Professional Documents
Culture Documents
دور الادارة المحلية في تحقيق التنمية على المستوى المحلي في الجزائر
دور الادارة المحلية في تحقيق التنمية على المستوى المحلي في الجزائر
فضيلة خلفون
:ملخص
تعت بر االدارة المحلي ة أح د األس اليب المتبع ة في التنظيم اإلداري ،وذل ك بغي ة تخفي ف
العبء الثقيل على كاهل الحكومة المركزية ،و تقريب اإلدارة من المواطن وتلبي ة احتياجات ه
بطريقة سريعة ،وتتمثل االدارة المحلية في البلدية والوالية اللت ان تجس دان الس لطة المق ررة
والمسيرة على المستويات المحلية لدفع عجلة التنمية المحلي ة ،ال تي تتحق ق بتك اثف الجه ود
الشعبية والحكومي ة وعن طري ق تف ويض الص الحيات من المرك ز الى المس تويات المحلي ة
دون الرجوع اليه اال في االمور التي تتطلب التنسيق.
:مقدمة
إن توسع وتضخم وظيفة ودور الدولة الحديثة ،زاد من اهمية الجهاز البيروقراطي
والتنظيم االداري المسؤول عن األداء ال وظيفي الرس مي ،ونش أت عالق ة ثنائي ة الت أثير بين
اإلدارة والتنمية ،االمر الذي دفع الدول الى تبني االساليب اإلدارية المالئمة والفعال ة حس ب
مكونات ومتطلبات البيئة التنموية ،وهوما خلق التمايز البيروقراطي والتب اين التنظيمي ليس
فقط بين الدول ولكن حتى داخل الدولة الواحدة في سياق التحوالت الوظيفي ة والهيكلي ة وم ا
يتبعها من تناسق إداري في السعي الى الضبط الوظيفي التنموي المقبول .
وتماشيا مع التطورات النظرية للتنمية واالنتقال الى األبعاد المحلية في البناء والقياس،
تح ول تبعي ا االهتم ام نح و اإلدارة المحلي ة ودوره ا في تحقي ق التنمي ة المحلي ة باعتباره ا
المحرك الفعال لها ،والشيء الذي تتميز به هوانها قريبة من الم واطن فتعت بر ب ذلك اإلط ار
األمثل لك ل مس عى يه دف الى تحقي ق تق ارب اإلدارة المركزي ة على المس توى المحلي م ع
المواطن الذي يبقى غاية وهدف كل عمل تنموي.
انطالقا من هذا فقد جاءت هذه الدراسة لالجابة على االشكالية التالية:
الى أي مدى يمكن أن تس اهم اإلدارة المحلي ة في ظ ل بناءاته ا الهيكلي ة وأداءاته ا الوظيفي ة
والتشريعات المنظمة في تحقيق التنمية على المستوى المحلي في الجزائر؟
لإلجابة على هذه اإلشكالیة نتناول الموضوع من خالل العناصر التالیة:
االطار المفاهيمي للدراسة: -I
إن التنمية تحتاج إلى تنظيم والتنظيم يحتاج إلى حركة وفاعلية تتمثل في اإلدارة التي
تقوم بمهام التخطيط والتوجيه والرقابة ،وعلى هذا األساس يكون لالدارة المحلية الحق
في إدارة الشؤون المحلية ووضع الخطط والتنظيمات الكفيلة بتحقيق أهداف اإلدارات
والمصالح المحلية.
اوال :ماهية االدارة المحلية :
لقد ارتبط مفهوم اإلدارة المحلية بالنشاط اإلداري الذي تشرف عليه السلطات المحلية
والتي تعد أداة إنجاز و تنفيذ السياس ات العام ة المحلي ة ،وال تي تق وم برس مها ،ووض ع
خطواتها العريضة )1(.
تعريف االدارة المحلية : -1
تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم اإلدارة المحلية ،وذلك تبعا لتوجه ات نظ ر الفقه اء
والمفكرين ويمكن ذكر بعض منها:
اإلدارة المحلية هي " أسلوب إداري يكف ل توف ير ق در من االس تقالل للهيئ ات المحلي ة فيم ا
تباش ره من اختصاص ات مح ددة في مج ال الوظيف ة اإلداري ة ال تي تض طلع به ا الس لطة
المركزية في الدولة أساسا بهدف تنمية مجتمعاتها واشباع حاجات افرادها م ع خض وع ه ذه
المهيآت لقدر من الرقابة من السلطة المركزية"()2
اإلدارة المحلي ة هي "أس لوب من أس اليب التنظيم اإلداري للدول ة وتق وم على فك رة توزي ع
النشاطات والواجبات المركزي ة والمحلي ة ،وذل ك لغ رض أن تتف رغ األولى لرس م السياس ة
العامة للدولة ،إضافة إلى إدارة المرافق القومي ة في البالد ،وأن تتمكن األجه زة المحلي ة في
تسيير مرافقها بكفاءة ،وتحقيق أغراضها المشروعة"
وعلى ض وء التع ريفين الس ابقين يمكن تعري ف اإلدارة المحلي ة على أنه ا " هي ج زء من
التنظيم اإلداري للدول ة ،منحته ا الحكوم ة المركزي ة شخص ية معنوي ة* به دف فتح أب واب
اإلدارة أمام المواطن من أجل تلبية احتياجاته بسرعة ودق ة ،تتك ون من هيئ ة منتخب ة محلي ا
تعمل تحت إشراف السلطة المركزية")3(.
الفرق بين االدارة المحلية والحكم المحلي: -2
تقتضي دارسة مفهوم اإلدارة المحلية أن نميزها عن مفهوم الحكم المحلي ،فهذا االخير
يعرف بأنه المناطق المحددة التي تمارس نشاطها المحلي بواسطة هيئات منتخب ة من ط رف
سكانها المحليين تحت رقابة وإشراف الحكومة المركزي ة ،ولق د اختلفت اآلراء ح ول تحدي د
مفه ومي الحكم المحلي واإلدارة المحلي ة حيث ب رزت ثالث ة اتجاه ات بخص وص ه ذين
المفهومين ،ففي االتجاه األول هناك من يفرق بين اإلدارة المحلية والحكم المحلي ،من خالل
اعتب ار البعض اإلدارة المحلي ة أس لوب من أس اليب الالمركزي ة اإلداري ة والحكم المحلي
أسلوب من أساليب الالمركزية السياسية ،واعتبار البعض اآلخ ر اإلدارة المحلي ة خط وة في
سبيل الحكم المحلي ،وذلك استنادا إلى نوع ودرجة االستقاللية والصالحيات)4(.
ويتمثل الفرق بين اإلدارة المحلية و الحكم المحلي في ما يلي:
-من حيث الوظيفة :اإلدارة المحلية تركز على الجوانب التنفيذية أما الحكم المحلي يركز
على دور المواطنين في الجانب السياسي.
-من حيث المستوى :اإلدارة المحلية تكون على مستوى قطاعي والهيئات العمومية بينما
الحكم المحلي يكون على مستوى التشريع و التنفيذ معا.
-من حيث البع د المرك زي :اإلدارة المحلي ة تتعل ق بالالمركزي ة اإلداري ة في حين الحكم
المحلي يتعلق بالالمركزية السياسية في نظم الدول المركبة.
-من حيث األولوي ة :اإلدارة المحلي ة خط وة أساس ية نح و الحكم المحلي أم ا الحكم المحلي
فبنجاح اإلدارة المحلية يؤدي إلى إمكانية تطبيقه)5(.
أهداف اإلدارة المحلية: -3
ان إنتشار نظم االدارة المحلية في عصرنا هذا صاحبته عدة عوامل و أسباب تختلف من
من ألخرى خاص ة فيم ا يخص النظ ام السياس ي ،االجتم اعي والثق افي ،إال أنه ا تتش ابه
جميعا في االهداف العامة المرجوة منها:
اله دف من وراء االدارة المحلي ة ه و التقلي ل من النفق ات واس تثمار م وارد المنطق ة -
بصورة ترضي أبنائها.
إن اإلدارة المحلي ة تعم ل على توثي ق الص لة بين الم واطن و المس ؤول عن طري ق -
المشاركة العملية في إدارة شؤونهم.
تط بيق الديمقراطي ة من خالل ممارس ة الش عب لحق ه في اإلس هام في إدارة ش ؤونه -
وتصريف اموره.
تحقيق التوازن اإلقليمي بين مختلف المناطق ،حيث يتم توزيع الخ دمات والض رابب -
بصورة متساوية ومن دون التفرقة بين وحدة ادارية محلية ووحدة أخرى.
ته دف االدارة المحلي ة إلى ت دريب الم واطن على الحكم الني ابي ويتم ذل ك من خالل -
المجالس المحلية المنتخبة.
النهوض بمستوى الخدمات و أدائها في المجتمعات المحلية. -
تحقيق رغبات و احتياجات السكان المحليين من الخدمات المحلية ،بما يتفق مع -
ظروفهم ،و أولوياتهم ،حيث إن وجود مجلس محلي في رقعة جغرافية محددة يشعر
بمسؤولية اجتماعية اتجاه المواطنين)6(.
ثانيا ماهية التتنمية المحلية:
لقد حظيت المجتمعات المحلية باهتمام كبير في معظم الدول خاصة النامية منها
كوسيلة لتحقيق تنمية على مستواها القومي أو الوطني ،وبالتالي أصبحت التنمية
المحلية تأخذ أهمية كبيرة كونها تهدف إلى تطوير المجتمعات المحلية.
تعريف التنمية المحلية: -1
نظرا ألهمية موضوع التنمية المحلية فقد حظي باهتمام الباحثين والمتخصصين وبذلك كانت
هناك العديد من التعاريف وكل تعريف يركز على جانب معين ،فنذكر من بين التعاريف ما
يلي:
فقد عرفت بأنها «عملية يتم من خاللها توحيد جهود اإلفراد مع الجهود الحكومية
بهدف تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية ض من اإلط ار
العام للدولة بشكل يساهم في تقدم األمة")7(.
وقد عرفت بأنها " عمليات يمكن لها توحيد جهود المواطنين و المواطنين والحكومة
لتحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية في المجتمعات المحلية ومساعدتها على االندماج
في حياة األمة والمساهمة في رقيها بأقصى قدر المستطاع")8( .
من خالل التعريفين السابقين يمكن تعريف التنمية المحلية بانها" :مجموعة من العمليات
واألنشطة المخططة التي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة االقتصادية ،االجتماعية والثقافية
في المجتمع المحلي بلدية أو والية والتي تقوم على أساس إشراك أفراده المحليين وتوحيد
جهودهم مع الجهود الحكومية باالعتماد قدر اإلمكان على الموارد الطبيعية والطاقات
البشرية المتوفرة محليا في إطار متكامل ومتناسق مع اإلستراتيجية العامة للتنمية الوطنية
الشاملة"()9
أهداف التنمية المحلية: -2
إن تحديد األهداف ألي تنمية يعني التخطيط الهادف و الواعي الذي يعتمد على العقالنية،
ومن الصعب تحديدها بدقة الختالف ظروف كل مجتمع محلي وانطالقا من اختالف
األوضاع والحاجيات التنموية الحقيقية من مجتمع إلى آخر ،إال انه يكن إبراز بعض
األهداف األساسية التي تتبلور حول الخطة العامة في النقاط التالية:
ا -األهداف اإلدارية:
-زيادة التعاون و المشاركة بين السكان ومجالسهم المحلية مما يساعد في نقل المجتمع
المحلي من حالة الالمباالة إلى حالة المشاركة الفاعلة.
-تنمية قدرات القيادة المحلية لإلسهام في تنمية المجتمع.
-ازدياد القدرات المالية للهيئ ات المحلي ة مم ا يس اهم في تعزي ز قيامه ا بواجباته ا وت دعيم
استقالليتها)10(.
ب -األهداف االقتصادية:
-جذب الص ناعات والنش اطات االقتص ادية المختلف ة لمن اطق المجتمع ات المحلي ة بتوف ير
التسهيالت الممكنة مما يساهم في تطوير تلك .
-تطوير الخدمات والنشاطات والمشروعات االقتصادية واالجتماعية في المجتمعات المحلية
والعمل على نقلها من الحالة التقليدية إلى الحداثة.
-حشد وتثمين الموارد البشرية واألمالك المحلية وترشيد استعمالها)11(.
ج -األهداف االجتماعية:
-ضمان العدالة في االستفادة من الخدمات والمرافق كالمواصالت ،التكوين ،الثقافة.
-القضاء على البناء الفوضوي عبر توسيع برامج السكن االجتماعي الموجه للفئات
الضعيفة.
-التصدي و محاربة اآلفات االجتماعية كالجريمة ،العنف ،السرقة ،المخدرات .. ،والعمل
على نشر الفضيلة عبر برامج التوعية والحمالت وتنظيم الندوات والمحاضرات.
-محاربة الفقر واإلقصاء و الفوارق االجتماعية والتهميش ودعم الفئات الضعيفة والمهشمة
وإدماجها في المجتمع)12(.
-3مقومات التنمية المحلية :وتشمل مايلي
المقومات المالية :حيث يعد عنصر المال عامال أساسيا في التنمية المحلية حيث أن
نجاح الهيئات المحلية في أداء واجبها والنهوض باألعباء الملقاة على عاتقها من
ناحية وتوفير الخدمات للمواطنين يتوقف إلى حد كبير على حجم مواردها المالية.
ب -المقومات البشرية :يعتبر العنصر البشري أهم عنصر في العملية اإلنتاجية وفي
نجاح التنمية المحلية فالعنصر البشري هو الذي يفكر في كيفية استخدام الموارد
المتاحة أفضل استخدام وهو الذي يدير التمويل الالزم إلقامة المشاريع.
ج -المقومات التنظيمية :تتمثل في وجود نظام لإلدارة المحلية إلى جوار إدارة
مركزية مهمتها إدارة المرافق المحلية وتنظيم الشؤون المحلية)13(.
-IIدور االدارة المحلية في مجال التنمية المحلية بالجزائر:
إن حتمية تط ويراإلدارة المحلي ة أص بح حتمي ة ذات أولوي ة على ج دول أولوي ات المجتم ع
اإلنمائية ،فالتطوير اإلداري هو الذي يستهدف خل ق إدارة إنمائي ة ،وإذا تتبعن ا الح ديث عن
إدارة التنمية فإننا سنجد أن في خلق إدارة محلي ة مؤهل ة خط وة أساس ية على ه ذا الطري ق،
وبالطبع فان بناء نظ ام متط ور لإلدارة المحلي ة ال ي أتي بمج رد إص دار ق وانين أو مراس يم
خاصة بذلك وإنما البد االنسجام بين ما تقدمه الق وانين وبين ظ روف ومقتض يات التط ور ،
وفي الجزائر تعتبر الوالية والبلدي ة المح رك األساس ي للتنمي ة المحلي ة باعتبارهم ا ف اعالن
أساسيان .
دور الوالية في مجال التنمية المحلية : -1
تع د الوالي ة وح دة إداري ة من وح دات الدول ة وفي نفس ال وقت شخص ا من أش خاص
القانون تتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالي ة المس تقلة ،حيث عرفه ا ق انون الوالي ة رقم
07-12المؤرخ في 21فبراير 2012في مادته األولى بأنها "جماعة إقليمية للدولة تتمت ع
بالشخصية المعنوية والذمة المالي ة المس تقلة ،وهي ال دائرة اإلداري ة غ ير الممرك زة للدول ة
وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياس ات العمومي ة التض امنية والتش اورية بين الجماع ات
اإلقليمية للدولة".
ويسير الوالية هيئتان المجلس الشعبي ال والئي وال والي حس ب الم ادة الثاني ة من األم ر
07-12ويساعد الوالي في مهامه أجهزة وهياكل اإلدارة العامة للوالية منها األمان ة العام ة
للوالية ،المفتشية العامة للوالية ،الديوان ،رئيس الديوان ورئيس الدائرة.
كما تعتبر الوالية فاعل أساسي في مجال التنمية المحلية ،ويتحدد دورها من خالل القانون
الوالئي ،بحيث تسند إليها جميع أعمال التنمية سواء ك انت اقتص ادية أو اجتماعي ة أو ثقافي ة
أو بيئية...الخ ويمكن تحديد دور الوالية في العناصر التالية:
ا -الميدان المتعلق بالتهيئة والتعمير :وتقوم الوالية في هذا المج ال بتحدي د مخط ط التهيئ ة
العمرانية بالوالية ورسم النس يج العم راني ومراقب ة تنفي ذه ،والمب ادرة ب اي عم ل من ش انه
توفير التجهيزات التي تتج اوز ق درات البل ديات ،واألعم ال المرتبط ة بأش غال تهيئ ة ط رق
الوالية وصيانتها وتصنيفها حسب الشروط المعمول بها والمب ادرة بك ل عم ل من ش انه ف ك
العزلة على األرياف.
ب -الميدان الصحي :تقوم الوالية بإنجاز الهياكل الصحية التي تتجاوز قدرات البلديات
إضافة إلى المساهمة في أعمال الوقاية من األوبئة وترقية الوقاية الصحية.
ج -الميدان الثقافي :تسعى الوالية بموجب مخططها إلى إنشاء مرافق ثقافية وتقديم دعمها
ومساعدتها لهذه المرافق ،كما تتولى ترقية التراث الثقافي بالمنطقة بالتنسيق مع البلديات.
د -الميدان السياحي :تضطلع الوالية بازدهار السياحة من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة
التي تساعد في استغالل القدرات السياحية وتشجيع االستثمار في مجال السياحة.
ه -الميدان المتعلق بالسكن :تعمل الوالية على تدعيم البلديات فيما يخص تطبيق برامجها
اإلسكانية وتقوم بتقديم مساهمات إلنشاء المؤسسات وشركات البناء العقاري ،باإلضافة الى
المبادرة والمشاركة في ترقية برامج السكن المخصص لإليجار المحافظة على الطابع
المعماري ،والمشاركة في عمليات اإلصالح وإعادة البناء بالتشاور مع البلديات ،كما تساهم
بالتنسيق مع البلديات والمصالح التقنية المعنية في برامج القضاء على السكن الهش والغير
صحي ومحاربته.
و -الميدان المتعلق بالفالحة والري :يبادر المجلس الشعبي الوالئي ويضع حيزا لتنفيذ كل
عمل في مجال حماية وتوسيع وترقية األراضي الفالحية والتهيئة والتجهيز الريفي،
باإلضافة الى تشجيع أعمال الوقاية من الكوارث الطبيعية وتطهير وتنقية المجاري المائية
في حدود إقليم الوالية ،ضف الى ذلك أن الوالية تبادر بكل األعمال الموجهة الى تنمية
وحماية األمالك الغابية في مجال التشجير وحماية التربة وإصالحها والتزويد بالمياه
الصالحة للشرب.
ن -التجهيزات التربوية والتكوينية :حيث تتولى الوالية في إطار المعايير الوطنية وتطبيقا
للخريطة المدرسية والتكوينية انجاز مؤسسات التعليم المتوسط والثانوي والمهني وتتكفل
بصيانتها والمحافظة عليها وتجديد التجهيزات المدرسية .
ي -الميدان المتعلق بالنشاط االجتماعي :تقوم الوالية بالمساهمة في ترقية التشغيل والتش اور
مع البلديات والمتعاملين االقتصاديين ،وتساهم في كل نشاط يهدف الى حماية الطفولة واألم
والمس نين وذوي االحتياج ات الخاص ة والتكف ل بالمتش ردين والمختلين عقلي ا ،كم ا تس اهم
الوالية في إنشاء الهياكل القاعدية القافية والرياضية وحماية التراث التاريخي.
م -الميدان المتعلق بالتنمية االقتصادية :حيث تعد الوالية مخطط للتنمية على المدى المتوسط
يبين فيه األهداف والبرامج والوسائل المعبأة من الدولة في إط ار مش اريع الدول ة وال برامج
البلدي ة للتنمي ة باإلض افة الى إنش اء على مس توى ك ل والي ة بن ك معلوم ات يجم ع ك ل
اإلحصاءات والدراسات االقتصادية واالجتماعية والبيئية المتعلقة بالوالية وتعد جدوال سنويا
يبين النتائج المحصل عليها في كل القطاعات ومعدالت نمو كل قطاع)14(.
دور البلدية في مجال التنمية المحلية: -2
نظرا لألمر رقم 10-11المؤرخ في 22جوان 2011المتعلق بقانون البلديات تع د
البلدي ة على أنه ا جماع ة إقليمي ة قاعدي ة للدول ة تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة وال ذم ,المالي ة
المستقلة حسب الم ادة األولى ،والبلدي ة هي القاع دة اإلقليمي ة الالمركزي ة ومك ان لممارس ة
المواطنة وتشكل إطار مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية حسب المادة .2
كما نصت المادة 15من األمر رقم 10-11انه تتوفر البلدية على هيئة مداولة هي المجلس
الشعبي البلدي وهيئة تنفيذية يرأسها رئيس البلدية.
تعت بر البلدي ة المح رك األساس ي للتنمي ة المحلي ة ،بحكم عالقته ا المباش رة م ع المواط نين
وتمثيلها للدولة على المستوى المحلي والقاعدي ،وبذلك فهي ملزمة ببعض األمور األساس ية
تجاه مواطنيها ،ويمكن التعرف على مجال تدخلها في النقاط التالية:
ا -صالحيات البلدية في مجال التعمير والهياكل القاعدية والتجهيز :يتحتم على ك ل البل ديات
أن يكون لها أدوات تعمير PDAUوPOSألجل السيطرة على النمو العم راني الموج ود به ا
وحسب القانون رقم 10-11على البلدية أن تسهر على مراقبة عمليات البن اء ذات العالق ة
ببرامج التجهيز والسكن ،واحترام األحكام في مجال مكافحة الس كنات الهش ة غ ير القانوني ة
والسهر على الحفاظ على األمالك العقارية التابعة لألمالك العمومية للدولة.،
ب -صالحيات البلدية في مجال التهيئة والتنمية المحلية :في هذا المجال على البلدية أن
تعمل على تنمية ترابها وتهيئته ضمن مخطط قصير ومتوسط وطويل تنجزه وتصادق عليه
وتسهر على تنفيذه في إطار الصالحيات المسندة لها قانونيا وبانسجام مع مخطط الوالية
وأهداف مخططات التهيئة العمرانية ،ويساهم هذا المخطط في تحديد الوجهة الوطنية للتنمية
من خالل حماية األراضي الفالحية والمساحات الخضراء والمساهمة في حماية التربة
والموارد المائية والسهر على االستغالل األفضل لها.
ج -نشاطات البلدية في مجال الترقية والحماية االجتماعية والرياضة والشباب والثقافة
والتسلية والسياحة:
حيث تتخذ البلدية طبقا للتشريع والتنظيم المعمول به كافة اإلجراءات قصد :
انجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخريطة المدرسية الوطنية. -
انجاز وتسيير المطاعم المدرسية وتوفير وسائل النقل للتالميذ. -
تقديم مساعدات للهياكل المكلفة بالشباب والثقافة والرياضة والتسلية. -
المساهمة في تطوير الهياكل الجوارية الموجهة لنشاطات التسلية. -
نشر الفن والقراءة العمومية وتنشيط الثقافة والحفاظ عليها. -
اتخاذ كل التدابير التي ترمي الى توسيع القدرات السياحية وتشجيع المتعاملين -
المعنيين باستغاللها من خالل انجاز الفنادق ،المنازل ،المطاعم ،مساحات التخييم ،المراكز
العائلية ،والحمامات المعدنية وتهيئة الشواطئ.
تشجيع عمليات التمهين واستحداث مناصب الشغل. -
المساهمة في صيانة المساجد والمدارس القرآنية . -
د -صالحيات البلدية في مجال االستثمارات االقتصادية :تقوم البلدية بتخصيص جزء من
أموالها في صناديق المساهمة التابعة للجماعات المحلية ،وللبلدية الحق في كل عمل يرمي
إلى وضع شبكة صناعية عبر المناطق الترابية التابعة لها وتدعيمها لتحقيق األهداف التالية:
السعي إلنهاء الهجرة الريفية. -
الزيادة في قيمة الطاقات المحلية . -
المساهمة في توقير االحتياجات المحلية انطالقا من اإلنتاج المحلي. -
تسهيل التحكم في أسالب الصناعة ونشر تقنياتها. -
إنشاء وحدات صناعية لإلنتاج والخدمات لتوفير االحتياجات المحلية وتسيرها -
وصيانتها.
ه -دور البلدية في مجال النظافة وحفظ الصحة والطرقات :حيث تس هر على اح ترام التنظيم
المعمول به والمتعلق بحفظ الصحة والنظافة العمومية في المجاالت التالية:
توزيع المياه الصالحة للشرب. -
صرف المياه المستعملة ومعالجتها. -
جمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها. -
الحفاظ على صحة األندية واألماكن المستقبلة للجمهور. -
صيانة طرق البلديات. -
تهيئة المساحات الخضراء ووضع العتاد الحضري وصيانة فضاءات الترفيه)15(. -
-IIIمعيقات التنمية المحلية في الجزائر و سبل تفعيلها:
تواجه اإلدارة المحلية في الجزائر مشاكل عديدة ومختلفة عرقلت من مس يرتها للوص ول
بالمجتمع إلى طريق الرقي و الرفاهية.
المشاكل التي تواجه االدارة المحلية التي تحول دون تحقيق تنمية محلية : -1
ا -المشاكل المالية:
تعتبر الم وارد المالي ة العم ود الفق ري ألي نظ ام حكم محلي فع ال ،وعلي ه يمكن قي اس
درجة فعالية واستقاللية أي سلطة محلية بمدى قدرتها المالية على تموي ل برامجه ا الخدمي ة
وتنفيذ سياساتها وخططها التنموية من مصادرها الذاتية ،بدون االعتماد كلي ة على اإلعان ات
والدعم المرك زي ،وعلى ه ذا األس اس ف إن الجماع ات المحلي ة ال تتمكن من س د الحاج ات
المحلية واإلنفاق عليها ،إال إذا كان تحت سيطرتها ماال تغترف منه ،وطبيعي أنه كلما ك انت
الجماع ات المحلي ة تعتم د على موارده ا فق ط في س د نفقاته ا المحلي ة ،ك ان ذل ك ض مانا
الستقاللها ويبعد عنها الرقابة الشديدة التي تمارسها المركزية)16(.
ب -المشاكل الفنية:
تعاني الهيئات المحلية في الجزائر من خلل هيكلي يتعلق باليد العاملة من حيث أدائها،
تدريبها ،تأهيلها وتحفيزها ،فنقص الخبرات الفنية وانخفاض مستوى كفاءة موظفي اإلدارة
المحلية (البلديات خاصة) ،إضافة إلى قلة عدد المهندسين و المتخصصين العاملين في
المؤسسات المحلية ،باإلضافة الى غياب عنصر المشاركة الشعبية و قصور الخدمات
البلدية)17(.
ج-المشاكل اإلدارية:
تعاني المحليات في الجزائر من غموض القوانين والتشريعات التي تتعلق بالعالقة بين
المركز والهيئات المحلية من والية ،وبلدية .فبالرغم من النصوص التي حددت اختصاصات
المجالس المحلية خاص ة البلدي ة ،إال أنه ا تتمت ع باس تقاللية حقيقي ة في إدارة ش ؤونها ،ومن
خالل ق وانين اإلدارة المحلي ة (ق انون البلدي ة وق انون الوالي ة) ،يتض ح لن ا م دى اتس اع
اختصاص ات البلدي ة الجزائري ة ،وم دى ت دخلها في ك ل األنش طة االقتص ادية واالجتماعي ة
والثقافية ،إال أن هذه االختصاصات مقيدة إلى حد كبير بتدخل سلطة الرقاب ة ،باإلض افة إلى
مشاكل إدارية أخرى هي:
-الشكوى من الروتين الحك ومي ال ذي يعرق ل أعم ال اإلدارة المحلي ة ،وتع دد اإلج راءات
الحكومية.
-فقدان التنسيق بين أعمال الهيئة المحلية وفروعها.
-ضعف أجهزة المتابعة والرقابة والتدقيق.
-ضعف الجهاز التنفيذي للهيئات المحلية ،وعدم تفهمها للواقع والظروف المحلية.
-انتشار المحاباة والمحسوبية في تعيين موظفي الهيئات المحلية.
-غياب الش فافية في الرقاب ة والمس اءلة وحكم الق انون وتفش ي الغم وض في أس اليب العم ل
والتسيب)18(.
فكل ه ذه المعوق ات أدت إلى انتش ار ظ اهرة الفس اد ال تي وج دت أرض ية ص لبة س واء
مباشرة بعد االستقالل أو مع عملية االنتقال إلى اقتصاد السوق ،فأصبح الفساد ي درج ض من
أهم األسباب التي تعيق التنمية ،وم ا يع زز وج ود الفس اد على مس توى االدارة المحلي ة ه و
تردي واقع هذه اإلدارة والتي كانت في حد ذاتها هدفا لعملي ات اإلص الح اإلداري ،إذ س نت
ترس انة من الق وانين إلص الح اإلدارة المحلي ة من ذ االس تقالل إلى الي وم ،من أن ي ؤدي إلى
تغيير جذري في فعالية هذا الجهاز)19(.
اصالح االدارة المحلية للنهوض بالتنمية المحلية: -2
يمكن حصر العوامل ال تي يمكن أن تس اعد في تط وير الجماع ات المحلي ة ح تى تتمكن من
تحقيق أهدافها في:
اإلصالح الهيكلي و اإلداري: -
إن عملية إصالح الجماعات المحلية تتطلب معالجة كافة أوج ه البيروقراطي ة ،تبس يط
السياسات واإلجراءات ومحاربة الروتين ،وحسم أي تضارب و ازدواجي ة في اختصاص ات
المسؤولين ،توفير التنسيق التام بين كافة األجهزة ،توفير المعلومات الالزم ة المس اعدة على
سرعة وسالمة اتخاذ القرارات المتابعة والرقابة ،تحديث اإلدارة واالستخدام األمثل للم وارد
المتاحة ،وتغيير أنماط السلوك والثقافة السائدة في اإلدارات المحلية)20(.
-تفعيل المشاركة الشعبية:
لكي تؤدي الهيئات المحلية دورها بصورة كاملة ،البد من تمهيد الطريق بإح داث انفت اح
سياسي يمكن الجماهير الشعبية من المش اركة في تقري ر مس تقبلها االقتص ادي واالجتم اعي
والسياسي ،وذلك عبر مجالس الحكم المحلي ،ولهذا يتوق ف نج اح ه ذه الهيئ ات المحلي ة في
مواجه ة تح ديات التنمي ة ،على درج ة االنفت اح في النظ ام السياس ي ،ومس توى المش اركة
الشعبية التي تسمح بها السلطة المركزية)21(.
-اإلصالح المالي:
إذا كان ضعف الهيئات المحلية مرتبطا إلى حد ما بضعف إمكانياتها المالي ة ،فال ب د من
العمل على تطبيق جملة من اإلصالحات المالية ،وأهم هذه اإلصالحات منح الهيئات المحلية
استقاللية مالية أوسع وحص ولها على نص يب معق ول من الم وارد المالي ة الوطني ة لت واكب
متطلبات التنمية المحلية ،وزيادة االستثمارات في المحليات كإعطاء المجالس المحلية حري ة
أكثر في التصرف في أمواله ا وف رض الض رائب والرس وم ،وأن ينص على ذل ك الق وانين
ونظم اإلدارة المحلية على أن تتولى الهيئات المحلية مهام تحصيل الضرائب والرس وم ال تي
تؤول إليها قانونيا ،وأن تتصرف فيها بمعزل عن أي تدخل من جانب الحكوم ة المركزي ة(.
)22
-اصالح قانوني:
-تفعيل النصوص القانونية الحالية المتعلقة بالجماعات المحلية في مجال الخدمات العامة.
-دعم البلديات من خالل منح سلطات أوسع للمجالس الشعبية المحلية.
-حل إشكالية التمويل والذي يعتبر الشرط األساسي لنجاح البلديات في أداء أدوارها.
-ض مان اس تقاللية المج الس الش عبية ،وتحدي د االختصاص ات والح د من ت دخل الجه ات
الحكومية.
-تفعيل النصوص القانونية الحالية المتعلقة بالجماعات المحلية في مج ال الخ دمات العام ة(.
)23
خاتمة:
إن تحقيق تنمية وطنية شاملة في الجزائر ،ينبغي ان يخرج عن المسعى العام
للمؤسسات المركزية للدولة غير إن ما يالحظ وبشكل جلي ان االدارة المحلية تعاني ض عفا،
سواءا من ناحية الكوادر البشرية او الموارد المالية.
كما ان عم التكريس الفعلي لنظام الالمركزية في الجزائر ادى الى تقليص المبادرة بكل
استقاللية في مجال المشاريع التنموية المحلية من ط رف الجماع ات المحلي ة ،وب ذلك ينبغي
وضع حد لنفوذ الس لطة المركزي ة ح تى تتمكن الهيئ ات المحلي ة من تقري ر وتنفي ذ م ا ت راه
مناس با كونه ا االق رب الى الم واطن واألدرى بانش غاالته في جمي ع الن واحي االقتص ادية،
االجتماعية ،الثقافية والسياسية.
ضف الى ذلك ان امكانية تحقيق تنمية محلية من قب ل المؤسس ات المحلي ة يتطلب عليه ا
تجاوز العدي د من التح ديات والعراقي ل ال تي تعي ق عملي ة تحقي ق االه داف التنموي ة نتيج ة
ضعف الترابط العمودي بين السلطات المحلي ة والس لطة المركزي ة وض عف التراب ط االفقي
بين االدارة المحلية والمواطنين.