي إلى المروة مشيا معتادا ،وهكذا
سبعة أشواط.
فإن أتمها فإنه يقصر شعر رأسه ،ثم يحل من إحرامه حال كامال إن كان متمتعا ،أما إن كان مفردا أو قارنا فال يتحلل
بحلق أو تقصير ،بل يبقى محرما إلى أن يتحلل يوم النحر.
فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة أحرم المتمتع بالحج ،وخرج إلى منى ،فصلى بها الظهر والعصر والمغرب
والعشاء والفجر ،قصرا بغير جمع ،ويسن المبيت بها تلك الليلة.
فإذا طلعت الشمس يوم التاسع سار إلى عرفة ،فنزل بنمرة إن تيسر له ،وإال استمر إلى عرفة فينزل بها.
فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر قصرا وجمعا.
ثم يشتغل بالذكر والدعاء ،ويسن أن يكثر من قول« :ال إله إال هللا وحده ال شريك له ،له الملك وله الحمد ،وهو على كل شيء
قدير».
ويسن له الفطر يوم عرفة.
72
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
فإذا غربت الشمس من يوم عرفة انصرف إلى مزدلفة ،فصلى بها المغرب والعشاء قصرا وجمعا ،ثم يبقى هناك حتى
يصلي الفجر.
فإذا صلى الفجر أتى المشعر الحرام -وهو مسجد المزدلفة حاليا ،-فيقف مستقبال القبلة يذكر ويدعو إلى أن يسفر الصبح جدا ،ثم
يدفع بعد ذلك إلى منى.
ويجوز لذوي األعذار ومن يرافقهم أن يدفعوا إلى منى إذا غاب القمر أو مضى أكثر الليل.
خالف النبي المشركين في عدة مواضع ،منها:
اإلفاضة من عرفة بعد غروب الشمس ،وكانوا يفيضون قبله.
الخروج من مزدلفة قبل شروق الشمس ،وكانوا يخرجون بعده.
عدم النزول في وادي محسر ،وكانوا ينزلون فيه ويفتخرون بأنسابهم وأحسابهم.
فإذا وصل إلى منى -يوم العيد -بادر فرمى جمرة العقبة أوال ،ثم ينحر هديه ،ثم يحلق رأسه ،وحينئذ يحل التحلل األول
فيباح له جميع محظورات اإلحرام إال النساء.
فينزل إلى مكة بعد أن يتطيب ويلبس ثيابه المعتادة ،فيطوف طواف اإلفاضة.
ثم يسعى إن كان متمتعا ،أو كان مفردا أو قارنا لم يسع من قبل ،وبهذا يحل من كل شيء حتى النساء.
فإن انتهى من تلك األفعال على هذا الترتيب ،وال حرج إن قدم بعضها على بعض ،وجب عليه المبيت في منى ليلة
الحادي عشر وليلة الثاني عشر وليلة الثالث عشر لمن تأخر ،ويجزئ في المبيت معظم الليل.
فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر رمي الجمرات الثالث ،يبدأ برمي الصغرى ،ثم يتقدم فيقف يمينا ،مستقبل
القبلة ،رافعا يديه ،يدعو هللا دعاء طويال.
ثم يرمي الوسطى ،ثم يتقدم فيقف يسارا ،مستقبل القبلة ،رافعا يديه ،يدعو هللا دعاء طويال.
ثم يرمي جمرة العقبة ،وال يقف عنها؛ اقتداء بالنبي.
كذلك في اليوم الثاني العشر ،يرمي الجمرات الثالث ،فإذا أتم رميها ،فإن شاء تعجل وإن شاء تأخر.
ورمي الجمرات الثالث من الغد بعد الزوال أفضل.
إن غربت عليه الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى ولم يحاول الخروج ،فيلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثالث
بعد الزوال.
فإن غربت عليه الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى بغير اختياره ،لشدة زحام ونحوه ،فال يلزمه التأخر.
وإذا أتم رمي الجمرات فإنه ال يخرج من مكة إلى بلده حتى يطوف للوداع.
إال إذا كانت المرأة حائضا أو نفساء ،وقد طافت طواف اإلفاضة ،فإن طواف الوداع يسقط عنها.
من تأخر بعد طواف الوداع لشراء شيء أو انتظار رفقة فال شيء عليه.
ومن أخر طواف اإلفاضة ثم أراد أن يخرج من مكة أجزأه طواف اإلفاضة عن طواف الوداع ،ويكتفي بنية طواف اإلفاضة.
الهدي
أنواعه:
.1هدي الشكران :وهو هدي التمتع والقران ،وهو دم نسك وشكر هلل على إتمام النعمة.
وهو واجب على من لم يكن حاضر المسجد الحرام.
ويستحب له:
أن يذبح بنفسه ،وإن أناب غيره فال بأس.
أن يقول عند الذبح" :بسم هللا ،اللهم هذا منك ولك".
أن يأكل منه.
فإن لم يجد الهدي أو ثمنه صام ثالثة أيام في الحج ،ويجوز صيامها في أيام التشريق ،وسبعة إذا رجع إلى أهله.
هدي الجبران :وهو الفدية الواجبة لترك واجب ،أو ارتكاب محظور من محظورات اإلحرام ،أو بسبب اإلحصار عند .2
وجود سببه.
وال يجوز له أن يأكل منه ،بل يتصدق به على فقراء الحرم.
شروطه:
.1أن يكون من بهيمة األنعام ،وهي اإلبل والبقر والغنم.
.2أن يبلغ السن المشروعة ،وهي خمس سنوات لإلبل ،وسنتان للبقر ،وسنة للمعز ،وستة أشهر للضأن.
73
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
.3أن يكون خاليا من العيوب التي تمنع اإلجزاء.
اليمرة
تعريفها:
العمرة لغة :الزيارة.
واصطالحا :التعبد هلل بزيارة بيت هللا الحرام ،على وجه مخصوص.
فضلها:
قال النبي« :تابعوا بين الحج والعمرة ،فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد».
مشروعيتها:
العمرة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع منعقد على مشروعيتها.
وقد اعتمر النبي أربع مرات :الحديبية ،القضاء ،الجعرانة ،مع حجة الوداع.
حكمها:
تجب العمرة مرة واحدة في العمر.
وهي مشروعة في كل وقت من العام ،إال أنها في رمضان أفضل ،لقول النبي« :فإن عمرة فيه تعدل حجة» وفي رواية« :حجة
معي».
أركانها:
.1اإلحرام.
.2الطواف.
.3السعي.
واجباتها:
.1اإلحرام من الميقات.
فإن كان دون المواقيت فإنه يحرم من بيته.
وأما المقيم بمكة فإنه يجب عليه أن يخرج إلى الحل فيحرم منه.
ويقول في إحرامه" :لبيك اللهم عمرة"،ثم يستمر في التلبية بالصيغة المعروفة إلى أن يبدأ بالطواف.
الحلق أو التقصير. .2
والحلق أفضل إال للمتمتع.
والواجب استيعاب كل الرأس بالتقصير.
74
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
صفتها :تقدم في شرح صفة الحج.
األضحية
تعريفها:
هي ما يذبح تقربا إلى هللا من اإلبل أو البقر أو الغنم يوم العيد.
وسميت بذلك؛ ألنها تذبح ضحى يوم العيد.
حكمها:
األضحية سنة مؤكدة ،وهو قول جمهور العلماء ،ولو كانت واجبة ما تركها الصحابة مع القدرة؛ خشية أن يعتقد وجوبها.
«واألضحية أفضل من الصدقة بقيمتها».
إذا دخلت عشر ذي الحجة فال يجوز األخذ من الشعر والظفر والبشرة لمن أراد أن يضحي إلى أن يذبح أضحيته.
فإن احتاج ألخذ شيء من ذلك فال حرج ،وال شيء عليه.
شروطها:
.1أن تكون من بهيمة األنعام.
.2أن تبلغ السن المشروعة.
.3أن تكون خالية من العيوب التي تمنع اإلجزاء ،وهي:
.1العوراء البين عورها :وهي التي انخسفت عينها أو برزت ،وكذلك العمياء.
أما إذا كانت قائمة العين وال يبصر بها ،أو عليها بياض فتجزئ.
العجفاء :وهي التي ذهب مخ عظمها. .2
العرجاء البين عرجها ،وكذا مقطوعة أو مكسورة اليد أو الرجل. .3
فإن كان عرجها يسيرا أجزأت.
المريضة البين مرضها :وهي التي ظهر عليها آثار المرض. .4
البتراء من الضأن :وهي التي قطعت أليتها أو أكثرها. .5
أما ما ليس لها ألية بأصل الخلقة فال بأس بها.
العيوب التي تجزئ مع الكراهة:
.1العضباء :وهي ما قطع من أذنها أو قرنها النصف فأكثر.
.2المقابلة :وهي التي شقت أذنها عرضا من األمام.
.3المدابرة :وهي التي شقت أذنها عرضا من الخلف.
.4الشرقاء :وهي التي شقت أذنها طوال.
.5الخرقاء :وهي التي خرقت أذنها.
.6المستأصلة :وهي التي ذهب قرنها كله.
.7البخقاء :وهي التي ذهب بصرها وبقيت العين بحالها.
.6ما قطع من أليته أقل من النصف.
.5ما قطع ذكره.
.14ما سقط بعض أسنانها.
فإن فقد بأصل الخلقة لم تكره.
شروط التذكية:
.1أهلية المذكي ،بأن يكون عاقال مسلما.
وال بأس في غير األضحية أن يكون كتابيا.
اآللة ،فتباح الذكاة بكل محدد إال السن والظفر. .2
قطع الودجين ،واألكمل قطع الحلقوم والمريء معها. .3
75
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
أن يقول الذابح عند الذبح" :بسم هللا" ،وال يجزئ غيرها. .4
اليقيقة
تعريفها:
العقيقة في اللغة :مشتقة من العق ،وهو القطع.
وفي الشرع :الذبيحة التي تذبح شكرا هلل على ما منحه من مولود.
حكمها:
العقيقة سنة مؤكدة.
قال النبي« :كل غالم رهينة بعقيقته ،تذبح عنه يوم سابعه ،ويسمى ،ويحلق رأسه» ،رهينة :أي :محبوس عن االنشراح
واالنطالق.
« ومن عدم ما يضحي به ويعق اقترض وضحى وعق ،مع القدرة على الوفاء».
ويسن أن يأكل منها ويهدي ويتصدق ،وإن شاء جمع عليها أصحابه وأقاربه وجيرانه.
ذهب الجمهور إلى أنه يستحب طبخ العقيقة كلها حتى ما يتصدق به ،وإن فرقها بدون طبخ جاز ذلك.
وقتها:
السنة أن تكون في اليوم السابع من والدته ،فإن فات ففي أربعة عشر ،فإن فات ففي واحد وعشرين ،فإن فات ففي أي يوم.
مقدارها:
عن الغالم شاتان وعن الجارية شاة.
والشاة في العقيقة أفضل من اإلبل والبقر؛ ألنها وردت بها السنة.
شروطها:
.1أن تكون من بهيمة األنعام.
.2أن تبلغ السن المشروعة.
.3أن تكون خالية من العيوب.
العقيقة ال يجزئ فيها االشتراك في بهيمة واحدة ،فال يجزئ البعير عن اثنين ،وال البقرة ،وال الشاة؛ ألنها فداء عن
نفس.
تقوم األم مقام األب في العقيقة إن كان ميتا أو عاجزا ،وال بأس أن يعق الجد ولو كان ألم.
سبحاحك الله ،وبحمدك ,أشهد أال إل إال هللا ,أستففرك وأتوب إليك ,وصل الله ،على محمد النبي االمي ,وعلى آل وصحب
وسل.،
76
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى
الفهرس اليام
الصفحة المادة
77
تلخيص :الطالبة سارة حمدي \ تجميع واعتناء :أبومجد عبدالرؤوف ملخص المروى لخير الزاد التقوى