Professional Documents
Culture Documents
السياحة المستدامة
السياحة المستدامة
:من تقديم
قلقول خولة
اديري عبد هللا
:خطة البحث
:مقدمة
تعدى مفهوم السياحة ليشمل ابعاد التنمية المختلفة االقتصادية ،االجتماعية ،البيئية و حتى السياسية .فقد
أثرت األنشطة السياحية على كل جوانب القطاع من أجل تحقيق التنمية الشاملة ،و من خالل هذا البحث
سوف نقوم بتعريف السياحة المستدامة في الجزائر و مقوماتها باإلضافة إلى المحميات الوطنية و
المساحات الخضراء التي تتوفر Rعليها الجزائر .فما هي أهم المقومات و اإلمكانيات الطبيعية و الثقافية و
التاريخية التي تمتلكها الجزائر الستخدامها Rفي صناعة السياحة ؟
ان السياحة من األنشطة الهامة والتي يقوم بها الكثير من األفراد بكل أنحاء العالم فيسافرون وينتقلون من
مكان إلى آخر بما يعود على أنفسهم بالبهجة واالستمتاع ،والشعور Rبالراحة واالسترخاء ،كما تساعدهم
على التخلص من التوتر والقلق النفسي ،والحصول على فرص للترفيه والترويح عن النفس.
السياحة هي مجموعة من األنشطة الحضارية والثقافية واالقتصادية والتي يقوم بها الفرد الذي ينتقل من
بلد إلى بلد آخر ويستمر وجوده بها إلى أكثر من يوم على األقل ،وتتعدد األغراض التي سافر من أجلها
إال أنها ال تشمل العمل.
السياحة المستدامة هي السياحة التي تأخذ في االعتبار الكامل آثارها االقتصادية واالجتماعية والبيئية
الحالية والمستقبلية ،وتلبية احتياجات الزوار والصناعة والمجتمعات Rالمضيفة ،وبالتالي Rينبغي للسياحة
المستدامة االستفادة المثلى من الموارد البيئية التي تعتبر عنصرا رئيسيا في تنمية السياحة ،والحفاظ على
العمليات البيئية األساسية والمساعدة في الحفاظ ،على التراث الطبيعي والتنوع Rالبيولوجي Rاحترام األصالة
االجتماعية والثقافية للمجتمعات ،والحفاظ على تراثها الثقافي المبني والحي والقيم التقليدية ،والمساهمة
في التفاهم بين الثقافات والتسامح ضمان عمليات اقتصادية قابلة للتطبيق Rعلى المدى الطويل ،وتوفير
مزايا اجتماعية واقتصادية الجميع أصحاب المصلحة الذين يتم توزيعهم بشكل عادل ،بما في ذلك فرص
العمل المستقرة وكسب الدخل والخدمات االجتماعية للمجتمعات المضيفة ،والمساهمة في التخفيف من
حدة الفقر
تتطلب التنمية السياحية المستدامة مشاركة مستنيرة من جميع أصحاب المصلحة المعنRRيين ،باإلضRRافة إلى
قيادة سياسية قوية لضمان مشاركة واسعة وبناء توافق في اآلراء ،إن تحقيق السياحة المستدامة هو عملية
مستمرة وتتطلب مراقبة مستمرة للتأثيرات ،وتقديم التدابير الوقائية و التصحيحية الالزمة عند الضRRرورة
يجب أن تحافظ السياحة المستدامة أيضًا على مستوى عRRال من الرضRRا السRRياحي وأن تضRRمن تجربRRة ذات
مغزى للسياح ،وزيادة وعيهم بقضايا االستدامة وتعزيز ممارسات السياحة المستدامة.
يُقصد بها عموما األنشطة السياحية التي تعمل بطريقة صديقة للبيئة ،وتقلل من انبعاثات ثاني أكسيد
الكربون وضمان أن يلعب القطاع السياحي دورا رائدا في مواجهة التلوث البيئي والتغيرات المناخية.
السياحة التي تعتمد على عوامل الجذب الطبيعية للمنطقة السياحية ،وتتكون من السفر المسؤول
لتجربة المناطق Rالطبيعية ومناظرها الطبيعية والنباتات والحيوانات وحماية البيئة وتحسين نوعية
حياة السكان المحليين.
هذا النهج السياحي األكثر حداثة وتطورا يضع السياحة كجزء ال يتجزأ من "نظام Rحي شبكي
،"living, Networked Systemوالهدف ليس فقط "إلحاق ضرر أقل" ولكن أيضا التجديد
والتغذية من خالل بناء "اقتصادات ومجتمعات Rتزدهر وتسمح للكوكب أيضا باالزدهار".
شكل من أشكال السياحة تم تصميمه خصيصا Rلتشجيع كل من صناعة السياحة والسائحين Rعلى
النظر في اآلثار األخالقية ألعمالهم وتجنب المشاركة في األنشطة التي تسهم في االنتهاكات
األخالقية في الوجهات السياحية.
التجارب السياحية التي تستضيفها وتديرها و /أو تمتلكها المجتمعات المحلية والتي تولد فوائد
اقتصادية مباشرة وتكون مستدامة ومسؤولة ،وتمكن الزوار من التعرف على الثقافة المحلية
وطريقة الحياة والمجتمعات المحلية إلنشاء أعمالهم التجارية الصغيرة المدارة ذاتيا وتحسينها
ظروفهم المعيشية دون اإلضرار بالبيئة .قد تشمل أيضا المؤسسات االجتماعية وغيرها من
النماذج غير الهادفة للربح المصممة لتقديم فوائد على المستوى المحلي.
تعد التنمية السياحية احد أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة لما لها من قدرة
على تحسين ميزان المدفوعات وتوفير فرص عمل وخلق فرص مدرة للدخل ،فضال عن
المساهمة في تحسين أسلوب ونمط الحياة االجتماعية والثقافية لعموم افراد المجتمع .ان
االهتمام المتزايد بالسياحة دفع الى تعاظم دورها في التنمية حيث تشجيع االستثمار في انشاء
المشروعات السياحية في اطار اإلعفاءات الضريبية على واردات السياحة كما ستوفر
فرصا مهمة لمساهمة الدول في انشاء مشاريع البنى التحتية في البالد .ويعد قطاع السياحة
رائدا في خلق التشابكات مع بقية الفروع واألشطة االقتصادية حيث الروابط األمامية
:والخلفية لذلك القطاع .وتبدو األهمية االقتصادية للتنمية السياحية من خالل اآلتي
تحسين ميزان المدفوعات :وذلك من خالل تدفق رؤوس األموال األجنبية لالستثمار في-
المشاريع السياحية وكذلك من خالل االستخدامات الجيدة للموارد الطبيعية وما ستحققه
السياحة من موارد نتيجة ايجاد عالقات اقتصادية بينها وبين القطاعات األخرى في الدولة،
متزامنا مع ما تحصل عليه الدولة من منافع اقتصادية حيث من اإليرادات المتحققة من
العملة الصعبة الناجمة عن الطلب السياحي للسياحة الخارجية وكذلك الداخلية مما يسهم في
زيادة الناتج القومي للدولة بشكل مباشر وغير مباشر وبالتالي المساهمة في عملية البناء
االقتصادي فضال عما تحققه هذه الصناعة من انتعاش شرائح واسعة من المجتمع- 6 .
توفير فرص عمل وحل مشكلة البطالة :ألن التوسع في صناعة السياحة والمشروعات
المرتبطة بها يساهم في توفير فرص عمل جديدة مما يخفض من البطالة ،وبالتالي يؤدي
ذلك الى ارتفاع مستوى الدخل والرفاهية للمجتمع وزيادة معدل نمو انفاق السواح والتأثير
المباشر للسياحة في توفير فرص عمل يكون من القطاع السياحي للقطاعات المرتبطة به3 .
-زيادة الفرص االستثمارية المربحة :يمكن للدولة تحديد مجاالت واسعة لعملية االستثمار
في هذا القطاع بما يعمل على االستغالل الجيد لمقومات النهوض بالواقع السياحي حيث
استثمار وتوظيف رؤوس األموال الوطنية والجانبية وتوجيهها صوب المجاالت المربحة
اقتصاديا لما يمتلكه القطاع الخاص من قدرة في تعزيز المزايا التنافسية للمشاريع السياحية
وايجاد الوسائل الممكنة في جذب السواح وادخال افضل انو اع التقنيات والتجهيزات
وتحسين طرق واداء واساليب العمل وهنا يتطلب اشراف الدولة على صياغة استراتيجية
شاملة احد اهم بنود عناصرها القطاع الخاص ودوره فـي التنمية السياحية- 4 .تحقيق
التنمية المتوازنة بين األقاليم :حيث تؤدي التنمية السياحية الى توزيع وانشاء مشروعات
سياحية جديدة في محافظات البالد المختلفة ،خاصة وأن المواقع الحضارية واألثرية والدينية
تتوزع بين مختلف ارجاء البالد من شماله الى جنوبه ،مما يعني حصول تنمية متوازنة
لألقاليم خاصة المتخلفة منها اقتصاديا ،من خالل ايجاد عمل وتحسين المستوى المعيشي
ألبناء هذه المناطق وزيادة رفاهية األفراد واستغال الموارد الطبيعية في األقاليم ،وسيترتب
على توزيع الدخول بين المناطق أو األقاليم تحقيق حالة التوازن االقتصادي واعادة توزيع
الدخل وتنمية وتطوير هذه المناطق باعتبارها اماكن جذب سكاني ،وبالتالي امكانية الحد من
الهجرة من المناطق المتخلفة الى المناطق األكثر تطورا اذ تسهم السياحة في انعاش
التجمعات و المستقرات البشرية التي توجد فيها أو قربها المقومات السياحية كما تسهم في
تعميق الوعي الثقافي لدى المواطنين و تحفيز تطوير شبكة الطرق لتغطي المناطق المتخلفة
الى المناطق األكثر تطورا اذ تسهم السياحة في تعميق الوعي الثقافي لدى المواطنين وتحفيز
..تطوير شبكة الطرق لتغطي مناطق جديدة
ثانيا :السياحة المستدامة في الجزائر
المقومات الطبيعية :من تنوع بيئي و مناخي فريد من نوعه بالعالم من المناطق Rالساحلية 1.،
:مناطق خضراء كثيفة بالهضاب العليا و صحراء مترامية األطراف ، Rفهي تحتوي Rعلى
الشريط الساحلي :الذي يمتد من الحدود Rالجزائرية غربا إلى الحدود الجزائرية التونسية شرقا1.
و هو مكون من حزام أرضي عرضه األدني 800متر و من مجموعة من الجزر و الجزر
الصغيرة .و قد اكتشف بأن طول الساحل ليس 1200كلم و هو الرقم الموروث عن االستعمار
.الفرنسي ،بل تجاوزه ب 422كلم ليصبح طول الشريط الساحلي 1622كلم
المحميات الوطنية و المساحات الخضراء :هذه المحميات تحمى بقرارات سامية لحماية2.
العينات الممثلة لتنوع المناظر Rالطبيعية و الغابات ،النباتات ،الحيوانات التي تنفرد بها الجزائر
حيث تتواجد عشر محميات وطنية تحت وصاية وزارة الفالحة و المديرية العامة للغابات و
:وزارة الثقافة .و الهدف من هذه المحميات هو
الحفاظ على الحيوانات و النباتات و التربة و ما في باطن األرض و الغالف الجوي و المياه و 1.
.رواسب المعادن و الحفريات
الحفاظ على أي تنوع نادر و خارج عن المألوف يثير االنتباه المواقع التاريخية و التشكيالت2.
.الصخيرة االستثنائية
.الحفاظ على هذه المناطق من أي تدخالت صناعية و اثار التدمير و التدهور الطبيعي 3.
تنمية البيئة التحتية السياحية و استحداث أخرى جديدة بالمناطق Rالمجاورة بالتعاون مع الحكومة4.
.و المنظمات المعنية
:و قد قامت الجزائر ابتداء من سنة 1983بتصنيف 10محميات وطنية من بينها
.المحمية الوطنية للقالة ،الطارف و تقدر ب 76438هكتار1.
.المحمية الوطنية بجرجرة ،تيزي وزو ،البويرة و تقدر ب 18550هكتار2.
.المحمية الوطنية لثنية الحد تسمسيلت و تقدر ب 3424هكتار 3.
.المحمية الوطنية الشريعة ،البليدة /المدية و تقدر ب 26587هكتار 4.
الحمامات المعدنية :تمتلك الجزائر 8 Rمحطات معدنية ذات طابع وطني و ذات مرافق4.
استقبال و معدات كافية و اشراف طبي على يد أطباء مؤهلين وفق األساليب العلمية لتقديم
الرعاية الطبية لالفراد الذين يقصدونها . Rو من بين هذه الحمامات :حمام بوحجر Rبوالية عين
تيموشنت ،حمام ريقة بوالية عين الدفلى ،حمام الصالحين بوالية بسكرة و حمام
.المسخوطين بوالية قالمة
المقومات البشرية :ان المعالم التاريخية و الحضارية المتنوعة التي تنفرد بها الجزائر2.
جعلتها مهدا للحضارة اإلنسانية و شاهدا حيا على انتمائها للحضارة اإلسالمية ،و من بين
:تلك المعالم يذكر ما قد صنف من طرف منظمة اليونيسكو ، Rو هي
تيمقاد1.
معلم جميلة بسطيف2.R
قلعة بني حماد3.
الطاسيلي4.
قصر ميزاب بغرداية5.
تيبازة6.
القصبة بالجزائر العاصمة7.
المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة8.
متحف باردو الوطني Rبالجزائر العاصمة9.
المتحف الوطني زبانة بوهران 10.
المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر العاصمة11.
المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر Rالعاصمة12.
المتحف الوطني للفنون الشعبية بالقصبة ،الجزائر Rالعاصمة13.
متحف تيمقاد بباتنة14.
متحف هيبون بمدينة عنابة15.
دور الجماعات المحلية :هذه العملية تبدأ على المستوى Rالمحلي لتصل إلى المستوى1.R
الوطني و هذا عن طريق Rتثمين اإلمكانيات الطبيعية و التنوع و اختالف الثقافات الموجودة
.على مستوى كل منطقة من الجزائر و الذي ينعكس على الموارد السياحية
التعاون بين الناشطين في السياحة الجزائرية :ال بد من وجود تعاون كثيف بين مختلف2.
الفاعلين و القاطاعات األخرى التي تساهم في نجاح العملية و كذا مختلف الهيئات الخاصة
من خالل طرح مساهمة كل طرف سواء كانت مالية ،بشرية ،تقنية أو حتى معنوية .ففي
عام ، 2013تم عقد اتفاقين بين الديوان الوطني Rللسياحة مع كل من النادي السياحي
الجزائري من القطاع الخاص وشركة سونلغاز و ذلك بهدف بعث السياحة الداخلية في
مناطق الجنوب من خالل موظفي القطاع وفي Rنفس السياق ثم ابرام اتفاق ثالث مع شركة
سونطراك Rقصد تنظيم رحالت استجمام لموظفيها في الجزائر الكتشاف Rالجزائر و ثرواتها
.الطبيعية ،الثقافية و التراثية
أهمية الشراكة الخارجية في استدامة السياحة الجزائرية :من أجل زيادة اعداد السائحين3.
الوافدين نحو الجزائر فان المكانيات السياحية و الثروات الطبيعية و الثقافية و الحضارية
وحدها غير كافية ان لم يكن هناك تسهيل إلجراءات إدارية و اتفاقات حكومية لتحريك هؤالء
السائحين .األمر الذي فرض وضع شراكة فعلية مع فاعلين خارجيين في السياحة و حتى مع
الحكومات و هو ما قامت به الجزائر Rمع بعض الدول االسيوية مثل اليابان والصين و بعض
.الدول األوروبية و الالتينية باإلضافة الى السائحين العرب خصوصا Rالخليجيين
:خاتمة
لم يعرف القطاع السياحي في الجزائر ازدهارا كبيرا بالرغم من امتالد البلد لثروات سياحية
معتبرة تؤهلها لتكون من أكبر الدول المتقدمة سياحيا على المستوى Rاإلقليمي و العالمي ،و
:ذلك رغم الجهود المبذولة في الميدان و من الحلو الواجب اتباعها هي
االهتمام بصناعة السياحة في الجزائر و ضرورة تطبيق المخططات و البرامج التنموية و1.
.السياحية و توفير كل اإلمكانيات لذلك سواء بالنسبة للوزارة الوصية أو الهيئات التابعة
استخدام األسس العلمية من بحوث و تكنولوجيا خاصة عند وضع التقديرات و اعداد2.
.السياسات و االستراتيجيات التنموية
اعادة هيكلة المؤسسات المسيرة للقطاع و العمل على تقليل المشاكل اإلدارية و التقنية و3.
زيادة الموارد المالية العامة و الخاصة و معالجة مشكل تأخر و توقف المشاريع و رفع
مستويات التأهيل بتوفير التكوين و التأهيل و نشر الوعي السياحي بين األوساط و اعتماد
سايايت تسويقية واضحة ،وتوسيع االستثمارات في المجال السياحي و تسهيل إجراءات
االستثمار و إزالة العراقيل ،و توفير االستقرار األمني و تسخير أعوان األمن لكن ليس
.بصورة مباشرة تنشر الخوف و القلق بين السائحين
استخدام التكنولوجيا المتطورة سواء بالنسبة للمنتجات و الخدمات السياحية أو بالنسبة 4.
.للخدمات المساعدة كالنقل و االتصال
:المراجع
رفعت عبد هللا سليمان حسين ،د.صورية شنبي ،د.السعيد بن لخضر :تنمية السياحة
الجزائرية وفق مبادئ االستدامة ،مجلة اتحاد الجامعات العربية للسياحة و الضيافة ،المجلد
، 17 .العدد ، 3الجزائر 2019 ،