Professional Documents
Culture Documents
العقد الابتدائي PDF
العقد الابتدائي PDF
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ
-ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻭﺁﺛﺎﺭﻩ-
اﻟﺴﻨﺔ ا ﺎﻣﻌﻴﺔ
2017/2016
ﻣﻘـــــــدﻣــــــﺔ:
ﯾﻌرف اﻟﻌﻘد ﺑﺄﻧﮫ اﺗﻔﺎق إرادﺗﯾن أو أﻛﺛر إﻣﺎ ﺑﻘﺻد إﻧﺷﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺈﻧﺷﺎء اﻟﺗزام أو
ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ،وإﻣﺎ ﺑﻘﺻد ﺗﻌدﯾل أو إﻟﻐﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻣن ﻗﺑل .وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺈن
اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﺗواﻓق إرادﺗﯾن ﻋﻠﻰ إﺣداث أﺛر ﻗﺎﻧوﻧﻲ .
ﻻ ﺷك أن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﯾﺄﺧذ ﺻورﺗﮫ اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ وﯾﺻﺑﺢ ﺑﺎﺗﺎ ،ﻟﻛن ﻗد ﺗﺳﺑق
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ ﺗؤدي ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻣﺣﻘق أو ﻏﯾر ﻣﺣﻘق إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ،إذ أن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺗرﯾث ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﻗد ﯾﻘدﻣون
ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺗﺻرﻓﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﯾﻛوﻧون ﻣﺿطرﯾن إﺛر ﺿﻐوط اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﺗﺷﻌﺑﮭﺎ إﻟﻰ
اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ طرق اﻟﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ،ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد أو اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﻌرﺑون ،أو إﺑرام ﻋﻘد
اﺑﺗداﺋﻲ ،ھذا اﻷﺧﯾر ھو ﻣوﺿوع دراﺳﺗﻧﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾﺎن ﻋﻧﺎﺻره وآﺛﺎره ،اﻟذي ﯾﻌد ﻣن ﺑﯾن
أھم اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،واﻟذي أﻓرزﺗﮫ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ .
وﯾﻛﺗﺳﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ ﯾﺧوﻟﮭﺎ ھذا اﻟﻧﻣط
اﻟﺗﻌﺎﻗدي ،ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠطرف اﻟﺿﻌﯾف )اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك( ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،إذ ﻧﺟد ﻟﻠﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ
ﺗطﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﻠﻰ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،أﺑرزھﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ
طور اﻻﻧﺟﺎز اﻟﻣﻧظم ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12اﻟﻣﻐﯾر واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم ،44.00
وﺣﺎﻟﺔ اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾؤطر أﺣﻛﺎﻣﮫ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،51.00اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ
ﻣﺎ ﺑﯾن طرﻓﯾن ﻣﺗﻔﺎوﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
وﯾﺛﯾر ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ – ﻋﻧﺎﺻره وآﺛﺎره – إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ وھﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ:
إﻟﻰ إي ﺣد اﺳﺗطﺎع اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻌﻘد
اﻻﺑﺗداﺋﻲ وأﺛﺎره ﺗﺣﻘﯾق ﻧوع ﻣن اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12واﻟﻘﺎﻧون
رﻗم 51.00؟
وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻧﺿﻊ ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ ﻣرﻛزﯾﺎ وﻣﻘﺎرﺑﺎ ،وھو ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
2
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻌﻘـــد اﻻﺑﺗداﺋــــﻲ وﺗﻣﯾﯾزه ﻋن ﺑﻌض اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ اﻷﺧرى
3
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻌﻘـــد اﻻﺑﺗداﺋــــﻲ وﺗﻣﯾﯾزه ﻋن ﺑﻌض اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ اﻷﺧرى
ﯾﻌﺪ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ وﺳﻄﻰ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ 1واﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ،وﻟﻺﺣﺎطﺔ
ﺑﺠﻮاﻧﺐ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻛﺄﺣﺪ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ
ﺑﮭﺬا اﻟﻌﻘﺪ ،وﺑﯿﺎن طﺒﯿﻌﺘﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ) اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ( ،ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﻤﯿﯿﺰ
اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ ،أو ﺑﻌﺾ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻷﺧﺮى ) اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ (
ﺳﻤﻲ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ اﺑﺘﺪاﺋﯿﺎ ،ﻷﻧﮫ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎطﺔ أول ﺧﻄﻮة إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻟﺘﺄﻛﯿﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ ﺑﯿﻦ
اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي ،وھﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮم ﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﺤﺪدة ﯾﻨﺘﮭﻲ ﺑﺎﻧﺘﮭﺎﺋﮭﺎ ،ﻟﻜﻦ
اﻟﻤﻼﺣﻆ أن اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ واﻟﻔﻘﮫ وﻛﺬا اﻟﻘﻀﺎء ﻗﺪ اﻧﻘﺴﻢ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ
وطﺒﯿﻌﺘﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﺳﻨﺨﺼﺺ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ( ﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،و)اﻟﻔﻘﺮة
اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ( ﻟﻠﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ .
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب
اﻟﺜﺎﻧﻲ ،اﻟﺬي ﻋﻨﻮﻧﮫ اﻟﻤﺸﺮع ﺑﺎﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺴﻤﺎة وﻓﻲ أﺷﺒﺎه اﻟﻌﻘﻮد ،وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ
اﻷﺧﺮى ،ﻛﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻟﺒﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز 2واﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ،351.00ﻧﺠﺪه ﻟﻢ
_1و ﯾﻌرف ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻣﮭﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت – اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد
– " ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻛراﻣﺔ اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،2005ص ، 57ﺑﺄﻧﮭﺎ " ﺧطوة ﻧﺣو اﻻﯾﺟﺎب و ﺗﺗﻣﺛل ھذه اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت و اﻟﻣﺣﺎدﺛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد ،دون أن ﯾﻛون ﻟﮭﺎ دور ﺣﺎﺳم ﻓﻲ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻻ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﮭﺎ أي ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾﺔ ،إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﺣﻣل ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ
إذا ﺛﺑت اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،وھذا ﻣﺎ ﺗؤﻛده ﻧظرﯾﺔ اﻟﻔﯾﻠﺳوف اھرﻧﺞ ،اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺧطﺄ ﻋﻧد ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد
.
_2اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻐﯾﯾر وﺗﺗﻣﯾم اﻟﻘﺎﻧون 44.00ﺑﺷﺄن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻧﻔﯾذه
اﻟظﮭﯾر اﻟﺷرﯾف رﻗم 1.16.05ﺑﺗﺎرﯾﺦ 32ﻣن رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 3 ) 1437ﻓﺑراﯾر ( 2016؛ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 1944
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 9ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ 18 ) 1437ﻓﺑراﯾر ( 2016ص 938
_3اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ،اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 5172ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺎﺗﺢ ذي اﻟﻘﻌدة ) 1424
25دﯾﺳﻣﺑر . 4375 ،( 2003
4
ﯾﺘﻄﺮق ﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،واﻛﺘﻔﻰ ﻓﻘﻂ ﺑﺒﻌﺾ اﻹﺷﺎرات اﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺼﻮل،
ﻣﺜﺎل اﻟﻔﺼﻞ 618-3و اﻟﻔﺼﻞ 618-3ﻣﻜﺮر ﻣﺮﺗﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ . 4( 107.12
وھﺬا راﺟﻊ ﻟﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﯿﺲ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﻮﺿﻊ ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻣﻌﯿﻦ ،ﺣﯿﺚ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﺮك ﻣﺴﺄﻟﺔ
ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء.
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﯾﻌﻄﻲ ﺗﻌﺮﯾﻔﺎ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻓﺈن ﻧﻈﺮه اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﻋﺮﻓﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة 11ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن 3ﯾﻨﺎﯾﺮ ،1967إذ اﻋﺘﺒﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ذﻟﻚ ":اﻟﻌﻘﺪ
اﻟﺬي ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه ﯾﻠﺘﺰم اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺤﺠﺰ ) اﻻﺣﺘﻔﺎظ ( ﻋﻘﺎر أو ﺟﺰء ﻣﻦ ﻋﻘﺎر ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻤﺸﺘﺮي
ﻣﻘﺎﺑﻞ إﯾﺪاع ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺴﺎب ﺧﺎص ". 5
وﻣﻨﮫ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘﮫ ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ إﻋﻄﺎء ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،وھﻮ ﻣﺎ
ﻓﻌﻠﮫ اﻟﻔﻘﯿﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري ،ﺣﯿﺚ ﻗﺎل " ...وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻗﺮر ﻗﺮارھﻤﺎ ﻋﻠﻰ إﺑﺮام
اﻟﻌﻘﺪ ،وﯾﺮﯾﺪان اﻟﺘﻘﯿﺪ ﺑﮫ ﻣﻨﺬ اﻵن ،ﻓﯿﻤﻀﯿﺎن اﺗﻔﺎﻗﺎ اﺑﺘﺪاﺋﯿﺎ ﯾﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﻓﯿﮫ اﻵﺧﺮ ﺑﺄن ﯾﻤﻀﻰ
اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺪة ﺗﻌﯿﻦ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق .وھﺬا ھﻮ اﻻﺗﻔﺎق اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ .و ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ،
أن اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ وﻛﺬﻟﻚ اﻻﺗﻔﺎق اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻋﻘﺪ ﻛﺎﻣﻞ ﻻ ﻣﺠﺮد إﯾﺠﺎب .وﻟﻜﻨﮫ ﻋﻘﺪ ﺗﻤﮭﯿﺪي ﻻ
ﻋﻘﺪ ﻧﮭﺎﺋﻲ ". 6
وﻓﻲ ھﺬا اﻹطﺎر ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘﯿﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﺮﻋﺎري ﻋﺮف اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺑﺄﻧﮫ ":
أول ﺧﻄﻮة إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻟﺘﺄﻛﯿﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي وھﻮ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺮم ﻟﻐﺎﯾﺔ
ﻣﺤﺪدة ﯾﻨﺘﮭﻲ ﺑﺎﻧﺘﮭﺎﺋﮭﺎ ،إذ ﯾﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺑﯿﻊ ﻧﮭﺎﺋﻲ ﻣﻜﺴﺐ ﻟﻠﻤﻠﻜﯿﺔ ﻟﻤﺸﺘﺮي اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻗﺪ ﯾﻨﺘﮭﻲ
_4راﺟﻊ اﻟﻔﺻل 618-3و 618-3ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز .
_5أوردﺗﮫ ﻣﻠﯾﻛﺔ اﻟﮭﻼﻟﻲ ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز و دوره ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن أزﻣﺔ اﻟﺳﻛن –دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء
ﻣﺳﺗﺟدات ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون 107.12اﻟﺧﺎص ﺑﺗﺗﻣﯾم و ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘﺎﻧون ،" – 44.00رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘود و اﻟﻌﻘﺎر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻷول ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -وﺟدة ،ﺳﻧﺔ 2015ص . 28
_6ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري ":اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ – اﻟﺟزء اﻷول -ﻧظرﯾﺔ اﻻﻟﺗزام ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم ،ﻣﺻﺎدر
اﻻﻟﺗزام " ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ،ص 250و . 251
5
ﻗﺒﻞ ھﺬا اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﺑﺘﺪﺧﻞ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻖ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﮭﺬه اﻷﺧﯿﺮة إﻧﮭﺎء اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪي
ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷطﺮاف أو ھﻤﺎ ﻣﻌﺎ ". 7
ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ،ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻋﻘﺪ ﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻓﯿﮫ ﺗﺮاﺿﻲ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ،ﺑﻞ ﯾﺠﺐ
أن ﯾﺮد ﻓﻲ ﻣﺤﺮر رﺳﻤﻲ أو ﻓﻲ ﻣﺤﺮر ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ،ﻟﯿﻌﻘﺒﮫ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻘﺪ ﻧﮭﺎﺋﻲ.
ﻓﮭﺬا ﻋﻦ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ طﺒﯿﻌﺘﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ؟ وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺠﯿﺐ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ
اﻟﻔﻘﺮة اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ.
ﻧﻈﺮا ﻟﻸھﻤﯿﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺴﯿﮭﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﺗﻘﻨﯿﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ
ﺗﻘﻨﯿﺎت اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ،ﻓﺈن اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﻀﺎء اﺧﺘﻠﻒ ﺣﻮل اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﮭﺎ ،ﺑﺤﯿﺚ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻣﻦ ھﺬه
اﻟﻔﻘﺮة ﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺘﯿﻦ ،ﻧﺘﻄﺮق ﻓﻲ ) أوﻻ ( ﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻔﻘﮫ ﻣﻦ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻋﻠﻰ
أن ﻧﺆﺟﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻘﻀﺎء وذﻟﻚ ﻓﻲ ) ﺛﺎﻧﯿﺎ ( .
إن إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،أدت إﻟﻰ اﻧﻘﺴﺎم اﻟﻔﻘﮫ ،ﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﯾﻌﺘﺒﺮه –
اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ – ﺟﻤﻊ ﺑﯿﻦ وﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ و وﻋﺪ ﺑﺎﻟﺸﺮاء ،أي ھﻮ وﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء ﻣﻦ
اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ. 8
ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ،ﯾﺮى اﻟﺒﻌﺾ اﻷﺧﺮ أن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﺗﻔﺎق ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ
ﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪ ﻹﺑﺮام اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ.9
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﯿﯿﻒ واﺣﺪ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻟﻤﺘﺤﺪث ﻋﻨﮫ .ﺣﯿﺚ
ﯾﺮى اﻟﻔﻘﯿﮫ " "Saint Alaryﺑﺄن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﯾﻌﺘﺒﺮ وﻋﺪا ﺑﺎﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺒﺎﺋﻊ
_7ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول – ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ –" ،ﻣطﺑﻌﺔ دار
اﻷﻣﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻟرﺑﺎط ،2011ص . 95
_8ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑوﻧﺑﺎت ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز – دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،" – 44.00اﻟﻣطﺑﻌﺔ و
اﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ -ﻣراﻛش ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2003 ،ص . 32
_9ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول – ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ –" ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص .96
6
اﻟﻤﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﺤﺠﺰ ) اﻻﺣﺘﻔﺎظ ( .وذھﺐ رأي آﺧﺮ اﻟﺬي ﯾﺘﺰﻋﻤﮫ اﻟﻔﻘﯿﮫ " "Bergelإﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎر
اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪي ھﻮ ﻋﻘﺪ ذو طﺒﯿﻌﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻧﻮع ﺧﺎص وﻗﺖ إﺑﺮاﻣﮫ
وﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء ،أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﯿﺘﺤﻮل اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ وﻋﺪ اﻧﻔﺮادي ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ.10
وﻓﻲ اﺗﺠﺎه آﺧﺮ ،ﯾﺮى ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﻨﺠﻰ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﯾﻌﺘﺒﺮ " ﻋﻘﺪا ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﺒﯿﻊ
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﻌﻘﺎري ".11
ﻟﻜﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﺣﺎول أن ﯾﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر
اﻻﻧﺠﺎز إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻨﺎﻗﻞ ﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﻤﺒﯿﻊ ،وذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻧﻈﺮﯾﺔ أطﻠﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻧﻈﺮﯾﺔ
اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﻤﺂل ،ﻣﻌﺘﺒﺮا أﻧﮫ أﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻄﺒﯿﻌﺘﮫ ،واﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار
اﻟﻤﻨﻘﻮل ﺑﺎﻟﻤﺂل اﻟﻤﻔﺘﺮض ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻤﺮﺻﻮد ﻟﻠﮭﺪم ،ﯾﻮﺟﺪ ﻋﻘﺎر ﺑﺎﻟﻤﺂل ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻘﻮﻻت
اﻟﻤﺮﺻﻮدة ﻹﻧﺸﺎء ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﻠﺌﻦ ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺎﻟﻤﺂل ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮد واﻗﻌﯿﺎ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ أن
ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻮﺟﻮدا ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎل ﻣﻠﻜﯿﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل. 12
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻔﻘﮫ ،اﻧﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻋﺪة اﺗﺠﺎھﺎت ﺑﺨﺼﻮص ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻓﮭﻞ اﻧﻀﻢ
اﻟﻘﻀﺎء إﻟﻰ رﻛﺐ أﺣﺪ ھﺬه اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﻔﻘﮭﯿﺔ ؟ وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻋﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ .
إن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ وإن ﻟﻢ ﯾﺘﻄﺮق ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ؛ ﻓﺈﻧﮫ اﺳﺘﻘﺮ ﻓﻲ
ﻋﺪﯾﺪ ﻣﻦ أﺣﻜﺎﻣﮫ وﻗﺮاراﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎره ﻋﻘﺪا ﺗﺒﺎدﻟﯿﺎ ،13ﯾﻠﻘﻲ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻣﺘﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ
7
واﻟﻤﺸﺘﺮي وھﻮ ﻣﺎ أﻛﺪﺗﮫ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ ﺑﻮﺟﺪة ،ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻟﮭﺎ ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﯿﺜﯿﺎﺗﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ
...":وﺣﯿﺚ أن اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﺬﻛﻮر ﻧﺺ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ طﺮﻓﯿﮫ وأﻟﺰم اﻟﻤﺪﻋﯿﻦ ﺑﺄداء
اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺒﻨﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ .وﺣﯿﺚ أن اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺮاﺑﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ
وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺪه اﻟﺜﺎﻣﻦ أن اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﺘﺴﻠﯿﻢ اﻟﻌﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻓﻲ أﺟﻞ أﻗﺼﺎه
21ﺷﮭﺮا اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺼﻮﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ رﺧﺼﺔ اﻟﺒﻨﺎء . 14" ...
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ،ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ 15ﺻﺎدر ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2006/12/21ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ
ﺑﺘﻤﺎرة ﻣﺎ ﯾﻠﻲ...":وﺣﯿﺚ إن اﻟﻤﺪﻋﻲ ﻗﺪ أوﻓﻰ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫ وﺳﺪد اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻟﺸﻘﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة وﯾﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺑﺈﺗﻤﺎم إﺟﺮاءات اﻟﺘﻔﻮﯾﺖ ﻛﺎﻟﺘﺰام
واﻗﻊ ﻋﻠﯿﮫ. "...
ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ،ﺑﺄن اﻟﻨﻘﺎش اﻟﻔﻘﮭﻲ اﻟﺬي أﺛﯿﺮ ﺑﺨﺼﻮص ﻣﺴﺄﻟﺔ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ،اﻟﺬي ﻋﺮف ھﻮ اﻵﺧﺮ ﺗﻀﺎرﺑﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮى اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ذھﺒﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﺑﺒﺎرﯾﺲ إﻟﻰ ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪي
ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻘﺪ ذو طﺒﯿﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أﻛﺪت ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ " ﻟﺮﯾﻦ " ) Renne
( ،ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﯾﻌﺘﺒﺮ وﻋﺪا اﻧﻔﺮادﯾﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ،ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 11
ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ. 16
وﻣﻨﮫ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﻠﺰم ﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ وﻟﯿﺲ وﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ اﻻﻧﻔﺮادي ،وإن ﺗﻀﻤﯿﻦ
اﻟﻤﻨﻌﺶ اﻟﻌﻘﺎري ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻘﻮد ،ﻋﺒﺎرة اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﺒﺮم ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺘﺮي
ھﻮ ﻣﺠﺮد وﻋﺪ ﻻ ﯾﻨﺘﺞ أﺛﺮا ،اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ 14ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد. 17
_14ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑوﺟدة ﻋدد 2011/272اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2011/05/10ﻓﻲ اﻟﻣﻠف رﻗم ) 5/2010/516ﻏﯾر
ﻣﻧﺷور ( ،أوردﺗﮫ ،ﻣﻠﯾﻛﺔ اﻟﮭﻼﻟﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 32
_15ﺣﻛم ﻋدد 28اﻟﺻﺎدر ﻋن اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺗﻣﺎرة ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2006/12/21ﻓﻲ اﻟﻣﻠف ﻋدد ) 21/2006/107ﻏﯾر ﻣﻧﺷور (،
أورده ﻋﻣر اﻟﯾوﺳﻔﻲ اﻟﻌﻠوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 22
_16ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﻣﻌﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 27و . 28
_17ﻋﻣر اﻟﯾوﺳﻔﻲ اﻟﻌﻠوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق. 23 ،
8
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺗﻤﯿﯿﺰ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ اﻷﺧﺮى
ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﯿﺎﻧﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺮﯾﻔﮫ ﺗﻢ ﺗﺤﺪﯾﺪ
طﺒﯿﻌﺘﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،وﻣﻦ ﺗﻢ ﻧﮭﺘﺪي إﻟﻰ أﺣﻜﺎﻣﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰه ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ
اﻟﻤﺸﺎﺑﮭﺔ ﻟﮫ .وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻤﯿﯿﺰه ﻋﻦ اﻟﻮﻋﺪ )اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ( ،وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﺴﺒﻮق
ﺑﺄداء اﻟﻌﺮﺑﻮن )اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ( ،وﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز )اﻟﻔﻘﺮة
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ(.
اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﯾﻌﺮف اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻓﻲ إطﺎر ظﮭﯿﺮ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ،ﻋﻠﻰ
ﺧﻼف ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻷﺧﺮى .18وﯾﺘﻀﺢ أﻧﮫ ﺳﺎر ﻧﻔﺲ ﻧﮭﺞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻛﺘﻔﻰ
ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ ﺿﻤﻦ ﻧﺼﻮص ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ﯾﺸﻮﺑﮭﺎ اﻹﺑﮭﺎم واﻟﻐﻤﻮض. 19
20
ﯾﺘﺨﺬ ﻋﺪة ﺻﻮر ،إﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن وﻋﺪا ﺑﺎﻟﺸﺮاء ،أو ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ أو واﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ
ﺑﺎﻟﺘﻔﻀﯿﻞ...وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻓﯿﮫ ﻓﻲ ﻧﻘﻂ ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﺔ .
ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻮﻋﺪ اﻟﺘﺒﺎدﻟﻲ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ أو اﻟﺸﺮاء ﺑﺄﻧﮫ ذﻟﻚ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺘﻤﮭﯿﺪي اﻟﺬي ﯾﻠﺰم أﺣﺪ
أطﺮاﻓﮫ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ أو اﻟﺸﺮاء ﻟﺸﻲء ،ﻣﻊ اﺣﺘﻔﺎظ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺣﻖ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ .21ﻛﻤﺎ
ﯾﻌﺮف ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﺷﺨﺼﯿﻦ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻌﺪ أﺣﺪھﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﺑﺈﺑﺮام ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ
ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺧﻼل ﻣﺪة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻓﯿﻘﺒﻞ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ھﺬا اﻟﻮﻋﺪ.22
_18ﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻘطري رﻗم 22ﻟﺳﻧﺔ 2004ﻓﻲ اﻟﻣواد 96إﻟﻰ ،99و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻛوﯾﺗﻲ رﻗم 67ﻟﺳﻧﺔ
1980ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 72و . 73
_19راﺟﻊ اﻟﻔﺻل 14و 15ﻣن ق.ل.ع .
_20و ﯾﻌرف اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻗد ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه ﯾﻠﺗزم أﺣد اﻟطرﻓﯾن أو ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻧﺣو اﻻﺧر ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺑﻘﻰ
ﻻﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد ﻣﺣل اﻟوﻋد ﺳوى أن ﯾﻌﻠن اﻟطرف اﻟﻣوﻋود ﻋن إرادﺗﮫ ﻓﻲ أن ﯾﻠﺗزم ھو أﯾﺿﺎ ﺑﻣوﺟﺑﮫ وذﻟك ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ
وﺑﺷروط ﻣﺣددة ،أورده ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﻌﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 25
_21ﻣﺣﻣد اﻟﻌروﺻﻲ ":اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة – ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ واﻟﻛراء – " ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣرﺟﺎن،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،2015ص . 58
_22اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﯾﺎد ":اﻻﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر " ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ -اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺻﯾف/ﺧرﯾف
،2010ص . 44
9
ﯾﺘﺒﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،أن اﻟﻮﻋﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ﯾﻤﻜﻦ أن إﻣﺎ وﻋﺪا ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ وھﻮ اﻟﺬي
ﯾﺼﺪر ﻣﻤﻦ رﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ أو وﻋﺪا ﺑﺎﻟﺸﺮاء ﻣﻤﻦ رﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺸﺮاء. 23
وﻣﺎ ﺗﺠﺐ اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ ،أﻧﮫ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﺪم اﻟﺨﻠﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﻮﻋﺪ اﻟﻤﺘﺒﺎدل ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ أو اﻟﺸﺮاء و
اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ .ﻓﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ ھﻮ ﻋﻘﺪ ﺗﺎم ﯾﻨﺸﺊ اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ .أﻣﺎ
اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ أو اﻟﺸﺮاء ﻻ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ أي ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﯿﻊ ﻧﻔﺴﮫ .وﻗﺪ أﺷﺎر
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 1589إﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ ﯾﻌﺎدل اﻟﺒﯿﻊ إذا ﺗﺮاﺿﻰ
اﻟﻄﺮﻓﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﯿﻊ واﻟﺜﻤﻦ. 24
ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ،ذھﺐ اﻟﻔﻘﯿﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري إﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻮﻋﺪ اﻟﻤﻠﺰم ﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ
ھﻮ واﻻﺗﻔﺎق اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺷﻲء .25ھﺬا ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ وﺗﻤﯿﯿﺰه ﻋﻦ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ و ﺑﺎﻟﺸﺮاء،
ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ ﺗﻤﯿﯿﺰ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻋﻦ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ؟ وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺒﯿﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ .
ﯾﻨﺪرج اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ﺿﻤﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﮭﺪ ﻹﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ،و ﻗﺪ
ﻋﺮﻓﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻘﮫ ﺑﺄﻧﮫ اﺗﻔﺎق ﯾﺘﻌﮭﺪ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎه اﻟﻮاﻋﺪ ﺑﺘﻔﻀﯿﻞ اﻟﻤﻮﻋﻮد ﻟﮫ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮه ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺼﺮﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﯿﻦ اﻟﻤﺒﯿﻌﺔ ،وﯾﻜﻮن اﻟﺜﻤﻦ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ھﻮ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﯾﻌﺮﺿﮫ اﻟﻐﯿﺮ وﯾﺮﺿﻰ
ﺑﮫ اﻟﻮاﻋﺪ. 26
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻔﻀﯿﻞ ھﻮ ﺗﺼﺮف ﺑﺈرادة ﻣﻨﻔﺮدة ،أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﮭﻮ ﻣﺸﺮوع
ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻠﺰم ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ واﻟﻤﺸﺘﺮي ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻤﻘﺼﻮدة ﻣﻨﮫ ،ﻓﺈن
ھﻨﺎك ﻋﺪة إﺟﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ رﺗﺒﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع ،ﻟﺮدع ﻣﻦ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺧﺮق ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪي أو
ﻋﺪم اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ إﺗﻤﺎﻣﮫ. 27
_23اﻟطﺎھر اﻟﻘﺿﺎوي ":اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ – دراﺳﺔ ﻣرﻛزة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر –" ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -ﺑﺎﻟرﺑﺎط ،ص . 51
_24ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺣﻣد ﻓﯾﻐو ":اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة – ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت و اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ – " ،دون
ذﻛر اﻟﻣطﺑﻌﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ ، 2000ص . 104
_25ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 251
_26ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﻌﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 31
_27ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﻌﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق. 32 ،
10
وﻣﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ ،أن اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺤﻤﻞ ﻓﻲ طﯿﺎﺗﮫ ﻋﺪة ﻣﺨﺎطﺮ ﻣﺎ دام ﻻ
ﯾﻤﻨﺢ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪ .
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع ﻧﻈﻢ اﻟﻌﺮﺑﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل
اﻟﻔﺼﻮل ﻣﻦ 288إﻟﻰ ،290وﻋﺮﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ 288ﺑﺄﻧﮫ ":ھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﻄﯿﮫ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ
ﻟﻶﺧﺮ ﺑﻘﺼﺪ ﺿﻤﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺗﻌﮭﺪه ".
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ أﻋﻼه ،ﯾﺘﻀﺢ أن اﻟﻌﺮﺑﻮن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره أداة ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻ
ﯾﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪ دون آﺧﺮ ،ﻓﮭﻮ ﯾﺸﻤﻞ اﻟﻌﻘﻮد اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ واﻟﻌﻘﻮد اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ ﻣﻌﺎ.28
29
ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ اﻋﺘﺒﺮ اﻟﻌﺮﺑﻮن وﺑﺎﺳﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ 290ﻣﻦ ق.ل.ع
ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ دﻓﻌﺔ أوﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﻦ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ،وھﻨﺎ ﯾﻄﺮح اﻹﺷﻜﺎل وﯾﻘﻊ اﻟﺨﻠﻂ ﺑﯿﻦ ﺗﺴﺒﯿﻘﺎت اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻣﻊ اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ اﻟﺬي ﯾﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﻋﺮﺑﻮن؛ ﻓﮭﺬا اﻷﺧﯿﺮ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﻤﺎن ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻌﻘﺪ
اﻟﺬي ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﮫ ،و ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺄﺷﯿﺎء ﺟﺎھﺰة أﺛﻨﺎء إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺴﺒﯿﻘﺎت اﻟﻌﻘﺪ
30
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻧﺠﺎز ﻋﻘﺎر ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ طﻮر اﻟﺒﻨﺎء
ﻣﺎ ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﯿﮫ ،أن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ اﻋﺘﺒﺮ اﻟﻌﺮﺑﻮن ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ،
ﻣﺴﺎﯾﺮا ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺠﺮﻣﺎﻧﻲ. 31
ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪات اﻟﺘﻲ وﻓﺎﻧﺎ ﺑﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮن 107.12اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﯿﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز ،وﻣﻦ أھﻢ ﺗﻮﺻﯿﺎت اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺒﯿﺌﻲ 32اﻟﺬي
_28ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول – ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد –" ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ
، 2013ص . 85 اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
_29ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 290ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":إذا ﻛﺎن اﻻﻟﺗزام ﻏﯾر ﻣﻣﻛن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،أو إذا ﻓﺳﺦ ،ﺑﺳﺑب ﺧطﺄ اﻟطرف
اﻟذي أﻋطﻰ اﻟﻌرﺑون ،ﻛﺎن ﻟﻣن ﻗﺑﺿﮫ أن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﮫ ،وﻻ ﯾﻠزم ﺑرده إﻻ ﺑﻌد أﺧده اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي ﺗﻣﻧﺣﮫ ﻟﮫ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،إن
اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ذﻟك ".
_30ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﻌﻧﺎﻧﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 33
_31ﻣﺣﻣد اﻟﻌروﺻﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 65
11
اﺣﺘﻀﻨﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮع و أﺣﺎطﮭﺎ ﺑﺎﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺪة ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻗﺒﻞ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ .
وﯾﺆﻛﺪ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﺮﻋﺎري أن ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ،ﯾﻨﺪرج ﺿﻤﻦ ﻻﺋﺤﺔ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت
اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ .و ﯾﻌﺮف ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺠﺰ
اﻷوﻟﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻓﯿﮭﺎ اﻷطﺮاف ﻣﻦ ﻣﮭﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﯿﺮ ﻗﺒﻞ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ. 33
وﻣﺎ ﯾﻤﯿﺰ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ ھﻮ طﺎﺑﻌﮫ اﻻﺧﺘﯿﺎري ،وذﻟﻚ ﻣﺎ ﯾﺘﻀﺢ ﺟﻠﯿﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ
618-3ﻣﻜﺮر ﻣﺮﺗﯿﻦ. 34
ﻛﻤﺎ ﯾﻌﻄﻲ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي ﺣﻖ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ،وذﻟﻚ داﺧﻞ أﺟﻞ ﻻ ﯾﺘﻌﺪى ﺷﮭﺮا ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺦ
إﺑﺮاﻣﮫ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺴﺦ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺨﺼﯿﺺ أو اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻣﻦ ﻟﺪن أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ،ﯾﺴﺘﺤﻖ
اﻟﻤﺘﻀﺮر ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺦ ﺗﻌﻮﯾﻀﺎ.35
ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺪﯾﺪﻧﺎ ﻟﻤﺎھﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻓﺈن اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﯾﻄﺮح ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ،ھﻮ
ﻛﯿﻒ ﯾﺘﻢ إﺑﺮام ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ؟ وﻣﺎھﻲ ﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ؟ وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﻔﺼﻞ ﻓﯿﮫ ﻓﻲ
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ.
_32رأي اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺑﯾﺋﻲ ﺣول إﺣﺎﻟﺔ ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون رﻗم 107.12ﯾﻐﯾر و ﯾﺗﻣم ﺑﻣوﺟﺑﮫ اﻟظﮭﯾر
اﻟﺷرﯾف اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9رﻣﺿﺎن 12 ) 1331أﻏﺳطس ،( 1913ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،أﻧظر اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋدد 6297ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ذو اﻟﺣﺟﺔ 6 ) 1435أﻛﺗوﺑر ، ( 2014ص . 7206
_33ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،"...ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص . 265
_34ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 618-3ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻗﺑل ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ إﺑرام ﻋﻘد
ﺗﺧﺻﯾص"...
_35راﺟﻊ اﻟﻔﺻل 618-3ﻣﻛرر ﺛﻼث ﻣرات اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﺗراﺟﻊ ،واﻟﻔﺻل 618-14اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص أو اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ .
12
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ :إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﯿﻮع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وآﺛﺎره
ﺗﻜﺘﺴﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت أھﻤﯿﺔ ﻛﺒﺮى ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﺣﯿﺚ أن ھﺬه اﻷﺧﯿﺮة ھﻲ
ﻗﻮام ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﻨﻤﻮﯾﺔ ،أو ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺣﯿﺚ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻘﻮي ﻟﻠﻔﺮد ﺑﺎﻟﻤﻠﻜﯿﺔ
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.36
وﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﺮوف ﻓﻲ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ ،ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﯾﺄﺧﺬ ﺻﻮرﺗﮫ اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ وﯾﺼﺒﺢ ﺑﺎﺗﺎ ،ﻟﻜﻦ
ﻋﻘﺪ ﯾﺴﺒﻖ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻤﮭﯿﺪﯾﺔ ﺗﺆدي ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻣﺤﻘﻖ أو ﻏﯿﺮ ﻣﺤﻘﻖ إﻟﻰ
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ ،واﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ.
وھﻨﺎك اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ إﺑﺮاﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ
ﻣﺮﺣﻠﺘﯿﻦ ،أﺑﺮزھﺎ ﻋﻘﺪ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز وﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر .
وﻟﻠﺘﻔﺼﯿﻞ أﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز
واﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،ارﺗﺄﯾﻨﺎ ﺗﻘﺴﯿﻢ ھﺬا اﻟﻤﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﺒﯿﻦ ،ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻧﻌﻘﺎد
اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ )اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول( ،وﻧﺨﺼﺺ )اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻵﺛﺎر اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻣﻊ
ﺗﺴﻠﯿﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻈﺎھﺮ اﻟﺤﻤﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻄﺮف اﻟﻀﻌﯿﻒ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ) اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ( .
ﯾﻠﻌﺐ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ دورا ﻣﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺒﺼﯿﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮي وإﻋﻄﺎﺋﮫ ﻣﮭﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﯿﺮ واﺗﺨﺎذ
اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎﺋﺐ ،37وﯾﺘﻄﻠﺐ ھﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷرﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺼﺤﺘﮫ ،اﻟﺘﻲ
ﯾﺨﻀﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯿﺚ ﺣﺪدھﺎ ﻓﻲ اﻷھﻠﯿﺔ،
اﻟﺘﺮاﺿﻲ ،اﻟﻤﺤﻞ ،واﻟﺴﺒﺐ.38
_36ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑوﺑﻛري ":ﺗوﺛﯾق اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣررات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون رﻗم 39.08
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﻘواﻧﯾن ذات اﻟﺻﻠﺔ " ،ﻧدوة :اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وإﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺗوﺛﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﺿوء
اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘروﯾﯾن ﻓﺎس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ -أﻛﺎدﯾر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻧﻔو – ﺑراﻧت ،ص . 19
_37ﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﻌﻣﺎري ":اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ – دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ،ﻗﺎون 53.05ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل
إﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻗﺎﻧون 44.00ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز" ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﻠﯾﻛﻲ أﺧوﯾن -طﻧﺟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،2012ص . 55
_38ﯾﻧص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":اﻻرﻛﺎن اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻﺣﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻻرادة ھﻲ
:
-1اﻷھﻠﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام؛
-2ﺗﻌﺑﯾر ﺻرﯾﺢ ﻋن اﻹرادة ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗزام؛
13
ھﺬا ،وﻗﺪ ﻓﺮض اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 107.12
اﻟﻤﻐﯿﺮ واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن 44.00اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز ،أو ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ
51.00اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ.
وﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ھﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ،ارﺗﺄﯾﻨﺎ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻦ إﻟﺰاﻣﯿﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺑﯿﻊ
اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز أو ﻓﻲ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،وذﻟﻚ ﻓﻲ )اﻟﻔﻘﺮة
اﻷوﻟﻰ( ،ﻋﻠﻰ أن ﻧﺨﺼﺺ ) اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ( ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ و ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻟﻤﺎ ﺗﻠﻌﺒﮫ ﻣﻦ دور ﺣﻤﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي
ﻛﻄﺮف ﺿﻌﯿﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ .
ﻟﻘﺪ أﻋﻠﻦ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻮﻗﻔﮫ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻨﺎده ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺘﻮﺛﯿﻖ ﻛﺨﯿﺎر
اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ أي أﺑﻌﺎد وﻣﻀﺎﻣﯿﻦ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻣﮭﻤﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻗﺮر ﺿﺮورة إﺗﺒﺎع
ﺷﻜﻠﯿﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ) أوﻻ ( ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪه اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﺨﻮل ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮن ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ
)ﺛﺎﻧﯿﺎ( ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12أو ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن . 51.00
إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺼﻞ 488ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﯾﻜﻮن اﻟﺒﯿﻊ ﺗﺎﻣﺎ
ﺑﻤﺠﺮد ﺗﺮاﺿﻲ ﻋﺎﻗﺪﯾﮫ ،أﺣﺪھﻤﺎ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ واﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﺸﺮاء ،وﺑﺎﺗﻔﺎﻗﮭﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺒﯿﻊ واﻟﺜﻤﻦ
وﺷﺮوط اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧﺮى" .
ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أورد اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻟﺮﺿﺎﺋﯿﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ 489ﻣﻦ
ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ، 39وأﻋﺎد ﺗﺄﻛﯿﺪه ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ
14
.40618-3وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺎدة 4ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،وإن
ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﺻﺮﯾﺤﺔ.
ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز ،41ﺣﯿﺚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ
اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 107.12اﻟﻤﻐﯿﺮ واﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ،44.00ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل
اﻟﻔﺼﻞ 618-3ﻧﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ":ﯾﺠﺐ أن ﯾﺮد ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر
اﻹﻧﺠﺎز إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺮر رﺳﻤﻲ 42أو ﻓﻲ ﻣﺤﺮر ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﯾﺘﻢ ﺗﻮﺛﯿﻘﮫ ﻣﻦ طﺮف ﻣﮭﻨﻲ ﯾﻨﺘﻤﻲ
إﻟﻰ ﻣﮭﻨﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ وﯾﺨﻮل ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﻮد ،وذﻟﻚ ﺗﺤﺖ طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن" .
وﻣﻦ ﺗﻢ ﯾﺘﻢ إﺿﻔﺎء اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﻷطﺮاف ﻣﺘﻰ أﻧﺠﺰت ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ أﺷﺨﺎص ﻟﮭﻢ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ،43وﺑﮭﺬا ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻧﺼﮫ اﻟﺼﺮﯾﺢ
ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻗﺪ ﺣﺴﻢ ﻓﻲ اﻟﺨﻼف اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﺣﻮل ﺷﻜﻠﯿﺔ أو رﺿﺎﺋﯿﺔ
ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻮارد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات. 44
وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ أو اﻟﺒﯿﻊ ،ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻤﻨﻌﺶ اﻟﻌﻘﺎري ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﺑﺼﻔﺔ
ﻣﺒﺎﺷﺮة ،وﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻔﺼﻞ 618-2ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع أﺟﺎز
ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طﻮر اﻟﺒﻨﺎء ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﻌﺸﯿﻦ ﻋﻤﻮﻣﯿﯿﻦ ﻛﺎﻧﻮا أو ﺧﻮاص ،ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺤﺮر
ﻣﺒﺪﺋﯿﺎ ﻋﻘﺪ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻣﻦ طﺮف ﻣﮭﻨﯿﯿﻦ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﯿﻦ.45
_40ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 618-3ﻣن ق.ل.ع ":ﯾﺟب أن ﯾرد ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز إﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺣرر رﺳﻣﻲ أو
ﻓﻲ ﻣﺣرر ﺛﺎﺑت اﻟﺗﺎرﯾﺦ "...
_41ﻋرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل 618-1ﺑﺄﻧﮫ... " :ﻛل اﺗﻔﺎق ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎه
اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻋﻘﺎر داﺧل أﺟل ﻣﺣدد وﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣﻘﺎﺑل ﺛﻣن ﯾؤدﯾﮫ ھذا اﻷﺧﯾر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل. ".
_42ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 418ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":اﻟورﻗﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎھﺎ اﻟﻣوظﻔون اﻟﻌﻣوﻣﯾون اﻟذﯾن ﻟﮭم
ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘد ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺣدده اﻟﻘﺎﻧون " ...ﻟﻠﺗوﺳﻊ أﻛﺛر ﻓﻲ اﻻوارق اﻟرﺳﻣﯾﺔ راﺟﻊ
:
-إدرﯾس اﻟﻌﻠوي اﻟﻌﺑدﻻوي ":وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ – اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت،
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،اﻟﺷﮭﺎدة ،اﻟﻘراﺋن ،اﻹﻗرار ،اﻟﯾﻣﯾن " ،دون ذﻛر اﻟطﺑﻌﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،1977ص . 67
_43ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑوﺑﻛري ":ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 20
_44ﻋزﯾز اﻟﻧﺎﻋﯾم ":ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ "،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻻي
إﺳﻣﺎﻋﯾل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ – ﻣﻛﻧﺎس ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ، 2013-2012ص . 103
_45ﺻﻔﺎء ﻣﺧﺷﺎﻧﻲ ":اﻹﻧﻌﺎش اﻟﻌﻘﺎري أﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠك " ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،أﻛﺗوﺑر ،2011ص 106و 107و
. 108
15
وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺗﻘﯿﯿﺪ وإﺷﮭﺎر اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ اﺣﺘﯿﺎطﯿﺎ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر
اﻻﻧﺠﺎز ،ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ 618-10ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 46107.12أدﺧﻞ
ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺮوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﻘﯿﯿﺪ ﺣﻘﻮﻗﮫ وذﻟﻚ راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﯾﺜﯿﺮھﺎ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻘﺪﯾﻢ ،وﺗﺘﺠﺴﺪ ھﺬه اﻟﻤﺮوﻧﺔ ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﻤﺸﺮع ﻟﺤﻞ ﺗﻮاﻓﻘﻲ ﯾﺮﺿﻲ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ اﻟﺒﺎﺋﻊ
واﻟﻤﺸﺘﺮي ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ،إﻻ أن اﺳﺘﻔﺎدة اﻟﻤﺸﺘﺮي ﺑﮭﺬا اﻟﺤﻖ ﺗﻈﻞ ﻣﺮھﻮﻧﺔ ﺑﺘﺠﺎوز ﺳﻘﻒ
اﻟﺘﺴﺒﯿﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﮭﺎ اﻟﻤﺸﺘﺮي ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ﺣﺪود ) (% 50ﻣﻦ ﺛﻤﻦ اﻟﺒﯿﻊ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ،وذﻟﻚ ﺑﮭﺪف
ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ أﻣﺎم اﻟﻤﺸﺘﺮﯾﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز دﻓﻌﺎﺗﮭﻢ اﻟﺤﺪ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﯿﮫ أﻋﻼه.47
أﻣﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﯿﻊ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،48ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ
ﯾﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ ﻋﻠﯿﮫ ،وإﻧﻤﺎ ﯾﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﺬي أﻋﻄﺎه ﻟﻺﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ
اﻟﻌﻘﺎر.49
ﻓﺎﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﯾﺘﻢ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ ﻋﻠﻰ إﺗﻤﺎم
ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﯿﻌﺘﺒﺮ ﯾﺬﻟﻚ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻤﮭﯿﺪﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ .
وﻣﻨﮫ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة 4ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ،50ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﮫ
اﻟﻤﺮن إزاء اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﺷﺘﺮط ﺿﺮورة اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺷﻜﻞ رﺳﻤﻲ أو ﻣﺤﺮر
ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ.
ﻟﻺﺷﺎرة ،ﻓﺤﻤﺎﯾﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﻜﺘﺮي اﻟﻤﺘﻤﻠﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﻖ ﺷﺨﺼﻲ ،ﺧﻮﻟﮫ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻜﻨﺔ
اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ اﻻﺣﺘﯿﺎطﻲ دون ﺗﻌﻠﯿﻖ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط ،ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﺳﺎر ﻋﻠﯿﺔ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ﺧﻼل -10
618ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ، 107.12إذ ﻧﺺ اﻟﻤﺸﺮع ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة 5ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 51.00
أﻧﮫ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺤﻔﻆ أﻣﻜﻦ ﻟﻠﻤﻜﺘﺮي اﻟﻤﺘﻤﻠﻚ طﻠﺐ إﺟﺮاء ﺗﻘﯿﯿﺪ اﺣﺘﯿﺎطﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻢ
16
اﻟﻌﻘﺎري ،وذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﻓﻆ اﻟﻌﻘﺎري 51وأن اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ اﻻﺣﺘﯿﺎطﻲ ﯾﺒﻘﻰ ﺳﺎري إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻘﯿﯿﺪ ﻋﻘﺪ
اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻢ اﻟﻌﻘﺎري ،وأن ﺗﻌﯿﯿﻦ رﺗﺒﺔ ھﺬا اﻷﺧﯿﺮ ﯾﺘﻢ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺘﻘﯿﯿﺪ
اﻻﺣﺘﯿﺎطﻲ.
وﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 6ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":
إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﻏﯿﺮ ﻣﺤﻔﻆ ،ﺗﺴﺠﻞ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺴﺠﻞ
ﺧﺎص ﯾﻤﺴﻚ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻟﺪى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﯿﺔ ﺑﺎﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺘﻲ ﯾﻮﺟﺪ ﺑﮭﺎ اﻟﻌﻘﺎر وﺗﻮدع
اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮرة ﻟﺪى ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ".
ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ ﯾﻘﻒ ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12أو اﻟﻘﺎﻧﻮن ،51.00
ﺑﻞ ﺗﻌﺪاه إﻟﻰ ﺗﺮﺗﯿﺐ ﺟﺰاء اﻟﺒﻄﻼن ﻋﻦ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ھﻲ ﺷﻜﻠﯿﺔ
اﻧﻌﻘﺎد وﻟﯿﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻟﻺﺛﺒﺎت ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﻌﺪ رﻛﻨﺎ ﺷﻜﻠﯿﺎ ﻓﯿﮫ ،وﻣﻦ ﺗﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﻛﺠﺰء ﻣﺤﺪد
ﻟﻤﺎھﯿﺔ اﻟﺘﺼﺮف ،وﺗﻨﺪﻣﺞ ﻓﯿﮫ ،وﻻ ﯾﻘﻮم اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺪون ﻛﺘﺎﺑﺔ. 52
وﯾﻤﻜﻦ إﺑﺪاء ﻋﺪة ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ،ﻣﻦ ﻗﺒﯿﻞ :
-إن اﻟﻤﺸﺮع ﻟﻢ ﯾﻌﻂ اﺧﺘﺼﺎص ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﻮد ﻟﻠﻤﻮﺛﻘﯿﻦ واﻟﻌﺪول وﺣﺪھﻢ ،واﻟﺤﺎل أن
ھﺆﻻء ھﻢ ﻣﻦ ﯾﻤﻠﻚ ﺻﻼﺣﯿﺔ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ ،ﺑﻞ أﺳﻨﺪ ﻣﮭﻤﺔ ﺗﻮﺛﯿﻖ ھﺬه اﻟﺒﯿﻮع ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﯿﻦ اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﯿﻦ
ﻟﻠﺘﺮاﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ،ﻛﻤﺎ ﺣﺎول ﺗﻮﺳﯿﻊ ﻧﻄﺎق ھﺬا اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻨﺎده ﻟﺒﺎﻗﻲ
اﻟﻤﮭﻨﯿﯿﻦ اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﯿﻦ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﻮد .
-ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﺟﺰاء اﻟﺒﻄﻼن اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن
107.12أو ، 51.00ھﻞ اﻟﺒﻄﻼن ﯾﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم أم ﻻ ؟ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد أﻧﮫ
ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺎدام ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ أن ﯾﺜﯿﺮه ،وﻣﺎدام ﻛﺬﻟﻚ أن اﻟﻤﺸﺮع ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ ﺻﺮاﺣﺔ.
17
وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈن ﺷﻜﻠﯿﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﻌﻨﺼﺮ ﺿﺮوري ﻻﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﺗﺄﺗﻲ اﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ
ﻧﺺ اﻟﻤﺎدة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺪوﻧﺔ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ ،53واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎﺗﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم .
ﯾﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة أﻋﻼه أن اﻟﻤﺸﺮع أﺻﺒﺢ ﯾﺴﯿﺮ ﻧﺤﻮ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ،ﻟﻜﻦ دون اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ
اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻌﺮﻓﯿﺔ ،وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻄﺮح اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺑﺘﺤﺮﯾﺮ
اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ؟ وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺠﯿﺐ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ.
ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﻮﻛﻮل ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺳﻨﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ
اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﮫ ﺳﻮاء ﻓﻲ إطﺎر ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز أو اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر،
ﺣﯿﺚ ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ اﻟﺬﻛﺮ أﻟﺰم أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺤﺮر رﺳﻤﻲ أو
ﻣﺤﺮر ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ،وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﮭﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺳﻨﺘﺤﺪث أوﻻ ﻋﻦ ﻣﺤﺮرو اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ) أ (،
ﻋﻠﻰ أن ﻧﺆﺟﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺤﺮرو اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺦ )ب( .
ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﻘﺪ اﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز أو ﻓﻲ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ
إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أﻋﻄﻰ ﻟﻸطﺮاف اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ أو
اﻟﻌﺮﻓﯿﺔ ،واﻟﻤﺤﺮر اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﻮﻛﻮل أﻣﺮ ﺗﺤﺮﯾﺮه إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺛﻘﻮن اﻟﻌﺼﺮﯾﻮن ،اﻟﺬﯾﻦ
ﯾﻌﺘﺒﺮون اﻟﻤﺆھﻠﻮن ﺑﺎﻣﺘﯿﺎز ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻣﮭﻨﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻋﻘﻮد ﺑﯿﻮع اﻟﻌﻘﺎرات وإﺗﻤﺎم إﺟﺮاءات ھﺬه
اﻟﺒﯿﻮﻋﺎت ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﺴﺠﯿﻞ اﻟﻌﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻞ اﻟﻌﻘﺎري. 54
وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة أن اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺮرھﺎ اﻟﻤﻮﺛﻖ واﻟﻌﺪل ﺗﻜﺘﺴﻲ طﺎﺑﻌﺎ رﺳﻤﯿﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ
اﻟﻄﻌﻦ ﻓﯿﮭﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺰور ،55إﻻ أن اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺮرھﺎ اﻟﻤﻮﺛﻖ وﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺮرة ﻣﻦ
طﺮف اﻟﻌﺪل ھﻮ أن اﻷوﻟﻰ ﺗﻌﺪ وﺛﯿﻘﺔ رﺳﻤﯿﺔ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻟﻤﻮﺛﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﻣﺎ اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮم
_53ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 4ﻣن م.ح.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﯾﺠﺐ أن ﺗﺤﺮر – ﺗﺤﺖ طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺒﻄﻼن – ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ أو ﺑﺈﻧﺸﺎء اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ اﻷﺧﺮى أو ﻧﻘﻠﮭﺎ أو ﺗﻌﺪﯾﻠﮭﺎ أو إﺳﻘﺎطﮭﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺤﺮر رﺳﻤﻲ ،أو ﺑﻤﺤﺮر ﺛﺎﺑﺖ
اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﯾﺘﻢ ﺗﺤﺮﯾﺮه ﻣﻦ طﺮف ﻣﺤﺎم ﻣﻘﺒﻮل ﻟﻠﺘﺮاﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﻨﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟﻚ "
_54ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑوﻧﺑﺎت ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طرو اﻻﻧﺟﺎز – دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم – 44.00اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ،
اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎﻧت " ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ واﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ – ﻣراﻛش ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2003ص . 33
_55ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 419ﻣن ق.ل.ع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ":
18
اﻟﻌﺪل ﺑﺘﺤﺮﯾﺮھﺎ ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻜﺘﺴﻲ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ إﻻ إذا ﺧﺎطﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺘﻮﺛﯿﻖ .56ھﺬا
ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ،ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ ﻣﺤﺮرو اﻟﻌﻘﻮد ﺛﺎﺑﺘﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ؟
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ 618-3ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺎدة 4ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 51.00
ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أﻋﻄﻰ ﻷطﺮاف اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮه ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺤﺮر ﺛﺎﺑﺖ
اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻛﺬﻟﻚ ،اﻟﺬي ﯾﺘﻢ ﺗﺤﺮﯾﺮه ﻣﻦ طﺮف ﻣﮭﻨﻲ ﯾﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻣﮭﻨﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وﯾﺨﻮل
ﻟﮭﺎ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﻮد .
وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﻮر واﺿﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺮﯾﺤﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﯿﻦ اﻟﻤﻘﺒﻮﻟﯿﻦ ﻟﻠﺘﺮاﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ
اﻟﻨﻘﺾ ،ﻓﺈن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺸﺮاﺋﺢ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻖ ﻟﮭﺎ ﺗﻮﻟﻲ ھﺬه اﻟﻤﮭﺎم اﻟﺘﻮﺛﯿﻘﯿﺔ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ
ﺿﺮورة اﺳﺘﺼﺪار ﻧﺺ ﺗﻨﻈﯿﻤﻲ ﯾﺤﺪد ﺷﺮوط ﺗﻘﯿﯿﺪ اﻟﻤﮭﻨﯿﯿﻦ ﺿﻤﻦ اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﺴﻨﻮﯾﺔ اﻟﻤﺸﺎر
إﻟﯿﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ. 57
ﻟﻜﻦ ھﻞ ﺗﺮﻗﻰ وﺛﯿﻘﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ إﻟﻰ ﻣﺼﺎف اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ؟
ﺟﻮاﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺆال اﻟﻤﻄﺮوح ،ﯾﺮى ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﺑﻠﮭﺎﺷﻤﻲ اﻟﺘﺴﻮﻟﻲ " أن اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﯾﻮﺛﻘﮭﺎ
اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ طﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻧﯿﻦ 18.00ز 44.00و 51.00ذات ﺣﺠﯿﺔ رﺳﻤﯿﺔ ﻣﺎداﻣﺖ ﺻﺎدرة ﻣﻨﮫ
ﻓﻲ ﺣﺪود اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ وﻓﻖ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ اﻟﻤﺘﻄﻠﺐ ﻣﻘﻠﮭﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ أي ﻣﺤﺮر ﺻﺎدر
ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺛﻖ أو اﻟﻌﺪﻟﯿﻦ ،أﻣﺎ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺤﺮرة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ 30ﻣﻦ ظﮭﯿﺮ
58
1.08.101ﺻﺎدر ﻓﻲ 20أﻛﺘﻮﺑﺮ 2008ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 28-08ﻓﺘﺒﻘﻰ ﻋﻘﻮد ﻋﺮﻓﯿﺔ "
.
ﻓﮭﺬا ﻋﻦ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﺨﻮل ﻟﮭﺎ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
اﻷﺧﺮى اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮاﻓﺮھﺎ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ وﺑﻌﺾ اﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰ ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻘﺪ
_56رﺿوان ﻋﺳﺔ ":ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 51.00واﻟﻘﺎﻧون ،" 31.08رﺳﺎﻟﺔ
ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻷول ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ-ﺑﺳطﺎت،
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ، 2013-2012ص 88و . 89
_57ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،"...ﻣطﺑﻌﺔ اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،2016ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
250و . 251
_58أورده رﺿوان ﻋﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﮭﺎﻣش ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 93
19
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12و 51.00؟ وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻘﺮة
اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ .
ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎراة اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ اﻟﺮاﻣﯿﺔ إﻟﻰ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ،إذ
اﺷﺘﺮط ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة ﻛﺤﺪ أدﻧﻰ ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﮫ رﺿﻰ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ
وأﻟﺰم أن ﯾﺘﻢ ﺗﻀﻤﯿﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ. 59
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أوﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ،ﺗﻀﻤﯿﻦ اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ،اﻻﺣﺘﯿﺎطﯿﺔ واﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﮫ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺎ ﯾﺤﺪ
ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ ﺳﻠﻄﺎن اﻹرادة ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻘﺪ ﺷﻜﻼ وﻣﻀﻤﻮﻧﺎ .60ھﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻧﻘﺴﻤﮭﺎ إﻟﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ
ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ أي ﻋﻘﺪ – ﺑﯿﺎﻧﺎت ﻋﺎﻣﺔ ) -أوﻻ ( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﯿﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻋﻘﺪ اﺑﺘﺪاﺋﻲ
ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز أو اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ) ﺛﺎﻧﯿﺎ(.
_62ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 7ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 51.00ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-ھوﯾﺔ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة؛
-ﻣراﺟﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻣﺣل اﻟﻌﻘد؛
-ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر ووﺻﻔﮫ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ؛
20
وﯾﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ،أن ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻋﺪة
ﺑﯿﺎﻧﺎت ﻋﺎﻣﺔ ،وھﻲ ھﻮﯾﺔ اﻷطﺮاف اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪة ،ﻣﺤﻞ اﻟﻌﻘﺪ ) اﻟﻌﻘﺎر ( ،اﻟﺜﻤﻦ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﻗﻊ
اﻟﻌﻘﺎر ،ﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أورد ﻋﺒﺎرات واﺿﺤﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﺜﻤﻦ وﻣﻮﻗﻊ اﻟﻌﻘﺎر
ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻊ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز ،وﺟﺎء ھﺬا ﻣﻊ اﻟﺘﻌﺪﯾﻞ اﻷﺧﯿﺮ ﺑﻤﻮﺟﺐ
اﻟﻘﺎﻧﻮن ، 107.12ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎن ﯾﺸﻮﺑﮫ اﻟﻐﻤﻮض ،وھﺬه ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺎﺳﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺴﺐ
ﻟﻠﻤﺸﺮع .
ھﺬا ﻋﻜﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن 51.00اﻟﺬي ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﺒﺎرات اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺨﺼﻮص
ﯾﺸﻮﺑﮭﺎ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻐﻤﻮض ،وﻧﺘﻤﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ أن ﯾﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﻌﺪﯾﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﯾﻠﮫ ﻛﻤﺎ
ﻓﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن . 107.12
وﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺼﻞ ،618-3ﻛﺎن ﻻ ﯾﻨﺺ ﺻﺮاﺣﺔ
ﻋﻠﻰ أن اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت ﯾﺠﺐ ﺗﻮﻓﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،ﻓﺈن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن 107.12ﻧﺺ ﺻﺮاﺣﺔ
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ 618-3ﻣﻜﺮر ،وذﻟﻚ ﻟﺘﻮﻓﯿﺮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ
ﻟﻠﻤﺴﺘﮭﻠﻚ .وﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻛﺬﻟﻚ أﻧﮫ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﺨﻠﻞ اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺒﮫ وﻣﻀﻤﻮن ھﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻓﺈن
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺪﯾﺪ اﺿﻄﺮ إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ھﺬه اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت وإﻋﺎدة ﺗﺮﺗﯿﺒﮭﺎ ﺑﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ )-3
618ﻣﻜﺮر(.63
21
اﻟﺤﺼﺮ .ھﺬا ﻓﯿﻤﺎ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻣﺎذا ﻋن ﺧﺻوﺻﯾﺎت
اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ؟ ھذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﻣواﻟﯾﺔ.
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻟﻛل ﻋﻘد ﻣﻣﯾزات ،ﻓﺈن ﻣﺿﻣون اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور
اﻻﻧﺟﺎز ﻟﮫ ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮫ )أ( ،ﻛﻣﺎ ﻟﻺﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮫ )ب( ،وھو
ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﺑﯿﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﯿﻨﮫ .
ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ،107.12وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ 618-3ﻣﻜﺮر ﻣﻨﮫ اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﻰ
ﻋﺪة ﺧﺼﻮﺻﯿﺎت ﺗﻤﯿﺰ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز ،ﺣﯿﺚ ﻧﺠﺪ ﺗﺎرﯾﺦ ورﻗﻢ
رﺧﺼﺔ اﻟﺒﻨﺎء ،ﺑﺤﯿﺚ ﺣﻘﻖ ﺗﻮازن ﻣﻊ ﺗﻌﺪﯾﻞ و ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﻔﺼﻞ 618-5اﻟﺬي أﺻﺒﺢ
ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻻ ﯾﺠﻮز إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻟﺒﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر اﻻﻧﺠﺎز إﻻ ﺑﻌﺪ
اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ رﺧﺼﺔ اﻟﺒﻨﺎء ".
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺘﻄﻠﺒﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ ذﻛﺮ ﻟﻤﺮاﺟﻊ ﺿﻤﺎﻧﺔ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻷﻗﺴﺎط اﻟﻤﺆداة ﻓﻲ -
ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻟﻠﻌﻘﺪ أو ﺿﻤﺎﻧﺔ إﻧﺸﺎء اﻷﺷﻐﺎل أو اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ.
22
-ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺨﺎص ﺑﺪﻓﺘﺮ اﻟﺘﺤﻤﻼت ،ﺣﯿﺚ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﻟﻔﺼﻞ ، 65618-4
وﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﺪﻓﺘﺮ وﺛﯿﻘﺔ ذات طﺒﯿﻌﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﺗﻌﺎﻗﺪﯾﺔ وﻧﻈﺎﻣﯿﺔ ﺗﺮﺗﺐ آﺛﺎرا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸطﺮاف
ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا أﺷﺨﺎص اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص أو اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم.66
وإﻋﺪاد دﻓﺘﺮ اﻟﺘﺤﻤﻼت ﻟﻠﻤﺒﻨﻰ اﻟﻤﺰﻣﻊ إﻧﺸﺎؤه ﯾﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺘﺰام ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﺒﺎﺋﻊ،
ﻛﻤﺎ ﺳﯿﺘﻢ ﺗﻮﺿﯿﺢ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﻤﻮاﻟﻲ ،وﺗﺘﺠﻠﻰ أھﻤﯿﺘﮫ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﮫ ﯾﺤﺪد اﻟﺘﺰاﻣﺎت ﻛﻞ ﻣﻦ
اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺪى وﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺸﺮوع وﻣﺸﺘﻤﻼﺗﮫ وﻣﺎ أﻋﺪ ﻟﮫ وﻧﻮع اﻟﺨﺪﻣﺎت واﻟﺘﺠﮭﯿﺰات
اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻮﺟﺐ إﻧﺠﺎزھﺎ وأﺟﻞ اﻹﻧﺠﺎز واﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ،ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺪﻓﺘﺮ ﺣﺎﻣﻼ ﻟﻌﺒﺎرة " ﻏﯿﺮ
ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻐﯿﯿﺮ " و ذﻟﻚ ﺿﻤﺎﻧﺎ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ أﻛﺒﺮ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮي.67
ﺗﺘﺠﺴﺪ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎت اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﻓﻲ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﻋﺪة ﺑﯿﺎﻧﺎت
ﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻟﮭﺎ ﻣﺜﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﺮى ،وﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ
اﻟﺤﺼﺮ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﺴﺒﯿﻖ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﻀﺎء وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﯿﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﻤﻜﺘﺮي اﻟﻤﺘﻤﻠﻚ وطﺮﯾﻘﺔ
ﺗﺴﺪﯾﺪھﺎ وﻛﺬا ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺧﺼﻢ اﻟﻮﺟﯿﺒﺔ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ اﻟﺒﯿﻊ ،وھﻮ ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ
. 51.00
-ﻣﺮاﺟﻊ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ اﻟﻤﺒﺮم ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﺋﻊ ،ﺣﯿﺚ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻛﺬﻟﻚ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر
اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻊ ﺑﻮﻟﯿﺼﺔ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ،ذﻟﻚ أن اﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻠﺰم ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺈﺑﺮام
ﻋﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻟﻀﻤﺎن اﻟﻌﻘﺎر ،68ﺣﯿﺚ ﯾﻌﺪ ﻛﻞ ﺑﺎﺋﻊ ﻣﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﻤﺎن ﺑﻌﻘﺪ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ،ﺳﻮاء أﻛﺎن ﻣﻦ
أﺷﺨﺎص اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم أو اﻟﺨﺎص ،وﯾﺸﻤﻞ اﻟﻀﻤﺎن ﺟﻤﯿﻊ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﺒﺎﺋﻊ ﺳﻮاء
اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺒﺎﺋﻊ ﯾﺒﻘﻰ
23
ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻌﻘﺎر إﻟﻰ ﺣﯿﻦ إﺑﺮام ﻋﻘﺪ اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻨﮭﺎﺋﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﺒﺪﺋﯿﺎ ھﻮ اﻟﻤﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻀﺮر
اﻟﺬي ﯾﺤﺪﺛﮫ اﻧﮭﯿﺎره أو ﺗﮭﺪﻣﮫ اﻟﺠﺰﺋﻲ. 69
-ﺷﺮوط ﻣﺰاوﻟﺔ ﺣﻖ اﻟﺨﯿﺎر وﻓﺴﺦ اﻟﻌﻘﺪ ،ھﻲ ﺷﺮوط ﯾﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ أطﺮاف ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر
اﻟﻤﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻤﮭﯿﺪﯾﺔ ﻹﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ وﯾﺘﻢ ﺗﻔﻌﯿﻠﮭﺎ إﻟﺰاﻣﯿﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻮﻗﯿﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺪ ،70واﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺬي ﯾﻄﺮح ھﻮ ،ھﻞ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ إﺑﺮام ﻋﻘﺪ اﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ
إﻟﻰ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ وﻣﺎ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺗﻮﻗﯿﻊ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ؟
-ﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺪأ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎر ،وھﻮ اﻟﺒﯿﺎن اﻷﺧﯿﺮ اﻟﺬي ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ
ﺧﻼل اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ، 51.00وھﺬا اﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﯾﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة
اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ ،اﻟﺘﻲ ﺧﻮﻟﺖ ﻟﻠﻤﻜﺘﺮي اﻟﻤﺘﻤﻠﻚ ﺣﻖ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎر
ﺑﻤﺠﺮد إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ .وﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺪأ اﻟﻤﻜﺘﺮي اﻟﻤﺘﻤﻠﻚ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﯿﮫ ﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺒﺎﺋﻊ اﻟﺬي ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻣﮭﻨﯿﺎ ﻣﺤﺘﺮﻓﺎ . 71ﻓﺈذا ﻛﺎن ھﺬا ﻋﻦ
اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ وﻣﺎ ﯾﺘﻄﻠﺒﮫ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ،ﻓﻤﺎذا ﻋﻦ آﺛﺎر اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ؟ وھﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎول
اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﻤﻮاﻟﻲ .
إن اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ھﻮ ﻋﻘﺪ ﻣﻠﺰم ﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ ،ﺑﺤﯿﺚ إذا أﺑﺮم ﺻﺤﯿﺤﺎ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻨﮫ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻣﻦ اﻵﺛﺎر ،ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﯿﻦ طﺮﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ
ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ.72
ھذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﻠك اﻵﺛﺎر ﻓﻲ ﻛل ﻣن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز،
واﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠطرف اﻟﻘوي
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد )اﻟﻣﻧﻌش اﻟﻌﻘﺎري( ،وذﻟك ﻓﻲ )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ،وﻛذﻟك ﺗﺣدﯾد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
24
ﺑﺎﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف )اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك( ،ﻓﻲ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( ،ﻣﻊ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣظﺎھر
اﻟﺣﻣﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘررة وﻓق ھذا اﻟﻌﻘد ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻐﺎﯾﺔ
ﻣن إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ھو ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣﺷﺗري أو اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك إﻟﻰ ﺣﯾن وﺻول
أﺟل اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ. 73
ﺑﺎﺳﺘﻘﺮاﺋﻨﺎ ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ﺳﻮاء ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﯿﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طﻮر
اﻹﻧﺠﺎز واﻹﯾﺠﺎر اﻟﻤﻔﻀﻲ ﻟﺘﻤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎر ،ﯾﺘﻀﺢ ﺟﻠﯿﺎ أن ھﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،إذ
ھﻨﺎك طﺮف ﻗﻮي اﻟﺬي ﯾﺘﻤﯿﺰ ﺑﺎﻻﺧﺘﺼﺎص واﻟﺨﺒﺮة اﻟﻔﻨﯿﺔ واﻟﻘﺪرة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺨﻞ
ﺑﺎﻟﺘﻮازن اﻟﻌﻘﺪي ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﯾﻦ .وھﺬا ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮع إﻟﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﻄﺮف اﻟﻘﻮي اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ أﺛﻨﺎء ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ ،وأﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﯿﺬه 74وھﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺤﺎول ﺗﺤﺪﯾﺪه وﻓﻖ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﯾﻠﺗزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﺣﺗرام ﺷروط دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت وﺑﻌدم اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻋن إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻷﺟل،
وﺗﻘدﯾم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﺷﺗري واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺣددة.
ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻔﺻل 618-7ﻣن ق ل ع ،ﻧﺟده ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺗﻌﮭد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﺣﺗرام
اﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ وأﺟل إﻧﺟﺎز اﻟﺑﻧﺎء ،وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﺣﺗرام ﺷروط دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618-4أﻋﻼه".
ودﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت ﻛﻣﺎ ﺗﻣت اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﯾﺟب أن ﯾﺿﻌﮫ اﻟﺑﺎﺋﻊ وأن ﯾﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺎ
ﻟﻠﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﻌﻣﺎري واﻟﻣرﺧص ﺑﮫ ،ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺷروع وﻣﺎ أﻋد ﻟﮫ وﻧوع اﻟﺧدﻣﺎت
واﻟﺗﺟﮭﯾزات اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب إﻧﺟﺎزھﺎ وأﺟل اﻹﻧﺟﺎز واﻟﺗﺳﻠﯾم.75
25
ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل 618-7أن اﻟﻣﺷرع ﺧﻔف ﻣن وطﺄة اﻻﻟﺗزام أﻧف اﻟذﻛر
ﻟﻣﺎ ﺟﻌل ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﺷﺗري إﻣﮭﺎل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺄﺟل إﺿﺎﻓﻲ ،76ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن
اﻟﻔﺻــل 618-7ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ،ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ،اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن أﺟل إﺿﺎﻓﻲ
ﻹﺗﻣﺎم أﺷﻐﺎل ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻘﺎر ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻣدﺗﮫ ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﻣﻊ إﺧﺑﺎر اﻟﻣﺷﺗري ﺑذﻟك داﺧل أﺟل
ﺷﮭر ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺻرام أﺟل اﺗﻣﺎم اﻷﺷﻐﺎل اﻷﺻﻠﻲ".
ﻗﺑل ﺗﻌدﯾل 107-12ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﯾﻧص ﻓﻲ اﻟﻔﺻل " 118-9ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ أن ﯾﻘﯾم ﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﻣﺷﺗري ﺿﻣﺎﻧﺔ ﺑﻧﻛﯾﺔ أو أﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﺧرى ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،وﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺗﺄﻣﯾﻧﺎ "...ﻓﻐﻣوض ھذه
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻛﺎن ﻣﺛﺎرا ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ أن اﻟﮭدف ﻣن إﻧﺷﺎء اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟواﺣد ﻣن
ھذه اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ ﻛﺎن ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ ﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ اﺳﺗرداد اﻷﻗﺳﺎط
اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻻ ﻏﯾر ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺷﻣل ﺗﻐطﯾﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺧﺎطر اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻠﺣق
اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﮭد ﺑﮭﺎ. 77
26
ﯾﻠﺗزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺷﺗري ﻋن اﻟﺗﺄﺧر ﻓﻲ اﻹﻧﺟﺎز ،79ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ أم
اﻋﺗﺑﺎرﯾﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص أم ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﻛم ھذا ﻋﺎم وﺷﺎﻣل دون ﺗﻣﯾﯾز ،ﺣﯾث ﯾﻘﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ واﺟب ﺗﻧﻔﯾذ ﺷروط دﻓﺗر اﻟﺗﺣﻣﻼت وإﻧﺟﺎز اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﺔ ،ﻓﻠو
طرأ ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﻟﺗزام ﺗﺄﺧﯾر ﯾﻌزى إﻟﻰ ﻋﻣل اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﺈن ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﻠزﻣﮫ ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺷﺗري
ﺑﻧﺳﺑﺔ 1%ﻋن ﻛل ﺷﮭر ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣؤدى ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ
إﺟﻣﺎﻟﮫ 10%ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ.80
ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑق اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻔرض ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻻ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ 10%ﻣن ﺛﻣن
اﻟﺑﯾﻊ ،ﻧﺟد ﻗﺎﻧون 107-12ﻗﺎم ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻔﺻل 618-14ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص أو اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن ﻟدن أﺣد اﻟطرﻓﯾن ،ﺳﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن
اﻟﻔﺳﺦ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 618-19أدﻧﺎه ،ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺣددا ﻓﻲ:
%15 -ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة إﻟﻰ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻛﺑرى ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻘﺎر
%20 -ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة إﻟﻰ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ
اﻟﺳﻛن أو ﺷﮭﺎدة اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ .
ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺷﺗري ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد دون ﺗﺣﻣل أي ﺗﻌوﯾض إذا ﺗﺟﺎوز اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻷﺟل
اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻌﻘﺎر ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 618-7أﻋﻼه وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺷﺗري ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﺣددا ﻓﻲ 20%ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣؤداة.
ﯾﻌﻔﻰ اﻟﻣﺷﺗري ﻣن أداء اﻟﺗﻌوﯾض إذا ﺗم اﻟﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻧﺗﮭﺎء أﺟل اﻟﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام
ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص.
_79ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 618-12ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮫ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧر اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻋن إﻧﺟﺎز اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻓﺈﻧﮫ
ﯾﺗﺣﻣل ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ %1ﻋن ﻛل ﺷﮭر ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣؤدى ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﺗﻌوﯾض %10ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ".
_80ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑوﻧﺑﺎت ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 71
27
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻌﻔﻲ ﻟﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻗﺎﻧون 51-00ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻋﺎﻣﺔ
ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،واﻟﺗزاﻣﺎت ﺗﺟد ﻣﺻدرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر .
ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 8113ﻣن ﻗﺎﻧون 51-00ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ أﺣﺎﻟت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﺿﻣﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘد
اﻟﻛراء ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺻول ﻣن 625ﻏﻠﻰ 662ﻣن ق ل ع ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 635ﻧﺟدھﺎ
ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﻛري ﺑﺎﻟﺗزاﻣﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن:
-2اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺿﻣﺎن"
ھذا اﻟﺣق ھو ﺣق ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 11وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﮫ ﺣﺗﻰ وﻟو
ﻟم ﯾﻧص اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﯾﺗم اﻗرار ھذا اﻟﺣق اﺗﺟﺎه اﻟداﺋﻧﯾن ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﮭﻧﯾن ذﻟك
أن اﻟﻣرﺗﮭن ﻟﮫ ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك.
وذﻟك أﺛﻧﺎء إﺑرام اﻟﻌﻘد وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﺳﺦ ،وھذا اﻻﻟﺗزام ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن
ﻗﺎﻧون 8251-00وﻟﻌل اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻌود إﻟﻰ ﺿرورة اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟطرﻓﯾن ﻣﻌﺎ
28
ﻓﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺷﺄ ﻣن دﻋﺎوى ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﮭدف ﻣﻧﮭﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺎﻷﺿرار اﻟﻼﺣﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺣل.83
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﮭﺎ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗﺑل إﺑرام ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر
اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ،ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﺿﻣن اﻟﻌﻘد ﻣراﺟﻊ ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﻘﺎر ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﮫ اﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم. 51-00
وﯾﻐطﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻣﺧﺎطر ،وﺑذﻟك ﺗﺗﺣﻘق وﻻﺷك
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻛﺗري اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك ﻛﻣﺳﺗﮭﻠك.84
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻛﺑرى ﺗﻠك اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺛﺑﺎت أو
ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎر ،وﻛذا ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮫ أو اﻟﻣﻼزﻣﺔ ﻟﮭﺎ ،ﻓﮭو ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة
13ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 51-00اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﮭﺎ " ...ﯾﻠﺗزم اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺗﺣﻣل ﻣﺻﺎرﯾف اﻹﺻﻼﺣﺎت
اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺛﺑﺎت أو ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎر وﻛذا ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ
ﻟﮫ أو اﻟﻣﻼزﻣﺔ ﻟﮭﺎ ".
ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾدﻧﺎ ﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟطرف اﻟﻘوي اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺣﻘوﻗﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرف
اﻟﺿﻌﯾف ،ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﻘرة ﺳﻧﺗﺣدث ﻋن اﻟﺗزاﻣﺎت ھذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز وﻛذﻟك
ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أھم اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك ﻓﻲ اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻟﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر
وذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
29
أوﻻ :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﻋﻘدا ﯾﻣﺗد ﻓﻲ اﻟزﻣن ﻋﻠﻰ ﻣراﺣل ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺗﻔﺎق
اﻷطراف ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺑﯾﻊ اﻟﻧﺎﺟز اﻟذي ﯾﻠزم ﺑﺎﻧﻌﻘﺎده ﺣﺻول اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﻠﺷﻲء اﻟﻣﺑﯾﻊ وأداء
اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ،ﻟذﻟك أن ﺟوھر ھذا اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻣﺗد ﻓﻲ اﻟزﻣن ،ھو أداء اﻟﺛﻣن ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم
اﻷﺷﻐﺎل .85وھذا ﻣﺎ أوﺿﺣﮫ اﻟﻔﺻل 618-6ﻣن ق ل ع ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" ﯾؤدي
اﻟﻣﺷﺗري ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ﻗﺳطﺎ ﻣن اﻟﺛﻣن اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻘدم اﻷﺷﻐﺎل ﺣﺳب اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ھذا اﻻﻟﺗزام ﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻔﺻل 618-12ﻣن ق ل ع ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻋن أداء اﻷﻓﻌﺎل ﺣﺳب اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 618-6أﻋﻼه ،ﯾﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺷﺗري ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻻ ﯾﺗﻌدى 1%ﻋن ﻛل ﺷﮭر ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟواﺟب دﻓﻌﮫ ،ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز
ھذا اﻟﺗﻌوﯾض 1%ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ.
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 618-13ﻧﺟده ﯾﻧص ﻋﻠﻰ " أﻧﮫ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن
ﺣﻘوﻗﮫ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ﻟﺷﺧص أﺧر.
ﯾﺟب أن ﯾﺗم ھذا اﻟﺗﺧﻠﻲ وﻓق اﻟﺷﻛل واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﻘررﯾن ﻟﻌﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،أو ﻟﻌﻘد اﻟﺑﯾﻊ
اﻻﺑﺗداﺋﻲ واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول 618-3ﻣﻛرر و 618-3ﻣﻛرر ﻣرﺗﯾن أﻋﻼه.
وﯾﺳري ھذا اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻻ إذا ﺑﻠﻎ ﺑﮫ ﺑﺈﺣدى اﻟطرق اﻟﻣﻣﺗدة ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
ﺗﻧﺗﻘل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺟدﯾد ".
30
-ﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻋﻧد اﻟﻔﺳﺦ اﻹرادي:
ﺧول اﻟﻔﺻل 618-14أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
ﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ھﻧﺎ ﺑﻔﺳﺦ ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺷﺗري ﺑﺈرادﺗﮫ اﻟﻣﻧﻔردة
أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ".86ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص أو اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن ﻟدن أﺣد
اﻟطرﻓﯾن ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﻔﺳﺦ ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 618-19أذﻧﺎه،
ﺗﻌوﯾﺿﺎ."...
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر
ﺗﻌﺗﺑر اﻟوﺟﯾﺑﺔ أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوھرﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑﻠﻎ ﻣن
اﻟﻣﺎل ﯾؤدى ﻓﻲ ﺷﻛل دﻓﻌﺎت ﻓﻲ أﺟل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ .88وھذه اﻟوﺟﯾﺑﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﺟزﺋﯾن :ﺟزء
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن اﻟﻌﻘﺎر واﻷﺧر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷداء اﻟﻣﺳﺑق ﻟﺛﻣن ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ،وﺗرك
اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣدﯾد ﻛل ﺟزء وﻗﯾﻣﺗﮫ إﻟﻰ إرادة طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
وﺑﮭذا ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك أداء اﻷﻗﺳﺎط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن،
وﺗﻛون ھذه اﻷﻗﺳﺎط ﻧﻘدﯾﺔ وھذا ﻣﺎ ﯾﻣﯾزھﺎ ﻋن اﻟوﺟﯾﺑﺔ اﻟﻛراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻘدا و
ﻣﺧﺗﻠطﺔ أي ﻓﻲ ﺟزﺋﮭﺎ ﻧﻘدا واﻟﺟزء اﻷﺧر ﻋﯾﻧﯾﺔ أو ﻏﯾرھﺎ. 89
وھذا وأن اﻷداء ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺣوال ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻌد اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ
إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر.90
31
-أداء ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌﻘﺎر:
ﻧﺟد ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد اﻟﻣﺎدة 9ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﮭﺎ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧص " ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك اﺑﺗداء ﻣن
ﺗﺎرﯾﺦ ﺑدء اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
...-
...-
91
-أداء ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻛﻣﺎ ھﻲ ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﺻل "...639
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﺻل 639اﻟﻣذﻛور ﻓﺈن اﻟﻣﻛﺗري ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻛراﺋﯾﺔ أو
اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ إﻻ إذا ﻛﻠف ﺑﮭﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ اﻻﺗﻔﺎق أو اﻟﻌرف.92
وھذه اﻹﺻﻼﺣﺎت ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻟﺑﻼط اﻟﻐرف وزﻟﯾﺟﮭﺎ ،إذا ﻟم ﯾﺗﻛﺳر ﻣﻧﮫ إﻻ ﺑﻌض
وﺣداﺗﮫ.93
ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 51-00ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك ﻣﻠزم
ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻘﺎر ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﺣﺎزم اﻟﺿﺎﺑط ﻟﺷؤون ﻧﻔﺳﮫ وﻓق اﻟﻐرض اﻟﻣﻌد ﻟﮫ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد
اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إذا أﻗدم اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻘﺎر ﻟﮭدف أﺧر ﻏﯾر اﻟﺳﻛن،95
ﻓﺈن ﻋﻣﻠﮫ ھذا ﯾﻌد اﺧﻼﻻ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،96وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﻛون ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ھو اﻟﺟزاء
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﮭذا اﻹﺧﻼل ،طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺎدﺗﯾن 20و 22ﻣن اﻟﻘﺎﻧون. 51-00
32
-ﻋدم ادﺧﺎل ﺗﻐﯾرات ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر:
ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺣﺳن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻘﺎر ،أن ﻻ ﯾﻘوم اﻟﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك ﺑﺈدﺧﺎل
ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﯾﮫ إﺛﻧﺎء ﻣدة اﻻﻧﺗﻔﺎع ،97وھذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 10ﻣن ﻗﺎﻧون 51-00ﺑﺣﯾث
"ﯾﻣﻧﻊ إدﺧﺎل أي ﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﻣن ﺷﺄﻧﮫ ﺑﺗﮭدﯾد ﺳﻼﻣﺔ وأﻣن اﻟﺳﻛﺎن وﺣﺳن اﻟﺗﺟﮭﯾزات
أو ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻌﻘﺎر أو ﺟزء ﻣﻧﮫ " إﻻ أن اﻟﻘﺎﻧون أﺟﺎز ﻟﻠﻣﻛﺗري اﻟﻣﺗﻣﻠك وﺑﻌد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ
ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺗﮫ ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ إدﺧﺎل ﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎر. 98
33
ﺧـــــــﺎﺗﻣــﺔ :
ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﯾﺷﻛل أھﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﯾﻌطﻲ
ﻣﮭﻠﺔ ﻟﻠطرف اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﯾث ﻗﺑل إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،وھو ﻣﺎ
ﯾﺧﻠق ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ،ﻟﻛﻧﮫ ﯾﺑﻘﻰ ﺟد ﻣﺣدود ،وھذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠك ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻔرض اﻟطرف اﻟﻘوي
ﻓﯾﮭﺎ ﺷروطﮫ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺣددھﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ.
وأدى ﺗﻌطﯾل اﻟﻌﻣل ﺑﺄﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 44.00إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﺗﺎرﯾﺦ
18ﻓﺑراﯾر 2016ﻟﺗﻐﯾﯾر وﺗﺗﻣﯾم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق ،ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 107.12اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز ،ﺣﯾث أﺷﺎر ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋﻛس ﻣﺎ
ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق ،وﺑﮭذا ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻗد ﻧﺣﻰ ﻧﺣو ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ .
أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون 51.00اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ،ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ أن
ھﻧﺎك ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﻟﻛن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ھو اﻟذي أﻓرزه ،وﻧﺄﻣل ﻣن اﻟﻣﺷرع
أن ﯾﺗدﺧل ﻟﯾﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﮫ .
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ،ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ،
ﻓﺈن اﻟﺗوازن اﻟﻌﻘدي ﯾﺻﻌب ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﻟﺗﺟﺎوز أزﻣﺔ
اﻟﺳﻛن ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻣن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣرﺟو ﻣن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ .
34
ﻻﺋﺣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ:
اﻟﻛﺗب :
-إدرﯾس اﻟﻌﻠوي اﻟﻌﺑدﻻوي ":وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ – اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ،اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،اﻟﺷﮭﺎدة ،اﻟﻘراﺋن ،اﻹﻗرار ،اﻟﯾﻣﯾن " ،دون ذﻛر اﻟطﺑﻌﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ .1977
-ﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﻌﻣﺎري ":اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ – دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ،ﻗﺎون 53.05ﻟﺗﺑﺎدل
اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل إﻟﻛﺗروﻧﻲ وﻗﺎﻧون 44.00ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز"،
ﻣطﺑﻌﺔ ﺳﻠﯾﻛﻲ أﺧوﯾن -طﻧﺟﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ .2012
-ﻋﺑد اﻟرزاق اﻟﺳﻧﮭوري ":اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ – اﻟﺟزء اﻷول -ﻧظرﯾﺔ
اﻻﻟﺗزام ﺑوﺟﮫ ﻋﺎم ،ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام " ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن .
-ﻋﺑد اﻟﺳﻼم أﺣﻣد ﻓﯾﻐو ":اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة – ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت و
اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻐرﺑﻲ – " ،دون ذﻛر اﻟﻣطﺑﻌﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ . 2000
-ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،ﻋﻘد
اﻟﺑﯾﻊ " ،ﻣطﺑﻌﺔ دار اﻷﻣﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،اﻟرﺑﺎط . 2011
-ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول – ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد – " ،ﻣطﺑﻌﺔ
اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﺳﻧﺔ . 2016
-ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت – اﻟﻛﺗﺎب اﻷول ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد – " ،ﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﻛراﻣﺔ اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ . 2005
-ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻌرﻋﺎري ":ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول – ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد –" ،ﻣطﺑﻌﺔ
اﻷﻣﻧﯾﺔ -اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ . 2013
-ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑوﻧﺑﺎت ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز ،دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
44.00اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،اﻟﻌﻘد اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎﻧت " ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ واﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ – ﻣراﻛش،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .2003
35
-ﻣﺣﻣد اﻟﻌروﺻﻲ ":اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﻣﺎة – ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ واﻟﻛراء
– " ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣرﺟﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ . 2015
-ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑوﻧﺑﺎت ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز ،دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
" ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ و اﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ -ﻣراﻛش ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ. 2003 ، 44.00
اﻟرﺳﺎﺋل واﻷطروﺣﺎت:
-ﻣﺣﻣد اﻟراﯾﺳﻲ ":اﻻﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر " ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ
اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس -اﻟرﺑﺎط ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ – أﻛدال –اﻟرﺑﺎط ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ . 2006-2005
-اﻟطﺎھر اﻟﻘﺿﺎوي ":اﻟوﻋد ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ – دراﺳﺔ ﻣرﻛزة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎر –" ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -ﺑﺎﻟرﺑﺎط .
-رﺿوان ﻋﺳﺔ ":ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 51.00
واﻟﻘﺎﻧون ،" 31.08رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺳن اﻷول،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ-ﺑﺳطﺎت ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ . 2013-2012
-ﺻﻔﺎء ﻣﺧﺷﺎﻧﻲ ":اﻹﻧﻌﺎش اﻟﻌﻘﺎري أﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠك " ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،أﻛﺗوﺑر . 2011
-ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣﻌﻧﺎﻧﻲ ":اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﮭﻠك ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻗﯾد اﻻﻧﺟﺎز – دراﺳﺔ ﻓﻲ
ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ – " ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد
اﻟﺧﺎﻣس – اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،اﻟﺳﻧﺔ
.2012
-ﻋزﯾز اﻟﻧﺎﻋﯾم ":ﺗﺣرﯾر اﻟﻌﻘود ﺑﯾن اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ "،ﺑﺣث ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻻي إﺳﻣﺎﻋﯾل ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ –
ﻣﻛﻧﺎس ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ . 2013-2012
36
-ﻋﻠﻲ اﻟرام ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺿوء أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ " ،أطروﺣﺔ
ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻷول ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ . 2004
-ﻋﻣر اﻟﯾوﺳﻔﻲ اﻟﻌﻠوي ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز – ﺑﯾن اﻟﻧظر و اﻟﺗطﺑﯾق – " ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﮭن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس-
اﻟرﺑﺎط ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -اﻟﺳوﯾﺳﻲ ،اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
. 2009-2008
-ﻣﻠﯾﻛﺔ اﻟﮭﻼﻟﻲ ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز و دوره ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن أزﻣﺔ اﻟﺳﻛن –
دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺳﺗﺟدات ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون 107.12اﻟﺧﺎص ﺑﺗﺗﻣﯾم و ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘﺎﻧون
،" 44.00رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود و اﻟﻌﻘﺎر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻷول ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ -وﺟدة ،ﺳﻧﺔ . 2015
اﻟﻣﻘﺎﻻت:
-وﻓﺎء ﺟوھر ":ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻻﻧﺟﺎز " ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻷول ،أﻛﺗوﺑر . 2009
-ﺟﯾﻼﻟﻲ ﺑوﺣﺑص ":ﻋﻘد اﻻﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﻠك ﺑﯾن ﻗﺎﻧون رﻗم 51.00وﻗﺎﻧون
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،اﻟﻌدد 10ﺷﺗﻧﺑر .2006
-اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﯾﺎد ":اﻻﯾﺟﺎر اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر " ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ-
اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺻﯾف/ﺧرﯾف . 2010
-ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑوﺑﻛري ":ﺗوﺛﯾق اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣررات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء
ﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون رﻗم 39.08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ و اﻟﻘواﻧﯾن ذات اﻟﺻﻠﺔ " ،ﻧدوة
:اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وإﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺗوﺛﯾﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻘروﯾﯾن ﻓﺎس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ -أﻛﺎدﯾر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻧﻔو – ﺑراﻧت .
37
اﻟﻔﮭرس
ﻣﻘـــــــدﻣــــــﺔ2 ............................................................................... :
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻌﻘـــد اﻻﺑﺗداﺋــــﻲ وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن ﺑﻌض اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ اﻷﺧرى 4 ............
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻋن ﺑﻌد اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾﺔ اﻷﺧرى 9 ..................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺑرام اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﯾوع اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وآﺛﺎرﻩ13 ......................
38
أوﻻ :ﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 107.12واﻟﻘﺎﻧون 14 .... 51.00
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺑﺗداﺋﻲ وﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻪ 20 ..................
أوﻻ :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﻓﻲ طور اﻹﻧﺟﺎز 25 .....................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻹﯾﺟﺎر اﻟﻣﻌﻔﻲ ﻟﺗﻣﻠك اﻟﻌﻘﺎر 28 ...............................
39