You are on page 1of 16

‫دور االدارة المحلية في تحقيق التنمية المحلية بالجزائر‬

‫فضيلة خلفون‬

‫‪:‬ملخص‬

‫تعت بر االدارة المحلي ة أح د األس اليب المتبع ة في التنظيم اإلداري‪ ،‬وذل ك بغي ة تخفي ف‬
‫العبء الثقيل على كاهل الحكومة المركزية‪ ،‬و تقريب اإلدارة من المواطن وتلبي ة احتياجات ه‬
‫بطريقة سريعة‪ ،‬وتتمثل االدارة المحلية في البلدية والوالية اللت ان تجس دان الس لطة المق ررة‬
‫والمسيرة على المستويات المحلية لدفع عجلة التنمية المحلي ة‪ ،‬ال تي تتحق ق بتك اثف الجه ود‬
‫الشعبية والحكومي ة وعن طري ق تف ويض الص الحيات من المرك ز الى المس تويات المحلي ة‬
‫دون الرجوع اليه اال في االمور التي تتطلب التنسيق‪.‬‬
‫‪:‬مقدمة‬

‫إن توسع وتضخم وظيفة ودور الدولة الحديثة‪ ،‬زاد من اهمية الجهاز البيروقراطي‬
‫والتنظيم االداري المسؤول عن األداء ال وظيفي الرس مي‪ ،‬ونش أت عالق ة ثنائي ة الت أثير بين‬
‫اإلدارة والتنمية‪ ،‬االمر الذي دفع الدول الى تبني االساليب اإلدارية المالئمة والفعال ة حس ب‬
‫مكونات ومتطلبات البيئة التنموية‪ ،‬وهوما خلق التمايز البيروقراطي والتب اين التنظيمي ليس‬
‫فقط بين الدول ولكن حتى داخل الدولة الواحدة في سياق التحوالت الوظيفي ة والهيكلي ة وم ا‬
‫يتبعها من تناسق إداري في السعي الى الضبط الوظيفي التنموي المقبول ‪.‬‬
‫وتماشيا مع التطورات النظرية للتنمية واالنتقال الى األبعاد المحلية في البناء والقياس‪،‬‬
‫تح ول تبعي ا االهتم ام نح و اإلدارة المحلي ة ودوره ا في تحقي ق التنمي ة المحلي ة باعتباره ا‬
‫المحرك الفعال لها‪ ،‬والشيء الذي تتميز به هوانها قريبة من الم واطن فتعت بر ب ذلك اإلط ار‬
‫األمثل لك ل مس عى يه دف الى تحقي ق تق ارب اإلدارة المركزي ة على المس توى المحلي م ع‬
‫المواطن الذي يبقى غاية وهدف كل عمل تنموي‪.‬‬
‫انطالقا من هذا فقد جاءت هذه الدراسة لالجابة على االشكالية التالية‪:‬‬
‫الى أي مدى يمكن أن تس اهم اإلدارة المحلي ة في ظ ل بناءاته ا الهيكلي ة وأداءاته ا الوظيفي ة‬
‫والتشريعات المنظمة في تحقيق التنمية على المستوى المحلي في الجزائر؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالیة نتناول الموضوع من خالل العناصر التالیة‪:‬‬
‫االطار المفاهيمي للدراسة‪:‬‬ ‫‪-I‬‬
‫إن التنمية تحتاج إلى تنظيم والتنظيم يحتاج إلى حركة وفاعلية تتمثل في اإلدارة التي‬
‫تقوم بمهام التخطيط والتوجيه والرقابة‪ ،‬وعلى هذا األساس يكون لالدارة المحلية الحق‬
‫في إدارة الشؤون المحلية ووضع الخطط والتنظيمات الكفيلة بتحقيق أهداف اإلدارات‬
‫والمصالح المحلية‪.‬‬
‫اوال‪ :‬ماهية االدارة المحلية ‪:‬‬
‫لقد ارتبط مفهوم اإلدارة المحلية بالنشاط اإلداري الذي تشرف عليه السلطات المحلية‬
‫والتي تعد أداة إنجاز و تنفيذ السياس ات العام ة المحلي ة ‪ ،‬وال تي تق وم برس مها‪ ،‬ووض ع‬
‫خطواتها العريضة ‪)1(.‬‬
‫تعريف االدارة المحلية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم اإلدارة المحلية‪ ،‬وذلك تبعا لتوجه ات نظ ر الفقه اء‬
‫والمفكرين ويمكن ذكر بعض منها‪:‬‬
‫اإلدارة المحلية هي " أسلوب إداري يكف ل توف ير ق در من االس تقالل للهيئ ات المحلي ة فيم ا‬
‫تباش ره من اختصاص ات مح ددة في مج ال الوظيف ة اإلداري ة ال تي تض طلع به ا الس لطة‬
‫المركزية في الدولة أساسا بهدف تنمية مجتمعاتها واشباع حاجات افرادها م ع خض وع ه ذه‬
‫المهيآت لقدر من الرقابة من السلطة المركزية"(‪)2‬‬
‫اإلدارة المحلي ة هي "أس لوب من أس اليب التنظيم اإلداري للدول ة وتق وم على فك رة توزي ع‬
‫النشاطات والواجبات المركزي ة والمحلي ة‪ ،‬وذل ك لغ رض أن تتف رغ األولى لرس م السياس ة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬إضافة إلى إدارة المرافق القومي ة في البالد‪ ،‬وأن تتمكن األجه زة المحلي ة في‬
‫تسيير مرافقها بكفاءة‪ ،‬وتحقيق أغراضها المشروعة"‬
‫وعلى ض وء التع ريفين الس ابقين يمكن تعري ف اإلدارة المحلي ة على أنه ا " هي ج زء من‬
‫التنظيم اإلداري للدول ة‪ ،‬منحته ا الحكوم ة المركزي ة شخص ية معنوي ة* به دف فتح أب واب‬
‫اإلدارة أمام المواطن من أجل تلبية احتياجاته بسرعة ودق ة‪ ،‬تتك ون من هيئ ة منتخب ة محلي ا‬
‫تعمل تحت إشراف السلطة المركزية"‪)3(.‬‬
‫الفرق بين االدارة المحلية والحكم المحلي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تقتضي دارسة مفهوم اإلدارة المحلية أن نميزها عن مفهوم الحكم المحلي‪ ،‬فهذا االخير‬
‫يعرف بأنه المناطق المحددة التي تمارس نشاطها المحلي بواسطة هيئات منتخب ة من ط رف‬
‫سكانها المحليين تحت رقابة وإشراف الحكومة المركزي ة‪ ،‬ولق د اختلفت اآلراء ح ول تحدي د‬
‫مفه ومي الحكم المحلي واإلدارة المحلي ة حيث ب رزت ثالث ة اتجاه ات بخص وص ه ذين‬
‫المفهومين‪ ،‬ففي االتجاه األول هناك من يفرق بين اإلدارة المحلية والحكم المحلي‪ ،‬من خالل‬
‫اعتب ار البعض اإلدارة المحلي ة أس لوب من أس اليب الالمركزي ة اإلداري ة والحكم المحلي‬
‫أسلوب من أساليب الالمركزية السياسية‪ ،‬واعتبار البعض اآلخ ر اإلدارة المحلي ة خط وة في‬
‫سبيل الحكم المحلي‪ ،‬وذلك استنادا إلى نوع ودرجة االستقاللية والصالحيات‪)4(.‬‬
‫ويتمثل الفرق بين اإلدارة المحلية و الحكم المحلي في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث الوظيفة ‪ :‬اإلدارة المحلية تركز على الجوانب التنفيذية أما الحكم المحلي يركز‬
‫على دور المواطنين في الجانب السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث المستوى‪ :‬اإلدارة المحلية تكون على مستوى قطاعي والهيئات العمومية بينما‬
‫الحكم المحلي يكون على مستوى التشريع و التنفيذ معا‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث البع د المرك زي‪ :‬اإلدارة المحلي ة تتعل ق بالالمركزي ة اإلداري ة في حين الحكم‬
‫المحلي يتعلق بالالمركزية السياسية في نظم الدول المركبة‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث األولوي ة‪ :‬اإلدارة المحلي ة خط وة أساس ية نح و الحكم المحلي أم ا الحكم المحلي‬
‫فبنجاح اإلدارة المحلية يؤدي إلى إمكانية تطبيقه‪)5(.‬‬
‫أهداف اإلدارة المحلية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ان إنتشار نظم االدارة المحلية في عصرنا هذا صاحبته عدة عوامل و أسباب تختلف من‬
‫من ألخرى خاص ة فيم ا يخص النظ ام السياس ي‪ ،‬االجتم اعي والثق افي‪ ،‬إال أنه ا تتش ابه‬
‫جميعا في االهداف العامة المرجوة منها‪:‬‬
‫اله دف من وراء االدارة المحلي ة ه و التقلي ل من النفق ات واس تثمار م وارد المنطق ة‬ ‫‪-‬‬
‫بصورة ترضي أبنائها‪.‬‬
‫إن اإلدارة المحلي ة تعم ل على توثي ق الص لة بين الم واطن و المس ؤول عن طري ق‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة العملية في إدارة شؤونهم‪.‬‬
‫تط بيق الديمقراطي ة من خالل ممارس ة الش عب لحق ه في اإلس هام في إدارة ش ؤونه‬ ‫‪-‬‬
‫وتصريف اموره‪.‬‬
‫تحقيق التوازن اإلقليمي بين مختلف المناطق‪ ،‬حيث يتم توزيع الخ دمات والض رابب‬ ‫‪-‬‬
‫بصورة متساوية ومن دون التفرقة بين وحدة ادارية محلية ووحدة أخرى‪.‬‬
‫ته دف االدارة المحلي ة إلى ت دريب الم واطن على الحكم الني ابي ويتم ذل ك من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫المجالس المحلية المنتخبة‪.‬‬
‫النهوض بمستوى الخدمات و أدائها في المجتمعات المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق رغبات و احتياجات السكان المحليين من الخدمات المحلية‪ ،‬بما يتفق مع‬ ‫‪-‬‬
‫ظروفهم‪ ،‬و أولوياتهم‪ ،‬حيث إن وجود مجلس محلي في رقعة جغرافية محددة يشعر‬
‫بمسؤولية اجتماعية اتجاه المواطنين‪)6(.‬‬
‫ثانيا ماهية التتنمية المحلية‪:‬‬
‫لقد حظيت المجتمعات المحلية باهتمام كبير في معظم الدول خاصة النامية منها‬
‫كوسيلة لتحقيق تنمية على مستواها القومي أو الوطني‪ ،‬وبالتالي أصبحت التنمية‬
‫المحلية تأخذ أهمية كبيرة كونها تهدف إلى تطوير المجتمعات المحلية‪.‬‬
‫تعريف التنمية المحلية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نظرا ألهمية موضوع التنمية المحلية فقد حظي باهتمام الباحثين والمتخصصين وبذلك كانت‬
‫هناك العديد من التعاريف وكل تعريف يركز على جانب معين‪ ،‬فنذكر من بين التعاريف ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫فقد عرفت بأنها «عملية يتم من خاللها توحيد جهود اإلفراد مع الجهود الحكومية‬
‫بهدف تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية ض من اإلط ار‬
‫العام للدولة بشكل يساهم في تقدم األمة"‪)7(.‬‬
‫وقد عرفت بأنها " عمليات يمكن لها توحيد جهود المواطنين و المواطنين والحكومة‬
‫لتحسين األوضاع االقتصادية واالجتماعية في المجتمعات المحلية ومساعدتها على االندماج‬
‫في حياة األمة والمساهمة في رقيها بأقصى قدر المستطاع"‪)8( .‬‬
‫من خالل التعريفين السابقين يمكن تعريف التنمية المحلية بانها‪" :‬مجموعة من العمليات‬
‫واألنشطة المخططة التي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية‬
‫في المجتمع المحلي بلدية أو والية والتي تقوم على أساس إشراك أفراده المحليين وتوحيد‬
‫جهودهم مع الجهود الحكومية باالعتماد قدر اإلمكان على الموارد الطبيعية والطاقات‬
‫البشرية المتوفرة محليا في إطار متكامل ومتناسق مع اإلستراتيجية العامة للتنمية الوطنية‬
‫الشاملة"(‪)9‬‬
‫أهداف التنمية المحلية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إن تحديد األهداف ألي تنمية يعني التخطيط الهادف و الواعي الذي يعتمد على العقالنية‪،‬‬
‫ومن الصعب تحديدها بدقة الختالف ظروف كل مجتمع محلي وانطالقا من اختالف‬
‫األوضاع والحاجيات التنموية الحقيقية من مجتمع إلى آخر‪ ،‬إال انه يكن إبراز بعض‬
‫األهداف األساسية التي تتبلور حول الخطة العامة في النقاط التالية‪:‬‬
‫ا‪ -‬األهداف اإلدارية‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة التعاون و المشاركة بين السكان ومجالسهم المحلية مما يساعد في نقل المجتمع‬
‫المحلي من حالة الالمباالة إلى حالة المشاركة الفاعلة‪.‬‬
‫‪-‬تنمية قدرات القيادة المحلية لإلسهام في تنمية المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ازدياد القدرات المالية للهيئ ات المحلي ة مم ا يس اهم في تعزي ز قيامه ا بواجباته ا وت دعيم‬
‫استقالليتها‪)10(.‬‬
‫ب‪ -‬األهداف االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬جذب الص ناعات والنش اطات االقتص ادية المختلف ة لمن اطق المجتمع ات المحلي ة بتوف ير‬
‫التسهيالت الممكنة مما يساهم في تطوير تلك ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الخدمات والنشاطات والمشروعات االقتصادية واالجتماعية في المجتمعات المحلية‬
‫والعمل على نقلها من الحالة التقليدية إلى الحداثة‪.‬‬
‫‪ -‬حشد وتثمين الموارد البشرية واألمالك المحلية وترشيد استعمالها‪)11(.‬‬
‫ج‪ -‬األهداف االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان العدالة في االستفادة من الخدمات والمرافق كالمواصالت‪ ،‬التكوين ‪،‬الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على البناء الفوضوي عبر توسيع برامج السكن االجتماعي الموجه للفئات‬
‫الضعيفة‪.‬‬
‫‪ -‬التصدي و محاربة اآلفات االجتماعية كالجريمة‪ ،‬العنف‪ ،‬السرقة ‪،‬المخدرات ‪ .. ،‬والعمل‬
‫على نشر الفضيلة عبر برامج التوعية والحمالت وتنظيم الندوات والمحاضرات‪.‬‬
‫‪ -‬محاربة الفقر واإلقصاء و الفوارق االجتماعية والتهميش ودعم الفئات الضعيفة والمهشمة‬
‫وإدماجها في المجتمع‪)12(.‬‬
‫‪-3‬مقومات التنمية المحلية‪ :‬وتشمل مايلي‬

‫المقومات المالية‪ :‬حيث يعد عنصر المال عامال أساسيا في التنمية المحلية حيث أن‬ ‫‪‬‬
‫نجاح الهيئات المحلية في أداء واجبها والنهوض باألعباء الملقاة على عاتقها من‬
‫ناحية وتوفير الخدمات للمواطنين يتوقف إلى حد كبير على حجم مواردها المالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقومات البشرية‪ :‬يعتبر العنصر البشري أهم عنصر في العملية اإلنتاجية وفي‬ ‫‪‬‬
‫نجاح التنمية المحلية فالعنصر البشري هو الذي يفكر في كيفية استخدام الموارد‬
‫المتاحة أفضل استخدام وهو الذي يدير التمويل الالزم إلقامة المشاريع‪.‬‬
‫ج‪ -‬المقومات التنظيمية‪ :‬تتمثل في وجود نظام لإلدارة المحلية إلى جوار إدارة‬ ‫‪‬‬
‫مركزية مهمتها إدارة المرافق المحلية وتنظيم الشؤون المحلية‪)13(.‬‬
‫‪ -II‬دور االدارة المحلية في مجال التنمية المحلية بالجزائر‪:‬‬

‫إن حتمية تط ويراإلدارة المحلي ة أص بح حتمي ة ذات أولوي ة على ج دول أولوي ات المجتم ع‬
‫اإلنمائية‪ ،‬فالتطوير اإلداري هو الذي يستهدف خل ق إدارة إنمائي ة ‪ ،‬وإذا تتبعن ا الح ديث عن‬
‫إدارة التنمية فإننا سنجد أن في خلق إدارة محلي ة مؤهل ة خط وة أساس ية على ه ذا الطري ق‪،‬‬
‫وبالطبع فان بناء نظ ام متط ور لإلدارة المحلي ة ال ي أتي بمج رد إص دار ق وانين أو مراس يم‬
‫خاصة بذلك وإنما البد االنسجام بين ما تقدمه الق وانين وبين ظ روف ومقتض يات التط ور ‪،‬‬
‫وفي الجزائر تعتبر الوالية والبلدي ة المح رك األساس ي للتنمي ة المحلي ة باعتبارهم ا ف اعالن‬
‫أساسيان ‪.‬‬
‫دور الوالية في مجال التنمية المحلية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تع د الوالي ة وح دة إداري ة من وح دات الدول ة وفي نفس ال وقت شخص ا من أش خاص‬
‫القانون تتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالي ة المس تقلة‪ ،‬حيث عرفه ا ق انون الوالي ة رقم‬
‫‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ 2012‬في مادته األولى بأنها "جماعة إقليمية للدولة تتمت ع‬
‫بالشخصية المعنوية والذمة المالي ة المس تقلة‪ ،‬وهي ال دائرة اإلداري ة غ ير الممرك زة للدول ة‬
‫وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياس ات العمومي ة التض امنية والتش اورية بين الجماع ات‬
‫اإلقليمية للدولة"‪.‬‬
‫ويسير الوالية هيئتان المجلس الشعبي ال والئي وال والي حس ب الم ادة الثاني ة من األم ر‬
‫‪ 07-12‬ويساعد الوالي في مهامه أجهزة وهياكل اإلدارة العامة للوالية منها األمان ة العام ة‬
‫للوالية‪ ،‬المفتشية العامة للوالية‪ ،‬الديوان‪ ،‬رئيس الديوان ورئيس الدائرة‪.‬‬
‫كما تعتبر الوالية فاعل أساسي في مجال التنمية المحلية‪ ،‬ويتحدد دورها من خالل القانون‬
‫الوالئي‪ ،‬بحيث تسند إليها جميع أعمال التنمية سواء ك انت اقتص ادية أو اجتماعي ة أو ثقافي ة‬
‫أو بيئية‪...‬الخ ويمكن تحديد دور الوالية في العناصر التالية‪:‬‬
‫ا‪ -‬الميدان المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ :‬وتقوم الوالية في هذا المج ال بتحدي د مخط ط التهيئ ة‬
‫العمرانية بالوالية ورسم النس يج العم راني ومراقب ة تنفي ذه‪ ،‬والمب ادرة ب اي عم ل من ش انه‬
‫توفير التجهيزات التي تتج اوز ق درات البل ديات‪ ،‬واألعم ال المرتبط ة بأش غال تهيئ ة ط رق‬
‫الوالية وصيانتها وتصنيفها حسب الشروط المعمول بها والمب ادرة بك ل عم ل من ش انه ف ك‬
‫العزلة على األرياف‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الميدان الصحي‪ :‬تقوم الوالية بإنجاز الهياكل الصحية التي تتجاوز قدرات البلديات‬
‫إضافة إلى المساهمة في أعمال الوقاية من األوبئة وترقية الوقاية الصحية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الميدان الثقافي‪ :‬تسعى الوالية بموجب مخططها إلى إنشاء مرافق ثقافية وتقديم دعمها‬
‫ومساعدتها لهذه المرافق‪ ،‬كما تتولى ترقية التراث الثقافي بالمنطقة بالتنسيق مع البلديات‪.‬‬
‫د‪ -‬الميدان السياحي‪ :‬تضطلع الوالية بازدهار السياحة من خالل اتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫التي تساعد في استغالل القدرات السياحية وتشجيع االستثمار في مجال السياحة‪.‬‬
‫ه‪ -‬الميدان المتعلق بالسكن‪ :‬تعمل الوالية على تدعيم البلديات فيما يخص تطبيق برامجها‬
‫اإلسكانية وتقوم بتقديم مساهمات إلنشاء المؤسسات وشركات البناء العقاري‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫المبادرة والمشاركة في ترقية برامج السكن المخصص لإليجار المحافظة على الطابع‬
‫المعماري‪ ،‬والمشاركة في عمليات اإلصالح وإعادة البناء بالتشاور مع البلديات‪ ،‬كما تساهم‬
‫بالتنسيق مع البلديات والمصالح التقنية المعنية في برامج القضاء على السكن الهش والغير‬
‫صحي ومحاربته‪.‬‬
‫و‪ -‬الميدان المتعلق بالفالحة والري‪ :‬يبادر المجلس الشعبي الوالئي ويضع حيزا لتنفيذ كل‬
‫عمل في مجال حماية وتوسيع وترقية األراضي الفالحية والتهيئة والتجهيز الريفي‪،‬‬
‫باإلضافة الى تشجيع أعمال الوقاية من الكوارث الطبيعية وتطهير وتنقية المجاري المائية‬
‫في حدود إقليم الوالية‪ ،‬ضف الى ذلك أن الوالية تبادر بكل األعمال الموجهة الى تنمية‬
‫وحماية األمالك الغابية في مجال التشجير وحماية التربة وإصالحها والتزويد بالمياه‬
‫الصالحة للشرب‪.‬‬
‫ن‪ -‬التجهيزات التربوية والتكوينية‪ :‬حيث تتولى الوالية في إطار المعايير الوطنية وتطبيقا‬
‫للخريطة المدرسية والتكوينية انجاز مؤسسات التعليم المتوسط والثانوي والمهني وتتكفل‬
‫بصيانتها والمحافظة عليها وتجديد التجهيزات المدرسية ‪.‬‬
‫ي‪ -‬الميدان المتعلق بالنشاط االجتماعي‪ :‬تقوم الوالية بالمساهمة في ترقية التشغيل والتش اور‬
‫مع البلديات والمتعاملين االقتصاديين ‪ ،‬وتساهم في كل نشاط يهدف الى حماية الطفولة واألم‬
‫والمس نين وذوي االحتياج ات الخاص ة والتكف ل بالمتش ردين والمختلين عقلي ا‪ ،‬كم ا تس اهم‬
‫الوالية في إنشاء الهياكل القاعدية القافية والرياضية وحماية التراث التاريخي‪.‬‬
‫م‪ -‬الميدان المتعلق بالتنمية االقتصادية‪ :‬حيث تعد الوالية مخطط للتنمية على المدى المتوسط‬
‫يبين فيه األهداف والبرامج والوسائل المعبأة من الدولة في إط ار مش اريع الدول ة وال برامج‬
‫البلدي ة للتنمي ة باإلض افة الى إنش اء على مس توى ك ل والي ة بن ك معلوم ات يجم ع ك ل‬
‫اإلحصاءات والدراسات االقتصادية واالجتماعية والبيئية المتعلقة بالوالية وتعد جدوال سنويا‬
‫يبين النتائج المحصل عليها في كل القطاعات ومعدالت نمو كل قطاع‪)14(.‬‬
‫دور البلدية في مجال التنمية المحلية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نظرا لألمر رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬المتعلق بقانون البلديات تع د‬
‫البلدي ة على أنه ا جماع ة إقليمي ة قاعدي ة للدول ة تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة وال ذم‪ ,‬المالي ة‬
‫المستقلة حسب الم ادة األولى‪ ،‬والبلدي ة هي القاع دة اإلقليمي ة الالمركزي ة ومك ان لممارس ة‬
‫المواطنة وتشكل إطار مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية حسب المادة ‪.2‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 10-11‬انه تتوفر البلدية على هيئة مداولة هي المجلس‬
‫الشعبي البلدي وهيئة تنفيذية يرأسها رئيس البلدية‪.‬‬
‫تعت بر البلدي ة المح رك األساس ي للتنمي ة المحلي ة‪ ،‬بحكم عالقته ا المباش رة م ع المواط نين‬
‫وتمثيلها للدولة على المستوى المحلي والقاعدي‪ ،‬وبذلك فهي ملزمة ببعض األمور األساس ية‬
‫تجاه مواطنيها‪ ،‬ويمكن التعرف على مجال تدخلها في النقاط التالية‪:‬‬
‫ا‪ -‬صالحيات البلدية في مجال التعمير والهياكل القاعدية والتجهيز‪ :‬يتحتم على ك ل البل ديات‬
‫أن يكون لها أدوات تعمير ‪ PDAU‬و‪POS‬ألجل السيطرة على النمو العم راني الموج ود به ا‬
‫وحسب القانون رقم ‪ 10-11‬على البلدية أن تسهر على مراقبة عمليات البن اء ذات العالق ة‬
‫ببرامج التجهيز والسكن‪ ،‬واحترام األحكام في مجال مكافحة الس كنات الهش ة غ ير القانوني ة‬
‫والسهر على الحفاظ على األمالك العقارية التابعة لألمالك العمومية للدولة‪.،‬‬
‫ب‪ -‬صالحيات البلدية في مجال التهيئة والتنمية المحلية‪ :‬في هذا المجال على البلدية أن‬
‫تعمل على تنمية ترابها وتهيئته ضمن مخطط قصير ومتوسط وطويل تنجزه وتصادق عليه‬
‫وتسهر على تنفيذه في إطار الصالحيات المسندة لها قانونيا وبانسجام مع مخطط الوالية‬
‫وأهداف مخططات التهيئة العمرانية‪ ،‬ويساهم هذا المخطط في تحديد الوجهة الوطنية للتنمية‬
‫من خالل حماية األراضي الفالحية والمساحات الخضراء والمساهمة في حماية التربة‬
‫والموارد المائية والسهر على االستغالل األفضل لها‪.‬‬
‫ج‪ -‬نشاطات البلدية في مجال الترقية والحماية االجتماعية والرياضة والشباب والثقافة‬
‫والتسلية والسياحة‪:‬‬
‫حيث تتخذ البلدية طبقا للتشريع والتنظيم المعمول به كافة اإلجراءات قصد ‪:‬‬
‫انجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخريطة المدرسية الوطنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انجاز وتسيير المطاعم المدرسية وتوفير وسائل النقل للتالميذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم مساعدات للهياكل المكلفة بالشباب والثقافة والرياضة والتسلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في تطوير الهياكل الجوارية الموجهة لنشاطات التسلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نشر الفن والقراءة العمومية وتنشيط الثقافة والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتخاذ كل التدابير التي ترمي الى توسيع القدرات السياحية وتشجيع المتعاملين‬ ‫‪-‬‬
‫المعنيين باستغاللها من خالل انجاز الفنادق‪ ،‬المنازل‪ ،‬المطاعم‪ ،‬مساحات التخييم‪ ،‬المراكز‬
‫العائلية‪ ،‬والحمامات المعدنية وتهيئة الشواطئ‪.‬‬
‫تشجيع عمليات التمهين واستحداث مناصب الشغل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في صيانة المساجد والمدارس القرآنية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫د‪ -‬صالحيات البلدية في مجال االستثمارات االقتصادية‪ :‬تقوم البلدية بتخصيص جزء من‬
‫أموالها في صناديق المساهمة التابعة للجماعات المحلية‪ ،‬وللبلدية الحق في كل عمل يرمي‬
‫إلى وضع شبكة صناعية عبر المناطق الترابية التابعة لها وتدعيمها لتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫السعي إلنهاء الهجرة الريفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزيادة في قيمة الطاقات المحلية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في توقير االحتياجات المحلية انطالقا من اإلنتاج المحلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسهيل التحكم في أسالب الصناعة ونشر تقنياتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إنشاء وحدات صناعية لإلنتاج والخدمات لتوفير االحتياجات المحلية وتسيرها‬ ‫‪-‬‬
‫وصيانتها‪.‬‬
‫ه‪ -‬دور البلدية في مجال النظافة وحفظ الصحة والطرقات‪ :‬حيث تس هر على اح ترام التنظيم‬
‫المعمول به والمتعلق بحفظ الصحة والنظافة العمومية في المجاالت التالية‪:‬‬
‫توزيع المياه الصالحة للشرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صرف المياه المستعملة ومعالجتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحفاظ على صحة األندية واألماكن المستقبلة للجمهور‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صيانة طرق البلديات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تهيئة المساحات الخضراء ووضع العتاد الحضري وصيانة فضاءات الترفيه‪)15(.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -III‬معيقات التنمية المحلية في الجزائر و سبل تفعيلها‪:‬‬

‫تواجه اإلدارة المحلية في الجزائر مشاكل عديدة ومختلفة عرقلت من مس يرتها للوص ول‬
‫بالمجتمع إلى طريق الرقي و الرفاهية‪.‬‬
‫المشاكل التي تواجه االدارة المحلية التي تحول دون تحقيق تنمية محلية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ا‪ -‬المشاكل المالية‪:‬‬
‫تعتبر الم وارد المالي ة العم ود الفق ري ألي نظ ام حكم محلي فع ال‪ ،‬وعلي ه يمكن قي اس‬
‫درجة فعالية واستقاللية أي سلطة محلية بمدى قدرتها المالية على تموي ل برامجه ا الخدمي ة‬
‫وتنفيذ سياساتها وخططها التنموية من مصادرها الذاتية‪ ،‬بدون االعتماد كلي ة على اإلعان ات‬
‫والدعم المرك زي‪ ،‬وعلى ه ذا األس اس ف إن الجماع ات المحلي ة ال تتمكن من س د الحاج ات‬
‫المحلية واإلنفاق عليها‪ ،‬إال إذا كان تحت سيطرتها ماال تغترف منه‪ ،‬وطبيعي أنه كلما ك انت‬
‫الجماع ات المحلي ة تعتم د على موارده ا فق ط في س د نفقاته ا المحلي ة‪ ،‬ك ان ذل ك ض مانا‬
‫الستقاللها ويبعد عنها الرقابة الشديدة التي تمارسها المركزية‪)16(.‬‬
‫ب‪ -‬المشاكل الفنية‪:‬‬
‫تعاني الهيئات المحلية في الجزائر من خلل هيكلي يتعلق باليد العاملة من حيث أدائها‪،‬‬
‫تدريبها‪ ،‬تأهيلها وتحفيزها‪ ،‬فنقص الخبرات الفنية وانخفاض مستوى كفاءة موظفي اإلدارة‬
‫المحلية (البلديات خاصة)‪ ،‬إضافة إلى قلة عدد المهندسين و المتخصصين العاملين في‬
‫المؤسسات المحلية‪ ،‬باإلضافة الى غياب عنصر المشاركة الشعبية و قصور الخدمات‬
‫البلدية‪)17(.‬‬
‫ج‪-‬المشاكل اإلدارية‪:‬‬
‫تعاني المحليات في الجزائر من غموض القوانين والتشريعات التي تتعلق بالعالقة بين‬
‫المركز والهيئات المحلية من والية‪ ،‬وبلدية‪ .‬فبالرغم من النصوص التي حددت اختصاصات‬
‫المجالس المحلية خاص ة البلدي ة‪ ،‬إال أنه ا تتمت ع باس تقاللية حقيقي ة في إدارة ش ؤونها‪ ،‬ومن‬
‫خالل ق وانين اإلدارة المحلي ة (ق انون البلدي ة وق انون الوالي ة)‪ ،‬يتض ح لن ا م دى اتس اع‬
‫اختصاص ات البلدي ة الجزائري ة‪ ،‬وم دى ت دخلها في ك ل األنش طة االقتص ادية واالجتماعي ة‬
‫والثقافية‪ ،‬إال أن هذه االختصاصات مقيدة إلى حد كبير بتدخل سلطة الرقاب ة‪ ،‬باإلض افة إلى‬
‫مشاكل إدارية أخرى هي‪:‬‬
‫‪ -‬الشكوى من الروتين الحك ومي ال ذي يعرق ل أعم ال اإلدارة المحلي ة‪ ،‬وتع دد اإلج راءات‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان التنسيق بين أعمال الهيئة المحلية وفروعها‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف أجهزة المتابعة والرقابة والتدقيق‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الجهاز التنفيذي للهيئات المحلية‪ ،‬وعدم تفهمها للواقع والظروف المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار المحاباة والمحسوبية في تعيين موظفي الهيئات المحلية‪.‬‬
‫‪-‬غياب الش فافية في الرقاب ة والمس اءلة وحكم الق انون وتفش ي الغم وض في أس اليب العم ل‬
‫والتسيب‪)18(.‬‬
‫فكل ه ذه المعوق ات أدت إلى انتش ار ظ اهرة الفس اد ال تي وج دت أرض ية ص لبة س واء‬
‫مباشرة بعد االستقالل أو مع عملية االنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬فأصبح الفساد ي درج ض من‬
‫أهم األسباب التي تعيق التنمية‪ ،‬وم ا يع زز وج ود الفس اد على مس توى االدارة المحلي ة ه و‬
‫تردي واقع هذه اإلدارة والتي كانت في حد ذاتها هدفا لعملي ات اإلص الح اإلداري‪ ،‬إذ س نت‬
‫ترس انة من الق وانين إلص الح اإلدارة المحلي ة من ذ االس تقالل إلى الي وم‪ ،‬من أن ي ؤدي إلى‬
‫تغيير جذري في فعالية هذا الجهاز‪)19(.‬‬
‫اصالح االدارة المحلية للنهوض بالتنمية المحلية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يمكن حصر العوامل ال تي يمكن أن تس اعد في تط وير الجماع ات المحلي ة ح تى تتمكن من‬
‫تحقيق أهدافها في‪:‬‬
‫اإلصالح الهيكلي و اإلداري‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن عملية إصالح الجماعات المحلية تتطلب معالجة كافة أوج ه البيروقراطي ة‪ ،‬تبس يط‬
‫السياسات واإلجراءات ومحاربة الروتين‪ ،‬وحسم أي تضارب و ازدواجي ة في اختصاص ات‬
‫المسؤولين‪ ،‬توفير التنسيق التام بين كافة األجهزة‪ ،‬توفير المعلومات الالزم ة المس اعدة على‬
‫سرعة وسالمة اتخاذ القرارات المتابعة والرقابة‪ ،‬تحديث اإلدارة واالستخدام األمثل للم وارد‬
‫المتاحة‪ ،‬وتغيير أنماط السلوك والثقافة السائدة في اإلدارات المحلية‪)20(.‬‬
‫‪-‬تفعيل المشاركة الشعبية‪:‬‬
‫لكي تؤدي الهيئات المحلية دورها بصورة كاملة‪ ،‬البد من تمهيد الطريق بإح داث انفت اح‬
‫سياسي يمكن الجماهير الشعبية من المش اركة في تقري ر مس تقبلها االقتص ادي واالجتم اعي‬
‫والسياسي‪ ،‬وذلك عبر مجالس الحكم المحلي‪ ،‬ولهذا يتوق ف نج اح ه ذه الهيئ ات المحلي ة في‬
‫مواجه ة تح ديات التنمي ة ‪ ،‬على درج ة االنفت اح في النظ ام السياس ي‪ ،‬ومس توى المش اركة‬
‫الشعبية التي تسمح بها السلطة المركزية‪)21(.‬‬
‫‪ -‬اإلصالح المالي‪:‬‬
‫إذا كان ضعف الهيئات المحلية مرتبطا إلى حد ما بضعف إمكانياتها المالي ة‪ ،‬فال ب د من‬
‫العمل على تطبيق جملة من اإلصالحات المالية‪ ،‬وأهم هذه اإلصالحات منح الهيئات المحلية‬
‫استقاللية مالية أوسع وحص ولها على نص يب معق ول من الم وارد المالي ة الوطني ة لت واكب‬
‫متطلبات التنمية المحلية‪ ،‬وزيادة االستثمارات في المحليات كإعطاء المجالس المحلية حري ة‬
‫أكثر في التصرف في أمواله ا وف رض الض رائب والرس وم‪ ،‬وأن ينص على ذل ك الق وانين‬
‫ونظم اإلدارة المحلية على أن تتولى الهيئات المحلية مهام تحصيل الضرائب والرس وم ال تي‬
‫تؤول إليها قانونيا‪ ،‬وأن تتصرف فيها بمعزل عن أي تدخل من جانب الحكوم ة المركزي ة‪(.‬‬
‫‪)22‬‬
‫‪-‬اصالح قانوني‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل النصوص القانونية الحالية المتعلقة بالجماعات المحلية في مجال الخدمات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬دعم البلديات من خالل منح سلطات أوسع للمجالس الشعبية المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬حل إشكالية التمويل والذي يعتبر الشرط األساسي لنجاح البلديات في أداء أدوارها‪.‬‬
‫‪ -‬ض مان اس تقاللية المج الس الش عبية‪ ،‬وتحدي د االختصاص ات والح د من ت دخل الجه ات‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫‪-‬تفعيل النصوص القانونية الحالية المتعلقة بالجماعات المحلية في مج ال الخ دمات العام ة‪(.‬‬
‫‪)23‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن تحقيق تنمية وطنية شاملة في الجزائر‪ ،‬ينبغي ان يخرج عن المسعى العام‬
‫للمؤسسات المركزية للدولة غير إن ما يالحظ وبشكل جلي ان االدارة المحلية تعاني ض عفا‪،‬‬
‫سواءا من ناحية الكوادر البشرية او الموارد المالية‪.‬‬
‫كما ان عم التكريس الفعلي لنظام الالمركزية في الجزائر ادى الى تقليص المبادرة بكل‬
‫استقاللية في مجال المشاريع التنموية المحلية من ط رف الجماع ات المحلي ة‪ ،‬وب ذلك ينبغي‬
‫وضع حد لنفوذ الس لطة المركزي ة ح تى تتمكن الهيئ ات المحلي ة من تقري ر وتنفي ذ م ا ت راه‬
‫مناس با كونه ا االق رب الى الم واطن واألدرى بانش غاالته في جمي ع الن واحي االقتص ادية‪،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬الثقافية والسياسية‪.‬‬
‫ضف الى ذلك ان امكانية تحقيق تنمية محلية من قب ل المؤسس ات المحلي ة يتطلب عليه ا‬
‫تجاوز العدي د من التح ديات والعراقي ل ال تي تعي ق عملي ة تحقي ق االه داف التنموي ة نتيج ة‬
‫ضعف الترابط العمودي بين السلطات المحلي ة والس لطة المركزي ة وض عف التراب ط االفقي‬
‫بين االدارة المحلية والمواطنين‪.‬‬

‫ممدوح خالد‪ .‬البلديات و المحليات في ظل االدوار الجديدة للحكومة‪.‬القاهرة‪ :‬المنظمة‬ ‫‪-1‬‬


‫العربية للتنمية‪.2009.‬‬
‫شنطاوي علي خاطر‪ .‬قانون االدارة المحلية‪.‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.2002 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫جعف ر انس قاس م‪ .‬اس س التنظيم االداري واالدارة المحلي ة في الجزائ ر‪ .‬الجزائ ر‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪.1988.‬‬
‫عبد الوهاب سمير محمد‪ .‬الالمركزية و الحكم المحلي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الجالل للنش ر و‬ ‫‪-4‬‬
‫التوزيع‪.2001 .‬‬
‫‪ -5‬الطعامنة محمد محمود‪ .‬نظم االدارة المحلي ة في ال وطن الع ربي‪ .‬مص ر‪ :‬منش ورات‬
‫المنظمة العربية للتنمية‪.2005 .‬‬
‫‪ -6‬الجن دي مص طفى‪ .‬االدارة المحلي ة واس تراتيجياتها‪ .‬مص ر‪ :‬دار منش اة المع ارف‪.‬‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ -7‬خشمون محمد‪ .‬مشاركة مجالس البلدية في التنمية المحلي ة‪ .‬اطروح ة دكت وراه‪ .‬قس م‬
‫علم االجتماع‪.‬كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‪ .‬جامعة قسنطينة‪.2010/2011 .‬‬
‫‪ -8‬الجندي مصطفى‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -9‬عبد اللطيف احمد رشاد‪ .‬االطار النظري لتنمية المجتمع المحلي‪ .‬مص ر‪ :‬دار الوف اء‬
‫للطباعة والنشر‪.2009.‬‬
‫‪ -10‬عجمة محمد عبد العزيز واخرون‪ .‬مقدمة في التنمية و التخطيط‪ .‬لبنان‪ :‬دار النهض ة‬
‫العربية‪.1983 .‬‬
‫‪ -11‬عودة المعاني ايمن‪ .‬االدارة المحلية‪ .‬االردن‪ :‬دار وائل للنشر‪.2010 .‬‬
‫‪ -12‬طلعت محم ود ن وال‪ .‬الم وارد البش رية وتنمي ة المجتم ع المحلي‪ .‬مص ر‪ :‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪.2003 :‬‬
‫‪ -13‬شنطاوي علي خاطر‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 12‬فيفري ‪ 2012‬المتعلق بالوالية‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫‪ -15‬القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪ -16‬الشيخلي عبد الرزاق‪ .‬االدارة المحلي ة دراس ة مقارن ة‪ .‬االردن‪ :‬دار المس يرة للنش ر‪.‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -17‬عب د المجي د عب د المطلب‪ .‬التموي ل المحلي و التنمي ة المحلي ة‪.‬مص ر‪ :‬دار اله دين‪.‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -18‬ن ور ال دين يوس في‪ .‬الجباي ة المحلي ة ودوره ا في تحقي ق التنمي ة المحلي ة‪ .‬م ذكرة‬
‫ماجستير‪ .‬قسم العلوم االقتصادية‪ .‬كلية علوم التسيير واالقتص اد‪ .‬جامع ة ب ومرداس‪.‬‬
‫‪.2009/2010‬‬
‫‪ -19‬الشيخلي عبد الرزاق‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪20-‬‬ ‫‪Mhanad kassmi. Nouveaux paris pour le développement‬‬
‫‪local. revue idara de l'école national d’administration.2006.‬‬
‫‪21-‬‬ ‫‪Chabane Ben kezoh. De la gouvernance local en algerie à‬‬
‫‪travers les processus de décentralisation. Revue idara de l’école‬‬
‫‪national d’administration. 2006.‬‬
‫‪22-‬‬ ‫‪Taib said. L’adminicetralization algérienne. Revue idara de‬‬
‫‪lécole national d’administration.2005.‬‬
23-

You might also like