You are on page 1of 608

‫د‪.

‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا&ﻣـﻮال‬


‫ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا‪4‬ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺿـﻮء ﺗﺠﺮﺑﺘـﻬﺎ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴـﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴـﺔ‬

‫د‪ .‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴـﻢ ﻋﻤـﺎر ﻏﺮﺑـﻲ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -‬الكتاب‪ :‬مصادر واستخدامات األموال يف البنوك اإلسالمية‬


‫‪ -‬املؤلف‪ :‬د‪ .‬عبد احلليم عمار غربي‬
‫‪ -‬التصنيف‪ :‬اقتصاد‬
‫‪ -‬اإلصدار اإللكرتوني األول‪ :‬شباط ‪ /‬فرباير ‪2013‬‬
‫‪ -‬الرقم الدويل املتسلسل للكتاب‪978-9933-9129-6-3 :‬‬

‫اإلشراف الفين العام‪ :‬جمموعة دار أبي الفداء العاملية للنشر والتوزيع والرتمجة‬

‫جمموعة دار أبي الفداء العاملية للنشر والتوزيع والرتمجة‬

‫سوريا ‪ -‬محاة ‪ -‬ساحة العاصي ‪ -‬مقابل الربيد ‪ -‬ص‪ .‬ب‪132 :‬‬


‫هاتف‪00963-33-2224438 :‬‬
‫فاكس‪00963-33-2224439 :‬‬
‫جوال‪00963-95-1211079 :‬‬

‫وكيلنا يف اخلارج‪:‬‬
‫‪ -‬اإلمارات العربية املتحدة‪ :‬عبد اهلل العقاد ‪ -‬هاتف‪00971508289982 :‬‬

‫اآلراء الواردة يف كتب الدار تعرب عن مؤلفيها وال تعرب بالضرورة عن رأي الدار‬

‫‪2‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫الرسالة والغاية‬

‫إن مشروع (كتاب االقتصاد اإلسالمي االلكرتوني اجملاني) يهدف إىل‪:‬‬


‫ تبــي نشــر مؤلفــات علــوم االقتصــاد اإلســالمي يف الســوق العاملــي‬
‫لتصبــح متاحــة للباحثــني واملشــتغلني يف اجملــال البحثــي والتطبيقــي‪.‬‬
‫ يعترب النشر االلكرتوني أكثر فائدة من النشر الورقي‪.‬‬
‫ كما أن استخدام الورق مسيء للبيئة ومنهك هلا‪.‬‬

‫واهلل من وراء القصد‬

‫عن أسرة مشروع كتاب االقتصاد اإلسالمي االلكرتوني اجملاني‬


‫الدكتور سامر مظهر قنطقجي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫توضيح‬

‫يُمنع نســخ أو اســتعمال أي جزء من هذا الكتاب بأي وســيلة تصويرية أو ميكانيكية‬
‫مبــا يف ذلــك التســجيل الفوتوغــرايف والتســجيل علــى أشــرطة أو أقــراص مدجمــة أو‬
‫أي وســيلة نشــر أخرى أو حفظ املعلومات واســرتجاعها دون إذن خطي من الناشــر‪.‬‬

‫إن كل ما ورد يف الكتاب هو حقوق حبثية للمؤلف‬

‫ويسمح املؤلف باستخدام هذ الكتاب كمنهج أكادميي جماناً‬

‫‪www.kantakji.com‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫أصل هذا الكتاب‪:‬‬

‫‪ -‬رســالة علميــة مقدَّمــة إىل كليــة العلــوم االقتصاديــة والتجاريــة وعلــوم التســيري‪،‬‬
‫جبامعــة ســطيف‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬بعنــوان‪:‬‬

‫مصـادر واستخدامـات األمـوال فـي بنـوك املشـاركـة‬


‫على ضـوء جتربتـها املصرفيـة واحملاسبيـة‬

‫‪ -‬وقد نال هبا الباحث درجة املاجستري بتقدير جيد جداً‪ ،‬بتاريخ ‪.2002/10/07‬‬
‫‪ -‬وتكوّنت جلنة املناقشة من األعضاء‪:‬‬
‫رئيساً‬ ‫• د‪ .‬حمفوظ جبـار‬
‫مشرفاً‬ ‫• د‪ .‬صاحل صاحلـي‬
‫مناقشاً‬ ‫• د‪ .‬حممد بوجـالل‬
‫مناقشاً‬ ‫• د‪ .‬سعدان شبايكي‬
‫مناقشاً‬ ‫• د‪ .‬بولعيد بعلـوج‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫‪6‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫قال «العماد األصفهاني» حول الطبيعة الناقصة ألي عمـــل‬


‫بشــري رغم كل حماولة للتحســن والتهذيب والتنقيح‪:‬‬
‫«إنــي رأيـتُ أنــه ل‪ ،‬يكتــب أحــد كتابـ ًا يف يومــه ّإل قــال يف‬
‫غده‪:‬‬
‫لو ُغــيِّر هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكان يُستحسن‪،‬‬
‫ولو ُقدِّم هذا لكان أفضل‪ ،‬ولو ُترك هذا لكان أمجل‪،‬‬
‫وهــذا مــن أعظــم العــر‪ ،‬وهــو دليــل علــى اســتيالء النقـــص‬
‫علــى مجلة البشـــر»‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫إﻫـﺪاء‬
‫«احلمد هلل كما ينبغي جلالل وجهه وعظيم سلطانه‬
‫وله الشكر على ما وفقي إلجناز هذا العمل وإمتامه‬
‫وأسأله سبحـــانه املزيــد من فضله وإحســانه»‬
‫يسرني أن أهدي منتوج جهدي املتواضع‪:‬‬
‫• إىل والــداي الكرميــني‪ :‬أمــي احلنــون وأبي العزيز‪ ،‬التماسـاً لرضامها‬
‫وتقديــراً لتضحياهتمــا وعرفانــاً جبميلهمــا‪ ،‬حفظهمــا اهلل وأطــال يف‬
‫ار َحْ ُه َمــا َك َمــا َر َّب َيــان َص ِغـ ً‬
‫ـرا}‪.‬‬ ‫ـل َر ّب ْ‬ ‫َُ ْ‬
‫عمرمهــا‪{ ،‬وقـ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫• إىل الذين قامسوني دفء العائلة‪ :‬إخوتي وأخواتي األعزاء‪.‬‬
‫• إىل مجيع األهل واألقارب يف أسرتي الكبرية‪.‬‬
‫• إىل كل مــن مجعتــي هبــم األقــدار خــالل املراحـــل الدراسيـــة مــن‬
‫ابتدائيــة عبــد احلميــد بــن باديــس إىل إكماليــــة ‪ 8‬مــاي ‪ 1945‬مــرورا‬
‫بثانويــة ابــن خلــدون ثــم مقاعــد جامعــة فرحــات عبــاس‪.‬‬
‫• إىل كل أساتذة وطلبة كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪.‬‬
‫• إىل مجيــع طلبــة املاجســتري دفعــة ‪ ،1999‬ومثلمــا كانــت آخــر دفعــة‬
‫للقــرن العشــرين؛ فإهنــا كانــت خاصــة جــداً ومتميــزة جــداً بالنســبة يل‪،‬‬
‫وســأبقى أمحــل ذكرياهتــا طــوال حياتــي‪.‬‬
‫• إىل كل أصدقــاء «عبــد احلليــم» الذيــن يســعهم قلبــه وال تســعهم‬
‫الورقــة!‬
‫• إىل وطي الغايل اجلزائر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ْ َ َ َّ ْ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫{و َما تَ ْ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ِيق إِل بِاللِ عليهِ توكت ِإَولهِ أنِيب}‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫ِ‬
‫عبد احلليم‬

‫‪8‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ‬
‫َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َْ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ ّ َْ ْ‬
‫َّ‬
‫ــي أنعمــت ع وع و ِالي وأن‬ ‫ــي أن أشــكر َ ن ِعمتــك ال ِ‬ ‫ب أوزِع ِ‬
‫َ{ر ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ َ ً َْ َ ُ َ ْ ْ‬
‫ـي بِرحتِــك ِف عِبــادِك الص ِ‬
‫ال ِــن}‬ ‫خلـ ِ‬ ‫أعمــل ص ِ‬
‫الــا ترضــاه وأد ِ‬
‫يُســعدني أن أق ـدِّم جزيــل شــكري وخالــص تقديــري وفائــق احرتامــي إىل‬
‫كل مــن ق ـدَّم يل يــد املســاعدة يف إجنــاز هــذا العمــل املتواضــع‪ ،‬وأخــص‬
‫بالذكــر‪:‬‬
‫األســتاذ املشــرف الدكتــور صاحلــي صــاحل احملــرتم جــداً‪ ،‬الــذي َّ‬
‫تفضــل‬
‫باإلشــراف املتواصــل علــى هــذا البحــث منــذ أن كان جمــرد فكــرة مبهمــة‬
‫حتــى اكتمــل يف صورتــه النهائيــة‪ ،‬ومل يدَّخــر جهــداً يف مســاعدتي مبــا‬
‫قدَّمــه مــن توجيهــات قيِّمــة ونصائــح مثينــة زادت مــن قيمــة الدراســة‪.‬‬
‫كمــا أتقــدَّم بأمســى معانــي الشــكر والعرفــان إىل كل أعضــاء اللجنــة‬
‫املوقــرة علــى قبوهلــا مناقشــة موضــوع هــذه الرســالة وحضورهــا‬ ‫املناقشــة َّ‬
‫للمشــاركة يف إثــراء جوانبــه‪.‬‬
‫وجيــدر بــي يف هــذا املقــام أن أعبِّــر عــن شــكري وتقديــري للســادة األفاضل‬
‫الذيــن أســهموا معــي يف البحــث علــى املراجــع وإمــدادي بكتــب ومقــاالت‪...‬‬
‫وعلــى رأســهم‪ :‬صــاحل صاحلــي‪ ،‬حممــد بوجــالل‪ ،‬خالــد ســعداوي‪ ،‬ســعيدة‬
‫بوســعدة‪ /‬خمتــار عــامل‪ ،‬عبــد احلليــم ســعيدي‪ ،‬توفيــق حــرزالوي‪ ،‬اليامــني‬
‫أســفريان‪ ،‬وليــــــــــــد‪ /‬عزيــز ســبيت‪ ،‬نبيــل حركاتــي‪ /‬عــادل عيســاوي‬
‫وزمالئــه‪ ،‬كمــال العباســي‪ /‬رفيــق دواودي‪ ،‬حممــد‪ ،‬ســليم حســاني‪ /‬فريــد‬
‫لطــرش‪ ،‬توفيــق بورويــح‪ ،‬صربينــة شــراقة‪ ،‬نــوال بــن عمــارة‪.‬‬
‫كما ال يفوتي أن أتوجه بتشكراتي اخلالصة إىل‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫• كل عمــال املكتبــة وقاعــة الدوريــات بكليــة العلــوم االقتصاديــة وعلــوم‬


‫التسيري‪.‬‬
‫• كل أفراد مكتب اإلعالم اآليل‪ :‬عماد‪ ،‬سامية‪ ،‬مسرية‪ /‬خري الدين‪.‬‬
‫• كل أعضــاء أســرة مشــروع كتــاب االقتصــاد اإلســالمي اإللكرتونــي‪،‬‬
‫وعميدهــا األســتاذ الدكتــور ســامر مظهــر قنطقجــي؛‬
‫• كل أعضــاء جمموعــة دار أبــي الفــداء العامليــة للنشــر والتوزيــع‬
‫والرتمجــة‪ ،‬ورئيســها التنفيــذي الدكتــور منقــذ عقــاد‪ ،‬ومســؤولة اإلخــراج‬
‫الفــي األســتاذة دميــه فخــري‪.‬‬
‫• كل مــن أســهم مــن قريــب أو مــن بعيــد يف إعــداد وإخــراج هــذه‬
‫الرســالة‪.‬‬
‫«جزاكم اهلل عي كل خري»‬
‫عبد احلليم‬

‫‪10‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬
‫متهيد‪:‬‬
‫تلعــب البنــوك دوراً حيويـاً يف االقتصــاد الوطــي مــن خالل تعبئتهــا للموارد‬
‫االدخاريــة وتوفريهــا لالحتياجــات التمويليــة واالســتثمارية‪ ،‬وإســهامها يف‬
‫دفــع عجلــة التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫ولقــد شــهدت الصناعــة املصرفيــة خــالل العقــود األخــرية حتــوالت حمليــة‬
‫وعامليــة هامــة؛ حيــث تطــورت أنشــطتها وتزايــدت تنافســيتها وارتفعــت‬
‫خماطرهــا‪ ،‬وأضحــت أكثــر خضوعـاً إلشــراف املؤسســات الرقابيــة؛ نتيجــة‬
‫املتغــريات االقتصاديــة واملاليــة الــيت ميكــن حصرهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫ اتســاع ظاهــرة العوملــة لظهــور التكتــالت املاليــة العامليــة الــيت تســيطر‬
‫علــى مصــادر التمويــل وتُوجِّههــا الوجهــة الــيت ختــدم مصــاحل الــدول‬
‫الكــربى؛ هبــدف تأثريهــا علــى توزيــع االدخــار العاملــي وتوظيفاتــه‪ ،‬وهــي‬
‫مــا عُرفــت «بالعوملــة املاليــة»؛‬
‫ تزايــد دور منظمــة التجــارة العامليــة يف حتريــر حركــة رؤوس األمــوال‬
‫لرفــع احلواجــز أمــام إنشــاء بنــوك وفــروع أجنبيــة؛ هبــدف تقديــم‬
‫خدماهتــا املصرفيــة يف األســواق احملليــة‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «باتفاقيــات‬
‫حتريــر التجــارة يف اخلدمــات املاليــة واملصرفيــة»؛‬
‫ االهتمام مبعايري مالءمة رأس املال يف البنوك ملقابلة خماطر االئتمان؛‬
‫هبــدف وضــع حــدود دنيــا لــرأس املــال البنكــي وفــق املســتويات املعمــول‬
‫هبــا دولي ـاً‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «مبقــررات جلنــة بــازل حــول كفايــة رأس‬
‫املــال والرقابــة املصرفيــة»؛‬
‫ اســتخدام تكنولوجيــا االتصــاالت ونظــم املعلومــات ملواكبــة التطــورات‬

‫‪11‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫والتجديــدات املتالحقــة يف جمــال العمــل املصــريف؛ هبــدف إدخــال‬


‫مفاهيــم مصرفيــة حديثــة مثــل «الصَّيْرفــة عــن بُعــد» و»الصَّيْرفــة عــن‬
‫طريــق اإلنرتنــت»‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «بالثــورة املصرفيــة»؛‬
‫تنامــي حــاالت االندمــاج بــني البنــوك الصغــرية و‪/‬أو الكبــرية لظهــور‬ ‫ ‬
‫وحــدات مصرفيــة عمالقــة؛ هبــدف زيــادة احلجــم وختفيــض درجــة‬
‫املنافســة غــري املتكافئــة‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «بعمليــات االندمــاج‬
‫واالســتحواذ»؛‬
‫االجتــاه املتزايــد حنــو تنويــع مصــادر األمــوال وجمــاالت اســتثمارها يف‬ ‫ ‬
‫البنــوك لتنويــع األنشــطة واخلدمــات والعمــالء واملناطــق اجلغرافيــة؛‬
‫هبــدف ختفيــض املخاطــر الــيت تتعــرّض هلــا املؤسســات املصرفيــة‪،‬‬
‫وهــي مــا عُرفــت «بالبنــوك الشــاملة»؛‬
‫التوســع يف دراســة األزمــات املاليــة وحتليــل االضطرابــات النقديــة‬ ‫ ‬
‫الرتفــاع حــاالت اإلفــالس يف البنــوك؛ هبــدف شــرح خماطــر ســعر‬
‫الفائــدة الــذي يرتكــز عليــه اإلقتصــاد العاملــي‪ ،‬وهــي ما عُرفت «بالفشــل‬
‫املصــريف أو اهلــزات املصرفيــة»؛‬
‫االنتشــار الســريع لبنــوك «جديـــدة» ذات نظــام متويلــي بديــل عــن منهــج‬ ‫ ‬
‫البنــوك «التقليديـــة» لعــدم اعتمادهــا علــى مبــدأ الفائــدة املســبقة‬
‫كقاعــدة أساســية يف تعامالهتــا؛ هبــدف إقامــة ممارســات مصرفيــة‬
‫جديــدة‪ ،‬وهــي مــا عُرفــت «ببنــوك املشـــاركة أو البنــوك بــال فوائـــد»‪.‬‬
‫ونتيجــة ملــا ســبق؛ فقــد تغيّــرت أيضــاً االحتياجــات املعلوماتيــة‬
‫ملســتخدمي القوائــم املاليــة‪ ،‬فهــم يرغبــون يف معلومــات دوريــة وموحَّــدة‬
‫ومقارنــة تكشــف عــن اجتاهــات التغيُّــر يف احلســابات املختلفــة‪ ،‬وملّــا‬

‫‪12‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫كانــت امليزانيــة إحــدى األدوات الرئيســة الــيت يتــم االعتمــاد عليهــا يف‬
‫توفــري املعلومــات املاليــة؛ فــإن البنــوك تســعى إلبــراز ميزانياهتــا املقارنــة‬
‫للمتعاملــني معهــا؛ ملعرفــة مــدى القــدرة علــى الوفــاء بالتزاماهتــا‬
‫واســتغالل فــرص االســتثمار املتاحــة هلــا‪.‬‬

‫إشكالية وأهداف الكتاب‪:‬‬


‫كمــا هــو احلــال يف باقــي املؤسســات االقتصاديــة؛ تُعتــرب القوائــم املاليــة‬
‫املتم ِّثلــة أساســاً يف امليزانيــة وقائمــة الدخــل مــن أهــم نواتــج النظــام‬
‫احملاســي يف املؤسســات املصرفيــة‪.‬‬
‫وملّا كانت امليزانيــة تتكوَّن من جانبني مها‪:‬‬
‫ جانــب اخلصــــوم‪ :‬والــذي يُشــكل مصــادر األمــوال الــيت يتوافــر عليهــا‬
‫البنــك؛‬
‫ جانب األصــول‪ :‬وهو يُشكل استخدامـــات أموال البنك‪.‬‬
‫فــإىل أيّ مـــدى يتحقــق التــوازن بــني مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف‬
‫البنــوك القائمــة علــى نظــام املشـــاركة؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫• مــا نظــام املشــاركة؟ مــا أشــكاله وآلياتــه ونتائجــه كبديــل لنظــام‬
‫الفائــدة؟ ومــا إمكانــات تطبيقــه يف عــامل الواقــع؟‬
‫• مــا أســلوب بنــوك املشــاركة؟ هــل هــي وســيط مــايل أم أهنــا مؤسســات‬
‫متعــددة األغــراض واخلدمــات؟ ومــا طبيعــة عالقاهتــا مــع املودعــني‬
‫واملســتثمرين واملصــارف األخــرى؟‬
‫• إىل أيــن وصلــت التجربــة احملاســبية هبــذه البنــوك؟ مــا املشــكالت‬

‫‪13‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الداخليــة والتحديــات اخلارجيــة الــيت تواجههــا؟ ومــا آفاقهــا املســتقبلية؟‬


‫• كيــف يتــم إعــداد وتبويــب وعــرض القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة؟‬
‫مــا مــدى إمكانيــة التوصُّــل إىل منــاذج موحَّــدة تراعــي املبــادئ احملاســبية‬
‫املتعــارف عليهــا؟ ومــا إســرتاتيجية هــذه البنــوك إلدارة عناصــر ميزانيتهــا؟‬
‫• كيف حتصل بنوك املشــاركة على مصادر التمويل الالزمة لنشــاطها؟‬
‫مــا طبيعــة ودائعهــا املصرفيــة وأدواهتــا املاليــة ومواردهــا الذاتيــة؟ ومــا‬
‫أوجــه االختــالف بينهــا وبــني البنــوك التقليديــة؟‬
‫• مــا جمــاالت توظيــف واســتخدام األمــوال املتاحــة هلــا؟ كيــف يتــم‬
‫احلصــول علــى أشــكال التمويــل املصــريف وكيــف تتــم حماســبتها؟ ومــا‬
‫املشــكالت الــيت واجهــت صيغهــا التمويليــة يف ضــوء جتربتهــا العمليــة؟‬

‫يُحاول هذا الكتاب الوصول إىل األهــداف التالية‪:‬‬


‫ تثمــني التجربــة املصرفيــة لنظــام املشــاركة مــن الناحيــة النظريــة ويف‬
‫ظــل املمارســة امليدانيــة؛‬
‫ عــرض منــاذج ختطيطيــة مقرتحــة للميزانيــة يف بنــوك املشــاركة ِّ‬
‫توضــح‬
‫الرتكيبــة (أصول‪/‬خصــوم) مقارنــة بالبنــوك التقليديــة؛‬
‫ حماولــة التعــرف علــى طبيعــة ومكوِّنــات هيــكل التمويــل يف بنــوك‬
‫املشــاركة وأمهيــة عناصــره النســبية؛‬
‫ اســتعراض الصيــغ التمويليــة الــيت تســتعملها بنــوك املشــاركة يف جمــال‬
‫االســتثمارات املصرفيــة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ويقوم البحث حم ّل الدراسة على أساس الفرضيــات التالية‪:‬‬


‫ ال متارس بنوك املشــاركة أســلوب الوســـاطة املاليـــة نفســه الذي تعتمده‬
‫املؤسســات املصرفيــة التقليديــة؛ مــن حيــث تعبئــة وتوظيــف املــوارد‬
‫املاليــة املتاحــة؛‬
‫ توجــد اختالفــات جوهريــة يف تركيبـــة امليزانيـــة بــني بنــوك املشــاركة‬
‫والبنــوك التقليديــة؛ وهــذا وفقــاً ملصــادر واســتخدامات خاصــة هبــا؛‬
‫ حتتاج بنوك املشاركة إىل مصـــادر ماليـــة طويلة األجل؛ تتميز برغبتها‬
‫يف املشــاركة يف األرباح واخلســائر؛‬
‫ تعتمــد بنــوك املشــاركة علــى منظومــة متكاملــة مــن الصيـــغ التمويليـــة؛‬
‫متتــاز باملرونــة يف التعامــل لتلبيــة احتياجــات القطاعــات املختلفــة‪.‬‬

‫أمهية املوضوع ودوافع اختياره‪:‬‬


‫إن األمهيــة احلقيقية ملوضوع الكتاب تتجلى يف أنه ميثل‪:‬‬
‫ رصــداً حتليلي ـاً ألهــم جوانــب أداء جتربــة بنــوك املشــاركة مــن حيــث‬
‫مت تطبيقهــا يف دول العــامل‬ ‫مصــادر أمواهلــا وجمــاالت اســتخدامها كمــا ّ‬
‫املختلفــة؛ هبــدف ترشــيد مســريهتا يف املرحلــة القادمــة وجتــاوز نقــاط‬
‫الضعــف والقصــور يف الفــرتة املاضيــة حتــى تــؤدي دورهــا الفعلــي يف‬
‫جمــال التمويــل اإلمنائــي؛‬
‫ مدخ ـالً هام ـاً لإلســهام يف التعريــف باملنهــج التمويلــي اجلديــد الــذي‬
‫يقــوم علــى املشــاركة يف األربــاح واخلســائر؛ ويلغــي آليــات ســعر الفائــدة‬
‫الــذي تفاقمــت يف إطــاره األزمــات احملليــة والعامليــة؛‬
‫ مقدمــة ملزيــد مــن الدراســات الســتكمال عمليــة التنظــري احملاســي؛‬

‫‪15‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الــيت تتعلــق بإعــداد ودراســة حســابات القوائــم املاليــة يف هــذه البنــوك‬


‫اجلديــدة‪.‬‬
‫ويعــود اختيــاري هلــذا املوضــوع الــذي يتمحــور حول «مصادر واســتخدامات‬
‫األمــوال يف بنــوك املشــاركة علــى ضــوء جتربتهــا املصرفيــة واحملاســبية»‪،‬‬
‫إىل مجلــة مــن األسبـــاب كانــت مبثابــة دوافــع شــجعتي علــى البحــث فيــه‪،‬‬
‫أذكــر منهــا‪:‬‬
‫ حداثــة املوضــوع‪ :‬وذلــك بالنظــر إىل النمــو املســتمر واملتزايــد حلركــة‬
‫بنــوك املشــاركة يف العديــد مــن دول العــامل والــيت أصبحــت تعمــل يف‬
‫حميــط تنافســي مــع البنــوك التقليديــة؛ مــن حيــث اســتقطاب املــوارد‬
‫االدخاريــة وتع ـدُّد صيغهــا االســتثمارية‪ ،‬ورغــم حداثــة نشــأهتا وقصــر‬
‫جتربتهــا يف ميــدان العمــل املصــريف فقــد ازداد عددهــا بشــكل ســريع‬
‫ليصــل إىل أكثــر مــن ‪ 450‬مؤسســة بنكيــة تنتشــر يف أكثــر مــن ‪ 75‬دولــة‬
‫يف العــامل‪ ،‬وتصــل أصوهلــا إىل ‪ 1.5‬تريليــون دوالر‪ ،‬وحت ِّقــق نســبة منــو‬
‫تــرتاوح مــا بــني ‪ %15‬و‪ %20‬ســنوياً؛ األمــر الــذي جعلهــا حم ـ ّل متابعــة‬
‫واســتقراء وحتليــل العديــد مــن املؤسســات الدوليــة واجلامعــات واملراكز‬
‫البحثيــة؛‬
‫ انشــغاالت احملاســبني‪ :‬حظيــت بنــوك املشــاركة باهتمــام االقتصاديــني‬
‫واملصرفيــني واحلكومــات والســلطات النقديــة لفهــم طبيعــة عملهــا‬
‫ومعرفــة أمهيتهــا يف خدمــة االقتصــاد الوطــي؛ حيــث يوجــد اآلن مــا‬
‫يشــبه «التخصــص» يف معاجلــة هــذا املوضــوع‪ ،‬فــإىل جانــب انشــغال‬
‫االقتصاديــني بنقــد وتقييــم جتربــة بنــوك املشــاركة العلميــة والعمليــة‪،‬‬
‫وتركيــز املصرفيــني علــى دراســة وحتليــل تقنياهتــا التمويليــة وخدماهتــا‬

‫‪16‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املصرفيــة‪ ،‬فقــد أثــارت اهتمــام العديــد مــن رجــال الفكــر احملاســي‬


‫ملعاجلــة املشــكالت احملاســبية فيهــا (مشــكلة إعــداد القوائــم املاليــة‪،‬‬
‫قيــاس وتوزيــع الربــح‪ ،‬أســاليب رقابتهــا الداخليــة واخلارجيــة‪ ،‬وضــع‬
‫اإلطــار النظــري والتطبيقــي حملاســبتها البنكيــة‪)...‬؛‬
‫ احلاجــة إىل دراســة متخصّصــة‪ :‬إن هــذا املوضــوع جديــر بالبحــث‬
‫والدراســة انطالقـاً مــن شــعورنا بــأن بنــوك املشــاركة يف حاجــة ماســة‬
‫وضروريــة إىل حبثهــا حبثـاً جــادّاً وعميقـاً‪ ،‬مــن خــالل حماولــة االنتقــال‬
‫هبــا مــن الدراســة العامــة إىل الدراســة املتخصصــة هبــدف إبــراز كيفيــة‬
‫االســتفادة مــن صيغهــا التمويليــة اليت تتبناها يف ممارســاهتا املصرفية؛‬
‫وخباصــة تلــك الــيت مل حتــظ بالرتكيــز العلمــي والبحثــي؛ وذلــك حتــى‬
‫تصبــح أدواهتــا ومنتجاهتــا مفهومــة ومعروفــة ومطبَّقــة‪.‬‬
‫واقتناع ـاً منــا كذلــك حباجــة الباحثــني والدارســني إىل التعــرف علــى‬
‫جتربــة هــذا النــوع املتميِّــز مــن البنــوك؛ مــن خــالل حماولــة سـدّ النقــص‬
‫يف املراجــع املتخصصــة يف هــذا اجملــال مــن وجهــة النظــر احملاســبية‪،‬‬
‫إلبــراز الســمات الرئيســة املميِّــزة هليــاكل مصــادر واســتخدامات أمواهلــا‬
‫مــن الناحيــة النظريــة والتطبيقيــة مقارنــة بالبنــوك التقليديــة؛ وذلــك‬
‫حتــى تصبــح «حماســبة بنــوك املشــاركة» ضمــن موضوعــات مقــررات‬
‫حماســبة البنــوك لتأهيــل احملاســبني الذيــن ســيعملون فيهــا؛ خاصــة‬
‫بعدمــا أصبحــت جــزءاً مــن املنظومــة املصرفيــة العامليــة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫منهج وخطة الكتاب‪:‬‬


‫ينهــج الكتــاب منهجـاً نظريـاً وتطبيقيـاً يف إطــار مــن التفاعــل بــني اجلوانــب‬
‫الفكريــة والعمليــة معــاً؛ ملعرفــة التصــورات املفرتضــة لبنــوك املشــاركة‬
‫واملعوِّقــات الــيت واجهــت تطبيقهــا يف التجربــة امليدانيــة؛ فضالً عن املقارنة‬
‫بــني الواقــع العملــي واألســس النظريــة املتعلقــة مبــا جيــب أن تكــون عليــه‬
‫مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف هــذه البنــوك؛ األمــر الــذي يُم ِّكننــا مــن‬
‫الوصــول إىل نتائــج قابلــة للتعميــم‪.‬‬
‫ووفقاً لطبيعة موضوع الكتاب فقد تطلب استخدام األسلوبني التاليني‪:‬‬
‫ األســلوب الوصفــي التحليلــي‪ :‬الــذي يتميــز بتجميــع البيانــات‬
‫واملعلومــات‪ ،‬وتلخيــص احلقائــق املرتبطــة مبصــادر أمــوال بنــوك‬
‫املشــاركة واالســتخدامات املمكنــة هلــا‪ ،‬وحتليلهــا املدعَّــم بوســائل‬
‫اإليضــاح املختلفــة (جــداول ملخصــة وأشــكال ختطيطيــة وأمثلــة‬
‫رقميــة‪)...‬؛ حتــى تــؤدي دورهــا يف عمليــة عــرض وتوضيــح األفــكار‬
‫واملعلومــات املطروحــة؛‬
‫ األســلوب املقــارن‪ :‬مت اســتعماله بالشــكل الــذي يســمح لنــا باملقارنــة‬
‫بــني مصــادر األمــوال وأســاليب توظيفهــا يف البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة وذلــك للوقــوف علــى أوجــه التشــابه والتبايــن بينهمــا؛ وإبــراز‬
‫أهــم االختالفــات بــني الصيــغ التمويليــة املتشــاهبة الــيت تقــوم هبــا بنــوك‬
‫املشــاركة؛ حيــث مت االعتمــاد علــى اجلــداول واألشــكال املقارنــة حتــى‬
‫تــؤدي دورهــا يف تســجيل الفروقــات املتواجــدة‪.‬‬
‫وارتباطــاً مبوضــوع الكتــاب وحتقيقــاً ألهدافــه فقــد مت تقســيمه وفــق‬
‫اخلطــــة التاليــة‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ الفصــل األول‪ :‬خُصــص للتعريــف بنظــام املشــاركة ومؤسســاته‬


‫املصرفيــة‪:‬‬
‫نبحــث فيــه عــن ماهيــة نظــام املشــاركة وصيغــه التمويليــة‪ ،‬وماهيــة بنــوك‬
‫املشــاركة وعالقاهتــا املصرفيــة‪ ،‬ثــم جتربتهــا النظريــة والتطبيقيــة‪.‬‬
‫ الفصل الثاني‪ :‬يتعلق بدراسة امليزانية املصرفية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫نتطــرق فيــه إىل أساســيات امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وواقــع إعدادهــا‬
‫وإظهــار حســاباهتا‪ ،‬ثــم إدارة عناصــر األصــول واخلصــوم فيهــا‪.‬‬
‫ الفصل الثالث‪ :‬يتعرض لدراسة مصادر األموال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫نبيِّــن فيــه مصــادر األمــوال اخلارجيــة األساســية ومصــادر األمــوال‬
‫اخلارجيــة اإلضافيــة يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬ثــم مصــادر أمواهلــا الداخليــة‬
‫املكملــة‪.‬‬
‫ الفصل الرابع‪ :‬يتناول دراسة استخدامات األموال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫نوضــح فيــه العمليــات االســتثمارية قصــرية ومتوســطة وطويلــة األجــل يف‬ ‫ِّ‬
‫بنــوك املشــاركة؛ مــن حيــث مفهومهــا وخطواهتــا وخصائصهــا‪ ،‬ثــم أمهيتهــا‬
‫ومشــاكلها العمليــة‪.‬‬
‫وانتهــت الدراســة باخلامتــة الــيت تتكــون من جمموعة النتائــج واالقرتاحات‪،‬‬
‫واملســائل الــيت بقيــت مفتوحة للبحث والدراســة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مصادر وصعوبات الكتاب‪:‬‬


‫متت تغطية البحث موضوع الدراسة من خالل ما يلي‪:‬‬
‫ الدراســات النظريــة‪ :‬وتتنــاول اجلوانــب املاليــة واملصرفيــة واإلداريــة‬
‫واحملاســبية لبنــوك املشــاركة؛ مــن خــالل االســتعانة باملراجــع العربيــة‬
‫واألجنبيــة ذات الصلــة باملوضــوع ســواء بصــورة مباشــرة أو غــري مباشــرة‪.‬‬
‫وإذا كان هنــاك العديــد مــن األحبــاث والدراســات الــيت تناولــت قضيــة‬
‫بنــوك املشــاركة وطبيعــة نشــاطاهتا ودورهــا يف التنميــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة؛ فإنــه مل يُكتــب إال القليــل فيمــا يتعلــق مبناقشــة القضايــا‬
‫احملاســبية املالئمــة خلصائــص هــذه البنــوك؛ األمــر الــذي جعلنــا نر ِّكــز‬
‫علــى حتليلهــا ودراســتها كمدخــل ملعاينتهــا علــى املســتوى التطبيقــي‪.‬‬
‫ الدراســات التطبيقيــة‪ :‬وقمــتُ خالهلــا مبتابعــة التجربــة التطبيقيــة‬
‫لبنــوك املشــاركة يف ممارســاهتا احملاســبية الــيت تُــربز مصــادر أمواهلــا‬
‫واســتخداماهتا‪ ،‬باالعتمــاد علــى القــدر املتوافر من البيانــات واملعلومات‬
‫املتعلقــة بالدراســات امليدانيــة الــيت قــام هبــا الباحثــون واخلــرباء مــن أهل‬
‫االختصــاص املصــريف واحملاســي يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬والــيت متثلــت يف‬
‫حتليــل قوائمهــا املاليــة وميزانياهتــا املنشــورة‪.‬‬
‫وإذا كان امليــدان التطبيقــي يعانــي مــن نقــص يف البيانــات اإلحصائيــة؛‬
‫فــإن هــذه الدراســات كانــت إمــا حمــاوالت اختصــت كل منهــا جبزئيــة‬
‫مــن أنشــطة بنــوك املشــاركة وبعيِّنــة حمــدودة منهــا‪ ،‬أو ا ّتســمت بالصبغــة‬
‫العموميــة وتوافــرت فيهــا صفــة الشــمولية؛ مــن حيــث كافة أوجه نشــاطات‬
‫هــذه البنــوك‪ ،‬وكذلــك مــن حيــث عددهــا وتواجدهــا علــى مســتوى العــامل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وخبصــوص مســح الدراســات الســابقة يف هــذا املوضــوع‪ ،‬فــال توجــد‬


‫تلــك الــيت تناولــت موضوعنــا‪ ،‬وكانــت يف جمملهــا عبــارة عــن حمــاوالت‬
‫متفرقــة تنطلــق مــن تصــورات نظريــة جمــردة‪ .‬لكــن هــذا الكتــاب حيــاول‬
‫أن ميــزج بــني الفكــر والواقــع وبــني النظريــة والتطبيــق؛ مــن أجــل حتليــل‬
‫ونقــد وتقويــم أداء التجربــة املصرفيــة لبنــوك املشــاركة الــيت ال تزيــد عــن‬
‫أربعــني ســنة علــى بدايــة انطالقهــا‪ ،‬ملعرفــة مــا الــذي ح ّققتــه مــن أهدافهــا‬
‫ومــا الــذي عجــزت عــن حتقيقــه‪ ،‬ومــا هــي إجيابيــات هــذه التجربــة ومــا‬
‫هــي ســلبياهتا‪.‬‬
‫بقــي أن نشــري إىل أنــه بغــض النظــر عــن اجملهــودات املبذولــة يف إعــداد‬
‫هــذا الكتــاب؛ فــإن هنــاك بعــض الصعوبــــات الــيت واجهتنــا أثنــاء إجنــازه‬
‫وتتعلــق مبــا يلــي‪:‬‬
‫ عدم توافر البيانات واملعطيات بالقدر الكايف عن بنوك املشاركة؛‬
‫ خلـوّ مكتباتنــا العلميــة واجلامعيــة مــن مراجــع تتنــاول دراســة مصــادر‬
‫واســتخدامات أمــوال البنــوك بصفــة شــاملة؛‬
‫ مش ّقة املعاجلة الدقيقة هلذا املوضوع احلديث بصيغه وحماسبته‪.‬‬
‫وختام ـاً‪ ،‬فلقــد كان إجنــاز هــذا الكتــاب «جتربــة ممتعــة وثريــة» بالنســبة‬
‫يل‪ ،‬رغــم أنــه حماولــة متواضعــة وحمــدودة‪ ،‬أطمــح مــن خالهلــا أن تكــون‬
‫قيمــة مضافــة للفكــر املصــريف القائــم علــى املشــاركة‪ ،‬وأملــي أن يكــون‬
‫إضافــة علميــة إلثــراء املكتبــة احملاســبية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟـﻔـﺼـﻞ ا&ول‬

‫ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ‬

‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬

‫ماهية نظام املشاركة وصيغه التمويلية‪.‬‬ ‫املبحث األول‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬ماهية بنوك املشاركة وعالقاهتا املصرفية‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬جتربة بنوك املشاركة بني النظرية والتطبيق‪.‬‬

‫خالصة الفصل األول‬

‫‪22‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ ا&ول‬

‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﺻﻴﻐﻪ اﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ نظام الفائدة بني نظريات تطبيقه ومربرات إلغائه‪.‬‬

‫ نظام املشاركة كبديل لنظام الفائدة وضرورة تطبيقه‪.‬‬

‫ الصيغ التمويلية يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ ا&ول‪ :‬ﻧﻈــﺎم اﻟﻔﺎﺋــﺪة ﺑﻴــﻦ ﻧﻈﺮﻳــﺎت ﺗﻄﺒﻴﻘــﻪ‬


‫وﻣﺒــﺮرات إﻟﻐﺎﺋــﻪ‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حتـديـد مفاهـيـم الربـا والفـائــدة والربــح‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬النظريات االقتصادية املربرة لنظام الفائدة وانتقاداهتا‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬املخـاطـر االقتصاديـة لنظـام الفـائـدة الربـوي‪.‬‬

‫ال‪ :‬حتديد مفاهيم الربا والفائدة والربح‬ ‫أو ً‬


‫ملّــا كانــت «الفائــدة والرِّبــا والربــح» ألفــاظ ذات عالقــة (حتمــل معنــى‬
‫الزيــادة)؛ فــال بـدّ مــن توضيــح مفهــوم كل منهــا يف اللغــة والفقــه واالقتصاد‬
‫ويف العــرف املصــريف واحملاســي؛ وبيــان مــدى التقــاء أو اختــالف هــذه‬
‫املفاهيــم مــع بعضهــا‪.‬‬
‫‪ .1‬التمييز بني الفائدة والربا‪:‬‬
‫‪ 1.1‬الفائدة والربا يف األدبيات الغربية‪ [ :‬الربا < الفائدة ]‪.‬‬
‫يُميِّــز الغربيــون الذيــن أوجــدوا نظــام الفائــدة يف التعامــل املصــريف بــني‬
‫الفائــدة (‪ )Intérêt‬والربــا (‪ )Usure‬حيــث أن «الربــا هــو مــا زاد معدلــه‬
‫علــى حــد معــني (فائــدة فاحشــة) أمــا مــا هــو واقــع ضمــن احلــد الــذي‬
‫يتعــني قانونــا أو يف ســوق رأس املــال فتلــك فائــدة مباحــة»(‪.)1‬‬
‫ويعـرِّف معجــم أكســفورد (‪ )The Oxford Dictionary‬الفائــدة بأهنــا‪:‬‬

‫(‪ )1‬رفيــق املصــري‪« ،‬النظــام املصــريف اإلســالمي‪ :‬خصائصــه ومشــكالته»‪ ،‬يف دراســات يف االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬حبــوث‬
‫خمتــارة مــن املؤمتــر الــدويل الثانــي لالقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد‬
‫العزيــز‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص‪.174 :‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫«القيمــة احملـدّدة املدفوعــة كتعويــض عــن اســتعمال مــال الغــري أو احلصــول‬


‫علــى ديــن»‪ ،‬ويعـرِّف الربــا علــى أنــه‪« :‬عمليــة احلصــول علــى فوائــد كبــرية‬
‫غــري شــرعية»‪ ،‬وي ّتضــح أن الفــرق بينهمــا هــو مقــدار النســبة املدفوعــة عــن‬
‫املــال املقــرتض‪ ،‬فــإن كانــت النســبة كبــرية فذلــك ربــا‪ ،‬وإن كانــت النســبة‬
‫صغــرية فتلــك فائــدة(‪ ،)1‬لكــن هــل مــا يُعتــرب ســعراً معقــوال للفائــدة اليــوم‬
‫ســيكون كذلــك يف املســتقبل أو بالنســبة لبلــد آخــر؟!‬
‫‪ 2.1‬الفائدة والربا يف األدبيات الفقهية‪ [ :‬الربا = الفائدة ]‪.‬‬
‫مــن الناحيــة الفقهيــة ال فــرق بــني الربــا والفائــدة‪« ،‬فالفائــدة أصلهــا ربــوي‪،‬‬
‫فهــي مُجــرد وســيلة مــن وســائل التحايــل علــى الربــا‪ ،‬مبعنــى ســرت حقيقــة‬
‫الربــا مبظهــر آخــر‪ ،‬وإلضفــاء اســم آخــر عليــه غــري اســم الربــا»(‪)2‬؛ ومــن‬
‫ثـمّ فــإن الفائــدة هــي «الرتمجــة احلديثــة لكلمــة «الربــا» أو البديــل اللفظــي‬
‫هلــا»(‪.)3‬‬
‫وحســب موســوعة أعمــال البنــوك فإنــه «ال فــرق بــني كلمــة الربــا وكلمــة‬
‫الفوائــد‪ ،‬ألن الربــا هــو االرتفــاع والعلو‪..‬والزيــادة‪ ..‬والفائــدة هــي أيض ـاً‬
‫الزيــادة الــيت تكــون فــوق األصــل والنفــع الــذي جينيــه الدائــن‪ ،‬واملعنــى‬
‫واحــد فيهمــا وإن كان القانــون الوضعــي يفــرق بــني الربــا والفائــدة وال يعترب‬
‫الفائــدة ربـاً إال إذا زادت عــن احلـدّ األقصــى الــذي يســمح بــه القانــون»(‪.)4‬‬
‫ي ّتضــح ممّــا ســبق أن الربــا هــو الفائــدة بلغــة اليــوم االقتصاديــة؛ حيــث إن‬
‫(‪ )1‬حممــد بوجــالل‪« ،‬البنــوك اإلســالمية‪ :‬مفهومهــا‪ ،‬نشــأهتا‪ ،‬تطورهــا‪ ،‬نشــاطها مــع دراســة تطبيقيــة علــى مصــرف‬
‫إســالمي»‪ ،‬املؤسســة الوطنيــة للكتــاب‪ ،‬اجلزائــر‪ ،1990 ،‬ص‪.24-23 :‬‬
‫(‪ )2‬فتحــي الســيد الشــني‪« ،‬الربــا وفائــدة رأس املــال بــني الشــريعة اإلســالمية والنظــم الوضعيــة»‪ ،‬الــدار اإلســالمية‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،1990 ،‬ص‪.58 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد صــالح حممــد الصــاوي‪« ،‬مشــكلة االســتثمار يف البنــوك اإلســالمية وكيــف عاجلهــا اإلســالم»‪ ،‬رســالة دكتــوراه‪،‬‬
‫كليــة الشــريعة والقانــون‪ ،‬جامعــة األزهــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار اجملتمــع‪ ،‬دار الوفــاء‪ ،‬املنصــورة‪ ،‬ط ‪ ،1990 ،1‬ص‪.520 :‬‬
‫(‪ )4‬حمــي الديــن إمساعيــل علــم الديــن‪« ،‬موســـوعة أعمــال البنـــوك مــن الناحيتــني القانونيــة والعمليــة»‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضــة‬
‫العربيــة‪ ،‬بــريوت‪ ،1993 ،‬ص‪.36 :‬‬

‫‪25‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ماهيــة الفوائــد هــي ذات ماهيــة الربــا (كســب غــري مشــروع)‪.‬‬


‫‪ .2‬التمييز بني الفائدة والربح‪:‬‬
‫خيتلــف الربــح عــن الفائــدة من الناحيــة الفقهية واالقتصادية واحملاســبية‪،‬‬
‫ونوجــز ذلــك يف اجلــدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)1‬مقـارنـة بـيـن الفـائــدة والــربـح‪.‬‬


‫الربـــــح‬ ‫الفائـــــدة‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫الزيــادة يف األصــول املتداولــة‬ ‫من الناحية الزيــادة يف األصــول الثابتــة‬
‫(عــروض التجــارة)‪ ،‬بعــد بيعهــا‪.‬‬ ‫القنيــة)‪.‬‬ ‫الفقهية‪( :‬عــروض‬
‫‪ .1‬احتمــايل يف أصــل وجــوده (قــد‬ ‫‪ .1‬مقدار حمدد سلفا من الزيادة‪.‬‬
‫يتحقــق أوال يتحقــق)‪.‬‬
‫‪ -‬احتمــايل يف مقــداره (قــد يكون‬
‫قليــال أو كثريا)‪.‬‬
‫‪ .2‬رأس املــال غــري مضمــون (معرض‬ ‫‪ .2‬رأس املــال مضمــون واجــب‬
‫للربح واخلســارة)‪.‬‬ ‫الــر دّ‪.‬‬
‫‪ .3‬عائــد ناتــج مــن تفاعــل عنصــــري‬ ‫‪ .3‬عائــد ال ينتــج عــن تفاعــل‬
‫اإلنتاج (العــمــــل ورأس الـمــــال)‪.‬‬ ‫من الناحية عنصــــري اإلنتــاج (العـمـــل ورأس‬
‫ الزيادة يف املال مرتبطة بالعمل‪.‬‬ ‫االقتصادية‪ :‬الــمــــال)‪.‬‬
‫ الزيــادة يف املــال منفصلــة عــن‬
‫العمــل‪.‬‬
‫يقــرتن بفكــرة تقليــب املــال ‪+‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪ .4‬كســب ربــوي دون أي مقابــل‬
‫بــذل اجلهــد ‪ +‬إضافــة منفعــة‬ ‫اقتصــادي‪.‬‬
‫اقتصاديــة‪.‬‬
‫يقرتن بفكرة املخاطرة‪.‬‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪ .5‬بعيــدة عــن املخاطــرة (مــن غــري‬
‫تع ـرّض للخســارة)‪.‬‬
‫عائد للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ .1‬عــبء علــى املؤسســة (مــن‬
‫التكاليــف الثابتــة )‬ ‫من الناحية‬
‫يرتبــط بنتائــج املؤسســة (حتقيــق‬ ‫‪.2‬‬ ‫احملاسبية‪ .2 :‬ال عالقة هلا بنتائج املؤسسة‪.‬‬
‫أرباح)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وفيما يلي ملخص للمفاهيم املختلفة للربا والفائدة والربح‪:‬‬
‫جـدول رقـم (‪ :)2‬ملخص ملــفــاهــيــم «الــربا والــفـائـــدة والـــربـــح»‬
‫الربح = ( ‪)Profit = Profit‬‬ ‫‪.3‬‬ ‫الفائدة = ( ‪)Intérêt = Interest‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫الربا= (‪)Usure = Usury‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫املفهوم‬
‫الزيادة احلاصلة يف التجارة‪.‬‬ ‫•‬ ‫ما يستفاد من علم أو مال‪.‬‬ ‫•‬ ‫الزيادة والنمو واالرتفاع والعلو‪.‬‬ ‫•‬ ‫اللغوي‪:‬‬
‫• مــا يســتفاد عــن طريــق غــري مــال آخــر كاملــرياث واملنحــة‪ • ،‬الزيــادة علــى رأس املــال نتيجــة تقليبــه يف عمليــات التبــادل‬ ‫• ربا الديون (القروض) = ربا النسيئة‪.‬‬
‫• ربــا البيــوع (املعامــالت) = ربــا الفضــل ‪ +‬ربــا أو مــا يســتفاد مــن عــروض القنيــة (األصــول الثابتــة) كالزيــادة املختلفــة‪.‬‬
‫ كل ربح مناء وليس كل مناء رحباً‪.‬‬ ‫يف أمثاهنــا‪..‬‬ ‫النَّسَــاء‪.‬‬ ‫الفقهي‪:‬‬
‫ أصلهــا فوائــد مــن فوائــظ؛ وهــي مــن أوجــه منــاء املــال‬
‫(النمــاء = فائــدة ‪ +‬غلــة ‪ +‬ربــح)‪.‬‬
‫• فــرض معــدل باهــظ للفائــدة علــى القــروض • مقــدار مضــاف إىل رأس املــال املقــرتض‪ ،‬فهــي ظاهرة • فائض اإليراد الكلي للمنتج على التكلفة الكلية‪.‬‬
‫‪TP‬‬ ‫أي الزيــادة يف الفائــدة عــن الســعر الــذي حيــدده اقتصاديــة‪ ،‬ال تقــوم إال مبناســبة عقــد القــرض‪ ،‬وترتبــط ‪= TR - TC‬‬
‫(ربح)‬ ‫(إيراد كلي)‬ ‫(تكلفة كلية)‬ ‫بنمــوذج معــني يف الصفقــات‪ ،‬هــي صفقــات االئتمــان‪.‬‬ ‫االقتصادي‪ :‬القانــون أو العــرف‪.‬‬
‫ عــادة مــا يتــم التمييــز بــني ســعر الفائــدة االمســي عــادة مــا يتــم التمييــز بــني الربــح العــادي والربــح‬
‫االســتثنائي‪.‬‬ ‫وســعر الفائــدة احلقيقــي‪.‬‬
‫• الزيــادة املشــروطة علــى رأس مــال القــرض • الثمــن املدفــوع نظــري اســتعمال النقــود يف األنشــطة • الفــرق بــني الفائــدة الدائنــة (فائــدة اإلقــراض) والفائــدة‬
‫املدينــة (فائــدة اإليــداع)‪.‬‬ ‫املصرفيــة املختلفــة‪.‬‬ ‫املصــريف‪.‬‬
‫ عــادة مــا حتســب علــى أســاس مئــوي يف الســنة؛ لــذا‬ ‫املصريف‪:‬‬
‫تســمى بســعر الفائــدة أو معــدل الفائــدة‪.‬‬
‫• تُعتــرب مــن األعبــاء الــيت تتحملهــا املؤسســة (تكاليــف ‪ .1‬أصول<خصوم «أو» ‪ .2‬إيرادات< مصاريف‬ ‫الربا هو الفائدة باللغة السائدة اليوم‪.‬‬ ‫•‬
‫حسابات التسيري‬ ‫ثابتــة) وختصــم مــن إيراداهتــا قبل حتديــد الربح الصايف‪ .‬حسابات امليزانية‬ ‫الربـــا = الفـائـدة = تـكـلـفـة‪.‬‬ ‫•‬
‫ﺇﻳﺭﺍﺩﺍﺕ‬ ‫ﻤﺼﺎرﻴف‬ ‫ﺨﺼوم‬ ‫أﺼوﻝ‬
‫ الفائدة = مصاريف بالنسبة للمدين‪.‬‬
‫ الفائدة = إيرادات بالنسبة للدائن‪.‬‬ ‫احملاسيب‪:‬‬
‫• يتحــدد بصفــة دوريــة بعــد انتهــاء أعمــال املؤسســة‬
‫(‪ / 12/31‬ن)‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬النظريات االقتصادية املربرة لنظام الفائدة وانتقاداهتا‬


‫‪ .1‬املراحل التارخيية الستقرار الفائدة‪:‬‬
‫مــن الثابــت يف الدراســات التارخييــة أن الفوائــد نشــأت يف البيئــة األوربيــة‪،‬‬
‫ثــم اســتقرت يف الواقــع العملــي علــى ســبيل التــدرج وذلــك حســب ثالثــة‬
‫أطــوار تارخييــة‪:‬‬
‫جــدول رقم (‪ :)3‬التدرج التــاريـخي الستقرار الفـائدة‬
‫اخلصــــائص‬ ‫اجملــال الزمنـي‬ ‫املرحلـــة‬
‫حتريم ديي وقانوني‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪........‬‬
‫رفــض الفالســفة ورجــال الديــن‬ ‫ ‬ ‫طور التحريـم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫حتى منتصف القرن ‪ 12‬ميالدي‪.‬‬
‫للفائــدة‪.‬‬
‫ ختفيــف مبــدأ التحريــم بعــدد‬
‫من منتصف القرن ‪ 12‬ميالدي‪ .‬مــن اإلســتثناءات‪.‬‬ ‫طور التساهل‬ ‫‪.2‬‬
‫شــيوع احليــل الصرحيــة للتعامل‬ ‫ ‬ ‫حتى منتصف القرن ‪ 15‬ميالدي‪.‬‬ ‫والتسامح‪:‬‬
‫بالفائدة‪.‬‬
‫ تأييــد النظــام الربــوي مبوجــب‬
‫القانــون‪.‬‬
‫نظــام الفائــدة أســاس النظــام‬ ‫ ‬ ‫من منتصف القرن ‪ 16‬ميالدي‪.‬‬
‫طور اإلباحـة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الرأمســايل‪.‬‬ ‫حتى هناية القرن ‪ 18‬ميالدي‪.‬‬
‫نقــاش حــول حتديــد معــدالت‬ ‫ ‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬ســعود عبــد اجمليــد‪« ،‬البنــوك اإلســالمية وأوجــه االختــالف بينهــا وبــني البنــوك‬
‫التجاريــة (موقــع اجلزائــر مــن كال النوعــني)»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــري منشــورة‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪،‬‬
‫معهــد العلــوم االقتصاديــة‪ ،1993/1992 ،‬ص‪18-17 :‬؛ فتحــي الســيد الشــني‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪57-56:‬؛ غســان قلعــاوي‪« ،‬املصــارف اإلســالمية ضــرورة عصريــة‪ :‬ملــاذا؟ وكيــف؟»‪ ،‬دار املكتــي‪،‬‬
‫ســورية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.42-37:‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬النظريات املربِّرة لنظام الفائدة‪:‬‬


‫لقــد وُضعــت يف الفكــر االقتصــادي عــدة نظريــات تدعــم الفائــدة الربويــة‬
‫لتربيــر حصــول املُقــرض (صاحــب رأس املــال) علــى مــال يضــاف إىل‬
‫أصــل قيمــة القــرض‪ ،‬ويف املقابــل وُجِّهــت هلــذه النظريــات انتقــادات تُــربز‬
‫نقائصهــا وتكشــف بــأن ســعر الفائــدة ال يســتند إىل مــربرات صحيحــة!‬
‫حيــث تبــني مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ تعـدّدت هــذه النظريــات وتباينــت بــني عوامــل نفســية واقتصاديــة‪ ،‬وكل‬
‫نظريــة فيهــا تتناقــض مــع األخــرى‪ ،‬وهــي وإن كانــت تبــدو كافيــة لتربيــر‬
‫مشــروعية مكافــأة رأس املــال بصفــة عامــة؛ فهــي غــري صاحلــة لتربيــر‬
‫مشــروعية الفائــدة‪ ،‬كدخــل ثابــت مســتقر ومتجــدد وحمــدد ســلفاً بصــورة‬
‫مســبقة‪.‬‬
‫ إن كل هــذه النظريــات‪ ،‬ال ميكــن التحقــق جتريبيــاً مــن صحتهــا يف‬
‫عــامل االقتصــاد‪ ،‬وإن كان ذلــك جيعلهــا مقبولــة مــن الناحيــة النظريــة؛‬
‫لكنــه ال جيعلهــا أكيــدة‪ ،‬فكلهــا فرضيــات حمتملــة وغــري حمققــة‪.‬‬
‫كمــا أثبــت الواقــع العملــي أن الربــح هــو احملــرك للنشــاط االقتصــادي‪،‬‬
‫«وهــو مــا أكدتــه دراســات ميدانيــة قــام هبــا اجلهــاز املصــريف األمريكــي‬
‫انتهــت إىل وجــود ارتبــاط إجيابــي قــوي بــني مســتوى االســتثمار ومســتوى‬
‫األربــاح»(‪.)2‬‬
‫وفيما يلي عرض وجيز ألهم هذه النظريات واالنتقادات املوجَّهة هلا‪:‬‬

‫(‪ )1‬فتحي السيد الشني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪66 :‬؛ ‪.68‬‬


‫(‪ )2‬حممــد رضــا منصــور‪« ،‬البنــوك اإلســالمية بــني آليــات االســتثمار والقانــون»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪،198‬‬
‫ســبتمرب ‪ ،1997‬ص‪.76 :‬‬

‫‪29‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جـدول رقم (‪ :)4‬ملخـص ألهـم مربرات وانتقـادات نظـام الفائـدة‪.‬‬


‫االنتقـــــــادات‬ ‫املبــــررات‬ ‫النظريــــة‬
‫• نظــام الفائــدة = نظــام اقتصــادي جيعل حســب التحليــل الكينــزي‪ :‬املدخــرات ليســت دالــة‬
‫لســعر الفائــدة وإمنــا هــي كدالــة للدخــل فقــط‪ ،‬ومعــدل‬ ‫األمــوال كلهــا مدخرة‪.‬‬
‫االســتثمار يتناســب عكســيا مــع ســعر الفائــدة‪.‬‬
‫نظرية االدخار‪ • :‬الفائدة = مثن (جزاء) لالدخار‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ إذا كانت قيمة الفائدة حتث على االدخار فإن‪:‬‬
‫• أســعار الفائــدة ‪ Ü‬االدخــار ‪ Ü‬التطلــع إىل الربــح ‪ +‬التعلــق بالثــروة ‪+‬اخلــوف مــن‬ ‫(املدرسة‬
‫االســتثمار ‪ Ü‬النمــو االقتصــادي‪ .‬املســتقبل (وغريهــا مــن العوامــل النفســية‪)...‬تدفع إىل‬ ‫الكالسيكية)‬
‫االدخــار وحتفــز علــى االســتثمار‪ ،‬حتــى يف حالــة غيــاب‬
‫الفائــدة وعــدم االعــرتاف هبــا‪.‬‬
‫ االمتنــاع عــن جــزء مــن االســتهالك احلاضــر ال‬ ‫• الفائــدة = تعويــض املقــرض علــى‬
‫ميثــل أي حرمــان بالنســبة لألغنيــاء‪.‬‬ ‫حرمانــه مــن مالــه مقابــل اســتفادة املقرتض‬ ‫‪ .2‬نظرية‬
‫ نظريــة ذات طابــع نفســي وليــس اقتصــادي‬ ‫مــن عنصــر الوقــت‪.‬‬ ‫التضحية‬
‫مرتبــط بالتهافــت علــى الســلع االســتهالكية يف النظــام‬ ‫• الفائــدة بالنســبة للمُقــرض = مثــن‬ ‫واالنتظار‪:‬‬
‫(نظرية التفضيل االنتظــار (االمتنــاع عــن االســتهالك)‪.‬‬
‫الرأمســايل‪.‬‬
‫• الفائــدة بالنســبة للمقــرتض= مثــن‬ ‫الزمين)‬
‫(سنيور ‪ +‬مارشال) الوقــت املكتســـــب (تأجيــل الســداد)‪.‬‬
‫• درجة التضحية ‪ Ü‬سعر الفائدة‪.‬‬
‫ ال تفــرق النظريــة بــني القــروض االســتهالكية (ال‬ ‫• رأس املال منتج للقيمة‪.‬‬
‫توجــد إنتاجيــة صافيــة) والقــروض اإلنتاجيــة (زيــادة‬ ‫• رأس املــال يُســتخدم يف اإلنتــاج‬
‫اإلنتاجيــة احتماليــة وليســت مؤكــدة)‪.‬‬ ‫للحصــول علــى قيمــة أعلــى مــن قيمتــه‬
‫ اخللــط بــني رأس املــال النقــدي (ليــس عنصــر‬ ‫‪ .3‬نظرية إنتاجية األصليــة قبــل اهتالكــه‪.‬‬
‫إنتــاج) ورأس املــال العيــي (يعــدّ عنصــر إنتــاج)‪.‬‬ ‫رأس املال‪:‬‬
‫• سعـــــر الفائــدة = القيمــة املنتجــة ‪-‬‬
‫ ال يوجــد ارتبــاط بــني اجتــاه اإلنتاجيــة واجتــاه ســعر‬ ‫(املدرسة‬
‫الفائــدة يف الواقــع‪.‬‬ ‫القيمــة األصليــة (لــرأس املــال)‪.‬‬
‫النيوكالسيكية)‬
‫ رأس املــال ليــس لــه عائــد إال إذا ســاهم مــع العمــل‬
‫يف العمليــة اإلنتاجيــة ويكــون نصيبــه يف صــورة ربــح ال‬
‫فائــدة (الربــح ينتــج مــن تفاعــل العمــل ورأس املــال)‪.‬‬
‫• الفائــدة = مثــن التنــازل عــن الســيولة إذا بلــغ ســعر الفائــدة حــده األدنــى كمــا هــو‬
‫االجتــاه العــام هلــذه النظريــة يأتــي بعكــس املطلــوب‬ ‫النقديــة‪.‬‬
‫• الفائدة = مثن التخلي عن االكتناز‪( .‬زيــادة التفضيــل النقــدي وقلــة الرغبــة يف التخلــي عــن‬
‫نظرية تفضيل • تفضيل السيولة ‪ Ü‬سعر الفائدة‪ .‬الســيولة) وهــو مــا يُعــرف مبصْيــدة الســيولة عنــد كينــز؛‬ ‫‪.4‬‬
‫تصبــح قــرارت االســتثمار متو ِّقفــة علــى توقعــات رجــال‬ ‫السيولة‬
‫األعمــال أكثــر منهــا علــى ســعر الفائــدة (عــدم فعاليــة‬ ‫(كينز)‬
‫ســعر الفائــدة)‪.‬‬
‫ يتخلــى النــاس عــن االكتنــاز عنــد توفــري فــرص‬
‫اســتثمار مرحبــة وليــس بالفائــدة وحدهــا‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫• الفائــدة = تعويــض عــن املخاطــر الفائــدة ال تغطــي هــذا اخلطــر إلمــكان تعرضهــا‬
‫العديــدة الــيت يتعــرض هلــا الدائــن (إفــالس لنفــس خماطــر أصــل القــرض‪.‬‬
‫املديــن‪ ،‬عــدم قدرتــه علــى الســداد‪ .)...‬إمهــال دور الرهــن والضمــان يف ضمــان املــال‬ ‫‪ .5‬نظرية‬
‫للمقــرض وإزالــة املخاطــر وإمهــال اخلطــر الــذي‬ ‫• الفائدة = مثن املخاطرة‪.‬‬ ‫املخاطرة‪:‬‬
‫يتعــرض لــه املقــرتض (إمكانيــة خســارته)‪.‬‬ ‫• درجة املخاطرة ‪ Ü‬سعر الفائدة‪.‬‬ ‫(إمكانية عدم‬
‫ نظريــة تــؤدي إىل عــدم اإلقــراض إال لألغنيــاء‬ ‫استعادة القرض)‬
‫لســداد الديــن‪.‬‬
‫ نظريــة تُخــرج النقــود عــن دورهــا الطبيعي الوســيط‬ ‫* النقود هي سلعة هلا عرض وطلب‬
‫احملايــد يف املبــادالت مــن أجــل االجتــار هبــا يف حــد‬ ‫وسعر خاص‪.‬‬
‫ذاهتــا‪.‬‬ ‫* الفائدة = مثن إجيار (استخدام)‬
‫ النقــود ال تعــدّ عنصــراً إنتاجيــاً إال إذا حتولــت‬ ‫‪ .6‬نظرية العرض النقود‪.‬‬
‫إىل صــورة عينيــة تســتحق أجــرا مقابــل مشــاركتها يف‬ ‫والطلب‪:‬‬
‫اإلنتــاج‪.‬‬ ‫(نظرية استعمال‬
‫ نظريــة تُكــرِّس ســيادة القاعــدة اإلقراضيــة يف‬ ‫النقود)‬
‫تــداول األمــوال وتوجيههــا بــدالً مــن القاعــدة اإلنتاجيــة‪.‬‬

‫ الزمن مفهوم حيادي وليس عامل إنتاج‪.‬‬ ‫* الفائدة = أجر الزمن‪.‬‬


‫ العمــل الــذي يتــم خــالل الزمــن هــو العامــل املنتــج‬ ‫* الزمن هو ما يباع ويشرتى يف سوق‬
‫وليــس الزمــن نفســه‪.‬‬ ‫‪ .7‬نظرية الزمن‪ :‬رأس املال‪.‬‬
‫(املدرسة النمساوية)‬

‫* الفائدة = تعويض عن النقص املتوقع ال ترتبــط الفائــدة علــى رأس املــال باملســتوى العــام‬
‫لألســعار‪.‬‬ ‫يف قيمة النقود املقرَضة بسبب ارتفاع‬
‫ الفائــدة هــي مــن أســباب التضخــم واخنفــاض القــوة‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫‪ .8‬نظرية‬
‫* الفائــدة = الفــارق الــذي جيعــل الديــن الشــرائية للنقــود‪ ،‬وليســت نتيجــة هلــذا االخنفــاض‪.‬‬ ‫التضخم‪:‬‬
‫املســتعاد يف املســتقبل مســاويا بالقيمــة يف إلغــاء الفائــدة = عــالج مشــكلة التضخــم ومنــع‬ ‫(اخنفاض القوة‬
‫ارتفــاع األســعار‪.‬‬ ‫احلاضــر‪.‬‬ ‫الشرائية للنقود)‬
‫* ســعر الفائــدة = القيمــة احلاليــة للنقــود‬
‫‪ -‬القيمــة املســتقبلية للنقــود‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬املخاطر االقتصادية لنظام الفائدة الربوي‬


‫‪ .1‬اآلثار السلبية اخلطرية لنظام الفائدة‪:‬‬
‫إن املســاوئ العديــدة الــيت ترتبــت عــن التعامــل بنظــام الفائــدة الربــوي‪،‬‬
‫بينــت أنــه نظــام معيــب مــن الناحيــة النفســية واألخالقيــة واالجتماعيــة‬
‫والسياســية واالقتصاديــة(‪ ،...)1‬وســنركز فيمــا يلــي علــى أهــم الســلبيات‬
‫االقتصاديــة لنظــام الفائــدة‪:‬‬
‫‪ 1.1‬ارتفــاع أســعار الســلع‪ :‬نتيجــة إدراج نســبة الفائــدة املدفوعــة‬
‫ضمــن تكاليــف إنتاجهــا‪.‬‬
‫لتوضيــح أثــر الفائــدة يف رفــع أســعار الســلع واخلدمــات‪ ،‬نفــرتض بــأن‬
‫مؤسســة مــا تبيــع منتجاهتــا بســعر مي ِّكنهــا مــن احلصــول علــى هامــش‬
‫ربــح يســاوي ‪ %20‬مــن ســعر التكلفــة الــيت تُق ـدَّر بـــ‪ 1.000 :‬دينــار (منهــا‬
‫‪ 50‬دينــاراً مت ِّثــل الفوائــد املدفوعــة علــى القــروض)‪.‬‬

‫جـدول رقم (‪ :)5‬أثر الفائدة يف أسعار السلع واخلدمات‪.‬‬


‫نظـام اقتصـادي تكون الفائـدة = ‪0‬‬ ‫نظـام الفائـدة الربـوي‬ ‫النظام‬
‫احلالة ســعر التكلفــة متضمــن الفائــدة سعر التكلفة خايل من الفوائد املدفوعة‪:‬‬
‫ا ملد فو عــة ‪:‬‬
‫سعر ‪ 1000‬دج ‪ 1000( 1200 = )1000 × 0,20( +‬دج ‪ 50 -‬دج) ‪= )950 × 0,20( +‬‬
‫‪ 1140‬دينــار‬ ‫البيع دينار‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫(‪ )1‬راجــع‪:‬‬
‫‪ -‬أبو األعلى املودودي‪« ،‬الربــــا»‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1990 ،2‬ص‪.74-49 :‬‬
‫‪ -‬نــور الديــن عــرت‪« ،‬املعامــالت املصرفيــة والربويــة وعالجهــا يف اإلســالم»‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ط‪ ،1978 :3‬ط‪:4‬‬
‫‪ ،1980‬ص‪.63- 42 :‬‬

‫‪32‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ويُالحــظ مــن احلالتــني الســابقتني أنــه كان مــن املمكــن ختفيــض األســعار‬
‫لــو مل توجــد الفوائــد!‬
‫‪ 1.2‬تعطيل الطاقات اإلنتاجية‪:‬‬
‫يعتمــد نظــام الفائــدة الربــوي يف منــح القــروض علــى عامــل املــالءة دون‬
‫اإلنتاجيــة؛ األمــر الــذي يــؤدي إىل حرمــان طبقــة واســعة مــن املهــارات‬
‫اإلنتاجيــة مــن رؤوس األمــوال الالزمــة لبــدء أي نشــاط منتــج؛ وحتوّهلــا‬
‫إىل العمــل املأجــور‪ ،‬ولنــا أن نتصــوّر إذا مــا أتيحــت الفرصــة للمهــارات‬
‫واملواهــب حبصوهلــا علــى رأس املــال املتناســب مــع إمكاناهتــم وقدراهتــم‬
‫علــى إدارتــه وتشــغيله‪ ،‬كيــف يتحــول هــؤالء مــن عمــال مأجوريــن إىل أربــاب‬
‫عمــل منتجــني؟‬
‫‪ 1.3‬تفاقم سوء توزيع الثروة وتركز السلطة‪:‬‬
‫يعمــل االجتــاه العــام لنظــام الفائــدة علــى جتميــع الثــروة لــدى فئــة قليلة من‬
‫اجملتمــع ممــا ينتــج عنــه توســيع الفجــوة بــني األغنيــاء والفقــراء‪ ،‬وتصبــح‬
‫فيــه الســيطرة ألصحــاب رؤوس األمــوال علــى االقتصــاد؛ ومــن ث ـمّ متتــد‬
‫إىل سياســة وتشــريعات اجملتمــع وأخالقياتــه‪ ،‬وتتمثــل أبعــاد هــذه الظاهــرة‬
‫علــى مســتوى املؤسســات التمويليــة الدوليــة الــيت تتدخــل يف التشــريعات‬
‫االقتصاديــة واالجتماعيــة والسياســية للــدول املدينــة‪.‬‬
‫‪ 4.1‬سوء استخدام وختصيص املوارد املتاحة‪:‬‬
‫إن نظــام الفائــدة ال يُعتــرب مفيــداً يف توزيــع املــوارد املتاحــة نتيجــة لالحتــكار‬
‫واالكتنــاز وتركيــز الدخــل لــدى فئــات قليلــة يف اجملتمــع‪ ،‬واجتــاه رؤوس‬
‫األمــوال إىل إنتــاج الســلع الكماليــة واالفتخاريــة لتلبيــة طلــب فئــة األغنيــاء‬
‫على حساب إنتاج السلع الضرورية يف اجملتمع؛ حيث «أن التطبيق العملي‬

‫‪33‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الــذي يؤكــد عــدم صالحيــة ســعر الفائــدة بوصفها معيــاراً لتخصيص رأس‬
‫املــال يبــدو واضحـاً يف حــاالت ارتفــاع أســعار الفائــدة‪ ،‬إذ يبــدو عندهــا أن‬
‫اجملــاالت الــيت ستســتأثر باألولويــة يف ختصيــص رأس املــال ‪-‬يف ظــل‬
‫ســعر الفائــدة املرتفــع‪ -‬هــي تلــك الــيت متثــل أنشــطة قــد تكــون ضــارة أو‬
‫غــري منتجــة مثــل جتــارة الســالح واملخــدرات وأمثاهلــا واملضاربــات»(‪.)1‬‬
‫‪ 5.1‬ظهور وتطور األزمات االقتصادية‪:‬‬
‫لقــد أثبتــت الوقائــع التارخييــة والدراســات االقتصاديــة احلديثــة أن نظــام‬
‫الفائــدة يُســهم يف نشــوء األزمــات االقتصاديــة املعاصــرة‪ ،‬مثــل‪ :‬الكســاد‬
‫والبطالــة والتضخــم وأزمــة املديونيــة ومتركــز رأس املــال واتســاع الفجــوة‬
‫بــني األغنيــاء والفقــراء علــى مســتوى األفــراد والــدول؛ ومعنــى األزمــة‬
‫االقتصاديــة «حســب بعــض األخصائيــني يف االقتصــاد هــو أن وضــع‬
‫النقــود الــيت يتداوهلــا اجملتمــع أصبــح خمالف ـاً لطبيعتهــا مــن حيــث إهنــا‬
‫وســيلة لتبــادل الســلع النافعــة «(‪)2‬؛ ذلــك أن النظــام الربــوي املبــي علــى‬
‫الفائــدة يؤ ِّثــر علــى أهــداف النقــود باعتبارهــا وســيطاً حمايــداً يف التبــادل‬
‫ومقياســا للقيــم‪ ،‬حيــث جيعــل هلــا مثنــا هبــدف االجتــار يف حــد ذاهتــا‪،‬‬
‫ويتخذهــا ســلعة هلــا عــرض وطلــب خــاص هبــا حيـدِّد ســعرها (وهــو ســعر‬
‫الفائــدة) ‪.‬‬
‫والشــكل التــايل يبــني كيــف أن ســعر الفائــدة هــو ســبب أصيــل مــن أســباب‬
‫األزمــات االقتصاديــة الدوريــة واملســتمرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 -53 :‬‬


‫(‪ )2‬نور الدين عرت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫شــكل رقم (‪ :)1‬املخاطـر االقتصاديـة لنـظـام الفـائـدة الربـوي‪.‬‬
‫سعر الفائدة‬
‫تفضيل اإليداع على االستثمار‬ ‫زيادة تكاليف خدمة املديونية‬ ‫تضخيم تكاليف اإلنتاج‬
‫منح القروض (عامل املالءة)‬ ‫نقص املشروعات اإلنتاجية‬ ‫تبعية اقتصادية‬ ‫الضرائب املختلفة‬ ‫أسعار السلع واخلدمات‬ ‫ختفيض تكاليف اإلنتاج‬
‫توجه األموال لفئة األغنياء‬ ‫املعروض من السلع‬ ‫األعباء‪ %‬للمستهلك النهائي‬
‫تـضــخـم‬
‫تركـــز الثروة‬ ‫ظاهرة األزمات الدورية‬ ‫املعروض يف السلع‬ ‫القدرة الشرائية للمجتمع‬ ‫أجـور العمال‬
‫اتساع الفجوة بني األغنياء والفقراء‬ ‫تعطيل الطاقات اإلنتاجية‬ ‫بـــطـــالــــــة‬ ‫عـدد العمال‬
‫تركـــز السلطة‬ ‫رواج‬ ‫سوء ختصيص املوارد املتاحة‬ ‫إنتاج السلع الكمـالية‬ ‫إنتاج السلع الضرورية‬
‫السيطرة على االقتصاد‬ ‫حـــاالت اإلفـــالس‬ ‫القضاء على املؤسسات املنافسة‬ ‫تشجيع االحتكـار‬
‫حتول املهارات إىل أجراء‬ ‫كساد‬ ‫عدم املسامهة يف النشاط االقتصادي‬ ‫نقص املشروعات اإلنتاجية‬ ‫االمتناع عن االقرتاض‬
‫‪35‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .2‬جدوى آلية سعر الفائدة يف الدراسات الغربية‪:‬‬


‫إذا كان الفكــر االقتصــادي يعتــرب أن نظــام الفائــدة هــو النظــام الطبيعــي‬
‫الــذي ال بديــل عنــه؛ فإننــا جنــد يف املقابــل أن بعــض خــرباء االقتصــاد أ ّكدوا‬
‫علــى دور ســعر الفائــدة يف حــدوث األزمــات االقتصاديــة احملليــة والعامليــة!‬
‫ومــن ثـمّ تشــكيكهم يف كفاءتــه يف ترشــيد النشــاط التمويلــي واالســتثماري؛‬
‫ودعــوة بعضهــم إىل ضــرورة اســتبداله بنظــام املشــاركة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)6‬جدوى آلية سعر الفائدة حسب بعض الدراسات االقتصادية الغربية‪.‬‬

‫مـــا ورد يف الدراســـــة‬ ‫االقتصــادي‬


‫‪« -‬إن النظــام احلــر ال ميكنــه البقــاء إذا مــا اســتمرت فئــة مــن أصحــاب رؤوس األمــوال‪...‬‬
‫حتصــل علــى دخــل يســمى»الفائدة» دون أن تتعــرض ملخاطــرة أو تبــذل جهــدا مبدعــا‪...‬‬ ‫«سري روي هارود»‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب‪« :‬حنو اقتصاد حركي والبــد مــن ختليــص اجملتمــع مــن شــرورها بتحريــم ســعر الفائــدة هنائيــا‪ ،‬وعندهــا ســيضطر‬
‫املموِّلــون إىل اســتثمار أمواهلــم بطــرق إنتاجيــة مفيــدة»‪.‬‬ ‫ديناميكي»‪.‬‬
‫‪« -‬إنــه بعمليــة رياضيــة غــري متناهيــة يتضــح أن مجيــع املــال يف األرض صائــر إىل عــدد قليــل‬ ‫الدكتور األملاني‪« :‬شاخت»‬
‫مــن املرابــني‪ ،‬ذلــك أن الدائــن املرابــي يربــح دائمــا يف كل عمليــة‪ ،‬بينمــا املديــن معــرض للربــح‬ ‫‪ -‬املدير السابق لبنك الرايخ‬
‫واخلســارة‪ ،‬ومــن ثَــم فــإن املــال كلــه يف النهايــة البــد ‪-‬باحلســاب الرياضــي‪ -‬أن يصــري إىل‬ ‫األملاني‪.‬‬
‫الــذي يربــح دائمــا‪ ،‬وإن هــذه النظريــة يف طريقهــا إىل التحقــق الكامــل»‪.‬‬ ‫‪ -‬حماضرة‪ :‬بدمشق ‪.1953‬‬
‫‪« -‬إن ارتفــاع ســعر الفائــدة يعــوق اإلنتــاج‪...‬وكل نقــص يف ســعر الفائــدة ســيؤدي إىل زيــادة‬
‫االقتصادي اإلجنليزي‪« :‬كينز» يف اإلنتــاج وبالتــايل يف العمالــة وإجيــاد فــرص لتشــغيل املزيــد مــن النــاس‪ ...‬إن السياســة‬
‫‪ -‬كتاب‪« :‬النظرية العامة للعمالة النقديــة جيــب أن تتجــه دومــا إىل ختفيــض ســعر الفائــدة‪ ،‬وأن اجملتمــع النامــي بصــورة‬
‫مثاليــة ســيصل إىل حالــة تصبــح فيهــا الفائــدة صفــرا»‪.‬‬ ‫والفائدة والنقد»‬
‫‪« -‬كل زيــادة يف الفوائــد عــن معــدل الزيــادة يف اإلنتاجيــة معنــاه حقــن التضخــم‪ ...‬ومــع‬
‫«جوهان فيليب بتمان»‪ ،‬مدير البنك اســتمرار وجــود الفائــدة تــزداد املديونيــة وعــدد العاجزيــن عــن الســداد‪ ...‬وتــزداد حــاالت‬
‫اإلفــالس‪ ...‬حيــث نصــل إىل كارثــة اقتصاديــة ســببها الفائــدة املرتفعــة ملــدة طويلــة‪...‬‬ ‫األملاني (فرانكفورت)‬
‫فكارثــة الفائــدة للكثرييــن تــؤدي إىل كارثــة اقتصاديــة للجميــع»‪.‬‬ ‫‪ -‬دراسة‪« :‬كارثة الفائدة»‪.‬‬
‫‪« -‬يقــوم االقتصــاد العاملــي برمتــه علــى أهرامــات هائلــة مــن الديــون‪...‬ومل يصبــح عالجــه‬ ‫األستاذ‪« :‬موريس آليه»‬
‫عســريا بالقــدر الــذي هــو عليــه اليــوم‪ ،‬ممــا يعيــق االســتثمار ويُو ِّلــد األزمــات ويســيء توزيــع‬ ‫‪ -‬اقتصادي فرنسي حائز على‬
‫الدخــل وختصيــص املــوارد‪ ...‬إهنــا الفائــدة املســؤولة عــن املصائــب الكــربى يف النظــام‬ ‫جائزة نوبــل لالقتصاد‬
‫النقــدي العاملــي‪ ،‬وهــي املســؤولة عــن التضخــم‪ ،‬وهــي املســؤولة عــن ضيــاع األمــوال وهــي‬ ‫‪ -‬حماضرة جبدة‪« :‬الشروط‬
‫املســؤولة أخــريا عــن عــدم دفــع املدينــني لديوهنــم»‪.‬‬ ‫النقدية القتصاد األسواق‪ :‬من‬
‫دروس األمس إىل إصالحات الغد»‪.‬‬
‫‪« -‬إن منــو رأس املــال يعوقــه معــدل فائــدة النقــود‪ ،‬ولــو أن هــذه الفرملــة أزيلــت لتضاعــف‬
‫منــو رأس املــال يف العصــر احلديــث لدرجــة تــربز خفــض ســعر الفائــدة إىل الصفــر يف‬ ‫االقتصادي األملاني‪:‬‬
‫فــرتة وجيــزة‪ ،‬وعلــى هــذا ســنجد أن أصحــاب األمــوال ال يفضلــون اســتثمارها عــن طريــق‬ ‫«سيلفيو جيزل»‬
‫االئتمــان بفائــدة ثابتــة‪ ،‬بــل يتجهــون إىل نظــام املشــاركة يف رأس املــال»‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫ احملرر‪« ،‬عودة حلديث الربا»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،172‬أغسطس ‪ ،1995‬ص‪.6 :‬‬
‫ جعفــر عبــد الســالم‪« ،‬الفائــدة والركــود االقتصــادي يف بــالد املســلمني»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،184‬يوليــه‪/‬‬
‫أغســطس‪ ،1996 ،‬ص‪.68 :‬‬
‫ جوهــان فيليــب فرايهرفــون بتمــان‪« ،‬الفوائــد علــى األمــوال‪ :‬كارثــة الفائــدة»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬أمحــد النجــار‪ ،‬يف «التنميــة مــن منظــور‬
‫إســالمي»‪ ،‬ج‪ ،1‬وقائــع النــدوة ‪ 12-9‬يوليــو ‪ ،1991‬عمــان‪ ،‬اململكــة األردنيــة اهلامشــية‪ ،‬ص‪.572-569:‬‬
‫ مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬اجلزائر‪ ،1996 ،‬ص‪.33 :‬‬
‫ ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1997 ،‬ص‪.32 :‬‬

‫‪37‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫لقــد جتــاوزت مســألة خماطــر الفائــدة علــى النظــام االقتصــادي الكتابــات‬


‫الفرديــة‪ ،‬لتصــل إىل املؤمتــرات واالجتماعــات الــيت عُقــدت علــى مســتوى‬
‫دويل‬

‫‪38‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ﻧﻈــﺎم اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ ﻛﺒﺪﻳــﻞ ﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻔﺎﺋــﺪة‬


‫وﺿــﺮورة ﺗﻄﺒﻴﻘــﻪ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مفهوم نظام املشـاركــة وتعـدد أشـكـالـه‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أمهيـة نظام املشـاركــة وضـرورة تطبيقـه‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم نظام املشاركة وتعدد أشكاله‬ ‫أو ً‬


‫لقــد تو ّقعــت الدراســات االقتصاديــة أن إنقــاذ االقتصــاد العاملــي لــن يتحقق‬
‫إال عــن طريــق البحــث عــن نظــام اقتصــادي بديــل يتمثــل يف «اقتصــاد‬
‫املشــاركة»‪.‬‬
‫‪ .1‬املفهوم اللغوي واالصطالحي واالقتصادي للمشاركة‪:‬‬
‫املشــاركة يف اللســان العربــي «مــن املصــدر اللغــوي «شَـر ََك» وهــي علــى وزن‬
‫«مفاعلــة» واملشــتق «مفاعلــة» يُطلــق دائمـاً علــى التفاعــل الــذي حيصــل بني‬
‫طرفــني أو أكثــر‪ ،‬ومنــه املضاربــة واملزارعــة واملعاملــة واملراحبــة واملكاتبــة‬
‫واملزايــدة وحنوهــا‪ ،‬ففــي هــذه املشــتقات حتــدث املفاعلــة بــني طرفــني أو‬
‫أكثــر علــى اختــالف أنواعهــا»(‪ .)1‬وخيتلــف لفــظ الشــراكة (‪)Partenariat‬‬
‫عــن لفــظ املشــاركة (‪ )Participation‬يف أن األول يتعلــق بتطويــر‬
‫العالقــات االقتصاديــة بــني الــدول الــيت متثــل أطرافــا عضــوة يف حميــط‬
‫الشــراكة؛ بينمــا ميثــل املصطلــح الثانــي تنظيــم العالقــات بــني أطــراف‬
‫العمليــة االســتثمارية يف احليــاة االقتصاديــة مبــا يضمــن أحســن العوائــد‬
‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصـــاد املشاركـــة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد الســوق (الطريــق الثالــث)»‪ ،‬مركــز اإلعــالم العربــي‪،‬‬
‫مصــر‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪.58 :‬‬

‫‪39‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫لعوامــل اإلنتــاج‪.‬‬
‫املشــاركة مــن الناحيــة الفقهيــة تعــي الشــركة (بكســر الشــني وتســكني‬
‫الــراء أو بفتــح فكســر)(‪)1‬وهي‪ :‬مــا وقــع فيــه االشــرتاك مبقتضــى عقــد بــني‬
‫اثنــني أو أكثــر علــى القيــام بعمــل جتــاري أو نشــاط اســتثماري‪ ،‬واقتســام‬
‫األربــاح واخلســائر حيــث يشــرتكان فيــه بأمواهلمــا أو أعماهلمــا أو جاههمــا‬
‫أو باملــال مــن أحــد الطرفــني والعمــل مــن اآلخــر‪ ،‬ويف هــذه احلالــة تعتــرب‬
‫املشــاركة وســيلة لتفاعــل القــوى املاليــة والقــوى البشــرية وحتويلهــا إىل‬
‫عنصــر إنتــاج عــن طريــق عمــل مشــرتك يقــوم بــه صاحــب املــال (املم ـوِّل)‬
‫وصاحــب العمل(اخلــربة) معـًــا(‪.)2‬‬
‫وتقوم املشاركة على قاعدتني هامتني مها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬ال ُغنْـــم بال ُغـــرْم‪:‬‬
‫ال ُغنْم يعي الربح وال ُغرْم تعي اخلســارة؛ ويُقصد هبذه القاعدة «أن يتحمل‬
‫الفــرد مــن الواجبــات واألعبــاء بقــدر مــا يأخــذ مــن امليــزات واحلقــوق؛‬
‫حبيــث يتــم توزيــع األعبــاء بالعــدل والتكافــؤ قبــل توزيــع عوائدهــا ونتائجهــا‬
‫بالعــدل والتكافــؤ‪ ،‬كذلــك مبــا يــؤدي إىل تعــادل كفــيت امليــزان يف الواجبــات‬
‫واحلقــوق‪ ،‬فــال تُثقــل إحدامهــا علــى حســاب األخــرى» (‪ ،)3‬فالشــخص الذي‬
‫يريــد حتقيــق أربــاح (امل َ َغــامن) عليه أن يقبل املشــاركة يف اخلســائر (امل َ َغارم)‬
‫إن وُجــدت‪ ،‬ويكــون االتفــاق علــى النســبة فقــط الــيت ال يُشــرتط فيهــا أن‬
‫تكــون متماثلــة يف حالــيت الربــح واخلســارة‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممــد عمــر شــابرا‪« ،‬حنــو نظــام نقــدي عــادل‪ :‬دراســة للنقــود واملصــارف والسياســة النقديــة يف ضــوء اإلســالم»‪ ،‬املعهــد‬
‫العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬ط‪ ،1987 :1‬ط‪ ،1990 :2‬ص‪ 331 :‬ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫(‪ )2‬عدنان خالد الرتكماني‪« ،‬السياسة النقدية واملصرفية يف اإلسالم»‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،1988 ،‬ص‪.179 -178 :‬‬
‫(‪ )3‬مجال لعمارة‪« ،‬اقتصاد املشاركة‪ :‬نظام اقتصادي بديل القتصاد السوق (الطريق الثالث)»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪40‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ّ‬
‫بالضمــان‪:‬‬ ‫‪ 2.1‬اخلــراج‬
‫اخلــراج يعــي الغلــة واملنفعــة؛ والضمــان يعــي املخاطــرة «أو بعبــارة أدق‪:‬‬
‫ضمـــان املخاطــرة‪ ،‬أي حتمُّــل مســؤولية التلــف أو اخلســارة إذا وقعــت (‪)...‬‬
‫فالشــخص ال يتحمــل خماطــرة ضيــاع رأس مالــه إذا مل يقدِّمــه كــرأس‬
‫مــال يف شــركة مــا‪ ،‬وكذلــك ال يتحمــل خماطــرة ضيــاع جهــوده إذا مل‬
‫يبذهلــا يف تلــك الشــركة»(‪ ،)1‬واألصــل أن الربــح يُســتحق باملــال والعمــل‬
‫وكذلــك بالضمــان أو املخاطــرة بلغــة االقتصــاد(‪ ،)2‬غــري أن اســتحقاق الربــح‬
‫بالضمــان يكــون علــى وجــه التبعيــة ألنــه لــوال املــال أو العمــل ملــا وُجــدت‬
‫املخاطــرة ‪.‬‬
‫يوضــح كيــف يقــوم مبــدأ املشــاركة على التنويع يف الشــركات‬ ‫الشــكل التــايل ِّ‬
‫علــى أســاس التعــاون بــني األفــراد لتلبيــة حاجــات اجملتمــع؛ وكمــا يبــدو‬
‫فــإن هــذا التقســيم نظــري يف أساســه‪ ،‬فمــن الناحيــة العمليــة قــد يُســهم‬
‫الشــركاء باملــال وبالعمــل واإلدارة واملهــارة واالئتمــان والشــهرة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مشســية بنــت حممــد إمساعيــل‪« ،‬الربــح يف الفقــه اإلســالمي‪ :‬ضوابطــه وحتديــده يف املؤسســات املاليــة املعاصــرة‬
‫(دراســة مقارنــة)»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪81 :‬؛ ‪.87‬‬
‫(‪ )2‬تُنسب نظرية املخاطرة وعدم التأكد إىل االقتصادي األمريكي «فرانك نايت» ‪.«(Knight. F) «Risk, Uncertainty and profit‬‬
‫‪ -‬املخاطــرة (‪ )Risk‬أحــداث حمتمــل وقوعهــا مســتقبال ‪ +‬ميكــن قياســها مقدمــا = ميكــن حســاب احتمــال وقوعهــا = ميكــن‬
‫التأمــني ضدها‪.‬‬
‫‪-‬عــدم التأكــد (‪ )Uncertainty‬أحــداث حمتمــل وقوعهــا مســتقبال ‪ +‬ال ميكــن قياســها مقدمــا = ال ميكــن حســاب احتمــال‬
‫وقوعهــا = ال ميكــن التأمــني ضدهــا‪.‬‬
‫(‪ )3‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.335 -334 :‬‬

‫‪41‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شــكل رقم (‪ :)2‬تعدد أنواع الشركات حسب أسلوب املشاركة‪.‬‬

‫املشاركة يف األرباح واخلسائر‬ ‫الشركات التعاقدية‬


‫أسلوب املشاركة‬
‫(ال ُغنْم بال ُغرْم ‪ +‬اخلراج بالضمان)‬ ‫(اتفاق تعاقدي)‬

‫حالة ربح الشركة‬ ‫شركة مفاوضة ‪ +‬شركة عنان‬ ‫مـــال ‪ +‬مـــال‬


‫الشريك املموّل = ‪ %‬املتفق عليها‪.‬‬
‫الشريك العامل = ‪ %‬املتفق عليها‪.‬‬

‫حالة خسارة الشركة‬ ‫شركة أبدان (صنائع)‬ ‫عــمــل ‪ +‬إدارة‬


‫الشريك املموّل = يتحمل اخلسارة‬
‫الشريك العامل = خيسر اجلهد‬
‫‪ +‬أجره‬ ‫شركة وجوه (ذمم)‬ ‫مسعة حسنة ‪ +‬خربة جتارية‬
‫حالة ال ربح وال خسارة‬

‫الشريك املموّل=له رأمساله‪.‬‬


‫الشريك العامل= الشيء له‪.‬‬ ‫شركة مضاربة (قراض)‬ ‫مـــال ‪ +‬عــمــل‬

‫‪ .2‬تعريف نظام املشاركة‪:‬‬


‫توجــد تعريفــات متعــددة ومتقاربــة لنظــام املشــاركة س ـنُركز علــى بعــض‬
‫منهــا‪:‬‬
‫‪ 1.2‬التعريف األول‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو‪« :‬تنظيــم اقتصــادي يســتبعد التعامــل بســعر الفائــدة‪،‬‬
‫ويقيــم قاعدتــه االقتصاديــة علــى املشــاركة‪ ،‬وحي ِّقــق على أساســها عالقات‬
‫قائمــة علــى ال ُغنْــم بال ُغـرْم‪ ،‬فهــو بذلــك يُلغــي املكاســب املضمونــة‪ ،‬واملبيعات‬
‫غــري اململوكــة‪ ،‬ويعتــرب املخاطــرة هــي أصــل االســتثمار وحمــرك التنميــة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة بديــل القتصــاد الســوق»‪ ،‬جملــة دراســات اقتصاديــة‪ ،‬مركــز البحــوث والدراســات‬
‫اإلنســانية‪ ،‬البصــرية‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬العــدد األول‪ ،1999 ،‬ص‪.67 :‬‬

‫‪42‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 2.2‬التعريف الثاني‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو «تنظيــم اجتماعــي قائــم علــى أســس موضوعيــة‬
‫وأخالقيــة‪ ،‬تتــم فيــه ممارســة النشــاط االقتصــادي ضمــن إطــار اجتماعــي‬
‫اقتصــادي يضمــن التخصيــص الكــفء للمــوارد والتوزيــع العــادل للثــروة يف‬
‫آن واحــد «(‪.)1‬‬
‫‪ 3.2‬التعريف الثالث‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو‪« :‬البديــل عــن نظــام الفائــدة الــذي يشــكل الوســيلة‬
‫األساســية يف ربــط عمليــة االدخــار باإلنتــاج بشــكل مباشــر‪ ،‬ينجــم عنــه‬
‫ســيادة القاعــدة اإلنتاجيــة يف توجيــه األمــوال دون القاعــدة اإلقراضيــة‬
‫الــيت متثــل عامــل خلــل يف النظــام االقتصــادي الســائد»(‪.)2‬‬
‫‪ 4.2‬التعريف الرابع‪:‬‬
‫نظــام املشــاركة هــو‪« :‬البديــل التمويلــي الــذي جــاء بصيــغ اســتثمارية‬
‫وأســاليب لتقليــب وتشــغيل األمــوال ينتفــي يف إطارهــا االســتغالل الربــوي‪،‬‬
‫وتتحقــق املصلحــة جلميــع األطــراف املســامهة يف العمليــة االســتثمارية‬
‫(حيــث تتــوزع يف إطــاره نتائــج العمليــة االســتثمارية بشــكل عــادل علــى‬
‫األطــراف املشــاركة فيهــا)‪ ،‬ويصــل اجملتمــع عنــد تطبيقهــا إىل أقصــى‬
‫درجــات الكفــاءة يف ختصيــص واســتخدام املــوارد املاليــة املتاحــة»(‪.)3‬‬
‫وعليــه؛ فإنــه يُمكــن القــول أن نظــام املشــاركة هــو نظــام اقتصــادي‬
‫واجتماعــي بديــل لنظــام الفائــدة الربــوي؛ يتحقــق فيــه الربــط املباشــر‬

‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد الســوق (الطريــق الثالــث) «‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.60‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.135 :‬‬
‫(‪ )3‬صاحلــي صــاحل‪« ،‬السياســة النقديــة واملاليــة يف إطــار نظـــام املشاركـــة يف االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬دار الوفــاء‪ ،‬املنصــورة‪،‬‬
‫ط‪ ،2001 ،1‬ص‪26-25 :‬؛ ‪.124‬‬

‫‪43‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بــني عمليــيت االدخــار واالســتثمار مــن جهــة‪ ،‬وعمليــة اإلنتــاج مــن جهــة‬
‫أخــرى‪ ،‬مــن خــالل الصيــغ واألســاليب االســتثمارية الــيت حتقــق الكفــاءة يف‬
‫ختصيــص املــوارد والتوزيــع العــادل للثــروة‪ ،‬ومــن ثــم تــزول مظاهــر اخللــل‬
‫النامجــة عــن ســيادة القاعــدة اإلقراضيــة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعدد صور املشاركة‪:‬‬
‫إن مفهــوم «نظــام املشــاركة» يتســع إىل عــدة معانــي أخرى ترتبــط باملفاهيم‬
‫الســابقة وتتفاعــل معهــا مــن أجــل حتقيق هــذا النظــام ومنها(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3‬اعتدال وتوسط خصائص النظام‪:‬‬
‫االعتــدال والتوســط يف معاجلــة املســائل االقتصاديــة األساســية‪ ،‬كــدور‬
‫الدولــة وجمــال الســوق ونظــام امللكيــة‪.‬‬
‫‪ 2.3‬تكافل وتضامن يف فئات اجملتمع‪:‬‬
‫التكافــل والتضامــن بــني فئــات اجملتمــع تنظمــه قواعــد أخالقيــة وجتســده‬
‫مؤسســات اقتصاديــة واجتماعيــة مســتقلة؛ ممــا يعمــل علــى تقويــة‬
‫االنســجام بــني خمتلــف شــرائح اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ 3.3‬انسجام وتفاعل اجلماهري مع منهج التنمية‪:‬‬
‫حتتضــن اجلماهــري نظــام املشــاركة وتتفاعــل مــع مؤسســاته؛ وذلــك‬
‫الرتباطهــا بالقيــم الثقافيــة واالجتماعيــة الــيت تضبــط الســلوكيات‬
‫والتصرفــات االقتصاديــة للمتعاملــني يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ 4.3‬اشرتاك عناصر اإلنتاج يف حتقيق التنمية‪:‬‬
‫متكــني عناصــر اإلنتــاج مــن املســامهة والتعــاون لتحقيــق التنميــة الشــاملة‬
‫وذلــك مــن خــالل عــدة أســاليب وصيــغ عادلــة؛ ممــا يُســهم يف حركــة‬
‫(‪ )1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد الســوق (الطريــق الثالــث)»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪62 -60‬؛ ‪.89-88‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫النشــاط االقتصــادي ويــؤدي إىل زيــادة مناصــب الشــغل‪ ،‬ووفــرة الســلع‬


‫واخلدمــات ومنــو حوافــز االكتشــاف واالخــرتاع والتجديــد‪.‬‬
‫‪ 5.3‬االنفتاح والتعاون مع العامل اخلارجي‪:‬‬
‫يشــجع نظــام املشــاركة التعامــل بــني األفــراد واملؤسســات‪ ،‬واالنفتــاح علــى‬
‫العــامل اخلارجــي مــن أجــل االســتفادة مــن املــوارد والتقنيــات لتحســني أداء‬
‫االقتصــاد الوطــي‪ ،‬واملســامهة يف حتســني االقتصــاد العاملــي‪.‬‬
‫وهلــذا؛ يــرى بعــض الباحثــني أن «اقتصــاد املشــاركة» ينســجم مــع البنــاء‬
‫الفكــري والعقائــدي للشــعوب العربيــة واإلســالمية ممــا يعطيــه القــدرة‬
‫علــى تفعيلــه وجتنيــده لصــاحل التنميــة الوطنيــة الشــاملة‪.‬‬
‫‪ .4‬املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‪:‬‬
‫يقــوم نظــام املشــاركة علــى عــدة مؤسســات تغطــي خمتلــف األنشــطة‬
‫االقتصاديــة يف اجملتمــع‪ ،‬ويتكــون اجلهــاز املصــريف مــن جمموعــة مــن‬
‫املؤسســات املصرفيــة الــيت تشــكل اإلطــار املؤسســي للنظــام املصــريف هلــذا‬
‫البديــل‪ ،‬وميكــن التمييــز بــني املؤسســات املصرفيــة األساســية واملؤسســات‬
‫األخــرى املكملــة واملســاعدة‪ ،‬كمــا يوضحــه الشــكل رقــم (‪.)3‬‬

‫‪45‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬أمهية نظام املشاركة وضرورة تطبيقه‬


‫‪ .1‬أمهية نظام املشاركة‪:‬‬
‫يتميــز نظــام املشــاركة علــى نظــام الفائــدة يف االقتصــاد الربــوي مبجموعــة‬
‫مــن املزايــا الــيت تؤكــد علــى أفضليــة هــذا النظــام البديــل‪ ،‬ونوجــز هــذه‬
‫األفضليــة يف النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫‪ -1.1‬املشــاركة مظهــر مــن مظاهــر تعــاون رأس املــال وخــربة العمــل يف‬
‫التنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫شــكل رقم (‪ :)3‬املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‪.‬‬
‫املنظـومة املؤسسية املصرفيـة لنظـام املشاركـة‬

‫املؤسسات املصرفية املكملة واملساعدة‬ ‫املؤسسات املصرفية األساسية‬

‫مصارف إعادة التمويل‬ ‫املصرف املركزي‬

‫مصارف املقاصة التمويلية‬ ‫مصارف املشاركة‬

‫مؤسسات التأمني التعاوني‬ ‫املصارف املتخصصة‬

‫صناديق املشروعات الكربى‬ ‫مصارف التجارة اخلارجية‬

‫هيئة مراجعة حسابات االستثمار‬ ‫املؤسسات املالية غري املتخصصة‬

‫مراكز التدريب املصريف‬ ‫مؤسسات االئتمان املتخصصة‬

‫مراكز البحث العلمي املصريف‬

‫هيئة الرقابة الشرعية‬


‫املصدر‪ :‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -2.1‬إن مشــاركة أكثــر مــن طــرف يف النشــاط االقتصــادي الواحــد‪ ،‬مــن‬


‫شــأهنا أن تعمــل علــى رعايــة ومحايــة املســتثمر يف الوقــوع يف خماطــر‬
‫تعجــز قدراتــه الفرديــة علــى التنبــؤ هبــا‪ ،‬أو حتملهــا إذا حدثــت؛ ممــا يُعطــي‬
‫االســتثمار باملشــاركة ميــزة خاصــة تتمثــل يف ارتفــاع درجــة جناحــه‪.‬‬
‫‪ -3.1‬القضــاء علــى التناقــض بــني مصــاحل املســتثمرين واملموِّلــني مــن‬
‫خــالل تشــجيع الطرفــني باالهتمــام بــأداء املشــروع والعمــل علــى زيــادة‬
‫الثــروة لــكل منهمــا؛ ألنــه بإلغــاء الفائــدة تلتقــي مصاحل اجلميع يف تأســيس‬
‫مشــروعات إنتاجيــة يســتفيد منهــا املســتثمرون واملســتهلكون وأصحــاب‬
‫رؤوس األمــوال واأليــدي العاملــة علــى حــد ســواء‪.‬‬
‫‪ -4.1‬تغليــب املصلحــة العامــة عنــد التمويــل باملشــاركة علــى املصلحــة‬
‫اخلاصــة‪.‬‬
‫‪ -5.1‬حتريــر الفــرد مــن النزعــة الســلبية الــيت ي ّتســم هبــا عندمــا يــودع‬
‫مالــه انتظــاراً للفائــدة‪ ،‬دون جهــد إجيابــي أو عمــل مــن جانبــه‪.‬‬
‫‪ -6.1‬حصــول صاحــب املــال علــى العائــد املتناســب الــذي يتكافــأ مــع‬
‫املســامهة الفعليــة الــيت أدّاهــا مالــه يف العمليــة اإلنتاجية‪ ،‬ويف ذلك تشــجيع‬
‫لالدخــار وعــدم االكتنــاز وتوجيــه للمدخــرات إىل جمــاالت االســتثمار‬
‫املختلفــة‪.‬‬
‫‪ -7.1‬العدالــة يف توزيــع العائــدات واألربــاح بــني املســامهني الذيــن شــاركوا‬
‫يف االســتثمار ســواء جبهدهــم أو بأمواهلــم‪ ،‬وهــذا يُســهم يف عــدم تركيــز‬
‫الثــروة عنــد فئــة قليلــة مــن اجملتمــع تســيطر علــى اقتصــاده وتوجِّهــه‬
‫لصاحلهــا‪.‬‬
‫‪ -8.1‬معــدل العائــد احلقيقــي علــى رأس املــال املتمثــل يف نصيــب أو‬

‫‪47‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫حصــة رأس املــال مــن األربــاح ال يكــون ثابتـاً زمنيـاً أو واحــداً يف األنشــطة‬
‫املختلفــة‪ ،‬فهــو يعكــس حقيقــة احلاجــة لــرأس املــال وضــرورة النشــاط‬
‫ودرجة املخاطرة فيه‪ ،‬بينما ثبات ســعر الفائدة بالنســبة ملختلف املشــاريع‬
‫بشــكل ال يُدخــل يف االعتبــار الفــروق النوعيــة‪ ،‬فيــه تشــجيع ملشــاريع الربــح‬
‫الســريع والكبــري‪ ،‬حتــى لــو مل يكــن اجملتمــع يف حاجــة إليهــا‪ ،‬ويف ذلــك‬
‫تشــويه للتنميــة املتوازنــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -9.1‬جتنيــد مؤسســات التمويــل إلمكاناهتــا وخربهتــا الفنيــة يف البحــث‬
‫عــن أفضــل جمــاالت االســتثمار والبحــث عــن أرشــد األســاليب؛ ويف هــذا‬
‫فائــدة للمجتمــع مــن خــالل ترشــيد مــوارده احملــدودة يف ســبيل تقدمــه‪.‬‬
‫‪ -10.1‬يــؤدي عــدم اعتمــاد مؤسســات التمويــل علــى الفــرق بــني ســعر‬
‫الفائــدة الدائنــة واملدينــة إىل تنشــيط عمليــات التنميــة يف اجملتمــع‪ ،‬عــن‬
‫طريــق دراســة املشــروعات علــى أســس اقتصاديــة ســليمة‪.‬‬
‫‪ -11.1‬الوقايــة مــن حــدوث األزمــات وضمــان التكيــف املســتمر بــني‬
‫مؤسســات التمويــل والتغــريات اهليكليــة يف االقتصــاد‪ ،‬وزيــادة قدرهتــا‬
‫وقــدرة املســتثمرين علــى مواجهــة األزمــة واحلــد مــن آثارهــا‪.‬‬
‫‪ -12.1‬النهــوض باالقتصــاد الوطــي لعــدم ارتبــاط قــرار االســتثمار‬
‫واالدخــار بتقلبــات ســعر الفائــدة‪ ،‬فمؤسســات التمويــل ال تعتمــد علــى‬
‫ســعر الفائــدة كمقيــاس لتحديــد الكفــاءة احلديــة لــرأس املــال ولتوجيــه‬
‫االســتثمارات‪ ،‬وإمنــا يكــون املؤشــر األساســي هــو الربــح العــادل والعائــد‬
‫االجتماعــي املرتبــط باالعتبــارات االجتماعيــة (مثــل العمالــة واحتياجــات‬
‫اجملتمــع ورفاهيتــه)‪.‬‬
‫‪ -13.1‬إن تطبيــق أســاليب االســتثمار باملشــاركة يف مؤسســات نظــام‬

‫‪48‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املشــاركة‪ ،‬مــن شــأهنا أن تُســهم يف جتنيــد التعــاون املتبــادل واالنســجام‬


‫التــام والتفاعــل املســتمر لعناصــر اإلنتــاج حتقيقــا للتنميــة الشــاملة‪.‬‬
‫‪ -14.1‬إن تأســيس عالقــات متويــل دولــة علــى أســاس املشــاركة يف الربــح‬
‫واخلســارة‪ ،‬قــد يكــون املخــرج املتــاح ملــا يســمى بأزمــة الديــون الدوليــة؛‬
‫بــكل مــا هلــا مــن تراكمــات وآثــار داخليــة وخارجيــة علــى كل الــدول الناميــة‬
‫واملتقدمــة علــى الســواء‪.‬‬
‫‪ -15.1‬ومــن ناحيــة فنيــة تنشــأ حتــوالت يف اهتمــام نظــام املشــاركة مــن‬
‫عالقــة هامشــية إىل عالقــة متداخلــة مــع الطــرف الثانــي‪ ،‬ومــن الرتكيــز‬
‫علــى الضمــان إىل الرتكيــز علــى اجلــدوى االقتصاديــة‪ ،‬ومــن االعتمــاد‬
‫علــى مــالءة العميــل إىل االعتمــاد علــى كفــاءة املشــروع‪ ،‬ومــن الربــا إىل‬
‫الربــح‪ ،‬ومــن إدارة القــروض إىل إدارة االســتثمار‪ ،‬ومــن دور املرابــي إىل دور‬
‫املستشــار االقتصــادي‪.‬‬
‫والشــكل التــايل يبــني التغــريات اإلجيابيــة املمكنــة عنــد اســتبدال نظــام‬
‫الفائــدة بنظــام املشــاركة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا=ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا‪7‬ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫شـكـل رقم (‪ :)4‬التـغـيــرات احلــاصلـة عـنـد استبـدال نظـام الفـائــدة بنظـام املـشـاركــة‬
‫التخصـــيص األمثـــــل للمـــوارد‬ ‫مؤسسات املشاركة‬ ‫مؤسسات اإلقراض‬

‫مســـاوئ اقتصادية‪ +‬سياسية ‪ +‬اجتماعية ‪ +‬أخالقية ‪ +‬نفسية‪. .‬‬


‫فوائــــد اقتصادية‪ +‬سياسية ‪ +‬اجتماعية ‪ +‬أخالقية ‪ +‬نفسية‪. .‬‬
‫االقتصاديــــة‪.‬‬
‫عــائد متغيـر‬ ‫عــائد ثابت‬
‫املؤشر األساسي = الربح العادل ‪ +‬العائد االجتماعي‬ ‫املؤشر األساسي = سعر الفائدة‬
‫زيادة حجم االستثمارات‪.‬‬ ‫التمويــل باملشاركة (إلغاء الفائدة)‬ ‫القــرض بفائدة‬

‫نظام الفائدة الربوي‬


‫نظام املشـــاركة‬
‫قرار التمويل مرتبط بدراسة السوق (جدوى املشروع)‬ ‫قرار اإلقراض مرتبط مبالءة العميل (الضمانات)‬
‫العدالة يف توزيع الثروة‪.‬‬ ‫عالقة متداخلة ‪ +‬مستمرة‬ ‫أطراف العالقة‬ ‫عالقة هامشية ‪ +‬مؤقتة‬ ‫أطراف العالقة‬
‫عنصر اإلنتاج األساسي = العمل ‪+‬رأس املال (تعاون)‬ ‫عنصر اإلنتاج األساسي = رأس املال‬
‫مبدأ العدالة يف توزيع العائد (ال ُغنْم بال ُغرْم)‬ ‫مبدأ االستغالل ‪ +‬الظلم‬
‫عالج أزمة الديون الدولية‪.‬‬
‫النشاط املايل‬ ‫>‬ ‫النشاط اإلنتاجي‬ ‫النشاط اإلنتاجي‬ ‫>‬ ‫النشاط املايل‬
‫حتقيق التنمية الشاملة‪.‬‬ ‫املصلحة اخلاصة‬ ‫>‬ ‫املصلحة العامة‬ ‫املصلحة العامة‬ ‫>‬ ‫املصلحة اخلاصة‬
‫‪50‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬الضرورة االقتصادية لتطبيق نظام املشاركة‪:‬‬


‫إن املزايــا الــيت يتميــز هبــا نظــام املشــاركة جتعــل الضــرورة مُلحّــة لتطبيقــه‬
‫وااللتــزام بــه‪« ،‬فقــد تكــون لــه نتائــج أبعــد مــن نتائــج نظــام الفائــدة الثابتــة‪،‬‬
‫كمــا أن تطبيقــه بنجــاح ميكــن أن يســاعد‪ ،‬إىل حــد كبــري‪ ،‬علــى حتقيــق قــدر‬
‫مــن العدالــة االجتماعيــة أكــرب مــن القــدر املتحقــق يف نظــام الفائــدة»(‪)1‬؛‬
‫ويذهــب بعــض الباحثــني إىل أن نتائــج استبعـــاد الفـــائدة «ال يقتصــر علــى‬
‫عــدم اإلســهام يف ظهــور األمــراض االقتصاديــة أساسـاً‪ ،‬وإمنــا يتعــدى ذلــك‬
‫إىل معاجلــة األمــراض االقتصاديــة الســائدة‪ ،‬ممــا يعطــي حصانــة قويــة‬
‫ضــد الســلبيات الــيت تنطــوي عليهــا العوملــة يف اقتصاديــات الــدول الفقــرية‪،‬‬
‫وذلــك بالعمــل علــى‪ :‬احلــد مــن التضخــم والركــود وســوء توزيــع الثــروة‬
‫وتبديــد املــوارد االقتصاديــة»(‪.)2‬‬
‫احلقيقــة أن الفكــر االقتصــادي مل ي َْخـ ُل مــن التأكيــد علــى مســاوئ نظــام‬
‫الفائــدة وضــرورة اســتبداله بنظــام املشــاركة‪ ،‬ويُعـدّ مــن هــذا القبيــل دعــوة‬
‫فرينانديــس «‪ »FERNANDEZ‬عــام ‪ 1984‬يف األرجنتــني إىل الســعي‬
‫إىل اســتبدال نظــام الفائــدة بنظــام املشــاركة يف األربــاح(‪)3‬؛ واعــرتاف‬
‫االقتصــادي األملاني»ســليفيو جيــزل» مبســاوئ نظــام الفائــدة وضــرورة‬
‫االجتــاه إىل نظــام املشــاركة‪ ،‬كمــا اُختتمــت الــدورة الســنوية للمؤسســات‬
‫املاليــة العامليــة عــام ‪ ، 1998‬دون التوصــل إىل اســرتاتيجية شــاملة للخــروج‬
‫مــن األزمــة احلاليــة لالقتصــاد العاملــي وهــذا ما جعــل رئيس البنــك العاملي‬

‫(‪ )1‬تقريــر جملــس الفكــر اإلســالمي يف باكســتان‪« ،‬إلغــاء الفائــدة مــن االقتصــاد»‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬ط‪ ،1984 ،2‬ص‪.24 :‬‬
‫(‪ )2‬بكــر رحيــان‪« ،‬دور املصــارف اإلســالمية يف احلــد مــن اآلثــار الســلبية للعوملــة»‪ ،‬يف العوملــة وأبعادهــا االقتصاديــة‪ ،‬جامعــة‬
‫الزرقــاء األهليــة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.245 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10-9 :‬‬

‫‪51‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يدعــو إىل «إنشــاء إطــار جديــد للتنميــة»‪.‬‬


‫وحســب بعــض الباحثــني فــإن هنــاك اجتــاه يف العــامل كلــه اآلن وهــو التحول‬
‫مــن اقتصاديــات اإلقــراض إىل اقتصاديــات املشــاركة‪« ...‬ويف فرنســا صدر‬
‫أخــرياً قانــون امســه «قانــون قــروض املشــاركة»‪ ،‬وهــي عبــارة عــن جتميــع‬
‫األمــوال مــن النــاس واســتثمارها وإعطــاء أصحــاب األمــوال عائــد متغــري‬
‫بنســبة مــن الربــح»(‪.)1‬‬
‫مــن هنــا يتضــح أن «املصلحــة االقتصاديــة ذاهتــا ليســت يف التعامــل بنظــام‬
‫الفائــدة‪ ،‬وإمنــا يف املشــاركة يف التنميــة واالســتثمار»(‪ ،)2‬حيــث «تتمتــع‬
‫قاعــدة املشــاركة بفعاليــة اقتصاديــة عاليــة جتعــل منهــا أساســا قويــا‬
‫لنظــام اقتصــادي بديــل ‪ ،‬يســتطيع أن يســتوعب اآلثــار الســلبية لألنظمــة‬
‫االقتصاديــة الســائدة والقائمــة علــى أســاس ســعر الفائــدة»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬لقــاءات وحتقيقــات مــع خــرباء االقتصــاد وعلمــاء الشــريعة‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬عــدد ‪ ،194‬أفريــل‪ /‬مــاي‬
‫‪ ،1997‬ص‪.74 :‬‬
‫(‪ )2‬علــي أمحــد الســالوس‪« ،‬املعامــالت املاليــة املعاصــرة يف ميــزان الفقــه اإلســالمي»‪ ،‬مكتبــة الفــالح‪ ،‬الكويــت‪ ،‬ط‪،1986 ،1‬‬
‫ص‪.86 :‬‬
‫(‪ )3‬مجال لعمارة‪« ،‬اقتصاد املشاركة‪ :‬نظام اقتصادي بديل القتصاد السوق (الطريق الثالث)»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬

‫‪52‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬اﻟﺼﻴــﻎ اﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻧﻈــﺎم‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬أسـالـيـب الـتـمـويـــل واالسـتـثـمــار بالـمـشـاركـة‪.‬‬‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خـصـائـص أسـالـيـب التـمـويـل يف إطـار نظـام املشاركـة‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬الكفــاءة االقتصاديــة املتوقعــة عنــد تطبيــق الصيــغ التمويليــة‬
‫لنظــام املشــاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬أساليب التمويل واالستثمار باملشاركة‬ ‫أو ً‬


‫يقوم نظام املشاركة على أساليب متويلية متنوعة أمهها‪:‬‬
‫‪ .1‬أسلوب التمويل البيوع‪:‬‬
‫يشمل هذا األسلوب‪ :‬بيع املُراحبة وبالبيع باألجل وهذا يتضمن نوعني‪:‬‬
‫بيــع السَّـلَم (تأجيــل اســتالم الســلعة) والبيع بالتقســيط واآلجــل والتأجريي‬
‫(تأجيــل دفــع الثمن)‪.‬‬
‫‪ 1.1‬املُراحبة‪« :‬هي عقد من عقود االســتثمار التجارية‪ ،‬يتم مبوجبها‬
‫التمويــل بالبيــع‪ ،‬فهــي بصورهتــا البســيطة عملية‪»:‬بيــع مبثــل الثمــن األول‬
‫مــع زيــادة الربــح»(‪)1‬؛ أي بيــع الســلعة بثمــن التكلفــة مــع زيــادة ربــح متفــق‬
‫عليــه بــني البائــع واملشــرتي‪.‬‬
‫‪ 2.1‬السَّـ َلم‪« :‬هو عقد من عقود االســتثمار وصيغة من صيغ التمويل‬
‫يتــم مبوجبهــا التمويــل بالشــراء املســبق‪ ،‬لتمكــني البائــع مــن احلصــول علــى‬

‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬

‫‪53‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫التمويــل الــالزم»(‪ ،)1‬فهــو بيــع آجــل بعاجــل‪ ،‬فاآلجــل هــو الســلعة املباعــة‬
‫الــيت يتعهــد البائــع بتســليمها بعــد أجــل حمــدد‪ ،‬والعاجــل هــو الثمــن الــذي‬
‫يدفعــه املشــرتي(‪.)2‬‬
‫‪ 3.1‬البيــع بالتقســيط واآلجــل والتأجــريي‪ :‬هــي عقــود تُســلم فيهــا‬
‫الســلعة ويكــون الثمــن مؤجـالً‪:‬‬
‫ فــإذا كان الثمــن يُدفــع علــى أقســاط مســتحقة لفــرتة حمـدّدة بــني‬
‫املشــرتي والبائــع كان «بيعــا بالتقســيط»‪.‬‬
‫ وإذا كان الثمن يُدفع مرة واحدة بعد فرتة كان «بيعا آجال»‪.‬‬
‫ وإذا كان الثمــن يُدفــع علــى دفعــات مؤجلــة وتنتقــل حيــازة الســلعة‬
‫للمشــرتي مــع بقــاء ملكيتهــا للبائــع حتــى آخــر دفعــة‪ ،‬ثــم تنتقــل‬
‫بعدهــا امللكيــة للمشــرتي كان «بيعــا تأجرييــا»(‪.)3‬‬
‫ويرتكــز التأجــري علــى بيــع املنفعــة‪ ،‬فاملمـوِّل يقــوم بشــراء األصــول واملعدات‬
‫واألجهــزة املطلوبــة مــن املســتأجر بنفــس املواصفــات ملــدة حمــددة مقابــل‬
‫أجــرة دوريــة‪ ،‬ويتخــذ هــذا األســلوب عــدة أنــواع منهــا(‪:)4‬‬
‫ الشراء من البائع والتأجري له‪.‬‬
‫ التأجري املباشر‪.‬‬
‫ اإلجيار املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪ .2‬أسلوب التمويل باملشاركة يف نتيجة العملية االستثمارية‪:‬‬
‫يشــمل هــذا األســلوب التمويــل باملشــاركة والتمويــل باملضاربــة‪« ،‬ألن مبــدأ‬

‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬


‫(‪ )2‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 :‬‬
‫(‪ )3‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســالمي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.26 :‬‬
‫(‪ )4‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬

‫‪54‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املشــاركة يف الربــح واخلســارة يعــدّ اخلاصيــة اجلامعــة بينهمــا‪ ،‬حبيــث‬


‫يــوزع الربــح الناتــج عــن العمليــة االســتثمارية حســبا لالتفــاق الــذي مت بــني‬
‫أطــراف العمليــة‪ ،‬أمــا اخلســارة فتــوزع حســب رأس املــال»(‪.)1‬‬
‫‪ 1.2‬املضاربــة(‪ :)2‬هــي عقــد مــن عقــود االســتثمار يتــم مبوجبهــا املــزج‬
‫والتأليــف بــني عنصــري اإلنتــاج «العمــل ورأس املــال» يف عمليــة اســتثمارية‬
‫تُح ّقــق فيهــا مصلحــة املــالك والعمــال املضاربــني(‪)3‬؛ وتتخــذ املضاربــة عــدة‬
‫أنــواع منهــا‪:‬‬
‫ حسب شروط املضاربة‪ :‬مضاربة مطلقة؛ مضاربة مقيدة‪.‬‬
‫ حسب مــدة املضاربة‪ :‬مضاربة مؤقتة؛ مضاربة مستمرة‪.‬‬
‫ حسب أطراف املضاربة‪ :‬مضاربة ثنائية؛ مضاربة مركبة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬املشــاركة‪ :‬هي «عقد من عقود االســتثمار يتم مبوجبه االشــرتاك‬
‫يف األمــوال الســتثمارها وتقليبهــا يف األنشــطة املختلفــة‪ ،‬حبيــث يســاهم‬
‫كل طــرف حبصــة يف رأس املــال»(‪)4‬؛ واملشــاركة تقتضــي وجــود طــرف‬
‫ميلــك املــال وطــرف ميلــك املــال واجلهــد معـاً وبالتــايل يتحمــل جــزءاً مــن‬
‫اخلســارة علــى قــدر اســتثماره مــن مالــه اخلــاص‪ ،)4(5‬وتتنــوع املشــاركة‬
‫حســب التقســيم املســتخدم‪:‬‬
‫ وفقــاً لطبيعــة األصــول املموَّلــة‪ :‬املشــاركة اجلاريــة؛ املشــاركة‬
‫االســتثمارية‪.‬‬
‫ وفقاً السرتداد األموال‪ :‬املشاركة املستمرة؛ املشاركة املنتهية‪.‬‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬خيتلــف تعبــري «املضاربــة» هنــا عــن املضاربــة املتعــارف عليهــا يف األســواق املاليــة والنقديــة ‪ ،‬أي مــا يُعــرف عــادة بـــ‬
‫‪ ،»SPECULATION»:‬فهــي مضاربــة علــى فــروق األســعار وليــس اســتثمارا فعليــا تــؤدي إىل تطــور االقتصــاد الرمــزي علــى‬
‫حســاب االقتصــاد اإلنتاجــي احلقيقــي؛ وبالتــايل فــإن لفــظ (مضاربــة) يُعتــرب ترمجــة غــري أمينــة للكلمــة اإلجنليزيــة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫(‪ )4‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية» ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.37 :‬‬

‫‪55‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ وفقــاً الســتمرار ملكيــة الشــريك‪ :‬املشــاركة الثابتــة؛ املشــاركة‬


‫املتناقصــة‪.‬‬
‫ وفقــاً جملــال التمويــل‪ :‬املشــاركة يف االســترياد؛ املشــاركة يف‬
‫التصديــر‪...‬‬
‫‪ .3‬أسلوب التمويل باملشاركة يف اإلنتاج‪:‬‬
‫وهــو نــوع مــن التمويــل يشــمل صيــغ االســتثمار الزراعيــة ومنهــا‪ :‬املزارعــة‬
‫واملســاقاة واملغارســة وشــركة احليــوان وغريهــا(‪.)1‬‬
‫‪ 1.3‬املزارعــة‪ :‬هــي تقديــم عنصــر األرض والبــذر احملــددة ملالــك معــني‬
‫إىل عامــل (املــزارع) ليقــوم بالعمــل واإلنتــاج‪ ،‬مقابــل نصيــب ممــا خيــرج‬
‫مــن األرض (اإلنتــاج) وفــق نســبة لــكل منهمــا‪.‬‬
‫‪ 2.3‬املســاقاة‪ :‬هــي تقديــم الثــروة النباتيــة (الــزرع واألشــجار املثمــرة)‬
‫احملــددة ملالــك معــني إىل عامــل ليقــوم باســتغالهلا وتنميتهــا (الــري أو‬
‫الســقي والرعايــة) علــى أســاس أن يــو َّزع الناتــج يف الثمــار بينهمــا حبصــة‬
‫نســبية متفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ .4‬أسلوب التمويل التكافلي‪:‬‬
‫ويتضمن هذا األسلوب‪:‬‬
‫‪ 1.4‬التمويل بالقروض احلســنة‪ :‬الذي يقوم على التربع واإلحســان‪،‬‬
‫وهــي قــروض دون فائدة‪.‬‬
‫‪ 2.4‬التمويل الزكوي‪.‬‬
‫وفيما يلي نوجز األساليب السابقة يف هذا الشكل التخطيطي‪:‬‬

‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬

‫‪56‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شــكـل رقم (‪ :)5‬أسـاليـب التـمويـل واالستثمـار فـي نـظـام الـمشـاركـة‪.‬‬


‫أساليب التمويل يف نظام املشاركة‬

‫التمويل التكـافلي‬ ‫التمويل باملشاركة‬ ‫التمويل بالبيــوع‬


‫التمويــل باملشــاركة‬
‫يف اإلنتــاج الزراعــي‬ ‫يف نتيجة العملية‬
‫االستثمارية‬
‫القرض احلســن‬ ‫املزارعــة‬ ‫املضاربـــة‬ ‫املراحبـــة‬

‫التمويل الزكــوي‬ ‫املساقــاة‬ ‫املشاركـــة‬ ‫السَّلَـــم‬

‫املغارســة‬ ‫االستصناع‬

‫شركة احليــوان‬ ‫البيـــع اآلجل‬

‫التأجيـــر‬

‫‪57‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص أساليب التمويل يف إطار نظام املشاركة‬


‫إن تعــدُّد أســاليب االســتثمار باملشــاركة وتنوعهــا مــن شــأنه أن يُوسِّــع‬
‫االســتفادة مــن تلــك األدوات مــن خــالل اســتخدام كل أســلوب وفقــا‬
‫لطبيعتــه اخلاصــة وأحكامــه املميــزة وأمهيتــه االقتصاديــة؛ وتتميــز هــذه‬
‫البدائــل خبصائــص جتعلهــا ختتلــف عــن األســاليب الربويــة‪ ،‬نربزهــا يف‬
‫النقــاط التاليــة‪:‬‬
‫اخلاصية األوىل‪:‬‬
‫«ارتبــاط ربــح املمـوِّل يف مجيــع أســاليب التمويل يف نظام املشــاركة بامللكية‪،‬‬
‫فاســتحقاقه لألربــاح بســبب موضوعــي وشــرعي هــو امللــك‪ ،‬وهــذا عكــس‬
‫الصيــغ واألســاليب التمويليــة الربويــة الــيت تقــوم علــى االســتغالل»‪.‬‬
‫اخلاصية الثانية‪:‬‬
‫«ارتبــاط انســياب التمويــل بــني أطــراف العمليــة االســتثمارية بانتقــال‬
‫ملكيــات وتدفــق تيــار مــن الســلع‪ ،‬وهــذا األســلوب يقلــل مــن الطــرق الربويــة‬
‫الــيت تُحـوِّل االقتصــاد إىل اقتصــاد رمــزي حبيــث كل عملية انتقــال للملكية‬
‫أو الســلع أو اخلدمــات تتطلــب انتقــال وانســياب عشــرات الــدورات املاليــة‬
‫والنقديــة»(‪.)1‬‬
‫ويعي االقتصاد الرمزي «حركة رؤوس األموال مبا يف ذلك تقلبات أسعار‬
‫الفائــدة وتدفقــات االئتمــان‪ ،‬بينمــا يعــي االقتصــاد احلقيقــي حركــة الســلع‬
‫واخلدمات»(‪ ،)2‬ومع انتشــار األســاليب الربوية مل يَعُد «االقتصاد احلقيقي‬
‫للســلع واخلدمــات واالقتصــاد الرمــزي للمــال واالئتمــان مرتبطـاً أحدمهــا‬
‫باآلخــر ارتباطـاً عضويــا بوصــف االقتصــاد الرمــزي تعبــرياً بالضــرورة عــن‬
‫(‪ )1‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫االقتصــاد احلقيقــي»(‪ ،)1‬وهــذا يــدل علــى أن تلــك اإلقتصــادات ترتبــط‬


‫فيهــا األربــاح يف معظــم األحيــان بتقليــب وانتقــال األمــوال بغــض النظــر‬
‫عــن عمليــات اســتثمارها؛ حيــث إن «التدفقــات النقديــة بــني جمموعــة‬
‫الــدول الســبع الكــربى تزيــد علــى التدفقــات للســلع واخلدمــات مبقــدار‬
‫‪ 34‬ضعفــا»(‪ ،)2‬بينمــا يرتبــط انتقــال التمويــل بعمليــات االســتثمار ارتباطــا‬
‫كبــريا يف ظــل نظــام املشــاركة‪ ،‬وهــذا يقلــل مــن التكاليــف املرتتبــة عــن‬
‫انتشــار االســتثمار الرمــزي بــدالً مــن االســتثمار احلقيقــي(‪.)3‬‬

‫ثالث ـاً‪ :‬الكفــاءة االقتصاديــة املتوقعــة عنــد تطبيــق الصيــغ التمويليــة‬


‫لنظــام املشــاركة‬
‫‪ .1‬الكفاءة املتوقعة على مستوى األموال املستثمرة‪:‬‬
‫يــؤدي تطبيــق األســاليب التمويليــة لنظــام املشــاركة إىل إلغــاء التكاليــف‬
‫االقتصاديــة‪ ،‬ســواء كانــت تكاليــف علــى املســتوى اجلزئــي أو علــى مســتوى‬
‫االقتصــاد الوطــي أو حتــى علــى املســتوى الــدويل؛ مبعنــى أنــه يف ظــل‬
‫اقتصاديــن أحدمهــا يطبــق صيــغ التمويــل لنظــام املشــاركة‪ ،‬مــع افــرتاض‬
‫تقارهبمــا يف مســتويات التطــور وحجــم املــوارد؛ فــإن تكاليــف الســلع‬
‫واخلدمــات النهائيــة تكــون يف حالــة اقتصــاد املشــاركة أقــل منهــا يف‬
‫االقتصــاد الربــوي مبقــدار عــبء التكلفــة الربويــة(‪.)4‬‬
‫ويُمكن تقدير هذه التكاليف بشكل تقريي مبسط كما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬


‫(‪ )2‬رضــا ســعد اهلل‪« ،‬مفهـــوم الزمــن يف االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي‬
‫للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،1994 ،1‬ط‪ ،2000 ،2‬ص‪40:‬‬
‫(‪ )3‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫(‪ )4‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪59‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)7‬مقارنة تكاليف متويل االســتثمارات يف حالة اقتصاد‬


‫املشــاركة واالقتصاد الربوي‪.‬‬
‫التكلفة على املستوى الدويل‬ ‫التكلفة على املستوى الوطين‬ ‫التكلفة على املستوى اجلزئي‬
‫ت د = متوسط تكلفة االستثمار‬ ‫ت ك = التكلفــة الــيت يتحملهــا‬ ‫ت ج = التكلفــة الــيت تتحملهــا‬
‫على املســتوى الدويل‪.‬‬ ‫االقتصــاد الوطــي إلقامــة املشــاريع‬ ‫الوحــدة االقتصاديــة للتجديــد‬
‫ح د = حجــم األمــوال اجلديــدة‬ ‫اجلديــدة‪.‬‬ ‫والتوســع‪.‬‬
‫املنســابة مــن الــدول املتقدمــة إىل‬ ‫ح ك = حجــم األمــوال املنســابة مــن‬ ‫ح ج = حجــم األمــوال املســتثمرة‬
‫الــدول املتخلفــة‪.‬‬ ‫البنــوك علــى مســتوى االقتصــاد‬ ‫علــى مســتوى املؤسســة‪.‬‬
‫ع د = متوســط معــدل الفائــدة‬ ‫الوطــي‪.‬‬ ‫ع ج = متوســط معــدل الفائــدة‬
‫الســاند يف الســوق الدوليــة‪.‬‬ ‫ع ك = متوســط معــدل الفائــدة‬ ‫الســائد يف الســوق‪.‬‬
‫الســائد علــى املســتوى الوطــي‪.‬‬
‫تد=حد×عد‬ ‫تك=حك×عك‬ ‫تج=حج×عج‬
‫هــذه التكاليــف تصبــح مســاوية للصفــر يف اقتصــاد املشــاركة؛ هــذه التكلفــة تنعكــس علــى‬
‫فتنخفــض التكاليــف االســتثمارية للمشــاريع‪ ،‬وينعكــس ذلــك علــى الــدول املتخلفــة بالتهــام مبالــغ‬
‫تكاليــف اإلنتــاج فالســلع واخلدمــات فالقــدرة الشــرائية‪ ...‬وهــذا معتــربة ســنويا مــن حصيلــة‬
‫صادراهتــا ‪ +‬مشــاركتها يف‬ ‫يــؤدي إىل حتفيــز وجتديــد واتســاع دائــرة االســتثمار‪.‬‬
‫تكاليــف اســتثمارها يف الــدول‬
‫املتقدمــة (تكاليــف الســلع‬
‫املســتوردة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37-35 :‬‬

‫‪ .2‬الكفاءة املتوقعة على مستوى توظيف األموال والطاقات العاطلة‪:‬‬


‫إن تطبيــق الصيــغ التمويليــة لنظــام املشــاركة تــؤدي إىل ســهولة املــزج‬
‫والتأليــف بــني عنصــر العمــل وعنصــر رأس املــال يف صــوره املتعــددة مــن‬
‫مضاربــة ومشــاركة ومراحبــة وسَــلَم ومســاقاة ومزارعــة‪ ...‬األمــر الــذي‬
‫يــؤدي إىل فتــح جمــاالت لتشــغيل الطاقــات غــري املوظفــة يف خمتلــف‬
‫األنشــطة االقتصاديــة‪ ،‬وهــو مــا يعمــل علــى املعاجلــة املباشــرة ملشــكلة‬
‫البطالــة‪.‬‬
‫كمــا أنــه يــزول األثــر الســلي املرتتــب عن احلرج واملشــقة الناجتة عن فرض‬

‫‪60‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫النظــام الربــوي‪ ،‬والــذي أدى إىل وجــود أمــوال عاطلــة تتحــرج مــن التعامــل‬
‫مــع املؤسســات املصرفيــة بســبب التعامــل بالفائــدة؛ وبالتــايل صعوبــة‬
‫تعبئــة أمــوال كبــرية ال تتحــرك ضمــن القنــوات املصرفيــة‪ ،‬وباســتخدام‬
‫الصيــغ البديلــة للنظــام الربــوي يُمكــن إزالــة ذلــك احلــرج وتوفــري املنــاخ‬
‫املالئــم لتعبئــة تلــك الثــروات املاليــة والنقديــة غــري املنكشــفة وتوجيههــا‬
‫حنــو التوظيــف واألنشــطة اجملتمعيــة اهلامــة؛ حيــث تتجــه األمــوال املكتنــزة‬
‫إىل االســتثمار يف تلــك األنشــطة الــيت تصبــح قنــوات جــذب وحمفــزات‬
‫اســتثمارية هامــة(‪.)1‬‬
‫وهكــذا‪ ،‬يتضــح لنــا بــأن هــذه الصيــغ التمويليــة هــي بديــل جيِّــد حيــث‬
‫َّ‬
‫املتوقعــة!‬ ‫تتشــعب فيهــا اآلثــار اإلجيابيــة‬
‫إن تدويــر الثــروات وتقليبهــا وحســن تعبئتهــا وتوجيههــا يُمكــن أن يتــم عــن‬
‫طريــق بنــوك تقــوم علــى األســاليب التمويليــة لنظــام املشــاركة‪.‬‬
‫فيمــا يلــي نبــني الكيفيــة الــيت يتحقــق هبــا النمــو االقتصــادي عــن طريــق‬
‫ســيادة مبــادئ املشــاركة وأســاليبها التمويليــة يف هــذا الشــكل التخطيطــي‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرجع سابق‪ ،‬ص‪.37-36 :‬‬

‫‪61‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شـكـل رقم (‪ :)6‬كـفـاءة أسـاليـب التمويـل واالستثمـار باملـشـاركـة‪.‬‬

‫تأسيس مشروعات إنتاجية حقيقية‬

‫تو ّلد الدخول‬

‫زيادة الطلب‬

‫زيادة معدالت اإلنتاج‬

‫زيادة الدخول مرة أخرى‬

‫زيادة معدل االستهالك‬ ‫زيادة معدل االدخار‬

‫زيادة الطلب‬ ‫زيادة القدرة على االستثمار‬

‫املناخ املالئم للنمو االقتصادي‬

‫املصدر‪ :‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.243 :‬‬

‫‪62‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ مفهوم بنوك املشاركة وخصائصها‪.‬‬

‫ تنظيم بنوك املشاركة وأساليب رقابتها‪.‬‬

‫ العالقة بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ا&ول‪ :‬ﻣﻔﻬﻮم ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مـفـهــــوم بـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خـصـائــص بـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنــشــطـة بـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهـــوم بنــوك املشـاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬االستعمال اللغوي لكلمة «مَصْرِف‪/‬بنك»‪:‬‬
‫تَســتعمل اللغــة العربيــة كلمــة «مَصْــ ِرف»(‪ )1‬الــيت تقابــل كلمــة «بنــك»‬
‫(‪ )Banque - Bank‬يف اللغــة األوربيــة املشــتقة مــن كلمــة «بنكــو»‬
‫(‪ )Banco‬اإليطاليــة الــيت تعــي املنضــدة أو الطاولــة(‪ ،)2‬ويُالحَــظ أن‬
‫مرجــع االســتعمالني يعــود إىل املــكان الــذي تــزاوَل فيــه أعمــال الصــرف‬
‫وتبــادل العمــالت(‪ ،)3‬فــكل مــن اللغتــني اشــتق التســمية واســتخدمها مــن‬
‫ذلــك املــكان وعــرب عنهــا بلســانه(‪.)4‬‬
‫ونظــراً ألن كلمــة بنــك ليــس هلــا أصــل يف اللغــة العربيــة؛ فهنــاك من يرى أن‬
‫تســمية «املَصْــرف» أوىل باالســتعمال مــن «البنــك» ذات األصــل األوربــي(‪،)5‬‬

‫(‪ )1‬املصارف مجع مَصْرِف‪ ،‬بكسر الراء‪ ،‬على وزن « مَ ْفعِل»‪ ،‬ويقصد هبا املكان الذي يتم فيه الصرف‪.‬‬
‫(‪ )2‬الســبب يف ذلــك أن التجــار الذيــن كانــوا يقومــون بأعمــال الصريفــة آنــذاك كانــوا يضعــون أنــواع العمــالت املختلفــة علــى‬
‫موائــد خشــبية جيلســون إليهــا‪ ،‬وجيْ ـرُون عليهــا عمليــات البيــع والشــراء‪ ،‬وعندمــا يفلــس التاجــر كانــوا يكِســرون مقعــده‬
‫ويقولــون عنــه بالالتينيــة «بنكا‪...‬روتــا» أي بنــك مكســور ‪ ،‬وأصبحــت عبــارة التفليســة أيضــا مشــتقة مــن بنــك مكســور‬
‫«‪. »Banqueroute = Banca Rotta‬‬
‫(‪ )3‬رغم هذا الرتابط يف االستعمالني‪ ،‬إال أن املكان يف االستعمال العربي عام‪ ،‬ويف االستعمال الغربي حمدد‪.‬‬
‫(‪ )4‬حســن عبــد اهلل األمــني‪« ،‬الودائــع املصرفيــة النقديــة واســتثمارها يف اإلســالم»‪ ،‬دار الشــروق‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،1983 ،1‬ص‪:‬‬
‫‪.198‬‬
‫(‪ )5‬حممد عثمان شبري‪« ،‬املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي»‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1999 ،3‬ص‪.256 :‬‬

‫‪64‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وكذلــك ألن كلمــة «بنــك» ارتبطــت يف األذهــان بالنظام الربــوي إىل األبد(‪.)1‬‬
‫وعلــى النقيــض مــن هــذا التصــور خيتــار أحــد الباحثــني تســمية «بنــك»‬
‫فضــل اختيــار هــذه اللفظــة علــى كلمــة «مَصــرف» وإن كانــت‬ ‫فيقــول‪« :‬ونُ ِّ‬
‫هــذه تبــدو عربيــة أكثــر بنظــر الكثرييــن‪ ،‬إال أن كلمــة «بنــك» أصبحت تغطي‬
‫معناهــا بنفســها وأصبــح مفهومهــا أكثــر واقعيــة‪ ،‬ولــو أنــه باألســاس ال يعي‬
‫أكثــر مــن م ْقعَــد مســتطيل كان جيلــس عليــه التاجــر أو املم ـوِّل‪ .‬إن أكثــر‬
‫الــدول وبالتــايل اللغــات قبلــت بالعبــارة (عبــارة بنــك) رغــم أهنــا بالنســبة‬
‫للغاهتــا ال تعــي شــيئاً أو رمبــا تعــي املقعــد املســتطيل الــذي كان جيلــس‬
‫عليــه تاجــر يف بــدء احلضــارات‪...‬ال أكثــر‪...‬وكان لــكل تاجــر «بنكــه» أي‬
‫مقعــده‪.)2(»...‬‬
‫وتقــوم تعريفــات الكتــاب للبنــوك أساســا علــى أهنــا «تاجــرة ديــون»(‪ )3‬ألن‬
‫عملهــا األساســي هــو القيــام بعمليــة اإلقــراض واالقــرتاض‪.‬‬
‫‪ .2‬االستعمال االصطالحي لبنوك املشاركة و تعاريفها‪:‬‬
‫أُطلقــت تســميات عديــدة للبنــوك القائمــة علــى نظــام املشــاركة حتــى يتــم‬
‫متييزهــا عــن البنــوك التقليديــة (وخنــص بالذكــر البنــوك التجاريــة)‪،‬‬
‫ومنهــا‪:‬‬
‫بنــوك بــال فوائــد‪ ،‬بنــوك ال ربويــة‪ ،‬بنــوك إســالمية‪ ،‬بيــوت التمويــل‪ ،‬دار‬
‫املــال‪ ،‬شــركات االســتثمار‪ ،‬بنــوك االســتثمار باملشــاركة‪ ،‬بنــوك املضاربــة‪.‬‬
‫لقــد وردت عــدة تعاريــف هلــذه البنــوك نذكــر منهــا‪ :‬التعريــف الشــائع‬

‫(‪ )1‬إبراهيم كامل‪ ،‬جملة املراقب االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،38‬يونيو ‪ ،1982‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )2‬جعفــر اجلــزار‪« ،‬البنــوك يف العــامل‪ :‬أنواعهــا وكيــف تتعامــل معهــا (البنــوك اإلســالمية بنــوك املســتقبل)»‪ ،‬دار النفائــس‪،‬‬
‫بــريوت‪ ،‬ط‪ ،1984 :1‬ط‪ ،1986 :2‬ص‪.97-96 :‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كمال حممد‪« ،‬املصرفية اإلسالمية‪ :‬األزمة واملخرج»‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1998 ،3‬ص‪.48 :‬‬

‫‪65‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫والشــامل (النموذجــي)(‪ ،)1‬إىل جانــب التعريــف الــذي يرتبــط بوظيفــة‬


‫الوســاطة املاليــة‪.‬‬
‫‪ 1.2‬التعريف الشائع‪:‬‬
‫بنــوك املشــاركة «هــي مؤسســات مصرفيــة ال تتعامــل بالفائــدة (الربــا)‬
‫أخــ ًذا وإعطــاءً»‪.‬‬
‫هــذا يعــي أن بنــوك املشــاركة القائمــة قــد متيــزت مَهمتهــا يف إطــار عــدم‬
‫التعامــل بالفائــدة أخــ ًذا وإعطــاءً؛ وهــذا تعريــف غــري دقيــق؛ ألن بنــك‬
‫املشــاركة ال يقتصــر علــى هــذا اجلانــب الوحيــد يف جمــرد التعامــل دون‬
‫فائــدة‪ ،‬بــل لــه غايــات وأهــداف ونشــاطات كثــرية‪...‬؛ كمــا أنــه تعريــف غــري‬
‫حمــدد لظهــور عــدد مــن املصــارف الغربيــة اليــوم‪ ،‬واملصــارف االشــرتاكية‬
‫ســابقا‪ ،‬تســتبعد آليــة الفائــدة يف التعامــل‪ ،‬ومــع ذلــك فهــي ال تســمى بنــوك‬
‫مشــاركة(‪.)2‬‬
‫‪ 2.2‬التعريف الشامل‪:‬‬
‫بنــوك املشــاركة «هــي أجهــزة تســتهدف التنميــة‪ ،‬وتعمــل يف إطــار الشــريعة‬
‫اإلســالمية‪ ،‬وتلتــزم بــكل القيــم األخالقيــة الــيت جــاءت هبــا الشــرائع‬
‫الســماوية‪ ،‬وتســعى إىل تصحيــح وظيفــة املــال يف اجملتمــع‪ ،‬وهــي أجهــزة‬
‫تنمويــة اجتماعيــة ماليــة؛ مــن حيــث أهنــا تقــوم مبــا تقــوم بــه البنــوك مــن‬
‫وظائــف يف تيســري املعامــالت‪ ،‬وتنمويــة مــن حيــث أهنــا تضــع نفســها يف‬
‫(‪ )1‬أنظر يف ذلك‪:‬‬
‫‪BOUHADIDA. M,»L’approche systémique des établissements bancaires: un outil de la planification‬‬
‫‪.stratégique (cas des banques islamiques), Palais du livre, Blida, 1999, P: 96 - 97‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممــد الزحيلــي‪« ،‬املصــارف اإلســالمية ودورهــا يف التنميــة والتطويــر»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،198‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.48:‬‬
‫‪ -‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬دراســـات اقتصاديـــة إســالمية‪ :‬النقــود والفوائــد والبنــوك»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.288-286:‬‬

‫‪66‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫خدمــة اجملتمــع‪ ،‬وتســتهدف حتقيــق التنميــة فيــه‪ ،‬وتقــوم بتوظيــف أمواهلــا‬


‫بأرشــد الســبل‪ ،‬مبــا حيقــق النفــع للمجتمــع‪ ،‬واجتماعيــة مــن حيــث أهنــا‬
‫تقصــد يف عملهــا وممارســتها إىل التنميــة الذاتيــة لألفــراد‪ ،‬وتدريبهــم‬
‫علــى ترشــيد اإلنفــاق‪ ،‬وعلــى االدخــار ومعاونتهــم يف تنميــة أمواهلــم‪ ،‬مبــا‬
‫يعــود عليهــم وعلــى اجملتمــع بالنفــع واملصلحــة‪ ،‬هــذا فضــال عــن اإلســهام‬
‫يف حتقيــق التكافــل بــني أفــراد اجملتمــع بالدعــوة إىل أداء الــزكاة ومجعهــا‬
‫و إنفاقهــا يف مصارفهــا الشــرعية»(‪.)1‬‬
‫‪ 3.2‬التعريف اجلزئي املرتبط بوظيفة الوساطة املالية‪:‬‬
‫بنــوك املشــاركة هــي «واســطة ماليــة تقــوم بتجميــع املدخــرات‪ ،‬وحتريكهــا‬
‫نظــري حصــة مــن الربــح يف قنــوات املشــاركة لالســتثمار‪ ،‬بأســلوب حمــرر‬
‫مــن ســعر الفائــدة‪ ،‬عــن طريــق أســاليب املضاربــة واملشــاركة واملتاجــرة‬
‫واالســتثمار املباشــر‪ ،‬وتقديــم كافــة اخلدمــات املصرفيــة‪ ،‬يف إطــار مــن‬
‫الصيــغ الشــرعية نظــري أجــر‪ ،‬مبا يضمن القســط والتنمية واالســتقرار»(‪.)2‬‬
‫بصفــة عامــة‪ ،‬ميكــن القــول أن بنــوك املشــاركة هــي مؤسســات ماليــة‬
‫ومصرفيــة واقتصاديــة واجتماعيــة واســتثمارية وتنمويــة شــاملة‪ ،‬تقــوم‬
‫بأســلوب الوســاطة املاليــة احملــررة مــن ســعر الفائــدة الدائنــة واملدينــة‪،‬‬
‫وتعتمــد علــى مبــدأ املشــاركة النســبية يف األربــاح واخلســائر‪ ،‬واملشــاركة‬
‫الفعليــة يف اإلنتــاج واالســتثمار‪ ،‬مــن خــالل عمليــات متويليــة خاصــة هبــا‬
‫تأخــذ صيــغ املضاربــة واملشــاركة واملتاجــرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أمحد النجار‪« ،‬دور البنوك اإلسالمية يف التنمية»‪ ،‬التنمية من منظور إسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬

‫‪67‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬خصـائص بنـوك املشـاركة‬


‫‪ .1‬تساؤالت حول الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫للتعــرف علــى اخلصائــص املميــزة لبنــوك املشــاركة عــن غريها مــن البنوك‪،‬‬
‫تُطــرح التســاؤالت التاليــة إللقــاء نظــرة شــاملة علــى الطبيعة املميــزة هلا(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬هــل يكمــن الفــرق مثــال يف عــدم التعامــل بالفائــدة أخـ ًذا وإعطــاءً؟‬
‫وبذلــك فــإن البنــك الــذي ال يتعامــل بالفائــدة يعتــرب «بنــك مشــاركة» حتــى‬
‫لــو قــام هــذا البنــك بأعمــال حمرمــة كاالجتــــار يف اخلمــور (اســترياد‬
‫اخلمــور أو املشــاركة يف مصانــع إنتاجــه وتصديــره‪)...‬؟‬
‫‪ -2.1‬هــل جتنُّــب البنــك يف التعامــل أو متويــل بعــض هــذه احملرمــات‬
‫جيعــل منــه «بنــك مشــاركة»؟‬
‫‪ -3.1‬هــل لــو ألغــى بنــك تقليــدي معــني التعامــل بالفائــدة أخــذاً وإعطــاءً‬
‫وجلــأ إىل أســلوب املشــاركة يف املشــروعات‪ ،‬فــإن ذلــك جيعــل منــه «بنــك‬
‫مشــاركة» مهمــا كانــت األهــداف الــيت يســعى إىل حتقيقهــا يف االســتثمار؟‬
‫‪ -4.1‬هــل مــن الضــروري أن يكــون كل «بنــك مشــاركة» لــه هــدف تنمــوي‬
‫ومــا املقصــود بذلــك؟ وهــل جيــب بالضــرورة أن يكــون «بنــك املشــاركة»‬
‫اجتماعيــا؟‬
‫‪ -5.1‬هــل «بنــك املشــاركة» جمــرد وســيط مــايل كغــريه مــن البنــوك األخرى‬
‫أم خيتلــف عنهــا؟ وهــل ينتظــر العمــالء (املودعــني ومســتخدمي األمــوال)‬
‫أم يذهــب إليهــم باعتبــاره شــريكا؟‬
‫‪ -6.1‬هل يوجد منط واحد «لبنوك املشاركة» أم أمناط متعددة؟‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبــد الغفــار حنفــي وعبــد الســالم أبــو قحــف‪« ،‬تنظيــم وإدارة البنـــوك‪ :‬السياســات املصرفيــة‪ ،‬حتليــل القوائــم املاليــة‬
‫وقيــاس الفعاليــة‪ ،‬اجلوانــب التنظيميــة واإلدارة»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1988 ،‬ص‪.43-42 :‬‬

‫‪68‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬اخلصائص املميزة لبنوك املشاركة‪:‬‬


‫تتميــز بنــوك املشــاركة عــن باقــي البنــوك األخــرى جبملــة مــن اخلصائــص‬
‫تتلخــص يف اآلتــي‪:‬‬
‫‪ 1.2‬عدم التعامل بالفائدة‪:‬‬
‫تعمــل بنــوك املشــاركة علــى إحــالل نظــام املشــاركة حمــل نظــام الفائــدة‪،‬‬
‫حبيــث يتــم اســتبعاد الفائــدة الدائنــة واملدينــة بــكل أشــكاهلا مــن املعامــالت‬
‫املصرفيــة‪ ،‬وتــوزع األربــاح علــى املســامهني والعمــالء نســبة مــا هلــم مــن‬
‫رأس املــال أو الودائــع‪ ،‬علــى أن يتحمــل (يتقبــل) اجلميــع نصيبهــم مــن‬
‫اخلســارة إن وقعــت‪.‬‬
‫‪ 2.2‬تركيز اجلهد للتنمية عن طريق االستثمارات‪:‬‬
‫تعمل بنوك املشاركة على متويل املشروعات واألنشطة بأسلوبني‪:‬‬
‫ االســتثمار املباشــر‪ :‬مبعنــى أن يقــوم البنــك بنفســه بتوظيــف األمــوال‬
‫يف مشــروعات إنتاجيــة وجتارية‪.‬‬
‫ االســتثمار باملشــاركة‪ :‬مبعنى مســامهة البنك يف رأس مال املشــروع‬
‫اإلنتاجــي ممــا يُعطــي لــه صفــة شــريك لــكل مــا ينتــج عنــه مــن ربــح أو‬
‫خســارة بالنســب املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ 3.2‬ربط التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية‪:‬‬
‫تعمــل بنــوك املشــاركة علــى توجيــه نشــاطها خلدمــة أهــداف التنميــة‬
‫االقتصاديــة واالجتماعيــة‪ ،‬وعلــى ذلــك فــإن اختيــار نوعيــة االســتثمار‬
‫مرتبــط حباجــة اجملتمــع الفعليــة للمشــروع يف خمتلــف قطاعــات االقتصاد‬
‫الوطــي‪ ،‬لذلــك هتتــم هــذه البنــوك بالعائــد االجتماعــي إىل جانــب حتقيــق‬
‫الربــح‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وفيما يلي نبني الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة يف شكل ختطيطي‪.‬‬


‫شـكـل رقم (‪ :)7‬الطبيعـة املميـزة لبنـوك املشـاركة‬
‫الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‬

‫‪ -‬االلتزام باألحكام الشرعية‬


‫الصفة العقيدية‬
‫‪ -‬االنسجام مع اقتصاد املشاركة‬

‫ االهتمام بالتمويل باملشاركة بدال من الفائدة‬


‫اختيار أفضل جماالت االستثمار وأرشد دراسات اجلدوى االقتصادية‬ ‫الصفة االستثمارية‬

‫‪ -‬حتقيق التنمية الشاملة‬


‫(اقتصادية ‪ +‬اجتماعية ‪ +‬نفسية ‪ +‬عقلية ‪ +‬أخالقية)‬ ‫الصفة التنموية‬

‫‪ -‬البحث عن الفرص االستثمارية ( تذهب إىل اجملتمع )‬


‫إجياد مستثمرين إجيابيني يبحثون عن استثمار أمواهلم‬ ‫الصفة اإلجيابية‬
‫وتوظيفها باملشاركة‬

‫‪ -‬حتقيق التكافل االجتماعي‬


‫‪ -‬توزيع أموال الزكاة على املستحقني‬
‫الصفة االجتماعية‬

‫‪ -‬حسب البيئة املصرفية اليت تعمل فيها‬


‫‪ -‬حسب الطابع العام لوظائفها ‪-‬حسب طبيعة ملكيتها‬ ‫األمناط املتعددة‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬عبــد الغفــار حنفــي وعبــد الســالم أبــو قحــف‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪48-43 :‬؛‬
‫حممــد صــاحل احلنــاوي والســيدة عبــد الفتــاح عبــد الســالم‪« ،‬املؤسســات املاليــة‪ :‬البورصــة‬
‫والبنــوك التجاريــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.381-374 :‬‬

‫‪ .3‬ميزة املشاركة يف األرباح واخلسائر‪:‬‬


‫إن مبــدأ املشــاركة ميثــل لُــبّ النمــوذج التمويلــي اجلديــد املميــز لبنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬فالبنــك حيصــل علــى األمــوال مــن الغــري مشــاركة ويقــوم‬

‫‪70‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫بتوظيفهــا بنفســه أو بتقدميهــا للغــري مشــاركة؛ ومــن ثــم فهــو ليــس مدينـاً‬
‫للمودعــني وليــس دائنـاً للمســتثمرين وإمنــا مشــاركاً لــكل منهمــا يف نتائــج‬
‫العمليــات االســتثمارية مــن ربــح أو خســارة؛ ولذلــك يتحــدد العائــد الــذي‬
‫حيصــل عليــه مــن عملياتــه االســتثمارية والعائــد الــذي مينحــه ملتعامليــه‬
‫(مودعــني ومســتثمرين) بنــاءً علــى النتائــج الفعليــة هلــذه العمليــات مــن ربــح‬
‫أو خســارة (‪.)1‬‬
‫إن بنــك املشــاركة ينفــرد عــن غــريه مــن البنــوك مبيــزة جوهريــة‪ ،‬وهــو أنــه‬
‫يشــرتك يف ال ُغنْــم وال ُغــرْم‪ ،‬فهــو إذن علــى اســتعداد ملشــاركة عمالئــه يف‬
‫خســارهتم أيض ـاً‪ ،‬ومعلــوم أن حتمــل املخاطــر يســتحق عائــداً‪ ،‬ومــا دامــت‬
‫بنوك املشــاركة تســهم يف خماطرة اخلســارة على عكس البنوك التقليدية؛‬
‫فمــن املفــروض أن معــدل العائــدات علــى املــال املقــدم مــن بنــوك املشــاركة‬
‫يكــون أعلــى منــه يف حالــة البنــوك التقليديــة(‪.)2‬‬
‫إلســقاط هــذه احلقيقــة علــى بنــوك املشــاركة قـدَّم أحــد الباحثــني النمــوذج‬
‫التايل(‪:)3‬‬
‫ نفــرض أن مســتثمرا يســتخدم مالــه وعملــه‪ ،‬يذهــب ليقــرتض مبلغــا‬
‫مــن البنــك يســاوي رأس مالــه‪ ،‬وهنــاك بنــك مشــاركة وآخــر تقليــدي‪ ،‬البنك‬
‫التقليــدي يأخــذ ‪ %14‬علــى قرضــه (معــدل الفائــدة)؛ وحيصــل العميــل يف‬
‫تعاملــه مــع بنــك املشــاركة علــى ‪ %25‬مقابــل عملــه‪ ،‬وباقــي العائــد يــوزع‬
‫بالتســاوي‪.‬‬
‫إن احتماالت العائد يوضحها اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص ‪. 19 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.193 :‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.195-194 :‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جـدول رقم (‪ :)8‬احتماالت العائد مع البنك التقليدي وبنك املشـاركة‬


‫(الوحدة‪ :‬نســبة مئوية)‬
‫صايف العـائد للعميل عـائد املضارب على عـائد العميل وبنك‬ ‫إمجايل الربح أو‬
‫املشاركة‬ ‫مع البنك التقليدي عمله مع بنك املشاركة‬ ‫اخلسارة‬
‫خسارة ‪%3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫خسارة ‪%20‬‬ ‫خسارة ‪%6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫خسارة ‪%14‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ +‬ربح ‪%3‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫خسارة ‪%6‬‬ ‫ربح ‪%8‬‬
‫‪ +‬ربح ‪%5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ربح ‪%14‬‬
‫‪ +‬ربح ‪%7,5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫ربح ‪%6‬‬ ‫ربح ‪%20‬‬
‫‪ +‬ربح ‪%10,5‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫ربح ‪%14‬‬ ‫ربح ‪%28‬‬
‫املصدر‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.194 :‬‬

‫ومن اجلدول يتضح ما يلي‪:‬‬


‫ حالــة حــدوث خســارة‪ :‬إذا حدثــت خســارة زادت علــى املقــرتض مبــا‬
‫يدفعــه مــن فائــدة‪ ،‬بينمــا اخنفضــت عنــه مبــا اتفــق عليــه مــن مشــاركة‪.‬‬
‫رتض ال حيصــل علــى‬ ‫ حالــة حتقيــق أربــاح‪ :‬يف هــذه احلالــة فــإن املقـ ِ‬
‫أي ربــح علــى املــال املق ـرتَض طاملــا كان الربــح ال يتجــاوز معــدل الفائــدة‪،‬‬
‫بينمــا هــو حيصــل علــى عائــد عملــه مبعــدل ‪ %52‬املتفــق عليــه كمــا حيصــل‬
‫أيضــا علــى ربــح علــى مالــه املشــارك بــه مــع البنــك‪.‬‬
‫وال يتميــز البنــك التقليــدي عنــد العميــل عن بنك املشــاركة إال بعد معدالت‬
‫ربــح عاليــة تتجــاوز األربــاح العاديــة‪ ،‬وهــذا ال يتحقــق إال بالنشــاط الســلي‬
‫الــذي يضــر باالقتصــاد الوطي (كالتهريــب واالحتكار‪.)...‬‬
‫لقــد خلــص حتليــل هــذا الباحــث إىل أنــه‪« :‬إذا أخذنــا الطريــق الصحيــح‬
‫فإنــه بــال شــك ســيكون أجــدى للعميــل أن يتعامــل مــع مصــرف يشــرتك‬
‫معــه يف الربــح واخلســارة يف ظــل ظــروف نظيفــة عنــه مــع التعامــل مــع‬
‫مصــرف ربــوي»‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ال عــن ذلــك؛ فــإن املشــاركة ال تقتصــر بــني البنــك واملتعاملــني علــى‬
‫وفضـ ً‬
‫جمــرد املعامــالت املاليــة فقــط‪« ،‬فاملشــاركة املاليــة يف حقيقتهــا ال تقتصــر‬
‫علــى حتمــل الربــح واخلســارة وإمنــا هــي مشــاركة يف اآلمــال واملقاصــد‬
‫ويف اهلمــوم واألفــراح أي أهنــا تقــارب وتعــاون‪ ...‬وذلــك بتمتــني الصــالت‬
‫بــني الشــركاء»(‪.)1‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أنشطـة بنـوك املشـاركة‬


‫تقــوم بنــوك املشــاركة مبجموعــة مــن األنشــطة املتكاملــة‪ ،‬نوجزهــا يف ثالثة‬
‫جمــاالت أساســية علــى النحــو التايل(‪:)2‬‬
‫‪ .1‬جمموعة أنشطة اخلدمات‪:‬‬
‫تتضمــن تقديــم اخلدمــات املصرفيــة العامــة (فتــح احلســابات اجلاريــة‪)...‬‬
‫واالستشــارات اإلداريــة واملاليــة (دراســات اجلــدوى‪ )...‬مقابــل أجــر أو‬
‫عمولــة أو مكافــأة أو أتعــاب‪ ،‬إىل جانــب تقديــم خدمــات اجتماعيــة دون‬
‫مقابــل إســهاماً يف حتقيــق التنميــة االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪ .2‬جمموعة أنشطة التمويل واالستثمار‪:‬‬
‫تتضمــن متويــل خمتلــف املشــروعات االســتثمارية املباشــرة‪ ،‬واملشــروعات‬
‫االقتصاديــة الــيت يكــون فيهــا البنــك طرفـاً شــريكاً وفقــا لصيــغ املضاربــة‬
‫واملشــاركة‪.‬‬
‫‪ .3‬جمموعة أنشطة األعمال‪:‬‬
‫تتضمــن األعمــال التجاريــة والعقاريــة واخلدميــة واإلنتاجيــة الــيت تدخــل‬
‫يف نطــاق اســتثمار األمــوال يف اجملــاالت املرحبــة‪ ،‬كمــا تقوم بنوك املشــاركة‬
‫(‪ )1‬حممد أيوب‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،196‬يوليو ‪ ،1997‬ص‪.31 :‬‬
‫(‪ )2‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52-51 :‬‬

‫‪73‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫باملشــاريع الــيت ال يُق ِبــل عليهــا رجــال األعمــال بســبب اخنفــاض عائدهــا؛‬
‫وذلــك ألمهيتهــا يف حتقيــق التنميــة االجتماعيــة‪.‬‬
‫يوضح الشكل التايل اإلطار العام ألنشطة بنوك املشاركة‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫شكـل رقم (‪:)8‬اإلطــار الـعـام ألنـشـطـة بـنـوك الــمـشــاركــة‬
‫جمموعة أنشطة األعمال‬ ‫جمموعة أنشطة التمويل واالستثمار‬ ‫جمموعة أنشطة اخلدمات‬
‫خدمات االستشارات‬
‫األعمال اإلنتاجية‬ ‫األعمال العقارية‬ ‫األعمال التجارية‬ ‫نشاط االستثمار‬ ‫نشاط التمويل‬ ‫خدمات اجتماعية‬ ‫اخلدمات املصرفية العامة وتقديم املعلومات‬
‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬املسامهة يف إنشاء‬ ‫‪ -‬التجارة الداخلية‪ - .‬إنشاء الوحدات‬ ‫‪ -‬استثمار األموال‬ ‫‪ -‬متويل أنشطة‬ ‫‪ -‬تقديم القروض‬ ‫‪ -‬فتح احلسابات اجلارية ‪ -‬القيام بدراسة‬
‫املصانع اهلامة للتنمية‬ ‫‪ -‬التجارة اخلارجية‪ .‬السكنية‬ ‫وفقا لنظام‬ ‫األعمال املختلفة‪.‬‬ ‫احلسنة‪.‬‬ ‫اجلدوى االقتصادية‬ ‫وقبول الودائع املختلفة‪.‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬ ‫‪ -‬شراء وبيع األوراق بقصد تأجريها أو‬ ‫املضاربة‪.‬‬ ‫‪ -‬حتصيل وصرف ‪ -‬متويل املشروعات‬ ‫للعمالء‪.‬‬ ‫‪ -‬تسهيل االعتمادات‬
‫بيعها‪.‬‬ ‫املالية‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمار األموال‬ ‫االقتصادية املختلفة‪.‬‬ ‫الزكاة‪.‬‬ ‫‪ -‬تلقي االكتتابات‬ ‫املستندية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء املدن السكنية‬ ‫‪ -‬بيوع املراحبة‬ ‫وفقا لنظام املشاركة‪.‬‬ ‫‪ -‬ويعترب هذا‬ ‫‪ -‬تقديم النصائح‬ ‫‪ -‬إصدار خطابات الضمان للشركات‬
‫بصورها الشرعية‪ .‬وإدارهتا أو تأجريها‬ ‫‪ -‬استثمار األموال‬ ‫النشاط الطرف‬ ‫للعمالء‪.‬‬ ‫واملشروعات‬ ‫والكفاالت‪.‬‬
‫للغري‪.‬‬ ‫وفقا لنظام املسامهة‬ ‫األول لنشاط‬ ‫‪ -‬نشر الوعي‬ ‫االقتصادية‬ ‫‪ -‬حتصيل الشيكات‬
‫‪ -‬إنشاء املدارس ودور‬ ‫مع بنوك مشاركة‬ ‫املصريف القائم على االستثمار ومباشرة‬ ‫‪ -‬تقديم املعلومات‬ ‫واحلواالت واألوراق‬
‫العلم وأماكن العبادة‪.‬‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫األعمال التجارية‬ ‫نظام املشاركة يف‬ ‫عن املشروعات وعن‬ ‫التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار األموال‬ ‫والعقارية اإلنتاجية‬ ‫حتمل املخاطرة‪.‬‬ ‫‪ -‬عمليات الصرف األجني جماالت االستثمار‪.‬‬
‫باملشاركة مع هيئات‪.‬‬ ‫‪ -‬املسامهة يف جمال حيث ميثل مصادر‬ ‫‪ -‬تقديم االستشارات‬ ‫واملقاصة‪.‬‬
‫نشر ثقافة املشاركة‪ .‬األموال‪.‬‬ ‫اإلدارية واملالية‪.‬‬ ‫‪ -‬تأجري اخلزائن‬
‫‪ -‬إدارة املمتلكات‬ ‫واملستودعات‪.‬‬
‫للعمالء‪.‬‬
‫* يقصد حتقيق‬
‫* يقصد حتقيق‬ ‫التنمية االجتماعية‬ ‫* يقصد الربح‬ ‫* يقوم بنك املشاركة هبذه األنشطة‬ ‫* تقدم هذه اخلدمات مقابل أجر أو عمولة أو‬
‫التنمية االجتماعية‬ ‫وحتقيق الربح‬ ‫* تقدم هذه‬
‫املختلفة بغرض استثمار األموال العاطلة احلالل الطيب من‬ ‫أتعاب‬
‫والصناعية وال سيما‬ ‫واإليراد احلالل‬ ‫اخلدمات جمانا‪.‬‬
‫واستغالل الطاقات على أساس املشاركة‪ .‬التجارة يف الطيبات‬ ‫أو إجارة ‪.‬‬
‫يف دول العامل الثالث‪.‬‬ ‫الطيب‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ - :‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اســرتاتيجية التمويــل املصــريف للقطــاع الفالحــي يف اجلزائــر‪ :‬وجهــة نظــر إســالمية»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــري منشــورة‪ ،‬جامعــة ســطيف‪،‬‬
‫معهــد العلــوم االقتصاديــة‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫‪ -‬يوسف شاوش‪« ،‬التسويق البنكي‪ :‬األنظمة واالسرتاتيجيات»‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪ ،9991/8991 ،‬ص‪.63:‬‬
‫‪75‬‬
‫‪75‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ﺗﻨﻈﻴــﻢ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ وأﺳــﺎﻟﻴﺐ‬


‫رﻗﺎﺑﺘﻬــﺎ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬التـنـظـيـم الـداخـلـي لـبـنـوك الـمـشـاركــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أسـالـيـب الـرقـابـة فـي بـنـوك الـمـشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أشـكـال رقابـة البنـوك املركزية على بنوك املشاركـة‪.‬‬

‫ال‪ :‬التنظيـم الداخلي لبنـوك املشـاركة‬ ‫أو ً‬


‫ختضــع بنــوك املشــاركة يف شــكلها القانونــي لنظــام شــركات املســامهة‬
‫الــذي يســمح للمدخريــن باملشــاركة يف تأســيس البنــوك‪ ،‬وكذلــك خيضــع‬
‫تنظيمهــا الداخلــي بصفــة عامــة لنظــام هــذه الشــركات(‪.)1‬‬
‫مــن املتفــق عليــه أن اهليــكل التنظيمــي ال بــد أن يعكــس األنشــطة الــيت يتــم‬
‫ممارســتها‪ ،‬وبنــاءً عليــه يصبــح مــن املتوقــع أن خيتلــف التنظيــم الداخلــي‬
‫لبنــوك املشــاركة يف بعــض جوانبــه املتعلقــة باخلدمــات املصرفيــة كمــا هــو‬
‫موجــود يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬كمــا أن بنــوك املشــاركة تتميــز بســعة نشــاط‬
‫االســتثمار وممارســة أنشــطة إضافيــة تتعلــق باخلدمــات االجتماعيــة‬
‫كتقديــم القــروض احلســنة وإدارة أمــوال الــزكاة‪.‬‬
‫يبــني املخطــط التــايل للتنظيــم الداخلــي املقــرتح لبنــوك املشــاركة‪ ،‬بعــض‬
‫اخلصائــص املميــزة هلــذا التنظيــم ومــن ذلــك مــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ .1‬إدراج اجلمعيــة العامــة للمســامهني يف هيــكل البنــك مــع إمكانيــة‬
‫إشــراك املودعــني فيهــا‪ ،‬ويتــم اختيــار هيئــة الرقابــة الشــرعية ومراجــع‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪« ،‬البنوك اإلسالمية بني النظرية والتطبيق»‪ ،‬باتنة‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪.41-38 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.327-325 :‬‬

‫‪76‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫احلســابات اخلارجــي‪.‬‬
‫‪ .2‬يتطلــب نشــاط بنــوك املشــاركة شــكال مــن أشــكال الرقابــة الشــرعية‬
‫ملراقبــة شــرعية كل املعامــالت الــيت يقــوم هبــا البنــك‪ ،‬وهــي هيئــة تنفــرد هبا‬
‫بنــوك املشــاركة دون غريهــا مــن البنــوك األخــرى‪ ،‬وتكــون تابعــة للجمعيــة‬
‫العامــة و ذلــك لضمــان قــدر كاف مــن املوضوعيــة واحليــاد واالســتقالل‪.‬‬
‫‪ .3‬ميثــل نشــاط االســتثمار إحــدى املميــزات الرئيســة لبنــوك املشــاركة‬
‫فهــو يأخــذ حيــزاً كبــرياً مــن تنظيــم البنــك‪ ،‬ومــن املمكــن أن يرتبــط بعمليــة‬
‫مجــع الودائــع واستكشــاف الفــرص االســتثمارية‪.‬‬
‫‪ .4‬ختصيــص البنــك لدائــرة خاصــة بأنشــطته املتعلقــة باخلدمــات‬
‫االجتماعيــة (التربعــات والقــروض احلســنة‪ ،‬صنــدوق الــزكاة والصناديــق‬
‫اخلرييــة والتعاونيــة)‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شــكـل رقم (‪:)9‬اهلـيـكـل التـنـظـيـمـي املقرتح لبـنـوك املـشــاركـة‪.‬‬


‫هيئة الرقابة الشرعية‬ ‫اجلمعية العامة‬ ‫املراقب املايل‬

‫الرقابة الداخلية‬ ‫جملس اإلدارة‬

‫املدير العام‬

‫الشؤون‬ ‫إدارة‬
‫املدير العام‬ ‫إدارة الودائع‬ ‫إدارة اخلدمات‬
‫املالية واإلدارية‬ ‫واالستثمار‬ ‫املصرفية واالجتماعية‬

‫دائرة الشؤون‬ ‫دائرة‬ ‫دائرة املالية‬ ‫دائرة اخلدمات‬ ‫دائرة اخلدمات‬


‫اإلدارية‬ ‫اإلحصاء‬ ‫واحملاسبة‬ ‫االجتماعية‬ ‫املصرفية‬

‫‪ -‬القرض احلسن‬ ‫‪ -‬احلسابات اجلارية‬


‫‪ -‬الزكاة‬ ‫‪ -‬اخلزينة‬
‫‪ -‬التربعات‬ ‫‪ -‬االعتمادات املستندية‬
‫‪ -‬الصناديق التعاونية‬
‫واخلريية‬

‫دائرة‬
‫دائرة الودائع‬ ‫دائرة الودائع‬ ‫حبوث االستثمار‬
‫قسم املسامهات‬ ‫ودائع التوفري‬
‫االستثمار املباشر‬
‫املشاركات واملضاربات‬ ‫ودائع االستثمار‬
‫واملراحبات‬

‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.326 :‬‬

‫‪78‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬أساليب الرقابة يف بنوك املشاركة‬


‫لقــد تعــارف خــرباء املــال واالقتصــاد علــى أن املؤسســات املاليــة بصفــة‬
‫عامــة حتتــاج إىل أنــواع عديــدة مــن الرقابــة هبــدف محايــة أمــوال‬
‫املســامهني واملودعــني واملســتثمرين‪ ،‬وقــد نشــأ عــن اخلصائــص املميــزة‬
‫لبنــوك املشــاركة صــوراً جديــدة للرقابــة ال حمـ ّل هلــا يف البنــوك التقليديــة؛‬
‫فالرقابــة علــى النشــاط املصــريف لبنــوك املشــاركة هــي رقابــة متكاملــة(‪،)1‬‬
‫مــن رقابــة داخليــة وخارجيــة‪ ،‬ورقابــة مصرفيــة وإشــرافية‪ ،‬ورقابة شــرعية‬
‫وذاتيــة‪ ،‬إىل جانــب احتمــال وجــود رقابــة للمودعــني(‪.)2‬‬
‫نستعرض بإجياز تلك األنواع من الرقابة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الرقابــة الذاتيــة‪ :‬هــي مراقبــة العامــل بالبنــك النابعــة مــن ضمــريه‬
‫وتُعتــرب «أهــم أنــواع الرقابــة‪ ،‬وأكثرهــا حيويــة‪ ،‬وأكثرهــا ضــرورة‪ ،‬فاإلنســان‬
‫املُراقِــب لذاتــه هــو الــذي تكــون لــه وقايــة ضــد االحنــراف‪ ،‬وهــو الــذي‬
‫تكــون لديــه املبــادرة لتصحيحــه وملقاومــة أي فســاد يظهــر يف معامــالت‬
‫البنــك»(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬الرقابــة الشــرعية‪ :‬تقــوم هبــذه الرقابــة هيئــة تشــكلها اجلمعيــة العامــة‬
‫للمســامهني مكونــة مــن العلمــاء املختصــني يف فقــه املعامــالت إىل جانــب‬
‫اخلــربات املصرفيــة واالقتصاديــة والقانونيــة؛ وتعــي «التحقــق مــن تنفيــذ‬
‫الفتــاوى الصــادرة عــن جهــة االختصــاص‪ ،‬وإجيــاد البدائــل والصيــغ‬
‫املشــروعة أليــة أعمــال ختالــف األحــكام الشــرعية‪ ،‬ويف ســبيل حتقيــق‬
‫هــذا اهلــدف تقــوم الرقابــة الشــرعية جبمــع البيانــات واملعلومــات وفحصها‬

‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1990 ،1‬ص‪.295 :‬‬
‫(‪ )2‬مل تأخذ هبا بنوك املشاركة بعد‪.‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.300 :‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وحتليلهــا بغــرض التأكــد مــن صحــة التنفيــذ وتوجيــه النصــح واإلرشــاد‬


‫واملســامهة يف التطويــر»(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬رقابــة املودعــني‪ :‬تعتــرب هــذه الفكــرة جديــدة علــى التفكــري املصــريف‪،‬‬
‫وقــد تبــدو أمهيــة وجــود هــذا النــوع مــن الرقابــة نتيجــة للعوامــل التاليــة(‪:)2‬‬
‫ إن ودائــع البنــوك التقليديــة مضمونــة مــع عائداهتــا‪ ،‬بينمــا يتوقــف‬
‫عائــد املودعــني يف بنــوك املشــاركة علــى كفــاءة اإلدارة ونوعيــة‬
‫االســتثمارات واإلجــراءات احملاســبية املتبعــة‪.‬‬
‫ يتأكد هذا احلق كلما زادت نسبة إمجايل الودائع إىل رأس املال‪.‬‬
‫ مــن دون رقابــة املودعــني يكــون مــن الصعــب إقناعهــم مبــربرات‬
‫اخلســارة الــيت تعرضــوا هلــا‪.‬‬
‫‪ .4‬الرقابــة املصرفيــة‪ :‬ختضــع بنــوك املشــاركة لرقابــة البنــك املركــزي‬
‫وتلتــزم بالقواعــد والقــرارات الصــادرة عنــه؛ ألهنــا متثــل إحــدى مكونــات‬
‫اجلهــاز املصــريف يف الدولــة‪ ،‬وهــي رقابــة ضروريــة حفاظ ـاً علــى أمــوال‬
‫املســامهني واملودعــني واملســتثمرين فضـالً عــن محايــة االقتصــاد الوطــي‪.‬‬
‫‪ .5‬الرقابــة الداخليــة‪ :‬يُقصــد هبــا «اخلطــة التنظيميــة ومجيــع الطــرق‬
‫والوســائل الــيت يتــم تبنيهــا بواســطة منشــأة األعمــال وذلــك حلمايــة‬
‫أصوهلــا‪ ،‬وتوفــري الدقــة والثقــة يف البيانــات احملاســبية وتشــجيع الكفــاءة‬
‫اإلنتاجيــة وااللتــزام بالسياســات اإلداريــة»(‪ )3‬لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلكيــم زعــري‪« ،‬العالقــة بــني الرقـــابة الشــــرعية والرقابــة املاليــة يف املؤسســات اإلســالمية»‪ ،‬جملــة‬
‫االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،182‬مايــو ‪/‬يونيــو ‪ ،1996‬ص‪.43 :‬‬
‫(‪ )2‬راجــع‪:‬‬
‫‪ -‬حممــد ســويلم‪« ،‬إدارة املصــارف التقليديــة واملصــارف اإلســالمية‪ :‬مدخــل مقــارن»‪ ،‬دار الطباعــة احلديثــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص‪.475-471 :‬‬
‫‪ -‬منــري إبراهيــم هنــدي‪« ،‬شــبهة الربــا يف معامــالت البنــوك التقليديــة واإلســالمية‪ :‬دراســة اقتصاديــة وشــرعية»‪ ،‬املكتــب‬
‫العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.81-80 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد فــداء الديــن عبــد املعطــي هبجــت‪« ،‬حنــو معايــري للرقابــة الشــرعية يف البنــوك اإلســالمية»‪ ،‬جملــة حبــوث‬
‫االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة لالقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬اجمللــد ‪ ،3‬العــدد ‪ ،1994 ،2‬ص‪.25 :‬‬

‫‪80‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .6‬الرقابــة اخلارجيــة‪ :‬تقــوم اجلمعيــة العامــة للمســامهني يف البنــك‬


‫باختيــار مراجــع خارجــي للحســابات ليقــوم بفحــص مســتندات ودفاتــر‬
‫البنــك ومعاينــة أصولــه وخصومــه‪ ،‬ويتأكــد مــن أن احلســابات اخلتاميــة‬
‫وامليزانيــة صحيحــة‪ ،‬ثــم يقــدم تقريــره إىل اجلمعيــة العامــة الــيت تقــوم‬
‫مبحاســبة جملــس إدارة البنــك عــن األخطــاء أو القصــور الــذي أوضحــه‬
‫التقريــر‪.‬‬
‫واجلــدول التــايل يوضــح أنــواع وجمــاالت الرقابــة اخلاصــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جـدول رقم (‪ :)9‬أنـواع وجمـاالت الرقابـة فـي ظل خصوصيـة بنـوك املشـاركة‪.‬‬

‫جمـاالت الرقابـة‬ ‫أنواع الرقابة‬


‫‪ -‬حسن اختيار العاملني بالبنك (توفر مقومات شخصية وأخالقية)‪.‬‬
‫الرقابة الذاتية ‪ -‬تعميق فكر وتثقيف العاملني بالبنك (دورات علمية وتدريبية)‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة سلوك وتصرفات العاملني بالبنك (الشخصية والعقائدية والوظيفية)‪.‬‬
‫ رقابة عالجية‪ :‬مراجعة وتعديل املعامالت املصرفية والتأكد من توافقها مع األحكام الشرعية‪.‬‬

‫أنواع الرقابة اجلديدة وجماالهتا‬


‫ رقابة وقائية‪ :‬رقابة سابقة أو مانعة من الوقوع يف األخطاء قبل تنفيذ العمليات املستجدة‪.‬‬
‫ رقابة توجيهية‪ :‬تقديم التوصيات والتوجيهات واآلراء إلدارة البنك ألي خطأ أو جتاوز يف‬ ‫الرقابة‬
‫التطبيق‪.‬‬ ‫الشرعية‬
‫ رقابة ابتكارية‪ :‬االجتهاد لتطوير وتنويع األدوات واخلدمات املصرفية مبا يتفق مع طبيعة البنك‪.‬‬
‫ اإلفصاح املايل‪ :‬اإلعالم الواضح بتفاصيل أعمال البنك ‪ +‬إصدار القوائم املالية السنوية‬
‫والدورية‪.‬‬
‫‪ -‬اشــرتاك املودعــني يف اجلمعيــات العامــة عــن طريــق هيئــة متثلهــم (املشــاركة يف القــرارات الــيت‬
‫رقابة املودعني متــس مصاحلهــم)‪.‬‬
‫‪ -‬يكــون للمودعــني احلــق يف تعيــني مراجــع حســابات خــاص هبــم (التأكــد مــن ســالمة العمليــات‬
‫واإلجــراءات احملاســبية)‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مؤسسات لضمان الودائع (التأمني على الودائع)‪.‬‬
‫ املتابعــة امليدانيــة‪ :‬بالتفتيــش الفجائــي والــدوري للبنــوك واإلطــالع علــى دفاترهــا ومســتنداهتا؛‬
‫للتأكــد مــن ســالمتها وعــدم خمالفتهــا للوائــح والقــرارات والقوانــني أو للسياســة االئتمانيــة املتبعــة‪.‬‬ ‫الرقابة‬
‫ رقابــة مكتبيــة إحصائيــة‪ :‬تقــوم علــى تلقــي البيانــات والتقاريــر اإلحصائيــة املختلفــة‪ ،‬وفقــا لنمــاذج‬ ‫املصرفية‬
‫معيّنــة متفــق عليهــا‪ ،‬فضــال عــن التقاريــر املختلفــة الــيت يطلبهــا البنــك بشــكل غــري دوري‪.‬‬

‫أنواع الرقابة التقليدية وجماالهتا‬


‫ رقابة إدارية ‪ +‬رقابة حماسبية ‪ +‬رقابة اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬احملافظة على أموال البنك ومنع تسرهبا وضياعها‪.‬‬ ‫الرقابة‬
‫الداخلية ‪ -‬توفري الدقة يف البيانات احملاسبية اليت يتم االعتماد عليها الختاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن القصور ومعاجلة االحنرافات عن اخلطط والنظم املوضوعة‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من االلتزام بالسياسات اإلدارية املعتمدة‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من سالمة املعامالت والتصرفات للبنك عن طريق فحص مستنداته وسجالته ودفاتره‪.‬‬
‫‪ -‬التحقــق مــن صحــة تقييــم أصــول وخصــوم البنــك مبــا يتــالءم مــع القواعــد احملاســبية والفنيــة‬
‫املتعــارف عليهــا‪.‬‬ ‫الرقابة‬
‫اخلارجية ‪ -‬التأكد من تطبيق القوانني واللوائح واألنظمة املعمول هبا يف البنك‪.‬‬
‫‪ -‬إبــداء الــرأي الفــي احملايــد عمــا إذا كانــت احلســابات اخلتاميــة تعــرب عــن نشــاط البنــك؛ وأن‬
‫امليزانيــة تعــرب عــن املركــز املــايل لــه‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع ‪:‬‬
‫‪ -‬حمسن أمحد اخلضريي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 314 ، 310، 298 :‬‬
‫‪ -‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186 ،180 :‬‬
‫‪ -‬حممد عبد احلكيم زعري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪82‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬أشكال رقابـة البنـوك املركزية على بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬أشكال عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪:‬‬
‫تبــدأ عالقــة بنــوك املشــاركة بالبنــوك املركزيــة منــذ بــدء الرتخيــص هلــا‬
‫مبمارســة العمــل املصــريف ومتتــد طيلــة نشــاطها‪ ،‬ولقــد ظهــرت يف واقــع‬
‫العمــل املصــريف ثالثــة منــاذج مــن العالقــات مــع البنــوك املركزيــة وهــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1‬النموذج األول‪:‬‬
‫يتمثــل هــذا النمــوذج يف الــدول الــيت قامــت بتحويــل بنوكهــا بالكامــل إىل‬
‫بنــوك مشــاركة مبــا فيهــا البنــوك املركزيــة ذاهتــا‪ ،‬وتقــوم العالقــة هنــا‬
‫علــى التكامــل ألنــه ال يوجــد تعــارض يف الغايــات والسياســات بــني البنــوك‬
‫املركزيــة وبنــوك املشــاركة‪ ،‬ومثــال ذلــك مــا حصــل يف باكســتان وإيــران‬
‫والســودان‪.‬‬
‫‪ 2.1‬النموذج الثاني‪:‬‬
‫يتمثــل هــذا النمــوذج يف الــدول الــيت أصــدرت قوانــني خاصــة لتنظيــم بنوك‬
‫املشــاركة بعيــداً عــن القوانــني املنظمــة للبنــوك التقليديــة؛ وهلــذا فقــد مت‬
‫ضبــط العالقــة بــني البنــوك املركزيــة وبنــوك املشــاركة دون مشــاكل‪ ،‬حيــث‬
‫يســري العمــل بصــورة ســليمة وفقـاً ألحــكام القانــون ومــع مراعــاة الطبيعــة‬
‫اخلاصــة واملتميــزة لبنــوك املشــاركة‪ ،‬ومــن الــدول الــيت صــدرت فيهــا تلــك‬
‫القوانــني تركيــا وماليزيــا واإلمــارات العربيــة املتحــدة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬النموذج الثالث‪:‬‬
‫يتمثــل هــذا النمــوذج يف الــدول الــيت أنشــأت بنــوك مشــاركة بقوانــني‬
‫اســتثنائية تقتصــر علــى جمــرد اإلذن بالتأســيس‪ ،‬ولكنهــا بقيــت تعمــل‬

‫(‪ )1‬راجع‪ :‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.370-369 :‬‬

‫‪83‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جبانــب البنــوك التقليديــة يف النظــام املصــريف الــذي يقــوم علــى أســاس‬


‫الفائــدة‪ ،‬وحتكمهــا نفــس القوانــني والتعليمــات واألنظمــة الــيت حتكــم‬
‫البنــوك التقليديــة دون أن تأخــذ بعــني االعتبــار طبيعتهــا املتميــزة‪ ،‬ومثــال‬
‫ذلــك مــا هــو مطبــق يف اجلزائــر ومصــر واألردن والبحريــن‪...‬‬
‫ويف ظــل هــذه األوضــاع القانونيــة غــري املالئمــة فــإن بنــوك املشــاركة تواجــه‬
‫صعوبــات تعرقــل نشــاطها وتطورهــا؛ الســيما يف عالقتهــا مــع البنــك‬
‫املركــزي مــن خــالل رقابتــه عليهــا وتعاملــه معهــا‪.‬‬
‫الشكل التايل يوضح أشكال العالقات مع البنوك املركزية‪:‬‬
‫شـكـل رقم (‪ :)10‬أشكال العالقات بني بنوك املشاركة والبنوك املركزية‪.‬‬
‫عالقة بنوك املشاركة بالبنوك املركزية‬

‫عالقة استثنائية‬ ‫عالقة خاصة‬ ‫عالقة متكاملة‬

‫‪ -‬نــظــام الـفــائــدة‪.‬‬ ‫‪ -‬نــظــام ثــنــائــي‪.‬‬ ‫‪ -‬نــظــام الـمـشـاركــة‪.‬‬


‫‪ -‬معاملة بنوك املشاركة‬ ‫‪ -‬مراعاة طبيعة بنوك‬ ‫‪ -‬التالؤم مع نشاط بنوك‬
‫كالتقليدية‬ ‫املشاركة‪.‬‬ ‫املشاركة‪.‬‬
‫– اجلزائر ‪ +‬مصر ‪+‬‬ ‫‪ -‬تركيا‪ +‬ماليزيا ‪+‬‬ ‫‪ -‬باكستان ‪ +‬إيران ‪+‬‬
‫البحرين ‪...+‬‬ ‫اإلمارات‪.‬ع‪.‬املتحدة‪.‬‬ ‫السودان‪.‬‬

‫‪ .2‬حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪:‬‬


‫يــرى بعــض الباحثــني أنــه يتعــني حتديــد أهــم مســات بنــوك املشــاركة‪ ،‬واليت‬
‫يف ضوئهــا يتطلــب مــن البنــك املركــزي اتبــاع سياســة رقابيــة خمتلفــة عــن‬
‫رقابتــه للبنــوك التقليديــة‪ ،‬لالختــالف يف املذهبية واســتخدامات وتوظيف‬
‫مصــادر األمــوال‪ ،‬وهــذه الســمات هي(‪:)1‬‬
‫(‪ )1‬مســري مصطفــى متــويل‪« ،‬هيــكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا بالبنــوك اإلســالمية واملؤسســات املاليــة اإلســالمية‬
‫مــن واقــع امليزانيــة اجملمعــة»‪ ،‬حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك اإلســالمية املنعقــد باســتانبول (تركيــا) يف‬

‫‪84‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 1‬أهنــا بنــوك متعــددة الوظائــف‪ ،‬فهــي تــؤدي دور البنــوك التجاريــة‬


‫وبنــوك األعمــال‪ ،‬وبنــوك االســتثمار وبنــوك التنميــة‪ ،‬وال يقتصــر‬
‫عملهــا علــى األجــل القصــري كالبنــوك التجاريــة وال علــى األجــل‬
‫املتوســط والطويــل كالبنــوك غــري التجاريــة‪.‬‬
‫‪ 2‬بنــوك ال تتعامــل يف االئتمــان فهــي ليســت مقرضــة أو مقرتضــة وال‬
‫تتعامــل بالفوائــد أخـ ًذا أو إعطــاءً‪ ،‬وإمنــا تُقـدِّم التمويــل علــى أســاس‬
‫حتمــل املخاطــر واملشــاركة يف النتائــج رحبــا أو خســارة‪.‬‬
‫‪ 3‬بنــوك تربطهــا بعمالئهــا املودعــني واملســتثمرين عالقــة مشــاركة‬
‫ومتاجــرة‪ ،‬وليــس عالقــة دائنيــة ومديونيــة كاحلــال يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫‪ 4‬بنــوك ال تقــدم األمــوال بصورهتــا النقديــة إىل الغــري كالوضــع يف‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬وإمنــا تتعامــل بســلع وعمليــات متاجــرة‪ ،‬أي أهنــا‬
‫تُق ـدِّم متويــال عينيــا‪ ،‬فهــي ال تتاجــر يف الديــون‪.‬‬
‫‪ 5‬ويف ضــوء مــا ســبق‪ ،‬فإنــه ال بــد أن خيتلــف النمــط الرقابــي علــى‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬حيــث ينبغــي أن يُنظــر إليهــا علــى أهنــا مؤسســات‬
‫مصرفيــة متميــزة ضمــن اجلهــاز املصــريف التقليــدي؛ وعلــى البنــك‬
‫املركــزي أن يراعــي خصوصيتهــا يف جمــال عالقتــه معهــا‪.‬‬
‫تتفــاوت عالقــة بنــوك املشــاركة بالبنــك املركــزي مــن دولــة إىل أخــرى‪،‬‬
‫وتتحــدد هــذه العالقــة حســب النظــام املصــريف املطبــق كمــا يوضحــه‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫الفــرتة ‪ 21/18‬أكتوبــر ‪ ،1986‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســالمية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.59 :‬‬

‫‪85‬‬
‫جدول رقم (‪ :)10‬حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي يف ظل األنظمة املصرفية املختلفة‬
‫حتديد العالقة يف ظل نظام الفائدة‬ ‫حتديد العالقة يف ظل النظام الثنائي‬ ‫حتديد العالقة يف ظل نظام املشاركة‬ ‫أدوات الرقابة‬
‫‪ -‬تتقيــد بنــوك املشــاركة بتوجيهــات البنــك املركــزي يف جمــال ‪ -‬صنفــت بعــض البنــوك املركزيــة بنــوك املشــاركة علــى أهنــا ‪ -‬يطبــق البنــك املركــزي نســبة االحتياطــي النقــدي علــى ودائــع‬
‫االســتثمار‪ ،‬فالبنــك املركــزي ميكنــه أن يضــع خطــة لالســتثمار بنــوك اســتثمار وبنــوك أعمــال إلعفائهــا مــن بعــض أدوات املشــاركة‪ ،‬وهــذا يعــي عــدم اســتثمار أمــوال املودعــني واخنفــاض‬
‫االحتياطي مبنيــة علــى مقاصــد الشــريعة الــيت تراعــي األولويــات السياســة النقديــة واالئتمانيــة كنســبة االحتياطــي النقــدي العائــد املــوزع‪ ،‬وهــي ختتلــف عــن الودائــع يف البنــوك التقليديــة مــن‬
‫حيــث عــدم ضماهنــا وخضوعهــا للربــح واخلســارة‪.‬‬ ‫االقتصاديــة‪ ،‬وهبــذا ميكــن أن ينتقــل دور البنــك املركــزي مــن والســقوف االئتمانيــة‪.‬‬ ‫النقدي‬
‫جمــرد التوجيــه والتحكــم يف عــرض النقــود إىل توجيه االســتثمار ‪ -‬بــادرت بعــض البنــوك املركزيــة بوضــع حــد أقــل لنســب ‪ -‬حتديــد ســقف إمجــايل االئتمــان الــذي مينحــه البنــك لعمالئــه‬ ‫والسقوف‬
‫الســيولة يف بنــوك املشــاركة إلتاحــة الفرصــة أمامهــا يف جماالت رغــم أن التمويــل الــذي تقدمــه بنــوك املشــاركة هــو علــى أســاس‬ ‫االئتمانية‪ :‬للصناعــة والتنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫االســتثمار وليــس القــرض‪.‬‬ ‫التوظيــف واالســتثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تُــودِع بنــوك املشــاركة نســبة مــن أمواهلــا يف البنــك املركــزي ‪ -‬تقــوم بعــض البنــوك املركزيــة بتقديــم تســهيالت عامــة علــى ‪ -‬يقــوم البنــك املركــزي بــدور امل ُ ْقــرِض األخــري للبنــوك عندمــا‬
‫علــى ســبيل القــرض احلســن‪ ،‬أوعلــى أســاس املشــاركة يف الربــح شــكل ( ودائــع املضاربــة) لبنــوك املشــاركة الــيت تتعــرض ملشــكلة حتتــاج إىل ســيولة وذلــك مقابــل فائــدة‪ ،‬وواضــح أن بنــوك املشــاركة‬
‫ال ميكنهــا االســتفادة مبثــل هــذا األســلوب ممــا جيعلهــا يف وضــع‬ ‫امللجأ األخري واخلســارة‪ ،‬وميكــن أن يعطــي البنــك املركــزي لبنــوك املشــاركة الســيولة مقابــل معــدل ربــح عــن تلــك الودائــع‪.‬‬
‫حســاس بالنســبة للســيولة‪.‬‬ ‫املــال الــذي حتتــاج إليــه يف متويــل مشــاريعها إمــا علــى أســاس‬ ‫للسيولة‪:‬‬
‫القــرض احلســن‪ ،‬أو علــى أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫‪ -‬يُســمح لبنــوك املشــاركة بتملــك األصــول الثابتــة واملنقولــة ‪ -‬تســمح بعــض البنــوك املركزيــة لبنــوك املشــاركة حبيــازة ‪ -‬يضــع البنــك املركــزي قيــودا علــى متلــك البنــوك ألصــول ثابتــة‬
‫ملكية األصول وذلــك الســتخدامها يف العمليــات االســتثمارية أو إلعــادة بيعهــا‪ .‬البضائــع واملعــدات والعقــارات أحيانــا ومتلكهــا بغــرض إعــادة أو منقولــة مــا عــدا مــا حيتــاج إليــه نشــاطها مــن العقــار واملنقــول‬
‫البيــع‪ ،‬وهــذه العمليــات ممنوعــة بالنســبة للبنــوك التقليديــة‪ .‬املخصــص إلدارة أعمــال البنــك‪ ،‬وهــذا يعــي إعاقــة النشــاط‬ ‫الثابتة‬
‫االســتثماري لبنــوك املشــاركة الــيت تقــوم بعمليــات املشــاركة‬ ‫واملنقولة‪:‬‬
‫واملضاربــة واملراحبــة‪...‬‬
‫‪ -‬يقــوم البنــك املركــزي بالتفتيــش علــى بنــوك املشــاركة عــن‬ ‫‪ -‬تتقيــد بنــوك املشــاركة بالتعليمــات الصــادرة مــن البنــك ‪ -‬خصصــت بعــض البنــوك املركزيــة قِسْــماً خاصا(مُدَرِّبــاً)‪،‬‬
‫طريــق زيــارات ميدانيــة هلــا‪ ،‬واألمــر يتطلــب معرفــة أوجــه االتفــاق‬
‫يــدرب القائمــني عليــه يف دورات تدريبيــة مكثفــة علــى أعمــال‬ ‫املركــزي وختضــع إلشــرافه وتفتيشــه‪.‬‬ ‫التفتيــش‪:‬‬
‫واالختــالف بــني طبيعــة عمــل كل مــن بنــوك املشــاركة وغريهــا‪.‬‬ ‫بنــوك املشــاركة لإلشــراف والرقابــة عليهــا‪.‬‬
‫‪ -‬يُلــزم البنــك املركــزي بنــوك املشــاركة بإرســال بياناهتا وحســاباهتا‬
‫‪ -‬ميكــن للبنــك املركــزي أن يقــوم بــدور املكتــب الفــي لتقييــم ‪ -‬ال تتدخــل بعــض البنــوك املركزيــة يف حتديــد العوائــد املوزعــة‬
‫ومراكزهــا املاليــة وفقــا لنمــاذج واســتمارات أُعــدت خصيصــا‬ ‫فــرص االســتثمار املختلفــة وطرحهــا بــني بنــوك املشــاركة‪ ،‬علــى أصحــاب الودائــع يف بنــوك املشــاركة ألهنــا حمصلــة نشــاط‬
‫لبيانــات وأرقــام وبنــود خاصــة ببنــوك تقليديــة‪ ،‬وهــذا ميثــل عائقــا‬
‫التوظيــف واالســتثمار‪ ،‬وال تتدخــل يف حتديــد هامــش الربــح يف‬ ‫إعانة ‪ /‬إعاقة‪ :‬وحتديــد معــدل الربــح يف كل فرصــة اســتثمارية‪.‬‬
‫أمــام بنــوك املشــاركة ويــؤدي إىل ازدواجيــة العمــل داخلهــا‪.‬‬
‫عمليــات املراحبــة ونســبة توزيــع الربــح يف عمليــات املضاربــة‬
‫واملشــاركة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع ‪ :‬أمحــد أمــني حســان‪« ،‬عالقــة البنــوك املركزيــة بالبنــوك اإلســالمية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،109‬يوليــو ‪ ،1990‬ص ‪ 40-30 :‬؛ حممــد عثمــان‬
‫شــبري‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪375-371 :‬؛ حممــد صــاحل احلنــاوي والســيدة عبــد الفتــاح عبــد الســالم‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪392-388 :‬؛ حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور‬
‫االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريـــــة والتطبيــق «‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪88-84 :‬؛ حســن بــن منصــور‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.46-43 :‬‬
‫‪86‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﻴــﻦ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ واﻟﺒﻨــﻮك‬


‫اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬دور الوساطة املاليـة وطبيعة العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانيــاً‪ :‬أوجــــه االتفــاق واالختــالف بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬عالقــة بنوك املشاركــة مع بعضها ومع البنوك التقليديــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬دور الوساطة املاليـة وطبيعة العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‬ ‫أو ً‬
‫‪ .1‬طبيعــة الوســاطة املاليـــة الــي تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة والبنــوك‬
‫التقليديــة‪:‬‬
‫تقــوم البنــوك بــدور الوســاطة بــني املدخريــن واملســتخدمني للمــوارد املالية‪،‬‬
‫وخبــالف طبيعــة الوســاطة املاليــة التقليديــة الــيت تقــوم علــى أســاس‬
‫الفائــدة‪ ،‬فإهنــا يف البنــوك القائمــة علــى أســاس املشــاركة تقــوم علــى مبــدأ‬
‫«امل َ ْغنَــم بامل َ ْغ ـرَم» يف تعبئتهــا للمدخــرات وتوجيههــا حنــو االســتثمار(‪.)1‬‬
‫ويشــري أحــد الباحثــني إىل أن وظيفــة بنــك املشــاركة ال ختتلــف عــن وظيفــة‬
‫البنــك التقليــدي‪ ،‬فكالمهــا يضطلــع مبَهمــة الوســاطة بــني املدخريــن‬
‫(املودعــني) وبــني أولئــك الذيــن هــم يف حاجــة إىل أمــوال الســتثمارها‪،‬‬
‫أمــا االختــالف بينهمــا فيكمــن يف أدوات اســتثمار تلــك املــوارد‪ ،‬فالبنــوك‬
‫التقليديــة تتعامــل علــى أســاس الفوائــد أخــذاً وإعطــاءً‪ ،‬بينمــا ال تتعامــل‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬حممــد بوجــالل‪« ،‬الوســاطة املاليــة يف اإلســالم»‪ ،‬ملتقــى البنــوك اإلســالمية‪ :‬الواقــع واآلفــاق‪ ،‬جامعــة قســنطينة‬
‫‪ ،1990‬ص‪.5-2 :‬‬

‫‪87‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بنــوك املشــاركة بذلــك؛ حيــث تتجــه مدخــرات بعــض املســتهلكني (الذيــن‬


‫ال يرغبــون يف إنفــاق كل إيراداهتــم) إمــا إىل البنــوك التقليديــة أو إىل‬
‫بنــوك املشــاركة الســتثمارها؛ ففــي حالــة املدخــرات الــيت تصــل إىل البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬فإنــه يعــاد ضخهــا يف الوحــدات اإلنتاجيــة مــن خــالل تقديــم‬
‫القــروض الالزمــة لتغطيــة احتياجاهتــا االســتثمارية‪ ،‬أمــا يف حالــة بنــوك‬
‫املشــاركة فــإن ضــخ املدخــرات يتــم مــن خــالل أدوات أخــرى هــي‪ :‬املشــاركة‬
‫واملضاربــة واملراحبــة‪.)1(...‬‬
‫ويوضح الشكل التايل دور الوساطة الذي تقوم به البنوك‪:‬‬
‫شـكـل رقم (‪ :)11‬دور الوساطـة الذي متارسـه البنـوك التقليديـة وبنـوك املشـاركة‪.‬‬

‫بـنـوك مـشـاركـة‬ ‫ربة‬


‫ضا‬
‫وبـنوك تقـلـيـدية‬
‫ركة م حبة‬
‫م ـو‬

‫مشا مرا‬
‫ن ةل‬
‫ـقـود الد‬
‫جـهـ‬

‫ض‬
‫قرا‬
‫إ‬
‫خار‬

‫نقود موجهة لالستهالك‬


‫الـمـسـتهـلكـون‬ ‫الوحدات اإلنتاجية‬
‫أجــور نـقديـة‬

‫املصــدر‪ :‬منــري إبراهيــم هنــدي‪« ،‬شــبهة الربــا يف معامــالت البنــوك التقليديــة واإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.265 :‬‬
‫وعلــى النقيــض مــن ذلــك التصــور متامــاً‪ ،‬يــرى باحــث آخــر أن مفهــوم‬
‫«الوســاطة املاليــة» خيتلــف كليــة يف بنــك املشــاركة عنــه يف البنــك التقليدي‬
‫على مســتوى املفهوم‪ ،‬أو على مســتوى املكونات أو النشــاطات أو األهداف‪،‬‬
‫فبنــك املشــاركة ليــس وســيطا ماليــا كالبنــك التقليــدي الــذي يعمــل يف‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264-263 :‬‬

‫‪88‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫إطــار عالقـــة الدائـــن باملديـــن ‪-‬معتمــداً بذلــك علــى الفــروق بــني الفائــدة‬
‫املدينــة والفائــدة الدائنــة‪ -‬ولكنــه «وســيط تنمــوي» مــا بــني أصحــاب املــال‬
‫مــن جهــة وبــني اجملتمــع نفســه الــذي يعمــل فيــه أو لصاحلــه مــن ناحيــة‬
‫أخــرى‪ ،‬يســتهدف تعظيــم «العائــد اجملتمعــي» بالدرجــة األوىل‪ ،‬مــن أجــل‬
‫مواجهــة قضايــا التنميــة مبفهومهــا الشــامل(‪.)1‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل الشكل التايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)12‬مفهوم الوساطـة الي تقوم هبـا البنـوك التقليديـة وبنـوك املشاركـة‪.‬‬

‫الـمـقـتـــرض‬ ‫البنـك التقلـيـدي‬ ‫الـــمـــودع‬


‫(مــديــــن)‬ ‫(وسـيـط مالـي)‬ ‫( دائـــن)‬

‫تنمية اجملتمع على‬


‫حنو شامل يف‬ ‫املتعامل (سواء‬
‫اجملاالت‪:‬‬ ‫بـنـك املشاركة‬ ‫مودع‪ ،‬أو مقدم‬
‫االقتصادية ‬ ‫(وسـيـط تنموي)‬ ‫زكاة أو متربع ‪. .‬‬
‫االجتماعية‬
‫الروحية النفسية ‪. . .‬‬ ‫‪...‬‬

‫املصدر‪ :‬حممد حممد علي سويلم‪« ،‬تقييم أداء املصارف اإلسالمية يف مصر بداللة‬
‫الوساطة املالية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5-4 :‬‬

‫(‪ )1‬حممــد حممــد علــي ســويلم‪« ،‬تقييــم أداء املصـــارف اإلسالميـــة يف مصــر مبدلــول الوساطـــة املاليـــة»‪ ،‬مطابــع املنــار‬
‫العربــي‪ ،‬ط‪ ،1987 ،1‬ص‪.99 ،5-4 :‬‬

‫‪89‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه املودعني ومستخدمي األموال‪:‬‬


‫‪ 1.2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه املودعني‪:‬‬
‫إذا كان النشــاط املصــريف بصفــة عامــة يُعتــرب مــن أعمــال الوســاطة املاليــة‬
‫ألنــه يعتمــد بصفــة أساســية علــى التعامــل مــع العمــالء كمودعــني وطالــي‬
‫متويــل (مســتخدمي األمــوال)؛ فــإن العالقــة الــيت تربــط بنــوك املشــاركة‬
‫ختتلــف عــن تلــك الــيت تربــط البنــوك التقليديــة بعمالئهــا املودعــني؛ حيــث‬
‫تقــوم هــذه العالقــة علــى أســاس مشــاركة املــودع للبنــك يف حتمــل نتائــج‬
‫العمليــات االســتثمارية مــن ربــح أو خســارة‪ ،‬وهــذا يعــي عــدم التــزام البنــك‬
‫بتقديــم عائــد ثابــت حمــدد مقدمــا أو ِبــردِّ الودائــع كاملــة كمــا هــو احلال يف‬
‫البنــك التقليــدي‪ ،‬ولذلــك فــإن العالقــة بــني املــودع والبنــك ليســت عالقــة‬
‫دائــن مبديــن بــل هــي عالقــة مضاربــة بــني صاحــب رأس املــال (املــودع)‬
‫واملضــارب (البنــك)؛ ومنــه وجــود فئــة جديــدة مــن الشــركاء غري املســامهني‬
‫هــم فئــة «املودعــني الشــركاء» أو «املودعــني املســتثمرين»(‪.)1‬‬
‫وإذا كان ال يوجــد ضمــان يف بنــك املشــاركة لودائــع االســتثمار الــيت قبلــت‬
‫املشــاركة يف أعمــال البنــك وحتمــل نتائجــه إال بســالمة أداء هــذا النشــاط‬
‫ونزاهــة القائمــني عليــه؛ فــإن هــذا الوضــع اخلــاص يدعــو إىل ضــرورة‬
‫إفســاح اجملــال أمــام أصحــاب الودائــع يف هــذه البنــوك إىل املشــاركة بشــكل‬
‫أو بآخــر يف إدارة ذلــك النشــاط أو اإلشــراف والرقابــة عليــه (رقابــة‬
‫املودعــني)(‪.)2‬‬
‫كمــا يقتضــي املزيــد مــن إعالمهــم بنشــاط البنــك وضــرورة اإلفصــاح يف‬
‫بياناتــه املاليــة املرفقــة بامليزانيــة عن عملياته موضحـاً باجلداول التحليلية‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.233 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377 ،361 :‬‬

‫‪90‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫حجــم ودائـــعه مو َّزعــة حســب املــدد والعمــالت واألنــواع املختلفــة مــن‬


‫احلســابات وحجــم اســتثماراته مو َّزعــة حســب املدد والعمــالت والقطاعات‬
‫والبلــدان(‪)1‬؛ حيــث يُعتــرب «اإلفصــاح املــايل» هــو املفتــاح الرئيــس لتشــجيع‬
‫املودعــني علــى زيــادة اإليــداع‪ ،‬ومــن هنــا تظهــر أمهيــة حتليــل أســاليب‬
‫اإلفصــاح املــايل وأنــواع القوائــم املاليــة الــيت هتــم املتعاملــني‪ ،‬وكيفيــة إدراج‬
‫البيانــات هبــا؛ «حيــث احملاســبة هــي حلقــة االتصــال واألداة اإلخباريــة الــيت‬
‫تربــط بــني الكــم الكبــري مــن البيانــات واملعلومــات‪ ،‬وبــني احلاجــة إىل فهــم‬
‫وتفســري مدلوالهتــا لــدى اجلهــات صاحبــة املصلحــة الشــرعية»(‪.)2‬‬
‫‪ 1.2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه مستخدمي األموال‪:‬‬
‫تنحصــر عالقــة البنــك التقليــدي مــع مســتخدمي األمــوال يف عمليــات‬
‫اإلقــراض مقابــل الفائــدة الثابتــة‪ ،‬واحلصــول منهــم علــى كافــة الضمانــات‬
‫العينيــة والشــخصية املناســبة الســرتجاع أصــل القــرض وفوائــده يف األجــل‬
‫احملــدد؛ بغــض النظــر عــن نتيجــة النشــاط املم ـوَّل مــن ربــح أو خســارة‪،‬‬
‫بينمــا تعتمــد بنــوك املشــاركة يف عالقتهــا بعمالئهــا طالــي التمويــل علــى‬
‫العمليــات االســتثمارية احلقيقيــة عــن طريــق الصيــغ التمويليــة املختلفــة‬
‫كاملضاربــة واملشــاركة واملراحبــة وغريهــا‪...‬‬
‫وإذا كانــت بنــوك املشــاركة تعمــل يف وســط تســيطر عليــه قيــم وأخــالق‬
‫وســلوكيات غــري مالئمــة لطبيعتهــا (كلجــوء العمــالء املســتثمرين إىل إخفــاء‬
‫األربــاح احلقيقيــة عــن البنــك وحتميلــه خســائر بــال مــربر!)‪ ،‬فهــذا يؤكــد‬
‫أن طبيعــة أعمــال هــذه البنــوك تتطلــب اإلشــراف الشــامل علــى حســن‬
‫اســتخدام أمواهلــا مــن قبــل العمــالء املســتثمرين‪ ،‬وتوافــر اخلــربة الالزمــة‬
‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.474 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.179 :‬‬

‫‪91‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ملمارســة الرقابــة واملتابعــة ملنعهــم مــن التالعــب باإليــرادات واملصاريــف‬


‫واألربــاح وإخفــاء احلقائــق عنهــا؛ وهلــذا يرتتــب علــى مشــاركة البنــوك يف‬
‫نتائــج العمليــات االســتثمارية للمشــروعات املموَّلــة أن تكــون أكثــر حيطــة‬
‫وحــذراً يف تقييــم وانتقــاء الطلبــات املقدّمة إليها ملنح التمويل باملشــاركة(‪.)1‬‬
‫واملُالحَــظ أن بنــك املشــاركة حيتــاج إىل متعامــل ومــودع خــاص يقتنــع‬
‫بالفكــرة ويقبــل باملخاطــرة؛ ومــن أهــم الصفــات واخلصائــص الــيت جيــب‬
‫توافرهــا يف عمــالء بنــوك املشــاركة هــي(‪:)2‬‬
‫‪ .1‬فهــم واســتيعاب منــوذج العمــل املصــريف لبنــوك املشــاركة ســواء يف‬
‫جانــب االدخــار املصــريف أو جانــب التمويــل‪.‬‬
‫‪ .2‬توافــر احلــد األدنــى مــن األخــالق (من حيــث األمانة والصــدق وااللتزام‬
‫بالوفــاء بالوعــد والرغبــة يف التعامل على أســس شــرعية)‪.‬‬
‫‪ .3‬توافر الكفاءة الفنية والعملية واإلدارية يف جمال التوظيف واالســتثمار‬
‫يف املشــروع الذي يرغب العميل مشــاركة البنك فيه‪.‬‬
‫يوضح الشكل التايل العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‪:‬‬

‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207 :‬‬


‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.92‬‬

‫‪92‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪:)13‬‬


‫العالقة الي حتكم بنوك املشاركة مع عمالئها املودعني وطاليب التمويل‪.‬‬
‫العمالء املودعون‬ ‫االستعداد للمخاطرة‬
‫فهم واستيعاب املتعاملني للنموذج النظري والتطبيقي لبنوك املشاركة‬

‫(أصحاب الودائع)‬ ‫(تقبل الربح واخلسارة)‬

‫رقـابــة الـمودعـيـن‬
‫لـنـشـاط الـبـنـك‬

‫بنك املشاركة‬ ‫احليطة واحلذر ملنح‬


‫(اإلداريون واملوظفون)‬ ‫التمويل باملشاركة‬

‫رقــابــة البنك ومتابعة‬


‫العمليات االستثمارية‬

‫العمالء املستثمرون‬ ‫توافر األخالق ‪ +‬الكفاءة‬


‫(مستخدمو األموال)‬ ‫العملية لالستثمار‬

‫‪93‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬أوجه االتفاق واالختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‬


‫‪ .1‬أوجه االتفاق بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪:‬‬
‫هنــاك أوجــه اتفــاق بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة نوجزهــا فيمــا‬
‫يلي (‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة مــن حيــث االســم‬
‫فبعضهــا يطلــق عليــه «بنــك» وبعضهــا يطلــق عليهــا «مَصْــرف»‪.‬‬
‫‪ -2.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف خضوعهــا لرقابــة‬
‫البنــك املركــزي والتقيــد بالقــرارات الصــادرة عنــه فيمــا يتعلــق بأعمــال‬
‫املصــارف والبنــوك‪.‬‬
‫‪ -3.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف تقديــم اخلدمــات‬
‫املصرفيــة الــيت ال تتعــارض مــع األحــكام الشــرعية ومنهــا‪ :‬فتــح احلســابات‬
‫اجلاريــة وإصــدار الشــيكات والتحويــالت النقديــة وتأجــري اخلزائــن‬
‫احلديديــة‪...‬‬
‫‪ -4.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف القيــام ببعــض‬
‫أوجــه االســتثمار وحتقيــق التنميــة االقتصاديــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -5.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف هــدف احلفــاظ‬
‫علــى املــال وتنميتــه وتســهيل تداولــه‪ ،‬ولكنهــا ختتلــف عنهــا يف أســلوب‬
‫حتقيقهــا هلــذا اهلــدف(‪.)2‬‬
‫‪ -6.1‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة يف أن مصــادر‬
‫األمــوال يف كل منهمــا يتمثــل يف مصدريــن أساســيني مهــا‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.365 -364 :‬‬
‫(‪ )2‬غسـان قلعاوي‪ ،‬مرجع سـابق‪ ،‬ص‪.300 :‬‬

‫‪94‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ املصدر األول‪ :‬املوارد الذاتية (حقوق امللكية)‪.‬‬


‫ املصدر الثاني‪ :‬املوارد اخلارجية (الودائــع)‪.‬‬
‫‪ .2‬أوجه االختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪:‬‬
‫‪ 1.2‬ميزانية البنوك‪:‬‬
‫يلمــس احمللــل مليزانيــة البنكــني اختالفــات كبــرية يف مكونــات كل منهمــا‬
‫واملتمثلــة فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬غيــاب بنــد «القــروض» مــن ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪ ،‬ماعدا بعض‬
‫الســلفيات ذات الطبيعة اخلاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬غيــاب بنــد «األوراق التجاريــة املخصومـــة» مــن ميزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬ظهــور بنــود «املشــاركات واملضاربــات واملراحبــات» يف ميزانيــة‬
‫بنــوك املشــاركة باعتبارهــا البدائــل للقــروض يف ميزانيــة البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫د‪ -‬ظهــور بنــد «ودائــع االســتثمار» أو «حســابات االســتثمار» يف‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬املمارسات املصرفية‪:‬‬
‫ختتلــف املمارســات املصرفيــة بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة مــن‬
‫حيث ‪:‬‬
‫أ معاملــة الودائــع‪ :‬تكــون بنــوك املشــاركة مؤمتنــة عليهــا يف حــني‬
‫تكــون البنــوك التقليديــة مدينــة هبــا‪.‬‬
‫ب توظيــف األمــوال‪ :‬هتتــم بنــوك املشــاركة بالتوظيــف االســتثماري‬

‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.609 :‬‬

‫‪95‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بينمــا هتتــم البنــوك التقليديــة بالتوظيــف االئتمانــي واإلقراضــي‪.‬‬


‫جـــ تقديــم اخلدمــات االجتماعيــة‪ :‬غــري معمــول بــه يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬
‫بينمــا تلتقــي هــذه البنــوك فيمــا تقدمــه مــن خدمــات مصرفيــة لعمالئهــا‬
‫(خدمــات التحصيــل وخدمــات مصرفيــة مقابــل أجــر أو عمولــة)‪.‬‬
‫ويوضح الشكل التايل أوجه التشابه والتباين السابق اإلشارة إليها‪.‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)14‬أوجــه التبايــن وأوجــه االتفــاق يف نشــاطات البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة‬

‫‪ -‬معاملة الودائع‬
‫خدمات‬ ‫‪ -‬معاملة الودائع‬
‫‪ -‬أشكال التوظيف‬ ‫مصرفية‬ ‫‪ -‬أشكال التوظيف‬
‫‪ -‬اخلدمات االجتماعية‬ ‫مشرتكة‬

‫بـنـوك املشـاركـة‬ ‫الـبـنـوك التقـليديــة‬

‫املصدر‪ :‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.614 :‬‬

‫‪ 3.2‬بنوك املشاركة = بنوك شاملة‪:‬‬


‫تتميــز بنــوك املشــاركة بتنــوع أنشــطتها‪ ،‬حيــث تقــوم بأعمــال خدميــة‬
‫وجتاريــة واســتثمارية‪ ،‬كمــا ميكنهــا االســتثمار يف خمتلــف القطاعــات‬
‫االقتصاديــة (صناعــة‪ ،‬زراعــة‪ ،‬جتــارة‪ ،‬خدمــات‪.)...‬‬

‫‪96‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫حســب بعــض الباحثــني فــإن بنــوك املشــاركة هــي‪« :‬مصــارف شــاملة أو‬
‫متعــددة األغــراض‪ ،‬وليســت مصــارف جتاريــة حمضــة‪ ،‬فهــي كيــان مركــب من‬
‫املصــارف التجاريــة ومصــارف االســتثمار وشــركات االســتثمار ومؤسســات‬
‫إدارة االســتثمار‪ ،‬وميكنهــا أن تقــدم تشــكيلة واســعة مــن اخلدمــات إىل‬
‫عمالئهــا‪ ،)1(»...‬وجــاء يف إحــدى حماضــرات «حمافــظ البنــك املركــزي‬
‫العمّانــي» عــن البنــوك الشــاملة أن بنــوك املشــاركة «جتمــع بــني األعمــال‬
‫املصرفية والتجارية واالســتثمارية مما جييز لنا تصنيفها كبنوك شــاملة»(‪.)2‬‬
‫تقــوم فكــرة البنــك الشــامل «الــيت ســادت يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة على‬
‫حماولــة تنويــع مصــادر األمــوال وكــذا جمــاالت اســتثماراهتا‪ ،‬ويف ســعي البنــك‬
‫يف هــذا الصــدد خــرج مــن نطــاق االضطــالع باملهــام املصرفيــة‪ ،‬ودخــل يف‬
‫أنشــطة أخــرى غــري مصرفيــة كالتأمــني والتأجــري والسمســرة‪.)3(»...‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن هــذا الســلوك جيعل بنوك املشــاركة «أقدر على التأثري‬
‫يف مســار التنميــة القوميــة وحتديــد أولوياهتــا وســد النقــص فيهــا وحتفيــز‬
‫الضــروري منهــا‪ .‬وهــذه اخلاصيــة هــي الــيت جتعــل النشــاط اإلنتاجــي هبــا‬
‫يغلــب علــى النشــاط املــايل»(‪ ،)4‬بينمــا يشــري باحــث آخــر إىل اخلطـــر الــذي‬
‫يُهـدِّد املؤسســات متنوعــة األنشــطة‪ ...‬حيــث أن جنــاح بنــوك املشــاركة «يكمــن‬
‫يف تنويــع االســتثمارات مــن جهــة؛ واحلــذر مــن جهــة أخــرى مــن أن يأخــذ‬
‫نشــاطها اجتاهــات متعــددة يصعــب التحكــم فيهــا»(‪.)5‬‬
‫ونبــني أهــم االختالفــات بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة يف اجلــدول‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206 :‬‬
‫(‪ )2‬صــاحل عبــد اهلل كامــل‪« ،‬تقديــر منــو القطــاع املصــريف اإلســالمي وآثــاره علــى ســاحة املــال العامليــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬عــدد ‪ ،179‬فرباير‪/‬مــارس ‪ ،1996‬ص‪.51 :‬‬
‫(‪ )3‬منــري إبراهيــم هنــدي‪« ،‬إدارة البنــوك التجاريـــة‪ :‬مدخــل اختــاذ القــرارات»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪.78 :‬‬
‫(‪ )4‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية «‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71 :‬‬

‫‪97‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)11‬ملخص ألهم أوجه االختالف بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫بنوك املشاركــة‬ ‫البنوك التقليديـــة‬ ‫االختالف‬
‫‪ -‬الظهور = سنة ‪.1963‬‬ ‫‪ -‬الظهور = سنة ‪1157‬م‪.‬‬
‫‪ -‬االنطالق الفعلي = سنة ‪.1975‬‬ ‫النشـأة‪:‬‬
‫‪ -‬التجربة = قصرية وحديثة‪.‬‬ ‫‪ -‬التجربة = عميقة وبعيدة‪.‬‬
‫‪ -‬خدمة اجملتمع (استبعاد اآلثار السلبية للفائدة)‪.‬‬ ‫‪ -‬خدمة االقتصاد الوطي (التمويل الالزم)‪.‬‬
‫دافع الظهور‪ - :‬أصبحــت فيمــا بعــد تُم ِّكــن أصحــاب املــال مــن ‪ -‬جتسيد نظام املشاركة يف التطبيق العملي‪.‬‬
‫التحكــم واالســتغالل‬
‫‪ -‬نظام املشــاركــة‪.‬‬ ‫أساس املعامالت‪ - :‬نظام الفائـــــدة‪.‬‬

‫النظـرة إىل ‪ -‬ســلعة يتــم املتاجــرة فيهــا بيعــا وشــراء (تأجــري النقود ‪ -‬أداة للتبــادل تســتخدم يف حتريــك النشــاط‬
‫ا ال قتصــا د ي ‪.‬‬ ‫مــن خــالل عمليــة اإلقــراض واالقرتاض)‪.‬‬ ‫النقود‪:‬‬
‫‪ -‬بنوك شــاملة (متعددة األغراض)‪.‬‬ ‫جمال النشاط‪ - :‬بنوك جتارية حمضة‪.‬‬
‫‪ -‬وسيط تـنـمـوي‪.‬‬ ‫مفهوم الوساطة‪ - :‬وسيط مــالـي‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة مشاركة ومتاجرة‪.‬‬ ‫‪ -‬عالقة دائنة ومدينة‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباط قوي (مستمر)‪.‬‬ ‫العالقــة مع ‪ -‬ارتباط ضعيف (مؤقت)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مراعاة ظروف املدين (احلجز على الرهن)‪ - .‬مراعاة ظروف العميل املُعْسِر‪.‬‬ ‫العمالء‪:‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف الربح واخلسارة‪.‬‬ ‫‪ -‬سعر ثابت وحمدد مسبقا‪.‬‬
‫‪ -‬مؤمتن عليها (ال يلتزم بردها كاملة)‪.‬‬ ‫‪ -‬مدين هبا (ملزم بردها)‪.‬‬ ‫الودائـع‪:‬‬
‫‪ -‬توظيف استثماري‪.‬‬ ‫توظيف األموال‪ - :‬توظيف ائتماني وإقراضي‪.‬‬
‫التوازن بني تعظيم الربح وتعظيم العائد االجتماعي‪.‬‬ ‫اهلدف األساسي‪ - :‬تعظيم الربح‪.‬‬
‫ظهــور بنــود‪ - :‬فوائــد القــروض والودائــع واألوراق ظهور بنود‪ - :‬القروض احلسنة (دون فوائد)‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع االستثمار‪.‬‬ ‫املاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬إيرادات املضاربات واملشاركات واملراحبات‪.‬‬ ‫‪ -‬عمولة خصم األوراق التجارية‪.‬‬ ‫القوائم املالية‪:‬‬
‫‪ -‬إيرادات األنشطة غري الشرعية‬
‫(التجارة باخلمور مثال)‪.‬‬
‫‪ -‬يتحــدد علــى أســاس مقــدار ســعر الفـــــائدة علــى ‪ -‬يتحــدد علــى أســاس النتائــج الفعليــة للعمليــات‬
‫القــروض (الفــرق بــني ســعر الفائــدة املدينــة والدائنــة)‪ .‬االســتثمارية (مــن ربــح أو خســارة)‪.‬‬ ‫العـائد‪:‬‬
‫‪ -‬إدراج اجلمعية العامة يف هيكل البنك‪.‬‬ ‫‪ -‬إدراج جملس اإلدارة يف هيكل البنك‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة االستثمار‪.‬‬ ‫‪ -‬إدارة القروض‪.‬‬ ‫اهليكل‬
‫‪ -‬إدارة اخلدمات االجتماعية (التكافل االجتماعي)‪.‬‬ ‫‪ -‬ال توجد‪.‬‬ ‫التنظيمي‪:‬‬
‫‪ -‬هيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬ ‫‪ -‬ال توجد‪.‬‬
‫‪ -‬صور تقليدية‪ :‬رقابة داخلية ‪ +‬خارجية ‪ +‬مركزية‪.‬‬ ‫‪ -‬رقابة داخلية ‪ +‬خارجية ‪ +‬مركزية‪.‬‬
‫‪ -‬صــور جديــدة‪ :‬رقابــة ذاتيــة ‪ +‬رقابــة شــرعية ‪ +‬رقابــة‬ ‫الرقابة املصرفية‪:‬‬
‫املودعني‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيــق التنميــة ببعدهــا املــادي فقــط (عــدم مراعــاة ‪ -‬حتقيــق التنميــة االقتصاديــة واالجتماعية واألخالقية‬
‫والروحية‪.‬‬ ‫أبعاد التنمية‪ :‬اجلوانــب االجتماعيــة واألخالقية)‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬عالقة بنوك املشاركة مع بعضها ومع البنوك التقليدية‬


‫‪ .1‬العالقة فيما بني بنوك املشاركة ومظاهر التعاون بينها‪:‬‬
‫تفتقــر بنــوك املشــاركة إىل خطــة عمــل تضمــن التكامــل بينهــا نظــرا‬
‫حلداثــة جتربتهــا‪ ،‬ومــع ذلــك ميكــن إبــراز بعــض مظاهــر التعــاون فيمــا‬
‫بينهــا كالتــايل(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1‬قيــام بنــوك املشــاركة باملســامهة يف رؤوس أمــوال بنــوك مشــاركة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -2.1‬حمــاوالت التعــاون والتنســيق مــن خــالل عقــد العديــد مــن‬
‫املؤمتــرات والنــدوات‪ ،‬الــيت أدت إىل بلــورة العديــد مــن املســائل الــيت تتعلــق‬
‫بــأداء النشــاط املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬اهتمــام بنــوك املشــاركة بالدراســات والبحــوث والتدريــب علــى‬
‫أداء العمــل املصــريف‪.‬‬
‫‪ -4.1‬إنشــاء «االحتــاد الــدويل لبنــوك املشــاركة» يف مرحلــة مبكــرة‬
‫وذلــك يف ســنة ‪ ،1977‬هبــدف إقامــة تعــاون بــني هــذه البنــوك وتنســيق‬
‫أنشــطتها‪ ،‬ومــن بــني أهــداف هــذا االحتــاد‪:‬‬
‫ تقديــم املعونــة الفنيــة واخلــربة للمجتمعــات الــيت ترغــب يف‬
‫إنشــاء بنــوك مشــاركة‪.‬‬
‫ وضــع أســس التعــاون والتنســيق وتبــادل اخلــربات واملعلومــات‬
‫فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫ السعي لضمان حرية انتقال األموال بني بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ العمــل علــى تنســيق وتوحيــد نظــم العمــل والنمــاذج املصرفيــة‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.330 – 328 :‬‬

‫‪99‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫والقواعــد اخلاصــة بأنشــطتها‪.‬‬


‫ النهوض مبستوى العاملني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ القيــام بالوســاطة والتحكيــم بــني بنــوك املشــاركة وفقـاً لنظــام‬
‫يضــع صيغتــه جملــس إدارة االحتــاد‪.‬‬
‫ حبــث مشــكالت النقــد واالئتمــان يف البنــوك حمليــا ودوليــا‬
‫وتقديــم املقرتحــات املناســبة‪.‬‬
‫ القيــام حبمــالت التوعيــة لنشــر فكــرة التعامــل املصــريف علــى‬
‫أســاس نظــام املشــاركة‪.‬‬
‫إن بنــوك املشــاركة حتتــاج إىل مزيــد مــن التعــاون بينهــا ســواء علــى مســتوى‬
‫الدولــة الواحــدة أو الــدول العربيــة واإلســالمية مجيعـاً؛ وذلــك حتــى تتمكن‬
‫مــن أداء دورهــا وســوف يســهم هــذا التعــاون بشــكل مباشــر يف(‪:)1‬‬
‫ جتميع أكرب قدر من املوارد املالية‪.‬‬
‫ االجتاه إىل التوظيف الكامل للموارد بالصيغ التمويلية‪.‬‬
‫ التشاور يف أفضل الطرق وأفضل اجملاالت االستثمارية‪.‬‬
‫ االســتثمار املشــرتك والــذي يقلــل مــن خماطــر االســتثمار‬
‫بالنســبة للبنــك الواحــد‪.‬‬
‫ توســيع نطــاق النشــاط املصــريف لبنــوك املشــاركة وزيــادة الثقة‬
‫فيــه مــن قبــل املتعاملني‪.‬‬
‫‪ .2‬العالقــة بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة وآفــاق التعــاون‬
‫بينهمــا‪:‬‬
‫تقــوم عالقــة بنــوك املشــاركة مــع غريهــا مــن البنــوك التقليديــة «علــى‬

‫(‪ )1‬عبد الرمحن يسري أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.328 :‬‬

‫‪100‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫أســاس «دائــن مبديــن» خاليــة مــن الربــا (الفائــدة)‪ ،‬وميكــن أن تكــون علــى‬
‫أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة إذا كان املشــروع حيويــا‪ ،‬وحيتــاج إىل‬
‫رأس مــال كبــري»(‪.)1‬‬
‫وهبذا تتحدد العالقة بني الطرفني فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1.2‬عالقـــة «دائـن مبديـن» (ينتفي يف إطارها التعامل بالفائدة)‪:‬‬
‫ال تُق ـ ِرض وال تقــرتض بنــوك املشــاركة بفائــدة‪ ،‬ألهنــا تعمــل علــى أســاس‬
‫املشــاركة ووفــق مبــدأ أنشــئت مــن أجلــه وهــو عــدم التعامــل بالفائــدة‬
‫الربويــة‪.‬‬
‫وحتــاول بنــوك املشــاركة يف إطــار عالقتهــا مــع البنــوك التقليديــة أن‬
‫توفــق تعاملهــا مــع متطلبــات العمــل املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة‬
‫وشــرعية معامالتــه مــن حيــث خلوهــا مــن التعامــل بأســلوب الفائــدة‪ ،‬كمــا‬
‫حتــاول أن جتــد مــن البنــوك التقليديــة مــن يعتمــد علــى مبــدأ «املعاملــة‬
‫باملثــل» وتبــادل املصلحــة وتكافئهــا‪ ،‬وتقبــل معظــم البنــوك التقليديــة مبثــل‬
‫هــذا التعامــل يف كثــري مــن األحيــان‪.)2(...‬‬
‫‪ 2.2‬عالقـــة مشاركـــة‪:‬‬
‫إذا قامــت البنــوك التقليديــة باملســامهة يف بعــض املشــروعات املشــرتكة مــع‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬ســواء كانــت املشــروعات صناعيــة أو زراعيــة أو جتاريــة؛‬
‫يكــون التمويــل عــن طريــق املشــاركة يف رأس املــال واقتســام األربــاح حســب‬
‫االتفــاق وتكــون اخلســارة حســب رأس املــال‪.‬‬
‫بالرغــم مــن االختالفــات املوجــودة بــني أســاليب بنــوك املشــاركة و البنــوك‬
‫التقليديــة إال أن التجربــة كشــفت أن التعــاون بــني الطرفــني هــو أمــر ممكــن‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.384 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331 :‬‬

‫‪101‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بينهمــا‪ ،‬ويوضــح اجلــدول رقــم (‪ )12‬جمــاالت وأوجــه التعــاون والتنســيق‬


‫فيمــا بــني بنــوك املشــاركة ومــع البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫إذا كان جمــال التعــاون بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة يبقــى‬
‫مفتوحــا الستكشــاف آفــاق وفــرص للتعــاون املمكنــة وفــق أســاليب تتفــق‬
‫مــع مبــادئ بنــوك املشــاركة؛ فإنــه ينبغــي أن يركــز الطرفــان جهودمهــا‬
‫يف املنافســة املشــروعة علــى القطــاع احملايــد مــن العمــالء (مودعــني‬
‫ومســتخدمي أمــوال) الذيــن يقــع اختيارهــم علــى البنــك الــذي يتعاملــون‬
‫معــه علــى أســاس جــودة اخلدمــة وســعرها دون االهتمــام بطبيعــة البنــك‬
‫ذاتــه(‪)1‬؛ فقــد أظهــرت بعــض الدراســات حــول ســلوك املســتهلكني أن ‪%70‬‬
‫مــن حــاالت تــرك العميــل لشــركة حمــددة وحتوُّلــه ألخــرى تعــود لنوعيــة‬
‫اخلدمــة الــيت تلقاهــا أو الــيت توقعهــا‪ ،‬وأن ‪ %30‬فقــط مــن تلــك احلــاالت‬
‫تعــود لعوامــل تتعلــق باملنتــج ذاتــه(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18 :‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيــم اهليــدوس‪« ،‬اخلدمــات املصرفيــة اخلاصــة يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬عــدد ‪،186‬‬
‫ســبتمرب‪ /‬أكتوبــر ‪ ،1996‬ص‪.39 :‬‬

‫‪102‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)12‬جمــاالت وأوجــه التعــاون والتنســيق بــني البنــوك‬


‫املشــاركة مــع بعضهــا ومــع البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫جماالت التعاون والتنسيق بني بنوك املشاركة‬
‫والبنوك التقليدية‬ ‫جماالت التعاون والتنسيق بني بنوك املشاركة‬
‫‪ -‬املسامهة معا يف إنشاء بنوك مشاركة أخرى‪ - .‬فتح حسابات جارية‪.‬‬
‫‪ -‬االتفاق مع بعضها كمراسلني‪.‬‬ ‫‪ -‬القيام بأعمال املراسلني‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم والتدريب املشرتك وتبادل اخلربات‪ - .‬تبادل حتصيل الشيكات والكمبياالت‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف الندوات واملؤمترات االقتصادية‪ - .‬فتح االعتمادات‪.‬‬
‫‪ -‬املشــاركة يف حمافــظ صناديــق االســتثمار الــيت‬ ‫‪ -‬املشاريع املشرتكة‪.‬‬
‫يطرحهــا البنــك‪.‬‬
‫‪ -‬حضور ندوات تعدها البنوك التقليدية‪.‬‬ ‫‪ -‬التنسيق يف جمال إعداد البحوث‪.‬‬
‫‪ -‬االســتفادة مــن التقنيــة املصرفيــة احلديثــة يف‬ ‫‪ -‬إنشاء احملافظ االستثمارية‪.‬‬
‫البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل املعلومات‪.‬‬ ‫‪ -‬تبادل املعلومات فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -‬التعامل كوكالء يف البيع والشراء‪.‬‬ ‫‪ -‬االستشارة يف بعض األمور الشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬اخلدمات اليت ليس هلا عالقة بالفائدة‪.‬‬ ‫‪ -‬حماولة إنشاء سوق إسالمية مشرتكة‪.‬‬
‫‪ -‬طــرح املشــكالت للدراســة بالتنســيق مــع بنــوك‬
‫املشــاركة األخــرى‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار ودائع لدى بنوك مشاركة أخرى‪.‬‬

‫املصــدر‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬موســوعة‬


‫تقويــم أداء البنــوك اإلســالمية‪ :‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬ج‪ ،6‬املعهــد‬
‫العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.159 ،157 ،155 :‬‬

‫فيمــا يلــي نبــني العالقــات الســلبية واإلجيابيــة املرغوبــة يف تعامــل بنــوك‬


‫املشــاركة مــع غريهــا مــن البنــوك يف هــذا الشــكل التخطيطــي‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شـكـــل رقــم (‪ :)15‬العالقـــات السلبيـــة واإلجيابيـــة لبنــوك املشاركـــة مــع‬


‫البنــوك األخـــرى‪.‬‬

‫عــالقـــات إجيــابـيـة‬ ‫عــالقـــات سـلـبـيـــة‬

‫البنك املركزي‬ ‫البنك املركزي‬

‫قانون خــاص «بنوك املشاركة»‬ ‫توحيد األسلوب الرقابي ( التقليدي)‬

‫«املعاملة باملثل»‬ ‫معامالت ربوية‬


‫بــنــوك تقليدية‬ ‫بــنــوك الـمـشــاركــة‬ ‫بــنــوك تقليدية‬
‫‪ +‬عالقة مشاركة‬
‫‪ +‬املنافسة املصرفية‬

‫«التعاون املشرتك»‬ ‫غياب خطة عمل متكامل‬

‫بــنــوك مـشــاركــة‬ ‫بــنــوك مـشــاركــة‬


‫أخرى‬ ‫أخرى‬

‫‪104‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ نظرة عامة حول جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ تقويم أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‪.‬‬

‫ مشاكل وآفاق بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ا&ول‪ :‬ﻧﻈﺮة ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮل ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الـوضـعـيـة الـراهـنـة فـي بـنـوك الـمـشــاركـــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قـراءة أولية يف مسيـرة التجربـة املصرفية لبنوك املشـاركـة‪.‬‬

‫ال‪ :‬الوضعية الراهنة يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫بــدأت جتربــة بنــوك املشــاركة تظهــر بشــكل متزايــد يف الســنوات األخــرية‪،‬‬
‫فرضــت نفســها يف اجملــال االقتصــادي واملصــريف‪ ،‬وحتولــت إىل ظاهــرة ال‬
‫ميكــن االســتهانة هبــا‪.‬‬
‫وتشري اإلحصاءات املتوافرة عن بنوك املشاركة إىل مايلي‪:‬‬
‫‪ .1‬اختــذ التطــور العــددي لبنــوك املشــاركة اجتاهــا تصاعدي ـاً ومتنامي ـاً‪،‬‬
‫حيــث ارتفــع عددهــا مــن ثالثــة بنــوك عــام ‪ 1975‬ليصــل إىل أكثــر مــن‬
‫‪ 250‬مؤسســة مصرفيــة وماليــة(‪ )1‬تُمــارس عملهــا يف أكثــر مــن ‪75‬‬
‫دولــة يف العــامل‪ ،‬كمــا بلــغ جممــوع أصوهلــا حــوايل ‪ 230‬مليــار دوالر؛ أي‬
‫تضاعفــت بأكثــر مــن ‪ 40‬مــرة بالنســبة لســنة ‪.)2(1982‬‬
‫‪ .2‬أوضــح االنتشــار اجلغــرايف لـــ ‪ 180‬بنــك مشــاركة أهنــا تغطــي قــارات‬
‫آســيا وإفريقيــا وأوربــا وأمريــكا‪ ،‬علــى النحــو اآلتــي‪ :‬يوجــد يف جنــوب‬
‫آســيا ‪ 61‬بنــكاً ويف جنــوب شــرق آســيا ‪ ،34‬ويف إفريقيــا توجــد ‪34‬‬
‫مؤسســة بنكيــة تعمــل يف الســودان واجلزائــر وغينيــا وجنــوب إفريقيــا‪،‬‬
‫ويوجــد يف منطقــة الشــرق األوســط (مصــر وإيــران واألردن ولبنــان‬
‫‪(1) The Institute of Islamic Banking and Insurance; «Islamic financial institutions», (http://www.islamic-‬‬
‫‪banking.com).‬‬
‫‪(2) IBRAHIM WARDE, «Les principes religieux à l’épreuve de la mondialisation : Paradoxes de la finance‬‬
‫‪islamique», Le Monde diplomatique, Septembre 2001, p : 20.‬‬

‫‪106‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وتركيــا) ‪ 26‬مؤسســة‪ ،‬ويف دول جملــس التعــاون لــدول اخلليــج العربيــة‬


‫‪ 21‬مؤسســة‪ ،‬ويف أمريــكا وأوربــا توجــد ‪ 4‬بنــوك مشــاركة(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬كانت نســبة التمويل القطاعي خمتلفة حســباً لطبيعة املناطق والبيئات‬
‫الــيت تعمــل فيهــا بنــوك املشــاركة؛ حيــث اســتحوذت التجــارة علــى نســبة‬
‫‪ %40‬مــن إمجــايل التمويــل املمنــوح يف منطقــة اخلليــج‪ ،‬وكانــت حصــة‬
‫الزراعــة ‪ %45‬يف دول إفريقيــا‪ ،‬بينمــا بلــغ نصيــب الصناعــة ‪ %55‬مــن‬
‫إمجــايل التمويــل املمنــوح مــن قِبــل بنــوك املشــاركة يف منطقــة شــرق‬
‫آســيا(‪.)2‬‬
‫‪ .4‬كانــت نســبة متويالهتــا القطاعيــة والصيــغ الــيت مت هبــا ذلــك التمويــل‬
‫علــى النحــو التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)13‬نسب التمويل القطاعي لبنوك املشاركة وصيغ متويلها‬


‫النسبة‬ ‫صيغ التمويل‬ ‫النسبة‬ ‫التمويل القطاعي‬
‫‪15%‬‬ ‫مشاركة‬ ‫‪30%‬‬ ‫التجارة‬
‫‪10%‬‬ ‫إجـارة‬ ‫‪19%‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪9%‬‬ ‫مضاربة‬ ‫‪9%‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪45%‬‬ ‫مراحبـة‬ ‫‪13%‬‬ ‫اخلدمات‬
‫‪21%‬‬ ‫صيغ أخرى‬ ‫‪12%‬‬ ‫عقارات‬
‫‪17%‬‬ ‫استثمارات أخرى‬
‫‪100%‬‬ ‫اجملموع‬ ‫‪100%‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬الشيخ صاحل عبد اهلل كامل‪« ،‬البنوك اإلسالمية‪ ...‬أكرب إجنازات االقتصاد اإلسالمي»‪،‬‬
‫جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،196‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬

‫(‪ )1‬مسري عابد الشيخ‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،177‬ديسمرب ‪/1995‬يناير ‪ ،1996‬ص‪.9-8 :‬‬
‫(‪ )2‬مسري عابد الشيخ‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،179‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37 :‬‬

‫‪107‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وفيمــا يلــي بعــض املعلومــات حــول الوضــع القائــم لبنــوك املشــاركة الــيت‬
‫تُعبِّــر عــن منوهــا وإجنازاهتــا‪:‬‬
‫‪ .1‬معــدل النمــو الســنوي للقطــاع املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة‬
‫يــرتاوح بــني ‪ %15‬و‪ %20‬ســنوياً(‪.)1‬‬
‫يوجــد ‪ %20‬مــن العمــالء يف العــامل اإلســالمي ال يتعاملــون إال مــع بنــوك‬ ‫‪.2‬‬
‫املشــاركة و‪ %20‬ال يتعاملــون معهــا مطلقــا‪ ،‬وســتكون بنــوك املشــاركة‬
‫مســؤولة عــن إدارة ‪ %50‬إىل ‪ %60‬مــن مدخــرات العــامل العربــي‬
‫واإلســالمي يف الســنوات العشــرة املقبلــة(‪.)2‬‬
‫ازدياد األدوات االستثمارية املتاحة إىل أكثر من ‪ 12‬صيغة خمتلفة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫توجــد مخســة مــن أكــرب عشــرة بنــوك دوليــة يف العــامل‪ ،‬لديهــا فــروع‬ ‫‪.4‬‬
‫للعمــل املصــريف تعتمــد علــى صيــغ التمويــل باملشــاركة(‪.)3‬‬
‫هنــاك جتــارب ناجحــة يف بعــض الــدول األوربيــة واألمريكيــة للتطبيــق‬ ‫‪.5‬‬
‫العملــي بالصيــغ التمويليــة كاملشــاركة واملضاربــة واملراحبــة وغريهــا‪،‬‬
‫وال تقتصــر هــذه الفكــرة علــى املســلمني؛ بــل إن هنــاك مــن أصحــاب‬
‫الديانــات األخــرى مــن ِّ‬
‫يفضلــون التعامــل مــع هــذه البنــوك لثقتهــم فيها‪،‬‬
‫خاصــة أن مجيــع األديــان الســماوية حتـرِّم التعامــل بالربــا (الفائــدة)‪.‬‬
‫زيادة الدراسات حول العمل املصريف لبنوك املشاركة حتى أن صندوق‬ ‫‪.6‬‬
‫النقــد الــدويل كـوَّن وحــدة حبثيــة تعنــى هبــذا النمــوذج املصــريف «البنوك‬
‫بــال فوائــد»(‪ ،)4‬ووضــع منــذ عــام ‪ 1985‬برناجمــا ضخمــا للبحــوث يف‬
‫(‪ )1‬عبــد امللــك يوســف احلمــر‪« ،‬مــرة أخرى‪..‬ملــاذا البنــوك اإلســالمية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،194‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.26:‬‬
‫(‪ )2‬عدنــان البحــر‪« ،‬الصناعــة املصرفيــة اإلســالمية ضــرورة ال غنــى عنهــا»‪ ،‬جملــة االقتصــاد واألعمــال‪ ،‬العــدد ‪ ،245‬أيــار‬
‫‪ /‬مايــو ‪ ،2000‬ص‪.80 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد خشــان‪« ،‬البنــوك الغربيــة واإلقتــداء باملنهــج اإلســالمي»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،193‬أفريــل ‪،1997‬‬
‫ص‪.56 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد بن القري‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،158‬يونيو‪/‬يوليو ‪ ،1994‬ص‪.35 :‬‬

‫‪108‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جمــال بنــوك املشــاركة غطــى ثالثــة جوانــب أساســية وهي(‪:)1‬‬


‫ اإلطار الفكري والنظري لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫ تنظيم العالقة بينها وبني السلطات النقدية‪.‬‬
‫ حتليـل التجـربـة العـمـلـيـة هلا‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬قراءة أولية يف مسرية التجربة املصرفية لبنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬إجنازات وإجيابيات جتربة بنوك املشاركة‪:‬‬
‫إن النظــرة األوليــة لنمــو وإجنــازات بنــوك املشــاركة متكننــا مــن اســتخالص‬
‫جمموعــة مــن املالحظــات أمهها‪:‬‬
‫‪ -1.1‬إن مســرية بنــوك املشــاركة تؤكــد جناحهــا مــن خــالل األرقــام‬
‫واإلحصــاءات الــيت تبيِّــن منــو اســتثماراهتا وإقبــال العمــالء عليهــا‪ ،‬واتســاع‬
‫جمــال متويلهــا لــكل القطاعــات االقتصاديــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬تُعتــرب بنــوك املشــاركة حديثــة العهــد إذا مــا قورنــت بالتاريــخ‬
‫الطويــل للبنــوك التقليديــة‪ ،‬ومــع ذلــك أثبــت االنتشــار الســريع هلــذه البنوك‬
‫«اجلديــدة» يف العــامل واإلقبــال املتزايــد علــى خدماهتــا وجــود حاجــات‬
‫مصرفيــة كامنــة مل تُ ِشْــبعْهَا البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬إن هــذه البنــوك لــو مل تكــن قــادرة علــى االســتمرار والنجــاح‬
‫وإثبــات وجودهــا ضمــن القطــاع املصــريف العاملــي ملــا أخــذ عددهــا يف‬
‫التزايــد ســنوياً‪.‬‬
‫‪ -4.1‬جنــاح جتربــة بنــوك املشــاركة دليلــه هــو عــدم تعرضهــا للهــزات‬
‫املاليــة الكبــرية؛ رغــم حالــة الركــود االقتصــادي العاملــي‪.‬‬
‫(‪ )1‬صــاحل عبــد اهلل كامــل‪« ،‬تقديــر منــو القطــاع املصــريف اإلســالمي وآثــاره علــى ســاحة املــال العامليــة»‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.50 :‬‬

‫‪109‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -5.1‬مــن مؤشــرات جنــاح بنــوك املشــاركة هــو قيــام البنــوك التقليديــة‬


‫بفتــح أقســام وفــروع تعمــل بصيــغ التمويــل باملشــاركة حتــى تســتقطب‬
‫شــرحية العمــالء الذيــن كانــوا ال يرغبــون يف التعامــل معهــا‪ ،‬وإذا كانــت‬
‫البنــوك التقليديــة حتــاول اقتبــاس نظــام املشــاركة للتنافــس فهــذا يُعتــرب‬
‫خطــوة موفقــة حنــو نشــر الفكــرة‪ ،‬وميكــن أن تتحــول تلك البنــوك التقليدية‬
‫إىل بنــوك مشــاركة مــن خــالل اقتناعهــا أن التعامــل بصيــغ املشــاركة أفضل‬
‫مــن التعامــل بالفائــدة‪.‬‬
‫‪ -6.1‬إن إقبــال البنــوك العامليــة علــى العمــل املصــريف بصيــغ املشــاركة‪،‬‬
‫مبــا متلكــه مــن جتــارب وخــربات يف العمــل املصــريف ومبــا تتمتــع بــه مــن‬
‫تقنيــات عاليــة ســوف يســهم يف زيــادة املنافســة مــع بنــوك املشــاركة؛ األمــر‬
‫الــذي حيفزهــا علــى زيــادة الكفــاءة والفعاليــة‪.‬‬
‫‪ -7.1‬جتــاوزت بنــوك املشــاركة مرحلــة التأســيس واالنتشــار إىل مرحلــة‬
‫املنافســة حمليـاً ودولياً‪.‬‬
‫شـكل رقم (‪ :)16‬مراحـل مسيـرة بنـوك املشـاركـة‬
‫مرحلة املنافسة‬ ‫مرحلة االنتشار‬ ‫مرحلة التأسيس‬

‫ما بعد ‪2000‬‬ ‫مسرية بنوك املشاركة‬ ‫‪1975‬‬

‫‪ -8.1‬مــن أبــرز إجيابيــات بنــوك املشــاركة أهنــا فتحــت الطريــق أمــام‬


‫املفكريــن واالقتصاديــني لدراســة التجربــة ونقــد ممارســتها‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫يســاعد علــى بلــورة نــواة مدرســة « اقتصــاد املشــاركة»‪.‬‬
‫‪ -9.1‬إن بنــوك املشــاركة اســتطاعت أن تُــربز للعــامل فكــراً اقتصاديــاً‬
‫جديــداً‪ ،‬وأن تقــدم حلــوال للعديــد مــن املشــكالت الــيت يواجههــا النشــاط‬

‫‪110‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫االقتصــادي العاملــي اليــوم‪.‬‬


‫‪ -10.1‬كان لبنــوك املشــاركة أثــر إجيابــي بــارز يف إتاحــة الفرصــة‬
‫للرجــوع إىل فقــه املعامــالت املاليــة‪ ،‬واالجتهــاد يف العمليــات املصرفيــة‬
‫املعاصــرة؛ ولذلــك كثــرت البحــوث والفتــاوى والنــدوات واملؤمتــرات يف‬
‫جمــال املعامــالت املاليــة املعاصــرة‪ ،‬وهــذا إثــراء كبــري للثــروة الفقهيــة يف‬
‫العــامل اإلســالمي‪.‬‬
‫‪ -11.1‬لقــد متكنــت بنــوك املشــاركة خــالل مســريهتا مــن كســر حلقــة‬
‫االحتكار املصريف الربوي وجتاوز مســألة حتمية الفائدة (اســتحالة وجود‬
‫نظــام مصــريف يتجنــب آليــة الفائــدة)؛ وبالتــايل كشــفت هــذه التجربــة عــن‬
‫إمكانيــة اســتبدال النظــام املصــريف القائــم علــى الفائــدة بنظــام مصــريف‬
‫قائــم علــى املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -12.1‬لقــد أســهمت بنــوك املشــاركة مــن خــالل جتربتهــا يف تطويــر‬
‫مفاهيــم املشـــاركة واملخاطـــرة‪ ،‬وفكــــرة «البنــوك الشــاملة» الــيت تنشــأ اآلن‬
‫كحركيــة عامليــة جديــدة‪.‬‬
‫‪ -13.1‬إن بنــوك املشــاركة جتربــة قــد تكــون هلــا إجيابياهتــا وســلبياهتا؛‬
‫وهلــذا جيــب تشــجيع اجلوانــب اإلجيابيــة فيهــا وتنبيــه القائمــني عليهــا إىل‬
‫املشــكالت الــيت قــد تعرتضهــا وحماولــة عالجهــا‪.‬‬
‫‪ .2‬مناذج من محالت التشكيك حول جتربة بنوك املشاركة‪:‬‬
‫لقــد تعرضــت جتربــة بنــوك املشــاركة الدعــاءات وشــكوك ليــس فقــط‬
‫يف جدواهــا وجوهــر منهجهــا؛ ولكــن أيضــا يف مصداقيــة ممارســتها مــع‬
‫مبادئهــا املعلنــة(‪ ،)1‬ونعــرض فيمــا يلــي منــاذج مــن محــالت التشــكيك الــيت‬

‫(‪ )1‬أبو اجملد حرك‪« ،‬البنوك اإلسالمية ماهلا وما عليها»‪ ،‬دار الصحوة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1988 ،1‬ص‪.127 :‬‬

‫‪111‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫تكشــف عــن طبيعــة االنتقــادات املوجهــة هلــذه البنــوك هبــدف حتجيــم‬


‫جتربتهــا املتناميــة ‪:‬‬
‫‪ -1.2‬وصــف القائمــني علــى بنــوك املشــاركة بأهنــم يســتغلون املتعاملــني‬
‫حتــت اســم اإلســالم‪.‬‬
‫‪ -2.2‬التشــكيك يف معامــالت هــذه البنــوك واإلدعــاء بأهنــا ال ختتلــف‬
‫عــن معامــالت البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -3.2‬هنــاك مــن يــرى أهنــا بنــوك تســعى للربــح دون املخاطــرة‪ ،‬أكثــر‬
‫مــن أهنــا تنمويــة تعمــل علــى دفــع عجلــة التنميــة االقتصاديــة يف الــدول‬
‫الــيت تعمــل هبــا‪.‬‬
‫‪ -4.2‬التشــكيك يف عدالــة توزيــع األربــاح بــني املســامهني واملودعــني‪،‬‬
‫باحلديــث عــن فــروق كبــرية بــني عائــد كل منهمــا لصــاحل املســامهني دون‬
‫املودعــني‪.‬‬
‫‪ -5.2‬ومــن التشــكيك كذلــك اإلدعــاء بــأن عنصــر الفائــدة يف البنــوك‬
‫التقليديــة هــو احلافــز الضاغــط علــى اإلدارة حلســن اســتثمار األمــوال‬
‫هبــا‪ ،‬بينمــا تعمــل إدارة بنــوك املشــاركة باســرتخاء يف أداء أعماهلــا بســبب‬
‫احتمــال عــدم توزيــع عائــد علــى اإليداعــات التفاقهــا مســبقا علــى إمــكان‬
‫حــدوث ذلــك‪.‬‬
‫‪ -6.2‬هنــاك مــن أرجــع خشــيته علــى أمــوال املودعــني يف بنــوك املشــاركة‬
‫إىل أســباب احتماليــة‪« :‬كاحتمــال وجــود قــرارات ســرية يف البنــوك‬
‫بتخفيــض العائــد واحتمــال ســوء املعاجلــة احملاســبية‪ ،‬واحتمــال اتفــاق‬
‫البنــك املركــزي مــع البنــوك بعــدم زيــادة العائــد املــوزع عــن الفائــدة املعلنــة‪،‬‬

‫‪112‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫واحتمــال ســوء التشــغيل واإلدارة»(‪.)1‬‬


‫إن هــذه الشــكوك التحوطيــة ال ينبغــي أن تؤثــر علــى حركــة بنــوك املشــاركة‬
‫ومســريهتا؛ بــل جيــب أن تكــون دافع ـاً هلــا الســتدراك األخطــاء وعالجهــا‪،‬‬
‫تســاعدها يف ذلــك أجهــزة رقابتهــا املتعــددة واملتكاملــة مــن أجــل تعزيــز‬
‫الثقــة فيهــا‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلكيــم زعــري‪« ،‬مــن حيمــي أمــوال املودعــني بالبنــوك اإلســالمية»‪ ،‬جملــة األهــرام االقتصــادي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫العــدد ‪ 20 ،927‬أكتوبــر ‪ ،1986‬ص‪.62 -61 :‬‬

‫‪113‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ﺗﻘﻮﻳــﻢ أداء اﻟﻨﺸــﺎط اﻟﻤﺼﺮﻓــﻲ ﻟﺒﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬
‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مـظاهـر تـقـويــم أداء بنـوك املـشــاركـــة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬تقييم دور بنوك املشاركة يف تعبئة وتوظيف املوارد املالية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسـة مقارنـة ألداء البنوك التقليديـة وبنوك املشاركـة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مظـاهر تقويم أداء بنوك املشـاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬مفهوم عملية تقويم األداء وأمهيتها بالنسبة لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫لقــد قامــت عــدة دراســات متفرقــة حتــاول تقويــم جوانب النشــاط املصريف‬
‫لبنــوك املشــاركة؛ وذلــك مــن أجــل الوقــوف علــى مــدى جنــاح هــذه البنــوك‬
‫يف حتقيــق األهــداف الــيت أنشــئت مــن أجلهــا‪.‬‬
‫وتُعـرَّف عمليــة تقويــم األداء علــى أهنــا‪« :‬جمموعــة اإلجــراءات الــيت تقــارن‬
‫فيهــا النتائــج احلقيقيــة للنشــاط بأهدافــه املقــررة قصــد بيــان مــدى‬
‫انســجام تلــك النتائــج مــع األهــداف لتقديــر مســتوى فعاليــة أداء النشــاط‪،‬‬
‫كمــا تقــاس وتقــارن فيــه عناصــر مدخــالت النشــاط مبخرجاتــه‪ ،‬وتــدرس‬
‫أســاليب تنفيــذه قصــد التأكــد مــن أن أداء النشــاط قــد مت بدرجــة عاليــة‬
‫مــن الكفايــة [الكفــاءة] املعــرب عنهــا بتحقيق أفضــل النتائج بأقــل األعباء»(‪.)1‬‬
‫وميكن تبسيط التعريف السابق يف هذا الشكل التخطيطي‪:‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264 :‬‬

‫‪114‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شـكـــل رقــم (‪ :)17‬مظاهـــر عمليـــة تقويـــم األداء وأمهيتهـــا يف بنـــوك‬


‫املشاركــة‪.‬‬
‫عملية تقويم األداء‬
‫)‪(Performance evaluation‬‬

‫مظهر «كفاءة األداء»‬ ‫اختيار املعايري ومؤشرات القياس‬ ‫التعرف على األهداف‬ ‫مظهر «فعالية األداء»‬
‫)‪(Efficiency‬‬ ‫قياس األداء استخراج نتائج التقويم‬ ‫مجع املعلومات الفعلية‬ ‫)‪(Effectiveness‬‬

‫تقدير مدى حسن استخدام املوارد‬ ‫كشف نقاط القوة ونقاط الضعف‬ ‫تقدير مستوى حتقيق األهداف‬
‫)تحقيق أفضل النتائج بأقل التكاليف(‬ ‫(تصحيح االحنرافات)‬ ‫(درجة بلوغ األهداف)‬

‫تطوير األداء وحتسني مستوى إدارة بنوك املشاركة‬ ‫[النتائج احملققة] مقارنة‬
‫املخرجـات ‪/‬املدخـالت‬ ‫(ترشيد مسرية بنوك املشاركة)‬ ‫[األهداف املقررة]‬

‫لقــد ظهــرت أمهيــة تقويــم أداء بنــوك املشــاركة نظــراً ملــا تصادفــه مــن‬
‫مشــاكل يف الواقــع العملــي‪ ،‬ومــدى قــدرة القائمــني علــى إدارة هــذه البنــوك‬
‫يف التغلــب علــى تلــك املشــكالت‪ ،‬واالرتقــاء مبســتوى أدائهــا ملواجهــة‬
‫املنافســة يف الســوق املصرفيــة اإلقليميــة والدوليــة(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬حتديد أهداف بنوك املشاركة اخلاصة بعملية تقويم األداء‪:‬‬
‫إن بنــوك املشــاركة تتميــز عــن البنــوك التقليديــة مبجموعــة مــن األهــداف‬
‫اخلاصــة هبــا مــن أمههــا‪ :‬ختليــص أكــرب عــدد مــن اجلمهــور مــن التعامــل‬
‫الربــوي والتــزام الشــرعية يف معامالهتــا واملســامهة يف التنمية االقتصادية‬

‫(‪ )1‬حممــد حممــد إبراهيــم البلتاجــي‪« ،‬معايــري تقويــم أداء املصــارف اإلســالمية‪ :‬دراســة نظريــة تطبيقيــة»‪ ،‬ملخــص رســالة‬
‫دكتــوراه‪ ،‬يف جملــة دراســات اقتصاديــة إســالمية‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬اجمللــد‬
‫‪ ،5‬العــدد ‪ ،1998 ،2‬ص‪.111 :‬‬

‫‪115‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وحتقيــق ربــط التمويــل باإلنتــاج‪ ،‬وحفــظ رؤوس األمــوال وتنميتهــا‪.)2(1‬‬


‫وحاولــت دراســة أحــد الباحثــني إجيــاد معايــري لتقويــم أداء بنــوك املشــاركة عــن‬
‫طريــق تصميــم منــوذج حيتــوي علــى جمموعــة مــن املعايــري واملؤشــرات املاليــة‬
‫هبــدف التعــرف عــن مــدى حتقيقهــا ألهدافهــا‪ ،‬ومادامــت عمليــة التقويــم تبــدأ‬
‫بتحديــد أهــداف البنــوك فقــد خلُــص إىل أن اهلــدف الرئيــس لبنــوك املشــاركة‬
‫هو»تقديــم اخلدمــات املصرفيــة واالســتثمارية يف إطار األحكام الشــرعية» ويف‬
‫ســبيل حتقيــق هــذا اهلــدف فــإن بنــوك املشــاركة لديهــا العديــد مــن األهــداف‬
‫الفرعيــة األخــرى مت تقســيمها إىل أهــداف ماليــة وأهــداف خاصــة باملتعاملــني‬
‫وأهــداف داخليــة وأهــداف ابتكاريــة‪ ،‬كمــا هــو موضــح يف الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شـكـل رقم (‪ :)18‬أهـداف بـنـوك املـشـاركـة املستخدمة يف منـوذج تقويـم األداء‪.‬‬
‫تقديم اخلدمات املصرفية واالستثمارية‬
‫يف إطار األحكام الشرعية‪.‬‬

‫أهـــداف خاصــة‬ ‫أهـداف مالـيـة‬


‫أهداف ابتكاريـة‬ ‫أهـداف داخليـة‬
‫باملتعاملــني‬

‫ابتكار صيغ االستثمار‬ ‫تنمية املوارد البشرية‬ ‫تقديم اخلدمات املصرفية‬ ‫جذب وتنمية الودائع‬

‫ابتكار وتطوير اخلدمات‬ ‫الــنــمـــو‬ ‫توفري التمويل‬ ‫استثمار األموال‬


‫للمستثمرين‬

‫االنتشـــــار‬ ‫توفري األمان للمودعني‬ ‫حتقيق األرباح‬

‫املصدر‪ :‬حممد حممد إبراهيم البلتاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117 :‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300 ،274 :‬‬

‫‪116‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬تقييم دور بنوك املشاركة يف تعبئة وتوظيف املوارد املالية‬


‫‪ .1‬تقويم جوانب الفعالية والكفاءة يف أداء بنوك املشاركة‪:‬‬
‫قــام أحــد الباحثــني بدراســة حتــاول تقويــم جممــل النشــاط املصــريف لعينــة‬
‫مــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬عــن طريــق التمييــز بــني مظهري تقويــم األداء (فعالية‬
‫وكفــاءة)؛ حيــث إن الطبيعــة اخلاصــة لبنــك املشــاركة جتعلــه خيتــص‬
‫بأهــداف إضافيــة مميــزة ممــا يُتيــح تقويــم أدائــه مــن حيــث الفعاليــة مــن‬
‫جهــة‪ ،‬وذلــك يف ضــوء األهــداف االجتماعيــة والتنمويــة الــيت يســعى إليهــا‪،‬‬
‫وكذلــك مــن حيــث كفــاءة أدائــه يف التوفيق بني اعتبارات الرحبية والســيولة‬
‫واألمــان‪ ،‬وحتقيــق أفضــل النتائــج بأقــل التكاليــف املمكنــة؛ «وبذلــك تبــدو‬
‫عمليــة تقويــم األداء يف بنــك املشــاركة أوســع جمــاال وأكثــر تعقيــدا ممــا هــي‬
‫عليــه يف البنــك التقليــدي»(‪.)1‬‬
‫يتمثــل الفصــل بــني مظهــري تقويــم األداء يف البنــوك التقليديــة مــن خــالل‬
‫ختصيــص جانــب الكفــاءة بتحقيــق هــدف الرحبيــة‪ ،‬باعتبــار الرحبيــة‬
‫مت ِّثــل حســن اســتخدام املــوارد وحتقيــق أفضــل النتائــج مبعنــى حتســني‬
‫نســبة املخرجــات للمدخــالت‪ ،‬وتُعــد الســيولة واألمــان أهدافــاً مســتقلة‬
‫عــن هــدف الرحبيــة خيتــص هبــا تقويــم الفعاليــة‪ .‬بينمــا تُعتــرب األهــداف‬
‫املميــزة لبنــوك املشــاركة منطلقـاً لتحقيــق جانــب تقويــم فعاليــة األداء مــن‬
‫جهــة‪ ،‬يف حــني أن التأليــف األمثــل بــني مصــادر التمويــل واالســتخدامات‬
‫يف ظــل اعتبــارات الرحبيــة والســيولة واألمــان يُعتــرب جمــاالً لتقويــم كفــاءة‬
‫األداء‪.‬‬
‫وفضـالً عــن ذلــك‪ ،‬يعــرتف هــذا الباحــث بــأن حماولــة التقويــم هــذه قــد ال‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.301 :‬‬

‫‪117‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ترقــى لبلــوغ املأمــول منهــا وذلــك لســبب رئيــس يتمثــل يف قصــور البيانــات‬
‫واملعلومــات املنشــورة عــن بنــوك املشــاركة لتلبيــة احتياجــات التقويــم‪...‬‬
‫فهــذه البنــوك «تبــدو ‪-‬فيمــا عــدا النشــرات الدعائيــة‪ -‬ضنينــة البيانــات‬
‫الــيت متثــل حــدا مقبــوال ومطلوبــا مــن اإلفصــاح والتفصيــل ووحــدة العرض‬
‫والتبويــب ممــا حيــد مــن عمليــة التقويــم ويقيِّــد مــن ممارســتها علــى النحــو‬
‫املأمــول»(‪.)1‬‬
‫لقــد خلصــت الدراســة إىل املظاهــر الرئيســة الــيت نوجزهــا يف اجلــدول‬
‫التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.258 :‬‬

‫‪118‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)14‬تقويم فعالية وكفاءة أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‪.‬‬

‫نتائــج تقويـم أداء بنـوك املشـاركة‬ ‫أهــم املؤشـرات املتاحـة‬ ‫أهداف بنوك املشاركة‬ ‫اجلانب‬
‫‪ -1‬تطور معقول (= فعالية مناسبة)‪.‬‬ ‫‪ -1‬تطور عدد بنوك املشاركة وتوزيعها‪.‬‬
‫‪ -2‬تطــور حجــم األمــوال املودعــة واملســتثمرة يف‬
‫‪ -2‬معدالت معقولة‪.‬‬ ‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫‪ 1‬ختليص أكرب عدد‬
‫من اجلمهور من التعامل ‪ -3‬حجــم األمــوال املُــدارة مــن طرف بنوك املشــاركة‬
‫‪ -3‬نشاط حمدود‪.‬‬ ‫منســوبة إىل حجــم األمــوال املتاحة يف اجملتمع‪.‬‬ ‫الربوي‪.‬‬
‫‪ -4‬تطــور حجــم وعــدد احلســابات اجلاريــة وودائــع‬
‫‪ -4‬معدالت معقولة‪.‬‬ ‫االســتثمار‪.‬‬
‫‪ -1‬تطــور حجــم النشــاط التعاونــي إىل حجــم‬
‫* نطاق حمدود‪.‬‬ ‫النشــاط الكلــي يف البنــك‪.‬‬
‫‪ 2‬توسيع نطاق العمل ‪ -2‬األشــكال التعاونيــة اجلديــدة الــيت يقدمهــا‬
‫(بنــوك املشــاركة مل تتجــه بعــد إىل توســيع‬ ‫البنــك‪.‬‬ ‫التعاوني‪:‬‬

‫‪ 1‬تـقـويـم جـانـب فـعـالـيـة األداء‬


‫نطــاق العمــل التعاونــي مبظهريــه)‪.‬‬ ‫ يف التعامل مع اجلمهور‪ -3 .‬متابعــة توصيــات املؤمتــرات املتعلقــة خبطــط‬
‫االســتثمار اجلماعــي‪.‬‬ ‫ بني بنــوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطــور حجــم املســتثمر يف مشــاريع مشــرتكة إىل‬
‫إمجــايل االســتثمارات‪.‬‬
‫‪ -1‬تطــور حجــم أمــوال الــزكاة املُــدارة مــن طــرف‬
‫* مســألة الــزكاة هلــا حجــم بســيط مــن جممــل‬ ‫البنــك‪.‬‬
‫نشــاط بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫‪ 3‬حماربة الفقر وحتقيق ‪ -2‬تطور حجم الزكاة املدفوعة من طرف البنك‪.‬‬
‫‪ -3‬تطــور حجــم القــروض احلســنة وتوزيعهــا‬ ‫العدالة االجتماعية‪:‬‬
‫(بنــوك املشــاركة ليســت غافلــة عــن هــذا‬ ‫النســي علــى أنواعهــا‪.‬‬ ‫ إدارة أموال الزكاة‪.‬‬
‫اجلانــب االجتماعــي‪ +‬حيتــاج إىل املزيــد مــن‬ ‫‪ -4‬تطــور حجــم وعــدد احلســابات اخلاصــة‬ ‫ اإلقراض احلسن‪.‬‬
‫االهتمــام)‪.‬‬ ‫بالتربعــات والصدقــات‪.‬‬
‫‪ -1‬بنــوك املشــاركة ليســت غافلــة عــن هــذا‬ ‫‪ -1‬التحليــل التفصيلــي الســتثمارات البنــك‬
‫اهلــدف التنمــوي‬ ‫‪ 4‬املسامهة يف التنمية و تطو ر هــا ‪.‬‬
‫‪ -2‬االســتثمار التنمــوي مطمــح مل يتســع‬ ‫‪ -2‬مشــاركة البنــك يف مشــروعات تنمويــة يف‬ ‫االقتصادية‪:‬‬
‫ويتطــور علــى النحــو املأمــول‪.‬‬ ‫ االستثمار وفق أولويات ا جملتمــع ‪.‬‬
‫‪ -3‬نشاط حمدود‪.‬‬ ‫‪ -3‬مشــاركة البنــك مــع جمموعــة بنــوك املشــاركة‬ ‫املصلحة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬االســتثمار وفــق األولويــات مل يتخــذ طابــع‬ ‫ ربط االدخار واالستثمار يف توجيــه األمــوال حنــو مناطــق النــدرة يف رؤوس‬
‫اخلطــة امللتــزم هبــا مــن طــرف بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫األمــوال‪.‬‬ ‫بعملية اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -1‬الرتكيـز على التوظيـف قصيـر األجل (غري‬ ‫‪ -1‬مؤشرات التوازن يف اهليكل املايل‪.‬‬
‫‪ 2‬تقويم كفاءة األداء‬

‫مالئم)‪.‬‬
‫‪ -2‬مستوى معقول من السيولة‪.‬‬ ‫‪ -2‬مؤشرات السيــــــولة‪.‬‬
‫‪ -3‬تغطية مناسبة وضمان كاف (بالنسبة‬ ‫‪ 5‬احلفاظ على املال‬
‫للحسابات اجلارية)‪.‬‬ ‫‪ -3‬مؤشرات األمان أو الضمان‪.‬‬ ‫وتنميته‪:‬‬
‫‪ -4‬رحبية ضعيفة ‪ +‬عائد ضئيل (مقارنة مع‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬وهذا غري مقبول)‪.‬‬ ‫‪ -4‬مؤشرات العــائد والرحبية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.378 -300 :‬‬

‫‪119‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .2‬تقييم الدور االقتصادي لبنوك املشاركة‪:‬‬


‫قامــت جمموعــة مــن اخلــرباء بدراســة ميدانيــة هبــدف تقييــم الــدور‬
‫االقتصــادي لعيِّنــة مــن بنــوك املشــاركة (ن = ‪ )19‬مــن خالل تعبئة وتوظيف‬
‫مواردهــا‪ ،‬وكشــفت عــن نقــاط القــوة ونقــاط الضعــف يف أداء هــذه البنــوك‬
‫نلخصهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)15‬تقييـم الدور االقتصـادي لبنـوك املـشـاركـة‬
‫تقييـــم عام لبنوك املشـــاركة‬ ‫النسبة‬ ‫املعيـــار املستخدم‬
‫‪ -‬قامــت بنــوك املشــاركة بصفــة عامــة بــدور ملمــوس يف جمــال تعبئــة‬ ‫أ على مستوى حجم املوارد اإلمجالية‪:‬‬

‫‪ 1‬جذب املدخرات وتعبئة املوارد املالية‬


‫املــوارد املاليــة وجتميــع املدخــرات‪ ،‬وهــو مــا يعــي أن هــذه البنــوك‬ ‫‪%‬منو إمجايل املوارد‪:‬‬
‫ســامهت بــدور هــام يف متويــل عمليــات التنميــة االقتصاديــة؛ حيــث‬ ‫معقولة‬ ‫حجم املوارد للسنة (ن) ‪ -‬حجم املوارد للسنة (ن‪)1-‬‬
‫ســجل املؤشــر منــواً مســتمراً مــن ســنة ألخــرى‪.‬‬ ‫حجم املوارد للسنة (ن ‪)1-‬‬
‫‪ -‬متثــل الودائــع املصــدر الرئيــس الــذي تعتمــد عليــه هــذه البنــوك يف‬ ‫ب على مستوى مصادر املوارد‪:‬‬
‫متويــل أنشــطتها املختلفــة وخاصــة نشــاطها االســتثماري‪ ،‬وكان مــن‬ ‫‪ %‬إمجايل الودائع إىل إمجايل املوارد‪.‬‬
‫مرتفعة املفــروض أن متثــل حقــوق امللكيــة أمهيــة أكــرب لــدى بنــوك املشــاركة‬ ‫‪ %‬حقوق امللكية إىل إمجايل املوارد‪.‬‬
‫منخفضة كمصــدر لتمويــل مشــروعاهتا االســتثمارية التنمويــة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتــرب ارتفــاع نســبة الودائــع االســتثمارية إىل إمجــايل الودائــع مؤشــراً‬ ‫جـ على مستوى األمهية النسبية ألنواع الودائع‪:‬‬
‫مرتفعة إجيابيــاً؛ ألن النشــاط االســتثماري هلــذه البنــوك يعتمــد علــى هــذه‬ ‫‪ %‬الودائع االستثمارية إىل إمجايل الودائع‪.‬‬
‫منخفضة الودائــع االســتثمارية لتمويــل مشــروعاهتا‪.‬‬ ‫‪ %‬الودائع اجلارية إىل إمجايل الودائع‪.‬‬
‫‪ -‬إن بنــوك املشــاركة مل تقــم بالــدور االقتصــادي املأمــول منهــا يف‬ ‫أ على مستوى آجال التوظيف‪:‬‬
‫منخفضة جمــال االســتثمارات طويلــة األجــل ذات األثــر التنمــوي املرتفــع؛ حيــث‬
‫‪ %‬التوظيف طويل األجل إىل إمجايل التوظيف‪.‬‬
‫بنسبة اعتمــدت بصــورة شــبه كاملــة علــى االســتثمارات قصــرية األجــل‪ ،‬وهــذا‬

‫‪ 2‬توظيف واستثمار املوارد املالية‬


‫يتعــارض مــع الطبيعــة االســتثمارية اخلاصــة هلــذه البنــوك‪.‬‬ ‫كبرية‬
‫‪ -‬إن غالبيــة بنــوك املشــاركة جتنَّبــت االعتمــاد علــى األســاليب‬ ‫ب على مستوى أساليب التوظيف‪:‬‬
‫‪ %‬االســتثمار باملشــاركة واملضاربــة إىل إمجــايل منخفضة االســتثمارية األكثــر مالءمــة لطبيعتهــا‪ ،‬والــيت تعكــس طبيعــة النمــوذج‬
‫(أمهية التمويلــي اجلديــد مثــل املشــاركة واملضاربــة واالســتثمار املباشــر‪،‬‬ ‫ا لتو ظيــف ‪.‬‬
‫حمدودة) واعتمــدت بصــورة أساســية علــى األســاليب الــيت تتميــز باخنفــاض‬
‫درجــة املخاطــرة مثــل‪ :‬املراحبــة والتأجــري التمويلــي والبيــع اآلجــل‪.‬‬
‫‪ -‬إن الــدور االقتصــادي الــذي كان مأمــوالً مــن بنــوك املشــاركة القيــام‬ ‫جـ على مستوى جماالت التوظيف‪:‬‬
‫بــه يف جمــال االهتمــام باالســتثمار يف القطاعــات اإلنتاجيــة لقطاعــي‬
‫‪ %‬االســتثمار يف قطاعــي الزراعــة والصناعــة إىل‬
‫منخفضة الزراعــة والصناعــة خاصــة ‪-‬نظــراً ألمهيتهــا يف عمليــة التنميــة‪-‬‬
‫إمجــايل التوظيــف‪.‬‬
‫مل يتحقــق يف أغلــب احلــاالت واعتمــدت هــذه البنــوك علــى قطــاع‬
‫التجــارة لتوظيــف مواردهــا‪.‬‬

‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنــة األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬موســوعة تقويــم‬
‫أداء البنــوك اإلســالمية‪ :‬تقويــم الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬ج‪ ،4‬املعهــد العاملــي‬

‫للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪20-16 :‬؛ ‪.193-188‬‬

‫‪120‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬دراسة مقارنة ألداء البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬


‫قامــت دراســة حديثــة بتحليــل جتربــة بنــوك املشــاركة مقارنــة مــع البنــوك‬
‫التقليديــة يف ســنوات التســعينيات مــن القــرن املاضــي باســتخدام حتليــل‬
‫اجتاهــات النمــو والتحليــل بالنســب املاليــة‪ ،‬وتوصلت إىل أن بنوك املشــاركة‬
‫حمـــل العينـــة (ن = ‪ )12‬كانــت أحســن أداء مــن البنــوك التقليديــة املماثلــة‬
‫(مــن نفــس الدولــة ومــن نفــس احلجــم)‪ ،‬خــالل فــرتة الدراســة (‪-1990‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )1998‬الــيت مت تقســيمها إىل مرحلتــني ملعرفــة اجتــاه التغــري‪.‬‬
‫‪ .1‬حتليــل مقــارن الجتاهــات النمــو بــني البنــوك التقليديــة وبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫بينــت الدراســة باســتخدام حتليــل النمــو ألهــم املتغــريات (جممــوع حقــوق‬
‫املســامهني وجممــوع الودائــع وجممــوع االســتثمارات وجممــوع األصــول) أن‬
‫بنــوك املشــاركة حققــت معــدالت منــو أعلــى مــن البنــوك التقليديــة خــالل‬
‫املرحلــة (‪ )1994-1990‬وكذلــك طيلــة فــرتة التســعينات‪ ،‬مثلمــا يوضحــه‬
‫اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)16‬مقارنــة معــدالت النمــو الســنوية بــني البنــوك التقليديــة‬
‫وبنــوك املشــاركة يف التســعينيات‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫جمموع األصول‬ ‫جمموع االستثمارات‬ ‫جمموع الودائع‬ ‫جمموع حقوق امللكية‬ ‫املتغريات‬
‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫الفرتة‬
‫املشاركة التقليدية‬ ‫املشاركة التقليدية املشاركة التقليدية‬ ‫املشاركة التقليدية‬
‫‪4,8%‬‬ ‫‪9,3%‬‬ ‫‪0,8% -‬‬ ‫‪11,3%‬‬ ‫‪3,1%‬‬ ‫‪9,3%‬‬ ‫‪6,4%‬‬ ‫‪7,9%‬‬ ‫‪1994-1990‬‬
‫‪6,6%‬‬ ‫‪6,8%‬‬ ‫‪9,1%‬‬ ‫‪7,3%‬‬ ‫‪7,2%‬‬ ‫‪6,1%‬‬ ‫‪4,7%‬‬ ‫‪10,5%‬‬ ‫‪1997-1994‬‬
‫‪5,6%‬‬ ‫‪8,2%‬‬ ‫‪3,3%‬‬ ‫‪9,6%‬‬ ‫‪4,8%‬‬ ‫‪7,9%‬‬ ‫‪5,6%‬‬ ‫‪9,0%‬‬ ‫‪1997-1990‬‬
‫املصــدر‪MUNAWAR IQBAL, «Islamic and Conventional banking in the nineties: A :‬‬
‫‪comparative study», Islamic Economic studies, Islamic Research and training‬‬
‫‪institute, Islamic Development Bank, Jeddah, vol 8, N°:2, April 2001, P: 20.‬‬

‫‪121‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يالحَــظ أن بنــوك املشــاركة ســجلت معــدالت منــو أعلــى مــن البنــوك‬


‫التقليديــة خــالل املرحلتــني بالنســبة جملمــوع حقــوق املســامهني وجممــوع‬
‫األصــول‪ ،‬بينمــا اخنفضــت معــدالت منوهــا خــالل املرحلة الثانيــة (‪-1994‬‬
‫‪ )1997‬بالنســبة جملمــوع الودائــع وجممــوع االســتثمارات‪.‬‬
‫أظهــر حتليــل االجتــاه وجــود بــطء تدرجيــي يف منــو بنــوك املشــاركة (‪)%10‬‬
‫مقارنــة بســنوات الثمانينــات (‪ ،)%15‬ويعــود هــذا االجتــاه إىل أربعة أســباب‬
‫هي(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬حدثــت تعبئــة كبــرية للودائــع خــالل الثمانينيــات نتيجــة ُّ‬
‫متكــن بنــوك‬
‫املشــاركة مــن جــذب األمــوال الــيت كانــت ال تتعامــل مــع املؤسســات‬
‫املصرفيــة التقليديــة‪ ،‬وبعــد ‪ 15-10‬ســنة وجــدت هــذه املدخــرات‬
‫طريقهــا إىل بنــوك املشــاركة‪ ،‬وبنــاءً علــى ذلــك فــإن معــدل منــو الودائع‬
‫بــدأ ينخفــض‪.‬‬
‫‪ .2‬ارتفــع خــالل التســعينيات عــدد البنــوك التقليديــة الــيت بــدأت تقــدم‬
‫املنتجــات املصرفيــة الــيت تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة‪ ،‬ومــن احملتمــل‬
‫جــداً أن بعــض ودائــع بنــوك املشــاركة حتولــت إىل تلــك البنــوك‪.‬‬
‫‪ .3‬مت يف التســعينيات تأســيس صناديــق االســتثمار باملشــاركة‪ ،‬فتحوّلــت‬
‫بعــض ودائــع بنــوك املشــاركة إىل هــذه الصناديــق أيضـاً‪.‬‬
‫‪ .4‬ميثــل االخنفــاض يف النمــو ظاهــرة إحصائيــة (طبيعيــة)؛ حيــث إن‬
‫معــدل منــو أي صناعــة يتجــه حنــو االخنفــاض عندمــا تنضــج‪.‬‬

‫‪)1( Munawar iqbal, OP.Cit, P: 5, 25.‬‬

‫‪122‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬حتليــل مقــارن ملؤشــرات األداء بــني البنــوك التقليديــة وبنــوك‬


‫املشــاركة‪:‬‬
‫بينــت الدراســة باســتخدام حتليــل النســب املاليــة (نســبة رأس املــال‪/‬‬
‫األصــول‪ ،‬الســيولة‪ ،‬التوظيــف‪ ،‬التكلفــة ‪ /‬الدخــل‪ ،‬الرحبيــة)‪ ،‬أن بنــوك‬
‫املشــاركة حققــت مســتويات جيــدة مــن األداء مقارنــة مــع البنــوك التقليدية‬
‫خــالل فــرتة التســعينيات‪ ،‬مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)17‬مقارنــة التحليــل بالنســب املاليــة بــني البنــوك التقليديــة‬
‫وبنــوك املشــاركة يف التســعينيات‪.‬‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫‪1997 1990‬‬ ‫‪1997 1994‬‬ ‫‪1994 1990‬‬ ‫الفرتة‬
‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫البنوك‬ ‫بنوك‬ ‫النسب املالية‬
‫املشاركة التقليدية املشاركة التقليدية‬ ‫املشاركة التقليدية‬ ‫النسبة‬
‫نسبة رأس املال‬
‫‪9,0%‬‬ ‫‪9,6%‬‬ ‫‪9,0%‬‬ ‫‪10,0%‬‬ ‫‪9,0%‬‬ ‫‪9,3%‬‬ ‫رأس املال‪ /‬األصول‬ ‫األصول‪:‬‬
‫األصول السائلة‪/‬‬
‫‪31,9%‬‬ ‫‪18,5%‬‬ ‫‪39,3%‬‬ ‫‪15,7%‬‬ ‫‪27,7%‬‬ ‫‪20,2%‬‬ ‫جمموع الودائع‬ ‫نسبة السيولة‪:‬‬
‫جمموع‬
‫االستثمارات‪ /‬حقوق‬
‫‪73,3%‬‬ ‫‪93,7%‬‬ ‫‪69,0%‬‬ ‫‪96,0%‬‬ ‫‪75,8%‬‬ ‫‪92,2%‬‬
‫امللكية‪+‬الودائع‬
‫جمموع‬ ‫نسب التوظيف‪:‬‬
‫االستثمارات‪/‬‬
‫‪68,9%‬‬ ‫‪82,0%‬‬ ‫‪63,1%‬‬ ‫‪84,0%‬‬ ‫‪72,3%‬‬ ‫‪80,7%‬‬
‫جمموع اخلصوم‬
‫نسبة التكلفة‬
‫غ‪.‬م‬ ‫‪55,4%‬‬ ‫‪60,3%‬‬ ‫‪52,4%‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫‪55,9%‬‬ ‫التكلفة‪/‬الدخل‬ ‫الدخل‬
‫غ‪.‬م‬ ‫‪2,0%‬‬ ‫‪1,4%‬‬ ‫‪2,3%‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫‪1,9%‬‬ ‫العائد على األصول‬
‫غ‪.‬م‬ ‫‪21,2%‬‬ ‫‪15,0%‬‬ ‫‪22,6%‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫‪19,9%‬‬ ‫العائد على حقوق‬ ‫نسب الرحبية‪:‬‬
‫امللكية‬

‫املصدر‪Munawar Iqbal, OP.Cit, P: 22 :‬‬

‫‪123‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫أظهــر حتليــل النســب نتائــج مرضيــة‪ ،‬وبصفــة عامــة فــإن بنــوك املشــاركة‬
‫جيــدة مــن حيــث رأمساهلــا ورحبيتهــا واســتقرارها‪ ،‬وحققــت أحســن‬
‫اســتخدام ألمواهلــا ومصاريــف أقــل يف عملياهتــا‪ ،‬وهــي ال تعانــي مــن‬
‫فائــض الســيولة كمــا هــو شــائع عنهــا‪.‬‬
‫وتَعتــرب هــذه الدراســة أن نتائجهــا هــي مبثابــة مؤشــر لتجربــة بنــوك‬
‫املشــاركة وليســت نتائــج هنائيــة؛ الــيت مــن املأمــول أن تتوصــل إليهــا أحبــاث‬
‫تطبيقيــة أخــرى‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﺸﺎﻛﻞ وآﻓﺎق ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬الـمـشـاكـل الـمـحـاسبـيـة فـي بـنـوك الـمـشــاركـة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬الـمـعـوقـات والـتـحـديـات الي تواجـه بنوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اآلفــاق الـمـسـتـقـبـلـيـة لبـنـوك الـمـشـاركـــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬املشاكل احملاسبية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫تناولــت الدراســة امليدانيــة الــيت قامــت هبــا جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء‬
‫االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني اجلوانــب احملاســبية املختلفــة‬
‫لبنــوك املشــاركة(‪ ،)1‬وســنقوم بإبــراز أهــم املشــاكل احملاســبية الــيت كشــفتها‬
‫هــذه الدراســة‪.‬‬
‫‪ .1‬مشاكل وشكاوى احملاسبني يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يُعتــرب التدريــب متطلبــاً حيويــاً يف بنــوك املشــاركة ســواء كان بالنســبة‬
‫للمحاســبني اجلــدد الذيــن ســبق هلــم العمــل يف البنــوك التقليديــة أو مل‬
‫يســبق هلــم العمــل مطلق ـاً‪ ،‬أو كان بالنســبة للمحاســبني القدامــى لتطويــر‬
‫وتنميــة مهاراهتــم وتأهيلهــم لوظائــف قياديــة‪.‬‬
‫أوضــح االســتقصاء لعينــة مــن بنــوك املشــاركة (ن = ‪ )16‬أن ‪ %62,5‬منهــا‬
‫فقــط هتتــم بتدريــب احملاســبني اجلــدد واملنقولــني إليهــا مــن بنــوك تقليدية‬
‫(‪ )1‬قــام املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي بتشــكيل جلنــة مــن األســاتذة الشــرعيني واالقتصاديــني واحملاســبني واإلداريــني‬
‫واخلرباء املصرفيني للقيام بدراســة شــاملة عن تقويم أداء بنوك املشــاركة يف اجملاالت الشــرعية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫واإلداريــة واحملاســبية‪ ،‬وتتنــاول الدراســة اجلوانــب احملاســبية لســبعة عشــرة بنــك مشــاركة تغطــي أهــم البنــوك يف العــامل‬
‫ومثانــي دول هــي‪ :‬مصــر واإلمــارات وقطــر والبحريــن واململكــة العربيــة والســودان وجيبوتــي وقــربص‪ ،‬وتتكــون الدراســة مــن‬
‫مخســة أجــزاء رئيســة هــي‪:‬‬
‫معلومــات عامــة عــن نشــاط بنــوك املشــاركة‪ ،‬والتكويــن الشــخصي والتأهيــل العلمــي والعملــي للمحاســب‪ ،‬واحملاســبة املاليــة‪،‬‬
‫واملراجعــة وتقويــم األداء‪ ،‬واحملاســبة اإلدارية‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫إلكســاهبم املعــارف واخلــربة الالزمــة يف جمــال عمــل بنــوك املشــاركة‪ ،‬وتقوم‬


‫‪ %75‬مــن هــذه البنــوك بعقــد دورات تدريبيــة لرفــع كفــاءة احملاســبني‬
‫القدامــى(‪ ،)1‬وع َّلقــت اللجنــة احملاســبية الــيت قامــت بالدراســة أن هــذه‬
‫النتيجــة غــري منطقيــة؛ حيــث إن احملاســبني اجلــدد هــم أوىل بالتدريــب‪،‬‬
‫كمــا أهنــا تشــري إىل‪:‬‬
‫ إمهال إدارة بنوك املشاركة يف تدريب املوظفني بشكل عام‪.‬‬
‫ عــدم وعــي اإلدارة بأمهيــة وجــدوى التدريــب يف رفــع كفــاءة‬
‫املوظفــني؛ وتعريفهــم علــى األقــل بأمهيــة نشــاط بنــوك املشــاركة‬
‫ومــدى اختالفــه عــن نشــاط البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫وتناولــت الدراســة املشــاكل والشــكاوى الــيت أثارهــا احملاســبون‪ ،‬نوجزهــا‬
‫يف اجلــدول التــايل مرتبــة حســب أمهيتهــا النســبية (ن = ‪:)14‬‬
‫جدول رقم (‪ :)18‬طبيعـة مشـاكـل وشكاوى احملـاسبيـن فـي بنـوك املـشـاركـة‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫احللــول املقرتحـــة‬ ‫النسبة‬ ‫املشاكـــل والشكـــاوى‬
‫مشاكل خاصة بنظام البنك‪:‬‬ ‫‪79%‬‬ ‫‪ -1‬عدم قيام إدارة البنك حبل مشاكل احملاسبني‪.‬‬
‫* يُمكن للبنك التحكم فيها عن طريق اإلدارة سواء ‪:‬‬ ‫‪71%‬‬ ‫‪ -2‬تعدد األجهزة اليت تطلب معلومات حماسبية‪.‬‬
‫‪ -‬بتطوير سياسات البنك اجتاه احلوافز أو التعيني ‪.‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫‪ -3‬ضغط العمل على احملاسبني‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيص ميزانية للتدريب‪...‬‬
‫‪57%‬‬ ‫‪ -4‬عدم وجود دورات تدريبية كافية‪.‬‬
‫‪ -‬رفــع كفــاءة اإلدارة يف اســتيعاب واحتــواء مشــاكل‬
‫احملاســبني بالبنــك‪.‬‬ ‫‪57%‬‬ ‫‪ -5‬ضعف نظام احلوافز املادية‪.‬‬
‫‪43%‬‬ ‫‪ -6‬ضعف التعاون بني احملاسبني‪.‬‬
‫‪21%‬‬ ‫‪ -7‬تداخل املسؤوليات احملاسبية‪.‬‬
‫مشاكل خارج نطاق البنك‪:‬‬ ‫‪43%‬‬ ‫‪ -1‬عدم وجود معايري حماسبية‪.‬‬
‫* جيــب أن تتعــاون بنــوك املشــاركة مــع املعاهــد واملراكــز‬ ‫‪ -2‬عدم وجود دليل حماسي‪.‬‬
‫‪29%‬‬
‫العلميــة واجلامعــات واجلهــات التدريبيــة الــيت هتتــم‬
‫‪ -3‬عــدم مالءمــة النظــام احملاســي املنقــول مــن البنــك‬
‫بدراســة اجلوانــب احملاســبية لبنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫‪29%‬‬ ‫التقليــدي‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور‬
‫احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬مرجــــع ســابق‪ ،‬ص‪.180 -177 :‬‬

‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي املصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪166 :‬؛ ‪.169‬‬

‫‪126‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬مشاكل النظام احملاسيب يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫ممــا ال شــك فيــه أن جنــاح اإلدارة يف حتقيــق أهدافهــا يتمثــل يف وجــود‬
‫نظــام حماســي ســليم‪ ،‬يُم ِّكنهــا مــن توفــري املعلومــات املالية اليت هتــم اإلدارة‬
‫واألطــراف اخلارجيــة املعنيــة‪.‬‬
‫وحســب الدراســة الــيت قامــت هبــا اللجنــة احملاســبية لوحــظ امتنــاع بعــض‬
‫البنــوك عــن اإلجابــة علــى كثــري مــن األســئلة املتصلــة هبــذا املوضــوع‪ ،‬وقــد‬
‫ُفسِّــر هــذا االمتنــاع مبــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬وجــود ثغــرات علميــة ســواء كانــت فقهيــة أو حماســبية يف النظــام‬
‫احملاســي للبنــك‪.‬‬
‫‪ .2‬وجــود جتــاوزات يف اجلانــب التطبيقــي والتنفيــذي يف النظــام‬
‫احملاســي للبنــك‪.‬‬
‫‪ .3‬خشــية موظفــي البنــك الذيــن يقومــون مبــأل اســتمارة االســتقصاء‬
‫مــن كشــف أيّ تقصــري أو جتــاوز يف الطــرق احملاســبية والشــرعية‬
‫املطبقــة؛ األمــر الــذي يــؤدي إىل مســاءلتهم‪.‬‬
‫‪ .4‬عــدم اقتنــاع اإلدارة بأمهيــة البحــث العلمــي لتحليــل أســباب‬
‫التجــاوزات ووضــع احللــول املالئمــة‪ ،‬والوقــوف علــى إجيابيــات‬
‫وســلبيات كافــة اجلوانــب احملاســبية‪.‬‬
‫‪ .5‬إن البنــوك الــيت أجابــت علــى االستفســارات املختلفــة مهمــا كانــت‬
‫ســلبياهتا ومهمــا كان نظامهــا احملاســي حيتــوي علــى جوانــب قصور‬
‫متعــددة‪ ،‬هــي أفضــل بكثــري مــن تلــك الــيت امتنعــت عــن اإلجابــة‪.‬‬
‫ويف حــدود البيانــات املتاحــة هلــذه الدراســة‪ ،‬نوجــز أهــم اجلوانــب‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.286 -285 :‬‬

‫‪127‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫املتعلقــة بالنظــام احملاســي لبنــوك املشــاركة يف هــذا اجلــدول‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)19‬تصميم وتطوير النظام احملاسيب يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫تصميم النظام احملاسيب املطبق‬
‫احللـــول املقرتحة‪:‬‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫* تقــوم معظــم بنــوك املشــاركة بتصميــم نظمهــا احملاســبية داخليــا‬ ‫‪93%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ -‬جهات داخلية‬
‫عــن طريــق موظفــي البنــك علــى أســاس أهنــم أكثــر علمــا مبــا يتناســب‬ ‫‪ -‬جهات خارجية‬
‫‪7%‬‬ ‫‪1‬‬
‫مــع احتياجــات البنــك ولتحمــل تكلفــة أقــل؛ ممــا يــؤدي يف الغالــب إىل‬
‫تصميــم نظــام حماســي تقليــدي ال يراعــي متطلبــات التطــور التقــي‪.‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اجملموع‬
‫* النتيجــة جيــدة حيــث ال جيــب علــى بنــوك املشــاركة حاليــاً أن‬
‫تســتخد م‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫طبيعة النظام احملاسيب املطبق‬
‫النظم احملاسبية املطبقة يف البنوك التقليدية‪.‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬نظام من بنوك تقليدية‪.‬‬
‫* بنــوك املشــاركة الــيت هلــا جتربــة وخــربة اعتمــدت يف نظمهــا‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬نظــام مــن بنــوك تقليديــة ومت‬
‫‪30,7%‬‬
‫احملاســبية علــى النظــم املطبقــة يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬مــع تطويــر‬ ‫تطويــره‪.‬‬
‫مالئــم لطبيعــة بنــك املشــاركة‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -‬نظــام صمــم خصيصــا لبنــك‬
‫* أمــا بنــوك املشــاركة احلديثــة فقــد قامت إما بنقل نظمها احملاســبية‬ ‫‪38,6%‬‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫مــن بنــوك مشــاركة أخــرى أو قامــت بتصميــم نظــم حماســبية خاصــة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬نظام من بنوك مشاركة أخرى‬
‫هبــا طبق ـاً الحتياجاهتــا الفعليــة‪« ،‬وهــذا هــو احلــل األفضــل لتصميــم‬ ‫‪30,7%‬‬
‫النظــام احملاســي للبنــك»‪.‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫اجملموع‬
‫* يتم تطوير النظم احملاسبية يف البنوك بواسطة إدارات داخليــة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫تطوير النظام احملاسيب‬
‫تابعــة هلــا (الشــؤون املاليــة ‪ +‬احلســابات العامــة ‪ +‬املراجعــة الداخليــة‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ -‬جهة داخل البنك‬
‫‪ +‬اإلدارة العامــة‪ )...‬وهــذا ال حيقــق تطــوراً حقيقيـاً يف النظــام املطبق‪.‬‬
‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬جهة خارج البنك‬
‫* التطوير جيب أن يتم‪:‬‬
‫‪ -‬عــن طريــق استشــارة املراكــز العلميــة التابعــة للجامعــات‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ -‬ال يتم تطوير النظام‬
‫املهتمــة هبــذا الفــرع مــن الدراســة‪.‬‬
‫‪ -‬أو عــن طريــق مكاتــب استشــارية حماســبية وماليــة‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫اجملموع‬
‫متخصصــة تأخــذ بعــني االعتبــار طبيعــة البنــك‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويـم‬
‫الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجـع ســابق‪ ،‬ص‪192 -188 :‬؛ ‪.287‬‬

‫أوضحــت الدراســة أن ‪ %13‬فقــط مــن عينــة البنــوك (ن =‪ )15‬تطبــق نظــام‬


‫حماســبة التكاليــف الــذي أســهم يف حتديــد تكلفــة خدمتهــا املصرفيــة‬
‫وحتقيــق الرقابــة علــى األنشــطة‪ ،‬وتزويــد اإلدارة باملعلومــات التكاليفيــة‬
‫إلعــداد املوازنــات التقديريــة ووضــع سياســة ســعرية ســليمة‪ ،‬وتطبيــق‬

‫‪128‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املســاءلة احملاســبية الصحيحــة وحتقيــق الكفــاءة اإلداريــة ملراكــز النشــاط‬


‫املختلفــة‪.‬‬
‫بينمــا ال تطبِّــق معظــم بنــوك املشــاركة نظــام حماســبة التكاليــف لعــدم‬
‫اقتنــاع اإلدارة جبــدوى اســتخدامه ولوجــود صعوبــات ومشــاكل أمام تطبيق‬
‫هــذا النظــام الــيت ترجــع‪:‬‬
‫ إمــا إىل عــدم وجــود اخلــربة الكافيــة لتطبيــق النظــام مــن حيــث‬
‫حتديــد مراكــز التكلفــة ووحــدات التكلفــة ومعايــرة عناصــر التكلفــة‪،‬‬
‫وصعوبــة توزيــع التكاليــف املشــرتكة أو غــري املباشــرة بــني املراكــز‪.‬‬
‫ وإمــا إىل الصعوبــات املاديــة الــيت تتمثــل يف تكلفــة إنشــاء النظــام‬
‫ذاتــه والقســم املختــص بــه‪.‬‬
‫تــرى اللجنــة احملاســبية أن بنــوك املشــاركة بشــكل خــاص حتتــاج إىل‬
‫إعــداد نظــام تكاليفــي؛ حيــث إن نشــاطها خيتلــف عــن البنــوك التقليديــة‬
‫يف ضــرورة حتديــد وقيــاس تكلفــة كثــري مــن األنشــطة االســتثمارية‬
‫واخلدمــات املصرفيــة حتــى يُمكــن قيــاس ربــح صحيــح بنســبة عاليــة مــن‬
‫الدقــة والصحــة‪ ،‬ولكنهــا مرحلــة متقدمــة جــداً ال نطمــع يف الوصــول إليهــا‬
‫اآلن؛ «حيــث أن النظــام احملاســي املــايل العــادي مــازال حباجــة إىل معايــرة‬
‫وتطويــر ودراســة مســتفيضة حتــى ميكــن أن نتفق على املعاجلة احملاســبية‬
‫الصحيحــة لــكل البنــود املاليــة‪ ،‬وبعــد ذلــك يُمكننــا أن نتطلــع إىل تصميــم‬
‫نظــام حماســي تكاليــف يفــي باحتياجاتنــا»(‪.)1‬‬
‫وبالرغــم مــن ذلــك‪ ،‬فــإن اللجنــة احملاســبية أوصــت بضــرورة العمــل علــى‬
‫تصميــم وتطبيــق نظــم حماســبة التكاليــف يف بنــوك املشــاركة لالســتفادة‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.499 :‬‬

‫‪129‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مــن مزاياهــا‪ ،‬مــع العمــل على تنميــة الوعي لــدى اإلدارات العليا والتنفيذية‬
‫بأمهيــة هــذه النظــم‪ ،‬وتوفــري جيــل مــن العاملــني ببنــوك املشــاركة لديهــم‬
‫القــدر الــكايف مــن التأهيــل العلمــي والعملــي للقيام بأعبــاء تصميم وتطبيق‬
‫وتطويــر نظــم التكاليــف‪.‬‬
‫‪ .3‬مشاكل نظم املراجعة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫أوضحــت الدراســة امليدانيــة أنــه توجــد عالقــة يف ‪ %33‬مــن البنــوك حمــل‬
‫الدراســة (ن = ‪ )15‬بــني الرقابــة الشــرعية وإدارة املراجعــة الداخليــة‪ ،‬وال‬
‫توجــد عالقــة بينهمــا يف ‪ %67‬مــن البنــوك‪ ،‬واملفــروض أن عمــل كل مــن‬
‫اجلهتــني مكمــل لألخــرى ومرتبــط هبــا بشــكل أو بآخــر؛ وقــد أوضحــت‬
‫بعــض البنــوك طبيعــة العالقــة فيمــا يلــي‪:‬‬
‫ هناك جزء من إدارة املراجعة الداخلية خاص بالتدقيق الشرعي‪.‬‬
‫ متابعة ما مت إقراره من اهليئة الشرعية‪.‬‬
‫ شرح طبيعة العملية هليئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫ الوقوف عند رأي هيئة الرقابة الشرعية وااللتزام به عند التنفيذ‪.‬‬
‫إن املشــاكل الــيت تؤثــر علــى كفــاءة إدارة املراجعــة الداخليــة واملعوقــات‬
‫الــيت تؤثــر علــى نشــاط أداء الرقابــة الشــرعية يف بنــوك املشــاركة حمــل‬
‫الدراســة‪ ،‬جنملهــا يف اجلــدول التــايل مرتبــة حســب أمهيتهــا النســبية‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)20‬املشاكل واملعوقات الي تواجه إدارة املراجعة‬


‫الداخلية وهيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫احللــول املقرتحــة‪:‬‬ ‫النسبة‬ ‫املشاكل الي تواجه إدارة املراجعة الداخلية‬
‫* ضــرورة وضــع خطــط ودليــل للمراجعــة‬ ‫‪45,5%‬‬ ‫‪ -1‬عدم وجود دليل للمراجعة الداخلية‪.‬‬
‫الداخليــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫‪36%‬‬ ‫‪ -2‬عدم وجود خطة للمراجعة الداخلية‪.‬‬
‫* ضــرورة االهتمــام بالعاملــني يف إدارات املراجعة‬ ‫‪36%‬‬ ‫‪ -3‬عدم استقالل املراجع الداخلي‪.‬‬
‫الداخليــة كمــا يلي‪:‬‬
‫‪18%‬‬ ‫‪ -4‬صعوبة مراجعة مجيع عمليات البنك‪..‬‬
‫‪ -‬عقد الدورات التدريبية هلم لرفع كفاءهتم‪.‬‬
‫‪ -‬إجيــاد قنــوات االتصــال بــني إدارة املراجعــة‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪ -5‬عدم وجود وسائل تقنية حديثة‪.‬‬
‫واإلدارات األخــرى يف البنــك‪.‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪ -6‬نقص العنصر البشري الكفء‪.‬‬
‫‪ -‬توفري استخدام التقنية احلديثة للعاملني‪.‬‬ ‫(ن = ‪)11‬‬
‫* ضــرورة وضــع دليــل شــرعي للمعامــالت املاليــة‬
‫املصرفية‪.‬‬ ‫النسبة‬ ‫املشاكل الي تواجه هيئة الرقابة الشرعية‬
‫* االهتمام بكفاءة العاملني يف اهليئة‪.‬‬ ‫‪-1‬عــدم وجــود دليــل شــرعي للمعامــالت املاليــة‬
‫* إصــدار نشــرات عــن توصيــات املستشــارين‬ ‫‪64%‬‬ ‫بالبنــوك‪.‬‬
‫الشــرعيني‪.‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫‪ -2‬نقص الوعي الديي لدى املتعاملني مع البنوك‪.‬‬
‫* عقــد الــدورات والنــدوات املتخصصــة يف‬ ‫‪ -3‬عــدم وضــوح قنــوات االتصال بــني اهليئة واإلدارات‬
‫اجلانــب املصــريف الشــرعي‪.‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫األخرى‪.‬‬
‫* ضــرورة إيضــاح وتعيــني العالقــة بــني هيئــة‬
‫‪-4‬عــدم توفــر التأهيــل العلمــي املناســب للعاملــني‬
‫الرقابــة الشــرعية وكل مــن اإلدارة العليــا واإلدارات‬ ‫‪57%‬‬ ‫بالبنــك‪.‬‬
‫الرقابيــة املختلفــة بالبنــك‪ ،‬لضمــان التعــاون‬
‫والتنســيق واالهتمــام بتنفيــذ مــا تبديــه هيئــة‬ ‫‪ -5‬غيــاب التعــاون والتنســيق بــني اهليئــة وأجهــزة‬
‫‪50%‬‬ ‫الرقابــة األخــرى‪.‬‬
‫الرقابــة مــن آراء‪.‬‬
‫‪ -6‬غيــاب التعــاون والتنســيق بــني اهليئــة واإلدارة‬
‫‪36%‬‬ ‫العليــا بالبنــك‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم االهتمام بتقارير الرقابة الشرعية‪.‬‬
‫‪28,5%‬‬
‫(ن = ‪)14‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويـم‬
‫الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.362 ،333 :‬‬

‫‪131‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬املعوقات والتحديات الي تواجه بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬املعوقــات املؤثــرة علــى قــدرة بنــوك املشــاركة للقيــام بدورهــا‬
‫االقتصــادي‪:‬‬
‫تواجــه بنــوك املشــاركة جمموعــة مــن املعوقــات الــيت حتــد مــن فعاليــة‬
‫قدرهتــا يف القيــام بدورهــا االقتصــادي‪ ،‬ومــن أمههــا(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1‬عدم مالءمة السياسة النقدية للبنوك املركزية‪:‬‬
‫للتطبيــق علــى بنــوك املشــاركة ألن البنــك املركــزي بنــى منهجــه وأســاليبه‬
‫لتنفيــذه هــذه السياســة علــى كيفيــة وأســس عمــل البنــوك التقليديــة الــيت‬
‫ختتلــف عــن طبيعــة وأســس عمــل بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى البنــك املركــزي العمــل علــى تغيــري أدوات وأســاليب‬
‫السياســة النقديــة مبــا يتماشــى مــع طبيعــة وأســس عمــل وأســاليب بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬حتــى ال تقــف أســاليبه التقليديــة عائقــا أمــام نشــاط هــذه‬
‫البنــوك‪.‬‬
‫‪ 1.2‬عدم مالءمة املوارد املالية املتاحة‪:‬‬
‫لبنوك املشاركة لطبيعتها االستثمارية والتنموية بسبب‪:‬‬
‫ عــدم توافــر املــوارد طويلــة األجــل الالزمــة لتمويــل االســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ سيطرة الطابع قصري األجل على الودائع املتاحة‪.‬‬
‫ امليــل لتفضيــل عامــل األمــان واالبتعــاد عــن عنصــر املشــاركة يف‬
‫حتمــل املخاطــرة‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى بنــوك املشــاركة العمــل علــى تصحيــح االختــالل يف‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.114 -77 :‬‬

‫‪132‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫هيــكل مواردهــا املاليــة مــن خــالل زيــادة رؤوس األمــوال واالحتياطيــات‬


‫حتــى يصبــح للمــوارد الداخليــة دور ملمــوس يف متويــل االســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪ ،‬واســتحداث وابتــكار أدوات وأســاليب جديــدة جلــذب‬
‫الودائــع واملدخــرات الــيت ختــدم هــدف التوظيــف متوســط وطويــل األجــل‪،‬‬
‫واالهتمــام بالــدور اإلعالمــي لنشــر املنهــج االدخــاري الــذي يقــوم علــى‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬عدم توافر العمالء املالئمني‪:‬‬
‫املشاركني للبنك يف العمليات االستثمارية بسبب‪:‬‬
‫ عدم توافر الكفاءة العملية يف جمال االستثمار‪.‬‬
‫ عــدم توافــر احلــد األدنــى مــن االلتــزام بالصفــات األخالقيــة‬
‫(كاألمانــة والصــدق واإلخــالص‪.)...‬‬
‫ ســيطرة العقلية الربوية وعدم فهم واســتيعاب النموذج االســتثماري‬
‫واملصريف اجلديد‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى بنــوك املشــاركة حســن اختيــار املتعاملــني املالئمــني‬
‫وفــق منهــج علمــي‪ ،‬واختــاذ كافــة اإلجــراءات القانونيــة والتشــغيلية مــن‬
‫احليطــة واحلــذر يف التعامــل معهــم‪ ،‬والعمــل علــى تربيــة جيــل جديــد مــن‬
‫املتعاملــني وفــق طبيعتهــا اخلاصــة‪.‬‬
‫‪ 4.1‬عدم توافر املوارد البشرية املالئمة‪:‬‬
‫للعمل املصريف القائم على املشاركة وذلك بسبب‪:‬‬
‫ قلة القيادات املصرفية املستوعبة لنظام بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ االعتمــاد األساســي علــى اخلــربات املتشــبعة بأســاليب ووســائل‬
‫البنــوك التقليديــة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ عمليــة االختيــار مل تــراع مــدى توافــر االســتعداد والرغبــة للتحــول‬


‫واالقتنــاع هبــذا العمــل اجلديــد‪.‬‬
‫وبالتــايل جيــب علــى بنــوك املشــاركة االهتمــام بعمليــة االختيــار والتعيــني‬
‫للموارد البشــرية‪ ،‬وفق منهج علمي مالئم لطبيعتها وبعيدا عن الوســاطة‪،‬‬
‫مــع االهتمــام بعمليــة التدريــب املســتمر للموظفــني وإتبــاع املناهــج العلميــة‬
‫املالئمــة لطبيعــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ .2‬التحديات العاملية الي تواجه بنوك املشاركة‪:‬‬
‫إن الظــروف االقتصاديــة احملليــة والعامليــة تضــع بنــوك املشــاركة أمــام‬
‫حتديــات ينبغــي التصــدي هلــا والتعامــل معهــا‪ ،‬بشــكل يضمــن لنشــاطها‬
‫املصــريف التطــور املرغــوب واملســامهة الفعالــة يف التنميــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة للــدول العربيــة واإلســالمية‪.‬‬
‫ويُمكــن إجيــاز أهــم التحديــات الــيت تواجــه بنــوك املشــاركة يف املرحلــة‬
‫القادمــة فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ 1.2‬ظاهرة العوملة‪:‬‬
‫إن زيــادة التكامــل االقتصــادي العاملــي واهنيــار احلواجــز الوطنيــة أمــام‬
‫النشــاط املصــريف العاملــي‪ ،‬مــن شــأنه زيــادة املنافســة أمــام بنــوك املشــاركة‬
‫مــن حيــث مســتوى وجــودة اخلدمــة واإلدارة واســتقطاب رؤوس األمــوال؛‬
‫وبالتــايل توجــد ضــرورة لوضــع اســرتاتيجية عمــل موحــدة لبنــوك املشــاركة‬
‫لزيــادة الكفــاءة واملقــدرة علــى تطويــر اخلدمــات واملنتجــات املصرفيــة‬
‫ملواجهــة حتديــات العوملــة‪ ،‬مــع مواكبــة املعرفــة التكنولوجيــة املصرفيــة‬
‫احلديثــة الــيت مت ِّكنهــا مــن املنافســة العامليــة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 2.2‬تطبيق اتفاقية املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬


‫إن تطبيــق اتفاقيــة منظمــة التجــارة العامليــة املتعلقــة مبجــال اخلدمــات‬
‫بشــكل عــام واخلدمــات املصرفيــة بشــكل خــاص‪ ،‬مــن شــأنه أن يرتتــب‬
‫عليــه تســهيل حركــة األمــوال بــني الــدول األعضــاء وفتــح األســواق أمــام‬
‫البنــوك العامليــة الــيت دخلــت يف عمليــات االندمــاج املصرفيــة الضخمــة‪،‬‬
‫األمــر الــذي ســيضع بنــوك املشــاركة يف مواجهــة حتديــات مصرفيــة علــى‬
‫مســتوى عاملــي ينبغــي أن تكــون مهيّــأة هلــا عــن طريــق الدمــج والتكامــل‬
‫فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫‪ 3.2‬التكتالت املالية متعددة اجلنسيات‪:‬‬
‫يف ظــل التحريــر املــايل العاملــي هنــاك احتمــال بــروز «جتمعــات أو تكتــالت‬
‫مالية متعددة اجلنسيات»‪ ،‬وال شك يف أن هذه التجمعات املالية ستتنافس‬
‫فيمــا بينهــا مــن أجــل اقتســام اجلــزء األكــرب مــن األســواق العامليــة؛ األمــر‬
‫الــذي قــد جيعــل مــن الصعــب علــى املؤسســات املصرفيــة واملاليــة الصغــرية‬
‫البقــاء أو احلفــاظ علــى مراكزهــا‪ ،‬وميثــل ذلــك حتديـاً جديــداً أمــام بنــوك‬
‫املشــاركة الــيت ســيكون عليهــا أن تعمــل مــن أجــل احلفــاظ علــى مكانتهــا يف‬
‫الســوق املصرفيــة احملليــة واإلقليميــة والعامليــة‪.‬‬
‫‪ 4.2‬ظهور عملة «اليورو»‪:‬‬
‫إن ظهــور العملــة األوروبيــة املوحــدة «اليورو» يعترب مــن التحديات اجلديدة‪،‬‬
‫طاملــا أن البنــوك املركزيــة يف العــامل العربــي واإلســالمي حتتفــظ برصيــد‬
‫ضخــم مــن الــدوالر األمريكــي كاحتياطــي؛ األمــر الــذي يدعــو بنــوك‬
‫املشــاركة إىل االنتبــاه مــن أن احلاجــة لعملــة الــدوالر قــد تنخفــض وعليهــا‬
‫أن جتــري دراســات علميــة هتتــم باخلــروج التدرجيــي من الــدوالر األمريكي‬

‫‪135‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يف الوقــت املناســب حتــى ال جتــد أن مــا حتتفــظ بــه مــن عملــة ال قيمــة لــه‪.‬‬
‫‪ 2.5‬ظاهرة البنوك الشاملة‪:‬‬
‫ال بــد مــن اإلشــارة إىل ظاهــرة الرتاجــع التدرجيــي لألنشــطة املصرفيــة‬
‫التقليديــة‪ ،‬وجلــوء الــدول الغربيــة إىل إحــداث نــوع مــن التغيــري يف طبيعــة‬
‫نشــاط املؤسســات املصرفيــة وإجيــاد مفهــوم للعمــل املصــريف خيتلــف‬
‫عمــا اعتــادت عليــه البنــوك التقليديــة‪ ،‬حيــث تنشــأ اآلن معــامل بنــوك‬
‫جديــدة جتمــع بــني وظائــف البنــوك التجاريــة واالســتثمارية واملتخصصــة‪،‬‬
‫اصطلــح عليــه «بالبنــوك الشــاملة»‪ ،‬والتحــول األساســي الــذي‬ ‫ُ‬ ‫وذلــك مــا‬
‫يواجــه بنــوك املشــاركة هــو قدرهتــا علــى قيــادة البنــوك يف الــدول العربيــة‬
‫واإلســالمية إىل أن تأخــذ باملفهــوم التنمــوي للبنــوك الشــاملة‪.‬‬
‫‪ 2.6‬اسرتجاع رؤوس األموال املهاجرة‪:‬‬
‫تواجــه بنــوك املشــاركة حتديـاً كبــرياً يتمثــل يف املســامهة يف جــذب رؤوس‬
‫األمــوال العربيــة واإلســالمية الــيت هاجــرت إىل خــارج أوطاهنــا حبثــا عــن‬
‫األمــان واالســتقرار‪ ،‬فمشــكلة املســلمني أن ‪ %95‬مــن أمواهلــم أو أكثــر مــن‬
‫ذلــك ال ميلكــون التحكــم فيهــا وبالتــايل فهــم» «مــالك ومهيــون»(‪)1‬؛ حيــث‬
‫أصبحــت الــدول األجنبيــة «تتصــرف يف الودائــع الــيت لديهــا وكأهنــا ملكهــا‪،‬‬
‫حتــى صــارت تــرتدد نغمــة األضــرار مــن ســحب األرصــدة مــن املصــارف‬
‫األجنبيــة علــى اقتصاديــات تلــك الــدول‪ ...‬وكأن أصحــاب األمــوال فقــدوا‬
‫ملكيتهــا»(‪ ،)2‬ويشــري الواقــع احلــايل إىل اإلمكانــات الكبــرية الســتثمار‬
‫الفائــض مــن أرصــدة الــدول اخلليجيــة يف بنــوك أوربــا وأمريــكا‪ ،‬والــذي‬

‫(‪ )1‬حممــد زكــي بــدوي‪« ،‬نظــام املصــارف اإلســالمية قــادر علــى تقديــم احللــول للمشــاكل االقتصاديــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،173‬ســبتمرب‪ ،1995‬ص‪.10 :‬‬
‫(‪ )2‬نور الدين عرت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63 :‬‬

‫‪136‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫بلــغ حــوايل ‪ 670‬مليــار دوالر‪ ،‬عــن طريــق بنــوك املشــاركة‪ ،‬وقــد خســرت‬
‫هــذه األرصــدة يف الغــرب خــالل فــرتة الســنوات العشــر (‪)1996 -1986‬‬
‫مــا بــني ‪ %43‬إىل ‪ %58‬مــن قيمتهــا(‪.)1‬‬
‫ويُعتــرب تأســيس األســواق املاليــة صحيحــة البنيــة تعتمــد علــى قاعــدة‬
‫معلومات دقيقة ومنضبطة هو أوىل الوســائل الســرتجاع األرصدة العربية‬
‫واإلســالمية يف البنــوك الغربيــة ألهنــا تُعتــرب عامــل جــذب هلــا؛ األمــر الــذي‬
‫يتطلــب مــن بنــوك املشــاركة اإلســهام يف إقامــة مركــز مــايل نشــط وفعــال‬
‫لقيــام وتأســيس ســوق لــألوراق املاليــة‪ ،‬ويرتبــط هبــذا التحــدي حتـ ٍّـد آخــر‬
‫وهــو قــدرة بنــوك املشــاركة علــى حتويــل التمويــل قصــري األجــل إىل التمويل‬
‫متوســط وطويــل األجــل‪ ،‬وذلــك عــن طريــق التوســع يف ابتــكار أدوات ماليــة‬
‫جديــدة‪.‬‬
‫كمــا جيــب علــى بنــوك املشــاركة العمــل علــى مجــع املعلومــات عــن فــرص‬
‫االســتثمار املتاحــة و إبــراز املشــاريع ذات اجلــدوى االقتصاديــة‪ ،‬حتى يُمكن‬
‫اســرتجاع تلــك األمــوال للمشــاركة يف عمليــة التنميــة االقتصاديــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪137‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬اآلفاق املستقبلية لبنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬شروط وقيود جناح بنوك املشاركة يف مَهمة التنمية‪:‬‬
‫تُعتــرب بنــوك املشــاركة أنســب املؤسســات الــيت ميكــن أن تعتمــد عليهــا‬
‫التنميــة الفعالــة يف جمتمعاتنــا‪ ،‬لكــن ذلــك مرهــون بتوافــر شــروط منهــا مــا‬
‫خيــص بنــوك املشــاركة ذاهتــا ومنهــا مــا خيــص الدولــة واحمليــط(‪.)1‬‬
‫‪ 1.1‬الشروط املتعلقة ببنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ -1.1.1‬قيــادات رشــيدة رائــدة‪ ،‬واعيــة باملســؤولية امللقــاة علــى‬
‫عاتقهــا‪.‬‬
‫‪ -2.1.1‬عاملون ال تدخل الوساطة واحملسوبية يف توظيفهم؛ حيث‬
‫يتم اختيارهم على أســاس األمانة والعلم والنزاهة واإلخالص‪...‬‬
‫‪ -3.1.1‬التــزام بنــوك املشــاركة مبقاصــد الشــريعة يف الشــكل‬
‫واملضمــون‪ ،‬ويف معاملــة العمــالء والعاملــني‪ ،‬ويف طــرق تعبئــة املــوارد‬
‫وأســاليب التوظيــف‪...‬‬
‫‪ -4.1.1‬الوعــي اإلســرتاتيجي لــدى القيــادات بالــدور املهــم لبنــوك‬
‫املشــاركة يف حتقيــق تنميــة اجملتمــع الــذي تعمــل فيــه‪.‬‬
‫‪ -5.1.1‬الوضــوح الفكــري ملهمــة ووظيفــة وآفــاق بنــوك املشــاركة‬
‫لــدى كل العاملــني يف البنــك‪ ،‬مــن اإلدارة العليــا إىل أقــل مســتوى‬
‫تنفيــذي‪.‬‬
‫‪ -6.1.1‬التقويــم املســتمر لــألداء والنتائــج‪ ،‬واملراجعــة املســتمرة‬
‫للخطــط‪ ،‬مبــا يكفــل تصحيــح مســريهتا‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬أمحد النجار‪« ،‬دور البنوك اإلسالمية يف التنمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123-121:‬‬
‫‪ -‬كوثــر عبــد الفتــاح األجبــي‪« ،‬جنــاح البنــوك اإلســالمية مســؤولية اجملتمــع اإلســالمي كلــه»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،104‬فربايــر ‪ ،1990‬ص‪.14-12:‬‬

‫‪138‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -7.1.1‬انتشــار وحــدات وفــروع البنــك علــى أوســع نطــاق جغــرايف‬


‫ممكــن؛ حتــى تتــاح فرصــة تقديــم اخلدمــة لــكل أفــراد اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ -8.1.1‬توســيع نطــاق مشــاركة اجلماهــري يف رســم سياســات‬
‫البنــك واختــاذ القــرارات‪ ،‬مبعنــى إعطــاء املودعــني نوعـاً مــن الرقابــة‬
‫علــى أعمــال بنــك املشــاركة باعتبارهــم مشــاركني لنشــاطه‪( ،‬وميكــن‬
‫أن تأخــذ صــورة «مجعيــة املودعــني»‪ ،‬تشــارك يف مناقشــة حســابات‬
‫االســتثمار ويف اختيــار مراقــب احلســابات)‪.‬‬
‫‪ -9.1.1‬التعاون بني بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬الشروط املتعلقة بالدولة واحمليط‪:‬‬
‫‪ -1.2.1‬تشجيع إنشاء بنوك املشاركة ومساندهتا ودعمها‪.‬‬
‫‪ -2.2.1‬إزالة العراقيل وإتاحة الفرصة أمامها للتوسع واالنتشار‪.‬‬
‫‪ -3.2.1‬معاملــة عادلــة لبنــوك املشــاركة متكنهــا مــن أداء الــدور‬
‫املنــوط هبــا‪.‬‬
‫‪ -4.2.1‬وضــع املعايــري الرقابيــة واملالئمــة لطبيعــة أنشــطة بنــك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وليســت املعايــري اخلاصــة بالبنــك التقليــدي‪.‬‬
‫‪ -5.2.1‬تطوير الدور الرقابي للبنك املركزي على بنوك املشــاركة‪،‬‬
‫مــن خــالل ضــرورة التفرقــة بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة‬
‫مــن حيــث القواعــد الــيت خيضــع هلــا كل منهــا واملتمثلــة فيمــا يلي(‪:)1‬‬
‫أ‪ .‬إجيــاد صيغــة واحــدة مالئمــة لعــرض البيانــات املتعلقــة‬
‫بنشــاط بنــوك املشــاركة علــى منــوذج مســتقل يتــالءم مــع‬
‫طبيعــة نشــاطها‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.470 -469 :‬‬

‫‪139‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ب‪ .‬إجيــاد منــوذج مليزانيــة بنــك املشــاركة تتفــق مــع طبيعتــه‪،‬‬


‫وكذلــك األســس الــيت يقــوم عليهــا إعــداد امليزانيــة وقواعــد‬
‫املراجعــة‪.‬‬
‫ج‪ .‬وضع سياسة حماسبية موحدة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫د‪ .‬تنظيــم نشــاط فــروع «معامــالت املشــاركة» الــيت تنشــئها بعــض‬
‫البنــوك التقليديــة علــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫ أن تتحــول جمموعــة فــروع «معامــالت املشــاركة» لــكل‬
‫بنــك إىل بنــك مســتقل قائــم بذاتــه مملــوك بالكامــل للبنــك‬
‫األم باعتبــاره مالــكاً لــرأس املــال بالكامــل‪ ،‬ويُعيِّــن البنــك‬
‫األم جملــس إدارة بنــك «معامــالت املشــاركة» وتكــون لألخــري‬
‫ميزانيــة مســتقلة متامــاً عــن البنــك األم‪.‬‬
‫ يتعامــل بنــك «معامــالت املشــاركة» مــع البنــك األم يف حــدود‬
‫مــا تســمح بــه قواعــد العمــل يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬ومــن ذلــك‬
‫اخلدمــات املصرفيــة املتبادلــة دون أن يكــون هنــاك أيّ جمــال‬
‫للتعامــل بــني البنكــني بالفائــدة‪.‬‬
‫‪ -6.2.1‬إنشــاء ختصــص مصــريف جامعــي‪ ،‬يصلــح لتخريــج مؤهلني‬
‫للعمــل بأنشــطة بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ .2‬مستلزمات ومتطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن متطلبــات التحــول مــن أســلوب االئتمــان إىل‬
‫أســلوب االســتثمار ومــن البنــوك التجاريــة إىل «بنــوك املشــاركة الشــاملة»‪،‬‬
‫تعتمــد علــى أمنــاط مــن األنشــطة ختتلــف يف درجــة االعتمــاد عليهــا‬
‫عــن البنــوك التقليديــة‪ ،‬وميكــن االســتفادة مــن هــذه األنشــطة يف شــكل‬

‫‪140‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شــركات مســامهة مســتقلة‪ ،‬كمــا أن بنــوك املشــاركة يف حاجــة ماســة إىل‬


‫إدارات يُعطــى هلــا األولويــة والــوزن األكــرب‪ ،‬والتســاع نطــاق أعماهلــا ميكنهــا‬
‫االســتعانة بشــركات تعمــل يف اجملــاالت الــيت حتتاجهــا مقابــل أجــر أو‬
‫باملشــاركة‪.‬‬
‫ونبني تلك املتطلبات يف شكل توضيحي‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)19‬متطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‪.‬‬
‫متطلبـــات‬

‫مؤسسـات موازيـة‬ ‫إدارات‬ ‫أنـشــطــة‬

‫خمازن (استقبال السلع‬ ‫أسـاليب (مدروسة ومتطورة‬


‫شركات التمويل التأجريي‬ ‫لتوعية وتدريب العاملني)‬
‫اليت يتم التعاقد عليها)‬

‫قاعدة أوراق مالية‬ ‫قاعدة معلومات (قرار االستثمار‬


‫شركات رأس املال املخاطر‬ ‫حيتاج إىل معلومات سليمة عن‬
‫(مواجهة متطلبات السيولة)‬ ‫أحوال السوق)‬

‫إدارة أمــناء استثمار‬ ‫دراسات اجلدوى (التنبؤ بكفاءة‬


‫شركات أمناء االكتتاب‬ ‫املشروع واحتماالت الربح)‬
‫(عناصر تسويقية مؤهلة)‬

‫شركات تقييم‬ ‫مركز أحباث‬ ‫أحباث املخاطر (معـرفة‬


‫اجلدارة االئتمانية‬ ‫(اكتشاف صيغ جديدة)‬ ‫أحوال العمالء قبل التعــاقد)‬

‫مــركــز إعـــالم (الرتويج‬ ‫تعميم معايري حماسبية وأساليب‬


‫صناديق االستثمار‬ ‫إفصاح مرحلية متطورة‬
‫لفكرة املشاركة)‬

‫بنوك املعلومات‬

‫شركات مسسرة‬

‫شركات صانعة أسواق‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 99 - 98 :‬‬

‫‪141‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .3‬إجراءات عملية مستقبلية لتدعيم عامل الثقة يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫أشــارت بعــض الدراســات إىل أمهيــة حــرص بنــوك املشــاركة علــى تعميــق‬
‫الثقــة يف أدائهــا؛ ملــا هلــا مــن أثــر يف دفــع شــرحية واســعة مــن األمــوال‬
‫املــرتددة إىل الدخــول يف جمــال النشــاط املصــريف القائــم علــى املشــاركة؛‬
‫حيــث يُعتــرب العمــل املســتمر علــى كســب املزيــد مــن الثقــة يف أعمــال بنــوك‬
‫املشــاركة مســألة ذات أولويــة ترتبــط مبســتقبل هــذا النشــاط وبقائــه‬
‫واســتمراره‪.‬‬
‫وفيمــا يلــي جمموعــة اإلجــراءات الــيت تســاعد علــى االحتفــاظ بتلــك الثقــة‬
‫وتدعيمهــا وتعميقها(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3‬إعــادة النظــر يف بعــض األنشــطة وبعــض األســاليب املتبعــة‬
‫حاليــا يف بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬أســلوب بيــع املراحبــة علــى النحــو الــذي تطبقــه بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة يعطــي انطباعـاً لــدى شــرائح مــن اجلمهــور بقربــه الشــديد‬
‫مــن نظــام القــرض بفائــدة؛ األمــر الــذي حيتــاج إىل املزيــد مــن التوعيــة مــن‬
‫جهــة‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى يُالحَــظ ضخامــة حجــم املســتثمر وفــق أســلوب‬
‫املراحبــة مــن مجلــة االســتثمارات وكأنــه أصبــح النشــاط الوحيــد لبنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬بينمــا بقــي حجــم أشــكال االســتثمار األخــرى حمــدوداً جــداً‬
‫رغــم أمهيتهــا مــن الناحيــة التنمويــة‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬اســتمرار بعــض بنــوك املشــاركة يف ممارســة عمليــات‬
‫التوظيــف يف البورصــات العامليــة يثــري الشــكوك والتســاؤالت حــول مــدى‬
‫ســالمة مثــل هــذا التوجــه‪ ،‬كمــا يُعَـدُّ هــذا األمــر مــن أوســع القنــوات الــيت‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341-338 :‬‬

‫‪142‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يتســرب منها املال العربي ويهرب من االســتثمار التنموي املنتج إىل الدول‬
‫الغربيــة الــيت تديــر األســواق املاليــة العامليــة علــى حنــو حيقــق مصاحلهــا‪.‬‬
‫‪ 2.3‬ضــرورة العمــل علــى إيضــاح السياســات والنظــم الــي تعمــل‬
‫مــن خالهلــا بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬ضــرورة وضــوح النظــم املتبعــة يف اســتخدام األمــوال‬
‫وتوظيفهــا‪ ،‬ويف حتديــد األربــاح وتوزيعهــا‪ ،‬ويف جباية الــزكاة وصرفها‪ ،‬ويف‬
‫التعريــف بنشــاطها ومشــاكلها‪ ،‬ويف اســتبدال الســرية والتكتــم بالعالنيــة‬
‫والوضــوح؛ األمــر الــذي يُريــح نفــوس املتعاملــني معهــا‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬اعتمــاد سياســة اإلفصــاح يف البيانــات الــيت تتضمنهــا‬
‫التقاريــر الســنوية والقوائــم املاليــة اخلتاميــة وملحقاهتــا‪ ،‬حيــث جيــب أن‬
‫يعــاد فيهــا تبويــب وتفصيــل البيانــات علــى حنــو جييــب بوضــوح عــن كل‬
‫التســاؤالت وال يُبقــي جمــاال للشــكوك واالنتقــادات‪.‬‬
‫‪ 3.3‬إعادة النظر يف الشكل احلايل للملكية واإلدارة والرقابة‪:‬‬
‫‪ -1.3.3‬إعــادة النظــر يف وضــع أصحــاب ودائــع االســتثمار‬
‫املشــاركني يف نشــاط بنــك املشــاركة؛ ألن املودعــني يتحملــون خماطــر‬
‫االســتثمار ونتائجــه فتكــون هلــم خصائــص املــالك أو املســامهني؛ لذلــك‬
‫يبــدو مــن املناســب أن يكــون للمودعــني دور معقــول يف إدارة نشــاط البنــك‬
‫واإلشــراف عليــه ورقابتــه‪.‬‬
‫‪ -2.3.3‬إن اختيــار إدارة بنــك املشــاركة ال بــد مــن أن تكــون علــى‬
‫درجــة عاليــة مــن الكفاءة والســلوك اإلداري القويــم‪ ،‬وااللتزام باألخالقيات‬
‫اإلداريــة النزيهــة والســليمة‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 4.3‬إعــادة النظــر يف الرقابــة املاليــة والرقابــة الشــرعية يف بنــوك‬


‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -1.4.3‬إن الرقابــة املاليــة يف حدودهــا التقليديــة املعروفــة‬
‫مبراجعــة احلســابات‪« ،‬مــع ميوعــة قواعدهــا وأعرافهــا يف اجملتمعــات‬
‫العربيــة واإلســالمية واملتخلفــة بشــكل عــام»‪ ،‬ال تبــدو كافيــة لتعزيــز الثقــة‬
‫يف أعمــال بنــوك املشــاركة‪ ،‬لذلــك يبــدو ضروريــا اختــاذ كل أو بعــض‬
‫اخلطــوات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ .‬وضــع قواعــد متفــق عليها للرقابة على نشــاط بنوك املشــاركة‬
‫تُلزم مراجعي احلســابات بتوســيع نطاق رقابتهم لتشــمل‪:‬‬
‫ البحــث يف مــدى مشــروعية األعمــال الــيت يقــوم هبــا البنــك‪،‬‬
‫وذلــك مــن حيــث انســجامها مــع القوانــني واألنظمــة األساســية‬
‫لبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫ اختيــار بعــض مؤشــرات الكفــاءة والفعاليــة كمرحلــة أوليــة‬
‫لبــدء تطبيــق رقابــة فعالــة علــى أداء بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ التأكــد مــن ســالمة حتقيــق األربــاح وعدالــة توزيعهــا بــني‬
‫الفئــات املختلفــة يف بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫ب‪ .‬تشــكيل فئــات رقابيــة مســتقلة تتبــع جملــس أعلــى لبنــوك‬
‫املشــاركة ( يف حالــة إنشــاء مثــل هــذا اجمللــس) هدفهــا دعــم أداء‬
‫هــذا النشــاط وتطويــره وتعميــق الثقــة بــه‪.‬‬
‫ج‪ .‬إعــادة النظــر يف اختيــار هيئــات الرقابــة وتشــكيلها‪ ،‬حبيــث‬
‫تكــون ممثلــة ملصــاحل كل الفئــات املتعاملــة مــع بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2.4.3‬إعــادة النظــر يف هيئــة الرقابــة الشــرعية‪ ،‬حيــث أن الواقــع‬

‫‪144‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يؤكــد وجــود اختالفــات كثــرية يف تطبيــق مفهــوم الرقابــة الشــرعية بــني‬


‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬حيــث يتفــاوت تشــكيل تلــك اهليئــة مــن بنــك آلخــر مــن‬
‫حيــث عــدد أعضائهــا وختصصاهتــم وســلطة التعيــني وإلزاميــة الــرأي(‪،)1‬‬
‫وناقــش أحــد الباحثــني بعــض القضايــا ذات العالقــة مبهمــة الرقابــة‬
‫الشــرعية نوجــز أمههــا فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫أ‪ .‬إنشــاء جهــة مركزيــة تنظــم الرقابــة الشــرعية‪« :‬جملــس معايري‬
‫الرقابة الشــرعية»‬
‫ب‪ .‬ميكن للرقابة الشــرعية أن تســتفيد من التطورات والدراســات‬
‫الــيت أُجريــت يف جمــال املراجعــة الداخليــة‪ ،‬فتكــون هنــاك مراجعــة‬
‫داخليــة شــرعية إمــا كجــزء مــن إدارة املراجعــة الداخليــة أو كإدارة‬
‫مســتقلة يُطلــق عليهــا «إدارة املراجعــة الشــرعية الداخليــة»‪.‬‬
‫ج‪ .‬ميكــن أن تتــم الرقابــة الشــرعية اخلارجيــة بعــدة أســاليب‬
‫منهــا‪:‬‬
‫ ميكــن اختيــار أعضــاء هيئــة الرقابــة الشــرعية بواســطة‬
‫اجلمعيــة العامــة للبنــك‪.‬‬
‫ ميكــن أن تُحــوَّل الرقابــة الشــرعية اىل مهنــة علــى غــرار‬
‫مهنــة مراجعــة احلســابات اخلارجيــة‪.‬‬
‫ ميكــن أن تقــوم مكاتــب مراجعــي احلســابات اخلارجيــني‬
‫بإنشــاء أقســام للمراجعــة الشــرعية وذلــك باالســتعانة خبــرباء‬
‫متخصصــني يف العلــوم الشــرعية‪.‬‬
‫ تأهيــل مراجــع احلســابات اخلارجــي يف العلــوم الشــرعية‬
‫(‪ )1‬حممد فداء الدين عبد املعطي هبجت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23-15 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪29 :‬؛ ‪.49-46‬‬

‫‪145‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مــن خــالل دورات تدريبيــة يف مواضيــع فقــه املعامــالت(‪.)1‬‬


‫ تعيــني هيئــة شــرعية تتعــاون تعاونــا وثيقــا مــع مراجــع‬
‫احلســابات اخلارجــي‪.‬‬
‫ إنشــاء إدارة للرقابــة الشــرعية يف البنــوك املركزيــة ميكــن أن‬
‫يكــون أحــد البدائــل للرقابــة الشــرعية اخلارجيــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬قامــت اهليئــة الســعودية للمحاســبني القانونيــني بإدخــال موضــوع فقـــه املعامــالت ضمــن املوضوعــات الــيت خيتــرب‬
‫فيهــا املتقــدم المتحــان زمالــة اهليئــة‪ ،‬والــيت تعتــرب متطلبــا أساســيا ملمارســة مهنــة احملاســبة واملراجعــة يف اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﺧﻼﺻـــﺔ اﻟﻔﺼﻞ ا&ول‬

‫يلتقــي مفهــوم الرِّبــا بالفائــدة الــيت ختتلــف عــن معنــى الربــح‪ ،‬لكونــه عائـــد‬
‫احتمــايل متغــري ناتــج عــن تفاعــل العمــل ورأس املــال املُخاطــر‪ ،‬ويُســتحق‬
‫عنــد ظهــوره يف هنايــة الســنة املاليــة ال يف بدايتهــا؛ وهلــذا وُجِّهــت انتقــادات‬
‫لتلــك النظريــات املتعــددة الــيت تُدعــم نظــام الفائــدة نظــراً للمخاطــر‬
‫والســلبيات االقتصاديــة الناجتــة عنــه‪ ،‬وليــس هنــاك حـ ّل كمــا قــال خــرباء‬
‫االقتصــاد إال جبعــل ســعر الفائــدة صفــراً!! مــع ضــرورة االجتــاه إىل نظــام‬
‫اقتصــادي بديــل يتم ّثــل يف «نظــام املشــاركة» الــذي يعتمــد علــى أســاليب‬
‫متويليــة متنوعــة؛ ختتلــف عــن األســاليب الربويــة وتتش ـعّب فيهــا اآلثــار‬
‫اإلجيابيــة‪.‬‬
‫وتُع ـدُّ البنــوك القائمــة علــى نظــام املشــاركة مؤسســات ماليــة ومصرفيــة‬
‫واقتصاديــة واجتماعيــة واســتثمارية وتنمويــة شــاملة؛ تقــوم بأســلوب‬
‫الوســاطة املاليــة احملــررة مــن ســعر الفائــدة الدائنــة واملدينــة‪ ،‬تُميِّزهــا‬
‫اإلســرتاتيجية اجلديــدة املتمثلــة يف «املشــاركة يف األربــاح واخلســائر»‬
‫وأنشــطتها املتعــددة وأنــواع رقابتهــا املتكاملــة‪ ،‬وتتطلــب عالقــة خاصــة‬
‫مــع الرقابــة املصرفيــة املركزيــة نظــراً لوجــود فــروق جوهريــة مــع البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬رغــم أوجــه التعاون معها يف جمال أعمال املراســلني واالســتفادة‬
‫مــن التكنولوجيــا املصرفيــة؛ يف الوقــت الــذي يبقــى التنافــس قائمـاً بينهمــا‬
‫يف جمــال اســتقطاب العمــالء الذيــن هتمُّهــم جــودة اخلدمــات املصرفيــة‬
‫واملاليــة املقدَّمــة‪.‬‬
‫لقــد مت ّكنــت بنــوك املشــاركة مــن حتقيــق عــدة إجنــازات رغــم قصــر‬

‫‪147‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جتربتهــا‪ ،‬رافقتهــا انتقــادات املشــككني ودراســات املختصــني لتقويــم‬


‫أدائهــا مــن حيــث الكفــاءة والفعاليــة‪ ،‬كشــفت عــن نقـــاط قـــوة متثلــت يف‬
‫الــدور اإلجيابــي يف جــذب املدخــرات وجتميــع املــوارد املاليــة؛ مــن خــالل‬
‫ختليــص أكــرب عــدد مــن اجلمهــور مــن التعامــل الربــوي (مســتوى مالئــم مــن‬
‫الفعاليــة)‪ ،‬وكشــفت أيضـاً عــن نقـــاط ضعـــف يف جمــال توظيــف واســتثمار‬
‫مواردهــا املاليــة املتاحــة؛ مــن خــالل عــدم قيامهــا بدورهــا االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي املطلــوب منهــا (كفــاءة منخفضــة)‪ ،‬كمــا بينــت أن هــذه البنوك‬
‫كانــت أحســن أداءً مــن البنــوك التقليديــة يف ســنوات التســعينيات‪.‬‬
‫وكشــف الواقــع العملــي عــن العديــد مــن املشــكالت املتداخلــة ومعوِّقــات‬
‫تطبيــق النمــوذج املفــرتض لبنــوك املشــاركة‪ ،‬الــيت تؤثــر علــى أدائهــا‬
‫وقدرهتــا للقيــام بدورهــا االقتصــادي‪ ،‬مت ّثلــت أساســاً يف‪ :‬مشــكالت‬
‫حماســبية وإداريــة‪ ،‬ومشــكلة عــدم مالءمــة السياســة النقديــة للبنــوك‬
‫املركزيــة‪ ،‬ومشــكلة اختــالل هيــكل مواردهــا املاليــة املتاحــة‪ ،‬ومشــكلة عــدم‬
‫توافــر العمــالء املالئمــني املشــاركني‪ ،‬ومشــكلة عــدم توافــر املــوارد البشــرية‬
‫املالئمــة للعمــل املصــريف؛ يضــاف إىل ذلــك التحــوالت االقتصاديــة احملليــة‬
‫واإلقليميــة والعامليــة‪...‬‬
‫يف ظــل هــذه الصعوبــات الداخليــة والعقبــات اخلارجيــة‪ ،‬اُقرتحــت جمموعة‬
‫مــن اإلجــراءات العمليــة إلجنــاح جتربــة بنــوك املشـــاركة ونقلها من مســتوى‬
‫النظريـة إىل مستوى التطبيـق وهي‪:‬‬
‫ شــروط ال بــد أن تتوافــر يف بنــوك املشــاركة وشــروط ال بــد أن‬
‫تتوافــر لبنــوك املشــاركة؛‬

‫‪148‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ متطلبــات تُعطــى فيهــا األولويــة ألنشــطة وإدارات ومؤسســات‬


‫موازيــة لبنــوك املشــاركة؛‬
‫ إعــادة النظــر يف بعــض األســاليب والسياســات والنظــم لتدعيــم‬
‫وتعميــق الثقــة يف نشــاطها املصــريف‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‬

‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬

‫أساسيات امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫املبحث األول‪:‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬واقع إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫‪150‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ ا‪:‬ول‬

‫أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ عرض ميزانية بنوك املشاركة وعناصرها‬

‫ التفرقــة بــني حســابات امليزانيــة يف البنــوك التقليديــة وبنــوك‬


‫املشــاركة‪.‬‬

‫ مناذج مقرتحة للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ا‪:‬ول‪ :‬ﻋﺮض ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬اإلطـار النظـري مليزانيـة البنـوك فـي الفـكـر احملاسبـي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬رؤيـة بعض الباحثيـن لعنـاصـر ميزانيـة بنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬ميزانيـة البنك املركزي والبنوك األعضاء يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬اإلطار النظري مليزانية البنوك يف الفكر احملاسيب‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬حملة تارخيية عن امليزانية‪:‬‬
‫إذا كانــت احملاســبة لغــة لالتصــال؛ فــإن عملية تقديم املعلومات احملاســبية‬
‫عــن طريــق القوائــم والتقاريــر املاليــة تُعتــرب بدايــة للعمليــة االتصاليــة‬
‫بــني مُع ـدِّي هــذه القوائــم ومســتخدميها‪ ،‬ومــن أهــم مــا تنتجــه احملاســبة‬
‫املاليــة قائمــة املركــز املــايل (امليزانيــة)(‪ )1‬الــيت تبيِّــن مصــادر واســتخدامات‬
‫األمــوال‪ ،‬وقائمــة الدخــل (جــدول النتائــج)(‪ )2‬الــيت تبيِّــن مصــادر اإليــرادات‬
‫واملصاريــف‪.‬‬
‫لقــد بــدأ االهتمــام بامليزانيــة مــع هنايــة القــرن التاســع عشــر من قِبــل رجال‬
‫البنــوك لتخــدم بصــورة أساســية احتياجــات املقرضــني؛ «حيــث أصــدرت‬
‫اهليئــة التنفيذيــة جلمعيــة رجــال البنــوك عــام ‪ 1895‬توصيــة ألعضائهــا‬
‫أن يطلبــوا مــن املقرتضــني تقديــم تقريــر كتابــي م َّ‬
‫ُوقعــا عليــه منهــم أو مــن‬
‫(‪ )1‬يُطلــق عليهــا «امليزانيــة» (‪ )Balance Sheet = Bilan‬ألهنــا تتخــذ يف أحــد أشــكاهلا صــورة جدول له جانبني متســاويني‬
‫ومــن ثــم متوازنــني‪ ،‬كمــا يُطلــق عليهــا «عموميــة» أو «عامــة» ألهنــا تتضمــن اآلثــار العامــة جلميــع نتائــج عمليــات املشــروع كمــا‬
‫وصــل إليــه الوضــع يف تاريــخ معيّــن‪ ،‬ويُطلــق عليهــا « قائمــة املركـــز املـــايل» (‪ )Statement of Financial Position‬ألن‬
‫اهلــدف الرئيــس مــن إعدادهــا هــو إظهــار «حقيقــة» املركــز املــايل للوحــدة احملاســبية وقدرهتــا علــى االســتمرار يف نشــاطها‬
‫والوفــاء بالتزاماهتــا‪.‬‬
‫(‪ )2‬تســـتخدم الــو‪.‬م‪.‬أ‪ .‬مصطلــح قائمــة الدخــل (‪ ،)Income Statement‬بينمــا تســتخدم بريطانيــا مصطلــح حســاب‬
‫األربــاح واخلســائر (‪.)Profit and Loss Account‬‬

‫‪152‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ممثليهــم عــن أصــول وخصــوم املنشــأة بصــورة منوذجيــة توصــي هبــا جلنــة‬
‫خاصــة هلــذا الغــرض»‪ .)1(1‬ومــع بدايــة الثالثينيــات مــن القــرن املاضــي‬
‫حت ـوَّل االهتمــام مــن امليزانيــة إىل قائمــة الدخــل لكــن يف الفــرتة األخــرية‬
‫بــدأت تســتعيد أمهيتهــا؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)21‬تطور االهتمام بامليزانية يف الفكر احملاسيب‪.‬‬


‫الوقـ احلاضـر‬ ‫بدايـة الثالثينيات‬ ‫الفرتة‬
‫حتــول االهتمــام مــن امليزانيــة إىل قائمــة‬
‫استعادة أمهية امليزانية جبانب قائمة الدخل‪.‬‬ ‫االهتمام‪ :‬الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬أزمــة الســيولة العامليــة (تضخــم ‪ +‬ارتفــاع‬ ‫‪ -‬ارتبــاط قيمــة املؤسســة مبقدرهتــا‬
‫معــدالت الفائــدة)‬ ‫اإليراديــة‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيــم بقوائــم ماليــة إضافيــة (قائمــة التغــريات‬ ‫األسباب‪ - :‬وجود قيود على مالءمة امليزانية‪.‬‬
‫يف املركــز املــايل وقائمــة التدفقــات النقديــة)‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد مسري الصبان ورجب السيد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74 :‬‬

‫‪ .2‬تعريف امليزانية املصرفية‪:‬‬


‫تُعـرَّف امليزانيــة علــى أهنــا‪« :‬قائمــة أو كشــف يبــني أرصــدة عناصر األصول‬
‫وعناصــر اخلصــوم يف تاريــخ معيّــن‪ ،‬ومــن الناحيــة االقتصاديــة تظهــر‬
‫امليزانيــة مصــادر األمــوال (اخلصــوم) وكيفيــة اســتخدام هــذه األمــوال‬
‫(األصــول)‪ ،‬ومــن الناحيــة اإلداريــة تبــني امليزانيــة االلتزامــات واملطلوبــات‬
‫(اخلصــوم) الــيت علــى املشــروع باعتبــاره وحــدة مســتقلة عــن أصحابــه‪،‬‬
‫ومــا يقابلهــا مــن موجــودات تتمثــل يف (األصــول) الــيت ميلكهــا املشــروع»(‪.)2‬‬
‫وال خيتلــف مفهــوم ميزانيــة البنــوك عن ميزانية املؤسســات األخرى؛ حيث‬
‫تُع ـرّف بأهنــا‪« :‬قائمــة أو كشــف يتضمــن موجــودات املصــرف ومطاليبــه‬
‫(‪ )1‬حممــد مســري الصبــان و رجــب الســيد راشــد‪« ،‬احملاســبة املتوســطة‪ :‬أســس القيــاس واإلفصــاح احملاســي»‪ ،‬الــدار‬
‫اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.74:‬‬
‫(‪ )2‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬حماســبة الشــركات واملصــارف يف النظــام اإلســالمي»‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســالمية‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص‪.201:‬‬

‫‪153‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بعــد إجــراء التســويات اجلرديــة وتنظيــم حســاب األربــاح واخلســائر»(‪.)1‬‬


‫‪ .3‬تبويب امليزانية املصرفية‪:‬‬
‫لقد ركزت املناقشات حول ميزانية البنوك على جانبني مها‪:‬‬
‫‪ 1.3‬أشكال عرض امليزانية‪ :‬توجد طريقتان لعرض امليزانية‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬امليزانيــة علــى شــكل حســاب (جــدول)‪ :‬وهــو الشــكل‬
‫التقليــدي للميزانيــة‪ ،‬يكــون فيــه اجلانــب األميــن (لألصــول)‬
‫واجلانــب األيســر (للخصــوم)‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬امليزانيــة علــى شــكل قائمـــة (تقريــر)‪ :‬وهــو الشــكل‬
‫احلديــث للميزانيــة‪ ،‬يكــون فيــه اجلــزء األعلــى (لألصــول)‬
‫واجلــزء األســفل (للخصــوم)‪.‬‬
‫‪ 2.3‬أولويــات ترتيــب بنــود امليزانيــة‪ :‬يتــم ترتيــب عناصــر امليزانيــة يف‬
‫البنــوك وفــق أســلوب عكســي مليزانيــة املؤسســات ذات الطابــع الصناعــي‬
‫والتجـــاري(‪« ،)2‬إذ يتــم إعــداد وترتيــب العناصــر بداخلهــا تبعــا لألمهيــة‬
‫النســبية فتبــدأ بأكثــر العناصــر أمهيــة يليهــا العناصــر اهلامــة فاألقــل‬
‫أمهيــة وهكــذا»(‪.)3‬‬
‫وعلــى ذلــك تبــدأ األصــول بعنصــر النقديــة باعتبــاره أكثــر العناصــر‬
‫خطــورة؛ ألن عــدم توافــر احلجــم املالئــم يف الســيولة قــد يــؤدي إىل اهنيــار‬
‫البنــك لــو أشــيع مثـالً عــدم قدرتــه علــى الوفــاء بالتزاماتــه جتــاه املودعــني‪،‬‬
‫(‪ )1‬صايف فلوح‪« ،‬حماسبة املنشآت املالية»‪ ،‬مطبوعات جامعة دمشق‪ ،1989/1988 ،‬ص‪.357:‬‬
‫(‪ )2‬جتــدر اإلشــارة أن املؤسســات املاليــة يف العــامل العربــي تتبــع ترتيــب امليزانيــة نفســه الــذي تســتخدمه املؤسســات‬
‫التجاريــة والصناعيــة يف الــو‪.‬م‪.‬أ وبعــض الــدول األوربيــة؛ باعتبــار مشــكلة الســيولة هــي املشــكلة الرئيســة الــيت تواجــه‬
‫املؤسســات ويتوقــف عليهــا مــدى اســتمرارية نشــاطها‪ ،‬وهــذه النظــرة ســليمة ألنــه قــد متتلــك املؤسســة كميــة هائلــة مــن‬
‫األصــول طويلــة األجــل إال أن مركــز الســيولة فيهــا قــد يكــون يف حالــة ســيئة جــداً‪ .‬إن هــذه االختالفــات رمبــا تضلــل أو تربــك‬
‫املســتخدم الــذي ال يكــون علــى درايــة بوجــود اختالفــات بــني الــدول مــن ناحيــة املصطلحــات وطريقــة العــرض والسياســات‬
‫احملاســبية املســتخدمة يف إعــداد القوائــم املاليــة‪.‬‬
‫(‪ )3‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115:‬‬

‫‪154‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وتبــدأ اخلصــوم بعنصــر الودائــع الــيت تُعتــرب مبثابــة التزامــات علــى البنــك؛‬
‫كمــا أن زيــادة وتطــور حجمهــا يُعتــرب مؤشــراً رئيس ـاً علــى جنــاح أو فشــل‬
‫البنــك ومــدى ثقــة اجملتمــع فيــه(‪ .)1‬واجلــدول التــايل صــورة هلــذه امليزانيــة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)22‬الــهـيــكـل الـعــام لـمـيـزانـيـة الـبـنـوك‪.‬‬


‫املبلغ‬ ‫اخلصـــوم‬ ‫املبلغ‬ ‫األصـــول‬
‫‪ -‬الودائــع حتــت الطلــب واحلســابات ×××‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬النقد يف الصندوق ويف املركزي‪.‬‬
‫اجلاريــة الدائنــة‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬املصارف احمللية‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬الودائع ألجل وودائع التوفري‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬املراسلون يف اخلارج‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬املصارف احمللية‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬حمفظة األوراق التجارية املخصومة‪.‬‬
‫‪ -‬القــروض والســلف مــن املركــزي وإعــادة ×××‬ ‫‪ -‬القــروض والســلف واحلســابات اجلاريــة ×××‬
‫اخلصــم‪.‬‬ ‫املدينــة بضمانــات عينيــة‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬املراسلون يف اخلارج‪.‬‬ ‫‪ -‬القــروض والســلف واحلســابات اجلاريــة ×××‬
‫×××‬ ‫‪ -‬حسابات دائنة أخرى‪.‬‬ ‫املدينــة بضمانــات أخــرى‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬األموال املستقرضة‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬حسابات مدينة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬حســابات التســوية واحلســابات ×××‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬االستثمارات املالية واملسامهات‪.‬‬
‫ا ال نتقا ليــة ‪.‬‬ ‫‪ -‬حســابات التســوية واحلســابات ×××‬
‫×××‬ ‫‪ -‬املؤونات‪.‬‬ ‫ا ال نتقا ليــة ‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬االحتياطات‪.‬‬ ‫‪ -‬األمــوال الثابتــة واملوجــودات األخــرى ×××‬
‫×××‬ ‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫(ناقصــا االهتــالكات)‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬األرباح الصافية‪.‬‬
‫×××‬ ‫جمموع اخلصوم‬ ‫×××‬ ‫جمموع األصول‬
‫×××‬ ‫××× ‪ -‬مقابل احلسابات النظامية‬ ‫‪ -‬احلسابات النظامية‬
‫×××‬ ‫جمموع امليزانية‬ ‫×××‬ ‫جمموع امليزانية‬
‫املصدر‪ :‬صايف فلوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.363 ،59‬‬

‫إن لرتتيــب امليزانيــة هبــذا الشــكل يف البنــوك «أمهيــة كــربى ملعرفــة املركــز‬
‫املــايل للبنــك‪ ،‬وكذلــك معرفــة نســبة الســيولة لديــه ونســبة االحتياطــي‬
‫اإللزامــي‪ ،‬وقدرتــه علــى ســداد التزاماتــه حنــو أصحــاب الودائــع وغريهــم‬
‫يف مواعيــد اســتحقاقها املختلفــة»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117-116:‬‬
‫(‪ )2‬خريت ضيف‪« ،‬حماسبة املنشآت املالية‪ :‬يف حماسبة البنوك»‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،1979 ،‬ص‪.277 :‬‬

‫‪155‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ميكــن توضيــح ترتيــب أصــول وخصــوم امليزانيــة مــن األعلــى إىل األســفل‬
‫يف البنــوك واملؤسســات األخــرى كالتــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)23‬‬


‫نظام ترتيب بنود امليزانية يف البنوك واملؤسسات التجارية والصناعية‪.‬‬
‫‪Passif = Ressources = Liabilities‬‬ ‫‪Actif = emplois = Assets‬‬
‫اخلصوم = املطلوبات = املصادر‬ ‫األصول = املوجودات = االستخدامات‬ ‫اجلانب‬
‫املؤسسات‬ ‫البنوك‬ ‫املؤسسات‬ ‫البنوك‬ ‫احلالة‬
‫‪ -1‬ال توجد‪.‬‬ ‫‪ -1‬الودائع‪.‬‬ ‫‪ -1‬أصول ثابتة‪.‬‬ ‫‪ -1‬أصول نقدية‪.‬‬ ‫عناصر‬
‫‪ -2‬حقوق امللكية‪.‬‬ ‫‪ -2‬االلتزامات‪.‬‬ ‫‪ -2‬أصول متداولة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أصول متداولة‪.‬‬ ‫امليزانية‬
‫‪ -3‬االلتزامات‪.‬‬ ‫‪ -3‬حقوق امللكية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أصول نقدية‪.‬‬ ‫الرئيسة ‪ -3‬أصول ثابتة‪.‬‬
‫ال توجد‪.‬‬ ‫حسابات نظامية‬ ‫ال توجد‪.‬‬ ‫خارج امليزانية حسابات نظامية‪.‬‬
‫درجة السيولة املتناقصة درجة السيولة املتزايدة درجة االستحقاق املتناقصة درجة االستحقاق املتزايدة‬ ‫الرتتيب‬

‫‪ .4‬خصائص امليزانية املصرفية‪:‬‬


‫إن األمهيــة النســبية لــكل بنــد مــن بنــود امليزانيــة «ختتلــف مــن جمتمــع إىل‬
‫آخــر حســب طبيعــة النشــاط االقتصــادي الســائد يف اجملتمــع مــن ناحيــة‪،‬‬
‫وحســب تقــدم أو ختلــف العــادات املصرفيــة يف اجملتمع من ناحية أخرى‪...‬‬
‫لذلــك جنــد أن هنــاك اختالفــا واضحــا بــني األمهيــات النســبية للبنــود‬
‫املختلفــة للميزانيــة مــن مصــرف إىل آخــر يف داخــل اجملتمــع الواحــد»(‪.)1‬‬
‫ميكن تلخيص هذه الفكرة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬عقيل جاسم عبد اهلل‪« ،‬النقود واملصارف»‪ ،‬اجلامعة املفتوحة‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪ ،1994 ،‬ص‪.263-262 :‬‬

‫‪156‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)24‬أثــر طبيعــة اجملتمــع يف حتديــد األمهيــة النســبية‬


‫لبنــود امليزانيــة املصرفي ـة‪.‬‬
‫زيادة األمهية النسبية لبنود ميزانية البنوك‬ ‫طبيعـة اجملتمع‬ ‫اخلصائص‬
‫‪ -1‬حمفظة األوراق املالية (أذونات اخلزينة ‪+‬‬ ‫‪ -1‬شيوع شركات املسامهة‪.‬‬
‫األسهم والسندات) ‪ +‬األوراق التجارية‪.‬‬ ‫املشروعات السائدة‪:‬‬
‫‪-2‬شيوع األشكال الفردية للمشروعات‪ -2 .‬النقود السائلة‪.‬‬
‫‪ -1‬األوراق التجارية املخصومة‪.‬‬ ‫‪ -1‬اجملتمعات التجارية‪.‬‬ ‫نشاط اجملتمع‪:‬‬
‫‪ -2‬السلف والقروض‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجملتمعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ -1‬الودائع (اجلارية ‪ +‬ألجل)‪.‬‬ ‫‪ -1‬البنوك القدمية (مسعة ‪ +‬ثقة)‪.‬‬ ‫املكانة املصرفية‪:‬‬
‫‪ -2‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫‪ -2‬البنوك حديثة التكوين‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263-262 :‬‬

‫وتتمثــل أهــم مســات امليزانيــة للبنــوك التقليديــة يف عــدة خصائــص ذات‬


‫أمهيــة معينــة‪ ،‬وذات تأثــري معيّــن ســواء على خماطر البنــك أو على عوائده‪،‬‬
‫ويتمثــل ذلــك يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)25‬أهم خصائص امليزانية املصرفية‪.‬‬


‫التأثيــر على‪:‬‬
‫اطر البنك عوائد البنك‬ ‫الداللــة‬ ‫اخلصــائص‬
‫يعي درجة حمدودة من الرافعة‬ ‫‪ )1‬أصول ثابتة حمـــــــدودة‪.‬‬
‫يقلل العوائد‬ ‫يقلل املخاطر‬ ‫(‪)1‬‬
‫التشغيلية‬
‫يعي توافر سيولـــــــة لـــدى‬ ‫‪ )2‬مبالغ كبرية من اخلصـــوم‬
‫يقلل العوائد‬ ‫يقلل املخاطر‬ ‫البنــــــــك‬ ‫القصرية األجل (ودائع)‪.‬‬
‫‪ )3‬مقدار كبري من األصول بالنسبة‬
‫يعي درجة عالية مــــن الرافـعــة‬ ‫إىل صايف حق امللكية‪.‬‬
‫يزيد العوائد‬ ‫يزيد املخاطر‬ ‫(إمجايل األصول ‪ /‬صايف حق‬
‫املــاليــــة‬
‫امللكية)‬
‫املصدر‪ :‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43 :‬‬

‫(‪ )1‬ينقسم الرفع وفقا ملصادره إىل نوعني رئيسني مها‪:‬‬


‫‪ -‬الرفع التشغيلي‪ :‬وهو ناتج عن التكاليف الثابتة اليت تتعلق مباشرة بعمليات البنك (مثل االهتالك)‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع املـايل‪ :‬وهو ناتج عن التكاليف الثابتة ملصادر التمويل (مثل فوائد القروض)‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ومــن املعلــوم أن حماســبة البنــوك بصفــة عامــة هلــا خصائــص تتميز هبا عن‬
‫املؤسسات التجارية أو الصناعية أو الزراعية األخرى‪ ،‬أمهها مايلي‪:)1(1‬‬
‫ متثــل طريقــة اليوميــة املركزيــة أكثــر الطــرق شــيوعاً واســتخداماً يف‬
‫البنوك‪.‬‬
‫ متتــاز البنــوك بتحــرك أرصــدة العمــالء وتذبذهبــا يف فــرتات قصــرية‬
‫لكثــرة عمليــات الصــرف واإليــداع؛ ممــا يســتلزم التدقيــق الكامــل‬
‫هلــا‪.‬‬
‫ اســتخدام احلســابات النظاميــة(‪ )2‬عــن العمليــات الــيت ال تؤ ِّثــر يف‬
‫نتائــج األعمــال‪ ،‬ولكنهــا تشــري إىل مســؤولية أو التــزام البنــوك جتــاه‬
‫الغــري‪.‬‬
‫ متثل النقدية العنصر األول من حيث األمهية يف البنوك‪.‬‬
‫‪ .5‬حسابات تسوية عناصر امليزانية املصرفية‪:‬‬
‫تُجــرى بعــض املعاجلــات احملاســبية قبــل إعــداد امليزانية تُعْرف بالتســويات‬
‫اجلرديــة؛ الــيت ميكــن تبويبهــا كاآلتي‪:‬‬
‫‪ 5.1‬احلســابات املقدَّمة‪ :‬هي عناصر ختص أكثر من فرتة حماســبية‬
‫ويتضمــن جــزء منهــا خيــص الســنة املاليــة اجلارية‪(.‬املصاريــف «اإلجيــار»‬
‫املدفوعــة مقدمـاً‪ ،‬اإليــرادات احملصلــة مقدماً)‪.‬‬
‫‪ 5.2‬احلســابات املســتحقة‪ :‬هــي عناصــر ختــص الفــرتة احملاســبية‬
‫احلاليــة‪ ،‬ولكنهــا مل تدفــع أو حتصــل فعـالً لســبب أو آلخــر‪( .‬مثــل‪ :‬األجــور‬

‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1989 ،2‬ص‪.322 :‬‬
‫(‪ )2‬هــي عبــارة عــن حســابات تذكرييــة تظهــر يف جانــي األصــول واخلصــوم بقيــم متكافئــة‪ ،‬وهــي ال تعكــس تأثــري عمليــات‬
‫ولكنهــا تعكــس التزامــات أو حقــوق حمتملــة مل يتأكــد بعــد وقــوع األحــداث املنشــئة هلــا؛ ولذلــك فهــي تظهــر بعــد الوصــول إىل‬
‫رقــم جممــوع األصــول واخلصــوم يف امليزانيــة‪ .‬وقــد تظهــر بشــكل مســتقل عــن امليزانيــة؛ حيــث يتــم اإلفصــاح عنهــا يف صــورة‬
‫مالحظــات ضمــن اإليضاحــات املتممــة للقوائــم املاليــة‪ ،‬وتُعـدُّ البنــوك أكثــر املؤسســات اســتخداما للحســابات النظاميــة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫واملرتبــات املســتحقة‪ ،‬إيــراد العقــارات املؤجــرة الــيت مل يتــم حتصيلها بعد)‪.‬‬


‫‪ 5.3‬احلســابات املقــدرة‪ :‬هــي عناصــر يعتمــد حســاهبا علــى التقديــر‬
‫واخلــربة الشــخصية والبيانــات احملاســبية األخــرى (خمصــص الديــون‬
‫املشــكوك يف حتصيلهــا‪ ،‬خمصــص اهتــالك األصــول الثابتــة)‪.‬‬
‫يوضــح الشــكل التــايل التســويات اجلرديــة يف هنايــة كل فــرتة مــن الفــرتات‬
‫احملاســبية‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)20‬أهم املعاجلات الي يتم إجراؤها على عناصر القوائم املالية‪.‬‬

‫اإليرادات املقدمة‬ ‫املصاريف املقدمة‬

‫البنود والعناصر املقدمة‬

‫املصاريف املستحقة‬
‫املعاجلات‬
‫البنود والعناصر املتأخرة‬ ‫احملاسبية‬
‫لبنود القوائم‬
‫اإليرادات املستحقة‬

‫البنود والعناصر املقدرة‬

‫اهتالك األصول‬
‫الديون املشكوك‬ ‫أساس التقدير‬
‫فيها تقييم‬ ‫والتقييم‬
‫املخزون‬
‫‪..‬‬

‫املصدر‪ :‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية؟‪ :‬مدخل اقتصادي متكامل ملنظومة اختاذ القرار‬
‫يف الشركات والبنوك واملنظمات احمللية والدولية»‪ ،‬إيرتاك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ، 1996 ،1‬ص‪.84 :‬‬

‫‪159‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬رؤية بعض الباحثني لعناصر ميزانية بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬يوضــح أحــد احملاســبني أن بنــوك املشــاركة تقــوم بتجميــع املدخــرات‬
‫وفــق نظــام احلســابات االســتثمارية (توفــري اســتثماري‪ ،‬وديعــة اســتثمارية‬
‫ألجــل)‪ ،‬وتقــوم بتوظيــف هــذه األمــوال وكذلــك بعضـاً مــن أموال املســامهني‬
‫يف جمــاالت األنشــطة االقتصاديــة وفــق صيــغ عديــدة مــن أمههــا املضاربــة‬
‫واملشــاركة واملراحبــة واملتاجــرة‪ ،‬وهــذا املنهــج للتمويــل واالســتثمار خيتلــف‬
‫عــن املنهــج الــذي تطبقــه البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫وتتمثــل أســاليب االســتثمار الــيت تطبقهــا بنوك املشــاركة واهليــكل التمويلي‬
‫لعملياهتــا يف الصيــغ واملصــادر التالية‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)26‬طبيعة االستثمارات ومصادر متويلها يف بنوك املشاركة‬
‫مصــادر متويــل االستثمارات‬ ‫صيــغ وأساليــب االستثمار‬
‫‪ 1‬املصــادر الداخليــة‪:‬‬ ‫‪ 1‬املشاركــات‪:‬‬
‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫‪ -‬املشاركات قصرية األجل‪.‬‬
‫‪ -‬االحتياطيات املختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬املشاركات طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬األرباح غري املوزعة‪.‬‬ ‫‪ -‬املشاركات املنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫‪ -‬املخصصات ملقابلة التزامات قد حتدث يف املستقبل‪.‬‬ ‫‪ 2‬املضاربــات‪:‬‬
‫‪ -‬األمــوال املســتفادة (أي مــال آل إىل بنــك املشــاركة كتــربع‬ ‫‪ -‬املضاربات الثنائية‪.‬‬
‫أو هبــة أو حنــو ذلــك)‪.‬‬ ‫‪ -‬املضاربات اجلماعية‪.‬‬
‫‪ 3‬املراحبــات‪:‬‬
‫‪ 2‬املصــادر اخلارجيــة‪:‬‬ ‫‪ -‬املراحبات احمللية ألجل‪.‬‬
‫‪ -‬احلسابات اجلارية‪.‬‬ ‫‪ -‬املراحبات الدولية ألجل‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات التوفري االستثماري‪.‬‬ ‫‪ 4‬العمليــات التجاريــة‪:‬‬
‫‪ -‬حسابات االستثمار ألجل ‪ 3‬شهور‪.‬‬ ‫‪ -‬البيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات االستثمار ألجل ‪ 6‬شهور‪.‬‬ ‫‪ -‬البيع التأجريي‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات االستثمار ألجل ‪ 9‬شهور‪.‬‬ ‫‪ -‬البيع بالعمولة‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات االستثمار ألجل سنة أو أكثر‪.‬‬ ‫‪ -‬بضاعة األمانة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حســني حســني شــحاته‪« ،‬اجلوانــب احملاســبية ملشــكلة قيــاس وتوزيــع عوائــد‬
‫االســتثمارات يف املصــارف اإلســالمية‪ :‬دراســة فكريــة ميدانيــة»‪ ،‬يف املؤمتــر العــام األول‬
‫للبنــوك اإلســالمية باســتانبول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪122-121:‬؛ ‪125‬؛ ‪.131‬‬

‫‪160‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬يُحـدِّد بعــض الباحثــني املــوارد املاليــة واســتخداماهتا يف بنــك املشــاركة‬


‫كمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2‬موارد بنك املشاركة‪ :‬تتحدد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.1.2‬احلسابات االدخارية‪.‬‬
‫‪ -2.1.2‬األموال املودعة بغرض االستثمار‪.‬‬
‫‪ -3.1.2‬الودائـــــع‪.‬‬
‫‪ -4.1.2‬احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪ -5.1.2‬الزكاة وتنفق أمواهلا يف مصارفها الشرعية‪.‬‬
‫‪ 2.2‬استخدامات موارد بنك املشاركة‪ :‬تتحدد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.2.2‬االســتثمار املباشــر‪ :‬وذلــك عــن طريــق إنشــاء شــركات أو‬
‫مؤسســات تقــوم بنشــاط صناعــي أو جتــاري أو زراعــي‪.‬‬
‫‪ -‬رأس مــال املشــروع‪ :‬وذلــك بشــراء أســهم شــركات أخــرى أو‬
‫املســامهة يف رأس مــال مشــروعات معيّنــة‪.‬‬
‫‪ -‬املضاربــة (عقــد القــراض)‪ :‬يف صفقــات معيّنــة وحمــددة بدفــع‬
‫املــال كلــه أو جــزء منــه‪.‬‬
‫ املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك‪ :‬أو مــا يُعــرف باملشــاركة املتناقصــة‬
‫كمشــروعات النقــل واملبانــي‪.‬‬
‫ عمليــات املراحبــة‪ :‬لتمكــني أفــراد أو هيئــات مــن احلصــول علــى‬
‫ســلع حيتاجوهنــا قبــل توافــر الثمــن املطلــوب‪.‬‬
‫‪ 2.2.2‬اإلقراض دون فائدة يف حاالت معيّنة‪.‬‬
‫‪ 3.2.2‬استخدام أموال الزكاة وختصيصها للتكافل االجتماعي‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51-50 :‬‬

‫‪161‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -‬إن الوظيفــة األساســية والصحيحــة ملــال الــزكاة هــو متكــني الفقــري‬


‫مــن إغنــاء نفســه بنفســه؛ حبيــث يكــون لــه مصــدر دخــل ثابــت يُغنيــه‬
‫عــن طلــب املســاعدة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا زادت مــوارد الــزكاة واتســعت حصيلتهــا؛ ميكــن اســتخدام‬
‫أمواهلــا يف إقامــة منشــآت ومصانــع‪.‬‬
‫‪ .3‬يقــدِّم باحــث آخــر إجابــة عــن اإلشــكالية املطروحــة‪« :‬كيــف يغطــي‬
‫البنــك تكاليفــه وحيقــق أرباحـاً يف غيــاب الفائــدة؟»؛ حيــث إن هــذا التصور‬
‫ممكــن مــن خــالل جمموعــة األدوات والتقنيــات املصرفيــة املســتعملة مــن‬
‫قِبــل بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫واجلــدول التــايل جيمــع هــذه األدوات وذلــك علــى مســتوى مصــادر‬
‫واســتخدامات األمــوال املوزعــة كمــا يلــي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)27‬توزيع املصادر واالستخدامات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫املصـــادر‬ ‫االستخدامـــات‬
‫‪ -1‬احلسابات اجلارية‪.‬‬ ‫‪ 1‬الـمـرابـحـــــة‪:‬‬
‫‪ -‬حملية آجلة‪.‬‬
‫‪ -2‬حسابات التوفري‪.‬‬ ‫‪ -‬دولية آجلة‪.‬‬
‫‪ 2‬الـمـشـاركــــة‪:‬‬
‫‪ -3‬ودائع االستثمار‪.‬‬ ‫‪ -‬قصرية األجل‪.‬‬
‫‪ -‬طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -4‬صكوك التمويل‪.‬‬ ‫‪ -‬متناقصة‪.‬‬
‫‪ 3‬الـمـضـاربـــة‪:‬‬
‫‪ -5‬خمصصات ومؤونات‪.‬‬ ‫‪ -‬الثنائية‪.‬‬
‫‪ -‬اجلماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬رأس املال واالحتياطيات واألرباح غري املوزعة‪.‬‬ ‫‪ 4‬الـمـتـاجـــرة‪:‬‬
‫‪ -‬البيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪ -7‬أموال الزكاة واهلبات واإلعانات‪.‬‬ ‫‪ -‬البيع بالتأجري‪.‬‬
‫‪ -‬البيع الفوري‪.‬‬
‫‪ 5‬متويل رأس املال العامل ملختلف املشاريع‪:‬‬
‫‪ -‬دورة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬عدة دورات‪.‬‬
‫‪M. Bouhadida, OP,‬‬ ‫املصدر‪it; P:16. :‬‬

‫‪162‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .4‬يــرى أحــد الباحثــني أن طريقــة تصويــر امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة ال‬


‫ختتلــف عــن البنــوك التقليديــة؛ حيــث «يتــم إعداد قائمة املركــز املايل طبقا‬
‫لألمهيــة النســبية للعنصــر وطبق ـاً ملــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف»(‪.)1‬‬
‫وعلــى ذلــك يكــون ترتيــب عناصــر امليزانيــة كاآلتــي‪:‬‬
‫‪ 1.4‬عناصر األصول أو استخدامات األموال‪:‬‬
‫‪ 1.1.4‬النقديــة‪ :‬ال خيتلــف بنــك املشــاركة يف ذلــك عــن البنــك‬
‫التقليــدي؛ إذ جيــب أن تبــدأ األصــول أيضــا بعنصــر النقدية بأنواعها‬
‫نظــراً ألمهيتهــا املتميــزة‪.‬‬
‫‪ 2.1.4‬توظيفــات األمــوال‪ :‬يبــدأ البنــك التقليــدي عــادة بالقــروض‬
‫بعــد عنصــر النقديــة مرتبــة حســب آجــال اســتحقاقها (األقــرب‬
‫فالقريــب فاألبعــد‪ ...‬وهكــذا)‪ ،‬ورغــم أنــه ال يوجــد نشــاط اإلقــراض‬
‫يف بنــك املشــاركة إال أنــه «حيتفــظ بأمهيــة وضــرورة الرتتيــب‬
‫علــى أســاس األجــل بصفتــه عام ـالً حيوي ـاً يف حيــاة البنــك بشــكل‬
‫عــام»؛ ولذلــك يتــم ترتيــب عناصــر االســتثمارات والتوظيفــات تبعـاً‬
‫لطبيعتهــا مــن حيــث األجــل املفــرتض هلــا كالتــايل‪:‬‬
‫أ‪ .‬توظيفــات قصــرية األجــل‪ :‬هــي الــيت يزيــد أجلها عن ســنة‪ ،‬وأنواعها‬
‫هي‪:‬‬
‫ املضاربــات‪ :‬هــي أنشــطة التجــارة املباشــرة الــيت يقــوم هبــا البنــك‬
‫نفســه‪ ،‬وتتميــز غالب ـاً بقصــر أجلهــا‪.‬‬
‫ املراحبــات‪ :‬هــي شــراء البنــك للســلع وإعــادة بيعها‪ ،‬وتتميز بســرعة‬
‫اســرتداد البنك للنقدية‪.‬‬

‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119 :‬‬

‫‪163‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ املشــاركات‪ :‬هــي مشــاركة البنــك للغــري يف عمليــات قصــرية األجــل‬


‫ال يزيــد عمرهــا عــن ســنة‪.‬‬
‫ب‪ .‬توظيفــات متوســطة األجــل‪ :‬هــي الــيت يزيــد أجلهــا عــن ســنة وال‬
‫يزيــد عــن ثــالث ســنوات‪ ،‬وتُقســم إىل‪:‬‬
‫ مشــاركات‪ :‬يقــوم البنــك هبــذا النشــاط مــع املشــروعات املشــاركة‬
‫ألكثــر مــن فــرتة ماليــة واحــدة‪.‬‬
‫ البيــع بالتقســيط‪ :‬قــد يكــون البيــع اآلجــل مراحبــة أو بالتقســيط‬
‫أو سَـلَم‪ ،‬وغالبـاً مــا يكــون علــى فــرتات يبــدأ مــن ســنة فأكثــر ولكنهــا‬
‫ال تزيــد عــن ثــالث ســنوات‪.‬‬
‫ج‪ .‬توظيفــات طويلــة األجــل‪ :‬هــي الــيت يزيــد أجلهــا عن ثالث ســنوات‪،‬‬
‫وغالبـاً مــا متتــد لفــرتات طويلــة‪ ،‬وميكن تقســيم هــذه التوظيفــات كاآلتي‪:‬‬
‫ مشاركات أخرى وتنقسم إىل‪:‬‬ ‫ مشاركات منتهية بالتمليك‪.‬‬
‫‪ -‬حصص شركات‪.‬‬ ‫‪ -‬البيع التأجريي‪.‬‬
‫‪ -‬أوراق مالية‪.‬‬ ‫‪ -‬التأجري التمويلي‪.‬‬
‫‪ 2.4‬عناصــر رأس املــال واخلصــوم‪ :‬مت ِّثــل الودائــع بأنواعهــا لــدى بنــك‬
‫املشــاركة املصــدر األساســي للمــوارد املاليــة املوظفــة يف االســتثمارات‪،‬‬
‫وعلــى ذلــك جيــب أن يتــم تبويــب عناصــر املركــز املايل مثل البنــك التقليدي‬
‫كاآلتــي‪:‬‬
‫‪ 1.2.4‬الودائع بأنواعها‪.‬‬
‫‪ 2.2.4‬رأس املال وحقوق أصحاب البنك‪.‬‬
‫‪ 3.2.4‬العناصر الدائنة األخرى‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬ميزانية البنك املركزي والبنوك األعضاء يف ظل نظام املشاركة‬


‫يتصــور باحثــون أن اســتبدال نظــام اإلقــراض بفائــدة بنظــام املشــاركة‬
‫يــؤدي إىل «حــدوث تغيــري يف أدوات االســتثمار؛ حيــث ســيختفي نظــام‬
‫الســندات احلكومية وغري احلكومية من ســوق رأس املال وتتالشــى عملية‬
‫املضاربــة القائمــة أساســاً علــى وجــود هــذه األداة التمويليــة يف الســوق‬
‫املــايل التقليــدي»(‪)1‬؛ نظــراً إلمكانيــة وجــود أدوات االســتثمار التاليــة‪:)2(2‬‬
‫ أسهم الشركات‪ :‬ميكن للجمهور تداوهلا‪.‬‬
‫ شــهادات االســتثمار املخصــص أو العــام أو قصــرية األجــل‪:‬‬
‫تُصدرهــا بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ شــهادات اإليــداع واإلقــراض املركــزي‪ :‬هــي شــهادات مــن املتصــور‬
‫أن خيتــص بإصدارهــا البنــك املركــزي يف نظــام املشــاركة؛ حبيــث‬
‫تعطــي حاملهــا ســهما يف ودائعــه املســتثمرة مــن خــالل بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وهــذا جيعــل شــراء شــهادات الودائــع املركزيــة معــادالً‬
‫للقيــام باســتثمار علــى أعلــى الدرجــات املمكنــة مــن التن ـوُّع داخــل‬
‫االقتصــاد الوطــي؛ باعتبــار أن هــذه الشــهادات ستســتثمر لــدى‬
‫مجيــع البنــوك األعضــاء (وســاطة ماليــة مزدوجــة)‪.‬‬

‫وعليــه؛ تكــون ميزانيــة كل مــن البنــك املركــزي والبنــوك األعضــاء يف نظــام‬


‫املشــاركة كمــا يلــي‪:‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164:‬‬


‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)28‬ميزانية البنك املركزي يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬


‫اخلصــــــوم‬ ‫األصـــــــول‬
‫‪ -‬النقد املصدر‪.‬‬ ‫‪ -‬نقدية‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات الودائع املركزية‪.‬‬ ‫‪ -‬الذهب والعمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات اإلقراض املركزي‪.‬‬ ‫‪ -‬احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪ -‬االحتياطي اإللزامي‪.‬‬ ‫‪ -‬ودائع مركزية لدى املصارف واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬مطالب أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض جمانية للحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬قــروض جمانيــة للمصــارف ومؤسســات التمويــل‬
‫األخــرى‪.‬‬
‫‪ -‬موجودات أخرى‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬

‫جدول رقم (‪ :)29‬ميزانية بنوك املشاركة يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬


‫اخلصــــــوم‬ ‫األصـــــــول‬
‫‪ -‬حسابات جارية وحتت الطلب‪.‬‬ ‫‪ -‬نقدية‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع مركزية‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات جارية لدى املصارف‪.‬‬
‫‪ -‬قروض مركزية‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات لدى املصرف املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات استثمار خمصص‪.‬‬ ‫‪ -‬احتياطي إلزامي‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات استثمار عام‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمارات مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع استثمارية أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمار غري مباشر (قِراض)‪.‬‬
‫‪ -‬مطالب أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬موجودات أخرى‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬

‫‪166‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬اﻟﺘﻔﺮﻗــﺔ ﺑﻴــﻦ ﺣﺴــﺎﺑﺎت اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴــﺔ ﻓــﻲ‬


‫اﻟﺒﻨــﻮك اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ وﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مقارنـــة الباحثــني لبنــود ميزانيـــة البنــوك التقليديــة وبنــوك‬‫أو ً‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أوجـه االختـالف بني ميزانيـة البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثــاً‪ :‬إشــكالية الوســاطة املاليــة يف ظــل خصوصيــة ميزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مقارنــة الباحثــني لبنــود ميزانيــة البنــوك التقليديــة وبنــوك‬ ‫أو ً‬


‫املشــاركة‬
‫يــرى بعــض الباحثــني أن هنــاك اختــالف بــني بعــض بنــود امليزانيــة يف‬
‫كل مــن البنــك التقليــدي وبنــك املشــاركة؛ حيــث تتمثــل هــذه االختالفــات‬
‫أساس ـاً يف بنــد القــروض مبيزانيــة البنــك التقليــدي والــيت حي ـ ّل حملهــا‬
‫بنــد املشــاركات واملراحبــات واملضاربــات‪ ،‬وظهــور بنــد الــزكاة الــيت يدفعهــا‬
‫أصحــاب رأس املــال كبنــد مــن بنــود اخلصــوم‪ ،‬باإلضافــة إىل األســلوب‬
‫املســتخدم يف إدارة بنــد الودائــع مــن خــالل كيفيــة التعامــل مــع أصحاهبــا‬
‫(دائن‪/‬شــريك) ومعــدل العائــد الــذي حيصــل عليــه كل منهمــا (فائــدة‪/‬‬
‫ربح)(‪.)1‬‬
‫تتضــح تلــك االختالفــات عنــد مقارنــة ميزانيــة مبســطة لبنــك مشــاركة‬
‫وآخــر تقليــدي كمــا يلــي‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.386-384 :‬‬

‫‪167‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪:)30‬‬


‫مقارنة بنود ميزانية مبسطة لبنك تقليدي وبنك مشاركة‪.‬‬
‫جانب اخلصــــوم‬ ‫جانب األصــــول‬
‫بنك مشاركــة‬ ‫بنك تقليــدي‬ ‫بنك مشاركــة‬ ‫بنك تقليــدي‬
‫‪ -‬ودائع وحسابات املتعاملني‬ ‫‪ -‬جمموع النقدية واألرصدة ‪ -‬النقدية بالصندوق والبنوك‪ - .‬جمموع الودائع‪.‬‬
‫‪ -‬جــاري املشاركــات واملراحبات‬ ‫‪ -‬املستحق للبنوك‪.‬‬ ‫‪ -‬مشاركات ومراحبات‬ ‫بالبنوك‪.‬‬
‫‪ -‬دائنو التوزيعات واألرصدة واملضاربات‪.‬‬ ‫‪ -‬جمموع االستثمارات املالية‪ .‬ومضاربات‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك واملراسلني‪.‬‬ ‫الدائنة األخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬جمموع القروض والسلفيات ‪ -‬مسامهات يف شركات‬
‫‪ -‬صندوق الزكاة‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض طويلة األجل‪.‬‬ ‫مشرتكة‪.‬‬ ‫واخلصوم‪.‬‬
‫‪ -‬دائنــو التوزيعــات واألرصــدة‬ ‫‪ -‬املخصصات‪.‬‬ ‫‪ -‬مدينون وأرصدة مدينة‬ ‫‪ -‬أرصدة مدينة وأصول‬
‫‪ -‬جمموع حقوق املسامهني‪ .‬الدائنــة األخــرى‪.‬‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬جمموع حقوق املسامهني‪.‬‬ ‫‪ -‬أصول ثابتة‪.‬‬ ‫‪ -‬أصول ثابتة‪.‬‬
‫إمجايل اخلصوم‬ ‫إمجايل اخلصوم‬ ‫إمجايل األصول‬ ‫إمجايل األصول‬
‫حسابات نظامية‪:‬‬ ‫حسابات نظامية‪:‬‬ ‫حسابات نظامية‪:‬‬ ‫حسابات نظامية‪:‬‬
‫‪ -‬التزامات البنك نظري‬ ‫‪ -‬التزامات البنك نظري‬ ‫‪ -‬التزامــات العمــالء نظــري ‪ -‬التزامات املتعاملني نظري‬
‫اعتمــادات مفتوحــة وخطابــات االعتمادات املستندية املفتوحة اعتمادات مفتوحة وخطابات االعتمادات املستندية املفتوحة‬
‫وخطابات الضمان وتعهدات‬ ‫ضمــان وتعهــدات وخالفــه‪ .‬وخطابات الضمان وتعهدات ضمان وتعهدات وخالفه‪.‬‬
‫وخالفه‪.‬‬ ‫وخالفه‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪224 :‬؛ ‪.385‬‬

‫يشــري باحــث آخــر أن بنــود ميزانيــة بنــك املشــاركة ال ختتلــف عــن البنــود‬
‫الــواردة يف ميزانيــة بنــك تقليــدي باســتثناء فــروق بســيطة يعرضهــا فيمــا‬
‫يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬ال تظهــر قيمــة للســندات دائنــة ومدينــة‪ ،‬كمــا ال يظهــر حســاب أوراق‬
‫جتاريــة خمصومــة‪ ،‬وحســاب القــروض بفوائــد؛ ألن بنــوك املشــاركة ال‬
‫تتعامــل فيهــا‪.‬‬
‫‪ .2‬رأس املــال جيــب أن يكــون كلــه مدفوع ـاً‪ ،‬وال يظهــر بامليزانيــة حســاب‬

‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.373-372 :‬‬

‫‪168‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫أقســاط مســتحقة مــن رأس املــال‪.‬‬


‫‪ .3‬يتم تقييم األصول واخلصوم على أساس القيمة احلاضرة‪.‬‬
‫‪ .4‬يظهــر بنــد الــزكاة عنــد التوزيعــات‪ ،‬كمــا قــد يُعـدُّ صندوق للــزكاة ويكون‬
‫مــن األصــول الــيت تظهــر يف ميزانية بنك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ .5‬يتغــري اهليــكل العــام للتمويــل يف بنــك املشــاركة لزيــادة اعتمــاده علــى‬
‫االســتثمارات بأنواعهــا املشــروعة‪ ،‬بينمــا تنخفــض فيــه درجــة الســيولة‬
‫الســتثمار جانــب كبــري مــن أموالــه‪ ،‬ويتغــري أصحــاب الودائــع مــن دائنــني إىل‬
‫شــركاء‪.‬‬
‫‪ .6‬ال ميكــن توزيــع األربــاح دون احملافظــة علــى رأس املــال احلقيقــي‪،‬‬
‫وهــذا يســتلزم العنايــة الفائقــة عنــد تقديــر املخصصــات واالحتياطيــات‪.‬‬
‫‪ .7‬يظهــر يف ميزانيــة بنــوك املشــاركة (يف األســفل) عــدة حســابات نظامية‬
‫لبيــان االلتزامــات اخلاصــة باملضاربــة واالســتثمارات املتعــددة األخــرى‪،‬‬
‫باإلضافــة إىل االلتزامــات التقليديــة يف البنــوك العاديــة‪.‬‬
‫ويوضح اجلدول التايل البنود املختلفة لألصول واخلصوم اليت تشتمل‬
‫عليها ميزانية أحد بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)31‬بـنـود مـيـزانـيـة بـنـوك الـمـشــاركــة‪.‬‬


‫املبلغ‬ ‫اخلصــــوم‬ ‫املبلغ‬ ‫األصــــول‬
‫‪ 1‬موارد قصرية ومتوسطة األجل‪:‬‬ ‫‪ 1‬نقدية بالصناديق والبنوك األخرى‪:‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬مطلوبات‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬نقدية بالصندوق‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬أمانات‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬صندوق املصروفات النثرية‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬زكاة‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬صندوق الزكاة‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬حسابات جارية‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬نقدية لدى البنوك األخرى‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬حسابات ادخارية‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬نقديــة لــدى مؤسســة النقــد (البنــك‬
‫××‬ ‫‪ -‬ودائع استثمارية‪.‬‬ ‫××‬ ‫املركــزي)‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬ودائع ثابتة‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬عمالت أجنبية‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬أرصدة دائنة خمتلفة‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬ذهب‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬خمصصات‪.‬‬ ‫‪ -‬شيكات حتت التحصيل‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ 2‬أصول متداولة‪:‬‬
‫‪ 2‬حقوق امللكية‪:‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬استثمارات يف عمليات مراحبة‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬احتياطات‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬استثمارات يف عمليات مشاركة‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬أرباح مرحلة‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬استثمارات يف أسهم شركات أخرى‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫××‬ ‫‪ -‬قرض حسن بضمانات خمتلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أرصدة مدينة أخرى‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ 3‬أصول ثابتة‪:‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬أثاث‪.‬‬
‫××‬ ‫‪ -‬سيارات‪.‬‬
‫‪ -‬عقارات‪.‬‬
‫××‬ ‫إمجايل اخلصوم‬ ‫××‬ ‫إمجايل األصول‬
‫املصدر‪ :‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.373 :‬‬

‫‪170‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬أوجه االختالف بني ميزانية البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬


‫جيــد مُحلّــل ميزانيــة البنــوك أن مصــادر أمــوال بنــوك املشــاركة عديــدة‬
‫ومتنوعــة مقارنــة مــع البنــوك التقليديــة وهــذا جيعلهــا أكثــر قــدرة علــى‬
‫تعبئــة وجتميــع املدخــرات والفوائــض املاليــة لــدى األفــراد يف األوســاط‬
‫الشــعبية بصفــة عامــة‪ ،‬واملشــروعات يف البيئــة االقتصاديــة بصفــة خاصة‪،‬‬
‫وبالتــايل يزيــد مــن قدرهتــا علــى خدمــة االقتصــاد واجملتمــع الــذي تعمــل‬
‫فيــه(‪ .)1‬أمــا مــن حيــث مقارنــة جانــب األصول يف بنوك املشــاركة بنظريه يف‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬فإنــه يبــدو واضحـاً أن اختــالف أســاليب أداء النشــاط‬
‫املصــريف فيمــا بينهمــا «ينعكــس بصراحــة علــى هيــكل االســتخدامات يف‬
‫كل منهمــا؛ حبيــث تصبــح املقارنــة غــري جمديــة إال يف معــرض تأكيــد ذلــك‬
‫االختــالف»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن تلخيــص االختــالف يف ميزانيــيت بنوك املشــاركة والبنوك التقليدية‬
‫يف اجلــدول التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬


‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.358-357 :‬‬

‫‪171‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)32‬مقارنــة بــني مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف‬


‫البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫جانب اخلصــوم = موارد ومصادر األموال‬ ‫جانب األصــول = توظيف واستخدامات األموال‬
‫‪ 1‬الـمـصـادر الـخـارجـيــة‪:‬‬ ‫‪ 1‬الــنــقــديــــــة‪:‬‬
‫* تعتــرب الودائــع حتــت الطلب (احلســابات اجلارية) أهم‬ ‫* تتشــابه البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف‬
‫مصــدر مــن املصــادر اخلارجيــة يف البنــوك التقليديــة‪،‬‬ ‫عنصــر النقديــة بأنواعهــا ســواء كانــت نقديــة باخلزينــة‬
‫بينمــا تقــل أمهيتهــا النســبية يف هيــكل الودائــع يف بنــوك‬ ‫وبالفــروع أو لــدى املراســلني أو ذهــب أو عمــالت‬
‫املشــاركة‪ ،‬حيــث حتتــل الودائــع باملشــاركة املكانــة األوىل‪.‬‬ ‫أجنبيــة‪.‬‬
‫* تتبــع بنــوك املشــاركة أســلوب العائــد املتغــري يف‬ ‫‪ 2‬الــتــوظــيــفــات‪:‬‬
‫حســابات االدخــار واالســتثمار‪ ،‬وليــس أســلوب القــرض‬ ‫* تقــدم بنــوك املشــاركة التمويــل قصــري ومتوســط‬
‫بفائــدة ثابتــة مثــل البنــوك التقليديــة‪.‬‬ ‫وطويــل األجــل يف خمتلــف األنشــطة مبــا جيعلهــا‬
‫* تقــوم بعــض املصــادر اخلارجيــة املكملــة (الــيت تكــون‬ ‫بنــوكاً متعــددة األغــراض‪ ،‬بينمــا تعتــرب قــروض البنــوك‬
‫يف شــكل قــروض مــن البنــك املركــزي أو البنــوك األخــرى‬ ‫التقليديــة بصفــة عامــة مــن القــروض قصــرية األجـــل‬
‫احملليــة أو األجنبيــة) علــى أســاس ســعر الفائــدة الثابــت‬ ‫(ويقابلهــا احلصــول علــى فائــدة ثابتــة)‪.‬‬
‫يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬بينمــا تقــوم علــى أســاس املشــاركة‬ ‫* تتمثــل االســتخدامات الرئيســة لبنــك املشــاركة‬
‫واملضاربــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫يف‪ :‬حســاب املراحبــة ‪ +‬حســاب املضاربــة ‪ +‬حســاب‬
‫‪ 2‬املخـصـصـات واحلـسـابـات االجـتـماعيــة‪:‬‬ ‫املشــاركة ‪ +‬حســاب البيــع بالتقســيط ‪ +‬حســاب البيــع‬
‫* يف الوقــت الــذي ميثــل خمصــص الديــون املشــكوك‬ ‫بالتأجــري ‪ +‬حســاب االســتثمار املباشــر‪ ،...‬بينمــا‬
‫يف حتصيلهــا أهــم املخصصــات بالبنــوك التقليديــة‪،‬‬ ‫متثــل القــروض االســتخدام األساســي ألصــول البنــك‬
‫جنــد أن خمصــص خماطــر عمليــات االســتثمار ببنــوك‬ ‫التقليــدي ‪ +‬التســبيقات ‪ +‬الســحب علــى املكشــوف ‪+‬‬
‫املشــاركة ميثــل املقابــل لذلــك‪ ،‬مــع األخــذ يف االعتبــار‬ ‫خصــم األوراق التجاريــة ‪ +‬ســندات اخلزينــة‪.‬‬
‫االختــالف اجلوهــري يف طبيعــة كل مــن املخصصــني‬ ‫* ظهــور القــروض احلســنة (دون فائــدة) يف بنــوك‬
‫ومصــادر تكوينهمــا‪.‬‬ ‫املشــاركة‪.‬‬
‫* ظهــور صناديــق التكافــل االجتماعــي يف خصــوم‬ ‫* ظهــور املخــزون الســلعي (مراحبــة‪ )...‬يف بنــوك‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 3‬حـقـوق الـمـلـكـيـة‪:‬‬ ‫‪ 3‬األصــول الــثــابــتــة‪:‬‬
‫*يتشــابه بنــك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة مــن‬ ‫* متثــل األصــول الثابتــة يف البنــك التقليــدي نســبة‬
‫حيــث املكونــات النمطيــة حلقــوق امللكيــة مــن رأس مــال‬ ‫قليلــة مــن جممــوع أصولــه حيــث تشــمل املبانــي الــيت‬
‫واحتياطيــات وأربــاح حمتجــزة‪ ،‬وإن كان مــن املتعــني‬ ‫ختصــه واملعــدات واألثــاث الالزمــة لنشــاطه‪.‬‬
‫أمــام طبيعــة نشــاط بنــوك املشــاركة أن تــزداد األمهيــة‬ ‫* يف الوقــت الــذي تُقيّــد فيــه البنــوك التقليديــة القتناء‬
‫النســبية لــرأس املــال املدفــوع فيهــا باملقارنــة بإمجــايل‬ ‫األصــول الثابتــة لغــرض إعــادة بيعهــا خوفــا مــن جتميــد‬
‫املصــادر‪ ،‬يف الوقــت الــذي ال ميثــل رأس املــال أمهيــة‬ ‫أمواهلــا وحفاظــا علــى الســيولة نظــرا ألن عالقاهتــا‬
‫تذكــر يف مصــادر البنــك التقليــدي وغالبــا مــا يُم َّثــل يف‬ ‫بعمالئهــا عالقــة دائــن مبديــن‪ ،‬فإنــه بالنســبة لبنــوك‬
‫شــكل أصــول ثابتــة‪.‬‬ ‫املشــاركة وأمــام طبيعــة عمليــات املشــاركة واملضاربــة‬
‫يدخــل مــن بــني أنشــطتها اقتنــاء األصــول الثابتــة‬
‫واملوجــودات واملنقــوالت بأنواعهــا كوجــه مــن أوجــه‬
‫التوظيــف واالســتثمار ســواء مبفردهــا أو باالشــرتاك‬
‫مــع الغــري‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثــاً‪ :‬إشــكالية الوســاطة املاليــة يف ظــل خصوصيــة ميزانيــة بنــوك‬


‫املشــاركة‬
‫تشــري ميزانيــة بنــوك املشــاركة يف جانــي األصــول واخلصــوم إىل القيــام‬
‫بوظيفتهــا كمؤسســات للوســاطة بــني املدخريــن واملســتثمرين‪« .‬ويضــع هذا‬
‫النمــوذج تصــوراً بــأن املودعــني يدخلــون يف تعاقــد مــع البنــك للمشــاركة‬
‫يف األربــاح النامجــة عــن األعمــال املصرفيــة‪ ،‬وعلــى جانــب األصــول يدخــل‬
‫املصــرف يف تعاقــد آخــر مــع وكيــل قائــم باملشــروعات يبحــث عــن أمــوال‬
‫قابلــة لالســتثمار ويوافــق علــى املشــاركة يف الربــح مــع املصــرف علــى‬
‫أســاس نســبة مئويــة ســابقة التحديــد منصــوص عليهــا يف العقــد»(‪.)1‬‬
‫ميكن توضيح هذه الفكرة من خالل عرض بسيط للميزانية كاآلتي‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)21‬توضيــح الوســاطة بــني املودعــني واملســتثمرين يف‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫بنك املشاركة‬

‫اخلصــــوم‬ ‫األصــــول‬
‫يدخل املودعون يف تعاقد مع‬ ‫يدخل البنك يف تعاقد مع‬
‫البنك للمشاركة يف األرباح‬ ‫املستثمرين على أساس املشاركة‬
‫املودعون‬ ‫واخلسائر‬ ‫يف األرباح واخلسائر‬ ‫طالبو املشاركات‬
‫(عالقة مضاربة)‬ ‫(االستثمار باملشاركة)‬

‫يقــوم بنــك املشــاركة بــدور العامــل (املضــا ِرب) يف عالقتــه باملودعــني‪ ،‬بينما‬
‫ختتلــف عالقتــه مــع املســتثمرين حبســب األحــوال؛ فقــد يقــوم معهــم بــدور‬
‫صاحــب املــال‪ ،‬أو بــدور الشــريك‪ ،‬أو بــدور البائــع‪ ،‬أو بــدور املقــرض وفقــا‬
‫(‪ )1‬ضياء جميد املوسوي‪« ،‬اإلصالح النقدي»‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1993 ،1‬ص‪.63:‬‬

‫‪173‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫لطبيعــة العقــد الــذي يربــط بينهمــا؛ «أي أنــه يقــوم بنفســه بعمليــات البيــع‬
‫والشــراء وترتيــب املشــاركات‪ ،‬وتنظيــم الصفقــات وغــري ذلــك‪ ،‬بــدال مــن أن‬
‫يكتفــي بــدور التمويــل والوســاطة بــني املودعــني وبــني املســتثمرين»(‪.)1‬‬
‫بينمــا تقــول بعــض الدراســات أن «الوظيفــة األساســية للبنــوك هــي‬
‫الوســاطة املاليــة؛ ولذلــك جيــب أن يكــون أحــد األهــداف املهمــة لقانــون‬
‫املصــارف هــو حصــر نشــاطها يف هــذه الوظيفــة‪ ،‬وســد الطــرق الــيت تــؤدي‬
‫إىل اجتاههــا حنــو مزامحــة التجــار يف نشــاطهم التبــاديل‪ ،‬أو إىل االمتــالك‬
‫غــري احملــدود للشــركات واألصــول العقاريــة ورأس املــال غــري النقــدي»(‪)2‬؛‬
‫باعتبــار أن خصــوم البنــوك ختتلــف عــن خصــوم أي مؤسســة جتاريــة‪.‬‬
‫إن خصوصيــة ميزانيــة بنــوك املشــاركة تفــرض عليهــا أســلوباً خاصــاً‬
‫للتمويــل واالســتثمار وجتعلهــا وســيطاً وتاجــراً ومســتثمراً؛ ألن الــرأي‬
‫القائــل حبصــر نشــاط بنــوك املشــاركة يف حــدود الوســاطة مــازال متأثــراً‬
‫بــدور البنــك التقليــدي؛ وألن مدلــول األعمــال املصرفيــة ال يــزال إىل اآلن‬
‫ليــس لــه مفهــوم مُوحَّــد ومتفــق عليــه بــني أغلــب التشــريعات يف العــامل‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.613 :‬‬


‫(‪ )2‬حممــد علــي القــري بــن عيــد وآخــرون‪« ،‬قانــون املصــارف‪ :‬صيغــة مقرتحــة لتنظيــم القطــاع املصــريف يف بلــد يتطلــع إىل‬
‫تطبيــق الشــريعة اإلســالمية»‪ ،‬جملــة حبــوث االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬جملــد‪ ،2‬العــدد‪ ،1993 ،2‬ص‪.68-67 :‬‬

‫‪174‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬ﻧﻤــﺎذج ﻣﻘﺘﺮﺣــﺔ ﻟﻠﻤﻴﺰاﻧﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬نـمـاذج نــظــريــة للـمـيـزانـيـة يف بنـوك املـشـاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬نـمـاذج تـطـبـيـقـيـة للـمـيـزانـيـة يف بنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬منوذج امليزانية املالئمة لتبويب مصادر واستخدامات أموال‬
‫بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مناذج نظرية للميزانية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫يؤكــد أحــد الباحثــني علــى دور امليزانيــة باعتبارهــا تلــي االحتياجــات‬
‫املعلوماتيــة لألطــراف املهتمــة ببنــوك املشــاركة‪ ،‬فيقــول‪« :‬ال شــك أن‬
‫امليزانيــات والقوائــم اخلتاميــة الســنوية تُعــدّ مصــدراً ومرجعــاً أساســياً‬
‫للوقــوف علــى املراكــز املاليــة وهيــاكل التمويــل يف اســتخدامات و توظيفــات‬
‫ويف املقابــل مصــادر لألمــوال وكــذا نتائــج األعمــال وتطورهــا؛ حبيــث تُعـدّ‬
‫هــذه القوائــم الوســيلة الصادقــة ملعايشــة [بنــوك املشــاركة] والوقــوف علــى‬
‫أوجــه تفردهــا باملقارنــة بالبنــوك التقليديــة ســواء مــن حيــث اهلــدف‬
‫أو الفلســفة الــيت يقــوم عليهــا العمــل بــأي [بنــك مشــاركة] فضــال عــن‬
‫املمارســات وأشــكاهلا»(‪.)1‬‬
‫ويف هــذا الصــدد‪ ،‬نعــرض بعــض النمــاذج املقرتحــة للميزانيــة مــن قِبــل‬
‫بعــض الباحثــني فيمــا يلــي‪:‬‬

‫(‪ )1‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57 :‬‬

‫‪175‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .1‬النمــوذج األول‪ :‬منــوذج امليزانيــة ذات الســمة املميــزة ألهــداف بنــوك‬


‫املشــاركة‪:‬‬
‫يقــرتح باحــث منوذجـاً مليزانيــة بنــوك املشــاركة؛ ألن اختــالف أســلوب األداء‬
‫بالعــدول عــن نظــام الفائــدة واتبــاع نظــام املشــاركة يف النتائــج يُحــدث‬
‫انقالب ـاً جوهري ـاً يف هيــكل التمويــل واالســتثمار يف هــذه البنــوك يتمثــل‬
‫فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬تأخــذ ودائــع االســتثمار يف بنــك املشــاركة صفــة الشــريك الــذي‬
‫تــؤول إليــه نتائــج االســتثمار مــن ربح أو خســارة‪ ،‬وهــذا تغيري جوهري‬
‫عــن مفهــوم الودائــع يف البنــك التقليــدي الــيت تُعـدّ قروضـاً للبنــك ال‬
‫عالقــة هلــا بنتائــج النشــاط فيــه‪.‬‬
‫‪ -‬األهــداف املميــزة لبنــك املشــاركة تفــرض عليــه أن يكــون مؤسســة‬
‫ذات طبيعــة خاصــة‪ ،‬هتتــم بتحقيــق جمموعــة مــن األهــداف‬
‫االجتماعيــة والتنمويــة وتشــارك يف مشــاريع إنتاجيــة؛ ممــا يفــرض‬
‫علــى بنــك املشــاركة أســلوباً خاصــة للتمويــل واالســتثمار قــد ال تُقِـرُّه‬
‫األعــراف املصرفيــة التقليديــة‪.‬‬
‫يوضح اجلدول التايل امليزانية املقرتحة‪:‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.301‬‬

‫‪176‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪:)33‬‬


‫منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة املميزة ألهدافها‪.‬‬
‫املطــــالب‬ ‫املوجـــودات‬
‫* حسابات جارية وحت الطلب‪:‬‬ ‫* نقدية‪:‬‬
‫‪ -‬بنوك ومراسلون‪.‬‬ ‫‪ -‬أرصدة لدى املصرف املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬أرصدة للمركز والفروع‪.‬‬ ‫‪ -‬أرصدة لدى املصارف واملراسلني‪.‬‬
‫* الودائع‪:‬‬ ‫* االستثمارات‪:‬‬
‫‪ -‬اســتثمار قصــري األجــل‪ :‬مراحبــات‪ ،‬مشــاركات‪ - ،‬ودائع توفري‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع استثمار قصري األجل‪.‬‬ ‫مضاربــات‪.‬‬
‫‪ -‬اســتثمار متوســط األجــل‪ :‬مراحبــات‪ ،‬مشــاركات‪ - ،‬ودائع استثمار متوسط األجل‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع استثمار طويل األجل‪.‬‬ ‫مضاربــات‬
‫‪ -‬اســتثمار طويــل األجــل‪ :‬مراحبــات‪ ،‬مشــاركات‪ - ،‬ودائع استثمار خمصص‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع من الدولة أو املصرف املركزي‪.‬‬ ‫مضاربــات‪.‬‬
‫* قروض من الدولة أو املصرف املركزي‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمارات خمصصة‪.‬‬
‫* أرصدة وحسابات دائنة أخرى‪.‬‬ ‫* مسامهات‪:‬‬
‫* صندوق الزكاة‪.‬‬ ‫‪ -‬أسهم يف شركات تابعة‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق تعاونية وتضامنية أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬مشروعات مشرتكة‪.‬‬
‫* صصات اطر االستثمار‪.‬‬ ‫‪ -‬مشروعات منفذة من قبل املصرف‪.‬‬
‫‪ -‬خمصصات أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمارات عقارية‪.‬‬
‫* حقوق املسامهني‪:‬‬ ‫* اإلقراض العرضي‪:‬‬
‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض عرضية‪ :‬ملؤسسات وألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬احتياطات‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض حسنة‪.‬‬
‫‪ -‬أرباح مرحلة‪.‬‬ ‫* موجودات أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أرباح العام‪.‬‬ ‫* موجودات ثابتة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.320 - 319 :‬‬


‫‪ .2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بنوك املشاركة الشاملة‪:‬‬
‫يقــرتح باحــث آخــر منوذجــاً متطــوراً يف الشــق املتــداول مليزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة؛ حتــى يتــم التحــول مــن اســتخدامات املراحبــة (قصــرية األجــل)‬
‫إىل اســتخدامات املشــاركة (طويلــة األجــل) ومــن البنــوك العاديــة إىل‬
‫البنــوك الشــاملة‪.‬‬
‫حيــث يــرى هــذا الباحــث أن هنــاك تشــاهباً يف ميزانيــيت بنــوك املشــاركة‬

‫‪177‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫والبنــوك التقليديــة كمــا يلــي(‪:)1‬‬


‫‪ -‬ففــي جانــب أصــول البنــوك التقليديــة مت ِّثــل القــروض قصــرية‬
‫األجــل مــع األوراق املاليــة ذات العائــد الثابــت غالبيــة االســتخدام‬
‫(‪ %60‬علــى األقــل) ويف بنــوك املشــاركة مي ِّثــل بيــع املراحبــة‪ ،‬وهــي‬
‫متويــل قصــري األجــل‪ ،‬أغلــب االســتخدام (‪ %70‬علــى األقــل)‪.‬‬
‫‪ -‬يف جانــب اخلصــوم تكــون الودائــع اآلجلــة يف البنــوك التقليديــة أو‬
‫حســابات االســتثمار يف بنوك املشــاركة قابلة للســحب مباشــرة‪ ،‬وإن‬
‫حُ ِرمــت مــن العائــد املمتــاز‪.‬‬
‫وجيب أن يتوافر يف ميزانية بنوك املشاركة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع قاعدة املشاركة كنشاط رئيس داخل امليزانية‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيــب مدخالهتــا «مواردهــا» علــى أســاس خمرجاهتــا‬
‫«اســتخداماهتا»‪ ،‬فمــن املفــروض أن ال تقبــل ودائــع اســتثمارية هلــا‬
‫حــق الســحب املباشــر دون تقيــد بالزمــن الــالزم الســتثمارها‪ ،‬وإال‬
‫أصبحــت ودائــع جاريــة وعرضــت البنــك خلطــر الســحب املفاج ـ‬
‫نتيجــة إشــاعة أو أزمــة‪.‬‬
‫يوضح اجلدول التايل امليزانية املقرتحة لبنك مشاركة شامل‪:‬‬

‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.170 :‬‬

‫‪178‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)34‬منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة الشاملة‪.‬‬


‫اخلصـــــوم ( موارد)‬ ‫األصــــول (استخدامات )‬
‫خصوم متداولة‬ ‫أصول متداولة‬
‫* نقدية حاضرة‪:‬‬
‫‪ -‬بنوك دائنة‪.‬‬ ‫‪ -‬بنوك مدينة‪.‬‬
‫‪ -‬أرصدة دائنة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬أرصدة مدينة أخرى‪.‬‬
‫* موارد قصرية األجل‪:‬‬ ‫* استخدامات قصرية األجل‪:‬‬
‫‪ -‬الودائع اجلارية مع التفويض باالستخدام‪.‬‬ ‫‪ -‬املعامالت املصرفية البينية‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات قصرية األجل (عامة‪ ،‬نشاط‪ ،‬مشروع)‪.‬‬ ‫‪ -‬مشاركات قصرية األجل (عامة‪ ،‬نشاط‪ ،‬مشروع)‪.‬‬
‫‪ -‬قروض حتت الطلب‪.‬‬ ‫‪ -‬مضاربات شرعية ( مطلقة‪ ،‬مقيدة )‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات ادخار وحسابات بإخطار‪.‬‬ ‫‪ -‬متويل النفقة املتغرية (سحب على املكشوف)‪.‬‬
‫‪ -‬أوراق مالية‪.‬‬ ‫‪ -‬معاوضات‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك بيع آجل‪.‬‬ ‫مديونية بيع آجل (بطاقات ائتمان)‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك سَلَم‪.‬‬ ‫مديونية سَلَم (عقود آجلة)‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك مضاربة‪.‬‬
‫‪ -‬صكــوك مشــاركة قصــرية األجــل (عامــة‪ ،‬نشــاط‬
‫معــني‪ ،‬مشــروع معــني)‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك مشاركة يف احلافظة‪.‬‬
‫‪ -‬وثائق صناديق االستثمار‪.‬‬ ‫‪ -‬حافظة أوراق مالية‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك مشاركة عامة يف أنشطة املصرف‪.‬‬ ‫‪ -‬املشاركة يف صناديق االستثمار‪.‬‬
‫* موارد طويلة األجل‪:‬‬ ‫* استخدامات طويلة األجل‪:‬‬
‫‪ -‬حسابات طويلة األجل‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمارات طويلة األجل‪.‬‬
‫مزاد استثماري‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك مشاركة متناقصة‪.‬‬ ‫مشاركات متناقصة‪.‬‬
‫استثمارات يف أصول ثابتة لشركات‪.‬‬
‫‪ -‬معاوضات‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك تأجري‪.‬‬ ‫ديون تأجري‪.‬‬
‫* خصوم ثابتة‪:‬‬ ‫* أصول ثابتة‪:‬‬
‫‪ -‬رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬احتياطات‪.‬‬
‫* حسابات نظامية‪.‬‬ ‫* حسابات نظامية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 :‬‬

‫‪179‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬مناذج تطبيقية للميزانية يف بنوك املشاركة‬


‫سنعرض بعض النماذج التطبيقية لبنوك املشاركة وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬النمــوذج األول‪ :‬ميزانيــة شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار‬
‫(بالســعودية)‪.‬‬
‫‪ .2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بيـت التمويـل الكـوييت‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)35‬ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‬


‫(الوحدة‪ :‬ألف ريال سعودي)‬ ‫(قائمة املركز املايل املوحد يف ‪ 31‬ديسمرب ‪1992‬م)‬
‫‪1992‬م‬ ‫املوجـــــــودات‬
‫‪679.373‬‬ ‫النقد واملعادن الثمينة يف الصندوق‬
‫‪1.431.349‬‬ ‫ودائع لدى مؤسسة النقد السعودي‬
‫‪1.424.027‬‬ ‫مطلوبات من البنوك‬
‫‪120.217‬‬ ‫معادن مثينة‬
‫استثمارات‪:‬‬
‫‪1.204.982‬‬ ‫مراحبة‬
‫‪11.434.008‬‬ ‫بيع آجل وبيع بالوكالة‬
‫‪2.440.856‬‬ ‫البيع بالتقسيط‬
‫‪4.600.176‬‬ ‫عقود استصناع‬
‫‪1.069.014‬‬ ‫استثمار يف عقود إجيار‬
‫‪406.961‬‬ ‫متنوعة‬
‫‪490.831‬‬ ‫حسابات جارية‬
‫‪309.322‬‬ ‫صايف أصول مؤجرة‬
‫‪521.204‬‬ ‫صايف املوجودات الثابتة‬
‫‪337.777‬‬ ‫أرصدة مدينة أخرى‬
‫‪26.526.100‬‬ ‫إمجايل املوجودات‬
‫حقــوق املسامهني واملطلــــوبات‪:‬‬
‫حقوق املسامهني‬
‫‪1.500.000‬‬ ‫رأس املال‬
‫االحتياطيات‪:‬‬
‫‪1.012.429‬‬ ‫احتياطي نظامي‬
‫‪850.000‬‬ ‫احتياطي عام‬
‫‪168.186‬‬ ‫أرباح مبقاة‬
‫‪3.530.615‬‬ ‫إمجايل حقوق املسامهني‬
‫املطلوبات‪:‬‬
‫‪18.689.692‬‬ ‫حسابات جارية‬
‫‪941.846‬‬ ‫حسابات أخرى (مبا فيها تأمينات االعتمادات واألمانات والشيكات املقبولة واحلواالت)‬
‫‪1.981.353‬‬ ‫مطلوبات البنوك‬
‫‪17.531‬‬ ‫حقوق األقلية‬
‫مطلوبات أخرى‬
‫‪450.000‬‬ ‫األرباح املقرتح توزيعها‬
‫‪915.063‬‬ ‫أرصدة دائنة أخرى‬
‫‪26.526.100‬‬ ‫إمجايل حقوق املسامهني واملطلوبات‬
‫‪6.797.789‬‬ ‫حسابات نظامية‬
‫املصدر‪ :‬فؤاد السيد املليجي‪« ،‬حماسبة الزكاة»‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.342 :‬‬

‫‪181‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫جدول رقم (‪ :)36‬ميزانية بي التمويل الكويي‬
‫(الوحدة‪ :‬دينار كوييت)‬ ‫(كما هي يف ‪ 31‬ديسمرب ‪)1980‬‬
‫دينار كويي‬ ‫املطلــــوبات‬ ‫دينار كويي‬ ‫املوجــــودات‬
‫‪29.212.498‬‬ ‫حسابات جارية‬ ‫‪31.241.601‬‬ ‫نقد وأرصدة لدى البنوك‬
‫حسابات االستثمار‬ ‫متويل للعمالء‬
‫‪55.082.233‬‬ ‫حسابات توفري‬ ‫‪2.279.772‬‬ ‫متويل لالعتمادات املستندية وعقود املراحبة‬
‫‪7.950.091‬‬ ‫ودائع استثمار حمددة األجل‬ ‫‪5.728.326‬‬ ‫مدينون آخرون‬
‫‪56.378.247‬‬ ‫ودائع استثمار مطلقة مستمرة‬ ‫‪53.507.240‬‬ ‫مدينون ومدفوعات مقدما‬
‫‪148.623.069‬‬ ‫‪54.871.166‬‬ ‫استثمارات متاجرة يف عقارات وسندات العقار‬
‫‪7.056.410‬‬ ‫دائنون ومستحقات‬ ‫‪1.462.768‬‬ ‫إنشاءات قيد التنفيذ‬
‫‪7.227.570‬‬ ‫أرباح املودعني‬ ‫‪1.102.994‬‬ ‫بضاعة يف املخازن‬
‫‪364.524‬‬ ‫أرباح املسامهني‬
‫‪163.271.573‬‬ ‫جمموع املطلوبات‬ ‫‪151.193.867‬‬ ‫جمموع املوجودات املتداولة‬
‫حقوق املسامهني‬
‫‪2.460.960‬‬ ‫رأس املــال املصــرح بــه واملصــدر ‪ 10‬ماليــني ســهم قيمــة كل‬
‫ســهم دينــار كويــيت واحــد املكتتــب بــه ‪ 9.843.840‬مدفــوع‬ ‫‪16.611.387‬‬ ‫مدينون متوسطو األجل‬
‫منهــا ‪25%‬‬ ‫‪584.900‬‬ ‫استثمارات وموجودات أخرى‬
‫االحتياطيات‬ ‫‪58.244‬‬ ‫موجودات ثابتة‬
‫‪1.369.247‬‬ ‫احتياطي إجباري‬
‫‪1.346.618‬‬ ‫احتياطي عام‬
‫‪5.176.825‬‬ ‫جمموع حقوق املسامهني‬
‫‪168.448.398‬‬ ‫جمموع املطلوبات وحقوق املسامهني‬ ‫‪168.448.398‬‬ ‫جمموع املوجودات‬
‫‪12.257.533‬‬ ‫التزامات لقاء اعتمادات وكفاالت‬ ‫‪12.257.533‬‬ ‫التزامات العمالء لقاء اعتمادات وكفاالت‬
‫‪180.705.931‬‬ ‫اجملمــــوع‬ ‫‪180.705.931‬‬ ‫اجملمــــوع‬
‫املصدر‪ :‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.163-162 :‬‬
‫‪182‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالث ـاً‪ :‬منــوذج امليزانيــة املالئمــة لتبويــب مصــادر واســتخدامات أمــوال‬


‫بنــوك املشــاركة‬
‫فيمــا يلــي منــوذج ختطيطــي مقــرتح مليزانية بنوك املشــاركة يوضح الرتكيبة‬
‫أصول‪/‬خصــوم‪ ،‬وفــق طريقــة تبويــب ملصــادر األمــوال واســتخداماهتا قــد‬
‫تالئــم أغــراض هــذه البنــوك مبــا خيتلــف عمَّــا هــو مطبــق يف البنــوك‬
‫التقليديــة؛ وذلــك باســتخدام جمموعــات حماســبية ذات داللــة بالنســبة‬
‫لنشــاط بنــوك املشــاركة واحتياجــات مســتخدمي قوائمهــا املاليــة؛ حيــث‬
‫إن األســلوب األمثــل لتصنيــف أصوهلــا وخصومهــا هــو جتميعهــا حســب‬
‫طبيعتهــا‪ ،‬رغــم أن ترتيبهــا خيضــع ملــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)37‬منــوذج مقــرتح للميزانيــة املالئمــة لتبويــب مصــادر‬
‫واســتخدامات أمــوال بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫امليزانية يف‪......:‬‬ ‫بنك املشاركة‪......:‬‬
‫السنة سنة‬ ‫السنة سنة‬
‫اخلصــــــــوم‬ ‫األصــــــــول‬
‫احلالية املقارنة‬ ‫احلالية املقارنة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 1‬الودائـــع‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 1‬النقديــــة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫ودائع حتت الطلب (أفراد)‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫النقدية يف الصندوق وبالفروع‬ ‫‪.1‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫حسابات جارية دائنة (مؤسسات)‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫أرصدة لدى البنك املركزي‬ ‫‪.2‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫حسابات ادخارية‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫مستحق على البنوك احمللية‬ ‫‪.3‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫حسابات توفري استثماري‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫حسابات جارية لدى املراسلني‬ ‫‪.4‬‬
‫يف اخلارج‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫حسابات استثمار عامة‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫ذهب وعمالت أجنبية‬ ‫‪.5‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫حسابات استثمار خمصصة‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫شيكات حتت التحصيل‬ ‫‪.6‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .7‬شهادات اإليداع‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .8‬التأمينات املقبوضة لقاء اعتمادات‬
‫مستندية وكفاالت‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 2 xxx‬االلتزامــــات‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 2‬التمويــــالت‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ * xxx‬أوراق مالية مصدرة‪:‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫* التمويالت قصرية األجل‪:‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬صكوك التمويل باملشاركة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬التمويل باملراحبة‬

‫‪183‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫صكوك املضاربة‪/‬سندات املقارضة‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬التمويل بالسَّلَم‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫وثائق صناديق االستثمار‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬مشاركات لتمويل رأس املال‬
‫العامل‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ * xxx‬حسابـات مستحقـة‪:‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫* التمويالت متوسطة األجل‪:‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬مبالغ مقرتضة من الدولة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫متويل عقود التأجري (التمويلي)‬ ‫‪.1‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬مبالغ مقرتضة من البنك املركزي‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫متويل البيع بالتقسيط (اآلجل)‬ ‫‪.2‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬مستحق للبنوك واملراسلني يف‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫متويل عقود االستصناع‬ ‫‪.3‬‬
‫اخلارج‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .4‬اشرتاكات يف مؤسسة التأمني على‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫* التمويالت طويلة األجل‪:‬‬
‫الودائع‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .5‬دائنو السَّلَم ‪ /‬االستصناع (املوازي)‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬التمويل باملضاربة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .6‬موردون‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬التمويل باملشاركة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .7‬الضرائب والرسوم املستحقة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬التمويل املتناقص التمليكي‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 3 xxx‬احلسابـات االجتماعيــــة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 3‬القروض اجملــــانية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬صندوق الزكاة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬قروض حسنة للحكومة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬صندوق القرض احلسن‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬قروض حسنة للبنك املركزي‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬صندوق وقف املضاربة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬قروض حسنة للمؤسسات‬
‫االقتصادية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫صناديق تضامنية وتكافلية‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .4‬قروض حسنة مقابل ‪/‬دون‬
‫ضمانات‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .5‬حساب الزكاة املوزعة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 4‬املخصصــات واملؤونــات‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 4‬األوراق املاليــة واملسامهات‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬خمصص االهتالكات‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬حمفظة األوراق املالية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬خمصص خسائر االستثمار املتوقعة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬مسامهات يف بنوك املشاركة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬خمصص الديون املشكوك فيها‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬استثمارات يف أسهم شركات‬
‫تابعة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .4‬خمصص تسوية أرباح‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫املشاركة يف صناديق استثمارية‬ ‫‪.4‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .5‬خمصص تقلبات أسعار الصرف‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫استثمارات عقارية‬ ‫‪.5‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .6‬خمصص تقلبات أسعار األوراق‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫استثمارات خمصصة‬ ‫‪.6‬‬
‫املالية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .7‬خمصص تدهور قيمة املخزون‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .7‬استثمارات مباشرة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 5 xxx‬حسابـات تسويــة اخلصوم‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 5‬حسابـات تسويــة األصول‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬إيرادات مقدمة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬إيرادات مستحقة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬مصاريف مستحقة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬مصاريف مقدمة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬أرصدة دائنة أخرى‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬أرصدة مدينة أخرى‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 6 xxx‬حسابات األربــاح واخلسائـر‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 6‬زونــات سلعيــة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬أرباح خمصصة للتوزيع على‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬بضــاعة املراحبة‬
‫املسامهني‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬أرباح خمصصة للتوزيع على‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫بضــاعة السَّلَم‬ ‫‪.2‬‬
‫املودعني املستثمرين‬

‫‪184‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬أربـــاح حمتجــزة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫منتجات مصنعة (لالستصناع)‬ ‫‪.3‬‬
‫(غري موزعة)‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .4‬أرباح (خسائر) السنة املالية‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .4‬خمزون متاجــرة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 7 xxx‬حقــوق امللكيــة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 7‬أصــول ثابتــة‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬احتياطــي قانونــي‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫أراضــــي‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪%‬صــايف الربح)‬ ‫(للمزارعة واملساقاة واملغارسة)‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫احتياطي نظامي ‪ /‬اختياري‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫مباني إدارية وجتارية وصناعية‬ ‫‪.2‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫احتياطــي رأمسالـي‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫األثاث والتجهيزات واخلزائن‬ ‫‪.3‬‬
‫(أربــاح إعادة التقدير)‬ ‫احلديدية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫نتائـــج مرحـلــة‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫معــدات نقـــل‬ ‫‪.4‬‬
‫(سنـوات سـابقة)‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫رأس املـــال املدفـوع (أسهـم عـاديـة)‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫إنشاءات قيد اإلجناز‬ ‫‪.5‬‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫عالوة إصدار األسهم‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .6‬أصول مؤجرة للغري (تشغيلي)‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .7‬مصاريف تأسيس الفروع‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ xxx‬جممــــوع اخلصــــوم‬ ‫‪xxx‬‬ ‫جممــــوع األصــــول‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 8 xxx‬مقابل حسابات نظامية‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ 8‬حسابات نظامية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬التزامات البنك مقابل اعتمادات‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .1‬التزامات العمالءمقابل‬
‫مستندية‬ ‫اعتمادات مستندية‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬التزامات البنك مقابل خطابات‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .2‬التزامات العمالء مقابل‬
‫ضمان‬ ‫خطابات ضمان‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬أصحاب عقارات ضمان‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ .3‬عقارات ضمان االستثمارات‬
‫االستثمارات‬
‫‪xxx‬‬ ‫‪xxx‬‬ ‫‪ xxx‬جممــــوع خـارج امليزانيـــة‬ ‫‪xxx‬‬ ‫جممــــوع خـارج امليزانيـــة‬

‫اإليضاحات املرفقة للقوائم املالية جزء متمم هلا وتُقرأ معها‪.‬‬


‫تقرير مراجعي احلسابات (مرفق)‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫واﻗﻊ إﻋﺪاد اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ دراسة حتليلية ملشاكل إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ دراســة انتقاديــة هليــكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف بنــوك‬


‫املشــاركة‪.‬‬

‫ دراســة تقييميــة للمبــادئ احملاســبية املطبقــة يف إعــداد ميزانيــة‬


‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ ا‪:‬ول‪ :‬دراﺳــﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴــﺔ ﻟﻤﺸــﺎﻛﻞ إﻋــﺪاد اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴــﺔ‬


‫ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬املشـاكل القـانـونـيـة إلعـداد امليـزانيـة يف بـنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬مشــاكل إظهـار مصادر األموال واستخداماهتا يف ميزانية بنوك‬
‫املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مشــاكل إعـداد امليزانيـة على مستـوى الفـروع وبنـوك املشاركـة‪.‬‬

‫ال‪ :‬املشاكل القانونية إلعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫تبيَّــن مــن حتليــل نتائــج قوائــم االســتقصاء والدراســة امليدانيــة الــيت‬
‫قامــت هبــا جمموعــة مــن اخلــرباء (اللجنــة احملاســبية)(‪ ،)1‬وجــود العديــد‬
‫مــن املشــاكل الــيت تواجــه بنــوك املشــاركة يف إعدادهــا لقوائمهــا املاليــة‪،‬‬
‫نســتعرضها فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ .1‬القيود القانونية يف إعداد القوائم املالية‪:‬‬
‫فيمــا يتعلــق مبتطلبــات البنــك املركــزي يف إعــداد القوائــم املاليــة أوضحــت‬
‫‪ %69‬مــن البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪ )16‬أن البنــك املركــزي يشــرتط إعداد‬
‫ميزانياهتــا علــى منــوال البنــوك التقليدية نفســه(‪.)2‬‬
‫إن إعــداد بنــوك املشــاركة للميزانيــة بــذات الطريقــة املتبعــة يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬جيعلهــا تعانــي مــن جمموعــة مــن املشــاكل هــي‪ :‬اختــالف طبيعة‬
‫النشــاط واملصطلحــات احملاســبية ثــم اختــالف تبويــب احلســابات‪ ،‬وأخــريا‬
‫(‪ )1‬سبقت اإلشارة إليها يف الفصل األول‪.‬‬
‫(‪ )2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.392 :‬‬

‫‪187‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اختــالف األســس احملاســبية املطبقــة‪ ،‬حيــث بلــغ تكرار هذه املشــاكل األربع‬
‫‪ 35‬مــرة‪ ،‬مبعــدل ‪ 9‬مــرات للمشــكلة يف البنــوك‪ ،‬وتُعتــرب نســبة مرتفعــة‬
‫تؤكــد أمهيــة هــذه املشــاكل وضــرورة دراســتها ووضــع احللــول املالئمــة هلــا‬
‫مــن قبــل البنــك املركــزي‪.‬‬
‫لقــد أشــارت البنــوك حمــل العيِّنــة إىل املشــاكل الــيت تنتــج عــن اإللــزام‬
‫بإعــداد القوائــم املاليــة يف منــاذج حمـدّدة مــن قبــل البنــك املركــزي‪ ،‬ميكــن‬
‫حتديدهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬عــدم اتفــاق البيانــات املاليــة لبنــوك املشــاركة مــع ذات التصنيــف‬
‫اخلــاص بالبنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم مالءمــة أمســاء بنــود القوائــم املاليــة مــع النمــاذج الــواردة مــن‬
‫البنــك املركــزي‪.‬‬
‫‪ -‬إلــزام بنــك املشــاركة بنســب االحتياطــي النقــدي مثــل البنــك‬
‫التقليــدي‪.‬‬
‫‪ -‬يُعامِــل البنــك املركــزي بنــوك املشــاركة مبعاملــة البنــوك التقليديــة‬
‫نفســها؛ مــن حيــث وظيفــة توليــد االئتمــان وطريقــة عالجهــا‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبــار التوظيفــات مــن مشــاركات ومضاربــات ومراحبــات مبثابــة‬
‫ســلف وقــروض (توليــد االئتمــان)‪.‬‬
‫‪ -‬إنفــاق وقــت وجهــد إضافيــني إلعداد هذه النماذج نظراً الختالفها‬
‫عن طبيعة النماذج املتوافقة مع نشــاط بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫ولذلــك يوصــي معظــم اخلــرباء بضــرورة قيــام جهــاز الرقابــة لــدى البنــك‬
‫املركــزي بتطويــر طــرق وأســاليب رقابتــه مبــا يتناســب مــع بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫فاملطلــوب مــن البنــك املركــزي أن يــدرس النمــاذج املصرفيــة املالئمــة‬

‫‪188‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫هلــذه البنــوك‪ ،‬ال بالشــكل التقليــدي حلســابات البنــوك التقليديــة يف ظــل‬


‫اختــالف أنشــطتها وأمســاء حســاباهتا وطريقــة قيــاس أرباحهــا وتوزيعهــا‪.‬‬
‫‪ .2‬مشكلة االحتياطي النقدي اإللزامي‪:‬‬
‫عنــد مالحظــة مــدى تطبيــق نســبة االحتياطــي النقــدي اإللزامــي علــى‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬يتضــح بأهنــا مطبقــة يف ‪ %93‬مــن البنــوك موضــوع‬
‫الدراســة (ن=‪ ،)15‬وتــرى ‪ %43‬منهــا مالءمــة هــذا األســلوب و‪ %57‬منهــا‬
‫عــدم مالءمتــه(‪.)1‬‬
‫تُرجع البنوك عدم مالءمة أسلوب االحتياطي إىل املربرات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬غالبيــة ودائــع بنــوك املشــاركة اســتثمارية وخاضعــة ملبــدأ ال ُغنْــم‬
‫بال ُغــرْم؛ حيــث ال تضمــن بنــوك املشــاركة رد الودائــع يف حالــة‬
‫اخلســارة؛ ولذلــك ال يوجــد مــربر هلــذا االحتياطــي‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب علــى البنــك اســتثمار مجيــع الودائــع؛ حيــث إنــه أمــني علــى‬
‫هــذه األمــوال‪ ،‬واالحتفــاظ بنســبة مــن الودائــع يَح ـ ِرم املودعــني مــن‬
‫فــرص اســتثمارها‪.‬‬
‫‪ -‬بنــك املشــاركة ال يســتفيد مــن املميــزات الــيت مينحهــا البنــك‬
‫املركــزي للبنــوك التقليديــة‪ ،‬كمــا أنــه ال يأخــذ فوائــد علــى أرصدتــه‬
‫لــدى البنــك املركــزي‪.‬‬
‫ونؤكــد بــأن نســبة االحتياطــي ال تالئــم بنــوك املشــاركة؛ ألهنــا مل تُح ـدَّد‬
‫علــى أســاس خصائصهــا‪ .‬كمــا جتــدر اإلشــارة إىل أن بنــك «جيبوتــي» ال‬
‫تُطبــق عليــه نســب االحتياطــي النقــدي‪ ،‬ألنــه يســتثمر أموالــه (ودائعــه)‬
‫داخــل الدولــة‪ ،‬وتُطبــق هــذه النســب علــى بقيــة البنــوك احملليــة األخــرى‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.382:‬‬

‫‪189‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الــيت تســتثمر جــزءاً مــن أمواهلــا خــارج الدولــة‪ ،‬وهــو أســلوب رقابــي إجيابي‬
‫يصلح كتوجيه للبنوك املركزية؛ حيث ميكنها أن تشــجع به بنوك املشــاركة‬
‫والبنــوك التقليديــة (احملليــة) علــى اســتثمار ودائعهــا حمليـاً للحفــاظ علــى‬
‫هــذه األمــوال مــن جهــة‪ ،‬واســتثمارها داخــل الدولــة مــن جهــة أخــرى‪.‬‬
‫وهناك عدة بدائل حلل مشكلة االحتياطي‪:‬‬
‫‪ -‬ختصيــص إدارة مســتقلة بالبنــك املركــزي لإلشــراف علــى بنــوك‬
‫املشــاركة مــع ضــرورة توافــر وتنميــة القــدرات العلميــة والعمليــة‬
‫الشــرعية والفقهيــة هبــا‪ ،‬لوضــع سياســات ماليــة وإداريــة ورقابيــة‬
‫تتــالءم مــع طبيعــة نشــاط بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬ليــس لبنــوك املشــاركة حســابات جاريــة ذات قيمــة مثــل البنــوك‬
‫التقليديــة الــيت غالب ـاً مــا تقــوم بإيــداع هــذا االحتياطــي مــن قيمــة‬
‫احلســابات اجلاريــة الــيت ال تدفــع هلــا فائــدة‪ ،‬واملفــروض أن يتــم‬
‫التعامــل يف أي احتياطــي مــع البنــك املركــزي وبنــوك املشــاركة علــى‬
‫أســاس املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬ربــط نســب االحتياطــي النقــدي علــى بنــوك املشــاركة والبنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬باســتثمار أمواهلــا داخــل الدولــة‪ ،‬فــإذا فعلــت فهــي تعفــى‬
‫مــن هــذا االحتياطــي؛ وإن قامــت باســتثمار األمــوال خــارج الدولــة‬
‫فتلــزم باالحتياطــي النقــدي‪ ،‬وهــذا مــا يتــم العمــل بــه يف جيبوتــي‬
‫وهــو حافــز للبنــوك حتــى ال تقــوم بتســريب أمــوال العــامل العربــي‬
‫واإلســالمي إىل اخلــارج‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانيـاً‪ :‬مشــاكل إظهــار مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف ميزانيــة بنــوك‬


‫املشاركة‬
‫‪ .1‬تبويب مصادر واستخدامات األموال يف امليزانية‪:‬‬
‫أوضحــت معظــم البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪ )15‬بتبويــب مصــادر األمــوال‬
‫واســتخداماهتا يف امليزانيــة بالشــكل التقليــدي وبعضهــا بطريقــة تالئــم‬
‫احتياجــات بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫ويتضــح تطبيــق غالبيــة البنــوك ‪ %60‬بالنســبة للمصــادر و‪ %67‬بالنســبة‬
‫لالســتخدامات لطريقــة تبويــب مصــادر األمــوال واســتخداماهتا يف البنوك‬
‫التقليديــة‪ .‬وتطبــق أقليــة تبلــغ ‪ %40‬بالنســبة للمصــادر و‪ %33‬بالنســبة‬
‫لالســتخدامات‪ ،‬طريقــة أخــرى تالئــم نشــاط واحتياجات بنك املشــاركة(‪.)1‬‬
‫جتــدر اإلشــارة أن االســتقصاء مل يوضــح شــكل التبويــب املالئــم ألغــراض‬
‫بنــك املشــاركة مبــا خيتلــف عمّــا هــو مطبــق يف البنــك التقليــدي‪ .‬وتــرى‬
‫اللجنــة احملاســبية أنــه مــن الصعــب توضيــح هــذه الطريقــة ألن مبــدأ‬
‫األمهيــة النســبية الــذي يلعــب دوره يف تبويــب املصــادر مثـالً‪ :‬بــدءاً بالودائع‬
‫ثــم االلتزامــات وأخــرياً حقــوق أصحــاب البنــك ســيلعب الــدور نفســه يف‬
‫تبويــب املصــادر يف بنــك املشــاركة‪ ،‬وهــذا مــا يتضــح مــن دراســة امليزانيــات‬
‫ملعظــم بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ .2‬إظهار األصول الثابتة واملتداولة يف امليزانية‪:‬‬
‫باالستفســار عــن طريقــة إظهــار األصــول الثابتــة واملتداولــة يف امليزانيــة‬
‫تبيّــن أن معظــم البنــوك تُظهــر األصــول بقيمتهــا الصافيــة‪.‬‬
‫ويتضــح أن األصــول الثابتــة تظهــر يف امليزانيــة علــى أســاس قيمتهــا‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.269 :‬‬

‫‪191‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الصافيــة (بعــد طــرح خمصــص االهتــالك املكون هلــا) يف ‪ %71‬من مفردات‬


‫العيّنــة (ن=‪ ،)14‬يف حــني أوضحــت ‪ %21‬منهــا أن األصــول الثابتــة تظهــر‬
‫بكامــل قيمتهــا مطروح ـاً منهــا املخصــص املكــون هلــا يف جانــب األصــول‬
‫قبــل الوصــول إىل صــايف القيمــة‪ ،‬وتظهــر يف ‪ %14‬منهــا بكامــل قيمتهــا‬
‫يف جانــب األصــول ثــم يُــدرج املخصــص اخلــاص هبــا مــع االلتزامــات يف‬
‫جانــب اخلصــوم‪ .‬أمــا األصــول املتداولــة فتظهــر بالصــايف فقــط يف ‪%50‬‬
‫مــن العيِّنــة‪ ،‬ويف ‪ %21‬منهــا بكامــل قيمتهــا واملخصــص يف جانــب األصــول‪،‬‬
‫ويف ‪ %35‬منهــا بكامــل قيمتهــا مــع إدراج املخصــص يف جانــب اخلصــوم(‪.)1‬‬
‫إن إتبــاع معظــم بنــوك املشــاركة إلظهــار األصــول بصــايف قيمتهــا‪ ،‬هــو مــا‬
‫تقــوم بــه البنــوك التقليديــة أيضــا‪ ،‬وذلــك حتــى ال تفصــح عــن التكلفــة‬
‫التارخييــة هلــذه األصــول وخمصصــات اهتالكهــا‪ ،‬وهــو مــا يــؤدي إىل‬
‫إخفــاء بيانــات ماليــة قــد يكــون هلــا داللتهــا بالنســبة للباحــث أو الفاحــص‬
‫احملاســي‪ ،‬إن هــذه الطريقــة «غالبــا مــا هتــدف إىل إخفاء هذه املخصصات‬
‫وعــدم تبيــان طريقــة احتجازهــا وإمكانيــة تكويــن احتياطــات ســرية للبنــك‬
‫عــن طريقهــا»(‪ )2‬يدعــم هبــا مركــزه املــايل‪.‬‬
‫وأمــا طريقــة إظهــار األصــول بكامــل قيمتهــا وتوضيــح قيمــة االهتــالك‬
‫مســتقلة يف جانــب األصــول أو اخلصــوم تســتخدمها أقليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة وكذلــك األمــر بالنســبة للبنــوك التقليديــة؛ فالطريقــة األوىل‬
‫والثانيــة(‪ )3‬تؤديــان إىل حتقيــق نتيجــة واحــدة وتقدِّمــان إفصاحـاً ووضوحـاً‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.270 :‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يُمكن أن تظهر األصول الثابتة واملتداولة يف امليزانية بأحد الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬بكامل قيمتها و صصات االهتالك يف األصول‪.‬‬
‫‪ 2‬بكامل قيمتها و صصات االهتالك مع اخلصوم‪.‬‬
‫‪ 3‬بصايف قيمتها‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ومتكــن مــن دراســة ومقارنــة ورقابــة خمصصــات االهتــالك وتتفــق مــع‬


‫متطلبــات مبــدأ اإلفصــاح احملاســي‪.‬‬
‫ولذلــك جيــب أن يتــم إظهــار عناصــر األصــول الثابتــة «بكامــل تكلفتهــا‬
‫التارخييــة ثــم يطــرح منهــا خمصــص (االهتــالك) حتــى تُفصــح القوائــم‬
‫املاليــة عــن حقيقــة قيمــة العناصــر املاليــة بــدالً مــن إظهارهــا بالصــايف»(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬إظهار احلسابات النظامية يف امليزانية‪:‬‬
‫توجــد حســابات نظاميــة ضمــن بنــود امليزانيــة لــدى ‪ %50‬مــن البنــوك حمل‬
‫الدراســة (ن=‪ ،)12‬وال توجــد هــذه احلســابات يف النصــف الثانــي‪ ،‬وتتعــدد‬
‫أنــواع الضمانــات ويتــم إظهــار االلتزامــات املصرفيــة الــيت يدخــل فيهــا‬
‫البنــك كضامــن أو كفيــل يف احلســابات النظاميــة(‪.)2‬‬
‫ال شــك يف أن وجــود ضمانــات يأخذهــا البنــك علــى عمالئــه املشــاركني أو‬
‫املضاربــني‪ ،‬يرجــع لعــدم ثقــة إدارة البنــك هبــؤالء العمــالء‪.‬‬
‫وملّــا كان هــذا املوضــوع يوحــي ببعــض الشــبهات فهــو حيتــاج إىل رأي‬
‫الفقهــاء ملعرفــة مــدى أحقيــة البنــك يف طلــب هــذه الضمانــات مــن العمــالء‬
‫مــن عدمــه‪ ،‬وحتــى ال ختتلــط عمليــات بنــوك املشــاركة باملعامــالت الربويــة‬
‫بضمانــات يف ظــل تع ـدُّد احلســابات النظاميــة‪.‬‬
‫‪ .4‬وجود صندوق الزكاة‪:‬‬
‫أوضحــت ‪ %41‬فقــط مــن البنــوك حمــل العينــة (ن=‪ )16‬عــن وجــود صندوق‬
‫للــزكاة فيهــا(‪ ،)3‬وهــذا يــدل علــى ضعــف اجلانــب االجتماعــي املتوقــع مــن‬
‫نشــاط بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.521 :‬‬


‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪271 :‬؛ ‪.298‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.276 :‬‬

‫‪193‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يتــم يف بنــوك املشــاركة الــيت لديهــا صنــدوق للــزكاة إمســاك حســابات‬


‫مســتقلة للــزكاة عــن دفاتــر البنــك ويُعــدّ هلــا ميزانيــة مســتقلة‪ ،‬وتوجــد‬
‫رقابــة شــرعية علــى الصنــدوق‪ ،‬وهــو مــا ينبغــي أن يتــم إجــراؤه يف أي بنــك‬
‫يقــوم هبــذه الوظيفــة مــن خــالل مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬االهتمــام بعمــل صنــدوق الــزكاة يف البنــوك الــيت ال يتواجــد فيهــا‬
‫هــذا الصنــدوق‪ ،‬حيــث يُعتــرب جــزءاً مــن الكيــان االجتماعــي الــذي‬
‫جيــب أن تقدِّمــه بنــوك املشــاركة للبيئــة احمليطــة‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب أن يتــم إعــداد حســابات مســتقلة هلــذا الصنــدوق ويتــم‬
‫نشــرها ســنوياً ومراقبتهــا مثــل ســائر أنشــطة البنــك األخــرى‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب أن يتــم إنفــاق حصيلــة الــزكاة كلهــا يف مصارفهــا الشــرعية‬
‫وال يســتثمر منهــا شــيء للســنوات التاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تشمل الرقابة الشرعية صندوق الزكاة والتقرير عنه‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬مشاكل إعداد امليزانية على مستوى الفروع وبنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬إعداد امليزانية على مستوى الفروع أو املركز الرئيس‪:‬‬
‫مــن خــالل اإلطــالع علــى طريقــة إعــداد جتميــع امليزانيــة‪ ،‬تبــني أن ‪%73‬‬
‫مــن البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪ )15‬تقــوم بإعــداد تقاريــر ماليــة مُجمَّعــة‬
‫علــى مســتوى املركــز الرئيــس وذلــك بتجميــع تقاريــر الفــروع كلهــا(‪.)2‬‬
‫يتضــح أن إعــداد امليزانيــة علــى مســتوى البنــك مباشــرة دون مراعــاة‬
‫لتقاريــر الفــروع؛ هــي طريقــة ال ترتبــط باألعــراف العلميــة املصرفيــة‬
‫احملاســبية الســليمة‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.522-521 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.207 :‬‬

‫‪194‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫إن إعــداد التقاريــر علــى مســتوى كل فــرع ثــم جتميــع النتائــج للبنــك ككل‬
‫إلعــداد التقاريــر النهائيــة‪ ،‬هو»األســاس الــذي يراعــي الفعليــات القائمة يف‬
‫الفــروع ســواء ألغــراض التنبــؤ أو التخطيــط أو الرقابة أو اختاذ القرارات»‪،‬‬
‫أمــا إعــداد التقاريــر علــى مســتوى البنــك مباشــرة دون مراعــاة الظــروف‬
‫احمليطــة بالفــروع عــن طريــق دراســة تقاريرهــا املاليــة ونتائــج أنشــطتها‬
‫فهــو «يعتــرب اجتاهـاً غــري علمــي ويــؤدي قطعـاً للتخطيــط العشــوائي والتنبؤ‬
‫علــى أســس غــري علميــة للســنوات [املاليــة] التاليــة»(‪.)1‬‬
‫وهلــذا جيــب إعــداد التقاريــر املاليــة الدوريــة علــى مســتوى الفــروع أوالً؛ ثــم‬
‫جتميعهــا علــى مســتوى املركــز الرئيــس‪.‬‬
‫‪ .2‬مدى إمكانية توحيد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫باالستفســار عــن إمكانيــة توحيــد القوائــم املاليــة لبنــوك املشــاركة؛ تبيّــن‬
‫أنــه ال يوجــد اجتــاه حنــو توفــري منــاذج موحــدة يف بنــوك املشــاركة لــدى‬
‫‪ %50‬مــن البنــوك حمــل الدراســة (ن=‪.)10‬‬
‫والواقــع يشــري إىل صعوبــة كبــرية يف حتقيــق هــذا األمــر‪ ،‬ويرجــع ذلــك‬
‫لتدخــل التشــريعات يف كل دولــة بتنظيــم منــاذج القوائــم املاليــة مــن ناحيــة‪،‬‬
‫كمــا يتدخــل العــرف كثــريا يف حتديــد األمســاء واملصطلحــات‪ ،‬ممــا يــؤدي‬
‫إىل صعوبــات كثــرية يف إجــراء هــذا التوحيــد‪.‬‬
‫ولذلــك فــإن العمــل علــى وضــع منــاذج موحــدة للقوائــم املاليــة على مســتوى‬
‫بنوك املشــاركة تســبقه اخلطــوات التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬وضــع دليــل حماســي (يتــم فيه تعريف وشــرح وحتليــل املعامالت‬
‫املصرفية)‪.‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.208 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.274 :‬‬

‫‪195‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -2‬دراسة وحتليل املعايري احملاسبية‪.‬‬


‫‪ -3‬دراســة إمكانيــة التوحيــد مــع مراعــاة التشــريعات والتقنيــات‬
‫الســائدة‪.‬‬
‫وهلــذا؛ فــإن األمــر يســتدعي وضــع دليــل حماســي يتــم فيــه تعريــف كل‬
‫املعامــالت املصرفيــة الــيت تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة وجتميــع املرتادفــات‬
‫املســتخدمة فيهــا؛ حبيــث يكــون هــذا الدليــل خطــوة علــى طريــق وضــع‬
‫نظــام حماســي مالئــم لــكل بنــوك املشــاركة ويُم ِّكــن مــن إجــراء املقارنــات‬
‫والتحليــل‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬دراﺳــﺔ اﻧﺘﻘﺎدﻳــﺔ ﻟﻬﻴــﻜﻞ ﻣﺼــﺎدر ا‪:‬ﻣــﻮال‬


‫واﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓــﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬املؤشــرات العامــة ملكونــات مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬ ‫أو ً‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬صـعـوبـات إعـداد ميـزانيـة مـجمّعـة لبنـوك املشـاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دراسـة حاالت عمليـة هليـكـل امليزانيـة يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬

‫ال‪ :‬املؤشــرات العامــة ملكونــات مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬ ‫أو ً‬


‫املشــاركة‬
‫مــن خــالل دراســة وحتليــل مكونــات مصــادر واســتخدامات األمــوال لعيِّنــة‬
‫من بنوك املشــاركة مت حتديد جمموعة من املؤشــرات العامة من أمهها(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬حتقيــق معــدالت منــو متزايــد مــن ســنة ألخــرى نتيجــة لتزايــد‬
‫الثقــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬األمهيــة النســبية احملــدودة للحســابات اجلاريــة (الودائــع حتــت‬
‫الطلــب) كمصــدر مــن مصــادر األمــوال‪.‬‬
‫‪ -3‬األمهيــة النســبية املرتفعــة حلســابات االدخــار واالســتثمار‬
‫(حــوايل ‪ %75‬مــن إمجــايل املصــادر)‪.‬‬
‫‪ -4‬اضطــرار بعــض البنــوك إىل إيقــاف قبــول الودائــع االســتثمارية‬
‫أمــام االجتــاه االنكماشــي الــذي ميــر بــه العــامل‪ ،‬وعــدم القــدرة علــى‬
‫التوظيــف بكفــاءة (مواجهــة صعوبــات يف التوظيــف)‪.‬‬
‫(‪ )1‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76-75 :‬‬

‫‪197‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -5‬حمدوديــة حقــوق املســامهني باعتبارهــا مصــدراً مــن املصــادر‬


‫املناســبة للتوظيــف طويــل األجــل‪ ،‬األمــر الــذي حي ـدّ بالتبعيــة مــن‬
‫حجــم هــذا النــوع مــن التوظيــف؛ باعتبــاره هدفــا أساســيا؛ مــن‬
‫األهــداف الــيت تســعى بنــوك املشــاركة لتحقيقهــا‪.‬‬
‫‪ -6‬قيــام بنــوك املشــاركة باملتاجــرة بنفســها يف الســلع والعقــارات؛‬
‫حبيــث يغلــب علــى التوظيــف اجلانــب العيــي؛ األمــر الــذي خيــدم‬
‫االجتاهــات الراميــة إىل احلــد مــن التضخــم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬صعوبات إعداد ميزانية مجمّعة لبنوك املشاركة‬


‫لقــد قــام بعــض الباحثــني مبحــاوالت لتجميــع املراكــز املاليــة والقوائــم‬
‫املاليــة إلعــداد ميزانيــة مُجمَّعــة لبنــوك املشــاركة؛ هبــدف الوقــوف علــى‬
‫حجــم األعمــال ومصــادر األمــوال واســتخداماهتا فضــالً عــن املقارنــة‬
‫بــني الواقــع واجلوانــب النظريــة املتعلقــة مبــا جيــب أن تكــون عليــه املــوارد‬
‫واالســتخدامات يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫وميكــن تلخيــص الصعوبــات الــيت تواجــه الباحــث يف إعـــداد ميزانيــة‬
‫مُجمّعــة لبنــوك املشــاركة فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬اختــالف الســنة املاليــة مــن بنــك آلخــر (ســنة ميالديــة‪ ،‬ســنة‬
‫هجريــة‪ ،‬ســنة متداخلــة بــني عامــني ميالديــني)‪ ،‬ســواء علــى مســتوى‬
‫الــدول الــيت تتواجــد هبــا هــذه البنــوك أو داخــل البلــد نفســه‪.‬‬
‫‪ -2‬عــدم قيــام غالبيــة بنــوك املشــاركة حمــل الدراســة باإلشــارة‬
‫يف تقاريرهــا املاليــة أو إيضاحــات ميزانياهتــا إىل أســعار الصــرف‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.79-77 :‬‬

‫‪198‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫بالنســبة إلحــدى العمــالت األجنبيــة (كالــدوالر مثــال)؛ حتــى تتخــذ‬


‫كأداة للقيــاس املوحــد‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تتبع بنوك املشــاركة يف تصويرها لقوائمها اخلتامية املنشــورة‬
‫منوذجـاً متقاربـاً (وال نقــول موحــداً)؛ حيث لوحظ مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقــوم بعــض البنــوك بوضع حســابات مســتقلة لــكل جمموعة‬
‫مــن حســابات الودائــع (حســابات جاريــة‪ ،‬حســابات ادخــار‪،‬‬
‫حســابات اســتثمار)‪ ،‬وهــي بذلــك تــربز الطبيعــة اخلاصــة‬
‫لبنــوك املشــاركة ووزن حســابات االســتثمار واالدخــار مقارنــة‬
‫مــع احلســابات اجلاريــة‪ ،‬يف الوقــت الــذي تقــوم فيــه غالبيــة‬
‫البنــوك بإدمــاج هــذه احلســابات حتــت بنــد واحــد وهــو «ودائــع‬
‫العمــالء» مثــل البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -‬تقــوم بعــض البنــوك بإيضــاح تفاصيــل أرصــدة اســتثماراهتا‬
‫(اســتثمارات مباشــرة‪ ،‬اســتثمارات مشــرتكة‪ ،‬عقــارات‪ ،‬أوراق‬
‫ماليــة)‪ ،‬بينمــا يتجــه البعــض اآلخــر إىل إدمــاج االســتثمارات‬
‫املختلفــة يف حســاب واحــد‪.‬‬
‫‪ -‬يف الوقــت الــذي تــربز فيــه بعــض البنــوك تفاصيــل حســابات‬
‫التوظيــف (مشــاركات‪ ،‬مراحبــات‪ ،‬مضاربــات) ويتجــه البعــض‬
‫إىل التبويــب علــى أســاس إنتاجــي أو عقــاري أو جتــاري‪ ،‬يدمــج‬
‫البعــض اآلخــر مجيــع األنشــطة حتــت مســمى‪« :‬متويــل أو‬
‫اســتثمار قصــري األجــل»‪.‬‬
‫‪ -‬مــن الســمات املميــزة لبنــوك املشــاركة اهتمامهــا باجلانــب‬
‫االجتماعــي؛ إال أن ذلــك ال ينعكــس علــى ميزانياهتــا؛ حيــث‬

‫‪199‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫تدمــج غالبيــة البنــوك حســابات اإلقــراض االجتماعــي‬


‫والقــروض احلســنة ضمــن حســاب»أرصدة مدينــة أخــرى» يف‬
‫جانــب األصــول‪.‬‬
‫‪ -‬تلـزَم غالبيــة البنــوك باســتقطاع زكاة املــال (خاصة بالنســبة‬
‫للمســامهني) وتوجههــا ملصارفهــا الشــرعية‪ ،‬وبالطبــع فإنــه‬
‫عنــد تصويــر امليزانيــة تكــون هنــاك أرصــدة دائنــة وأخــرى‬
‫مدينــة للــزكاة‪ ،‬يف حــني أن بعــض البنــوك يعامــل حســابات‬
‫الــزكاة «كاحلســابات النظاميــة» أو تكــون هلــا قوائــم إضافيــة‬
‫مســتقلة‪ ،‬والبعــض اآلخــر يدمــج هــذه األرصــدة ضمــن‬
‫«أرصــدة أخــرى» ســواء يف جانــب األصــول أو اخلصــوم؛ األمــر‬
‫الــذي ال يُلفــت نظــر مــن ي ََّطلِــع علــى امليزانيــات أو حيللهــا‪،‬‬
‫ومــن املفــروض إظهــار هــذه احلســابات إلبــراز الســمة املميــزة‬
‫لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬رغــم قيــام غالبيــة البنــوك حمــل الدراســة بأعمــال املتاجــرة‬
‫بنفســها؛ إال أن تصويــر القوائــم اخلتاميــة ال يتــم بالصورة اليت‬
‫تتناســب مــع طبيعــة نشــاطها وتــربز حقيقــة انفرادهــا بالقيــام‬
‫باملتاجــرة علــى خــالف البنــوك التقليديــة‪ ،‬األمــر الــذي يتطلــب‬
‫اســتحداث «حســاب املتاجــرة «‪.‬‬
‫وفيما يلي عناصر امليزانية املُجمّعة اليت مت إعدادها‪:‬‬

‫‪200‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)38‬ملخـص عناصـر ميزانيـة جممعـة لبنـوك املشاركة‬


‫املبلغ‬ ‫اخلصـوم (املصادر)‬ ‫املبلغ‬ ‫األصـول ( االستخدامات)‬
‫×××‬ ‫‪ -‬حسابات جارية حتت الطلب‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬نقدية بالصندوق والبنوك‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬حسابات ادخار واستثمار‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬بنوك ومراسلون‪.‬‬
‫×××‬ ‫جمموع الودائع‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬توظيف قصري األجل‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬أرصدة دائنة متنوعة‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬توظيف متوسط وطويل األجل‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬حسابات وصناديق الزكاة‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬أرصدة مدينة متنوعة‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬خمصــص خماطــر وعمليــات املشــاركة‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬قرض حسن‪.‬‬
‫واالســتثمار‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬اعتمادات من الدولة ومراسلون‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬متاجرة يف عقارات‪.‬‬
‫×××‬ ‫اجملموع‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬خمــزون‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬أصول ثابتة (بعد االهتالك)‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬احتياطيات‪.‬‬ ‫×××‬ ‫‪ -‬أصول أخرى متنوعة‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬أرباح مرحلة‪.‬‬
‫×××‬ ‫‪ -‬صايف الربح‪.‬‬
‫×××‬ ‫جمموع حقوق املسامهني‬
‫×××‬ ‫اإلمجايل‬ ‫×××‬ ‫اإلمجايل‬

‫املصدر‪ :‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 - 81 :‬‬

‫ثالثاً‪ :‬دراسة حاالت عملية هليكل امليزانية يف بنوك املشاركة‬


‫إذا كان تصويــر امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة يتــم بــذات الطريقــة الــيت‬
‫يتــم هبــا يف البنــوك التقليديــة وذلــك طبقــا لألمهيــة النســبية للعنصــر؛‬
‫فــإن احلــاالت العمليــة اآلتيــة تبــني أن تبويــب عناصرهــا يف بعــض بنــوك‬
‫املشــاركة خيتلــف عمــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫‪ .1‬طريقــة تبويــب عناصــر امليزانيــة يف مصــرف فيصــل اإلســالمي‬
‫بالبحريــن‪:‬‬
‫يقــوم هــذا البنــك باســتثمار الودائــع علــى أســاس عقــد مضاربــة خــاص‬
‫بينــه وبــني املودعــني‪ ،‬إذ ال خيلــط أمــوال البنــك –املســامهني‪ -‬بأمــوال‬
‫املودعــني‪ ،‬ولكــن يســتثمر كل منهــا علــى حــدة(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158 :‬‬

‫‪201‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ويُالحظ من طريقة تبويب عناصر امليزانية يف هذا البنك ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬تبــدأ املوجــودات بنقــد ومدخــرات قصــرية األجــل‪ ،‬كمــا أن ذلــك‬
‫يعــي عــدم وجــود احتياطــي يف البنــك املركــزي‪.‬‬
‫‪ -‬ثــم تــال النقديــة اســتثمارات قصــرية األجــل وبقيــة االســتثمارات‬
‫مبوبــة طبقــا للســيولة‪ ،‬وذلــك كمــا تعــارف عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫‪ -‬تال ما سبق املوجودات الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬ثــم اســتثمار عقــاري‪ ،‬واملفــروض إدراجــه قبــل األصــول الثابتــة مــع‬
‫االســتثمارات األخــرى‪ ،‬وليــس بعــد األصــول الثابتــة‪.‬‬
‫‪ -‬وأخــرياً إيــرادات مســتحقة وموجــودات أخرى‪ ،‬ويف العرف املصريف‬
‫يتــم ترتيبهــا أيضـاً قبل األصــول الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬وبعــد األصــول مت إدراج التزامــات العمــالء اخلاصــة باحلســابات‬
‫النظاميــة مســتقلة عــن العناصــر الســابقة؛ طبقـاً للعــرف املصــريف‪.‬‬
‫‪ -‬وعلــى وجــه االســتقالل مت إدراج «أصــول متعلقــة بإدارة املدخرات»‬
‫يف بنــد واحــد‪ ،‬فكأمنــا تُعبِّــر هــذه األصــول مســتقلة عــن ســائر‬
‫موجوداتــه لدرجــة أنــه مت إدراجهــا بعــد احلســابات النظاميــة‪ ،‬وهــذا‬
‫مــا مل يتعــارف عليــه يف اجملتمــع املصــريف‪.‬‬
‫‪ -‬مت تبويــب املطلوبــات وحقــوق املســامهني بــدءاً بــرأس املــال‬
‫واالحتياطيــات‪ ،‬ثــم حســابات العمــالء ومســتحق إىل الشــركات‬
‫ومطلوبــات أخــرى؛ وعلــى وجــه االســتقالل مت إدراج التزامــات البنــك‬
‫عــن احلســابات النظاميــة‪ ،‬وهــذا التبويــب خيتلــف مــع مــا تعــارف‬
‫عليــه العــرف املصــريف‪.‬‬
‫‪ -‬وبعــد احلســابات النظاميــة تأتــي إدارة املدخــرات مذكــورة يف‬

‫‪202‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫رقــم واحــد‪ ،‬وال يوجــد بيــان تفصيلــي عــن مكونــات االســتثمارات يف‬
‫تاريــخ إعــداد امليزانيــة(‪.)1‬‬
‫وفيما يلي ميزانية «مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين»‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)39‬ميزانية مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين‬
‫(الوحدة‪ :‬الدوالر األمريكي)‬ ‫(كما يف ‪ 31‬ديسمرب ‪1988‬م)‬
‫‪1987‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫املوجــــودات‬
‫‪12.701.302‬‬ ‫‪13.257.089‬‬ ‫نقد ومدخرات قصرية األجل‬
‫‪13.907.220‬‬ ‫‪25.637.414‬‬ ‫استثمارات قصرية األجل‬
‫‪10.799.381‬‬ ‫‪6.504.571‬‬ ‫استثمار إسالمي‬
‫‪21.060.990‬‬ ‫‪14.199.797‬‬ ‫متويالت إسالمية‬
‫‪2.396.247‬‬ ‫‪2.256.247‬‬ ‫استثمار يف شركات زميلة‬
‫‪1.641.791‬‬ ‫‪1.711.792‬‬ ‫املوجودات الثابتة‬
‫‪641.333‬‬ ‫‪641.333‬‬ ‫استثمار عقاري‬
‫‪6.742.382‬‬ ‫‪9.315.764‬‬ ‫إيرادات مستحقة وموجودات أخرى‬
‫‪69.890.651‬‬ ‫‪73.794.007‬‬ ‫إمجايل املوجودات بدون احلسابات النظامية‬
‫‪48.684.343‬‬ ‫‪71.492.723‬‬ ‫التزامات عمالء عن خطابات اعتماد وضمانات‬
‫‪118.574.994‬‬ ‫‪145.286.730‬‬ ‫جمموع املوجودات‬
‫‪869.415.679‬‬ ‫‪946.528.137‬‬ ‫أصول متعلقة بإدارة املدخرات‬
‫‪987.990.673‬‬ ‫‪1.091.814.867‬‬ ‫اجملموع الكلي‬
‫املطلــوبات وحقــوق املسامهني‪:‬‬
‫‪30.000.000‬‬ ‫‪30.000.000‬‬ ‫رأس املال‬
‫‪8.709.004‬‬ ‫‪12.931.287‬‬ ‫االحتياطيات‬
‫‪38.709.004‬‬ ‫‪42.931.287‬‬ ‫إمجايل حقوق املسامهني‬
‫‪17.227.544‬‬ ‫‪17.362.713‬‬ ‫حسابات العمالء‬
‫‪11.472.858‬‬ ‫‪1.203.254‬‬ ‫مستحق إىل شركات زميلة‬
‫‪2.481.245‬‬ ‫‪12.296.753‬‬ ‫مطلوبات أخرى‬
‫‪31.181.647‬‬ ‫‪30.862.720‬‬ ‫جمموع املطلوبات‬
‫‪69.890.651‬‬ ‫‪73.794.007‬‬ ‫إمجايل املطلوبات وحقوق املسامهني دون احلسابات النظامية‬
‫‪48.684.343‬‬ ‫‪71.492.723‬‬ ‫التزامات البنك عن خطابات اعتماد وضمانات‬
‫‪118.574.994‬‬ ‫‪145.286.730‬‬ ‫جمموع املطلوبات وحقوق املسامهني‬
‫‪869.415.679‬‬ ‫‪946.528.137‬‬ ‫إدارة املدخرات‬
‫‪987.990.673‬‬ ‫‪1.091.814.867‬‬ ‫اجملموع الكلي‬
‫املصــدر‪ :‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســالمي»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.165 :‬‬

‫(‪ )1‬يذكــر تقريــر البنــك أن إدارة املدخــرات –الودائــع‪ -‬تســتثمر فيمــا يلــي‪ :‬مراحبــات ومشــاركات‪ ،‬قــرض حســن‪ ،‬اســتثمار‬
‫عقــاري واســتثمارات يف شــركات‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .2‬طريقــة تبويــب عناصــر امليزانيــة يف بنــك التضامــن اإلســالمي‬


‫الســوداني‪:‬‬
‫يقــوم هــذا البنــك خبلــط بعض املوارد املالية املتاحة لديه معاً‪ ،‬واســتثمارها‬
‫يف وعاء واحد وتوزيع الناتج بني املسامهني واملودعني(‪.)1‬‬
‫ويُالحظ من طريقة تبويب عناصر امليزانية يف هذا البنك ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.2‬بالنسبة جلانب األصول‪ :‬فقد مت تفصيله كاآلتي‪:‬‬
‫النقديــة موزعــة بــني البنــك وبنــك الســودان (املركــزي) والبنــوك احملليــة‬
‫واملراســلني والبنــوك اخلارجيــة‪ ،‬ثــم أوراق جتاريــة مشــرتاة وشــيكات حتــت‬
‫التحصيــل وأرصــدة مدينــة أخــرى‪ ،‬ثــم االســتثمار املباشــر واســتثمارات‬
‫يف شــركات تابعــة واســتثمارات أخــرى‪ ،‬وأخــرياً األصــول الثابتــة مفصلــة‬
‫كاآلتــي‪ :‬أصــول ثابتــة ناقصـاً االهتــالك ثــم أصــول باملخــازن ثــم إنشــاءات‬
‫جديــدة‪ .‬ويتوافــق هــذا التبويــب لعناصــر األصــول مــع مــا تعارفــت عليــه‬
‫البنــوك‪.‬‬
‫لكن توجد مالحظات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مل تُحـدَّد طبيعــة «أصــول باملخــازن» ومــاذا يُقصــد هبــا‪ ،‬فــإذا كان‬
‫يعــي هبــا أصــول ثابتــة كان مــن املفــروض أن تُضــم إليهــا‪ ،‬ولكــن كلمــة‬
‫باملخــازن تعــي أهنــا بضاعــة‪ ،‬وعليــه تكــون معاجلتهــا ضمــن األصــول‬
‫الثابتــة مــن الناحيــة الفنيــة غــري صحيحــة؛ واملفــروض تبويبهــا قبــل‬
‫األصــول الثابتــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬توجــد أوراق جتاريــة مشــرتاة وهــذه العناصــر غريبــة علــى‬
‫اســتخدامات األمــوال لــدى بنــوك املشــاركة‪ ،‬إذ ال بــد أهنــا تتضمــن‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.169 :‬‬

‫‪204‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫عمليــات خصــم هلــذه األوراق التجاريــة‪ ،‬وتدخــل هــذه العمليــات‬


‫ضمــن العمليــات املشــبوهة حيــث يتــم خصــم األوراق التجارية بســعر‬
‫الفائــدة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬بالنسبة جلانب اخلصوم‪ :‬فقد مت تفصيله كاآلتي‪:‬‬
‫تبــدأ اخلصــوم بالودائــع مفصلــة باحلســابات اجلاريــة وودائــع االدخــار‬
‫وودائــع االســتثمار‪ ،‬ثــم التأمينــات النقديــة مقابل االعتمــادات والضمانات‪.‬‬
‫ويأتــي بعــد ذلــك أوراق الدفــع واملخصصــات وحســابات دائنــة أخــرى‬
‫ومســتندات يف انتظــار إشــعار اخلصــم ثــم بنــوك حمليــة‪ ،‬وأخــرياً حقــوق‬
‫امللكيــة وتتضمــن‪ :‬رأس املــال املدفــوع واالحتياطــي القانونــي واالحتياطــي‬
‫الرأمســايل وحســاب األربــاح واخلســائر‪.‬‬
‫ويُالحظ على ما سبق ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يُعتــرب إدراج البنــك لقيمــة التأمينــات احملصلــة مقابــل االعتمــادات‬
‫والضمانــات اعرتافــاً مــن البنــك بقيامــه باســتثمارها وتشــغيلها‬
‫يف أصــول البنــك‪ ،‬ويُعتــرب ضامنــاً لــرد قيمتهــا عنــد اســتحقاقها‬
‫ألصحاهبــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬يُعتــرب إدراج أوراق الدفــع ضمــن اخلصــوم وجــود حمفظة األوراق‬
‫التجاريــة لــدى البنــك‪ ،‬مم ّثلــة يف األوراق التجاريــة املشــرتاة الســابق‬
‫اإلشــارة إليهــا؛ األمــر الــذي يــؤدي إىل التحفــظ علــى أنشــطة البنــك‪.‬‬
‫‪ 3.2‬بالنســبة للحســابات النظامية‪ :‬أُدرجت احلســابات النظامية‬
‫يف هنايــة كل مــن اجلانــب املديــن والدائــن للميزانيــة‪ ،‬بالطريقــة‬
‫املعتــادة للتصويــر يف البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫وفيما يلي ميزانية «بنك التضامن اإلسالمي السوداني»‪:‬‬

‫‪205‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫جدول رقم (‪ :)40‬ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني‬
‫(الوحدة‪ :‬جنيه سوداني)‬ ‫(امليزانية املوحدة يف ‪1990/08/31‬م)‬
‫‪1989/08/31‬م‬ ‫‪1990/08/31‬م‬ ‫‪1990/08/31‬م‬ ‫‪1989/08/31‬م‬ ‫‪1990/08/31‬م‬ ‫‪1990/08/31‬م‬
‫اخلصـــــــوم‬ ‫‪1410/01/30‬هـ‬ ‫‪1411/02/10‬هـ‬ ‫‪1411/02/10‬هـ‬ ‫األصــــــــول‬ ‫‪1410/01/30‬هـ‬ ‫‪1411/02/10‬هـ‬ ‫‪1411/02/10‬هـ‬
‫الودائع‬ ‫جنيه سوداني‬ ‫األصول النقدية والبنوك‬ ‫جنيه سوداني‬
‫احلسابات اجلارية بالعملة احمللية‬ ‫‪394.722.282 775.329.550‬‬ ‫النقد بالعملة احمللية واألجنبية‬ ‫‪37.076.390‬‬ ‫‪66.721.336‬‬
‫واألجنبية‬
‫ودائع االدخار‬ ‫‪27.974.890‬‬ ‫‪39.134.532‬‬ ‫‪ 209.371.058 396.317.980‬بنك السودان وبنوك حملية‬
‫ودائع استثمار بالعملة احمللية واألجنبية‬ ‫‪24.547.722‬‬ ‫‪44.093.003‬‬ ‫‪ 62.061.257 133.138.997‬املراسلون وبنوك خارجية‬ ‫‪596.178.313‬‬
‫تأمينات نقدية مقابل االعتمادات والضمان‬ ‫‪27.230.036‬‬ ‫‪45.193.675‬‬ ‫شيكات وأوراق جتارية وحسابات مدينة أخرى ‪903.750.760‬‬
‫أوراق الدفع وحسابات دائنة أخرى‬ ‫أوراق جتارية مشرتاة‬ ‫‪2.110.426 12.686.694‬‬
‫أوراق الدفع‬ ‫‪13.926.122‬‬ ‫‪34.135.362‬‬ ‫‪ 13.189.285 105.136.948‬شيكات حتت التحصيل‬
‫خمصصات‬ ‫‪33.965.222‬‬ ‫‪43.767.589‬‬ ‫‪ 73.293.033 83.446.640‬مدينة أخرى‬ ‫‪201.270.282‬‬
‫حسابات دائنة أخرى‬ ‫‪7.284.072‬‬ ‫‪83.455.891‬‬ ‫االستثمارات‬
‫مستندات وصلت يف انتظار إشعار اخلصم‬ ‫‪227.101‬‬ ‫‪179.876‬‬ ‫‪ 118.351.752 226.885.808‬االستثمار املباشر‬
‫بنوك حملية‬ ‫‪----‬‬ ‫‪88.085‬‬ ‫‪161.626.803‬‬ ‫استثمارات يف شركات تابعة‬ ‫‪1.980.000‬‬
‫رأس املال واالحتياطيات‬ ‫استثمارات أخرى‬ ‫‪6.047.750 14.966.068‬‬ ‫‪243.831.876‬‬
‫رأس املال املدفوع‬ ‫‪24.298.055‬‬ ‫‪24.398.552‬‬ ‫األصول الثابتة‬
‫االحتياطي القانوني‬ ‫‪3.495.075‬‬ ‫‪7.348.995‬‬ ‫‪ 19.081.462 40.878.140‬األصول الثابتة ناقصا االهتالك‬
‫احتياطي رأس املال‬ ‫‪2.412.151‬‬ ‫‪6.696.133‬‬ ‫أصول باملخازن‬ ‫‪2.126.145‬‬ ‫‪457.524‬‬
‫حساب األرباح واخلسائر‬ ‫‪4.282.982‬‬ ‫‪11.480.301‬‬ ‫‪49.923.941‬‬ ‫‪ 31.459.175 32.685.369‬إنشاءات جديدة‬ ‫‪74.021.033‬‬
‫إمجايل اخلصوم‬ ‫‪574.667.734‬‬ ‫‪1.115.301.504‬‬ ‫إمجايل األصول‬ ‫‪574.667.734‬‬ ‫‪1.115.301.504‬‬
‫احلسابات النظامية‬ ‫احلسابات النظامية‬
‫التزامــات البنــك عــن االعتمــادات‬ ‫التزامــات العمــالء عــن االعتمــادات‬
‫والضمــان والبوالــص احملليــة واألجنبيــة‬ ‫والضمانــات والبوالــص احملليــة واألجنبيــة‬
‫والكمبيــاالت احملليــة واألجنبيــة‬ ‫‪104.843.254 164.349.209‬‬ ‫‪164.349.209‬‬ ‫‪ 104.843.254 164.349.209‬والكمبيــاالت احملليــة واألجنبيــة للتحصيــل‬ ‫‪164.349.209‬‬
‫للتحصيــل باخلــارج والشــيكات‪.‬‬ ‫باخلــارج والشــيكات الســياحية‬
‫‪104.843.254‬‬ ‫‪164.340.209‬‬ ‫‪104.843.254‬‬ ‫‪164.349.209‬‬
‫املصدر‪ :‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181-180 :‬‬
‫‪207‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬توصيات مقرتحة هليكل ميزانية بنوك املشاركة وأسلوب إعدادها‪:‬‬


‫بعــد التعــرف علــى هيــاكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا؛ نقــدم بعــض‬
‫التوصيــات املرتبطــة هبيــكل ميزانيــة بنــوك املشــاركة وأســلوب إعدادهــا‬
‫فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3‬توصيات تتعلق هبيكل مصادر األموال واستخداماهتا‪:‬‬
‫‪ -1.1.3‬الســعي حنــو زيــادة رؤوس األمــوال اململوكــة لتدعيــم‬
‫حقــوق املســامهني ملواجهــة مســؤوليات بنــوك املشــاركة يف‬
‫جمــال التوظيــف طويــل األجــل‪ ،‬مــع الرتكيــز علــى اجملــاالت‬
‫الــيت تزيــد مــن الطاقــات اإلنتاجيــة وتســهم بفعاليــة يف زيــادة‬
‫الناتــج الوطــي‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬أمهيــة اســتحداث أدوات ماليــة جديــدة جلــذب‬
‫املزيــد مــن املدخــرات الــيت ختــدم هــدف التوظيــف متوســط‬
‫وطويــل األجــل‬
‫‪ -3.1.3‬إعطــاء التوظيــف احمللــي األولويــة املناســبة واحل ـدّ‬
‫مــن االجتــاه إىل التوظيــف اخلارجــي قــدر املســتطاع هلــا؛ ملــا‬
‫يواجهــه مــن انتقــادات‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬احل ـدّ مــن التوظيــف يف جمــال املتاجــرة بالعقــارات‬
‫قــدر املســتطاع أمــام االجتــاه االنكماشــي يف حجــم الطلــب‪.‬‬
‫‪ 2.3‬توصيــات تتعلــق بتوحيــد أســلوب إعــداد وتبويــب وعــرض‬
‫القوائــم اخلتاميــة‪:‬‬
‫نظــراً ألمهيــة إتاحــة أرقــام امليزانيــة ونتائــج األعمــال جملموعــة بنــوك‬

‫(‪ )1‬مسري مصطفى متويل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪207‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫املشــاركة أمــام كافــة املؤسســات احملليــة والدوليــة؛ فقــد أصبــح مــن‬


‫الضــروري العمــل ولــو علــى مراحــل حنــو‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬اختــاذ فــرتة ماليــة موحــدة لكــي يتم إعــداد ميزانيات‬
‫البنــوك لالســتخدام اإلحصائــي‪ ،‬وألهــداف إعــداد امليزانيــات‬
‫اجملمّعــة بصــورة أكثــر دقــة‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬إيضــاح املقابــل بإحــدى العمــالت األجنبيــة (ولتكــن‬
‫الــدوالر األمريكــي) لقيــم األرصــدة الــيت تضمهــا امليزانيــة‬
‫بالعملــة الوطنيــة؛ أو علــى األقــل ذكــر ســعر الصــرف يف‬
‫اإليضاحــات املتممــة للميزانيــة أو التقريــر الســنوي‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬أمهيــة اســتحداث حســاب متاجــرة وعــدم االكتفــاء‬
‫بامليزانيــة وحســاب األربــاح واخلســائر؛ وذلــك كرتمجــة لواقــع‬
‫نشــاط بنــوك املشــاركة ومــا متارســه بنفســها مــن نشــاط‬
‫جتــاري‪.‬‬
‫‪ -4.2.3‬حماولــة التوصــل إىل منــوذج موحّــد لتصويــر القوائم‬
‫املاليــة اخلتاميــة؛ مبــا يــربز الســمة املميــزة لبنــوك املشــاركة‬
‫ويعكــس مــا تباشــره مــن أنشــطة‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬حــان الوقــت إلعــداد دليــل حســابات موحــد لبنــوك‬
‫املشــاركة؛ يكفــل توفــري لغــة مشــرتكة ويضمــن متاثــل املفــردات‬
‫الــيت يضمهــا كل حســاب مــن حســابات امليزانيــة بــني بنــك‬
‫وآخــر‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬دراﺳــﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﻴــﺔ ﻟﻠﻤﺒــﺎدئ ﻟﻠﻤﺤﺎﺳــﺒﻴﺔ‬


‫اﻟﻤﻄﺒﻘــﺔ ﻓــﻲ إﻋــﺪاد ﻣﻴﺰاﻧﻴــﺔ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬املبــادئ احملاســبية املســتخدمة يف إعــداد امليزانيــة وأمهيتهــا يف‬ ‫أو ً‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬مـــدى مراعـــاة املبــادئ احملاســبية يف التقاريـــر املاليـــة لبنـــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثالثـاً‪ :‬توصيــات مقرتحـــة إلعــداد ميزانيـــة بنــوك املشــاركة وفــق املبــادئ‬
‫احملاســبية‪.‬‬

‫ال‪ :‬املبــادئ احملاســبية املســتخدمة يف إعــداد امليزانيــة وأمهيتهــا يف‬ ‫أو ً‬


‫بنــوك املشــاركة‬
‫تــزداد أمهيــة القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة؛ «إذ تلعــب دوراً كبــرياً يف‬
‫توفــري البيانــات الضروريــة الــيت حتتاجهــا األطــراف الــيت تســتخدمها مثــل‬
‫املســتثمرين واملضاربــني واملســامهني‪ ،‬وذلــك إىل جانــب اإلدارة الــيت هتتــم‬
‫بالبيانــات الدوريــة املنتظمــة عــن األنشــطة املاليــة‪ ،‬وتقيــس القوائــم املاليــة‬
‫نتائــج أعمــال البنــك لغــرض حتديــد الرحبيــة احلقيقيــة لنتائــج أنشــطة‬
‫االســتثمارات املختلفــة»(‪.)1‬‬
‫وتلقــى املبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا(‪ )2‬الدوليــة والعربيــة يف اجملتمــع‬
‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح األجبي‪ « ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫‪ ( enerally Accepted Accounting Principles‬أحيانــا يطلــق علــى هــذه املبــادئ‪:‬‬ ‫(‪ )2‬هــي مــا يُعــرف بـــ‪AAP( :‬‬
‫(املعايــري‪ ،‬الفرضيــات‪ ،‬املفاهيــم‪ ،‬السياســات‪ ،‬القواعــد‪ ،‬األســس‪ ،‬األعــراف‪ )...‬وهــي املبــادئ احملاســبية الــيت لقيــت تدعيمـاً‬
‫جوهريـاً مــن أجهــزة رمسيــة مثــل‪ :‬جملــس معايــري احملاســبة املاليــة واجملمــع األمريكــي للمحاســبني القانونيــني وهيئــة تنظيــم‬
‫تــداول األوراق املاليــة‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫احملاســي قبــوالً يف اجلهــاز املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة؛ حبيــث‬


‫أصبحــت مت ِّثــل التزامــاً علــى مُعــدِّي القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة‬
‫جيــب مراعاهتــا(‪ ،)1‬وهــي كمــا يلــي ‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ اإلفصــاح )‪:(The Disclosure Principle‬‬
‫وهــو مبــدأ أساســي لكافــة املبــادئ احملاســبية التطبيقيــة الــيت تنــادي هبــا‬
‫اجملامــع العلميــة املختلفــة‪ .‬ويعــي «ضــرورة توضيــح السياســات احملاســبية‬
‫اهلامــة والقواعــد واملبــادئ احملاســبية املطبقــة عنــد إعــداد احلســابات‬
‫اخلتاميــة‪ ،‬باإلضافــة إىل ضــرورة توضيــح أو اإلشــارة إىل األحــداث املاليــة‬
‫اهلامــة الــيت يعتقــد مُعِ ـدّو القوائــم املاليــة أهنــا ضروريــة ملســتخدمي هــذه‬
‫القوائــم»(‪ )2‬يف تفســري النتائــج احملاســبية واختــاذ القــرارات االقتصاديــة‪.‬‬
‫ويُعتــرب اإلفصــاح «أحــد معايــري الرقابــة علــى إعــداد القوائــم املاليــة‪ ،‬إذ‬
‫يتناولــه مراقــب احلســابات للتعبــري عــن مــدى انطبــاق طريقــة تصويــر‬
‫القوائــم املاليــة علــى هــذا املعيــار»(‪ .)3‬وال يقتصــر اإلفصــاح علــى األحــداث‬
‫الــيت متــت خــالل الســنة املاليــة؛ بــل ميتــد إىل األحــداث اهلامــة الــيت حتدث‬
‫بعــد تاريــخ امليزانيــة وقبــل نشــر القوائــم املاليــة (األحــداث الالحقــة مثــل‬
‫بيــع أحــد األصــول اهلامــة أو صــدور حكــم قضائــي)‪.‬‬
‫يأخــذ اإلفصــاح عــن احلقائــق املختلفــة عــدة أشــكال وأســاليب‪ ،‬فقــد يكــون‬
‫يف القوائــم نفســها أو يف املالحظــات املرفقــة لعــرض اإليضاحــات املتممــة‬
‫للميزانيــة والــيت تُعتــرب جــزءاً أساســياً منهــا‪ ،‬وتتمثــل هــذه األســاليب يف‪:‬‬
‫اإليضاحــات بــني القوســني واجلــداول املســاعدة واملالحظــات اإليضاحيــة‬

‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬


‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.93 :‬‬
‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫والبنــود املقابلــة‪.‬‬
‫ويُعتــرب مبــدأ اإلفصــاح مــن أهــم املبــادئ الــيت جيــب أن يراعيهــا النظــام‬
‫احملاســي يف بنــوك املشــاركة؛ ألن «مســتخدمي القوائــم املاليــة حيتاجــون‬
‫إىل معلومــات كثــرية ومتباينــة لتحقيــق أغراضهــم مــن هــذه القوائــم‪ ،‬وهــذه‬
‫املعلومــات ضروريــة وتفــوق أمهيتهــا بالنســبة هلــم‪ ،‬الفئــات املماثلــة هلــم يف‬
‫النظــام املصــريف املعتــاد»(‪ )1‬فاملودعــون يف بنــك املشــاركة هــم شــركاء يف‬
‫األربــاح واخلســائر ويهمّهــم مثــل املســامهني التعــرف مــن خــالل القوائــم‬
‫املنشــورة علــى املعلومــات التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ -‬األربــاح الفعليــة احملققــة واحملســوبة طبق ـاً للمبــادئ احملاســبية‬
‫والفقهيــة الســليمة‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة حساب الودائع املستحقة للربح‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة حساب الفرتة الزمنية للودائع املستحقة للربح‪.‬‬
‫‪ -‬طريقــة التمييــز بــني مســتحقات ودائــع االســتثمار طبق ـاً لفــرتات‬
‫االســتثمار ومســتحقات ودائــع التوفــري‪.‬‬
‫‪ -‬التأكــد مــن صحــة حســاب املضاربــة املتفــق عليهــا مــع البنــك‬
‫مقدمــاً‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة حساب رأس املال اخلاص باملسامهني واملستحق للربح‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابــة علــى املخصصــات ونوعيــة اخلســائر الــيت يتــم حتميــل‬
‫املخصصــات هبــا‪.‬‬
‫‪ -‬نسب احتجاز املخصصات‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من عدم اخللط بني املخصصات واالحتياطيات‪.‬‬
‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.95-94 :‬‬

‫‪211‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -‬التأكد من شرعية استثمارات البنك وخاصة الدولية منها‪.‬‬


‫‪ -‬أســباب حــدوث اخلســائر ‪-‬يف حالــة حدوثهــا‪ -‬وكيفيــة معاجلتهــا‬
‫حماســبياً والتأكــد مــن عــدم تقصــري أو إمهــال اإلدارة أو التجــاوز عن‬
‫بعــض املبــادئ والشــروط املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ -‬قــوة ومتانــة املركــز املــايل للبنك ممثالً يف اســتثمارات ذات خماطر‬
‫مالئمــة ورحبية معقولة‪.‬‬
‫إن اإلفصــاح ال يعــي أن يُعلــن البنــك عــن خططــه املســتقبلية باملكاشــفة‬
‫الــيت تضــر مبصلحــة املســامهني واملودعــني املســتثمرين‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدأ األمهيـة النسبيـة )‪:(The Materiality Principle‬‬
‫يرتبــط هــذا املبــدأ بشــكل كبــري مببــدأ اإلفصــاح؛ حيــث تُعتــرب األمهيــة‬
‫النســبية حمـدِّداً لــه لتفــادي اإلفصاحــات الفرعيــة (التافهــة) علــى حســاب‬
‫املعلومــات الضروريــة؛ «إذ أن احملاســبني قــد وجــدوا أن اإلفصــاح علــى‬
‫إطالقــه يــؤدي إىل عــرض معلومــات كثــرية تفصيليــة غــري ضروريــة وتــؤدي‬
‫إىل إربــاك مســتخدمي القوائــم املاليــة‪ ،‬والتقليــل مــن أمهيــة املعلومــات‬
‫اهلامــة؛ لذلــك فقــد ظهــرت احلاجــة إىل سياســة األمهيــة النســبية الــيت‬
‫تضــع حــدودا مالئمــة لسياســة اإلفصــاح»(‪.)1‬‬
‫إن أمهيــة عنصــر معيّــن «ال تعتمــد فقــط علــى مقــداره ولكــن تعتمــد أيضـاً‬
‫علــى طبيعتــه‪ ،‬وباختصــار ميكننــا احلكــم علــى أمهيــة عنصــر معيّــن إذا‬
‫كان هنــاك توقــع معقــول بــأن معرفــة هــذا العنصــر ميكــن أن يؤثــر يف‬
‫قــرارات مســتخدمي القوائــم املاليــة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.95 :‬‬


‫(‪ )2‬فالــرت ميجــس وروبــريت ميجــس‪« ،‬احملاســبة املاليــة»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬وصفــي عبــد الفتــاح أبــو املــكارم وآخــرون‪ ،‬دار املريــخ‬
‫للنشــر‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،1988 ،‬ص‪.886 :‬‬

‫‪212‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يتــم مبــدأ األمهيــة النســبية يف اإلفصــاح عــن ثالثــة أنــواع مــن املعلومــات‬
‫املاليــة هــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬البيانات املالية اليت مل تُذكر يف القوائم املالية‪.‬‬
‫‪ -‬السياســات واألســس واملبــادئ احملاســبية املطبقــة عنــد إعــداد‬
‫القوائــم املاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬األحــداث غــري العاديــة وااللتزامــات الطارئــة واحملتملــة والتعهــدات‬
‫املالية‪.‬‬
‫ويُعتــرب مبــدأ األمهيــة النســبية ضروريــاً عنــد إعــداد القوائــم املاليــة‬
‫اخلتاميــة لبنــوك املشــاركة؛ «إذ أن جتاهــل اإلفصــاح عــن األمــور العاديــة‬
‫واألحــداث غــري اهلامــة والتفاصيــل الدقيقة غــري ذات أمهية‪ ،‬كل ذلك يؤدي‬
‫إىل تركيــز الذهــن اجتــاه العناصــر املاليــة اهلامــة ذات الداللــة‪ ،‬والــيت هتــم‬
‫مســتخدم القوائــم املاليــة»(‪ ،)2‬مثــل اإلفصــاح عــن حســابات املخصصــات‬
‫وطريقــة التعــرف عليهــا ونوعيــة اخلســائر الــيت مت تغطيتهــا منهــا‪.‬‬
‫‪ .3‬مبدأ احليطـة واحلـذر )‪:(The Conservatism Principle‬‬
‫يهتــم هــذا املبــدأ باالحتيــاط ضــد خماطــر املســتقبل‪ ،‬فهــو يقضــي «بأخــذ‬
‫كافــة عناصــر اخلســائر احملتملــة واألعبــاء املتوقعــة يف احلســبان‪ ،‬وعــدم‬
‫أخــذ أي أربــاح متوقعــة أو مقــدرة مل تتحقــق فعــالً يف احلســبان عنــد‬
‫تصويــر القوائــم املاليــة»(‪.)3‬‬
‫إن التحــوُّط مــن أخطــار املســتقبل ال يعــي الســماح بتكويــن مؤونــات‬
‫واحتياطيــات خياليــة ومُبالــغ فيهــا‪« ،‬حيــث يقضــي هــذا املفهــوم مبراعــاة‬

‫(‪ )1‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96:‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫احليطــة لضمــان عــدم املبالغــة يف األربــاح أو يف حتســني املركــز املــايل»(‪)1‬؛‬


‫هبــدف احلصــول علــى ميزانيــة صادقــة وصحيحــة‪.‬‬
‫لتطبيق هذا املبدأ يقوم النظام احملاسي مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم املخزون السلعي بالتكلفة أو السوق أيهما أقل‪.‬‬
‫‪ -‬تكويــن خمصصــات ملقابلــة أي خســائر يف األصــول املتداولــة (مثــل‬
‫خمصــص الديــون املشــكوك فيهــا)‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم إدراج أربــاح إعــادة التقديــر ضمــن األربــاح؛ إال يف حالــة تغــري‬
‫الشــكل القانونــي للمشــروع أو تغــري بعــض الشــركاء‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج كافة عناصر التكلفة بقيمتها التارخيية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام مبدأ البيع يف إثبات اإليراد‪.‬‬
‫‪ -‬اســتخدام األســاس النقــدي يف إثبــات اإليــراد (يف األنشــطة طويلــة‬
‫األجل)‪.‬‬
‫ويُعترب مبدأ احليطة واحلذر ضرورياً عند وضع أســس تكوين خمصصات‬
‫األعبــاء واخلســائر املتوقعــة للمحافظــة علــى حقــوق املودعني واملســامهني‪،‬‬
‫كمــا أنــه يتناســب مــع احتياجــات بنــوك املشــاركة الــيت تتعــرض ملخاطــر‬
‫تفــوق املخاطــر الــيت تتعــرض هلــا البنــوك التقليديــة؛ ألهنــا تتحمــل خســائر‬
‫املشــاركات واملضاربــات‪ ،‬وال يوجــد ضمــان للمــال املســتثمر وال لعوائــده‬
‫مثــل البنــوك التقليديــة(‪.)2‬‬
‫‪ .4‬مبدأ الثبـات أو التجانـس )‪:(The Consistency Principle‬‬
‫يعــي هــذا املبــدأ اســتخدام منــاذج مــن القوائــم املاليــة بشــكل ثابــت خــالل‬

‫(‪ )1‬أمحــد نــور‪« ،‬احملاســبة املاليــة‪ :‬دراســات يف القيــاس والتقييــم والتحليــل احملاســي»‪ ،‬ج‪ ،2‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،1993 ،‬ص‪.42:‬‬
‫(‪ )2‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪214‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫الــدورات املاليــة املتتاليــة‪ ،‬ويهتــم «بضــرورة الثبــات علــى تطبيــق املبــادئ‬


‫والسياســات احملاســبية مــن ســنة ألخــرى وعــدم تغيريهــا علــى فــرتات‬
‫قصــرية؛ حيــث يــؤدي ذلــك إىل عــدم إمكانيــة مقارنــة نتائــج األعمــال ورمبــا‬
‫الوصــول إىل نتائــج مظللــة تظهــر عوائــد النشــاط بصــورة خمتلفــة للحقيقة‬
‫وتقــوم بالتعميــة أو تغطيــة وقائــع وأحــداث ماليــة حدثــت»(‪.)1‬‬
‫عنــد مراجعــة القوائــم املاليــة غالبــاً مــا يشــري مراجــع احلســابات يف‬
‫تقريــره إىل اســتمرار إتبــاع الطــرق احملاســبية مــن ســنة ألخــرى‪ ،‬أو يوضــح‬
‫أي تغيــري يف تلــك الطــرق وأســبابه ومربراتــه وتأثــري هــذا التغــري يف املركــز‬
‫املــايل؛ ممــا يســاعد مســتخدمي القوائــم املاليــة علــى االطمئنــان لصحــة‬
‫النتائــج واملعلومــات الــواردة فيهــا‪.‬‬
‫إن االســتخدام املتجانــس لــذات الطــرق احملاســبية يُعتــرب مطلب ـاً أساســياً‬
‫إلمكانيــة إجــراء املقارنــة بــني القوائــم املاليــة اخلاصــة بالفــرتات احملاســبية‬
‫املختلفــة‪ ،‬وال يُفهــم مــن هــذا أنــه ال يتــم تطويــر النظــام احملاســي لألفضــل‬
‫بتغيــري اإلجــراءات احملاســبية غــري املالئمــة لطبيعــة البنــك‪ ،‬فالتطبيــق‬
‫الســليم هلــذا املبــدأ ال يعــي التغيــري املتــوايل خــالل فرتة قصــرية (من طريقة‬
‫القســط املتناقــص إىل طريقــة القســط الثابــت يف االهتــالك مثــال) دون‬
‫مــربر؛ ممــا يــؤدي إىل عــدم داللــة املعلومــات املاليــة املنشــورة يف القوائــم‬
‫املاليــة علــى الكفــاءة احلقيقيــة لــإلدارة‪.‬‬
‫ويُعتــرب مبــدأ الثبــات أو التجانــس ضــرورة حتمية عند إعــداد القوائم املالية‬
‫يف بنــك املشــاركة «حتــى ميكــن املقارنــة بــني أنشــطته وتطورهــا خــالل‬
‫عمــره الزمــي مــن ناحيــة‪ ،‬وحتــى ميكــن أيضــا التأكــد مــن اســتمرار نفــس‬

‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫السياســات املتبعــة مبــا يفيــد ضمنــا بعــدم وجــود تدليــس أو تالعــب»(‪ )1‬مــن‬
‫جانــب اإلدارة‪ ،‬ومــن دون ذلــك يصعــب إجــراء املقارنــات فيمــا بــني بنــوك‬
‫املشــاركة والقيــام بالدراســة والتحليــل وتقويــم األداء والتطــور دائم ـاً إىل‬
‫األفضــل‪.‬‬
‫فيمــا يلــي شــكل ختطيطــي يوضــح هــذه املبــادئ احملاســبية وأمهيتهــا‬
‫بالنســبة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.98 :‬‬

‫‪216‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫شكل رقم (‪ :)22‬املبادئ احملاسبية املرتبطة ب عداد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫* الغـرض‪:‬‬ ‫* مستخدمو القوائم املالية‪:‬‬ ‫* قوائم مالية‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري النتائج احملاسبية‬ ‫استخدام‬ ‫‪ -‬املودعون ‪ +‬املسامهون‬ ‫اتصال‬ ‫‪ -‬مـيـزانـيـة‬ ‫إعـداد‬
‫‪ -‬اختـاذ القـرارات االقتصادية‬ ‫‪ -‬العمــالء ‪ +‬املوردون‬
‫‪ -‬قائـمة الدخـل‬ ‫النظـام احملاسيب‬
‫‪ -‬اإلدارة ‪ +‬مراجع احلسابات‬
‫‪ -‬التأكـد من سالمة أداء البنك‬ ‫‪ -‬تقـارير أخرى‬
‫‪ -‬اجلــهـات احلكـومية‬
‫مبادئ حماسبية‬
‫مبدأ الثبات أو التجانس‬ ‫مبدأ احليطة واحلذر‬ ‫مبدأ األمهية النسبية‬ ‫مبدأ اإلفصاح‬
‫مقبولة قبوال عاما‬
‫‪ -‬ثبات عرض القوائم املالية‬ ‫‪ -‬اإلفصاح عن العناصر املؤثرة‬ ‫‪ -‬توضيح املعلومات املالئمة‬ ‫اجملتمع احملاسيب‬
‫‪ -‬ثبات الطرق احملاسبية‬ ‫ال تؤخذ يف احلسبان‬ ‫‪ -‬توقع أربـاح‬ ‫يف القرارات‬ ‫‪ +‬املكملة‬
‫املستخدمة‬ ‫ختصيص مؤونة‬ ‫‪ -‬توقع خسائر‬ ‫‪ -‬تفادي اإلفصاحات الفرعية‬ ‫‪ -‬إظهار األحداث الالحقة‬
‫(طرق التقييم ‪ +‬االهتالك)‬ ‫(عدم املبالغة يف تقدير املخصصات)‬ ‫(التأثري على املعلومات اهلامة )‬ ‫(بني هناية الدورة ونشر القوائم)‬
‫‪ -‬إمكانية املقارنة بني السنوات‬ ‫‪ -‬إفـصـاح مـنـاسـب‬ ‫‪ -‬احملافظــة علــى حقــوق املودعــني‬ ‫مبادئ جيب مراعاهتا‬ ‫حماسبــة بنوك‬
‫‪ -‬التحوط ملخاطر االستثمار واملشاركة‬
‫املختلفة ‪ +‬البنوك املختلفة‬ ‫‪ -‬الرتكيــز علــى األحــداث املاليــة‬ ‫واملسامهني‬
‫‪ -‬منع التالعب يف القوائم املالية‬
‫‪ -‬احملافظة على املركز املايل للبنك‬
‫املهمــة‬ ‫‪ -‬جتـنب االنتقـادات واالتـهـامات‬
‫عند إعداد القوائم املالية‬ ‫املشاركة‬
‫ إبداء رأيه الفين احملايد عن عدالة القوائم املالية‪ +‬إعدادها يف ضوء املبادئ احملاسبية املتعارف عليها‬ ‫تقرير‬ ‫مراجع‬
‫ثل التقرير عنصر ثقة يف القوائم املالية الي يعدّها البنك ‪ +‬إمكانية االعتماد عليها‬ ‫ ‬ ‫احلسابات‬
‫‪217‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانيــاً‪ :‬مــدى مراعــاة املبــادئ احملاســبية يف التقاريــر املاليــة لبنــوك‬


‫املشــاركة‬
‫قــام أحــد الباحثــني بدراســة القوائــم املاليــة املنشــورة لعينــة مــن بنــوك‬
‫املشــاركة (ن=‪ )8‬لسلســلة زمنيــة مكونــة مــن أربــع ســنوات ماليــة؛ إن فحص‬
‫املبــادئ احملاســبية العامــة الــيت جيــب أن تُعَـدّ القوائــم املاليــة علــى أساســها‬
‫يف بنــوك املشــاركة يوصلنــا إىل النتائــج التاليــة(‪:)1‬‬
‫ بالنســبة لطريقــة تصويــر امليزانيــة‪ :‬يتــم تصويــر امليزانيــة بــذات‬
‫الطريقــة الــيت يتــم هبــا يف البنــوك التقليديــة (بنفــس ترتيــب عناصــر‬
‫املصادر واالســتخدامات)‪.‬‬
‫ بالنســبة للمبــادئ احملاســبية العامــة املطبقــة‪ :‬ختتلــف معظــم‬
‫التقاريــر املاليــة يف درجــة «اإلفصــاح» عــن العناصــر املاليــة واألســس‬
‫احملاســبية املطبقــة‪ ،‬وعلــى ذلــك ختتلــف أيضــا درجــة مراعــاة «مبــدأ‬
‫األمهيــة النســبية» يف تصويــر البيانــات املاليــة‪ ،‬كمــا خيتلــف تطبيــق‬
‫مبــدأ «احليطــة واحلــذر» مــن بنــك آلخــر ويتضــح ذلــك مــن سياســة‬
‫تكويــن املخصصــات‪.‬‬
‫‪ .1‬مدى مراعاة مبدأ اإلفصاح يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫إذا كانــت بعــض البنــوك قــد أعــدت تقاريرهــا مبســتوى إفصــاح مالئــم؛ إال‬
‫أن هــذا اإلفصــاح كان دائمـاً تنقصــه املعلومــات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات واضحة عن حصة املضاربة وطريقة تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬معلومــات عــن طريقــة احتجــاز املخصصــات وطريقــة التصــرف‬
‫فيهــا‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 248 :‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -‬عــدم اإلفصــاح عــن مكونــات رأس املــال املســتحق للربح وال طريقة‬
‫حســاب الودائع املســتحقة للربح‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم اإلفصــاح يف معظــم التقاريــر املاليــة عــن معــدالت العائــد‬
‫املوزعــة علــى الودائــع‪ ،‬ويتــم اإلفصــاح فقــط عــن عوائــد املســامهني‪.‬‬
‫‪ -‬بالرغم من أن بعض بنوك املشاركة حمل العيِّنة تقوم باستثمارات‬
‫خاصــة باملســامهني فقــط أو اســتثمارات خاصــة بودائــع خمصصــة‪،‬‬
‫إال أن ذلــك مل يتضــح يف التقاريــر املاليــة‪ ،‬إال عــن طريق االســتنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬توجــد بعــض العناصــر املاليــة الــيت ال تشــري إىل طبيعــة حمــددة‬
‫واضحــة مثــل «عناصــر أو بنــود أخــرى» أو»إيــرادات أخــرى» أو‬
‫«مصاريــف أخــرى»‪ ،‬وهــذه العناصــر جيــب أن يتــم اإلفصــاح عنهــا‬
‫داخــل التقريــر املــايل ملعرفــة اســتحقاقها ألصحاهبــا‪.‬‬
‫‪ .2‬مــدى مراعــاة مبــدأ األمهيــة النســبية يف التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫لقــد روعــي هــذا املبــدأ طبقــا ملــدى توافــر مبــدأ اإلفصــاح‪ ،‬وعلــى ذلــك فــال‬
‫توجــد معلومــات ليــس هلــا قيمــة اقتصاديــة أو تافهــة وميكــن االســتغناء‬
‫عنهــا‪ ،‬ماعــدا يف تقريــر أحــد البنــوك حمــل الدراســة‪.‬‬
‫‪ .3‬مــدى مراعــاة مبــدأ احليطــة واحلــذر يف التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫مت مراعاة هذا املبدأ يف النواحي التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقييــم األصــول الثابتــة بالتكلفــة التارخييــة وحســاب خمصصــات‬
‫اهتالكهــا‪.‬‬
‫‪ -‬تقييــم أســعار البضاعــة بالتكلفــة أو الســوق أيهمــا أقــل‪ ،‬أو بالتكلفة‬

‫‪219‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مــع تكويــن خمصــص يف حالــة اخنفاض أســعارها عن ســعر الســوق‪.‬‬


‫‪ -‬تكويــن املخصصــات املختلفــة (خمصصــات األعبــاء احملتملــة مثل‪:‬‬
‫خماطــر االســتثمار وخمصــص الديــون املشــكوك فيها)‪.‬‬
‫ومل تتــم مراعــاة هــذا املبــدأ بالنســبة لتكويــن بعــض املخصصــات‪ ،‬خاصــة‬
‫بالنســبة للبنــوك الــيت تعانــي جمتمعاهتــا مــن تقلبــات واضطرابــات حــادة‪،‬‬
‫أدت إىل خســائر كبــرية مل يتــم تغطيتهــا علــى مــدى عــدة ســنوات يف أحــد‬
‫البنــوك حمــل الدراســة‪.‬‬
‫‪ .4‬مدى مراعاة مبدأ الثبات يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪:‬‬
‫لقــد روعــي هــذا املبــدأ بشــكل عــام يف معظــم التقاريــر املاليــة لبنــوك‬
‫املشــاركة حمــل الدراســة ماعــدا اســتثناءات حمــدودة ذات أمهيــة مثــل‪:‬‬
‫‪ -‬تغيري نسب اهتالك األصول الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬تغيري طريقة تقييم األصول يف احلسابات اخلتامية‪.‬‬
‫‪ -‬سياسة حتديد ما يتاح من االستثمار من الودائع االستثمارية‪.‬‬

‫ثالثـاً‪ :‬توصيــات مقرتحــة إلعــداد ميزانيــة بنــوك املشــاركة وفــق املبــادئ‬


‫احملاســبية‬
‫ممــا ســبق؛ يتضــح بــأن القوائــم املاليــة تُعتــرب مــن خمرجــات النظــام‬
‫احملاســي‪ ،‬وهلــذا جيــب أن يتــم إعدادهــا مــن خــالل املبــادئ احملاســبية‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫ اإلفصاح‪ :‬وميثل ضرورة قصوى بشكل خاص يف بنك املشاركة‪.‬‬
‫ األمهيــة النســبية‪ :‬وهــي مكملــة لعنصــر اإلفصــاح للرتكيــز علــى‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.253 :‬‬

‫‪220‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫العناصــر املاليــة احليويــة‪.‬‬


‫ احليطــة واحلــذر‪ :‬وهــي دعامــة أساســية يف بنــك املشــاركة‬
‫للمحافظــة علــى مركــزه املــايل واســتمراريته‪.‬‬
‫ الثبــات أو التجانــس‪ :‬وهــو ضــروري حتــى ميكــن التعبــري بأمانــة‬
‫وصــدق عــن تطــور األوضــاع املاليــة لبنــك املشــاركة‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫إدارة أﺻﻮل وﺧﺼﻮم اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ نظريات إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ مداخل إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ إدارة السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ ا‪:‬ول‪ :‬ﻧﻈﺮﻳــﺎت إدارة أﺻــﻮل وﺧﺼــﻮم اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴــﺔ‬


‫ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬أمهيـة إدارة أصـول وخصـوم امليزانيـة يف البنـوك‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬النظريـات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬موقع بنوك املشاركة بني نظريات إدارة عناصر امليزانية‪.‬‬

‫ال‪ :‬أمهية إدارة أصول وخصوم امليزانية يف البنوك‬ ‫أو ً‬


‫هتــدف إدارة األصــول يف البنــوك إىل التعامــل مــع خطريــن‪« :‬خطــر الســوق‬
‫املمثــل يف اختيــار العمــالء وخطــر الســيولة املمثلــة يف مواجهــة طلبــات‬
‫الســحب»(‪ ،)1‬ويتــم مواجهــة ذلــك مبــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -1‬حتقيــق أكــرب قــدر مــن األربــاح بالبحــث عــن فــرص االســتثمار‬
‫والعمــالء املوثــوق فيهــم‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليــل املخاطــر إىل أقــل حــد ممكــن عــن طريــق املعلومــات‬
‫والرقابــة والضمانــات وتنويــع االســتثمارات‪.‬‬
‫‪ -3‬تأمني مستوى معني من السيولة ملواجهة طلبات السحب‪.‬‬
‫وهتــدف إدارة اخلصــوم إىل حتقيــق زيــادة يف املــوارد املاليــة للبنوك‪ ،‬مت ِّكنها‬
‫مــن االســتجابة إىل املزيــد مــن طلبــات التمويــل‪ ،‬وملّــا كانــت قــدرة البنــوك‬
‫علــى زيــادة الودائــع حمــدودة؛ فــإن النجــاح يف إدارة اخلصــوم يرتبــط‬
‫بالقــدرة علــى تنميــة مصــادر بديلــة لألمــوال(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.131 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬

‫‪223‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫فيمــا قبــل ســنة ‪ 1960‬كان الرتكيــز علــى إدارة األصــول يف البنــوك مــن‬
‫خــالل اهتمامهــا بطبيعــة تكويــن جانــب األصــول فقــط‪ ،‬أمــا اخلصــوم‬
‫فكانــت متغــرياً خارجيـاً عــن ســيطرة البنــك وإدارتــه مــن خــالل اعتمادهــا‬
‫علــى الودائــع اجلاريــة الــيت تصــل إىل أكثــر مــن ‪ %60‬منهــا؛ ولكــن منــذ‬
‫ســتينيات القــرن املاضــي جلــأت البنــوك إىل تغيــري هيــكل اخلصــوم نتيجــة‬
‫خماطــر الســيولة والســحب املفاج ـ وأســعار الفائــدة؛ وذلــك باســتخدام‬
‫شــهادات االســتثمار القابلــة للتــداول ذات اآلجــال وتنويــع الودائــع حســب‬
‫اآلجــال مــن ودائـــع بإخطــار إىل ادخارية إىل آجلــة‪ ،‬باإلضافة إىل االقرتاض‬
‫مــن البنــوك األخــرى(‪.)1‬‬
‫ويذهــب البعــض إىل أن إدارة اخلصــوم أصبحــت أهــم بكثــري مــن إدارة‬
‫األصــول‪« ،‬فــإدارة األصــول ال ختــرج عــن كوهنــا مســؤولة عــن إجــراء‬
‫تعديــالت يف مكونــات حمفظــة االســتثمارات لتحقيــق أقصــى عائــد‪ ،‬وذلــك‬
‫يف ضــوء املتــاح مــن املــوارد‪ .‬أمــا إدارة اخلصــوم فتقــع عليهــا مســؤولية‬
‫توفــري املزيــد مــن املــوارد‪ ،‬وهلــذا أمهيتــه ليــس فقــط لتحقيــق املزيــد مــن‬
‫األربــاح بــل أيضــا للمحافظــة علــى املركــز التنافســي للبنــك حتــى يســتمر‬
‫يف ممارســة النشــاط «(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أمحــد أبــو الفتــوح الناقــة‪« ،‬نظريــة النقــود والبنــوك واألســـواق املاليــة‪ :‬مدخــل حديــث للنظريــة النقديــة واألســواق‬
‫املاليــة»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1995 ،‬ص‪.63-62 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116 :‬‬

‫‪224‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‬


‫توجــد يف الفكــر املصــريف أربــع نظريــات إلدارة أصــول وخصــوم ميزانيــة‬
‫البنــوك‪ ،‬وهــي(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬نظرية القروض التجارية )‪:(Commercial Loan Theory‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذه النظريــة أن البنــوك جيــب أن تقتصــر يف قروضها على‬
‫«املــدة القصــرية» للمحافظــة علــى الســيولة؛ ألن املــوارد املاليــة للبنــوك هــي‬
‫مــن النــوع الــذي يُســتحق عنــد الطلــب أو خــالل فــرتة قصــرية‪ ،‬والتعامــل‬
‫بــاألوراق التجاريــة ألن القــروض تُوجــه لتمويــل ســلع حقيقيــة‪ ،‬فهــي تقــوم‬
‫علــى فكــرة أن القــرض ال بــد أن يتضمــن إمكانيــة الســداد يف املــدة املقــررة‪،‬‬
‫حيــث تتحــول القــروض إىل نقديــة قبــل تاريــخ االســتحقاق كمــا يُتوقــع أن‬
‫تكفــي حصيلــة بيــع تلــك املنتجــات لســداد قيمــة القــروض والفوائــد‪.‬‬
‫‪ .2‬نظرية إمكانية التحويل )‪:(Shiftability Theory‬‬
‫هتتــم هــذه النظريــة بتوســيع قاعــدة التوظيــف أو األصــول؛ حيــث ال تريــد‬
‫أن تقتصــر عمليــات البنــوك علــى القــروض قصــرية األجــل؛ بــل جيــب‬
‫تدعيــم حمفظــة أوراقهــا املاليــة؛ ألن الســيولة تعتمــد يف األســاس علــى‬
‫مــدى إمكانيــة حتويــل (بيــع) جــزء مــن األوراق املاليــة إىل نقديــة بســرعة‬
‫ودون خســارة يف قيمتهــا‪ .‬وهــذه املرونــة يف التحويــل والتبديــل تتوقــف‬
‫علــى تنــوع وتعــدد حجــم األصــول والعمليــات الــيت يقــوم هبــا البنــك‪.‬‬
‫‪ .3‬نظرية الدخل املتوقع )‪:(Anticipated Income Theory‬‬
‫ختتلــف عــن نظريــة القــروض التجاريــة مــن حيــث تشــجيعها للقــروض‬
‫طويلــة األجــل والقــروض االســتثمارية‪ ،‬واألمــر اهلــام يف هــذه النظريــة هــو‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬مصطفى رشدي شيحة‪« ،‬النقود واملصارف واالئتمان»‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.97-94‬‬

‫‪225‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫أن منــح االئتمــان أو القــرض يتوقــف علــى دراســة البنــك ملــدى جديــة‬
‫العمليــة ومقــدار الدخــل املتوقــع مــن النشــاط الــذي ســوف يُموِّلــه القــرض‪،‬‬
‫وعليــه ليــس هنــاك أيّ ســبب جيعــل منــح القــروض تقتصــر علــى القــروض‬
‫التجاريــة‪.‬‬
‫‪ .4‬نظرية إدارة اخلصوم )‪:(Liability Management Theory‬‬
‫وهــي نظريــة حديثــة ختتلــف عــن النظريــات الســابقة اليت ركــزت اهتمامها‬
‫علــى جانــب األصــول‪ ،‬فالنظريــة تــرى أن الســيولة ال تتوقــف فقــط علــى‬
‫تاريــخ اســتحقاق القــروض أو علــى مــا ميتلكــه البنــك مــن أوراق ماليــة‬
‫ســهلة التحويــل إىل نقديــة؛ بــل تتوقــف كذلــك علــى إمكانيــة حصــول البنــك‬
‫علــى مــوارد ماليــة مــن مصــادر خارجيــة كإصــدار شــهادات الودائــع‪.‬‬
‫نســتعرض فيمــا يلــي تقييــم النظريــات املصرفيــة يف إدارة األصــول‬
‫واخلصــوم حســب تطورهــا التارخيــي يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪226‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪:)41‬‬


‫ملخص تقييم النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‪.‬‬
‫تقييــم النظـريــة‪:‬‬ ‫إدارة األصـول واخلصـوم‪:‬‬ ‫النـظـريــــة‪:‬‬
‫‪ -‬ال ميكــن توفــر ضمــان مؤكــد لبيــع الســلع قبــل تاريــخ‬ ‫‪ 1‬نظرية القروض التجارية‪ -1 :‬تقــوم البنــوك بتوجيــه الودائــع قصــرية األجــل إىل‬
‫اســتحقاق القــرض‪.‬‬ ‫اســتثمارات جتاريــة قصــرية األجــل؛ ويُمنــع عليهــا‬ ‫(النظرية اإلجنليزية)‬
‫‪ -‬التنميــة االقتصاديــة تتطلــب توفــري القــروض‬ ‫اســتثمار الودائــع يف قــروض طويلــة األجــل أو تأســيس‬
‫متوســطة وطويلــة األجــل‪.‬‬ ‫شــركات جديــدة‪.‬‬
‫‪ -‬ختفــي إمكانيــة جتديــد القــروض فتتحــول إىل طويلــة‬ ‫‪ -2‬القــروض قصــرية األجــل هلــا ســيولة ذاتيــة = قــروض‬
‫األجل‪.‬‬ ‫موجهــة لتمويــل ســلع حقيقيــة تتحــول قبــل تاريــخ‬
‫‪ -‬ختفــي إمكانيــة اللجــوء إىل البنــك املركــزي عنــد‬ ‫االســتحقاق إىل نقــود تضمــن اســرتداد القــرض‪.‬‬ ‫* اخلصوم =‬
‫اخنفــاض مســتوى الســيولة‪.‬‬ ‫‪ -3‬استمرارية السيولة من خالل إمكانية السداد‪.‬‬ ‫ودائع قصرية األجل‪.‬‬
‫‪ -‬احملافظــة علــى الســيولة ليــس بقصــر املــدة بقــدر مــا‬ ‫* األصول =‬
‫هــو مــدى قــوة املركــز املــايل للعميــل املقــرتض‪.‬‬ ‫قروض قصرية األجل‪.‬‬
‫‪ -‬أدت هــذه النظريــة إىل بــطء الصناعــة اإلجنليزيــة‬
‫مقارنــة بنمــو الصناعــة يف دول أوربــا‪ ،‬رغــم أهنــا‬
‫ســبقتها يف الثــورة الصناعيــة بنحــو قــرن‪.‬‬
‫‪ -‬وجــود األوراق املاليــة قصــرية األجــل ال خيــدم غــرض‬ ‫‪ 2‬نظرية إمكانية التحويل‪ -1 :‬هتتــم بتوســيع قاعــدة التوظيــف أو األصــول‪ ،‬فهــي ال‬
‫الســيولة يف حالــة األزمــات (ال تســتطيع البنــوك بيــع‬ ‫(النظرية التقليدية املتطورة) تــرى يف القــروض التجاريــة أهنــا غــري صاحلــة‪ ،‬ولكنهــا‬
‫األوراق املاليــة الــيت تعرضهــا كل البنــوك)‪.‬‬
‫ال تريــد أن حتصــر عمليــات البنــك علــى تلــك األصــول‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميلــك البنــك ســوى قــدر ضئيــل مــن األوراق املاليــة‬
‫‪ -2‬يقــوم البنــك مبنــح قــروض قصــرية األجــل ‪ +‬تدعيــم‬
‫قصــرية األجــل‪ ،‬وهــو قــدر ال يكفــي ملواجهــة كل مــن‬ ‫حمفظــة األوراق املاليــة (القــدرة علــى البيــع ‪ +‬اخلصــم)‪.‬‬ ‫* األصول =‬
‫املســحوبات غــري املتوقعــة مــن الودائــع والطلــب غــري‬ ‫‪ -3‬الســيولة تعتمــد علــى مــدى إمكانيــة حتويــل جــزء‬ ‫قروض قصرية األجل‬
‫املتوقــع علــى التمويــل‪.‬‬
‫‪ +‬أوراق مالية قصرية األجل‪ .‬مــن أصــول البنــك إىل نقديــة بســرعة ( مرونــة التحويــل‬
‫والتبديــل)‪.‬‬
‫‪ -1‬تقــوم البنــوك بكافــة أنــواع التمويــل املصــريف مهمــا ‪ -‬يلعــب جانــب األصــول وطبيعــة تكوينــه دوراً هامـاً يف‬ ‫‪ 3‬نظرية الدخل املتوقع‪:‬‬
‫توفــري واســتمرارية الســيولة يف البنــوك‪ ،‬لكــن الســيولة‬ ‫كان األجــل‪ ،‬ولكافــة القطاعــات االقتصاديــة‪.‬‬ ‫(النظرية األملانية)‬
‫‪ -2‬يتوقــف منــح القــروض علــى دراســة البنــك ملــدى تعتمــد علــى مصــادر النقديــة الرئيســة (اخلصــوم)‪.‬‬
‫جديــة العمليــة ‪ +‬مقــدار الدخــل املتوقــع مــن النشــاط‬ ‫* األصول =‬
‫الــذي يُموّلــه القــرض‪.‬‬ ‫قروض قصرية األجل‬
‫‪ -3‬انتهجــت هــذه النظريــة البنــوك األملانيــة ( ‪ +‬بنــوك‬ ‫‪ +‬قروض متوسطة وطويلة‬
‫أوربــا الوســطى خاصــة بلجيــكا وفرنســا) ممــا ســاعد‬
‫األجل‬
‫علــى قيــام هنضــة يف املشــروعات األساســية فيهــا‪.‬‬
‫‪ +‬توقع جناح عملية التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم خضــوع املصــادر اجلديــدة لالحتياطــي‬ ‫‪ -1‬تعــرتف النظريــة جبانــب األصــول وطبيعــة تكوينــه‬ ‫‪ 4‬نظرية إدارة اخلصوم‪:‬‬
‫اإللزامــي (األمــوال املقرتضــة) أو خضوعهــا بنســب‬ ‫يف توفــري الســيولة‪.‬‬ ‫(النظرية احلديثة)‬
‫منخفضــة (شــهادات اإليــداع)‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال تعــد عناصــر جانــب األصــول (مثــل القــروض‬
‫* اخلصوم =‬
‫‪ -‬نظرية تفسر يف الوقت احلاضر‪:‬‬ ‫واألوراق املاليــة) هــي املصــدر الوحيــد للســيولة‪ ،‬وميكــن‬
‫‪ -‬زيادة الودائع ما بني البنوك‪.‬‬ ‫االعتمــاد يف ذلــك علــى عناصــر جانــب اخلصــوم‪.‬‬
‫إصدار شهادات إيداع قابلة‬
‫‪ -‬تنوع وتعدد أشكال الودائع‪.‬‬ ‫‪ -3‬هتتــم بشــراء الســيولة مــن مصــادر خارجيــة هبــدف‬ ‫للتداول‬
‫‪ -‬شهادات االدخار واإليداع املتنوعة‪.‬‬ ‫احلصــول علــى مــوارد ماليــة إضافيــة حتســن مركــز‬ ‫جلذب‬ ‫أجنبية‬ ‫‪+‬إنشاء فروع‬
‫‪ -‬منو عمليات البنوك‪.‬‬ ‫الســيولة وحتقــق املزيــد مــن األربــاح باســتثمار تلــك‬ ‫املزيد من الودائع‬
‫‪ -‬توافر السيولة‪.‬‬ ‫‪ +‬االقرتاض من البنوك األخرى‪ .‬املــوارد‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬موقع بنوك املشاركة بني نظريات إدارة عناصر امليزانية‬


‫ميكــن التأكيــد بــأن هنــاك مدرســتني حتكمــان أوجــه املقارنــة بــني بنــوك‬
‫املشــاركة (النشــاط الشــامل) والبنــوك التقليديــة (النشــاط املتخصــص)(‪:)1‬‬
‫‪ -‬األوىل‪« :‬هــي املدرســة األملانيــة وباقــي دول القــارة األوربيــة ماعــدا‬
‫بريطانيــا؛ وتقــوم البنــوك عنــد هــذه املدرســة علــى النشــاط الشــامل‬
‫الذي ال يعرف التفرقة بني النشــاط التجاري والنشــاط املتخصص؛‬
‫حيــث يقــوم البنــك بالدراســة والبحــث والرتويــج والتمويــل واملشــاركة‬
‫مــع االحتفــاظ بالســيولة عنــد احلــد الــذي جيعــل البنــك قــادرا علــى‬
‫الوفــاء بالتزاماته»‪.‬‬

‫‪ -‬الثانية‪« :‬هي املدرسة اإلجنليزية واليت أخذت بالتخصص(‪.»)2‬‬


‫ويــرى أحــد الباحثــني أن نظريــيت الدخــل املتوقــع وإدارة اخلصــوم تناســبان‬
‫الطبيعــة الشــاملة لبنــوك املشــاركة الــيت تعتمــد علــى التمويــل اإلنتاجــي‬
‫طويــل ومتوســط األجــل بأســلوب املشــاركة إضافــة إىل التمويــل قصــري‬
‫األجــل‪ ،‬وهــذا يتطلــب منهــا أن تكــون أكثــر حــذراً يف تقويــم طلبــات التمويــل‬
‫وأكثــر انتباهــاً مــع االلتــزام بالقواعــد الصحيحــة يف عمليــة التمويــل‬
‫بكاملهــا؛ وعندمــا حيتــاج البنــك إىل ســيولة نتيجــة زيــادة طلبــات التمويــل‬
‫فــال يلجــأ للتخلــص مــن بعــض أصولــه وتســييلها؛ بــل يلجــأ إىل االقــرتاض‬
‫احلســن مــن الســوق النقديــة أو إصــدار شــهادات متويــل متنوعــة وطرحهــا‬
‫(‪ )1‬منــال النجــار‪« ،‬رحبيــة البنــوك اإلســالمية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪( ،188‬نوفمــرب‪ /‬ديســمرب‪ ،)1996 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.62‬‬
‫(‪ )2‬مــن اجلديــر بالذكــر أن البنــوك املتخصصــة يف تقديــم نــوع معــني مــن االئتمــان قــد تصــاب بالفشــل املصــريف؛ فمثــال يف‬
‫الواليــات املتحــدة قامــت البنــوك بالتخصــص يف تقديــم قــروض إىل الشــركات املنتجــة للطاقــة والشــركات الزراعيــة‪ ،‬ولكــن‬
‫عندمــا عانــت تلــك الشــركات مــن خســائر كبــرية نتيجــة اخنفــاض أســعار الطاقــة وأســعار املنتجــات الزراعيــة‪ ،‬عانــت البنــوك‬
‫املتخصصــة مــن الفشــل املصــريف وأفلــس الكثــري منهــا‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يف الســوق املاليــة(‪.)1‬‬


‫وجند بأن شــهادات الودائع القابلة للتداول تناســب أســلوب بنوك املشــاركة‬
‫فقــد حققــت جناحــا يف البنــوك الغربيــة‪ ،‬ومسحــت هلــا باحلصــول علــى‬
‫ودائــع كبــرية آلجــال طويلــة‪ ،‬ومكنهــا ذلــك مــن مواجهــة متطلبــات االئتمــان‬
‫متوســط األجــل‪ ،‬حيــث «ارتفعــت حصــة الشــهادات مــن ‪ %2‬ســنة ‪1960‬‬
‫إىل ‪ %33‬يف أواخــر ســنة ‪ 1993‬بأمريــكا‪ ،‬بينمــا اخنفضــت أمهيــة الودائــع‬
‫اجلاريــة مــن ‪ %61‬ســنة ‪ 1961‬إىل ‪ %23‬مــن هنايــة ‪ ،1993‬وحتقــق زيــادة يف‬
‫ربــح هــذه املصــارف مــن ‪ %46‬مــن األصــول ســنة ‪ 1960‬إىل ‪ %63‬يف هنايــة‬
‫‪ ،1993‬نتيجــة هــذه املرونــة يف إدارة اخلصــوم»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬إبراهيــم بــن صــاحل العمــر‪« ،‬النقــود االئتمانيــة‪ :‬دورهــا وآثارهــا يف اقتصــاد إســالمي»‪ ،‬دار العاصمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪ ،‬ط‪ 4141 ،1‬هـــ‪ ،‬ص‪.١٩٣-١٩١ :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157-156 :‬‬

‫‪229‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ﻣﺪاﺧــﻞ إدارة أﺻــﻮل وﺧﺼــﻮم اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴــﺔ‬


‫ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬املداخـل الكالسيكيـة يف إدارة عناصـر امليزانيـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثاني ـاً‪ :‬مدخـــل إدارة فجـــوة األمـــوال (ثغــرة هامــش الربــح) يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬مدخــل ربــط اســتدعاء املصــادر وفــق متطلبــات االســتخدام يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬املداخل الكالسيكية يف إدارة عناصر امليزانية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫تتطلــب املوازنــة بــني العائــد والســيولة واملخاطــر إدارة جيــدة لألصــول‬
‫واخلصــوم؛ ولذلــك فــإن البنــك عليــه أن يــو ِّزع مصــادره بــني األشــكال‬
‫املختلفــة لألصــول‪ ،‬بطريقــة يضمــن معهــا حتقيــق الرحبيــة‪ ،‬يف ذات الوقت‬
‫الــذي حيافــظ فيــه علــى مســتوى مناســب مــن الســيولة بالنســبة ألصولــه‪،‬‬
‫ومبــا أن خصــوم البنــك ختتلــف بدورهــا فيمــا بينهــا مــن حيــث التــزام‬
‫البنــك بالوفــاء هبــا؛ فــإن توزيــع األصــول علــى الصــور املختلفــة يتوقــف‬
‫أيض ـاً علــى أنــواع اخلصــوم املتاحــة للبنــك(‪.)1‬‬
‫وحتتــل إدارة األصــول واخلصــوم يف بنــوك املشــاركة الدرجــة نفســها مــن‬
‫األمهيــة يف البنــوك التقليديــة‪« ،‬إن مل تكــن علــى درجــة أكــرب مــن األمهيــة‬
‫نتيجــة للطبيعــة املميــزة هلــذه البنــوك»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.261 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي و السيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.394:‬‬

‫‪230‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫هناك العديد من املداخل املقرتحة نستعرضها فيما يلي‪:‬‬


‫‪ .1‬مدخـل األمـوال املشرتكـة‪:‬‬
‫يتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقــاً هلــذا املدخــل مــن خــالل توزيــع كل‬
‫مصــادر األمــوال علــى بنــود االســتخدامات املختلفــة‪ ،‬وذلــك دون ربــط‬
‫اســتحقاقات االســتخدامات باســتحقاقات املصــادر؛ حيــث يتــم جتميــع‬
‫مصــادر أمــوال البنــك (ودائــع جاريــة‪ ،‬ودائــع اســتثمارية‪ ،‬مســتحق للبنــوك‪،‬‬
‫رأس املــال‪ ،)...‬ثــم يُعــاد توزيعهــا علــى االســتخدامات (نقديــة‪ ،‬أرصــدة‬
‫أخــرى لــدى البنــوك‪ ،‬أســهم شــركات‪ ،‬متويــل باملشــاركة‪ ،‬اســتثمارات‬
‫مباشــرة‪.)1()...‬‬
‫ويُربز الشكل التايل هذه الفكرة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)23‬إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل األموال املشرتكة‪.‬‬
‫استخدامات األموال‬ ‫مصادر األموال‬
‫نقدية‪ ،‬أرصدة لدى البنوك‪،‬‬ ‫تــجــمــيــع‬ ‫ودائع جارية‪ ،‬ودائع ادخارية‪،‬‬
‫التمويل باملشاركة‪ ،‬استثمارات‬ ‫ودائع استثمارية‪ ،‬مستحق‬
‫األمـــــوال‬ ‫للبنوك‪،‬‬
‫مباشرة‪ ،‬مسامهات ‪. . .‬‬ ‫رأس املال ‪. . .‬‬

‫يُعــاب علــى هــذا املدخــل عــدم الدقــة؛ ألنــه ال يفــرِّق بــني اســتحقاقات‬
‫اخلصــوم واســتحقاقات األصــول‪ ،‬مــع أن الفجــوة بــني هــذه االســتحقاقات‬
‫قــد تكــون كبــرية‪ ،‬وتُعتــرب إدارة الفجــوة بــني آجــال األصــول وآجــال اخلصــوم‬
‫مــن املســائل الضروريــة يف إدارة األصــول واخلصــوم خاصــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.396 :‬‬


‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.397 :‬‬

‫‪231‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .2‬مدخل ختصيص املصادر على االستخدامات بنسب‪:‬‬


‫تتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفق ـاً هلــذا املدخــل مــن خــالل «ختصيــص‬
‫اســتخدامات معيّنــة بنســب معيّنــة لــكل مصــدر مــن مصــادر األمــوال»(‪،)1‬‬
‫مــع ربــط تواريــخ اســتحقاق األصــول واخلصــوم‪ ،‬ويكــون ذلــك كمــا يلــي‪:‬‬
‫ الودائــع اجلاريــة‪ :‬تُخصّــص للنقديــة واألرصــدة لــدى البنــوك‬
‫والتمويــل قصــري األجــل بنســب حيددهــا البنــك‪.‬‬
‫ الودائــع االدخاريــة‪ :‬تُخصّــص للنقديــة واألرصــدة لــدى البنــوك‬
‫والتمويــل قصــري األجــل واالســتثمارات طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ الودائــع االســتثمارية‪ :‬تُخصّــص للنقديــة والتمويــل قصــري األجــل‬
‫واالســتثمارات طويلــة األجــل‪.‬‬
‫ األمــوال اململوكــة‪ :‬تُخصّــص لألصــول الثابتــة واالســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪.‬‬
‫وميكن التعبري عن ذلك يف الشكل التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.398-397 :‬‬

‫‪232‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شــكل رقــم (‪ :)24‬إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا ملدخــل ختصيــص‬


‫املصــادر علــى االســتخدامات بنســب‪.‬‬
‫استخدامات األموال‬ ‫مصادر األموال‬

‫النقدية‬ ‫الودائع اجلارية‬

‫أرصدة لدى البنوك‬ ‫الودائع االدخارية‬

‫التمويل قصري األجل‬ ‫الودائع االستثمارية‬

‫االستثمارات طويلة األجل‬ ‫رأس املال‬

‫أصول ثابتة‬

‫وقــد اقــرتح بعــض اخلــرباء نســباً الســتخدام أرصــدة الودائــع اجلاريــة يف‬
‫بنــوك املشــاركة ســنربزها يف اجلــدول الالحــق‪:‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)42‬نســب مقرتحــة لتخصيــص أرصــدة الودائــع اجلاريــة‬


‫علــى اســتخدامات بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫النسبة‬ ‫جمـال استخـدام الودائـع اجلاريـة‬
‫‪10%‬‬ ‫‪ -1‬النقد السائل‪.‬‬
‫‪20% - 10‬‬ ‫‪ -2‬االحتياطيات النقدية القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬وضع جزء حتت تصرف احلكومة (متويل املشروعات االجتماعية‬
‫‪25%‬‬ ‫اليت ال تتوفر هلا إمكانية التمويل على أساس املشاركة)‪.‬‬
‫‪60% - 45‬‬ ‫‪ -4‬استثمار الرصيد املتبقي‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219 -215 :‬‬

‫‪233‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يــرى أصحــاب هــذا املدخــل بــأن حتســني الرحبيــة يرجــع إىل اســتبعاد‬
‫الســيولة الزائــدة (أكثــر مــن الــالزم) ملقابلــة الودائــع ورأس املــال‪ ،‬وتوجيههــا‬
‫إىل األصــول املولــدة للدخــل(‪.)1‬‬
‫‪ .3‬مدخل األولويات يف استخدام أموال البنك‪:‬‬
‫تتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا هلــذا املدخــل مــن خــالل «جدولــة‬
‫األولويــات يف اســتخدام أمــوال البنــك لتوفــري متطلبــات الســيولة (‪)...‬‬
‫وختصيــص نســب لالســتخدامات املختلفــة؛ حيــث يتــم وضــع نســبة معيّنــة‬
‫مــن كل مــورد يف االحتياطــات النقديــة األوليــة‪ ،‬ونســبة أخــرى يف التمويــل‬
‫باملشــاركة واملراحبــة واملضاربــة‪ ،‬ونســبة أخــرى يف االســتثمارات طويلــة‬
‫األجــل»(‪.)2‬‬
‫ويتم توزيع وختصيص األموال وفقا ألولويات معينة كما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.3‬االحتياطيــات النقديــة األوليــة‪ :‬وهــي لتوفــري الســيولة ملقابلــة‬
‫متطلبــات الســحب اليومــي مــن الودائع ومتطلبات الســيولة القانونية‬
‫الــيت يفرضهــا البنــك املركــزي‪ ،‬وتتكــون هــذه االحتياطيــات مــن‪:‬‬
‫النقديــة واملســتحق علــى البنــوك واألرصــدة لــدى البنــك املركــزي‬
‫ولــدى املراســلني وشــيكات حتــت التحصيــل(‪.)3‬‬
‫‪ 2.3‬االحتياطيــات الثانويــة (الوقائيــة)‪ :‬مــن خــالل االســتثمار‬
‫يف أصــول ســهلة التحويــل إىل نقديــة ملقابلــة املســحوبات غــري‬
‫املتوقعــة‪ ،‬وغالبـاً مــا تكــون هــذه االســتثمارات هبــدف الســيولة أكثــر‬
‫منهــا بالنســبة هلــدف الرحبيــة‪ ،‬وتتمثــل االحتياطيــات الثانويــة يف‬

‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.304 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪.399-398 ،‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪..295 :‬‬

‫‪234‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫البنــوك التقليديــة يف أذون اخلزينــة(‪ )1‬بينمــا اعتــرب البنــك املركــزي‬


‫األردنــي مســامهة بنــك املشــاركة يف الشــركات املســامهة العامــة‬
‫ضمــن عناصــر الســيولة قياس ـاً علــى اعتبــار الســندات واألذونــات‬
‫مــن ضمــن عناصــر الســيولة يف البنــوك التقليديــة(‪.)2‬‬
‫‪ 3.3‬األولويــة الثالثــة (التمويــل)‪ :‬بعــد أن يتخــذ بنــك املشــاركة‬
‫احتياطاتــه لــكل احتمــاالت ســحب الودائــع‪ ،‬يقــوم بعــد ذلــك خبدمــة‬
‫أهدافــه‪ :‬التمويــل باملشــاركة والتمويــل باملضاربــة والتمويــل باملراحبة‬
‫وغريهــا‪.‬‬
‫‪ 4.3‬األولويــة الرابعــة‪ :‬يأتــي بعــد ذلــك االســتثمار املباشــر مــن‬
‫خــالل املشــروعات الــيت ينشــئها البنــك ويديرهــا بنفســه‪ ،‬أو شــركات‬
‫مســامهة يســهم جبــزء كبــري أو صغــري يف رأس ماهلــا‪ ،‬وغالبــاً ال‬
‫يكــون مــن الســهل التخلــص مــن هــذه االســتثمارات إال بعــد فــرتة مــن‬
‫الوقــت‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا األصــول الثابتــة فغالبـاً مــا تُم َوَّل باســتخدام رأس املال املدفوع‬
‫مع احتياطياته‪.‬‬
‫وســنلخص مدخــل األولويــات يف إدارة األصــول واخلصــوم يف الشــكل‬
‫الالحــق‪:‬‬

‫(‪ )1‬تُصدرهــا خزينــة الدولــة ملــدة قصــرية (‪ 90‬يوم ـاً) وتتمتــع بدرجــة عاليــة مــن الســيولة‪ ،‬وميكــن خصمهــا يف كل وقــت‬
‫لــدى البنــك املركــزي‪.‬‬
‫(‪ )2‬طعمــة الشــمري‪« ،‬عالقــة البنــك املركــزي بالبنــوك اإلســالمية (دراســة قانونيــة واقتصاديــة‪ ،‬حتليلية ونقديــة ومقارنة)»‪،‬‬
‫جملــة الشــريعة والدراســات اإلســالمية‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬كليــة الشــريعة والدراســات اإلســالمية‪ ،‬الســنة ‪ ،11‬العــدد ‪،28‬‬
‫أفريــل ‪ ،1996‬ص‪.136 :‬‬

‫‪235‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شــكل رقــم (‪ :)25‬إدارة األصــول واخلصــوم وفقــا ملدخــل األولويــات يف‬


‫اســتخدام أمــوال البن ـك‪.‬‬

‫احتياطيات أولية‬ ‫الودائع اجلارية‬

‫احتياطيات ثانوية‬ ‫الودائع االدخارية‬

‫جتميـع األمــــوال‬
‫التمويل باملشاركة واملضاربة‬ ‫الودائع االستثمارية‬
‫واملراحبة‬

‫استثمارات مباشرة ‪ +‬مسامهات‬ ‫رأس املال‬

‫أصـول ثـابـــتـــة‬

‫يتضــح أن هــذا املدخــل يُــزوّد البنــك بالقواعــد األساســية الواجــب اتباعهــا‬


‫لتخصيــص األمــوال علــى خمتلــف جمموعــات األصــول وفقــاً ألولويــات‬
‫معيّنــة؛ ولكــن يُعــاب عليــه أنــه مل يعــط مؤشــراً حمــدداً‪ ،‬ومل يبيِّــن كيفيــة‬
‫التوفيــق بــني الســيولة والرحبيــة‪ ،‬فقــد تُركــت هــذه اجلوانــب لتقديــر‬
‫اإلدارة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.300 :‬‬

‫‪236‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانيــاً‪ :‬مدخــل إدارة فجــوة األمــوال (ثغــرة هامــش الربــح) يف بنــوك‬


‫املشــاركة‬
‫تتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقـاً هلــذا املدخــل مــن خالل «قيــاس الفجوة‬
‫بــني األصــول ذات الفائــدة الثابتــة واملتغــرية واخلصــوم ذات الفائــدة الثابتــة‬
‫واملتغــرية لتحقيــق هامــش الربــح‪ ...‬ويف التطبيــق العملــي اســتخدمت هــذه‬
‫االســرتاتيجية(‪ )1‬ملراقبــة حساســية األصــول واخلصــوم لتغــريات ســعر‬
‫الفائــدة الدائــن واملديــن‪ ،‬حيــث هامــش الربــح يتحقــق مــن الفــرق بينهمــا‪،‬‬
‫ويكــون ذلــك مــن خــالل أدوات [امليزانيــة] أصــوالً وخصومـاً‪ ،‬وتأمــني هــذا‬
‫اخلطــر بتحريــك جانبيهــا»(‪.)2‬‬
‫توجــد ثالثــة أســاليب إلســرتاتيجية إدارة (أصول‪/‬خصــوم) تقــوم علــى‬
‫أســاس (خماطرة‪/‬ربــح) نســتعرضها يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬زاد االهتمــام هبــا يف العقــد األخــري لشــدة التغــري يف ســعر الفائــدة الــذي صاحــب ظاهــرة التضخــم‪ ،‬فبينمــا جنــد أن‬
‫التغــري يف ســعر الفائــدة يف املــدة مــن ســنة ‪ 1970-1950‬كان ‪ 23‬مــرة مبعــدل مــرة كل ‪ 8‬شــهور‪ ،‬جنــد انــه يف املــدة ‪-1970‬‬
‫‪ 1987‬كان ‪ 184‬مــرة‪ ،‬أي مبعــدل مــرة كل ‪ 135‬يوم ـاً‪.‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58 :‬‬

‫‪237‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪:)43‬‬


‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل إدارة فجوة األموال‪.‬‬
‫إدارة األصـول واخلصـوم‬ ‫الفجــــوة‬
‫* األصول احلساسة للفائدة = اخلصوم احلساسة للفائدة‪.‬‬ ‫فــجــوة صــفـريــة‬
‫‪ -‬األصول واخلصوم احلساسة‪ :‬يتغري معدل الفائدة عليها‬
‫غالبا مرة على األقل كل سنة‪.‬‬ ‫أصول هلا خصوم هلا‬
‫‪ -‬األصول واخلصوم ذات عائد ثابت‪ :‬تظل ثابتة لفرتة طويلة‬ ‫عائد متغري عائد متغري‬
‫(أطول من سنة)‪.‬‬
‫‪« -‬ختطط على أساس أدنى حد للمخاطرة حيث تتطابق‬ ‫أصول هلا خصوم هلا‬
‫األصول مع اخلصوم ذات احلساسية بالنسبة للتغري يف سعر‬ ‫عائد ثابت عائد ثابت‬
‫الفائدة»‪.‬‬
‫* األصول احلساسة للفائدة < اخلصوم احلساسة للفائدة‪.‬‬ ‫فـجـــوة مــوجــبــة‬
‫‪ -‬عالقة طردية بني هامش الربح وسعر الفائدة‪.‬‬ ‫أصول هلا خصوم هلا‬
‫ارتفاع سعر الفائدة ‪ Ü‬زيادة أرباح البنك‪.‬‬
‫عائد متغري عائد متغري‬
‫اخنفاض سعر الفائدة ‪ Ü‬اخنفاض أرباح البنك‪.‬‬
‫‪ -‬توقع ارتفاع سعر الفائدة ‪ Ü‬أجل األصول أجل‬ ‫خصوم هلا‬
‫أصول ثابتة‬
‫اخلصوم‪.‬‬ ‫عائد ثابت‬
‫* اخلصوم احلساسة للفائدة < األصول احلساسة للفائدة‪.‬‬ ‫فــجــوة ســالــبــة‬
‫‪ -‬عالقة عكسية بني هامش الربح وسعر الفائدة‪.‬‬
‫أصول متغرية خصوم هلا‬
‫ارتفاع سعر الفائدة ‪ Ü‬اخنفاض أرباح البنك‪.‬‬
‫عائد متغري‬
‫اخنفاض سعر الفائدة ‪ Ü‬زيادة أرباح البنك‪.‬‬ ‫أصول هلا‬
‫‪ -‬توقع اخنفاض سعر الفائدة ‪ Ü‬أجل األصول < أجل‬ ‫عائد ثابت خصوم هلا‬
‫اخلصوم‪.‬‬ ‫عائد ثابت‬
‫املصدر‪ :‬راجع ‪:‬‬
‫‪ -‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59-58 :‬‬
‫‪ -‬أمحد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56-46 :‬‬
‫‪ -‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.883 – 783 :‬‬

‫ويشــري هــذا املدخــل إىل أن قــرار ربــط تواريخ اســتحقاق األصول واخلصوم‬
‫هــو عمليــة نســبية‪ ،‬حتددهــا االجتاهــات املتوقعــة ألســعار الفائــدة(‪ ،)1‬وملّــا‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪387 :‬؛ ‪.458‬‬

‫‪238‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫كانــت هــذه جمــرد توقعــات فــإن حتــركات ســعر الفائــدة تنعكــس بشــدة‬
‫علــى متاســك البنــك ‪.‬‬
‫لتوضيــح خماطــر التغــري يف ســعر الفائــدة علــى أربــاح البنــوك التقليديــة‬
‫نفــرض أن ميزانيــة البنــك (س) هــي كمــا يلــي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:)44‬‬
‫توضيح أثـر تغيـر سعـر الفائـدة على أربـاح ميزانيـة البنـوك‬
‫املبلغ‬ ‫اخلصــوم‬ ‫املبلغ‬ ‫األصــول‬
‫‪50‬‬ ‫خصوم حساسة للفائدة‪:‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أصول حساسة لسعر الفائدة‪:‬‬
‫‪ -‬شهادات ذات عائد متغري‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض متغرية الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع ذات عائد متغري‪.‬‬ ‫‪ -‬أوراق مالية قصرية األجل‪.‬‬
‫خصوم ذات عائد ثاب ‪:‬‬ ‫أصول ذات معدل ثاب للفائدة‪:‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -‬ودائع جارية وادخارية‪.‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪ -‬قروض طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات استثمار (طويلة األجل)‪.‬‬ ‫‪ -‬أوراق مالية طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬رأس املال‪.‬‬ ‫‪ -‬احتياطات سيولة‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫اجملموع (مليون ون)‬ ‫‪100‬‬ ‫اجملموع (مليون ون)‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ - :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪ -‬أمحد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬

‫لو فرضنا أن سعر الفائدة ارتفع من ‪ %10‬إىل ‪ %15‬فإن‪:‬‬


‫‪ -‬العائــد علــى األصــول (الدخــل يف األصــول) يزيــد مبقــدار = ‪20‬‬
‫مليــون × ‪ 1 = %5‬مليــون ون‪.‬‬
‫‪ -‬الفائــدة علــى االلتزامــات (مدفوعــات اخلصــوم) تزيــد مبقــدار =‬
‫‪ 50‬مليــون × ‪ 2,5 = %5‬مليــون ون‪.‬‬
‫‪ -‬أربــاح البنــك (صــايف اخلســارة) تقــل مبقــدار = ‪ 1‬مليــون ‪2,5 -‬‬
‫مليــون = (‪ 1,5 )-‬مليــون ون‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫والعكــس حيــدث إذا اخنفــض ســعر الفائــدة؛ وذلــك إذا كانــت اخلصــوم‬
‫احلساســة للفائــدة تزيــد علــى األصــول احلساســة هلــا‪.‬‬
‫بالنســبة لبنــوك املشــاركة فإهنــا ال تتعــرض ملخاطــر ســعر الفائــدة لعــدم‬
‫التعامــل هبــا‪ ،‬فاملــودع حيصــل علــى عائــد (ربــح) مقابــل مشــاركته يف‬
‫االســتثمار وليــس فائــدة‪« ،‬ومــن هنــا ميكــن أن يكــون اخلطــر يف صــورة‬
‫خماطــر تغــري العائــد‪ ،‬أو مبعنــى حساســية األصــول واخلصــوم للتغــري‬
‫يف العائــد‪ ،‬أي درجــة تغــري هــذه األصــول واخلصــوم نتيجــة للتغــري يف‬
‫مســتويات العائــد»(‪)1‬؛ حيــث يتــم حتديــد الفجــوة بــني الربــح احملقــق وربــح‬
‫الســوق بدراســة ثغــرة الربــح‪ ،‬بــدالً مــن ســعر الفائــدة‪ ،‬لتحقيــق إســرتاتيجية‬
‫حتريــك الرتكيبــة (أصول‪/‬خصــوم) هبــدف زيــادة الربــح املــوزع‪.‬‬

‫ثالث ـاً‪ :‬مدخــل ربــط اســتدعاء املصــادر وفــق متطلبــات االســتخدام يف‬
‫بنــوك املشــاركة‬
‫يتــم إدارة األصــول واخلصــوم وفقــاً هلــذا املدخــل بأســلوب عكســي لِمــا‬
‫ورد يف املداخــل الســابقة؛ «فالبنــوك تواجــه هدفــني متناقضــني فهــي مــن‬
‫جانــب األصــول «مبعناهــا احملاســي» ال بــد أن تكــون اســتثماراهتا ذات‬
‫نظــرة طويلــة األجــل‪ ،‬ومــن حيــث اخلصــوم «باملعنــى احملاســي» ال بــد أن‬
‫تكــون اســتثماراهتا ذات نظــرة قصــرية األجــل‪ ...‬ألن عمــالء البنوك يهتمون‬
‫مبســألة الســيولة وتناقــض ذلــك مــع حقيقــة أن املشــاريع [الصناعيــة‬
‫والزراعيــة واإلنشــائية] حتتــاج إىل وقــت لتحقــق الربــح»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.395 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد علــي القــري‪« ،‬احلســابات والودائــع املصرفيــة (‪ ،»)2‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،186‬مرجــع ســابق‪،‬‬
‫ص‪.27 :‬‬

‫‪240‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يــرى أحــد الباحثــني أن االســتثمار يف بنــوك املشــاركة حيتــاج إىل تكييــف‬


‫خــاص ألدوات امليزانيــة مــن أصــول وخصــوم؛ حيــث يتطلــب نشــاط‬
‫هــذه البنــوك تطويــر أدوات املصــادر الــيت تعتمــد علــى اآلجــال؛ ألن‬
‫اســتخداماهتا حتتــاج لفــرتة زمنيــة قصــرية أو طويلــة لتوليــد األربــاح‪ ،‬هلــذا‬
‫كان مــن الضــروري االعتمــاد علــى مصــدر للتمويــل ترتبــط آجالــه مــع آجال‬
‫اســتخداماته‪ ،‬ومــن هنــا تنقلــب املعادلــة‪ ،‬فبــدالً مــن البنــوك التقليديــة الــيت‬
‫تقبــل الودائــع ثــم تبحــث عــن اســتخداماهتا غالب ـاً؛ فــإن بنــوك املشــاركة‬
‫غالب ـاً مــا تتلقــى االســتخدامات ثــم تســتدعي التمويــل الــالزم هلــا(‪.)1‬‬
‫وهلــذا يقــرتح أســلوبا للتــوازن بــني املدخــالت (املصــادر) واملخرجــات‬
‫(االســتخدامات) يتمثــل يف‪« :‬اإلعــالن عــن قبــول ودائــع بأنظمــة خمتلفــة‬
‫تقابــل حاجــة الربامــج االســتثمارية‪ ،‬ســواء مــن حيــث املــدد املختلفــة هلــا‬
‫أو حســب رغبــات أصحــاب الودائــع يف توجيــه أمواهلــم لنشــاط معيّــن‪،‬‬
‫وذلــك بعــد قيــام املصــرف بدراســة اجلــدوى وتقديــم املعلومــات الضروريــة‬
‫للمدخريــن‪ .‬ومــن املمكــن تكويــن ســلة مــن املشــروعات ألصحــاب الودائــع‬
‫تق ِّلــل مــن درجــة املخاطــر بالتنويع؛ مما يشــجع املمولني علــى اإلقبال عليها‬
‫ويقلــل مــن درجــة املخاطــر»(‪)2‬؛ وهلــذا جيــب عــدم توســع بنــك املشــاركة يف‬
‫قبــول الودائــع قصــرية األجــل إال بعــد التأكــد مــن اســتخداماهتا‪.‬‬
‫ميكن توضيح هذا املدخل كما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156 :‬‬


‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪166 :‬‬

‫‪241‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شـكـــل رقــم (‪ :)26‬توضيــح الربــط بــني املصــادر واالســتخدامات يف ميزانيــة‬


‫البنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫اخلصــوم (املصادر)‬ ‫األصــول (االستخدامات )‬ ‫الـبـنـوك‬
‫تو جيه‬ ‫أسلوب البنوك‬
‫ودائــــــع‬ ‫قـــــروض‬
‫التقليدية‬
‫مصادر التمويل‪:‬‬ ‫التأكد من االستخدام‪:‬‬
‫استدعاء‬
‫أسلوب بنوك املشاركة‬
‫‪-‬حسب آجال االستحقاق‪.‬‬ ‫‪ -‬برامج استثمارية‪.‬‬
‫‪( -‬حسب رغبة املودعني) درجة املخاطرة‬ ‫‪ -‬دراسات اجلدوى‪.‬‬

‫إن شــهادات االســتثمار القابلــة للتــداول هلــا إمكانــات ضخمــة يف بنــوك‬


‫املشــاركة تتمثــل فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬حتقيــق االنســجام بــني آجــال االســتخدامات وآجــال املصــادر‪:‬‬
‫وهــو أمــر هــام بالنســبة ألســلوب بنــوك املشــاركة وتقنيتهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ربــط اســتدعاء املصــادر باســتخداماهتا‪ :‬وهــذا يو ِّفــر علــى بنوك‬
‫املشــاركة عــبء مصــادر ال تســتخدم‪ ،‬ومتثــل عبئـاً علــى صــايف الربــح‬
‫بالنســبة للودائع املســتخدمة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬حتقيــق رغبــات املودعــني‪ :‬مــن ناحيــة اآلجــال ودرجــة املخاطــرة‬
‫الــيت يتعرضــون هلــا‪ ،‬حــني يُعــرض عليهــم أنشــطة خمصصــة أو‬
‫مشــاريع خمصصــة لشــهاداهتم؛ حيــث يتــالءم عائــد االســتخدامات‬
‫مــع عائــد املصــادر‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.158-157 :‬‬

‫‪242‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬إدارة اﻟﺴﻴـﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬رؤيـة الباحثيـن خلطـر عامـل السيـولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬مشكلة السيولة الناقصة والسيولة الفائضة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقـع إدارة فائـض وعـجـز السيـولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬رؤية الباحثني خلطر عامل السيولة يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫إن اإلدارة املصرفيــة الناجحــة هــي الــيت تســتطيع أن حت ِّقــق أمثــل توفيــق‬
‫ممكــن بــني عاملــي الرحبيــة والســيولة‪ ،‬ويف حــدود احملافظــة علــى ســالمة‬
‫املركــز املــايل للبنــك‪.‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن مشــكلة إجيــاد التــوازن بــني عاملــي الرحبيــة‬
‫والســيولة تواجــه بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة علــى حــد ســواء‪،‬‬
‫بينمــا اخلــالف قائــم حــول خطــر عامــل الســيولة يف كال النوعــني مــن‬
‫البنــوك(‪)1‬؛ ففــي البنــوك التقليديــة يتطلــب االحتفــاظ بنســبة ســيولة أكــرب‬
‫العتمادهــا علــى احلســابات اجلاريــة؛ وبالتــايل فهــي تتعــرض خلطــر‬
‫عامــل الســيولة بشــكل أكــرب‪ ،‬بينمــا يف بنــوك املشــاركة يتطلــب االحتفــاظ‬
‫حبجــم ســيولة أقــل العتمادهــا علــى الودائــع باملشــاركة؛ وبالتــايل فهــي‬
‫أقــل عرضــة خلطــر عامــل الســيولة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إىل أن احتفاظهــا‬
‫بأمــوال ســائلة ملــدة تفــوق الســنة يعرضهــا للــزكاة بنســبة ‪%2,5‬؛ ولذلــك‬
‫فإهنــا مطالبــة باالحتفــاظ بنســبة أقــل مــن األمــوال الســائلة عــن غريهــا‬
‫مــن البنــوك‪.‬‬
‫(‪ )1‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151 :‬‬

‫‪243‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بينمــا يــرى فريــق مــن الباحثــني أن إدارة متطلبــات الســيولة يف بنــوك‬


‫املشــاركة تُعتــرب أكثــر تعقيــداً عنهــا يف البنــوك التقليديــة؛ وذلــك نظــراً‬
‫لالعتبــارات التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬ميكــن للبنــوك التقليديــة مراعــاة آجــال االســتحقاق بــني مــا‬
‫حتصــل عليــه مــن ودائــع ومــا تقدِّمــه مــن قــروض‪.‬‬
‫‪ -2‬تســتخدم بنــوك املشــاركة اجلانــب األكــرب مــن مواردهــا لتمويــل‬
‫مشــاريع يصعــب التنبــؤ بنتائجهــا مقدّم ـاً‪ ،‬كمــا ال ميكــن التصــرف‬
‫فيهــا لتلبيــة مســحوبات املودعــني‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تســتطيع بنــوك املشــاركة اللجــوء إىل البنــك املركــزي الــذي‬
‫يقــدم القــروض مقابــل فائــدة؛ ممــا يــؤدي إىل احتفاظهــا بنســبة‬
‫ســيولة عاليــة يكــون هلــا أثــر ســلي علــى رحبيتهــا‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تستطيع بنوك املشاركة اللجوء إىل األسواق العاملية الستثمار‬
‫فوائضها النقدية‪.‬‬
‫‪ -5‬إن األصــول الســائلة يف بنــوك املشــاركة أقــل بكثــري مــن مثيلتهــا‬
‫يف البنــوك التقليديــة؛ ألن بعــض عناصــر الســيولة كالســندات‬
‫واألذونــات واألوراق التجاريــة املخصومــة ال تدخــل ضمــن أصــول‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‪ ،‬والــيت يف الغالــب تو ِّلــد عائــداً يف البنــوك‬
‫التقليديــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممد صاحل احلناوي‪ ،‬والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.396–394 :‬‬
‫‪ -‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪22-21 :‬؛ ‪.74‬‬

‫‪244‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬مشكلة السيولة الناقصة والسيولة الفائضة يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬مشكلة السيولة الناقصة ومصادر تغطيتها‪:‬‬
‫جيــب أن يكــون للبنــك «نقــد جاهــز لكــي يدفعــه للمودعــني الذيــن يطلبــون‬
‫الســحب مــن ودائعهــم‪ ،‬ولكــي يكون لديه ســيولة كافية‪ ،‬فــإن البنك جيب أن‬
‫يقــوم بــإدارة الســيولة‪ ،‬وهــي حيــازة أصــول ســائلة كافيــة ملقابلــة التزامــات‬
‫البنــك جتــاه املودعــني»(‪.)1‬‬
‫ويقــرتح بعــض اخلــرباء ثالثــة بدائــل ملواجهــة مشــكلة الســيولة يف بنــوك‬
‫املشــاركة هــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬التنســيق بــني بنــوك املشــاركة لتبــادل التســهيالت االئتمانيــة‬
‫بينهــا يف إطــار املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬الوصــول إىل اتفــاق تعاونــي بــني بنــوك املشــاركة ليمـدّ كل منهــا‬
‫العــون ل خــر علــى أســاس متبــادل‪ ،‬بشــرط أن يكــون صــايف االســتفادة‬
‫مــن هــذا التســهيل صفــراً (مبعنــى أن االقرتاضــات املتبادلــة تلغــي‬
‫اإلقراضــات املتبادلــة) خــالل فــرتة معينــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬إنشــاء صنــدوق مشــرتك لبنــوك املشــاركة حتــت إشــراف البنــك‬
‫املركــزي كجــزء مــن متطلبــات االحتياطــي النقــدي اإللزامــي‪ ،‬لتوفــري‬
‫تســهيالت مصرفيــة تبادليــة فيمــا بينهــا‪.‬‬
‫إذا مل تتحقــق هــذه البدائــل لبنــوك املشــاركة‪ ،‬وعندمــا تواجــه كلهــا بأزمــة‬
‫ســيولة فــإن البنــك املركــزي يصبــح امللجــأ املتبقــي‪ ،‬إذ يتعــني عليــه القيــام‬
‫بــدور املقــرض األخــري بتزويــد هــذه البنــوك بالســيولة املطلوبــة‪.‬‬
‫ويف هــذا الصــدد؛ يقــرتح بعــض الباحثــني أن يقــوم البنــك املركــزي بتمويــل‬
‫(‪ )1‬أمحد أبو الفتوح الناقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209-208 :‬‬

‫‪245‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بنــوك املشــاركة كمــا يلــي(‪:)1‬‬


‫أ‪ -‬إيــداع البنــك املركــزي للمبالــغ الالزمــة الحتيــاج الســيولة لــدى بنــوك‬
‫املشــاركة مقابــل مشــاركة الوديعــة يف األربــاح عنــد حتققهــا‪.‬‬
‫ب‪ -‬حصــول بنــوك املشــاركة علــى قــروض حســنة (بــال فوائــد) مــن‬
‫البنــك املركــزي وجيــب أن يكــون الســبب يف هــذه املســاعدة مقبــوالً‬
‫وقانونيــاً‪ ،‬أمــا إذا كان نتيجــة ســوء إدارة أو ســوء تطبيــق أو خمالفــة‬
‫أنظمــة وتعليمــات أو ســوء اختيــار االســتثمارات‪ ،‬فهنــا يلــزم إيقــاع‬
‫عقوبــات قاســية علــى البنــك مــع ضمــان حقــوق املودعــني واملســامهني‬
‫بقــدر اإلمــكان‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يقوم البنك املركزي بشراء أسهم من بنوك املشاركة‪.‬‬
‫د‪ -‬ال يوجــد مانــع أن يفــرض البنــك املركــزي نســبة االحتياطي اإللزامي‬
‫علــى الودائــع اجلاريــة ولــو بنســبة مرتفعة تصل إىل ‪ ،%100‬أما بالنســبة‬
‫للودائــع االســتثمارية فيجــب أن تُعفــى مــن هــذه النســبة؛ ألن املــربرات‬
‫األساســية لتطبيقهــا علــى الودائــع االســتثمارية غــري قائمــة‪ ،‬ســواء ألنــه‬
‫ليــس هنــاك التــزام عليهــا بضــرورة رد هــذه الودائــع ألصحاهبــا كاملــة‪،‬‬
‫أو ألن هــذه الودائــع توجــه الســتثمارات عينيــة وليــس لقــروض نقديــة(‪.)2‬‬
‫وإذا كان يبــدو أن البدائــل الثالثــة املقرتحــة ملواجهــة مشــكلة الســيولة‬
‫حتقــق متويـالً أقــل مــن ذلــك الــذي حتصــل عليــه البنــوك التقليديــة؛ فــإن‬
‫هــذا األمــر جيعــل بنــوك املشــاركة أكثــر اعتمــاداً علــى مواردهــا اخلاصــة‬
‫(املصــادر الداخليــة)؛ ألن املبالغــة يف التمويــل يف البنــوك األخــرى ميثــل‬
‫(‪ )1‬أمحــد حممــد الســعد‪« ،‬العالقــة بــني البنــوك اإلســالمية والبنــك املركــزي»‪ ،‬جملــة التجديــد‪ ،‬اجلامعــة اإلســالمية‬
‫العامليــة‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬الســنة ‪ ،2‬العــدد ‪ ،3‬فربايــر‪ ،‬ص‪.63-62 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪84‬؛ ‪.104‬‬

‫‪246‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫نقطــة ضعــف يف النظــام املصــريف التقليــدي خاصــة كلمــا كانــت هنــاك‬


‫أزمــة مصرفيــة(‪.)1‬‬
‫هلــذا؛ يطــرح بعــض املفكريــن املقرتحــات والتصورات إلجياد قنــوات داخلية‬
‫مــن البنــك نفســه ملقابلــة متطلبات الســيولة‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلي‪:)2(2‬‬
‫أ‪ -‬احتفــاظ البنــك بنســبة معقولــة مــن الودائــع حتــت الطلــب علــى‬
‫شــكل أمــوال ســيولة نقديــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اقتطــاع نســبة مــن كل حســاب اســتثماري باتفــاق مــع املودعــني ال‬
‫تدخــل يف حســاب األربــاح واخلســائر كاحتياطــي ســيولة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إصدار شــهادات إيداع واســتثمار تشــارك يف النشــاط االســتثماري‬
‫العــام لبنــوك املشــاركة‪ ،‬أو خمصصــة لتمويــل نشــاط معيّــن أو مشــروع‬
‫معيّن ‪.‬‬
‫د‪ -‬التعامل بالســندات املشــاركة يف األرباح أو ســندات املقارضة‪ ،‬وهذه‬
‫غالبـاً مــا تكــون طويلــة األجــل‪ ،‬تعطــي اســتقراراً أكثــر لبنــوك املشــاركة‬
‫املصــدرة هلــا‪.‬‬
‫هـــ‪ -‬إن بنــوك املشــاركة يلزمهــا أن تزيــد مــن نســبة رأس املــال يف‬
‫مواردهــا؛ محايــة هلــا مــن أخطــار اإلفــالس‪.‬‬
‫و‪ -‬بنــوك املشــاركة يقــع عليهــا مســؤولية اســتحداث أدوات اســتثمارية‬
‫تتميــز بســيولتها املرتفعــة‪.‬‬
‫‪ .2‬مشكلة السيولة الفائضة وطرق توظيفها‪:‬‬
‫يشــري باحثــون آخــرون إىل وجــه آخــر ملشــكلة الســيولة‪ ،‬وهــو أن بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة «تعانــي مــن وفــرة األمــوال الســائلة يف الوقــت الــذي ال‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬أمحد حممد السعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62-61:‬‬

‫‪247‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫توجــد فيــه مشــروعات مدروســة ومقبولــة وفقــا ملعايــري البنــك‪ .‬مثــل هــذه‬
‫الســيولة مــن شــأهنا أن تــرتك أثــراً عكســياً علــى الرحبيــة‪ ،‬خاصــة إذا كان‬
‫مصــدر تلــك املــوارد الســائلة ودائــع ألجــل يشــارك أصحاهبــا يف األربــاح»(‪.)1‬‬
‫ومــن بــني املقرتحــات املطروحــة يف هــذا الشــأن مايلــي‪:‬‬
‫‪ -‬إنشــاء مركــز للمعلومــات خلدمــة بنــوك املشــاركة‪ ،‬يو ِّفــر املعلومــات‬
‫عــن املشــروعات املتاحــة؛ ممــا يــؤدي إىل اشــرتاك البنــوك الــيت لديها‬
‫فائــض يف متويــل هــذه املشــروعات‪.‬‬
‫‪ -‬إجيــاد هيئــة منســقة (بنــك مشــاركة عاملــي) تشــرف علــى حتريــك‬
‫الســيولة وتوظيفهــا توظيفـاً اقتصاديـاً‪ ،‬وتأمــني النقــص لــدى البنوك‬
‫األخــرى؛ بشــرط أن ال يفتــح اجملــال لتغطيــة احنــراف أو إمهــال إدارة‬
‫البنوك(‪.)2‬‬
‫‪ -‬تنميــة ســوق مــايل متكامــل مبرتكزاتــه الثالثــة‪ :‬املؤسســات‬
‫واألدوات والسياســات؛ توظــف فيــه بنــوك املشــاركة أدواهتــا املاليــة‬
‫ويســهل تســييلها عنــد احلاجــة‪.‬‬
‫فيمــا يلــي شــكل توضيحــي يُبــني إدارة الســيولة ملقابلــة التدفــق الداخلــي أو‬
‫اخلارجــي للودائــع يف بنــوك املشــاركة‪:‬‬

‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23:‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.162-160 :‬‬

‫‪248‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫شـكل رقم (‪ :)27‬إدارة مـتـطلـبـات الـسـيـولـة فـي بـنـوك الـمـشـاركــة‬
‫إدارة السـيـولة الـسـيولة‬
‫مـشـكـلـة اسـتـثـمـار‬ ‫مـشـكـلـة إيــجــاد‬ ‫مـشـكـلـة الـمـلـجـأ‬ ‫مـشـكـلـة الـنـقـص‬
‫فـائـض الـسـيـولــة‬ ‫مـصـادر للـسـيـولـة‬ ‫األخـيـر للـسـيـولـة‬ ‫فـي الـسـيـولــة‬
‫إنشاء مركز للمعلومات‬ ‫االحتفاظ بنسبة احتياطي‬ ‫متويل البنك املركزي على أساس‬ ‫التنسيق بني بنوك‬
‫عن فرص االستثمار‬ ‫سيولة مالئمة‬ ‫املشاركة أو القرض احلسن‬ ‫املشاركة‬
‫إنشاء بنك مشـاركة عاملي‬ ‫توفري رأمسال كبري‬ ‫شراء البنك املركزي‬ ‫اتفاق على مساندة البنك‬
‫لتوظيف السيولة‬ ‫لتجنب اإلفالس‬ ‫ألسهم بنوك املشاركة‬ ‫ناقص السيولة دون عائد‬
‫إنشاء سـوق مايل لتوظيف‬ ‫استحداث أدوات استثمارية‬ ‫إعفاء حسابات االستثمار‬ ‫إنشاء صندوق متويل‬
‫األدوات االستثمارية‬ ‫ذات سيولة سريعة‬ ‫من االحتياطي اإللزامي‬ ‫مشرتك يف البنك املركزي‬
‫‪249‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع إدارة فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‬


‫أوضحــت الدراســة الــيت قامــت هبــا جمموعــة مــن اخلــرباء طــرق عــالج‬
‫الفائــض والعجــز النقــدي لعيِّنــة مــن بنــوك املشــاركة (ن=‪ ،)7‬وهــي البنــوك‬
‫الــيت تقــوم بإجــراء مطابقــة بــني رصيــد النقديــة الشــهري ورصيــد النقديــة‬
‫املتوقــع مــن واقــع املوازنــة النقديــة‪ ،‬ويف حالــة وجــود احنرافــات يتم حتليلها‬
‫ومعرفــة أســباهبا وســبل معاجلتهــا؛ حيــث يتــم التصــرف يف فائــض أو‬
‫عجــز الســيولة مــن خــالل مــا يلــي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)45‬‬


‫واقع طرق التصرف يف فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫العدد النسبة‬ ‫طرق عالج عجز السيولة‬ ‫العدد النسبة‬ ‫طرق عالج فائض السيولة‬

‫‪28,5%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ - 57%‬االقرتاض من املصارف األخرى‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬فتح قنوات استثمارية جديدة‪.‬‬
‫‪28,5%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ - 14%‬االقرتاض من البنك املركزي‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬إيداع الفائض لدى البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬التصــرف يف بعــض األصــول‬ ‫‪ -‬االحتفــاظ بالفائــض النقــدي لــدى‬
‫‪28,5%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 28,5%‬ا ملتد ا و لــة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املصــرف‪.‬‬
‫‪ -‬التصــرف يف بعــض األصــول‬ ‫‪ -‬القيــام بإقــراض بنــوك املشــاركة‬
‫‪57%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 28,5%‬املتداولــة الســريعة (أوراق ماليــة)‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫األخــرى الــيت تعانــي مــن العجــز النقــدي‪.‬‬
‫‪ -‬إيداعــات اســتثمارية يف بعــض بنــوك‬ ‫‪ -‬إيــداع الفائــض لــدى بنــوك تقليديــة‬
‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬املشــاركة األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫باخلــارج مقابــل احلصــول علــى‬
‫خدمــات جمانيــة‪.‬‬
‫‪ -‬الرتويج ألوعية ادخارية جديدة‪.‬‬ ‫‪ -‬االجتــار بالذهــب والفضة والعمالت‬
‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫األجنبية يف األســواق العاملية‪.‬‬
‫‪ -‬الرتويــج خلدمــات مصرفيــة لبنــك‬ ‫‪ -‬االســتثمار يف مراحبــات الســلع‬
‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫املشــاركة‪.‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قصــرية األجــل‪.‬‬
‫‪ -‬املتابعة اليومية للمدخالت واملخرجات‬
‫‪14%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫والرصيد املتبقي‪.‬‬

‫املصدر ‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪،‬‬


‫«تقويم الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.448-447 :‬‬

‫‪250‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جيــب أن هتتــم إدارة املوازنــات واإلدارة املاليــة بدراســة حلــول بديلــة ســواء‬
‫يف حالــة احتمــال حــدوث فائــض ســيولة أو عجــز كمــا يلــي‪:‬‬
‫ يف حالــة الفائــض‪ :‬جيــب أن يكــون لــدى البنــك خطــة الســتيعاب‬
‫هذا الفائض يف قنوات اســتثمار مالئمة من حيث العائد واملخاطر؛‬
‫ومــن دون التعامــل بالفائدة‪.‬‬
‫ يف حالــة العجــز‪ :‬حبيــث ميكــن التصــرف يف األصــول الشــبه‬
‫ســائلة لــدى البنــك أو مــن بنــوك مشــاركة أخرى؛ ومــن دون االقرتاض‬
‫بفائــدة‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﺧﻼﺻـــﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬


‫إن امليزانيــة املصرفيــة هــي جــدول يتضمــن مصــادر األمــوال (اخلصــوم)‬
‫واســتعماالهتا (األصــول)؛ وتتميّــز عــن ميزانيــة املؤسســات الصناعيــة‬
‫والتجارية من حيث ترتيب عناصرها (حسب درجة السيولة واالستحقاق‬
‫املتناقصــة) واســتخدام حســابات خاصــة (الودائــع واحلســابات النظاميــة)‪،‬‬
‫وتشــرتك معهــا مــن حيــث حســابات التســوية اجلرديــة (املصاريــف‬
‫واإليــرادات املقدَّمــة واملتأخِّــرة) ومراعــاة املبــادئ احملاســبية يف إعدادهــا‬
‫(مبدأ اإلفصاح‪ ،‬األمهية النســبية‪ ،‬احليطة واحلذر‪ ،‬الثبات أو التجانس)‪.‬‬
‫يتــم إعــداد امليزانيــة يف بنــوك املشــاركة تبع ـاً لألمهيــة النســبية للعنصــر‬
‫وطبقـاً ملــا تعــارف عليه العــرف املصريف؛ حيث يتم تبويب عناصر األصول‬
‫أو اســتخدامات األمــوال كمــا يلــي‪ :‬حســابات النقدية ثــم التوظيفات وأخرياً‬
‫األصــول الثابتــة؛ ويتــم تبويــب عناصــر اخلصــوم أو مصــادر األمــوال كمــا‬
‫يلــي‪ :‬الودائــع بأنواعهــا ثــم االلتزامــات وأخــرياً حقــوق املســامهني؛ وهــذا‬
‫مــا عكســته بعــض النمــاذج التطبيقيــة والنظريــة املقرتحــة مليزانيــة بنــوك‬
‫املشــاركة الــيت متثلــت يف‪:‬‬
‫‪ -‬امليزانيــة ذات السِّــمة املميــزة ألهــداف بنــوك املشــاركة االجتماعية‬
‫والتنموية؛‬
‫‪ -‬ميزانيــة بنــوك املشــاركة الــيت تُحوِّهلــا مــن البنــوك العاديــة إىل‬
‫بنــوك شــاملة؛‬
‫‪ -‬امليزانيــة املالئمــة لتبويــب مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫وتشــري ميزانيــة بنــوك املشــاركة يف جانــي األصــول واخلصــوم إىل القيــام‬

‫‪252‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫بوظيفــة الوســاطة التمويليــة والتجاريــة بــني املودعــني ورجــال األعمــال‪.‬‬


‫وإذا كانــت ال ختتلــف طريقــة تصويرهــا عــن ميزانيــة البنــوك التقليديــة؛‬
‫فإهنــا تتميّــز عنهــا يف خصوصيــة حســاباهتا الــيت تُعبِّــر علــى أهنــا ليســت‬
‫تقليــداً لنمــوذج موجــود بــل ذات منتجــات مصرفية جديــدة رائدة وخيارات‬
‫وبدائــل متعــددة‪ .‬وبــدالً مــن البنــوك التقليديــة الــيت تقبــل الودائــع ثــم‬
‫تبحــث عــن اســتخداماهتا؛ فــإن بنــوك املشــاركة تتلقــى االســتخدامات‬
‫ثــم تســتدعي التمويــل الــالزم هلــا؛ إلدارة امليزانيــة حســب ربــط اســتدعاء‬
‫املصــادر وفــق متطلبــات االســتخدام‪ .‬ومــن بــني النظريــات املصرفيــة الــيت‬
‫تناســب الطبيعــة الشــاملة لبنــوك املشــاركة هــي نظريــة الدخــل املتوقــع‬
‫ونظريــة إدارة اخلصــوم‪.‬‬
‫لقــد كشــف الواقــع العملــي عــن العديــد مــن املشــكالت الــيت تواجــه بنــوك‬
‫املشــاركة عنــد إعدادهــا للميزانيــة؛ وعــن العديــد مــن الصعوبــات الــيت‬
‫تواجــه الباحثــني إلعــداد ميزانيــة مُجمّعــة هلــا‪ ،‬وكشــف أيضــاً أن بنــوك‬
‫املشــاركة حباجــة إىل ميزانيــة «موحَّــدة» وليســت «جممَّعــة»؛ تضمــن متاثــل‬
‫احلســابات املصرفيــة وإجــراء املقارنــات بينهــا‪ .‬إن وضــع منــاذج موحــدة‬
‫للقوائــم املاليــة لبنــوك املشــاركة يتطلــب اخلطــوات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬وضع دليل حماسي يتم فيه تعريف كل املعامالت املصرفية؛‬
‫‪ -‬دراسة وحتليل املعايري احملاسبية؛‬
‫‪ -‬دراســة إمكانيــة توحيــد القوائــم املاليــة مــع مراعــاة التشــريعات‬
‫والتقنيــات الســائدة‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﻣﺼــﺎدر ا‪7‬ﻣــــﻮال ﻓﻲ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛــﺔ‬

‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مصادر األموال اخلارجية األساسية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬مصادر األموال اخلارجية اإلضافية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر األموال الداخلية املكملة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫خالصة الفصل الثالث‬

‫‪254‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ ا‪7‬ول‬

‫ﻣﺼــﺎدر ا‪7‬ﻣــﻮال اﻟﺨﺎرﺟﻴــﺔ ا‪7‬ﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ طبيعـة الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ حسابات الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ عمليـة توليد الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ ا‪7‬ول‪ :‬ﻃﺒﻴﻌــﺔ اﻟﻮداﺋــﻊ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬الودائـع املصرفيــة العينيــة والنقديــة يف بنـوك املشـاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانيــاً‪ :‬الودائــع احلكوميــة واملركزيــة واملتبادلــة واملرتبطــة باخلدمــات‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫ثالثــاً‪ :‬مؤسســـة التأميـــن علــى الودائـــع وهيئـــة مراجعــة حســابات‬
‫االســتثمار‪.‬‬

‫ال‪ :‬الودائع املصرفية العينية والنقدية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫تُعتــرب الودائــع أهــم مصــادر التمويــل اخلارجيــة بالبنــوك‪ ،‬فهــي املــادة اخلــام‬
‫للعمــل املصــريف بالنســبة للبنــوك التقليديــة وبنــوك املشــاركة؛ وتتحصــل‬
‫عليهــا مــن إيداعــات األفــراد واهليئــات املختلفــة‪.‬‬
‫وتنقسم الودائع يف العرف املصريف إىل نوعني(‪:)1‬‬
‫ ودائــع عينيــة حقيقيــة‪ :‬كإيــداع أشــياء معينــة مــن ذهــب أو‬
‫مســتندات لــدى البنــك؛ حيــث توضــع يف خزائــن حديديــة‪.‬‬
‫ ودائــع نقديــة‪ :‬تتنــوع حســب تاريــخ اســتحقاقها إىل ثالثــة أنــواع‬
‫هــي‪ :‬الودائــع اجلاريــة والودائــع االدخاريــة والودائــع ألجــل‪.‬‬
‫‪ .1‬الودائع املصرفية العينية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ 1.1‬الوديعة املستندية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة حبفــظ املســتندات واألوراق املاليــة (األســهم) لتلبيــة‬
‫(‪ )1‬عبــد العزيــز اخليــاط‪« ،‬الودائــع املصرفيــة‪ :‬نظــرة إســالمية»‪ ،‬جملــة الدراســات املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬األكادمييــة العربيــة‬
‫للعلــوم املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬العــدد ‪ ،2‬الســنة الثالثــة‪ ،‬يونيــو ‪ ،1995‬ص‪.50 :‬‬

‫‪256‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ال يتــم هــذا النــوع مــن اإليــداع؛ «إذا مــا‬


‫أغــراض املودعــني املختلفــة‪ ،‬فمث ـ ً‬
‫رغــب أحــد العمــالء يف حضــور اجلمعيــات العموميــة للشــركات‪ ،‬الــيت تُح ِّتم‬
‫أن يكــون احلاضــر يف اجلمعيــة العموميــة مالــكاً لعــدد معيّــن مــن األســهم‪،‬‬
‫وتتطلــب منــه إيــداع أســهمه يف أحــد املصــارف وإحضــار شــهادة تثبــت‬
‫ذلــك حتــى يتســنى لــه حضــور اجلمعيــة العموميــة»(‪ ،)1‬ويتقاضــى البنــك‬
‫عمولــة مقابــل عمليــة اإليــداع‪ ،‬وميكــن أن يقــوم البنــك ببعــض العمليــات‬
‫الــيت تتطلبهــا إدارة هــذه األوراق املاليــة املودعــة كتحصيــل قســائم أربــاح‬
‫العمــالء ‪.‬‬
‫‪ 2.1‬ودائع اخلزائن احلديدية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة بتأجــري خزائــن لعمالئهــا إليــداع األشــياء الثمينــة‬
‫(خمطوطــات مثينــة‪ ،‬اجلواهــر والســبائك الذهبيــة وغريهــا) للمحافظــة‬
‫عليهــا مــن الســرقة والضيــاع‪ ،‬ولــكل خزينــة مفتاحــان أحدمهــا لــدى‬
‫العميــل واآلخــر لــدى إدارة البنــك الــذي ال يُســتعمل إال يف حالــة ضيــاع‬
‫املفتــاح األول مــن العميــل(‪ ،)2‬ويتقاضــى البنــك أجــرة تُحـدَّد حســب حجــم‬
‫اخلزانــة ومــدة االنتفــاع هبــا‪.‬‬
‫‪ .2‬الودائع املصرفية النقدية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ 1.2‬أنواع احلسابات الي ُتقدمها بنوك املشاركة لعمالئها‪:‬‬
‫تُعـرَّف الوديعــة املصرفيــة النقديــة يف البنــوك التقليديــة بأهنــا‪« :‬مبلــغ مــن‬
‫النقــود يــودع لــدى البنــوك بوســيلة مــن وســائل اإليــداع فينشــ وديعــة‬
‫حتــت الطلــب‪ ،‬أو ألجــل حمــدد اتفاق ـاً‪ ،‬ويرتتــب عليــه مــن ناحيــة البنــك‬
‫(‪ )1‬نصــر الديــن فضــل املــوىل حممــد‪« ،‬املصــارف اإلســالمية‪ :‬حتليــل نظــري ودراســة تطبيقيــة علــى مصــرف إســالمي»‪،‬‬
‫دار العلــم للطباعــة والنشــر‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪ ،1985 ،1‬ص‪.29 :‬‬
‫(‪ )2‬إدارة البحــوث‪« ،‬اخلدمــات املصرفيــة يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬املصــرف اإلســالمي‬
‫الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،6 :‬مطابــع املختــار اإلســالمي‪ ،1988 ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪257‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫االلتــزام بدفــع مبلــغ معيّــن مــن وحــدات النقــد القانونيــة للمــودع أو ألمــره‪،‬‬
‫أو لــدى الطلــب‪ ،‬أو بعــد أجــل»(‪.)1‬‬
‫يذهــب البعــض إىل أن كلمــة «الودائــع» يف بنــوك املشــاركة ال تنــدرج حتــت‬
‫املعانــي الســابقة‪ ،‬فهــي إمــا أن تكــون قرض ـاً عليــه (حســابات ائتمــان) أو‬
‫مدفوعــة لــه علــى ســبيل املضاربــة (حســابات اســتثمار)(‪ ،)2‬كمــا يُــدرج‬
‫أحــد الباحثــني لفــظ «الودائــع» ضمــن املشــكالت املرتبطــة ببنــوك املشــاركة‬
‫وهــي مشــكلة تتعلــق حبســن اختيــار املصطلحــات واحلســابات املصرفيــة‬
‫املالئمــة؛ حيــث إن‪« :‬اســتخدام عبــارة «الودائــع»‪ ،‬وإن كانــت شــائعة‪ ،‬غــري‬
‫مناســب؛ ألن «الودائــع» إمــا أن تكــون قروضــاً‪ ،‬وإمــا أن تكــون قِراضــاً‬
‫(=مضاربــة)؛ ولــذا مــن املســتحب أن تســتبدل هبــا عبــارة «أمــوال قــرض» أو‬
‫«أمــوال قِــراض» دائنــة أو مدينــة»(‪.)3‬‬
‫ويضيــف آخــر أن الودائــع «سُ ـمِّيت بغــري حقيقتهــا‪ ،‬فهــي ليســت وديعــة؛‬
‫ألن البنــك ال يأخذهــا كأمانــة حيتفــظ بعينهــا لتُــردَّ إىل أصحاهبــا‪ ،‬وإمنــا‬
‫يســتهلكها يف أعمالــه ويلتــزم بــردِّ املثــل»(‪.)4‬‬
‫تتنــوع احلســابات الــيت تفتحهــا بنــوك املشــاركة لتناســب كل فئــة مــن‬
‫عمالئهــا املودعــني‪ ،‬فهــي تُلبِّــي رغبــة املســتثمر (حســابات االســتثمار)‬
‫واملو ِّفــر (حســابات توفــري) واحملتفــظ بأموالــه (حســابات جاريــة)(‪.)5‬‬
‫‪ 2.2‬نقـود الودائـع يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تتكــون نقــود الودائــع مــن أرصــدة حســابات األفــراد لــدى البنــوك عــن‬
‫(‪ )1‬حسن عبد اهلل األمني‪« ،‬الودائع املصرفية النقدية واستثمارها يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208 :‬‬
‫(‪ )2‬حســني حممــد مسحــان‪« ،‬صيــغ التمويــل اإلســالمي‪ :‬نظــرة يف ودائــع املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬جملــة الدراســات املاليــة‬
‫واملصرفيــة‪ ،‬العــدد ‪ ،2‬الســنة اخلامســة‪ ،‬يونيــو ‪ ،1997‬ص‪.56-55 :‬‬
‫(‪ )3‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.236 :‬‬
‫(‪ )4‬علي السالوس‪« ،‬حكم ودائع البنوك وشهادات االستثمار يف الفقه اإلسالمي»‪ ،‬مطبعة أمزيان‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫(‪ )5‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75-74 :‬‬

‫‪258‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫طريــق فتــح حســابات جاريــة؛ حيــث تنتقــل ملكيتهــا مــن شــخص آلخــر‬
‫عــن طريــق السَّــحب عليهــا باســتعمال الشــيكات‪« ،‬وقــد ازدادت أمهيــة‬
‫الودائــع اجلاريــة‪ ،‬فهــي متثــل مــا بــني ‪ % 80-60‬مــن عــرض النقــود يف‬
‫الــدول املتقدمــة‪ ،‬وتنخفــض هــذه النســبة إىل مــا بــني ‪ %50-30‬يف الــدول‬
‫الناميــة»(‪)1‬؛ ويرجــع ذلــك إىل «ضعــف الوعــي املصــريف يف الــدول الناميــة‬
‫متمثــالً يف عــدم انتشــار عــادة اســتخدام الشــيكات واحلــواالت كأدوات‬
‫للدفــع‪ ،‬وإىل ارتفــاع درجــة تفضيــل النــاس هنــاك لالحتفــاظ مبواردهــم‬
‫يف شــكل نقــد قانونــي»(‪.)2‬‬
‫وتتمثــل ظاهــرة توالــد واشــتقاق نقــود الودائــع يف «قــدرة النظــام املصــريف‬
‫أن يوجــد كميــة مــن النقــود تفــوق أضعــاف كميــة النقــود (الودائــع) الــيت‬
‫وضعهــا العمــالء لــدى البنــوك»(‪ ،)3‬ويرجــع ذلــك إىل «أن نســبة الســحب‬
‫مــن الودائــع حمــدودة؛ حبيــث إن مــا حتتفــظ بــه البنــوك كاحتياطــي نقــدي‬
‫ملقابلــة الســحب ال يتجــاوز ‪ %30‬مــن الودائــع‪ ،‬ويبقــى ‪ %70‬مــن الودائــع‬
‫وخصوصــا احلســابات اجلاريــة تســتثمرها هــذه البنــوك»(‪.)4‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن هــذه الظاهــرة هــي عمليــة آليــة ال ميكــن ألي وحــدة‬
‫مصرفيــة أن تتجنّبهــا مبــا يف ذلــك بنــوك املشــاركة(‪)5‬؛ ويرجــع ذلــك إىل أن‬
‫البنــك لــن تُتــاح لــه فرصــة معرفــة مــا إذا كانــت تلــك الوديعــة أصليــة أو‬

‫(‪ )1‬ضيــاء جميــد املوســوي‪« ،‬االقتصــاد النقــدي‪ :‬قواعــد وأنظمــة ونظريــات وسياســات ومؤسســات نقديــة»‪ ،‬دار الفكــر‪،‬‬
‫اجلزائــر‪ ،1993 ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحــد علــي دغيــم‪« ،‬اقتصاديــات البنــوك‪ :‬مــع نظــام نقــدي واقتصــادي عاملــي جديــد»‪ ،‬مكتبــة مدبــويل‪ ،‬القاهــرة‪،1989 ،‬‬
‫ص‪.84 :‬‬
‫(‪ )3‬أبــو بكــر الصديــق عمــر متــويل وشــوقي إمساعيــل شــحاتة‪« ،‬اقتصاديــات النقــود يف إطــار الفكــر اإلســالمي»‪ ،‬دار‬
‫التوفيــق النموذجيــة‪ ،‬األزهــر‪ ،‬ط‪ ،1983 ،1‬ص‪.79 :‬‬
‫(‪ )4‬ســعود بــن مســعد بــن مســاعد الثبيــيت‪« ،‬الودائــع املصرفيــة وأثرهــا يف تنشــيط احلركــة االقتصاديــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،174‬أكتوبــر ‪ ،1995‬ص‪.184 :‬‬
‫(‪ )5‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.306-305 :‬‬

‫‪259‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مشــتقة(‪.)1‬‬
‫فيما يلي نبني أنواع الودائع املصرفية يف شكل توضيحي‪:‬‬

‫شكل رقم (‪:)28‬‬


‫أنواع الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة وعالقتها بالقوائم املالية‪.‬‬

‫الودائـع املصرفيـة‬

‫ودائــع نــقــديـة‬ ‫ودائــع عـيـنـيـة‬

‫ودائــع تسهم يف النشاط‬ ‫ودائــع ال تسهم يف النشاط‬


‫االستثماري للبنك بدرجات‬
‫االستثماري للبنك‬
‫متفاوتة‬

‫ حسابات جارية‬ ‫ ودائــع مستندية‬


‫ حسابات ادخارية‬ ‫ ودائع اخلزائن احلديدية‬
‫ حسابات استثمارية‬

‫مصادر أموال البنك‬ ‫مصادر إيرادات البنك‬


‫حسابات امليزانية (اخلصوم)‬ ‫حسابات النتائج‬
‫(اخلدمات املصرفية)‬

‫(‪ - )1‬الودائــع األصليــة (األوليــة)‪ :‬هــي نقــود أودعهــا العميــل يف حســابه‪ ،‬ومل حيصــل عليهــا مــن خــالل االقــرتاض مــن إحــدى‬
‫وحــدات النظــام املصريف‪.‬‬
‫‪ -‬الودائــع املشــتقة (الثانويــة)‪ :‬هــي الودائــع الــيت ختلقهــا قــروض منحــت لعمــالء وأعيــد إيداعهــا يف إحــدى وحــدات‬
‫النظــام املصــريف‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانيــاً‪ :‬الودائــع احلكوميــة واملركزيــة واملتبادلــة واملرتبطــة باخلدمــات‬


‫املصرفيــة‬
‫‪ .1‬الودائع والقروض من الدولة الي تعمل فيها بنوك املشاركة‪:‬‬
‫ميكــن لبنــوك املشــاركة اللجــوء إىل الدولــة الــيت تعمــل فيهــا للحصــول علــى‬
‫مســاعدات ماليــة قصــد متويــل اســتثماراهتا‪ ،‬ويرتبــط تدخــل الدولــة يف‬
‫هــذا التمويــل مبــدى إدراكهــا ألمهيــة هــذه البنــوك يف االقتصــاد الوطــي‬
‫واإلجيابيــات الــيت تنجــم عنهــا واعتبارهــا كأنســب األدوات الــيت ميكــن‬
‫توظيفهــا لتحقيــق التنميــة؛ األمــر الــذي يتطلــب دعمهــا وإتاحــة الفرصــة‬
‫أمامهــا للتوســع واالنتشــار مــن خــالل إعانــات أو قــروض حســنة أو ودائــع‬
‫مضاربــة‪.‬‬
‫‪ .2‬الودائع والقروض من البنك املركزي‪:‬‬
‫باعتبــار البنــك املركــزي «بنــك البنــوك» تلجــأ إليــه البنــوك كملجــأ أخــري‬
‫لإلقــراض بالنســبة هلــا لتدعيــم مركــز ســيولتها‪ ،‬ويظهــر االقــرتاض حتــت‬
‫بنــد «مبالــغ مقرتضــة مــن البنــك املركــزي» يف خصــوم امليزانيــة‪ ،‬وبنــوك‬
‫املشــاركة ال تســتطيع االســتفادة مــن وظيفــة البنــك املركــزي كملجــأ أخــري‬
‫للســيولة إذا كان يعتمــد يف تنفيــذ هــذه السياســة علــى نظــام ســعر الفائدة‪،‬‬
‫وميكــن أن يتــم التعامــل علــى أســاس القــرض احلســن أو مشــاركة ودائــع‬
‫البنــك املركــزي يف مشــاريع اســتثمارية مقابــل حصــة مــن الربــح‪.‬‬
‫‪ .3‬الودائع املتبادلة يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقتضــي طبيعــة العالقــات بــني البنــوك وجــود حســابات مصرفيــة عنــد‬
‫البنوك املوجودة يف منطقة نشــاطها أو يف الدول األخرى الســتخدامها يف‬
‫عمليــات املقاصــة والتحويــالت؛ حيــث «إن اجلــزء األعظــم مــن احلســابات‬

‫‪261‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اجلاريــة يف دفاتــر أي بنــك هــي لألفــراد واملؤسســات اخلاصــة واحلكوميــة‬


‫إال أن جــزءاً ال يســتهان بــه (حنــو ‪ %1‬أو أقــل أو أكثــر مــن جممــوع اخلصــوم)‬
‫هــو للبنــوك األخــرى»(‪)1‬؛ هلــذا حتتــاج بنــوك املشــاركة إىل صيغــة الودائــع‬
‫املتبادلــة ســواء فيمــا بينهــا أو مــع البنــوك التقليديــة مــن غــري التعامــل‬
‫بالفائــدة‪.‬‬
‫‪ .4‬حسابات البنوك األخرى واملراسلني‪:‬‬
‫قــد حتصــل بنــوك املشــاركة علــى قــروض مــن البنــوك األخــرى وفروعهــا‬
‫ومراســليها (دون فائــدة)‪ ،‬ويظهــر االقــرتاض حتــت بنــد «مســتحق للبنــوك‬
‫واملراســلني» يف خصــوم امليزانيــة الــذي ميثــل التزامــات البنك جتــاه البنوك‬
‫احملليــة واألجنبيــة؛ حيــث تلجــأ البنــوك إىل االقــرتاض مــن بعضهــا البعــض‬
‫خاصــة يف أوقــات الضيــق املــايل ملواجهــة الزيــادة االســتثنائية يف طلــب‬
‫األفــراد علــى نقــود الودائــع‪ ،‬ويُعتــرب جلــوء البنــك إىل مثــل هــذا االقــرتاض‬
‫طارئـاً ســرعان مــا يــزول بــزوال األســباب الداعيــة لــه‪.‬‬
‫‪ .5‬أرصدة تغطية بعض اخلدمات املصرفية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تشــرتط بنــوك املشــاركة علــى بعــض عمالئهــا قبــل اســتفادهتم «مــن‬
‫خدمــات البطاقــات االئتمانيــة والكفــاالت وخطابــات الضمــان احملليــة‬
‫واخلارجيــة واالعتمــادات املســتندية‪ ،‬أن يقــوم العميــل بإيــداع مبلــغ نقــدي‬
‫معيّــن كغطــاء جلــزء أو اللتزامــات البنــك عــن هــذه اخلدمــات»‪ ،)1(2‬وقــد‬
‫تظهــر هــذه األرصــدة حتــت بنــود «تأمينــات نقديــة مقابــل االعتمــادات‬
‫والضمانــات» يف خصــوم امليزانيــة(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬حممــد علــي القــري‪« ،‬احلســابات والودائــع املصرفيــة (‪ ،»)1‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،185‬أغسطس‪/‬ســبتمرب‬
‫‪ ،1996‬ص‪.63 :‬‬
‫(‪ )2‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113 :‬‬
‫(‪ )3‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني وميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وتُعتــرب هــذه األرصــدة مــوارد هامــة تســتفيد منهــا بنــوك املشــاركة يف‬
‫توظيفهــا كأصــل ســائل ملواجهــة طلبــات العمــالء‪ ،‬أو يف توظيفــات قصــرية‬
‫األجــل ميكــن تســييلها بســرعة ودون حتقيــق أي خســارة ملواجهــة نشــوء‬
‫االلتــزام بالدفــع الــذي تعهَّــد بــه البنــك عنــد تقدميــه هلــذه اخلدمــات‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫إن احلســابات الســابقة ميكــن أن تظهــر يف جانــب األصــول أو جانــب‬
‫اخلصــوم مــن ميزانيــة بنــوك املشــاركة كمــا يلــي‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)46‬توضيــح بنــود الودائــع والقــروض احلســنة يف جانــيب‬
‫ميزانيــة بنــوك املشــاركة‬
‫اخلصـــوم‬ ‫األصـــول‬
‫‪ -‬ودائع من الدولة (حكومية)‪.‬‬ ‫‪ -‬أرصدة لدى البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع من البنك املركزي‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات جارية لدى بنوك حملية وخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع متبادلة من بنوك أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات استثمارية لدى بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬مبالغ مقرتضة من الدولة‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض حسنة للحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬مبالغ مقرتضة من البنك املركزي‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض حسنة للبنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬مستحق للبنوك واملراسلني (اقرتاض)‪.‬‬ ‫‪ -‬مستحق على البنوك (إقراض)‪.‬‬
‫‪ -‬تأمينات نقدية مقابل االعتمادات والضمانات‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثــاً‪ :‬مؤسســة التأمــني علــى الودائــع وهيئــة مراجعــة حســابات‬


‫االســتثمار‬
‫مــن املعلــوم أن البنــك املركــزي والبنــوك األخــرى تتعــاون يف مســاعدة البنك‬
‫الــذي يتعــرض إىل اهتــزاز الثقــة بــه وســحب األفــراد إليداعاهتــم؛ إال أن‬
‫هنــاك حــدوداً لذلــك «الســيما يف حــاالت كــون البنــك املتعــرض ملثــل تلــك‬
‫املصاعــب كبــري احلجــم‪ ،‬أو ســريان روح عــدم الثقــة يف النظــام املصــريف‬
‫برمتــه»(‪.)1‬‬
‫لذلــك فقــد اجتهــت بعــض الــدول مثــل الواليــات املتحــدة إىل إلــزام‬
‫البنــوك يف االشــرتاك يف «مؤسســة التأمــني علــى الودائــع» هبــدف محايــة‬
‫حســابات املودعــني‪ ،‬هــذه اهليئــة الــيت تؤمــن قرابــة ‪ 2.200‬مليــار دوالر‬
‫حبــوايل ‪ 14.800‬بنــك‪ ،‬ولــكل مــودع احلــق يف التأمــني علــى مــا يزيــد علــى‬
‫‪ 100.000‬دوالر‪ ،‬وذلــك يغطــي حــوايل ‪ %99‬مــن املودعــني(‪.)2‬‬
‫وفيما يلي مناذج من التأمني على الودائع‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)47‬مناذج من التأمني على الودائع يف الدول املختلفة‬
‫مصــدره‬ ‫نوعــه‬ ‫احلد األعلى للتأمني‬ ‫البلــد‬
‫حكومي‬ ‫إجباري‬ ‫‪ 100000‬دوالر‬ ‫الواليات املتحدة‬
‫حكومي‬ ‫إجباري‬ ‫‪ 32000‬دوالر‬ ‫بريطانيــا‬
‫خاص‬ ‫إجباري‬ ‫‪ 70000‬دوالر‬ ‫فرنســا‬
‫خاص‬ ‫إجباري‬ ‫‪ 66000‬دوالر‬ ‫اليابــان‬
‫خاص‬ ‫اختياري‬ ‫‪ 20000‬دوالر‬ ‫سويســرا‬
‫خاص‬ ‫اختياري‬ ‫‪ %30‬من رأس املال‬ ‫أملانيــا‬
‫املصدر‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬

‫(‪ )1‬حممد علي القري‪« ،‬احلسابات والودائع املصرفية (‪ ،»)1‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.66 :‬‬
‫(‪ )2‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.189 :‬‬

‫‪264‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫إن مــن مقتضيــات زيــادة ثقــة العمــالء يف نظام املشــاركة إنشــاء «مؤسســات‬
‫التأمــني التعاونــي» الــيت تُزيــل خطــر تــآكل الودائــع اجلاريــة نتيجــة‬
‫اخلســائر احملتملــة لبعــض عمليــات املضاربــة الــيت قــد تتعــرض هلــا بنــوك‬
‫املشــاركة؛ وبالتــايل حتفيــز أصحــاب هــذه الودائــع علــى التعامــل معهــا‬
‫بــدالً مــن االكتنــاز‪ ،‬فمؤسســة التأمــني التعاونــي علــى الودائــع حتــت الطلــب‬
‫تتكــون «مــن اشــرتاك جمموعــة املؤسســات املصرفيــة بنســبة معيّنــة مــن‬
‫املبالــغ حســباً ملقــدار الودائــع احلا َّلــة (=اجلاريــة) لــكل مصــرف‪ ،‬وكــذا مــن‬
‫مســامهة احلكومــة والبنــك املركــزي الــذي يدفــع قســطاً مــن االحتياطــات‬
‫القانونيــة‪ ،‬وهبــذا تنشــأ هــذه اهليئــة يف بدايــة األمــر‪ ،‬وميكــن أن تنطلــق‬
‫بتأمــني نســبة معيّنــة فقــط مــن الودائــع واالحتياطــات املذكــورة‪ ،‬ثــم تتــدرج‬
‫هــذه اهليئــة حتــى تصبــح قــادرة علــى تأمــني كامــل الودائــع احلا َّلــة لــدى‬
‫املصــارف املوجــودة»(‪.)1‬‬
‫وقــد جــاء يف توصيــات جمموعــة مــن اخلــرباء قامــت بدراســة ميدانيــة‬
‫مــن أجــل تقويــم الــدور االقتصــادي لبنــوك املشــاركة‪ ،‬أنــه جيــب دراســة‬
‫إمكانيــة قيــام بنــوك املشــاركة ‪-‬متعاونــة مــع بعضهــا البعــض‪ -‬بتأســيس‬
‫أو إنشــاء شــركات تأمــني علــى الودائــع أو صناديــق خمصصــة ملواجهــة‬
‫خماطــر العمليــات االســتثمارية؛ وذلــك «لتجنيــب هــذه املصــارف خماطــر‬
‫عملياهتــا االســتثمارية حتــى يســاهم ذلــك يف تشــجيعها علــى القيــام‬
‫باالســتثمار يف اجملــاالت والعمليــات االســتثمارية الــيت تســاهم يف رفــع‬
‫معــدالت التنميــة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.82 :‬‬


‫(‪ )2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجع ســابق‪ ،‬ص‪.196-195 :‬‬

‫‪265‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جتــدر اإلشــارة إىل دور هيئــة مراجعــة حســابات االســتثمار «مــن أجــل‬
‫محايــة مصلحــة املؤسســات املصرفيــة واملاليــة واملودعــني ومحلــة األســهم‬
‫مــن التالعــب والفشــل وإخفــاء الربــح احلقيقــي الــذي قــد يقــوم بــه بعــض‬
‫املضاربــني‪ ...‬كمــا أن االعتمــاد علــى املكاتــب التقليديــة للمحاســبة غــري‬
‫جمــدي‪ ،‬فقــد أثبتــت التجربــة بــأن بعــض تلــك املكاتــب تســاعد عمالءهــا‬
‫علــى إخفــاء بعــض احلقائــق املتعلقــة بالربــح احلقيقــي»(‪.)1‬‬
‫ميكن توضيح ما سبق يف الشكل التخطيطي التايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)29‬دور مؤسسة التأمني على الودائع وهيئة مراجعة‬
‫احلسابات االستثمارية‬

‫مسامهة احلـكومـة‬
‫هـيـئـة مــراجـعـة‬ ‫مؤسـسـة الـتـأمـيـن‬
‫حـسـابات االستثمار‬ ‫على الودائــع‬
‫البنك املركزي‬
‫الـــدولــــة‬ ‫(‪ %‬االحتياطي اإللزامي)‬
‫(جهاز كبيـر من مراجعي‬
‫احلسابات)‬ ‫(تأمني احلسابات اجلارية)‬ ‫بنوك املشاركة‬
‫(‪ %‬احلسابات اجلارية)‬

‫‪ -‬التقليل من املخاطر األخالقية (إخفاء الربح احلقيقي)‪.‬‬ ‫‪ -‬زيادة ثقة العمالء يف نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع مبادئ جديدة للمراجعة (يف نظام املشاركة)‪.‬‬ ‫‪ -‬حتفيز املودعني على التعامل مع بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة شركات املراجعة اخلاصة (فعالية أكرب)‪.‬‬ ‫‪ -‬مواجهة خماطر العمليات االستثمارية‪.‬‬

‫محاية املودعني ‪ +‬املسامهني‬

‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83 :‬‬

‫‪266‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ﺣﺴــﺎﺑﺎت اﻟﻮداﺋــﻊ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬احلسابـات اجلاريـة (الودائـع حت الطلب) يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬احلسابـات االستثمارية (الودائـع الثابتـة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حسابـات التوفيـر (الودائـع االدخاريـة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬احلسابات اجلارية (الودائع حت الطلب) يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬تعريف احلسابات اجلارية‪:‬‬
‫تُعـرَّف احلســابات اجلاريــة علــى أهنــا‪ :‬حســابات تعطــي ألصحاهبــا احلــق‬
‫يف اإليــداع فيهــا والســحب منهــا مبوجــب شــيكات أو أوامــر دفــع‪ ،‬وذلــك‬
‫دون مشــاركة منهــم يف األربــاح أو اخلســائر الــيت حي ِّققهــا البنــك وتقــع‬
‫عليــه مســؤولية خدمــة حســاب العميــل‪« ،‬ومــا يتطلبــه ذلــك مــن تزويــده‬
‫بدفــرت شــيكات لتســهيل معامالتــه‪ ،‬والقيــام بتحصيــل قيمــة الشــيكات‬
‫املســحوبة لصاحلــه ودفــع قيمــة الشــيكات املســحوبة عليــه خصم ـاً مــن‬
‫حســابه‪ ،‬إضافــة إىل إجــراء التحويــالت للداخــل واخلــارج‪.)1(»...‬‬
‫الوديعــة حتــت الطلــب(‪ )2‬هــي الــيت تنش ـ احلســاب اجلــاري الــذي يكــون‬
‫دائن ـاً أو مدين ـاً(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1‬حســابات جاريــة دائنــة‪ :‬يظــل احلســاب اجلــاري دائنــاً يف‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26-25 :‬‬
‫(‪ )2‬يُطلــق عليهــا تســميات عديــدة‪ :‬الودائــع املتحركــة‪ ،‬الودائــع احلا َّلــة‪ ،‬الودائــع الشــيكية‪ ،‬الودائــع االئتمانيــة‪ ،‬وسُــمِّيت‬
‫حســاباً جاريـاً ألهنــا تزيــد وتنخفــض دون قيــود عــن طريــق اســتخدام الشــيكات‪ .‬وبســبب خضوعهــا للســحب املطلــق يف أي‬
‫حلظــة يعتربهــا صنــدوق النقــد الــدويل دون غريهــا مــن الودائــع مــن مكونــات املعــروض النقــدي يف اجملتمــع‪.‬‬
‫(‪ )3‬أمحــد بــن حســن أمحــد احلســي‪« ،‬الودائــع املصرفيــة‪ :‬أنواعهــا‪ ،‬اســتخدامها‪ ،‬اســتثمارها (دراســة شــرعية اقتصاديــة)»‪،‬‬
‫دار ابــن حــزم‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص‪.72 :‬‬

‫‪267‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫احلالــة الــيت يــودع فيهــا العمــالء مبالغهــم النقديــة لــدى البنــك‬


‫ويلتزمــون بالســحب يف حــدود ودائعهــم‪ ،‬فــإذا مت ســحب هــذه الودائع‬
‫بالكامــل أُغلــق احلســاب‪.‬‬
‫‪ 2.1‬حســابات جاريــة مدينــة‪ :‬يُصبــح رصيــد احلســاب اجلــاري‬
‫مدينــا يف احلالــة الــيت يســمح فيهــا البنــك بالســحب علــى املكشــوف‬
‫تبعـاً لالتفــاق‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائص احلسابات اجلارية‪:‬‬
‫‪ -1.2‬يُفتــح احلســاب اجلــاري ببنــوك املشــاركة بنــاءً علــى طلــب‬
‫العميــل الــذي ميــأل منــوذج «طلــب فتــح احلســاب» الــذي ُقدِّمــت بشــأنه‬
‫توصيــات إلضافــة النصــوص الثالثــة اآلتيــة(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬يســمح العميــل للبنــك بالتصــرف يف األرصــدة املودعــة‬
‫هبــذا احلســاب واملختلطــة بأمــوال البنــك وأمــوال املتعاملــني‬
‫اآلخريــن‪ ،‬مــع التــزام البنــك دائمـاً بالدفــع عنــد الطلــب‪ ،‬ويكون‬
‫هــذا التصــرف حتــت مســؤولية البنــك وحلســابه‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميكــن للبنــك حتميــل حســاب املتعامــل باملصاريــف‬
‫الضروريــة املختلفــة مبــا فيهــا أجــرة الربيــد والــربق واهلاتــف‬
‫والدمغــة وغريهــا‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬عــدم اســتحقاق احلســاب اجلــاري ألي نصيــب يف أربــاح‬
‫االســتثمار‪ .‬باإلضافــة إىل ذلــك فــإن االحتفــاظ بأرصــدة نقدية‬
‫يف حســابات جاريــة دائنــة قــد تكلــف صاحبهــا زكاة مال بنســبة‬
‫‪ %2,5‬مــن تلــك األرصــدة متــى بلغــت نصابـاً وحــال عليهــا احلــول‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.579 :‬‬

‫‪268‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -2.2‬تعــود أســباب حصــول بنــك املشــاركة علــى أربــاح اســتثمار‬


‫احلســابات اجلاريــة دون اشــرتاك املودعــني فيهــا إىل مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬تنتقــل يف هــذا النــوع مــن احلســابات ملكيــة املــال مــن املــودع‬
‫(املقــرض) إىل بنــك املشــاركة‪ ،‬ويصبــح هــذا املــال دينــا يف ذمــة‬
‫البنــك حنــو صاحــب املال‪.‬‬
‫ب‪ -‬نتائــج اســتثمار املــال هــي مــن حــق مالــك املــال (البنــك)؛‬
‫حيــث ترتبــط خماطــر االســتثمار بامللكيــة‪ ،‬ومَــن عليــه ال ُغ ـرْم‬
‫فــإن مِــن حقــه ال ُغنْــم‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يُمكــن تلخيــص الفــرق بــني احلســابات اجلاريــة يف البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)48‬‬


‫مقارنة بني احلسابات اجلارية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫بنــوك املشاركــة‬ ‫البنــوك التقليديــة‬ ‫جمال االختالف‬
‫‪ -‬حسابات جارية‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات جارية‪.‬‬
‫‪ -‬قروض حتت الطلب‪.‬‬ ‫‪ -‬ودائع حتت الطلب‪.‬‬ ‫التسميـــة‪:‬‬
‫‪ -‬حسابات ائتمان‪.‬‬
‫‪ -‬اخنفــاض أمهيتهــا النســبية يف‬ ‫‪ -‬أهم مصادر األموال اخلارجية‪.‬‬ ‫األهـمـيـة النـسبـيـة‪:‬‬
‫هيــكل التمويــل‪.‬‬ ‫‪ -‬تصل أحيانا إىل النصف‪.‬‬ ‫( إمجايل الودائع)‬
‫‪ -‬ال تزيد عن الثلث‪.‬‬
‫‪ -‬ال تدفع أرباح للمودعني‪.‬‬ ‫‪ -‬ال تدفع فائدة للمودعني‪.‬‬ ‫العــائد املـتـحـقـق‪:‬‬
‫(ال يشاركون يف األرباح واخلسائر)‪.‬‬ ‫(يف اية السنة املالية)‬
‫‪ -‬مينح العميل دفرت شيكات للسحب‪ - .‬نفس معاملة البنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬يضمــن البنــك القيمــة االمسيــة‬
‫للوديعــة اجلاريــة‪.‬‬ ‫املـعـامـلـة‪:‬‬
‫‪ -‬يأخــذ البنــك رســم خدمــة مقابــل‬
‫العمليــات الدفرتيــة‪.‬‬
‫حالة السحب على املكشوف‪ - :‬يأخــذ البنــك فائــدة علــى املبالــغ ‪ -‬تعترب مبثابة قرض حسن‪.‬‬
‫(احلساب اجلاري املدين) ا ملســحو بة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسني حممد مسحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 :‬‬

‫‪269‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .3‬أمهية احلسابات اجلارية‪:‬‬


‫إذا كانــت احلســابات اجلاريــة مــن أهــم أنــواع الودائــع املصرفيــة يف البنــوك‬
‫التقليدية واملصدر األساســي للســيولة يف نشــاطها املصريف؛ فإن الباحثني‬
‫يؤكــدون علــى أمهيــة هــذه احلســابات يف بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -1.3‬يــرى البعــض بــأن اخنفاض الوزن النســي للحســابات اجلارية‬
‫يف هيــكل مصــادر أمــوال بنــوك املشــاركة يشــري إىل إمكانيــة التوســع‬
‫يف هــذه احلســابات؛ حيــث هنــاك جمــال لزيــادة حجمهــا يف بعــض‬
‫هــذه البنــوك؛ «حرصـاً علــى فعاليــة تلــك املصــارف يف التعامــل مــع‬
‫أكــرب شــرحية مــن اجلمهــور وتدعيمـاً ملصــادر أمواهلــا هبــذا املصــدر‬
‫اجملانــي‪ ،‬وحتقيق ـاً ملزيــد مــن العائــدات املمثلــة يف أجــور اخلدمــات‬
‫الــيت ميكــن أن يتقاضاهــا املصــرف مــن خــالل هــذه اخلدمــة الــيت‬
‫يؤديهــا»(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3‬يتعــرض باحــث آخــر إىل أثــر العالقــة بــني املســحوبات‬
‫واإليداعــات(‪ )2‬مؤكــداً علــى أمهيــة توفــري هــذه الودائــع ملــوارد ماليــة‬
‫كبــرية متكــن البنــك مــن زيــادة توظيفاتــه؛ ومــن ثــم تأثــريه اإلجيابــي‬
‫يف النشــاط االقتصــادي‪« .‬إذ غالبــا مــا تســحب مبالــغ حمــدودة مــن‬
‫احلســاب ملواجهــة احتياجــات العميــل اليوميــة والعاديــة‪ ،‬ويتبقــى‬
‫دائمــا رصيــد (فائــض) يســتغله املصــرف يف أوجــه التوظيــف‬
‫املختلفــة؛ بــل إن املبالــغ املســحوبة قــد تكــون أقــل مــن اإليداعــات‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.375 ،336 :‬‬


‫(‪ )2‬أثبتــت اخلــربة العمليــة بأنــه يف ظــل الظــروف االقتصاديــة العاديــة تكــون نســبة املســحوبات مــن النقــود القانونيــة إىل‬
‫جممــوع ودائــع البنــك ثابتــة إىل درجــة كبــرية‪ ،‬وعــادة ال تتجــاوز هــذه النســبة ‪ %10‬مــن جممــوع الودائــع‪ ،‬بــل إنــه كثــرياً مــا‬
‫حيــدث أن تقــل هــذه النســبة بدرجــة كبــرية عــن ذلــك‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اجلديــدة ممــا يعــي زيــادة مســتمرة يف حجــم هــذه الودائــع»(‪.)1‬‬


‫‪ -3.3‬يُضيــف باحثــون آخــرون بأنــه رغــم كوهنــا ودائــع حتــت الطلب؛‬
‫إال أن أصحاهبــا ال يطلبوهنــا كلهــا دفعــة واحــدة يف وقــت واحــد‪،‬‬
‫«فهنــاك جــزء كبــري مــن هــذه احلســابات مســتقر أو ثابــت‪ ،‬واجلــزء‬
‫اآلخــر غــري مســتقر أو متقلــب‪ ،‬ودراســة الودائــع بغــرض حتديــد‬
‫الســيولة تقتضــي العنايــة باجلــزء املتقلــب‪ ،‬ألن العــربة بدرجــة تقلــب‬
‫اإليداعــات وليــس بإمجــايل اإليداعــات أو املســحوبات»(‪.)2‬‬
‫وهلــذا جيــب علــى إدارة بنــوك املشــاركة دراســة ســلوك هــذا النــوع‬
‫من الودائع لرســم سياســة اســتثمارها مبا يتماشــى مع خصائصها‪،‬‬
‫حيــث تقــوم بتوظيــف اجلــزء الثابــت(‪ )3‬مــن الودائــع اجلاريــة يف‬
‫اســتثمارات طويلــة األجــل نســبياً‪ ،‬أمــا اجلــزء املتغــري أو املتقلــب فيتــم‬
‫اســتثماره يف أصــول أكثــر ســيولة‪.‬‬
‫‪ -4.3‬يشــري أحــد الباحثــني إىل أن الودائــع اجلاريــة ال تكســب أي‬
‫عائــد حيــث ليــس هلــا حصــة يف املخاطــرة‪« ،‬وهــذا يســاعد علــى‬
‫إغــراء املدخريــن لالشــرتاك يف رأس املــال وودائــع املضاربــة ومــن ثــم‬
‫زيــادة رأس املــال االســتثماري املتــاح»(‪ )4‬أمــام بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.204 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.398 :‬‬
‫(‪ )3‬اجلــزء الثابــت هــو تلــك الشــرحية املســتقرة مــن أرصــدة احلســابات اجلاريــة الــيت مل تصــل إليهــا حــدود الســحب خــالل‬
‫فــرتة اخلمــس الســنوات املاضيــة أو العشــر ســنوات املاضيــة‪ ،‬وفقــا ملــا يــراه البنــك مناســباً‪ ،‬ويتوقــف حتديــد طــول الفــرتة‬
‫الزمنيــة علــى مجلــة عوامــل مــن بينهــا‪ :‬مــدى اســتقرار األحــوال االقتصاديــة والسياســية واالجتماعيــة يف الدولــة‪ ،‬ومــدى‬
‫متانــة املركــز املــايل لبنــك املشــاركة ومسعتــه يف الســوق‪ ،‬ومــدى ترابــط اجلهــاز املصــريف وقــوة عالقاتــه التشــابكية‪ ،‬ومــدى‬
‫قــدرة البنــك املركــزي علــى التدخــل الســريع واســتعداده ملســاندة أي بنــك يتعــرض ملشــكلة الســيولة‪.‬‬
‫(‪ )4‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214 :‬‬

‫‪271‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬احلسابات االستثمارية (الودائع الثابتة) يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬تعريف احلسابات االستثمارية‪:‬‬
‫تُعـرَّف احلســابات االســتثمارية علــى أهنــا‪« :‬األمــوال الــيت يضعهــا أصحاهبا‬
‫بغــرض حتقيــق الربــح مــن خــالل قيام البنك بتوظيفها واســتثمارها‪ ،‬ســواء‬
‫بصورة منفردة أو مشــرتكة وســواء بصورة مباشــرة أو غري مباشــرة»(‪.)1‬‬
‫تنقسم احلسابات االستثمارية(‪ )2‬يف بنوك املشاركة إىل نوعني مها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬حســابات االســتثمار العامــة‪ :‬يقــوم املــودع فيهــا بتفويــض‬
‫بنــك املشــاركة باســتثمار أموالــه يف أيّ مشــروع مــن مشــاريعه‬
‫االســتثمارية؛ حيــث يشــارك يف نتائــج مجيــع االســتثمارات املتعــددة‬
‫الــيت يقــوم هبــا البنــك‪ ،‬تكــون آجــال هــذه الودائــع خمتلفــة (‪ 3‬أو ‪ 6‬أو‬
‫‪ 9‬أو ‪ )12‬شــهراً‪ ،‬أو أكثــر وقابلــة للتمديــد كمــا ال يُســمح بالسَّــحب‬
‫منهــا إال يف هنايــة املــدة احملــددة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬حســابات االســتثمار املخصصــة (أو احملــددة)‪ :‬يقــوم املــودع‬
‫فيهــا باختيــار (ختصيــص) مشــروع معيّــن مــن املشــاريع الــيت يقــوم‬
‫هبــا بنــك املشــاركة (حي ـدِّده البنــك بعــد عمــل الدراســات الالزمــة)‬
‫الســتثمار أموالــه؛ حيــث يتحــدد ربــح املــودع علــى أســاس األربــاح‬
‫الفعليــة للمشــروع الــذي اختــاره فقــط بالنســبة املتفــق عليهــا بينــه‬
‫وبــني البنــك‪ ،‬وللمــودع حريــة حتديــد أجــل الوديعــة أو يرتكــه مفتوحــا‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.71 :‬‬
‫(‪ )2‬هنــاك تقســيمات أخــرى للحســابات االســتثمارية يف بنــوك املشــاركة ومبســميات خمتلفــة‪ ،‬وميكــن ذكــر بعــض النمــاذج‪:‬‬
‫(حســابات اســتثمار مطلقة وحســابات اســتثمار مقيدة)‪( ،‬حســابات اســتثمار مطلقة مســتمرة وحســابات اســتثمار حمدودة‬
‫األجــل بســنة)‪( ،‬ودائــع دون تفويــض باالســتثمار وودائــع مــع التفويــض باالســتثمار)‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬خصائص احلسابات االستثمارية‪:‬‬


‫‪ -1.2‬يقــوم التســيري املصــريف حلســابات االســتثمار يف بنــوك‬
‫املشــاركة وفقــاً ملــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬يفتــح البنــك حســاب االســتثمار ألجــل املتعاملــني معــه‪،‬‬
‫وميكــن للشــخص الواحــد أن يفتــح أكثــر مــن حســاب اســتثمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬خيضــع احلــد األدنــى للوديعــة االســتثمارية لقــرارات إدارة‬
‫البنك‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬تتجــدد الوديعــة تلقائياً وبذات الشــروط إذا مل خيرب املودع‬
‫البنــك كتابيـاً قبــل شــهرين مــن هناية األجل احملــدد للوديعة‪.‬‬
‫د‪ -‬ال يُســمح للمــودع أن يســحب جــزء أو كل مالــه قبــل هنايــة‬
‫املــدة احملــددة لإليــداع؛ إال يف حــاالت خاصــة خيضــع تقديرهــا‬
‫إلدارة البنــك‪.‬‬
‫هـــ‪ -‬تســتحق الوديعــة االســتثمارية أرباح ـاً مــن تاريــخ إقــرار‬
‫اجلمعيــة العامــة مليزانيــة البنــك‪ ،‬وتُس ـ َّلم للعميــل علــى هيئــة‬
‫شــيكات وال تضــاف قيمتهــا إىل الوديعــة االســتثمارية؛ حيــث‬
‫أن لــكل وديعــة عقــد مســتقل‪.‬‬
‫‪ -2.2‬تعــود أســباب حتمُّــل أصحــاب الودائــع االســتثمارية للمخاطــرة‬
‫إىل مــا يلــي(‪:)2‬‬
‫أ‪ -‬تســتمر ملكيــة أصحــاب الودائــع االســتثمارية ألمواهلــم‬
‫املودعة يف بنك املشــاركة‪ ،‬ولكنهم هنا يســمحون له بالتصرف‬
‫يف هــذه األمــوال واســتثمارها حســب االتفــاق‪.‬‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72-71 :‬‬
‫(‪ )2‬حسني حممد مسحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 :‬‬

‫‪273‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ب‪ -‬يســتعد املودعــون لتحمــل خماطــر اســتثمار أمواهلــم؛‬


‫حيــث تــودع النقــود يف حســابات االســتثمار «مــع معرفــة املــودع‬
‫الكاملــة بأهنــا ســوف تســتثمر يف مشــروعات تنطــوي علــى‬
‫املخاطــرة «(‪.)1‬‬
‫‪ -3.2‬يُمكــن تلخيــص الفــرق بني احلســابات االســتثمارية يف البنوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)49‬مقارنــة بــني احلســابات االســتثمارية يف البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫بنــوك املشاركــة‬ ‫البنــوك التقليديــة‬ ‫جمال االختالف‬
‫‪ -‬حسابات ثابتة ( ‪ +‬بإخطار)‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات ثابتة ( ‪ +‬بإخطار)‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات استثمار‪.‬‬ ‫‪ -‬ودائع ألجل‪.‬‬ ‫التسميــة‪:‬‬
‫‪ -‬ودائع املضاربة ( ‪ +‬ودائع املشاركة)‪.‬‬
‫‪ -‬تأتــي يف املرتبــة الثانيــة بعــد الودائــع ‪ -‬أهم مصادر األموال اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬تــرتاوح بــني ‪ %80-75‬مــن إمجــايل‬ ‫اجلاريــة‪.‬‬ ‫األهـمـيـة النسبـيـة‪:‬‬
‫‪ -‬تــرتاوح بــني ‪ %20‬و ‪ %30‬مــن إمجــايل ا خلصــو م ‪.‬‬ ‫( إمجايل الودائع‬
‫الودائــع‪.‬‬ ‫واخلصوم)‬
‫‪ -‬العائد غري مضمون وقد يتحمل املودع‬ ‫‪ -‬تدفع فوائد ألصحاهبا‪.‬‬
‫خسائر‪.‬‬ ‫العــائد املـتـحـقــق‪:‬‬
‫(تشارك يف األرباح واخلسائر)‪.‬‬ ‫(يف اية السنة املالية)‬
‫‪ -‬يضمــن البنــك القيمــة االمسيــة للوديعــة ‪ -‬ال يضمــن البنــك ال أصــل الوديعــة وال‬
‫عائــدا حمــددا عنهــا‪.‬‬ ‫‪ +‬الفائــدة عليهــا‪.‬‬
‫‪ -‬يســرتجع البنــك كل الفائــدة يف حالــة ‪ -‬ســحب املــودع ألموالــه قبــل تاريــخ‬
‫االســتحقاق ال حيرمــه مــن كل العائــد‪.‬‬ ‫ســحب الوديعــة قبــل اســتحقاقها‪.‬‬ ‫املعـامـلـة‪:‬‬
‫‪ -‬ضــرورة مشــاركة أصحــاب ودائــع‬
‫االســتثمار يف الرقابــة علــى نشــاط البنــك‪.‬‬
‫‪ -‬حســابات االســتثمار العامــة ‪ Ü‬عقــد‬ ‫‪ -‬املودع = دائـن (مقرض)‪.‬‬
‫املضاربــة املطلقــة‪.‬‬ ‫‪ -‬البنك = مديـن (مقرتض)‪.‬‬ ‫العالقة بني البنك‬
‫‪ -‬حســابات االســتثمار املخصصــة ‪Ü‬‬ ‫واملودعني‪:‬‬
‫عقــد املضاربــة املقيــدة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانيــة إعــادة قســم كبــري مــن الودائــع ‪ -‬املــودع يرغــب يف اســتثمار أموالــه‬
‫با لكا مــل ‪.‬‬ ‫ألصحاهبــا عنــد الطلــب‪.‬‬ ‫نسبـة االحتيـاطي‬
‫‪ -‬ختضــع هلــا ألن الودائــع تكــون دينــا يف ‪ -‬مــن املفــروض اســتثناء الودائــع‬ ‫اإللـزامي‪:‬‬
‫االســتثمارية مــن نســبة االحتياطــي‪.‬‬ ‫ذمــة البنــك‪.‬‬

‫(‪ )1‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬

‫‪274‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬أمهية احلســابات االستثمارية‪:‬‬


‫ميكن إبراز أمهية احلســابات االســتثمارية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬متثــل حســابات االســتثمار أهــم مصــادر األمــوال اخلارجيــة‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وتعتــرب الســند األساســي لعملياهتــا؛ وهلــذا‬
‫جيــب العمــل علــى تنميــة حســابات االســتثمار حيــث أهنــا أكثــر‬
‫مالءمــة للنشــاط اإلمنائــي(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3‬تتمكــن بنــوك املشــاركة مــن اســتثمار هــذه األمــوال وحتقــق‬
‫االســتقرار يف معامالهتــا دون أن تُفاجــأ بضغــط علــى السَّــحب مــن‬
‫أصحاهبــا؛ إذا مت ربــط اســتحقاق الربــح بشــرطني أساســيني مهــا‪:‬‬
‫‪ -‬أن ال يقــل املبلــغ املدفــوع يف حســاب االســتثمار عــن مبلــغ‬
‫معيّــن حي ـدِّده بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يبقى مدة معيّنة دون ســحب‪.‬‬
‫‪ -3.3‬ميكــن أن يتحقــق دور املضاربــة يف تعبئــة املــوارد املاليــة‬
‫يف بنــوك املشــاركة مــن خــالل الودائــع االســتثمارية؛ وذلــك ألن‬
‫العالقــة الــيت تربــط بــني البنــك وأصحــاب حقــوق امللكيــة مبنيــة‬
‫علــى عقــد الشــركة‪ ،‬أمــا العالقــة بــني البنــك وأصحــاب الودائــع‬
‫اجلاريــة والودائــع االدخاريــة فهــي قائمــة علــى عقــد القــرض‪،‬‬
‫والعالقــة الوحيــدة الــيت ميكــن أن تقــوم علــى عقــد املضاربــة بــني‬
‫البنــك وأصحــاب األمــوال هــي تلــك العالقــة بــني أصحــاب الودائــع‬
‫االســتثمارية والبنــك(‪.)2‬‬
‫‪ -4.3‬إن قيمــة الودائــع االســتثمارية وإن كانــت خاضعــة للزيــادة أو‬
‫(‪ )1‬أمحد بن حسن أمحد احلسيي‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬

‫‪275‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫النقصــان نتيجــة للربــح أو اخلســارة‪ ،‬إال أهنــا ال تــزداد وال تنقــص‬


‫مثــل األوراق املاليــة واألســهم نتيجــة لقــوى الســوق‪ ،‬فصاحــب هــذه‬
‫الوديعــة هــو أقــل تعرضـاً للمخاطــر مــن حامــل األســهم‪.‬‬
‫‪ -5.3‬حتــدث اخلســائر يف حســابات االســتثمار كنتيجــة لألنشــطة‬
‫االســتثمارية لبنــوك املشــاركة‪ ،‬وتنعكــس يف صــورة اخنفــاض القيمة‬
‫االمسيــة للودائــع‪ ،‬ومــع ذلــك فــإن احتمــال حصــول اخلســارة يقــل‬
‫إىل أدنــى حــد بســبب تنــوع اســتثمارات البنــوك واالنتقــاء احلريــص‬
‫للمشــروعات واإلشــراف واملراقبــة‪ .‬وهــذا يعــي أنــه جيــب علــى‬
‫بنــوك املشــاركة «أن تكتشــف الفــرص االســتثمارية وتعمــل علــى‬
‫تنميتهــا واســتغالهلا‪ ،‬وعلــى أن تراعــي التنويــع النوعــي واجلغــرايف‬
‫لتدنيــة هيــكل خماطــر االســتثمارات»(‪ .)1‬واملقصــود هنــا بالتنويــع‬
‫النوعــي هــو أال تقتصــر االســتثمارات علــى قطــاع معــني فقــط؛ بــل‬
‫ميتــد النشــاط واالســتثمارات إىل قطاعــات متعــددة‪ ،‬أمــا التنويــع‬
‫اجلغــرايف فيعــي أن تتــوزع االســتثمارات علــى مناطــق جغرافيــة‬
‫متنوعــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 47 :‬‬

‫‪276‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬حسابات التوفري (الودائع االدخارية) يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬تعريف حسابات التوفري‪:‬‬
‫تُع ـرَّف حســابات التوفــري علــى أهنــا‪« :‬حســابات يقــوم أصحاهبــا بفتحهــا‬
‫حلفــظ األمــوال الزائــدة علــى اســتهالكهم احلــايل وذلــك بغــرض ادخارهــا‬
‫(أو توفريهــا) لظــروف مقبلــة‪ ،‬ويُســمح يف العــادة هلــم بالســحب منهــا يف أي‬
‫وقــت مــع ضمــان ردهــا كاملــة»(‪ ،)1‬مــن خــالل تزويــد العميــل بدفــرت توفــري‬
‫تُقيَّــد فيــه إيداعاتــه ومســحوباته‪.‬‬
‫وتنقسم حسابات التوفري يف بنوك املشاركة إىل نوعني(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬حســابات توفــري مــع التفويــض باالســتثمار‪ :‬يــودع العميــل‬
‫املدخــر يف هــذا النــوع أي مبلــغ يشــاء‪ ،‬ويُعطــى لــه دفــرت توفــري تبيِّــن‬
‫فيــه حركــة احلســاب والرصيــد‪ ،‬وحيــق لصاحبهــا اإليــداع والســحب‬
‫يف أيّ وقــت يشــاء‪ ،‬وينــال هــذا احلســاب نصيبـاً مــن الربح‪ ،‬وحيســب‬
‫العائــد مــن الربــح أو اخلســارة باســتخدام طريقــة متوســط األرصــدة‬
‫يف حســاب العميــل(‪.)3‬‬
‫‪ 2.1‬حســابات توفــري دون التفويــض باالســتثمار‪ :‬وصورهتــا مثــل‬
‫صــورة احلســاب اجلــاري أي أهنــا ال تنــال رحب ـاً‪ ،‬وحيــق للمــودع أن‬
‫يســحب أموالــه أو أن يســحب جــزءاً منهــا يف أيّ وقــت يشــاء‪ ،‬ومينــح‬
‫دفــرت توفــري يُقيَّــد فيــه اإليــداع والســحب‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بن حسن أمحد احلسي‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92 :‬‬
‫(‪ )3‬درجــت بعــض بنــوك املشــاركة علــى حســاب رحبيــة حســاب التوفــري علــى أســاس أدنــى رصيــد شــهري؛ ولذلــك‬
‫يوصــي اخلــرباء خبصــوص توزيــع عوائــد االســتثمار بــني البنــك واملودعــني بأنــه جيــب أن يتــم حتديــد الودائــع االســتثمارية‬
‫واالدخاريــة املســتحقة للربــح إمــا باســتخدام طريقــة الرصيــد ‪ x‬مــدة االســتثمار أو طريقــة متوســط األرصــدة‪ ،‬وال جيــب أن‬
‫يتــم اســتخدام طريقــة أقــل رصيــد إلجحافهــا باملــودع؛ ألهنــا تتجاهــل الفــرتات الزمنيــة الــيت قضتهــا الودائــع قبــل الســحب‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .2‬خصائص حسابات التوفري‪:‬‬


‫‪ -1.2‬تَعْـ ِرض بنــوك املشــاركة علــى املــودع (املدخر) ثالثــة اختيارات‬
‫هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إيداع أمواله يف حساب االستثمار باملشاركة يف األرباح‪.‬‬
‫ب‪ -‬إيــداع جــزء مــن أموالــه يف حســاب االســتثمار‪ ،‬واجلــزء‬
‫اآلخــر للســحب منــه عنــد احلاجــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬إيــداع أموالــه دون املشــاركة يف األربــاح واحلفــاظ علــى‬
‫أصلهــا‪.‬‬
‫‪ -2.2‬جتمــع حســابات التوفــري بــني خصائــص احلســابات اجلاريــة‬
‫واحلســابات االســتثمارية؛ فهــي تلتقــي مــع احلســابات اجلاريــة مــن حيــث‬
‫إمكانيــة الســحب منهــا يف أيّ وقــت (عنــد الطلــب)‪ ،‬وتشــبه احلســابات‬
‫االســتثمارية مــن حيــث إمكانيــة دخوهلــا يف جمــال املضاربــة واالســتثمار‪،‬‬
‫ومــع ذلــك هنــاك أوجــه اختــالف بــني حســابات التوفــري واحلســابات‬
‫األخــرى نوجزهــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ختتلــف عــن احلســابات اجلاريــة يف أن املــودع يف حســابات‬
‫التوفــري ال حيصــل علــى «دفــرت شــيكات»‪ ،‬لكنــه قــد حيصــل‬
‫علــى عائــد (يشــارك يف الربــح واخلســارة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬ختتلــف عــن احلســابات االســتثمارية يف أن املــودع يف‬
‫حســابات التوفــري حيمــل «دفــرت التوفــري» الــذي يُم ِّكنــه مــن‬
‫الســحب عندمــا يرغــب يف ذلــك دون االرتبــاط حبلــول األجــل‪،‬‬
‫كمــا ال يكــون املبلــغ املــودَع كبــرياً(‪ ،)1‬ومبــا أن حســابات التوفــري‬

‫(‪ )1‬عادة ما تضع بنوك املشاركة حدا أدنى لكل حساب‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ال تبقــى لــدى البنــك ملــدة طويلــة؛ فــإن عائدهــا يكــون أقــل مــن‬
‫عائــد حســابات االســتثمار‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يُمكــن تلخيــص الفــرق بــني حســابات التوفــري يف البنــوك‬
‫التقليديــة وبنــوك املشــاركة يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)50‬‬


‫مقارنة بني حسابات التوفري يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫بنــوك املشاركــة‬ ‫البنــوك التقليديــة‬ ‫جمال االختالف‬
‫‪ -‬حسابات توفري( ‪ +‬توفري استثماري)‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات توفري‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع ادخارية ( ‪ +‬ادخار باملشاركة)‪.‬‬ ‫‪ -‬ودائع ادخارية‪.‬‬ ‫التـسـمـيـة‪:‬‬
‫‪ -‬حســاب التوفــري االســتثماري‪ :‬تصــل إىل‬ ‫‪ -‬مل حتــظ هــذه الودائــع باالهتمــام يف‬
‫الثلــث تقريبــا‪.‬‬ ‫األهـمـيـة النـسبـيـة‪ :‬أول األمر‪.‬‬
‫‪ -‬حســاب التوفــري غــري االســتثماري‪ :‬تقــل‬ ‫( إمجايل الودائع) ‪ -‬يف الوقــت احلاضــر بــدأت هتتــم هبــا‬
‫النســبة كثــريا‪.‬‬ ‫اهتمامــا ملحوظــا‪.‬‬
‫‪ -‬قــد تشــارك يف األربــاح واخلســائر إن‬ ‫‪ -‬تدفــع فوائــد ألصحاهبــا حســب‬
‫وجــدت‪.‬‬ ‫العـائـد املـتـحـقـق‪ :‬حجــم ومُــدَّة الوديعــة‪.‬‬
‫‪ -‬علــى أســاس متوســط رصيــد الوديعــة‬ ‫(يف اية السنة املالية) ‪ -‬على أساس أدنى رصيد شهري‪.‬‬
‫خــالل الفــرتة املعنيــة‪.‬‬
‫‪ -‬مينــح العميــل دفــرت توفــري يقيــد فيــه اإليــداع‬ ‫‪ -‬مينــح العميــل دفــرت توفــري يقيــد فيــه‬
‫والسحب‪.‬‬ ‫اإليداع والســحب‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانيــة الســحب منهــا يف أي وقــت (عنــد‬ ‫‪ -‬إمكانيــة الســحب منهــا يف أي وقــت‬
‫الطلــب) مــع ضماهنــا‪.‬‬ ‫(عنــد الطلــب) مــع ضمــان ردهــا‬ ‫املـعـامـلـة‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانيــة حتويلهــا (جزئيــا أو كليــا) إىل‬ ‫كاملــة‪.‬‬
‫حســاب اســتثمار‪.‬‬
‫‪ -‬حســابات التوفــري دون تفويــض ‪ Ü‬عقــد‬ ‫‪ -‬املودع = دائـن (مقرض)‪.‬‬
‫قــرض‪.‬‬ ‫‪ -‬البنك = مديـن (مقرتض)‪.‬‬ ‫العالقة بني البنك‬
‫‪ -‬حســابات التوفــري مــع التفويــض ‪ Ü‬عقــد‬ ‫واملودعني‪:‬‬
‫مضاربــة‪.‬‬

‫‪ .3‬أمهية حسابات التوفري‪:‬‬


‫نُربز أمهية حسابات التوفري يف بنوك املشاركة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1.3‬حتظــى حســابات التوفــري بأمهيــة كبــرية يف بنــوك املشــاركة‬
‫إلتاحــة الفرصــة لصغــار املودعــني علــى التعامــل معهــا‪ ،‬واألصــل يف‬

‫‪279‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫حســاب التوفــري أنــه وعــاء ادخــاري و ُِجــد لتشــجيع صغــار املدخريــن‬


‫مــن ذوي الدخــول احملــدودة أو الصغــرية‪ ،‬مــن تالميــذ وطلبــة وعمــال‬
‫وفالحــني وجتــار وغريهــم‪ ،‬ومي ِّثــل هــذا احلســاب خطــوة مرحليــة‬
‫وانتقاليــة إىل ودائــع االســتثمار‪.‬‬
‫‪ -2.3‬حتــرص بنــوك املشــاركة علــى تنميــة الســلوك االدخــاري‬
‫واملصــريف يف اجملتمــع‪ ،‬وانطالق ًــا مــن مســؤوليتها يف تعظيــم «العائــد‬
‫االجتماعــي» فــإن جــذب الودائــع الصغــرية لــو نظرنــا إليــه نظــرة‬
‫ضيقــة علــى أســاس «التكلفــة والعائــد» التجــاري فحســب‪ ،‬فقــد‬
‫حيقــق خســائر للبنــك‪ ،‬ولكــن لــو نظرنــا إليــه نظــرة أكثــر مشــوال‬
‫فســيحقق ذلــك عائــداً اجتماعيـاً يتمثــل يف تنميــة الوعــي االدخــاري‬
‫لــدى األفــراد‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تــؤدي حســابات التوفــري وظيفــة هامــة يف محايــة الســيولة‬
‫الالزمــة لبنــك املشــاركة؛ ألن حركــة الســحب مــن هــذه احلســابات‬
‫بطيئــة إال يف املواســم واألعيــاد‪ ،‬ولكــي يتــم التوفيــق بــني اســتخدام‬
‫املبلــغ املــودع يف جمــاالت االســتثمار ومتطلبــات الســيولة (إمكانيــة‬
‫الســحب منهــا يف أي وقــت)‪« ،‬فإنــه يقتطــع مــن كل وديعــة ادخاريــة‬
‫نســبة معينــة وحيتفــظ هبــا كســائل نقــدي ملواجهــة الســحب منهــا وال‬
‫يدخلهــا يف جمــال املضاربــة واالســتثمار»(‪ ،)1‬ميكــن أن يعتمــد عليهــا‬
‫يف ســداد التزاماتــه‪.‬‬
‫‪ -4.3‬ميكــن اســتخدام حســابات التوفــري يف متويــل اســتثمارات‬
‫طويلــة األجــل‪ ،‬وذلــك يف حالــة تأصيــل الســلوك االدخــاري‪« ،‬فبينمــا‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪280‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يعتمــد البنــك علــى جــزء مــن مــوارد احلســابات اجلاريــة مــن أجــل‬
‫التمويــل قصــري األجــل والقــروض احلســنة‪ ،‬فــإن جــزءاً ال بــأس بــه‬
‫مــن الودائــع االدخاريــة ‪-‬حتــدده اخلــربات العمليــة‪ -‬ميكــن أن يُوجَّــه‬
‫لتدعيــم اســتثمارات البنــك واالســتخدامات الطويلــة األجــل»(‪.)1‬‬
‫‪ -5.3‬يشــري أحــد الباحثــني إىل الوظيفــة االقتصاديــة اهلامــة‬
‫ألســلوب «التحويــل اآليل مــن حســابات االدخـــار» (‪،)2()ATS‬‬
‫وهــي الودائــع القابلــة للتحويــل مــن حســابات التوفــري االســتثماري‬
‫إىل حســابات جاريــة عنــد احلاجــة‪ .‬ففــي حالــة اخنفــاض عائــد‬
‫احلســابات االدخاريــة أو حتقيــق خســائر؛ فــإن املودعــني يلجــأون‬
‫لتحويــل حســاباهتم إىل حســابات جاريــة نتيجــة اخنفــاض عائــد‬
‫حجــم املخاطــرة يف هــذه احلســابات‪« ،‬وعندئــذ يتحمــل املصــرف‬
‫وحــده أعبــاء هــذه احلســابات‪ ،‬وهــذا مــا يدعــو املصــارف إىل اعتبــار‬
‫نســبة التحويــل مؤشــراً لرضــا املدخريــن عــن سياســة املصــرف‬
‫االســتثمارية»(‪.)3‬‬
‫‪ -6.3‬يــرى البعــض ضــرورة تقديــم بنــوك املشــاركة مزايــا وحوافــز‬
‫للمدخريــن تشــجيعاً هلــم علــى اإليــداع واالدخــار‪ ،‬ومــن بينهــا مــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬حق األولوية يف االستفادة من القروض احلسنة‪.‬‬
‫‪ -‬حــق األولويــة يف االكتتــاب يف شــهادات االســتثمار الــيت‬
‫يُصْدرهــا البنــك‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.490 :‬‬
‫(‪ )2‬هي اختصارا لـ‪.(Automatic transfer from savings Account) :‬‬
‫(‪ )3‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش ص‪.207 :‬‬

‫‪281‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -‬اإلعفــاء مــن دفــع عمولــة بعــض اخلدمــات املصرفيــة (مثــل‬


‫حتصيــل قيمــة األوراق التجاريــة)‪.‬‬
‫‪ -‬منــح جوائــز يقررهــا جملــس إدارة البنــك للمودعــني (مثــل‬
‫حتديــد حــد أدنــى للفــرتة الــيت تبقــى فيهــا الوديعــة االدخاريــة‬
‫للحصــول علــى حــق املشــاركة يف تلــك اجلوائــز)‪.‬‬
‫‪ -‬االســتفادة مــن اخلدمــات االجتماعيــة الــيت يبتكرهــا البنــك‬
‫(مثــل احلــج)(‪.)1‬‬
‫‪ -‬مساندهتم يف حالة الكوارث‪.‬‬
‫‪ -‬بيع السلع اإلنتاجية واالستهالكية هلم بالتقسيط‪.‬‬
‫ميكــن توضيــح تنــوع حســابات الودائــع املصرفيــة يف بنــوك املشــاركة يف‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬يقــرتح البعــض تشــجيع األفــراد علــى اســتثمار األمــوال الــيت يدخروهنــا للحــج أو للعمــرة عــن طريــق بنــوك املشــاركة‬
‫بــدال مــن إيداعهــا يف منازهلــم؛ وذلــك عــن طريــق إنشــاء صناديــق خاصــة ملدخــرات احلــج‪ ،‬وجنــاح مشــروع صنــدوق احلــج‬
‫املاليــزي ميهــد الطريــق ملشــاريع مماثلــة‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪:)30‬‬


‫احلسابات املصرفية الي توفرها بنوك املشاركة لعمالئها املودعني‪.‬‬

‫حسابات الودائع املصرفية‬

‫احلـســابـات االستثمارية‬ ‫حـسـابـات الـتـوفـيـر‬ ‫احلـســابـات الـجــاريـــة‬

‫اسـتثمـار‬
‫حـ ‪.‬جارية دائنة (اإليداع)‬
‫حـ ‪ .‬استثمار عامة‬ ‫حتت الطلب حـ ‪.‬ت مع التفويض باالستثمار‬
‫حـ ‪.‬جارية مدينة (السحب‬
‫حـ ‪ .‬استثمار خمصصة‬ ‫حـ ‪.‬ت دون التفويض باالستثمار‬
‫على املكشوف)‬

‫املشاركة يف‬
‫عــائــد أكــبـــر‬ ‫عــائـــد أقـــل‬ ‫عــائـــد مــعـــدوم‬
‫األرباح‬
‫واخلسائر‬
‫حتويل العائد إىل احلساب اجلاري‬ ‫دفـتـر تـوفـيـر‬ ‫دفــتـر شـيـكــات‬

‫سـحــب مـسـتــقـر‬ ‫ســحــب بــطـيء‬ ‫ســحــب مــطــلــق‬

‫مالءمة الـنشاط اإلنـمائي‬ ‫تأصيل السلوك االدخاري‬ ‫مفـتاح الـتعامل املصـريف‬

‫تلبية ر بة املستثمر ‪ +‬املدخر ‪ +‬احملتفظ بأمواله‬

‫متويل االستثمارات قصرية ‪ +‬متوسطة ‪ +‬طويلة األجل‬

‫‪283‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وتوضــح ميزانيــة «بنــك فيصــل اإلســالمي الســوداني» يف جانــب اخلصــوم‬


‫تفصيــل الودائــع بأنواعهــا وهــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬الودائع اجلارية‪ :‬بالعملة احمللية واألجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع االستثمار‪ :‬احمللي واألجني‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع االدخار‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع املغرتبني‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك فيصل اإلسالمي السوداني‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺗﻮﻟﻴــﺪ اﻟﻮداﺋــﻊ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴــﺔ ﻓــﻲ‬


‫ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مظـــاهر الــدور التقليــدي لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬ ‫أو ً‬
‫املصرفيــة ‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬مبـــررات الــدور املعــدوم لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة‪.‬‬
‫ثالثــاً‪ :‬تصــورات الــدور احملــدود لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫املصرفيــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مظاهــر الــدور التقليــدي لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬ ‫أو ً‬


‫املصرفيــة‬
‫يظهــر تبايــن يف الطــرح الفكــري لالقتصاديــني بالنســبة لقــدرة بنــوك‬
‫املشــاركة علــى توليــد واشــتقاق الودائــع املصرفيــة؛ حيــث ميكــن التمييــز‬
‫بــني ثالثــة اجتاهــات هــي‪:‬‬
‫ االجتاه األول‪ :‬دور تقليدي غري حمدد‪.‬‬
‫ االجتاه الثاني‪ :‬دور معدوم‪.‬‬
‫ االجتاه الثالث‪ :‬دور ضعيف وحمدود‪.‬‬
‫يــرى أصحــاب اجتــاه الــدور التقليــدي غــري احملــدد بــأن عمليــة توليــد‬
‫النقــود املصرفيــة (توليــد الودائــع املشــتقة) يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬تتشــابه‬
‫متامــاً مــع البنــوك التقليديــة(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬أمحد علي دغيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109 :‬‬

‫‪285‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .1‬دوافع توليد االئتمان يف النظام املصريف‪:‬‬


‫إن توليــد االئتمــان هــو‪ :‬قــدرة البنــك علــى إضافــة نقــود جديــدة إىل النقــد‬
‫املتــداول‪ ،‬وهــو مــا يســمى بالنقــود الكتابيــة أو النقــود االئتمانيــة أو نقــود‬
‫الودائــع‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق قيــام البنــوك بتقديــم قــروض تفــوق يف‬
‫حجمهــا حجــم النقــد املــودع لديهــا(‪.)1‬‬
‫وتتمثل دوافع توليد االئتمان يف النظام املصريف فيما يلي(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬توفــري التمويــل للمؤسســات االقتصاديــة‪ :‬حيــث حتتــاج‬
‫املؤسســة إىل متويــل تقابــل بــه تكاليــف مراحــل العمليــة اإلنتاجيــة‬
‫املتعــددة‪ ،‬عــن طريــق التســهيالت االئتمانيــة املقدمــة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬حتقيــق االســتخدام األمثــل للفوائــض النقديــة‪ :‬حيــث يتــم‬
‫توجيــه الفوائــض النقديــة املوجــودة حلســاب بعــض املؤسســات حنــو‬
‫القطاعــات اإلنتاجيــة الــيت تعانــي عجــزاً يف املــوارد‪.‬‬
‫‪ 3.1‬تســهيل عمليــات املبادلــة‪ :‬حيــث ينتــج عــن قبــول أدوات‬
‫االئتمــان املختلفــة (مــن الشــيكات واحلــواالت‪ )...‬تبســيط عمليــات‬
‫التبــادل‪ ،‬دون اللجــوء إىل تــداول النقــود القانونيــة‪.‬‬
‫‪ 4.1‬توفــري مــوارد الدولــة الــي توجــه لطباعــة العملــة الورقيــة‬
‫واملعدنية‪ :‬حيث ينتج عن اســتخدام أدوات االئتمان تقليل اســتخدام‬
‫النقــود القانونيــة وختفيــض نســبة الفاقــد منهــا‪.‬‬
‫‪ .2‬تصوير عملية توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪:‬‬
‫يتم تصوير عمليات توليد االئتمان بافرتاض أن‪:‬‬

‫(‪ )1‬أمحــد جمــذوب أمحــد علــي‪« ،‬حكــم الشــريعة اإلســالمية يف خلــق االئتمــان يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،182‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.61-60 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪286‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -1.2‬هنــاك عــدداً مــن البنــوك يف الســوق املصـــرفية هــي (أ‪ ،‬ب‪،‬‬


‫جـــ)‪ ،‬وأن شــخصاً قــام بإيــداع مبلــغ ‪ 100.000‬وحــدة نقديــة (ون)‬
‫يف البنــك (أ)‪.‬‬
‫‪ -2.2‬يقــوم البنــك باالحتفــاظ (احتجــاز) جبــزء مــن الوديعــة تعــادل‬
‫نســبة االحتياطــي اإللزامــي ونســبة الرصيــد النقــدي الــالزم ملقابلــة‬
‫احتياجــات الســحب اليومــي (ولتكــن مثـالً ‪)%20‬؛ ثــم يســتخدم باقــي‬
‫الوديعــة يف اإلقــراض أو االســتثمار‪ ،‬وتكــون ميزانيــة البنــك (أ) علــى‬
‫النحــو الــذي يبينــه اجلــدول الالحــق‪.‬‬
‫‪ -3.2‬إن املقــرتض أو املســتفيد(‪ )1‬غالبــا مــا ســيودع حصيلــة القــرض‬
‫يف احلســاب اجلــاري لــدى بنــك آخــر (ب) الــذي يقــوم باالحتفــاظ‬
‫بـــ ‪ %20‬مــن الوديعــة ويســتخدم الباقــي‪ ،‬ويظهــر ذلــك يف ميزانيــة‬
‫البنــك (ب)‪.‬‬
‫‪ -4.2‬يتــم اقــرتاض هــذا املبلــغ مــن طــرف أحــد العمــالء الــذي يقــوم‬
‫بإيداعــه يف بنــك آخــر (جـــ) الــذي يصبــح لديــه وديعــة يســتطيع‬
‫أن يســتثمرها أو يقرضهــا ألحــد عمالئــه؛ بعــد أن حيتفــظ جبــزء‬
‫منهــا يعــادل االحتياطــي النقــدي واإللزامــي (‪ ،)%20‬ويظهــر ذلــك يف‬
‫ميزانيــة البنــك (جـــ)‪.‬‬
‫‪ -5.2‬تتصــرف البنــوك األخــرى بــذات الطريقــة الــيت عملــت هبــا‬
‫البنــوك (أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـــ)‪ ،‬ويُالحــظ أن الزيــادة يف نقــود الودائــع حتــدث‬
‫مبعــدل متناقــص‪.‬‬
‫يُمكن تلخيص ميزانيات البنوك (أ‪ ،‬ب‪ ،‬جـ) يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬يُقصــد باملســتفيد الشــخص الــذي مت االقــرتاض لصاحلــه‪ ،‬فقيــام شــخص مــا باقــرتاض مبلــغ بغــرض اســتخدامه لســداد‬
‫مســتحقات مقــاول يعــي أن املقــاول هــو املســتفيد‪ ،‬وإن مل يكــن املســتفيد األول واألخــري‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)51‬تصوير عملية توليد الودائع يف ميزانيات البنوك‬


‫البنك (جـ)‬ ‫البنك (ب)‬ ‫البنك (أ)‬
‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬
‫نقدية ‪ 20.000‬ودائع ‪ 100.000‬نقدية ‪ 16.000‬ودائع ‪ 80.000‬نقدية ‪ 12.800‬ودائع ‪64.000‬‬
‫قروض ‪51.200‬‬ ‫قروض ‪64.000‬‬ ‫قروض ‪80.000‬‬

‫‪64.000‬‬ ‫‪64.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪100.000‬‬ ‫‪100.000‬‬

‫ويفرتض هذا اجلدول ما يلي‪:‬‬


‫أ‪ -‬وجــود نســبة واحــدة لالحتياطي النقــدي واإللزامي يف كل البنوك‬
‫(‪ :)%20‬وهــذا يــدل علــى أن هــذه النســبة تُعترب عامـالً مُحدِّداً للقدرة‬
‫على اشــتقاق نقود الودائع (عالقة عكســية)‪.‬‬
‫ب‪ -‬تســتخدم البنــوك كل مــا يزيــد عــن االحتياطــي يف منــح‬
‫القروض‪:‬يعتــرب الطلــب علــى التمويــل مــن عمــالء البنــوك مُحــدِّداً‬
‫لعمليــة اشــتقاق الودائــع (عالقــة طرديــة)‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬عــدم وجــود تســرب نقــدي مــن القــروض والودائــع يف اجلهــاز‬
‫املصــريف‪ :‬تُعتــرب نســبة مــا يتــم إعــادة إيداعــه مــن االئتمــان املمنــوح‬
‫مُح ـدِّدا لعمليــة اشــتقاق الودائــع (عالقــة عكســية)‪.‬‬
‫ومعلــوم أن قــدرة اجلهــاز املصــريف علــى توليــد الودائــع حتســب كمــا‬
‫يلي (‪:)1‬‬

‫القدرة على توليد االئتمان = الوديعة األصلية ‪ /1 x‬نسبة االحتياطي‬

‫بتطبيق هذه املعادلة على املثال السابق جند‪:‬‬


‫(‪ )1‬توجــد صيغــة أخــرى حلســاب الودائــع املشــتقة حيــث‪ :‬الودائـــع املشــتقة = الودائــع احلقيقيــة ( ‪/1‬نســبة االحتياطــي‬
‫القانونــي ‪.)1‬‬

‫‪288‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ق = و (‪/1‬ط) = ‪ 500.000= )0,20/1( 100.000‬ون‪ .‬ويتضح أن أقصى‬


‫كميــة لنقــود الودائــع ميكــن للبنــوك أن تشــتقها تبلــغ قيمتهــا ‪400.000‬‬
‫وحــدة نقديــة؛ أي بقــدرة أكــرب مــن حجــم الودائــع األصليــة بأربعــة أضعــاف‪.‬‬
‫ويُمكــن توضيــح هــذه العمليــة يف ميزانيــة البنــوك املُجمَّعــة علــى النحــو‬
‫التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)52‬‬


‫تصوير عملية توليد الودائع يف امليزانية اجملمعة للبنوك‬
‫مبلغ‬ ‫خصــــــوم‬ ‫مبلغ‬ ‫أصــــــول‬
‫‪100.000‬‬ ‫ودائع أولية‬ ‫‪100.000‬‬ ‫نقـدية‬
‫‪400.000‬‬ ‫ودائع مشتقة‬ ‫‪400.000‬‬ ‫قروض واستثمارات‬
‫‪500.000‬‬ ‫اجملموع‬ ‫‪500.000‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪ .3‬قدرة بنوك املشاركة على توليد الودائع املصرفية‪:‬‬


‫حســب هــذا االجتــاه فــإن قــدرة بنــوك املشــاركة علــى توليــد نقــود الودائــع‬
‫تظهــر فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬أنظمــة الودائــع يف بعــض بنــوك املشــاركة تنــص يف عقــد‬
‫اإليــداع للحســاب اجلــاري علــى أن املــودع يُفوِّض البنك يف اســتخدام‬
‫الوديعــة مــع ضمانــه هلــا‪.‬‬
‫‪ -2.3‬يســتلم العميــل يف عمليــات املضاربــة القيمــة احملــددة لتمويــل‬
‫العمليــة نقــداً‪ ،‬ومــن املمكــن أن يقــوم بإيداعهــا أو بعضهــا لفــرتة‬
‫حمــدودة يف بنــك آخــر حتــى يتــم صرفهــا مــرة واحــدة أو علــى دفعــات‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تقــوم بنــوك املشــاركة بإيــداع بعــض مواردهــا املاليــة يف بعــض‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪42‬؛ ‪.67-66‬‬

‫‪289‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بنــوك املشــاركة األخــرى‪ ،‬كحســابات اســتثمارية لعــالج مشــكلة‬


‫فائــض الســيولة لديهــا (إعــادة اإليــداع مــرة أخــرى)‪.‬‬
‫‪ -4.3‬تقــوم بنــوك املشــاركة بفتــح حســابات جاريــة دون فوائــد لــدى‬
‫بعــض البنــوك التقليديــة‪ ،‬كغطــاء للعمليــات الــيت تقــوم هبــا‪.‬‬
‫‪ -5.3‬اإلقــراض والتمويــل باملشــاركة بكافــة أشــكاهلا واملراحبــة‬
‫تســهم مجيعهــا يف التوســع النقــدي بقــدر مــا‪ ،‬وأنــه ينتــج عنهــا توليــد‬
‫ودائــع جديــدة للبنــوك(‪.)1‬‬
‫‪ -6.3‬الصيــغ التمويليــة املتبعــة يف بنــوك املشــاركة تســاهم يف توليــد‬
‫الودائــع؛ ألن التمويــل أي ـاً كانــت صيغتــه فــإن صاحبــه ميلــك حــق‬
‫التصــرف فيــه(‪.)2‬‬

‫ثانياً‪ :‬مربرات الدور املعدوم لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‬


‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه أنــه ال يُســمح بعمليــة توليــد االئتمــان يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬مــن خــالل فــرض معــدل احتياطــي إلزامــي يعــادل ‪%100‬‬
‫(احتياطــي كامــل)(‪ )3‬مــن حجــم ودائعهــا اجلاريـــة وحتــت الطلــب(‪)4‬؛ وذلــك‬
‫لتجنــب اآلثــار االقتصاديــة الســلبية هلــذه العمليــة‪.‬‬
‫‪ .1‬آثار توليد االئتمان على النشاط االقتصادي‪:‬‬
‫تتمثل آثار توليد االئتمان على النشاط االقتصادي فيما يلي(‪:)5‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد جمذوب أمحد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )3‬نــادى «إرفنــج فيشــر» ســنة ‪ 1935‬بتغيــري نســبة االحتياطــي ورفعهــا إىل ‪ %100‬مــن الودائــع حتــت الطلــب حيتفــظ هبــا‬
‫نقــدا أو يف أوراق ماليــة حكوميــة مــع االســتمرار يف احملافظــة علــى هــذه النســبة كلمــا زاد هــذا النــوع مــن الودائــع؛ وبذلــك‬
‫تتحــول البنــوك إىل مؤسســات حلفــظ تلــك الودائــع يف مــكان أمــني حلســاب املودعــني لقــاء مصاريــف معينــة للبنــوك عمــا‬
‫تتكلفــه هــذه العمليــة؛ وهــو يهــدف مــن ذلــك إىل منــع البنــوك مــن توليــد النقــود وجعلــه مــن اختصــاص احلكومــة وحدهــا‪.‬‬
‫(‪ )4‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.128-126 :‬‬
‫(‪ )5‬أمحد جمذوب أمحد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63 :‬‬

‫‪290‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 1.1‬التضخــم‪ :‬توليــد االئتمــان يؤثــر يف العــرض النقــدي‪ ،‬وإذا‬


‫مل تكــن الزيــادة يف عــرض النقــود أو حجــم الســيولة متناســبة مــع‬
‫حاجــة النشــاط االقتصــادي؛ فــإن نتائجهــا ســتكون تضخميــة تــؤدي‬
‫إىل ارتفــاع األســعار‪.‬‬
‫‪ 2.1‬توســيع حجــم التقلبــات االقتصاديــة‪ :‬ألن حجــم الودائــع‬
‫األوليــة تنخفــض لــدى البنــوك يف أوقــات الكســاد؛ ممــا يضطرهــا‬
‫إىل خفــض حجــم الودائــع املشــتقة‪ ،‬ويعــي هــذا انكمــاش إضــايف‬
‫يف حجــم الســيولة ينتــج عنــه اتســاع حالــة الكســاد االقتصــادي‪،‬‬
‫وحيــدث عكــس ذلــك يف حالــة الــرواج ‪.‬‬
‫‪ 3.1‬اختــالل وظيفــة النقــود كمقيــاس للقيــم‪ :‬ينتــج هــذا مــن آثــار‬
‫التضخــم علــى النقــود واملتمثلــة يف ختفيــض قوهتــا الشــرائية؛ وهبــذا‬
‫هتتــز الثقــة يف أهــم معيــار للتبــادل االقتصــادي ومــا يرتتــب عليــه مــن‬
‫خلــل يف العالقــات املاليــة والنقديــة‪.‬‬
‫‪ 4.1‬تركيــز الثــروة يف أيــدي فئــة قليلــة مــن أفــراد اجملتمــع‪:‬‬
‫تُم ِّكــن القــدرات التمويليــة الــيت يتيحهــا توليــد االئتمــان مــن حتقيــق‬
‫أربــاح عاليــة للبنــوك دون تكاليــف مقابلــة‪.‬‬
‫‪ .2‬تصوير عدم توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪:‬‬
‫يتــم تصويــر حالــة االحتياطــي النقدي الكامل بافرتاض أن أحد األشــخاص‬
‫أودع لــدى البنــك وديعــة مقدارهــا ‪ 100.000‬ون‪ ،‬فتظهــر هــذه القيمــة يف‬
‫جانــي األصــول واخلصــوم يف امليزانيــة علــى النحــو التايل‪:‬‬

‫‪291‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)53‬أثــر االحتياطــي الكامــل علــى توليــد الودائــع يف‬


‫امليزانيــة اجملمعــة للبنــوك‬
‫مبلغ‬ ‫خصــــــوم‬ ‫مبلغ‬ ‫أصــــــول‬
‫‪100.000‬‬ ‫ودائع جارية (أولية)‬ ‫‪100.000‬‬ ‫احتياطي إلزامي (نقدية)‬
‫‪0‬‬ ‫ودائع مشتقة‬ ‫‪0‬‬ ‫قروض واستثمارات‬
‫‪100.000‬‬ ‫اجملموع‬ ‫‪100.000‬‬ ‫اجملموع‬

‫وطاملــا تظــل هــذه البنــوك ال تُقــرض أيّ جــزء مــن الودائــع‪ ،‬فــال يكــون لديها‬
‫القــدرة علــى توليــد ودائــع جديــدة؛ وبذلــك تنحصــر وظيفتهــا يف جمــرد‬
‫االحتفــاظ باألمــوال الــيت تــودع لديهــا مقابــل أتعــاب نتيجــة للمحافظــة‬
‫علــى هــذه الودائــع(‪.)1‬‬
‫وحســب هــذا االجتــاه فــإن حرمــان بنــوك املشــاركة مــن توليــد النقــود هــو‬
‫نتيجــة ملــا يلــي(‪:)2‬‬
‫أ‪ -‬نظــام االحتياطــي الكلــي أقــدر علــى ضبــط حجــم التوســع النقدي‬
‫والتحكــم فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام االحتياطي اجلزئي أقل استقراراً وأقل عدالة‪.‬‬
‫يتضــح أن األخــذ هبــذا االجتــاه مــن شــأنه جعــل البنــوك مؤسســات خدميــة‬
‫فقــط؛ بــدالً مــن كوهنــا مؤسســات لتوليــد النقــود أو أجهــزة وســاطة‪.‬‬

‫(‪ )1‬صبحــي تــادرس قريصــة وعبــد النعيــم حممــد مبــارك‪« ،‬اقتصاديـــات النقـــود والبنـــوك»‪ ،‬مركـــز اإلســكندرية للكتــاب‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،1995 ،‬ص‪.117-116 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174-172 :‬‬

‫‪292‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثــاً‪ :‬تصــورات الــدور احملــدود لبنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬


‫املصرفيــة‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه بــأن قــدرة بنــوك املشــاركة يف توليــد الودائــع‬
‫ضعيفــة وحمــدودة؛ باملقارنــة مــع البنــوك التقليديــة(‪.)1‬‬
‫تتمثــل عناصــر املقارنــة بــني بنــوك املشــاركة والبنــوك التقليديــة يف جمــال‬
‫القــدرة علــى اشــتقاق الودائــع فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬إن الســر يف مقــدرة البنــوك التقليديــة علــى اشــتقاق الودائــع هــو‬
‫متكنهــا مــن تقديــم القــروض مــن خــالل الزيــادة املتاحــة يف مواردهــا‬ ‫ُّ‬
‫النقديــة‪ ،‬وأن جــزءاً صغــرياً مــن الزيــادة يف مواردهــا النقدية يتســرب‬
‫هنائي ـاً إىل التــداول‪ ،‬يف حــني أن معظــم القــروض يُعــاد إيداعهــا يف‬
‫احلســابات املصرفيــة للمســتفيدين منهــا يف النهايــة لــدى هذا البنك‬
‫أو البنــوك األخــرى‪.‬‬
‫‪ -2‬إن بنــوك املشــاركة ال تقــدم متويــالً نقديــاً يف صــورة قــروض‬
‫نقديــة (باســتثناء بعــض حــاالت القــروض احلســنة)؛ ألن نشــاطها‬
‫يقــوم علــى مبادلــة الســلع بالنقــود أو تقــدم متويـالً ســلعياً أو عينيـاً‪،‬‬
‫نتيجــة لتوظيــف مواردهــا يف العمليــات االســتثمارية احلقيقيــة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن بنــك املشــاركة ال يضمــن كالبنــك التقليــدي اســرتداد مقــدار‬
‫مشــاركته يف العمليــة االســتثمارية أو مشــاركة العميــل لــه؛ ومــن ثــم‬
‫فــإن قضيــة ضمــان اســرتداد قيمــة التمويــل وعوائدهــا يف البنــك‬
‫التقليــدي ليســت متحققــة يف بنــك املشــاركة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أبو بكر الصديق عمر متويل وشوقي إمساعيل شحاته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪87 :‬؛ ‪.99‬‬
‫(‪ )2‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.42-39‬‬

‫‪293‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -4‬تُقــدِّم بنــوك املشــاركة يف بعــض احلــاالت القــروض احلســنة‬


‫(دون فوائــد) الــيت يكــون حجمهــا حمــدوداً جــداً‪ ،‬وغالبــاً مــا يتــم‬
‫اســتخدامها يف عمليــات ســلعية مباشــرة‪ ،‬فــال يقــوم العميــل بإعــادة‬
‫إيداعهــا ثانيــة‪.‬‬
‫‪ -5‬تُوجَّــه حســابات الودائــع االســتثمارية الســتثمارات حقيقيــة‪،‬‬
‫مــن خــالل شــراء الســلع واملعــدات يف صــور اإلنفــاق العيــي وليــس‬
‫النقــدي كمــا هــو احلــال يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -6‬قبــول الودائــع اجلاريــة ال مي ِّثــل النشــاط األساســي لبنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وهــو مــا يتضــح يف ضآلــة نســبتها إىل إمجــايل الودائــع؛‬
‫عكــس مــا هــو موجــود يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -7‬إن عمليــات املتاجــرة الــيت تقــوم هبــا بنوك املشــاركة قــد يؤدي إىل‬
‫فتــح حســابات جاريــة‪ ،‬غــري أن حلقــات اإليــداع يف مثل هــذه احلاالت‬
‫ليســت متواليــة كمــا هــو متوقــع هلا يف إطــار البنــوك التقليدية‪.‬‬
‫وحســب هــذا االجتــاه فــإن بنــوك املشــاركة يُســمح هلــا باســتخدام «نظــام‬
‫االحتياطــي اجلزئــي» الشــتقاق الودائــع‪ ،‬شــريطة أن تتخــذ التدابــري‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬أن توليــد الودائــع املشــتقة يتفــق مــع حاجــة االقتصــاد الوطــي وال‬
‫يــؤدي إىل التضخــم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن األربــاح النامجــة عــن توليــد مثــل هــذه الودائــع جيــب أن تــؤول‬
‫إىل اجملتمــع كلــه‪ ،‬وليــس إىل فئــة خاصــة منــه‪.‬‬
‫يتضــح أن هــذا االجتــاه بنــى رؤيتــه علــى األســاس النظــري لطبيعــة نشــاط‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174 :‬‬

‫‪294‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫بنــوك املشــاركة املميــزة؛ الــذي يأخــذ يف االعتبــار متويــل هــذه البنــوك‬


‫جلــزء مــن نشــاطها املصــريف املتعلــق باالعتمــادات املســتندية واإلقــراض‬
‫اجملانــي التعاونــي‪.‬‬
‫فيما يلي نبني االجتاهات السابقة يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫شــكل رقــم (‪ :)31‬االجتاهــات الفكريــة يف قــدرة بنــوك املشــاركة علــى‬
‫توليــد الودائــع املشــتقة‪.‬‬
‫االجتـاهـات الـفـكـريـة‬

‫االجتــاه الـثـالـث‬ ‫االجتــاه الـثـانـي‬ ‫االجتــاه األول‬

‫عملية اشتقاق الودائع‪ :‬متاحة‬ ‫نوعة‬ ‫عملية اشتقاق الودائع‪:‬‬ ‫عملية اشتقاق الودائع‪ :‬تقليدية‬

‫إتباع نظام االحتياطي اجلزئي‬ ‫إلزام باحتياطي إلزامي كامل (‪)%100‬‬ ‫احتجاز احتياطي نقدي وإلزامي‬

‫القدرة على توليد االئتمان‪ :‬ضعيفة‬ ‫القدرة على توليد االئتمان‪ :‬منعدمة‬ ‫القدرة على توليد االئتمان‪:‬غري حمددة‬

‫أساس االجتاه‪:‬‬ ‫أساس االجتاه‪:‬‬ ‫أساس االجتاه‪:‬‬


‫اإلطار النظري لبنوك املشاركة‬ ‫البنوك هي مؤسسات خدمية‬ ‫التجربة العملية لبنوك املشاركة‬

‫‪295‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻣﺼــﺎدر ا‪7‬ﻣــﻮال اﻟﺨﺎرﺟﻴــﺔ ا‪P‬ﺿﺎﻓﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ طبيعـة األدوات املالية املستحدثة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ ا‪7‬ول‪ :‬ﻃﺒﻴﻌــﺔ ا‪7‬دوات اﻟﻤﺎﻟﻴــﺔ اﻟﻤﺴــﺘﺤﺪﺛﺔ ﻓــﻲ‬


‫ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مبـررات احلاجـة إىل مصـادر أموال إضافيـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثاني ـاً‪ :‬تصــورات مقرتحــة ألســاليب جديــدة ملصــادر األمــوال يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬طبـيـعـة األوراق املـالـيـة الي استحدثتـها بنـوك املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مربرات احلاجة إىل مصادر أموال إضافية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬
‫إن التجربــة العمليــة لتعبئــة األمــوال (وخاصــة الودائــع) يف بنــوك املشــاركة‬
‫وضــح أن النســبة الغالبــة مــن املودعــني تســيطر عليهــم العقليــة الربويــة‪،‬‬‫تُ ِّ‬
‫نتيجــة تأثــر مواقفهــم بطبيعــة الودائــع يف البنــوك التقليديــة (مــن حيــث‬
‫ضمــان الوديعــة والعائــد)‪ ،‬ويعطــي الواقــع يف هــذا الشــأن املؤشــرات‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬ر بة املودعني يف السحب من ودائعهم بسهولة وسرعة‪:‬‬
‫أظهــر التطبيــق العملــي عــدم اســتعداد نســبة كبــرية مــن املودعــني لــرتك‬
‫ودائعهــم االســتثمارية لفــرتة طويلــة ورغبتهــم يف الســحب منهــا بســهولة‬
‫وســرعة‪ ،‬غــري مدركــني الطبيعــة املختلفــة لبنــوك املشــاركة عــن البنــوك‬
‫التقليديــة‪ ،‬وأمــام هــذا الوضــع اضطــرت كثــري مــن بنــوك املشــاركة ملســايرة‬
‫هــذا الواقــع عنــد صياغــة أنظمــة الودائــع (االســتثمارية) هبــا‪ ،‬كمــا هــو‬
‫متبــع يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬وذلــك بإعطــاء املــودع حــق الســحب يف آجــال‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90-88 :‬‬

‫‪297‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫قصــرية (أو عنــد الطلــب!) وحصولــه علــى عوائــد دوريــة قصــرية تصــل‬
‫أحيانــا إىل ثالثــة أشــهر أو شــهر واحــد‪ ،‬حتــى أصبحــت الســمة الغالبــة‬
‫لودائــع هــذه البنــوك ذات طبيعــة قصــرية األجــل‪ ،‬وهــو مــا أثــر ســلباً يف‬
‫نشــاطها االســتثماري الــذي يُفــرتض فيــه أن يكــون اســتثماراً تنمويـاً يتطلــب‬
‫مــوارد ماليــة طويلــة األجــل‪.‬‬
‫كمــا أ َّثــر هــذا أيضــاً يف رحبيتهــا نتيجــة احتفــاظ غالبيــة هــذه البنــوك‬
‫بنســبة عاليــة مــن الســيولة (التشــغيلية والقانونيــة) وتعطيــل جــزء مــن هــذه‬
‫الودائــع عــن االســتثمار‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم توفر االستعداد الكايف لدى البية املودعني للمخاطرة‪:‬‬
‫رغــم أن املودعــني قبلــوا تقديــم أمواهلــم علــى أســاس املشــاركة يف نتائــج‬
‫العمليــات االســتثمارية مــن ربــح أو خســارة وحتمــل املخاطــر وفــق قاعــدة‬
‫«ال ُغنْــم بال ُغ ـرْم»؛ إال أن الواقــع العملــي يشــري أهنــم قبلــوا هــذا األمــر علــى‬
‫الــورق فقــط‪ ،‬فهــم ال يتصــورون إمكانيــة حــدوث خســائر‪ ،‬وليســوا علــى‬
‫اســتعداد لتقبلهــا يف حالــة حدوثهــا‪ ،‬كمــا أن نســبة كبــرية منهــم ليســت علــى‬
‫اســتعداد لقبــول معــدالت أربــاح أقــل ممــا توزعــه البنــوك التقليديــة مــن‬
‫فوائــد؛ حيــث أثبتــت التجربــة حتــول أعــداد كبــرية مــن املودعــني يف بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة إىل البنــوك التقليديــة عندمــا حققــت معــدالت أربــاح أقــل‬
‫ممــا متنحــه البنــوك التقليديــة مــن فوائــد‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن نســبة كبــرية‬
‫منهــم ليــس لديهــم االســتعداد الــكايف للمخاطــرة‪.‬‬
‫يتضــح ممــا ســبق‪ ،‬أن جوهــر إشــكالية جتميــع وتعبئــة الودائــع االدخاريــة‬
‫واالســتثمارية تنحصــر يف التعــارض بــني رغبــات وطلبــات املودعــني وبــني‬
‫طبيعــة وخصائــص بنــوك املشــاركة‪ ،‬وميكن تلخيص ذلك يف الشــكل التايل‪:‬‬

‫‪298‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪ :)32‬التعارض بني ر بات املودعني وطبيعة بنوك املشاركة‪.‬‬


‫الــتعـارض‬

‫احلاجة إىل موارد طويلة األجل‬ ‫الر بة يف سحب الودائع يف‬


‫بنوك املشاركة‬ ‫األجل القصري‬ ‫املودعون‬
‫(طبيعة استثمارية)‬ ‫(عقلية ربوية)‬
‫احلاجة إىل موارد ذات طبيعة‬
‫عدم توفـر االستعداد للمخاطرة‬
‫اطرة‬

‫وهلــذا؛ فاملطلــوب مــن بنــوك املشــاركة أن تعمــل علــى «اســتحداث وابتــكار‬


‫أدوات وأساليب جديدة يف إطار عقد املضاربة جلذب الودائع واملدخرات‪،‬‬
‫مبــا يتيــح هلــا توفــري املــوارد الــيت ختــدم هــدف التوظيــف الطويــل وأن تتميز‬
‫برغبتهــا يف العمــل وفــق قاعــدة ال ُغنْــم بال ُغـرْم»(‪.)1‬‬
‫إن العجــز التمويلــي لالســتثمار طويــل األجــل ينتــج عــن جمموعــة مــن‬
‫األســباب‪ ،‬ميكــن التعــرُّف عليهــا مــن خــالل اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)54‬حتديــد أســباب العجــز التمويلــي لالســتثمار طويــل‬
‫األجــل يف بنــوك املشــاركة‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫أسبـاب العجــز التمويــلي لالستثمـار‬
‫‪%33‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬أن معظم الودائع قصرية األجل‪.‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ -‬اخنفاض رأس مال البنك بالنسبة حلجم استخداماته‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬اخنفاض مسامهة البنك يف االستثمارات‪.‬‬
‫‪67%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬عدم وجود جهاز استثماري للقيام بالعمل‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬كافة األسباب السابقة جمتمعة‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪3‬‬ ‫عدد البنــوك‬

‫املصدر ‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪،‬‬


‫«تقويم الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.435 :‬‬
‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117 :‬‬

‫‪299‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثاني ـاً‪ :‬تصــورات مقرتحــة ألســاليب جديــدة ملصــادر األمــوال يف بنــوك‬


‫املشــاركة‬
‫نظــرا ألن غالبيــة مصــادر األمــوال يف بنــوك املشــاركة قصــرية األجــل؛‬
‫فــإن هنــاك مجلــة مــن األســاليب املقرتحــة للتغلــب علــى هــذه الصعوبــة‬
‫تتمثــل فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬حتفيــز املودعــني علــى حتويــل ودائعهــم قصــرية األجــل إىل طويلــة‬
‫األجــل‪ ،‬وتشــجيعهم علــى حتويلهــا إىل مســامهات يف مشــروعات‬
‫معينــة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمــاد بصــورة أكثــر علــى متويــل البنــك بالنســبة للمشــروعات‬
‫طويلــة األجــل‪ ،‬عــن طريــق زيــادة رأس املــال‪.‬‬
‫‪ -‬إصــدار صكــوك اســتثمارية جديدة طويلة األجل‪.‬‬
‫ويؤكــد البعــض علــى أنــه يف مقابــل أســلوب شــهادات اإليــداع القابلــة‬
‫للتــداول الــذي اســتخدمته البنــوك التقليديــة؛ لكــي تُحــوِّل االلتزامــات‬
‫مــن االســتحقاق قصــري األجــل إىل متوســط وطويــل األجــل‪ ،‬ميكــن أن‬
‫تُصــدر بنــوك املشــاركة «صكــوك مشــاركات» ميكــن تداوهلــا هبــدف‬
‫حتقيــق مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬التجاوب مع التنوع يف االســتخدامات‪.‬‬
‫‪ -‬التــالؤم مــع طبيعــة عمــل البنــك ذي الطابع مقيد األجل‪.‬‬
‫يُمكــن إجيــاز هــذه الصكــوك ذات اآلجــال قصــرية ومتوســطة‬
‫وطويلــة األجــل يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬

‫‪300‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)55‬طبيعة صكوك املشاركات يف بنوك املشاركة‬


‫صكوك مشاركات متوسطة وطويلة األجل‬ ‫صكوك مشاركات قصرية األجل‬
‫‪ -‬صكوك التأجري‪.‬‬ ‫‪ -‬صكوك البيع اآلجل أو السَّلَم‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك املشاركات املتناقصة املنتهية بالتمليك‪.‬‬ ‫‪ -‬صكوك متويل رأس املال العامل باملشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك استثمار طويل األجل‪.‬‬ ‫‪ -‬صكوك املضاربة‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك صناديق استثمار‪.‬‬
‫‪ -‬صكوك املشاركة العامة مع البنك‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86-85‬‬

‫إن أنــواع صكــوك التمويــل املشــا ِركة يف األربــاح واخلســائر الــيت هتــدف‬
‫إىل توفــري مــوارد ماليــة مناســبة لبنــوك املشــاركة‪ ،‬وتُم ِّكنهــا مــن القيــام‬
‫بأنشــطتها االســتثمارية املختلفــة وحتقيــق أهدافهــا التنمويــة‪ ،‬تتمثــل‬
‫فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬صكــوك زيــادة رأس املال املؤقتة‪.‬‬
‫‪ -2‬الصكوك املشــا ِركة يف العائد (غري حمددة املدة)‪.‬‬
‫‪ -3‬صكــوك إيــداع آلجــال متوســطة (مرتاكمــة القيمــة و‪/‬أو‬
‫ذات العائــد اجلــاري الشــهري)‪.‬‬
‫‪ -4‬صكــوك مشــروعات قطاعيــة (زراعيــة‪ ،‬صناعيــة‪،‬‬
‫إســكان)‪.‬‬
‫‪ -5‬صكوك اســتثمار ملشــروع معني‪.‬‬
‫‪ -6‬صكوك الوكالة االســتثمارية‪.‬‬
‫وتُع ـدُّ األسهـــم كأحــد أشــكال األدوات باعتبارهــا حصــة مشــاركة ميكــن‬
‫أن تُســتخدم بالقــوة والكفــاءة نفســها الــيت تســتخدمها البنــوك التقليديــة‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112-110 :‬‬

‫‪301‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وهــي‪:‬‬
‫‪ -1‬األســهم املصوتــة (‪ :)Voting Shares‬جتمــع بــني حقــوق‬
‫امللكيــة وحــق اإلدارة والتصويــت واالنتخــاب‪.‬‬
‫‪ 2‬األســهم ــري املصوتــة (‪ :)Non-Voting Shares‬متثــل‬
‫فقــط حقــوق املشــاركة يف أربــاح املشــروع دون أن يكــون ملالكيهــا‬
‫حــق التدخــل يف اإلدارة والتصويــت أو االنتخــاب والرتشــح لعضويــة‬
‫جملــس اإلدارة‪.‬‬
‫أمــا األدوات املاليــة الــيت ميكــن أن تشــكل النــواة لســوق رأس املــال‬
‫يف إطــار نظــام املشــاركة فهــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1‬األدوات املاليــة القائمــة علــى امللكيــة‪ :‬والــيت تتميــز بقابليتهــا‬
‫للتــداول بأســعار حتددهــا قــوى الســوق؛ دون التقيــد بالقيمــة‬
‫االمسيــة هلــا‪ ،‬وهــذا يُم ِّكــن مــن قيــام ســوق ثانويــة هلــا؛ وأمههــا‪:‬‬
‫صكــوك اإلجــارة‪ ،‬أســهم املشــاركة‪ ،‬أســهم املضاربــة‪ ،‬أســهم اإلنتــاج‪.‬‬
‫‪ 2‬األدوات املاليــة القائمــة علــى املديونيــة‪ :‬وتتميــز بارتباطهــا‬
‫باإلنتــاج املــادي للســلع واخلدمــات‪ ،‬وميكــن أن تُقــدم الضمانــات‬
‫الالزمــة والرهــون املناســبة حلامــل هــذه الســندات؛ وأمههــا‪:‬‬
‫ســندات البيــع‪ ،‬ســندات االســتصناع‪ ،‬ســندات السَّــلَم‪ ،‬ســندات‬
‫اإلجــارة‪.‬‬
‫إن هنــاك مــربرات عمليــة لقيــام ســوق ماليــة تالئــم طبيعــة عمــل بنــوك‬
‫املشــاركة الــيت ال تســتطيع اســتثمار فوائــض الســيولة لديهــا يف األدوات‬
‫املاليــة املتعــارف عليهــا‪ ،‬كســندات التنميــة وأذونــات اخلزينــة(‪ )2‬نظــراً‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )2‬هنــاك صورتــان لســندات الديــن العــام‪ :‬أحدمهــا قصــري األجــل ملــدة ‪ 90‬يومــا وتســمى «أذونــات اخلزينــة»‪ ،‬واألخــرى‬

‫‪302‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫الرتباطهــا بالفائــدة؛ لذلــك فــإن إمكانيــة إصــدار «ســندات املقارضــة»‬


‫واســتخدام «شــهادات االســتثمار» ميكــن أن تزيــد مــن قــدرة بنــوك‬
‫املشــاركة علــى جتميــع مــوارد إضافيــة‪ ،‬وتوجيههــا جملــاالت االســتثمار‬
‫متوســطة وطويلــة األجــل‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬طبيعة األوراق املالية الي اســتحدثتها بنوك املشــاركة‬


‫إن األدوات املالية املتاحة لبنوك املشــاركة يف جمال األســواق املالية يغلب‬
‫عليهــا طابــع املضاربــة ألهنــا الشــكل الــذي يســتوعب خمتلف االســتثمارات‬
‫والعقــود األخــرى‪ ،‬وتُع ـرَّف بأهنــا‪« :‬صكــوك تُصدرهــا مؤسســات ماليــة‬
‫باعتبارهــا مضاربــا‪ ،‬ومتثــل حصــة شــائعة يف رأس مــال مشــروع معيّــن‬
‫أو مشــروعات متعــددة تشــارك يف األربــاح املتوقعــة واخلســائر احملتملــة‬
‫وتتميــز بآجــال متفاوتــة وبقــدرة خمتلفــة علــى التــداول واالســرتداد»(‪.)1‬‬
‫وإن الدعــوة إىل بــذل اجلهــود العلميــة البحثيــة والعمليــة امليدانيــة مــن‬
‫أجــل تطويــر وابتــكار أدوات ماليــة جديــدة‪ ،‬تكتســب أمهيتهــا مــن عــدة‬
‫ظــروف وعوامــل ميكــن حصــر أمههــا فيمــا يلــي‪:‬‬

‫طويلــة األجــل وتســمى «بســندات اخلزينــة أو ســندات التنميــة»‪.‬‬


‫(‪ )1‬أمحــد حمــي الديــن أمحــد‪« ،‬أســواق األوراق املاليــة وآثارهــا اإلمنائيــة يف االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬سلســلة صــاحل كامــل‬
‫للرســائل اجلامعيــة يف االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬جمموعــة دلــة الربكــة‪ ،‬إدارة البحــوث والتطويــر‪ ،‬قســم البحــوث والدراســات‬
‫الشــرعية‪ ،‬الكتــاب الثانــي‪ ،‬ط‪ ،1995 ،1‬ص‪.251:‬‬

‫‪303‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم ( )‪:‬‬


‫ظروف وعوامل احلاجة إىل أدوات مالية جديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫األدوات املاليـة اجلديـدة‬ ‫األدوات املاليـة التقليديـة‬
‫‪ -‬تعانــي بنــوك املشــاركة مــن عــدم اســتطاعتها اســتثمار ‪ -‬أصبحــت احلاجــة ملحــة إىل ابتــكار أدوات ماليــة‬
‫متدرجــة مــن ناحيــة ســهولة التســييل؛ حبيــث تُم ِّكــن‬ ‫فائــض الســيولة املتجمعة بالســرعة املناســبة‪.‬‬
‫‪ -‬يصعــب عليهــا اللجــوء إىل الســوق املاليــة التقليديــة بنــوك املشــاركة مــن االســتعانة هبــا ألغــراض مواجهــة‬
‫ظــروف الســيولة عنــد احلاجــة إليهــا أو عنــد وجــود‬ ‫عندمــا حتتــاج للســيولة‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجــد األدوات والوســائل الــيت متكنهــا مــن اللجــوء فائــض منهــا‪.‬‬
‫إىل البنــك املركــزي دون أن تضطــر للتعامــل بالفائــدة‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميكــن لبنــوك املشــاركة التعامــل بالســندات ذات ‪ -‬نشــاط الســوق الثانويــة يعتمــد علــى نــوع وحجــم‬
‫الفائــدة‪ ،‬كمــا أن األســهم وحدهــا ال تصلــح ألن ختلــق األدوات املاليــة املعروضــة؛ تســمح لبنــوك املشــاركة‬
‫للتعامــل فيهــا‪.‬‬ ‫ســوقا نشــطة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬تتميــز األســهم بعــدم إنتاجيــة تبادهلــا‪ ،‬إذ يتــم غالب ـا ‪ -‬البــد مــن وجــود أدوات ماليــة تســمح لبنوك املشــاركة‬
‫التعامــل فيهــا‪ ،‬كشــهادات اإلجيــار وصكــوك املضاربــة‬ ‫علــى أســاس املضاربــة (‪.)Speculation‬‬
‫والصناديــق املفتوحــة واملغلقــة وصكــوك املزارعــة‬
‫وحنوهــا‪..‬‬
‫‪ -‬إن األدوات املاليــة التقليديــة هــي أدوات مُصمَّمــة ‪ -‬تنحــاز األدوات املاليــة اجلديــدة يف بنــوك املشــاركة‬
‫باألســاس لواقــع اقتصــادي خمتلــف وملرحلــة معينــة مــن لصــاحل النشــاط احلقيقــي املنتــج وليــس النشــاط‬
‫النمــو االقتصــادي ال تناســب ظــروف الــدول اإلســالمية النقــدي الطفيلــي‪.‬‬
‫‪ -‬تعتــرب هــذه األدوات مــن أرفــع البدائــل الــيت ميكــن‬ ‫ومتطلباهتــا اآلنيــة‪.‬‬
‫‪ -‬عجــزت هــذه األدوات أن تكــون أداة فعالــة لتعبئــة أن تــؤدي ذلــك الــدور خلصائصهــا اإلنتاجيــة وتلمســها‬
‫املدخــرات ومتويــل التنميــة االقتصاديــة‪ ،‬بــل وكانــت لالحتياجــات الفعليــة‪ ،‬ولقرهبــا مــن مشــاعر ونفســية‬
‫عامــال أساســياً مســهماً يف زيــادة املديونيــة يف الــدول اجملتمعــات العربيــة واإلســالمية‪.‬‬
‫الناميــة عمومــا وإربــاك خططهــا االقتصاديــة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد حمي الدين أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.259-257 :‬‬

‫إن التجــارب الــيت قامــت هبــا الــدول العربيــة واإلســالمية يف جمــال إصــدار‬
‫بعــض األوراق املاليــة‪ ،‬قــد حققــت جناحــا بدرجــات متفاوتــة؛ وتُعتــرب جمــاالً‬
‫ملزيــد مــن البحــث والتطويــر واآلفــاق املســتقبلية إلنشــاء ســوق ماليــة ميكــن‬
‫أن تتعامــل فيهــا بنــوك املشــاركة‪ .‬نبــني جتــارب هــذه الــدول يف اجلــدول‬
‫التــايل‪:‬‬

‫‪304‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪:)57‬‬


‫التجارب القطرية للدول العربية واإلسالمية يف إصدار األوراق املالية‬
‫األوراق املاليـة املطروحـة‬ ‫الدولة‬
‫سندات املقارضة‪.‬‬ ‫األردن‬
‫سندات مشاركة‪.‬‬ ‫إيـران‬
‫شهادات املشاركة ‪ +‬شهادات املضاربة‪.‬‬ ‫باكستـان‬
‫أسهم املشاركة ‪ +‬أسهم اإلدارة‪.‬‬ ‫البحريـن‬
‫شهادات اإلسكان‪.‬‬ ‫تركيـا‬
‫األسهم ‪ +‬صكوك التأجري‪.‬‬ ‫السـودان‬
‫صكوك اإلسكان ‪ +‬التأجري‪.‬‬ ‫الكويـ‬
‫شهادات االستثمار احلكومية ‪ +‬سندات املضاربة‪.‬‬ ‫ماليزيـا‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬نبيــل احللــي‪« ،‬حنــو أســواق املــال اإلســالمية‪ :‬واقــع وآفــاق»‪،‬‬
‫جملة الريموك‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،‬العدد ‪ ،62‬كانون الثاني‪ ،1999 ،‬ص‪.6 :‬‬

‫‪305‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ا‪7‬ﺳــﺎﻟﻴﺐ ا‪P‬ﻳﺪاﻋﻴــﺔ اﻟﺠﺪﻳــﺪة ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬شـهـادات االدخـار املشارِكـة يف األربـاح واخلسائـر‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬شـهـادات اإليـداع املشارِكـة يف األربـاح واخلسائـر‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬شـهـادات االستثمار املشارِكـة يف األربـاح واخلسائـر‪.‬‬

‫ال‪ :‬شهادات االدخار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‬ ‫أو ً‬


‫قامــت كثــري مــن البنــوك التقليديــة باســتحداث صــور وأســاليب متعــددة‬
‫لإليــداع املصــريف(‪ )1‬هبــدف جــذب املدخــرات الصغــرية واملتوســطة مــن‬
‫األفــراد‪ ،‬فــإذا وجــد البنــك فرصــة اســتثمارية مرحبــة حـدَّد مدهتــا وطــرح‬
‫يف مقابلهــا شــهادات إيــداع بنفــس املــدة‪ ،‬وحتــى تُح ِّقــق بنــوك املشــاركة‬
‫التــوازن املطلــوب يف معامالهتــا؛ فإهنــا حتتــاج إىل أوعيــة ادخاريــة‬
‫قصــرية ومتوســطة وطويلــة األجــل لتعبئــة الفوائــض املاليــة لــدى األفــراد‬
‫واملؤسســات‪ ،‬ومــن هــذه األوعيــة ‪:‬‬
‫‪ -‬شهادات االدخار املشا ِركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات اإليداع املشا ِركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‪ -‬شهادات االستثمار املشا ِركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫(‪ )1‬مــن األمثلــة علــى هــذه الصــور املســتحدثة لإليــداع املصــريف والــيت تأخــذ مســميات خمتلفــة‪ « :‬شــهادات االســتثمار»‬
‫الــيت يصدرهــا البنــك األهلــي املصــري و» شــهادات االســتثمار» يف اهلنــد و» شــهادات اإليــداع» الــيت ظهــرت يف الــو‪.‬م‪.‬أ‪ .‬ســنة‬
‫‪ 1961‬والــيت انتقلــت إىل إجنلــرتا ســنة ‪ « ،1966‬شــهادات االدخــار بالنقــد األجنــي» الــيت أصدرهــا بنــك مصــر‪ « ،‬شــهادات‬
‫توفــري العمــالت األجنبيــة ذات اجلوائــز» و» خدمــات اإليــداع للصغــار والشــباب» الــيت ظهــرت يف بعــض الــدول األوروبيــة «‬
‫كتوفــري ال ُقصَّــر بالبنــوك اإلجنليزيــة» و» حســابات الصغــار» بالبنــوك اهلولنديــة‪ ،‬وهــي يف جمموعهــا شــهادات جتمــع بــني‬
‫إغــراء الفائــدة وإغــراء اجلوائــز‪ ،‬وكذلــك « اإليــداع الثابــت بالتقســيط» الــذي يوجــد يف اليابــان وغــرب أوربــا واهلنــد‪ ،‬والــذي‬
‫يهــدف إىل االســتعداد علــى املــدى الطويــل ملواجهــة متطلبــات احليــاة كالــزواج والســفر وغــري ذلــك‪ .‬ومتثــل شــهادات اإليــداع‬
‫مبختلــف مســمياهتا أحــد أنــواع الودائــع اآلجلــة‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫تُع ـدّ شــهادات االدخــار مــن أحــدث مصــادر األمــوال يف بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫«وهــي ورقــة ماليــة متثــل حصــة يف مشــاركة تســتحق نصيبــا يف أربــاح‬
‫املصــرف املصــدر هلــا حســب مــا يتحقــق مــن أربــاح»(‪.)1‬‬
‫من أهم شروط الشهادات االدخارية مايلي(‪:)2‬‬
‫‪ -‬قيمة الشهادة ‪ 500‬دينار أو عملة حرة ومضاعفاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬الشهادة امسية ومدهتا ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد‪.‬‬
‫‪ -‬تشرتك الشهادة يف الربح واخلسارة‪.‬‬
‫‪ -‬يــو َّزع العائــد ‪ 4‬مــرات ســنوياً‪ ،‬وحي ـدَّد تبع ـاً لنتائــج أعمــال بنــك‬
‫املشــاركة وبنفــس العملــة املشــرتك هبــا‪.‬‬
‫‪ -‬للعميــل بعــد مــرور ‪ 3‬أشــهر مــن تاريــخ اإلصدار احلق يف اســرتجاع‬
‫قيمة الشــهادة‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالــة الرغبــة يف عــدم االســرتجاع مينــح البنــك قرضـاً حســناً‬
‫للعميــل مــن دون أيّ مصاريــف وملــدة أقصاهــا ســنة‪ ،‬بنســبة ‪ %50‬مــن‬
‫قيمــة الشــهادة‪.‬‬
‫‪ -‬ميكــن إيــداع الشــهادة خبزائــن البنــك‪ ،‬وإضافــة قســائم األربــاح‬
‫حلســاب العميــل دون عمولــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.586 :‬‬

‫‪307‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬شهادات اإليداع املشارِكة يف األرباح واخلسائر‬


‫ال ترتبط شــهادات اإليداع مبشــروع معيّن أو نشــاط معيّن‪ ،‬وتكون حصيلة‬
‫اإلصــدار متاحــة للبنــك الســتخدامها يف األنشــطة واجملــاالت الــيت يراهــا‬
‫مناســبة‪ ،‬ويقــوم بنــك املشــاركة بصفتــه مُصْـ ِدرًا للشــهادات بــدور املضــارب‬
‫غــري املقيــد مبجــال معيّــن‪ .‬مــن أهــم شــروط شــهادات اإليــداع مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬تصــدر الشــهادات امسيــة وبفئــات حمددة مقبولــة (‪،100 ،50 ،10‬‬
‫‪ )1.000 ،500‬وحــدة نقدية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون ملدة زمنية حمددة (‪ 3‬سنوات أو ‪ 5‬سنوات مثالً)‪.‬‬
‫‪ -‬تســتحق الشــهادات عائــداً ســنوياً وفــق مــا يتحقــق مــن أربــاح‬
‫البنــك‪ ،‬مقابــل نســبة مــن الربــح تُحـدَّد مســبقاً عنــد اإلصــدار تُبيِّــن‬
‫نصيــب البنــك كمضــارب يف أمــوال الشــهادات‪ ،‬ويــو َّزع الربــح الباقــي‬
‫علــى أصحــاب الشــهادات كل بنســبة مــا ميلــك‪.‬‬
‫‪ -‬يكون وزن الشــهادات يف العائد أعلى من وزن حســابات االســتثمار‬
‫(املودعــة عــادة ملــدة ســنة أو أقــل)‪ ،‬ويتزايــد هــذا الــوزن تبعـاً لتزايــد‬
‫مدهتــا حتــى يكــون ذلــك دافعــاً إىل اإليــداع لفــرتات أطــول؛ ألن‬
‫حصيلتهــا ال تُلــزم بنــك املشــاركة بإيــداع نســبة منهــا لــدى البنــك‬
‫املركــزي كنســبة احتياطــي(‪ ،)2‬إضافــة إىل إمكانيــة توظيفهــا آلجــال‬
‫متوســطة وطويلــة باطمئنــان أكــرب‪.‬‬

‫(‪ )1‬إمساعيــل حســن‪« ،‬تطويــر ســوق مــايل إســالمي»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك اإلســالمية املنعقــد‬
‫باســتانبول (تركيــا)‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.51 :‬‬
‫(‪ )2‬يــرى البعــض أن أســباب اعتمــاد البنــوك علــى املصــادر غــري التقليديــة لتدعيــم جانــب خصــوم ميزانيتهــا‪ ،‬تعــود إىل مــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية قيام البنوك باستثمار هذه املصادر يف جماالت حتقق عائدا أكرب‪.‬‬
‫‪ -‬بعــض هــذه املصــادر (علــى عكــس الودائــع التقليديــة) ال خيضــع ملتطلبــات االحتياطــي اإللزامــي (األمــوال‬
‫املقرتضــة)‪ ،‬بينمــا قــد خيضــع البعــض اآلخــر (شــهادات اإليــداع) لتلــك املتطلبــات ولكــن بنســب منخفضــة‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬شهادات االستثمار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‬


‫يســتخدم بنك املشــاركة حصيلة هذه الشــهادات ملقابلة طلبات التمويل يف‬
‫مشــاريع معيّنــة أو أنشــطة معينــة؛ ويلعــب بنــك املشــاركة هنــا دور املضــارب‬
‫املقيّــد مبشــروع أو نشــاط معيّــن‪ .‬ولذلــك تتــم التفرقــة بني نوعــني منها(‪:)1‬‬
‫‪ .1‬شــهادات االســتثمار ملشــروع معــني‪ :‬مــن أهــم شــروط هــذا النــوع مــن‬
‫الشــهادات االســتثمارية مــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يســبق الرتويــج للمشــروع املــراد متويلــه‪ ،‬والقيام بدراســة جدوى‬
‫كاملــة عنه‪.‬‬
‫‪ -‬يف حــدود حجــم التمويــل املطلــوب يدعــو البنــك إىل االكتتــاب يف‬
‫شــهادات اســتثمار ختصــص حصيلتهــا فقــط هلــذا املشــروع بذاتــه‪،‬‬
‫وتكــون دراســة اجلــدوى الفنيــة واالقتصاديــة للمشــروع متاحــة لــكل‬
‫مــن يرغــب يف االكتتــاب‪.‬‬
‫‪ -‬تصدر الشهادات بفئات متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬آجــال الشــهادات غــري حمـدّدة‪ ،‬ومتتــد مــن االكتتــاب حتــى التصفية‬
‫النهائية للمشــروع‪.‬‬
‫‪ -‬يعلــن بنــك املشــاركة عــن اســتعداده لقبــول إعــادة شــراء مــا يصــدر‬
‫مــن شــهادات بســعر وقــت الشــراء‪ ،‬حســب آخــر تقييــم مــايل أُعِ ـدَّ‬
‫عــن املشــروع بواســطة مراجعــي حســابات معتمديــن‪.‬‬
‫‪ .2‬شــهادات االســتثمار املخصصــة لنشــاط معــني‪ :‬مــن أهــم شــروط هــذا‬
‫النــوع الثانــي مــن الشــهادات االســتثمارية مــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬تصــدر هــذه الشــهادات لتوفــري مصــادر متويــل نشــاط معيّــن‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪309‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫(النشــاط التجــاري‪ ،‬الصناعــي‪ ،‬االســتثمار العقــاري)‪ ،‬وميكــن أن‬


‫يضــع بنــك املشــاركة حــداً أقصــى لــكل نــوع مــن الشــهادات واإلصــدار‬
‫حســب احتياجــه‪.‬‬
‫‪ -‬تُســتثمر حصيلــة الشــهادات يف أوجــه التوظيــف مثــل (املراحبــة‬
‫واملشــاركة واملضاربــة‪. )...‬‬
‫‪ -‬يتوقف العائد من هذه الشهادات على ما يتحقق من االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تصــدر الشــهادات ملــدة تــرتاوح بــني ‪ 3‬و‪ 5‬ســنوات ويكــون لنصيبهــا‬
‫يف الربــح أوزانــاً حبســب املــدة‪ ،‬ومــن املعلــوم أنــه ســوف تتفــاوت‬
‫العوائــد عليهــا حســب تفــاوت أربــاح األنشــطة الــيت تُموِّهلــا؛ وبالتــايل‬
‫ميكــن أن يكــون هنــاك حت ـوُّل مــن أنــواع الشــهادات وراء أكــرب العوائــد‪.‬‬

‫فيما يلي نبني تلك األساليب يف شكل توضيحي‪:‬‬

‫‪310‬‬
‫شكل رقم (‪ :)33‬األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫األساليب اإليداعية اجلديدة‬
‫شهادات االستثمار‬ ‫شهادات اإليداع‬ ‫شهادات االدخار‬
‫مقابلة طلبات التمويل واملشاركات‬ ‫حل مشكلة وجود فرصة‬
‫تعبئة مدخرات األفراد‬
‫يف مشاريع أو أنشطة معينة‬ ‫استثمارية جاهزة ‪ +‬مرحبة‬
‫البنك = مضارب مقيد‬ ‫البنك = مضارب ري مقيد‬
‫مبشروع أو نشاط معني‬ ‫مبجال معني‬ ‫البنك = مصْدر الشهادات‬
‫ختصص حصيلة اإلصدار‬ ‫ختصص حصيلة اإلصدار‬ ‫ختصص حصيلة اإلصدار‬ ‫كن اسرتجاع قيمة الشهادة‬
‫لتمويل نشاط معني‬ ‫لتمويل مشروع معني‬ ‫يف األنشطة واجملاالت املناسبة‬ ‫بعد ‪ 3‬أشهر‬
‫املدة = [‪ ]5 3‬سنوات‬ ‫املدة = ري حمددة‬ ‫املدة = [‪ ]5 3‬سنوات‬ ‫املدة = ‪ 3‬سنوات فأكثر‬
‫تتفاوت العوائد حسب‬ ‫كن للبنك إعادة‬ ‫جتنب حصيلة اإلصدار‬ ‫تقديم البنك حوافز للشهادات‬
‫تفاوت‬
‫شراء الشهادات‬ ‫ملتطلبات االحتياطي اإللزامي‬ ‫(خدمات مصرفية جمانية)‬
‫أرباح األنشطة املموَّلة‬
‫وزن العائد مرتبط بطول مدة اإليداع‬
‫اشرتاك الشهادات يف األرباح واخلسائر‬
‫توظيف ‪ Ü‬مضاربة ‪ +‬مشاركة ‪ +‬مراحبة ‪. . . +‬‬
‫‪311‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬إﺻــﺪار ا‪7‬وراق اﻟﻤﺎﻟﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬صكـوك املضاربـة (سنـدات املقارضـة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬وثائـق صناديـق االستثمـار باملشاركـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أسـلـوب إصـدار األوراق املـالـيـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬صكوك املضاربة (سندات املقارضة) يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫تعتمــد صكــوك املضاربــة أو مــا يُعــرف بســندات املقارضــة(‪ )1‬علــى عقــد‬
‫املضاربــة‪ ،‬وهــو عقــد مبوجبــه يشــرتك شــريك أو أكثــر مبالــه (صاحــب‬
‫املــال) وآخــر بعملــه (املضــارب) يف عمليــة اســتثمارية ويتــم اقتســام األربــاح‬
‫بنســب يتفــق عليهــا فيمــا بينهــم(‪ .)2‬وتقــوم هــذه الصكــوك علــى «فكــرة‬
‫أن يكــون رأس مــال املضاربــة مقســما إىل حصــص متســاوية ميلــك كل‬
‫صاحــب حصــة مبقــدار مــا يشــرتيه مــن حصــص؛ حيــث ي َ‬
‫ُعطــى لــه إلثبــات‬
‫حقــه ســندا بذلــك»(‪.)3‬‬
‫‪ .1‬تعريف صكوك أو سندات املضاربة‪:‬‬
‫توجد تعاريف عديدة لصكوك املضاربة نذكر منها‪:‬‬
‫‪« -1.1‬هــي صكــوك متماثلــة القيمــة االمسيــة‪ ،‬تصــدر ملالكيهــا‬
‫مقابــل األمــوال الــيت قدموهــا لصاحــب املشــروع لتمويــل تنفيــذ‬
‫(‪ )1‬صاحــب فكــرة ســندات املقارضــة هــو «ســامي محــود» كبديــل لســندات القــرض‪ .‬ويــرى البعــض أن األفضــل تســميتها‬
‫بغــري الســند ألنــه اشــتهر يف األعــراف االقتصاديــة إطــالق الســند علــى القــروض بفوائــد‪ ،‬ولذلــك فــاألوىل اســتعمال‬
‫«صكــوك املضاربــة» دون « ســندات‪ .»....‬دفعــاً لاللتبــاس والغمــوض‪.‬‬
‫(‪ )2‬إمساعيل شلي‪« ،‬صكـوك املضاربة اإلسالمية‪ :‬اإلطـار القانونـي الشرعي»‪ ،‬جملة األهرام االقتصادي‪ ،‬العدد ‪1 ،933‬‬
‫ديسمرب ‪ ،1986‬ص‪.18 :‬‬
‫(‪ )3‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬

‫‪312‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املشــروع واســتغالله مــن أجــل حتقيــق الربــح وهــي متثــل حصــة يف‬
‫ملكيــة املشــروع بقــدر مســامهتها املاليــة‪ ،‬وتســهم يف الربــح حســب‬
‫النســبة احملــددة يف نشــرة اإلصــدار (العقــد)»(‪.)1‬‬
‫‪« -2.1‬هــي الوثائــق املوحَّــدة القيمــة والصــادرة عــن البنــك بأمســاء‬
‫مــن يكتتبــون فيهــا مقابــل دفــع القيمــة احملــررة هبــا‪ ،‬علــى أســاس‬
‫املشــاركة يف نتائــج األربــاح املتحققــة ســنوياً حســب الشــروط‬
‫واخلاصــة بــكل إصــدار علــى حــدة‪ ،‬وجيــوز أن تكــون هــذه الســندات‬
‫صــادرة ألغــراض املقارضــة املخصصــة»(‪ )2‬املرتبطــة مبشــروع حمـدّد‬
‫أو غــرض معيّــن‪.‬‬
‫‪« -3.1‬هــي إيصــال مــن املضــارب الوســيط [بنــك املشــاركة] بقيمــة‬
‫املبلغ املشرتك يف املضاربة‪ ،‬ويتعهد فيه املضارب الوسيط مبشاركة‬
‫رب املــال يف املضاربــة باســتثمار مالــه‪ ،‬مــع اســتحقاقه حلصــة مــن‬
‫األربــاح القابلــة للتوزيــع تبعـاً لنســبة متفــق عليهــا‪ ،‬وحتمّلــه للخســارة‬
‫احملتملــة بنفــس هــذه النســبة‪ .‬أمــا املضــارب الوســيط فيســتحق‬
‫حصــة مــن الربــح‪ ،‬إال أنــه ال يتحمــل اخلســارة ويكفيــه ضيــاع عملــه‬
‫يف املضاربــة»(‪.)3‬‬
‫تتنوع صكوك املضاربة اليت تُصدرها بنوك املشاركة كما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬منــذر القحــف‪« ،‬ســندات اإلجــارة واألعيــان املؤجــرة»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪،‬‬
‫جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،28 :‬ط‪ ،1995 ،1‬ص‪.90 :‬‬
‫(‪ )2‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224-223 :‬‬
‫(‪ )3‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪« ،‬االستثمار يف اإلقتصاد االسالمي»‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬ص‪.318 :‬‬

‫‪313‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪ :)34‬أنواع صكوك املضاربة يف بنوك املشاركة‬


‫أنواع صكــوك املضاربة‬

‫صكـوك مضاربة طويلة األجـل‬ ‫صكـوك مضاربة قصيـرة األجـل‬


‫(‪ 10‬سنوات)‬ ‫(‪ 3‬أشهر)‬

‫صكوك مضاربة أل راض حمددة‬ ‫صكوك مضاربة لالستثمار العام‬


‫صصة لعملية أو مشروع أو صفقة معينة)‬ ‫(‬ ‫(حرية البنك يف اختيار جماالت االستثمار)‬

‫صكوك مضاربة منتهية بتمليك املشروع‬ ‫صكوك مضاربة مسرتجعة يف آخر املشروع‬
‫(رد قيمة صكوك املضاربة من خالل متليك‬ ‫ رد املبلغ مع أرباحه إن وجدت يف آخر املشروع‬
‫املشروع ألصحاب هذه الصكوك حسب حصصهم)‬ ‫ توزع األرباح ويبقى أصل املال آلخر املشروع‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬علي حمي الدين القرة داغي‪« ،‬األسواق املالية يف ميزان الفقه اإلسالمي»‪،‬‬
‫جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،134‬يوليو ‪ ،1992‬ص‪42-40 :‬؛ إمساعيل شلي‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪19 :‬؛ أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.318 :‬‬

‫‪ .2‬خصائص صكوك أو سندات املضاربة‪:‬‬


‫تتميز صكوك املضاربة مبجموعة من اخلصائص أمهها ما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬إن هــذه الصكــوك احملــددة املبالــغ ليســت مرتبطــة بفائــدة‬
‫ثابتــة ســنوية‪ ،‬ولكــن بنســبة مئويــة مــن األرباح اليت حيققها املشــروع‪،‬‬
‫مبعنــى اســتحقاق الربــح نتيجــة لتحويــل التمويــل إىل نشــاط إنتاجي‪،‬‬
‫وليــس كمــا هــو الوضــع يف التمويــل الربــوي؛ حيــث اســتحقاق الفائدة‬
‫يكــون نتيجــة املتاجــرة بالتمويــل‪.‬‬
‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109-108 :‬‬

‫‪314‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -2.2‬عــدم ارتبــاط هــذه الصكــوك بفوائــد ثابتــة ال يعطــي احلــق‬


‫ألصحاهبــا يف املطالبــة بفائــدة ســنوية يف حــاالت عــدم حتقيــق‬
‫املشــروع ألربــاح أو تعرضــه للخســارة‪ ،‬فهــي تعطــي هلــم احلــق يف‬
‫احلصــول علــى األربــاح وتلزمهــم بتحمــل اخلســائر‪.‬‬
‫‪ -3.2‬إن حصيلــة هــذه الصكــوك موجهــة لتمويــل مشــاريع ذات‬
‫جــدوى اقتصاديــة‪ ،‬ثــم تــوزع عوائــد أرباحهــا علــى محلــة الصكــوك‬
‫(أصحــاب املــال) والبنــك (املضــارب)‪.‬‬
‫‪ -4.2‬مــن مميــزات هــذه الصكــوك أهنــا «جمــال الســتثمار أمــوال‬
‫صغــار املدخريــن يف مشــروعات مدروســة [اجلــدوى]‪ ،‬وبالتــايل فــإن‬
‫نســبة املخاطــرة تنخفــض فيهــا‪ ...‬وهــي تعتمد على ثقــة رب املال يف‬
‫املضــارب الوســيط املصــدر للصــك‪ ،‬وكفاءتــه يف اختيــار املشــروعات‬
‫االســتثمارية الــيت يقــوم بتمويلهــا»(‪.)1‬‬
‫‪ -5.2‬مــن املعــروف أن األوراق املاليــة الــيت يتــم تداوهلــا حاليــا هــي‬
‫األســهم والســندات‪ ،‬وصكــوك املضاربــة ختتلــف عــن هــذه األوراق‬
‫املاليــة يف بعــض اجلوانــب وتتفــق معهــا يف جوانــب أخــرى‪.‬‬
‫‪ .3‬أمهية صكوك أو سندات املضاربة‪:‬‬
‫يبدو أن صكوك املضاربة مازالت غري منتشــرة يف بنوك املشــاركة وتشــكل‬
‫جــزءاً قلي ـالً ‪-‬مقارنــة بودائــع االســتثمار‪ -‬مــن إمجــايل مصــادر األمــوال‪،‬‬
‫ومازالــت العديــد مــن النواحــي القانونيــة واإلجرائيــة حتتــاج إىل املزيــد مــن‬
‫االنســجام مــع الواقــع التطبيقــي‪.‬‬
‫‪ -1.3‬إن اهلــدف مــن إجيــاد صكــوك املضاربــة يف بنــوك املشــاركة‬

‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.319–318 :‬‬

‫‪315‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫هــو العمــل علــى جتميــع وحتصيــل أكــرب كميــة ممكنــة مــن املــوارد‬
‫املاليــة‪ ،‬واســتخدامها يف إنشــاء العديــد مــن املشــروعات االســتثمارية‬
‫واإلنتاجيــة والتجاريــة‪ ،‬وإجيــاد ســوق ماليــة عربية وإســالمية وتوفري‬
‫مقومــات تنشــيطها‪.‬‬
‫‪ -2.3‬إن هــذه األداة تســهم بشــكل كبــري يف املســاعدة علــى حتقيــق‬
‫االســتقرار االقتصــادي نتيجــة ل ثــار الــيت تُحدثهــا يف االقتصــاد‬
‫الوطــي‪ ،‬حبيــث تــؤدي إىل مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ‪ -‬تؤثــر صكــوك املضاربــة علــى األمــوال املدخــرة واملكتنــزة‪،‬‬
‫فتــؤدي إىل توجيههــا حنــو االســتخدامات اإلنتاجيــة يف‬
‫املشــاريع املطلــوب متويلهــا بســندات املضاربــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقلــل مــن امليــل لالســتهالك الــرتيف الكمــايل عــن طريــق‬
‫حتويــل جــزء منــه لالســتثمار اإلنتاجــي‪ ،‬وهــذا مــا يــؤدي إىل‬
‫حــدوث طلــب متنــوع علــى الســلع اإلنتاجيــة والوســيطة واملــواد‬
‫األوليــة وغريهــا لتأمــني احتياجــات الدولــة إلقامــة وتشــغيل‬
‫هــذه املشــروعات‪ ،‬وكــذا جــزء مــن العمالــة العاطلــة ومــا يرتتــب‬
‫عــن تقليلهــا مــن آثــار اقتصاديــة واجتماعيــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬ضمــان اســتثمار األمــوال وتقليبهــا وحتريكهــا ضمــن‬
‫األنشــطة املختلفــة‪.‬‬
‫عظم مصاحل املكتتبني‪.‬‬ ‫د‪ -‬ضمان عوائد تُ ِّ‬
‫يقــوم بنــك «الربكــة اجلزائــري» بإصــدار ســندات املقارضــة‪ ،‬ويُالحــظ مــن‬
‫احلســابات الــواردة يف ميزانيــة البنــك أن جانــب اخلصــوم تضمّــن بنــد‬

‫(‪ )1‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109 :‬‬

‫‪316‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫«ديــون يف شــكل ســند»(‪ ،)1‬الــذي يشــمل‪:‬‬


‫‪ -‬سندات الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاضات يف شكل سندات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬وثائق صناديق االستثمار باملشاركة يف بنوك املشاركة‬


‫قامــت العديــد مــن بنــوك املشــاركة بإنشــاء وإدارة صناديــق اســتثمارية‬
‫لتجميــع املدخــرات مــن اجلمهــور واســتثمار حصيلــة األمــوال املتجمعــة‬
‫لديهــا يف أوجــه التوظيــف املختلفــة‪ ،‬علــى أســاس أن العالقــة التعاقديــة‬
‫بــني إدارة الصنــدوق واملســتثمرين قائمــة علــى عقــد املضاربــة‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف صناديق االستثمار باملشاركة‪:‬‬
‫تُعرَّف صناديق االستثمار باملشاركة على أهنا‪:‬‬
‫‪ -1.1‬عقــد مضاربــة بــني إدارة الصنــدوق الــيت تقــوم بالعمــل فقــط‬
‫وبــني املكتتبــني فيــه‪ ،‬ومي ِّثــل جمموعهــم دور صاحــب املــال؛ حيــث‬
‫يدفعــون مبالــغ نقديــة معيّنــة إىل إدارة الصنــدوق الــيت متثــل دور‬
‫املضــارب‪ ،‬فتتــوىل جتميــع حصيلــة االكتتــاب الــيت متثــل رأس مــال‬
‫املضاربــة‪ ،‬وتدفــع للمكتتبــني صكــوكاً بقيمــة معيّنــة مت ِّثــل لــكل منهــم‬
‫حصــة شــائعة يف رأس املــال الــذي يتــم اســتثماره بطريــق مباشــر يف‬
‫مشــروعات حقيقيــة خمتلفــة ومتنوعــة؛ أو بطريــق غــري مباشــر كبيــع‬
‫وشــراء أصــول وأوراق ماليــة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬جــاءت هــذه التســمية بســبب التعريفــات املســندة هلــا طبقــا للتنظيــم رقــم ‪ 92/09‬املــؤرخ يف ‪ 17‬نوفمــرب ‪ 1992‬لبنــك‬
‫اجلزائــر‪ ،‬املتعلــق بوضــع ونشــر حســابات البنــوك واملؤسســات املاليــة‪.‬‬
‫أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك الربكة اجلزائري‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمحــد بــن حســن بــن أمحــد احلســي‪« ،‬صناديــق االســتثمار‪ :‬دراســة وحتليــل مــن منظــور االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬مؤسســة‬
‫شــباب اجلامعة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪317‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -2.1‬هنــاك مــن عـرَّف صنــدوق االســتثمار بأنــه‪ :‬وعــاء لالســتثمار‬


‫لــه ذمــة ماليــة مســتقلة يهــدف إىل جتميــع األمــوال واســتثمارها يف‬
‫جمــاالت حمــددة‪ ،‬ويقــوم علــى أســاس جتزئــة رأس املــال اإلمجــايل‬
‫لإلصــدار أو لصنــدوق االكتتــاب فيــه مــن قِبــل املشــاركني‪ ،‬وتتمثــل‬
‫صــورة املضاربــة إلدارة الصنــدوق واإلصــدار يف املضاربــة املقيــدة؛‬
‫حيــث تشــمل نشــرة اإلصــدار علــى القيــود والشــروط الــيت حتــدد‬
‫مســار االســتثمار مــن حيــث جمالــه وكيفيتــه(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬خصائص صناديق االســتثمار باملشــاركة‪:‬‬
‫تتميز صناديق االســتثمار مبجموعة من اخلصائص نذكر منها(‪:)2‬‬
‫‪ -1.2‬تنقســم الصناديــق االســتثمارية إىل صناديــق مفتوحــة‬
‫وصناديــق مغلقــة‪:‬‬
‫أ صناديــق االســتثمار املغلقــة‪ :‬وهــي الــيت يتحــدد فيهــا‬
‫حجــم رأس املــال مبقــدار معيّــن‪ ،‬ويتــم تقســيمه إىل وثائــق‬
‫(وحــدات)(‪ )3‬تــو َّزع علــى املســتثمرين كل حبســب حصتــه‪ ،‬وال‬
‫حيــق ملالكــي هــذه الوثائــق اســرتداد قيمتهــا مــن الصنــدوق‬
‫املصــدر هلــا‪ ،‬وإمنــا ميكــن تداوهلــا يف ســوق األوراق املاليــة‪.‬‬
‫ب صناديــق االســتثمار املفتوحــة‪ :‬وهــي الــيت ال يتحــدد‬
‫فيهــا حجــم رأس املــال‪ ،‬وإمنــا حيــق إلدارة هــذه الصناديــق أن‬
‫تُصــدر وثائــق للجمهــور بســعر حمــدد للحصــول علــى التمويل‪،‬‬

‫(‪ )1‬عبــد الســتار أبــو غــدة‪« ،‬االســتثمار يف األســهم والوحــدات االســتثمارية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪،190‬‬
‫يناير‪/‬فربايــر‪ ،1997‬ص‪.66-64 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬أمحد بن حسن بن أمحد احلسي‪« ،‬صناديق االستثمار»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23-22 :‬‬
‫(‪ )3‬هناك من يطلق على هذه الوثائق تسمية «صكوك الوحدات االستثمارية»‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وتظــل الفرصــة متاحــة إلصــدار املزيــد منهــا لتلبيــة حاجــات‬


‫املســتثمرين‪ ،‬وتتصــف هــذه الصناديــق باملرونــة املتمثلــة يف‬
‫حريــة دخــول وخــروج املســتثمرين؛ وذلــك ألن إدارة هــذه‬
‫الصناديــق مســتعدة إلعــادة شــراء مــا أصدرتــه مــن وثائــق‪.‬‬
‫‪ -2.2‬جتمــع صناديــق االســتثمار بــني خصائــص الودائــع‬
‫االســتثمارية املطلقــة والودائــع االســتثمارية املقيــدة أو املخصصــة؛‬
‫ألن إدارة الصنــدوق تتقيــد بالشــروط املنصــوص عليهــا يف نشــرة‬
‫اإلصــدار‪ ،‬وال ســيما بالشــروط اخلاصــة مبجــال االســتثمار ونوعــه‬
‫ومدتــه‪ ،‬كمــا أن إدارة هــذه الصناديــق ال تســتثمر أمواهلــا يف مشــروع‬
‫أو عمليــة أو صفقــة حمـدّدة كمــا هــو احلــال يف الودائــع االســتثمارية‬
‫املقيــدة؛ بــل إهنــا تقــوم باســتثمارها يف أوجــه التوظيــف املختلفــة‬
‫ضمــن النشــاط العــام احمل ـدّد وامل ّتفــق عليــه‪.‬‬
‫‪ -3.2‬خيتلف استخدام املوارد املالية لصناديق االستثمار يف بنوك‬
‫املشــاركة عــن صناديــق االســتثمار الــيت تنشــئها البنــوك التقليديــة‪،‬‬
‫فهــذه األخــرية هتــدف إىل جتميــع املدخــرات مــن اجلمهــور وتوجيهها‬
‫إىل قطــاع االســتثمار غــري املباشــر املتمثــل يف تكويــن حمفظــة‬
‫األوراق املاليــة (الســندات‪ ،‬أذونــات اخلزينــة)‪ ،‬بينمــا تقــوم صناديــق‬
‫االســتثمار يف بنــوك املشــاركة باســتثمار مواردهــا اســتثماراً حقيقيـاً‬
‫يف جمــاالت االســتثمار كالتأجــري والسَّـلَم واملراحبــات وغريهــا‪.‬‬
‫‪ .3‬أمهية صناديق االســتثمار باملشاركة‪:‬‬
‫ميكن أن نُربز أمهية صناديق االســتثمار فيما يلي‪:‬‬

‫‪319‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -1.3‬تقــوم صناديــق االســتثمار بتحقيــق أهــداف املدخريــن‬


‫وأصحــاب األمــوال علــى اختــالف ميوهلــم املتمثلــة يف‪« :‬احملافظــة‬
‫علــى رأس املــال وتنميتــه والتقليــل مــن خماطــر االســتثمار وحتقيــق‬
‫أربــاح رأمساليــة ألصحــاب األمــوال‪ ،‬ودخــل دوري مناســب‬
‫للمدخريــن والوفــاء مبتطلبــات الســيولة النقديــة»(‪.)1‬‬
‫‪ -2.3‬ختتلــف هــذه الصناديــق يف نشــاطاهتا مــن صنــدوق آلخــر‪،‬‬
‫فقــد يتخصــص يف التنميــة العقاريــة أو املتاجــرة بالســلع والعمــالت‬
‫واألســهم أو التأجــري‪ ،‬وهكــذا يســتفيد املســتثمر يف صناديــق‬
‫االســتثمار باملشــاركة مــن اختيــار اجملــاالت واألنشــطة التنمويــة‬
‫الــيت يفضلهــا وحتقــق رغباتــه االســتثمارية‪ ،‬وذلــك مــن خــالل‬
‫البحــث عــن صناديــق منافســة أخــرى‪.‬‬
‫‪ -3.3‬تتجــه مــوارد هــذه الصناديــق حنــو االســتثمار احلقيقــي‬
‫املنتــج باســتخدام صيــغ االســتثمارات مثــل السَّ ـلَم لتمويــل اإلنتــاج‬
‫الزراعــي والصناعــي وعلــى مســتوى املهــن الصغــرية‪ ،‬بــدالً مــن‬
‫االقتصــار علــى تــداول األوراق املاليــة الــذي ال حيقــق أيّ إضافــة‬
‫إىل الناتــج والدخــل الوطــي(‪.)2‬‬
‫‪ -4.3‬تَقيُّــد صنــدوق االســتثمار بالشــروط املنصــوص عليهــا‬
‫يف نشــرة اإلصــدار يــؤدي إىل ربــط املصــدر التمويلــي مبجــال‬
‫االســتخدام؛ حيــث تتــم «معاجلــة مشــكلة عــدم التوافــق يف مــدد‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬


‫(‪ )2‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬املعاجلـــة احملاســبية ألربــاح صناديــق االســتثمار مــن منظــور إســالمي»‪ ،‬جملــة االقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،215‬يناير‪/‬فربايــر ‪ ،1999‬ص‪.27 :‬‬

‫‪320‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫األصــول واخلصــوم»(‪ )1‬يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬


‫‪ -5.3‬حــل مشــكالت عميقــة تواجــه مســرية بنــوك املشــاركة تتمثــل‬
‫يف(‪:)2‬‬
‫أ‪ -‬مشــكلة ضخ وامتصاص الســيولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مشــكلة وجود الفرص االســتثمارية اجلاهزة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مشــكلة تســييل االســتثمارات عند احلاجة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أسلوب إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‬


‫مير النشــاط االســتثماري يف الصناديق االســتثمارية باملراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬يقــوم بنــك املشــاركة الــذي يرغــب يف إنشــاء صناديــق االســتثمار‬
‫بالبحــث عــن مشــروعات اقتصاديــة معيّنــة أو نشــاط معيّــن‪ ،‬وإعــداد‬
‫دراســة اجلــدوى االقتصاديــة لالســتثمار فيهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬بعــد ذلــك يقــوم بتكويــن صنــدوق اســتثماري وحيــدد أغراضــه‪ ،‬ويُعِـدُّ‬
‫نشــرة اإلصــدار الــيت تتضمــن كامــل التفاصيــل عــن نشــاط الصنــدوق‬
‫ومدتــه وشــروط االســتثمار فيــه‪ ،‬وحقــوق والتزامــات خمتلــف األطــراف‬
‫املشــاركة فيــه‪.‬‬
‫‪ -3‬تقســيم رأس مــال الصنــدوق االســتثماري إىل وثائــق (وحــدات)‬
‫متســاوية القيمــة االمسيــة وطرحهــا للجمهــور لالكتتــاب فيهــا‪ ،‬ويُعتــرب كل‬
‫مكتتــب يف هــذه الوثائــق شــريكا حبصــة شــائعة يف رأس مــال الصنــدوق‬
‫بنســبة العــدد الــذي ميتلكــه منهــا‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد علي القري‪« ،‬احلسابات والودائع املصرفية (‪ ،»)2‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد حمي الدين أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.264 :‬‬

‫‪321‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -4‬بعــد جتميــع أمــوال املكتتبــني‪ ،‬يتــم اســتثمارها يف اجملــاالت احمل ـدّدة‬


‫يف نشــرة اإلصــدار‪ ،‬وعنــد حت ّقــق األربــاح تُــو ّزع علــى محلــة الوثائــق‬
‫االســتثمارية بالنســب املتفــق عليهــا‪.‬‬
‫فيمــا يلــي نبــني أســلوب طــرح األوراق املاليــة مــن طــرف بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫وأمهيتهــا بالنســبة للمكتتبــني والبنــوك واالقتصــاد الوطــي‪:‬‬

‫‪322‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫شكل رقم (‪ :)35‬أسلوب إصدار بنوك املشاركة ل وراق املالية وأمهيتها ل طراف املختلفة‪.‬‬
‫عقــد مضاربــة‬ ‫إدارة صندوق استثماري‬
‫إصدار أوراق مالية‬ ‫دراسة جدوى‬
‫املـكـتتبـون‬ ‫بـنـك املشاركـة‬ ‫اسـتـثـمـار‬
‫( محلة األوراق املالية)‬ ‫أموال سائلة‬ ‫( اجلهة املصدرة )‬ ‫متويل‬ ‫( فرصة استثمارية )‬
‫حصة الصك من األرباح واخلسائر‬ ‫نتيجة العملية االستثمارية‬
‫ختفيـض ـاطـر‬ ‫ربـط مصـدر التمويل‬ ‫آثـار إجيابيـة على‬
‫االستثمـار‬ ‫باالستخدام‬ ‫االقتصاد الوطين‬
‫تــحـقـيـق‬ ‫حـــل مشـكلة‬ ‫استثمارات حقـيقـيـة‬
‫عـوائـــد‬ ‫عجــز السيولة‬ ‫( مـنـتـجـة)‬
‫‪323‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﻣﺼــﺎدر ا‪7‬ﻣــﻮال اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ اﻟﻤﻜﻤﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ صناديق متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ حسابات مصـادر التمويـل الذاتي يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ حسابات رأس مـال املسامهيـن يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ ا‪7‬ول‪ :‬ﺻﻨﺎدﻳــﻖ ﺗﻤﻮﻳــﻞ اﻟﺨﺪﻣــﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﻓــﻲ‬


‫ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬طـبـيـعـة صنـاديـق التكـافـل االجتمـاعي يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬دور وواقـع تعبئـة أمـوال الزكـاة والتربعـات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬مــحــاســبــة الـزكــاة فــي بنــوك املشــاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬طبيعة صناديق التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫تُعتــرب الصدقــات الواجبــة كالــزكاة وغــري الواجبــة كصدقــات التطــوُّع‪،‬‬
‫باإلضافــة إىل اهلبــات والتربعــات‪ ،‬مــن مصــادر األمــوال الــيت تســاعد‬
‫بنــوك املشــاركة علــى تنفيــذ سياســة اخلدمــات االجتماعيــة الــيت تقــوم‬
‫هبــا؛ الشــيء الــذي مييزهــا عــن البنــوك التقليديــة‪ .‬ويُمكــن هلــذه البنــوك‬
‫أن تُنشــ صناديــق خمصصــة لصــرف هــذه األمــوال حســب مصارفهــا‬
‫الشــرعية أو حســب رغبــة أصحاهبــا‪.‬‬
‫نستعرض أهم صناديق التكافل االجتماعي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬صنــدوق الزكاة ومصـادر متويله‪:‬‬
‫يُمكــن أن تقــوم بنــوك املشــاركة بإنشــاء «صنــدوق الــزكاة»‪ ،‬فتُعدُّ لــه ميزانية‬
‫مســتقلة وحســاب املــوارد واملصاريــف‪« ،‬حيــث تؤخــذ الــزكاة علــى أمــوال‬
‫املســامهني واملودعــني باملصــرف‪ ،‬وحتجــز مــن أرباحهــم ســنوياً‪ ،‬كمــا يقبــل‬
‫املصــرف الــزكاة مِــن كل مَــن يرغــب يف إنابتــه يف توزيعهــا»(‪.)1‬‬
‫وتنــص األنظمــة األساســية هلــذه البنــوك علــى إنشــاء صنــدوق للــزكاة؛‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.133 :‬‬

‫‪325‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫حيــث «جيــوز للبنــك بقــرار مــن جملــس اإلدارة أن يســهم يف إنشــاء صنــدوق‬
‫للــزكاة ملحــق بــه ومنفصــل عــن حســاباته وإدارتــه عنــه‪ ،‬وتقبــل فيــه الــزكاة‬
‫مــن املســامهني واملودعــني والغــري‪ ،‬وينفــق منــه علــى مصــارف الــزكاة وفقـاً‬
‫ألحــكام الشــريعة‪ ،‬ويديــر الصنــدوق جلنــة مكونــة مــن مخســة أعضــاء‬
‫خيتارهــم جملــس مــن بــني املســامهني واملودعــني واملتطوعــني مــن دافعــي‬
‫الــزكاة وذلــك ملــدة ســنتني‪ .‬ويصــدر جملــس اإلدارة الئحــة خاصــة بتنظيــم‬
‫العمــل يف صنــدوق الــزكاة‪ ،‬وتعلــن الالئحــة لــكل صاحــب مصلحــة يف‬
‫ذلــك»(‪.)1‬‬
‫يــرى البعــض بــأن الغايــة مــن صنــدوق الــزكاة هــو «تقديــم اخلدمــات الــيت‬
‫تتجلــى بتلــك املســاعدات الــيت يقدمهــا لعمالئــه الثمانيــة األصنــاف ســواء‬
‫علــى شــكل متليــك أو قــرض أو ائتمــان [دون فائــدة]‪ ،‬وليســت الغايــة مــن‬
‫صنــدوق الــزكاة التجــارة واحلصــول علــى األربــاح»(‪.)2‬‬
‫وتتمثل مصادر أموال صندوق الزكاة فيما يلي(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬الزكاة الواجبة على أموال البنك وناتج نشاطه‪.‬‬
‫‪ -2‬الــزكاة احملصلــة مــن العمــالء ســواء علــى أمواهلــم احملتفــظ هبــا‬
‫لــدى البنــك ‪-‬بعــد موافقتهــم‪ -‬أو علــى ناتــج اســتثمارات األمــوال‬
‫لــدى البنــك بعــد موافقتهــم أيض ـاً‪.‬‬
‫‪ -3‬الــزكاة املُجمَّعــة مــن املســامهني باعتبارهــم أفــرادا عــن أمواهلــم‬
‫غــري احملتفــظ هبــا لــدى البنــك‪.‬‬
‫‪ -4‬الزكاة من األفراد غري املتعاملني بالبنك واملؤسسات واهليئات األخرى‪.‬‬

‫(‪ )1‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫(‪ )2‬عدنان خالد الرتكماني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪236 :‬؛ ‪.239‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115-114 :‬‬

‫‪326‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -5‬الدعــم واهلبــات واملنــح والصدقات الــيت يقدمها األفراد واهليئات‬


‫واحلكومات والدول‪.‬‬
‫يقــرتح أحــد الباحثــني دليــالً حماســبياً لصناديــق الــزكاة‪ ،‬يشــتمل علــى‬
‫حســابات امليزانيــة وحســابات النتيجــة‪ ،‬نســتعرضه يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)58‬‬


‫دليل حماسيب مقرتح لصناديق الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫حسـابـات النتيجـة‬ ‫حسـابـات امليزانيـة‬
‫املوارد‬ ‫املصارف‬ ‫اخلصوم‬ ‫األصول‬
‫‪ -‬زكاة النقود‪.‬‬ ‫ املصارف الثمانية‪:‬‬ ‫‪ -‬زكوات مستحقة‪.‬‬ ‫‪ -‬نقدية بالصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬زكاة التجارة والصناعة‪.‬‬ ‫‪ -‬زكوات حتت الصرف‪ * .‬الفقراء‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات جارية بالبنوك‪.‬‬
‫‪ -‬زكاة الثروة احليوانية‪.‬‬ ‫‪ -‬حسابات استثمار خريية * املساكني‪.‬‬ ‫‪ -‬خمزون‪.‬‬
‫‪ -‬زكاة الزروع والثمار‪.‬‬ ‫* العاملني عليها‪.‬‬ ‫(الصدقات اجلارية)‪.‬‬ ‫‪ -‬اســتثمارات الصدقــات‬
‫‪ -‬زكاة العمائر االستغاللية‪.‬‬ ‫* املؤلفة قلوهبم‪.‬‬ ‫‪ -‬اهلبات والوصايا‬ ‫اجلاريــة واهلبــات والتربعات‪.‬‬
‫‪-‬زكاة البرتول والثروة‬ ‫* يف الرقاب‪.‬‬ ‫والتربعات‪.‬‬ ‫‪ -‬مدينون وحسابات مدينة‪.‬‬
‫املعدنية‪.‬‬ ‫‪ -‬دائنون وحسابات دائنة‪ * .‬الغارمني‪.‬‬ ‫‪ -‬أصول ثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬زكاة الثروة السمكية‪.‬‬ ‫* يف سبيل اهلل‪.‬‬ ‫‪ -‬خمصصات‪.‬‬
‫‪ -‬زكاة كسب العمل‪.‬‬ ‫* ابن السبيل‪.‬‬ ‫‪ -‬زيادة املوارد على‬
‫(املهن غري التجارية)‪.‬‬ ‫‪ -‬مستلزمات سلعية‪.‬‬ ‫املصارف‪.‬‬
‫‪ -‬إيرادات متنوعة‪.‬‬ ‫‪ -‬مستلزمات خدمية‪.‬‬
‫* االهتالك‪.‬‬
‫* خمصصات أخرى‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬شوقي إمساعيل شحاته‪« ،‬تنظيم وحماسبة الزكاة يف التطبيق املعاصر»‪ ،‬الزهراء‬
‫لإلعالم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1988 ،2‬ص‪.182 :‬‬

‫‪ .2‬صندوق القرض احلسن ومصـادر متويله‪:‬‬


‫يُمكــن أن تقــوم بنــوك املشــاركة بإنشــاء «صنــدوق القــروض احلســنة»‪،‬‬
‫مهمتــه تقديــم قــروض دون فائــدة ألصحاب احلاجــات الضرورية‪ ،‬وختضع‬
‫القــروض احلســنة املمنوحــة «لتقديــر جلنــة القــرض الــيت تشــكل للفصــل‬

‫‪327‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يف األمــر‪ ،‬بعدمــا يتــم التأكــد مــن جديــة األســباب املطلــوب ألجلهــا القــرض‬
‫مــع إعطــاء األولويــة لألكثــر احتياجـاً‪ ،‬ويف حــدود ميزانيــة الصنــدوق‪ ،‬مــع‬
‫حتديــد أقصــى حــد للقــرض»(‪.)1‬‬
‫وتنــص أنظمــة هــذه البنــوك علــى «إنشــاء وإدارة الصناديــق املخصصــة‬
‫ملختلــف الغايــات االجتماعيــة املعتــربة»(‪)2‬؛ وهــذا نــص عــام ميكــن أن يدخــل‬
‫فيــه صنــدوق القــرض احلســن كمــا هــو واضــح‪.‬‬
‫تُعترب القروض احلسنة ضرورية لدعم نشاط بنوك املشاركة واستمرارها؛‬
‫حيــث ميكنهــا عــن طريــق أمــوال صناديــق القــروض احلســنة الــيت تكوِّهنــا‬
‫لديهــا‪« ،‬أن تتم ّكــن مــن االحتفــاظ بعمالئهــا احلاليــني وجــذب عمــالء جــدد‬
‫إىل أسْــرة البنــك؛ حيــث مــن الصعــب علــى أيّ عميــل مــن العمــالء أن ينقــل‬
‫نشــاطه مــن بنــك وقــف إىل جانبــه أثنــاء عثرتــه‪ ،‬أو إعســاره؛ بــل يتمســك‬
‫العميــل هبــذا البنــك ويشــجع غــريه مــن العمــالء علــى التعامــل معــه‪...‬‬
‫َّ‬
‫والضــراء»(‪.)3‬‬ ‫باعتبــاره الشــريك الــذي يعـوَّل عليــه يف السَّــراء‬
‫وتتمثل مصادر أموال صندوق القرض احلسن فيما يلي(‪:)4‬‬
‫‪ -1‬أموال التربعات والصدقات واهلبات‪.‬‬
‫‪ -2‬جزء من أموال الزكاة‪.‬‬
‫‪ -3‬جزء من أرباح البنك املخصصة ملواجهة اخلدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬جزء من توظيفات احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪ .3‬صندوق وقف املضاربة ومصـادر متويله‪:‬‬
‫يقــرتح البعــض إنشــاء «صنــدوق وقــف املضاربــة» يف بنوك املشــاركة‪ ،‬وتكون‬
‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫(‪ )2‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.359 :‬‬

‫‪328‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫مهمتــه متويــل احلرفيــني ودعــم األســر املنتجــة؛ «إذ تتعاظــم أمهيــة وقــف‬
‫النقــود حاليــا إذا اســتعرضنا خصائــص األوقــاف القائمــة؛ حيــث جنــد أن‬
‫معظمهــا عبــارة عــن عقــارات وأراضــي بينمــا تتطلــب عمليــة االســتثمار‬
‫أمــواالً ســائلة وعمالــة ومــواد أوليــة‪ ،‬علمــاً بأنــه يصعــب مــن الناحيــة‬
‫الفقهيــة تســييل تلــك األوقــاف؛ األمــر الــذي يتطلــب إجيــاد مصــادر نقديــة‬
‫تكمــل هــذا النقــص املؤثــر»(‪)1‬؛ وفق ـاً لصيغــة «املضاربــة الوقفيــة» كآليــة‬
‫وقفيــة جديــدة حتــوِّل األصــول املوقوفــة إىل ثــروة متجــددة (أي حبــس‬
‫املــال وتســييل املنفعــة)‪ ،‬مبعنــى أن األربــاح الــيت مــن املفــرتض أن تعــود‬
‫إىل مجهــور الواقفــني ســتو َّزع علــى أوجــه اخلــري املختلفــة‪ ،‬علــى العكــس‬
‫مــن املموِّلــني العاديــني الذيــن يســعون لتحقيــق أربــاح تعــود إليهــم بالدرجــة‬
‫األوىل(‪.)2‬‬
‫وتتمثل مصادر أموال صندوق وقف املضاربة فيما يلي(‪:)3‬‬
‫‪ -1‬وقف جزء من أموال البنك‪.‬‬
‫‪ -2‬قبــول أوقــاف األفــراد وقيــام البنــك مبــا لديــه مــن خــربة‬
‫وأجهــزة مبهــام إدارة صنــدوق الوقــف‪.‬‬
‫يُمكــن توضيــح العالقــة بــني صنــدوق وقــف املضاربــة وعمالئــه يف الشــكل‬
‫التخطيطــي التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬صاحل كامل‪« ،‬دور الوقف يف النمو االقتصادي»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،156‬أفريل ‪/‬ماي ‪ ،1994‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ )2‬حممــد بوجــالل‪« ،‬نظريــة الوقــف النامــي»‪ ،‬جملــة دراســات اقتصاديــة‪ ،‬العــدد‪ ،2000 ،2‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪139-138 :‬؛‬
‫‪.147‬‬
‫(‪ )3‬صاحل كامل‪« ،‬دور الوقف يف النمو االقتصادي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪329‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا=ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا‪7‬ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫شكل رقم (‪ :)36‬تعبئة األموال النقدية اخلاصة بصندوق وقف املضاربة وأساليب توظيفها‬
‫مضاربة‬
‫مشاركة‬
‫إجارة‬
‫مراحبة‬
‫وحـدات العجز‬ ‫مشاركة متناقصة‬
‫عالقة مضاربة‬
‫إجارة منتهية بالتمليك‬ ‫* جزء من أموال البنك‬
‫* حرفيون‬ ‫عالقة ‪. . .‬‬ ‫صنـــدوق‬ ‫(مضاربة وقفية)‬
‫* مجهــور الواقفني‬
‫* صناعات منزلية‬ ‫استصناع‬ ‫وقف املضاربة‬
‫(ودائـع وقفيـة)‬
‫* مؤسسات إنتاجية‬ ‫سَ َلم‬
‫جعالة‬
‫توظيف األموال اجملمعة‬ ‫تعبئة األموال الوقفية‬
‫مزارعة‬ ‫يف شكل نقدي‬
‫‪...‬إ‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد بوجالل‪« ،‬نظرية الوقف النامي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150 :‬‬
‫‪330‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫تكمن أمهية صندوق وقف املضاربة فيما يلي(‪:)1‬‬


‫‪ -‬إحياء مؤسسة الوقف ألداء هذا الدور املفقود‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم صندوق الزكاة خاصة يف احلاالت اليت ال تفي‬
‫أموال الزكاة باحتياجات مصارفها املتنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن أن حيصل نوع من التكامل يف جمال استثمار‬
‫األموال الوقفية وأموال الزكاة‪.‬‬
‫فيما يلي نبني الصناديق االجتماعية السابقة يف شكل توضيحي‪:‬‬
‫شكل رقم (‪:)37‬‬
‫الصناديق املخصصة لتمويل األنشطة االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫صناديق التكافل االجتماعي‬
‫مصدر اختياري‬ ‫مصدر أساسي‬
‫متويل‬ ‫متويل‬
‫أمـــوال الغيــر‬ ‫أمــوال البنـــك‬

‫تدعيم‬ ‫تدعيم‬
‫صندوق وقف املضاربة‬ ‫صندوق الزكاة‬ ‫صندوق القرض احلسن‬

‫متويل احلرف واملهن املنتجة‬ ‫متويل األصناف الثمانية‬ ‫متويل العمالء عند الضرورة‬

‫نشاط‬
‫إضايف‬
‫إحياء مؤسسة األوقاف‬ ‫إحياء مؤسسة الزكاة‬ ‫نشاط اجتماعي أساسي‬

‫تنفيذ السياسة االجتماعية لبنوك املشاركة‬

‫حتقيق العائد االجتماعي عند توظيف األموال‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪331‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬دور وواقع تعبئة أموال الزكاة والتربعات يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دور بنوك املشاركة يف القيام بنشاط الزكاة‪:‬‬
‫تُثــار تســاؤالت حــول إمكانيــة قيــام بنــوك املشــاركة بــدور مناســب يف جمــال‬
‫إدارة أموال الزكاة‪ ،‬يُعوِّض القصور املوجود يف ظل غياب التنظيم الرمسي‬
‫هلــا (مؤسســة الــزكاة)؛ ويف الوقــت الــذي تشــري فيــه بعــض التقديــرات إىل‬
‫أن حصيلــة الــزكاة يف الــدول اإلســالمية تشــكل نســبة هامــة مــن إمجــايل‬
‫الناتــج الوطــي؛ حيــث تــرتاوح مــا بــني ‪ %7-2,5‬يف الــدول الــيت ال متلــك‬
‫مــواد معدنيــة وطاقويــة كبــرية‪ ،‬وتــرتاوح مــا بــني ‪ %14-10‬يف الــدول املنتجــة‬
‫للبرتول(‪.)1‬‬
‫وتشــري الدراســات املهتمــة بــإدارة أمــوال الــزكاة يف بنــوك املشــاركة إىل‬
‫التبايــن يف هــذا اجملــال‪ ،‬نتيجــة عــدم اتبــاع أســلوب مُوحَّــد؛ حيــث لوحــظ‬
‫مايلــي(‪:)2‬‬
‫‪ -‬بعض بنوك املشاركة تكتفي بتأدية زكاة أموال مسامهيها‪.‬‬
‫‪ -‬تقتطــع بعــض البنــوك زكاة أمــوال املســامهني وزكاة عوائــد‬
‫املودعــني‪.‬‬
‫‪ -‬تــرتك بعــض البنــوك للمودعــني حريــة تفويــض البنــك يف اقتطــاع‬
‫الــزكاة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم بعض البنوك جبمع الزكاة ممّن يرغب يف أدائها‪...‬‬
‫إن مســألة الــزكاة ال تــزال ذات حجــم بســيط مــن جممــل نشــاط بنــوك‬
‫املشــاركة علــى الرغــم مــن أهنــا تُعـدُّ اجلهــات املؤهلــة حاليـاً الســتقبال أكــرب‬
‫قــدر مــن أمــوال الــزكاة‪ ،‬وتوجيههــا علــى حنــو مُجمَّــع فعــال حنـوَ مصارفهــا‬
‫(‪ )1‬عبد اهلل الطاهر‪« ،‬حصيلة الزكاة وتنمية اجملتمع»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،168‬أفريل ‪ ،1995‬ص‪.60 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344 :‬‬

‫‪332‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املعروفــة؛ األمــر الــذي يُعمــق دورهــا االجتماعــي‪.‬‬


‫ولذلك؛ فاملطلوب من بنوك املشاركة القيام مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬جيب االهتمام بتوفري اإلمكانيات اإلدارية والتنظيمية والبشــرية‬
‫واملاليــة الالزمة للقيام بنشــاط الزكاة‪.‬‬
‫‪ -2‬جيــب القيــام بنشــاط القــرض احلســن كنــوع مــن أنــواع النشــاط‬
‫االجتماعــي األصيــل‪.‬‬
‫‪ -3‬يُعتــرب قبــول التربعــات والقيــام بتوزيعهــا مــن قبيــل التوســع يف‬
‫أداء الــدور االجتماعــي؛ حيــث ميكــن للمؤسســات اخلرييــة التكفــل‬
‫هبــذا النشــاط كامــال‪.‬‬
‫‪ .2‬واقع مصادر متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫قــام بعــض اخلــرباء بدراســة ميدانيــة لعيِّنــة مــن بنــوك املشــاركة (ن=‪)34‬‬
‫هبــدف تقييــم نشــاطها االجتماعــي‪ ،‬ومت التوصــل إىل النتائــج الــيت نوجــز‬
‫أمههــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪333‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪:)59‬‬


‫واقع مصادر متويل أنشطة التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫النسبة إىل النسبة‬
‫إىل‬ ‫العدد إمجايل‬ ‫‪ )1‬مصادر أموال‬
‫نتــــائج الدراسة امليدانية‬
‫البنوك ‪ 20‬بنكا‬ ‫الزكــــاة‬
‫‪ * 65%‬أوضحــت الدراســة أن ‪ 20 =( %60‬بنــكا) مــن بنــوك املشــاركة‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ -‬املسامهون‪.‬‬
‫‪ 30%‬حمــل العيّنــة هــي الــيت متــارس نشــاط الــزكاة‪ ،‬ويرجــع عــدم قيــام‬ ‫‪18%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ -‬املتعاملون مع البنك‪.‬‬
‫‪ 50%‬البنــوك األخــرى هبــذا النشــاط إىل‪:‬‬ ‫‪29%‬‬ ‫‪ -‬غري املتعاملني مع البنك‪10 .‬‬
‫‪ -‬الفتــاوى الصــادرة واخلاصــة بعــدم اختصــاص البنــك‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -‬البنك نفسه‪.‬‬
‫هبــذا النشــاط‪.‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬عائد حسابات خريية‪.‬‬
‫‪ -‬قيــام مؤسســات متخصصــة هبــذا النشــاط يف بعــض‬
‫‪10%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬أخرى (شركات تابعة)‪.‬‬
‫الــدول الــيت تعمــل هبــا بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫* يتضــح أن املســامهني ميثلــون املصــدر الرئيــس ملــوارد الــزكاة يف‬
‫البنــوك الــيت تقــوم هبــذا النشــاط‪.‬‬
‫* االستخدامات الرئيسة ألموال الزكاة هي املصارف الشرعية‪.‬‬

‫النسبة إىل النسبة * أوضحــت الدراســة أن ‪ 22 =( %65‬بنــكا) مــن بنــوك املشــاركة‬


‫‪ )2‬مصادر أموال القـــرض العدد إمجايل إىل ‪ 22‬حمــل العينــة هــي الــيت هتتــم بنشــاط القــرض احلســن‪.‬‬
‫بنكا‬ ‫البنوك‬ ‫احلسـن‬
‫‪ * 63%‬يتضــح أن اجلــزء األكــرب مــن متويــل القــرض احلســن يتــم عــن‬ ‫‪41%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ -‬جزء من أموال البنك‪.‬‬
‫‪ 18%‬طريــق أمــوال البنــك دون األمــوال مــن املصــادر األخــرى‪.‬‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ -‬تربعات من األفراد‪.‬‬
‫‪ * 18%‬االســتخدامات الرئيســة ألمــوال القــروض احلســنة يغلــب عليهــا‬ ‫‪12%‬‬ ‫‪ -‬جــزء مــن مــوارد صنــدوق ‪4‬‬
‫اجلانــب االجتماعــي‪.‬‬ ‫الــزكاة‪.‬‬
‫النسبة إىل النسبة * أوضحت الدراســة أن ‪ %38‬فقط (= ‪ 13‬بنكا) من بنوك املشــاركة‬
‫العدد إمجايل إىل ‪ 13‬حمــل العينــة هــي الــيت تقوم بنشــاط التربعات‪.‬‬ ‫‪ )3‬مصادر أموال‬
‫بنكا‬ ‫البنوك‬ ‫التربعــات‬
‫‪ * 38%‬أهم مصادر أموال التربعات هو من مال البنك واألفراد‪.‬‬ ‫‪15%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -‬من مال البنك‪.‬‬
‫‪ * 8%‬اســتخدامات أمــوال التربعــات هــي جمــاالت الــزكاة نفســها أو يف‬ ‫‪3%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬مسامهون‪.‬‬
‫‪ 62%‬اجملــاالت الــيت حيددهــا املتربعــون‪.‬‬ ‫‪24%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ -‬أفراد‪.‬‬
‫‪15%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬شركات‪.‬‬
‫‪15%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬صدقات جارية‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســالمية‪ :‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫ج‪ ،3‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.160-157 :‬‬

‫‪334‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ويف الواقــع العملــي ميكــن التمييــز بــني جمموعتــني مــن بنــوك املشــاركة‬
‫كمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ -1‬البنــوك التابعــة جملموعــة فيصــل‪ :‬متيــزت بارتفــاع اهتمامهــا‬
‫جبانــب النشــاط االجتماعــي وخاصــة الــزكاة‪ ،‬فقــد كانــت رائــدة يف‬
‫هــذا اجملــال‪.‬‬
‫‪ -2‬البنــوك التابعــة جملموعــة الربكــة‪ :‬مل يظهــر نشــاط الــزكاة‬
‫فيهــا بنــاءً علــى فتــوى الرقابــة الشــرعية اخلاصــة بعــدم إلــزام‬
‫البنــك كشــخصية معنويــة بإخــراج الــزكاة‪ ،‬وكذلــك عــدم االلتــزام‬
‫خبصمهــا مــن املســامهني يف املنبــع‪.‬‬
‫لخــص رؤيــة الباحثــني حــول قيــام بنــوك املشــاركة بنشــاط‬ ‫فيمــا يلــي نُ ِّ‬
‫الــزكاة‪ ،‬واجتاهــات عمــل هــذه البنــوك يف تعبئــة أمــوال الــزكاة يف شــكل‬
‫توضيحــي‪:‬‬

‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.162-161 :‬‬

‫‪335‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪ :)38‬دور وواقع تعبئة أموال الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫إدارة أموال الزكاة‬

‫نشـاط ضـروري‬ ‫نشـاط مؤقـ‬ ‫نشـاط معـدوم‬

‫الوفاء‬
‫جهات مؤهلة‬ ‫نشاط‬ ‫مسؤولية‬ ‫مَهمة‬ ‫عدم إتباع‬
‫باملسؤولية‬
‫للنشاط‬ ‫إضايف‬ ‫اضطرارية‬ ‫الدولة‬ ‫أسلوب موحَّد‬
‫االجتماعية‬

‫تعميـق الدور‬ ‫التذكيــر‬ ‫التكامل مع‬ ‫يــاب‬ ‫وجود تنظيـم‬ ‫فتاوى صادرة‬
‫االجتماعي‬ ‫بفريضــة‬ ‫املؤسسات‬ ‫مؤسســة‬ ‫عام يف الدولة‬ ‫بعدم اختصاص‬
‫للبنوك‬ ‫الزكــاة‬ ‫اخلرييــة‬ ‫الزكــاة‬ ‫جلمع الزكـاة‬ ‫البنك بالنشاط‬

‫‪336‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬حماســبة الزكاة يف بنوك املشــاركة‬


‫‪ .1‬حســاب زكاة األســهم يف بنوك املشــاركة‪:‬‬
‫تُعتــرب أمــوال املســامهني يف بنــوك املشــاركة مبثابــة أمــوال شــخص واحــد‬
‫وتفــرض عليهــا الــزكاة‪ ،‬وإذا قــام البنــك بذلــك فــال يقــوم املســاهم بتزكيــة‬
‫أموالــه مــرة أخــرى جتنبــا الزدواج الــزكاة(‪.)1‬‬
‫ويتم احتســاب الزكاة يف بنوك املشــاركة وفق اخلطوات التالية(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬وعــاء الــزكاة‪ :‬املوجــودات الزكويــة (األمــوال الــيت تتوفــر فيهــا‬
‫شــروط اخلضــوع للــزكاة) ناقصــا االلتزامــات احلالــة (االلتزامــات‬
‫قصــرية األجــل الواجبــة األداء)‪.‬‬
‫‪ 2.1‬مقــدار النصــاب‪ :‬القيمــة اجلاريــة لـــ ‪ 85‬غــرام مــن الذهــب‬
‫يــوم الــزكاة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬معــدل الــزكاة‪ %2,5 :‬للســنة املاليــة اهلجريــة‪ 2,575 ،‬للســنة‬
‫املاليــة امليالديــة‪.‬‬
‫‪ 4.1‬القيمــة الزكاتيــة‪ :‬وعــاء الــزكاة × معدل الزكاة‪.‬‬
‫‪ 5.1‬نصيب الســهم من الزكاة‪ :‬مقدار الزكاة عدد األســهم‪.‬‬
‫نبــني مبثــال توضيحــي كيفيــة حســاب الــزكاة علــى أمــوال البنــك اخلاصــة‬
‫باملســامهني؛ يف أحــد بنــوك املشــاركة(‪:)3‬‬

‫(‪ )1‬فؤاد السيد املليجي‪« ،‬حماسبة الزكاة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.336 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.337 :‬‬
‫(‪ )3‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك فيصل اإلسالمي املصري يف ‪1415 /12/30‬هـ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)60‬منوذج عملي حلساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫املبلـغ‬
‫(باأللف وحدة نقدية)‬ ‫مـكـونـات وعــاء الزكــاة يف بنـك املشـاركة‬
‫* املـوجـودات الزكـويـة‪:‬‬
‫‪55.574‬‬ ‫‪ -‬نقدية وأرصدة لدى البنك املركزي‪.‬‬
‫‪1.167.510‬‬ ‫‪ -‬أرصدة ونقدية لدى البنوك‪.‬‬
‫‪4.699.359‬‬ ‫‪ -‬مشاركات ومضاربات ومراحبات‪.‬‬
‫‪118.868‬‬ ‫‪ -‬أرصدة مدينة وأصول أخرى‪.‬‬
‫‪153.622‬‬ ‫‪ -‬مسامهات يف بنوك وشركات تابعة‪.‬‬
‫‪6.194.933‬‬ ‫إمجايل املوجودات الزكوية‪.‬‬
‫* املطلـوبـات واجبـة اخلصـم‪:‬‬
‫‪206.790‬‬ ‫‪ -‬حسابات جارية باإلطالع‪.‬‬
‫‪4.673.487‬‬ ‫‪ -‬حسابات االستثمار‪.‬‬
‫‪52.772‬‬ ‫‪ -‬ودائع أخرى‪.‬‬
‫‪299.902‬‬ ‫‪ -‬املستحق للبنك املركزي‪.‬‬
‫‪3.302‬‬ ‫‪ -‬املستحق للبنوك األخرى‪.‬‬
‫‪482.018‬‬ ‫‪ -‬أرصدة دائنة أخرى‪.‬‬
‫‪319.113‬‬ ‫‪ -‬خمصصات ملقابلة خماطر االستثمار‪.‬‬
‫‪6.037.384‬‬ ‫إمجايل املطلوبات واجبة اخلصم‪.‬‬
‫‪157.549‬‬ ‫* وعـاء الزكـاة‪:‬‬
‫‪ -‬مقدار النصاب = (‪ 85‬غرام ذهب ×‪3.400 = )40‬‬
‫‪ -‬مقدار الزكاة الواجبة= (‪3.938,725 =)% 2,5×157.549‬‬
‫ نصيب السهم من الزكاة= ‪ 1000000 3.938.725‬سهم =‪ 3,93‬وحدة نقدية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬فؤاد السيد املليجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.339 :‬‬

‫‪ .2‬واقع حماسبة الزكاة يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫بينــت الدراســة امليدانيــة كيفيــة معاجلــة الــزكاة وفقـاً ألســاس علمــي ســليم‬
‫مــن الناحيــة احملاســبية‪ ،‬ونوجــز أهــم النتائــج يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪338‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)61‬واقع املعاجلة احملاسبية للزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫نتـائج الدراســة امليدانيــة‪:‬‬ ‫العدد النسبة‬ ‫املعاجلــة احملاسبيــة‬
‫* األصــل أن أمــوال االســتثمار ســواء اخلاصــة باملودعــني‬ ‫‪ 1‬طريقة حساب الزكاة على املسامهني‪:‬‬
‫أو املســامهني توظــف يف أنشــطة اســتثمارية جتاريــة؛‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أ‪ -‬األموال ‪ +‬الربح‪.‬‬
‫ولذلــك ختضــع هــي وأرباحهــا للــزكاة علــى عــروض‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‪ -‬الربح فقط‪.‬‬
‫التجــارة‪.‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جـ ‪ -‬األموال فقط‪.‬‬
‫* الطريقــة (أ) هــي الصحيحــة وعلــى البنــوك األخــرى أن‬
‫تعيــد طريقــة حســاب الــزكاة علــى هــذا األســاس‪.‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اجملمـوع‪:‬‬
‫* الطريقــة (أ) هــي املتفقــة مــع قواعــد فقــه الــزكاة يف‬ ‫‪ 2‬طريقة حساب الزكاة على املودعني‪:‬‬
‫‪ %20‬حســاب زكاة األمــوال التجاريــة اخلاصــة مبودعــي ودائــع‬ ‫‪2‬‬ ‫أ‪ -‬رصيــد حســاب االســتثمار مضافــا إليــه الرصيــد‬
‫االســتثمار‪.‬‬ ‫اجلــاري (الربــح) مطروحــا منــه جممــوع مــا يكــون‬
‫* لبنــوك املشــاركة احلــق يف تقريــر أن جتمــع الــزكاة مــن‬ ‫للعميــل مــن ديــون والتزامــات‪.‬‬
‫‪ % 80‬املودعــني أو ال جتمعهــا‪ ،‬كمــا أنــه ال حيــق هلــا إجبارهــم‬ ‫‪8‬‬ ‫ب‪ -‬ال حتسب الزكاة على أموال املودعني‪.‬‬
‫علــى ذلــك‪.‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اجملمـوع‪:‬‬
‫* معظــم البنــوك تفضــل أن حتســب الــزكاة فقــط للمــودع‬ ‫‪ 3‬التصـرف يف زكـاة املودعيـن‪:‬‬
‫‪ %20‬وترتكــه يقــوم بتوزيعهــا بنفســه‪ ،‬والقليــل منهــم فقــط هــو‬ ‫‪2‬‬ ‫أ‪ -‬ختصــم مــن حـــ‪ /‬جــاري املــودع وترحــل لصنــدوق‬
‫الــذي يرحلهــا لصنــدوق الــزكاة ليقــوم البنــك بتوزيعهــا‬ ‫الــزكاة‪.‬‬
‫‪ % 80‬علــى مصارفهــا الشــرعية مبعرفتــه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ب‪ -‬يتوىل املودع توزيعها بنفسه‪.‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اجملمـوع‪:‬‬
‫* الطريقــة (جـــ) هــي القاعــدة الواجبــة اإلتبــاع؛ حيــث‬ ‫‪ 4‬طـرق إنفـاق الزكـاة‪:‬‬
‫‪ -‬جيــب أن يتــم إنفــاق حصيلــة الــزكاة كلهــا يف مصارفهــا‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‪ -‬يتــم مجــع الــزكاة واســتثمارها يف صنــدوق ينفــق‬
‫الشــرعية وال يســتثمر منهــا شــيء للســنوات التاليــة‪،‬‬ ‫مــن عائــده فقــط علــى املســتحقني‪.‬‬
‫‪ %12,5‬مادامــت مصــارف الــزكاة تتســع لذلــك‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب‪ -‬يتــم إنفــاق جــزء مــن احلصيلــة واســتثمار‬
‫الباقــي‪.‬‬
‫‪%87,5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫جـ ‪ -‬يتم إنفاق احلصيلة كلها وال يستثمر شيء‪.‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اجملمـوع‪:‬‬
‫* كال االحتمالني (أ) و (ب) صحيح‪.‬‬ ‫‪ 5‬معاجلة الضرائب بالنسبة للزكاة يف قائمة‬
‫أ‪ -‬حيــث إن الضرائــب عــبء فعلــي علــى املكلفــني وال بــد‬ ‫الدخل‪:‬‬
‫‪ %60‬مــن دفعهــا‪ ،‬وإذا مل يتــم دفعهــا تُعتــرب دين ـاً واجــب األداء‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أ‪ -‬ختصم الضرائب قبل حساب الزكاة‪.‬‬
‫‪ 40%‬ب‪-‬جيــب اعــرتاف مصلحــة الضرائــب بالــزكاة واعتبارهــا‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‪ -‬ختصم الضرائب بعد حساب الزكاة‪.‬‬
‫كعــبء خيصــم مــن وعــاء الربــح اخلاضــع للضريبــة‪.‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اجملمـوع‪:‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬
‫الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.284 -277 :‬‬

‫‪339‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬ﺣﺴــﺎﺑﺎت ﻣﺼــﺎدر اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ اﻟﺬاﺗــﻲ ﻓــﻲ‬


‫ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬حسابـات صـصـات االهتالكـات واملـؤونـات يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬حسابـات االحـتياطيـات واألربـاح ري املوزعـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالث ـاً‪ :‬واقـــع حماسبـــة االهتــالكات واملؤونــات واالحتياطيــات يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬حسابات صصات االهتالكات واملؤونات يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬حسابات صصات اهتالكات األصول الثابتة‪:‬‬
‫يتكــون التمويــل الذاتــي للوحــدة احملاســبية (مؤسســة‪ ،‬بنــك‪ )...‬مــن ثالثــة‬
‫حســابات هــي‪ :‬خمصصــات االهتــالكات وخمصصــات املؤونــات واألربــاح‬
‫احملتجــزة (غــري املوزعــة)‪.‬‬
‫إن االهتــالك هــو عبــارة عــن النقــص يف قيمــة األصول الثابتــة اليت ميتلكها‬
‫البنــك‪ ،‬ســواء كان ذلــك نتيجــة االســتعمال أو بعامــل الزمــن (تَعــرُّض‬
‫األصــل للعوامــل اجلويــة) أو التقــادم التكنولوجــي (ظهــور اخرتاعــات حديثة‬
‫أكفــأ)‪ .‬ويُعـرَّف كمصطلــح حماســي علــى أنــه‪« :‬توزيــع تكلفــة األصــل املعيّــن‬
‫وحتويلهــا إىل مصروفــات يف الفــرتات الــيت تســتفيد مــن خدمــات ذلــك‬
‫األصــل»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر فــإن اإلهتــالك يُعبِّــر عــن «قيمــة املنافــع الــيت‬
‫قدمهــا األصــل خــالل الفــرتة احملاســبية»(‪.)2‬‬
‫(‪ )1‬فالرتميجس وروبريت ميجس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.620 :‬‬
‫(‪ )2‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية ؟» ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 89 :‬‬

‫‪340‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يُســتخدم مبلــغ التكلفــة التارخييــة كأســاس لتقييــم األصــول الثابتــة؛‬


‫ويرجــع الســبب يف ذلــك إىل كوهنــا‪:‬‬
‫‪ -1.1‬أهنــا متثــل التكلفــة احلقيقيــة الــيت مت إنفاقهــا فعــال عنــد‬
‫احلصــول علــى هــذه األصــول‪ ،‬وأهنــا ناجتــة عــن عمليــة تبــادل فعلــي‬
‫وليســت افرتاضيــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬إذا مــا اســتخدمت أســاليب أخــرى لتقييــم األصــول الثابتــة؛‬
‫فإهنــا تفتــح اجملــال للتقديــرات االحتماليــة (مثــل تكلفــة اإلحــالل أو‬
‫القيمــة اجلاريــة)‪.‬‬
‫‪ -3.1‬أن األصــل الثابــت يظــل يف حيــازة البنــك إىل أن يتــم التخلــص‬
‫منــه‪ ،‬وبالتــايل فــإن التكلفــة التارخييــة تُعــدُّ أنســب للتعبــري عــن‬
‫قيمتــه‪.‬‬
‫إن تكويــن خمصــص بقيمــة مــا مت اهتالكــه مــن أصــول (باســتثناء حســاب‬
‫األراضــي) يُعتــرب ضــرورة مــن أجــل إظهــار األربــاح علــى حقيقتهــا وإظهــار‬
‫األصــول الثابتــة بقيمتهــا احلقيقيــة يف امليزانيــة‪ ،‬فضـالً عــن توفــري األموال‬
‫الالزمــة لغــرض اســتبدال األصــول القابلــة لإلهتــالك (اقتنــاء أصــول‬
‫جديــدة)؛ مــن خــالل قيمــة االهتــالك املرتاكــم(‪ )1‬الــيت تظهــر يف امليزانيــة‬
‫مطروحــة مــن قيمــة األصــل أو يف بنــد مســتقل ضمــن اخلصــوم املتداولــة‪.‬‬
‫تتنــوع طــرق حســاب أقســاط اهتــالك األصــول الثابتــة (طريقــة القســط‬
‫الثابت‪ ،‬القســط املتناقص‪ ،‬القســط املتزايد‪ ،)...‬ويفضل البعض اســتخدام‬

‫(‪ )1‬إن كثرييــن ممــن يســتخدمون القوائــم املاليــة‪ ،‬وليــس لديهــم درايــة باملعرفــة احملاســبية‪ ،‬يعتقــدون خطــأ بــأن حســاب‬
‫«جممــع االهتــالك» ميثــل النقديــة اجملمعــة ألغــراض شــراء معــدات جديــدة عندمــا تفنــى األصــول املوجــودة‪ ،‬ورمبــا تكــون‬
‫أحســن طريقــة ملقاومــة هــذا االعتقــاد اخلاط ـ هــي أن نؤكــد بــأن الرصيــد الدائــن حلســابات «جممــع االهتــالك» يتمثــل‬
‫يف التكلفــة املســتنفذة لألصــول الــيت مت احلصــول عليهــا يف املاضــي‪ ...‬إن شــراء أصــل جديــد يتطلــب نقديــة‪ ،‬واملقــدار‬
‫اإلمجــايل ألي نقديــة متتلكهــا الوحــدة االقتصاديــة‪ ،‬يظهــر يف حســاب النقديــة ضمــن عناصــر األصــول‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫طريقــة القســط الثابــت باعتبارهــا مــن أبســط وأســهل الطــرق يف احتســاب‬


‫االهتــالك؛ مثلمــا هــو الشــأن بالنســبة لكثــري مــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬شــريطة‬
‫أن يتــم اســتمرار العمــل هبــا يف إعــداد القوائــم املاليــة وعــدم تعديلهــا أو‬
‫تغيريهــا (مبــدأ الثبــات) مــن ســنة ألخــرى؛ حتــى ال يكــون التغيــري فيهــا‬
‫وســيلة إىل إخفــاء تقصــري أو إمهــال أو عــدم كفــاءة اإلدارة (سياســات‬
‫اســتثمارية أو إداريــة خاطئــة)‪ ،‬فمثـالً إذا كان البنــك يتبــع طريقــة القســط‬
‫املتناقــص يف حســاب اهتــالك األصــول الثابتــة بشــكل عــام‪ ،‬لكنــه عنــد‬
‫شــراء آلــة جديــدة يف إحــدى الســنوات غيَّــر هــذه الطريقــة إىل طريقــة‬
‫القســط الثابــت(‪ )1‬وكانــت أربــاح هــذه الســنة أقــل مــن غريهــا نظــراً حلــدوث‬
‫إســراف؛ فــإن تغيــري طريقــة اإلهتــالك تــؤدي إىل ختفيض تكلفــة اإلهتالك‬
‫مبــا يــؤدي إىل ختفيــض التكلفــة وزيــادة الربــح تبعـاً لذلــك‪ ،‬ممــا يــؤدي إىل‬
‫إمكانيــة حــدوث تغطيــة حماســبية شــكلية ملقــدار اخلســائر الــيت حدثــت‪.‬‬
‫وتُعتــرب خمصصــات اهتــالك األصــول الثابتــة يف بنــوك املشــاركة «تكلفــة‬
‫حمســوبة علــى أربــاح البنــك‪ ،‬ولكــن جيــب أن يتحملهــا املســامهون وحدهــم‬
‫دون املودعــني؛ حيــث إن األصــول الثابتــة هي جزء من ممتلكات املســامهني‬
‫يف البنــك وخيصهــم تكلفتهــا»(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬حسابات صصات مؤونات األعباء واخلسائر احملتملة‪:‬‬
‫يتــم تكويــن خمصصــات املؤونــات تطبيقــا ملبــدأ احليطــة واحلــذر «ملواجهــة‬
‫النقــص احملتمــل الوقــوع يف قيمــة أيّ أصــل مــن األصــول‪ ،‬أو الزيــادة‬

‫(‪ )1‬تــؤدي طريقــة القســط الثابــت إىل تقســيم تكلفــة األصــول الثابتــة التارخييــة علــى حيــاة هــذه األصــول وحتميــل كل ســنة‬
‫ماليــة بنصيبهــا مــن اإلهتــالك وتــؤدي طريقــة القســط املتناقــص إىل تناقــص قيمــة اإلهتــالك ســنة بعــد أخــرى خــالل فــرتة‬
‫اســتخدام األصــل الثابــت‪ ،‬أي أن قيمــة اإلهتــالك يف الســنوات األوىل أكــرب مــن قيمتهــا يف الســنوات األخــرية‪.‬‬
‫(‪ )2‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38 :‬‬

‫‪342‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫احملتملــة يف قيمــة أي مــن االلتزامــات‪ ،‬دعمــا للمركــز املــايل وتقويتــه»(‪)1‬؛‬


‫وتظهــر يف امليزانيــة إمــا يف اجلانــب الدائــن مــع اخلصــوم املتداولــة أو‬
‫مطروحــا مــن االســتثمارات يف اجلانــب املديــن مــع األصــول املتداولــة‪.‬‬
‫وتقــوم بنــوك املشــاركة بتكويــن مؤونــات ملواجهــة أي خســائر أو أعبــاء‬
‫خاصــة باألصــول املتداولــة قــد تلحــق بالبنــك‪ ،‬وبذلــك «لــن يعــرف أصحاب‬
‫الودائــع أو البنــك اخلســارة إال يف احلالــة الــيت تكــون فيهــا هــذه األخــرية‬
‫أكــرب مــن مقــدار االحتياطــي(‪=[ )2‬خمصــص املؤونــة] املوجــود وهــذا نــادراً مــا‬
‫حيــدث يف ظــروف اقتصاديــة عاديــة»(‪.)3‬‬
‫إن خمصصــات األصــول املتداولــة يف بنوك املشــاركة تكون ملقابلة األســباب‬
‫التالية(‪:)4‬‬
‫‪ -1.2‬مواجهــة خســائر مؤكــدة احلــدوث وغــري حمــددة املقــدار‪ ،‬قــد‬
‫حتققهــا أنشــطة املضاربــة أو املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬مواجهــة اخنفــاض يف رحبيــة املشــروعات الــيت يقــوم هبــا‬
‫البنــك بتمويلهــا علــى أحــد عقــود املضاربــة أو املشــاركة؛ حبيــث تقــل‬
‫عــن النســبة الــيت ســبق توزيعهــا‪.‬‬
‫‪ -3.2‬مواجهــة الديــون املعدومــة الــيت قــد تنتــج عــن عجــز أو إفــالس‬
‫أصحــاب املديونيــات مــن بيــع املراحبــة اآلجلــة أو البيــع بالتقســيط‬
‫أو البيــع التأجــريي‪...‬‬
‫(‪ )1‬شــوقي إمساعيــل شــحاتة‪« ،‬نظريــة احملاســبة املاليــة مــن منظــور إســالمي»‪ ،‬الزهــراء لإلعــالم العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1987‬ص‪.192 :‬‬
‫ً‬
‫(‪ )2‬جيــب التفرقــة بــني االحتياطيــات واملؤونــات‪ ،‬فاالحتياطيــات هــي أمــوال خاصــة وتشــكل جــزءا مــن حقــوق املســامهني‬
‫وهــي تضــاف إىل جممــل وســائل البنــك وتدعــم تغطيــة التزاماتــه‪ ،‬يف حــني أن املؤونــات متثــل مطلوبــات أكثــر مباشــرة‪ :‬فهــي‬
‫معـدَّة إمــا ملواجهــة هبــوط قيمــة عنصــر مــن عناصــر املوجــودات وإمــا ملواجهــة عــبء مــن األعبــاء مــع األخــذ بعــني االعتبــار‬
‫أن اهلبــوط أو العــبء‪ ،‬رغــم كــون موضوعهــا حمــدداً‪ ،‬ميكــن أن يكــون مبلغهمــا غــري حمــدد‪ ،‬مثــل مؤونــات الديــون املشــكوك‬
‫يف حتصيلهــا ومؤونــات الطــوارئ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 :‬‬
‫(‪ )4‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 :‬‬

‫‪343‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ -4.2‬مواجهــة خســائر تنتــج عــن تلــف بعــض عناصــر املتاجــرة الــيت‬


‫يقــوم هبــا البنــك‪ ،‬أو تنتــج عــن البيــع بأقــل مــن التكلفــة الدفرتيــة‪.‬‬
‫‪ -5.2‬مواجهــة خســائر الشــركات الــيت يســاهم البنــك فيهــا بشــراء‬
‫أســهم‪.‬‬
‫‪ -6.2‬مواجهــة خســائر تنتــج عــن تلــف األصــول املعــدة للتأجــري يف‬
‫نشــاط التأجــري التمويلــي واملشــاركة املنتهيــة بالتمليــك واألنشــطة‬
‫املشــاهبة‪.‬‬
‫‪ -7.2‬مواجهــة أي خســائر أخــرى غــري معلومــة األســباب؛ مثــل‬
‫جتميــد حســابات أو مســتحقات البنــك لــدى البنوك األخــرى احمللية‬
‫أو األجنبيــة ألســباب سياســية أو غريهــا‪.‬‬
‫يتــم تكويــن مؤونــات لتغطيــة كل أنــواع هــذه اخلســائر الناجتــة عــن‬
‫االســتثمار وتوظيــف األمــوال اململوكــة لــكل املســامهني واملودعــني معــاً؛‬
‫وهلــذا «تعتــرب هــذه املخصصــات مملوكــة هلــم بنســبة توزيــع األربــاح املتفــق‬
‫عليهــا بينهــم»(‪)1‬؛ األمــر الــذي يتطلــب توضيــح أســباب اخلســائر الــيت‬
‫حدثــت أهــي ناجتــة عــن ســوء اإلدارة أم أهنــا خارجــة عــن إرادهتــا حتــى‬
‫يتــم تغطيــة اخلســائر مــن هــذه املخصصــات ‪.‬‬
‫ويقــرتح البعــض ضــرورة تكويــن خمصصــات املؤونــات التاليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ -‬خمصص خسائر متوقعة (مشاركات)‪.‬‬
‫‪ -‬خمصص ديون مشكوك فيها ( املضاربات‪/‬البيع اآلجل)‪.‬‬
‫‪ -‬خمصص تسوية أرباح (املشاركة املنتهية بالتمليك‪/‬التأجري التمويلي)‪.‬‬

‫(‪ )1‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -‬خمصص ملخاطر تقلبات أسعار الصرف‪.‬‬


‫نشــري إىل ظهــور حســاب مؤونــة «املخاطــر والتكاليــف» يف ميزانيــات بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة للتقليــل مــن أخطــار اخلســائر‪ .)3(1‬وإذا كان ي َّ‬
‫ُتوقــع ارتفــاع‬
‫حجــم املخصصــات ملقابلــة خماطــر اســتثمارات بنــوك املشــاركة؛ فــإن‬
‫بعــض الدراســات تؤكــد أن كثــرياً مــن هــذه البنــوك مل تعــط أمهيــة تذكــر‬
‫ملخصــص «خماطــر االســتثمار» علــى الرغــم مــن أن اســتثماراهتا تتميــز‬
‫بارتفــاع درجــة املخاطــرة الــيت تتعــرض هلــا‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬حسابات االحتياطيات واألرباح ري املوزعة يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬توزيع األرباح بني املسامهني واملودعني يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تتمثل مصادر اإليراد الرئيسة لبنوك املشاركة يف العوائد التالية(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1.1‬أجــور اخلدمــات املصرفيــة‪ :‬ختتــص باملســامهني دون‬
‫املودعــني‪.‬‬
‫‪ -2.1.1‬أربــاح عمليــات الصــرف الفــوري‪ :‬بيــع وشــراء العمــالت‬
‫األجنبيــة واملعــادن الثمينــة‪.‬‬
‫‪ -3.1.1‬أربــاح االســتثمار املباشــر‪ :‬يكــون فيــه البنــك مبثابــة‬
‫الشــريك العامــل يف عقــد املضاربــة الــذي يُمثــل فيــه املودعــون‬
‫الشــريك املمــوِّل‪.‬‬
‫‪ -4.1.1‬أربــاح االســتثمار غــري املباشــر‪ :‬يقــوم فيــه البنــك بــدور‬
‫املضــارب الوســيط بــني املودعــني ورجال األعمال الذيــن يتم متويلهم‬
‫علــى أســاس املشــاركة أو املضاربــة‪ ،‬فيكــون نصيبــه حمــدوداً نســبياً‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك الربكة اجلزائري‪.‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222-220 :‬‬

‫‪345‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مقارنــة بالعمليــات االســتثمارية املباشــرة الــيت حيصــل فيهــا علــى‬


‫كامــل نصيــب الشــريك العامــل‪.‬‬
‫ويبــني الشــكل التخطيطــي التــايل مصــادر التمويــل والعائــدات يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)39‬مصادر التمويل والعائدات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫الــمـسـاهــمــون‬

‫حصة‬ ‫أسهم‬
‫من‬ ‫احتياطات‬
‫األرباح‬ ‫أرباح مرحلة‬

‫الـــبــنــــك‬

‫متويل باملشاركة‬ ‫ودائع استثمارية‬

‫حصة‬ ‫حصة‬
‫رجـــال األعمــال‬ ‫من‬ ‫من‬ ‫املــودعــون‬
‫األرباح‬ ‫األرباح‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.223 :‬‬

‫يتــم توزيــع أربــاح بنــوك املشــاركة بصفــة أساســية بني املســامهني واملودعني‬
‫حســب طريقــة االســتثمار الــيت ختتلــف مــن بنــك آلخر كمــا يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.1‬خلــط كل أمــوال املودعــني مــع كل أمــوال املســامهني‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســالمي»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪115-107 :‬؛‬
‫‪.255‬‬

‫‪346‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫(البنــك)‪.‬‬
‫‪ -2.2.1‬خلــط كل أمــوال املســامهني جبــزء مــن الودائــع واســتثمار‬
‫الباقــي منفــرداً‪.‬‬
‫‪ -3.2.1‬خلــط كل أمــوال املودعــني جبــزء مــن رأس املــال واســتثمار‬
‫الباقــي منفــرداً‪.‬‬
‫‪ -4.2.1‬استثمار أموال كل من املسامهني واملودعني منفردة‪.‬‬
‫وتُشــكل الودائــع االســتثمارية املصــدر الرئيــس لألمــوال املتاحــة لالســتثمار‬
‫يف بنــوك املشــاركة وتتناســب حصــة البنــك مــن األربــاح عكســياً مــع مــدة‬
‫الوديعــة‪ ،‬فكلمــا طالــت املــدة؛ قلــت حصــة البنــك يف أرباحهــا(‪ ،)1‬وذلــك‬
‫حســب مــا يبينــه اجلــدول التــايل ألحــد بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)62‬منــوذج لنصيــب بنــك املشــاركة والوديعة االســتثمارية‬
‫مــن الربــح تبعــا آلجاهلــا‬
‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬
‫نصيب بنك املشاركة‬ ‫نصيب الوديعة من الربح‬ ‫أجل الوديعة االستثمارية‬
‫‪%10‬‬ ‫‪%90‬‬ ‫‪3‬سنوات‬
‫‪%15‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫سنتـان‬
‫‪%25‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫سنة واحدة‬
‫‪%35‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫ستة أشهر‬
‫‪%45‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫ثالثة أشهر‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227 :‬‬

‫يــرى معظــم اخلــرباء أن مشــكلة قيــاس الربــح وتوزيعهــا يف بنــوك املشــاركة‬


‫تتطلــب إعــداد احلســابات اخلتاميــة اخلاصــة هبــا؛ حبيــث تشــمل املراحــل‬
‫التالية(‪:)2‬‬
‫(‪ )1‬أبو اجملد حرك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55 :‬‬
‫(‪ )2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.390 :‬‬

‫‪347‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 1.3.1‬مرحلــة أوىل‪ :‬قيــاس أربــاح االســتثمارات والتوظيفــات‬


‫اخلاصــة بأمــوال املودعــني واملســامهني معــاً؛ دون عوائــد البنــك‬
‫األخــرى‪.‬‬
‫‪ 2.3.1‬مرحلــة ثانيــة‪ :‬توزيــع صــايف عائــد االســتثمار الســابق‬
‫بــني املســامهني واملودعــني طبقـاً لعقــد املضاربــة‪ ،‬حصــة ربــح مقابــل‬
‫العمــل والباقــي يــو َّزع بنســب احلصــص‪.‬‬
‫‪ 3.3.1‬مرحلــة ثالثــة‪ :‬قيــاس أربــاح املســامهني بإضافــة العوائــد‬
‫األخــرى (اخلدمــات املصرفيــة) الــيت مل تُضــف يف املرحلــة الســابقة‬
‫وعناصــر التكلفــة اإلداريــة الــيت مل يســبق حتميلهــا‪.‬‬
‫‪ 4.3.1‬مرحلــة أخــرية‪ :‬توزيــع صــايف العائــد املتحقــق مــن املرحلــة‬
‫الثالثــة طبقــاً للقانــون ونظــام البنــك وقــرارات اجلمعيــة العامــة‬
‫وجملــس اإلدارة‪.‬‬
‫وهلــذا؛ فــإن األمــر يســتدعي تصميــم قائمــة دخــل خاصــة « قائمــة الدخــل‬
‫ذات املراحل» تالئم الطبيعة املميزة لنشــاط بنوك املشــاركة‪ ،‬حلل مشــكلة‬
‫قيــاس وتوزيــع الربــح الــيت تتــم علــى مراحــل‪.‬‬
‫‪ .2‬حسابات االحتياطيات واألرباح يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫تقــوم بنــوك املشــاركة كبقيــة البنــوك واملؤسســات األخــرى علــى حجــز‬
‫(اقتطــاع) جــزء مــن األربــاح كاحتياطــي‪ ،‬وذلــك لدعــم مركزهــا املــايل‬
‫واكتســاب مسعــة طيبــة‪« ،‬إذ يشــري تراكــم األربــاح إىل جنــاح البنــك يف‬
‫عملــه»(‪ ،)1‬ومــن الناحيــة العمليــة «تُقيِّــد الكثــري مــن الشــركات توزيعاهتــا‬
‫حبيــث ال تتعــدى ‪ %40‬مــن صــايف دخلهــا الســنوي تقريب ـاً‪ ،‬ويرتتــب علــى‬

‫(‪ )1‬ضياء جميد املوسوي‪« ،‬االقتصاد النقدي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.276 :‬‬

‫‪348‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ذلــك االحتفــاظ باجلــزء األكــرب مــن صــايف الدخــل يف الشــركة حتــى تتهيــأ‬
‫هلــا فرصــة النمــاء وتــزداد قدرهتــا علــى مواجهــة املنافســني»(‪.)1‬‬
‫تتمثل احتياطيات وأرباح بنوك املشاركة يف احلسابات التالية‪:‬‬
‫‪ 1.2‬حســاب االحتياطــي القانونــي‪ :‬هــو عبــارة عــن نســبة معينــة‬
‫مــن األربــاح الصافيــة يفرضهــا القانــون(‪( )2‬القوانــني احملليــة) لتبقــى‬
‫داخــل البنــك وال تــو َّزع بــأيّ شــكل مــن األشــكال‪.‬‬
‫‪ 2.2‬حســاب االحتياطــي االختيــاري‪ :‬هــو عبــارة عــن حســاب ال‬
‫يفرضــه القانــون؛ ولكــن يضعــه املؤسســون هبــدف تعزيــز رأس مــال‬
‫البنــك يف مواجهــة التغــريات املختلفــة يف املســتقبل‪ ،‬وميكــن أن ينــص‬
‫عليــه القانــون التأسيســي ليُبيِّــن نســبة األربــاح الــيت حتـوَّل إىل هــذا‬
‫احلســاب‪.‬‬
‫ــايل‪ :‬ينتــج هــذا االحتياطــي عــن‬ ‫‪ 3.2‬حســاب االحتياطــي الرأ‬
‫إعــادة تقييــم األصــول الثابتــة؛ حيــث تضــاف الزيــادة إىل حســاب‬
‫احتياطــي رأمســايل‪ ،‬وهــو مــا يعــرف بـــ‪« :‬أربــاح إعــادة التقديــر»؛ كمــا‬
‫أن هــذا االحتياطــي «ال يعتــرب أمــواالً جمنّبــة حلســاب املســامهني‬
‫مثــل ســائر االحتياطــات األخــرى بــل هــي تعتــرب تضخيمــا لقيمــة‬
‫بعــض األصــول الثابتــة»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬فالرت ميجس وروبريت ميجس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.752 :‬‬


‫(‪ )2‬هنــاك فــرق بــني االحتياطــي القانونــي (‪ :(Réserve légale = Legal reserve‬وهــو املخصــص مــن األربــاح الصافيــة‬
‫واملفــروض مبوجــب القوانــني احملليــة‪ ،‬واملنصــوص عنــه يف قانــون شــركات املســامهة؛ واالحتياطــي اإللزامــي (‪Réserve‬‬
‫‪ )obligatoire = Compulsory”Required” reserve‬وهــو املخصــص الــذي تُلــزم البنــوك بتكوينــه كرصيــد لــدى البنــك‬
‫املركــزي‪ ،‬واملنصــوص عنــه يف قانــون النقــد والقــرض‪.‬‬
‫(‪ )3‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.239 :‬‬

‫‪349‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يضــاف إىل ذلــك االحتياطيــات الســرية‪ :‬الــيت ال تظهــر عــادة يف‬


‫امليزانيــات‪ ،‬فقــد اعتــادت بعــض البنــوك(‪ )1‬أن «تُظهــر أصوهلــا الثابتــة‬
‫بقيــم تذكاريــة ال تُعبِّــر عــن حقيقتهــا املاديــة الــيت تفــوق قيمتهــا‬
‫بكثــري‪ ،‬وذلــك هبــدف تكويــن احتياطيــات ســرية تدعــم مركزهــا‬
‫املــايل وحتافــظ علــى توازنــه واتســاقه‪ ،‬فض ـالً عــن زيــادة قدرهتــا‬
‫علــى مواجهــة الطــوارئ واألزمــات الفجائيــة غــري املتوقعــة»(‪ )2‬والــيت‬
‫تتطلــب زيــادة رأس املــال‪.‬‬
‫‪ 4.2‬حســاب األرباح احملتجزة ( ري املوزعة)‪ :‬مي ِّثل اجلزء املتبقي‬
‫مــن األربــاح الصافيــة بعــد االحتفــاظ باالحتياطيــات املختلفة وتوزيع‬
‫األربــاح علــى املســامهني‪ ،‬باإلضافــة إىل الرصيــد املرتاكم من ســنوات‬
‫ويفضــل البعــض التمييــز بــني االحتياطيــات‬‫ِّ‬ ‫ســابقة (أربــاح مرحَّلــة)؛‬
‫الــيت متثــل أرباح ـاً حمتجــزة خمصصــة أو مقيــدة‪ ،‬واملبالــغ املتاحــة‬
‫للتوزيــع باعتبارهــا متثــل أرباح ـاً حمتجــزة غــري خمصصــة أو غــري‬
‫مقيــدة؛ حيــث إن الغــرض مــن األربــاح احملتجــزة املخصصــة هــو‬
‫إبــالغ مســتخدمي القوائــم املاليــة أن هنــاك جــزءاً مــن األربــاح‬
‫خمصصــا للوفــاء بغــرض معيّــن وليــس متاح ـاً للتوزيعــات النقديــة‪،‬‬
‫بينمــا تُســتعمل األربــاح احملتجــزة (غــري املوزعــة) لتوســيع نشــاط‬
‫البنــك مــن خــالل إعــادة اســتثمارها واحملافظــة علــى ســالمة رأس‬
‫املــال‪.‬‬
‫‪ 5.2‬أربــاح مقــرتح توزيعهــا‪ :‬عندمــا يقــرتح جملــس إدارة البنــك‬
‫(‪ )1‬أنظــر املالحــق‪ :‬ميزانيــة بنــك فيصــل اإلســالمي املصــري لســنة ‪1990‬؛ حيــث توجــد أصــول ثابتــة لــدى البنــك هلــا قيمــة‬
‫اقتصاديــة ذات وزن مت ذكرهــا يف امليزانيــة بقيــم تذكاريــة فقــط‪ ،‬واعتــادت البنــوك وخاصــة يف مصــر علــى اهتــالك أصوهلــا‬
‫الثابتــة مبعــدل يفــوق املعــدل احلقيقــي علــى أســاس االحتفــاظ بقيــم هــذه األصــول كاحتياطيــات ســرية‪.‬‬
‫(‪ )2‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية؟»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش ص‪.74 :‬‬

‫‪350‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫توزيــع أربــاح معيّنــة وتعتمــد اجلمعيــة العامــة تلــك التوزيعــات؛ فــإن‬


‫البنــك يتحمــل التزامــا بدفــع قيمــة تلــك األربــاح ضمــن االلتزامــات‬
‫قصــرية األجــل علــى أســاس أن املــدة بــني تاريــخ اإلعــالن عــن توزيــع‬
‫األربــاح وتاريــخ الســداد تكــون عــادة قصــرية‪.‬‬
‫ويظهــر يف ميزانيــة بعــض بنــوك املشــاركة حســاب «أربــاح مقــرتح‬
‫توزيعها على املســامهني»‪ ،‬ويف بعض البنوك مت إدراج أرباح املودعني‬
‫يف امليزانيــة حتــت بنــد «أربــاح خمصصــة للتوزيــع علــى املودعــني»(‪)1‬؛‬
‫وهــي مالحظــة جديــدة «تغايــر ما تعارف عليه احملاســبون يف تصوير‬
‫املركــز املــايل ألي بنــك‪ ،‬ولكنهــا بشــكل عــام تعتــرب إجيابيــة حتســب‬
‫للنظــام احملاســي ال عليــه؛ حيــث أهنــا توضــح حجــم مــا يســتحق‬
‫للمودعــني بالقيــاس باملســامهني‪ ،‬باإلضافــة إىل أهنــا تعــرب عــن كفــاءة‬
‫إدارة البنــك»(‪.)2‬‬
‫جتــدر اإلشــارة إىل أن بعــض الدراســات توصلــت إىل ظاهــرة «اخنفــاض‬
‫رحبيــة» بنــوك املشــاركة باملقارنــة مــع البنــوك التقليديــة‪ ،‬وخاصــة يف صورة‬
‫املــوزع علــى أصحــاب الودائــع االســتثمارية باملقارنــة مــع معــدالت الفائــدة‬
‫املدفوعــة يف البنــوك التقليديــة؛ إال أن هــذا الوضــع يرفضــه بعــض الباحثني‬
‫لعــدة أســباب موضوعيــة هــي‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعــارض مــع املنطلقــات النظريــة للعمــل املصــريف القائــم علــى‬
‫نظــام املشــاركة «الــذي مــن أهــم مساتــه ربــط االدخــار باإلنتــاج‬
‫بشــكل مباشــر وعلــى حنــو يوفــر أجــور الوســاطات التمويليــة املتعــددة‬

‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪ :‬ميزانية بنك البحرين اإلسالمي‪.‬‬


‫(‪ )2‬كوثر عبد الفتاح حممود األجبي‪« ،‬قياس وتوزيع الربح يف البنك اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220 :‬‬

‫‪351‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وأرباحهــا الــيت ميكــن أن تــؤول إليــه لتزيــد مــن إنتاجيتــه‪ )1(»...‬وعوائــده‪.‬‬


‫ب‪ -‬التعــارض مــع قاعــدة أساســية يف االســتثمار « تقضــي بضــرورة‬
‫مراعــاة العالقــة التعويضيــة بــني العائــد واملخاطــر‪ ،‬فكلمــا زادت‬
‫خماطــر االســتثمار‪ ،‬كلمــا ارتفــع العائــد الــذي تطلبــه مصــادر‬
‫التمويــل»(‪.)2‬‬
‫جـــ‪ -‬التعــارض مــع فهــم مبــدأ «ال ُغنْــم وال ُغـرْم»؛ حيــث قــام عــدد مــن‬
‫مودعــي بعــض بنــوك املشــاركة «بســحب ودائعهــم وحتويلهــا إىل‬
‫البنــوك التقليديــة عندمــا اخنفضــت معــدالت األربــاح املوزعــة لــدى‬
‫هــذه املصــارف عــن معــدالت الفائــدة يف البنــوك التقليديــة»(‪.)3‬‬
‫د‪ -‬التعــارض مــع مســألة توزيــع األربــاح علــى املودعــني واملســامهني؛‬
‫حيــث إن املســامهني هلــم هيئــات متثلهــم وحتمــي مصاحلهــم وتدافــع‬
‫عــن حقوقهــم‪ ...‬وعلــى هــذا «فــإن علــى املودعــني أن ينتبهــوا إىل‬
‫كل املصاريــف واالهتــالكات واملؤونــات واملخصصــات واالقتطاعــات‬
‫الــيت تؤثــر علــى مقــدار الربــح املــوزع وحصتهــم منــه‪ ،‬فال بــد أن تكون‬
‫األربــاح حقيقيــة وفعليــة؛ حبيــث ال يبالــغ يف [االهتــالكات]‪ ،‬وحبيــث‬
‫ال تقتطــع االحتياطيــات إال مــن حصــة املســامهني يف األربــاح»(‪.)4‬‬
‫فيما يلي نبني احلسابات السابقة يف شكل توضيحي‪:‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.377 ،366 :‬‬


‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159 :‬‬
‫(‪ )3‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬الــدور االقتصــادي للمصــارف اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.93‬‬
‫(‪ )4‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.235-234 :‬‬

‫‪352‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا=ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا‪7‬ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫شكل رقم (‪ :)40‬حسابات مصادر التمويل الذاتي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪353‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالث ـاً‪ :‬واقــع حماســبة االهتــالكات واملؤونــات واالحتياطيــات يف بنــوك‬


‫املشــاركة‬
‫بيّنــت الدراســة امليدانيــة لطريقــة معاجلــة خمصصــات االهتــالكات‬
‫واملؤونــات واالحتياطيــات يف بنــوك املشــاركة مــن حيــث أســس تكوينهــا‬
‫والتصــرف فيهــا‪ ،‬النتائــج الــيت نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:)63‬‬
‫واقع معاجلة املخصصات واالحتياطيات يف بنوك املشاركة‬
‫نتائـــج الدراســة امليدانيــة‬ ‫العدد النسبة‬ ‫املعاجلــة احملاسبيــة‬
‫* تســتخدم كل البنــوك حمــل العينــة (ن=‪ )14‬أســلوب التكلفــة‬ ‫صصات اهتالك األصول الثابتة‪:‬‬ ‫‪ )1‬حساب‬
‫التارخييــة حلســاب أقســاط اإلهتــالك‪ ،‬وهــو يتميز بســهولة حســابه‬
‫واتفاقــه مــع املوضوعيــة الكاملــة‪ ،‬وهــو مــا يتــم تطبيقــه أيضــا يف‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪14‬‬ ‫أ‪ -‬التكلفة التارخيية‪.‬‬
‫البنــوك التقليديــة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‪ -‬التكلفة اجلارية‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫جـ ‪ -‬التكلفة االستبدالية اجلارية‪.‬‬
‫* املعاجلة (أ) هي اليت تتفق مع األساس العلمي السليم‪.‬‬ ‫‪ )2‬مصدر تكوين مؤونات اخلسائر العامة‪:‬‬
‫‪ -‬املفــروض أن يتــم تكويــن هــذه املخصصــات مــن أربــاح كل مــن‬ ‫أ‪ -‬من أرباح املسامهني واملودعني معا‪.‬‬
‫‪%54‬‬ ‫‪7‬‬
‫املســامهني واملودعــني ألهنــا ختــص اســتثمارات أمواهلــم‪ ،‬إال إذا كانت‬ ‫ب‪ -‬من أرباح املسامهني فقط‪.‬‬
‫هــذه االســتثمارات ختــص املســامهني فقــط أو املودعــني فقــط‪،‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪6‬‬
‫جـ ‪ -‬من أرباح املودعني فقط‪.‬‬
‫فيمكــن تكويــن خمصصــات مــن أربــاح كل فئــة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يف حالــة ختفيــض املؤونــات أو إلغاءهــا النتهــاء الظــروف الــيت أدت‬
‫إىل تكوينهــا تُح ـوَّل حلســاب األربــاح املســتحقة لــكل مــن الفئتــني؛‬
‫ألهنــا مملوكــة هلــم بنســبة األربــاح املســتحقة‪.‬‬
‫* أســاس املعاجلــة احملاســبية الصحيحــة هــو تغطيــة اخلســائر‬ ‫‪ )3‬طريقة تغطية خسائر االستثمارات‪:‬‬
‫مــن املخصصــات احملتجــزة هلــذا الغــرض‪ ،‬وتصــل نســبتها إىل ‪%71‬‬ ‫أ‪ -‬أرباح التوظيفات املختلفة‪.‬‬
‫مقارنــة بالطــرق األخــرى‪.‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪%71‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ب‪ -‬املخصصــات احملتجــزة اخلاصــة هبــذه‬
‫‪ -‬إن أربــاح التوظيفــات ميكــن أن تغطــي اخلســائر إذا زاد حجمهــا‬ ‫ا ال ســتثما ر ا ت ‪.‬‬
‫عــن املخصصــات اخلاصــة هبــذا الغــرض‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬من االحتياطيات‪.‬‬
‫‪ -‬إن تغطيــة اخلســائر مــن االحتياطيــات يعــي أن اخلســائر ختــص‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫د‪ -‬من كل ما سبق‪.‬‬
‫ُغطــى مــن أرباحهم املمثلــة يف االحتياطي‪.‬‬ ‫املســامهني فقــط‪ ،‬لذلــك ت َّ‬ ‫‪% 21‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬إن تغطيــة اخلســائر مــن مجيــع الطــرق يكــون حســب حجــم‬
‫وطبيعــة اخلســائر‪.‬‬
‫* أوضحــت غالبيــة البنــوك أن االحتياطيــات تُخصــم مــن أربــاح‬ ‫‪ )4‬مصدر تكوين االحتياطيات‪:‬‬
‫املســامهني فقــط‪ ،‬وهــي معاجلــة صحيحــة ألن االحتياطيــات تكــون‬ ‫أ‪ -‬من أرباح املسامهني واملودعني معا‪.‬‬
‫أساس ـاً لغــرض تدعيــم املركــز املــايل للبنــك وتقويتــه وتأمينــه ضــد‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪%71‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ب‪ -‬من أرباح املسامهني فقط‪.‬‬
‫املخاطــر واخلســائر‪.‬‬ ‫جـ ‪ -‬من أرباح املودعني فقط‪.‬‬
‫* املعاجلــة (أ) حتتــاج إىل تصحيــح مســتقبلي يف البنــوك املعنيــة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيــث ال ميكــن للبنــك أن حيتجــز مــن أربــاح املودعــني مــا يقــوي بــه‬
‫مركــزه املــايل‪.‬‬
‫‪ -‬تكويــن االحتياطيــات مــن أربــاح املودعــني فقــط معاجلــة خاطئــة‬
‫إن حدثــت‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬


‫الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256-247 :‬‬

‫‪354‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬ﺣﺴــﺎﺑﺎت رأس ﻣــﺎل اﻟﻤﺴــﺎﻫﻤﻴﻦ ﻓــﻲ‬


‫ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬حـسـابـات رأس املـال ووظـائفـه يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬األهـمـيـة النسـبيـة لرأس املـال يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقع حماسبة رأس املال وأموال املسامهني يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ال‪ :‬حسابات رأس املال ووظائفه يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬حسابات رأس املال يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يُالحــظ مــن الناحيـــة احملاســبية أن األصــول تعــادل دائمــا اخلصــوم ورأس‬
‫املــال يف امليزانيــة‪( ،‬األصــول = رأس املــال ‪ +‬اخلصــوم)‪ ،‬وبذلــك يُعرَّف رأس‬
‫املــال باعتبــاره الفــرق بــني األصــول واخلصــوم‪ ،‬حيــث (األصــول ‪ -‬اخلصوم‬
‫= رأس املــال)؛ ويُطلــق عــادة علــى رأس املــال واالحتياطيــات واألربــاح غــري‬
‫املوزعــة تعبــري «حقــوق امللكيــة» أو «احلســابات الرأمساليــة»‪.‬‬
‫إن رأس املال املدفوع هو‪« :‬ما يدفعه املسامهون من أموال يتم استخدامها‬
‫أساس ـاً يف إعــداد املشــروع ملزاولــة نشــاطه ومــن هنــا‪ ،‬فهــو يعكــس حجــم‬
‫النشــاط املتوقــع مزاولتــه‪ ،‬فضـالً عــن تضــاؤل أمهيتــه باملقارنــة مــع املــوارد‬
‫األخــرى للمصرف»(‪.)1‬‬
‫ويُعرِّف البعض مســامهات املؤسســني أو األســهم العادية يف بنوك املشــاركة‬
‫بأهنــا‪« :‬عبــارة عــن الرأمســال اخلــاص الــذي يبــدأ بــه البنــك نشــاطه عنــد‬
‫تأسيســه‪ .‬وعندمــا يــزاول البنــك نشــاطه وحيتــاج إىل مزيــد مــن األمــوال‬
‫(‪ )1‬عبــد النعيــم مبــارك وأمحــد الناقــة‪« ،‬النقــود والصريفــة والنظريــة النقديــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1997 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.127‬‬

‫‪355‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ميكنــه إصــدار أســهم جديــدة‪ .‬وبذلــك تكــون مســامهات املؤسســني املصدر‬


‫األساســي للبنك»(‪.)1‬‬
‫جيــب أن يُدفــع رأس املــال يف بنــوك املشــاركة بالكامــل «وال جيــوز أن يكــون‬
‫هنــاك جــزء منــه مســتحقاً يف ذمــة الشــركاء»(‪ ،)2‬ومــع ذلــك جندهــا ختالــف‬
‫هــذا الــرأي حيــث يبــدو أنــه ال يوجــد إمجــاع عليــه‪.‬‬
‫وميكــن التمييــز بــني الشــركاء املودعــني والشــركاء املســامهني «فكالمهــا‬
‫شــركاء يف األربــاح‪ ،‬وميتــاز املســامهون بأهنــم ميلكــون االحتياطيــات‬
‫واألربــاح غــري املوزعــة‪ )3(»...‬ورأس املــال املدفــوع‪ ،‬كمــا أن اســتحقاق كل‬
‫منهمــا ألنــواع اإليــراد خمتلــف أيضــاً‪ ،‬مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:)64‬‬
‫حسابات القوائم املالية املستحقة للمسامهني واملودعني‬
‫حسابات ختص املسامهني واملودعني معا‬ ‫حسابات ختص املسامهني فقط‬
‫‪ -‬إيرادات االستثمارات‪.‬‬ ‫‪ -‬إيرادات اخلدمات املصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬إيرادات عرضية (ديون معدومة حمصلة)‪.‬‬ ‫‪ -‬اإليرادات الرأمسالية (بيع أصول ثابتة)‪.‬‬
‫‪ -‬خمصصات األصول املتداولة (مؤونات)‪.‬‬ ‫‪ -‬املصاريف اإلدارية (صيانة‪ ،‬أجور‪.) ...‬‬
‫‪ -‬خمصصات اهتالك األصول الثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬حقــوق امللكيــة (رأس املــال ‪ +‬االحتياطيــات ‪ +‬األربــاح‬
‫غــري املوزعــة)‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع ‪:‬‬


‫‪ -‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك اإلســالمي»‪ ،‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.251 :‬‬
‫‪ -‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور‬
‫احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.225-223 :‬‬

‫(‪ )1‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54 :‬‬


‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬نضــال صــربي وحممــد هشــام جــرب‪« ،‬البنـــوك اإلسالميـــة‪ :‬أصوهلــا اإلداريـــة واحملاسبيـــة»‪ ،‬جامعــة النجــاح الوطنيــة‪ ،‬مركــز‬
‫التوثيــق واألحبــاث‪ ،‬فلســطني‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫‪ -‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.325 :‬‬
‫(‪ )3‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224 :‬‬

‫‪356‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يتكون رأس املال املدفوع من حسابني‪:‬‬


‫‪ 1.1‬رأس املــال األساســي‪« :‬ويتمثــل يف القيمــة االمسيــة لألســهم‬
‫الــيت مت االكتتــاب فيهــا ودفعهــا؛ حيــث يتــم ذكــر رأس املــال املدفــوع‬
‫مــن جانــب املســامهني حتــى مــا إذا مت حتصيــل كامــل قيمــة الســهم‬
‫فإنــه يذكــر فقــط بقيمتــه االمسيــة»‪.‬‬
‫‪ 2.1‬رأس املــال اإلضــايف‪« :‬ويتضمــن قيمــة الزيــادة احملصلــة مــن‬
‫محلــة األســهم عــن القيمــة االمسيــة للســهم (يف حالــة إصــدار أســهم‬
‫جديــدة إضافيــة)؛ حيــث يذكــر رأس املــال األساســي فقــط بالقيمــة‬
‫االمسيــة للســهم‪ ،‬والفــرق يُقيَّــد يف بنــد رأس املــال اإلضــايف»(‪،)1‬‬
‫ويُطلــق عليــه «رأس املــال املدفــوع بالزيــادة» (عــن القيمــة االمسيــة)‬
‫وكذلــك «عــالوة إصــدار أســهم»‪.‬‬
‫يُعتــرب «رصيــد حســاب رأس املــال اإلضــايف (عــالوة اإلصــدار) أحــد‬
‫حســابات حقــوق امللكيــة‪ ،‬وميثــل الفــرق بــني القيمــة الســوقية لألســهم‬
‫املصــدرة وقيمتهــا االمسيــة»(‪ .)2‬أي‪( :‬القيمــة الســوقية ‪ -‬القيمــة االمسيــة)‬
‫× عــدد األســهم اجلديــدة؛ حيــث يراعــى يف إصــدار أســهم جديــدة بقيمــة‬
‫أكــرب مــن القيمــة االمسيــة أو بعــالوة إصــدار «إضافــة االحتياطيــات‬
‫واألربــاح املرحلــة وقــوة مركــز [البنــك] الــيت كانــت مــن نصيــب املســامهني‬
‫القدامــى»(‪.)3‬‬
‫وميكن التمييز بني مكونات رأس املال يف الشكل التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬كيف تقرأ ميزانية؟»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 109 :‬‬
‫(‪ )2‬دونالدكيــو وجــريي وجيانــت‪« ،‬احملاســبة املتوســطة»‪ ،‬ج‪ ،1‬ترمجــة‪ :‬كمــال الديــن ســعيد‪ ،‬دار املريــخ للنشــر‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ص‪.403 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد كمال عطية‪« ،‬حماسبة الشركات واملصارف يف النظام اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80 :‬‬

‫‪357‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪:)41‬‬


‫التفاصيل املختلفة حلساب رأس املال البنكي وعالقته بامليزانية‬
‫ي (املصرح به)‬ ‫رأس املال اال‬
‫)‪(Nominal Capital‬‬
‫=جمموع رأس املال الكلي الذي صدر به قرار إنشاء البنك‬

‫رأس املال ري املستدعى (الباقي)‬ ‫رأس املال املدفوع (املصدر)‬


‫(‪)Uncalled Capital‬‬ ‫)‪(Paid - in Capital‬‬
‫= رأس املال الذي مل يطلب‬ ‫= ما دفعه املسامهون فعال‬

‫رأس املال االحتياطي‬ ‫رأس املال املمكن طلبه‬ ‫رأس املال اإلضايف‬ ‫رأس املال األساسي‬
‫)‪(Reserve Capital‬‬ ‫)‪(Collable Capital‬‬ ‫)‪(Premium on Stock‬‬ ‫)‪(Capital Stock‬‬
‫= تستطيع إدارة البنك‬ ‫= كن إلدارة البنك‬ ‫= الزيادة احملصلة عالوة‬ ‫= القيمة اال ية‬
‫مطالبة املسامهني به‬ ‫أن تطلبــه يف أي وقــ‬ ‫ية ل سهم‬ ‫على القيمة اال‬ ‫ل سهم املصدرة‬
‫يف حالة حل البنك فقط‬ ‫كلمــا اقتضــى األمــر ذلــك‬ ‫(شركاء قدامى‪ /‬جدد)‬ ‫(شركاء قدامى)‬

‫يظهر ضمن البيانات اإلحصائية‬ ‫يظهر يف امليزانية‬


‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬إمساعيــل حممــد هاشــم‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص ‪ -.63‬دونالدكيــو وجــريي وجيانــت‪ ،‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.156 :‬‬
‫‪ -‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬حماســبة الشــركات واملصــارف يف النظــام اإلســالمي»‪ ،‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬
‫‪- ADNAN ABDEEN «English - Arabic Dictionary of Accounting and‬‬
‫‪Finance: with an Arabic –English glossary», librairie du Liban and‬‬
‫‪John Willy & sons, Ltd 1981, p: 7; 108;117.‬‬

‫‪358‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬وظائف رأس املال يف بنوك املشــاركة‪:‬‬


‫يقــوم رأس املــال البنكــي بوظائف هامة منها‪:‬‬
‫‪ 1.2‬وظيفــة احلمايــة للمودعــني‪ :‬تقــوم وظيفــة رأس املــال يف‬
‫البنــوك التقليديــة «علــى محايــة إيداعــات عمــالء البنــك؛ وعليــه‬
‫فإنــه عنــد التصفيــة يتــم الدفــع أوالً للمودعــني واملقرضــني‬
‫واألطــراف األخــرى‪ ،‬بينمــا يتــم دفــع مــا تبقــى بعــد ذلــك مــن قيمــة‬
‫األصــول إىل أصحــاب األســهم بعــد دفــع كافــة التزامــات البنــك»(‪.)1‬‬
‫وباملقارنــة مــع بنــوك املشــاركة فــإن هنــاك وجهــة نظــر تــرى أن‬
‫رأس املــال فيهــا يضمــن الودائــع يف حــدود قيمتــه ومــا يرتتــب علــى‬
‫ذلــك قانون ـاً‪ ،‬وأن حيصــل املودعــون علــى حقوقهــم عنــد تصفيــة‬
‫البنــك طاملــا ال ميلكــون «أيــة حقــوق يف جمــال اإلدارة أو الرقابــة أو‬
‫اإلشــراف أو املشــاركة يف اجتماعــات اجلمعيــة العموميــة حلملــة‬
‫األســهم‪ ،‬لــذا فيجــب أن تبقــى وظيفــة احلمايــة واردة»(‪ .)2‬وهــي‬
‫دعــوة إىل العمــل بفكــرة «رقابــة املودعــني» الغائبــة يف التطبيــق‬
‫العملــي لتجربــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫إن أمهيــة هــذه الوظيفــة تتضــاءل يف بنــك املشــاركة «نظــراً ألنــه غــري‬
‫ضامــن لــردّ الودائــع وأن املــودع وحــده هــو الــذي يتحمــل اخلســائر الــيت‬
‫قــد تنجــم عــن اســتثمارها‪ ،‬يســتثنى مــن ذلــك الودائــع اجلاريــة‪ ،‬هــذا‬
‫يعــي أن وظيفــة احلمايــة تنصــرف فقــط إىل املودعــني يف احلســابات‬
‫اجلاريــة»(‪ ،)3‬وال تُعـدُّ الودائــع االســتثمارية مضمونــة بــل تعـدُّ ضامنــة مــع‬
‫(‪ )1‬نضال صربي وحممد هشام جرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28-27 :‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77-76 :‬‬

‫‪359‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫حقــوق املســامهني للحســابات اجلاريــة وبقيــة الدائنــني للبنــك ِبعدِّهــا‬


‫مسْــهمة يف نشــاط البنــك ومُتَحَمِّلَــة لنتائجــه(‪.)1‬‬
‫‪ 2.2‬الوظيفــة التشــغيلية‪ :‬يقــوم رأس املــال بتوفــري األمــوال‬
‫لشــراء األصــول الالزمــة مــن أجهــزة وأثــاث وتســهيالت ضروريــة‬
‫لعمــل البنــك وتشــغيله وقيامــه بوظائفــه خاصــة خــالل الفــرتة‬
‫األوىل مــن نشــأته؛ حيــث ال يتــم متويــل بنــود املبانــي والتجهيــزات‬
‫الــيت يســتخدمها البنــك عــن طريــق الودائــع ولكنهــا تُمــوَّل عــن‬
‫طريــق رأس املــال املدفــوع؛ «ألهنــا متثــل أصــول ثابتــة ال تُحـوَّل إىل‬
‫نقديــة إال عنــد التصفيــة‪ ،‬ورأس املــال هــو البنــد الوحيــد الــذي ال‬
‫يتــم أداءه إال عنــد تصفيــة البنــك»(‪.)2‬‬
‫‪ 3.2‬الوظيفــة التنظيميــة‪ :‬تقــوم وظيفــة رأس املــال علــى تلبيــة‬
‫متطلبــات القوانــني والتشــريعات الــيت تتطلــب حــدا أدنــى لــرأس‬
‫املــال؛ حيــث يعتــرب احلــد األدنــى لــرأس املــال ضــروري لصــدور‬
‫الرتاخيــص إلقامــة البنــك أو حتــى إلقامــة أحــد الفــروع ملزاولــة‬
‫العمــل املصــريف‪.‬‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.361 :‬‬


‫(‪ )2‬عبد الغفار حنفي وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.192 :‬‬

‫‪360‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬األمهية النســبية لرأس مال بنوك املشــاركة‬


‫يُقــال أن «رأس املــال هــو املَلِـكُ يف الصناعــة املصرفيــة»(‪ ،)1‬فــإىل أي مــدى‬
‫تتحقــق هــذه املقولــة بالنســبة لوجهــات نظــر املفكريــن الذيــن كتبــوا يف‬
‫بنــوك املشــاركة؟!‬
‫ميكــن التمييــز بــني ثالثــة اجتاهــات يف هــذا الشــأن نســتعرضها فيمــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫‪ 1‬االجتاه األول‪ :‬ا فاض األمهية النسبية لرأس مال بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه بــأن األمهيــة النســبية لــرأس املــال تنخفــض‬
‫يف بنــوك املشــاركة؛ حيــث إن «رأس املــال املدفــوع ال يعتــرب مــوردا مهمــا‬
‫للبنــك وإمنــا تكمــن أمهيتــه يف كونــه مصــدراً لثقــة املودعــني ولتدعيــم‬
‫البنــك يف عالقتــه مــع مراســليه باخلــارج»(‪.)2‬‬
‫ويالحَــظ أن هــذا االجتــاه مبــي علــى الفكــر املصــريف التقليــدي؛ الــذي ال‬
‫ميثــل فيــه رأس املــال إال نســبة بســيطة مــن إمجــايل املــوارد الكليــة‪.‬‬
‫‪ 2‬االجتاه الثاني‪ :‬زيادة األمهية النســبية لرأ ال بنوك املشــاركة‪:‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه بــأن األمهيــة النســبية لــرأس املــال تــزداد يف‬
‫بنــوك املشــاركة؛ «نظــراً لِمــا تتعــرض لــه مــن ظــروف صعبــة يف جتربتهــا‬
‫احلديثة‪ ،‬وجلمعها بني نشــاط البنوك التجارية والبنوك االســتثمارية»(‪.)3‬‬
‫وهنــاك عــدة أســباب لزيــادة أمهيــة رأس املــال يف بنــوك املشــاركة هــي(‪:)4‬‬
‫‪ -1.2‬يوفــر رأس املــال الضمــان ألصحــاب الودائــع االســتثمارية‬

‫(‪ )1‬طــارق عبــد العــال محــاد‪« ،‬التطــورات العامليــة وانعكاســاهتا علــى أعمــال البنــوك»‪ ،‬سلســلة البنــوك التجاريــة‪ :‬قضايــا‬
‫معاصــرة‪ ،‬ج‪ ،1‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.116 :‬‬
‫(‪ )2‬سعود بن مسعد بن مساعد الثبييت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد سويلم‪« ،‬إدارة املصارف التقليدية واملصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.464 :‬‬
‫(‪ )4‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬

‫‪361‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫العامــة واملخصصــة؛ وذلــك يف حالــة إمهــال البنــك أو تقصــريه يف‬


‫أداء مهامــه‪.‬‬
‫‪ -2.2‬إن أمــوال املســامهني عــادة مــا تكــون مســتثمرة يف جمــاالت‬
‫تنطــوي علــى درجــة أعلــى مــن املخاطــر (ســواء يف صيغــة مضاربــة‬
‫أو مشــاركة) يــزداد معهــا احتمــال التعــرض للخســائر‪ ،‬فكلمــا صغــر‬
‫حجــم رأس املــال؛ ازدادت فرصــة عــدم كفايته الســتيعاب اخلســائر‪،‬‬
‫وزادت فرصــة التهــام تلــك اخلســائر جلــزء مــن أمــوال املودعــني‪.‬‬
‫‪ -3.2‬يُع ـدُّ رأس املــال متغــرياً أساســياً عنــد تقييــم البنــك‪ ،‬وعنــد‬
‫حتديــد مســتوى االئتمــان الــذي ميكــن أن حيصــل عليــه مــن بنــوك‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫‪ -4.2‬إن لــرأس املــال وظيفــة أساســية هــي أنــه مصــدر لتمويــل‬
‫االســتثمارات الــيت تعــود أرباحهــا إىل املســامهني‪.‬‬
‫ويالحَــظ علــى هــذا االجتــاه أنــه يراعــي الطبيعــة االســتثمارية اخلاصــة‬
‫لبنــوك املشــاركة؛ الــيت تســتدعي ضــرورة أن ترتكــز مصــادر متويلهــا علــى‬
‫مــوارد ثابتــة يكــون لــرأس املــال دور كبــري فيهــا‪ ،‬لكــن يُؤخــذ عليــه أنــه مل‬
‫يُعــط مؤشــراً حمـدَّداً لذلــك‪.‬‬
‫‪ 3‬االجتاه الثالث‪ :‬حتديد معدالت مالئمة لرأس مال بنوك املشاركة‪:‬‬
‫يــرى أصحــاب هــذا االجتــاه ضــرورة حتديــد معــدالت مالئمــة لــرأس املــال‬
‫يف اهليــكل املــايل لبنــوك املشــاركة؛ حيــث «جيــب عــدم زيــادة رأس املــال‬
‫عــن املــال املطلــوب حتــى ميكــن اســتثمار املــال بالكامــل‪ ...‬كمــا جيــب أال‬
‫يقــل رأس املــال عــن الــالزم لتنفيــذ أهدافــه املقــررة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬حماسبة الشركات واملصارف يف النظام اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74 :‬‬

‫‪362‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫تشــري بعــض الدراســات إىل اخنفــاض رؤوس أمــوال بنــوك املشــاركة عــن‬
‫املعــدل املطلــوب مــن خــالل مؤشــر «حقــوق امللكيــة‪ /‬إمجــايل األصــول»‪،‬‬
‫حيــث حــدد بنــك التســويات بسويســرا املؤشــر األساســي ملــدى كفايــة‬
‫حقــوق امللكيــة إلمجــايل األصــول للبنــوك التقليديــة لســنة ‪ 1990‬بنحــو‬
‫‪ ،)1(%7,3‬ومــن الطبيعــي أن يرتفــع هــذا املؤشــر بنســبة أكــرب بكثــري يف‬
‫بنــوك املشــاركة ليالئــم طبيعتهــا االســتثمارية والتنمويــة‪« ،‬ولكــن هــذا مل‬
‫يتحقــق بــل أن بعــض هــذه املصــارف اخنفــض فيهــا هــذا املؤشــر بكثــري‬
‫عــن تلــك النســبة»(‪.)2‬‬
‫ويالحَــظ علــى هــذا االجتــاه أنــه يركــز علــى اســتخدام جمموعــة مــن‬
‫املؤشــرات للداللــة علــى مــدى قــدرة بنــوك املشــاركة يف حتمّــل اخلســائر‬
‫الناجتــة عــن توظيــف األمــوال‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق إجيــاد حــدود‬
‫دنيــا أو قصــوى ملتطلبــات رأس مــال هــذه البنــوك‪ .‬وهلــذا؛ فاملطلــوب‬
‫البحــث عــن القواعــد املوحــدة يف تنظيــم العمــل املصــريف لبنــوك املشــاركة‬
‫خبصــوص احلجــم املناســب حلقــوق املســامهني يف ميزانيــة هــذه البنــوك؛‬
‫دون اعتبــار لألعــراف املصرفيــة التقليديــة‪.‬‬
‫ميكــن تلخيــص الفــرق بــني حســاب رأس املــال يف البنــوك التقليديــة وبنوك‬
‫املشــاركة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬كانــت جلنــة بــال لألنظمــة املصرفيــة واملمارســات الرقابيــة تعقــد اجتماعاهتــا يف مدينــة بــال أو بــازل يف سويســرا وهــي‬
‫مقــر بنــك التســويات الــدويل وذلــك برئاســة كــوك (‪ )Cooke‬مــن بنــك إجنلــرتا‪ ،‬ومــن هنــا أتــت التســمية بـــ‪ « :‬جلنــة بــال‪ ،‬أو‬
‫بــازل‪ ،‬أو كــوك»‪ ،‬وقــد درســت اللجنــة تقريرهــا النهائــي وقدمتــه يف جويليــة ‪( 1988‬اتفــاق بــال) حــول امتــالك البنــوك حلــد‬
‫أدنــى مــن رأس املــال يعكــس مــدى خماطــرة األصــول البنكيــة؛ حيــث إن احلــد األدنــى لــرأس املــال املطلــوب هــو ‪( %8‬بعــد‬
‫‪ )1992‬مــن إمجــايل قيمــة األصــول املرجحــة بــأوزان املخاطــرة الــيت تــرتاوح بــني صفــر و‪.%100‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية بني النظرية والتطبيق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬

‫‪363‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪:)65‬‬


‫مقارنة بني حساب رأس املال يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫بنـــوك املشاركــة‬ ‫البنــوك التقليديــة‬ ‫عنصـر املقارنــة‬
‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬ ‫‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬
‫‪ -‬رأس مال األسهم‪.‬‬ ‫‪ -‬رأس مال األسهم‪.‬‬ ‫التسميـــة‪:‬‬
‫‪ -‬يصل يف بعض البنوك إىل أقل من ‪.%4‬‬ ‫‪ -‬ترتاوح بني ‪.%10 -%7‬‬ ‫األمهيـة النسبيـة‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغي توافر رأس مال مالئم‪.‬‬ ‫( إمجايل اخلصوم)‬
‫‪ -‬يظهــر يف امليزانيــة حســاب أقســاط ‪ -‬يظهر يف امليزانية رأس املال املدفوع فقط‪.‬‬
‫‪ -‬ال تظهر أية حسابات لألقساط املتأخرة‪.‬‬ ‫مســتحقة مــن رأس املــال‪.‬‬
‫‪ -‬ميكــن دفــع قيمــة األســهم علــى دفعــات ‪ -‬يُــدرج رأس املــال املصـرَّح بــه ضمــن البيانــات‬ ‫املعاجلـة يف امليزانية‪:‬‬
‫اإلحصائية‪.‬‬ ‫قــد تصــل إىل عــدة ســنوات‪.‬‬
‫رأس املــال املدفــوع ‪ +‬االحتياطيــات احملتجــزة‬
‫‪ +‬األربــاح املرحَّلــة ‪( -‬صــايف تكلفــة رأس املــال‬ ‫مكونات رأس املال املستحق للربح‪:‬‬
‫ال يوجــــد‬
‫الثابــت ‪ +‬اإلنشــاءات حتــت التنفيــذ)‪.‬‬ ‫(بني املسامهني واملودعني)‬
‫أســهم عادية ‪ +‬أســهم ممتازة ‪ +‬احتياطيات أسهم عادية ‪ +‬احتياطيات ‪ +‬أرباح حمتجزة‪.‬‬ ‫املكونات النمطية حلقوق امللكية‪:‬‬
‫‪ +‬أربــاح حمتجزة‪.‬‬ ‫(احلسـابـات الرأ اليـة)‬
‫‪ -‬وظيفة احلماية‪.‬‬
‫‪ -‬تصلح يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫‪ -‬الوظيفة التشغيلية‪.‬‬ ‫وظائــف رأس املال البنكي‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفة التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع املايل = املديونية‪ /‬حقوق امللكية‪ - .‬ال حمــل لفكــرة الرفــع املــايل أو املتاجــرة‬
‫‪ -‬يُســتخدم التمويــل باملديونيــة إىل حــد بامللكيــة‪.‬‬ ‫فكرة الرفـع املــايل‪:‬‬
‫كبــري‪.‬‬ ‫(املتاجرة بامللكية)‬
‫‪ -‬حتمــل مســؤولية املخاطــر يف حــدود ‪ -‬اقتســام املخاطــر بــني املســامهني واملودعــني‬ ‫ــاطر رأس املــال‪:‬‬
‫(ضمــان أقــوى)‪.‬‬ ‫حقــوق امللكيــة‪.‬‬ ‫(القدرة على مواجهة اإلفالس)‬

‫‪364‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع حماسبة رأس املال وأموال املسامهني يف بنوك املشاركة‬


‫عنــد اإلطــالع عــن مكونــات رأس املــال املســتحق لنصيبــه مــن األربــاح‬
‫ومســامهته يف متويــل األصــول الثابتــة وعالقتــه بنســبة بــال يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬مت التوصــل إىل النتائــج الــيت نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)66‬واقــع تكويــن رأس املــال املســتحق ل ربــاح وعالقتــه‬
‫باألصــول الثابتــة واخلطــرة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫نتائـــج الدراســة امليدانيــة‬ ‫العدد النسبة‬ ‫طـريقـــة املعاجلـــة‬


‫‪ -‬إن هنــاك تباينـاً كبــرياً بــني بنــوك املشــاركة يف طريقــة حتديــد‬ ‫(ن=‪)12‬‬ ‫‪ )1‬مكونات رأس مال املسامهني املستحق للربح‪:‬‬
‫رأس املــال اخلــاص باملســامهني عنــد توزيــع الربــح بينهــم وبــني‬
‫املودعــني‪.‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫أ‪ -‬رأس املال املدفوع‪.‬‬
‫‪ -‬يتعــني أن يتــم االتفــاق علــى العناصــر الــيت جيــب أن تــدرج يف‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‪ -‬االحتياطيات‪.‬‬
‫حســاب رأس املــال املســتحق للربــح كالتــايل‪:‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جـ ‪ -‬األرباح املرحلة‪.‬‬
‫رأس املــال املدفــوع ‪ +‬االحتياطــات (‪ -‬االحتياطــي الرأمســايل) ‪+‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪3‬‬ ‫د‪ -‬عناصر أخرى‪:‬‬
‫أربــاح مرحلــة ‪ +‬مكافــأة هنايــة اخلدمــة ‪ +‬خمصصــات اهتــالك‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عناصر تضاف‪ :‬خمصصات اهتالك األصول الثابتة‪.‬‬
‫األصــول الثابتــة ‪( -‬األصــول الثابتــة ‪ +‬اإلنشــاءات حتــت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عناصــر تطــرح‪ :‬األصــول الثابتــة واإلنشــاءات حتــت‬
‫التنفيــذ)‪.‬‬ ‫التنفيــذ‪.‬‬
‫‪ -‬حيــث ميثــل الناتــج مــن هــذه املعادلــة األمــوال املســتثمرة فعـالً‬
‫يف توظيفــات األمــوال املرحبــة مــع املودعــني‪.‬‬
‫‪ -‬األصــل أن متويــل األصــول الثابتــة جيــب أن يكــون مــن أمــوال‬ ‫(ن=‪)13‬‬ ‫‪ )2‬مصدر متويل األصول الثابتة‪:‬‬
‫املســامهني فقــط؛ ألن البنــك شــخصية معنويــة مســتقلة متتلــك‬
‫أصوهلــا الثابتــة‪ ،‬وال ميتلــك املودعــون شــيئا مــن هــذه األصــول‪.‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪9‬‬ ‫أ‪ -‬أموال املسامهني فقط‪.‬‬
‫‪ -‬متويــل األصــول الثابتــة مــن أمــوال املودعــني فقــط غــري‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب‪ -‬أموال املودعني فقط‪.‬‬
‫منطقــي‪ ،‬فكيــف مت إنشــاء هــذا البنــك إذن وأيــن رأمســال‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جـ ‪ -‬أموال كل منهما‪.‬‬
‫املســامهني واملؤسســني؟!‬
‫‪ -‬يرتتــب علــى مشــاركة أمــوال املودعــني لتمويــل األصــول الثابتــة‬
‫حقوقــا هلــم يف العوائــد احملققــة من توظيف واســتخدام األصول‬
‫الثابتــة (إيــرادات اخلدمــات املصرفيــة‪ ،‬األربــاح الرأمساليــة‪،‬‬
‫ناتــج التصفيــة)‪ ،‬وهــذا هــو احلــل املنطقــي للوضــع الشــاذ الــذي‬
‫نفذتــه البنــوك املعنيــة؛ لذلــك مــن املفــروض البحــث عــن حلــول‬
‫حماســبية مالئمــة للبنــوك الــيت تُمــوِّل األصــول الثابتــة مــن‬
‫أمــوال املودعــني‪.‬‬
‫‪ -‬ذكــرت جلنــة بــال ضــرورة االحتفــاظ بنســبة لــرأس مــال‬ ‫(ن=‪)11‬‬ ‫‪ )3‬مدى مالءمة نسبة بال للتطبيق يف البنك‪:‬‬
‫البنــك ال تقــل عــن ‪ %8‬مــن حجــم األصــول اخلطــرة‪.‬‬
‫‪ -‬تــرى معظــم البنــوك حمــل العينــة أنــه ال عالقــة هلــا هبــذه‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أ‪ -‬تالئــم أغــراض التقويــم وتوفــر حــد أمان لنشــاط‬
‫النســبة وال عالقــة لــرأس املــال باألصــول اخلطــرة‪.‬‬ ‫البنك‪.‬‬
‫‪-‬إن هــذه النســبة تكفــل حــدا لألمــان يف عالقــة رأس املــال‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‪ -‬ال عالقة لبنك املشاركة هبذه النسبة‪.‬‬
‫باالســتثمارات الــيت حتتــوي خماطــر عاليــة تقــع علــى املودعــني‬ ‫‪46%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جـــ ‪ -‬ال عالقــة بــني رأس مــال بنك املشــاركة وحجم‬
‫أو املســامهني‪.‬‬ ‫األصــول اخلطرة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬


‫الدور احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.481-480 ،243-238 :‬‬

‫‪365‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﺧﻼﺻـــﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬


‫تُعتــرب الودائــع مــن مصــادر األمــوال اخلارجيــة األساســية يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬وتنقســم إىل‪ :‬ودائــع عينيـــة تشــمل الودائــع املســتندية وودائــع‬
‫اخلزائــن احلديديــة؛ وودائــع نقديـــة تشــمل احلســابات اجلاريــة الــيت‬
‫تنخفــض أمهيتهــا النســبية يف هيــكل التمويــل مقارنــة بالبنــوك التقليديــة‪،‬‬
‫واحلســابات االســتثمارية وهــي أهــم الودائــع حيــث يُشــارك أصحاهبــا‬
‫يف الربــح واخلســارة‪ ،‬وحســابات التوفــري الــيت جتمــع بــني خصائــص‬
‫احلســابات األوىل (إمكانية السَّــحب عند الطلب) وخصائص احلســابات‬
‫الثانيــة (إمكانيــة اســتثمارها)‪.‬‬
‫ونظــراً لكــون غالبيــة ودائــع بنــوك املشــاركة قصــرية األجــل؛ فــإن األمــر‬
‫تطلــب البحــث عــن مصــادر أمــوال إضافيــة متثــل احلاجــة إىل مــوارد‬
‫طويلــة األجــل ذات طبيعــة خماطــرة؛ حتــى تتمكــن هــذه البنــوك مــن‬
‫القيــام بأنشــطتها االســتثمارية وحتقيــق أهدافهــا التنمويــة والتعامــل يف‬
‫ســوق ماليــة‪ .‬متثلــت هــذه األســاليب يف اآلتــي‪:‬‬
‫‪ -‬األدوات املاليــة املســتحدثة‪ :‬إصـــدار «صكــوك مشــاركات» طويلــة‬
‫األجل؛‬
‫‪ -‬األســاليب اإليداعيــة اجلديــدة‪ :‬اســتخدام شــهادات (االدخــار‬
‫واإليــداع واالســتثمار) املشــا ِركة يف األربــاح واخلســائر؛‬
‫‪ -‬إصــدار األوراق املاليــة‪ :‬صكــوك املضاربــة (ســندات املقارضــة)‬
‫ووثائــق صناديــق االســتثمار (ســندات املشــاركة‪ ،‬السَّ ـلَم‪ ،‬اإلجــارة‪.)...‬‬
‫وتُعــدُّ حســابات التكافــل االجتماعــي املتم ِّثلــة يف‪ :‬صناديــق الــزكاة‬

‫‪366‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫والقــروض احلســنة ووقــف املضاربــة مــن مصــادر األمــوال املكمِّلــة الــيت‬


‫تســاعد بنــوك املشــاركة علــى تنفيــذ سياســتها االجتماعيــة؛ الشــيء الــذي‬
‫يُميِّزهــا عــن البنــوك التقليديــة‪ ،‬كمــا أن حســابات خمصصات االهتالكات‬
‫(األصــول الثابتــة) واملؤونــات الــيت تشــمل خمصــص خماطــر االســتثمار‬
‫والديــون املشــكوك فيهــا وتســوية األربــاح‪ ...‬مــع االحتياطيــات واألربــاح‬
‫احملتجــزة (غــري املوزعــة) هــي مــن مكونــات مصــادر التمويــل الذاتــي يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬ويتضمــن رأس مــال املســامهني املدفــوع الــذي يظهــر‬
‫يف امليزانيــة‪ :‬حســاب رأس املــال األساســي (القيمــة االمسيــة لألســهم)‬
‫وحســاب رأس املــال اإلضــايف (عــالوة إصــدار أســهم جديــدة)‪.‬‬
‫لقــد كشــف الواقــع العملــي لتعبئــة األمــوال يف بنــوك املشــاركة عــن‬
‫املؤشــرات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬دور تقليـدي لبنوك املشاركة يف عملية توليـد الودائع املصرفيـة؛‬
‫‪ -‬رغبــة املودعــني يف السّــحب مــن ودائعهــم يف األجـــل القصــري‬
‫وعــدم اســتعدادهم للمخاطـــرة؛‬
‫‪ -‬جنـــاح التجـــارب القطريـــة للــدول العربيــة واإلســالمية يف جمــال‬
‫إصــدار األوراق املاليــة؛‬
‫‪ -‬توجــد بنـــوك هتتــم بتحصيــل الــزكاة وبنـــوك مل يظهــر نشــاط‬
‫الــزكاة فيهــا؛‬
‫‪ -‬اخنفاض رأس مـال بنوك املشاركة بالنسبة حلجـم استخداماتـها‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟـﻔـﺼـﻞ اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ا‪7‬ﻣــــﻮال ﻓﻲ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛــﺔ‬

‫سوف نتعرض ضمن هذا الفصل إىل املباحث األساسية التالية‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬استخدامات األموال قصرية األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬استخدامات األموال متوسطة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬استخدامات األموال طويلة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫خالصة الفصل الرابع‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ ا‪7‬ول‬

‫اﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت ا‪7‬ﻣــﻮال ﻗﺼﻴــﺮة ا‪7‬ﺟــﻞ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ التمويل باملراحبـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ التمويل بالسَّلَـم يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ا‪7‬ول‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملراحبة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل باملراحبـة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باملراحبــة يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملراحبة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬تعريف التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫التعريــف العــام للمراحبــة هــو‪« :‬بيــع مبثــل الثمــن األول‪ ،‬وزيــادة ربــح‬
‫معلــوم‪ ،‬متفــق عليــه»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر‪ :‬مثــن البيــع مراحبــة = ســعر تكلفــة‬
‫الشــراء(‪ + )2‬هامــش الربــح‪.‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة تعــي املراحبــة‪ :‬اتفــاق بــني البنــك وأحــد عمالئــه لبيــع‬
‫ســلعة معيّنــة‪« ،‬يقــوم مبقتضاهــا البنــك بشــراء ســلعة مبواصفــات حمـدّدة‪،‬‬
‫ليُعيــد بيعهــا للعميــل علــى أســاس الســعر الــذي اشــرتاها بــه البنــك مضافـاً‬
‫إليــه هامــش ربــح يتفــق عليــه الطرفــان‪ ،‬علــى أن يقــوم العميــل بســداد‬
‫القيمــة كلهــا [فــوراً أو] يف تاريــخ الحــق أو علــى أقســاط»(‪ .)3‬ويُمكــن للبنــك‬
‫(‪)4‬‬
‫مطالبــة العميــل اآلمــر (الواعــد) بالشــراء بدفــع عربــون أو مُقـدَّم فــوري‬
‫أو ضمــان بالدفــع‪ ،‬كدليــل علــى اجلدِّيــة يف الشــراء‪.‬‬
‫(‪ )1‬أمحــد حممــد حممــد اجللــف‪« ،‬املنهــج احملاســي لعمليــات املراحبــة يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.25:‬‬
‫(‪ )2‬تكلفــة الشــراء تســاوي مثــن الشــراء مضافــا إليــه تكلفــة النفقــات الــيت صُرفــت علــى الســلعة حتــى تاريــخ بيعهــا مثــل‪:‬‬
‫نفقــات التعبئــة والتغليــف والنقــل والتفريــغ والتخزيــن والرســوم اجلمركيــة والنفقــات اإلداريــة‪...‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫(‪ )4‬جيــوز ل مــر بالشــراء أن يدفــع مبلغـاً مــن املــال للبنــك‪ ،‬فــإذا كان ذلــك يف مرحلــة املواعــدة سُـمِّي دفعــة ضمــان اجلدِّيــة‬
‫لضمــان حــق العــدول عــن إبــرام العقــد بالنســبة للمشــرتي‪ ،‬أمــا إذا كان بعــد إمتــام عقــد بيــع املراحبــة فإنــه يكــون مقدّمـاً مــن‬
‫الثمــن يُدفــع علــى أنــه جــزء مــن مثــن البضاعــة‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وعليه؛ فإن بيع املراحبة يستلزم وجود ثالثة أطراف هي‪:‬‬


‫‪ 1.1‬اآلمر بالشراء‪ :‬وهو العميل طالب شراء السلعة من البنك‪.‬‬
‫‪ 2.1‬البـنـــك‪ :‬وهــو الــذي يتلقــى طلــب الشــراء مــن العميــل ثــم يقــوم‬
‫بتلبيــة طلبه‪.‬‬
‫‪ 3.1‬البائـــع‪ :‬وهــو مالــك الســلعة الــيت يرغــب العميــل يف شــرائها‬
‫عــن طريــق املراحبــة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫تُمارس بنوك املشاركة التمويل باملراحبة بصور خمتلفة منها(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2‬الوكالــة بالشــراء بأجــر‪ :‬يطلــب العميــل مــن البنــك شــراء‬
‫ســلعة معيّنــة يُحــدِّد مجيــع أوصافهــا‪ ،‬كمــا يُحــدِّد مثنهــا مضافــاً‬
‫إليــه أجــراً معيّنـاً يدفعــه للبنــك مقابــل قيامــه هبــذا العمــل‪ .‬ويف هــذه‬
‫احلالــة يتحمّــل العميــل (املشــرتي) املســؤولية املتعلقــة بالســلعة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬بيــع املراحبــة ل مــر بالشــراء‪ :‬يف هــذا البيــع‪ ،‬يطلــب العميــل‬
‫الــذي يرغــب يف متويــل البنــك لــه شــراء ســلعة معيّنــة يُحـدِّد مجيــع‬
‫مواصفاهتــا‪ ،‬ويُحــدِّد مــع البنــك مثــن شــرائها بعــد إضافــة الربــح‬
‫الــذي يتفقــان عليــه‪ .‬ويف هــذه احلالــة تقــع علــى البنــك مســؤولية‬
‫هــالك الســلعة قبــل التســليم‪.‬‬
‫‪ 3.2‬البيــع باملراحبــة‪ :‬تقــوم بعــض بنــوك املشــاركة ببيــع مــا ســبق‬
‫أن اشــرتته مــن الســلع بالثمــن األصلــي مــع زيــادة ربــح عليــه‪ ،‬ويُعتــرب‬
‫هــذا الشــكل مــن قبيــل االجتــار املباشــر(‪.)2‬‬
‫‪ 4.2‬بيــع املســاومة مــع خيــار الشــرط‪ :‬يتمثــل بيــع املســاومة يف‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بن حسن أمحد احلسي‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141 :‬‬

‫‪371‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫طلــب املتعامــل مــن البنــك أن يشــرتي لــه ســلعة معيّنــة دون حتديــد‬
‫ســعرها‪ ،‬فيشــرتي البنــك الســلعة مــن طــرف ثالــث بســعر ليــس‬
‫للعميــل دخــل يف حتديــده‪ ،‬وبربــح ال يعلمــه تبع ـاً لذلــك‪ ،‬وحيــث إن‬
‫للعميــل احلــق يف قبــول الســلعة وبالســعر احملـدّد مــن قِبــل البنــك أو‬
‫رفضهــا؛ فــإن البنــك يتفــق مــع الطــرف الثالــث علــى إعــادة البضاعــة‬
‫إليــه خــالل فــرتة معيّنــة إذا مل تتــم الصفقــة مــع العميــل‪ .‬وهكــذا فــإن‬
‫للمتعامــل اخليــار يف قبــول شــراء الســلعة مــن البنــك أو رفضهــا‪،‬‬
‫وللبنــك اخليــار يف إمتــام الصفقــة مــن البائــع األصلــي أو فســخها(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن تصنيــف التمويــل باملراحبــة مــن وجهــات خمتلفــة‪ ،‬كمــا يوضحــه‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)42‬أشكال املراحبة يف بنوك املشاركة‬

‫أنــواع املرابـحــة‬

‫وفقا للنطاق اجلغرايف‬ ‫طريقة تسديد العميل‬ ‫حتديد سعر السلعة‬


‫الشــراء مــن الســوق احملليــة ‪Ü‬‬ ‫دفــــع فـــوري ‪ Ü‬مراحبــة‬ ‫العميــــــل ‪ Ü‬وكالة بالشــراء‬
‫مراحبــة حمليــة‪.‬‬ ‫نقديـــة‪.‬‬ ‫بأجر‪.‬‬
‫االســترياد مــن اخلــارج ‪Ü‬‬ ‫الدفــع علــى أقســاط ‪Ü‬‬ ‫العميــل ‪ +‬البنــك ‪Ü‬‬
‫دوليــة‪.‬‬ ‫مراحبــة‬ ‫مراحبــة بالتقســيط‪.‬‬ ‫املراحبــة ل مــر بالشــراء‪.‬‬
‫الدفـــع باألجـــل ‪ Ü‬مراحبــة‬ ‫البنــــــك ‪ Ü‬مســاومة مــع‬
‫ألجـل‪.‬‬ ‫خيــار الشــرط‪.‬‬

‫(‪ )1‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.234-233 :‬‬

‫‪372‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬خطوات احلصول على التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫‪ 1.3‬شروط التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باملراحبة بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬ضــرورة مت ُّلــك البنــك للســلعة قبــل بيعهــا ل مــر‬
‫بالشــراء‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬ضرورة االتفاق على الثمن األصلي وعلى الربح‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬تقــع علــى البنــك مســؤولية هــالك الســلعة قبــل‬
‫تســليمها للعميــل‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬ميكــن للعميــل إرجــاع الســلعة إذا تبيّــن أن هبــا عيبـاً‬
‫خفيـاً‪.‬‬
‫‪ -5.1.3‬لــو تأخّــر املشــرتي عــن الســداد بعــذر ال يزيــد البنــك‬
‫عليــه أيّــة مبالــغ‪.‬‬

‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باملراحبة‪:‬‬


‫تتمثل اخلطوات العملية للمراحبة ل مر بالشراء فيما يلي(‪:)2‬‬
‫‪ -1.2.3‬يُح ـدِّد املشــرتي الســلعة الــيت يريدهــا واملواصفــات‬
‫الــيت تتصــف هبــا‪ ،‬ويطلــب مــن البائــع أن يُح ـدِّد مثنهــا‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬يرســل البائــع إىل البنــك فاتــورة عــرض أســعار‬
‫حمــدّدة بوقــت معيّــن‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬يَعِـــد املشــرتي البنــك بشــراء الســلعة إذا اشــرتاها‬

‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.309 :‬‬

‫‪373‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وعــداً ملزمــاً(‪.)1‬‬
‫‪ -4.2.3‬يــدرس البنــك الطلــب‪ ،‬ويُحـدِّد الشــروط والضمانات‬
‫مــن كفالــة وغريها‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬يقــوم البنــك بشــراء الســلعة مــن البائــع نقــداً ويرســل‬
‫موظفـاً الســتالمها؛ وبذلــك تدخــل يف ملكيتــه‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬يُو ِّقــع املشــرتي عقــد «بيــع مراحبــة» مــع البنــك‪،‬‬
‫لشــراء الســلعة ودفــع مثنهــا حســب االتفــاق‪ ،‬ثــم يســتلمها‪.‬‬

‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل باملراحبة‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)43‬خطوات بيع املراحبة‬

‫إبرام عقد‬
‫دراسة البنك لطلب الشراء‬ ‫تقدم العميل للبنك‬
‫«الوعد بالشراء»‬
‫وإقرار مناسبته‬ ‫«بطلب الشراء»‬
‫(دفعة ضمان اجلدية)‬

‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬

‫قيام البنك بشراء السلعة‬ ‫إبرام عقد «بيع املراحبة»‬ ‫حتصيل البنك قيمة‬
‫املتفق عليها‬ ‫(استالم العميل للسلعة)‬ ‫السلعة من العميل‬

‫(‪ )1‬هنــاك ثالثــة اجتاهــات يف اإللــزام وعدمــه هــي‪ -1 :‬عــدم لــزوم الوعــد لــكل مــن العميــل والبنــك‪ -2 .‬لــزوم الوعــد لــكل‬
‫منهمــا (وهــو الســائد يف التطبيــق العملــي لبنــوك املشــاركة)‪ -3 .‬لــزوم الوعــد لطــرف واحــد فقــط وهــو البنــك وعــدم لزومــه‬
‫للطــرف اآلخــر وهــو العميــل‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل باملراحبة‪:‬‬


‫تتضمن املراحبة ل مر بالشراء ثالث معامالت هي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.3‬وعــد مــن الشــخص الطالــب للســلعة (العميــل) بالشــراء‬
‫مــن البائــع األول (البنــك) مراحبــة‪.‬‬
‫‪ -2.3‬عقــد شــراء بــني البائــع األول (البنــك) والبائــع الثانــي‬
‫املالــك للســلعة املطلوبــة (املُــورِّد)‪.‬‬
‫‪ -3.3‬عقــد شــراء بــني الشــخص الواعــد بالشــراء (العميــل)‬
‫والبائــع األول (البنــك) مراحبــة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل باملراحبة وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن التجــارب أثبتــت أن بنــوك املشــاركة تواجــه خماطــر‬
‫شــديدة يف تنفيذهــا لطلــب البيــع باملراحبــة ل مــر بالشــراء‪ ،‬وهــي خماطــر‬
‫يتحملهــا عــادة املتعامــل يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬مــن هــذه املخاطــر‪« :‬العيــوب‬
‫اخلفيــة يف البضاعــة املشــرتاة أو املســتوردة‪ ،‬التقلبــات يف أســعار الصــرف‪،‬‬
‫نكــوص اآلمــر بالشــراء عــن وعــده‪ ،‬إفــالس الســفن الناقلــة‪ ،‬هــالك‬
‫البضاعــة نفســها‪ .)2(»...‬ويعتــرب باحــث آخــر أن املخاطــر قــد تكــون واضحــة‬
‫يف عمليــات املراحبــة الدوليــة «وذلــك علــى عكــس عمليــات املراحبــة لســلع‬
‫تُبــاع حمليـاً»(‪.)3‬‬
‫ويُمكــن هلــذه البنــوك أن تتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬

‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.332 :‬‬


‫(‪ )2‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232 :‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية والبنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 :‬‬

‫‪375‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬وذلــك بدراســة وضــع العميل اقتصاديـاً وإدارياً‬
‫ومالي ـاً‪ ،‬مــع أخــذ الضمانــات الكافيــة الشــخصية والعينيــة الــيت حتفــظ‬
‫للبنــك حقــه‪ ،‬إضافــة إىل أنــه «يلــزم أن يقتصــر التمويــل يف عقــود املراحبــة‬
‫علــى الســلع املعروفــة املتداولــة‪ ،‬أمــا الســلع الــيت تكــون ألغــراض حمـدّدة أو‬
‫لتلبيــة مناقصــات حكوميــة أو شــركات خاصــة فيتبــع يف متويلهــا أســلوب‬
‫املشــاركة»(‪)1‬؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫اطر املراحبة وإجراءات تقليل حجمها‬ ‫جدول رقم (‪:)67‬‬


‫إجــراءات تقليــل حجــم املخاطــر‬ ‫مـخـاطـر املراحبــة‬
‫‪ -‬خماطــر هــالك (تلــف) البضاعــة قبــل تســليمها ‪ -1‬قيــام البنــك بدراســات الســوق‪ ،‬يتخــذ علــى أساســها‬
‫قــرار شــراء الســلع الالزمــة فعــال للمجتمــع؛ حبيــث إذا‬ ‫للعميــل‪.‬‬
‫‪ -‬خماطــر العيــوب اخلفيــة الــيت قــد تظهــر يف الســلعة امتنــع العميــل عــن شــرائها منــه‪ ،‬ميكــن للبنــك أن يبيعهــا‬
‫يف الســوق لتوافــر الطلــب عليهــا‪.‬‬ ‫بعــد حصــول العميــل عليهــا‪.‬‬
‫‪ -‬خماطــر عــدم مطابقــة الســلعة للمواصفــات الــيت ‪ -2‬أخــذ البنــك مببــدأ إلــزام الواعــد بالشــراء‪ ،‬وتبعــاً‬
‫لذلــك يســتلم مبلغــا نقديــاً مــن العميــل قبــل شــراء‬ ‫حددهــا العميــل‪.‬‬
‫الســلعة‪ ،‬بشــرط عــدم اســتقطاع البنــك منــه إال مبقــدار‬ ‫‪ -‬خماطر عدم االلتزام بالوعد بالشراء‪.‬‬
‫الضــرر الفعلــي املتحقــق نتيجــة عــدم وفــاء العميــل‬ ‫‪ -‬خماطر عدم السداد (املماطلة)‪.‬‬
‫بوعــده‪.‬‬ ‫‪ -‬املخاطر الطارئة (غرق السفينة واحرتاقها‪.)...‬‬
‫‪ -‬التقلبات يف أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ .2‬مقارنة التمويل باملراحبة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬


‫يــرى البعــض أن املراحبــة ال ختتلــف عــن التمويــل بالقــروض الــذي متارســه‬
‫البنــوك التقليديــة؛ إال أن هــذا الــرأي غــري صحيــح‪ ،‬وهــي وإن كانــت تتشــابه‬
‫مــع التمويــل بالقــروض يف جانــب واحــد‪ ،‬إال أهنــا ختتلــف عنــه يف جوانــب‬
‫أساســية؛ كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224 :‬‬

‫‪376‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)68‬مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬


‫والتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫التمويـــل باملراحبـــة‬ ‫التمويـــل بالقـــروض‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬ ‫عالقة املتعامل مع البنك‪ - :‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫‪ -‬يعتــرب أهــم عنصــر يوليــه بنــك املشــاركة‬ ‫‪ -‬ال يهتم البنك التقليدي بغرض القرض‪.‬‬
‫عنايته‪.‬‬ ‫ـرض العمليــة‪:‬‬
‫‪ -‬يتحتــم وجــود ســلعة يتــم نقــل ملكيتهــا‪،‬‬ ‫‪ -‬إقــراض نقــود بصــرف النظــر عــن جمــال‬
‫وهــذا يــؤدي إىل منفعــة اقتصاديــة‬ ‫اســتخدامها‪ ،‬وقــد ال يكــون لــه انعــكاس‬ ‫حمـل العالقــة‪:‬‬
‫حقيقيــة تــربر ربــح البنــك‪.‬‬ ‫مباشــر علــى تــداول الســلع واخلدمــات‪.‬‬
‫‪ -‬فائــدة ثابتــة ترتبــط بأصــل القــرض ‪ -‬ربــح حمــدد يُتفــق عليــه بالتفــاوض بعــد‬
‫معرفــة طالــب التمويــل بتفاصيــل تكلفــة‬ ‫ومدتــه‪.‬‬
‫‪ -‬ال عالقــة لــه بتكلفــة املتعامــل عنــد شــراء البضاعــة بصــرف النظــر عــن مــدة‬
‫الســداد‪.‬‬ ‫حصولــه علــى اإليــراد‪.‬‬
‫‪ -‬يراعــى يف حتديــد الربــح ظــروف‬ ‫عائــد البنـك‪:‬‬
‫الســوق والســلعة‪ ،‬وإتاحــة فرصــة‬
‫للمتعامــل لتحقيــق مصلحتــه‪ ،‬وأال تكــون‬
‫فيــه مغــاالة‪.‬‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫ي ر ب بي و‬ ‫ي ع‬ ‫يو‬ ‫ع‬
‫عو‬ ‫و و ب ب‬ ‫ر ةع ر‬ ‫قو‬ ‫ب‬ ‫وي‬ ‫ي بي‬
‫)‬ ‫و ع ( ق ر عل‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫رع‬ ‫ب ر‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫التوقـف عن السداد‪:‬‬
‫رعية‬ ‫ق ب ر‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ير‬
‫بة‬ ‫و ق وية‬
‫و‬ ‫و عل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫قلي‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ع ري‬
‫وو ق‬ ‫وي‬ ‫ة‬ ‫ق ر‬ ‫ق ة‬ ‫ب‬ ‫ي ة قرو‬ ‫رب‬ ‫الضـمـانـات‪:‬‬
‫لي ة و ل ة‬ ‫بي ة‬

‫املصدر‪ :‬إدارة البحوث‪« ،‬بيع املراحبة»‪ ،‬مركز االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬املصرف اإلسالمي‬
‫الدويل لالستثمار والتنمية‪ ،‬حبث رقم‪ ،4 :‬مطابع املختار اإلسالمي‪ ،1988 ،‬ص‪.19-17 :‬‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل باملراحبة‪:‬‬


‫فيما يتعلق باملعاجلة احملاســبية للتمويل باملراحبة‪ ،‬يقرتح أحد احملاســبني‬
‫توســيط ثالثــة حســابات هــي حـــ‪ /‬دفعــة ضمــان اجلدِّية يف مرحلــة الوعد‪،‬‬

‫‪377‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫و حـــ‪ /‬اســتثمارات يف مراحبــات جــاري تنفيذهــا يف مرحلــة الشــراء‪ ،‬ثــم‬


‫حـــ‪ /‬شــيكات حتــت التحصيــل يف مرحلــة البيــع والــذي يتــم فيــه إقفــال‬
‫احلســابني الســابقني(‪ ،)1‬وهــي املعاجلــة اليت تســاعد على متييــز كل مرحلة‬
‫مــن مراحــل العمليــة‪ ،‬حيــث أن كل حســاب يُعبِّــر عــن طبيعــة املرحلــة الــيت‬
‫يتــم فيهــا‪ ،‬وذلــك علــى النحــو التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)69‬‬


‫قيود اليومية اخلاصة بالتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬
‫شرح العملية‬ ‫املعاجلة احملاسبية‬ ‫طبيعة املرحلة‬
‫مــن حـــ‪ /‬عقــارات ضمــان اســتثمارات يف مراحبــات «مراحبــة «إثبــات احلصــول علــى ضمــان عقــاري‬
‫مقابــل االســتثمارات يف مراحبــات» (قيــد‬ ‫رقــم‪»...‬‬ ‫عند احلصول على‬
‫نظامــي)‬ ‫إىل حـ‪ /‬أصحاب عقارات ضمان استثمارات‬ ‫الضمانات‪:‬‬
‫يف مراحبات «مراحبة رقم‪»...‬‬ ‫(حالة املراحبة ألجل)‬
‫«حتصيــل دفعــة ضمــان اجلدِّيــة نقــدا‪ ،‬أو‬ ‫من حـ‪ /‬اخلزينة‬
‫خصمــا مــن احلســاب اجلــاري للعميــل»‪.‬‬ ‫عند إبرام عقد الوعد‪ :‬أو من حـ‪ /‬احلسابات اجلارية للعمالء‬
‫إىل حـ‪ /‬دفعة ضمان اجلدِّية «مراحبة رقم‪»...‬‬
‫مــن حـــ‪ /‬اســتثمارات يف مراحبــات جــاري تنفيذهــا «مراحبــة «إثبــات شــراء الســلعة‪ ،‬وســداد قيمتهــا‬
‫للمــورِّد بشــيك‪ ،‬أو باإلضافــة إىل حســابه‬ ‫رقــم‪»...‬‬ ‫عند شراء البنك‬
‫اجلــاري»‪.‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬شيكات وحتويالت حتت الدفع‬ ‫للسلعة‪:‬‬
‫أو إىل حـ‪ /‬احلسابات اجلارية «جاري املورد»‬
‫«إثبــات بيــع بضاعــة املراحبــة للعميــل‪،‬‬ ‫من مذكورين‪:‬‬
‫وعائــد البنــك عــن العمليــة‪ ،‬وحتصيــل‬ ‫رقم‪»...‬‬ ‫«مراحبة‬ ‫ِّية‬ ‫د‬ ‫اجل‬ ‫ضمان‬ ‫حـ‪ /‬دفعة‬
‫باقــي املســتحق علــى العميــل يف صــورة‬ ‫حـ‪ /‬شيكات حتت التحصيل‬
‫شــيكات حتــت التحصيــل»‪.‬‬ ‫إىل مذكورين‪:‬‬ ‫عند إبرام عقد البيع‬
‫‪ -‬يف حالــة املراحبــة النقديــة يتــم حتصيل‬ ‫«رقم‪»...‬‬ ‫تنفيذها‬ ‫جاري‬ ‫مراحبات‬ ‫يف‬ ‫استثمارات‬ ‫حـ‪/‬‬ ‫مراحبة‪:‬‬
‫حـ‪ /‬إيرادات استثمارات يف مراحبات «رقم‪»...‬‬
‫باقــي قيمــة البضاعــة نقــدا أو خصمــا‬
‫مــن احلســاب اجلــاري للعميــل‪.‬‬
‫«إثبــات حتصيــل الشــيكات مؤجلــة‬ ‫من حـ‪ /‬اخلزينة‬
‫الســداد نقــدا أو خصمــا مــن احلســاب‬ ‫للعمالء‬ ‫اجلارية‬ ‫احلسابات‬ ‫عند حتصيل كل قسط‪ :‬أو من حـ‪/‬‬
‫اجلــاري للعميــل»‪.‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬شيكات حتت التحصيل‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪80-73 :‬؛ ‪.89-86‬‬
‫(‪ )1‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪378‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .4‬أمهية التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬


‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫يُســتخدم بيــع املراحبــة يف متويــل عمليــات التجــارة الداخليــة واخلارجيــة‪،‬‬
‫ومــع ذلــك ميكــن تطبيقــه علــى خمتلــف األنشــطة والقطاعــات ســواء كان‬
‫ذلــك خاص ـاً باألفــراد أم بالشــركات واملؤسســات اخلاصــة أو احلكوميــة‪،‬‬
‫وســواء كان لتلبيــة االحتياجــات الفرديــة (شــراء ســيارة أو ثالجــة أو‬
‫عقــار‪ )...‬أو االحتياجــات املهنيــة (شــراء معــدَّات وأجهــزة أو آالت‪،)...‬‬
‫أم كان لتلبيــة االحتياجــات الصناعيــة والتجاريــة (شــراء مــواد خــام أو‬
‫ســلع‪ ،)...‬أو االحتياجــات احلكوميــة (شــراء نفــط أو معــدات للمطــارات‬
‫واملوانــ واملرافــق العامــة‪.)1()...‬‬
‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل باملراحبة‪:‬‬
‫تُعتــرب املراحبــة أحــد أشــكال التوظيــف املصــريف الســائدة بــني معظــم بنــوك‬
‫املشــاركة القائمــة‪ ،‬ورغــم إجيابيــات هــذه العمليــة إال أهنــا ال ختلــو مــن‬
‫ســلبيات‪ ،‬وذلــك علــى النحــو التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬عــز الديــن حممــد خوجــة‪« ،‬الدليــل الشــرعي للمراحبــة»‪ ،‬سلســلة األدلــة الشــرعية للعمــل املصــريف اإلســالمي‪ ،‬جمموعــة‬
‫دلــة الربكــة‪ ،‬قطــاع األمــوال‪ ،‬شــركة الربكــة لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.44 :‬‬

‫‪379‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫جدول رقم (‪ :)70‬مزايا وعيوب التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لبنـــوك املشاركة ( البائعيــن)‬ ‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين ( املشرتيـــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين ( التنميـــة)‬ ‫األمهية‬
‫‪ -1‬جتمــع املراحبــة بــني هدفــني مــن أهــداف بنــوك املشــاركة‬ ‫‪ -1‬صــورة بيــع املراحبــة ل مــر بالشــراء‪ :‬أن يتقــدم الراغــب‬ ‫‪ -1‬املراحبــة توفــر احتياجــات قطــاع التجــارة الداخليــة واخلارجيــة‬
‫يف نفــس الوقــت مهــا‪:‬‬ ‫يف شــراء الســلعة (ال ميلــك مثنهــا)‪ ،‬للبنــك طالبــا شــراء‬ ‫فتســهم بذلــك يف تنشــيط حركــة البيــع والشــراء يف الســوق‬
‫‪ -‬خدمة املتعاملني مع بنك املشاركة‪.‬‬ ‫الســلعة‪ ،‬علــى أن يــرُد مثنهــا للبنــك آجــال مــع الزيــادة علــى‬ ‫احملليــة‪ ،‬ورفــع حجــم الطلــب الكلــي‪ ،‬واملســامهة يف دوران النشــاط‬
‫‪ -‬حتقيق الربح‪.‬‬ ‫الثمــن األصلــي‪ ،‬وغالبــا مــا يكــون العميــل هــو املشــرتي الفعلــي‬ ‫االقتصــادي‪.‬‬
‫فهــدف بنــك املشــاركة مــن التمويــل باملراحبــة هــو‬ ‫للســلعة ال البنــك‪ .‬بســبب انعــدام اخلــربة يف الشــراء‪ ،‬أو انعــدام‬ ‫‪ -‬فضــال عــن ذلــك‪ ،‬ميكــن للمراحبــة أن تســهم يف تنشــيط حركــة‬

‫* املزايــا (اإلجيابيات)‬
‫اســتثمار األمــوال املودعــة لديــه‪ ،‬وحتقيــق الربــح املشــروع‪،‬‬ ‫القــدرة التنظيميــة‪ ،‬أو انعــدام القــدرة علــى التمويــل‪ ،‬أو تقليــل‬ ‫اســترياد الســلع واملــواد اخلــام مــن اخلــارج‪ ،‬خاصــة يف جانب الســلع‬
‫وخدمــة عمالئــه الذيــن يطلبــون منــه هــذا التمويــل‪.‬‬ ‫املخاطــر علــى املشــرتي باملراحبــة‪.‬‬ ‫الضروريــة كاملــواد الغذائيــة‪ ،‬كمــا ميكنهــا أن تكــون أيضــا وســيلة‬
‫‪ -2‬تعتــرب املراحبــة مــن العمليــات املصرفيــة الســهلة؛ ألن‬ ‫‪ -2‬تُم ِّكــن املراحبــة األفــراد واملؤسســات مــن احلصــول علــى‬ ‫صاحلــة لتمويــل جتــارة الصــادرات‪.‬‬
‫البنــك الــذي جيريهــا يتمكــن مــن ضمــان العمليــة بشــكل‬ ‫الســلع الــيت حيتاجوهنــا حتــى ولــو مل يتوفــر الثمــن املطلــوب‬ ‫‪ -2‬بالنســبة للقطاعــات اإلنتاجيــة؛ فــإن املراحبــة تســتخدم بغــرض‬
‫مســبق‪ ،‬فشــراء البنــك للبضاعــة ملــن يطلبهــا جتعــل العالقــة‬ ‫لديهــم‪ ،‬وتوجــد صيغتــان لطريقــة التســديد للبنــك مــن طــرف‬ ‫توفــري مســتلزمات اإلنتــاج‪ ،‬مــن املــواد اخلــام والســلع الوســيطة‬
‫بينــه وبــني العميــل واضحــة وحمــددة‪ ،‬وإذا مــا طلــب العميــل‬ ‫العميــل يف حالــة تعــذره عــن الدفــع الفــوري‪:‬‬ ‫واملعــدات واآلالت واألجهــزة؛ ممــا يســاعد يف دعــم الكفــاءة‬
‫ســداد الثمــن باألجــل فللبنــك أن يأخــذ مــا يلزمــه مــن‬ ‫‪ -‬إمــا أن يكــون الدفــع علــى أقســاط متعــددة تدفــع يف مواعيــد‬ ‫اإلنتاجيــة لالقتصــاد الوطــي‪.‬‬
‫ضمانــات كالرهونــات العقاريــة مثــال وغريهــا‪.‬‬ ‫زمنيــة حمددة‪.‬‬ ‫‪ -‬وبذلــك ميكــن للمراحبــة أن تلعــب دوراً حيويـاً يف دعــم النشــاط‬
‫‪ -‬وإما أن يكون التسديد دفعة واحدة يف موعد مستقبلي‪.‬‬ ‫االســتثماري للمؤسســات الصغــرية واملتوســطة؛ حيــث ميكــن‬
‫‪ -3‬اســتخدمت املراحبــة بشــكل واســع يف حتقيــق بعــض‬ ‫اســتخدامها كصيغــة لتوفــري مســتلزماهتا وتصريــف منتجاهتــا؛‬
‫اخلدمــات كاالعتمــادات املســتندية والبيــع بالتقســيط‪.‬‬ ‫األمــر الــذي يســهم يف تنميــة االقتصــاد الوطــي‪ ،‬وحتقيــق درجــة‬
‫أعلــى مــن الرتابــط بــني قطاعاتــه‪.‬‬
‫‪ -1‬توصلــت بعــض الدراســات العلميــة إىل أن املراحبــة ال‬ ‫‪ -1‬ال تصلــح املراحبــة لتوفــري الســيولة أو متويــل رأس املــال‬ ‫‪ -1‬إن اجملــال الرئيــس للمراحبــة هــو متويــل جانــب االســترياد‬
‫تعتــرب جمــاال تنافســيا بالنســبة لبنــوك املشــاركة يف حالــة‬ ‫العامــل أو التمويــل طويــل األجــل للمشــروع اإلنتاجــي‪ ،‬األمــر‬ ‫يف القطــاع التجــاري إذا مــا قــورن بتمويــل رأس املــال العامــل يف‬
‫التوســع يف اســتخدامها‪ ،‬فهــي أســلوب ال يُمكــن أن ينافــس‬ ‫الــذي يعكــس أمهيــة تنــوع أســاليب االســتثمار يف اقتصــاد‬ ‫القطاعــني الصناعــي والزراعــي أو بتمويــل التجــارة احملليــة‪ ،‬وهــذا‬

‫* العيوب (السلبيات)‬
‫أو يكاف ـ ؛ مــن حيــث اإلنتاجيــة والفعاليــة‪ ،‬أســلوب الفائــدة‬ ‫املشــاركة‪.‬‬ ‫يســهم بطريقــة غــري مباشــرة يف اختــالل امليــزان التجــاري للبلــد‬
‫الســائد‪ ،‬إضافــة إىل أهنــا أســلوب غــري كاف لتحقيــق‬ ‫‪ -2‬إن معظــم املتعاملــني مــع بنــوك املشــاركة مــن اجلمهــور ال‬ ‫املســتورد‪.‬‬
‫طموحــات االســتثمار مــن خــالل بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫يُحـسُّ التمييــز بــني كل مــن القــرض بفائــدة أو البيــع مراحبــة‪،‬‬ ‫‪ -‬فضــال عــن ذلــك‪ ،‬ليــس الغــرض مــن قيــام بنــوك املشــاركة‬
‫‪ -2‬إن املراحبــة بســبب األســلوب الــذي متــارس بــه مــن‬ ‫حيــث بــات مــن املألــوف مســاع تلــك العبــارة ممــن يرغــب يف‬ ‫تنشــيط قطــاع واحــد مــن قطاعــات النشــاط االقتصــادي وهــو‬
‫قبــل بنــوك املشــاركة‪ ،‬ســتظل مثــرية للتســاؤل لــدى مجهــور‬ ‫شــراء ســيارة مثــال‪« :‬إنــي أفضــل بنــك املشــاركة ألنــه يتقاضــى‬ ‫التجــارة وإمهــال القطاعــات اإلنتاجيــة الصناعيــة والزراعيــة‪.‬‬
‫عريــض مــن النــاس؛ ممــا ينعكــس ســلبا علــى مسعــة هــذه‬ ‫‪ %8‬فقــط بينمــا يتقاضــى البنــك العــادي ‪...%12‬؟»‪.‬‬ ‫‪ -2‬علــى مســتوى التحليــل االقتصــادي فــإن اجلــدوى االقتصاديــة‬
‫البنــوك ومكانتهــا ودرجــة الثقــة واالحــرتام يف أعماهلــا‪ ،‬وهــذا‬ ‫لبيــع املراحبــة مبعيــار الرحبيــة االجتماعيــة هــي أقــل مــن جــدوى‬
‫جانــب معنــوي لــه أمهيتــه لــدى بنــوك املشــاركة‪.‬‬ ‫صيــغ االســتثمار األخــرى كأســاليب املشــاركة؛ حيــث تــؤدي هــذه‬
‫األســاليب دوراً تنمويـاً أكثــر فعاليــة مــن الــدور الــذي ينتجه أســلوب‬
‫املراحبــة‪.‬‬
‫‪380‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل باملراحبة‪:‬‬
‫قامــت جمموعــة مــن اخلــرباء بتقويــم أســس احملاســبة علــى عقــود املراحبــة‬
‫يف عينــة مــن بنــوك املشــاركة (ن= ‪ )14‬باعتبارهــا أهــم صيــغ االســتثمار‬
‫فيهــا‪ ،‬وتوصلــت إىل النتائــج الــيت نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1‬أنواع املراحبات الي يقوم هبا البنك‪:‬‬
‫عنــد مالحظــة أنــواع املراحبــات الــيت تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة حمــل‬
‫العيّنــة‪ ،‬تبيّــن أن هــذه البنــوك تُركــز عملهــا يف جمــال املراحبــات اآلجلــة؛‬
‫حيــث اتضــح مــدى أمهيــة املراحبــة (احملليــة) ألجــل بالنســبة للمراحبــة‬
‫النقديــة الــيت حتتــل أمهيــة حمــدودة جــداً يف أنشــطة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬طلب عربون عند االتفاق املبدئي وتصرف البنك فيه‪:‬‬
‫جلدِّيــة يف االتفــاق مــن عدمــه‬‫باالستفســار عــن حتصيــل دفعــة ضمــان ا ِ‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬وكيفيــة تصــرف البنــك فيهــا عنــد امتنــاع العميــل عــن‬
‫الشــراء؛ يتضــح أن حتصيــل العربــون يُطبَّــق كأحــد أركان التعاقــد يف معظم‬
‫بنــوك املشــاركة موضــوع الدراســة‪ ،‬ويرجــع ذلــك خلشــية هــذه البنــوك مــن‬
‫التالعــب هبــا بعــد شــراء بضاعــة املراحبــة إذا رفــض العميــل الشــراء؛‬
‫مبــا يــؤدي ذلــك إىل مشــكالت يف تســويق هــذه البضاعــة ورمبــا حــدوث‬
‫خســائر‪ ،‬وتتصــرف البنــوك يف العربــون عنــد امتنــاع العميــل عــن الشــراء‪،‬‬
‫بــأن تأخــذ منــه بقــدر الضــرر واخلســارة عنــد تســويق الســلعة وتُحــوِّل‬
‫الباقــي للعميــل‪.‬‬

‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.215-208 :‬‬

‫‪381‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 3.1‬ختطيط هامش الربح يف املراحبة‪:‬‬


‫مــن خــالل ِّ‬
‫اإلطــالع عــن طريقــة حتديــد هامــش الربــح املخطــط مــن قِبــل‬
‫البنــك يف تنفيــذ عقــود املراحبــة‪ ،‬تبيّــن أن هامــش الربــح يف بنوك املشــاركة‬
‫يُحـدَّد علــى أســاس نســبة مــن تكلفــة بضاعــة املراحبــة يراعــى يف تقديرهــا‬
‫عوامــل متعــددة مــن أمههــا‪ :‬أســعار البضاعــة يف الســوق ومعــدل الفائــدة‬
‫بالبنــوك التقليديــة‪ ،‬ويوضــح ذلــك اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)71‬واقع ختطيط هامش املراحبة يف بنوك املشاركة‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫طريقة حتديد اهلامش‬ ‫الطريقة‬
‫‪26,5%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫حيدد بنسبة من التكلفة احملسوبة سابقا‬ ‫أ‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حيدد مبراعاة الطلب على نشاط املراحبة‬ ‫ب‬
‫‪13%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫حيدد مبراعاة أسعار البضاعة يف السوق‬ ‫جـ‬
‫‪26,5%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫حيدد بإتباع سياسة مرنة تراعي كل ما سبق‬ ‫د‬
‫‪26,5%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫حيدد يف ضوء سعر الفائدة‬ ‫هـ‬
‫‪6,5%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حيدد يف ضوء أسس أخرى (سلطة البنك املركزي)‬ ‫و‬
‫‪100‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬


‫احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213 :‬‬
‫ويتضح من اجلدول السابق ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1.3.1‬الطريقــة (أ) و (جـــ)‪ :‬متســاويتان طبقــاً لرؤيــة البنــك‬
‫لظروفــه اخلاصــة؛ حيــث ال يُتص ـوّر أن ختطيــط الرحبيــة يراعــي‬
‫أســعار البضاعــة يف الســوق دون تكلفتهــا‪.‬‬
‫‪ 2.3.1‬الطريقـــة (ب)‪ :‬مل حتــظ بتطبيــق أيّ بنــك مشــاركة‪ ،‬ورمبــا‬
‫يرجــع ذلــك لشــدة الطلــب علــى املراحبــة مــن قبــل العمــالء؛ ولذلــك‬

‫‪382‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫فــال يعتــرب هــذا الطلــب عام ـالً مؤ ِّثــراً يف طريقــة ختطيــط هامــش‬
‫الربــح‪.‬‬
‫‪ 3.3.1‬الطريقـــة (د)‪ :‬هــي اإلجابــة املثلــى وتــؤدي إىل التخطيــط‬
‫األمثــل هلامــش الرحبيــة‪.‬‬
‫‪ 4.3.1‬الطريقـــة (هـــ)‪ :‬تبــني أن ســعر الفائــدة يؤ ِّثــر يف الســوق‬
‫علــى نســبة هامــش الربــح الــذي ميكــن أن يســعى بنــك املشــاركة إىل‬
‫حتقيقــه؛ باعتبــاره حقيقــة مفروضــة يُعــرتف بتأثريهــا علــى النشــاط‬
‫املصــريف بوجــه خــاص‪ ،‬ولكــن ختطيــط هامــش رحبيــة بضاعــة‬
‫املراحبــة مبراعــاة هــذا العامــل فقــط يــؤدي إىل مايلــي‪:‬‬
‫‪ -‬إغفــال بنــك املشــاركة للعوامــل املؤ ِّثــرة علــى تكلفــة البضاعــة‬
‫وأســعارها لــدى املؤسســات التجاريــة املنافســة‪ ،‬وغريهــا مــن‬
‫العوامــل الــيت تؤ ِّثــر حتمـاً يف النشــاط التجــاري؛ ممــا ال يُعتــرب‬
‫اجتاهـاً علميـاً صحيحـاً يف ختطيــط الرحبيــة‪.‬‬
‫‪ -‬إغفــال البنــك للفــرق اجلوهــري بــني نشــاطه يف تســويق‬
‫بضاعــة عــن طريــق عقــد املراحبــة والتمويــل بفائــدة لــدى‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬وهــو أيضـاً خطــأ علمــي يقــع فيــه القائمون‬
‫علــى هــذا النشــاط يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬يعطــي ذلــك انطباعــاً للمتعاملــني بــأن بنــك املشــاركة ال‬
‫خيتلــف يف نشــاطه عــن البنــك التقليــدي‪ ،‬وهــو مــا يُســتخدم‬
‫كثــرياً يف التأثــري علــى مسعــة بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 5.3.1‬الطريقـــة (و)‪ :‬إن تدخُّــل البنــك املركــزي لوضــع هامــش‬
‫ربــح بنســبة معيّنــة يبيِّــن أن اختيــار البنــك هنــا معــدوم وال ميكنــه‬

‫‪383‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ختطيــط اهلامــش بالطريقــة العلميــة املالئمــة‪.‬‬


‫ولذلــك يوصــي معظــم اخلــرباء بضــرورة حتديــد هامــش املراحبــة علــى‬
‫أســاس مراعــاة تكلفــة املراحبــة وســعر البضاعــة يف الســوق‪ ،‬وســعر الفائدة‬
‫ومســتوى النشــاط يف اجملتمــع وكافــة العوامــل احمليطــة معـاً‪.‬‬
‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل باملراحبة‪:‬‬
‫لوحــظ يف نشــاط بنــوك املشــاركة أن املراحبــة هــي أهــم االســتخدامات‬
‫والعمليــات الــيت تقــوم هبــا؛ حيــث مت ِّثــل أكثــر مــن ‪ %80‬مــن معامالهتــا(‪،)1‬‬
‫رغــم أهنــا مل تكــن مــن أهدافهــا الرئيســة كمــا هــو عليــه احلــال بالنســبة‬
‫للمضاربــة واملشــاركة‪ .‬يُضــاف إىل ذلــك‪ ،‬أن حســاب املراحبــة يظهر مُدجماً‬
‫مــع بعــض حســابات امليزانيــة(‪.)2‬‬
‫ونســتعرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــيت واجهــت التمويــل باملراحبــة يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬

‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 :‬‬


‫(‪ )2‬أنظر املالحــق‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪:)72‬‬


‫مشاكل التمويل باملراحبة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬
‫حلـــول مقرتحــــة‬ ‫مشــــاكل التمويل باملراحبة‬
‫ جيــب أن تضــع اإلدارة العليــا يف كل بنــك مشــاركة ســقوفا ال تتعداهــا‬ ‫ كثافــة االســتخدام‪ :‬عمــدت معظــم بنــوك املشــاركة إىل تكثيــف‬
‫اإلدارات املختلفــة للبنــك‪ ،‬يف تعامالهتــا بصيغــة املراحبــة‪ ،‬كنســبة عامــة‬ ‫اســتخداماهتا لألمــوال علــى شــكل بيــع املراحبــة‪ ،‬وخاصــة يف اخلــارج‪،‬‬
‫مــن حجــم تعامــالت البنــك وأصولــه‪ ،‬وذلــك هبــدف تشــجيع اســتخدام صيــغ‬ ‫فيمــا يســمى باملراحبــات الدوليــة‪ ،‬حيــث يقــوم بنــك املشــاركة بشــراء‬
‫أخــرى‪ ،‬كالتأجــري واملضاربــة واملشــاركة مــن ناحيــة‪ ،‬وترشــيد اســتخدام‬ ‫وبيــع الســلع مــن وإىل شــركات أجنبيــة؛ األمــر الــذي حيــرم البلــدان‬
‫املراحبــة بإعطــاء أولويــات لتمويــل املشــروعات التنمويــة بطريــق املراحبــة‪،‬‬ ‫العربيــة واإلســالمية مــن جــزء كبــري مــن الســيولة ويُعــرِّض األمــوال‬
‫وللتقليــل تدرجييــا مــن االســتثمار يف األســواق الدوليــة‪.‬‬ ‫املســتثمرة هبــذه الطريقــة إىل مجيــع أنــواع املخاطــر املصرفيــة املعروفــة‪.‬‬
‫ إننــا‪ ،‬وإن كنــا نلمــس بعــض املــربرات لبنــوك املشــاركة للرتكيــز علــى هــذا‬ ‫ مربرات االستخدام‪ :‬يدافع البعض عن املراحبة حبجة‪:‬‬
‫الشــكل مــن اســتخدامات أمواهلــا‪ ،‬مثــل ضــرورة اســتثمار فوائــض األمــوال‬ ‫‪ -1‬ارتفاع معدل اخلطر يف أنشطة املشاركة بعكس املراحبة‪.‬‬
‫املتاحــة لديهــا بســرعة‪ ،‬لتتمكــن مــن الصمــود أمــام التحديــات اهلائـــلة الــيت‬ ‫‪ -2‬االعتمــاد علــى الثقــة واجلــدوى يف املشــاركة بينمــا يعتمــد يف املراحبة‬
‫تعــرتض مســريهتا‪ ،‬وألســباب ختتــص بضعــف البنيــة األساســية يف الــدول‬ ‫علــى الضمــان وهــذا مناســب ملســتوى أخــالق املتعاملني‪.‬‬
‫العربيــة واإلســالمية‪ ،‬وعوامــل عــدم االســتقرار السياســي وعوامــل عــدم‬ ‫‪ -3‬حتتــاج أنشــطة املشــاركة إىل مصــادر طويلــة األجــل بعكــس املراحبــة‬
‫التأكــد الــيت تســود مشــروعات االســتثمار فيهــا‪ ،‬وضــرورة الرتيــث والتمحيــص‬ ‫ممــا يتعــارض مــع طبيعــة مدخــالت البنــك (مصــادره)‪.‬‬
‫قبــل الدخــول يف اســتثمارات ذات خماطــر شــديدة‪ ،‬كــي ال هتــدر األمــوال‪،‬‬ ‫‪ -4‬التخويــف بالعوملــة وحتريــر القيــود واملنافســة العامليــة وحــركات‬
‫ويضــر مبصــاحل املســامهني واملســتثمرين‪ ،‬ينبغــي علــى بنــوك املشــاركة‪،‬‬ ‫االندمــاج بــني املصــارف الكــربى‪.‬‬
‫منفــردة وجمتمعــة ســرعة البحــث عــن أوجــه اســتخدامات أخــرى تتفــق مــع‬ ‫‪ -5‬التطلــع إىل التجديــدات املاليــة يف البورصــات لعقــود اخليــار‬
‫مصــاحل العــامل اإلســالمي الــذي يعانــي مــن مظاهــر التخلــف (الفقــر واجلهــل‬ ‫واملســتقبليات‪.‬‬
‫واملــرض)‪.‬‬
‫ ضــرورة إعــادة النظــر يف أســلوب املراحبــة وحبــث وســائل هتذيبيــة‪ ،‬ورمبــا‬ ‫ كيفيــة االســتخدام‪ :‬جــرت العــادة يف بعــض بنــوك املشــاركة علــى‬
‫ينفــع يف هــذا اجملــال مايلــي‪:‬‬ ‫إمتــام املراحــل الرئيســة للعمليــة وهــي مرحلــة الوعــد‪ ،‬ومرحلــة الشــراء‬
‫‪ -1‬إعــادة النظــر يف اإلجــراءات الــيت يتــم مــن خالهلــا بيــع املراحبــة‪ ،‬والســعي‬ ‫ومرحلــة البيــع يف آن واحــد؛ حيــث يتــم يف الواقــع العملــي‪:‬‬
‫لالضطــالع بــدور أكــرب يف جمــال اقتنــاء وتــداول الســلع فعليـاً مــن قِبــل هــذه‬ ‫‪ -1‬بعــد تقــدم العميــل بطلــب الشــراء‪ ،‬يتــم دراســة العمليــة مــن خمتلــف‬
‫البنــوك‪.‬‬ ‫جوانبهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬القيــام بالتوعيــة والتوضيــح لطبيعــة املراحبــة وبيــان ضرورهتــا لبنــوك‬ ‫‪ -2‬يف حالــة املوافقــة يتــم اســتدعاء العميــل؛ حيــث يتــم اســتيفاء‬
‫املشــاركة‪.‬‬ ‫الضمانــات املختلفــة‪ ،‬ودفعــة ضمــان اجلديــة‪ ،‬وحينئــذ يتــم إصــدار شــيك‬
‫‪ -3‬عــدم املغــاالة يف التوســع يف اســتخدام هــذا األســلوب علــى حســاب الصيــغ‬ ‫مصــريف باســم البنــك لصــاحل املــورِّد بتكلفــة العمليــة‪.‬‬
‫التمويليــة األخــرى األكثــر انســجاماً مــع طبيعــة العمــل املصــريف لبنــوك‬ ‫‪ -3‬يتــم توقيــع عقــد الوعــد‪ ،‬وعقــد البيــع مراحبــة يف آن واحــد‪ ،‬ثــم‬
‫املشــاركة‪.‬‬ ‫يتوجــه منــدوب مــن البنــك بالشــيك املصــريف مــع العميــل أو منــدوب عنــه‬
‫‪ -4‬عــدم املغــاالة يف هامــش الربــح الــذي يتقاضــاه البنــك مســتغالً حاجــة‬ ‫إىل املــورِّد الســتالم البضاعــة وفحصهــا‪ ،‬ويتــم تســليم البضاعــة للعميــل‪،‬‬
‫العميــل إىل التمويــل أو عــدم توفــر الســلعة يف الســوق‪.‬‬ ‫والشــيك املصــريف للمــورِّد‪.‬‬
‫ جيــب علــى بنــوك املشــاركة عــدم دمــج حســاب املشــاركة واملضاربــة مــع‬ ‫ إظهــار احلســاب يف امليزانيــة‪ :‬مشــل بيــع املراحبــة الغالبيــة العظمــى‬
‫حســاب املراحبــة إلخفــاء اعتمادهــا بصــورة أساســية علــى صيغــة املراحبــة‪،‬‬ ‫مــن اســتخدامات بنــوك املشــاركة حتــى جــاوز الـــ ‪ %70‬يف بعــض البنــوك‪،‬‬
‫بعــد احلمــالت الــيت شُ ـنّت علــى مســلك هــذه البنــوك يف هــذا الشــأن‪.‬‬ ‫ولألســف الشــديد تتعمــد كثــري مــن بنــوك املشــاركة إدمــاج حســاب‬
‫املشــاركات واملضاربــات مــع املراحبــات دون فصــل يف ميزانياهتــا‪.‬‬
‫ حتديــد هامــش الربــح‪ :‬حتديــد الربــح بنســب ثابتــة علــى خمتلــف األوىل أن يعتمــد البنــك سياســة اســتثمارية حيــدد مبوجبهــا هامــش ربــح‬
‫أنــواع الســلع والعمليــات مسرتشــداً يف ذلــك بســعر الفائــدة الســائد يف متغــري ملختلــف عمليــات املراحبــة‪ ،‬مــع إعطــاء عقــود املراحبــة االهتمــام الــكايف‬
‫الســوق‪ ،‬يفــرغ عمليــة املراحبــة مــن مضموهنــا االقتصــادي والشــرعي‪ .‬مــن قبــل هيئــات الرقابــة الشــرعية يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬مبعنــى أنــه ينبغــي‬
‫التأكــد مــن أن هنــاك خماطــر حقيقيــة يتحملهــا البنــك‪ ،‬مبــا يــربر اهلامــش‬
‫الــذي حيصــل عليــه والــذي ينبغــي أن يتناســب مــع حجــم املخاطــر الــيت‬
‫تنطــوي عليهــا الصفقــة‪.‬‬
‫ بالنســبة للوعــد وكونــه ملزمــا لألفــراد أو البنــك أو كليهمــا‪ ،‬فــإن األخــذ‬ ‫ الوعــد امللــزم‪ :‬يُصـرُّ البعــض علــى إعطــاء اخليــار للعميــل والبنــك بعــد‬
‫باإللــزام هــو األحــوط ملصلحــة التعامــل واســتقرار املعامــالت‪ ،‬وفيــه مراعــاة‬ ‫شــراء البنــك للســلعة املطلوبــة‪ ،‬بينمــا ال يعتــرب البعــض ذلــك ضروري ـاً‪.‬‬
‫ملصلحــة البنــك والعميــل‪ ،‬وأن األخــذ باإللــزام أمــر مقبــول شــرعا‪ ،‬وكل بنــك‬ ‫لكــن وجــود اخليــار للطرفــني جيعــل العمليــة مقبولــة‪ ،‬وبنــوك املشــاركة‬
‫مُخيّــر يف األخــذ ممــا يــراه يف مســألة اإللــزام‪ ،‬حســب مــا تــراه هيئــة الرقابــة‬ ‫بإمكاهنــا إعطــاء مثــل هــذا اخليــار‪ ،‬خاصــة إذا مل يكــن العميــل هــو‬
‫الشــرعية لديــه‪.‬‬ ‫املســتخدم الوحيــد للســلعة‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﺴ َﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬


‫ﱠ‬ ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهوم التمويل بالسَّ َلـم وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل بالسَّ َلــم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمـويــل بالسَّ َلــم يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل بالسَّ َلم وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬
‫‪ .1‬تعريف التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫التعريــف العــام للسَّ ـلَم(‪ )1‬هــو‪« :‬نــوع مــن البيــوع تؤجَّــل فيــه الســلع املباعــة‬
‫احملــددة املواصفــات ويُعجَّــل فيــه بثمنهــا‪ ،‬بغيــة متويــل البائــع مــن قبــل‬
‫املشــرتي بأســعار تقــل عــن األســعار املتوقعــة وقــت التســليم يف العــادة»(‪،)2‬‬
‫أو مبعنــى آخــر هــو‪ :‬التمويــل العاجــل علــى حســاب اإلنتــاج اآلجــل‪ ،‬ويُعتــرب‬
‫كأســلوب للتمويــل بالشــراء‪ ،‬بالنظــر إىل شــخصية املمــوِّل هنــا‪« ،‬وهــو‬
‫املشــرتي الــذي يُو ِّفــر للبائــع التمويــل الــالزم مقابــل اســتالم ســلع مؤجلــة‪،‬‬
‫واملديونيــة يف هــذا األســلوب عينيــة»(‪.)3‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي السَّ ـلَم أنــه‪« :‬ميكــن للعميــل أن يبيــع إىل البنــك‬
‫ســلعاً موصوفــة مؤجّلــة علــى أن يتعجّــل الثمــن مــن اآلن‪ ،‬فتتح ّقــق للعميــل‬
‫الســيولة الالزمــة‪ ،‬ويســتفيد املصــرف مــن فــرق األســعار‪ ،‬ألن مثــن الســلعة‬
‫املؤجلــة أقــل يف العــادة مــن مثــن الســلعة احلاضــرة»(‪)4‬؛ أي أن البنــك يدفــع‬
‫(‪ )1‬السَّـلَم (بفتــح الســني والــالم) مبعنــاه االصطالحــي مشــتق مــن املعنــى اللغــوي وهــو اإلعطــاء والتســليم (تســليم الثمــن)‪،‬‬
‫ويُطلــق عليــه «الشــراء مــع تعجيــل التســليم» و»البيــع الفــوري احلاضــر الثمــن اآلجــل البضاعــة» و «متويــل اإلنتــاج املســتقبل»‬
‫و «بيــع احملاويــج»‪.‬‬
‫(‪ )2‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114 :‬‬
‫(‪ )3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫(‪ )4‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.661 :‬‬

‫‪386‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫مُقدَّمــاً مثــن بضاعــة يتعاقــد علــى شــرائها مــن املتعامــل الــذي يتعهــد‬
‫بتســليم البضاعــة للبنــك بعــد إنتاجهــا‪.‬‬
‫وعليه؛ يتكون بيع السَّلَم من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ 1.1‬املشرتي (رب السَّ َلم)‪ :‬املموِّل (بنك املشاركة)‪.‬‬
‫‪ 2.1‬البائـع (املس َلم إليه)‪ :‬املستفيد من التمويل (طالب التمويل)‪.‬‬
‫‪ 3.1‬السلعـة (املس َلم فيه)‪ :‬اإلنتاج املستقبل‪.‬‬
‫‪ 4.1‬الثمـن (رأس مال السَّ َلم)‪ :‬قيمة التمويل‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يوجد أسلوبان لتطبيق بيع السَّلَم يف بنوك املشاركة مها(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬يشرتي البنك سلعة معيّنة مؤجّلة يدفع مثنها فوراً‪.‬‬
‫‪ -2.2‬يبيع سلعة مؤجّلة التسليم ويقبض مثنها فوراً‪.‬‬
‫ويُســتعمل عقــد السَّــلَم علــى طريقــة السَّــلَم والسَّــلَم املــوازي؛ حيــث‬
‫يشــرتي البنــك «كميــة مــن ســلعة موصوفــة بتســليم مســتقبلي‪ ،‬ثــم يقــوم‬
‫بعــد ذلــك ببيــع كميــة مماثلــة مــن نفــس الســلعة موصوفــة أيض ـاً وبنفــس‬
‫موعــد التســليم‪ ،‬ويكــون رحبــه هــو الفــارق يف الســعر بــني وقــت الشــراء‬
‫ووقــت البيــع»(‪ .)2‬ففــي السَّـلَم املــوازي «حيصــل البنــك علــى مثــن البضاعــة‬
‫عاجـالً‪ ،‬وفــوراً‪ ،‬يف حــني تتــم عمليــة تســليم البضاعــة إىل العميــل يف وقــت‬
‫الحــق»(‪ ،)3‬أي بيــع آجــل بعاجــل‪ .‬ويُوضــح ذلــك الشــكل التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.129 :‬‬


‫(‪ )2‬غســان حممــود إبراهيــم ومنــذر القحــف‪« ،‬االقتصــاد اإلســالمي علــم أم وهــم»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬ســورية‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪:‬‬
‫‪.180-179‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143 :‬‬

‫‪387‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪ :)44‬أنواع السَّ َلم يف بنوك املشاركة‬


‫أنــــواع الــسَّــ َلــم‬

‫نفس السلعة املوصوفة ‪ +‬نفس موعد التسليم‬


‫الــسَّــ َلــم املوازي‬ ‫الــسَّــ َلــم‬
‫‪ -‬بيع سلعة مؤجلة التسليم ‪ +‬قبض مثنها فوراً‪.‬‬ ‫‪ -‬شراء سلعة مؤجلة التسليم ‪ +‬دفع مثنها فوراً‪.‬‬
‫‪ -‬بيع آجل بعاجل‪.‬‬ ‫‪ -‬التمويل بالشراء املسبق‪.‬‬

‫‪ .3‬خطوات احلصول على التمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫‪ 1.3‬شروط التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يتطلب التمويل بالسَّلَم بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.1.3‬جيــب علــى البنــك دفــع كامــل الثمــن (قيمــة التمويل)‬
‫عنــد التعاقــد وال جيــوز تأجيله‪.‬‬
‫‪ -2.1.3‬جيــب أن يُحــدَّد الثمــن بدقــة طبقــاً ملعايــري عادلــة‬
‫للطرفــني‪ ،‬وأن يراعــي البنــك أن يكــون ســعر الوحــدة أقــل مــن‬
‫الســعر املتوقــع هلــا عنــد التســليم؛ حتــى تكــون هنــاك فرصــة‬
‫للبنــك يف إعــادة بيعهــا بســعر يُحقــق لــه عائــداً مناســباً‪.‬‬
‫‪ -3.1.3‬جيــب أن تُح ـدَّد الصفــات املميــزة لبضاعــة السَّ ـلَم‬
‫بدقــة (اجلنــس والنــوع والكميــة‪ ،)...‬وحتديــد أجــل وطريقــة‬
‫ومــكان تســليمها (معاجلــة مصاريــف النقــل)‪.‬‬
‫‪ -4.1.3‬جيــب أن تكــون الســلعة مــن نشــاط املؤسســة طالبــة‬
‫التمويــل‪ ،‬أو علــى األقــل أن تكــون املؤسســة قــادرة على توفريها‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد العزيــز حســن زيــد‪« ،‬التطبيــق املعاصــر لعقــد السَّ ـلَم يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.64-63 :‬‬

‫‪388‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وفقـاً للمواصفــات املطلوبــة بالعقد‪.‬‬


‫‪ -5.1.3‬يُمكــن للبنــك أن يأخــذ رهنــاً أو كفالــة؛ الســتيفاء‬
‫رأس املــال يف حالــة تعــذر تســليم الســلعة عنــد حلــول أجــل‬
‫التســليم‪.‬‬
‫‪ -6.1.3‬حتديــد أســلوب التحكيــم يف حــاالت التوقــف للعــذر‬
‫الطــارئ أو املماطلــة‪ ،‬والشــروط اجلزائيــة للتخلــف علــى أداء‬
‫االلتزامــات‪.‬‬
‫‪ -7.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد الســلع الــيت يســمح للبنــوك‬
‫أن تتعامــل هبــا سَ ـلَماً‪ ،‬وأن يُح ـدِّد النســبة مــن أصــول البنــوك‬
‫الــيت تُوجِّههــا ملعامــالت السَّـلَم‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية لعقد السَّلَم فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2.3‬يتقــدم العميــل طالــب التمويــل إىل البنــك (وليكــن‬
‫شــركة لصناعــة الســيارات مثـالً)‪ ،‬فيعــرض عليــه أن يبيــع لــه‬
‫بأســلوب السَّ ـلَم عــددا معين ـاً مــن الســيارات‪ ،‬علــى أن يكــون‬
‫التســليم بعــد ســنة مث ـالً‪.‬‬
‫‪ -2.2.3‬يقــوم البنــك بدراســة طلــب العميــل بدقــة وحاجــة‬
‫الســوق إىل هــذه الســلعة‪.‬‬
‫‪ -3.2.3‬بعــد أن يقتنــع البنــك (املشــرتي) بالعمليــة يــربم مــع‬
‫العميــل «عقــد السَّــلَم»‪ ،‬ويُســ ِّلم إليــه الثمــن فــوراً باألســلوب‬
‫املتفــق عليــه (إيــداع الثمــن يف حســابه‪ ،‬يُحــرِّر لــه شــيكاً‬
‫(‪ )1‬راجع‪ - :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.63-61 :‬‬
‫‪ -‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.656-655 :‬‬

‫‪389‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مصرفيــاً‪ ،‬مينحــه اعتمــادا)‪ ،‬ويشــمل العقــد كل الضوابــط‬


‫الواجــب مراعاهتــا عنــد التمويــل بعقــد السَّــلَم‪.‬‬
‫‪ -4.2.3‬يقــوم العميــل (البائــع) بالوفــاء بالســلعة يف األجــل‬
‫احمل ـدّد وباملواصفــات املطلوبــة بالعقــد‪.‬‬
‫‪ -5.2.3‬عندمــا يتســلم البنــك الســلعة يكــون لديــه ثالثــة‬
‫احتمــاالت‪:‬‬
‫أ االحتمــال األول‪ :‬يتســلّم البنــك الســلعة يف األجــل‬
‫احملــدّد‪ ،‬ويتــوىل تصريفهــا وبيعهــا مــن خــالل إدارة‬
‫التســويق املوجــودة لديــه حــاالً وآج ـالً‪ ،‬وإذا كان هنــاك‬
‫شــركة تســويق تابعــة للبنــك ميكــن البيــع هلــا‪.‬‬
‫ب االحتمــال الثانــي‪ :‬يــوكل البنــك البائــع (العميــل)‬
‫بيــع الســلعة نيابــة عنــه مقابــل أجــر حمــدد مســبقاً‪،‬‬
‫علــى أســاس أنــه أكثــر ختصصــاً ودرايــة بســوق الســلعة‪.‬‬
‫جـــ االحتمــال الثالــث‪ :‬قــد يتــم االتفــاق مــع البائــع‬
‫علــى تســليم الســلعة إىل طــرف ثالــث (فــرد أو مؤسســة)‬
‫املشــرتي‪ ،‬بنــاءً علــى وعــد مســبق منــه بشــرائها‪ ،‬وقــد‬
‫تســبق هــذه اخلطــوة مرحلــة دعايــة وإعــالن‪.‬‬
‫‪ -6.2.3‬يوافــق البنــك (البائــع) علــى بيــع الســلعة حــاالً أو‬
‫باألجل بســعر أعلى من ســعر شــرائها سَـلَماً‪ ،‬يُسـدِّده املشــرتي‬
‫حســب االتفــاق‪ ،‬فيســتفيد البنــك مــن فــروق األســعار (الربــح‬
‫احلاصــل بــني ســعر البيــع والشــراء)‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل بالسَّلَم‪:‬‬

‫‪390‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪ :)45‬خطوات بيع السَّ َلم‬


‫تقدم العميل‬
‫إبرام عقد «بيع السَّ َلم»‬ ‫دراسة البنك لطلب التمويل‬
‫(صانع‪ ،‬تاجر‪ ،‬زارع) للبنك‬
‫(تسليم الثمن فوراً)‬ ‫من البائع وإقرار مناسبته‬
‫(عرض بيع بأسلوب السَّ َلم)‬

‫طلبات جـــديدة لتمويل‬


‫عمليات السَّ َلم‬

‫للبنك أن ينتظر إىل وق تسلم‬ ‫تسليم وتسلم السلعة‬ ‫يقوم البنك ببيع السلعة‬
‫السلعة ثم يعلن عن بيعها‪،‬‬ ‫وفق املواصفات املطلوبة‬ ‫(بنفسه أو للمتعامل‬
‫أو بيعها سَ َلما‬ ‫‪ +‬األجل احملدد‬ ‫أو لطرف ثالث) «عقد بيع»‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬


‫يف بيــع السَّ ـلَم يكــون البنــك يف البدايــة هــو املشــرتي واملنتــج هــو البائــع‪،‬‬
‫وبعــد اســتالم الســلعة يقــوم البنــك بتســويقها‪ ،‬ففــي هــذه احلالــة يصبــح‬
‫البنــك هــو البائــع والعميــل هــو املشــرتي الــذي ســيتقدم إىل البنــك طالب ـاً‬
‫شــراء هــذه الســلعة‪ .‬يوضــح الشــكل التــايل تركيــب عمليــة السَّ ـلَم‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)46‬العالقة بني أطراف عملية بيع السَّ َلم‬
‫بنك املشاركة‬

‫البائع‬ ‫املشرتي‬

‫(‪)2‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫تسليم السلعة‬ ‫(‪)1‬‬
‫بيع السَّ َلم‬ ‫بيع السَّ َلم‬

‫املشرتي‬ ‫البائع املتعامل‬

‫املصدر‪ :‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62 :‬‬

‫‪391‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل بالسَّ َلم وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أنــه يف ظــل الظــروف غــري العاديــة‪ ،‬مثــل حــدوث آفــة‬
‫تــؤدي إىل تقليــل الناتــج الزراعــي مث ـالً مــن الســلع املتعاقــد عليهــا سَ ـلَماً‪،‬‬
‫فإنــه يقــل العــرض هلــا‪ ،‬ويزيــد الســعر ويربــح املشــرتي (املمــوِّل) أكثــر‪.‬‬
‫أمــا يف حالــة زيــادة احملصــول وزيــادة العــرض تبعــاً‪ ،‬فــإن الســعر يقــل‬
‫وينخفــض ربــح املم ـوِّل‪ .‬فهــذه أمــور تدخــل يف املخاطــرة كأحــد العوامــل‬
‫احملــددة للربــح(‪ .)1‬ويعتــرب باحــث آخــر أن أيّ خســائر حتــدث أثنــاء عمليــة‬
‫بيــع السَّ ـلَم؛ ينبغــي حتميلهــا بالكامــل علــى البنــك املم ـوِّل(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ -1.1‬حيــاول البنــك إنشــاء جهــاز تســويقي يقــوم بإعــداد حبــوث‬
‫التســويق؛ أي يقــوم جبمــع وتســجيل وحتليــل البيانــات املتعلقــة‬
‫مبشــاكل تســويق الســلع والبضاعــة‪ ،‬ليتجنــب انعكاســات التقلبــات‬
‫يف الســوق الداخليــة أو اخلارجيــة‪.‬‬
‫‪ -2.1‬جيــب أن يقــوم البنــك باملتابعــة املســتمرة للمؤسســة الــيت‬
‫حصلــت علــى التمويــل والقيــام بزيــارات ميدانيــة للوقــوف علــى ســري‬
‫العمــل‪ ،‬وللتأكــد مــن جديتهــا يف ممارســة نشــاطها واســتمرارها فيــه‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع السَّـلَم يف ضــوء التطبيــق املعاصــر‪ :‬دراســة‬
‫حتليليــة مقارنــة»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث‬
‫رقــم‪ ،15 :‬ط‪ ،1998 ،2‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ )2‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫(‪ )3‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64-63 :‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪69 :‬؛ ‪.77‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.226 :‬‬

‫‪392‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وأن قدرهتــا علــى التســليم يف املوعــد احملــدد مازالــت قائمــة‪ ،‬كمــا‬


‫ميكــن للبنــك إذا ظهــرت عقبــات أن يُحــاول تذليلهــا‪ ،‬وذلــك حتــى ال‬
‫يُفاجــأ بتعثــر املؤسســة وعجزهــا عــن الوفــاء بالتزاماهتــا‪.‬‬
‫‪ -3.1‬جيــب علــى البنــك أن يُسْــلِم يف الســلع الــيت جتــد رواجــاً‬
‫ويســهل عليــه تصريفهــا‪ ،‬إضافــة إىل قابليتهــا للتخزيــن‪ ،‬وعلــى‬
‫البنــك أن يرتبــط باتفاقيــات مــع بائعــي الســلع الــيت يُسْــلِم فيهــا‬
‫ليكونــوا وســطاء لــه يف بيــع هــذه الســلع‪.‬‬
‫‪ -4.1‬مبــا أن السَّــلَم فيــه معنــى املداينــة كمــا أن فيــه معنــى‬
‫االســتثمار؛ فــإن األمــر يتطلــب قبــل تقريــر التعاقــد سَ ـلَماً فحــص‬
‫حالــة العميــل للتأكــد مــن مــدى قدرتــه علــى تســليم املســلم فيــه‪،‬‬
‫ويف جانــب االســتثمار يســتلزم األمــر دراســة الســلعة حمــل التعاقــد‪،‬‬
‫لتحديــد مــدى رحبيتهــا‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنة التمويل بالسَّ َلم مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن بيــع السَّ ـلَم هــو «دفــع الثمــن مقابــل ســلعة آجلــة‪ ،‬وميكــن‬
‫القيــام بــه يف ســوق العقــود اآلجلــة (‪ ،)Forward Contracts‬وهــذه غــري‬
‫عقــود املســتقبليات واخليــار‪ ،‬فهــي تتعامــل يف بضاعــة حقيقيــة وليــس يف‬
‫مؤشــرات أو أوهــام‪ ،‬بشــرط االلتــزام بــأن يكــون الثمــن مدفوعــا كلــه»(‪.)1‬‬
‫وعليــه؛ ختتلــف العقــود اآلجلــة يف الســوق املاليــة (البورصــة) عــن بيــع‬
‫السَّــلَم مــن عــدة جوانــب‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول الالحــق‪:‬‬

‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬

‫‪393‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)73‬مقارنة بني الصفقات يف البورصة وسوق السَّ َلم‬


‫ســوق السَّ َلــم‬ ‫الســوق املالية (البورصة)‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬سوق العقود اآلجلة‪.‬‬ ‫طبيعـة السـوق‪ - :‬سوق العقود اآلجلة‪.‬‬
‫‪ -‬صفقات حقيقية‪.‬‬ ‫‪ -‬مؤشرات‪.‬‬
‫طبيعــة التعامــل‪ - :‬التعامــل يف الســلعة الواحــدة متكــرر ‪ -‬يتم التعامل على سلع حقيقية‪.‬‬
‫وكثــري‪.‬‬
‫‪ -‬أحــد البدلــني وهــو الثمــن موجــود‬ ‫وجود البدلني ‪ -‬تتم الصفقات دون وجود البدلني‪.‬‬
‫ومدفــوع حــال العقــد‪.‬‬ ‫(الثمن‪/‬السلعة)‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيــق رغبــة املضاربــني يف جــي ‪ -‬تلبيــة حاجــات بائــع الســلعة‬
‫فــروق األســعار (بائعــني ومشــرتين غــري ومشــرتيها‪ :‬الطرفــني احلقيقيــني يف‬ ‫الوظيـفــة‪:‬‬
‫أيّــة صفقــة‪.‬‬ ‫فعليــني)‪.‬‬

‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع‬
‫السَّـلَم»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪49-48 :‬؛ ‪.74‬‬

‫وخيتلــف التمويــل بالسَّ ـلَم عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل التقليــدي يف‬
‫جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪394‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)74‬مقارنــة بــني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬


‫والتمويل بالسَّـ َلم يف بنوك املشــاركة‪.‬‬
‫التمويــل بالسَّ َلــم‬ ‫التمويــل بالقــروض‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬عالقــة املديــن بالدائــن (مديونيــة‬ ‫عالقة املتعامل مع ‪ -‬عالقة املدين بالدائن (مديونية نقدية)‪.‬‬
‫عينيــة ) ‪.‬‬ ‫البنك‬
‫‪ -‬املطلــوب مــن البائــع (طالــب التمويــل)‬ ‫‪ -‬املطلــوب مــن املقــرتض ســداد مبلــغ‬
‫أن يســدد مقابــل رأس مــال السَّ ـلَم ســلعا‪،‬‬ ‫القــرض‪ ،‬وبالتــايل ليســت لديــه دوافــع‬
‫فإنــه إذا كان منتجــا هلــذه الســلع فســوف‬ ‫تشجيع اإلنتاج‪ :‬الســتخدام القــرض يف اإلنتــاج‪ ،‬حيــث‬
‫يعمــل كل مــا يف وســعه وحبــد أدنــى إلنتــاج‬ ‫ميكنــه أن يســدد مــن أيّ مصــدر آخــر‪ ،‬حتــى‬
‫القــدر الــالزم للســداد‪.‬‬ ‫ولــو بقــرض آخــر لســداد القــرض األول‪.‬‬
‫ليــس هنــاك عائــد حمــدد ســلفاً ألحــد‬ ‫‪ -‬حيصــل املقــرض علــى عائــد ثابــت‬
‫طــريف العمليــة‪:‬‬ ‫مضمــون حمــدد ســلفاً (وهــو الفائــدة)‪.‬‬
‫‪ -‬بالنســبة للبائــع‪ :‬هــو الربــح املتمثــل يف‬ ‫‪ -‬يبقــى عائــد املقــرتض مرهونــا مبــا يتحقق‬
‫الفــرق بــني رأس مــال السَّــلَم وتكاليــف‬ ‫مــن عائــد علــى اســتخدام أمــوال القرض‪.‬‬
‫احلصــول علــى الســلعة‪.‬‬ ‫ويف ظــل املخاطــرة فإنــه قــد حيقــق عائــداً‬
‫‪ -‬بالنســبة للبنــك‪ :‬هــو الفــرق بــني مثــن‬ ‫يكفــي لدفــع الفائــدة فقــط‪ ،‬وبالتــايل يصبــح‬
‫بيــع السَّـلَم عنــد اســتالمه وبــني رأس مــال‬ ‫نصيبــه مــن العمليــة صفــراً‪ ،‬أو قــد ال حيقــق‬ ‫العــــائــد‪:‬‬
‫السَّ ـلَم‪.‬‬ ‫عائــداً فيصبــح عائــده بالســالب إىل جانــب‬
‫وهــو يتوقــف يف احلالتــني علــى ســالمة‬ ‫خســارته جلهــده‪ ،‬وميكــن أن حيقــق عائــداً‬
‫اختــاذ القــرار اخلــاص بــكل منهمــا‪ ،‬فيمــا‬ ‫كبــرياً يغطــي الفائــدة ويبقــى لــه جــزء كبــري‪.‬‬
‫يتعلــق برتشــيد التكاليــف بالنســبة للبائــع‬
‫وســالمة البيــع بالنســبة للمشــرتي‪.‬‬
‫‪ -‬يقــل العــبء التمويلــي للسَّ ـلَم كثــرياً عــن‬ ‫‪ -‬ميتــد العــبء يف القــروض إىل وجــود‬
‫حالــة التمويــل بالقــروض‪.‬‬ ‫فوائــد حمــددة ســلفاً واقــرتان القــروض‬
‫‪ -‬يقتصــر العــبء التمويلــي علــى التــزام‬ ‫عــادة بشــروط تدخليــة (عــدم االقــرتاض‬
‫طالــب التمويــل (البائــع) بتســليم الســلع‬ ‫مــن الغــري‪ ،‬الشــراء مــن مصــدر معــني‪.)...‬‬
‫املتعاقــد عليهــا يف املوعــد احملــدد‪ ،‬وإذا‬ ‫‪ -‬ال تراعــى الظــروف الطارئــة الــيت جتــرب‬
‫حدثــت ظــروف طارئــة؛ فإنــه ميكــن فســخ‬ ‫املقــرتض علــى التخلــف علــى الســداد‪،‬‬ ‫العبء التمويلي‪:‬‬
‫العقــد‪ ،‬أو االنتظــار حلــني زوال الظــروف‬ ‫فباإلضافــة إىل حــق املقــرض يف تصفيــة‬
‫الطارئــة دون أيّــة أعبــاء إضافيــة‪.‬‬ ‫الضمانــات‪ ،‬فإنــه إذا قــرر إمهــال املقــرتض‬
‫فســوف يظــل عــبء الفائــدة مســتمراً‬
‫ومتزايــداً بفوائــد التأخــري‪.‬‬
‫‪ -1‬معيار الشخصية‪.‬‬ ‫‪ -1‬معيار الضمانات (عينية ‪ +‬شخصية)‪.‬‬ ‫األمهية النسبية‬
‫‪ -2‬معيار الطاقة أو املقدرة‪.‬‬ ‫‪ -2‬معيار امللكية (حجم املمتلكات)‪.‬‬ ‫ملعايري التمويل‪:‬‬
‫‪ -3‬معيار امللكية‪.‬‬ ‫‪ -3‬معيــار الطاقــة أو املقــدرة (املركــز‬
‫‪ -4‬معيار الضمانات‪.‬‬ ‫املــايل)‪.‬‬
‫‪ -4‬معيار الشخصية (مسعة العميل)‪.‬‬

‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع‬
‫السَّـلَم»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.78-71 :‬‬

‫‪395‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬


‫فيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية للتمويــل بالسَّـلَم‪ ،‬يــرى أحــد احملاســبني‬
‫أن عمليــة السَّ ـلَم متــر مبراحــل عديــدة‪ ،‬بــدءاً مــن تســليم رأس املــال‪ ،‬ثــم‬
‫دفــع املصاريــف املتعلقــة هبــا‪ ،‬ثــم تســلم السَّـلَم وإعــادة بيعــه‪ ،‬باإلضافــة إىل‬
‫مــا قــد يطــرأ عليهــا مــن فســخ يف كل الصفقــة أو بعضهــا‪ ،‬وكــذا العمليــات‬
‫املتعلقــة هبــا كالضمانــات‪ ،‬وتكــون قيــود اليوميــة اخلاصــة هبــذه العمليــات‬
‫كمــا يلــي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:)75‬‬
‫قيود اليومية اخلاصة بالتمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫شــرح العملية‬ ‫املعاجلــة احملاسبية‬ ‫طبيعة املرحلة‬
‫«التعاقــد علــى شــراء ‪ Q1‬ســلماً وتســليم‬ ‫من حـ‪ /‬مديي السَّلَم‬
‫الثمــن»‪.‬‬ ‫العميل «س»‬
‫إىل مذكورين‪:‬‬ ‫العميل «ع»‬ ‫عند التعاقد على شراء سلعة‬
‫حـ‪ /‬املراسلني (بنك)‬ ‫سلما وتسليم الثمن‪:‬‬
‫حـ‪ /‬الفروع (فرع)‬
‫حـ‪ /‬الصندوق‬
‫«تسلم ضمانات (نوعها) من العمالء‪.‬‬ ‫من حـ‪ /‬ضمانات السَّلَم‬
‫«س» بقيمة ×××‬ ‫إىل حـ‪ /‬أصحاب ضمانات السَّلَم‬ ‫عند احلصول على الضمانات‪:‬‬
‫«ع» بقيمة ××× «‪.‬‬
‫«تسلم السَّلَم من العمالء»‪.‬‬ ‫من حـ‪ /‬بضاعة السَّلَم‬
‫إىل حـ‪ /‬مديي السَّلَم‬ ‫عند تسلم البضاعة يف املوعد‬
‫العميل «س»‬ ‫احملدد للتسليم‪:‬‬
‫العميل «ع»‬
‫«تسديد مصاريف النقل والتخزين»‪.‬‬ ‫من حـ‪ /‬مصاريف السَّلَم‬ ‫معاجلة مصاريف النقل‬
‫إىل حـ‪ /‬الصندوق‬ ‫والتخزين‪:‬‬
‫«فســخ العقــد (جزئيــا أو كليــا) وقبــض مــا‬ ‫من حـ‪ /‬الصندوق‬ ‫عند الرجوع يف الصفقة‪:‬‬
‫يقابلــه نقــدا»‪.‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬مديي السَّلَم‬ ‫(عدم إمتامها)‬
‫«رد الضمــان إىل العميــل «س» لوفائــه مبــا‬ ‫من حـ‪ /‬أصحاب ضمانات السَّلَم‬
‫عليه»‪.‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬ضمانات السَّلَم‬ ‫عند رد الضمانـات‪:‬‬
‫«بيــع كميــة ‪ Q2‬مــن بضاعــة السَّــلَم‬ ‫من حـ‪ /‬الصندوق‬ ‫عند بيع كمية من بضاعة‬
‫بســعر‪.»...‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬مبيعات السَّلَم‬ ‫السَّ َلم‪:‬‬
‫«إقفــال مصاريــف السَّـلَم يف حـــ‪ /‬بضاعــة‬ ‫من حـ‪ /‬بضاعة السَّلَم‬
‫السَّـلَم لتحديــد تكلفتهــا»‪.‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬مصاريف السَّلَم‬ ‫ترصيد مصاريف السَّ َلم‪:‬‬
‫«ترحيــل نتيجــة السَّــلَم إىل حـــ‪/‬أ‪.‬خ‬ ‫من حـ‪ /‬أ‪.‬خ السَّلَم‬ ‫حتويل نتيجة السَّ َلم إىل‬
‫ا ال ســتثما ر » ‪.‬‬ ‫إىل حـ‪ /‬أ‪.‬خ االستثمار‬ ‫حـ‪ /‬أرباح وخسائر االستثمار‪:‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد احلليــم عمــر‪« ،‬اإلطــار الشــرعي واالقتصــادي واحملاســي لبيــع‬
‫السَّـلَم»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.86-83 :‬‬

‫‪396‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .4‬أمهية التمويل بالسَّ َلم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬


‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يف بيــع السَّـلَم يدفــع البنــك للبائــع الســعر الكامــل املتفــاوض عليــه‪ ،‬علــى أن‬
‫يتــم التســليم يف وقــت حمــدد مســتقبالً؛ ومــن الواضــح أن املعاملــة ســتكون‬
‫يف نطــاق الســلع الــيت ميكــن معرفــة كميتهــا ونوعيتهــا وقــت العقــد‪،‬‬
‫وبســبب هــذه اخلاصيــة‪« ،‬فإنــه يالئــم حــاالت التمويــل الزراعــي بشــكل‬
‫خــاص‪ .‬وأســاس الفكــر هــو أن يدخــل البنــك يف اتفــاق مــع املــزارع لشــراء‬
‫منتجــات زراعيــة يف املســتقبل»(‪ ،)1‬وعليــه فــإن أنســب قطــاع لتطبيــق هــذه‬
‫الصيغــة بشــكل واســع هــو القطــاع الفالحــي؛ حيــث ميتــاز بيــع السَّـلَم بأنــه‬
‫يشــجع الفــالح علــى العمــل ويقــدم لــه التمويــل الــالزم لإلنتــاج‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬
‫ميكــن للبنــك «أن يُوسِّــع نطــاق تعاملــه هبــذا العقــد فيتعامــل بــه مــع خمتلــف‬
‫القطاعــات وعلــى كافــة املســتويات»(‪.)2‬‬
‫ونظــراً لطبيعــة الــدور التنمــوي لبنــوك املشــاركة والقــدرة التمويليــة العاليــة‬
‫الــيت ميكــن أن متارســها؛ فإنــه توجــد جمــاالت حديثــة لتطبيــق السَّــلَم‬
‫ي َّ‬
‫ُفضــل دخــول هــذه البنــوك فيهــا‪ ،‬مــن أمههــا مــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1.4‬متويــل القطــاع الفالحــي‪ :‬متويــل الفالحــني لــدورة‬
‫زراعيــة تقــل يف العــادة عــن ســنة‪.‬‬
‫‪ 2.1.4‬متويــل املنتجــني‪ :‬متويــل احلرفيــني وأصحــاب‬
‫الصناعــات الصغــرية‪.‬‬
‫‪ 3.1.4‬متويــل الغارمــني‪ :‬متويــل الغــارم الــذي ال يســتطيع‬

‫(‪ )1‬ضياء جميد‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.661 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60-58 :‬‬

‫‪397‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الوفــاء بالتزاماتــه حالي ـاً‪.‬‬


‫‪ 4.1.4‬متويــل التكنولوجيــة واألصــول الثابتــة‪ :‬توفــري‬
‫األصــول الثابتــة الالزمــة لقيــام املصانــع‪.‬‬
‫‪ 5.1.4‬متويــل التجــارة اخلارجيــة‪ :‬تشــجيع قيــام صناعــات‬
‫لتحويــل املــواد األوليــة إىل ســلع مصنَّعــة يتــم تصديرهــا إىل‬
‫اخلــارج‪.‬‬

‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل بالسَّ َلم‪:‬‬


‫يســتجيب السَّ ـلَم حلاجــات حقيقيــة بــني املتعاملــني بــه؛ حيــث «يتضــح أن‬
‫السَّـلَم مــن الناحيــة املاليــة يسـدُّ حاجــة متويليــة للبائــع وحاجــة اســتثمارية‬
‫للمشــرتي‪ ،‬ومــن الناحيــة الســلعية يس ـدُّ حاجــة إنتاجيــة للبائــع‪ ،‬وحاجــة‬
‫إنتاجيــة أو اســتهالكية للمشــرتي»(‪.)1‬‬
‫إن طبيعــة بنــوك املشــاركة تفــرض عليهــا اعتمــاد صيــغ التمويــل القائمــة‬
‫َّ‬
‫لتتمكــن مــن اســتغالل فوائــض‬ ‫علــى املديونيــة كالتمويــل بالسَّـلَم واملراحبــة‬
‫الســيولة؛ لكــن اإلفــراط يف التمويــل وفــق أيّ صيغــة تقــوم علــى املديونيــة‬
‫ســيؤدي إىل النقــص يف الســيولة والزيــادة يف خماطــر تعثــر الســداد‬
‫واســرتداد األمــوال املدفوعــة للمســتثمرين‪.‬‬
‫ونبني آثار التمويل بالسَّلَم يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪398‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫جدول رقم (‪ :)76‬مزايا التمويل بالسَّ َلم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لبنـــوك املشاركة ( املشرتيـــن)‬ ‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين ( البائعيـــــن )‬ ‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين ( التنميـــة)‬
‫‪ 1‬زيادة القدرة التمويلية للسلم الي تظهر يف‪:‬‬ ‫‪ 1‬تطبيق السَّ َلم يف متويل املؤسسات االقتصادية يضمن مايلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬املزايا االقتصادية لبيع السَّ َلم‪:‬‬
‫‪ -‬صالحيــة السَّــلَم لتمويــل العمليــات قصــرية األجــل‪ ،‬مثــل املنتجــات‬ ‫‪ -‬متويل املؤسسة مسبقا‪.‬‬ ‫‪ -‬توفري السيولة مقدّماً للمزارعني مما ميكنهم من اإلنتاج‪.‬‬
‫الزراعيــة لــدورة زراعيــة تقــل يف العــادة عــن الســنة‪.‬‬ ‫‪ -‬ضمان سوق الحق ملنتجاهتا‪.‬‬ ‫‪ -‬حل مشكلة الدولة بسبب تعثر ديون القطاع الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬صالحيــة السَّـلَم لتمويــل العمليــات طويلــة األجــل‪ ،‬مثــل متويــل األصول‬ ‫‪ -‬جتنبها قروض البنوك‪ ،‬وتالعب العمالء الومهيني‪.‬‬ ‫‪ -‬حتقيق األمن الغذائي‪.‬‬
‫الثابتــة‪ ،‬وميكــن أن ميتــد احلــد األعلــى ألجــل السَّـلَم إىل ‪ 10‬ســنوات‪.‬‬ ‫‪ -‬حتريــر القــرار السياســي واالقتصــادي للدولــة‪ ،‬وحتقيــق املبــدأ ‪ -‬حتقيق عوائد جمزية‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانيــة تصفيــة عمليــات السَّــلَم قبــل حلــول أجلهــا بطريقــة غــري‬ ‫‪ -‬إعفــاء الدولــة مــن تكاليــف التغطيــة للعمليــة االســتغاللية وتكاليــف‬ ‫االقتصــادي العظيم»نــأكل ممــا نــزرع‪ ،‬ونلبــس ممــا نصنــع»‪.‬‬
‫مباشــرة عــن طريــق أن يُسْــلم البنــك يف جنــس مــا أســلم فيــه‪.‬‬ ‫التطهــري للخســائر املتتاليــة‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيــق رحبيــة مناســبة‪ ،‬حيــث إن طبيعــة السَّ ـلَم تقــوم علــى الشــراء‬ ‫‪ -‬تقليــل الســيولة الزائــدة بتوجيههــا إىل االســتثمار لإلنتــاج أو االســتثمار‬
‫بســعر أقــل مــن الســعر عنــد التســليم‪.‬‬ ‫اإلنعاشــي للمؤسســات الوطنيــة‪.‬‬
‫‪ 2‬حتقيق رحبية السَّ َلم‪:‬‬ ‫‪ 2‬ترشيد تكاليف اإلنتاج‪:‬‬ ‫‪ 2‬تقليل آثار التضخم‪:‬‬
‫وميكــن التفرقــة يف ربــح السَّ ـلَم بــني ربــح الشــراء وربــح البيــع‪ ،‬فــاألول‬ ‫إن الربــح يف أبســط صــورة يُح ـدَّد بالفــرق بــني مثــن البيــع والتكاليــف‪،‬‬ ‫يقضــي السَّـلَم علــى آثــار التضخــم بالنســبة للمتعاملــني بــه؛ حيــث حيصــل‬
‫هــو الفــرق بــني مثــن الشــراء عنــد التعاقــد ومثــن الشــراء عنــد التســلم‪،‬‬ ‫ويف حالــة البيــع سَـلَما فــإن مثــن البيــع يكــون حمــدداً ســلفاً قبــل اإلنتــاج‪،‬‬ ‫املمـوّل (البنــك) علــى ســلع مقابــل أموالــه‪ ،‬وأســعارها ســوف ترتفــع يف ظل‬
‫والثانــي هــو الفــرق بــني مثــن البيــع وســعر الشــراء عنــد التســلم‪ ،‬وذلــك‬ ‫وبالتــايل لكــي حيقــق العميــل (البائــع) رحبــا مناســبا‪ ،‬فــإن ليــس لــه بديــل‬ ‫التضخــم‪ ،‬وبالتــايل لــن خيســر جــزءاً مــن أموالــه مقابــل اخنفــاض القــوة‬
‫ألغــراض احلكــم علــى كفــاءة األجهــزة املختلفــة بإجــراء عمليــات السَّـلَم‬ ‫ســوى ترشــيد التكاليــف؛ مــن خــالل حســن اســتخدام املــوارد وتقليــل‬ ‫الشــرائية للنقــود‪ ،‬هــذا فضــال علــى حصولــه علــى ربــح بــني ســعر البيــع‬
‫داخــل البنــك‪.‬‬ ‫الفاقــد والتالــف‪.‬‬ ‫والشــراء‪ ،‬كمــا أن العميــل لــن يعانــي مــن آثــار التضخــم؛ ألنــه يســتخدم‬
‫مبلــغ التمويــل النقــدي يف اإلنتــاج بشــراء مســتلزمات ترتفــع أســعارها يف‬
‫ظــل التضخــم‪.‬‬
‫‪ 3‬تعـذر املشاركة‪:‬‬ ‫‪ 3‬تشجيع تكوين الوحدات اإلنتاجية‪:‬‬ ‫‪ 3‬اتساع النطاق‪:‬‬
‫نظــراً لتنــوع الســلع واخلدمــات الــيت ميكــن التعامــل فيهــا ســلما خاصــة ميكــن التعاقــد مــع احلرفيــني سَـلَما لتوفــري املعــدات واملســتلزمات مقابــل ميكــن تطبيــق السَّــلَم كأســلوب متويلــي يف بنــوك املشــاركة‪ ،‬عندمــا ال‬
‫بعدمــا أســهم العلــم احلديــث يف توســيع إمكانيــة ضبــط الســلع؛ فإنــه احلصــول علــى جــزء مــن منتجاهتــم؛ وبذلــك يتحولــون إىل وحــدات ميكــن اســتخدام أســلوب املشــاركة لتقديــم التمويــل الــالزم ألصحــاب‬
‫ميكــن القــول‪ :‬إن نطــاق التعامــل يف السَّــلَم ميكــن أن ميتــد إىل معظــم إنتاجيــة مســتقلة تضــاف إىل قــدرة االقتصــاد الوطــي‪ ،‬ذلــك أن اإلنســان املهــن احلــرة مــن صناعيــني ومهندســني ومزارعــني وغريهــم مــن‬
‫املوظفــني‪ ،‬ممــن حيتــاج إىل مبالــغ نقديــة ســداد حاجاهتــم اخلاصــة‪.‬‬ ‫يعمــل حلســاب نفســه عــادة بطاقــة أكــرب مــن العمــل لــدى الغــري‪.‬‬ ‫األنشــطة االقتصاديــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ 4‬السَّ َلم والسَّ َلم املوازي‪:‬‬ ‫‪ 4‬وسيلة مرنة‪:‬‬ ‫‪ 4‬تنشيط سوق السَّ َلم‪:‬‬
‫يُمكــن للبنــك أن يبيــع سَ ـلَما ويشــرتي سَ ـلَما‪ ،‬فــإذا كان مــا باعــه‬ ‫يُعتــرب السَّـلَم أداة ذات كفــاءة عاليــة مــن حيــث مرونتهــا واســتجابتها‬ ‫ميكــن اســتخدام عقــد السَّــلَم يف متويــل النشــاط الزراعــي‬
‫مطابقــا ملــا اشــرتاه‪ ،‬تســلم الســلعة يف األجــل‪ ،‬وشــحنها مباشــرة إىل‬ ‫حلاجــات التمويــل املختلفــة‪ ،‬واســتجابتها حلاجــات شــرائح خمتلفــة‬ ‫والصناعــي والتجــاري‪ ،‬ال ســيما متويــل املراحــل الســابقة إلنتــاج‬
‫املشــرتي‪ ،‬فيوفــر بذلــك مصاريــف التخزيــن‪.‬‬ ‫ومتعــددة مــن العمــالء ســواء كانــوا مــن املنتجــني الزراعيــني أو‬ ‫وتصديــر الســلع واملنتجــات الرائجــة‪ ،‬وذلــك بشــرائها سَـلَما وإعــادة‬
‫الصناعيــني أم مــن التجــار‪ ،‬األفــراد أو املؤسســات عامــة كانــت أو‬ ‫تســويقها بأســعار جمزيــة وهــذا يســهم يف حركيــة االقتصــاد الوطي‬
‫خاصــة‪.‬‬ ‫ورفــع درجــة منــوه‪.‬‬
‫‪400‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل بالسَّ َلم يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل بالسَّ َلم‪:‬‬
‫يُعتــرب السَّــلَم أحــد الصيــغ االســتثمارية الــيت وجــدت طريقهــا للتطبيــق‬
‫يف واقــع االقتصــاد الســوداني؛ حيــث قــام أحــد الباحثــني بدراســة هــذه‬
‫الصيغــة الــيت اســتخدمتها كل البنــوك العاملــة يف الســودان لتمويــل القطــاع‬
‫الزراعــي(‪ )1‬خــالل مخــس ســنوات (‪)1995/94-1991/90‬؛ هبــدف‬
‫التعــرف علــى الــدور التنمــوي لبنــوك املشــاركة بصفــة عامــة‪ ،‬ومــدى كفــاءة‬
‫ومالءمــة الصيــغ التمويليــة يف متويــل القطاعــات اإلنتاجيــة‪ .‬ومت التوصــل‬
‫إىل النتائــج التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ -1.1‬إن اســتخدام صيغــة السَّـلَم يف التمويــل الزراعــي يف الســودان‬
‫أثبــت أهنــا‪:‬‬
‫أ‪ -‬تناســب متويــل العمليــات الزراعيــة وخاصــة ملقابلــة‬
‫املصاريــف اجلاريــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬توافــر الســيولة الكافيــة للمزارعــني يف األوقــات املناســبة‬
‫للزراعــة؛ دون أن يضطــروا لالســتدانة بشــروط جمحفــة وبيــع‬
‫حماصيلهــم لدائنيهــم حتــت ظــروف احلاجــة املاســة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تساعد املزارعني يف تسويق القدر األكرب من منتجاهتم‪.‬‬
‫‪ -2.1‬مــن خــالل دراســة جتربــة التمويــل الزراعــي يف الســودان‬
‫تبيّــن أن بيئــة االقتصــاد الســوداني وإن مل تتوافــر فيهــا كل الشــروط‬
‫(‪ )1‬كان العــام الزراعــي األول لتطبيــق السَّــلَم هــو ‪ ،1991/1990‬وتظهــر أمهيــة القطــاع الزراعــي بالنســبة لالقتصــاد‬
‫الســوداني يف أنــه يشــكل مصــدر الدخــل الرئيــس ألكثــر مــن ‪ %75‬مــن الســكان ويســهم ســنوياً حبــوايل ‪ %40-35‬مــن الناتــج‬
‫اإلمجــايل احمللــي‪ ،‬كمــا أن ‪ %90-85‬مــن عائــدات الصــادرات تأتــي مــن تصديــر املنتجــات الزراعيــة‪ ،‬يضــاف أن اجلــزء‬
‫الغالــب مــن اســتثمارات القطــاع العــام مُوجَّــه حنــو الزراعــة‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )2‬عثمــان بابكــر أمحــد‪« ،‬جتربــة البنــوك الســودانية يف التمويــل الزراعــي بصيغــة السَّ ـلم»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث‬
‫والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،49 :‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.100-97 :‬‬

‫‪400‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫الضروريــة للتطبيــق األمثــل للسَّــلَم؛ إال أن تطبيقــات السَّــلَم متــت‬


‫بصــورة مرضيــة جعلــت املؤسســات التمويليــة ترتضــي هــذه الصيغة‪،‬‬
‫وتســعى لتحســني العمــل هبــا مــن خــالل جتنــب بعــض العوائــق العمليــة‪.‬‬
‫‪ -3.1‬كشــفت الدراســة أن التطبيــق األمثــل للسَّ ـلَم وزيــادة جــدوى‬
‫اســتخدامه‪ ،‬يتطلبــان أن تتصــف البيئــة االقتصاديــة الــيت يُطبــق‬
‫فيهــا السَّ ـلَم بامليــزات التاليــة‪:‬‬
‫أ‪ -‬أال تكــون تشــوّهات يف هيــاكل األســعار وتدهــور القيمــة‬
‫احلقيقيــة للعملــة؛ ألن السَّـلَم يقــوم علــى األســعار املســتقبلية‬
‫للســلع حمــل السَّ ـلَم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أال تكــون اختــالالت هيكليــة تــؤدي إىل تلــف املنتجــات‬
‫الزراعيــة‪.‬‬
‫جـــ‪ -‬أن تكــون السياســات املاليــة والنقديــة متســقة مــع‬
‫السياســات التمويليــة واملصرفيــة؛ حبيــث ال تُقيّــد جهــود‬
‫البنــوك يف بيــع وتصريــف املنتجــات الزراعيــة الــيت موَّلتهــا‬
‫سَــلَماً ‪.‬‬
‫‪ -4.1‬إن تطبيق صيغيت املراحبة واملشاركة يف التمويل الزراعي قد‬
‫ســاعدا يف إكمال الدور التمويلي للسَّـلَم؛ من خالل اســتخدامهما يف‬
‫مراحــل التمويــل الزراعــي األخــرى مثــل‪ :‬ختزيــن وتســويق املنتجــات‬
‫الزراعيــة‪ ،‬واجلــدول التــايل يبــني أمهيــة الصيــغ األخــرى كأســاليب‬
‫متويليــة مكملــة للسَّـلَم وليســت بديلــة عنــه‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)77‬التمويل الزراعي بالسَّ َلم والصيغ األخرى للمواسم‬


‫الزراعية ‪ 1994/93 1991/90‬يف بنوك املشاركة السودانية‪.‬‬
‫(الوحدة‪ :‬مليار جنيه سوداني)‬
‫اإلمجــايل‬ ‫الصيــغ األخرى‬ ‫السَّ َلــم‬
‫النسبة‬ ‫التمويل‬ ‫النسبة‬ ‫التمويل‬ ‫النسبة‬ ‫التمويل‬ ‫السنوات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%66‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1991/90‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1992/91‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪14,957‬‬ ‫‪%48,5‬‬ ‫‪7,256‬‬ ‫‪%51,5‬‬ ‫‪7,701‬‬ ‫‪1993/92‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪11,295‬‬ ‫‪%50,5‬‬ ‫‪5,694‬‬ ‫‪%49,5‬‬ ‫‪5,601‬‬ ‫‪1994/93‬‬
‫املصدر‪ :‬عثمان بابكر أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90 :‬‬

‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل بالسَّ َلم‪:‬‬


‫إن الدراســات امليدانيــة واملســتندية لعــدد مــن بنــوك املشــاركة تبيِّــن أن العمل‬
‫فيهــا بصيغــة السَّ ـلَم مــازال حمــدوداً جــداً؛ رغــم النــص عليهــا يف النظــم‬
‫األساســية كإحــدى صيــغ االســتثمار‪ ،‬وترجــع أســباب ذلــك إىل(‪:)1‬‬
‫‪ -1.2‬عــدم تغيُّــر فكــر القائمــني علــى إدارة االســتثمار يف هــذه‬
‫البنــوك؛ حيــث إن هــذه اإلدارة تســري تقريبـاً علــى منــط إدارة االئتمــان‬
‫يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ -2.2‬عــدم توافــر العمالــة الفنيــة املتخصصــة للدخــول يف هــذا‬
‫النشــاط‪ ،‬وعــدم وجــود اإلدارة التســويقية الناجحــة‪.‬‬
‫‪ -3.2‬مازالــت صيغــة السَّــلَم حتتــاج إىل تنقيــح مــن أجــل بلــورة‬
‫الضوابــط الشــرعية والقواعــد الفقهيــة يف قواعــد عمــل حمــدّدة‪،‬‬
‫وخطــوات فنيــة مقنّنــة وفــق املعطيــات املعاصــرة‪.‬‬
‫كمــا نشــري إىل أنــه يف حــدود ميزانيــات بنــوك املشــاركة الــيت توافــرت لدينــا‪،‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60-58 :‬‬
‫‪ -‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64 :‬‬

‫‪402‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫مل تذكــر حســابات التمويــل شــيئا عــن صيغة السَّـلَم(‪)1‬؛ بســبب عــدم توضيح‬
‫عناصــر األصــول بتفصيل مناســب‪.‬‬
‫ومتثلت املشاكل اليت رافقت التعامل بعقد السَّلَم يف السودان يف(‪:)2‬‬
‫‪ -‬حتديــد الثمــن‪ :‬قــد يرتفــع الســعر عنــد حلــول األجــل‪ ،‬فيقــع النــزاع‬
‫بــني الطرفــني‪.‬‬
‫متكــن املزارعــني مــن الوفــاء بالتزاماهتــم؛ بســبب شــح‬‫‪ -‬مشــكلة عــدم ُّ‬
‫احملصول‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة عدم وفاء املزارعني بالتزاماهتم‪ ،‬مع وجود احملصول‪.‬‬
‫ونستعـــرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــيت واجهــت التمويــل بالسَّـلَم يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)78‬مشــاكل التمويــل بالسَّـ َلم يف ضــوء التجربــة العمليــة‬
‫لبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫حلــــول مقرتحــــة‬ ‫املشــاكل العمليــة‬
‫‪ -‬جيــب أن تعمــل بنــوك املشــاركة علــى أن يكــون لديهــا خمــازن مالئمــة حتــت تصرفهــا لتخزيــن بضاعــة السَّـلَم وتصريفها‬
‫ختزيـن بضاعة السَّ َلم‪ :‬مبعرفتهــا‪ .‬إال أن الواقــع العملــي يوحــي بصعوبــة ذلــك؛ حيــث أن البنــوك تتعامــل يف بضائــع كثــرية‪ ،‬لعــدد كبــري مــن العمــالء‬
‫ ازن لوكـــة للبنك يف أماكــن متفرقــة‪ ،‬كمــا أن لــكل نــوع مــن البضائــع مواصفــات خاصــة يف التخزيــن (مثــل‪ :‬األخشــاب واملــواد الكيماويــة‬
‫ ازن مستأجرة من والغذائيــة‪ ،)...‬ولذلــك تلجــأ البنــوك إىل اســتئجار خمــازن مــن الباطــن‪ ،‬فيتــم تنفيــذ اإلجــراءات اآلتيــة‪:‬‬
‫معاينة املخزن ‪ +‬إبرام عقد اإلجيار ‪ +‬استالم املخزن‪.‬‬ ‫الباطن‬
‫‪ -‬جيــب أن يكــون لــدى بنــوك املشــاركة عنــد تطبيــق السَّـلَم قطــاع كبــري لالســتثمارات ينــدرج حتتــه إدارة تســويقية مهمتهــا‬ ‫التسويــــق‪:‬‬
‫تســويق وتصريــف بضاعــة السَّـلَم‪ ،‬وإذا زاد النشــاط يســتلزم األمــر إنشــاء شــركة تســويقية‪ ،‬كمــا جيــب أن يكــون لديهــا‬ ‫ إدارة تسويقيـــة‬
‫خطــة تســويقية واضحــة املعــامل وخطــة اســرتاتيجية لوظيفــة تســويق بضاعــة السَّـلَم‪ ،‬تبــدأ قبــل التعاقــد مــع املتعاملــني‬ ‫ شركة تسويقيـــة‬
‫لتحديــد مــن هــو املشــرتي احلــايل واملرتقــب‪ ،‬ومــا هــي حاجاتــه وقدراتــه الشــرائية ودافعــه يف الشــراء‪.‬‬ ‫ خطة تسويقيـــة‬
‫َ‬
‫‪ -‬جيــب اســتخدام صيغــيت املراحبــة واملشــاركة لتكونــا جبانــب السَّـلم وتكمــال الــدور الــذي ميكــن أن يقــوم بــه يف التمويــل‬
‫الزراعــي‪ ،‬وليــس املقصــود هنــا أن حيـالّ حمــل السَّـلَم وإمنــا لكــي يكمــال دوره‪ ،‬ذلــك أهنمــا‪:‬‬
‫‪ -‬شــكلتا إطــاراً متويلي ـاً مناســباً للقطــاع الزراعــي حتــى قبــل تطبيــق السَّ ـلَم‪ ،‬ومــن خالهلمــا متــت مقابلــة احلاجــات‬ ‫تفضيــالت الصيـغ‬
‫التمويليــة للقطــاع الزراعــي للصــرف علــى مدخــالت اإلنتــاج الزراعــي العينيــة وعلــى غريهــا‪ ،‬بــدءاً مبرحلــة الزراعــة‬ ‫التمويلية‪:‬‬
‫ إكمال الصيغ األخرى وانتهــاء بتســويق املنتجــات الزراعيــة يف الداخــل واخلــارج‪.‬‬
‫للدور التمويلي للسَّ َلم‪ - .‬يصلــح اســتخدام املراحبــة يف التمويــل الزراعــي قصــري األجــل‪ ،‬كمــا تصلــح املشــاركة يف التمويــل متوســط وطويــل‬
‫األجــل‪ ،‬وهنــا تكمــل هاتــان الصيغتــان مــع السَّـلَم ‪-‬الــذي يناســب التمويــل قصــري األجــل فقــط‪ -‬الــدورة التمويليــة املطلوبــة‬
‫للنشــاط الزراعــي‪.‬‬
‫املصدر ‪ :‬راجع‪ - :‬حممد عبد العزيز حسن زيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76-72 :‬‬
‫‪ -‬عثمان بابكر أمحد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100-99 :‬‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪.‬‬
‫(‪ )2‬الصديق حممد األمني الضرير‪« ،‬الشروط الشرعية لصحة بيع السَّلَم»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،171‬يوليو ‪ ،1995‬ص‪.75 :‬‬

‫‪403‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫فيمــا يلــي شــكل ختطيطــي يبــني اخلطــوات التنظيميــة لتطبيــق السَّـلَم يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)47‬اخلطوات التنظيمية لتطبيق السَّ َلم يف بنوك املشاركة‬

‫إدارة تـسـويـقـيـة‬
‫(عمليات السَّلَم قليلة والسلع‬
‫املتعامل فيها حمدودة)‬

‫إدارة تسويق السَّ َلم‬ ‫إدارة بيع السَّ َلم‬


‫(استالم السلع وإعادة تسويقها)‬ ‫(البحث عن الفرص االستثمارية)‬

‫شـركـة تـسـويـقـيـة‬
‫(زيادة عمليات السَّلَم)‬

‫شركة تسويق‬ ‫شركة الستثمارات السَّ َلم‬


‫(شراء السلع وتسويقها)‬ ‫(الشراء والبيع املتوازي)‬

‫فـروع مـتـخـصـصـة‬
‫(خطوة حنو التخصص)‬

‫االنتشار باملناطق الريفية‬ ‫فروع متويل التنمية الزراعية‬


‫والصناعية‬
‫(جتمعات املزارعني واحلرفيني)‬ ‫(قطاعات متخصصة)‬

‫‪404‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ ﺑﺎﻟﻘــﺮض اﻟﺤﺴــﻦ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالقــرض احلســن وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬ ‫أو ً‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمـويــل بالقـرض احلسـن يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالقــرض احلســن وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬ ‫أو ً‬


‫املشــاركة‬
‫‪ .1‬تعريف التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫التعريــف العــام للقــرض احلســن هــو‪« :‬تقديــم مــال مــن شــخص إىل آخــر‬
‫علــى أن يَ ـرُدَّ لــه بدلــه بــدون زيــادة‪ ،‬وهــو يف الشــريعة مــن أعمــال ال ـربّ‪،‬‬
‫ويُمثــل متويـالً بــدون مقابــل»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر هــو‪« :‬ذلــك القــرض الــذي‬
‫مينحــه شــخص آلخــر علــى حنــو جمانــي؛ أي دون أن يتقاضــى يف مقابــل‬
‫هــذا القــرض منافــع ماديــة»(‪.)2‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يقــوم القــرض احلســن علــى تقديــم البنــك «مبلغــاً‬
‫حمـدّداً لفــرد مــن األفــراد‪ ،‬أو ألحــد عمالئــه حيــث يضمــن ســداد القــرض‬
‫احلســن‪ ،‬دون حتميــل هــذا الفــرد أو العميــل أيّــة أعبــاء أو عمــوالت‪ ،‬أو‬
‫مطالبتــه بفوائــد وعائــد اســتثمار هــذا املبلــغ‪ ،‬أو مطالبتــه بــأيّ زيــادة مــن‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.144 :‬‬

‫‪405‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫أي نــوع‪ .‬بــل يكفــي البنــك فقــط أن يســرتد أصــل القــرض واألمــوال الــيت‬
‫أقرضهــا هلــذا الفــرد»(‪)1‬؛ فهــو قــرض بــال فائــدة وال مشــاركة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يتكون التمويل بالقرض احلسن من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬املقرتض‪ :‬وهو العميل احملتاج للتمويل بالقرض دون فوائد‪.‬‬
‫‪ 2.1‬البنــــك‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم القــروض دون فوائــد أو‬
‫مشــاركة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫‪ 1.2‬إن اســتعمال كلمــة «قــرض» يف بنــوك املشــاركة ال يعــي إال‬
‫القــرض احلســن أي‪ :‬القــرض دون فائــدة‪ ،‬أمــا القــروض الــيت تُقـدَّم‬
‫للمؤسســات فيُمكــن اســتعمال كلمــة «متويــل قصــري األجــل» أو‬
‫«مشــاركات قصــرية األجــل»(‪.)2‬‬
‫‪ 2.2‬يُمكــن أن يكــون التمويــل يف بنــوك املشــاركة اســرتباحياً‬
‫«كاملشــاركات والبيــوع واإلجيــارات» أو تربعيــا «كالقــرض» الــذي ال‬
‫زيــادة فيــه وال منفعــة للمقــرض(‪.)3‬‬
‫‪ 3.2‬يُميِّــز االجتــاه العملــي يف بنــوك املشــاركة ملعاجلــة اإلقــراض‬
‫االســتهالكي(‪ )4‬بــني القــروض حلــاالت الضــرورة الــيت يُمكــن مقابلتها‬
‫بأســلوب القــرض احلســن (الظــروف االجتماعيــة الــيت تدعــو‬
‫لالقــرتاض)‪ ،‬واحلــاالت األخــرى الــيت يُمكــن إدخاهلــا يف نشــاط‬
‫االســتثمار بتطبيــق أســلوب املراحبــة أو بيــع األجــل أو التأجري املنتهي‬

‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.204 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪167 :‬؛ ‪.173‬‬
‫(‪ )4‬يف حالــة القــروض االســتهالكية يشــرتي املقــرتض مبــال البنــك ســلعة معيّنــة ال يريــد املتاجــرة هبــا‪ ،‬ولكــن يســتعملها يف‬
‫بيتــه كالتلفــزة أو الســيارة أو الغســالة‪...‬‬

‫‪406‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫بالتمليــك أو املشــاركة (اقتنــاء الســلع املعمِّــرة)(‪.)1‬‬


‫‪ 4.2‬إن إتاحــة بنــوك املشــاركة للمتعاملــني معهــا خدمــة «الســحب‬
‫علــى املكشــوف(‪ »)2‬للســماح لصاحــب احلســاب اجلــاري بتجــاوز‬
‫رصيــده هــو «قــرض حســن» إذا كان التجــاوز حمــدود املبلــغ أو املــدة‪،‬‬
‫أمــا إذا زاد عــن احلــد املقبــول؛ فيجــب دراســته لوضــع الصيغــة‬
‫التمويليــة املناســبة‪ ،‬واألغلــب أن تكـــون «صيغــة املشــاركة» يف متويــل‬
‫كل أو جــزء مــن رأس املــال العامــل(‪ )3‬ملواجهــة مشــكالت الســيولة‬
‫لــدى املتعامــل مــع البنــك(‪.)4‬‬
‫وميكــن تصنيــف التمويــل بالقــروض احلســنة مــن وجهــات خمتلفــة‪ ،‬كمــا‬
‫يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم ( )‪ :‬أشكال القرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫أنـــواع اإلقـــراض‬

‫إقراض املـؤسسات‬ ‫إقراض األفراد‬ ‫هدف اإلقراض‬

‫متويل رأس املال‬ ‫السحب على‬


‫قروض استهالكية‬ ‫قروض اجتماعية‬ ‫متويل اسرتباحي‬ ‫متويل تربعي‬
‫العامل‬ ‫املكشوف‬

‫مشاركـات‬ ‫قرض حسن‬ ‫مشاركـات‬ ‫قرض حسن‬ ‫مشاركـات‬ ‫قرض حسن‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.201 :‬‬


‫(‪Le Découvert Bancaire )2‬‬
‫(‪ )3‬يُع ـرَّف رأس املــال العامــل بأنــه‪ :‬رأس املــال الــذي ال يُســتثمر يف األصــول الثابتــة وإمنــا يف متويــل األعمــال اجلاريــة‪،‬‬
‫فعــادة مــا تلجــأ املؤسســات اإلنتاجيــة وغريهــا إىل البنــوك مــن أجــل تغذيــة اخلزينــة واحلصــول علــى رأمســال عامــل‪ ،‬لتغطيــة‬
‫املــدة الــيت تفصــل بــني أجــل حتصيــل املبيعــات وبــني املخرجــات الــيت متــت واملتمثلــة يف شــراء الســلع وأجــور العمــال وفواتــري‬
‫الكهربــاء واإلجيــار وغريهــا‪.‬‬
‫(‪ )4‬إدارة البحوث‪« ،‬اخلدمات املصرفية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬

‫‪407‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .3‬خطــوات احلصــول علــى التمويــل بالقــرض احلســن يف بنــوك‬


‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ 1.3‬شروط التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يتطلــب التمويــل بالقــرض احلســن بعــض الشــروط نوجــز أمههــا فيمــا‬
‫يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.3‬يُمكــن للبنــك إقــراض بعــض املســتثمرين أو األفــراد‬
‫اآلخريــن إذا توافــرت أمانتهــم والثقــة فيهــم؛ وذلــك بعــد تقديم‬
‫الضمانــات الكافيــة مثــل الرهــن والكفالــة‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬يُمكــن منــح القــروض االجتماعيــة للمحتاجــني يف‬
‫الــزواج والتعليــم والوفــاة‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬تكــون هــذه القــروض دون فوائــد وهلــذا يُطلــق عليهــا‬
‫«قــرض حســن»‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬علــى املقــرتض أن يــرُدَّ القــرض إىل البنــك نقــداً‬
‫بالعملــة نفســها الــيت اقــرتض هبــا‪ ،‬ويتــم ســداده علــى أقســاط‬
‫متســاوية يتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ 5.1.3‬جيــوز للبنــك إمهــال املديــن املُعْســر أو صــرف النظــر‬
‫عــن هــذا القــرض هنائيـاً‪.‬‬
‫‪ 6.1.3‬مــوارد البنــك األساســية للقــرض احلســن هــي أمــوال‬
‫الــزكاة والتربعــات والصدقــات واهلبات‪ ،‬واجلزء الذي خيصمه‬
‫البنــك مــن فائــض أرباحــه ملواجهة اخلدمــات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 7.1.3‬يُستحســن عمــل صنــدوق خــاص ألمــوال القــرض‬

‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.359-358 :‬‬

‫‪408‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫احلســن؛ حتــى ال خيتلــط فيــه أمــوال املودعــني أو املســامهني‬


‫الذيــن قــد يتعرضــون ملخاطــر مل يقبلوهــا مســبقاً‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية لإلقراض احلسن فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2.3‬يتقدم العميل إىل البنك بطلب «قرض حسن»‪.‬‬
‫‪ 2.2.3‬تقــوم الفــروع بتحويــل طلبــات منــح القروض احلســنة‬
‫إىل املركــز الرئيــس الــذي مي ِّثــل الســلطة املختصــة مبنــح هــذه‬
‫القــروض مشــفوعة بــرأي الفــرع فيمــا خيتــص هبــذه الطلبــات‪.‬‬
‫‪ 3.2.3‬لتحديــد املســتحِق للقــرض احلســن وحتديــد مــدى‬
‫حاجتــه يتــم‪:‬‬
‫أ دراسة األوراق املقدّمة من طالب القرض احلسن‪.‬‬
‫ب تزكية شخص ما للحالة املعروضة‪.‬‬
‫جـ دراسة احلالة ميدانياً عن طريق موظفي البنك‪.‬‬
‫‪ 4.2.3‬طلب ضمانات مقابل منح القرض احلسن‪:‬‬
‫أ ضمــان الوظيفــة‪( :‬راتــب الشــخص املقــرتض)‬
‫بالنســبة للعاملــني بالبنــك والقطــاع العمومــي‪.‬‬
‫ب ضمانــات شــخصية‪ :‬ويقــل االعتمــاد عليهــا عــن‬
‫غريهــا مــن الضمانــات‪.‬‬
‫جـــ الضمانــات العينيــة بأشــكاهلا املختلفــة‪ :‬وتزيــد‬
‫أمهيتهــا يف حالــة القــروض اإلنتاجيــة الــيت تتعلــق‬
‫بتوفــري اآلالت واملــواد وغريهــا‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجــع‪ :‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف‬
‫اإلســالمية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪31-30 :‬؛ ‪.145-144‬‬

‫‪409‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 5.2.3‬حتديد البنك للفرتة الزمنية لسداد قيمة القرض‪.‬‬


‫‪ 6.2.3‬تســديد العميــل (الشــخص املقــرتض) لقيمــة القــرض‬
‫(دون فوائــد)‪.‬‬
‫‪ 7.2.3‬يف حالــة عــدم التــزام العميــل بالســداد يف املوعد احملدد‬
‫تُتخذ اإلجراءات املناســبة‪:‬‬
‫أ دراسة سبب عدم السداد مع التأجيل (حالة إعسار)‪.‬‬
‫ب استيفاء الضمانات املقدمة (حالة مماطلة)‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :) 9‬خطوات القرض احلسن‬

‫دراسة البنك لطلب‬ ‫جتميع الفروع للطلبات‬ ‫تقدم العميل للبنك‬


‫«القرض»‬ ‫املقدمة وحتويلها إىل املركز‬
‫وإقرار مناسبته‬ ‫الرئيس‬ ‫«بطلب قرض حسن»‬

‫طلبات جـديـدة‬

‫حتديد البنك للضمانات‬ ‫دراسة سبب عدم سداد‬ ‫حتصيل البنك قيمة‬
‫العميل واختاذ اإلجراءات‬
‫ومدة سداد القرض‬ ‫املناسبة‬ ‫القرض دون فوائد‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬


‫يتضمن القرض احلسن العناصر التالية(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3.3‬عملية متويلية‪ :‬متويل دون مقابل‪.‬‬
‫‪ 2.3.3‬عقد تربع وإحسان‪ :‬عقد معونة وإرفاق‪.‬‬

‫(‪ )1‬رضا سعد هلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37 :‬‬

‫‪410‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل بالقرض احلسن وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن اإلقــراض اجملانــي «دون فائــدة» يُشــكل عبئـاً علــى‬
‫بنــك املشــاركة‪« ،‬ســواء مــن حيــث كونــه يُمثــل اســتخداما لألمــوال دون‬
‫عائــد مناســب أو مــن حيــث تعريــض البنــك ملخاطــر عــدم ســداد بعــض‬
‫القــروض»(‪ .)1‬ويعتــرب باحــث آخــر أن التوسُّــع يف منــح القــروض احلســنة‬
‫يؤ ِّثــر يف عمــل بنــك املشــاركة وأرباحــه؛ حيــث ال يُم ِّكنــه ذلــك مــن أداء الدور‬
‫الواجــب عليــه يف اســتثمار األمــوال وحتقيــق األربــاح؛ لذلــك جلــأت بعــض‬
‫بنــوك املشــاركة بتخصيــص نســبة مــن صنــدوق الــزكاة لغــرض تقديــم‬
‫القــروض احلســنة(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1‬أن يكــون اإلقــراض يف نطــاق حمــدد وأن تُصمَّــم سياســة‬
‫اإلقــراض تصميم ـاً دقيق ـاً وواضح ـاً لتجنــب أيّــة جتــاوزات تُخفــي‬
‫مصــاحل شــخصية‪ ،‬وأن تُبنــى هــذه السياســة علــى معايــري وأولويــات‬
‫واضحــة وصرحيــة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬أال يتجــاوز حجــم القــروض املمنوحــة نســبة معيّنــة مــن‬
‫احلســابات والودائــع اجلاريــة لــدى بنــك املشــاركة؛ باعتبــار أن هــذه‬
‫احلســابات والودائــع جمانيــة أصـالً‪ ،‬يُمكــن أن تُمـوَّل منهــا القــروض‬
‫الــيت مينحهــا البنــك جمانـاً أيضـاً‪ .‬ومثــل هــذه القــروض متثــل خدمــة‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.194 :‬‬


‫(‪ )2‬أمحد بن حسن أمحد احلسي‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬هامش ص‪.167 :‬‬
‫(‪ )3‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.195-194 :‬‬

‫‪411‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مــؤداة مــن طــرف البنــك يســتفيد منهــا مجهــور املتعاملــني معــه‪،‬‬


‫وتنعكــس إجيابيــاً علــى النشــاط االقتصــادي وحت ِّقــق قــدراً مــن‬
‫املنفعــة العامــة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬أن يُح ـدَّد ســقف معيّــن حلجــم كل نــوع مــن أنــواع القــروض‬
‫وملدتــه؛ حبيــث يبقــى نشــاط اإلقــراض يف حــدود اإلقــراض قصــري‬
‫األجــل عموم ـاً‪ ،‬ومببالــغ تفــي بالغــرض مــن إقراضهــا دون توسُّــع‪.‬‬
‫‪ 4.1‬أن تُحـدَّد أولويــات ملنــح القــروض وفــق الظــروف الــيت تُقدِّرهــا‬
‫إدارة البنــك مثال‪:‬‬
‫أ أن يكــون املقــرتض عميـالً مســتقراً للبنــك معروفـاً حبســن‬
‫تعاملــه‪.‬‬
‫ب أن يكــون القــرض لغايات إنتاجية‪.‬‬
‫جـ أن يقتصر القرض االســتهالكي على الضرورات‪.‬‬
‫د أن يرتبط القرض بضمان مناســب‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنــة التمويــل بالقــرض احلســن مــع األســاليب التمويليــة‬
‫املشــاهبة‪:‬‬
‫يوجــد اتفــاق علــى إعطــاء املريــض الــذي ال يكتســب وغــري القــادر علــى‬
‫التكســب أمــواالً ال تُــرد‪ ،‬وهــي أمــوال الــزكاة والصدقــة وهــي مــن أمــوال‬
‫البنــك وجــزء مــن عائــد وأمــوال املودعــني واملســتثمرين فيــه‪ ،‬وختتلــف‬
‫عــن القــرض احلســن الــذي يُعطــى للشــخص إلعانتــه علــى مواجهــة أزمــة‬
‫طارئــة يف عملــه‪ ،‬ولتمكينــه مــن اســتئناف العمــل مــن جديــد(‪)1‬؛ وتكــون‬
‫مَهمــة املقــرتض هــي إعــادة ســداد أصــل القــرض فقــط عندمــا يتيســر لــه‬

‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108 :‬‬

‫‪412‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ذلــك‪ .‬نوضــح جمــاالت االختــالف بــني نشــاط الــزكاة والقــرض احلســن‬


‫يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول (‪ :)79‬مقارنة الزكاة والقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫القـــرض احلســـن‬ ‫الزكـــاة‬ ‫عنصـر املقارنـة‬
‫‪ -‬صندوق القروض احلسنة‪.‬‬ ‫‪ -‬صندوق الزكاة‪.‬‬ ‫صنـدوق خـاص‪:‬‬
‫‪ -‬تقديــم القــروض االســتهالكية‬ ‫‪ -‬متويل املصارف الشرعية (الثمانية)‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيــص جــزء مــن صنــدوق الــزكاة و ا إل نتا جيــة ‪.‬‬ ‫استــخــدام‬
‫‪ -‬متويــل احملتاجــني يف احلــاالت الطارئــة‬ ‫للقــرض احلســن‪.‬‬ ‫حصيلة‬
‫(قــروض اجتماعية)‪.‬‬ ‫‪ -‬استثمار أموال الزكاة وتنميتها‪.‬‬ ‫الصندوق‪:‬‬
‫‪ -‬استعادة أصل القرض اجملاني‪.‬‬ ‫اسرتجاع األموال‪ - :‬أموال ال تسرتد‪.‬‬

‫وخيتلــف التمويــل بالقــرض احلســن عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل‬


‫التقليــدي يف جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪413‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم (‪ :)80‬مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬


‫والتمويل بالقروض احلسنة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫التمويــل بالقــروض اجملانيــة‬ ‫التمويــل بالقــروض بفائــدة‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬ ‫عالقـة املتعامل مع ‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫البـنـــك‪:‬‬
‫‪ -‬ال يوجــد ببنــوك املشــاركة ســوى القــرض احلســن‬ ‫‪ -‬نشــاط توظيــف األمــوال يعتمــد علــى القــروض‬
‫(نشــاط ثانوي)‪.‬‬ ‫بفوائــد (نشــاط رئيــس)‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتعامل بسعر الفائدة أخذاً أو إعطاءً‪.‬‬ ‫‪ -‬عائــد هــذا النشــاط يتمثــل يف الفــرق بــني ســعر‬ ‫التوظيـــف فـي‬
‫‪ -‬تعطــى القــروض لتُــردّ عنــد حلــول األجــل دون أيّ‬ ‫الفائــدة الــذي يُق ـدَّم للمودعــني وســعر الفائــدة الــذي‬ ‫اإلقــراض‪:‬‬
‫زيــادة (قــروض دون فوائد)‪.‬‬ ‫يؤخــذ مــن املقرتضــني‪.‬‬
‫‪ -‬ال يق ـدَّم القــرض احلســن مــن أمــوال املودعــني؛‬ ‫‪ -‬تقـدَّم القــروض مــن ودائــع األفــراد؛ حيــث حيتفــظ‬
‫بــل إن مــوارده هــي مــن أمــوال الــزكاة أو التربعــات‬ ‫بنســبة قليلــة منهــا ملواجهــة طلبــات الســحب والباقــي‬
‫أو الصدقــات أو اهلبــات‪ ،‬أو اجلــزء الــذي خيصِّصــه‬ ‫يقـدَّم لإلقــراض‪.‬‬
‫البنــك مــن فائــض أرباحــه ملواجهــة مثــل هــذه‬ ‫مصـادر القروض‪ - :‬يتــم وضــع مغريــات جللــب املدخــرات كســعر الفائدة‬
‫احلــاالت‪.‬‬ ‫املصرفيــة؛ مــن أجــل زيــادة طاقتهــا اإلقراضيــة‬
‫وحتقيــق عوائــد أكــرب‪.‬‬
‫‪ -‬ميتنــع عــن إعطــاء االئتمــان إن كان يُســتخدم يف‬ ‫‪ -‬العــربة يف منــح القــروض يف إمكانيــة اســرتدادها‬
‫صناعــة أو زراعــة أو نشــاط غــري مشــروع‪.‬‬ ‫ـرض العمليـة‪ :‬بفوائــد أوالً‪ ،‬ويف خدمــة اجملتمــع ثانيــاً‪.‬‬
‫‪ -‬ال يوجد اعتبار للجوانب األخالقية والروحية‪.‬‬
‫‪ -‬تقــدَّم القــروض احلســنة للعاطلــني عــن العمــل‬ ‫‪ -‬تُمنــح القــروض يف شــكل ائتمــان مصــريف عموم ـاً‪،‬‬
‫واملرضــى وطلبــة العلــم‪ ،‬وغريهــم مــن احملتاجــني‬ ‫وقلي ـالً مــا تُمنــح القــروض يف شــكل ائتمــان نقــدي‪.‬‬
‫احلقيقيــني‪.‬‬ ‫شكـل االئتمـان‪- :‬غالبـاً مــا يســتفيد مــن القــروض كبــار العمــالء دون‬
‫‪ -‬يُعطــى االئتمــان املصــريف للمؤسســات واملشــاريع‬ ‫الفئــات االجتماعيــة البســيطة‪.‬‬
‫وفــق أســاليب االســتثمار املتبعــة‪.‬‬
‫‪ -‬تُمنــح قــروض قصــرية األجــل وتعتمــد خصوصـاً‬ ‫‪ -‬تُمنــح قــروض قصــرية أو متوســطة أو طويلــة األجــل‬
‫علــى الضمــان الشــخصي‪.‬‬ ‫مقابــل ضمانــات كافيــة الســرتداد القــرض وفوائــده‪.‬‬ ‫الضمانـات‪:‬‬
‫‪ -‬ال متلك بنوك املشاركة هذا األسلوب‪.‬‬ ‫‪ -‬تواجــه حــاالت تو ُّقــف املديــن عــن الدفــع بالرفــع مــن‬ ‫التوقـف عن‬
‫‪ -‬إمهال املدين املُعسر دون فوائد مركبة‪.‬‬ ‫ســعر الفائدة‪.‬‬ ‫الدفع‪:‬‬
‫‪ -‬املســامهة يف التنميــة االجتماعيــة‪ ،‬وحتقيــق‬ ‫‪ -‬يؤخــذ يف االعتبــار مقــدار ســعر الفائــدة الــذي علــى‬
‫مبــدأ التكافــل االجتماعــي‪.‬‬ ‫أساســه يُقـدَّر العائــد الــذي حيصــل عليــه البنــك مــن‬ ‫اعتبارات مـنـح‬
‫القرض‪.‬‬ ‫القـــروض‪:‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪166-165 :‬؛ ‪.193‬‬

‫‪ .3‬أمهيــة التمويــل بالقــرض احلســن علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬


‫واجلزئي‪:‬‬
‫‪ 1.3‬جماالت تطبيق التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يُخصَّــص صنــدوق القــرض احلســن يف بنــوك املشــاركة لتقديــم القــروض‬

‫‪414‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اجملانيــة يف حــاالت الضــرورة التاليــة(‪:)1‬‬


‫‪ 1.1.3‬الزواج‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬املرض الذي حيتاج لنفقات عالج ضخمة‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬الديون واإلعسار املايل الشديد‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬الكــوارث (كاحلريــق و اهنيــار العقــارات) أو حــوادث‬
‫الوفيــات‪.‬‬
‫‪ 5.1.3‬تأخُّــر صــرف الرواتــب واألجــور ألســباب خارجــة‬
‫عــن إرادة الشــخص‪.‬‬
‫‪ 6.1.3‬إقراض املوظفني اجلدد‪.‬‬
‫‪ 7.1.3‬تعــرُّض أصحــاب املشــروعات اإلنتاجيــة ‪-‬خاصــة‬
‫صغــار املنتجــني– إىل ضائقــة ماليــة‪.‬‬
‫‪ 2.3‬مزايا وعيوب التمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫يُعتــرب القــرض احلســن مــن اخلدمــات االجتماعيــة الــيت تقدمهــا بنــوك‬
‫املشــاركة؛ حيــث تتضمــن أنشــطة وجمــاالت املســؤولية االجتماعيــة للبنــك‬
‫جتــاه اجملتمــع يف هــذا اجملــال(‪:)2‬‬
‫أ حبث احلاالت املستحقة للقرض احلسن‪.‬‬
‫ب بيان األغراض اليت تُمنح من أجلها القروض احلسنة‪.‬‬
‫ونبيِّن آثار التمويل بالقرض احلسن يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬راجع‪ :‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134 :‬‬
‫(‪ )2‬عبــد احلميــد عبــد الفتــاح املغربــي‪« ،‬املســؤولية االجتماعيــة للبنــوك اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.53 :‬‬

‫‪415‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫جدول رقم (‪ :)81‬مزايا وعيوب التمويل بالقرض احلسن على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫* بالنسبة لبنوك املشاركة (املقرضيــن)‬ ‫* بالنسبة للعمالء املستفيدين (املقرتضيــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصــاد الوطين (التنميــة)‬ ‫األمهية‬
‫‪ -1‬القــرض احلســن هــو مهمــة اجتماعيــة‬ ‫‪ -1‬تقــوم بنــوك املشــاركة بتنشــيط القــرض‬ ‫‪ -1‬إن القــرض احلســن مهمــة إنســانية تباشــرها‬
‫اقتصاديــة وإنســانية يف وقــت واحــد تقــوم‬ ‫احلســن حتــى تعــني ذا احلاجــة علــى القيــام‬ ‫بنــوك املشــاركة لتحقيــق وإعــالء قيــم التكافــل‬
‫بتقدميهــا بنــوك املشــاركة‪ ،‬وهــي تنفــرد بتقديــم‬ ‫برســالته يف املســتقبل‪ ،‬وتقــدِّم القــرض احلســن‬ ‫االجتماعــي بــني أفــراد اجملتمــع‪ ،‬وبالشــكل الــذي‬
‫هــذه اخلدمــة عــن غريهــا مــن البنــوك‪.‬‬ ‫للغايــات اإلنتاجيــة يف خمتلــف اجملــاالت‪،‬‬ ‫يعمِّــق مــن معنــى ومضمــون التعــاون اإلجيابــي‬
‫‪-2‬إن تقديــم القــروض احلســنة للمحتاجــني‬ ‫والغــرض مــن ذلــك هــو املســاعدة علــى متكــني‬ ‫واملشــاركة الفعالــة بــني هــؤالء األفــراد‪.‬‬
‫يــؤدي إىل تقويــة العالقــات بــني بنــوك املشــاركة‬ ‫املســتفيد مــن القــرض بــدء حياتــه املســتقلة أو‬ ‫‪ -2‬ميكــن أن تتجــه هــذه القــروض بقــدر اإلمــكان‬ ‫* املزايا‬
‫وعمالئهــا احلاليــني واجلــدد؛ لِمــا فيــه مــن‬ ‫حتســني مســتوى دخلــه‪ ،‬كمــا قــد يقــدم القــرض‬ ‫إىل اســتخدامها فيمــا خيــدم التنميــة‪ ،‬كأن تنتــج‬ ‫(اإلجيابيات)‬
‫التعــاون يف مواجهــة األزمــات الــيت حتــدث‬ ‫لغــرض اســتهالكي‪.‬‬ ‫مزيــداً مــن فــرص العمــل لتحويــل الطاقــات‬
‫لألفــراد‪.‬‬ ‫‪ -2‬تيســري وختفيــف إعســار العمــالء وترويــج‬ ‫املعطلــة إىل عناصــر منتجــة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫نشــاطهم؛ حتــى يتمكنــوا مــن ممارســة هــذا‬
‫النشــاط‪ ،‬واســتعادة قدرهتــم علــى ســداد‬
‫التزاماهتــم‪.‬‬
‫‪ -1‬إن القــرض احلســن يكــون عــادة يف أضيــق‬ ‫‪ -1‬يُخصَّــص القــرض احلســن لتلبيــة حاجــة‬ ‫‪ -1‬ال يصلــح أن يكــون وســيلة متويــل يف التجــارة‬
‫نطــاق؛ حيــث يصعــب علــى بنــك املشــاركة التوســع‬ ‫احملتاجــني واملضطريــن بصــورة عابــرة‪ ،‬يف الوقــت‬ ‫أو الصناعــة أو الزراعــة؛ علــى حســاب وســائل‬
‫فيــه‪ ،‬ألنــه يضــر مبصلحــة البنــك واملســامهني‬ ‫الــذي ال ميكــن فيــه لبنــوك املشــاركة أن تفــي‬ ‫متويــل النشــاط االقتصــادي مثــل‪ :‬املضاربــة‬
‫فيــه؛ ومــن ث ـمّ فــإن بنــوك املشــاركة تقــوم عــادة‬ ‫باحتياجــات املؤسســات واملشــاريع مــن التمويــل‬ ‫واملشــاركة وغريمهــا؛ حيــث حيتفــظ القــرض‬
‫بتكويــن رصيــد معيّــن خيصــص مبلغــه كصنــدوق‬ ‫قصــري األجــل مــن قروضهــا الــيت مــا هــي إال‬ ‫احلســن بــدوره كطريقــة للتكافــل االجتماعــي‪،‬‬
‫مســتقل لتمويــل منــح القــروض احلســنة‪ ،‬ويف‬ ‫قــروض حســنة‪ ،‬نظــراً لكــون أصحــاب املؤسســات‬ ‫ويتمايــز هــذا الــدور للقــرض عــن الــدور احملــوري‬ ‫* العيوب‬
‫احلــدود الــيت ال تضــر مبصــاحل البنــك ومصــاحل‬ ‫واملشــاريع ليســوا مــن احملتاجــني للقرض احلســن‪،‬‬ ‫الــذي يلعبــه يف النظــام املــايل القائــم علــى الفائــدة‬ ‫(السلبيات)‬
‫مودعيــه أيضــاً‪.‬‬ ‫وإمنــا حيتاجــون إىل متويــل قصــري األجــل مــن‬ ‫(األثــر الســلي آلليــة إقــراض النقــود علــى‬
‫‪ -2‬ال متثــل القــروض احلســنة مصــدراً مــن‬ ‫أجــل تغذيــة اخلزينــة واحلصــول علــى رأس مــال‬ ‫االســتقرار االقتصــادي)‪.‬‬
‫مصــادر الربــح‪ ،‬ورغــم ذلــك فإنــه هــام لتحقيــق‬ ‫عامــل ملتابعــة النشــاط‪.‬‬
‫هــدف التكافــل االجتماعــي‪.‬‬
‫‪416‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل بالقرض احلسن‪:‬‬
‫قامــت جمموعــة مــن اخلــرباء بدراســة تطبيقيــة للنشــاط االجتماعــي يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪ ،‬وأوضحــت أن ‪ 22‬بنــكاً مــن البنــوك حمــل العينــة (ن=‪)34‬‬
‫هــي الــيت هتتــم بنشــاط القــرض احلســن كأحــد األنشــطة االجتماعيــة‬
‫(مبــا ميثــل ‪ %65‬تقريب ـاً مــن عيّنــة الدراســة)‪ ،‬وتوصلــت إىل النتائــج الــيت‬
‫نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1‬اجلوانب اإلدارية والتنظيمية للقرض احلسن‪:‬‬
‫يتضح أن اإلفصاح عن نشــاط القرض احلســن ســواء يف القوانني األساســية‬
‫للبنــوك أو يف تقاريرهــا الســنوية الــيت تُصدرهــا يف هنايــة الســنة‪ ،‬يتم بنســبة‬
‫ضعيفــة فيمــا بــني بنــوك املشــاركة بصفــة عامــة‪ ،‬وتُمثــل مكانتــه التنظيميــة‬
‫(ختصيــص إدارة أو قســم مســؤول عنــه) مركــزاً ضعيفــاً أيضــاً بالنســبة‬
‫إلمجــايل بنــوك املشــاركة حمـ ّل الدراســة‪ .‬ويبيِّــن ذلــك اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)82‬واقــع اهتمــام بنــوك املشــاركة باجلوانــب اإلداريــة‬


‫والتنظيميــة لنشــاط القــرض احلس ـن‪.‬‬
‫النسبة إىل إمجايل البنوك‬ ‫عدد‬
‫النسبة إىل ‪ 22‬بنكا‬ ‫(ن=‪)34‬‬ ‫البنوك‬ ‫اجلـوانـب اإلدارية والتنظيمية‬
‫‪%41‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ -‬اإلفصاح عنه يف القانون األساسي‪.‬‬
‫‪55%‬‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ -‬اإلفصاح عنه يف التقارير السنوية‪.‬‬
‫‪59%‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ -‬اإلدارة أو القسم املسؤول عنه ومكانته التنظيمية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬


‫االجتماعي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.158 :‬‬

‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور االجتماعــي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.159-158 :‬‬

‫‪417‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 2.1‬مصارف القرض احلسن‪:‬‬


‫يتضــح أن اســتخدامات القــروض احلســنة يغلب عليهــا اجلانب االجتماعي‬
‫يف جماالتــه املختلفــة‪ ،‬ويبيِّــن ذلك اجلــدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)83‬‬


‫واقع جماالت إنفاق القرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫النسبة إىل إمجايل البنوك‬ ‫عدد‬
‫النسبة إىل ‪ 22‬بنكا‬ ‫(ن=‪)34‬‬ ‫البنوك‬ ‫جمـاالت القـرض احلسـن‬
‫‪%50‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ -‬مصارف يف أغراض اجتماعية‪.‬‬
‫‪9%‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬مصارف يف أغراض اقتصادية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬


‫االجتماعي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159:‬‬
‫‪ 3.1‬سياسات البنك عند منح القروض احلسنة‪:‬‬
‫يتضــح أن سياســات بنــوك املشــاركة موضــوع الدراســة تتشــابه إىل حــد‬
‫كبــري فيمــا يتعلــق مبنــح القــروض احلســنة‪ ،‬ويبيِّــن ذلــك اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)84‬واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫اإلجــــــراءات‬ ‫سيــاسة البنك‬
‫مـدة دراسة منح القرض‪ - :‬تتم الدراسة يف مدد متقاربة (حوايل شهرين)‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب ضمانات شخصية أو عينية أو بضمان املرتبات‪.‬‬ ‫الضمـــــان‪:‬‬
‫‪ -‬يتم تسوية القرض يف فرتة ترتاوح بني ‪ 10‬أشهر وثالث سنوات تقريبا‪ً.‬‬ ‫فتـرة الســـداد‪:‬‬
‫‪ -‬ترجــع معظــم البنــوك علــى الكفيــل يف حالــة عــدم ســداد القــرض احلســن‪،‬‬
‫عدم السـداد أو املماطلة‪ :‬ويتبــع بعضهــا اإلمهــال وتــرك الفرصــة للعميــل حلــني املقــدرة‪.‬‬
‫‪ -‬تُمنــح القــروض احلســنة حلــاالت معيّنــة مــن بينهــا الكــوارث والطــوارئ‬ ‫حاالت منح القروض‬
‫واألمــراض‪ ،‬وحــاالت أخــرى ختتلــف مــن بنــك إىل آخــر‪.‬‬ ‫احلسنة‪:‬‬
‫‪ -‬درجــة حريــة الفــروع يف منــح القــروض احلســنة درجــة حمــدودة (يتــم اللجــوء‬
‫إىل املركــز الرئيــس أو منحــه يف حــدود الســلطات املخولــة هلــا)‪.‬‬ ‫االختصــــاص‪:‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم‬


‫الدور االجتماعي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪145-144 :‬؛ ‪.159‬‬

‫‪418‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل بالقرض احلسن‪:‬‬


‫ال يوجــد إشــكال فيمــا خيــص التمويــل قصــري األجــل بالنســبة للبنــوك‬
‫التقليديــة؛ ألن اإلقــراض يُعتــرب النشــاط األساســي فيهــا‪ ،‬بينمــا هلــذه‬
‫القضيــة مشــكلتها بالنســبة لبنــوك املشــاركة لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫‪ 1.2‬تقديم بنك املشــاركة هذا التمويل كله يف شــكل قروض حســنة‬
‫أمــر غــري ممكــن؛ ألن مــوارد البنــك ال تكفــي طاملــا أن احتياجــات‬
‫العمــالء واملؤسســات هلــذا النــوع مــن التمويــل دوريــة ومتكــررة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬مــن غــري املعقــول إلــزام املديــن باشــرتاك البنــك يف األربــاح أو‬
‫اخلســائر يف ديــون ال تتجــاوز مدهتــا ســنة‪.‬‬
‫نظريــن لبنــوك املشــاركة‬‫‪ 3.2‬إن التحــدي الكبــري الــذي يواجــه امل ُ ِّ‬
‫هــو اســتيعاب ظاهــرة التمويــل قصــري األجــل والتعامــل معــه عــن‬
‫طريــق املشــاركة‪ ،‬أو مبعنــى آخــر‪ :‬كيــف ميكــن منــح قــروض قصــرية‬
‫األجــل علــى أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة؟‬
‫لقــد ُطرحــت عــدة اقرتاحــات هبدف إجياد صيغة عملية لتمويل املؤسســات‬
‫متويـالً قصــري األجل‪ ،‬متثلــت فيما يلي(‪:)1‬‬
‫ ختصيــص بنــوك املشــاركة لصنــدوق خــاص بالقــروض قصــرية‬
‫األجــل‪.‬‬
‫ اســتغالل الودائــع اجلاريــة يف تقديــم التمويــل قصــري األجــل ويف‬
‫تقديــم القــروض احلســنة‪.‬‬
‫ القــروض ألقــل مــن شــهر يُمكــن اعتبارهــا قروضــاً حســنة‪،‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98-95 :‬‬
‫‪ -‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬
‫‪ -‬أبو اجملد حرك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107-106 :‬‬

‫‪419‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫والقــروض الــيت تزيــد عــن شــهر يُمكــن اعتبارهــا متويــال باملشــاركة‪.‬‬


‫ أن تطلــب بنــوك املشــاركة مــن املتعاملــني معهــا إعــداد ميزانيــات‬
‫دوريــة كلمــا تيســر األمــر‪ ،‬وتكــون مكافــأة البنــك باســتعمال مع ـدّل‬
‫الربــح الــذي حصلــت عليــه املؤسســة الســنة املاضيــة‪ ،‬ويف هنايــة‬
‫الــدورة املاليــة يقــوم الطرفــان بإجــراء التعديــالت الالزمــة‪.‬‬
‫ متويــل رأس املــال العامــل علــى أســاس نســبة مــن إيــرادات املبيعات‬
‫أو مقابــل نســبة مــن القيمــة املضافــة؛ أي أن التمويــل هنــا يتــم علــى‬
‫غــري أســاس املشــاركة يف الربــح واخلســارة‪.‬‬
‫ويقــرتح أحــد الباحثــني صيغــة لإلقــراض اجملانــي املرتبــط بــأداء بعــض‬
‫اخلدمــات املصرفيــة‪ ،‬نبينــه يف شــكل ختطيطــي‪:‬‬

‫‪420‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪ :)50‬نظام مقرتح ألداء بعض اخلدمات املصرفية املرتبطة بنشاط اإلقراض‪.‬‬
‫متويل االعتمادات‬ ‫خصم األوراق التجارية‬ ‫منح قروض قصرية األجل‬
‫املستندية‬

‫يقــوم العميــل بســداد جــزء‬ ‫يعــد خصــم األوراق‬ ‫البنــك يف األصــل تاجــر‬
‫معــني (هامــش) مــن قيمــة‬ ‫التجاريــة شــكال مــن أشــكال‬ ‫قــروض‪ ،‬حيقــق اجلانــب‬
‫البضاعــة املطلــوب اســتريادها‬ ‫اإلقــراض الــذي تتقاضــى‬ ‫الرئيــس مــن إيراداتــه نتيجة‬ ‫البنـوك‬
‫ويقــوم البنــك بإقراض العميل‬ ‫عنــه البنــوك التقليديــة‬ ‫فــروق الفوائــد املقبوضــة‬
‫اجلــزء الباقــي بفائــدة‪.‬‬ ‫فائــدة تتناســب مــع أجــل‬ ‫عــن الفوائــد املدفوعــة‪.‬‬ ‫التقليدية‬
‫ا ال ســتحقا ق ‪.‬‬

‫ارستها يف بنــــــوك املشــاركة بالصيغ نفسها‬ ‫كن‬ ‫ال‬

‫ميكــن أن تدخــل عمليــة‬ ‫ميكــن أن تدخــل عمليــة‬ ‫اإلقــراض يف بنــوك‬


‫االعتمــاد املســتندي ضمــن‬ ‫اخلصــم يف نطــاق النشــاط‬ ‫املشــاركة البــد أن يكــون‬
‫نشــاط االســتثمار بتطبيــق‬ ‫االســتثماري لبنوك املشــاركة؛‬ ‫جمانيــا‪ ،‬أي دون فائــدة‪.‬‬ ‫بنــوك‬
‫أســلوب املراحبــة أو املشــاركة‪،‬‬ ‫وذلــك بدخــول البنــك شــريكا‬
‫هبــدف ختفيــف عــبء اإلقــراض‬ ‫ممــوال للعمليــة التجاريــة الــيت‬ ‫املشـاركة‬
‫اجملانــي علــى البنــك وحتقيــق‬ ‫اســتُخدمت فيهــا الورقــة‬
‫إيــرادات مناســبة‪.‬‬ ‫التجاريــة‪.‬‬
‫ال تعد جماال مناسبا لالستثمار باملشاركة‬ ‫اطر عدم سداد بعض القروض‬

‫مــن املفضل معاجلــة االعتماد‬ ‫يتصــور قيــام البنــك‬ ‫مــن املقبــول أن يتقاضــى‬
‫املســتندي علــى أســاس‬ ‫«بقبــول» األوراق التجاريــة‬ ‫البنــك نظــري اإلقــراض‬
‫اخلدمــة املقرتنــة بالقــرض‬ ‫وإقــراض املســتفيد كامــل‬ ‫بوصفــة خدمــة مــؤداة‪،‬‬
‫اجملانــي مــع تقاضــي أجــور‬ ‫قيمتهــا جمانــا حتــى تاريــخ‬ ‫أجــرا معقــوال يبقــى يف‬ ‫االقرتاح‬
‫مناســبة مقابــل اخلدمــة‬ ‫االســتحقاق‪ ،‬مــع ضــرورة‬ ‫حــدود مبــدأ اســرتداد‬
‫املــؤداة‪ ،‬واشــرتاك العميــل يف‬ ‫أن تكــون األوراق ناجتــة عــن‬ ‫التكاليــف املباشــرة وغــري‬
‫صنــدوق تضامــن املقرتضــني‪.‬‬ ‫عمليــات جتاريــة حقيقيــة‪.‬‬ ‫ا ملبا شــر ة ‪.‬‬
‫تقاضي أجور مناسبة عن اخلدمة املؤداة‬

‫صيغة اإلقراض اجملاني املقرتح بنظام التضامن أو التعاون‬


‫‪ -1‬أن يقوم كل مقرتض من البنك بالتربع مببلغ بسيط لصاحل صندوق خاص بضمان الديون‪.‬‬
‫‪ -2‬ينشأ يف كل بنك صندوق خاص لضمان الديون تسدد إليه تربعات املقرتضني وتصرف منه للبنك التعويضات املناسبة عن الديون املعدومة‪.‬‬
‫‪ -3‬تشــكل يف كل بنــك جلنــة خاصــة ميثــل فيهــا املقرتضــون واملودعــون وإدارة البنــك لتقريــر الديــون املعدومــة الــيت ميكــن أن يتحملهــا الصنــدوق لصــاحل‬
‫البنك‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202-193 :‬‬

‫‪421‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت ا‪7‬ﻣــﻮال ﻣﺘﻮﺳــﻄﺔ ا‪7‬ﺟــﻞ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ التمويل التأجيــري يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ التمويل باالستصنـاع يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ا‪7‬ول‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺘﺄﺟﻴﺮي ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهوم التمويل التأجريي وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل التأجيـري يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل التأجيــري يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل التأجريي وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬تعريف التمويل التأجريي‪:‬‬
‫تعـدّدت تعاريــف التمويــل التأجــريي(‪ )1‬نتيجــة تأثرها بنظــم قانونية متباينة‬
‫وظــروف اقتصادية كالتايل‪:‬‬
‫ البعــض يعطــي األولويــة ملصــري العقــد عنــد هنايتــه‪ :‬فيعـرَّف هــذا‬
‫التمويــل بأنــه‪« :‬كل عمليــة إجيــار للمــدة الطويلــة‪ ،‬تنتهــي حبــق‬
‫االختيــار للمســتأجر بالشــراء مــن عدمــه‪ ،‬مــع مراعــاة األقســاط‬
‫املدفوعــة»‪.‬‬
‫ البعــض اآلخــر يُركــز علــى معيــار حــق االســتخدام‪ :‬فيعـرَّف «بأنــه‬
‫يتمثــل يف التــزام تعاقــدي مــن جانــب املســتأجر بدفــع أقســاط دوريــة‬
‫للمؤجــر‪ ،‬مقابــل حــق اســتخدام األصــول اإلنتاجيــة الــيت تنتمــي‬
‫إليــه»‪.‬‬
‫ البعــض الثالــث يُــربز أمهيــة الناحيــة املاليــة يف العقــد‪ :‬فيعــرَّف‬
‫«باعتبــاره عقــداً مــن خاللــه يلتــزم أحــد أطرافــه وهــو املســتأجر‬
‫بدفــع عــدد مــن املدفوعــات إىل الطــرف اآلخــر (املؤجِّــر أو املقــرض)‬
‫(‪ )1‬يطلــق عليــه االئتمــان اإلجيــاري أو التمويــل باالســتئجار‪ ،‬واملصطلــح اإلجنليــزي املقابــل هــو‪ ،Leasing :‬واملصطلــح‬
‫الفرنســي املقابــــل هــو‪Crédit - bail. :‬‬

‫‪423‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جمموعهــا يتجــاوز مثــن الشــراء بالنســبة للســلعة حم ـ ّل اإلجيــار»(‪.)1‬‬


‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل التأجــريي‪« :‬عمليــة متويليــة رأمسالية ال‬
‫هتــدف إىل متليــك األصــول للمؤجِّــر (املصــرف) وال إىل متليكها للمســتأجر‬
‫(املســتثمر)؛ بــل هــي عمليــة شــراء لألصــل إلتاحتــه للعميــل الســتخدامه‬
‫مقابــل أدائــه قيمــة اإلجيــار املتفــق عليهــا‪ .‬ويف هنايــة اإلجيــار قــد يُبــاع‬
‫األصل يف مزاد عام أو للمســتأجر أو يُعاد للمؤجِّر لتأجريه مرة أخرى»(‪.)2‬‬
‫وعليــه؛ فــإن التمويــل التأجــريي هــو عالقـــة متويليــة ثالثيــة األطــراف‬
‫تتكــون مــن‪:‬‬
‫‪ 1.1‬املــورِّد‪ :‬هــو املنتــج ‪ /‬املــوزع لألصــل الرأمســايل (واملعــدات‬
‫ال للتأجــري)‪.‬‬
‫الــيت تكــون حم ـ ً‬
‫‪ 2.1‬املؤجــر‪ :‬هــو البنــك (املمـوِّل) الــذي يقــوم بشــراء األصــول ثــم‬
‫يؤجِّرهــا إىل العميــل (تبقــى ملكيــة هــذه األصــول لــه)‪.‬‬
‫‪ 3.1‬املســتأجر‪ :‬هــو العميــل (املســتخدِم) الــذي يقــوم بتشــغيل‬
‫األصــول املؤجَّــرة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل التأجريي‪:‬‬
‫يُمارَس التمويل التأجريي بصور خمتلفة منها‪:‬‬
‫‪ 1.2‬التأجــري التمويلــي أو الرأ ــايل (‪:)Financing Lease‬‬
‫وفيــه يُقـدِّم البنــك خدمــة متويليــة عــن طريــق شــراء أصــول منتجــة‬
‫تُؤجَّــر للعميــل خــالل مــدة تســاوي عمرهــا االقتصــادي تقريبــاً‪،‬‬
‫وهنــا يفصــل بــني امللكيــة القانونيــة وهــي مــن حــق البنــك‪ ،‬وامللكيــة‬
‫االقتصاديــة وهــي مــن حــق املســتأجر‪ ،‬واملؤجِّــر غالبــا ليــس منتــج‬
‫(‪ )1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.313 :‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227-226 :‬‬

‫‪424‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫األصــل وإمنــا مُقـدِّم التمويــل‪ ،‬ويضمــن البنــك مالــه ببقــاء األصــل يف‬
‫ملكــه‪ ،‬ورحبــه ممثـالً يف التدفقــات النقديــة علــى مــدى مــدة اإلجــارة‬
‫غــري القابلــة لإللغــاء(‪.)1‬‬
‫‪ 2.2‬الشراء مع التأجري للبائع أو البيع وإعادة التأجري (‪Sale‬‬
‫‪ :)and Lease Back‬تُلــي هــذه الصيغــة حاجــات املؤسســات إىل‬
‫الســيولة؛ حيــث تبيــع املؤسســة بعــض معداهتــا إىل البنــك مقابل مثن‬
‫نقــدي يُغطــي حاجتهــا إىل الســيولة الالزمــة هلــا‪ ،‬مــع اســتئجارها يف‬
‫الوقــت نفســه مــن البنــك بأجــر معلــوم(‪)2‬؛ أي أن األصــول املباعــة‬
‫تبقــى حتــت تصــرف املؤسســة (البائعــة) وتســتفيد منهــا كمســتأجر‬
‫مــن البنــك (املشــرتي)‪.‬‬
‫وال خيتلــف التأجــري التمويلــي عــن البيــع وإعــادة التأجري؛ إال يف «أن التأجري‬
‫التمويلــي ينصــرف إىل األصــول اجلديــدة‪ ،‬وأنــه يُشــرتى مــن املنتــج أو املــوزع‬
‫وليــس مــن املنشــأة املســتأجرة‪ .‬لــذا يُنظــر إىل البيــع وإعــادة التأجــري علــى‬
‫أنــه حالــة خاصــة للتأجري التمويلــي»(‪.)3‬‬
‫‪ 3.2‬التأجــري التشــغيلي أو اخلدمــي (‪:)Lease Operating‬‬
‫يتــم فيــه تأجــري األصــل لفــرتة زمنيــة حم ـدّدة نوعــا مــا ولعــدد مــن‬
‫املســتأجرين؛ األمــر الــذي يُم ِّكــن املؤجــر «باســرتداد األصــل لتأجــريه‬
‫مــرة أخــرى ملســتأجر آخــر وبقيمــة إجياريــة ختتلــف باختــالف‬
‫ظــروف اإلجيــار ومرونــة الطلــب علــى املنفعــة الــيت حيققهــا األصــل‬
‫وفــق اإلجيــار‪ ...‬وعلــى ذلــك فالتأجــري التشــغيلي عمليــة جتاريــة‬

‫(‪ )1‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95–94 :‬‬


‫(‪ )2‬أبو اجملد حرك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬
‫(‪ )3‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬إدارة البنوك التجارية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.181 :‬‬

‫‪425‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫أكثــر منهــا متويليــة»(‪.)1‬‬


‫وخيتلــف التأجــري التشــغيلي عــن التأجــري التمويلــي مــن حيــث «إمكانيــة‬
‫إلغائــه‪ ،‬وأن فــرتة التأجــري عــادة مــا تكــون أقصــر‪ ،‬يضــاف إىل ذلك مســؤولية‬
‫البنــك عــن مجيــع نفقــات امللكيــة‪ ،‬مبــا فيهــا صيانــة األصــل وإصالحــه»(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬خطوات احلصول على التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪:‬‬
‫‪ 1.3‬شروط التمويل التأجريي‪:‬‬
‫يتطلب التمويل التأجريي بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1.3‬جيــوز أن تعمــل البنــوك يف جمــال تأجــري املعــدات‬
‫واألصــول الرأمساليــة والعقــار‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬ال جيــوز للبنــك التعاقــد علــى التأجــري إال بعــد امتالك‬
‫مــا يــراد تأجريه‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُح ـدِّد النســبة مــن أصــول البنــك‬
‫الــيت جيــوز اســتثمارها يف جمــاالت التأجــري‪ ،‬وأن يُح ـدِّد مــدد‬
‫عقــود التأجــري الــيت جيــوز للبنــوك أن تعمــل هبــا‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬جيــوز تضمــني عقــد اإلجيــار شــرطا ينــص علــى‬
‫التــزام البنــك ببيــع األصــل املؤجَّــر إىل املســتأجر بثمــن حمـدّد‬
‫يف تاريــخ الحــق‪ ،‬بينمــا يكــون ذلــك خيــاراً للمشــرتي‪.‬‬
‫‪ 5.1.3‬ال جيــوز ربــط األقســاط االجياريــة بســعر الفائــدة‬
‫الســائد‪.‬‬
‫‪ 6.1.3‬للبنــوك أن تطلــب مــن العمــالء املســتأجرين تقديــم‬
‫(‪ )1‬مســري حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التأجــري التمويلــي ومداخلــه‪ :‬املاليــة‪ ،‬احملاســبية‪ ،‬االقتصاديــة‪ ،‬التشــريعية‪ ،‬التطبيقيــة»‪،‬‬
‫مكتبــة ومطبعــة اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،2‬ص‪.82 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86-85 :‬‬

‫‪426‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ضمانــات ألقســاط ســنة واحــدة‪ ،‬كمــا أن هلــا أن تطلــب كفــالء أو‬


‫ضمانــات مقابــل التقصــري أو إســاءة االســتخدام مــن قِبــل العميــل‪.‬‬
‫‪ 7.1.3‬جيــوز للبنــك اســرتجاع املعــدات واألصــول الرأمساليــة‬
‫والعقــار املؤجَّــر إىل العميــل إذا تأخــر يف دفــع قســط إجيــاري‬
‫مــدة تزيــد علــى تســعني يومــاً‪ ،‬ولــه مطالبــة العميــل بأقســاط‬
‫مجيــع املــدة املتعاقــد عليهــا‪ ،‬كمــا جيــوز لــه التصــرف فيــه بالبيــع‬
‫أو التأجــري إىل عميــل آخــر‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل التأجريي‪:‬‬
‫‪ 1.2.3‬إن صيغــة التأجــري التمويلــي يقــوم فيهــا البنــك املموِّل‬
‫(املؤجِّــر) بشــراء أصــل رأمســايل مــن املــورِّد‪ ،‬ويتــم حتديــده‬
‫ووضــع مواصفاتــه مبعرفــة املســتأجر الــذي يقــوم بتســديد‬
‫دفعــات إجياريــة حمــددة للمؤجِّــر كل فــرتة زمنيــة معينــة مقابل‬
‫اســتخدام وتشــغيل هــذا األصــل‪ ،‬كمــا يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)51‬خطوات التأجري التمويلي‬
‫املؤجـر‬
‫ج‬‫التأ‬ ‫(البنــك)‬ ‫عي)‬
‫سل‬
‫ت‬ ‫ري (‬ ‫دفق‬
‫ق‬‫دف‬ ‫يع ( ت (‪)2‬‬
‫سل‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ب‬‫ال‬
‫عي)‬
‫األقساط (تدفق نقدي)‬ ‫الشراء (تدفق نقدي)‬

‫املـســتأجر‬ ‫اختيار األصول الثابتة‬ ‫املورد‬


‫(العميل)‬ ‫(‪)1‬‬ ‫(صاحب التجهيز)‬

‫إعادة األصل‬
‫شراء األصل‬
‫جتـديـد الـعـقـد‬

‫‪427‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 2.2.3‬إن صيغــة الشــراء مــع التأجــري للبائــع يقــوم فيهــا‬


‫البنــك (املشــرتي) بشــراء أصــل رأمســايل مــن املؤسســة‬
‫(البائعــة)؛ حيــث يلتــزم البنــك (املؤجِّــر) وفقـاً لنفــس االتفــاق‬
‫علــى تأجــريه للمؤسســة نفســها الــيت تتحــول إىل (مســتأجر)‪،‬‬
‫كمــا يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)52‬خطوات الشراء مع التأجري للبائع‬

‫البنك‬ ‫املؤسسة‬

‫املشرتي‬ ‫عملية بيع ( مكاسب أو خسائر)‬ ‫البائع‬

‫املؤجر‬ ‫ايل أو تشغيلي)‬ ‫عملية استئجار (رأ‬ ‫املستأجر‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬ص‪.135 :‬‬

‫‪ 3.2.3‬إن صيغــة التأجــري التشــغيلي يقــوم فيهــا البنــك‬


‫(املؤجِّــر) بشــراء أصــل رأمســايل وتأجــريه لعــدة مســتأجرين‬
‫الذيــن هــم يف حاجــة إىل آالت ومعــدات لوقــت قصــري‪ ،‬أو لعــدم‬
‫القــدرة علــى شــرائها‪ ،‬أو اخلــوف مــن تطورهــا التكنولوجــي؛‬
‫كمــا يوضحــه الشــكل التــايل‪:‬‬

‫‪428‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪ :)53‬خطوات التأجري التشغيلي‪.‬‬


‫التخلص من األصول‬ ‫اية مدة التأجري‬ ‫البحث عن مستأجر‬ ‫دراسة ‪ +‬تقييم السوق‬
‫املشرتي‬ ‫البنك‬ ‫البنك املستأجراجلديد‬ ‫املستأجر‬ ‫البنك‬ ‫البنك‬ ‫املورِّد‬
‫عقد بيع األصول‬ ‫عقد تأجري (تايل)‬ ‫عقد تأجري (أول)‬ ‫عقد شراء األصول‬
‫(إخراجها من ملكية البنك)‬ ‫(تأجري لعدة مرات)‬ ‫(إعادة األصول للبنك)‬ ‫(البنك هو املالك)‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل التأجريي‪:‬‬


‫‪ 1.3.3‬جتزئــة عناصــر حــق امللكيــة‪« :‬إن املســتأجر يكتســب‬
‫القيمــة االقتصاديــة للســلعة (حــق االســتعمال واالنتفــاع)‪،‬‬
‫بينمــا حيتفــظ املؤجِّــر (مبلكيــة الرقابــة وحــق التصــرف) عنــد‬
‫هنايــة العقــد»(‪.)1‬‬
‫‪ 2.3.3‬إن عمليــة تأجــري املعــدات واآلالت (‪« :)leasing‬مــا‬
‫هــي ســوى خليــط مــن التأجــري مــع حــق البيــع املؤجــل املــرتوك‬
‫خيــاره للمشــرتي»(‪.)2‬‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل التأجريي وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن خماطــر التمويــل التأجــريي تتمثــل يف‪ :‬املخاطــر‬
‫التجاريــة الناجتــة عــن التأخــري أو عــدم ســداد املدفوعــات االجياريــة يف‬
‫مواعيدهــا‪ ،‬وكذلــك املخاطــر األخالقيــة املتعلقــة بإتــالف أو تغيــري معــامل‬
‫األصــول املؤجَّــرة أو تأجريهــا مــن الباطــن‪ ،‬أو بيعهــا للغــري دون احلصــول‬
‫علــى إذن مســبق مــن البنــك(‪ .)3‬ويعتــرب باحــث آخــر أن البنــك يتحمّــل يف‬
‫(‪ )1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.314-313 :‬‬
‫(‪ )2‬جعفر اجلزار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.173 :‬‬
‫(‪ )3‬فخــري الديــن الفقــي‪« ،‬صناعــة التأجــري التمويلــي مــع دراســة حتليليــة للســوق املصــري»‪ ،‬سلســلة رســائل البنــك‬
‫الصناعــي‪ ،‬بنــك الكويــت الصناعــي‪ ،‬العــدد ‪ ،60‬مــارس ‪ ،2000‬ص‪.40 :‬‬

‫‪429‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫التمويــل التأجــريي علــى األقــل خماطــرة االمتــالك أو الشــراء املبدئــي‬


‫لألصــل املــادي الــذي قــد يتغــري ســعره بعــد الشــراء بوقــت قصــري‪ ،‬أو يصــري‬
‫قدميـاً أو (مهتلــكاً) بأســرع ممــا هــو متوقــع‪ ،‬أو تــؤول قيمتــه املتبقيــة (أي‬
‫قيمتــه يف هنايــة املــدة) إىل قيمــة أقــل مــن املتوقــع(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬الدراســة اجليــدة للربنامــج االســتثماري الــذي حيتــاج إىل‬
‫متويــل عــن طريــق التمويــل التأجــريي‪.‬‬
‫‪ 2.1‬مشــاركة املؤسســة املســتفيدة والبنك املموِّل يف عملية الشــراء‪،‬‬
‫وذلــك باختيار األجهزة واألدوات اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ 3.1‬عقــود التأمــني والصيانــة الــيت يُربمهــا البنك بالنســبة لألجهزة‬
‫واألدوات اإلنتاجيــة‪ ،‬أثنــاء فرتة العقد‪.‬‬
‫‪ 4.1‬شــروط حســن االســتعمال الــيت تفرضهــا العقــود املربمــة‬
‫بــني البنــك واملؤسســة املســتفيدة‪ ،‬ومــا يرتتــب عليهــا مــن مســؤولية‬
‫تعاقديــة و تقصرييــة‪.‬‬
‫‪ 5.1‬االلتــزام بدفــع األقســاط مقدمــاً؛ ممّــا يوضــح الكفــاءة‬
‫االقتصاديــة وكمؤشــر علــى مراكــز االختنــاق‪.‬‬
‫‪ 6.1‬االرتبــاط بــني القيمــة االقتصادية لألجهــزة واألدوات والعوائد‬
‫املرتتبــة عن تشــغيلها‪.‬‬
‫‪ 7.1‬اســرتداد األجهــزة عنــد التوقــف عــن الدفــع‪ ،‬وعنــد هنايــة مــدة‬
‫التمويــل التأجــريي‪ ،‬نتيجــة احتفــاظ البنــك حبــق امللكيــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.227 :‬‬
‫(‪ )2‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.327-326 :‬‬

‫‪430‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬مقارنة التمويل التأجريي مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬


‫خيتلــف التمويــل التأجــريي عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل التقليــدي يف‬
‫جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)85‬مقارنــة بــني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬


‫والتمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫التمويل التأجيـــري‬ ‫التمويل بالقــروض‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬عالقة املستأجر باملؤجِّر‪.‬‬ ‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬ ‫عالقة املتعامل‬
‫مع البنك‪:‬‬
‫‪ -‬وسائل اإلنتاج (آالت ‪+‬عقارات )‪.‬‬ ‫‪ -‬النقود‪.‬‬ ‫طبيعة األصول‬
‫‪ -‬ال تُهتلك باالستعمال األول‪.‬‬ ‫‪ -‬تُهتلك باالستعمال األول (إنفاقها)‪.‬‬ ‫املؤجــرة‪:‬‬
‫‪ -‬اســتمرار ملــك املؤجــر لألصــول‬ ‫‪ -‬ال ميلــك املقــرض بفائــدة األصــول بعــد‬
‫املؤجَّــرة وحتملــه مــا تتعــرض لــه هــذه‬ ‫دفعهــا قرضــاً‪.‬‬
‫األصــول مــن خماطــر‪ ،‬واختــاذه القــرار‬ ‫امللكيـــة‪:‬‬
‫االســتثماري املتعلــق مبــا ميلــك‪.‬‬
‫‪ -‬متويــل عيــي (تأجــري باألصــول‬ ‫‪ -‬مينح القرض يف صورة نقدية‪.‬‬
‫الثابتــة)‪.‬‬ ‫‪ -‬ال يغطــي التمويــل إال يف حــدود ‪ 70‬إىل ‪%80‬‬
‫ال ‪%100‬‬ ‫‪ -‬يقــدم التأجــري متويــال كامــ ً‬ ‫طبيعـة التمويـل‪ :‬مــن قيمــة الربنامــج االســتثماري‪ ،‬وعلــى العميــل‬
‫لشــراء األصــل الثابــت املســتأجر (تغطية‬ ‫أن يبحــث علــى مــوارد ذاتيــة لتمويــل القيمــة‬
‫قيمــة الربنامــج االســتثماري بالكامــل)‪.‬‬ ‫الباقيــة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجيــار = مثــن منفعــة األصــول‬ ‫‪ -‬الفائدة = مثن استخدام النقود‪.‬‬
‫املؤ جَّــرة‪.‬‬ ‫‪ -‬املعتــاد يف التأجــري التمويلــي أن تُربــط‬ ‫العــــائد‪:‬‬
‫‪ -‬إال أنه ال تدفع فوائد على اإلجيار‪.‬‬ ‫األقســاط بســعر الفائــدة‪.‬‬
‫‪ -‬اســتخدام جمموعــة عناصــر اإلنتــاج‬ ‫‪ -‬النقــد يف حــد ذاتــه ال ميكنــه أن يدخــل يف‬
‫الــيت تدخــل يف عمليــة اإلنتــاج مــن‬ ‫العمليــة اإلنتاجيــة‪ ،‬بــل ال بــد أن يتحــول إىل‬
‫آالت ومعــدات ومبانــي ميثــل مشــاركة‬ ‫أحــد عناصــر اإلنتــاج؛ لذلــك ال ميكــن النظــر‬
‫مباشــرة يف العمليــة اإلنتاجيــة‪ ،‬ينجــم‬ ‫إىل عمليــة إقــراض النقــود إال بوصفهــا حتويـالً‬
‫عنهــا تــآكل وتقــادم واهتــالك هلــذه‬ ‫املربر االقتصادي للثــروة مــن شــخص إىل شــخص أو مــن مؤسســة‬
‫العناصــر بالتــدرج نتيجــة االســتخدام‬ ‫ألخــرى‪ ،‬ومثــل هــذا التحويــل ال مي ِّثــل إنفاقــاً‬ ‫للعـــــائد‪:‬‬
‫واالســتعمال ومــرور الزمــن؛ ممــا يوجــب‬ ‫للنقــد الــذي ســوف يُســتعاد يف األجــل احملـدّد‪،‬‬
‫التعويــض الــذي يأخــذ صفــة اإلجيــار‬ ‫ومــا دامــت عمليــة اإلقــراض ال مت ِّثــل إنفاقــاً‬
‫الــذي يدفــع عــن هــذه العناصــر‪.‬‬ ‫أو اهتــالكاً للنقــد؛ فإهنــا ال تســتحق تعويضــاً‬
‫مقابــل هــذا اإلقــراض‪.‬‬
‫‪ -‬ميكــن للمســتفيد أن حيصــل علــى قــرض ‪ -‬تكــون بدايــة مــدة التمويــل التأجــريي‬ ‫التـالزم الزمنـي‬
‫مصــريف وال يســتعمله يف شــراء األجهــزة متالزمــة مــع تواجــد األجهــزة واآلالت‬ ‫بني التكلفة‬
‫واآلالت؛ ممــا يُعرضــه لتحمــل أعبــاء ســعر وقدرهتــا علــى العطــاء‪.‬‬ ‫والعائد‪:‬‬
‫الفائــدة‪ ،‬دون تو ُّلــد عائــد مقابــل‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل التأجريي‪:‬‬


‫توجــد جمموعــة مــن الشــروط للتفرقــة بــني التأجــري التمويلــي والتأجــري‬
‫التشــغيلي؛ حيــث يعتــرب «جملــس معايــري احملاســبة املاليــة»(‪ )1‬معاجلــة عقــد‬
‫اإلجيــار علــى أنــه عقــد رأمســايل (متويلــي) إذا توافــر فيــه معيــار واحــد‬
‫علــى األقــل مــن املعايــري التاليــة(‪:)2‬‬
‫‪ 1.3‬أن ينص العقد على نقل ملكية األصل إىل املستأجر‪.‬‬
‫‪ 2.3‬أن مينح العقد للمستأجر حق شراء األصل بسعر حتفيزي‪.‬‬
‫‪ 3.3‬أن تســاوي فــرتة العقــد ‪ %75‬أو أكثــر مــن العمــر اإلنتاجــي‬
‫لألصــل املؤجَّــر‪.‬‬
‫‪ 4.3‬أن تســاوي القيمــة احلاليــة للعقــد ‪ %90‬أو أكثــر مــن القيمــة‬
‫الســوقية لألصــل املؤجَّــر‪.‬‬

‫إن عقــود اإلجيــار الــيت ال يتوافــر فيهــا معيــار واحــد علــى األقــل مــن هــذه‬
‫املعايــري يتــم حماســبتها علــى أهنــا عقــود إجيــار تشــغيلية‪ ،‬ويوضــح الشــكل‬
‫التــايل اخلطــوات الالزمــة لفحــص نــوع اإلجيــار‪:‬‬

‫(‪ )1‬جملــس معايــري احملاســبة املاليــة )»‪ (Financial Accounting Standards Board «FASB‬هــو جملــس مهــي‬
‫مســتقل بالواليــات املتحــدة األمريكيــة ويتكــون مــن ســبعة أعضــاء متفرغــني ينتمــون إىل ثــالث فئــات هــي‪ :‬أســاتذة‬
‫اجلامعــات‪ ،‬ورجــال األعمــال‪ ،‬واحملاســبون القانونيــون‪ ،‬ومــن أهــم اختصاصاتــه تطويــر مهنــة احملاســبة وإجــراء البحــوث‬
‫العلميــة وإصــدار تقاريــر ونشــرات حــول املعايــري واملبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا‪.‬‬
‫‪)2) YVES BERNHEIM et al, «Traité de comptabilité bancaire: doctrine et pratique», la revue‬‬
‫‪banque éditeur, Paris, p: 459-460.‬‬

‫‪432‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شــكل رقــم ( )‪ :‬املعايــري احملاســبية للتمييــز بــني التأجــري التمويلــي‬


‫والتأجــري التشــغيلي‪.‬‬

‫عقد اإلجيــار‬

‫هل‬ ‫هل‬
‫هل‬
‫هل‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫فرتة العقد‬ ‫القيمة احلالية ال‬ ‫ال‬
‫للمستأجر‬
‫تنقل‬ ‫‪75‬‬ ‫للعقد ‪90‬‬
‫حق شراء‬
‫امللكية‬ ‫من عمر‬ ‫من القيمة‬
‫األصل‬
‫األصل‬ ‫السوقية‬
‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬

‫ايل‬ ‫عقد رأ‬ ‫عقد تشغيلي‬

‫املصدر‪ :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98 :‬‬

‫وفيمــا يلــي توضيــح للمعاجلــة احملاســبية للتمويــل التأجــريي يف القوائــم‬


‫املاليــة للمؤجِّــر (البنــك) واملســتأجر (العميــل)‪:‬‬

‫‪433‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جدول رقم ( )‪:‬‬


‫املعاجلة احملاسبية للتمويل التأجريي يف القوائم املالية‪.‬‬
‫عقد‬
‫الـتـأجـيـر الـتـشـغـيـلـي‬ ‫الـتـأجـيـر الـتـمـويـلـي‬ ‫اإلجيار‬
‫القوائم‬
‫بالنسبة للمستأجر‬ ‫بالنسبة للمؤجر‬ ‫بالنسبة للمستأجر‬ ‫بالنسبة للمؤجر‬ ‫املالية‬
‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬ ‫خصوم‬ ‫أصول‬
‫‪++++‬‬ ‫‪++++‬‬ ‫حـ‪ /‬خمصص حـ‪ /‬استثمارات ‪++++‬‬ ‫حـ‪/‬‬ ‫‪++++‬‬ ‫حـ‪ /‬مديي‬
‫يف أصول مؤجرة‬ ‫اهتالك‬ ‫االستثمارات‬ ‫عقود التأجري‬
‫امليزانية‪:‬‬
‫للغري‬ ‫حـ‪ /‬التزام‬ ‫املستأجرة‬
‫عقود التأجري‬
‫التمويلي‬
‫إيرادات‬ ‫مصاريف‬ ‫إيرادات‬ ‫مصاريف‬ ‫إيرادات‬ ‫مصاريف‬ ‫إيرادات‬ ‫مصاريف‬
‫‪-‬حـ‪ /‬اهتالكـات حـ‪ /‬إيراد حـ‪ /‬مصروف ‪++++‬‬ ‫‪ -‬حـ‪ /‬اهتالك ‪++++‬‬ ‫‪++++‬‬ ‫‪++++‬‬
‫إجيار‬ ‫‪ -‬حـ‪ /‬صيــانة إجيار‬ ‫األصول‬
‫قائمة‬
‫‪ -‬حـ‪ /‬تأميـــن‬ ‫املستأجرة‬
‫الدخل‪:‬‬
‫‪ -‬حـ‪ /‬صيـانة‬
‫‪ -‬حـ‪ /‬تأميــن‬

‫‪ -1‬يُقيِّــد املؤجِّــر «األصــل املؤجَّــر» يف جانــب األصــول‬ ‫‪ -1‬يُزيــل املؤجــر تكلفــة األصــل مــن ميزانيتــه وإثبــات‬
‫اخلاصــة مبيزانيتــه‪.‬‬ ‫تلــك القيمــة يف حســاب «مديــي عقــود اإلجيــار»‪،‬‬
‫‪ -2‬تظهر يف حسابات املؤجر اإلجيارات الشهرية اليت‬ ‫الــيت تعــادل القيمــة احلاليــة لعقــد اإلجيــار (جممــوع‬
‫يُحصِّلهــا علــى أهنــا «إيــراد إجيــار» وتظهــر مدفوعــات‬ ‫اإلجيــارات)‪.‬‬
‫اإلجيــار يف حســابات املســتأجر علــى أهنــا «مصروفــات‬ ‫‪ -2‬تــدرج املؤسســة املســتفيدة قيمــة األصول املســتأجرة‬
‫إجيــار»‪ ،‬وبذلــك ال يســجل يف حســابات املســتأجر أيّ‬ ‫(القيمــة األصليــة وخمصــص االهتــالك) كبنــد مســتقل‬
‫أصــل أو التــزام متعلــق بعمليــة االســتئجار‪.‬‬ ‫احملاسبة‪ :‬ضمــن األصــول الثابتــة‪ ،‬وقيمــة االلتــزام اخلــاص هبــا‬
‫‪ -3‬غالبـاً مــا يُطلــق عليــه التمويــل اخلفــي؛ ألن التعهــد‬ ‫(جممــوع اإلجيــارات املتبقيــة) ضمــن اخلصــوم طويلــة‬
‫مبدفوعــات اإلجيــار يف املســتقبل ال يظهــر كالتــزام يف‬ ‫األجــل (عــدم ظهــور مصــروف إجيــار)‪.‬‬
‫امليزانيــة اخلاصــة باملســتأجر‪.‬‬ ‫‪ -3‬عندمــا يقــوم املســتأجر بــرد األصــل إىل املؤجــر‬
‫يتــم إزالــة حســاباته اخلاصــة؛ وإذا قــام بشــرائه يصبــح‬
‫ضمــن أصولــه الثابتــة‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .4‬أمهيــة التمويــل التأجــريي علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬


‫واجلزئــي‪:‬‬
‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل التأجريي‪:‬‬
‫يُمكــن أن يُطبَّــق التمويــل التأجــريي يف قطاعــات وأنشــطة عديدة ومتنوعة‪،‬‬
‫وأن يُغطــي طلبـاً متزايــداً علــى كافــة األصــول الرأمسالية الالزمــة للتجهيز‬
‫كمــا يلي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.4‬على املستوى القطاعي‪:‬‬
‫يتــم التمييــز بــني القطاعــات الســلعية الــيت تشــمل قطــاع‬
‫الزراعــة والــري واســتصالح األراضــي‪ ،‬وقطــاع الصناعــة‬
‫التحويليــة والتعديــن وقطــاع البــرتول والطاقــة‪ ،‬وقطــاع‬
‫التشــييد واملرافــق العامــة‪ ،‬والقطاعــات اخلدميــة الــيت تشــمل‬
‫قطــاع النقــل واملواصــالت وقطــاع اخلدمــات العقاريــة وقطــاع‬
‫الســياحة والفنــادق وقطــاع اخلدمــات املاليــة‪.‬‬
‫‪ 2.1.4‬على مستوى األصول املؤجرة‪:‬‬
‫يتــم التمييــز بــني ثــالث جمموعــات رئيســة وهــي‪ :‬جمموعــة‬
‫األصــول مــن اآلليــات واملعــادن والتجهيــزات‪ ،‬وجمموعة أصول‬
‫وســائل النقــل واالتصــال‪ ،‬وجمموعــة األصــول العقاريــة‪.‬‬
‫وسنلخص قطاعات وأصول التمويل التأجريي يف الشكل التايل‪:‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪ )1‬فخري الدين الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45-41 :‬‬

‫‪435‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شــكل رقــم (‪ :)55‬حتليــل ســوق التأجــري علــى املســتوى القطاعــي‬


‫واألصــول املؤجــرة داخــل القطــاع الواحــد‪.‬‬
‫صناعــة التأجري التمويلي‬

‫طلب جتهيز‬ ‫على املستوى القطاعي‬


‫على مستوى األصول املؤجرة‬

‫القطاعات اخلدمية‬ ‫القطاعات السلعية‬

‫اآلالت واملعـــدات‬ ‫قطاع النقل واالتصاالت‬ ‫قطاع الزراعــــة‬

‫وسائل النقل واالتصاالت‬ ‫قطاع اخلدمات العقارية‬ ‫قطاع الصناعة والطاقة‬

‫األصــــول العقارية‬ ‫قطاع الصحة والتعليم‬ ‫قطاع التشييد والبناء‬

‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل التأجريي‪:‬‬


‫يتميــز التمويــل التأجــريي بالتعامــل مــع ثالثــة أطــراف كلهــا تســهم يف‬
‫تنميــة اجملتمــع وهــم‪ :‬أصحــاب املصانــع (املنتجــون) والبنــوك (املؤجِّــرون)‬
‫والقائمــون باألعمــال (املســتأجرون)(‪ ،)1‬ولكــن اجلانــب اآلخــر واألهــم‬
‫لتمويــل رأس املــال العامــل واملتمثــل يف أجــور العمــال واخلدمــات األخــرى‬
‫كاملــاء والكهربــاء واهلاتــف وغــري ذلــك‪ ،‬ال يصلــح لــه أســلوب التأجــري‪ .‬ونبــني‬
‫إجيابيــات هــذا النــوع مــن التمويــل يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬صــاحل مفتــاح‪« ،‬املــوارد املاليــة للدولــة يف النظــام االقتصــادي اإلســالمي»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــري منشــورة‪ ،‬جامعــة‬
‫اجلزائــر‪ ،‬معهــد العلــوم االقتصاديــة‪ ،1994/ 1993 ،‬ص‪.234 :‬‬

‫‪436‬‬
‫جدول رقم (‪ :)87‬مزايا التمويل التأجريي على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لبنـــوك املشاركة (املؤجريــــن)‬ ‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املستأجريــــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين (التنميـــة)‬
‫‪ -1‬يو ِّفــر التمويــل التأجــريي للبنــك جمــا ًال خصبــاً الســتثمار‬ ‫‪ -1‬يُم ِّكــن املؤسســات مــن حيــازة األصــول الرأمساليــة الالزمــة‬ ‫‪ -1‬للتأجري أمهية كبرية للتنمية ملا يلي‪:‬‬
‫أموالــه بعوائــد جمزيــة‪ ،‬وكذلــك بضمــان كاف ومؤكــد نتيجــة‬ ‫لنشــاطها دون حاجــة إىل جتميــد جــزء كبــري مــن أمواهلــا إذا قامــت‬ ‫‪ -‬يُم ِّكــن املســتثمر الــذي ال يقــدر علــى شــراء األصــل بإتاحــة‬
‫مــا يلــي‪:‬‬ ‫بشــرائها؛ ممــا يتيــح هلــا ســيولة أكــرب تســتخدمها يف أوجــه أخــرى‪.‬‬ ‫تأجــريه لــه‪.‬‬
‫‪ -‬احتفاظــه مبلكيــة األصــول املؤجــرة موضــوع التمويــل طــوال‬ ‫ال جيــداً يف حالــة التوســعات اجلديــدة‬ ‫‪ -2‬يُعتــرب التأجــري التمويلــي بديـ ً‬ ‫‪ -‬الصناعــات الــيت تنشــر التطويــر وال متلــك التمويــل ميكنهــا‬
‫فــرتة العقــد‪ ،‬مــن خــالل اســتعادة حقوقــه مــن املســتأجر يف‬ ‫أو اإلضافــات الرأمساليــة‪ ،‬عــن طــرح املؤسســة ألســهم جديــدة أو‬ ‫االعتمــاد علــى التأجــري‪.‬‬
‫حالــة إفالســه إن كان تاجــراً‪ ،‬أو إعســاره إن كان صاحــب مهنــة‬ ‫البحــث عــن شــركاء جــدد‪ ،‬ومــا يكلــف ذلــك مــن صعوبــات ومصاريــف‬ ‫‪ -‬عنــد كســاد صناعــة ميكــن انتقــال املعــدات إىل صناعــة أخــرى‬
‫غــري جتاريــة‪.‬‬ ‫خمتلفــة‪.‬‬ ‫دون خســارة رأمساليــة كبــرية‪.‬‬
‫‪ -‬أحقية الرقابة املباشرة يف مرحلة التشغيل‪.‬‬ ‫‪ -3‬مواجهــة نقــص رؤوس األمــوال‪ ،‬وبصفــة خاصــة عجــز مصــادر‬ ‫‪ -2‬تطويــر االئتمــان وحتويلــه مــن االئتمــان قصــري األجــل إىل‬
‫‪ -2‬تغيــري اجتــاه البنــوك حنــو التوظيــف متوســط وطويــل‬ ‫التمويــل الذاتــي ومصــادر التمويــل اخلارجــي عــن متويــل االســتثمارات‬ ‫االئتمــان متوســط وطويــل األجــل‪.‬‬
‫األجــل‪.‬‬ ‫اإلنتاجيــة‪.‬‬ ‫‪ -3‬توجيــه االئتمــان وتوظيــف اإلدخــارات لتمويــل االســتثمارات‬
‫‪ -3‬يشــكل التأجــري صيغــة أخــرى مــن صيــغ التمويــل؛ ممــا‬ ‫‪ -4‬يقــدم التأجــري التمويلــي متويــال كامــال لقيمــة األصــول الرأمساليــة‬ ‫اإلنتاجيــة بــد ًال مــن تنميــة ومتويــل االســتهالك‪.‬‬
‫يزيــد يف جمــال اختياراتــه بــني الصيــغ املعتمــدة‪.‬‬ ‫مــن آالت ومعــدات؛ أي بنســبة ‪ %100‬وهــو مــا ال يتوافــر عــادة يف‬ ‫‪ -4‬تنميــة وتغذيــة الصناعــات اإلنتاجيــة؛ مــن خــالل زيــادة الطلــب‬
‫‪ -4‬التأجــري يــدر إيــرادا للممــوِّل (املؤجِّــر) خالفــاً للقــرض‬ ‫التمويــل التقليــدي (ال تتعــدى ‪.)%80‬‬ ‫غــري املباشــر علــى منتجاهتــا (الســلع اإلنتاجيــة وأدوات التجهيــز)‬
‫احلســن‪.‬‬ ‫‪ -5‬الربــط بــني التمويــل والنشــاط االقتصــادي املمـوَّل؛ أي الربــط بــني‬ ‫مــن قِبــل البنــوك؛ هبــدف ختصيصهــا للمؤسســات املســتخدمة‬
‫‪ -5‬توثيــق العالقــة بــني البنــوك واملؤسســات الصناعيــة‪ ،‬ســواء‬ ‫حجــم التمويــل والعائــد املتوقــع ألن «اآللــة تدفــع مثنهــا مــن دخلهــا»‪.‬‬ ‫هلــا‪.‬‬
‫املنتجــة لألجهــزة واآلالت أو املســتخدمة هلــا؛ أي حتقيــق‬ ‫‪ -6‬حــل مشــكلة التجديــد واإلحــالل واالهتــالكات دون أيّ إرهــاق‬ ‫‪-5‬التغلــب علــى مشــكلة ارتفــاع أســعار وســائل اإلنتــاج وارتفــاع‬
‫عالقــة مباشــرة بــني رأس املــال املــايل ورأس املــال الصناعــي‪.‬‬ ‫مــايل‪ ،‬وتوفــري الســيولة الالزمــة‪.‬‬ ‫أســعار الفائــدة بفعــل الظــروف التضخميــة الــيت تســود االقتصــاد‪.‬‬
‫‪-6‬إجيــاد توظيــف لإلدخــارات علــى أســاس العائــد احلقيقــي‬ ‫‪ -7‬مالحقــة التطــورات والتغــريات التكنولوجيــة الســريعة‪ ،‬واالســتفادة‬ ‫‪ -6‬يقــوم التأجــري التمويلــي بتمويــل أصــول رأمساليــة؛ ممــا‬
‫مــن االســتثمار(الدخل) وليــس العائــد االفرتاضــي (ســعر‬ ‫مــن االخرتاعــات املتواليــة‪ ،‬ومبعنــى آخــر ح ـ ّل مشــكلة التناقــض بــني‬ ‫يتطلــب تشــغيل وتدريــب أيــدي عاملــة جديــدة‪.‬‬
‫الفائــدة)‪.‬‬ ‫العمــر االقتصــادي والعمــر الفــي بصــورة جذريــة‪.‬‬ ‫‪ -7‬التعجيــل بإقامــة صناعــات متقدمــة أكثــر إنتاجيــة؛ ممــا‬
‫‪ -7‬التأجــري أقــل خماطــرة مــن املضاربــة واملشــاركة؛ ألن البنــك‬ ‫‪ -8‬احلصــول علــى األصــول املطلوبــة مــع جتنــب أســلوب وأعبــاء‬ ‫يســاعد علــى املالحقــة املســتمرة للتطــور التكنولوجــي؛ ومــن ثــم‬
‫ميلــك األصــل املؤجــر مــن جهــة‪ ،‬ويتمتــع بإيــراد مســتقر وشــبه‬ ‫ســعر الفائــدة وآثارهــا (ارتفــاع األســعار وتقلبــات مثــن اإلقــراض‬ ‫رفــع جــودة اإلنتــاج مــع خفــض تكلفتــه‪ ،‬واإلســهام يف فتــح أســواق‬
‫ثابــت‪ ،‬وســهل التوقــع مــن جهــة أخــرى‪.‬‬ ‫واالقــرتاض)‪.‬‬ ‫جديــدة حمليــاً وخارجيــاً‪ ،‬وزيــادة مســتوى االســتثمارات‪.‬‬
‫‪ -8‬حتقيــق مزايــا ضريبيــة للمؤجِّــر‪ :‬إمكانيــة اســتنزال‬ ‫‪ -9‬حيــازة وســائل اإلنتــاج الضروريــة دون اكتســاب ملكيتهــا‪ ،‬وحتمــل‬ ‫‪ -8‬إدخــال أســلوب جديــد مــن أســاليب التمويــل التقليديــة؛ مــن‬
‫اهتــالكات األصــول املؤجــرة مــن إيراداتــه‪ ،‬هــذا خبــالف‬ ‫مســؤولية هــذه امللكيــة‪« ،‬الفصــل بــني امللكيــة واالســتخدام»؛ وبالتــايل‬ ‫خــالل عالقــة جديــدة بــني املقرضــني واملقرتضــني‪ ،‬فهــي عالقــة‬
‫مــا تقدمــه بعــض الــدول مــن إعفــاء علــى هــذا النشــاط مــن‬ ‫فــإن هــذا التمويــل يغــري مفهــوم ملكيــة رأس املــال‪ ،‬مــن ملكيــة كهــدف‬ ‫«مشــاركة مؤقتــة» بــني املالــك واملســتخدم لألجهــزة‪.‬‬
‫ضرائــب‪ .‬وهــذه املزايــا ميكــن أن تنعكــس علــى املســتأجر علــى‬ ‫إىل ملكيــة كتوظيــف وانتفــاع‪.‬‬ ‫‪ -9‬إجيــاد مفاهيــم إجيابيــة جديــدة مفادهــا أن الرتكيــز علــى‬
‫شــكل ختفيــض يف اإلجيــار‪ ،‬فهــو أكثــر كفــاءة مــن أشــكال‬ ‫‪ -10‬يف التأجــري التشــغيلي ال تس ـجَّل األصــول املؤجَّــرة يف امليزانيــة‬ ‫اســتخدام اآلالت هــو الــذي حيقــق الربــح وليســت امللكيــة‪.‬‬
‫التمويــل الــيت ال حت ِّقــق مزايــا ضريبيــة‪.‬‬ ‫احملاســبية (متويــل مــن خــارج امليزانيــة)؛ وحتقيــق مزايــا حماســبية‬ ‫‪ -10‬زيــادة املنافســة بــني مصــادر التمويــل املختلفــة واخنفــاض‬
‫وضريبيــة‪.‬‬ ‫تكلفتهــا‪.‬‬
‫‪437‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل التأجريي‪:‬‬
‫تشــري بعــض الدراســات أن نشــاط التأجــري التمويلــي قــد شــهد منــواً يف‬
‫اآلونــة األخــرية خاصــة يف الــدول الناميــة‪ ،‬وبالرغــم مــن أن حجمــه مل يتعــد‬
‫نســبة ‪ %5‬مــن إمجــايل هــذا النشــاط علــى مســتوى العــامل كمتوســط للفــرتة‬
‫‪1994-1990‬؛ فــإن متوســط معــدل منــوه تــراوح بــني ‪ ،%300-%45‬بينمــا‬
‫مل يتعــد النشــاط نفســه يف الــدول املتقدمــة صناعيــاً نســبة ‪ %3‬خــالل‬
‫متوســط معــدل منــو الفــرتة نفســها؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)88‬نشــاط التأجــري التمويلــي يف الــدول املتقدمة والدول‬


‫النامية‪.‬‬

‫(متوسط الفرتة ‪)1994–1990‬‬


‫معدالت النمو السنوية‬ ‫حجم النشاط (باملليار دوالر)‬ ‫الدولة‬
‫‪%95‬‬ ‫‪1,00‬‬ ‫آسيــــا ومنها‪:‬‬
‫‪%77‬‬ ‫‪0,2‬‬ ‫الفلبيـن‬
‫‪% 300‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫تايالنـد‬
‫‪% 87‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫تركيـا‬
‫‪%55‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫أمريكا الالتينيـة ومنها‪:‬‬
‫‪%61‬‬ ‫‪1,5‬‬ ‫الربازيـل‬
‫‪%45‬‬ ‫‪3,00‬‬ ‫أفريقيــا ومنها‪:‬‬
‫‪%85‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫مصــر‬
‫‪% 300 - %45‬‬ ‫‪14,00‬‬ ‫إمجايل الدول الناميــة‪:‬‬
‫إمجايل الدول املتقدمــة‪:‬‬
‫‪% 3 - %2‬‬ ‫‪396,00‬‬ ‫(الواليات املتحدة‪ ،‬واليابان وأوربا)‬
‫‪%18 4‬‬ ‫‪410,00‬‬ ‫إمجايل العالــــم‬
‫املصدر‪ :‬فخري الدين الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19:‬‬

‫وميكن تلخيص عوامل زيادة نشاط التمويل التأجريي يف الشكل التايل‪:‬‬

‫‪438‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪ :)56‬عوامل منو نشاط التمويل التأجريي‪.‬‬


‫عـوامـل منـو التمويــل التأجيــري‬

‫عــامل اقـتـصـادي‬ ‫عــامل مـالـي‬ ‫عــامل فـنـي‬

‫‪ -‬ارتفاع أسعار األجهزة اإلنتاجية‬ ‫‪ -‬ارتفاع أسعار التمويل التقليدي‬ ‫‪ -‬التقدم التكنولوجي اهلائل‬

‫‪ -‬التكلفة العالية بسبب التكنولوجيا‬ ‫‪ -‬قصور التمويـــــل الذاتي‬ ‫‪ -‬العمر االقتصادي القصري‬

‫ضــرورة التجديد املستمر واإلحالل السريع ل صول‬

‫اللجــوء إىل وسيلة التمويــل التأجيــري‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.310–309 :‬‬

‫يــرى أحــد الباحثــني أن التمويــل التأجــريي ميثــل أرضيــة مشــرتكة بني بنوك‬
‫املشــاركة والبنــوك التقليديــة يف التمويــل(‪ )1‬ممــا يُتيــح فرصـاً أكثــر للتعــاون‬
‫بينهمــا(‪)2‬؛ يف حــني يعتــرب البعــض أن بنــوك املشــاركة «حبكــم هياكلهــا‬
‫وإيديولوجيتهــا مهيّــأة أكثــر مــن غريهــا؛ لكــي تصبــح بنــوك متخصصــة‬
‫يف االئتمــان االجيــاري أو التمويــل التأجــريي لالســتثمارات اإلنتاجيــة»(‪.)3‬‬
‫وميكــن التعبــري عــن ذلــك يف الشــكل التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬مثــال ذلــك‪ :‬متويــل طائــرات باإلجــارة لشــركة طــريان اإلمــارات مــن قبــل شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار وبنــك‬
‫تشــيز ماهناتــن‪.‬‬
‫(‪ )2‬منذر القحف‪« ،‬سندات اإلجارة واألعيان املؤجرة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫(‪ )3‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.345 :‬‬

‫‪439‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪:)57‬‬


‫انسجام مبادئ التمويل التأجريي مع مبادئ بنوك املشاركة‪.‬‬

‫انسجام التمويل التأجريي مع نشاط بنوك املشاركة‬

‫مبــادئ بنوك املشاركة‬ ‫مبــادئ التمويل التأجريي‬

‫املشاركة املؤقتة يف االستثمار‬ ‫مدة التمويل تعادل العمر االقتصادي‬

‫املشاركة يف األرباح (عائد متغري)‬ ‫األجهزة تدفع قيمتها من العوائد‬

‫السيولة الدائمة واالستثمار املتكرر‬ ‫االحتفاظ بامللكية طول مدة العقد‬

‫التمويل التأجريي = نشاط متخصص‬

‫تأسيس شركات تأجيـر تابعــة‬ ‫تعاون بنوك املشاركة مع التقليدية‬

‫ويظهــر يف أصــول ميزانيــة «البنــك اإلســالمي للتنميــة» حســاب التأجــري‪،‬‬


‫ويف ميزانيــة «بنــك الربكــة اجلزائــري» حســاب االعتمــاد اإلجيــاري‪ ،‬ويف‬
‫ميزانيــة «شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار» حســاب اســتثمار يف‬
‫عقــود إجيــار(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬مشــاكل عملية للتمويل التأجريي‪:‬‬


‫إن التمويــل التأجــريي أصبــح مــن أهــم الوســائل التمويليــة يف االقتصاد‬
‫الصناعــي املعاصــر‪ ،‬وال يــزال متعثــرا يف الــدول الناميــة لعــدة أســباب‬
‫مــن أمههــا‪« :‬غيــاب اجلهــاز الصناعــي املنتــج للســلع اإلنتاجيــة‪ ،‬وضآلة‬
‫املدخــرات وعــدم الرتشــيد يف توظيفهــا إن وُجــدت‪ ،‬وغيــاب املؤسســات‬
‫املاليــة واملصرفيــة املتخصصــة يف تلــك األمــور‪ ،‬وعــدم وجود تشــريعات‬
‫منظمــة هلا»(‪.)1‬‬
‫ونستعـــرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــيت واجهــت التمويــل التأجــريي‬
‫يف التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.311 :‬‬

‫‪441‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)89‬مشــاكل التمويــل التأجــريي يف ضــوء التجربــة‬


‫العمليــة لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫حلـــول مقرتحـــة‬ ‫مشــاكل التمويـــل التأجيــري‬
‫‪ -‬يُمنــع علــى البنــوك امتــالك األمــوال املنقولــة واألصــول ‪ -‬علــى الرغــم مــن أن البنــوك ال تســتطيع أن تقــوم‬
‫بنفســها مبباشــرة النشــاط التأجــريي؛ إال أهنــا ميكــن‬ ‫العقاريــة إال يف حــدود معينــة‪.‬‬
‫أن تلعــب دوراً أساســياً باملســامهة يف إنشــاء ومتويــل‬
‫شــركات متخصصــة يف عمليــة التأجــري‪.‬‬
‫‪ -‬ضــرورة تعديــل األنظمــة احملاســبية والتشــريعات‬ ‫‪ -‬النظــم احملاســبية والتشــريعات القانونيــة للــدول العربيــة‬
‫القانونيــة وفــق هــذا األســلوب التمويلــي اجلديــد؛ الــذي‬ ‫ال تشــتمل علــى املعايــري واملزايــا الــيت تُم ِّكــن مؤسســاهتا‬
‫يعتــرب حبــق إضافــة خالصــة لفنــون التمويــل‪.‬‬ ‫املاليــة احملليــة مــن االنطــالق يف النشــاط التأجــريي‪:‬‬
‫‪ -‬ملّــا كان التأجــري ضــرورة مــن ضــرورات العصــر؛‬ ‫‪ -1‬معــدالت االهتــالك احملاســبية مســجلة فقــط لعــدد‬
‫ونظــراً ملــا حــدث مــن تطويــر يف املعامــالت اخلاصــة‬ ‫حمــدود مــن األصــول الثابتــة‪.‬‬
‫بــه‪ ،‬فقــد كان مــن الــالزم توحيــد الطــرق املســتخدمة‬ ‫‪ -2‬معــدالت منخفضــة نســبيا مقارنــة مبعــدالت االهتــالك‬
‫يف احملاســبة عــن عمليــات وإجــراءات عقــود التأجــري‬ ‫العامليــة ممــا يــؤدي إىل إطالــة عمــر األصــول؛ ومــن ثــم‬
‫واإلفصــاح عنهــا‪.‬‬ ‫عــدم حتفيزهــا علــى التوســع يف ممارســة هــذا النشــاط‪.‬‬
‫‪ -3‬عــدم الســماح بتطبيــق طــرق االهتــالك املتســارع‬
‫لألصــول الرأمساليــة‪.‬‬
‫‪ -‬مــن الضــروري أن تكتســب عمليــة الصياغــة القانونيــة‬ ‫‪ -‬املمارســات غــري األخالقيــة والتصرفــات غــري القانونيــة‬
‫لعقــد التأجــري التمويلــي يف إطــار تشــريعي رمســي منظم‬ ‫الــيت مــن احملتمــل أن يلجــأ إليهــا املســتأجرون‪:‬‬
‫أمهيــة بالغــة يف محايــة حقــوق املؤجــر وملكيتــه لألصــول‬ ‫‪ -1‬جلــوء املســتأجر ودون علــم املؤجِّــر إىل إعــادة تأجــري‬
‫الرأمسالية‪.‬‬ ‫األصــل إىل طــرف ثالــث (تأجــري مــن الباطــن) مقابــل إجيــار‬
‫يفــوق اإلجيــار املدفــوع للمؤجــر األصلــي‪.‬‬
‫‪ -2‬اللجــوء إىل بيــع األصــل إىل طــرف ثالــث بســعر يفــوق‬
‫جممــوع القيمــة احلاليــة للقيــم االجياريــة لألصــل طــول‬
‫مــدة عقــد التأجــري‪.‬‬
‫‪ -‬القــدرة علــى تقييــم دراســات اجلــدوى االقتصاديــة‬ ‫‪ -‬غيــاب الوعــي الــكايف للمتعاملــني (املســتأجرين) مبزايــا‬
‫والفنيــة الــيت يتقــدم هبــا املســتأجرون لتمويــل األصــول‪.‬‬ ‫التمويــل التأجــريي‪ ،‬والرتكيــز علــى املزايــا الــيت ميكــن‬
‫‪ -‬ضــرورة توفــر اخلــربة الفنيــة الــيت تتعلــق بطبيعــة‬ ‫حتقيقهــا مــن زاويــة ختفيــف األعبــاء املاليــة‪ ،‬دون تقييــم‬
‫وخصائــص األصــول‪ ،‬والدرايــة الكافيــة يف التعامــل مــع‬ ‫شــامل ملــا ميكــن أن حيققــه أســلوب التأجــري مــن وفــورات‬
‫املســتأجرين املتعثريــن ســواء مــن الناحيــة القانونيــة أو‬ ‫يف عنصــر الوقــت والســيولة؛ باإلضافــة إىل املرونــة يف‬
‫االئتمانيــة‪.‬‬ ‫االســتخدام والتحديــث التكنولوجــي لألصــول‪.‬‬
‫‪ -‬ضــرورة اإلملــام الــكايف بقوانــني الضرائــب ونظــم‬ ‫‪ -‬التأخــري أو عــدم ســداد املدفوعــات االجيارية يف املواعيد‬
‫احملاســبة واجلمــارك الســائدة‪.‬‬ ‫احملددة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬فخري الدين الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪21-20:‬؛ ‪.40-39‬‬
‫‪ -‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.255-252 :‬‬

‫‪442‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻧــﻲ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ ﺑﺎﻟﺒﻴــﻊ ﺑﺎﻟﺘﻘﺴــﻴﻂ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالبيــع بالتقســيط وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬ ‫أو ً‬
‫املشــاركة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويل بالبيع بالتقسيـط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل بالبيـع بالتقسيـط يف بنـوك املشاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل بالبيــع بالتقســيط وخطواتــه العمليــة يف بنــوك‬ ‫أو ً‬


‫املشــاركة‬
‫‪ .1‬تعريف التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫التعريــف العــام للبيــع بالتقســيط(‪ )1‬هــو‪« :‬عقــد يقضــي بــأن يُس ـدَّد مثــن‬
‫البيــع علــى عــدد حمــدود مــن الدفعــات يف تواريــخ معيّنــة‪ ،‬وينتقــل فيــه حــق‬
‫ملكيــة الســلعة املبيعــة إىل املشــرتي ابتــداءً مــن توقيــع العقــد ودفــع القســط‬
‫األول‪ ،‬ومــن هنــا ال تصبــح للبائــع أيّــة حقــوق علــى الســلعة املبيعــة إال أنــه‬
‫مــن حقــه مطالبــة املشــرتي بســداد أي قســط ختلــف عــن دفعــه»(‪ ،)2‬أو‬
‫مبعنــى آخــر هــو‪« :‬بيــع تنتقــل فيــه ملكيــة املبيــع إىل املشــرتي فــور التســليم‪،‬‬
‫ويصبــح البائــع دائنــا للمشــرتي بثمــن املبيــع»(‪.)3‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي البيــع بالتقســيط «أن يقــوم البنــك بتســليم‬
‫البضاعــة املتفــق عليهــا إىل عميلــه يف احلــال مقابــل تأجيــل ســداد الثمــن‬
‫(‪ )1‬يطلق عليه عدة تسميات‪« :‬البيع املؤجــل الثمن» أو «البيـع بالتفـاريـق» أو «البيع إىل أجـل معلــوم»‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.412 :‬‬

‫‪443‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫إىل وقت حمدّد‪ ،‬ويســتوي يف ذلك أن يكون التأجيل لكامل مثن البضاعة‪،‬‬
‫أو جلــزء مــن هــذا الثمــن‪ ،‬وعــادة مــا يتــم ســداد اجلــزء املؤجّــل مــن مثــن‬
‫البضاعــة علــى دفعــات أو أقســاط»(‪.)1‬‬
‫وعليه؛ يتكون التمويل بالبيع بالتقسيط من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬البنــك (البائــع)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بشــراء ســلع مُعمِّــرة(‪ )2‬أو‬
‫غريهــا مــن الســلع‪ ،‬ثــم يبيعهــا للجمهــور بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ 2.1‬العميــل (املشــرتي)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بشــراء الســلع مــن البنك‬
‫بثمــن مقســط متفــق عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يُمكن أن يُمارَس البيع اآلجل (املؤجل) يف بنوك املشاركة بأسلوبني‪:‬‬
‫‪ 1.2‬البيــع باألجــل‪ :‬وفيــه يتــم دفــع الثمــن بكاملــه دفعــة واحــدة يف‬
‫هنايــة األجــل احملــدد‪.‬‬
‫‪ 2.2‬البيــع بالتقســيط‪ :‬وفيــه يتــم دفــع الثمــن على أقســاط حمددة‬
‫يف فــرتات زمنيــة متفــق عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬خطــوات احلصــول علــى التمويــل بالبيــع بالتقســيط يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪:‬‬
‫‪ 1.3‬شروط التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يتطلــب التمويــل بالبيــع بالتقســيط بعــض الشــروط نوجــز أمههــا فيمــا‬
‫يلــي(‪:)3‬‬

‫(‪ )1‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142 :‬‬
‫(‪ )2‬الســلع املُعمِّــرة (‪ )Durable goods‬هــي‪ :‬ســلع اســتهالكية مثــل الســيارات والثالجــات وآالت الغســيل وأجهــزة‬
‫التلفزيــون الــيت تســتطيع إشــباع رغبــات املســتهلكني خــالل فــرتة طويلــة مــن الزمــن؛ وذلــك عكــس الســلع االســتهالكية الــيت‬
‫تفنــى مبجــرد اســتعماهلا أول مــرة (مثــل املــواد الغذائيــة)‪.‬‬
‫(‪ )3‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85-84 :‬‬

‫‪444‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 1.1.3‬جيــوز للبنــك أن يشــرتي ســلعا أو أصــوال رأمساليــة‪ ،‬ثــم‬


‫يُعيــد بيعهــا ألجــل أو آلجــال حمـدّدة بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬ال جيــوز للبنــك أن حيتفــظ مبلكيــة الســلع واألصــول‬
‫املعــدة للبيــع بالتقســيط ملــدة تزيــد علــى ســتة أشــهر‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬للبنــوك إلــزام املشــرتي بتقديــم الضمانــات والرهــون‬
‫مقابــل الديــن املتو ِّلــد مــن البيــع بالتقســيط‪ ،‬مبــا ال يزيــد عــن‬
‫‪ %150‬مــن مبلــغ ذلــك الديــن‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬ال جيــوز للبنــوك أن تعيــد شــراء ســلعة باعتهــا لعميــل‬
‫باألجــل أو بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ 5.1.3‬يُحـدِّد البنــك املركــزي مــن حــني آلخــر أنــواع الســلع الــيت‬
‫جيــوز للبنــوك التعامــل هبــا يف بيــع التقســيط‪.‬‬
‫‪ 6.1.3‬يُح ـدِّد البنــك املركــزي النســبة مــن أصــول البنــك الــيت‬
‫جيــوز أن تُخصَّــص ألغــراض البيــع بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ 7.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي حتديــد ســقوف عليــا هلامــش‬
‫الربــح الــذي تتقاضــاه البنــوك يف بيــع التقســيط‪ ،‬آخــذا يف‬
‫احلســبان أنــواع الســلع واملبالــغ واآلجــال‪...‬‬
‫‪ 8.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي أن يُحــدِّد نســبا دنيــا أو عليــا‬
‫للدفعــات النقديــة املعجلــة يف عمليــات البيــع بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫البيــع بالتقســيط هــو اتفــاق يتــم مبقتضــاه شــراء الســلعة علــى أســاس دفــع‬
‫مثنهــا يف صــورة أقســاط حمــددة متفــق عليهــا‪ ،‬ويتــم تأجيــل الثمــن يف البيــع‪،‬‬
‫مــع تســليم الســلعة مــن خــالل «حتديــد ســعرين للســلعة‪ :‬ســعر نقــدي فــوري‬

‫‪445‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وســعر آجــل‪ ،‬علــى أن خيتــار املشــرتي بينهمــا‪ ،‬فــإذا اختــار الســعر املؤجــل‬
‫دفعــه علــى أقســاط أو دفعــة واحــدة يف هنايــة املــدة»(‪ ،)1‬وغالبـاً مــا يزيــد الثمــن‬
‫املؤجــل للســلعة عــن مثنهــا نقــداً؛ حيــث «جيــوز للمصــرف تقاضــي هامش ربح‬
‫أعلــى يف حــال البيــع اآلجــل‪ ،‬فلــو حـدَّد لنفســه رحبــا علــى البضاعــة مبقــدار‬
‫(‪ )%20‬مث ـالً علــى مبيعاتــه النقديــة‪ ،‬جلــاز لــه تقاضــي ربــح مبعــدل (‪)%30‬‬
‫مثـالً علــى مبيعاتــه اآلجلــة»(‪.)2‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)58‬خطوات البيع بالتقسيط‬
‫حتـديد سعـرين للسـلعة‬ ‫شـــراء البنك لسلع‬
‫تقدم العميــل للبنك‬
‫(سعر نقدي فوري وسعر‬
‫بغرض الشراء‬ ‫بغرض املتاجرة‬
‫آجل)‬

‫دراســة الــســوق‬

‫االتفاق على االستقرار على‬ ‫تأجيل دفع الثمن يف البيع‬ ‫ن‬ ‫حتصيل البنك‬
‫البيع النقدي أو اآلجل‬ ‫مع تسليم السلعة للعميل‬ ‫األقساط من العميل‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬


‫ميكــن أن يكــون البيــع بتأجيــل الثمــن «جــزءاً مــن عقــد بيــع املراحبــة ل مــر‬
‫بالشــراء حــني ال يدفــع الواعــد بالشــراء الثمــن نقــداً؛ بــل يدفعــه مؤج ـ ً‬
‫ال‬
‫علــى أقســاط‪ ،‬لعــدم توافــر الســيولة النقديــة لديــه لدفــع إمجــايل قيمــة‬
‫الســلعة»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344 :‬‬


‫(‪ )2‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231 :‬‬
‫(‪ )3‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪345 :‬‬

‫‪446‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل بالبيع بالتقسيط وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى بعــض اخلــرباء أن التمويــل بالبيــع بالتقســيط يُم ِّكــن البنــوك مــن‬
‫حتقيــق قــدر مــن الربــح دون اضطرار إىل املخاطرة باملشــاركة يف اخلســائر‬
‫احملتملــة‪ ،‬ماعــدا يف حالــة إفــالس الطــرف املشــرتي أو ختلفــه عــن الوفــاء‬
‫بالديــن؛ لكــن هــذا النمــط مــن التمويــل «ال يُنصــح باســتخدامه علــى‬
‫نطــاق واســع وبــال متييــز‪ ،‬نظــراً للخطــر املرتبــط بــه مــن حيــث فتــح بــاب‬
‫خلفــي للتعامــل بالفائــدة‪ .‬لذلــك حيتــاج األمــر إىل ابتــكار نــوع مــن التدابــري‬
‫الوقائيــة‪ ،‬لكــي يقتصــر هــذا النــوع مــن التمويــل علــى احلــاالت الــيت ال‬
‫مفــر مــن اســتخدامه فيهــا»(‪ .)1‬ويعتــرب البعــض أنــه يُمكــن لبنــك املشــاركة أن‬
‫يســتخدم أســلوب البيــع اآلجــل أو البيــع بالتقســيط؛ «وذلــك عندمــا يكــون‬
‫هــو األســلوب الوحيــد املتــاح واملناســب للعمليــة التمويليــة»(‪)2‬؛ أي حيـدّ مــن‬
‫اســتخدام هــذا األســلوب بقــدر اإلمــكان إذا توافــرت األســاليب األخــرى‬
‫مــن مضاربــة ومشــاركة وأمكــن اســتخدامها‪.‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1‬يف ظــل البيــع بالتقســيط تنتقــل ملكيــة الســلعة إىل املشــرتي‬
‫فــور االســتالم؛ إال أنــه غالبـاً مــا يتــم االتفــاق علــى أنــه ال جيــوز لــه‬
‫التصــرف فيهــا إال بعــد اســتكمال ســداد األقســاط؛ وذلــك لضمــان‬
‫هــذا الســداد‪.‬‬
‫(‪ )1‬تقرير جملس الفكر اإلسالمي يف باكستان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30-29 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صاحل احلناوي والسيدة عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.414 :‬‬
‫(‪ )3‬راجع‪ - :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84 :‬‬
‫‪ -‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108 :‬‬

‫‪447‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 2.1‬لكــي يكــون نظــام البيــع بالتقســيط ســليما ال بــد مــن توافــر‬


‫ركنــني أساســيني مهــا‪:‬‬
‫أ أن يدفع املشرتي جزءاً معقوال من مثن السلعة عند الشراء‪،‬‬
‫ثــم يُقســم الباقــي علــى املــدة(‪ )1‬الــيت يتفــق عليهــا‪.‬‬
‫ب جتنب تراكم األقساط املتأخِّرة عند العميل‪.‬‬

‫‪ 3.1‬تكويــن خمصــص لألقســاط املشــكوك يف حتصيلهــا ملواجهــة‬


‫احلــاالت املتوقعــة للتأخــر عــن الســداد‪ ،‬ويتأثــر هــذا املخصــص‬
‫بعاملــني أساســيني مهــا‪:‬‬
‫أ مدى الثقة اليت يضعها البنك يف العميل‪.‬‬
‫ب حجــم األقســاط املتبقيــة مــن دون ســداد‪ ،‬ومــدى االنتظــام‬
‫يف عمليــة الســداد‪.‬‬

‫‪ 4.1‬يف بعــض األحيــان قــد يتأخــر العميــل عــن ســداد أحــد (أو‬
‫بعــض) األقســاط يف تاريــخ االســتحقاق املتفــق عليــه؛ وهلــذا هنــاك‬
‫إجــراءات جيــب أن يتبعهــا البنــك جتــاه هــذه املشــكلة‪ ،‬يلخصهــا‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬تتوقف مدة السداد يف البيع بالتقسيط على عدة عوامل مثل‪:‬‬
‫‪ -‬القــدرة املاليــة للبائــع‪ :‬فــإذا كانــت هــذه القــدرة حمــدودة فــإن األمــر يتطلــب اســرتجاع أموالــه مــن العمــالء يف وقــت قصــري‬
‫وتكــون مــدة التقســيط قصــرية‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة األصل‪ :‬فإذا كان األصل سريع االهتالك؛ تكون مدة التقسيط قصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الظــروف االقتصاديــة الســائدة يف اجملتمــع‪ :‬ففــي ظــروف الكســاد واخنفــاض القــوة الشــرائية؛ تكــون مــدة التقســيط‬
‫طويلــة‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شكل رقم (‪:)59‬‬


‫إجراءات البنك يف حالة عدم سداد العميل ل قساط يف مواعيدها‬
‫حالة عدم سداد العميل‬

‫حالة توقف العميل عن الدفع‬ ‫حالة تأخر العميل عن الدفع‬

‫إجراءات عالجية (مواجهة املشكلة)‬ ‫إجراءات وقائية (احلد من املشكلة)‬

‫‪ -1‬االتصــال بالعميــل فــور رفضــه‬ ‫‪ -1‬إجــراء دراســة متأنيــة لعمليــة البيــع‬


‫الســداد‪ ،‬وذلــك هبــدف التفــاوض معــه‪.‬‬ ‫بالتقســيط (مسعـــة العميــل ‪ +‬طبيعـــة‬
‫‪ -2‬اســتخدام البنــك للضمانــات الــيت‬ ‫الســلعة ‪ +‬الظــروف االقتصاديــة‪.)...‬‬
‫حصــل عليهــا مــن العميــل يف اســتيفاء‬ ‫‪ -2‬عــدم التعامــل مــع عمــالء ثبــت‬
‫حقــه‪.‬‬ ‫عــدم وفائهــم بالتزاماهتــم يف مواعيــد‬
‫‪ -3‬التحفــظ علــى الســلعة إذا كانــت ال‬ ‫ا ســتحقا قها ‪.‬‬
‫تــزال يف حــوزة البنــك (يف خمــازن تابعــة‬ ‫‪ -3‬اســتيفاء ضمانــات حقيقيــة مــن‬
‫لــه)‪.‬‬ ‫العميــل‪ ،‬تغطــي علــى األقــل قيمــة‬
‫‪ -4‬اللجــوء إىل القضــاء أو تشــكيل‬ ‫مديونيتــه جتــاه البنــك‪.‬‬
‫هيئــة للحكــم علــى مقــدار ضــرر البنــك‬ ‫‪ -4‬تكويــن خمصــص لألقســاط املشــكوك‬
‫(املطالبــة بالتعويــض)‪.‬‬ ‫يف حتصيلهــا ملواجهــة حــاالت التأخــر يف‬
‫الســداد‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.109–108 :‬‬

‫‪ .2‬مقارنــة التمويــل بالبيــع بالتقســيط مــع األســاليب التمويليــة‬


‫املشــاهبة‪:‬‬
‫رغــم أن البيــع بالتقســيط هــو عمليــة بيــع؛ إال أنــه خيتلــف عــن األســاليب‬
‫البيعيــة األخــرى مــن عــدة جوانــب‪ ،‬مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪449‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)90‬مقارنــة التمويــل بالبيــوع مــع التمويــل بالبيــع‬


‫بالتقســيط يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫أسلوب‬
‫التمويــل بالبيع بالتقسيــط‬ ‫التمويــل بالبيــوع‬ ‫التمويل‬
‫‪ -1‬بيــع يســتحق فيــه دفــع مثــن الســلعة بعــد أجــل معيّــن‬ ‫‪ -1‬بيع يتم فيه تبادل السلعة والثمن فوراً‪.‬‬ ‫البيـع‬
‫‪ -2‬أســلوب لتوزيــع الســلع وإمتــام املبــادالت‪ ،‬أمــا التمويــل (أقســاط)‪.‬‬ ‫النقـدي‬
‫فيــه‪ ،‬مبعنــى تقديــم مــال واالنتظــار بــه فهــو غــري موجــود‪ -2 .‬أسلوب لتوزيع السلع ووسيلة متويل‪.‬‬ ‫(الفوري)‪:‬‬
‫‪ -1‬مثن البيع < البيع الفوري‪.‬‬ ‫‪ -1‬مثن البيع البيع الفوري‪.‬‬
‫‪ -2‬الثمن مؤجّل والسلعة معجّلة‪.‬‬ ‫بيـع السَّ َلـم‪ -2 :‬الثمن معجّل والسلعة مؤجّلة‪.‬‬
‫‪ -3‬مديونية نقدية‪.‬‬ ‫‪ -3‬مديونية عينية‪.‬‬
‫‪ -1‬يشرتي البنك السلع وخيزهنا قبل تلقيه أمر الشراء‪.‬‬ ‫‪ -1‬يطلب العميل من البنك شراء سلعة معيّنة‪.‬‬
‫‪ -2‬البنك غري ملزم بإعالم العميل بثمن الشراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬اشرتاط معلومية الربح‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان مثــن بيــع املراحبـــة يُدفــع علــى أقســاط زاد‬ ‫‪ -3‬املراحبة قد تكون نقداً أو بأجل‪.‬‬ ‫بيـع‬
‫البنــك يف ســعر الســلعة ألجـــل التأجيــل يف دفــع الثمــن؛‬ ‫املراحبـة‪:‬‬
‫سُــمي‪« :‬بيــع بالتقســيط»‪.‬‬

‫وخيتلــف التمويــل بالبيــع بالتقســيط عــن القــرض بفائــدة يف التمويــل‬


‫التقليــدي يف جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)91‬مقارنــة بــني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية‬
‫والتمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫التمويــل بالبيــع بالتقسيــط‬ ‫التمويــل بالقــروض‬ ‫عنصر املقارنة‬

‫عالقة املتعامل‬
‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬ ‫‪ -‬عالقة املدين بالدائن‪.‬‬
‫مع البنك‬
‫‪ -‬إقــراض نقــود مقابــل فائــدة ثابتــة ترتبــط ‪ -‬يقــوم بنــك املشــاركة بشــراء ســلع معمِّــرة وبيعهــا بســعر‬
‫أعلــى يدفــع لــه علــى أقســاط‪ ،‬والفائــدة تنتفــي يف هــذه‬ ‫بأصــل القــرض ومدتــه‪.‬‬
‫العمليــة؛ ألن البنــك يســتبدل نقــودا بســلعة‪ ،‬ثــم يبيــع الســلعة‬ ‫العــائـــد‬
‫مقابــل نقــود‪ ،‬والفــرق بــني مــا يدفعــه لشــراء الســلعة وقيمــة‬
‫بيعهــا مي ِّثــل ربــح البنــك مــن العمليــة التجاريــة الــيت يقــوم هبــا‪.‬‬
‫‪ -‬يتمثــل عائــد نشــاط التوظيــف اإلقراضــي يف ‪ -‬يف البيــع اآلجــل يصبــح للســلعة ســعر للدفــع الفــوري‬
‫وســعر إذا دفعــت القيمــة بنظــام التقســيط‪ ،‬وال يكــون‬ ‫الفــرق بــني‪:‬‬
‫يف ذلــك فائــدة؛ ألن املشــرتي مُخيّــر بــني أن يشــرتي بــأيّ‬ ‫سعر الفائدة املدينة (اإلقراض)‪.‬‬
‫الســعرين شــاء‪.‬‬ ‫وسعر الفائدة الدائنة (اإليداع)‪.‬‬ ‫فــرق السعـر‪:‬‬
‫‪ -‬يكــون الثمــن يف بيــع األجــل أعلــى منــه يف البيــع الفــوري؛‬
‫ألن للزمــن حصــة يف الثمــن‪.‬‬
‫‪ -‬يُربَّر فرق السعر على أنه عائد من عملية بيع سلعة‪.‬‬
‫‪ -‬عندمــا يتوقــف العميــل عــن الســداد؛ فــإن ‪ -‬إذا تأخــر املشــرتي املديــن عــن دفــع مثــن األقســاط يف‬
‫املوعــد احملــدد؛ فــال يكــون الثمــن قابــال للزيــادة إذا مُ ـدّ يف‬ ‫الفائــدة تزيــد بزيــادة املــدة‪.‬‬ ‫التوقف‬
‫األجــل‪.‬‬ ‫عن السّداد‪:‬‬

‫‪450‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وعنــد مقارنــة البيــع بالتقســيط مــع التمويــل التأجــريي كأســلوبني مــن‬


‫أســاليب التمويــل؛ خنلــص إىل أن أســلوب التمويــل التأجــريي أكثــر كفــاءة‬
‫مــن البيــع بالتقســيط؛ لالعتبــارات الــيت نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)92‬مقارنــة التمويــل التأجــريي والتمويــل بالبيــع‬


‫بالتقســيط يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫عنصر‬
‫التمويــل بالبيع بالتقسيــط‬ ‫التمويــل التأجيــري‬ ‫املقارنة‬
‫‪ -‬يســمح للمســتأجر بالتمويــل الكامــل (‪ )%100‬الــالزم ‪ -‬يدفــع املشــرتي نقــدا نســبة قــد تــرتاوح مــا بــني ‪%20‬‬
‫للحصــول علــى األصــول املطلوبــة‪ ،‬ممــا يــؤدي إىل توفــري إىل ‪ %40‬مــن قيمــة األصــل‪ ،‬وكأنــه ســيحصل علــى‬ ‫طبيعة‬
‫متويــل جزئــي يف هــذه احلالــة يــرتاوح مــا بــني ‪ %80‬إىل‬ ‫النقديــة ورأس املــال العامــل للتشــغيل‪.‬‬ ‫التمويل‬
‫‪ %60‬فقــط‪.‬‬ ‫وأمهيته‪:‬‬
‫‪ -‬املورِّد (املنتج) ‪ +‬البنك (املؤجِّر) ‪ +‬العميل (املستأجر)‪ - .‬البنك (البائع) ‪ +‬العميل (املشرتي)‪.‬‬ ‫أطراف‬
‫العملية‪:‬‬
‫‪ -‬العميــل (املســتأجر) هــو الــذي يتــوىل حتديــد األصــول ‪ -‬يكــون البنــك (البائــع) قــد قــام ســلفا بشــراء األصــول‬
‫الالزمــة لــه ومواصفاهتــا وإمكاناهتــا ومصــدر احلصــول املزمــع بيعهــا طبق ـاً إلمكاناتــه املاديــة وتوقعاتــه للطلــب‬
‫عليهــا‪ ،‬ويقــوم البنــك (املؤجِّــر) بتمويــل شــرائها فقــط‪ ،‬عليهــا‪.‬‬ ‫شراء‬
‫ونظــراً ألن الطلــب علــى املعــدات واآلالت هــو طلــب‬ ‫األصول‪:‬‬
‫«مشــتق» مــن الطلــب علــى منتجاهتــا؛ هلــذا فــإن املســتأجر‬
‫يكــون أكثــر قــدرة علــى معرفــة اجتــاه هــذا الطلــب‪.‬‬
‫‪ -‬وســيلة متويــل القطاعــات اإلنتاجيــة (األجهزة واألدوات ‪ -‬وســيلة متويل القطاعات العائلية (الســلع االســتهالكية‬ ‫طبيعـة‬
‫والسلع املعمِّرة)‪.‬‬ ‫املنتجة)‪.‬‬ ‫األصـول‪:‬‬
‫‪ -‬يســتمر التمويــل حبيــث يســتغرق عــادة العمــر اإلنتاجــي ‪ -‬ترتاوح بني ‪ 5-3‬سنوات‪.‬‬
‫لألصــل؛ ومــن ثــم فــإن مدتــه قــد تصــل إىل ‪ 10‬إىل ‪15‬‬
‫ســنة؛ ممــا جيعــل التدفقــات النقديــة الــيت يتحملهــا‬ ‫مدة سداد‬
‫املســتأجر (املســتثمر) منخفضــة وتتناســب مــع مــا‬ ‫األقساط‪:‬‬
‫حي ِّققــه األصــل مــن إيــرادات‪.‬‬
‫‪ -‬أســلوب جينِّــب املســتثمر دفــع جــزء مقــدم مــن مثــن ‪ -‬يدفــع املشــرتي جــزءاً معقــوالً (مقدمــاً) مــن مثــن‬
‫األصــل عنــد إجــراء االتفــاق؛ حيــث يتمثــل مــا يدفعــه الســلعة عنــد الشــراء‪.‬‬ ‫طبيعـة‬
‫املســتثمر يف أقســاط اإلجيــار الــيت تكــون متســاوية خــالل‬ ‫األقسـاط‪:‬‬
‫فــرتة التعاقــد‪.‬‬
‫‪ -‬يكــون للمســتثمر يف هنايــة عقــد اإلجيــار حريــة ‪ -‬نقــل امللكيــة إىل املشــرتي يتــم فــور التعاقــد ويكــون لــه‬
‫االختيــار بــني شــراء الســلعة أو ردِّهــا للمؤجــر مــرة أخــرى حريــة التصــرف يف األصــل بعــد ســداد األقســاط‪.‬‬ ‫حتويـل‬
‫‪ -‬نقل امللكية ‪ Ü‬عند بداية العقد‪.‬‬ ‫أو جتديــد العقــد‪.‬‬ ‫امللكيـة‪:‬‬
‫‪ -‬نقل امللكية ‪ Ü‬هناية مدة العقد‪.‬‬
‫‪ -‬للمؤجــر (البنــك) حــق اســرتداد أصولــه املؤجــرة؛ ألنــه ال ‪ -‬ال ميكــن للبائــع (البنــك) أن يطالــب املشــرتي بالســلعة؛‬ ‫إفالس‬
‫بــل يبقــى يطالــب بالدفعــات املتبقيــة (ديــن)‪.‬‬ ‫يــزال حيتفــظ مبلكيتها‪.‬‬ ‫العميـل‪:‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86-78 :‬‬

‫‪451‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬


‫يوجــد أســلوبان خمتلفــان حملاســبة عمليــات البيــع بالتقســيط‪ ،‬يُســتخدمان‬
‫بشــكل كبــري يف احليــاة العمليــة مهــا(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3‬طريقة إمجايل الربح احملقق يف حلظة البيع‪.‬‬
‫‪ 2.3‬طريقــة إمجــايل الربــح احملقــق خــالل مــدة بقــاء عقــد البيــع‬
‫(مــع حتصيــل األقســاط)‪.‬‬
‫ويشــتمل اإلفصــاح يف قائمــة امليزانيــة علــى أرصــدة احلســابات‬
‫التاليــة‪ :‬حـــ‪ /‬عمــالء البيــع بالتقســيط وحـــ‪ /‬خمصــص الديــون املشــكوك‬
‫فيهــا‪ ،‬و حـــ‪ /‬جممــل الربــح املؤجــل عــن مبيعــات التقســيط‪.‬‬
‫وفيمــا يلــي توضيــح للمعاجلــة احملاســبية للتمويــل بالبيــع بالتقســيط يف‬
‫القوائــم املاليــة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪:)93‬‬


‫املعاجلة احملاسبية للتمويل بالبيع بالتقسيط يف القوائم املالية‪.‬‬
‫حتقق إمجايل الربح على أقساط‬
‫(مع حتصيل األقساط)‬ ‫حتقق إمجايل الربح عند البيع (يف حلظة البيع)‬ ‫الطريقــة‬
‫‪ -‬إذا كانــت عمليــات البيــع بالتقســيط ال مت ِّثــل نشــاطاً حيويـاً ‪ -‬أمهيــة مبيعــات التقســيط بالنســبة إىل إمجــايل مبيعــات‬
‫الوحــدة االقتصاديــة‪.‬‬ ‫االستعمال‪ :‬بالنســبة للوحــدة االقتصادية‪.‬‬
‫خصـــوم‬ ‫أصـــول‬ ‫خصـــوم‬ ‫أصــــول‬
‫خصوم متداولة‪:‬‬ ‫حـ‪ /‬عمالء البيع بالتقسيط حـــ‪ /‬خمصــص الديــون أصول متداولة‪:‬‬
‫حـ‪ /‬عمالء البيع بالتقسيط حـــ‪ /‬جممــل ربــح مؤجــل عــن‬ ‫‪ -‬أقســاط واجبــة التحصيــل املشــكوك فيهــا‪.‬‬
‫مبيعــات التقســيط‪.‬‬ ‫امليزانيـة‪ :‬حتــى ‪/12/31‬‬
‫‪ -‬أقســاط واجبــة التحصيــل‬
‫بعــد ‪/12/31‬‬
‫إيـــرادات‬ ‫مصـــاريف‬ ‫إيـــرادات‬ ‫مصـــاريف‬
‫حـ‪ /‬مبيعات بضاعة‪.‬‬ ‫‪ -‬تكلفة البضاعة املباعة‪.‬‬ ‫‪++++‬‬ ‫قائمة حـــ‪ /‬مصاريــف الديــون‬
‫حـــ‪ /‬جممــل ربــح حمقــق عــن‬ ‫الدخـل‪ :‬املشــكوك فيهــا‪.‬‬
‫مبيعــات التقســيط‪.‬‬

‫(‪ )1‬أمحد نور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.545 :‬‬

‫‪452‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .4‬أمهيــة التمويــل بالبيــع بالتقســيط علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬


‫واجلزئي‪:‬‬
‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫تســتخدم بنــوك املشــاركة التمويــل بالبيــع بالتقســيط أو إىل أجــل‪،‬‬
‫بســعر أعلــى مــن الســعر احلــايل يف حالتــني مهــا(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.4‬احلالــة األوىل‪ :‬يف معامالهتــا مــع التجــار الذيــن‬
‫ال يرغبــون يف املشــاركة‪ ،‬وهــذا هــو البديــل لعمليــة الشــراء‬
‫بتســهيالت يف الدفــع الــيت متارســها البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ 2.1.4‬احلالــة الثانيــة‪ :‬يف املعامــالت الــيت يكــون فيهــا املبلغ‬
‫املؤجــل كبــرياً واألجــل طويــال‪ ،‬وذلــك مثــل بيــع املســاكن؛ وهــذا‬
‫هــو البديــل لســلفيات املبانــي بفائــدة الــيت متارســها البنــوك‬
‫العقاريــة‪.‬‬
‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫إن التعامــل ببيــع التقســيط زاد يف عصرنــا «حتــى صــار أكثــر وقوع ـاً مــن‬
‫البيــع النقــدي يف كثــري مــن البلــدان واحلــاالت»(‪)2‬؛ خاصــة يف جمــال شــراء‬
‫الســيارات واألجهــزة االســتهالكية املعمِّــرة‪ ،‬وهــو يفيــد كال مــن البائــع‬
‫واملشــرتي‪ ،‬فالبائــع يــزداد يف الثمــن‪ ،‬واملشــرتي حيصــل علــى ســلعة قبــل‬
‫متكنــه مــن دفــع الثمــن كام ـالً(‪.)3‬‬
‫وتتمثل بعض اآلثار االقتصادية لبيع التقسيط فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.345 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد صاحل الفرفور‪« ،‬بيع التقسيط»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،176‬ديسمرب ‪ ،1995‬ص‪.41 :‬‬
‫(‪ )3‬رضا سعد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29 :‬‬

‫‪453‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫جدول رقم (‪ :)94‬مزايا وعيوب التمويل بالبيع بالتقسيط على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* عيــــــوب البيــع بالتقسيــط‬ ‫* مزايــــــــا البيــع بالتقسيــط‬ ‫* طبيعة اآلثـــار‬
‫‪ -‬عندمــا يتش ـبّع القطــاع العائلــي مبــا لديــه مــن ســلع اســتهالكية معمِّــرة‪ ،‬ويف الوقــت‬ ‫‪ -‬عندمــا تعانــي بعــض الصناعــات مــن ركــود الطلــب علــى إنتاجهــا ال ســيما الســلع‬
‫الــذي يتطــور فيــه إنتــاج هــذه الســلع نتيجــة للتقــدم التكنولوجــي (ســواء يف الشــكل أو‬ ‫بيع التقسيط جزء االســتهالكية املعمِّــرة‪ ،‬فقــد تلجــأ إىل البيــع بالتقســيط هلــذه الســلع لتنشــيط الطلــب‬
‫بإضافــة مميــزات جديــدة تــؤدي إىل حتســني األداء)؛ فــإن إنتــاج هــذه الســلع ســوف يزيــد‬ ‫من سياسة اقتصادية عليهــا؛ وذلــك بدخــول نطــاق الشــراء طبقــة جديــدة مل تتش ـبّع بعــد هبــذه الســلع‪.‬‬
‫بنســبة تفــوق نســبة زيــادة الطلــب عليهــا األمــر الــذي يــؤدي إىل‪:‬‬ ‫‪ -‬يتــم زيــادة التســهيالت يف البيــع بالتقســيط وذلــك بتخفيــض قيمــة مق ـدّم الســعر‬ ‫توسعية‪:‬‬
‫ستعاني هذه الصناعات من وجود طاقة إنتاجية معطلة تؤدي إىل حدوث بطالة‪.‬‬ ‫(تشجعها السلطات (الدفعــة األوىل)‪ ،‬وزيــادة فــرتة الســماح الــيت تنقضــي قبــل بــدء ســداد أول قســط‪،‬‬
‫ســتعاني التجــارة الــيت تتخصــص يف بيــع هــذه الســلع مــن هبــوط معــدل دوران رأس‬ ‫النقدية ملعاجلة الركود وزيــادة الفــرتة الزمنيــة الكليــة الــيت ســتوزَّع عليهــا األقســاط؛ ممــا يرتتــب عليــه اخنفــاض‬
‫املــال ومــن هنــا يتــم اللجــوء إىل تنشــيط املبيعــات عــن طريــق البيــع بالتقســيط وزيــادة‬ ‫قيمــة القســط املدفــوع‪.‬‬ ‫يف الطلب)‬
‫التســهيالت فيــه‪.‬‬
‫‪ -‬إن توجيــه املدخــرات لتمويــل الشــراء بالتقســيط قــد يــؤدي إىل إنفــاق غــري مرغــوب من‬ ‫‪ -‬إن تشــجيع الطلــب علــى منتجــات الســلع املباعــة علــى التقســيط قــد يــؤدي إىل زيــادة‬ ‫بيع التقسيط‬
‫الناحيــة االجتماعيــة؛ مــن خــالل تراكــم رؤوس األمــوال يف صناعات الســلع االســتهالكية‬ ‫املبيعــات واألربــاح احملققــة يف تلــك الصناعــات‪ ،‬فــإذا كانــت تعانــي مــن طاقــة عاطلــة‬ ‫ورصيد املدخرات‪:‬‬
‫املعمِّــرة‪ ،‬وبدرجــة تفــوق املقــدار املطلــوب اجتماعيـاً‪ ،‬علــى حســاب قطاعــات أخــرى يف‬ ‫فســيتم اســتغالهلا ممــا حي ِّقــق االســتخدام الكــفء ملــوارد اجملتمــع النــادرة‪ ،‬وإذا كانــت‬ ‫(توجيه املدخرات‬
‫اجملــال الصناعــي والزراعــي الــيت تعانــي مــن نــدرة املــوارد التمويليــة‪.‬‬ ‫لسداد أقساط البيع الصناعــات ليــس لديهــا طاقــة عاطلــة؛ فــإن زيــادة الطلــب علــى إنتاجهــا قــد جيــذب‬
‫رؤوس أمــوال جديــدة لالســتثمار فيهــا وبالتــايل توســيع طاقتهــا اإلنتاجيــة‪.‬‬ ‫بالتقسيط)‬
‫‪ -‬يُالحَــظ أن عنصــر التقليــد واحملــاكاة يلعــب دوراً كبــرياً يف حفــز جمموعــة املســتهلكني‬ ‫‪ -‬يتيــح البيــع بالتقســيط لكثــري مــن موظفــي احلكومــة وذوي الدخــل احملــدود شــراء‬
‫ال علــى حمــاكاة منــط اإلنفــاق جملموعــة األفــراد األكثــر دخـالً‪ ،‬وإذا كان هــذا‬
‫األقــل دخـ ً‬ ‫كثــري مــن الســلع االســتهالكية املعمِّــرة؛ ألن هــذه الطبقــة ال تتمكــن ‪-‬يف الغالــب‪ -‬مــن‬
‫األمــر يتــم يف ظــروف نقــص إمكانــات الفــرد فــال شــك يف أنــه سـيُحمِّله عــبء ديــن كبــري‬ ‫شــراء هــذه الســلع (ســيارات‪ ،‬ثالجــات‪ ،‬غســاالت‪ )...‬مــن دخلهــا الشــهري شــراء فوريـاً‬ ‫‪ 3‬بيع التقسيط‬
‫يف املســتقبل؛ ممــا جيعــل أثــر الشــراء بالتقســيط يف هــذه احلالــة غــري مرغــوب فيــه‪.‬‬ ‫ومستــوى االستهالك‪ :‬أو عاجـالً؛ ومــن ثــم جتــد فرصتهــا يف إشــباع حاجاهتــا عــن طريــق الشــراء بالتقســيط‪.‬‬
‫‪ -‬معلــوم أن الطلــب علــى التمويــل مــن البنــوك ينخفــض يف فــرتات الركــود االقتصــادي‪ - ،‬معلــوم أن الســلع االســتهالكية املعمِّــرة منهــا مــا يُنتــج حمليـاً‪ ،‬ومنهــا مــا يُســتورد وهــو‬
‫كمــا تنخفــض قدرهتــا علــى توظيــف مــا لديهــا مــن ســيولة نقديــة؛ وهلــذا تشــرتي البنــوك اجلــزء األكــرب خاصــة يف الــدول الناميــة؛ ومــن ثـمّ يرتتــب علــى بيــع التقســيط وانتشــاره‬ ‫‪ 4‬بيع التقسيط‬
‫وفائض سيولة البنوك مــن املؤسســات الــيت لديهــا ســلع ترغــب يف بيعهــا‪ ،‬وتعيــد بيعهــا لألفــراد بالتقســيط علــى نطــاق واســع زيــادة اســترياد تلــك الســلع‪ ،‬ويف ظــل اجلمــود النســي للصــادرات؛‬
‫فإنــه يزيــد مــن عجــز امليــزان التجــاري‪.‬‬ ‫وبســعر أعلــى‪ ،‬فالبيــع بالتقســيط يتيــح للبنــك أن يســتثمر أموالــه‪.‬‬ ‫والواردات‪:‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬أمحد بن حسن بن أمحد احلسي‪« ،‬بيع التقسيط بني االقتصاد الوضعي واالقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪,1999 ،‬‬
‫ص‪.21-18:‬‬
‫‪454‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫تشــري بعــض الدراســات إىل أن البيــع اآلجــل ال مي ِّثــل أمهيــة كبــرية يف‬
‫أنشــطة بنــوك املشــاركة(‪)1‬؛ رغــم أن بعــض هــذه البنــوك اجتــه إىل إنشــاء‬
‫شــركات لبيــع الســيارات والثالجــات وغريهــا مــن الســلع املعمِّــرة باألجــل‬
‫للمســتهلكني(‪.)2‬‬
‫ولوحــظ أن «املنفذيــن اختلطــت عليهــم البيــوع‪ ،‬فأصبــح كل شــيء عندهــم‬
‫مراحبــة‪ ،‬بيــع السَّــلَم مراحبــة‪ ،‬بيــع األجــل مراحبــة‪ ،‬بيــع التقســيط‬
‫مراحبــة‪)3(»...‬؛ وهلــذا يشــري بعــض الباحثــني إىل‪:‬‬
‫‪ 1.1‬أن نشــاط املراحبــة الــذي متارســه بنــوك املشــاركة «هــي يف‬
‫حقيقــة أمرهــا بيــع باألجــل بســعر أعلــى مــن ســعر البيــع بالنقــد‪،‬‬
‫علــى أن يتــم الســداد إمــا دفعــة واحــدة أو علــى أقســاط»(‪.)4‬‬
‫‪ 2.1‬أن عقــد البيــع بالثمــن اآلجــل الــذي جتريــه بعــض بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬ال خيتلــف متامـاً عــن عقــد املراحبــة الــذي جتريــه بنــوك‬
‫أخــرى(‪« )5‬مــن حيــث التطبيــق العملــي‪ ،‬وإن كانــا خمتلفــني مــن حيــث‬
‫االســم»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.138 :‬‬
‫(‪ )2‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 :‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120 :‬‬
‫(‪ )4‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59 :‬‬
‫(‪ )5‬عنــد «البنــك اإلســالمي املاليــزي» مصطلــح بيــع بثمــن آجــل يُطلــق علــى مــا إذا كانــت مــدة تســديد الثمــن أكثــر مــن ســنة‬
‫واحــدة‪ ،‬وبيــع املراحبــة يُطلــق علــى مــا إذا كانــت مــدة تســديد الثمــن ســنة واحــدة أو أقــل منهــا‪.‬‬
‫(‪ )6‬مشسية بنت حممد إمساعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.244 :‬‬

‫‪455‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 3.1‬ينــدر تطبيــق املراحبــات النقديــة يف بنــوك املشــاركة؛ بــل إن‬


‫البعــض منهــا(‪« )1‬يعتقــد أن هــذه الصــورة مــن االســتثمار ال تدخــل يف‬
‫نطــاق املراحبــات أصـالً»(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫يثري البيع بالتقسيط اإلشكاليات التالية(‪:)3‬‬
‫‪ 1.2‬االنطبــاع املوجــود مــن أن البيــع بزيــادة يف الثمن يشــبه التمويل‬
‫بالفائدة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬مشــكلة عــدم تســديد العمــالء لألقســاط املســتحقة عليهــم‪،‬‬
‫وهترّهبــم مــن الدفــع لعــدم وجــود فوائــد تأخــري‪.‬‬
‫‪ 3.2‬ضرورة تطوير القوانني مبا يكفل سرعة التحصيل‪.‬‬
‫ونســتعرض فيما يلي أهم املشــاكل اليت واجهت التمويل بالبيع بالتقســيط‬
‫يف التجربة العملية لبنوك املشــاركة‪:‬‬

‫(‪ )1‬أشــار «بنــك دبــي اإلســالمي وبنــك البحريــن اإلســالمي» إىل أن شــرط املراحبــة لديهــا أن تكــون آجلــة ألن الربــح الــذي‬
‫حيصــل عليــه البنــك ‪-‬مــن وجهــة نظرمهــا‪ -‬يكــون يف مقابــل األجــل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمحد حممد حممد اجللف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الســالم العبــادي‪« ،‬أضــواء علــى عقــود املشــاركة واملضاربــة واإلجــارة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪،182‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.57 :‬‬

‫‪456‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪ :)95‬مشــاكل التمويل بالبيع بالتقســيط يف ضوء التجربة‬


‫العملية لبنوك املشــاركة‪.‬‬
‫حلـــول مقرتحـــة‬ ‫طبيعة املشكلة‬
‫‪ -‬ال يســتحق البنــك مــن خــالل عقــد البيــع رحب ـاً لقــاء الزمــن املنقضــي بــني العاجــل‬
‫واآلجــل يف الثمــن‪ ،‬وإمنــا يســتحق الربــح مقابــل مت ُّلكــه الســلعة وتصرفــه ببيعهــا‪،‬‬
‫تفسري الزيــادة يف فاســتحقاق الربــح مرتبــط بامللــك والتصــرف وليــس باألجــل‪ ...‬وواضــح أنــه لــو‬
‫الثمن مقابل األجل‪ :‬انفصلــت الزيــادة يف الثمــن عــن الســلعة وانفــردت بعالقــة مــع األجــل وحــده ملــا جــازت‬
‫‪ 1‬ملكية السلعة‪ .‬وملــا اســتحقها البنــك‪.‬‬
‫‪ 2‬للزمن حصة يف ‪ -‬تُـربَّر الزيــادة يف الثمــن مقابــل األجــل يف أن الزمــن الــذي ينتظــره البنــك قبــل تسـ ُّلم‬
‫الثمن (للزمن قيمة الثمــن وبعــد تســليم الســلعة يتضمــن منافــع حمتملــة لفــرص بديلــة يتنــازل عنهــا البنــك‬
‫لصــاحل املشــرتي‪ .‬وقــد يضــاف إىل ذلــك احتمــال تعــرض البنــك ملخاطــر عــدم الســداد‬ ‫اقتصادية)‬
‫يف املماطلــة وتكاليــف متابعــة الديــن إىل حــني الســداد‪.‬‬
‫‪ -‬يُعتــرب دين ـاً متعثــراً يف عــرف املصرفيــني إذا مــر علــى موعــد ســداده ‪ 90‬يوم ـاً ومل‬
‫يُس ـدَّد‪.‬‬
‫‪ -‬تأخر املشرتي يف الوفاء باألقساط دليل على مماطلته ما مل يُثبت أنه مُعْسر‪.‬‬
‫‪ -‬جيــوز االشــرتاط علــى املشــرتي القــادر علــى الدفــع واملماطــل بالســداد بــأن يدفــع‬
‫معاجلــة املديونيات «غرامــة تأخــري»‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميكــن اعتبــار مبلــغ العقوبــة املذكــور دخــالً أو كســباً للبنــك وجيــب عليــه أن‬ ‫املتعثــــرة‪:‬‬
‫‪ 1‬إمهال املعسر‪ .‬يســتعمل ذلــك املبلــغ ألغــراض الــرب واخلــري‪ ،‬مثــل توفــري القــروض احلســنة للمحتاجــني‪،‬‬
‫‪ 2‬الغرامة كحل على ومهمــا يكــن مــن أمــر فإنــه ال جيــوز فــرض العقوبــة علــى املعســرين الذيــن ال يســتطيعون‬
‫دفعهــا‪ .‬وبســبب تدنــي املســتويات األخالقيــة فــإن لــدى البنــوك التربيــر الــكايف يف أن‬ ‫أال تكون للبنك‪.‬‬
‫تفــرتض بــأن العميــل ملــيء قــادر علــى الدفــع وليــس مُعْســراً مــا مل يتــم اإلعــالن عــن‬
‫إفالســه بصــورة رمسيــة؛ أي أنــه يســتحق العقوبــة مبدئيـاً دون حاجــة إىل حتقيــق عــدم‬
‫قدرتــه علــى الوفــاء حتــى يثبــت العكــس باإلعــالن رمسيـاً عــن إفالســه أو إعســاره‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب أن تســعى بنــوك املشــاركة لــدى الســلطات املختصــة يف الدولــة الــيت تعمــل‬
‫تطويــر القوانني‬
‫فيهــا‪ ،‬إلنشــاء حمكمــة مصرفيــة علــى غــرار احملكمــة املصرفيــة الباكســتانية‪ ،‬هبــدف‬
‫املصـــرفية‪:‬‬
‫مســاعدهتا علــى حتصيــل مســتحقاهتا مــن العمــالء املماطلــني خــالل مــدة قصــرية ال‬
‫ إنشاء حمكمة‬
‫تتجــاوز ثالثــة أشــهر‪.‬‬
‫مصرفية‬

‫ويقــرتح بعــض اخلــرباء جمموعــة مــن القواعــد ملعاجلــة مماطلــة العمــالء يف‬
‫ســداد األقســاط املســتحقة‪ ،‬نبينهــا يف شــكل ختطيطــي‪:‬‬

‫‪457‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شــكل رقــم (‪ :)60‬قواعــد مقرتحــة ملعاجلــة املماطلــة يف ســداد األقســاط‬


‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -3‬جيــوز للبنــوك أن تشــرتط اعتبــار‬ ‫‪ -2‬ال جيــوز اشــرتاط الزيــادة‬ ‫‪ -1‬يُعــدُّ مماطــال مــن فاتــه‬
‫الديــن كلــه حــاال إذا تأخــر العميــل‬
‫علــى الديــن يف العقــد األصلــي‬ ‫تســديد ثالثــة أقســاط متتابعــة‬
‫يف دفــع قســط مــن أقســاطه ملــدة‬
‫تزيــد علــى تســعني يومــا ‪ +‬اســتيفاء‬ ‫للتعويــض عــن املماطلــة‪.‬‬ ‫ويُعــدُّ كل عميــل مليئــا مــا مل‬
‫ضمانــات‪.‬‬ ‫يثبــت العكــس‪.‬‬

‫‪ -5‬حيفــظ البنــك هــذه املبالــغ‬


‫‪ -4‬إذا ثبــت للبنــك أن املديــن يُماطــل‬ ‫‪ -6‬تُوجَّــه األمــوال املرتاكمــة يف‬
‫اإلضافيــة يف حســاب خــاص‪ ،‬وحيوهلــا‬
‫يف الســداد مــع قدرتــه‪ ،‬جــاز لــه أن‬ ‫الصنــدوق (الغرامــــات) ‪-‬دون أن‬
‫شــهريا إىل صنــدوق تنشــئه البنــوك‬
‫يفــرض عليــه جــزاء ماليــا ال يزيــد‬ ‫يســتفيد منهــا البنــك‪ -‬إىل بعــض‬
‫حتــت إشــراف البنــك املركــزي هلــذا‬
‫عــن ‪ %10‬مــن الديــن املتأخــر شــهريا‪.‬‬
‫الغــرض‪.‬‬ ‫أو كل األغــراض التاليــة‪:‬‬

‫‪ -‬التــربع للجمعيــات اخلرييــة والنشــاطات االجتماعيــة الــيت حتددهــا الئحــة‬


‫الصنــدوق‪.‬‬

‫‪ -‬متويــل األحبــاث والدراســات املتعلقــة بتحســني مســتوى التــزام األفــراد بســداد‬


‫الديــون املصرفيــة‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء قاعدة للمعلومات تضم تقييما ائتمانيا للمتعاملني مع البنوك‪.‬‬

‫‪ -‬أي مشروعات أخرى جييزها النظام األساسي للصندوق‪.‬‬

‫املصدر‪:‬راجع‪ :‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93-92 :‬‬

‫‪458‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ ﺑﺎﻻﺳــﺘﺼﻨﺎع ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهوم التمويـل باالستصنـاع وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل باالستصنــاع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باالستصنـــاع يف بنـوك املشـاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باالستصناع وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬تعريف التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫التعريــف العــام لالســتصناع هــو‪« :‬طلــب صنــع ســلعة مــن الصانــع‪ ،‬مــع‬
‫حتديــد الثمــن‪ ،‬ويكــون الطالــب أو املشــرتي باخليــار؛ إذا مل يكــن املصنــوع‬
‫مطابقــا لألوصــاف املطلوبــة»(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر هــو‪ :‬شــراء مــا يُصنــع‬
‫وفقــا للطلــب‪.‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يتمثــل أســلوب االســتصناع يف‪« :‬قيــام املصــرف بتمويل‬
‫مشــروع معيّــن متويـالً كامـالً‪ ،‬عــن طريــق التعاقــد مــع املســتصنِع (طالــب‬
‫الصنعــة) علــى تســليمه املشــروع كامـالً مببلغ حمـدّد‪ ،‬ومبواصفات حمدّدة‪،‬‬
‫ويف تاريــخ معيّــن؛ ومــن ثــم يقــوم املصــرف بالتعاقــد مــع مقــاول أو أكثــر‬
‫لتنفيــذ املشــروع حســب املواصفــات احملـدّدة‪ ،‬ومي ِّثــل الفــرق بــني مــا يدفعــه‬
‫املصــرف وبــني مــا يســجله علــى حســاب املســتصنِع الربــح الــذي يــؤول‬
‫للمصــرف»(‪.)2‬‬
‫وعليه؛ تتكون عملية التمويل باالستصناع من العناصر التالية‪:‬‬
‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.348 :‬‬
‫(‪ )2‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.235-234 :‬‬

‫‪459‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 1.1‬العميل (املستصنع)‪ :‬وهو طالب الصنعة (املشرتي)‪.‬‬


‫‪ 2.1‬البنـــك (الصانــع)‪ :‬وهــو املســؤول عــن تنفيــذ الصنعة املطلوبة‬
‫باملواصفــات احملـدّدة (البائع)‪.‬‬
‫‪ 3.1‬السلعة (املصنوع)‪ :‬وهي الشيء املستصنع فيه حم ّل العقد‪.‬‬
‫‪ 4.1‬الثـمـــــن‪ :‬وهــو مــا يدفعــه العميــل مقابــل احلصــول علــى‬
‫الصنعــة املطلوبــة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يوجد أسلوبان لتطبيق بيع االستصناع يف بنوك املشاركة مها(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2‬يقــوم البنــك بنفســه بصناعــة الســلعة الــيت التــزم ببيعهــا‬
‫وتســليمها يف موعــد مســتقبلي‪.‬‬
‫‪ 2.2‬يســتطيع البنــك أن يعهــد بأمــر صناعتهــا لطــرف آخــر بعقــد‬
‫اســتصناع آخر‪ ،‬تُذكر فيه أوصاف الســلعة نفســها وموعد تســليمها؛‬
‫األمــر الــذي مي ِّكــن بنــك املشــاركة مــن اختــاذ أســلوب االســتصناع‬
‫واالســتصناع املــوازي‪ ،‬فيكــون البنــك مســتصنَعاً يف عقــد مــع زبونــه‪،‬‬
‫ومســتصنِعاً يف عقــد آخــر مــع الصانــع الفعلــي‪ ،‬ويكــون كســبه هــو‬
‫الفــارق بــني الثمنــني‪ .‬يوضــح ذلــك الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)61‬أشكال التمويل باالستصناع‪.‬‬
‫التمويــــل باالستصناع‬

‫نفس أوصاف السلعة املطلوبة ‪ +‬نفس موعد التسليم‬


‫االستصناع املوازي‬ ‫عقد االستصناع‬
‫‪ -‬الصانع = بائــع‪.‬‬ ‫‪ -‬العميل = مشرتي‪.‬‬
‫‪ -‬البنك = مشتـري‪.‬‬ ‫‪ -‬البنك = بائــع‪.‬‬

‫(‪ )1‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180 :‬‬

‫‪460‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬خطوات احلصول على التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫‪ 1.3‬شروط التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باالستصناع بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.3‬جيــوز للبنــوك الدخــول يف عقــود تلتــزم فيهــا بتصنيع‬
‫املعــدات أو الســلع أو إنشــاء املبانــي أو املصانــع أو األصــول‬
‫الرأمساليــة املختلفــة للغــري‪ ،‬علــى أن تشــرتط يف العقد لنفســها‬
‫صراحــة احلــق يف اســتصناع الغــري مــع بقــاء البنــك مســؤوالً‬
‫جتــاه املصنــوع لــه‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬جيــب أن يكــون الثمــن الكلــي للمــواد املســتصنعة‬
‫واضحـاً ومعروفـاً ومنصوصـاً عليــه يف العقــد‪ .‬وجيــوز للبنوك‬
‫أن تؤجِّــل قبــض مثــن املــواد املســتصنعة أو أن تقبضهــا علــى‬
‫أقســاط تزيــد بنســبة تُح ِّقــق رحبــاً للبنــك‪ ،‬وال جيــوز ربــط‬
‫األقســاط بســعر الفائــدة‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد النســب مــن أصــول البنــك‬
‫الــيت جيــوز أن تُســتثمر يف جمــاالت االســتصناع‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي أن يُحــدِّد املــدد اخلاصــة‬
‫بعقــود االســتصناع ونســب الربــح‪ ،‬واجلهــات الــيت تعمــل معهــا‬
‫يف عقــود االســتصناع‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باالستصناع‪:‬‬
‫يدخــل البنــك بعقــد اســتصناع بصفتــه بائعــاً مــع مــن يرغــب يف شــراء‬
‫ســلعة معيّنــة‪ ،‬وبعقــد اســتصناع مــوازي بصفتــه مشــرتياً مــع جهــة أخــرى‬

‫(‪ )1‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88-87 :‬‬

‫‪461‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫لتصنيــع الشــيء الــذي التــزم بــه يف العقــد األول‪ .‬كمــا يوضحــه الشــكل‬
‫التــايل‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)62‬خطوات بيع االستصناع‬


‫تسليم وتسلم السلعة‬ ‫عقد االستصناع املوازي‬ ‫عقد بيع االستصناع‬
‫الصانع‪/‬‬
‫العميل‬ ‫البنك‬ ‫املقاول‬ ‫البنك‬ ‫البنك‬ ‫العميل‬
‫‪ -1‬تســليم البنــك الســلعة‬ ‫‪ -1‬طلــب البنــك صنــع ســلعة‬ ‫‪ -1‬طلب العميل صنع سلعة‪.‬‬
‫مباشــرة أو بالتفويــض‪.‬‬ ‫بنفــس املواصفــات‪.‬‬ ‫‪ -2‬التــزام البنــك بتصنيــع‬
‫‪ -2‬تأكــد العميــل مــن مطابقــة‬ ‫‪ -2‬التــزام الصانــع بتصنيــع‬ ‫الســلعة وتســليمها يف األجــل‬
‫الســلعة للمواصفــات‪.‬‬ ‫الســلعة وتســليمها يف األجــل‬ ‫ا حملــدّد ‪.‬‬
‫‪ -3‬تســديد تكلفةالصنع‪+‬هامــش‬ ‫احملــدّد‪.‬‬ ‫‪ -3‬تسديد جزء من الثمن‪.‬‬
‫الربــح‪.‬‬ ‫(قبل موعد العقد األول)‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل باالستصناع‪:‬‬


‫يتضمن عقد االستصناع معنى عقدين مها‪ :‬السَّلَم واإلجارة؛ ألن(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3.3‬عنــد التعاقــد بــني املشــرتي والصانــع يتــم تســليم‬
‫الســلعة يف موعــد الحــق‪.‬‬
‫‪ 2.3.3‬يقــوم الصانــع بصنــع الســلعة املطلوبــة مقابــل مثــن‬
‫حم ـدّد هــو مبثابــة أجــر‪.‬‬

‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349 :‬‬

‫‪462‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل باالستصناع وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن البنــك يتحمّــل يف عقــد االســتصناع «كافــة املخاطــر‬
‫أثنــاء عمليــة التنفيــذ‪ ،‬وبعــد التنفيــذ‪ ،‬حيــث يلتــزم البنك طبقــا للمواصفات‬
‫املتفــق عليهــا يف العقــد املــربم بينــه وبــني املتعامــل معــه لتنفيــذ وتســليم مــا‬
‫مت االتفــاق علــى تصنيعــه»(‪ .)1‬ويعتــرب البعــض أن االســتصناع «يتضمــن‬
‫خماطــرة تزيــد كثــرياً عــن صيغــة املراحبــة واإلجيــار»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1‬اعتبــار عقــد االســتصناع بيعـاً وليــس وعــداً‪ ،‬فــإذا أمت البنــك‬
‫صنــع الســلعة املطلوبــة وأحضرهــا للعميل موافِقــة ملواصفاته؛ فليس‬
‫ألحــد منهمــا اخليــار؛ بــل يُلــزَم البنــك بتســليمها‪ ،‬ويُلــزَم العميــل‬
‫بقبوهلــا لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫أ لــو تُ ـ ِرك للعميــل اخليــار لَلَحِــق بالبنــك (البائــع) الضــرر؛‬
‫ألنــه قــد ال يرغــب يف الســلعة املصنوعــة أحــد غــري العميــل‬
‫(املســتصنِع)‪.‬‬
‫ب يتــم تصنيــع آالت ضخمــة مبوجــب عقــود االســتصناع‪،‬‬
‫طبقــاً ملواصفــات يعطيهــا املشــرتي بــأدق التفاصيــل‪ .‬وقــد‬
‫يكــون مــن الصعــب جــداً علــى الصانــع القيــام بتصنيــع هــذه‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد احلكيــم زعــري‪« ،‬دور الرقابــة يف تطويـــر األعمــال املصرفيــة (‪ ،»)2‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪،187‬‬
‫أكتوبر‪/‬نوفمبـر ‪ ،1996‬ص‪.48 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬
‫(‪ )3‬راجع‪ - :‬حممد عبد احلكيم زعري‪« ،‬االستصناع»‪ ،‬جملة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ 194‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫‪ -‬عبــد البــاري بــن حممــد علــي مشــعل‪« ،‬الضوابــط الشــرعية لعقــد االســتصناع بشــركة الراجحــي املصرفيــة»‪،‬‬
‫جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،195‬يونيــو ‪ ،1997‬ص‪.62-60:‬‬

‫‪463‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اآلالت ذات التكلفــة املرتفعــة؛ يف حالــة غيــاب مــا يؤكــد متامـاً‬


‫شــراءها الفعلــي‪.‬‬
‫‪ 2.1‬يُمكــن لبنــك املشــاركة الــذي يُم ـوِّل الصنعــة املطلوبــة ألحــد‬
‫املنتجــني‪ ،‬القيــام بدراســات للســوق ملعرفة اجتاهــات الطلب وحتديد‬
‫أولويــات اإلنتــاج مــع دراســة إمكانــات املنتجــني وكفاءهتــم اإلنتاجيــة‪،‬‬
‫وذلــك للحـدّ مــن املخاطــر قبــل الشــروع يف التمويــل‪.‬‬
‫‪ 3.1‬يُمكــن لبنــك املشــاركة أن يســتخدم يف عمليــات االســتصناع‬
‫العقــاري الضمانــات التاليــة‪:‬‬
‫أ ميكن رهن األرض وما عليها للبنك‪.‬‬
‫ب أحقيــة البنــك يف إلغــاء التعاقــد مــن الباطــن يف حــال ثبوت‬
‫غــش املقــاول أو إضــراره باملصلحــة العامــة‪ ،‬وإكمــال األعمــال‬
‫علــى حســابه عــن طريــق الغــري ومطالبتــه بكافــة املصاريــف‪.‬‬
‫جـــ يُقـدِّم املقــاول مــن الباطــن ضمانـاً لتغطيــة كافــة أخطــاء‬
‫التنفيــذ‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنة التمويل باالستصناع مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن أســلوب االســتصناع «يدخــل ضمــن السَّـلَم وهــو مــا يســمى‬
‫بالسَّـلَم يف الصناعــات»(‪)1‬؛ ألن بيــع االســتصناع يُشــبه بيــع السَّـلَم «ولكنــه‬
‫يرتبــط باملــواد املصنوعــة‪ ،‬ســواء كانــت منمطــة (أي متماثلــة الوحــدات)‪ ،‬أم‬
‫غــري منمطــة كبنــاء دار أو آلــة بأوصــاف معينــة»(‪.)2‬‬
‫وخيتلــف التمويــل باالســتصناع عــن التمويــل بالسَّ ـلَم مــن عــدة جوانــب؛‬
‫مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180 :‬‬

‫‪464‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪:)96‬‬


‫مقارنة التمويل بالسَّ َلم والتمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫التمويــل باالستصناع‬ ‫التمويــل بالسَّ َلم‬ ‫عنصر املقارنة‬


‫‪ -‬تعاقــد علــى تقديــم ســلعة موصوفــة يف ‪ -‬تعاقــد علــى تصنيــع ســلعة موصوفــة يف‬
‫وقــت الحــق‪.‬‬ ‫طبيعــة التعاقد‪ :‬وقــت الحــق‪.‬‬
‫‪ -‬عقد مقاولة (إجناز عقارات أو منقوالت)‪.‬‬
‫‪ -‬أســلوب لبيــع الســلع (التمويــل بالشــراء ‪ -‬أسلوب لبيع السلع‪.‬‬
‫‪ -‬متويل عيي‪.‬‬ ‫طبيعــة التمويل‪ :‬املســبق)‪.‬‬
‫‪ -‬متويل عيي‪.‬‬
‫‪ -‬كل مــا جيــوز بيعــه وتضبــط صفاتــه ‪ -‬كل شيء يصنع صنعا وينضبط بالوصف‪.‬‬
‫‪ -‬املنتوجــات الزراعيــة إذا دخلهــا التصنيــع‬ ‫(كاجلنــس والنــوع)‪.‬‬
‫طبيعــة السلعة‪ - :‬األشــياء الــيت ال يدخلهــا التصنيــع الــذي يُخرجهــا عــن حالتهــا الطبيعيــة كالفواكــه‬
‫كاملنتوجــات الزراعيــة جيــوز بيعهــا سَـلَماً (ال املعلبــة واللحــوم احملفوظــة‪ ،‬جيــوز أن تبــاع‬
‫وتشــرتى اســتصناعاً‪.‬‬ ‫اســتصناعاً )‪.‬‬
‫‪ -‬ال يُشــرتط تقديــم التمويــل (الدفــع املســبق)‬ ‫‪ -‬يُشرتط تقديم التمويل وقت التعاقد‪.‬‬
‫عنــد العقــد‪( .‬جيــوز أن يكــون الثمــن معجـالً أو‬
‫ال أو مقســطاً)‪.‬‬
‫‪ -‬يُشــرتط أن تكــون الســلعة موجــودة وقــت مؤجـ ً‬
‫‪ -‬ال يُشــرتط أن يكــون املصنــوع ممــا يوجــد يف‬ ‫شــروط التمويل‪ :‬التســليم‪.‬‬
‫األســواق‪.‬‬ ‫‪ -‬يُشرتط فيه معلومية األجل‪.‬‬
‫‪ -‬ال يُشرتط بيان ملدة الصنع والتسلم‪.‬‬
‫‪ -‬العميل = مشرتي‪.‬‬ ‫‪ -‬العميل = بائع‪.‬‬
‫‪ -‬البنك = بائع‪.‬‬ ‫‪ -‬البنك = مشرتي‪.‬‬
‫‪ -‬املقــاول (الصانــع) = التعاقــد مــع املقاولــني‬ ‫أطــراف العملية‪:‬‬
‫مــن الباطــن‪.‬‬
‫‪ -‬الربــح = الفــرق بــني الثمــن عنــد التســليم ‪ -‬الربــح = الفــرق بــني مــا يُحصِّلــه مــن العميــل‬
‫ومــا يدفعــه للمقــاول‪.‬‬ ‫والثمــن عنــد الشــراء‪.‬‬ ‫عائــد البنك‪:‬‬
‫‪ -‬العائد = سعر التكلفة ‪ +‬هامش الربح‪.‬‬ ‫‪ -‬العائد = ربح الشراء ‪ +‬ربح البيع‪.‬‬

‫‪ .3‬أمهيــة التمويــل باالســتصناع علــى املســتوى االقتصــادي الكلــي‬


‫واجلزئــي‪:‬‬
‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫إن االســتصناع «يقتصــر علــى اجملــال الصناعــي‪ ،‬خاصــة تلــك الســلع الــيت‬

‫‪465‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يتــم إنتاجهــا بنظــام الطلــب الســابق»(‪)1‬؛ إال أن هــذا األســلوب ميكــن أن‬
‫ميتــد إىل جمــاالت ال حــدود هلــا يف عصرنــا‪ .‬وعليــه؛ فــإن «احلاجــة إىل‬
‫االســتصناع اليــوم عامــة يف خمتلــف القطاعــات االقتصاديــة وأنــواع الســلع‬
‫االســتهالكية واإلنتاجيــة مــن اآلالت واملعــدات والطائــرات والبواخــر»(‪.)2‬‬
‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل باالستصناع‪:‬‬
‫إن لالســتصناع «نفــس املزايــا واألمهيــات الــيت يُحدثهــا السَّ ـلَم بالنســبة‬
‫للمؤسســات واملموِّلــني ولالقتصــاد الوطــي»(‪ .)3‬رغــم درجــة املخاطــرة‬
‫الكبــرية الــيت يتضمنهــا عنــد متويــل األفــراد املتعلــق باإلنشــاءات العقاريــة‬
‫واآلالت واملعــدات املرتفعــة التكاليــف‪.‬‬
‫ونبيِّن إجيابيات هذا النوع من التمويل فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45 :‬‬
‫(‪ )2‬مجال لعمارة‪« ،‬اقتصاد املشاركة‪ :‬نظام اقتصادي بديل القتصاد السوق»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.78-77 :‬‬
‫(‪ )3‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115 :‬‬

‫‪466‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫جدول رقم (‪ :)97‬مزايا التمويل باالستصناع على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (البائعيـــن)‬ ‫* بالنسبة للعمالء املستفيديــن (املشرتيـن‪/‬الصانعيــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصــــاد الوطين (التنميـــة)‬
‫‪ -1‬يســتطيع بنــك املشــاركة أن يســتخدم أســلوب االســتصناع بالطــرق‬ ‫‪ -1‬يُعتــرب االســتصناع وســيلة حل ـثّ صغــار املنتجــني والصنــاع‬ ‫‪ -1‬بعــد هــذا التطــور اهلائــل يف الصناعــات وثــورة التكنولوجيــا ميكــن االســتفادة‬
‫التاليــة‪:‬‬ ‫علــى اإلنتــاج؛ حيــث يتــم متويــل الصناعــة املطلوبــة مــن جانــب‬ ‫مــن عقــد االســتصناع يف جمــاالت عديــدة‪ ،‬لتلبيــة حاجــات األفــراد واملســامهة‬
‫‪ -‬للبنــك أن يشــرتي سَــلَماً منتوجــات طبيعيــة ثــم يبيعهــا اســتصناعاً‬ ‫بنــك املشــاركة‪ ،‬مــع حتديــد موصفاهتــا‪ ،‬وحيقــق هــذا العقــد‬ ‫يف التنميــة االقتصاديــة ومــن أمثلــة ذلــك‪:‬‬
‫مصنعــة‪.‬‬ ‫منافــع للطرفــني إىل جانــب مــا ينتــج عنــه مــن إشــباع حاجــات‬ ‫‪ -‬الصناعــات الزراعيــة القائمــة علــى املنتجــات الزراعيــة كالتعليــب والتجفيــف‬
‫‪ -‬ميكــن للبنــك أن يدخــل بعقــد اســتصناع بصفته بائعـاً (صانعاً) كما له أن‬ ‫اجملتمــع مــن الســلع املنتجــة‪.‬‬ ‫وعمــل العصائــر‪.‬‬
‫يدخــل بعقــد اســتصناع «مقاولــة مــن الباطــن» بصفته مشــرتياً (مســتصنِعاً)‬ ‫‪ -2‬حيقــق االســتصناع مصــاحل جوهريــة للطرفــني الصانــع‬ ‫‪ -‬بيع الدور السكنية أو االستثمارية على خريطة ضمن أوصاف حمددة‪.‬‬
‫مــع جهــة أخــرى لتصنيــع لــه مــا التــزم بــه يف العقــد األول‪ ،‬علــى أن جيعــل‬ ‫واملســتصنع‪:‬‬ ‫‪ -‬استصناع املباني اجلاهزة وبيعها‪.‬‬
‫موعــد التســليم يف العقــد األول بعــد موعــد التســليم يف العقــد املــوازي‪ ،‬ويف‬ ‫‪ -‬أمــا مصلحــة املســتصنع‪ :‬فتظهــر مــن حيــث تأمــني حاجاهتــم‬ ‫‪ -‬استصناع البيوت املتنقلة من أرض إىل أرض‪.‬‬
‫العقديــن ميكــن أن يكــون الثمــن معجـالً أو مؤجـالً أو مقســطاً‪.‬‬ ‫مــن الســلع بالنوعيــة واملواصفــات الــيت يريدهــا وتــربز بوضــوح‬ ‫‪ -‬وسائر الصناعات كاألسلحة والنسيج واملأكوالت وغريها‪.‬‬
‫‪ -‬ميكــن للبنــك أن يشــرتي أشــياء وفقـاً لعقــود االســتصناع ثــم يبيعهــا بعــد‬ ‫هــذه املصلحــة إذا كان املســتصنع شــركة كبــرية أو دولــة مــن‬ ‫‪ -2‬تربز أمهية عقد االستصناع يف ميدان التجارة من ناحيتني‪:‬‬
‫تســلمها بيعـاً عاديـاً بثمــن معجــل أو مؤجــل أو مقســط‪.‬‬ ‫الــدول‪.‬‬ ‫‪ -‬األوىل‪ :‬إن عقد االستصناع من املمكن أن ينطلق إىل آفاق املصنوعات يف‬
‫‪ -‬ميكــن للبنــك أن يدخــل بعقــود اســتصناع مبانــي تشــتمل األرض ومــا‬ ‫‪ -‬أمــا مصلحــة الصانــع‪ :‬فتبــدو مــن خــالل تأمــني حجــم‬ ‫نطاقها الواسع يف عصر االنفجار الصناعي هذا‪ ،‬وبالكميات الضخمة اليت‬
‫يُبنــى عليهــا أو تشــمل البنــاء فقــط‪.‬‬ ‫مســتمر ومتزايــد مــن الطلــب؛ ممــا يعمــل علــى توازن واســتقرار‬ ‫تنقلها التجارة إىل خمتلف دول العامل الثالث‪ ،‬الذي أصبح لتخلفه حيتاج يف‬
‫‪ -2‬تقــوم بعمليــة االســتصناع بنــوك املشــاركة كبــرية احلجــم مــن خــالل‬ ‫التشــغيل لديــه‪.‬‬ ‫كل وسائل حياته حتى يف غذائه الضروري إىل منتوجات العامل الصناعي‬
‫الدخــول يف جمــال الصناعــات املتكاملــة‪ ،‬فقــد جيــد البنــك الــذي يشــارك‬ ‫‪ -3‬يصلــح االســتصناع لتمويــل البائــع إذا كان الدفــع قبــل‬ ‫ومصنوعاته‪.‬‬
‫يف متويــل عــدد مــن عمالئــه الصناعيــني‪ ،‬أن كال منهــم لديــه فائــض عاطــل‬ ‫التســليم‪ ،‬ولتمويــل املشــرتي إذا كان الدفــع بعــد التســليم‪ ،‬وال‬ ‫‪ -‬الثانية‪ :‬أن عقد االستصناع قد مجع بني خاصيتني‪ :‬خاصية أسلوب السَّلَم‬
‫يف الطاقــة اإلنتاجيــة‪ ،‬ويف الوقــت ذاتــه ميكــن اســتخدام هــذه الطاقــة يف‬ ‫شــك أن كل املؤسســات اإلنتاجيــة يف اجملتمــع هلــا ارتبــاط وثيــق‬ ‫يف وروده على معدومة حني العقد؛ أي على سلعة ستصنع فيما بعد‪ ،‬وخاصية‬
‫إنتــاج جــزء مــن ســلعة معيّنــة‪ ،‬وإنــه بتكامــل األجــزاء الــيت ميكــن لــكل منتــج‬ ‫فيمــا بينهمــا مــن جهــة‪.‬‬ ‫كون الثمن فيه ائتمانياً ال جيب تعجيله كما يف السَّلَم‪ .‬ومن هاتني اخلاصيتني‬
‫صناعــي إنتاجهــا بفاعليــة وكفــاءة عاليــة‪ ،‬ميكــن إســناد عمليــة جتميــع هذه‬ ‫‪ -‬ومن جهة ثانية‪ :‬فإن من أهم عناصر قيامها ومقومات‬ ‫يتبني أن أمهية االستصناع يف طريق االستثمار باملشاركة واسعة وغري‬
‫املنتجــات إىل شــركة معينــة‪ ،‬أو إنشــاء هــذه الشــركة الــيت تتــوىل جتميــع‬ ‫جناحها تأمني التمويل الالزم هلا‪ ،‬سواء فيما يتعلق برأس‬ ‫حمدودة؛ إذا مورست خبربة و بصرية يف األسواق‪.‬‬
‫وتصنيــع األجــزاء األخــرى الــيت ال تســتطيع الشــركات األخــرى تصنيعهــا‬ ‫املال الثابت أو رأس املال العامل‪.‬‬ ‫‪ -3‬تتمثل املزايا االقتصادية لالستصناع فيما يلي‪:‬‬
‫أو اســتريادها مــن اخلــارج‪ ،‬لتصبــح ســلعة متكاملــة تطــرح يف األســواق‬ ‫‪ -‬ومــن جهــة ثالثــة‪ :‬فــإن تأمــني ســوق فعالــة لتصريــف‬ ‫‪ -‬عمليات االستصناع حتريك لعجلة االقتصاد الوطي؛ ألهنا تنطوي على‬
‫لالســتخدام تُقدمهــا بنــوك املشــاركة ألحــد عمالئهــا الــذي طلبهــا بشــرط‬ ‫منتوجاهتــا هــو أهــم مقومــات قيامهــا واســتمرارها‪.‬‬ ‫مشروعات حقيقية تو ِّلد الدخول و تزيد من الطلب الفعال‪.‬‬
‫أن تتضمــن كل املواصفــات املتفــق عليهــا‪ ،‬وتنجــح هــذه البنــوك يف تكويــن‬ ‫‪ -‬االستصناع خيدم مصاحل املستصنع الذي غالباً ما ال يكون لديه اخلربة‬
‫اجملمعــات الصناعيــة الضخمــة‪ ،‬ويف زيــادة رحبيتهــا نتيجــة اســتغالل‬ ‫الكافية يف تقييم أعمال املقاوالت‪ ،‬أو الوقت الالزم للمتابعة‪ ،‬أو املال احلاضر‬
‫الطاقــات اإلنتاجيــة بشــكل كامــل‪.‬‬ ‫لتمويل املشروع أو األمور الثالثة جمتمعة‪.‬‬
‫‪ -3‬تشــارك بنــوك املشــاركة بعقــد االســتصناع يف التنميــة الصناعيــة‬ ‫‪ -‬يســهم االســتصناع يف حتقيــق أهــداف بنــك املشــاركة يف توظيــف أموالــه‬
‫والعقاريــة والعمرانيــة بصفــة عامــة‪.‬‬ ‫خلدمــة اجملتمــع وكذلــك احلصــول عــل تدفــق نقــدي منتظــم‪.‬‬
‫‪467‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل باالستصناع‪:‬‬
‫تشــري الدراســة الــيت قامــت هبــا جمموعــة مــن اخلــرباء علــى عيّنــة مــن‬
‫بنــوك املشــاركة (ن = ‪ )17‬إىل تنــوع أنشــطة التمويــل واالســتثمار واألعمــال‬
‫الــيت تُقدِّمهــا هــذه البنــوك؛ حيــث تُمثــل املراحبــة احملليــة أمهيــة كبــرية‬
‫يف أنشــطتها وتكــررت يف ‪ %94‬مــن البنــوك‪ ،‬ثــم يليهــا متويــل رأس املــال‬
‫العامل بنســبة ‪ ،%82‬ثم املســامهات يف مشــروعات وشــركات مالية بنســبة‬
‫‪ ،%77‬ثــم التجــارة الداخليــة واخلارجيــة بنســبة ‪ ،%71‬ثــم املشــاركات الثابتة‬
‫واملراحبــات الدوليــة بنســبة ‪ ،%65‬واملشــاركة املتناقصــة واألعمــال العقارية‬
‫والتأجــري التمويلــي بنســبة ‪ ،%59‬واملســامهة يف إنشــاء بنــوك املشــاركة‬
‫بنســبة ‪ ،%53‬واألنشــطة األخــرى بنســبة ‪ ،%41‬وشــراء وبيــع األوراق املاليــة‬
‫وبيــع االســتصناع بنســبة ‪ ،%35‬وأخــريا بيــع السَّ ـلَم بنســبة ‪.)1(%29‬‬
‫وهنــاك بعــض املالحظــات الــيت يراهــا الباحثــون فيمــا يتعلــق بعمليــات‬
‫االســتصناع نســتعرضها فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ 1.1‬بعــد ظهــور بنــوك املشــاركة «شــاع اســتخدام عقــد االســتصناع‬
‫على نطاق واســع مباله من دور كبري يف املســامهة يف حل مشــكالت‬
‫اجملتمــع؛ نظــراً ألمهيــة العقد ودوره يف احلياة االقتصادية املعاصرة‬
‫ودوره يف الصناعات الضخمة»(‪.)2‬‬
‫‪ 2.1‬احتــل االســتصناع دوراً رئيسـاً يف اســتثمارات بنــوك املشــاركة‬
‫واخلليجيــة منهــا علــى وجــه اخلصــوص؛ إذ قامــت البنــوك بتمويــل‬

‫(‪ )1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪« ،‬تقويــم الــدور احملاســي للمصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.158 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد الباري بن حممد علي مشعل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60 :‬‬

‫‪468‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫املبانــي الســكنية واالســتثمارية بنظــام عقــود االســتصناع حتــى‬


‫بلغــت األمــوال املســتثمرة يف هــذا اجملــال «عــدة مليــارات للبنــك‬
‫الواحــد‪ ،‬وســامهت البنــوك يف صناعــات أخــرى عديــدة وأبرمــت‬
‫عقــود اســتصناع مــع عمالئهــا‪ ،‬غــري أن أبرزهــا وأكربهــا حجمــا يف‬
‫املعامــالت هــو اجملــال العقــاري»(‪.)1‬‬
‫‪ 3.1‬كان لالستصناع دور يف املشاركة الفعالة يف النهضة العمرانية‬
‫الــيت شــهدهتا بعــض الــدول يف الفــرتة األخرية؛ حيــث «كان هلذا العقد‬
‫دور كبــري يف املســامهة يف حــل مشــاكل اإلســكان بدولــة اإلمــارات‬
‫العربيــة املتحــدة‪ ،‬وقــام ببنــاء املســاكن االســتثمارية واخلاصــة علــى‬
‫نطــاق واســع»(‪.)2‬‬
‫ويظهر يف أصول ميزانية «البنك اإلســالمي للتنمية» حســاب االســتصناع‪،‬‬
‫ويف ميزانيــة «شــركة الراجحــي املصرفيــة لالســتثمار» يظهــر حســاب‬
‫عقــود االســتصناع(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل باالستصناع‪:‬‬
‫لقــد لوحــظ مــن واقــع الدراســة امليدانيــة واخلــربة العمليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة مــا يلــي(‪:)4‬‬
‫‪ 1.2‬أن التوظيــف قصــري األجــل مر ّكــز علــى عمليــات املراحبــة‬
‫ل مــر بالشــراء‪ ،‬وذلــك ال يُح ِّقــق تنميــة صناعيــة عــن طريــق إنشــاء‬
‫شــركات صناعيــة؛ حيــث يكــون االســتثمار متوســط وطويــل األجــل‪.‬‬
‫‪ 2.2‬أن متويــل بنــوك املشــاركة للقطــاع الصناعــي يُعـدُّ بصفــة عامة‬
‫(‪ )1‬حممد عبد احلكيم زعري‪« ،‬االستصناع»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬
‫(‪ )3‬أنظر املالحـق‪.‬‬
‫(‪ )4‬حسن يوسف داود‪« ،‬املصارف اإلسالمية والتنمية الصناعية»‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،1‬ص‪.98 ،50 :‬‬

‫‪469‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ال ضئيـالً باملقارنــة مع القطاعــات األخرى‪.‬‬‫متويـ ً‬


‫‪ 2.3‬تُر ِّكــز بنــوك املشــاركة بصفــة عامــة يف التعامــل مــع القطــاع‬
‫الصناعــي علــى أســلوب بيــع املراحبــة ل مــر بالشــراء؛ حيــث يتعــدى‬
‫التعامــل هبــذا األســلوب أكثــر مــن ‪ %70‬يف معظــم البنــوك‪.‬‬
‫إن اإلســرتاتيجية املقرتحــة لبنــوك املشــاركة الســتثمار أمواهلــا يف قطــاع‬
‫الصناعــة‪ ،‬عــن طريــق عقــود االســتصناع‪ ،‬تقــوم علــى مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫أ اســرتاتيجية االســتثمار الصناعــي قصــري ومتوســط‬
‫األجــل‪ :‬عــن طريــق توجيــه االســتثمارات حنــو‪ :‬الصناعــات‬
‫املهنيــة واحلرفيــة‪ ،‬قطــع الغيــار والصيانــة‪ ،‬الصناعــات‬
‫الصغــرية‪.‬‬
‫ب اســرتاتيجية االســتثمار الصناعــي طويــل األجــل‪ :‬عــن‬
‫طريــق توجيــه االســتثمارات حنــو‪ :‬الصناعــات الضروريــة‪،‬‬
‫البحــوث الصناعيــة والتطــور الصناعــي‪.‬‬
‫جـــ اســرتاتيجية تدعيــم التصنيــع احلربــي‪ :‬وذلــك باالتفــاق‬
‫مــع اجلهــات املختصــة علــى كيفيــة الدعــم مبا حيفظ األســرار‬
‫العســكرية ويُدعِّــم الصناعــات احلربية‪.‬‬
‫وتقــوم بنــوك املشــاركة بعمــل عــدد مــن الصيــغ الكاملــة لعقــود االســتصناع‬
‫(منــوذج عقــد اســتصناع خــاص باملعــدات‪ ،‬منــوذج عقــد اســتصناع‬
‫مبانــي علــى أرض ميلكهــا العميــل‪ ،‬منــوذج عقــد اســتصناع علــى أرض‬
‫ميلكهــا البنــك‪ ،‬منــاذج عقــود اســتصناع خاصــة بإنشــاء مــدارس‪ ،‬مبانــي‬
‫ســكنية‪ ،)...‬وتُعتــرب كل مــن العقــود الســابقة منوذجـاً مســتقالً وقائماً بذاته‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.137-136 :‬‬

‫‪470‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وإليــه تســتند شــرعية العمــل املنفــذة مــن وجهــة نظــر اهليئــة الشــرعية‪،‬‬
‫لكــن تدعــو احلاجــة أحيانـاً لصياغــة عقــود جديــدة تتــالءم مــع العمليــات‬
‫املســتجدة‪ ،‬وألغــراض املراجعــة الشــرعية تُوجِّــه إدارة الرقابــة الشــرعية‬
‫اإلدارات املن ِّفــذة لعقــود االســتصناع لاللتــزام باآلتــي(‪:)1‬‬
‫‪ -‬االلتزام بصيغ العقود كاملة دون تعديل‪.‬‬
‫‪ -‬عنــد احلاجــة إىل إجــراء تعديــالت أو إضافــات يتــم عــرض ذلــك‬
‫علــى إدارة الرقابــة الشــرعية؛ حيــث تقــوم بدراســتها و التعليــق‬
‫عليهــا‪.‬‬
‫ويقــرتح البعــض منوذج ـاً عملي ـاً للتمويــل باالســتصناع العقــاري يف بنــوك‬
‫املشــاركة؛ نبيِّــن خطواتــه يف شــكل ختطيطــي‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبد الباري بن حممد علي مشعل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62-61 :‬‬

‫‪471‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪ :)63‬منوذج عملي لالستصناع العقاري يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫‪ -3‬يقــوم البنــك بعمــل دراســة جــدوى‬ ‫‪ -2‬يعــرض املتعامــل أيضــا مــع طلبــه‬ ‫‪ -1‬يتقــدم املتعامــل بطلــب إىل البنــك‬
‫فنيــة متخصصــة للمشــروع مبعرفــة‬ ‫تقديــره لتكلفــة املبنــى والعربــون الــذي‬ ‫يطلــب فيــه أن يصنــع لــه مبنــى‪ ،‬ويرفــق‬
‫املهندســني بالبنــك‪ ،‬إضافــة إىل‬ ‫ســيدفعه ومســاحة األرض وموقعهــا‪،‬‬ ‫مــع طلبــه بيانــا كامــال مدعمــا بالرســوم‬
‫دراســة ماليــة يقــدر فيهــا اإليــراد‬ ‫والضمانــات الــيت يعرضهــا‪ ،‬وطريقــة‬ ‫واخلرائــط مــن االستشــاري عــن نــوع‬
‫املتوقــع ومــا إذا كانــت إيــرادات‬ ‫الســداد متضمنــة أجــل الســداد‪.‬‬ ‫ومواصفــات املبنــى الــذي يريــد إنشــاءه‪،‬‬
‫املشــروع ميكــن أن تغطــي مــا عليــه‬ ‫وصــورة امللكيــة‪ ،‬وخمطــط مبدئــي للبنــاء‬
‫مــن ديــون أم ال‪.‬‬ ‫وتقريــر خمتصــر عــن املهنــدس الــذي‬
‫صمــم البنــاء حبيــث يتضمــن هــذا‬
‫التقريــر تكلفــة البنــاء وإيراداتــه املتوقعــة‪.‬‬

‫‪ -4‬يف حالــة موافقــة البنــك علــى عــرض‬ ‫‪ -5‬بعــد االتفــاق النهائــي يقــوم البنــك‬ ‫‪ -6‬بعــد توقيــع عقــد االســتصناع‬
‫املتعامــل يطلــب منــه تقديــم الضمانــات‬ ‫بتوقيــع عقــد اســتصناع مــع املتعامــل‬ ‫بــني البنــك واملســتصنع (املتعامــل)‬
‫الالزمــة وغالبــا مــا تكــون بعــض أو كل الصور‬ ‫حيــدد فيــه مجيــع حقــوق والتزامــات‬ ‫يقــوم البنــك بتوقيــع عقــد مقاولــة مــع‬
‫التاليــة‪:‬‬ ‫كل طــرف‪.‬‬
‫‪ -‬رهن املبنى واألرض املقام عليها املشروع‪.‬‬ ‫أحــد املقاولــني الذيــن يرســو عليهــم‬
‫‪ -‬تفويــض مــن البنك بــإدارة العقار وحتصيل‬ ‫العطــاء‪ ،‬وتكــون عالقــة املتعامــل‬
‫إيراداتــه بعــد االنتهاء منه‪.‬‬ ‫بالبنــك مباشــرة وال عالقــة لــه‬
‫‪ -‬تقديم شيكات مؤجلة بقيمة األقساط‪.‬‬ ‫باملقــاول‪.‬‬
‫‪ -‬التأمــني الشــامل علــى العقــار يقــوم بــه‬
‫العميــل لصــاحل البنــك طيلــة فــرتة الســداد‪.‬‬

‫‪ -9‬يقــدم املقــاول خطــاب ضمــان‬ ‫‪ -8‬بعــد توقيــع العقــد يقــوم البنــك‬ ‫‪ -7‬إذا قــدم املتعامــل مقــاوال وطلــب‬
‫بنكــي بنســبة ‪ %10‬مــن قيمــة املشــروع‬ ‫بعمــل إجــراءات الرهــن التأميــي علــى‬ ‫مــن البنــك أن يقــوم بتنفيــذ االســتصناع‬
‫(ضمــان حســن التنفيــذ)‪ ،‬كمــا حيجــز‬ ‫العقــار‪.‬‬ ‫املطلــوب يوقــع البنــك معــه التزامــا‬
‫بــرباءة البنــك مــن تقصــري املقــاول يف‬
‫البنــك ‪ %10‬مــن قيمــة كل دفعــة تدفــع‬
‫التنفيــذ‪ ،‬وال يقبــل البنــك املقــاول الــذي‬
‫للمقــاول كضمــان أيضــا حلســن‬
‫قدمــه املســتصنع إال بعــد تأكــده مــن‬
‫التنفيــذ‪ ،‬تدفــع لــه بعــد االنتهــاء مــن‬ ‫خربتــه وكفاءتــه لتنفيــذ الشــيء املصنــع‬
‫الصنــع مطابقــا للمواصفــات‪.‬‬ ‫باملواصفــات املطلوبــة‪.‬‬

‫‪ -10‬حيجــز البنــك أيضــا ‪ %5‬مــن‬ ‫‪ -11‬إذا مل يلتــزم املتعامــل بســداد دينــه يف املواعيــد احملــددة يقــوم البنــك باختــاذ‬
‫قيمــة املشــروع للصيانــة ملــدة ســنة‪.‬‬ ‫إجراءاتــه‪:‬‬
‫‪ -‬سواء بتنفيذ الرهن وعرض العقار للبيع‪.‬‬
‫‪ -‬أو اإلشراف بنفسه على إدارة العقار وحتصيل اإليراد ليسدد منه ديون املتعامل‪.‬‬
‫‪ -‬أو يشــارك املتعامــل يف العقــار بقيمــة األقســاط املتأخــرة علــى أن تكــون مشــاركة‬
‫متناقصــة حيــق للمتعامــل مبوجبهــا ســداد مــا عليــه مــن ديــون للبنــك و يتخــارج البنــك‬
‫ببيــع حصتــه يف العقــار للمتعامــل‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد عبد احلكيم زعري‪« ،‬االستصناع» مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46 :‬‬

‫‪472‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫اﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت ا‪7‬ﻣــﻮال ﻃﻮﻳﻠــﺔ ا‪7‬ﺟــﻞ ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك‬


‫اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‬

‫سنتناول هذا املبحث بالدراسة من خالل احملاور التالية‪:‬‬

‫ التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫ التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪473‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ ا‪7‬ول‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻤﻀﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملضاربة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باملضاربـة يف بنـوك املشــاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملضاربة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬تعريف التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫التعريــف العــام للمضاربــة(‪ )1‬هــو‪« :‬أن يدفــع شــخص يُســمى (رب املــال)‬
‫مبلغـاً مــن املــال إىل شــخص آخــر يُســمى (املضــارب) ليتجــر فيــه‪ ،‬والربــح‬
‫مشــرتك بينهمــا‪ ،‬واخلســارة علــى رب املــال‪ ،‬وعلــى أن يســتقل املضــا ِرب‬
‫بالعمــل دون تدخــل مــن رب املــال‪ ،‬مبعنــى‪ :‬اســتقالله يف اختــاذ القــرارات‬
‫اخلاصــة بالعمــل يف املــال‪ ،‬وهــي صــورة متويليــة حبتــة»(‪ ،)2‬أو مبعنــى‬
‫آخــر‪ :‬تتــم املضاربــة بــني مســتثمر لــرأس مالــه (املمـوِّل) ومســتثمر ملهارتــه‬
‫(املضــا ِرب)‪.‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل باملضاربــة‪« :‬دخــول املصــرف يف صفقــة‬
‫حمـدّدة مــع متعامــل أو أكثــر؛ حبيــث يُقـدِّم املصــرف املــال الــالزم للصفقــة‪،‬‬
‫ويُقــدِّم املتعامــل جهــده‪ ،‬ويصبــح الطرفــان شــريكني يف ال ُغنْــم وال ُغــرْم‪،‬‬
‫ويكــون املصــرف هــو الشــريك صاحــب رأس املــال‪ ،‬ويكــون املتعامــل هــو‬
‫(‪ )1‬تســتمد املضاربــة تســميتها مــن الضــرب يف األرض والســفر فيهــا للتجــارة‪ ،‬ويُطلــق عليهــا كذلــك املقارضــة أو القِــراض‬
‫( القــرض)‪ ،‬وختتلــف عــن لفــظ املضاربــة الــذي يُســتعمل اليــوم غالبــاً مبعنــى املقامــرة؛ حيــث مــن اخلطــأ الشــائع‬
‫اســتخدام لفــظ «املضاربــة» للداللــة علــى شــراء األســهم أو الذهــب أو العقــارات توقعــا الرتفــاع األســعار والبيــع جلــي‬
‫األربــاح‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬

‫‪474‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫الشــريك املضــا ِرب‪ .‬فــإذا حت ّقــق الربــح وُ ِّزع وفق ـاً للنســب املتفــق عليهــا‪،‬‬
‫وإذا حتققــت خســارة حتمَّــل املصــرف فيهــا خســارة يف رأس مالــه‪ ،‬وحتمَّــل‬
‫املتعامــل خســارة يف جهــده‪ ،‬وال يرتتــب عليــه أيّ مديونيــة نتيجــة للخســارة‬
‫مــا مل يثبــت التعــدي أو التقصــري»(‪)1‬؛ وإذا زادت اخلســارة عــن رأس املــال؛‬
‫فــإن العامــل يتحمــل هــذه الزيــادة(‪.)2‬‬
‫وعليه؛ تتكون عملية التمويل باملضاربة من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬البنــك (الشــريك املمـوِّل)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم التمويــل‬
‫الكامــل الــذي حيتاجــه العميــل‪.‬‬
‫‪ 2.1‬العميــل (الشــريك املضــارِب)‪ :‬وهــو صاحــب اخلــربة الــذي‬
‫يُق ـدِّم جهــده وعملــه‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫يُمكن أن يُمارَس هذا النوع من التمويل يف بنوك املشاركة بأسلوبني(‪:)3‬‬
‫‪ 1.2‬املضاربــة املطلقــة‪ :‬وهــي الــيت يدفــع مبوجبهــا البنــك مالــه‬
‫مضاربــة دون أن يُعيِّــن العمــل املطلــوب واملــكان املرغــوب والزمــان‬
‫وصفــة العمــل‪ .‬مبعنــى أنــه يطلــق يــد املضــارب يف كل ذلــك ويعطيــه‬
‫حريــة اختيــار النشــاط ومكانــه‬
‫‪ 2.2‬املضاربــة املقيــدة(‪ :)4‬وهــي الــيت يتم يف إطارها التزام املضارب‬
‫بشــروط تتعلق بنوع النشــاط التجاري أو مكانه أو زمانه‬

‫(‪ )1‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231 :‬‬


‫(‪ )2‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )3‬صاحلي صاحل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫(‪ )4‬مــن صـــور املضـــاربة املقيــدة الــيت تستخدمـهـــا بعــض بنــوك املشــاركة «املضاربــة بالصفقــة املعينــة» والــيت يتفــق فيهــا‬
‫البنــك مــع أحــد التجــار علــى اســترياد صفقــة معينــة مــن الســلع التجاريــة‪ ،‬ويقــوم البنــك بتمويــل الصفقـــة جبميــع نفقاهتــا‪،‬‬
‫وبعــد تصريفهــا مــن طــرف التاجــر يُــوزَّع الربــح احملقــق منهــا بــني البنــك (بصفتــه صاحــب املــال) والتاجـــر (بصفتــه مضارباً)‬
‫بالنســبة املتفــق عليهــا‪ ،‬ولــو حدثــت خســارة دون تفريــط مــن التاجــر املضــارِب تكــون علــى البنــك باعتبــاره صـــاحب املـــال‪.‬‬

‫‪475‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫عندمــا يكــون البنــك هــو املضــارب تالئمــه املضاربــة املطلقــة؛ لكــي تكــون‬
‫(‪)1‬‬
‫لــه حريــة االســتثمار‪ ،‬وعندمــا يكــون هــو صاحــب املــال أو نائبــاً عنــه‬
‫تالئمــه املضاربــة املقيــدة؛ للمحافظــة علــى أمــوال الغــري(‪)2‬؛ «علــى أنــه ليــس‬
‫هنــاك مــا مينــع مــن قبــول املصــرف لبعــض الودائــع علــى أســاس املضاربــة‬
‫املقيــدة‪ ،‬أو إعطائــه بعــض األمــوال ملــن يُضــارب هبــا علــى أســاس املضاربــة‬
‫املطلقــة إذا رأى يف ذلــك مصلحــة»(‪.)3‬‬
‫ويُمكــن تصنيــف التمويــل باملضاربــة مــن وجهــات خمتلفــة‪ ،‬كمــا يُوضحــه‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)64‬أشكال التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫أنواع املضاربة‬

‫من حيث دوران رأس املال‬ ‫من حيث أطراف املضاربة‬ ‫من حيث شروط املضاربة‬

‫مستمـرة‬ ‫مؤقتـة‬ ‫مجاعيـة‬ ‫ثنائيـة‬ ‫مطـلـقـة‬ ‫مقـيـدة‬

‫‪-‬عدة دورات‬ ‫‪ -‬دورة واحدة‬ ‫املضارب‬ ‫للمضارب‬ ‫تتضمن شروط‬


‫صاحب املال‬ ‫املضارب‬ ‫صاحب املال‬
‫لرأس املال‬ ‫لرأس املال‬ ‫األول‬ ‫حرية التصرف‬ ‫تتعلق بالنشاط‬
‫‪-‬غري حمدودة‬ ‫‪ -‬حمدودة‬ ‫يف املضاربة‬ ‫واملكان والزمان‬
‫بصفقة معينة‬ ‫بصفقة معينـة‬ ‫املفتوحة‬ ‫واألفراد‬

‫املضارب الثاني‬ ‫صاحب املال‬


‫(املضارب األول)‬

‫املصدر‪ :‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119-118 :‬‬


‫(‪ )1‬إن العالقــة بــني املودعــني والبنــك هــي العالقــة بــني صاحــب املــال واملضــارب‪ ،‬فاملودعــون هــم أصحــاب األمــوال والبنــك‬
‫هــو املضــارب‪ ،‬ويــأذن املودعــون للبنــك بــأن يضــارب هبــذه األمــوال؛ أي بــأن يدفــع املــال إىل الغــري مضاربــة‪ ،‬ويُطلــق البعــض‬
‫علــى ذلــك اصطــالح «إعــادة املضاربــة»‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد كمال عطية‪« ،‬حماسبة الشركات واملصارف يف النظام اإلسالمي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ )3‬أمحد بن حسن بن أمحد احلسي‪« ،‬الودائع املصرفية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.137-136 :‬‬

‫‪476‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬خطوات احلصول على التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫‪ 1.3‬شروط التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باملضاربة بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.3‬جيوز للبنوك أن تقدِّم التمويل للنشاطات االقتصادية‬
‫املختلفــة مضاربــة‪ ،‬فتكــون شــريكاً باملــال مــع طــرف آخــر يكون‬
‫ال يتــوىل اإلدارة؛ ســواء كان شــخصاً أو أشــخاصاً‬ ‫شــريكاً عامـ ً‬
‫معنويــة أو اعتبارية‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬يُحــدِّد العقــد بــني البنــك واملضــارب رأس مــال‬
‫املضاربــة‪ ،‬ونســبة اقتســام األربــاح بــني الشــريكني وشــروط‬
‫ممارســة النشــاط األساســي الــذي حي ِّقــق غــرض املضاربــة‪،‬‬
‫وال جيــوز النــص علــى عائــد حمــدد كمبلــغ أو كنســبة مــن رأس‬
‫املــال أليّ مــن طــريف العقــد‪.‬‬
‫‪ 3.1.3‬يكــون لعقــد املضاربــة مــدة حمـدّدة‪ ،‬وميكــن أن يكــون‬
‫غــري حم ـدّد بزمــن ويف هــذه احلالــة جيــوز تصفيــة املضاربــة‬
‫حماســبياً يف كل ســنة وتصبــح النتائــج ملزمــة للطرفــني‪.‬‬
‫‪ 4.1.3‬يُع ـدُّ رحب ـاً يف املضاربــة مــا زاد علــى رأس املــال يف‬
‫هنايــة العقــد أو عنــد تصفيتــه حماســبيا‪.‬‬
‫‪ 5.1.3‬للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد النســبة مــن أصــول البنــك‬
‫الــيت ميكــن أن تُوجَّــه ألغــراض املضاربــة‪ ،‬وأن يُح ـدِّد النســبة‬
‫مــن األربــاح الــيت حيصــل عليهــا البنــك يف عقــود املضاربــة‪.‬‬
‫‪ 6.1.3‬يتــوىل الطــرف اآلخــر (املضــارب) اإلدارة واختــاذ‬

‫(‪ )1‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90 - 88 :‬‬

‫‪477‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫القــرارات املتعلقــة حبســن ســري العمــل‪.‬‬


‫‪ 7.1.3‬جيــوز للبنــك إذا كانــت إدارة املضــارب غــري مرضيــة‬
‫أن يقلب املضاربة إىل مشــاركة وأن يســهم مباشــرة يف اإلدارة‪،‬‬
‫كمــا جيــوز لــه اشــرتاط ذلــك يف عقــد املضاربــة‪.‬‬
‫‪ 8.1.3‬جيــوز للبنــك أن يلــزم العميــل بتقديــم الكفــاالت‬
‫والرهــون الــيت تكــون ضامنــة اللتزامــه بشــروط العقــد‪ ،‬ومنهــا‬
‫ردّ رأس مــال املضاربــة أو مــا بقــي منــه إىل البنــك مبجــرد‬
‫انتهــاء العقــد‪ ،‬وتســليم األربــاح إن حتققــت دون مماطلــة إىل‬
‫البنــك‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باملضاربة‪:‬‬
‫لكــي يدخــل العميــل مــع بنــك املشــاركة يف مضاربــة يتــم اتبــاع اخلطــوات‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2.3‬يقوم العميل مبلء «منوذج طلب التمويل باملضاربة»‪.‬‬
‫‪ 2.2.3‬يــدرس البنــك طلــب التمويــل املقــدم لــه لتقييــم‬
‫العمليــة وحتليــل املركــز االئتمانــي للعميــل؛ وذلــك يف ضــوء‬
‫اســرتاتيجية التمويــل املصــريف لعمليــات املضاربــة‪.‬‬
‫‪ 3.2.3‬بانتهــاء الدراســة تُرفــع مذكــرة لــإلدارة املفوضــة‬
‫باختــاذ القرار‪-‬داخــل البنــك‪ ،-‬وذلــك حســب طبيعــة العمليــة‬
‫ومبلــغ التمويــل ومدتــه‪ ،‬ليُ َّتخــذ القــرار باملوافقــة أو الرفــض أو‬
‫التعديــل وطلــب معلومــات إضافيــة‪ ،‬ويف كل احلــاالت الســابقة‬
‫يُخــرب العميــل بقــرار البنــك‪.‬‬

‫(‪ )1‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121–120 :‬‬

‫‪478‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 4.2.3‬بعــد تقديــم العميــل للمســتندات املطلوبــة يف حالــة‬


‫ُحضر»عقــد املضاربــة» لتوقيعــه مــن‬ ‫املوافقــة علــى التمويــل‪ ،‬ي َّ‬
‫قِبــل املتعامــل ومم ِّثــل البنــك‪ ،‬ومــن ثـمّ تبــدأ عمليــة التنفيــذ يف‬
‫ضــوء الشــروط والقواعــد املوضحــة يف العقــد‪.‬‬
‫‪ 5.2.3‬بعــد اختــاذ القــرار بتمويــل العمليــة واختاذ اإلجراءات‬
‫التنفيذيــة الالزمــة لســريه‪ ،‬تبــدأ عمليــة املتابعــة للتأكــد مــن‬
‫ســري العمليــات وفــق الربامــج والشــروط املتفــق عليهــا يف‬
‫العقــد‪ ،‬ولتقديــم مــا يطلبــه املضــارب مــن مســاعدة أو خــربة‬
‫فنيــة أو تنظيميــة أو إداريــة‪ .‬وتتــم املتابعــة بعــدة وســائل منهــا‪:‬‬
‫أ املتابعــة امليدانيــة‪ :‬عــن طريــق تفقــد مواقــع العمــل‪،‬‬
‫ومراجعــة دفاتــر ومســتندات العمليــة وجــرد املخــازن‬
‫وغريهــا‪.‬‬
‫ب املتابعــة املكتبيــة‪ :‬عــن طريــق التقاريــر الدوريــة اليت‬
‫يطلبهــا البنــك مــن العميــل للتأكــد مــن تطــور تنفيــذ‬
‫العمليــة‪ ،‬إضافــة إىل امليزانيــات واملراكــز املاليــة للعمليــة‪.‬‬
‫‪ 6.2.3‬يتــم إعــداد حســابات النتيجــة يف هناية مدة املضاربة‪،‬‬
‫كمــا يُحــرَّر إشــعار يفيــد انتهــاء موعــد املضاربــة‪ ،‬وضــرورة‬
‫توزيــع األربــاح واخلســائر املتفــق عليهــا يف بنــود العقــد وهــي‪:‬‬
‫أ يف حالــة الربــح‪ :‬يــوزع بــني البنــك واملضــارب حســب‬
‫االتفاق‪:‬‬
‫‪ % . . . -‬للمضارب مقابل العمل واخلربة واإلدارة‪.‬‬
‫‪ % . . . -‬للبنك مقابل إمجايل متويل العملية‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ب يف حالة اخلسارة‪ :‬تتم التفرقة بني حالتني‪:‬‬


‫‪ -‬إذا نتجــت اخلســارة عــن ظــروف ال دخــل للمضــارب‬
‫فيهــا‪ ،‬يتحملهــا البنــك بالكامــل‪ ،‬ويكفــي أن املضــارب قد‬
‫قـدّم عملــه وجهــده وإدارتــه دون مقابــل‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا إذا نتجــت اخلســارة عــن عوامــل للمضــارب دخــل‬
‫فيهــا كالتقصــري واإلمهــال وعــدم االلتــزام بشــروط‬
‫التنفيــذ املتفــق عليهــا‪ .‬فللبنــك أن يطالــب املضــارب‬
‫بتعويــض الضــرر الــذي حلقــه‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)65‬خطوات التمويل باملضاربة‪.‬‬

‫اختاذ قرار التمويل‬ ‫دراســـة البنك للطلب‬ ‫تقدم العميل للبنك‬


‫(موافقـة‪ /‬رفض‪/‬طلب‬ ‫(مجـع املعلومات ‪ +‬حتليل‬
‫معلومات)‬ ‫املركز االئتماني للعميــل)‬ ‫بطلب «متويل باملضاربة»‬

‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬

‫تنفيذ قرار التمويل‬ ‫توزيع األرباح واخلسائر‬


‫متابعة تطور تنفيذ العملية‬
‫(الربـح حسب االتفاق‬
‫(توقيع عقد املضاربة)‬ ‫(متابعة ميدانية ‪ +‬مكتبية)‬
‫واخلسارة على البنك)‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل باملضاربة‪:‬‬


‫تكــون البنــوك مضا ِربــة (عمــال مضاربــة) يف عالقاهتــا مــع املودعــني‪،‬‬
‫وأصحــاب مــال (مموِّلــني) يف عالقاهتــا مــع طالــي التمويــل منهــا‪ ،‬وهــذا‬

‫‪480‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫مــا يُطلــق عليــه «املضاربــة املزدوجــة»(‪ ،)1‬وهــي تقــوم علــى أســاس أن‬
‫يعــرض بنــك املشــاركة «باعتبــاره مضاربـاً علــى أصحــاب األمــوال اســتثمار‬
‫مدخراهتــم هلــم‪ ،‬كمــا يعــرض املصــرف ‪-‬باعتبــاره صاحــب مــال أو وكيــل‬
‫عــن أصحــاب األمــوال‪ -‬علــى أصحــاب املشــروعات االســتثمارية اســتثمار‬
‫تلــك األمــوال‪ ،‬علــى أن تُــو َّزع األربــاح حســب االتفــاق بــني األطــراف الثالثــة‪،‬‬
‫وتقــع اخلســارة علــى صاحــب املــال»(‪.)2‬‬
‫وميكن توضيح هذه الفكرة كاآلتي‪:‬‬
‫شكل رقم (‪ :)66‬املضاربة املزدوجة الي جتريها بنوك املشاركة‪.‬‬

‫البــنــك‬
‫(املضارب املشرتك أو الوسيط)‬

‫متويل باملضاربة‬ ‫ودائع املضاربة‬

‫إعـادة املضـاربة‬ ‫املضاربة‬

‫املضاربـون (أصحاب األعمال)‬ ‫شركـاء يف الربـح‬ ‫املودعـون (أصحاب األموال)‬

‫(‪ )1‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.347 :‬‬

‫‪481‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬


‫اطــر التمويــل باملضاربــة وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن عــدم تدخــل البنــك بصفتــه صاحــب املــال يف‬
‫أعمــال املضــارب يعــي ثقــة مطلقــة يف كفــاءة وأمانــة ونزاهــة املضــارب؛‬
‫«ممــا قــد يكــون لذلــك آثــاره ونتائجــه الوخيمــة‪ ،‬فالبنــك مســؤول عــن‬
‫محايــة أمــوال املودعــني الذيــن أولــوه ثقتهــم‪ ...‬يُضــاف إىل ذلــك مشــكلة‬
‫أخــرى هــي عــدم توافــر حســن النيــة لــدى بعــض املضاربــني»(‪ )1‬الذيــن‬
‫تتعامــل معهــم بنــوك املشــاركة‪ .‬ويعتــرب باحــث آخــر أن بنــك املشــاركة‬
‫إذا دخــل مــع طالــي التمويــل علــى أســاس املضاربــة «كانــت املشــكلة يف‬
‫تعــرض املصــرف خلطــر خســارة مالــه؛ ومــن ث ـمّ تعــرض املودعــني فيــه‬
‫للخطــر نفســه‪ ،‬فكانــت هنــاك خماطرتــان‪ :‬خماطــرة أخالقيــة‪ ،‬وخماطــرة‬
‫جتاريــة»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن ي ّتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)3‬‬
‫‪ 1.1‬حصــول البنــك ‪-‬إن أمكــن‪ -‬علــى ضمــان طــرف ثالــث يلتــزم‬
‫بســالمة رأس مــال املضاربــة املقـدّم مــن البنــك‪ ،‬وهــي جهــة يهمّهــا‬
‫جنــاح املضــارب وقــد تكــون هــي الدولــة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬اســتخدام صيغــة القــرض مــع املضاربــة‪ ،‬حيــث يتــم تقســيم‬
‫مــال املضاربــة إىل قســمني‪ :‬القســم األكــرب علــى ســبيل القــرض‬

‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52-51 :‬‬
‫(‪ )2‬رفيــق يونــس املصــري‪« ،‬تعليــق علــى حبــث قانــون املصــارف»‪ ،‬جملــة حبــوث االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة‬
‫لالقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬جملــد ‪ ،3‬العــدد ‪ 1994 ،1‬ص‪.64 :‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الســتار أبــو غــدة‪« ،‬الوســائل املشــروعة لتقليــل خماطــر املضاربــة»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪،180‬‬
‫(مارس‪/‬أفريــل ‪ ،)1996‬ص‪63-61 :‬؛ والعــدد‪( 181‬أفريــل ‪/‬مــاي‪ ،)1996‬ص‪.61-56 :‬‬

‫‪482‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫(مضمــون)‪ ،‬والباقــي القليــل علــى ســبيل املضاربــة (غــري مضمــون‬


‫علــى املضاربــة)‪.‬‬
‫‪ 3.1‬اختيــار رأس مــال املضاربــة ســلعاً جتاريــة أو معــدات إنتاجيــة‬
‫لتفــادي ســوء اســتعمال املضــارب لــرأس املــال النقــدي (شــراء مــا‬
‫ال عالقــة لــه مبوضــوع املضاربــة أو اســتخدامه يف وفــاء ديونــه قبــل‬
‫اســتثماره)‪.‬‬
‫‪ 4.1‬جتزئــة رأس مــال املضاربــة علــى فــرتات (مضاربــات متعــددة‬
‫متتابعــة)؛ حبيــث يتمكــن البنــك املمـوِّل مــن جدِّيــة وأمانــة املضــارب‬
‫وإجــراء حماســبة دوريــة لعمليــات املضاربــة‪.‬‬
‫‪ 5.1‬تقييــد عمــل املضــارب مبجــاالت حمــددة العائــد (ربــح متوقــع)‬
‫بــأن يكــون النشــاط يف املراحبــة أو التأجــري مث ـالً؛ لتجنــب مــا فيــه‬
‫خماطــرة كبــرية حبيــث إذا خالــف فإنــه يكــون ضامنــاً (حتمّــل‬
‫مســؤولية اخلســارة)‪.‬‬
‫‪ 6.1‬اشــرتاك البنــك بصفتــه «صاحــب املــال» يف اإلشــراف واملتابعة‬
‫لعمــل املضــارب «عميــل البنــك» وكذلــك يف احملاســبة‪ ،‬وتقديــم‬
‫املشــورة‪.‬‬
‫‪ 7.1‬تطبيــق معايــري حم ِّفــزة لتوزيــع األربــاح (كأن يتفــق البنــك مــع‬
‫املضــارب علــى أنــه إذا زاد الربــح عــن نســبة ‪ %15‬مث ـالً يف الســنة؛‬
‫فــإن الزيــادة تكــون مــن نصيــب املضــارب)‪ ،‬ليكــون ذلــك حافــزاً‬
‫للمضــارب علــى إتقــان االســتثمار واجلديــة يف العمــل‪.‬‬
‫‪ 8.1‬تقديــم املضــارب لدراســة جــدوى قبــل الدخــول يف عمليــة‬
‫املضاربــة بــني البنــك «املم ـوِّل» واملضــارب الــذي يتحمــل مســؤولية‬

‫‪483‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الفــرق بــني نتائــج الدراســة والنتائــج الفعليــة‪.‬‬


‫‪ 9.1‬التعاقــد مــع أكثــر مــن مضــارب واحــد‪ ،‬علــى أســاس جــواز‬
‫تعـدُّد الــوكالء؛ مبــا يؤمــن معــه مــن التصــرف الفــردي الضــار‪ ،‬وقــد‬
‫أُطلــق علــى هــذا األســلوب «املُضــارب املشــا ِرك»‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنة التمويل باملضاربة مع األســاليب التمويلية املشــاهبة‪:‬‬
‫تتشــابه املضاربــة مــع بعــض األســاليب واملعامــالت؛ إال أن هــذه الصيغــة‬
‫هلــا طبيعتهــا اخلاصــة املميــزة الــيت تتضــح يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪484‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم (‪:)98‬‬


‫مقارنة املعامالت املشاهبة والتمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫التمويــل باملضاربــة‬ ‫املعامــالت املشاهبــة‬ ‫معيــار التفرقــة‬
‫‪ 1‬املضاربة يف‬
‫ال يكاد جيتمعان إال يف حروف مسمى كل منهما فقط‪.‬‬ ‫البورصة‪:‬‬
‫(‪)Speculation‬‬
‫‪ -‬هــي أســلوب الســتثمار املــال الــذي يُقــدَّم مــن طــرف‪،‬‬
‫‪ -‬هــي املخاطــرة بالبيــع والشــراء بنــاء علــى التنبــؤ بتقلبــات‬
‫ويقــوم بالعمــل بــه طــرف آخــر وفــق شــروط متفــق عليهــا‬
‫األســعار بغيــة احلصــول علــى فــارق األســعار‪ ،‬مــع العلــم بــأن‬
‫مــن بــني هــذه الصفقــات مــا ليــس بيع ـاً حقيقي ـاً وال شــراءً‬
‫مســبقا‪.‬‬
‫حقيقيــاً؛ ألنــه ال يكــون فيــه تســليم أو تســلم حقيقيــان‪،‬‬
‫‪ -‬لفــظ «املضاربــة» يعتــرب ترمجــة غــري أمينــة لكلمــة‬ ‫اجلـوهــر‪:‬‬
‫( ‪.)Speculation‬‬
‫وإمنــا املســألة كلهــا تنحصــر يف قبــض أو دفــع فروق أســعار‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم على املقامرة والرهان يف أحيان كثرية‪.‬‬
‫كل منهما عقد يتضمن تقديم أحد األشخاص (أو األصول يف التأجري) لعمله وخربته مقابل عائد مادي‪.‬‬ ‫‪ 2‬التأجيــر‪:‬‬
‫‪ -‬تقييد املضارب بنوع النشاط الذي يقوم به‪.‬‬ ‫‪ -‬تقييد املستأجر بنوع املنفعة اليت يشرتيها‪.‬‬ ‫التشابــه‪:‬‬
‫‪ -‬الشريك املموِّل يقصد اإلسرتباح‪.‬‬ ‫‪ -‬املؤجر يقصد اإلسرتباح‪.‬‬
‫‪ -‬منفعة اإلنسان (العمل فقط)‪.‬‬ ‫‪ -‬منفعة األصول املنتجة (اآلالت)‬ ‫املنفعــة‪:‬‬
‫‪ -‬وجــود دائــرة واســعة للحركــة ال حيدهــا إال بعــض القيــود‬ ‫‪ -‬أكثر حتديداً وتوصيفاً‪.‬‬ ‫طبيعة العمـل‪:‬‬
‫الــيت قــد يضعهــا صاحــب املــال للعامــل‪.‬‬
‫‪ -‬عائــد املؤجِّــر معــروف وحمــدّد مســبقاً؛ ألنــه مــن نــوع ‪ -‬يشرتك املموِّل حبصة من ناتج العالقة االستثمارية‪.‬‬ ‫العـــائد‪:‬‬
‫عائــد البيــع‪.‬‬
‫‪ -‬يتخــذ املســتأجر قراريــن اســتثماريني متتاليــني مهــا‪ - :‬يشــكل االســتثمار عــن طريــق املضاربــة قــراراً اســتثمارياً‬ ‫القرار‬
‫قــرار االســتئجار وقــرار اســتخراج املنفعــة واســتعماهلا‪ .‬واحــدا يتخــذه املضــارب منفــرداً عــن املمـوِّل الــذي قــدم لــه‬ ‫االستثماري‪:‬‬
‫مالــه ليتصــرف فيــه‪.‬‬
‫كل منهما عقد يتضمن التعاون بني العمل ورأس املال لتنميته (حالة خاصة من املشاركة)‪.‬‬ ‫‪ 3‬املشاركـة‪:‬‬
‫‪ -‬يقـدَّم كل مــن العمــل ورأس املــال مــن كل الشــركاء (العمــل ‪ -‬رأس املــال يق ـدَّم مــن طــرف والعمــل مــن طــرف آخــر‪.‬‬
‫(العمــل مــن حــق العامــل فقــط)‪.‬‬ ‫حصص املشاركة‪ :‬حــق لــكل شــريك)‪.‬‬
‫‪ -‬حسب االتفاق‪.‬‬ ‫‪ -‬حسب االتفاق‪.‬‬ ‫الربـــح‪:‬‬
‫‪ -‬على كل الشركاء بنسبة حصة كل منهما يف رأس املال‪ - .‬يتحمــل صاحــب املــال اخلســارة مبفــرده مــن رأمسالــه؛‬
‫إال إذا قصَّــر العامــل وخالــف الشــروط‪.‬‬ ‫اخلســارة‪:‬‬
‫‪ -‬التصــرف الكامــل يكــون للعامــل فقــط؛ إال إذا َقيَّــده‬ ‫‪ -‬يكون كامالً لكل شريك‪.‬‬
‫صاحــب املــال ببعــض الشــروط‪.‬‬ ‫التصــرف‪:‬‬
‫كل منها عقد يشرتك يف أن املالك يُس ِّلم جزءاً من ثروته إىل شخص آخر يستقل عن املالك يف إدارة هذه الثروة‪.‬‬ ‫‪ 4‬صيغ‬
‫االستثمار‬
‫الزراعية‪:‬‬
‫‪ -‬شريك مموِّل (بنك) ‪ +‬شريك عامل (مضارب)‪.‬‬ ‫‪ -‬شريك مموِّل (بنك)‪ +‬شريك عامل (زارع ‪ +‬ساقي ‪.) +‬‬ ‫التشابــه‪:‬‬
‫‪ -‬مضاربة مطلقة ‪ +‬مضاربة مقيدة‪.‬‬ ‫‪ -‬مزارعة ‪ +‬مساقاة ‪ +‬مغارسة‪.‬‬ ‫أنواع التمويـل‪:‬‬
‫‪ -‬اجملال التجاري ‪ +‬جماالت أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬اجملال الزراعي‪.‬‬ ‫جمال التمويـل‪:‬‬
‫‪ -‬أصول نقدية (غالباً)‪.‬‬ ‫‪ -‬أصول ثابتة (أرض‪ +‬شجر) ‪ +‬متداولة (بذور)‪.‬‬ ‫طبيعة التمويـل‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة معلومة من جمموع املنتَج (حمصول زراعي ‪ +‬مثار‪ - .)...‬نسبة من الربح متفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬شركة يف الربح‪.‬‬ ‫‪ -‬شركة يف الناتج‪.‬‬ ‫العـــائد‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يف حالــة مــا مل ختــرج األرض شــيئا‪ ،‬خيســر صاحــب ‪ -‬خيسر املموِّل (البنك) رأس ماله‪.‬‬
‫األرض (البنــك) منفعــة أرضــه‪.‬‬ ‫حتمل اخلسـارة‪:‬‬
‫‪ -‬وخيسر املضارب تكلفة الفرصة البديلة خلدماته‪.‬‬ ‫‪ -‬وخيسر املزارع جهده وعمله‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫رغــم التشــابه الظاهــري احملــدود للقــرض بفائدة مع املضاربــة يف «أن كال منهما‬
‫عبــارة عــن تقديــم املــال مــن مالكــه آلخــر للعمــل بــه أو الســتثماره وتوظيفــه»(‪،)1‬‬
‫ورغــم أن البعــض يُشــري إىل أن إعــادة املضاربــة الــيت تقــوم هبــا بنــوك املشــاركة‬
‫تُشــبه يف بعــض وجوههــا ‪-‬مــن حيــث الشــكل– االقــرتاض وإعــادة اإلقــراض الــيت‬
‫تقــوم هبــا البنــوك التقليديــة(‪)2‬؛ إال إن التمويــل باملضاربــة خيتلــف عــن القــرض‬
‫بفائــدة يف التمويــل التقليــدي يف جوانــب أساســية‪ ،‬كمــا يوضحه اجلــدول التايل‪:‬‬
‫جــدول رقــم (‪ :)99‬مقارنــة بــني التمويــل بالقــروض يف البنــوك‬
‫التقليديــة والتمويــل باملضاربــة يف بنــوك املشــاركة‬
‫التمويـــل باملضــاربة‬ ‫التمويـــل بالقـــروض‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬املشاركة بني طرفني يف ربح العملية االستثمارية‪.‬‬ ‫‪ -‬القرض بفائدة ثابتة ألجل حمدد‪.‬‬ ‫جوهر العمليــة‪:‬‬
‫‪ -‬عالقة بني االستثمار واإلدارة (أي املال والعمل)‪.‬‬ ‫‪ -‬عالقة بني مقرض ومقرتض‪.‬‬ ‫طبيعة العالقــة‬
‫بني العميل والبنك‪:‬‬
‫‪ -‬ينحصر التمويل باألعمال االستثمارية املتوقع رحبها‪.‬‬ ‫‪ -‬ميكن متويل أيّ نوع من االستعماالت‪.‬‬ ‫حمل العالقــة‪:‬‬
‫‪ -‬حيصــل صاحــب املــال علــى حصــة مــن الربــح الفعلــي‬ ‫‪ -‬حيصــل املقــرض علــى عائــد ثابــت حمــدد مســبقاً مــن‬
‫احملقــق مــن نتيجــة العمليــة‪.‬‬ ‫املقــرتض بغــض النظــر عمّــا حي ِّققــه مــن ربــح أو خســارة‪.‬‬ ‫العـــائد‪:‬‬
‫‪ -‬العامــل ال يضمــن رأمســال املضاربــة ‪-‬إال يف حالــة‬ ‫‪ -‬املقــرتض يضمــن أصــل القــرض ‪-‬جبانــب فوائــده‪-‬‬
‫التعــدي والتقصــري وخمالفــة الشــروط‪ -‬وذلــك باعتبــاره‬ ‫للمقــرض باعتبــاره دينــاً يســتحق األداء يف ميعــاد‬
‫وكي ـالً مــن صاحــب املــال يف التصــرف فيــه وأمين ـاً عليــه؛‬ ‫حمــدد‪.‬‬ ‫الضمـــان‪:‬‬
‫ولذلــك فــرأس املــال هــذا قابــل للزيــادة والنقصــان بالربــح‬
‫واخلســارة‪.‬‬
‫‪ -‬العامــل ملتــزم مبــا يضعــه لــه صاحــب املــال مــن شــروط‬ ‫‪ -‬املقــرتض لــه مطلــق احلــق يف التصــرف يف قيمــة‬
‫للحفــاظ علــى مالــه ألن الضمــان عليــه‪ ،‬ومعنــى ذلــك‬ ‫القــرض بكامــل حريتــه‪ ،‬طاملــا أنــه ديــن يلتــزم بــرده‬
‫أن صاحــب املــال لــه احلــق يف وضــع بعــض الشــروط أو‬ ‫كام ـالً‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن املقــرض ال حــق لــه أن يتدخــل‬ ‫التصـــرف‪:‬‬
‫القيــود للعامــل أثنــاء قيامــه بعمليــة املضاربــة‪.‬‬ ‫يف عمــل املقــرتض‪.‬‬
‫‪ -‬يتحمــل صاحــب املــال خســائر العمليــة‪ ،‬ويشــارك فيمــا‬ ‫‪ -‬املقــرض ال يشــارك املقــرتض فيمــا يقــع مــن خســائر‬ ‫املشـاركـة‬
‫حتققــه مــن أربــاح حســب النســبة املتفــق عليهــا‪.‬‬ ‫وال فيمــا حتققــه أصولــه مــن أربــاح‪.‬‬ ‫يف ال ُغنْم والغرْم‪:‬‬
‫ُ‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.34-33 :‬‬
‫‪ -‬منــذر القحــف‪« ،‬مفهــوم التمويــل يف االقتصــاد اإلســالمي‪ :‬حتليــل فقهــي واقتصــادي»‪ ،‬املعهــد‬
‫اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث‬
‫حتليلــي رقــم‪ ،13 :‬ط‪ ،1998 ،2‬ص‪.52 :‬‬

‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫(‪ )2‬فالبنــك التقليــدي يقــرتض مــن املودعــني مقابــل ســعر فائــدة معلــوم‪ ،‬ثــم يقــوم بإقــراض تلــك األمــوال إىل طــرف ثالــث‬
‫بســعر فائــدة أعلــى؛ حيــث ميثــل الفــرق بــني املعدلــني الربــح الــذي حيققــه البنــك‪ .‬ويف املضاربــة يُحقــق بنــك املشــاركة العائــد‬
‫مــن الفــرق بــني حصتــه الــيت حتصــل عليهــا مــن املودعــني مبوجــب عقــد املضاربــة‪ ،‬وبــني احلصــة الــيت يدفعهــا للمضــارب‬
‫األخــري يف مقابــل عملــه وذلــك مبوجــب اتفــاق إعــادة املضاربــة‪.‬‬

‫‪486‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل باملضاربة‪:‬‬


‫ال يشــارك البنــك عنــد التمويــل باملضاربــة يف إدارة األعمــال املموَّلــة‪ ،‬لكــن‬
‫يُمكــن أن يُشــرف إشــرافاً مناســباً لالطمئنــان علــى اســتخدام األمــوال‪،‬‬
‫ويــرى أحــد احملاســبني أن إحــكام عمليــة الرقابــة علــى املضاربــة‪ ،‬باإلضافــة‬
‫إىل نشــر الثقــة والطمأنينــة بــني أصحــاب املصــاحل يف هــذه العمليــة‪ ،‬يتطلب‬
‫أن ينــص بنــك املشــاركة صراحــة يف العقــد بــني العميــل املضــارب والبنــك‬
‫علــى املوضوعــني التاليــني(‪:)1‬‬
‫‪ 1.3‬األول‪ :‬إمســاك املضــارب حســابات منتظمــة عــن هــذه العمليــة‬
‫يف دفاتــره‪.‬‬
‫‪ 2.3‬الثانــي‪ :‬خضــوع عمليــة املضاربــة ملراجعــة مراقــب حســابات‬
‫البنــك إلقــرار صحــة نتيجتهــا‪.‬‬
‫‪ .4‬أمهية التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬
‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫لقــد ُطبِّقــت املضاربــة مــن الناحيــة التقليديــة علــى األنشــطة التجاريــة‬
‫قصــرية األجــل‪ .‬ومــع ذلــك فإهنــا ال تقتصــر علــى التجارة فحســب؛ بل يتســع‬
‫مفهــوم العمــل يف املضاربــة ليشــمل كافــة األعمــال يف التجــارة والصناعــة‬
‫والزراعــة وشــراء األراضــي وبنائهــا؛ األمــر الــذي يتفــق مــع طبيعــة أعمــال‬
‫بنــوك املشــاركة الــيت تعمــل يف جمــاالت متعــددة وال تقتصــر علــى قطــاع‬
‫دون آخر‪.‬‬
‫إن أحد اجملاالت املهمة اليت حتتاج إىل التمويل باملضاربة هي «االحتياجات‬
‫التمويليــة للحــرف والصناعــات الصغــرية»(‪ .)2‬وميكن لعملية املضاربة متويل‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.335 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99 :‬‬

‫‪487‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الفئــات القــادرة علــى العمــل والعاجــزة عــن متويــل املشــروعات كاملهنيــني‬


‫مــن األطبــاء واملهندســني والصيادلــة‪ ،‬مثــل‪ :‬تزويــد الطبيــب باملــال لفتــح‬
‫مســتوصف أو مستشــفى للعــالج‪ ،‬وتزويــد الصيــديل بالتمويــل الــالزم لفتــح‬
‫صيدليــة لبيــع الــدواء(‪.)1‬‬
‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل باملضاربة‪:‬‬
‫يتمثــل تفــوق التمويــل باملضاربــة علــى األســلوب املصــريف التقليــدي‪ ،‬يف‬
‫ســالمة نظــام املضاربــة لكونــه يســتند علــى تالقــي رأس املــال بالعمــل‪،‬‬
‫بينمــا يعتمــد النظــام املصــريف الربــوي علــى تالقــي رأس املــال بــرأس املــال‪.‬‬
‫وهــو الوضــع الــذي ال يســتطيع فيــه ذو الكفــاءة ‪-‬ممّــن ال ميلــك املــال‪-‬‬
‫أن جيــد يف ظــل هــذا منفــذاً يســمح لــه فيــه باحلصــول علــى مــال لكــي‬
‫يُمـوِّل مشــروعاً إنتاجيـاً‪ .‬ومــن ثــم؛ ال جتــد هــذه الطاقــات أمامهــا إال العمــل‬
‫املأجــور‪ ،‬بينمــا يف ظــل املضاربــة تنشــأ فــرص العمــل املنتــج عــن طريــق‬
‫التــزاوج الطبيعــي بــني رأس املــال والعمــل(‪.)2‬‬
‫ورغــم أن التمويــل باملضاربــة أنفــع للمجتمــع من أســلوب اإلقــراض بالفائدة‪،‬‬
‫إال أن البعــض يــرى أن الوضــع األمثــل هــو املزاوجــة بــني أداتــي املضاربــة‬
‫والبيــع باألجــل (مســاومة كانــت أو مراحبــة) بل التوســع لشــمول بقية أدوات‬
‫االســتثمار مــن تأجــري وسَ ـلَم واســتصناع‪ ،...‬إلعطــاء أصنــاف العمــالء مــا‬
‫يالئــم رغباهتــم‪ ،‬فهنــاك مــن يُحــب أن ينفــرد بأســرار عملــه‪ ،‬فيالئمــه البيــع‬
‫باألجــل والتأجــري واالســتصناع‪ ،‬وهنــاك مــن حيــب أن يكــون جبانبــه مــن‬
‫يشــاركه املخاطــرة فتالئمــه املضاربــة وبقيــة املشــاركات(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48 :‬‬
‫(‪ )2‬مســري حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التمويــل العــام‪ :‬املدخــل االدخــاري والضريــي‪ ،‬املدخــل اإلســالمي‪ ،‬املدخــل الــدويل»‪ ،‬مكتبــة‬
‫ومطبعــة اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪ ،1998 ،2‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.292 :‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الســتار أبــو غــدة‪« ،‬الوســائل املشــروعة لتقليــل خماطــر املضاربــة (‪ ،»)1‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪،180‬‬

‫‪488‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫ونبني إجيابيات هذا النوع من التمويل يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)100‬مزايا التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (املموِّليــن)‬ ‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املضاربيــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصـــاد الوطين (التنميــة)‬
‫‪ -1‬تُعتــرب املضاربــة األســلوب األساســي الــذي اعتمدتــه بنوك املشــاركة‬ ‫‪ -1‬إن التمويــل باملضاربــة يتناســب متام ـاً مــع احلرفيــني الصغــار‪،‬‬ ‫‪ -1‬تتمثل املزايا االقتصادية واالجتماعية للمضاربة يف ‪:‬‬
‫مــن حيــث صياغــة عالقتهــا باملودعــني الذيــن يقدمــون أمواهلــم‬ ‫ومــع هــؤالء األفــراد الذيــن ميلكــون اخلــربة والقــدرة والرغبــة يف‬ ‫‪ -‬حتقيق التكامل بني عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫بصفتهــم أصحــاب املــال ليعمــل فيهــا البنــك بصفتــه املضــارب‪،‬‬ ‫القيــام بعمــل اقتصــادي مشــروع وال تتوافــر لديهــم املــوارد املاليــة‬ ‫‪ -‬معاجلــة األمــراض االقتصاديــة مــن ركــود وتضخــم وســوء‬
‫ومتــارس بنــوك املشــاركة بدورهــا هــذا األســلوب مــع املســتثمرين‬ ‫الكافيــة‪ ،‬كمــا تتناســب أيضــا مــع هــؤالء اخلــرباء والعلمــاء مــن‬ ‫توزيــع الثــروة وهــدر املــوارد االقتصاديــة‪ ،‬نتيجــة تأســيس‬
‫أصحــاب املشــاريع القادريــن علــى العمــل‪ ،‬وليــس عندهــم مــال‪ .‬وهلـــذا‬ ‫أصحــاب الكفــاءات واملهــارات النــادرة الذيــن ال جيــدون ســبالً‬ ‫مشــروعات جديــدة‪.‬‬
‫يُطلـــق عليهــا أحيانـ ـاً «بنــوك املضاربــة»‪.‬‬ ‫متويليــة مناســبة لوضــع أفكارهــم موضــع التطبيــق العملــي‪،‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع التشغيل وزيادة عدد املالك‪.‬‬
‫‪ -2‬تأتــي أمهيــة املضاربــة باعتبارهــا أداة بنــك املشــاركة الفعالــة‪،‬‬ ‫وممارســة النشــاط االقتصــادي الذيــن يرغبــون فيــه واســتغالل‬ ‫‪ -2‬يُعتــرب التمويــل باملضاربــة مــن أفضــل وســائل متويــل‬
‫والــيت تســتمد فاعليتهــا مــن كوهنــا ذات تأثــري مــزدوج اجلوانــب علــى‬ ‫مهارهتــم فيمــا ينفــع اجملتمــع‪.‬‬ ‫إنشــاء الصناعــات الصغــرية واملتوســطة الســتيعاهبا الطاقات‬
‫النحــو التــايل‪ :‬اجلانــب األول‪ :‬مضاربــة أصحــاب رؤوس األمــوال‬ ‫‪ -2‬تســهم عمليــة املضاربــة يف مســاعدة وحــث فئــات خمتلفــة مــن‬ ‫البشــرية واخلامــات احملليــة‪ ،‬وعــدم احتياجهــا ملعــدات‬
‫مــع البنــك باعتبــاره صاحــب اخلــربة واملعرفــة والدرايــة ولديــه عمالــة‬ ‫النــاس علــى العمــل كاملهنيــني مــن األطبــاء واملهندســني والصيادلــة‬ ‫تكنولوجيــة معقــدة وهــو مــا يتــالءم مــع ظــروف الــدول‬
‫مصرفيــة ميكنهــا أن توظــف هــذه األمــوال يف جماالت مناســبة وتعطي‬ ‫وأصحــاب احلــرف واخلــربات املختلفــة يف التجــارة والصناعــة‬ ‫الناميــة‪ ،‬واعتبارهــا كمكمــل للصناعــات الكبــرية (كمــا يف‬
‫مــن ناتــج هــذا التشــغيل عائــداً مناســباً أيض ـاً‪.‬‬ ‫والزراعــة‪ ،‬وعندمــا يصبــح الطبيــب صاحــب عيــادة أو مستشــفى‪،‬‬ ‫التجربــة اليابانيــة)؛ ويــؤدي ذلــك إىل املســامهة يف حتقيــق‬
‫ اجلانــب الثانــي‪ :‬مضاربــة البنــك ذاتــه مــع أصحــاب األعمــال‬ ‫واملهنــدس صاحــب مصنــع وذو اخلــربة تاجــراً أو مزارعـاً؛ فــإن هــؤالء‬ ‫تــوازن النشــاط االقتصــادي‪ ،‬بإقامــة املشــروعات كثيفــة رأس‬
‫واألشــغال الذيــن لديهــم املعرفــة واخلــربة والدرايــة والقــدرة بأعماهلــم‬ ‫الشــركاء يف البدايــة‪ ،‬قــد يصبحــون نتيجــة احلوافــز املنظمــة هــم‬ ‫املــال واملشــروعات كثيفــة العمــل‪.‬‬
‫وتتوافــر فيهــم الشــروط االئتمانيــة املختلفــة‪ ،‬ويتماشــى النشــاط الــذي‬ ‫أصحــاب العمــل املالكــني لوســائل اإلنتــاج؛ فال يطلبون مــن الدولة أن‬ ‫‪ -3‬هــذه الصيغــة تقــوم بتنميــة احلــرف واملهــن وتنميــة‬
‫ميارســونه مــع األنشــطة الــيت تقبلهــا سياســة البنــك‪.‬‬ ‫جتــد هلــم عمـالً‪ ،‬وإمنــا ينتجــون فــرص العمــل للمواطنــني اآلخريــن‪.‬‬ ‫معــارف اإلدارة والتســيري باجملتمــع‪ ،‬وتســهم يف القضــاء علــى‬
‫‪ -3‬إن هــذا النــوع مــن االســتثمارات هــو أســاس التنميــة الــيت حتتاجهــا‬ ‫‪ -3‬يســاعد التمويــل باملضاربــة علــى ضبــط وترشــيد التكاليــف‬ ‫البطالــة؛ وبالتــايل زيــادة الطلــب الفعلــي الكلــي علــى الســلع‬
‫الــدول الناميــة‪ ،‬وهــو الوســيلة لتشــغيل أصحــاب احلــرف والصناعــة‬ ‫اإلنتاجيــة حتــى تتحقــق أربــاح مغريــة للمشــروعات االســتثمارية‪،‬‬ ‫واخلدمــات نتيجــة توليــد دخــول جديــدة‪ ،‬وهــو مــا يــؤدي‬
‫والتجــارة‪ ،‬وهــو مــا يعمــل علــى رفــع مســتوى الطبقــة الفقــرية وجيعــل‬ ‫واخنفــاض التكاليــف ســوف يــؤدي إىل اخنفــاض أســعار املنتجــات؛‬ ‫لالنتعــاش االقتصــادي‪.‬‬
‫بنــوك املشــاركة تــؤدي دورهــا التنمــوي‪.‬‬ ‫وبالتــايل ارتفــاع القــوة الشــرائية للنقــود‪ ،‬ومكافحــة التضخــم‪.‬‬ ‫‪ -4‬ميكن إنشــاء شــركات اســتثمارية ضخمة يكون رأمساهلا‬
‫‪ -4‬تعتمــد بنــوك املشــاركة يف التمويــل باملضاربــة علــى توســيع قاعــدة‬ ‫‪ -4‬إن التمويــل باملضاربــة يقــوم علــى أســاس النظــر إىل أمانــة‬ ‫مــن طــرف‪ ،‬وإدارتــه واســتثماره مــن الطــرف اآلخــر‪ ،‬ولــكل‬
‫قطــاع العمــالء الذيــن تتعامــل معهــم‪ ،‬لتشــمل أصحــاب املهــن احلــرة‬ ‫العميــل املضــارب وخربتــه وجــدوى مشــروعه دون أن يشــرتط يف‬ ‫منهمــا حصــة شــائعة مــن الربــح ‪ ،‬حســبما يتفقــان عليــه‪.‬‬
‫واحلرفيــني وصغــار املنتجــني‪.‬‬ ‫طالــب التمويــل أن يكــون قــادراً علــى إعطــاء الضمانــات‪.‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٦٠ :‬‬
‫‪489‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل باملضاربة‪:‬‬
‫مــن خــالل دراســة صيــغ االســتثمار لعيّنــة مــن بنــوك املشــاركة‪ ،‬حتــت‬
‫فرضيــة أن املضاربــة هــي الصيغــة األساســية الــيت جيــب أن تعتمــد عليهــا‬
‫هــذه البنــوك لتوظيــف مواردهــا املاليــة؛ على أن تُعطى للصيغ االســتثمارية‬
‫األخــرى أمهيــة هامشــية‪ ،‬مت التوصــل إىل النتائــج التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1‬احتــل أســلوب املراحبــة املرتبــة األوىل مــن بــني أســاليب‬
‫االســتثمار الــيت اعتمــدت عليهــا غالبيــة بنــوك املشــاركة يف الواقــع‬
‫العملــي خــالل الفــرتة املاضيــة‪.‬‬
‫‪ 2.1‬مل حيــظ أســلوب املضاربــة إال بنســبة هامشــية مــن مجلــة‬
‫االســتثمارات يف غالبيــة بنــوك املشــاركة حمــل العيّنــة؛ حيــث كان‬
‫اعتمــاد هــذه البنــوك علــى صيغــة املضاربــة لتوظيــف مواردهــا‬
‫املاليــة اعتمــادا ثانوي ـاً‪ ،‬ال يتناســب مــع أمهيــة هــذه الصيغــة للعمــل‬
‫املصــريف يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬يُالحَــظ علــى مســتوى التطــور الزمــي لنســبة االســتثمار‬
‫بصيغــة املضاربــة اخنفــاض درجــة االعتمــاد علــى هــذه الصيغــة‬
‫ســنة بعــد أخــرى وباســتمرار؛ حيــث كان معــدل منــو هــذه النســبة‬
‫ســالبا يف غالبيــة هــذه البنــوك‪.‬‬
‫‪ 4.1‬يتضــح أن غالبيــة بنــوك املشــاركة موضــوع الدراســة قــد‬
‫احنرفــت يف التطبيــق العملــي عــن التصــور النظــري املســبق هلــا مــن‬
‫حيــث أســاليب االســتثمار الــيت اعتمــدت عليهــا لتوظيــف مواردهــا‪،‬‬
‫(‪ )1‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪69-64 :‬؛‬
‫‪.115‬‬

‫‪490‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫فبــدالً مــن أن تعتمــد علــى أســلوب املضاربــة كأســلوب مؤسَّــس علــى‬


‫فضلــت هــذه البنــوك أســلوب املراحبــة‪.‬‬ ‫قاعــدة «ال ُغنْــم بال ُغ ـرْم»؛ ّ‬
‫‪ 5.1‬يرجــع اخنفــاض نســبة االســتثمار بصيغــة املضاربــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة حمــل الدراســة إىل العديــد مــن العقبــات الــيت واجهــت‬
‫تطبيــق هــذا األســلوب يف الواقــع العملــي؛ مما دفعهــا إىل االبتعاد عن‬
‫تطبيــق هــذه الصيغــة واالعتمــاد علــى صيــغ أخــرى‪ ،‬فقــد تراوحــت‬
‫نســبة االســتثمار باملضاربــات يف بعــض هــذه البنــوك بــني ‪ %0,3‬إىل‬
‫‪ ،%3,4‬ويف بنــوك أخــرى مل يكــن هلــذه الصيغــة أيّ وجــود بــني الصيــغ‬
‫االســتثمارية املســتعملة هبــا‪.‬‬
‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل باملضاربة‪:‬‬
‫ال شــك أن التمويــل باملضاربــة يتطلــب وجــود إجــراءات حماســبية ونظــام‬
‫حماســي مالئــم‪« ،‬وهــذا مــا يفسِّــر النجــاح القليــل للمضاربــة‪ ،‬فحســب‬
‫بعــض اإلحصــاءات مل يُمثــل عقــد املضاربــة ســوى ‪ %6‬من اســتثمارات بنوك‬
‫املشــاركة»(‪ ،)1‬بينمــا لوحــظ أن أغلــب بنــوك املشــاركة اجتهــت الســتعمال‬
‫صيغــة املراحبــة ل مــر بالشــراء‪ ،‬خللــوه مــن تلــك العوائــق الــيت تعــرتض‬
‫تطبيــق املضاربــة‪ :‬كنظــام الضرائــب التصاعديــة الــذي يق ِّلــل مــن فــرص‬
‫العائــد الرحبــي وتعـرُّض أمــوال البنــك واملودعــني للخطــر لعــدم ضماهنا من‬
‫املضــارب‪ ،‬فأصبــح اســتعمال املضاربــة مي ِّثــل دوراً هامشــياً‪ ،‬ولكــن التطبيــق‬
‫الســليم لبيــع املراحبــة ل مــر بالشــراء يفيــد أن هــذه الصيغــة حمــدودة وال‬
‫تســتوعب مــن النشــاط املصــريف مــا تســتطيع صيغــة املضاربــة الوفــاء به(‪.)2‬‬

‫‪)1( PIERRE TRAIMOND, «Finance et Développement En pays d’Islam», EDICEF, France,1995.‬‬


‫(‪ )2‬حســن عبــد اهلل األمــني‪« ،‬املضاربــة الشــرعية وتطبيقاهتــا احلديثــة»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك‬
‫اإلســالمية للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،1988 ،‬ص‪.55-54 ،9-8 :‬‬

‫‪491‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وإذا كانــت فكــرة املضاربــة جنحــت يف جانــب تعبئــة املــوارد املاليــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة‪ ،‬بســبب توافــر الثقــة الكبــرية فيهــا الــيت تعــود إىل دقــة الشــكل‬
‫املؤسســي للبنــك وخضوعــه لرقابــة شــرعية وحكوميــة صارمــة؛ فــإن هــذه‬
‫البنــوك واجهــت صعوبــات يف جانــب االســتثمارات (أي اســتخدام األمــوال)‬
‫ناشــئة عــن صعوبــة بنــاء الثقــة الكاملــة يف املســتثمرين مــن جتــار وصنــاع؛‬
‫ولعــل مــن أســباب ذلــك مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2‬الضعــف الســائد يف التنظيــم اإلداري للشــركات واملؤسســات‬
‫يف دول العــامل الثالــث‪.‬‬
‫‪ 2.2‬شــيوع املؤسســات الفرديــة والعائليــة وقلــة الرقابــة املاليــة‬
‫واحملاســبية عليهــا‪.‬‬
‫‪ 3.2‬عــدم توافــر مؤسســات تقييــم مناســبة تســاعد علــى التعــرف‬
‫الدقيــق علــى أحــوال الشــركات واملؤسســات‪.‬‬
‫‪ 4.2‬قلــة الــوازع الديــي والضمــري األخالقــي؛ ممــا يوقــع يف‬
‫احتمــاالت عــدم الصــدق يف التقاريــر املاليــة وغــري ذلــك‪.‬‬
‫ويُمكن التعبري عن ذلك يف الشكل التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬غسان حممود إبراهيم ومنذر القحف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176 :‬‬

‫‪492‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫شــكل رقــم (‪ :)67‬واقــع تطبيــق املضاربــة املتعلقــة بتعبئــة وتوظيــف‬


‫املــوارد املاليــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫تعبئـة املـوارد املاليـة‬ ‫توظيـف املـوارد املاليـة‬

‫اخلـــصــــــوم‬ ‫األصــــــــول‬

‫إعادة املضاربة‬
‫ودائع املضاربة‬ ‫متويل باملضاربة‬

‫جنـــــــــاح‬ ‫حمدوديــــة االستثمار‬

‫تعـدد األجهـزة الرقابيـة‬ ‫نسبـة مرتفعـة من املخاطـرة‬

‫‪ -‬ضرورة األخذ باالحتياطات الالزمة للتقليل من حجم املخاطرة‪.‬‬


‫‪ -‬قيام بنوك املشاركة باستعمال صيغ متويلية أخرى يف متويلها لألنشطة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬ضــرورة التفكــري يف كيفيــة تنميــة هــذا النــوع مــن االســتثمارات الــذي هــو أســاس تنميــة‬
‫الــدول الناميــة‪.‬‬

‫ونســتعرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــيت واجهــت التمويــل باملضاربــة يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬

‫‪493‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)101‬معوقــات التمويــل باملضاربــة يف ضــوء التجربــة‬


‫العمليــة لبنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫األسـاليـب املقرتحـة لتطويـر العمـل بصيغـة املضاربـة‬ ‫معـوقـات تطبيـق صيغـة املضـاربـة‬
‫‪ 1‬املعـوقـات القـانـونـيـة‪:‬‬
‫‪ -‬ضــرورة فهــم آليــة تطبيــق هــذه الصيغــة الــيت تضمــن متويــل‬ ‫‪ -‬هنــاك بعــض قوانــني الســلطات النقديــة يف بعــض الــدول متنــع‬
‫املبلــغ النقــدي للعمليــة إىل ســلع عينيــة مباشــرة‪ ،‬فهــي أقــل‬ ‫أو حتــد مــن اســتخدام صيغــة املضاربــة‪ ،‬حبجــة أهنــا تســاهم يف‬
‫بكثــري مــن التمويــل التقليــدي يف إحــداث املوجــات التضخميــة‪.‬‬ ‫التوســع النقــدي وتوليــد الضغــوط التضخميــة‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب علــى الــدول الــيت تعمــل فيهــا بنــوك املشــاركة العمــل‬ ‫‪ -‬عــدم وجــود قانــون يف هــذه الــدول ينظــم عمليــات املضاربــة‬
‫علــى صياغــة تشــريعاهتا االقتصاديــة واملاليــة‪ ،‬وإلغــاء بعــض‬ ‫وحيفــظ لــكل طــرف مــن أطرافهــا حقوقــه عنــد خمالفــة العميــل‬
‫القوانــني الــيت متثــل عقبــة أمــام تطبيــق صيغــة املضاربــة‪.‬‬ ‫املضــارب للشــروط‪.‬‬
‫‪ 2‬نوعيـة املتعـامليـن‪:‬‬
‫‪ -‬جيــب علــى بنــوك املشــاركة أن تعمــل علــى تربيــة جيل جديد‬ ‫‪ -‬عــدم توافــر العمــالء املضاربــني باخلصائــص والصفــات‬
‫مــن املتعاملــني مــن خــالل اســرتاتيجية طويلــة األجــل لتســويق‬ ‫املطلوبــة ســواء مــن الناحيــة األخالقيــة والســلوكية أو مــن ناحيــة‬
‫خدماهتــا وفــق أســاليبها اجلديــدة‪ ،‬معتمــدة علــى األســاليب‬ ‫الكفــاءة العمليــة والفنيــة‪( ،‬األمــر الــذي جعــل عنصــر املخاطــرة‬
‫العلميــة املتطــورة الــيت مت ِّكنهــا مــن اختيــار املتعاملــني املالئمني‬ ‫يف مثــل هــذه العمليــات يصــل إىل درجــة ‪.)%100‬‬
‫لطبيعــة عملهــا وطبيعــة صيغــة املضاربــة‪.‬‬ ‫‪ -‬قصــور أجهــزة وأســاليب بنــوك املشــاركة يف اختيــار تلــك‬
‫‪ -‬العمــل علــى توفــري إدارة لالســتعالم عــن العمــالء علــى‬ ‫النوعيــات املالئمــة مــن املتعاملــني بدقــة وبصــورة علميــة (عــدم‬
‫درجــة عاليــة مــن الكفــاءة والتنظيــم‪ ،‬وأن تعتمــد علــى أحــدث‬ ‫وجــود إدارة لالســتعالم ومجــع املعلومــات عــن املتعاملــني ‪ +‬عــدم‬
‫األســاليب والوســائل العلميــة الــيت متكنهــا مــن حتقيــق غايتهــا‬ ‫االنتشــار اجلغــرايف الواســع لكثــري مــن بنــوك املشــاركة وفروعها)‪.‬‬
‫بأكــرب درجــة مــن الكفــاءة‪.‬‬
‫‪ 3‬طبيعـة عقـد املضـاربـة‪:‬‬
‫‪ -‬ضــرورة البحــث عــن وســيلة يف إطــار أحــكام عقــد املضاربــة‬ ‫‪ -‬عــدم الســماح للبنــك بالتدخــل يف أعمــال املضــارب‪ ،‬ومعنــى‬
‫ملراقبــة تنفيــذ عمليــات املضاربــة للتأكــد مــن مــدى التــزام أو‬ ‫ذلــك أن يــد العامــل تــكاد تكــون مطلقــة يف إدارة وتســيري العمليــة؛‬
‫خمالفــة العميــل للشــروط أو تقصــريه؛ وذلــك بــأن يتــم تنفيــذ‬ ‫ومــن ثــم ال يتــاح للبنــك إمكانيــة املتابعــة عــن قــرب وبصــورة‬
‫العمليــة االســتثمارية يف إطــار أحــكام املضاربــة املقيــدة‪ ،‬علــى‬ ‫مباشــرة للتأكــد مــن مــدى التــزام العميــل بالشــروط وعــدم‬
‫أن يتضمــن العقــد شــرط قيــام البنــك مبراقبــة ومتابعــة تنفيــذ‬ ‫تقصــريه‪.‬‬
‫العمليــة للتأكــد مــن مــدى االلتــزام بشــروط وبنــود العقــد‪.‬‬ ‫‪ -‬يتحمــل البنــك مبفــرده أيــة خســائر تنتــج عــن التمويــل‬
‫‪ -‬توفــري نظــم العمــل مــن أســاليب دراســة وتقييــم واختيــار‬ ‫باملضاربــة‪ ،‬وهــذا مــا جيعــل عمليــات املضاربــة تفــرض كثــرياً مــن‬
‫العمليــة املالئمــة‪ ،‬وكذلــك اإلجــراءات والعقــود الــيت تكفــل‬ ‫األعبــاء واملســؤوليات علــى بنــوك املشــاركة‪ ،‬وتس ـبِّب هلــا كثــرياً‬
‫للبنــك ضمــان حقوقــه وجنــاح العمليــة‪.‬‬ ‫مــن املشــاكل أكثــر مــن غريهــا مــن الصيــغ االســتثمارية األخــرى‪.‬‬
‫‪ 4‬عـدم توفـر املـوارد البشـريـة املالئـمـة‪:‬‬
‫‪ -‬العمــل علــى توفــري الكفــاءات البشــرية املالئمــة لطبيعــة‬ ‫‪ -‬املضاربــة نشــاط اســتثماري يتطلــب البحــث عــن الفــرص‬
‫هــذا النــوع اجلديــد مــن التعامــل؛ حيــث تتفهــم طبيعــة عمليــة‬ ‫االســتثمارية املالئمــة ودراســة جدواهــا وتقوميهــا وتنفيذهــا وفــق‬
‫املضاربــة ومتتلــك القــدرة علــى التعــرف علــى عوامــل جناحهــا‬ ‫األصــول العلميــة والفنيــة احلديثــة؛ األمــر الــذي يتطلــب جمموعة‬
‫ونقــاط الضعــف فبهــا وكيفيــة عالجهــا‪.‬‬ ‫مــن املــوارد البشــرية ذات كفــاءات متنوعــة ومتخصصــة‪.‬‬
‫‪ -‬جيــب علــى بنــوك املشــاركة اختيــار العاملــني اجلــدد هبــا‬ ‫‪ -‬عــدم توافــر العناصــر البشــرية املؤهلــة والقــادرة علــى التعامــل‬
‫بدقــة وتدريــب العاملــني القدامــى وفــق أحــدث األســاليب‪،‬‬ ‫مــع متغــريات هــذه الصيغــة‪ ،‬واعتمــاد بنــوك املشــاركة علــى‬
‫حتــى تتوفــر هلــم القــدرات واملهــارات الــيت متكنهــم مــن القيــام‬ ‫العمالــة القادمــة مــن البنــوك التقليديــة بدرجــة كبــرية‪ ،‬جعلهــا‬
‫بأعماهلــم اجلديــدة بدرجــة عاليــة مــن الكفــاءة‪.‬‬ ‫تتجــه لالعتمــاد علــى األســاليب القريبــة مــن الــيت اعتــادوا عليهــا‬
‫مــن قبــل كأســلوب املراحبــة‪.‬‬
‫املصــدر‪ :‬راجــع‪ :‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف املصــارف‬
‫اإلســالمية»‪ ،‬مرجــع ســابق‪.87-79 ،‬‬

‫‪494‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻮك اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملشاركة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫ثانياً‪ :‬خصائـص وأمهيـة التمويـل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقــع التمويــل باملشاركـة يف بنـوك املشــاركــة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل باملشاركة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‬ ‫أو ً‬


‫‪ .1‬تعريف التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫التعريــف العــام للمشــاركة(‪ )1‬هــو‪« :‬تقديــم مــال مــن شــخصني ملمارســة‬
‫نشــاط اقتصــادي‪ ،‬ولــكل منهمــا احلــق يف اإلدارة وهــي صــورة متويليــة»(‪.)2‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل باملشــاركة‪ :‬مســامهة البنــك «يف‬
‫رأمســال املشــروعات االقتصاديــة»(‪ ،)3‬أو مبعنــى آخــر هــو‪ :‬تقديــم بنــك‬
‫املشــاركة للتمويــل الــذي يطلبــه املتعامــل معــه «دون أن يتقاضــى البنــك‬
‫فائــدة حم ـدّدة مــن قبــل‪ ،‬وإمنــا يشــارك البنــك يف الناتــج احملتمــل‪ ،‬ســواء‬
‫كان رحبـاً أو خســارة يف ضــوء قواعــد عادلــة وأســس توزيعيــة متفــق عليهــا‬
‫بــني املصــرف وبــني العميــل»(‪.)4‬‬
‫ومــن هنــا فــإن البنــك يُعتــرب شــريكاً حقيقي ـاً يف العمليــات ونتائجهــا‪ ،‬إال‬
‫أنــه شــريك مُمـوِّل يُفـوِّض طالــب التمويــل يف اإلشــراف واإلدارة باعتبــاره‬
‫منش ـ العمليــة وخبريهــا واملُل ـمُّ بطبيعتهــا؛ وبالتــايل فــإن تدخُّــل البنــك‬
‫(‪ )1‬يُطلــق عليهــا أيضــا‪ :‬الشــركة والشــراكة‪ ،‬وتُعتــرب هــذه الصيغــة مــن أفضــل األســاليب التمويليــة يف البنــوك؛ ومنــه جــاءت‬
‫تســميتها «بنــوك املشــاركة»‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫(‪ )3‬بكر رحيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.230 :‬‬
‫(‪ )4‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.821 :‬‬

‫‪495‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يف اإلدارة «ال يكــون إال بالقــدر الــذي يضمــن لــه االطمئنــان إىل حســن‬
‫ســري العمليــة‪ ،‬والتــزام الشــريك بالشــروط املتفــق عليهــا يف العقــد‪ ،‬وكذلــك‬
‫التغلــب علــى املشــكالت الــيت تواجهــه‪ ،‬وذلــك محايــة ألمــوال العمــالء»(‪.)1‬‬
‫وعليه؛ تتكون عملية التمويل باملشاركة من طرفني مها‪:‬‬
‫‪ 1.1‬البنــك (الشــريك املُمـوِّل)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم التمويــل‬
‫اجلزئــي الــذي حيتاجــه العميــل‪.‬‬
‫‪ 2.1‬العميــل (الشــريك املســتثمر)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم‬
‫اجلــزء اآلخــر مــن التمويــل الكلــي؛ وعــادة يتــوىل العميــل مســؤولية‬
‫مباشــرة العمــل التنفيــذي للنشــاط االقتصــادي املُمــوَّل‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يُمكــن أن يُمــارَس هــذا النــوع مــن التمويــل يف بنــوك املشــاركة بأســلوبني‬
‫مها(‪:)2‬‬
‫‪ 1.2‬املشــاركة يف رأس مــال املشــروع‪ :‬ويُطلــق عليهــا املشــاركة‬
‫الدائمــة أو الثابتــة‪ ،‬وفيهــا يشــارك البنــك شــخصاً واحــداً أو أكثــر يف‬
‫مؤسســة جتاريــة‪ ،‬أو يف مشــروع صناعــي أو زراعــي‪ ،...‬وذلــك عــن‬
‫طريــق التمويــل يف املشــروع املشــرتك‪ ،‬وقــد يلجــأ البنــك إىل شــراء‬
‫أســهم شــركات أخرى‪ ،‬أو املســامهة يف رأس مال مشــروعات معيّنة؛‬
‫ممــا يرتتــب عليــه أن يصبــح شــريكاً يف ملكيــة املشــروع‪ ،‬ويف إدارتــه‬
‫وتســيريه واإلشــراف عليــه‪ ،‬وشــريكاً أيضـاً يف كل مــا ينتــج عنــه مــن‬
‫ربــح أو خســارة؛ وذلــك بالنســب الــيت يُتفــق عليهــا بــني الشــركاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬إدارة البحــوث‪« ،‬التمويــل باملشــاركة»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬املصــرف اإلســالمي الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪،‬‬
‫حبــث رقــم‪ ،3 :‬مطابــع املختــار اإلســالمي‪ ،1988 ،‬ص‪.7-6 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.618-617 :‬‬

‫‪496‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 2.2‬املشــاركة علــى أســاس متويــل صفقــة معينــة‪ :‬وفيهــا يتقــدم‬


‫العميــل إىل البنــك برغبتــه يف مشــاركته لــه يف متويــل صفقــة معيّنــة‪،‬‬
‫كاســترياد كميــة مــن الســلع‪ ،‬أو تنفيــذ عمليــة مــن عمليــات املقــاوالت‬
‫علــى أن يكــون البنــك شــريكاً يف هــذه الصفقــة‪ ،‬ويقتســمان عائدهــا‬
‫رحبـاً كان أو خســارة‪ ،‬وفقـاً ملــا يتفقــان عليــه‪.‬‬
‫إن مشــاركة البنــك يف متويــل صفقــة معيّنــة يُعتــرب أســلوباً أكثــر مالءمــة‬
‫للبنــك مــن أســلوب املشــاركة الدائمــة؛ ألنــه‪« :‬يُم ِّكــن مــن اختيــار عمالئــه‬
‫مــن خمتلــف الفئــات(‪ )1‬وتوزيــع عملياتــه علــى خمتلــف القطاعــات فتتــوزع‬
‫املخاطــر‪ ،‬ويتمكــن مــن املراقبــة»(‪.)2‬‬
‫ويُمكــن تصنيــف التمويــل باملشــاركة مــن وجهــات خمتلفــة؛ كمــا يوضحــه‬
‫الشــكل التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬فمثـالً إذا حقــق أحــد العمــالء يف صفقــة مــا رحبـاً بلغــت نســبته ‪ %15‬مثـالً مــن قيمــة رأس املــال‪ ،‬بينمــا حقــق عميــل‬
‫آخــر يعمــل يف الظــروف نفســها رحبـاً نســبته ‪ %25‬مــن رأس املــال؛ فــإن هــذا يســاعد البنــك علــى تصنيــف املتعاملــني معــه‪،‬‬
‫والتعــرف علــى مــدى كفاءهتــم وأمانتهــم‪ ،‬ممــا يُعينــه علــى دقــة اختيــار عمالئــه يف املســتقبل‪.‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.660 :‬‬

‫‪497‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪ :)68‬أشكال التمويل باملشاركة‪.‬‬


‫أنــواع املـشـاركـة‬

‫استمرار ملكيــة البنك‬ ‫طريقــة اسرتداد التمويــل‬ ‫مــدة التوظيــف‬

‫متناقصة‬ ‫ثابتـة‬ ‫مؤقتـة‬ ‫دائمـة‬ ‫طويلة األجل‬ ‫قصرية األجل‬

‫املشاركةعلى أساس صفقة‬ ‫متويـل مشروع مشرتك‬


‫معينة‬

‫املسامهة يف رأس مال‬


‫املشاركـة على أساس عملية‬ ‫املشروعات‬

‫املشاركة على أساس دورة‬ ‫شــراء أسهــم شركات‬


‫إنتاجية‬

‫املشاركة على أساس نشاط‬ ‫متويــل رأس املال الثابت‬

‫‪ .3‬خطوات احلصول على التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪:‬‬


‫‪ 1.3‬شروط التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يتطلب التمويل باملشاركة بعض الشروط نوجز أمهها فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.3‬جيــوز للبنــوك أن تؤسِّــس الشــركات واملشــاريع مــع البنــوك‬
‫األخــرى أو الشــركات واألفــراد‪ ،‬كمــا جيــوز هلــا أن تدخــل شــريكاً يف‬
‫مؤسســات وشــركات قائمــة‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬جيــوز للبنــك املركــزي أن يُحـدِّد النســبة مــن مــوارد البنــك‬
‫الــيت جيــوز اســتثمارها يف مشــاركات‪ ،‬كمــا جيــوز لــه حتديــد‬
‫القطاعــات االقتصاديــة الــيت يســمح للبنــك االســتثمار فيهــا‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91-90 :‬‬

‫‪498‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 3.1.3‬املعيــار األساســي الــذي جيــب أن تتبنــاه البنــوك يف اختيــار‬


‫فــرص االســتثمار باملشــاركة‪ ،‬هــو حتقيــق أفضــل األربــاح عنــد احلــد‬
‫األدنــى مــن املخاطــرة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تــدل‬ ‫‪ 4.1.3‬ال جيــوز للبنــوك الدخــول يف املشــاركات الــيت ال‬
‫الدراســات النهائيــة هلــا علــى حتقيقهــا ألربــاح تزيــد علــى مصاريــف‬
‫التأســيس‪ ،‬خــالل اخلمــس ســنوات األوىل مــن عمرهــا‪.‬‬
‫‪ 5.1.3‬جيوز للبنك تبي كافة اإلجراءات اليت تُم ِّكنه من احملافظة‬
‫علــى حقــوق مودعيــه ومالكــه يف املشــاركات الــيت يدخــل فيهــا‪ ،‬مبــا‬
‫يف ذلــك عضويــة جمالــس اإلدارة وتعيــني مراقي احلســابات‪.‬‬
‫‪ 6.1.3‬جيــب علــى البنــك دائمــا أن يتصــرف يف املشــاركة كشــريك‪،‬‬
‫فــال جيــوز لــه طلــب الضمانــات مــن الشــركاء اآلخريــن ســواء كانــت‬
‫لــرأس املــال أو لألربــاح‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل باملشاركة‪:‬‬
‫لكــي يدخــل العميــل مــع بنــك املشــاركة يف مشــاركة؛ يتــم إتبــاع اخلطــوات‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ 1.2.3‬طلــب التمويــل باملشــاركة‪ :‬عنــد حضــور املتعامــل إىل‬
‫البنــك لطلــب متويــل عمليــة مشــاركة معينــة‪ ،‬يســتقبله املســؤول عــن‬
‫هــذا النشــاط‪ ،‬وتُجــرى مناقشــة مبدئيــة معــه عــن طبيعــة العمليــة‬
‫املطلــوب متويلهــا واإلطــالع عــن الدراســة املقدمــة مــن التعامــل‪،‬‬
‫وباتضــاح رغبــة طالــب التمويــل يف التعامــل بصيغــة املشــاركة‪ ،‬يقــوم‬
‫مبــأل «منــوذج طلــب التمويــل باملشــاركة»‪.‬‬

‫(‪ )1‬إدارة البحوث‪« ،‬التمويل باملشاركة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26-23 :‬‬

‫‪499‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 2.2.3‬البحــث والدراســة‪ :‬يقــوم قســم الدراســة باإلطــالع علــى‬


‫طلــب التمويــل باملشــاركة‪ ،‬والبيانــات األخــرى املقدَّمــة مــن املتعامــل‪،‬‬
‫ويقــوم باالشــرتاك مــع قســم االســتعالم جبمــع كافــة البيانــات‬
‫واملعلومــات الناقصــة عــن املتعامــل والعمليــة املطلــوب متويلهــا‪ ،‬ثــم‬
‫يتــم تقييــم الدراســة املقدّمــة مــن املتعامــل‪ ،‬وتقييــم مركــزه التمويلــي‪،‬‬
‫وحتديــد وجهــة النظــر يف العمليــة‪.‬‬
‫‪ 3.2.3‬اختــاذ قــرار التمويــل‪ :‬تُرسَــل مذكرة الدراســة إىل املســتوى‬
‫اإلداري املكلــف باختــاذ القــرار التمويلــي‪ ،‬ســواء كان باملوافقــة أو‬
‫الرفــض أو التعديــل أو طلــب مزيــد مــن البيانــات‪ ،‬ويف كل احلــاالت‬
‫يتــم إبــالغ املتعامــل بقــرار التمويــل وتوضيــح مربراتــه‪.‬‬
‫‪ 4.2.3‬تنفيذ قرار التمويل‪ :‬يف حالة املوافقة على قرار التمويل‪،‬‬
‫يتــم حتضري»عقــد املشــاركة» وإخطــار املتعامــل إلعــداد املســتندات‬
‫الالزمــة للعقــد‪ ،‬وعنــد حضــوره يُو ِّقــع عليــه املتعامــل (الشــريك)‬
‫ويُو ِّقــع عليــه املســؤول عــن البنــك‪ ،‬وحيتفــظ كل من الطرفني بنســخة‬
‫مــن أصــل العقــد‪ ،‬ويتــم إخطــار احلســابات اجلاريــة لفتــح حســاب‬
‫خــاص بعمليــة املشــاركة‪ ،‬ويف حالــة مــا إذا كانــت العمليــة تتضمــن‬
‫اســترياد بضاعــة مــن اخلــارج يتــم إخطــار االعتمــادات املســتندية‬
‫لفتــح اعتمــاد لعمليــة املشــاركة‪.‬‬
‫‪ 5.2.3‬متابعــة العمليــات‪ :‬يقــوم املوظــف املختــص مبتابعة التمويل‬
‫والتأكــد مــن حســن ســري العمليــة وفق ـاً للربنامــج والشــروط املتفــق‬
‫عليهــا يف العقــد‪ ،‬وتتــم املتابعــة بعــدة وســائل منهــا‪:‬‬
‫أ املتابعــة امليدانيــة‪ :‬عــن طريــق عمــل زيــارات ميدانيــة إىل‬

‫‪500‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫مواقــع العمــل‪ ،‬واملقابلــة الشــخصية مــع املتعامــل واإلطــالع‬


‫علــى دفاتــر ومســتندات العمليــة‪...‬‬
‫ب املتابعــة املكتبيــة‪ :‬عــن طريــق طلــب تقاريــر دوريــة مــن‬
‫املشــارك عــن موقــف العمليــة وطلــب ميزانيــات ومتابعــة تطور‬
‫التنفيــذ‪.‬‬
‫‪ 6.2.3‬التصفيــة وتوزيــع النتائــج‪ :‬بإهنــاء العمليــة حمـ ّل املشــاركة‬
‫يتــم قيــاس النتائــج احملققــة وتوزيعهــا وفقــا للشــروط التوزيعيــة‬
‫املتفــق عليهــا يف العقــد؛ حيــث تظهــر النتائــج إمــا رحب ـاً أو خســارة‬
‫ويتــم توزيعهــا كمــا يلــي‪:‬‬
‫أ يف حالة الربح‪ :‬يوزع بني الشريك والبنك كاآلتي‪:‬‬
‫‪ %...-‬للشريك مقابل العمل واإلدارة‪.‬‬
‫‪ %...-‬الباقــي يــو َّزع بــني البنــك والشــريك بنســبة‬
‫مشــاركة كل منهمــا يف رأس مــال عمليــة املشــاركة‪.‬‬
‫ب يف احلالة اخلسارة‪ :‬يتم التفرقة بني حالتني‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانــت اخلســارة بســبب ظــروف ال دخــل للمشــارك‬
‫فيهــا؛ يتحملهــا كل مــن املشــارك والبنــك حســب‬
‫مســامهة كل منهمــا يف رأس مــال املشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا إذا كانــت اخلســارة بســبب تقصــري أو إمهــال أو‬
‫عــدم التــزام بالشــروط املتفــق عليهــا لتنفيــذ العمليــة؛‬
‫فــإن املشــارك يكــون مســؤوالً عــن اخلســارة الــيت وقعت‪،‬‬
‫وللبنــك أن يرجــع عليــه بالضــرر الــذي وقــع عليــه‪.‬‬
‫وفيما يلي شكل ختطيطي يوضح مراحل التمويل باملشاركة‪:‬‬

‫‪501‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم (‪ :)69‬خطوات التمويل باملشاركة‪.‬‬

‫اختاذ قرار التمويل‬ ‫دراسة البنك للطلب‬ ‫تقدم العميل للبنك‬


‫(موافقة‪ /‬رفض‪/‬طلب‬ ‫(مجع املعلومات ‪ +‬حتليل‬
‫معلومات)‬ ‫املركز املايل للعميل)‬ ‫بطلب « متويل باملشاركة»‬

‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬

‫توزيع األرباح واخلسائر‬


‫تنفيذ قرار التمويل‬ ‫متابعة عملية املشاركة‬ ‫(الربح حسب االتفاق واخلسارة‬
‫(توقيع عقد املشاركة)‬ ‫(متابعة ميدانية ‪ +‬مكتبية)‬ ‫حسب املسامهة)‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل باملشاركة‪:‬‬


‫إن التمويــل باملشــاركة «يبتــدئ مــن التمويــل الكامــل للمســتثمر فيكــون‬
‫حينئــذ مضاربــة ثــم يتــدرج املســتثمر بزيــادة مســامهته يف رأس املــال‪،‬‬
‫فيكــون حينئــذ اجتمــاع بــني [املشــاركة] واملضاربــة»(‪.)1‬‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‬


‫اطر التمويل باملشاركة وإجراءات تقليل حجمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن درجــة املخاطــرة علــى البنك املُمـوِّل موجودة بصورة‬
‫أكــرب يف السَّ ـلَم واالســتصناع والبيــع اآلجــل والقــرض واملضاربــة‪ ،‬عكــس‬
‫التمويــل باملشــاركة «إلمــكان كل شــريك املســامهة يف إدارة الشــركة»(‪.)2‬‬
‫ويعتــرب باحــث آخــر أن أمانــة الشــركاء «هي شــرط أساســي لنجاح املشــاركة‬

‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214-213 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشرعي واالقتصادي واحملاسي لبيع السَّلَم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46-45 :‬‬

‫‪502‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫واســتمرارها»(‪.)1‬‬
‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬إن املشــاركة ليــس معناهــا االرجتاليــة والعفويــة كمــا يتصــور‬
‫البعــض؛ وإمنــا هــي املشــاركة اجلــادة املنضبطــة الــيت تعتمــد علــى‪:‬‬
‫أ انتقاء الشركاء‪ ،‬أفرادا كانوا أو مؤسسات‪ ،‬مالءة وخلقاً‪.‬‬
‫ب توافر معلومات السوق وسالمة دراسات اجلدوى‪.‬‬
‫جـــ التأمــني علــى التقصــري أو التعــدي بوســائله كالضمــان‬
‫والرهــن(‪.)3‬‬
‫‪ 2.1‬تشــبه عمليــة املشــاركة لتمويــل الصفقــة املعيّنــة عملية التمويل‬
‫املؤقــت لبعــض املشــاريع القائمــة‪ ،‬أو جلــزء مــن نشــاط مشــاريع‬
‫جديــدة لفــرتة معيّنــة‪ ،‬وتلعــب النظــم احملاســبية احلديثــة دوراً رئيسـاً‬
‫يف حتديــد نســبة العائــد رحبــاً أو خســارة بالنســبة للجــزء الــذي‬
‫موَّلــه البنــك‪ ،‬غــري أنــه جيــب أن يُنــص يف العقــد علــى توضيــح كامــل‬
‫لألســس احملاســبية املتبعــة‪ ،‬وأن يعلــم هبــا الطرفــان‪.‬‬
‫‪ 3.1‬جيــب أن ال يتجــاوز جممــوع اســتثمارات البنــك يف أســهم‬
‫شــركة واحــدة ‪ %20‬مــن رأمسالــه؛ ألن توجيــه البنــك لنســبة عاليــة‬
‫مــن أموالــه حنــو شــركة واحــدة يُعرِّضــه للصدمــات‪.‬‬
‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممد يوسف كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130 :‬‬
‫‪ -‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫‪ -‬حممد علي القري بن عيد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77-76 :‬‬
‫(‪ )3‬األصــل أن املشــارك غــري ضامــن إال إذا قصَّــر‪ ،‬غــري أنــه يُمكــن للبنــك أن يأخــذ الضمانــات املناســبة مــن طالــي التمويــل‪،‬‬
‫وهــي ضمانــات ضــد تقصــري املشــارك وعــدم التزامــه بالشــروط‪ ،‬ويُراعــى أن تكــون الضمانــات مناســبة قيمــة ونوع ـاً مــع‬
‫طبيعــة العمليــة ومدهتــا ومبــا ال يُرهــق املشــاركني‪.‬‬

‫‪503‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 4.1‬جيــب أن ال يســهم البنــك يف شــركات غــري مســامهة بنســبة‬


‫تزيــد عــن ‪ %25‬مــن رأمساهلــا وملــدة تزيــد علــى أربــع ســنوات؛ لتجنب‬
‫إســاءة اســتخدام أمــوال البنــك‪.‬‬
‫‪ 5.1‬إن األمــوال الــيت يُقدِّمهــا البنــك حصــة أو مســامهة يف شــركة‪،‬‬
‫جيــب تغطيتهــا مبــوارد ثابتــة‪ :‬األمــوال اخلاصــة‪ ،‬والودائــع ألجــل‬
‫طويــل ومتوســط‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنة التمويل باملشاركة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪:‬‬
‫باالعتمــاد علــى منــوذج حتليلــي مبســط يف اجلدولــني الالحقــني؛ حيــث‬
‫تتــم املقارنــة بــني حالتــني(‪:)1‬‬
‫ متثــل احلالــة األوىل‪ :‬متويــالً كامــالً مــن بنــك املشــاركة‬
‫علــى شــكل مضاربــة‪.‬‬
‫ متثــل احلالــة الثانيــة‪ :‬متويالً مشــرتكاً بني البنك والشــريك‬
‫العامل على شــكل مشــاركة‪.‬‬
‫‪ -‬ويف احلالتني متت املقارنة أيضاً مع القرض بفائدة‪.‬‬
‫يُمكن التوصل إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ 1.2‬إذا كان بنــك املشــاركة يتحمــل اخلســائر الــيت قــد تتعــرض‬
‫هلــا بعــض املشــاريع املموَّلــة مــن طرفــه؛ فإنــه حيصــل باملقابــل علــى‬
‫أربــاح جمزيــة مــن املشــاريع األخــرى الــيت متتــاز بالرحبيــة العاليــة‬
‫ممــا يُحقــق نوع ـاً مــن التــوازن التمويلــي‪.‬‬
‫‪ 2.2‬تُبــني حالــة املضاربــة أهنــا قــد ال تكــون يف صــاحل رجــل األعمــال‬
‫الــذي يتوقــع شــرائح عاليــة مــن األربــاح يف نشــاطه‪ ،‬واحلقيقــة أن‬

‫(‪ )1‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215-213 :‬‬

‫‪504‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫هــذه النتيجــة النظريــة الــيت يُظهرهــا اجلــدول التحليلــي نامجــة عــن‬


‫افــرتاض نســبة نظريــة لتوزيــع األربــاح مناصفــة بــني الشــريك املمـوِّل‬
‫(بنــك املشــاركة) والشــريك العامــل (رجــل األعمــال)‪ ،‬أمــا يف احليــاة‬
‫العمليــة فــإن نســبة كل مــن الشــريكني يُمكــن أن تتحــدّد يف ضــوء‬
‫عــدد مــن العوامــل؛ منهــا‪ :‬درجــة الثقــة يف الشــريك العامــل ومــدى‬
‫خربتــه وجناحــه يف ميــدان األعمــال ودرجــة املخاطــرة يف النشــاط‬
‫املم ـوَّل‪.‬‬
‫‪ 3.2‬يؤكــد التحليــل يف حالــة املضاربــة درجــة املخاطــرة الــيت‬
‫يتعــرض هلــا بنــك املشــاركة بوصفــه الشــريك املم ـوِّل الــذي يتحمــل‬
‫كامــل اخلســارة؛ األمــر الــذي يتطلــب العنايــة يف اختيــار الشــركاء‬
‫العاملــني الذيــن ميوِّهلــم البنــك‪.‬‬
‫‪ 4.2‬يبــدو مــن املناســب نظــراً لطبيعــة أســلوب املضاربــة ومــا‬
‫يتضمنــه مــن املخاطــرة علــى بنــك املشــاركة‪ ،‬أن يتــم حتميــل الشــريك‬
‫العامــل ‪-‬كلمــا كان ذلــك ممكنـاً‪ -‬نصيبــا مــن رأس املــال علــى النحــو‬
‫الــذي يُخ ِّفــف مــن خســارة البنــك يف حالــة حتقيــق النشــاط املم ـوَّل‬
‫للخســارة‪ ،‬ويضمــن جديــة العمــل وحســن أداء الشــريك العامــل‪.‬‬
‫‪ 5.2‬يُظهــر اجلــدول التحليلــي حلالــة املشــاركة أن هــذه الصيغــة‬
‫التمويليــة تبــدو أكثــر إنصافــاً للطرفــني مــن حيــث نتائــج النشــاط‬
‫املوزعــة بينهمــا ســواء يف حالــة اخلســارة أو حالــة الربــح‪ ،‬إضافــة إىل‬
‫أهنــا تُمثــل األســلوب األكثــر أمان ـاً بالنســبة لبنــك املشــاركة أيض ـاً‪.‬‬
‫ احلالــة األوىل‪ :‬متويــل كامــل مــن بنــك املشــاركة علــى شــكل مضاربــة‬
‫مقابــل ‪ %50‬مــن األربــاح‪ ،‬مقارن ـاً بقــرض بفائــدة مبعــدل ‪.%12‬‬

‫‪505‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫)‪ :‬منوذج مقارن حلالة املضاربة مع القرض بفائدة‬ ‫جدول رقم (‬

‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬


‫وضع رجل األعمال املموَّل‬ ‫وضع رجل األعمال املقرتض‬ ‫مستوى األرباح‬
‫وضع بنك املشاركة‬ ‫باملضاربة‬ ‫بـ ‪ %12‬فائدة‬ ‫املفرتض‬
‫‪ %10‬خسارة‬ ‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫‪ %10‬خسارة‬ ‫خسارة اجلهد فقط‬ ‫‪ %12+‬فائدة‬ ‫خسارة‬
‫‪ % 12‬فائدة‬ ‫عند مستوى صفر‬
‫ال ربح وال خسارة‬ ‫خسارة اجلهد فقط‬ ‫(خسارة)‬ ‫أرباح‬
‫‪ %12‬فائدة‬
‫‪ %10-‬ربح‬ ‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫‪ %5‬ربح‬ ‫‪ %5‬ربح‬
‫= ‪ %2‬خسارة‬ ‫ربح‬
‫‪ %12‬فائدة‬
‫‪ %12-‬ربح‬ ‫عند مستوى ‪%12‬‬
‫‪ %6‬ربح‬ ‫‪ %6‬ربح‬
‫= صفر ربح‬ ‫ربح‬
‫‪ %20‬ربح‬
‫‪ %12-‬فائدة‬ ‫عند مستوى ‪%20‬‬
‫‪ %10‬ربح‬ ‫‪ %10‬ربح‬
‫= ‪ %8‬ربح‬ ‫ربح‬
‫‪ %30‬ربح‬
‫‪ %12-‬فائدة‬ ‫عند مستوى ‪%30‬‬
‫‪ %15‬ربح‬ ‫‪ %15‬ربح‬
‫= ‪ %18‬ربح‬ ‫ربح‬
‫‪ %50‬ربح‬
‫‪ %12-‬فائدة‬ ‫عند مستوى ‪%50‬‬
‫‪ %25‬ربح‬ ‫‪ %25‬ربح‬
‫= ‪ %38‬ربح‬ ‫ربح‬

‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.216 :‬‬

‫ احلالــة الثانيــة‪ :‬نصــف رأس املــال ممـوَّل مــن قبــل بنــك املشــاركة مقابــل‬
‫ربــع (‪ )%25‬األربــاح‪ ،‬مقارنــا بقــرض بفائــدة لتمويــل نصــف رأس املــال‬
‫بفائــدة ‪( %12‬تعــادل ‪ %6‬تكلفــة علــى املشــروع)‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)103‬منــوذج مقــارن حلالــة املشــاركة مــع القــرض بفائــدة‬

‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬


‫مستـــــوى األربــاح‬
‫وضع رجل األعمال‬ ‫وضع رجل األعمال‬ ‫أو اخلسـائر‬
‫وضع بنك املشاركة‬
‫املموَّل باملشاركة‬ ‫املقرتض بـ ‪ 12‬فائدة‬ ‫املفرتضــــة‬
‫‪ %5‬خسارة عن نصف‬ ‫‪ %5‬خسارة عن نصف رأس‬ ‫‪ %10‬خسارة‪+‬‬ ‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫رأس املال‬ ‫املال‬ ‫‪ %6‬فائدة‬ ‫خسارة‬
‫صفر األرباح‬ ‫صفر األرباح‬ ‫‪ %6‬فائدة‬ ‫عند مستوى صفر‬
‫(خسارة)‬ ‫أرباح‬
‫‪ %2,5‬ربح‬ ‫‪ %7,5‬ربح‬ ‫‪ %10‬ربح ‪-‬‬ ‫عند مستوى ‪%10‬‬
‫‪ %5‬نصيب العمل‬ ‫‪ %6‬فائدة‬ ‫ربح‬
‫‪ %2,5‬ربح‬ ‫‪ %2,5‬نصيب رأس املال‬ ‫= ‪ %4‬ربح صاف‬
‫‪ %5‬ربح‬ ‫‪ %15‬ربح‬ ‫‪ %20‬ربح ‪-‬‬ ‫عند مستوى ‪%20‬‬
‫( ‪) %5 + %10‬‬ ‫‪ %6‬فائدة‬ ‫ربح‬
‫= ‪ %14‬ربح‬
‫‪ %7,5‬ربح‬ ‫‪ %22,5‬ربح‬ ‫‪- %30‬‬ ‫عند مستوى ‪%30‬‬
‫( ‪) %7,5 + %15‬‬ ‫‪ %6‬فائدة‬ ‫ربح‬
‫= ‪ %24‬ربح صاف‬
‫‪ %12,5‬ربح‬ ‫‪ %37,5‬ربح‬ ‫‪- %50‬‬ ‫عند مستوى ‪%50‬‬
‫( ‪ %12,5 + %25‬ربح )‬ ‫‪ %6‬فائدة‬ ‫ربح‬
‫= ‪ %44‬ربح صاف‬
‫املصدر‪ :‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217 :‬‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل باملشاركة‪:‬‬


‫فيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية للتمويــل باملشــاركة‪ ،‬يرى أحد احملاســبني‬
‫أن البنــك يقــوم بإثبــات الودائــع الســتثمارها يف املشــاركة بإثبــات «حســاب‬
‫اخلزينــة» مدينــاً و»حســاب الودائــع االســتثمارية» دائنــاً‪ ،‬وعنــد صرفهــا‬
‫للمســتثمرين يُفتــح «حســاب املشــاركة يف‪ »...‬ويكــون مدينــاً و»حســاب‬
‫اخلزينــة» دائنـاً باملبالــغ املنصرفــة‪ ،‬ويفتح املســتثمر حســابات هلــذه العملية‬
‫يف دفاتــره لقيــد املصاريــف واإليــرادات وبيــان نتيجــة األعمــال(‪.)1‬‬
‫(‪ )1‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.331 :‬‬

‫‪507‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .4‬أمهية التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪:‬‬


‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يُمكــن أن تســتعمل بنــوك املشــاركة التمويــل باملشــاركة يف كل «مراحــل منــو‬
‫املشــروع‪ :‬متويــل بــذرة رأس املــال ومتويــل بدايــة اإلنتــاج ومتويــل التوسُّــع‬
‫ومتويــل اإلنعــاش»(‪ .)1‬ويتــم اســتخدام «املشــاركة الدائمــة» بالنســبة إلنشــاء‬
‫املشــروعات اجلديــدة‪ ،‬و»املشــاركة املؤقتــة» بالنســبة للمشــروعات القائمــة‬
‫الــيت تســعى لالقــرتاض لزيــادة طاقتهــا اإلنتاجيــة أو لتحقيــق االســتثمار‬
‫باإلحــالل والتجديــد(‪.)2‬‬
‫ويف حالــة التمويــل باملشــاركة برأمســال مشــرتك يُســهم البنــك يف رأس مال‬
‫املشــروع الــذي يتقــدم بــه العميــل‪« ،‬ســواء أكان هــذا املشــروع إنتاجيا ســلعيا‬
‫يُقـدِّم ســلعا صناعيــة أو زراعيــة‪ ،‬أو مشــروع خدمــات جتاريــة وتوزيعيــة أو‬
‫أيـاً كان نشــاط املشــروع»(‪.)3‬‬
‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل باملشاركة‪:‬‬
‫يُح ِّقــق التمويــل باملشــاركة مزايــا عديــدة‪ ،‬فهو وســيلة إجيابيــة للقضاء على‬
‫الســلوك الســلي يف النشــاط االقتصــادي واملتمثــل يف اإلقــراض بفائــدة‬
‫واالكتنــاز‪ .‬وتــؤدي املشــاركة يف االســتثمار إىل الربــط بــني عنصــري العمــل‬
‫ورأس املــال يف جمــال التنميــة االقتصاديــة مبــا يعــود عليهــا مــن ربــح عــادل‬
‫يتكافــأ مــع الــدور الفعلــي لــكل منهمــا يف اإلنتــاج؛ ممــا يــؤدي إىل حتقيــق‬
‫عدالــة يف توزيــع ناتــج االســتثمارات‪ ،‬وعــدم تراكــم الثــروة لــدى فئــة معينــة‬
‫مــن اجملتمــع‪ ،‬كمــا أن إحــالل التمويــل باملشــاركة حمــل التمويــل التقليــدي‬

‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.215 :‬‬


‫(‪ )2‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.344 :‬‬
‫(‪ )3‬حمسن أمحد اخلضريي‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.132-131 :‬‬

‫‪508‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يــؤدي إىل توســيع قاعــدة امللكيــة يف النشــاط االقتصــادي(‪.)1‬‬


‫ورغــم ذلــك؛ فإنــه «قــد يكــون اعتمــاد قــدر كبــري مــن التمويــل املصــريف على‬
‫املضاربــة أمــراً مرغوب ـاً فيــه يف الواقــع؛ ألنــه قــد حي ـدّ مــن تركيــز القــوة‬
‫يف أيــدي املصــارف»(‪ .)2‬يُضــاف أن التمويــل باملشــاركة لــه بعــض الســلبيات‬
‫علــى أصحــاب املشــاريع واملســتثمرين؛ «ألن معنــى التمويــل هبــذه الطريقــة‬
‫بالنســبة للمشــروع‪ ،‬املشــاركة يف األربــاح مــدى احليــاة‪ ،‬إضافــة إىل التدخــل‬
‫يف الشــؤون اإلداريــة للمؤسســة أو املشــروع»(‪.)3‬‬
‫لقــد دافــع بعــض الباحثــني عــن أســلوب املشــاركة؛ ألهنــا أقــل خماطــرة‬
‫علــى البنــك مــن املضاربــة‪ ،‬ففيهــا يُق ـدَّم املــال مــن البنــك والعميــل مع ـاَ؛‬
‫حيــث «ال ب ـدّ مــن األخــذ بأســلوب املشــاركة الــيت يشــارك فيهــا الشــريك‬
‫العامــل جبــزء مــن رأس املــال؛ وذلــك ضمانــاً جلديــة النشــاط وتأمينــاً‬
‫جزئي ـاً للمصــرف املم ـوِّل للجــزء الباقــي مــن رأس املــال املطلــوب لتمويــل‬
‫النشــاط»(‪.)4‬‬
‫إن التمويــل باملشــاركة ميتــاز مبزايــا جتعلــه أفضــل مــن املضاربــة بالنســبة‬
‫لبنــوك املشــاركة؛ وذلــك ألســباب منهــا(‪:)5‬‬
‫أ يف املشــاركة تقــل املخاطــر الــيت يتعــرض هلــا أصحــاب الودائــع‬
‫االســتثمارية‪ ،‬ففــي حــاالت اخلســارة فــإن البنــك ‪-‬يف املضاربــة مــع‬
‫املســتثمر‪ -‬يتحمــل كل اخلســارة‪ .‬أمــا بالنســبة للمشــاركة يف رأس‬
‫مــال املشــروع ال يتحمّــل البنــك مــن اخلســارة إال القــدر الــذي يســهم‬

‫(‪ )1‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.289 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.222 :‬‬
‫(‪ )3‬سعود عبد اجمليد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75 :‬‬
‫(‪ )4‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.214-213 :‬‬
‫(‪ )5‬نصر الدين فضل املوىل حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35-34 :‬‬

‫‪509‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بــه يف رأس املــال‪.‬‬


‫ب صعوبــات تنظيــم حســابات املضاربــة مــع املســتثمرين إال يف‬
‫حــاالت معيّنــة‪ ،‬كأن تكــون العمليــة املتفــق عليهــا منفصلــة متامـاً عــن‬
‫عمليــات املســتثمر األخــرى‪.‬‬
‫جـــ يُمكــن لبنــك املشــاركة حبكــم شــراكته يف رأس املــال‪ ،‬أن ميــارس‬
‫نوعـاً مــن اإلدارة واإلشــراف علــى املشــروع؛ حبيث يتأكد من ســالمة‬
‫ســريه‪ ،‬بعكــس املضاربــة الــيت تُطلــق فيهــا يــد املضــارب يف املــال‪.‬‬
‫ويوصــي البعــض بضــرورة أن تســعى بنــوك املشــاركة ألن يكــون «أســلوب‬
‫املشــاركة هــو األســلوب التمويلــي الســائد‪ ،‬مــع اســتخدام األســاليب‬
‫البيعيــة(‪ )1‬كمُكمِّــل لألســلوب الرئيســي»(‪)2‬؛ حيــث يلــزم أن يعتمــد البنــك‬
‫يف تنفيــذ الوســاطة املاليــة علــى املشــاركة إال عنــد صعوبــة اســتخدام مثــل‬
‫هــذا األســلوب‪ ،‬كأن ال يكــون هنــاك حســابات منتظمــة للعميــل‪ ،‬أو تقتصــر‬
‫حاجــة املســتثمرين لتمويــل آلــة أو جــزء منهــا ويصعــب اســتعمال املشــاركة‪،‬‬
‫فحينئــذ يتــم اللجــوء إىل األســاليب البيعيــة محايــة ألمــوال املودعــني‬
‫وأمــوال البنــك‪ ،‬ووفــاء بالتزامــه لتمويــل كافــة األنشــطة اإلنتاجيــة وكافــة‬
‫املســتثمرين‪.‬‬
‫نبني مزايا وعيوب هذا النوع من التمويل على النحو التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬اجلامــع هلــذه األســاليب البيعيــة هــو‪ :‬اشــرتاكها يف وجــود ســلعة تبــاع وتشــرتى مــن قِبــل البنــك أو العميــل علــى اختــالف‬
‫يف الصفــة‪.‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.229 :‬‬

‫‪510‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫جدول رقم (‪ :)104‬مزايا وعيوب التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (املموِّليــن)‬ ‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املشاركيــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصــاد الوطين (التنميــة)‬ ‫األمهية‬
‫‪ -1‬تســعى بنــوك املشــاركة مــن وراء االســتثمار باملشــاركة إىل‬ ‫‪ -1‬يــؤدي التمويــل باملشــاركة إىل جتميــع الفوائــض املاليــة‬ ‫‪ -1‬تتمثل املزايا االقتصادية واالجتماعية للمشاركة يف ‪:‬‬
‫حتقيــق هدفــني أساســيني‪:‬‬ ‫لألفــراد واملؤسســات مــن أجــل تكويــن رســاميل صغــرية أو‬ ‫‪ -‬حشــد املــوارد االقتصاديــة وتأســيس املشــروعات اإلنتاجيــة‬
‫‪ -‬مســاعدة الطــرف الثانــي بإمــداده بالتمويــل الضــروري‬ ‫متوســطة أو كبــرية متثــل قــوة اقتصاديــة معتــربة‪ ،‬تُســهم يف‬ ‫وارتفــاع فــرص التشــغيل؛ ممــا يعــي معاجلــة األمــراض‬
‫للقيــام بنشــاطه‪.‬‬ ‫تكويــن االســتثمارات اجلديــدة أو توســيع املشــاريع القائمــة‬ ‫االقتصاديــة (الركــود‪ ،‬التضخــم‪ ،‬ســوء توزيــع الثــروة‪ ،‬هــدر‬
‫‪ -‬احلصــول علــى جــزء مــن األربــاح حســب نســبة التوزيــع‬ ‫وجتديدهــا‪.‬‬ ‫املــوارد االقتصاديــة)‪.‬‬

‫* املزايـــــا (اإلجيابيات)‬
‫املتفــق عليهــا‪.‬‬ ‫‪ -2‬يُعــدُّ أســلوب االســتثمار باملشــاركة الوســيلة اجملديــة يف‬ ‫‪ -‬توزيع املخاطر بني املموِّلني‪.‬‬
‫‪ -2‬يُعتــرب التمويــل باملشــاركة مــن أفضــل األســاليب التمويليــة‬ ‫ربــط االدخــار بالنشــاط اإلنتاجــي بشــكل مباشــر‪ ،‬ويُمثــل‬ ‫‪ -‬توفري اجلهود بسبب توزيع املسؤوليات بني الشركاء‪.‬‬
‫الــيت طرحتهــا بنــوك املشــاركة‪ ،‬فمشــاركة البنــوك للعمــالء يف‬ ‫أيض ـاً نوع ـاً مــن التكافــل أو التضامــن وبشــكل خــاص كلمــا‬ ‫‪ -‬عدالة توزيع العائد وزيادة عدد املالك‪.‬‬
‫نشــاطهم اإلنتاجــي وعــدم االعتمــاد علــى الفــرق بــني ســعر‬ ‫اقــرتب النشــاط املمـوَّل مــن حــدود اخلســارة‪ ،‬كمــا يُعـدُّ جمزيـاً‬ ‫‪ -2‬إن املشــاركة طويلــة األجــل هــي أهــم أنــواع املشــاركات‬
‫الفائــدة الدائنــة واملدينــة يــؤدي إىل جتنيــد كل طاقاهتــا‬ ‫لألطــراف كافــة (الشــريك املمـوِّل والشــريك العامــل) يف حالــة‬ ‫تأثــريا علــى البنيــان االقتصــادي يف الدولــة‪ ،‬والــيت تقــوم‬
‫وإمكاناهتــا الفنيــة يف اســتخدام األمــوال الــيت لديهــا يف‬ ‫حتقيــق األربــاح‪.‬‬ ‫أساس ـاً علــى إنشــاء مصانــع وشــركات‪ ،‬أو خطــوط إنتــاج‪ ،‬أو‬
‫مشــروعات اســتثمارية؛ وهلــذا ينبغــي علــى البنــك التوســع‬ ‫القيــام بعمليــات اإلحــالل والتجديــد‪ ،‬والــيت تتضمــن شــراء‬
‫فيــه بقــدر مــا تســمح بــه مــوارده‪.‬‬ ‫أصــول رأمساليــة إنتاجيــة يتــم تشــغيلها لســنوات‪ ،‬لتعطــي‬
‫عائــدا‪.‬‬
‫‪ -1‬يتطلــب التمويــل باملشــاركة العنايــة يف اختيــار الشــركاء ‪ -1‬يســتطيع البنــك أن يشــارك مشــاركة دائمــة‪ ،‬وإن كان‬ ‫‪ -1‬إن القــوة املاليــة املتاحــة للبنــوك مت ِّكنهــا مــن الســيطرة‬

‫* العــيـــوب (السلبيات)‬
‫الذيــن ميوِّهلــم البنــك؛ حيــث جيــب أن يكونــوا مــن ذوي اخلــرباء ينصحــون بــأن تكــون هــذه املشــاركات حمــدودة يف‬ ‫علــى جــزء كبــري مــن ملكيــة الشــركات والفعاليــات االقتصاديــة‬
‫جمــال االســتثمار املصــريف؛ وذلــك ملــا تــؤدي إليــه مــن جتميــد‬ ‫الســمعة احلســنة يف التعامــل والثقــة الكاملــة‪.‬‬ ‫الرئيســة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫جــزء مــن أمــوال البنــك املتاحــة لالســتثمار فــرتة طويلــة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن املشــاركة مــن خــالل التمويــل املؤقــت‪ ،‬تبعــد عــن‬
‫واألمــر مــرتوك إلدارة البنــك لتحديــد النســب الــيت تُخصصهــا‬ ‫املشــاركة الــيت ينبغــي أن تر ِّكــز عليهــا بنــوك املشــاركة‪،‬‬
‫مــن األمــوال لــكل نــوع مــن أنــواع االســتخدامات‪ ،‬وفقــا لطبيعــة‬ ‫فاملشــاركة املتوقعــة مــن جانــب هــذه البنــوك هــي تلــك الــيت‬
‫املــوارد‪ ،‬وظــروف العمــل‪.‬‬ ‫تتجــه إىل املســامهة يف تأســيس شــركات إنتاجيــة‪.‬‬
‫‪511‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل باملشاركة‪:‬‬
‫تُشــري بعــض الدراســات الــيت تناولــت األســاليب االســتثمارية يف بنــوك‬
‫املشــاركة إىل أن املراحبة واملشــاركة واالســتثمار املباشر هي أكثر األساليب‬
‫شــيوعاً لــدى البنــوك موضــوع الدراســة‪ ،‬وتبقى املراحبــة متقدمة على بقية‬
‫األســاليب األخــرى مــن حيــث عددهــا وقيمــة التمويــل املمنوحــة‪ ،‬وحت ـ ّل‬
‫املشــاركة يف ّ‬
‫احملــل الثانــي مــن حيــث األمهيــة‪ ،‬أمــا املضاربــة فحصتهــا مــن‬
‫التمويــل قليلــة ومتدنيــة جــدا(‪.)1‬‬
‫ولقــد بــدأت عمليــة حتويــل عمــل البنــوك يف الباكســتان إىل نظــام املشــاركة‬
‫ســنة ‪ ،1980‬عندمــا قــدَّم «جملــس الفكــر الباكســتاني» تقريــره إىل‬
‫احلكومــة حــول إمكانيــة تطبيــق نظــام املشــاركة بنجــاح يف ظــل التطبيقــات‬
‫االقتصاديــة الباكســتانية‪ ،‬ونوجــز أهــم مــا جــاء يف تقريــر اجمللــس فيمــا‬
‫يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬إن التطبيــق العملــي لنظــام املشــاركة يف الربــح واخلســارة‬
‫يف صورتــه البحتــة‪ ،‬يُمكــن أن يُواجــه صعوبــات بســبب األحــوال‬
‫األخالقيــة الســائدة يف اجملتمــع‪.‬‬
‫‪ 2.1‬إن معظم املؤسســات ال متســك حســابات منتظمة إطالقاً‪ ،‬أو‬
‫ال متســك حســاباهتا بالشــكل الســليم‪ ،‬أو أهنــا حتتفــظ مبجموعــات‬
‫خمتلفــة مــن الدفاتــر ألغــراض خمتلفــة‪.‬‬
‫‪ 3.1‬حســابات شــركات املســامهة الــيت يتــوىل مراجعتهــا حماســبون‬
‫قانونيــون‪ ،‬غالبــاً مــا ختفــق يف الكشــف عــن النتائــج احلقيقيــة‬
‫(‪ )1‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬املضاربة وتطبيقاهتا العملية يف املصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪ :‬تقرير جملس الفكر اإلسالمي يف باكستان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪25-13 :‬؛ ‪.35-34‬‬

‫‪512‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ألعماهلــا؛ نظــراً للعــادات الســيئة واســعة االنتشــار يف تقليــص‬


‫األربــاح وتضخيــم اخلســائر وإظهــار خســائر مزيَّفــة‪.‬‬
‫‪ 4.1‬تُســتخدم وســائل التالعــب أساســا هبــدف التهــرب مــن‬
‫الضرائــب‪ ،‬ووجهــة نظــر رجــال األعمــال يف هــذا الصــدد هــي أهنــم‬
‫جمــربون علــى إمســاك جمموعــات خمتلفــة مــن الدفاتر واحلســابات‪،‬‬
‫بســبب الفســاد املنتشــر يف جهــاز حتصيــل الضرائــب‪.‬‬
‫ومن بني ضمانات النظام التمويلي اجلديد ما يلي‪:‬‬
‫أ ضــرورة القضــاء علــى تفشــي ســوء اخللــق واألميــة يف‬
‫اجملتمــع‪.‬‬
‫ب إمكانيــة اســتخدام وســائل بديلــة مثــل «التأجــري» و»الشــراء‬
‫االســتئجاري» و «البيــع املؤجــل» و «املزايــدة االســتثمارية» مــع‬
‫ضــرورة التوســع التدرجيــي (مبــرور الزمــن) يف جمــال عمليات‬
‫املشــاركة والقــرض احلســن وتضييــق جمــال احللــول البديلــة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫جـــ ضــرورة إجــراء إصــالح كامــل ومســتمر لنظــام املراجعــة‬
‫احلســابية الــذي يعانــي مــن عــدد مــن نقــاط الضعــف وإعــادة‬
‫تقويــم شــاملة للقوانــني واألعــراف الــيت حتكــم دور املراجعــني؛‬
‫حيــث يُمكــن أن يُنظــم معهــد احملاســبني القانونيــني أحباثــاً‬
‫لوضــع نظــام مراجعــة جديــد يُناســب احتياجــات اقتصــاد‬
‫املشــاركة‪ ،‬وال بـدّ أن تشــرتك احلكومــة مــع البنــوك يف حتمُّــل‬
‫تكلفــة مثــل هــذا العمــل البحثــي‪.‬‬
‫ولقــد كان مــن املتو ّقــع يف التجربــة اإليرانيــة أن تزيــد البنوك من مشــاركتها‬

‫‪513‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يف متويــل املضاربــة‪ ،‬غــري أن ذلــك مل يتحقــق‪ .‬ويُبــني اجلــدول التــايل‬


‫البيانــات للفــرتة مــن ‪ 1985/1984‬إىل ‪ 1990/1989‬حصــة املضاربــة‬
‫واملشــاركة والبيــع اآلجــل مــن إمجــايل متويــالت بنــوك املشــاركة اإليرانيــة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)105‬واقع التمويل باملشاركة يف التجربة اإليرانية‪.‬‬

‫(الوحدة‪ :‬نسبة مئوية)‬


‫‪1990/1989‬‬ ‫‪1985/1984‬‬ ‫الصيغة التمويلية‬
‫املضاربــة‬
‫‪%10,7‬‬ ‫‪%18,1‬‬
‫‪%18‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫املشاركــة‬
‫البيع باألجــل‬
‫‪%46,4‬‬ ‫‪%33,3‬‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.112 :‬‬

‫يتضــح مــن اجلــدول اخنفــاض التمويــل باملضاربة وثبات التمويل باملشــاركة‬


‫وارتفــاع البيــع باألجــل خالل هــذه الفرتة‪.‬‬
‫وبالنســبة لبنــوك املشــاركة الــيت تســتخدم التمويــل باملشــاركة؛ فإهنــا تُدمــج‬
‫عناصــر املشــاركات واملضاربــات واملراحبــات يف رقــم واحــد يف امليزانيــة‪،‬‬
‫أو تُدمــج مجيــع األنشــطة يف حســاب واحــد «اســتثمارات طويلــة األجــل»؛‬
‫مبــا ال يســمح للمحلــل املــايل بتحديــد األمهيــة النســبية لــكل عنصــر مــن‬
‫هــذه التوظيفــات(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل باملشاركة‪:‬‬
‫رغــم أمهيــة التمويــل باملشــاركة كأداة اســتثمارية تســهم يف تنميــة النشــاط‬
‫اإلنتاجــي وتتيــح فرصــاً للعمالــة؛ فــإن التطبيــق العملــي قــد أثبــت أهنــا‬
‫مصــدر للمتاعــب لبنــوك املشــاركة؛ «ممــا دعاهــا إىل تقليــص حجمهــا‪،‬‬
‫فلقــد كشــفت املمارســة عــن ســوء نيــة بعــض الشــركاء‪ ،‬وعــدم مراعاهتــم‬
‫(‪ )1‬أنظر املالحق‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫األمانــة يف تعاملهــم»(‪ )1‬معهــا‪.‬‬


‫كمــا أن اهليــكل الضريــي يف الــدول الــيت تعمــل فيهــا بنــوك املشــاركة جيــب‬
‫ترشــيده حتــى ال يثبــط االســتثمار‪« ،‬فــإذا مــا كانــت معــدالت الضرائــب‬
‫معتدلــة‪ ،‬تُم ِّكــن أصحــاب الدخــل ال مــن إرضــاء احلكومــة فحســب‪ ،‬بــل‬
‫مــن إرضــاء ضمائرهــم أيضـاً‪ ،‬دون أن خيفضــوا بالضــرورة مــن احلصيلــة‬
‫اإلمجاليــة للضرائــب»(‪.)2‬‬
‫لقــد أصبــح معنــى املشــاركة «ال ينطبــق إال علــى جانــب اخلصــوم‪ ،‬يف‬
‫توزيــع الفائــض يف هنايــة الســنة‪ ،‬أمــا االســتخدامات الــيت يشــملها مســمى‬
‫املضاربــات و املراحبــات يف جانــب األصــول‪ ،‬فــال شــأن هلــا يف الغالــب‬
‫مبعنــى املشــاركة»(‪ ،)3‬كمــا أنــه ال يعــي بتطبيــق نظــام املشــاركة عــدم وجــود‬
‫صعوبــات‪ ،‬فتحـوُّل األعمــال املصرفيــة مــن نظــام الفائــدة الثابتــة إىل نظــام‬
‫املشــاركة «يطــرح صعوبــات إداريــة وحماســبية ال يُســتهان هبــا مــع مــا يرتتب‬
‫علــى هــذا مــن تكاليــف»(‪)4‬؛ فعمليــات املشــاركة تتطلــب وجــود حماســبة‬
‫خاصــة‪.‬‬
‫ويُمكن التعبري عن ذلك يف الشكل التايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬منري إبراهيم هندي‪« ،‬شبهة الربا يف معامالت البنوك التقليدية واإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫(‪ )4‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.238 :‬‬

‫‪515‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شــكل رقــم (‪ :)70‬واقــع تطبيــق املشــاركة املتعلقــة بتعبئــة وتوظيــف‬


‫املــوارد املاليــة يف بنــوك املشــاركة‬

‫تعبئـة املـوارد املاليـة‬ ‫توظيـف املـوارد املاليـة‬

‫اخلـصـــــوم‬ ‫األصـــــــول‬

‫ودائع املشاركة‬ ‫متويل باملشاركة‬

‫وجــود معنى املشــاركــة‬ ‫مـحــدوديــة االستثمــار‬

‫حــــــلــــــول‬ ‫صـــعـــوبــــات‬

‫‪ -‬اكتشاف عقود مشاركـة جديدة‪.‬‬ ‫‪ -‬غلبـة أسلوب املراحبـة‪.‬‬


‫‪ -‬تـرشيـد النـظـام الضـريي‪.‬‬ ‫‪ -‬نظـم الضرائـب القاسية‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح نظام املراجعة احملاسبية‪.‬‬ ‫‪ -‬فساد أخالقيات املتعاملني‪.‬‬

‫ونســتعرض فيمــا يلــي أهــم املشــاكل الــيت واجهــت التمويــل باملشــاركة يف‬
‫التجربــة العمليــة لبنــوك املشــاركة‪:‬‬

‫‪516‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم (‪ :)106‬معوقــات التمويــل باملشــاركة يف ضــوء التجربــة‬


‫العمليــة لبنــوك املشــاركة الباكســتانية‪.‬‬
‫توصيات هتدف إىل حتقيق استعمال أوسع لنظام‬ ‫العوائـق الرئيسة الي اعرتض التمويـل باملشاركة‬
‫املشاركة‬
‫‪ -1‬هنــاك حاجــة ماســة إىل تدابــري إصالحيــة لبنــاء الســلوك‬ ‫‪ -1‬مل يكــن هنــاك إعــداد كاف لعمليــة التغيــري يف النظــام‬
‫األخالقــي‪ ،‬ولذلــك ال بــد مــن قيــام وســائل اإلعــالم حبملــة‬ ‫املصــريف‪ ،‬وكانــت هنــاك حاجــة إىل زيــادة الوعــي لــدى النــاس‬
‫إقنــاع جيــدة لنقــل تفاصيــل هــذا النظــام اجلديــد للجمهــور‪.‬‬ ‫بالنظــام اجلديــد‪.‬‬
‫‪ -2‬جيــب توفــري تســهيالت تدريــب كافيــة ملوظفــي البنــوك؛‬ ‫‪ -2‬لقــد كان هنــاك حتــى اآلن‪ ،‬قــدر كبــري مــن حريــة التصرف‬
‫لتزويدهــم باملهــارات الفنيــة الالزمــة وبالتوجيــه املطلــوب‪.‬‬ ‫للبنــوك ورجــال األعمــال يف اســتعمال أي منــط مــن أمنــاط‬
‫‪ -3‬علــى البنــوك أن تؤكــد عــن طريــق سياســتها املعلنــة عــن‬ ‫التمويــل اإلثــي عشــر الــيت كان بنــك الباكســتان املركــزي قــد‬
‫نيتهــا عــدم التدخــل يف أعمــال عمالئهــا يف عقــود املشــاركة‪،‬‬ ‫حددهــا للتمويــل بــال فوائــد‪.‬‬
‫مــادام هــؤالء العمــالء يلتزمــون بشــروط العقــود املربمــة معهــا‬ ‫‪ -3‬خيشــى رجــال األعمــال مــن تدخــالت ال داعــي هلــا مــن‬
‫بــكل إخــالص‪.‬‬ ‫جانــب البنــوك يف إدارة أعماهلــم‪ ،‬إذا تبنّــوا صيغــة املشــاركة‬
‫‪ -4‬مــن أجــل ضمــان جنــاح صيغــة التمويــل باملشــاركة ينبغــي‬ ‫للحصــول علــى التمويــل املصــريف‪.‬‬
‫علــى احلكومــة أن تقــوم بتقييــم شــامل للنظــام الضريــي‪.‬‬ ‫‪ -4‬عــدم رغبــة رجــال األعمــال يف إفشــاء املعلومــات‬
‫‪ -5‬ضــرورة تكويــن قانــون اســرتداد احلقــوق املاليــة للبنــوك‬ ‫الضروريــة عــن شــؤوهنم املاليــة لعــدد مــن األســباب؛ أمههــا‬
‫(القانــون اخلــاص بتشــكيل احملاكــم املصرفيــة)‪.‬‬ ‫املتعلقــة باآلثــار احملتملــة للنظــام الضريــي الســائد‪.‬‬
‫‪ -6‬جيــب تقويــة نظــام تدقيــق حســابات الشــركات إلعطــاء‬ ‫‪ -5‬توهــم رجــال األعمــال والعاملــون يف النظــام املصــريف أن‬
‫املزيــد مــن املصداقيــة للقوائــم املاليــة املراجعــة الــيت يتــم‬ ‫نظــام املشــاركة ملــيء بالتعقيــدات‪ ،‬وهــذا قائــم علــى عــدم‬
‫مبوجبهــا اقتســام األربــاح واخلســائر‪.‬‬ ‫توافــر املعلومــات الصحيحــة عــن النظــام اجلديــد‪.‬‬
‫‪ -6‬مل تكــن هنــاك سياســات حكوميــة قويــة وإجيابيــة لصــاحل‬
‫أشــكال التمويــل باملشــاركة يف األربــاح‪ ،‬كبديــل ألمنــاط‬
‫التمويــل األخــرى القائمــة علــى ســعر الفائــدة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬تقرير هيئة أسلمة االقتصاد يف مجهورية الباكستان‪« ،‬النظام املصريف‬
‫املقرتح املتفق مع الشريعة اإلسالمية»‪ ،‬جملة حبوث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،3‬العدد ‪ ،1994 ،1‬ص‪27 :‬؛ ‪.52-47‬‬

‫‪517‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗــﺺ اﻟﻤﻨﺘﻬــﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﻴــﻚ‬


‫ﻓــﻲ ﺑﻨــﻮك اﻟﻤﺸــﺎرﻛﺔ‪.‬‬

‫سنبحث يف هذا املطلب العناصر التالية‪:‬‬


‫ال‪ :‬مفهــوم التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك وخطواتــه العمليــة‬ ‫أو ً‬
‫يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ثانيــاً‪ :‬خصائــص وأمهيــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف‬
‫بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬واقـع التمويـل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنـوك املشــاركـة‪.‬‬

‫ال‪ :‬مفهوم التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك وخطواته العملية يف‬ ‫أو ً‬
‫بنوك املشاركة‬
‫‪ .1‬تعريف التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫التعريف العام للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك هو أن لفظ «املتناقص»‬
‫يشــري إىل تبــي وجهــة نظــر املمـوِّل؛ حيــث إن ملكيتــه تتناقــص كلمــا اســرتدّ‬
‫جــزءاً مــن متويلــه‪ ،‬بينمــا لفــظ «املنتهــي بالتمليــك» يشــري إىل وجهــة نظــر‬
‫املم ـوَّل ألنــه ســيمتلك املشــروع أو العمليــة أو األصــل موضــوع التمويــل يف‬
‫هنايــة األمــر‪ ،‬بعــد أن يتمكــن مــن رد التمويــل إىل املمـوِّل(‪ ،)1‬أو مبعنــى آخــر‪:‬‬
‫يكــون التمويــل متناقصـاً مــن وجهــة نظــر املمـوِّل ومتزايــداً مــن وجهــة نظــر‬
‫املتمـوِّل حتــى تصــل ملكيتــه نســبة ‪.%100‬‬
‫ويف بنــوك املشــاركة يعــي التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليك اتفاق يعطي‬
‫فيــه البنــك احلــق لطالــب التمويــل يف احللــول حملّــه يف ملكيــة الشــيء‬
‫(‪ )1‬راجع‪ :‬إدارة البحوث‪« ،‬التمويل باملشاركة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪518‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫موضــوع التمويــل دفعــة واحــدة‪ ،‬أو علــى دفعــات حســب الشــروط املتفــق‬
‫عليهــا؛ حيــث يســرتد فيــه البنــك متويلــه بالتدريــج مــع حصــة رحبــه(‪.)1‬‬
‫وعليــه؛ تتكــون عمليــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك مــن طرفــني‬
‫مهــا‪:‬‬
‫‪ 1.1‬البنــك (الطــرف املمـوِّل)‪ :‬وهــو الــذي يقــوم بتقديــم التمويــل‬
‫(جزئــي أو كلــي‪ /‬نقــدي أو عيــي)‪ ،‬يرافقــه وعــد منــه بالتنــازل عــن‬
‫ملكيتــه‪ ،‬بصــورة تدرجييــة‪ ،‬إىل العميــل‪.‬‬
‫‪ 2.1‬العميــل (طالــب التمويــل)‪ :‬وهــو الــذي تــؤول إليــه ملكيــة‬
‫الشــيء موضــوع التمويــل بعــد قيامه بتســديد أصــل التمويل (النقدي‬
‫أو العيــي) علــى أقســاط خــالل مــدة معيّنــة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تُمــارس بنــوك املشــاركة هــذا النــوع مــن التمويــل «اجلديــد» بصــور خمتلفــة‬
‫منها (‪:)2‬‬
‫‪ 1.2‬املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك(‪ :)3‬وتتــم علــى أســاس‬
‫دخــول البنــك بصفــة شــريك مُمــوِّل يف مشــروع لــه دخــل متوقــع‪،‬‬
‫وذلــك باالتفــاق مــع الشــريك اآلخــر علــى أن يكــون للبنــك حصــة‬
‫ال كربــح‪ .‬مع حقــه باالحتفاظ‬ ‫نســبية مــن صــايف الدخــل املتحقــق فعـ ً‬
‫باجلــزء املتبقــي أو أيّ قــدر منــه يتفــق عليــه ليكــون ذلــك اجلــزء‬
‫خمصَّصـّـا لتســديد مــا قدَّمــه البنــك مــن متويــل‪.‬‬
‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.286 :‬‬
‫‪ -‬يوسف كمال حممد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84 :‬‬
‫(‪ )2‬عبد السالم العبادي‪« ،‬أضواء على عقود املشاركة واملضاربة واإلجارة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55 :‬‬
‫(‪ )3‬هــي شــكل مــن املشــاركة يرافقــه وعــد مــن الشــريك ببيــع حصتــه بصــورة تدرجييــة إىل الشــريك اآلخــر‪ ،‬ويُطلــق عليهــا‬
‫املســامهة املتناقصــة أو املشــاركة التنازليــة‪.‬‬

‫‪519‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ 2.2‬التأجــري املنتهــي بالتمليــك(‪ :)1‬ويتــم علــى أســاس قيــام البنــك‬


‫بنفســه بشــراء مــا يرغــب العميــل باحلصــول عليــه مــن آالت ولــوازم‪،‬‬
‫وهــي الــيت يرغــب باحلصــول علــى التمويــل مــن أجــل شــرائها؛ حبيث‬
‫يلتــزم البنــك بتأجريهــا للعميــل ملــدة يتفــق عليهــا وبنقــل ملكيتهــا لــه‬
‫يف هنايــة املــدة هبــة أو بثمــن بســيط‪.‬‬
‫‪ 3.2‬املضاربــة املنتهيــة بالتمليــك(‪ :)2‬وتتــم علــى أســاس تقديــم‬
‫البنــك أداة لإلنتــاج ملــن يعمــل عليهــا جبــزء شــائع مــن الناتــج‪ ،‬علــى‬
‫أن يُجنِّــب الشــريك العامــل كل أو جــزء مــن الربــح حســب االتفــاق إىل‬
‫أن يبلــغ قيمــة األداة‪ ،‬فيتنــازل البنــك عــن ملكيتهــا لصــاحل العامــل‪.‬‬
‫ويُمكــن تلخيــص أنــواع التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف الشــكل‬
‫التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم ( )‪ :‬أشكال التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‬

‫أنواع التمويل املتناقص‬

‫املضاربة املنتهية بالتمليك‬ ‫التأجري املنتهي بالتمليك‬ ‫املشاركة املنتهية بالتمليك‬

‫ملكية‬
‫العميــل‬ ‫البنـــك‬

‫قيمة التمويل ‪ +‬عائد‬

‫(‪ )1‬يُطلــق عليــه أيض ـاً اإلجــارة التمليكيــة أو اإلجيــار ثــم االقتنــاء (‪ )Rent for Possessing‬أو التأجــري ل مــر بالشــراء‬
‫أو البيــع التأجــريي أو اإلجيــار بشــرط البيــع‪ .‬وهــذه الصيغــة تشــبه مــا يُعــرف بـــ‪ )Lease- purchase Financing( :‬أو‬
‫(‪ )Hire - Purchase‬أي التأجــري الشــرائي‪ ،‬لكــن هنــا ال تُدفــع فوائــد‪.‬‬
‫(‪ )2‬وهــي تشــبه املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك إال أن الشــريك يف املضاربــة ال يشــارك يف رأس املــال‪ ،‬وإمنــا يشــاركه بعملــه‪،‬‬
‫وحيــاول شــراء حصــة البنــك شــيئا فشــيئا‪.‬‬

‫‪520‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .3‬خطــوات احلصــول علــى التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف‬


‫بنــوك املشــاركة‪:‬‬
‫‪ 1.3‬شروط التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫‪ 1.1.3‬شروط املشاركة املنتهية بالتمليك‪:‬‬
‫يتطلــب التمويــل باملشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بتمليــك العميــل الشــروط‬
‫التاليــة(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.1.3‬أال تكــون املشــاركة املتناقصــة جمــرد عمليــة‬
‫متويــل بقــرض‪ ،‬فــال بــد مــن وجــود اإلرادة الفعليــة‬
‫للمشــاركةوأنيتحمّــلمجيــعاألطــرافالربــحواخلســارة‪.‬‬
‫‪ 2.1.1.3‬أن ميتلــك البنــك حصــة يف املشــاركة ملــكا‬
‫تامــا وأن يتمتــع حبقــه الكامــل يف اإلدارة والتصــرف‪،‬‬
‫ويف حالــة توكيــل الشــريك بالعمــل حيــق للبنــك مراقبــة‬
‫األداء ومتابعتــه‪.‬‬
‫‪ 3.1.1.3‬أال يتضمن عقد املشــاركة املتناقصة شــرطاً‬
‫يقضــي بــردّ الشــريك إىل البنــك كامــل حصتــه يف رأس‬
‫املــال باإلضافــة إىل مــا خيصــه مــن أربــاح‪.‬‬
‫‪ 2.1.3‬شروط التأجري املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫يتطلب التمويل بالتأجري املنتهي بتمليك العميل الشروط التالية‪:)1(2‬‬
‫‪ 1.2.1.3‬ضبــط مــدة التأجــري وتطبيــق أحكامــه عليها‬
‫طيلــة هــذه املدة‪.‬‬
‫‪ 2.2.1.3‬حتديــد مقــدار كل قســط مــن أقســاط‬
‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.342 :‬‬
‫(‪ )2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.330 :‬‬

‫‪521‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اإلجيــار‪.‬‬
‫‪ 3.2.1.3‬نقــل امللكيــة إىل املســتأجر يف هنايــة املــدة‬
‫بواســطة وهبهــا لــه‪ ،‬تنفيــذاً لوعــد ســابق بذلــك بــني‬
‫البنــك (املالــك) واملســتأجر‪.‬‬
‫‪ 2.3‬اخلطوات العملية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫‪ 1.2.3‬اخلطــوات العمليــة للمشــاركة املتناقصــة املنتهيــة‬
‫بالتمليــك‪:‬‬
‫تتمثل اخلطوات العملية للمشاركة املنتهية فيما يلي(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.2.3‬أن يتقــدم العميــل بطلــب للبنــك للمشــاركة‬
‫يف مشــروع اســتثماري مشــاركة متناقصــة‪ ،‬ويرفــق معــه‬
‫دراســة جــدوى اقتصاديــة للمشــروع‪ ،‬والوثائــق الالزمــة‬
‫كســند ملكيــة األرض‪.‬‬
‫‪ 2.1.2.3‬أن يقــوم البنــك بدراســة املوضــوع والتحقــق‬
‫مــن املرفقــات الســابقة‪.‬‬
‫‪ 3.1.2.3‬إذا وافــق البنــك علــى املشــاركة تُحدَّد األمور‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ قيمــة التمويــل الــذي يقدمــه البنــك وكيفيــة الدفــع‬
‫وشــروطه‪.‬‬
‫ب حتديــد الضمانــات املطلوبــة مــن رهــن عقــار‬
‫لصــاحل البنــك‪.‬‬
‫جـ كتابة العقد والتوقيع عليه‪.‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.341-340 :‬‬

‫‪522‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫د فتح حساب خاص باملشاركة‪.‬‬


‫هـــ توزيــع األربــاح يكــون حبســب االتفــاق واخلســارة‬
‫بقــدر رأس املــال‪.‬‬
‫‪ 4.1.2.3‬البنــك يقبــل التنــازل عن حصته يف املشــروع‬
‫للشــريك جزئيــاً أو كليــاً‪ ،‬ويوجــد لذلــك عــدة صــور‬
‫أمههــا مــا يلــي(‪:)1‬‬
‫ الصــورة األوىل‪ :‬أن يتفــق الطرفــان علــى أن حيــ ّل‬
‫الشــريك حمـ ّل البنــك بعــد هنايــة عقد املشــاركة‪ ،‬وحبيث‬
‫يكــون هلمــا احلريــة الكاملــة يف ذلــك‪.‬‬
‫ الصــورة الثانيــة‪ :‬أن يتفــق الطرفــان علــى أن يُقســم‬
‫الربــح ثالثــة أقســام بنســبة متفــق عليهــا‪:‬‬
‫أ حصة البنك كعائد للتمويل‪.‬‬
‫ب حصة الشريك كعائد لعمله ومتويله‪.‬‬
‫جـ حصة ثالثة لسداد متويل البنك‪.‬‬
‫ الصــورة الثالثــة‪ :‬أن يتفــق الطرفــان علــى تقســيم‬
‫رأس املــال إىل حصــص أو أســهم لــكل منهــا قيمــة‬
‫معيّنــة‪ ،‬وحيصــل كل منهمــا علــى نصيبــه مــن األربــاح‪،‬‬
‫وللشــريك شــراء مــا يســتطيع مــن أســهم البنــك كل ســنة‬
‫حبيــث تتناقــص أســهم البنــك وحصصــه‪ ،‬يف حــني أن‬
‫أســهم الشــريك تزيــد إىل أن ميتلــك مجيــع أســهم البنــك‬
‫ملكيــة كاملــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬إدارة البحوث‪« ،‬التمويل باملشاركة»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20-19 :‬‬

‫‪523‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ونوضــح خطــوات التمويــل باملشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬


‫الشــكل التــايل‪:‬‬
‫شكل رقم ( )‪:‬‬
‫خطوات التمويل باملشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك‬

‫عقد مشاركة متناقصة‬ ‫طلب العميل مشاركة‬


‫دراســـة البنك للطلب‬
‫(حـ‪ /‬خاص باملشاركة‬ ‫منتهية بامللكية ‪ +‬تقديم‬
‫وإقــرار مناسبته‬
‫املتناقصة)‬ ‫دراسة جدوى املشروع‬

‫حلول الشريك حمل البنك بعقد‬ ‫ر بـات وطلــبات جديـدة‬


‫مستقل من عقد التمويل وبعده‪،‬‬
‫حبيث يكون لكل شريك حريته‬ ‫لــدى العـــميـــل ‪.‬‬
‫يف البيع لشريكه أو لغريه‪.‬‬

‫أو‬
‫ختصيص جزء من الدخل‬ ‫حلول الشريك حمل البنك‬
‫املتولد لسداد متويل البنك‪،‬‬ ‫اسرتجــاع البنـــك‬
‫وملكيته التامة للمشروع‬ ‫أصل املشاركة ‪ +‬عــائد‪.‬‬
‫إضافة إىل نصيبه من‬
‫العائد‪.‬‬ ‫موضوع املشاركة‪.‬‬

‫أو‬
‫تقسيم العملية إىل حصص أو‬
‫أسهم للبنك وللشريك‪ ،‬ليتم‬
‫اقتناء عدد من أسهم البنك كل‬
‫مرة‪ ،‬حتى تلك كامل األسهم‪.‬‬

‫‪ 2.2.3‬اخلطوات العملية للتأجري املنتهي بالتمليك‪:‬‬


‫تتمثل اخلطوات العملية للتأجري املنتهي بالتمليك فيما يلي(‪:)1‬‬

‫(‪ )1‬حممد عثمان شبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.328 :‬‬

‫‪524‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ 1.2.2.3‬يبــدي العميــل رغبــة يف إجــارة منتهيــة‬


‫بالتمليــك ألصــل غــري موجــود لــدى بنــك املشــاركة‬
‫(كســيارة أجــرة)‪.‬‬
‫‪ 2.2.2.3‬يقــوم البنــك بعــد دراســة طلــب العميــل‬
‫بشــراء األصــل موضــوع التمويــل مــن البائــع حلســابه‪.‬‬
‫‪ 3.2.2.3‬يــوكل البنــك عميلــه باســتالم األصــل‪،‬‬
‫ويطلــب منــه إشــعاره بأنــه قــد تسـلّمه حســب املواصفات‬
‫احملــدّدة يف العقــد‪.‬‬
‫‪ 4.2.2.3‬يؤجِّــر البنــك األصــل للعميــل بإجيــار حمــدد‬
‫ملــدة معيّنــة‪ ،‬ويَعِــده بتمليكــه لــه إذا ســدد مجيــع أقســاط‬
‫اإلجيــار عــن طريــق اهلبــة أو عــن طريــق البيــع بســعر‬
‫رمــزي‪.‬‬
‫‪ 5.2.2.3‬عنــد انتهــاء مــدة التأجري والوفاء باألقســاط‬
‫احملــددة‪ ،‬يتنــازل البنــك للعميــل عــن األصــل بعقــد‬
‫جديــد‪.‬‬

‫وفيمــا يلــي شــكل ختطيطــي يوضــح مراحــل التمويــل بالتأجــري املنتهــي‬


‫بالتمليــك‪:‬‬

‫‪525‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫شكل رقم ( )‪ :‬خطوات التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك‬

‫شراء البنك ل صل من‬ ‫طلب إجارة منتهية‬


‫تسليم وتسلم األصل‬
‫البائع‬ ‫بالتمليك‬
‫(البنك = املالك)‬ ‫(االقتنــاء)‬ ‫(اختيــار األصل)‬

‫رغبات وطلبات جديدة لدى العميل‬

‫عقــد تأجيـــر‬ ‫تسديد األقساط اإلجيارية‬ ‫عقد متليك األصل للعميل‬


‫‪ +‬وعــد بالتمليك‬ ‫(فرتة التأجري)‬ ‫(عقد بيع أو عقد هبة)‬

‫‪ 3.3‬تركيب عملية التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬


‫‪ 1.3.3‬تركيــب عمليــة التمويــل باملشــاركة املتناقصــة‬
‫املنتهيــة بالتمليــك‪:‬‬
‫يتضمن التمويل باملشاركة املتناقصة العناصر التالية(‪:)1‬‬
‫‪ 1.1.3.3‬مشاركة بني البنك والعميل الشريك‪.‬‬
‫‪ 2.1.3.3‬وعد من البنك ببيع حصة للشريك‪.‬‬
‫‪ 3.1.3.3‬بيع البنك حصته للشريك كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫أي أن عقد املشــاركة املنتهية بالتمليك يتكون من عقدين مســتقلني ومها‪:‬‬
‫عقــد املشــاركة وعقــد البيــع‪ ،‬وقــد ينقلــب التمويــل باملشــاركة املتناقصــة‬
‫املنتهيــة بالتمليــك إىل مضاربــة‪ ،‬يف احلالــة الــيت ال يســهم فيهــا الشــريك‬
‫العامــل يف رأس املــال؛ حبيــث يُقـدِّم البنــك كل التمويــل الــالزم‪.‬‬
‫‪ 2.3.3‬تركيب عملية التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك‪:‬‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.341 :‬‬

‫‪526‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫يتضمن التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك العناصر التالية(‪:)1‬‬


‫‪ 1.2.3.3‬بيــع تقســيط يقــرتن بــه شــرط عــدم نقــل‬
‫ملكيــة األصــول املؤجــرة إال بعــد الوفاء جبميع األقســاط‬
‫االجياريــة‪.‬‬
‫‪ 2.2.3.3‬وعــد ملــزم للبنــك بتمليــك األصــول املؤجــرة‬
‫للمســتأجر عــن طريــق اهلبــة أو البيــع يف هنايــة مــدة‬
‫التأجــري‪.‬‬
‫‪ 3.2.3.3‬عقد تأجري يف املدة احملددة‪.‬‬
‫‪ 4.2.3.3‬الربــط بــني التأجــري والبيــع والوعــد يف عقــد‬
‫واحد‪.‬‬
‫أي أن عقــد التأجــري املنتهــي بالتمليــك يتكــون مــن عقديــن مســتقلني ومهــا‪:‬‬
‫األول يتــم فــوراً وهــو التأجــري‪ ،‬والثانــي يتــم الحقـاً وهــو اهلبــة أو البيــع‪.‬‬

‫ثانيــاً‪ :‬خصائــص وأمهيــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك يف‬


‫بنــوك املشــاركة‬
‫اطــر التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك وإجراءاتــه تقليــل‬ ‫‪.1‬‬
‫حجمهــا‪:‬‬
‫يــرى أحــد الباحثــني أن احتمــال الغــش مــن جانــب املقــاول ال يُســتبعد‬
‫يف ظــل املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك(‪ .)2‬ويعتــرب باحــث آخــر أن‬
‫املخاطــر الناجتــة عــن التأجــري املنتهــي بالتمليــك تتمثــل يف ســوء اســتعمال‬

‫(‪ )1‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.329 :‬‬


‫(‪ )2‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬

‫‪527‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫األصــل‪ ،‬أو إلغــاء عقــد اإلجيــار‪ ،‬أو إعــادة األصــل املؤجــر(‪.)1‬‬


‫ويُمكــن لبنــك املشــاركة أن يتخــذ بعــض اإلجــراءات الكفيلــة بتقليــل حجــم‬
‫املخاطــر مــن هــذا التمويــل‪ ،‬نســتعرضها فيمــا يلــي(‪:)2‬‬
‫‪ 1.1‬تشكيل وحدة متابعة ميدانية ومراقبة بالبنك‪.‬‬
‫‪ 2.1‬ضــرورة أن يشــمل اهليــكل التنظيمــي لبنــوك املشــاركة علــى‬
‫إدارة لدراســة اجلــدوى االقتصاديــة(‪ ،)3‬تتــوىل املهــام التاليــة‪:‬‬
‫أ تقويــم دراســات اجلــدوى الــواردة مــن العمــالء (مــن وجهــة‬
‫نظــر بنــك املشــاركة)‪.‬‬
‫ب إعــداد تقريــر عــن رأي اإلدارة يف الدراســة املقدمــة مــن‬
‫العميــل وعــن احلصــة املقرتحــة ملســامهة البنــك يف املشــروع‬
‫املقــرتح‪.‬‬
‫جـــ متابعــة تنفيــذ املشــروعات االســتثمارية الــيت وافــق عليهــا‬
‫بنــك املشــاركة‪.‬‬
‫د متابعــة املشــروعات أثنــاء تشــغيلها واحلصــول علــى عائــد‬
‫البنــك منهــا‪ ،‬فضـالً عــن اســرتداد قيمــة التمويــل الــذي حصــل‬
‫عليــه العميــل مــن البنــك‪.‬‬
‫هـــ إجــراء البحــوث والدراســات املتعلقــة بوضــع اســرتاتيجية‬
‫(‪ )1‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30 :‬‬
‫(‪ )2‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬
‫‪ -‬محــدي عبــد العظيــم‪« ،‬دراســات اجلــدوى االقتصاديــة يف البنــك اإلســالمي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.57 :‬‬
‫(‪ )3‬تُع ـرِّف دراســة اجلــدوى االقتصاديــة بأهنــا‪ :‬أســلوب علمــي لتقديــر احتمــاالت جنــاح أو فشــل مشــروع معــني أو فكــرة‬
‫اســتثمارية‪ ،‬أو قــرار اســرتاتيجي قبــل التنفيــذ الفعلــي‪ ،‬وذلــك يف ضــوء قــدرة املشــروع أو القــرار االســتثماري علــى حتقيــق‬
‫أهــداف معينــة للمســتثمر وللمجتمــع ككل‪ ،‬وزيــادة العوائــد املتوقعــة علــى التكاليــف املتوقعــة طــول العمــر االفرتاضــي‬
‫حليــاة املشــروع‪ .‬ويســتعمل يف ذلــك العديــد مــن األدوات التحليليــة واالقتصاديــة واحملاســبية واإلداريــة والرياضيــة وأجهــزة‬
‫احلاســوب اإللكرتونيــة وبعــض األدوات الالزمــة للفحــص اجليولوجــي وغريهــا‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫لالســتثمار خــالل الفــرتات القادمــة‪ ،‬وذلــك فيمــا يتعلــق‬


‫بالقــرارات االســتثمارية يف املســتقبل‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك مــع األســاليب‬
‫التمويليــة املشــاهبة‪:‬‬
‫يــرى البعــض أن صيغــة «اإلجيــار ثــم االقتنــاء» هــي مــن ضمــن أســاليب‬
‫التمويــل يف بعــض بنــوك املشــاركة؛ حيــث يقــوم البنــك بشــراء األصــول‬
‫الثابتــة «بنــاء علــى طلــب عمالئــه وتأجريهــا هلــم بقيمــة إجياريــة حمــددة‪،‬‬
‫خــالل فــرتة حمــددة تنتهــي بتمليــك العمــالء لتلــك األصــول؛ بعــد أن تكــون‬
‫اإلجيــارات احملصلــة منهــم قــد بلغــت القيمــة البيعيــة لألصــل‪ ...‬وهــذا‬
‫النشــاط مشــابه لنظــام البيــع بالتقســيط وهــو مــا يُطلــق عليــه نظــام البيــع‬
‫التأجــريي»(‪ ،)1‬ورغــم ذلــك فإنــه توجــد بعــض الفروقــات بــني هــذا النــوع من‬
‫التمويــل والبيــع بالتقســيط نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫(‪ )1‬مسري حممد عبد العزيز‪« ،‬التأجري التمويلي»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.254-253 :‬‬

‫‪529‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫جــدول رقــم ( )‪ :‬مقارنــة البيــع بالتقســيط والتمويــل بالتأجــري‬


‫املنتهــي بالتمليــك يف بنــوك املشــاركة‬
‫التأجــري املنتهي بالتمليــك‬ ‫البيــع بالتقسيــط‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬يتمثــل يف شــراء اآلالت واملعــدات أو غريهــا‬ ‫‪ -‬هــو اتفــاق يتــم مبقتضــاه شــراء األصــل‬
‫حلســاب البنــك ومــن ثــم القيــام بتأجريهــا طبقـاً‬ ‫مــن البنــك علــى أســاس دفــع مثنــه يف صــورة‬
‫لعقــود خاصــة ولعــدة ســنوات تــؤول بعدهــا‬ ‫التعريــف‪ :‬أقســاط حمــددة يف مواعيــد يتفــق عليهــا‬
‫املعــدات بكاملهــا إىل املســتأجر‪.‬‬ ‫عنــد االتفــاق‪.‬‬
‫‪ -‬يتكون من عقدين مستقلني‪:‬‬ ‫‪ -‬عقــد يقضــي بــأن يُســدَّد مثــن البيــع‬
‫‪ -1‬عقــد تأجــري يتــم ابتــداء‪( ،‬ويأخــذ كل أحــكام‬ ‫علــى عــدد حمــدود مــن الدفعــات يف تواريــخ‬
‫التأجــري يف تلــك الفــرتة)‪.‬‬ ‫من حيث معيّنــة‪.‬‬
‫‪ -2‬عقــد متليــك األصــل (عــن طريــق اهلبــة‬ ‫التكويــن‪:‬‬
‫أو البيــع بســعر رمــزي حســب الوعــد املقــرتن‬
‫باإلجــارة)‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تسديد املبلغ املستحق بطريقتني‪:‬‬ ‫‪ -‬يدفــع املشــرتي جــزءاً معقــوالً مــن مثــن‬
‫‪ -1‬يدفــع املســتأجر أقســاطاً متســاوية ويس ـدِّد‬ ‫األصــل عنــد الشــراء‪ ،‬ثــم يقســم الباقــي علــى‬
‫مثــن األصــول دفعــة واحــدة عنــد هنايــة العقــد‪.‬‬ ‫املــدة الــيت يتفــق عليهــا‪.‬‬
‫‪ -2‬تقســيط الثمــن علــى دفعــات‪ ،‬مــع دفــع إجيــار‬ ‫‪ -‬يُســدَّد مثــن األصــل يف صــورة أقســاط‬
‫دوري يقــل تدرجييـاً كلمــا دفــع جــزءاً مــن الثمــن‬ ‫حمــددة‪.‬‬ ‫طبيعة‬
‫بنســبة ذلــك اجلــزء‪ ،‬إذ تنتقــل ملكيــة اجلــزء‬ ‫األقساط‪:‬‬
‫املدفــوع قيمتــه إىل العميــل فيســقط مقابلــه مــن‬
‫اإلجيــار (يكــون مقــدار اإلجيــار متناقصــاً مــع‬
‫تزايــد احلصــة مــن األصــل الثابــت الــيت ميلكهــا‬
‫املســتأجر)‪.‬‬
‫‪ -‬التحويــل (التمليــك) يكــون يف هنايــة مــدة العقد‬ ‫انتقال ملكية ‪ -‬انتقــال امللكيــة يكــون آني ـاً؛ أي عنــد بدايــة‬
‫(هبــة أو بيعاً)‪.‬‬ ‫األصــول‪ :‬العقــد‪.‬‬

‫وختتلــف املشــاركة الثابتــة عــن املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬


‫جوانــب أساســية؛ مثلمــا يوضحــه اجلــدول التــايل‪:‬‬

‫‪530‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم ( )‪ :‬مقارنــة بــني املشــاركة الثابتــة واملشــاركة املتناقصــة‬


‫املنتهيــة بالتمليــك يف بنــوك املشــاركة‬
‫املشاركــة املتناقصــة‬ ‫املشاركــة الثابتــة‬ ‫عنصر املقارنة‬
‫‪ -‬مشاركة تنازلية ‪ +‬منتهية بامللكية‪.‬‬ ‫‪ -‬مشاركة دائمة ‪ +‬مستمرة‪.‬‬ ‫تسميات‬
‫‪ -‬املشاركة يف األصول‪.‬‬ ‫‪ -‬املشاركة يف رأس مال املشروع‪.‬‬ ‫املشاركة‪:‬‬
‫‪ -‬تتمثــل يف قيــام البنــك بتمويــل مشــروع‬ ‫‪ -‬تتمثــل يف دخــول البنــك يف رأس مــال‬
‫معيّــن‪ ،‬ويــوزَّع صــايف نتائــج أعمــال املشــروع‬ ‫مشــرتك حبصــة ثابتــة تنتهــي بانقضــاء‬
‫علــى الطرفــني حســب االتفــاق‪ ،‬علــى أن يُوجَّــه‬ ‫عمــر املشــروع‪ ،‬ويــوزَّع صــايف نتائــج النشــاط‬
‫جــزء معيّــن مــن نصيــب املتعامــل يف األربــاح‬ ‫مفهوم املشاركة‪( :‬رحبــاً أو خســارة) علــى الشــركاء حســب‬
‫لتســديد أصــل التمويــل‪ ،‬فــإذا مت التســديد‬ ‫مســامهة كل منهــم يف رأس املــال‪.‬‬
‫علــى هــذا النحــو؛ آلــت ملكيــة املشــروع بكاملــه‬
‫للمتعامــل‪.‬‬
‫‪ -‬بيــع حصــة البنــك للشــريك بعقــد مســتقل‬ ‫‪ -‬مشاركة ثابتة مستمرة (طويلة األجل)‪.‬‬
‫(بعــد انتهــاء أجــل املشــاركة األصليــة)‪.‬‬ ‫‪ -‬مشاركة ثابتة منتهية (قصرية األجل)‪.‬‬
‫‪ -‬شــراء العميــل املشــارك جــزء مــن متويــل‬
‫البنــك (تســديد أصــل مبلــغ التمويــل)‪.‬‬ ‫أنواع املشاركة‪:‬‬
‫‪ -‬شــراء العميــل املشــارك األســهم اململوكــة‬
‫للبنــك (جممــوع األســهم = قيمــة املشــروع)‪.‬‬
‫‪ -‬تُح ـدَّد نســبة املشــاركة حســب الرصيــد يف‬ ‫‪ -‬تُحدَّد نسبة املشاركة قبل بدء العمل‪.‬‬ ‫حتديد نسبــة‬
‫كل دورة يــوزَّع فيهــا عائــد‪.‬‬ ‫املشـاركة‪:‬‬
‫‪ -‬يســرتد البنــك متويلــه خــالل العمليــة؛‬ ‫‪ -‬يســرتد البنــك إمجــايل متويلــه يف هنايــة‬
‫حبيــث ينعــدم الرصيــد يف هنايــة الفــرتة‪.‬‬ ‫اسرتداد التمويل‪ :‬الفــرتة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقصــد البنــك االســتمرار يف املشــاركة‪،‬‬ ‫‪ -‬يقصــد البنــك االســتمرار يف املشــاركة‬
‫ويعطــي احلــق للشــريك يف اإلحــالل حملــه يف‬ ‫حتــى هنايتهــا وتصفيتهــا‪.‬‬ ‫الدوام‬
‫ملكيــة املشــروع‪.‬‬ ‫واالستمرار‪:‬‬

‫‪ .3‬حماسبة التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬


‫يــرى أحــد الباحثــني أن االتفــاق املنظــم للتمويــل باملشــاركة املتناقصــة يكــون‬
‫علــى أســاس أن يأخــذ البنــك نصيبــه مــن صــايف الدخــل حســب االتفــاق‬
‫(حصــة الربــح املســتحقة شــهرياً أو ســنوياً)‪ ،‬وحيجــز اجلــزء املتبقــي (باقــي‬
‫الربــح) يف حســاب «تأمينــات خــاص» باملشــروع موضــوع املشــاركة‪ ،‬ليقــوم‬
‫بتمليكــه إىل العميــل بعــد أن تكاف ـ هــذه املبالــغ املتجمعــة مبلــغ التمويــل‬

‫‪531‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الــذي قدمــه البنــك(‪.)1‬‬


‫وفيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية اخلاصــة بعمليــة التأجــري املنتهــي‬
‫بالتمليــك‪ ،‬يــرى أحــد احملاســبني أن القيــود احملاســبية تكــون كاآلتــي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪:) 9‬‬
‫املعاجلة احملاسبية للتأجري املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬
‫شــرح العمليــة‬ ‫املعاجلـــة احملاسبيــة‬
‫«شراء معدات رأمسالية»‪.‬‬ ‫من حـ ‪ /‬معدات رأمسالية‬
‫إىل حـ ‪ /‬اخلزينة‬
‫«حتصيــل قيمــة اإلجيــار مــن العميــل‬ ‫من حـ ‪ /‬احلسابات اجلارية‬
‫عــن الســنة األوىل»‪.‬‬ ‫إىل حـ ‪ /‬إجيار القتناء معدات رأمسالية‬
‫« حتصيــل قيمــة اإلجيــار مــن العميــل‬ ‫من حـ ‪ /‬احلسابات اجلارية‬
‫عــن الســنة الثانيــة»‪ ،‬وهكــذا ‪...‬‬ ‫إىل حـ ‪ /‬إجيار القتناء معدات رأمسالية‬
‫«نقــل ملكيــة معــدات رأمساليــة إىل‬ ‫من حـ ‪ /‬إجيار القتناء معدات رأمسالية‬
‫املســتأجر»‪.‬‬ ‫إىل مذكورين‪:‬‬
‫حـ ‪ /‬معدات رأمسالية‪.‬‬
‫حـ ‪ /‬عمولة تأجري معدات رأمسالية‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حممد كمال عطية‪« ،‬نظم حماسبية يف اإلسالم»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.356-355 :‬‬

‫‪ .4‬أمهيــة التمويــل املتناقــص املنتهــي بالتمليــك علــى املســتوى‬


‫االقتصــادي الكلــي واجلزئــي‪:‬‬
‫‪ 1.4‬جماالت تطبيق التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫إن التمويــل باملشــاركة املتناقصــة يناســب قطــاع املبانــي وقطــاع النقــل‬
‫بصفــة خاصــة‪ ،‬ففــي قطــاع املبانــي ميكــن أن يُمـوِّل البنك جــزءاً من نفقات‬
‫املبانــي علــى أن يشــارك طالــب التمويــل يف عائــد املبانــي؛ حتــى يســرتد مــا‬
‫دفعــه علــى دفعــات تدرجييــة‪ ،‬إىل أن تــؤول ملكيــة املبنــى بالكامــل للعميــل‬
‫بعــد اســتيفاء كل الدفعــات واألربــاح املســتحقة للبنــك(‪.)2‬‬
‫ويُستخدم التأجري املنتهي بالتمليك يف جماالت أمهها‪ :‬العقارات وشراء‬
‫(‪ )1‬حممد صاحل حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.621 :‬‬
‫(‪ )2‬أمرية عبد اللطيف مشهور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.287 :‬‬

‫‪532‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اآلالت واملعــدات املختلفــة‪ ،‬فينتفــع املســتأجر باألصــل املؤجَّــر وهــو مطمئن‬


‫إىل أنــه ســيمتلكه يف هنايــة املــدة‪ ،‬وحيتفــظ البنــك مبلكيــة األصــل حتــى‬
‫حيصــل علــى مجيــع األقســاط االجياريــة املتفــق عليهــا(‪.)1‬‬
‫‪ 2.4‬مزايا وعيوب التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫إن التمويــل املتناقــص املنتهــي بتمليــك العمــالء خالفــا للتمويــل بالقــروض‪،‬‬
‫«يســاعد علــى اســتبعاد إمكانيــة قيــام هيــكل متويلــي ضخــم‪ ،‬قائــم علــى‬
‫قاعــدة مشــاركة ضعيفــة يف شــكل اهلــرم املقلــوب الــذي يدعمــه التمويــل‬
‫الربــوي»(‪ ،)2‬وهــو مــا يــؤدي إىل توســيع قاعــدة امللكيــة يف النشــاط‬
‫االقتصــادي‪ .‬ومــع ذلــك فــإن البنــك مهمــا وضــع مــن معــدالت لــألداء أو‬
‫الدخــل‪ ،‬فلــن يســتطيع أن يلــزم العميــل إال علــى أســاس الدخــل الفعلــي‬
‫الــذي حتقــق فع ـالً‪ ،‬وليــس علــى أســاس الدخــل املقــدر مــن البنــك وبنــى‬
‫حســاباته علــى أساســه(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬وهبــة الزحيلــي‪« ،‬البنــوك اإلســالمية‪ :‬عقــود ومعامــالت شــرعية»‪ ،‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬العــدد ‪ ،195‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬
‫(‪ )2‬حممد عمر شابرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 :‬‬
‫(‪ )3‬حممد صالح حممد الصاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.623 :‬‬

‫‪533‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬
‫ونبيِّن إجيابيات هذا النوع من التمويل يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)110‬مزايا التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬
‫* بالنسبة لبنــوك املشاركة (املموِّليــن)‬ ‫* بالنسبة للعمــالء املستفيدين (املالكيـــن)‬ ‫* بالنسبة لالقتصــاد الوطين (التنميــة)‬ ‫التمويل‬
‫‪ -1‬تو ِّفــر هــذه الصيغــة لبنــك املشــاركة إضافــة إىل الرحبيــة‬ ‫‪ -1‬تقــوم بنــوك املشــاركة بشــراء األصــول الثابتــة مثــل املعــدات الثقيلــة‬ ‫‪ -1‬يُنظــر إىل هــذه الصيغــة علــى أهنــا مــن أجنــح صيــغ‬
‫املنشــودة‪ ،‬مقــدرة علــى توفــري الســيولة النامجــة عــن التدفــق‬ ‫بنــاءً علــى طلــب العمــالء وتأجريهــا هلــم خــالل فــرتة حمــددة تنتهــي بتمليــك‬ ‫االســتثمار يف بنــوك املشــاركة مــن حيــث حمافظتهــا علــى املــوارد‬

‫* التأجــري املنتهي‬
‫النقــدي الداخــل بصــورة مســتمرة ومنتظمــة‪.‬‬ ‫العمــالء لتلــك األصــول‪ ،‬والبنــك هبــذا األســلوب يســاعد العمــالء علــى متلــك‬ ‫االقتصاديــة؛ ألهنــا تدعــو املســتأجر إىل احملافظــة علــى األصــول‬

‫بالتملـيـــك‬
‫‪ -2‬جتنــب البنــك للمخاطــر األخالقيــة املتعلقــة بإتــالف أو تغيــري‬ ‫األصــول مرتفعــة القيمــة والالزمــة ألنشــطتهم وفقــا لقدرهتــم؛ دون حتمُّــل‬ ‫باعتبــار أهنــا ســتؤول إليــه؛ وبالتــايل فإنــه يتعهدهــا بالصيانــة‬
‫معــامل األصــول املؤجَّــرة‪.‬‬ ‫أعبــاء إضافيــة خاصــة يف بدايــة النشــاط‪.‬‬ ‫واحلمايــة طــوال فــرتة االســتئجار؛ ممــا يوفــر علــى االقتصــاد‬
‫‪ -3‬جتنــب البحــث املتواصــل عــن مســتأجرين آخريــن هلــذه‬ ‫الوطــي عــبء اهتــالك هــذه األصــول والــيت تكــون يف معظمهــا‬
‫األصــول‪.‬‬ ‫مســتوردة بأعلــى التكاليــف‪.‬‬
‫‪ -1‬إن بنــوك املشــاركة كمصــدر متويــل ال يُفــرتض هلــا أن تســتمر‬ ‫‪ -1‬املشــاركة املتناقصــة هــي وســيلة هامــة مــن وســائل متويــل املشــروعات‪،‬‬ ‫‪ -1‬املشــاركات املتناقصــة هــي الــيت ينســحب فيهــا البنــك مــن‬
‫مــع شــريك واحــد ملــدة طويلــة‪ ،‬فهــي مطالبــة بإعطــاء الفرصــة‬ ‫حيــث مييــل إليهــا كثــري مــن طالــي التمويــل الذيــن ال يرغبــون يف اســتمرار‬ ‫املشــاركة بالتدريــج‪ ،‬تــاركا للشــريك مشــروعه بعــد ســداد رأس‬
‫ألكــرب عــدد مــن املقاولــني ورجــال األعمــال حتــى تعــم املنفعــة‪.‬‬ ‫مشــاركة البنــك هلــم؛ بــل يــودون أن تــؤول إليهــم يف النهايــة ملكيــة هــذه‬ ‫مــال البنــك بالتدريــج مــع األربــاح‪ .‬وهــذا أســلوب علــى غايــة مــن‬
‫ولذلــك فإهنــا تعتمــد علــى املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك؛ حيــث إن‬ ‫املشــروعات املشــرتكة‪ ،‬والــيت غالبـاً مــا تكــون منتجــة للدخــول كالســيارات أو‬ ‫األمهيــة يف ترويــج االســتثمار وانطــالق التنميــة والقضــاء علــى‬
‫البنــك عندمــا يُق ـدِّم املــال إىل شــريكه فإنــه يأمــل أن يســرتجع‬ ‫بعــض الوحــدات اإلنتاجيــة يف املصانــع واملؤسســات وغــري ذلــك‪.‬‬ ‫البطالــة‪ .‬وهــذا النــوع مــن التمويــل ميثــل ضــرورة تنمويــة بالنســبة‬
‫هــذا املــال باإلضافــة إىل حصــة مــن األربــاح الــيت ال تعــرف‬ ‫‪ -2‬قــد ترغــب مثــالً شــركة مــن الشــركات يف أن تضيــف إىل أعماهلــا‬ ‫للــدول الناميــة ففــي كل بلــد خــربات وحرفيــون علــى درجــة مــن‬

‫* املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك‬


‫مســبقا‪.‬‬ ‫وحــدة كاملــة لتصنيــع نــوع معيّــن مــن الســلع‪ ،‬فيمكــن للبنــك أن يتفــق مــع‬ ‫اخلــربة ال يعــوق انطالقهــم إال رأس املــال‪.‬‬
‫‪ -2‬أســلوب املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك يناســب بنــوك املشــاركة‪،‬‬ ‫هــذه الشــركة علــى املشــاركة يف متويــل هــذه الوحــدة‪ ،‬وتنظيــم اإليــرادات‬ ‫‪ -2‬إن التمويــل عــن طريــق املشــاركة املنتهيــة بالتمليــك ســيتيح‬
‫ذلــك أن البنــوك ليــس مــن طبيعتهــا دميومــة االحتفــاظ بأصــول‬ ‫واملصاريــف اخلاصــة هبــذه الوحــدة بشــكل مســتقل‪ ،‬ثــم يتفــق علــى تقســيم‬ ‫يف اجملتمــع إقبــا ًال كبــرياً علــى االســتثمار؛ ممــا يــؤدي إىل تطويــر‬
‫أمواهلــا العاملــة؛ ألن أغلــب هــذه األمــوال هــي أمــوال املســتثمرين‬ ‫الربــح بينهمــا‪ ،‬مــع جتنيــب جــزء مــن الدخــل حيتفــظ بــه لتســديد مثــن هــذه‬ ‫اإلنتــاج وزيادتــه‪ .‬كمــا أن البنــك يســتفيد مــن زيــادة عوائــده‬
‫الــيت تَـرِد إىل البنــك يف شــكل ودائــع االســتثمار‪ ،‬والذين ينتظرون‬ ‫الوحــدة‪ ،‬فيــؤول األمــر إىل أن تنفــرد هــذه الشــركة مبلكيــة هــذه الوحــدة يف‬ ‫وتوســيع دائــرة نشــاطه وشــبكة تعاملــه نتيجــة وجــود طاقــات‬
‫عودهتــا مــع عائداهتــا مــن األربــاح يف أقــرب األوقــات املناســبة‪.‬‬ ‫النهايــة‪.‬‬ ‫هامــة تشــارك البنــك يف اســتثمار أموالــه‪ ،‬واملشــاركة تســتعمل‬
‫‪ -3‬التمويــل باملشــاركة املتناقصــة يف بنــك املشــاركة هــي صيغــة‬ ‫‪ -3‬تصلــح هــذه الصيغــة التمويليــة يف حالــة رغبــة الشــريك يف االســتئثار‬ ‫علــى امتصــاص البطالــة وتوفــري مناصــب عمــل جديــدة تقــوم‬
‫بديلــة عــن التمويــل بالقــروض متوســطة وطويلــة األجــل يف‬ ‫باملشــروع لنفســه بعــد فــرتة مــن الزمــن‪ ،‬مثــال ذلــك متويــل شــراء ســيارات‬ ‫بتنفيــذ املشــاريع االســتثمارية‪.‬‬
‫البنــوك التقليديــة‪ ،‬وعلــى ذلــك فهــي مت ِّثــل وســيلة لتمويــل‬ ‫األجــرة؛ حيــث يرغــب الســائق أن يســتقل مبلكيتهــا بعــد فــرتة زمنيــة‪ ،‬ومثــال‬ ‫‪ -3‬هــذا األســلوب املطــور للمشــاركة أمكــن بــه حــ ّل مشــكالت‬
‫االســتثمارات متوســطة وطويلــة األجــل يف مجيــع جمــاالت‬ ‫ذلــك التمويــل العقــاري للســكن‪.‬‬ ‫التمويــل طويــل األجــل والــذي تقــوم بــه البنــوك الصناعيــة‬
‫االســتثمار والتنميــة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ال متثــل املشــاركة املتناقصــة عبئ ـاً علــى الشــريك الرئيــس الــذي ســوف‬ ‫والعقاريــة‪ ،‬فيســتطيع بنَّــاء املصنــع أو مــن يريــد إقامــة املبانــي‬
‫‪ -4‬حيصــل البنــك علــى نصيبــه مــن األربــاح بعــد بــدء التشــغيل‬ ‫تــؤول إليــه امللكيــة يف هنايــة املشــاركة؛ ذلــك أن رأس املــال الــذي حيصــل‬ ‫االســتثمارية الضخمــة أن يدخــل شــريكاً مــع البنــك مبقــدار مــا‬
‫وحتقيــق عائــد‪ ،‬كمــا أن مشــاركة البنــك فعليــاً يف املشــروع‬ ‫عليــه الســتكمال مقــدار التمويــل الــالزم ملشــروعه لــن يكــون يف صــورة قــرض‬ ‫لديــه مــن رأمســال‪ ،‬علــى أن يسـدِّد حصــة ســنوية للبنــك يشــرتي‬
‫مت ِّثــل نوع ـاً مــن الضمــان علــى رأس املــال مــن اهلــالك أو عــدم‬ ‫بفائــدة‪ ،‬يكــون ملزمــاً بدفــع الفوائــد املســتحقة عليــه حتــى ولــو مل حيقــق‬ ‫هبــا جــزءا مــن أســهمه يف املشــاركة‪ ،‬وهبــذا األســلوب تســهم بنــوك‬
‫التســديد‪.‬‬ ‫عائــدا مــن املشــروع‪.‬‬ ‫املشــاركة يف التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫‪534‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ثالثاً‪ :‬واقع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬


‫‪ .1‬دراسة حتليلية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تشــري بعــض الدراســات امليدانيــة الــيت تناولــت التمويــل باملشــاركة املتناقصــة‪،‬‬
‫مــدى النجــاح الكبــري الــذي حي ِّققــه هذا األســلوب يف قطاع النقــل‪ ،‬كما أوضحت‬
‫أنــه ليــس قاصــراً علــى هــذا القطــاع؛ بــل يُمكــن تطبيقــه يف معظــم اجملــاالت‬
‫األخــرى‪ ،‬كالصناعــات‪ ،‬وجمــاالت البنــاء الســكي والتجــاري وحنوهــا(‪ .)1‬ومــن‬
‫املأمــول أن تتوســع بنــوك املشــاركة يف اســتخدامها لتمويــل العديــد مــن األفــراد‬
‫لبــدء بعــض األعمــال أو املشــاريع املهنيــة أو احلرفيــة الضروريــة يف اجملتمــع(‪.)2‬‬
‫وقامــت جمموعــة مــن اخلــرباء بدراســة تطبيقيــة لإلطــالع عــن أنشــطة التمويــل‬
‫واالســتثمار واألعمــال يف عينــة مــن بنــوك املشــاركة (ن = ‪ ،)17‬فتوصلــت إىل‬
‫النتائــج الــيت نوجزهــا يف اجلــدول التــايل‪:‬‬
‫جدول رقم ( )‪:‬‬
‫واقع توزيع أنشطة التمويل واالستثمار واألعمال يف بنوك املشاركة‬
‫النسبـة‬ ‫التكـرار‬ ‫نــــوع النشـــاط‬
‫‪% 76,5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫املسامهات يف مشروعات أو شركات مالية‪.‬‬
‫‪% 64,7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫املشاركات الثابتة‪.‬‬
‫‪% 58,8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املشاركات املنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫‪% 94,1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫املراحبات احمللية‪.‬‬
‫‪% 64,7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫املراحبات الدولية‪.‬‬
‫‪% 82,35‬‬ ‫‪14‬‬ ‫متويل رأس املال العامل‪.‬‬
‫‪%70,6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫التجارة الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫‪%52,9‬‬ ‫‪09‬‬ ‫املسامهة يف إنشاء بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪%35,3‬‬ ‫‪06‬‬ ‫شراء وبيع األوراق والصكوك املالية‪.‬‬
‫‪%58,8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫األعمال العقارية‪.‬‬
‫‪%58,8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫التأجري التمويلي‪.‬‬
‫‪%29,4‬‬ ‫‪05‬‬ ‫بيع السَّلَم‪.‬‬
‫‪%35,3‬‬ ‫‪06‬‬ ‫بيع االستصناع‪.‬‬
‫‪41,2%‬‬ ‫‪07‬‬ ‫أنشطة أخرى (املضاربة ‪ +‬املزارعة ‪ +‬البيع اآلجل ‪ +‬بيع املساومة ‪ +‬متويالت استثمارية مشرتكة‪.)...‬‬

‫املصدر‪ :‬جلنة من األساتذة اخلرباء االقتصاديني والشرعيني واملصرفيني‪« ،‬تقويم الدور‬


‫احملاسي للمصارف اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.138 :‬‬
‫(‪ )1‬إبراهيم بن صاحل العمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.218 :‬‬
‫(‪ )2‬غسان قلعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.213 -212 :‬‬

‫‪535‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يتبــني مــن اجلــدول الســابق مــدى أمهيــة املراحبــات احملليــة إذ متــارس‬


‫معظــم بنــوك املشــاركة حمــل العيّنــة هــذا النشــاط‪ ،‬وتكــرر التمويــل‬
‫باملشــاركة املنتهيــة بالتمليــك يف ‪ %58.8‬مــن البنــوك موضــوع الدراســة‪،‬‬
‫كمــا يتضــح عــدم أمهيــة بيــع السَّـلَم الــذي يقــع يف هنايــة تفضيــالت أوجــه‬
‫اســتثمارات هــذه البنــوك‪.‬‬
‫وتُدمــج ميزانيــة «املصــرف اإلســالمي الــدويل لالســتثمار والتنميــة»‬
‫حســاب املســامهات املتناقصــة مــع متويــل رأس املــال العامــل وصناديــق‬
‫االســتثمار‪ ،‬ويف ميزانيــة «البنــك اإلســالمي للتنميــة» يظهــر حســاب إجــارة‬
‫منتهيــة بالتمليــك(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬مشاكل عملية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫تُطــرح مشــكلة حتديــد املبلــغ الــذي جيــب علــى العميــل الشــريك تســديده‬
‫إىل البنــك‪ ،‬إن مثــل هــذه املشــكلة ال تُطــرح يف نظــام الفائــدة؛ حيــث «أن‬
‫املقــرض يســدد دينــه بأقســاط ســنوية متســاوية تتضمــن جــزءاً من القرض‬
‫باإلضافــة إىل الفائــدة املرتتبــة الــيت حتـدَّد مســبقاً‪ ،‬وملواجهــة هــذه املشــكلة‬
‫ميكــن االعتمــاد علــى طريقــة التنبــؤ باألربــاح الــيت تقوم هبا وحــدة األحباث‬
‫ودراســة املشــاريع»(‪ ،)2‬حســب هيــكل بنــك املشــاركة‪ ،‬ويف آخــر املــدة يقــوم‬
‫الطرفــان بالتعديــالت الالزمــة كمــا يلــي‪:‬‬

‫التنبــؤات ‪ Ü‬يقــوم العميــل الشــريك بتســديد اجلــزء املتبقــي إىل‬ ‫ إذا كان ـ األربــاح احملققــة‬
‫البنـك‪.‬‬
‫ إذا كانـ األربــاح املتوقعــة احملققــة ‪ Ü‬يقــوم البنــك ب رجــاع الفائــض الــذي أخــذه إىل العميــل‬
‫الشريك‪.‬‬

‫لنفــرض أن بنــك املشــاركة ق ـدَّم إىل مقــاول ‪ 1.000.000‬دينــار علــى أن‬


‫(‪ )1‬أنظر املالحـق‪ :‬ميزانية املصرف اإلسالمي الدويل لالستثمار والتنمية وميزانية البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬
‫(‪ )2‬حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88 :‬‬

‫‪536‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫تقســم األربــاح بينهمــا بنســبة ‪ %40‬للبنــك و‪ %60‬للمقــاول‪ ،‬و ُقــدرت األربــاح‬


‫بـــ ‪ 1.000.000 :‬دينــار يف مــدة ال تزيــد عــن ‪ 5‬ســنوات؛ معنــى ذلــك أن‬
‫املقــاول سيس ـدِّد خــالل هــذه املــدة قيمــة التمويــل (‪ 1.000.000‬دينــار)‬
‫باإلضافــة إىل ‪ %40‬مــن األربــاح أي (‪ 400.000‬دينــار) واجملمــوع هــو‬
‫(‪ 1.400.000‬دينــار) يُس ـدَّد خــالل ‪ 5‬ســنوات‪.‬‬
‫‪ -‬إذا اتفــق الطرفــان علــى أن يتــم التســديد بأقســاط ســنوية‬
‫متســاوية؛ فــإن املتعامــل ســيدفع إىل البنــك ‪ 280.000‬دينــار يف‬
‫هنايــة كل ســنة ماليــة‪.‬‬
‫‪ -‬يف هنايــة املــدة؛ أي بعــد ‪ 5‬ســنوات إذا كانــت األربــاح أقــل مــن‬
‫‪ 1.000.000‬دينــار؛ فــإن البنــك يقــوم بدفــع الزيــادة الــيت أخذهــا‪،‬‬
‫وإذا كانــت األربــاح أكــرب مــن ‪ 1.000.000‬دينــار؛ فــإن الشــريك هــو‬
‫الــذي يدفــع إىل البنــك اجلــزء املتبقــي(‪ )1‬ويصبــح املشــروع بعــد ذلــك‬
‫ملــكاً للعميــل؛ األمــر الــذي يســتدعي تكويــن البنــك لـــ‪« :‬خمصــص‬
‫تســوية األربــاح»‪.‬‬
‫وتوجــد طريقتــان لكــي يتــم شــراء حصــة البنــك يف املشــاركة املنتهيــة‬
‫بالتمليــك مهــا‪ :‬التســديد مــن جــزء مــن الربــح أو التســديد مــن كل الربــح‪.‬‬
‫‪ 1.2‬حالــة التســديد مــن جــزء مــن الربــح‪ :‬عنــد اقتســام الربــح‬
‫بــني الطرفــني يأخــذ البنــك حصتــه ويقتطــع مــن حصــة الشــريك‬
‫جــزءاً يُضيفــه إىل رحبــه‪ ،‬إىل أن يســرتد كل املبلــغ الــذي دفعــه إىل‬
‫شــريكه‪.‬‬
‫لنفــرض أن للشــريك قطعــة أرض يريــد بناءهــا‪ ،‬فطلــب من البنك املشــاركة‬

‫(‪ )1‬إن البنك عادة ما ميتنع عن أخذ جزئه املتبقي وذلك مساعدة للمقاولني وتشجيعاً لالستثمار‪.‬‬

‫‪537‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫يف البناء‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة األرض‪ 100.000 :‬دينار‪.‬‬
‫‪ -‬مــدة املشــاركة‪ 5 :‬ســنوات عنــد االنتهــاء مــن البنــاء‪ ،‬يقــوم الشــريك‬
‫خالهلــا بدفــع حصــة البنــك علــى أقســاط ســنوية متســاوية‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة البناية‪ 600.000 :‬دينار‪.‬‬
‫‪ -‬القيمــة اإلمجاليــة للبنايــة = قيمــة األرض ‪ +‬تكلفــة البنــاء =‬
‫‪ 700.000 = 600.000 + 100.000‬دينــار‪.‬‬
‫‪ -‬دفــع البنـــك‪ 400.000 :‬دينــار ‪ Ü‬مشــاركة البنــك يف التكلفــة‬
‫الكليــة = ‪ 400.000( %57‬دينــار)‪.‬‬
‫‪ -‬دفــع الشــريك‪ 200.000 :‬دينــار ‪ Ü‬مشــاركة الشــريك يف التكلفــة‬
‫الكليــة = ‪ 300.000( %43‬دينــار)‪.‬‬
‫‪ -‬يلتــزم الشــريك بدفــع ‪ 80.000‬دينــار ســنوياً للبنــك‪ ،‬للوفــاء بقيمــة‬
‫حصــة البنــك خــالل ‪ 5‬ســنوات‪.‬‬
‫‪ -‬يؤجر البنك البناية بـ‪ 200.000 :‬دينار سنوياً‪.‬‬
‫وهكــذا كلمــا دفــع الشــريك قيمــة القســط الســنوي (‪ 80.000‬دينــار)‬
‫تتناقــص حصــة البنــك ســنوياً يف البنايــة وكذلــك يف اإلجيــار حتــى تصبــح‬
‫صفــراً يف آخــر الســنة اخلامســة‪ ،‬بينمــا تتزايــد حصــة الشــريك يف امللكيــة‬
‫واإلجيــار حتــى يســدِّد مجيــع القيمــة فيــؤول إليــه املبنــى بكاملــه‪ .‬يبــني‬
‫اجلــدول التــايل هــذه العمليــة‪:‬‬

‫‪538‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫جــدول رقــم ( )‪ :‬توضيــح املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬


‫حالــة التســديد مــن جــزء مــن الربــح‬
‫ما حيصل عليه‬
‫الشريك‬ ‫ما حيصل عليه البنــك‬ ‫رصيــد املشاركة أثناء السنة‬
‫مقابل اإلجيار من قيمة املشاركة‬ ‫السنة‬
‫‪ ×200.000‬الشريك‬ ‫القسط الذي‬ ‫‪×200.000‬‬
‫اجملموع‬ ‫الشريــك‬ ‫البنــك‬
‫ ‪80.000‬‬ ‫يدفعه الشريك‬ ‫البنك‬
‫‪6.000‬‬ ‫‪194.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪114.000‬‬ ‫‪% 43‬‬ ‫‪300.000‬‬ ‫‪% 57‬‬ ‫‪400.000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪28.000‬‬ ‫‪172.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪92.000‬‬ ‫‪% 54‬‬ ‫‪380.000‬‬ ‫‪% 46‬‬ ‫‪320.000‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪50.000‬‬ ‫‪150.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪70.000‬‬ ‫‪% 65‬‬ ‫‪460.000‬‬ ‫‪% 35‬‬ ‫‪240.000‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪74.000‬‬ ‫‪126.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪46.000‬‬ ‫‪% 77‬‬ ‫‪540.000‬‬ ‫‪% 23‬‬ ‫‪160.000‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪96.000‬‬ ‫‪104.000‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪24.000‬‬ ‫‪% 88‬‬ ‫‪620.000‬‬ ‫‪% 12‬‬ ‫‪80.000‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪308.000‬‬ ‫‪746.000‬‬ ‫‪400.000‬‬ ‫‪346.000‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32 :‬‬

‫‪ 2.2‬حالــة التســديد مــن كل الربــح‪ :‬يُمكــن أن يتفــق البنــك مــع‬


‫الشــريك علــى أن حيصــل البنــك علــى الربــح الكلــي (اإلجيــار الكلي)‪،‬‬
‫ويرتتــب علــى ذلــك مــا يلــي‪:‬‬
‫أ ختفيض فرتة اسرتجاع البنك حلصته يف املشاركة‪.‬‬
‫ب ترتفــع قيمــة القســط املســرتد مــن احلصــة وبالتــايل تنقــص‬
‫حصــة البنــك يف املشــاركة مبعــدل أكــرب؛ وبذلــك يقــل رحبــه الســنوي‪.‬‬

‫‪539‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وإذا أخذنا احلالة السابقة نفسه تكون النتيجة كما يلي‪:‬‬

‫)‪ :‬توضيــح املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك يف‬ ‫جــدول رقــم (‬


‫حالــة التســديد مــن كل الربــح‬
‫ما حيصل عليه‬
‫الشريك‬ ‫ما حيصـل عليه البنــك‬ ‫رصيــد املشاركة أثناء السنة‬
‫من قيمة املشاركة‬ ‫مقابل اإلجيار‬ ‫السنة‬
‫‪×200.000‬‬ ‫القسط الذي‬ ‫‪×200.000‬‬
‫اجملموع‬ ‫الشريــك‬ ‫البنــك‬
‫الشريك ‪80.000‬‬ ‫يدفعه الشريك‬ ‫البنك‬
‫‪-‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫‪86.000‬‬ ‫‪114.000‬‬ ‫‪% 43‬‬ ‫‪300.000‬‬ ‫‪% 57 400.000‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫‪110.000‬‬ ‫‪90.000‬‬ ‫‪% 55‬‬ ‫‪386.000‬‬ ‫‪% 45 314.000‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫‪140.000‬‬ ‫‪60.000‬‬ ‫‪% 70‬‬ ‫‪496.000‬‬ ‫‪% 30 204.000‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪118.000‬‬ ‫‪82.000‬‬ ‫‪64.000‬‬ ‫‪18.000‬‬ ‫‪% 91‬‬ ‫‪636.000‬‬ ‫‪% 9 64.000‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪118.000‬‬ ‫‪682.000‬‬ ‫‪400.000‬‬ ‫‪282.000‬‬ ‫اجملموع‬
‫املصدر‪ :‬راجع‪ :‬حسن بن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬

‫‪540‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﺧﻼﺻـــﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫تُمثــل حســابات التمويــل املوجــودة يف أصــول امليزانيــة اجلــزء األكثــر‬


‫أمهيــة يف اســتخدامات أمــوال بنــوك املشــاركة؛ وذلــك راجــع إىل أن‬
‫نشــاطها الرئيــس هــو التمويــل مبختلــف أشــكاله وجماالتــه وآجالــه‪،‬‬
‫وتنقســم هــذه احلســابات تبعــا لطبيعتهــا مــن حيــث األجــل كالتــايل‪:‬‬
‫‪ -‬متويــالت قصــرية األجــل‪ :‬وتضــم التمويــل باملراحبــة‬
‫والتمويــل بالسَّــلَم والتمويــل بالقــرض احلســن؛‬
‫‪ -‬متويــالت متوســطة األجــل‪ :‬وتضــم التمويــل التأجــريي‬
‫والتمويــل بالبيــع بالتقســيط والتمويــل باالســتصناع؛‬
‫‪ -‬متويــالت طويلــة األجــل‪ :‬وتضــم التمويــل باملضاربــة والتمويــل‬
‫باملشــاركة والتمويــل املنتهــي بالتمليــك‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن تعـدُّد صيــغ التمويــل واالســتثمار يف بنــوك املشــاركة؛ إ ّال‬
‫أن لــكل منهــا أمهيتهــا اخلاصــة بالنســبة للبنــوك واملتعاملــني معهــا‬
‫واالقتصــاد الوطــي‪ ،‬فمــع هــذه اخليــارات يف األســاليب التمويليــة‬
‫املختلفــة والبدائــل املتعــددة هلــا يُمكــن لــكل بنــك مشــاركة وكل طالــب‬
‫متويــل أن خيتــار الصيغــة الــيت تتناســب مــع احتياجاتــه وظروفــه‬
‫االقتصاديــة واملاليــة‪ .‬يُضــاف إىل ذلــك‪ ،‬أنــه توجــد إمكانيــة الســتنباط‬
‫عــدد مــن التقنيــات التمويليــة األخــرى؛ ألن بعــض املعامــالت تتضمــن‬
‫عــدة عقــود مر ّكبــة‪.‬‬

‫‪541‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫وأظهــرت مجيــع العمليــات التمويليــة أنــه ال كســب دون خماطــرة؛ حيــث‬


‫إن بنــوك املشــاركة ال تســتطيع جتنُّــب قــدر مــن املخاطــرة إذا أرادت أن‬
‫حتصــل علــى الربــح؛ األمــر الــذي يســتدعي اختــاذ اإلجــراءات الكفيلــة‬
‫بتقليــل حجــم املخاطــر املتعلقــة باألســاليب االســتثمارية الــيت تقــوم هبا‪.‬‬
‫وفيمــا يتعلــق باملعاجلــة احملاســبية للصيــغ التمويليــة تبيَّــن أهنــا حتتــاج‬
‫إىل حســابات خاصــة تُســاعد علــى متييــز كل مرحلــة مــن مراحــل‬
‫العمليــة التمويليــة‪ .‬وإذا كانــت توجــد بعــض املعامــالت املشــاهبة لصيــغ‬
‫التمويــل يف بنــوك املشــاركة؛ فــإن هــذه الصيــغ هلــا طبيعتهــا املميــزة‬
‫مقارنــة مــع التمويــل بالقــروض الــذي تُمارســه البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫لقــد كشــف الواقــع العملــي الســتخدام األمــوال يف بنــوك املشــاركة عــن‬
‫املؤشــرات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬توسّــعت بنــوك املشــاركة يف أســلوب املراحبــة قصــري األجــل‬
‫أكثــر مــن أيّ أســلوب آخــر للتمويــل؛‬
‫‪ -‬ح ّقــق التمويــل بالسَّـلَم جناحـاً يف جتربــة التمويــل الزراعــي يف‬
‫االقتصــاد الســوداني؛‬
‫‪ -‬اســتخدامات القــروض احلســنة يغلــب عليهــا اجلانــب‬
‫االجتماعــي يف جماالتــه املختلفــة؛‬
‫‪ -‬يُتيــح التمويــل التأجــريي فرصــاً أكثــر للتعــاون بــني بنــوك‬
‫املشــاركة والبنــوك التقليديــة؛‬
‫‪ -‬ال خيتلــف التمويــل بالبيــع بالتقســيط يف بعــض البنــوك عــن‬
‫التمويــل باملراحبــة يف بنــوك أخــرى؛‬

‫‪542‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ -‬أســهم التمويــل باالســتصناع العقــاري يف ح ـ ّل مشــكلة السَّــكن‬


‫يف اإلمــارات العربيــة املتحــدة؛‬
‫‪ -‬يتم إدماج حســاب املشــاركة واملضاربة (احملدودة) مع املراحبة‬
‫يف ميزانيات البنوك؛‬
‫‪ -‬ح ّقــق أســلوب املشــاركة املتناقصــة املنتهيــة بالتمليــك جناح ـاً‬
‫يف قطــاع النقــل‪.‬‬

‫‪543‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﺧـﺎﺗـﻤـــﺔ‬

‫لقــد أصبــح العمــل املصــريف القائــم علــى املشــاركة يف الربــح واخلســارة‬


‫حقيقــة قائمــة وجتربــة ناجحــة‪ ،‬تقــوم بدورهــا يف جتميــع األمــوال‬
‫وتوجيههــا حنــو قنــوات االســتثمار املختلفــة؛ عــن طريــق اســتخدام وســائل‬
‫جديــدة ال تعتمــد علــى اإلقــراض أو االقــرتاض بفائــدة‪ ،‬فنتــج عــن ذلــك‬
‫انســجام بــني األوعيــة االدخاريــة والصيــغ التمويليــة يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬
‫إن بنــوك املشــاركة اســتطاعت أن تُبْــ ِرز للعــامل فكــراً مصرفيــاً جديــداً‪،‬‬
‫وتُظهــر تكلفــة نظــام الفائــدة علــى االقتصــاد واجملتمــع‪ ،‬وتُنافــس البنــوك‬
‫التقليديــة عــن طريــق صيغهــا احلديثــة للتمويــل‪ ،‬مــع كوهنــا نشــطت يف‬
‫بيئــة غــري مالئمــة مــن حيــث القوانــني والقواعــد واألنظمــة!‬
‫وبالرغــم مــن النجاحــات الــيت حت ّققــت حتــى اآلن‪ ،‬خاصــة إذا نظرنــا‬
‫إىل هــذه التجربــة مــن الناحيــة الزمنيــة؛ إال أنــه اتضــح بــأن دور بنــوك‬
‫املشــاركة يف تعبئــة مصــادر التمويــل مــن حيــث الك ـمّ كان مقبــو ًال‪ ،‬بينمــا‬
‫دورهــا يف هتيئـــة وتعبئـــة املــوارد املاليــة طويلــة األجــل واملالئمــة لتمويــل‬
‫التنميــة االقتصاديــة يف اجملتمعــات العاملــة هبــا كان حمــدوداً؛ األمــر‬
‫الــذي أدى إىل تركيزهــا علــى االســتخدامات قصــرية األجــل بغلبــة أســلوب‬
‫املراحبــة علــى عمــل هــذه البنــوك‪ ،‬وعــدم اســتفادهتا مــن مرونــة صيغهــا‬
‫التمويليــة املتعــددة ملقابلــة كافــة أشــكال االســتثمار مــن حيــث اجملــاالت‬
‫واآلجــال‪.‬‬
‫كمــا يبــدو أنــه مــن غــري املُنصــف أن نُحمِّــل بنــوك املشــاركة لوحدهــا‬

‫‪544‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫مســؤولية اإلســهام يف التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة؛ ألن حمدوديــة‬


‫نشــاطها املصــريف يف جـــانب االســتثمار التنمــوي الــذي يشـ ِّكل هدفـاً هلــا‪،‬‬
‫ال يُعبِّــر عــن إغفاهلــا ملثــل هــذا اهلــدف وعــن الــدور االجتماعــي الــذي‬
‫ال بــدّ مــن أن تقــوم بــه‪ ،‬بقــدر مــا يُم ِّثــل انعكاســاً جلملــة مــن الظــروف‬
‫واألوضــاع االقتصاديــة واإلداريــة والسياســية القائمــة يف اجملتمعــات‬
‫العربيــة واإلســالمية‪ ،‬قــد يُصنَّــف بعضهــا يف جانــب إعاقــة النشــاط‬
‫املصــريف لبنــوك املشــاركة أو عــدم الرضــا عنــه أو عــدم تشــجيعه‪...‬‬

‫نـتـائـج الكتاب‬
‫خنلــص مــن دراســتنا ملوضــوع «مصــادر واســتخدامات األمــوال يف بنــوك‬
‫املشــاركة علــى ضــوء جتربتهــا املصرفيــة واحملاســبية»‪ ،‬إىل عــدد مــن‬
‫النتائــج يتــم تناوهلــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ .1‬بنــوك املشــاركة هــي مؤسســات ماليــة ومصرفيــة واقتصاديــة‬
‫واجتماعيــة واســتثمارية وتنمويــة شــاملة‪ ،‬تقــوم بأســلوب الوســاطة‬
‫املاليــة احملـرَّرة مــن ســعر الفائــدة الدائنــة واملدينــة‪ ،‬وتعتمــد علــى مبــدأ‬
‫املشــاركة النســبية يف األربــاح واخلســائر‪ ،‬واملشــاركة الفعليــة يف اإلنتــاج‬
‫واالســتثمار؛ مــن خــالل عمليــات متويليــة خاصــة هبــا تأخــذ صيــغ‬
‫املضاربــة واملشــاركة واملتاجــرة‪.‬‬
‫‪ .2‬تتفــق بنــوك املشــاركة مــع البنــوك التقليديــة مــن حيــث خضوعهــا‬
‫لرقابــة البنــك املركــزي وتقديــم اخلدمــات املصرفيــة املشــرتكة‪ ،‬بينمــا‬
‫ختتلــف عنهــا مــن حيــث عــدم التعامــل بالفائــدة ومــا ينجــم عنــه‬

‫‪545‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫مــن اختالفــات جوهريــة بينهمــا يف حســابات امليزانيــة (غيــاب بنــود‬


‫وظهــور بنــود أخــرى)؛ واملمارســات املصرفيــة (معاملــة الودائــع وأشــكال‬
‫التوظيــف واخلدمــات االجتماعيــة)؛ ومجعهــا بــني وظائــف البنــوك‬
‫التجاريــة واالســتثمارية واملتخصصــة (بنــوك شــاملة)؛ وعالقتهــا‬
‫مــع عمالئهــا املودعــني (عالقــة مضاربــة) وطالــي التمويــل (ختتلــف‬
‫حبســب تنــوع الصيــغ التمويليــة)‪.‬‬
‫‪ .3‬جتــد املبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا يف إعــداد امليزانيــة قبــوالً‬
‫يف اجلهــاز املصــريف القائــم علــى نظــام املشــاركة؛ حبيــث أصبحــت‬
‫تُمثــل التزامــاً علــى مُعــدِّي القوائــم املاليــة يف بنــوك املشــاركة جيــب‬
‫مراعاهتــا‪ ،‬وتتمثــل يف‪ :‬مبــدأ اإلفصــاح ومبــدأ األمهيــة النســبية‪ ،‬ومبــدأ‬
‫احليطــة واحلــذر ومبــدأ الثبــات أو التجانــس‪.‬‬
‫‪ .4‬تظهــر فروقــات جوهريــة يف عناصــر امليزانيــة املصرفيــة بــني بنــوك‬
‫املشــاركة والبنــوك التقليديــة‪ ،‬تنعكــس بوضــوح يف جانــب األصــول‬
‫عنــد حســابات التوظيــف (املراحبــات واملشــاركات واملضاربــات‬
‫والقــروض احلســنة) الــيت حتــ ّل حمــ ّل عمليــات اإلقــراض (القــروض‬
‫بفوائــد واألوراق التجاريــة املخصومــة والســندات)‪ ،‬وحســاب املخــزون‬
‫الســلعي الــذي خيتفــي يف البنــوك التقليديــة‪ ،‬وتنعكــس يف جانــب‬
‫اخلصــوم عنــد حســابات الودائــع (معاملتهــا وأمهيتهــا النســبية)‪،‬‬
‫وطبيعــة املخصصــات ومصــادر تكوينهــا (خماطــر عمليــات االســتثمار‬
‫مقابــل خمصــص الديــون املشــكوك فيهــا)‪ ،‬واحلســابات االجتماعيــة‬
‫(صناديــق الــزكاة والقــروض احلســنة ووقــف املضاربــة) الــيت ختتفــي يف‬

‫‪546‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫البنــوك التقليديــة؛ رغــم التشــابه بينهمــا يف املكونــات النمطيــة للنقديــة‬


‫(الصنــدوق والبنــوك املركزيــة واحملليــة واملراســلني)‪ ،‬وحقــوق امللكيــة‬
‫(رأس املــال واالحتياطيــات واألربــاح احملتجــزة)؛ وبعــض احلســابات‬
‫النظاميــة (التزامــات االعتمــادات املســتندية والضمانــات)‪.‬‬
‫‪ .5‬تشــري امليزانيــة إىل قيــام بنــوك املشــاركة بوظيفتهــا كمؤسســات‬
‫للوســاطة بــني املودعــني (مــن جانــب اخلصــوم) ورجــال األعمــال (مــن‬
‫جانــب األصــول) وفــق مبــدأ «ال ُغنْــم بال ُغـرْم»؛ إال أن بعــض اآلراء انتقــدت‬
‫قيــام هــذه البنــوك بــدور املُمـوِّل والشــريك والتاجــر واملُقــرض وغري ذلك‬
‫مــن األعمــال الــيت ال تُقرُّهــا األعــراف املصرفيــة التقليديــة؛ حيــث مل‬
‫تعُــد نشــاطاهتا حمصــورة يف جمــال الوســاطة املاليــة‪ ،‬لكــن خصوصيــة‬
‫بنــوك املشــاركة تفــرض عليهــا أســلوباً خاصــاً للتمويــل واالســتثمار‬
‫وجتعلهــا وســيطاً وتاجــراً ومســتثمراً لالعتبــارات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬حصــر نشــاط بنــوك املشــاركة يف حــدود الوســاطة مــع إلغــاء نظــام‬
‫الفائــدة‪ ،‬تُعتــرب غــري كافيــة لضمــان اســتمرارها وغــري جمديــة لتحقيــق‬
‫أهدافهــا االجتماعيــة والتنموية؛‬
‫‪ -‬إن مدلــول األعمــال املصرفيــة ال يــزال إىل اآلن ليــس لــه مفهــوم‬
‫موحَّــد مســتقر ومتفــق عليــه بــني أغلــب التشــريعات يف العــامل؛‬
‫‪ -‬يُمكــن لعمليــة الوســاطة التمويليــة أن تتخــذ صفــة الوســاطة‬
‫التجاريــة الــيت تقتضــي مت ُّلــك الســلع موضــوع التمويــل وختزينهــا‬
‫وبيعهــا وحتمُّــل خماطرهتــا‪.‬‬
‫‪ .6‬حتتــل إدارة األصــول واخلصــوم يف بنــوك املشــاركة درجــة أكــرب مــن‬

‫‪547‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫أمهيتهــا يف البنــوك التقليديــة لتحقيــق التــوازن بــني الرحبيــة والســيولة‬


‫واملخاطــر‪ ،‬كمــا تُعتــرب إدارة متطلبــات الســيولة يف بنــوك املشــاركة أكثــر‬
‫تعقيــداً ممــا هــي عليــه يف البنــوك التقليديــة‪.‬‬
‫‪ .7‬تنقســم الودائع املصرفية يف بنوك املشــاركة إىل‪:‬‬
‫‪ -‬ودائــع عينيــة‪ :‬ال تُســهم يف النشــاط االســتثماري للبنــك (ودائــع‬
‫مســتندية وودائــع اخلزائــن احلديديــة)‪ ،‬يتقاضــى البنــك مقابلهــا‬
‫عمولــة‪ ،‬وتُمثــل مصــادر إيــرادات البنــك (اخلدمــات املصرفيــة)؛‬
‫‪ -‬ودائــع نقديــة‪ :‬تُســهم يف النشــاط االســتثماري للبنــك بدرجــات‬
‫متفاوتــة‪ ،‬وتتنــوع حســاباهتا لتناســب كل فئــة مــن عمالئهــا املودعــني‪،‬‬
‫فهي تُلبِّي رغبة املســتثمر (حســابات اســتثمارية) واملو ِّفـــر (حســابات‬
‫ادخاريــة) واحملتفــظ بأموالــه (حســابات جاريــة)‪ ،‬وتُمثــل مصــادر‬
‫أمــوال البنــك (اخلصــوم)‪.‬‬
‫‪ .8‬تتمثــل صناديــق التكافــل االجتماعــي الــيت يُمكــن أن تتواجــد يف‬
‫بنــوك املشــاركة يف‪ :‬صنــدوق الــزكاة (مَهمتــه متويــل األصنــاف الثمانيــة‬
‫احملـدّدة)؛ صنــدوق القــروض احلســنة (مَهمتــه تقديــم قــروض جمانيــة‬
‫ألصحــاب احلاجــات الضروريــة)؛ صنــدوق وقــف املضاربــة (مَهمتــه‬
‫متويــل احلرفيــني والصناعــات املنزليــة)‪.‬‬
‫‪ .9‬تتكــون مصــادر التمويــل الذاتــي لبنــوك املشــاركة مــن حســابات‪:‬‬
‫خمصصــات اهتــالك األصــول الثابتــة (خيتــص هبــا املســامهون وحدهــم‬
‫دون املودعــني)؛ خمصصــات املؤونــات ملقابلــة اخلســائر الناجتــة عــن‬
‫االســتثمار وتوظيــف األمــوال (الــيت تُعتــرب مملوكــة لــكل مــن املســامهني‬

‫‪548‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫واملودعــني مع ـاً)؛ االحتياطيــات واألربــاح احملتجــزة (غــري املو ّزعــة)‪.‬‬


‫‪ .10‬بيّنــت التجربــة العمليــة لتعبئــة األمــوال يف بنــوك املشــاركة أن‬
‫مــربرات احلاجــة إىل مصــادر أمــوال إضافيــة تعــود إىل التعــارض بــني‬
‫رغبــات وطلبــات املودعــني (ســحب ودائعهــم يف آجــال قصــرية وعــدم‬
‫توافــر االســتعداد الــكايف للمخاطــرة) وطبيعــة وخصائــص هــذه البنــوك‬
‫(احلاجــة إىل مــوارد ماليــة طويلــة األجــل وذات طبيعــة خماطــرة)‪.‬‬
‫‪ .11‬كشــف الواقــع العملــي عــن اخنفــاض رؤوس أمــوال بنــوك املشــاركة‬
‫عــن املعــدل املطلــوب املالئــم لطبيعتهــا االســتثمارية والتنمويــة مــن‬
‫خــالل مؤشــر (حقــوق امللكية‪/‬إمجــايل األصــول)‪ ،‬وعــدم وجــود عالقــة‬
‫هلــا بالنســبة الــيت ذكرهتــا جلنــة بــال لألنظمــة املصرفيــة واملمارســات‬
‫الرقابيــة‪.‬‬
‫‪ .12‬أظهــر العمــل امليدانــي أن التمويــل باملراحبــة احتــل املرتبــة األوىل يف‬
‫سُــ َّلم تفضيــالت غالبيــة بنــوك املشــاركة ألوجــه اســتخداماهتا؛ رغــم‬
‫أهنــا مل تكــن مــن أهدافهــا الرئيســة كمــا هــو احلــال بالنســبة للمضاربــة‬
‫واملشــاركة‪.‬‬
‫‪ .13‬أوضحــت املمارســة العمليــة أن بنــوك املشــاركة هتتــم بالتمويــل‬
‫بالقــرض احلســن الــذي يغلــب علــى اســتخداماته اجلانــب االجتماعــي‪.‬‬
‫‪ .14‬أ َّكــدت التطبيقــات االقتصاديــة حمدوديــة التمويــل باملشــاركة‬
‫يف اســتخدامات بنــوك املشــاركة مقارنــة بالتمويــل باملراحبــة قصــري‬
‫األجــل؛ األمــر الــذي ال يتفــق مــع األهــداف االســتثمارية طويلــة األجــل‬
‫هلــذه البنــوك وال تســميتها باعتبارهــا أساســا بنــوك مشــاركة وتنميــة‪.‬‬

‫‪549‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .15‬بدراســة مكوِّنــات مصــادر واســتخدامات أمــوال بنــوك املشــاركة مت‬


‫اســتخراج املؤشــرات العامــة التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيــق معــدالت منــو متزايــدة نتيجــة لتزايــد الثقــة يف بنــوك‬
‫املشــاركة؛‬
‫‪ -‬األمهيــة النســبية احملــدودة للحســابات اجلاريــة كمصــدر مــن‬
‫مصــادر األمــوال؛‬
‫‪ -‬األمهية النســبية املرتفعة حلســابات االدخار واالســتثمار؛‬
‫‪ -‬حمدوديــة حقــوق املســامهني باعتبارهــا مصــدراً مــن مصــادر‬
‫التوظيــف طويــل األجــل؛‬
‫‪ -‬غلبــة الطابــع قصــري األجــل يف جانــب املصــادر وجانــب‬
‫ا ال ســتخد ا ما ت ‪.‬‬

‫اقرتاحات الكتاب‬
‫يف ضوء النتائج اليت مت التوصُّل إليها من خالل هذه الدراسة املتواضعة؛‬
‫فإننــا نُق ـدِّم االقرتاحــات والتوصيــات الــيت مــن شــأهنا تصحيــح األداء يف‬
‫النشــاط املصــريف واحملاســي لبنــوك املشــاركة؛ وتصحيــح االختــالل يف‬
‫هيــكل مصــادر واســتخدامات أمواهلــا‪ ،‬يُمكــن بيــان أمههــا فيمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ .1‬االهتمــام باجلوانــب األخالقيــة والســلوكية عنــد اختيــار احملاســبني‪،‬‬
‫مــع مراعــاة إعــداد برامــج تدريبيــة دوريــة متخصِّصــة تســمح بتنميــة‬
‫الوعــي بالعمــل املصــريف وبرفــع الكفــاءة الفنيــة؛ ملواكبــة التطــورات‬
‫احلديثــة يف أنظمــة احملاســبة واملراجعــة‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .2‬العمــل علــى تصميــم نظــام حماســي مالئــم لطبيعــة النشــاط‬


‫املصــريف لبنــوك املشــاركة‪ ،‬ووضــع نظــام حماســبة التكاليــف؛ حتــى‬
‫ميكــن قيــاس ربــح صحيــح بنســبة عاليــة مــن الدقــة والصحــة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطويــر التشــريعات املصرفيــة ومتييــز بنــوك املشــاركة بقوانــني‬
‫خاصــة‪ ،‬يتبــع فيهــا البنــك املركــزي سياســة رقابيــة ختتلــف عــن رقابتــه‬
‫للبنــوك التقليديــة؛ لالختــالف يف اســتخدامات وتوظيــف األمــوال‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يتوافر يف ميزانية بنوك املشــاركة اخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضــرورة مراعــاة املبــادئ احملاســبية املتعــارف عليهــا يف اجملتمــع‬
‫احملاســي؛‬
‫‪ -‬ضرورة توســيع قاعدة املشــاركة كنشــاط رئيس داخل امليزانية؛‬
‫‪ -‬ضــرورة ترتيــب املدخــالت (املصــادر) علــى أســاس املخرجــات‬
‫(االســتخدامات)‪.‬‬
‫‪ .5‬أن تظهر حســابات امليزانية يف بنوك املشــاركة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضــرورة إظهــار حســابات االســتثمارات والودائــع مســتقلة ومنفصلــة‬
‫عــن بعضهــا حتــى يتــم اإلفصــاح عنهــا يف تاريــخ امليزانيــة؛ بــدالً مــن‬
‫الشــكل املندمــج الــذي ال يُم ِّكــن الباحثــني مــن دراســة تطورهــا وإمكانيــة‬
‫رقابتهــا ومقارنتهــا ومعرفــة أمهيتهــا النســبية؛‬
‫‪ -‬ضــرورة إدراج أربــاح املودعــني حتــت بنــد «أربــاح خمصصــة للتوزيــع‬
‫علــى املودعــني»‪ ،‬وهــو حســاب جديــد يُغايــر مــا تعــارف عليه احملاســبون‬
‫يف تصويــر امليزانيــة التقليديــة‪ ،‬حتــى يتــم توضيــح حجــم مــا يُســتحق‬
‫للمودعــني مقارنــة باملســامهني‪ ،‬والتعبــري عــن كفــاءة إدارة البنــوك يف‬

‫‪551‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫توظيــف األمــوال املتاحــة لالســتثمار‪.‬‬


‫‪ .6‬أن تتــم دراســة منــاذج القوائــم املاليــة املالئمــة لبنــوك املشــاركة دون‬
‫االعتمــاد علــى مــا هــو معتــاد يف البنــوك التقليديــة؛ يف ظــل اختــالف‬
‫أنشــطتها وأمســاء حســاباهتا وطريقــة قيــاس أرباحهــا وتوزيعهــا‪ ،‬مــع‬
‫العمــل علــى وضــع منــاذج موحَّــدة للقوائــم املاليــة علــى مســتوى مجيــع‬
‫بنــوك املشــاركة؛ حتــى يتــم التمكــن مــن إجــراء املقارنــات والتحليــل‬
‫والتقويــم‪.‬‬
‫‪ .7‬انتهــاج فلســفة جديــدة يف إدارة األصــول واخلصوم لبنوك املشــاركة؛‬
‫مبــا يســمح بتنويــع مصــادر األموال وجمــاالت توظيفها‪.‬‬
‫‪ .8‬العمــل علــى تنميــة حســابات الودائــع املصرفيــة مــع مراعــاة الطبيعــة‬
‫االســتثمارية لبنــوك املشــاركة عنــد صياغــة أنظمــة الودائــع لديهــا‪،‬‬
‫ويُمكــن يف هــذا الصــدد‪:‬‬
‫‪ -‬البحــث عــن اكتســاب فئــات جديــدة مــن املودعــني خاصــة صغــار‬
‫الســن والشــباب؛‬
‫‪ -‬ابتــكار حوافــز جديــدة تســاعد علــى اســتقرار الودائــع مبــا يتيــح‬
‫توجيههــا لالســتثمارات طويلــة األجــل؛‬
‫‪ -‬تقديــم مزيــج متكامــل مــن األوعيــة االدخاريــة واالســتثمارية يُلبِّــي‬
‫احتياجــات العمــالء مــن خمتلــف الشــرائح؛‬
‫‪ -‬توســيع شــبكة نشــاط بنــوك املشــاركة بالعمــل علــى زيــادة االنتشــار‬
‫اجلغــرايف خلدماهتــا‪.‬‬
‫‪ .9‬بــذل اجلهــود العلميــة البحثيــة والعمليــة امليدانيــة مــن أجــل تطويــر‬

‫‪552‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫وابتــكار أدوات ماليـــة جديــدة تُشــكل النــواة لســوق ماليــة يُمكــن لبنــوك‬
‫املشــاركة التعامــل فيهــا‪ ،‬وتزيــد مــن قدرهتــا علــى جتميــع مــوارد إضافيــة‪.‬‬
‫‪ .10‬االهتمــام بإنشــاء الصناديــق وفتــح احلســابات املخصصــة ملختلــف‬
‫الغايــات االجتماعيــة؛ حيــث تُعتــرب جــزءاً مــن الكيــان االجتماعــي الــذي‬
‫ينبغــي أن تُقدِّمــه بنــوك املشــاركة للبيئــة احمليطــة‪.‬‬
‫‪ .11‬حتديــد سياســة واضحــة لبنــوك املشــاركة جتاه تكويــن االحتياطيات‬
‫واملخصصــات وكيفيــة تغطيــة اخلســائر منهــا وملكيتهــا وطريقــة‬
‫حماســبتها عنــد التصفيــة‪ ،‬مــع العمــل علــى زيــادة الــوزن النســي حلقوق‬
‫امللكيـــة فيهــا وحتديــد رأس املــال املســتحق للربــح مــع املودعــني‪.‬‬
‫‪ .12‬العمــل علــى تنميــة مجيــع صيــغ االســتثمار يف التطبيــق العملــي‪،‬‬
‫واكتشــاف عــدد مــن الصيــغ التمويليــة األخــرى وفقـاً للتمويــل باملشــاركة‬
‫والبيــوع والتأجــري‪.‬‬
‫‪ .13‬علــى بنــوك املشــاركة منفــردة وجمتمعــة ترشــيد اســتخدام املراحبــة‬
‫مــن خــالل وضــع حــد أقصــى ال تتجاوزه يف تعامالهتــا احمللية والدولية‪،‬‬
‫وختطيــط هامــش ربــح املراحبــة علــى أســاس مراعــاة كافــة العوامــل‬
‫احمليطــة‪.‬‬
‫‪ .14‬علــى بنــوك املشــاركة القيــام بتنشــيط القــرض احلســن كنــوع مــن‬
‫أنــواع النشــاط االجتماعــي الــذي تنفــرد بــه عــن غريهــا مــن البنــوك وفق‬
‫سياســات واضحــة؛ دون إغفاهلــا متويــل رأس املــال العامــل للمؤسســات‬
‫االقتصاديــة وفــق الصيغــة التمويليــة املناســبة‪.‬‬
‫‪ .15‬علــى بنــوك املشــاركة التوسُّــع التدرجيــي يف التمويــل باملشــاركة‬

‫‪553‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫بقــدر مــا تســمح بــه مصادرهــا املاليــة‪ ،‬باعتبارهــا مــن أفضــل الصيــغ‬
‫التمويليــة املطروحــة‪ ،‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪ -‬ضــرورة الســعي ألن تكــون املشــاركة هــي األســلوب التمويلــي الســائد‬
‫يف بنــوك املشــاركة؛ مــع اســتخدام األســاليب البيعيــة واحللــول البديلــة‬
‫األخــرى كمكمِّــل لألســلوب الرئيــس؛‬
‫‪ -‬ضــرورة القيــام باســرتاتيجية مصرفيــة وإعالميــة لزيــادة الوعــي لــدى‬
‫رجــال األعمال؛ لتســويق أنشــطة املشــاركات‪.‬‬

‫آفـاق الكتاب‬
‫هــل يُمكــن للــدول العربيــة أن تتجــــاوز كل املشــكالت واحلساســيات‬
‫البينيــة‪ ،‬وتكشــــف عــن البدائــل املســتمدة مــن رصيدهــا احلضــاري‬
‫وربطهــا مبعاجلــة واقعهــا االقتصــادي؟ وتعــــي ضــرورة حتديــث قطاعاهتــا‬
‫املصرفيــة وتكييفهــا لالجتــاه حنــو مفهــوم البنــوك الشــاملة الــذي أصبــح‬
‫الســمة الرئيســة للعمــل املصــريف احلديــث؟ وتتفــــق علــى صيغــة بنــوك‬
‫املشــاركة كأداة اســرتاتيجية ملشــروع «الوحــدة العربيــة» الــذي بقــي نظريـاً‬
‫ومل ينــل حظــه مــن التطبيــق؛ ملقابلــة املشــاريع املطروحــة يف بيئــة العوملــة‪:‬‬
‫«كاألمْرَ َكــة واألوْرَبَــة واألسْــيَنَة»؟ وتــــدرك أمهيــة توسُّــط هــذه البنــوك‬
‫يف عمليــة اســتقطاب الرأمســال العربــي املوجــود بالــدول الغربيــة الــذي‬
‫يتجــاوز ‪ 800‬مليــار دوالر وتوظيفــه داخليــاً؟ وتستفيــــد مــن إمكانــات‬
‫هــذه املؤسســات التمويليــة يف توفــري املنــاخ املالئــم لتعبئــة األمــوال الــيت ال‬
‫تتحــرك ضمــن القنــوات املصرفيــة وتوجيههــا حنــو األنشــطة اجملتمعيــة‬

‫‪554‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اهلامــة؛ بعدمــا تأ ّكــد ضعــف كفــاءة النظــام املصــريف التقليــدي؟‬


‫فمــا أحــــوج الــدول العربيــة واإلســالمية إىل اإلحســاس باخلطــر؛‬
‫واســتخدام صيــغ املشــاركة يف االســتثمار كأســلوب مصــريف لــه القــدرة‬
‫علــى مواجهــة املنافســة اإلقليميــة والعامليــة املتناميــة‪ ،‬يف ظــل التطــورات‬
‫الســريعة والعميقــة الــيت تشــهدها الصناعــة املصرفيــة واملاليــة!؟‬
‫ويف ختــام هــذا البحــث املتواضــع‪ ،‬نؤ ِّكــد علــى أنــه قابــل للتوســيع وفــق‬
‫تطــور املمارســات املصرفيــة واحملاســبية احلاصلــة يف جتربــة بنــوك‬
‫املشــاركة الشــاملة‪ ،‬فاجملــال إذن يبقــى مفتوحــاً إلثــراء هــذا املوضــوع‬
‫وتــدارك النقــص املوجــود فيــه؛ كمــا أنــه يفتــح البــاب واســعاً للبحــث يف‬
‫القوائــم املاليــة األخــرى الــيت ينتجهــا النظــام احملاســي كقائمــة الدخــل؛‬
‫مــن أجــل دراســة وحتليــل مصــادر اإليــرادات واملصاريــف حلــل مشــكلة‬
‫قيــاس وتوزيــع الربــح يف بنــوك املشــاركة‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪556‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬
‫‪ .1‬املراجــع باللغــة العربيــة‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الكتـب‬
‫‪ .1‬إبراهيــم بــن صــاحل العمــر‪« ،‬النقــود االئتمانيــة‪ :‬دورهــا وآثارهــا يف‬
‫اقتصــاد إســالمي»‪ ،‬دار العاصمــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ .2‬أبــو األعلــى املــودودي‪« ،‬الربـــــــا»‪ ،‬ديــوان املطبوعــات اجلامعيــة‪،‬‬
‫اجلزائــر‪ ،‬ط‪.1990 ،2‬‬
‫‪ .3‬أبــو اجملــد حــرك‪« ،‬البنــوك اإلســالمية‪ :‬ماهلــا ومــا عليهــا»‪ ،‬دار‬
‫الصحــوة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ .4‬أبــو بكــر الصديــق عمــر متــويل وشــوقي إمساعيــل شــحاته‪،‬‬
‫«اقتصاديــات النقــود يف إطــار الفكــر اإلســالمي»‪ ،‬دار التوفيــق‬
‫النموذجيــة‪ ،‬األزهــر‪ ،‬ط‪.1983 ،1‬‬
‫‪ .5‬أمحــد أبــو الفتــوح الناقــة‪« ،‬نظريــة النقــود والبنــوك واألســواق املالية‪:‬‬
‫مدخــل حديــث للنظريــة النقديــة واألســواق املاليــة»‪ ،‬مؤسســة شــباب‬
‫اجلامعة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪ .6‬أمحــد بــن حســن أمحــد احلســي‪« ،‬الودائــع املصرفيــة‪ :‬أنواعهــا‪،‬‬
‫اســتخدامها‪ ،‬اســتثمارها (دراســة شــرعية اقتصاديــة)»‪ ،‬دار ابــن‬
‫حــزم‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫‪ .7‬أمحــد بــن حســن بــن أمحــد احلســي‪« ،‬بيــع التقســيط بــني االقتصــاد‬

‫‪557‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫الوضعــي واالقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪،‬‬


‫اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .8‬أمحــد بــن حســن بــن أمحــد احلســي‪« ،‬صناديــق االســتثمار‪ :‬دراســة‬
‫وحتليــل مــن منظــور االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬مؤسســة شــباب‬
‫اجلامعــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .9‬أمحــد علــي دغيــم‪« ،‬اقتصاديات البنوك‪ :‬مــع نظام نقدي واقتصادي‬
‫عاملي جديد»‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ .10‬أمحــد حممــد حممــد اجللــف‪« ،‬املنهــج احملاســي لعمليــات املراحبــة‬
‫يف املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملي للفكر اإلســالمي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .11‬أمحــد حمــي الديــن أمحــد‪« ،‬أســواق األوراق املاليــة وآثارهــا اإلمنائيــة‬
‫يف االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬سلســلة صــاحل كامــل للرســائل اجلامعيــة‬
‫يف االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬جمموعــة دلــة الربكــة‪ ،‬إدارة التطويــر‬
‫والبحــوث‪ ،‬قســم البحــوث والدراســات الشــرعية‪ ،‬الكتــاب الثانــي‪،‬‬
‫ط‪.1995 ،1‬‬
‫‪ .12‬أمحد نور «احملاســبة املالية‪ :‬دراســات يف القياس والتقييم والتحليل‬
‫احملاسي»‪ ،‬ج‪ ،2‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫‪ .13‬أمــرية عبــد اللطيــف مشــهور‪« ،‬االســتثمار يف االقتصــاد اإلســالمي»‪،‬‬
‫مكتبــة مدبــويل‪ ،‬القاهــرة‪.1990 ،‬‬
‫‪ .14‬جعفــر اجلــزار‪« ،‬البنــوك يف العــامل‪ :‬أنواعهــا وكيــف تتعامــل معهــا‬

‫‪558‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫(البنــوك اإلســالمية بنــوك املســتقبل)»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ط‪:1‬‬


‫‪ ،1984‬ط‪.1986 :2‬‬
‫‪ .15‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اقتصــاد املشــاركة‪ :‬نظــام اقتصــادي بديــل القتصــاد‬
‫الســوق (الطريــق الثالــث)»‪ ،‬مركــز اإلعــالم العربــي‪ ،‬مصــر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ .16‬مجال لعمارة‪« ،‬املصارف اإلسالمية»‪ ،‬دار النبأ‪ ،‬اجلزائر‪.1996 ،‬‬
‫‪ .17‬حســن بــن منصــور‪« ،‬البنــوك اإلســالمية بــني النظريــة والتطبيــق»‪،‬‬
‫باتنــة‪ ،‬ط‪.1992 ،1‬‬
‫‪ .18‬حســن عبــد اهلل األمــني‪« ،‬الودائــع املصرفيــة النقديــة واســتثمارها‬
‫يف اإلســالم»‪ ،‬دار الشــروق‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪.1983 ،1‬‬
‫‪ .19‬حســن يوســف داود‪« ،‬املصــارف اإلســالمية والتنميــة الصناعيــة»‪،‬‬
‫دار الفكــر العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .20‬محــدي عبــد العظيــم‪« ،‬دراســات اجلــدوى االقتصاديــة يف البنــك‬
‫اإلســالمي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .21‬خــريت ضيــف‪« ،‬حماســبة املنشــآت املاليــة‪ :‬يف حماســبة البنــوك»‪،‬‬
‫دار النهضــة العربيــة‪ ،‬بــريوت‪.1979 ،‬‬
‫‪ .22‬دونالدكيــو وجــريي وجيانــت‪« ،‬احملاســبة املتوســطة»‪ ،‬ج‪ ،1‬ترمجــة‪:‬‬
‫كمــال الديــن ســعيد‪ ،‬دار املريــخ للنشــر‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة العربيــة‬
‫الســعودية‪.1995 ،‬‬
‫‪ .23‬مســري حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التأجــري التمويلــي ومداخلــه‪ :‬املاليــة‪،‬‬

‫‪559‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫احملاســبية‪ ،‬االقتصاديــة‪ ،‬التشــريعية‪ ،‬التطبيقيــة»‪ ،‬مكتبــة ومطبعــة‬


‫اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ .24‬مســري حممــد عبــد العزيــز‪« ،‬التمويــل العــام‪ :‬املدخــل االدخــاري‬
‫والضريــي‪ ،‬املدخــل اإلســالمي‪ ،‬املدخــل الــدويل»‪ ،‬مكتبــة ومطبعــة‬
‫اإلشــعاع الفنيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪.1998 ،2‬‬
‫‪ .25‬مشســية بنــت حممــد إمساعيــل‪« ،‬الربــح يف الفقــه اإلســالمي‪:‬‬
‫ضوابطــه وحتديــده يف املؤسســات املاليــة املعاصــرة (دراســة‬
‫مقارنــة)»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ .26‬شــوقي إمساعيــل شــحاته‪« ،‬تنظيــم وحماســبة الــزكاة يف التطبيــق‬
‫املعاصــر»‪ ،‬الزهــراء لإلعــالم العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1988 ،2‬‬
‫‪ .27‬شــوقي إمساعيــل شــحاته‪« ،‬نظريــة احملاســبة املاليــة مــن منظــور‬
‫إســالمي»‪ ،‬الزهــراء لإلعــالم العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ .28‬صايف فلوح‪« ،‬حماســبة املنشــآت املالية»‪ ،‬مطبوعات جامعة دمشــق‪،‬‬
‫‪.1989/1988‬‬
‫‪ .29‬صاحلــي صــاحل‪« ،‬السياســة النقديــة واملاليــة يف إطار نظام املشــاركة‬
‫يف االقتصاد اإلسالمي»‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬املنصورة‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪ .30‬صبحــي تــادرس قريصــة وعبــد النعيــم حممــد مبــارك‪« ،‬اقتصاديــات‬
‫النقــود والبنــوك»‪ ،‬مركــز اإلســكندرية للكتــاب‪ ،‬اإلســكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪ .31‬ضيــاء جميــد املوســوي‪« ،‬اإلصــالح النقــدي»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬اجلزائــر‪،‬‬
‫ط‪.1993 ،1‬‬

‫‪560‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .32‬ضيــاء جميــد املوســوي‪« ،‬االقتصــاد النقــدي‪ :‬قواعــد وأنظمــة‬


‫ونظريــات وسياســات ومؤسســات نقديــة»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬اجلزائــر‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ .33‬ضيــاء جميــد‪« ،‬البنــوك اإلســالمية»‪ ،‬مؤسســة شــباب اجلامعــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .34‬طــارق عبــد العــال محــاد‪« ،‬التطــورات العامليــة وانعكاســاهتا علــى‬
‫أعمــال البنــوك»‪ ،‬سلســلة البنــوك التجاريــة‪ :‬قضايــا معاصــرة‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ .35‬عبــد احلميــد عبــد الفتــاح املغربــي‪« ،‬املســؤولية االجتماعيــة للبنــوك‬
‫اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .36‬عبــد الرمحــن يســري أمحــد‪« ،‬دراســات اقتصاديــة إســالمية‪ :‬النقــود‬
‫والفوائــد والبنــوك»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ .37‬عبــد الغفــار حنفــي وعبــد الســالم أبــو قحــف‪« ،‬تنظيــم وإدارة‬
‫البنـــوك‪ :‬السياســات املصرفيــة‪ ،‬حتليــل القوائــم املاليــة وقيــاس‬
‫الفعاليــة‪ ،‬اجلوانــب التنظيميــة واإلدارة «‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1988 ،‬‬
‫‪ .38‬عبــد النعيــم مبــارك وأمحــد الناقــة‪« ،‬النقــود والصريفــة والنظريــة‬
‫النقديــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪ ،‬اإلســكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ .39‬عدنــان خالــد الرتكمانــي‪« ،‬السياســة النقديــة واملصرفيــة يف‬
‫اإلســالم»‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪.1988 ،‬‬

‫‪561‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪ .40‬عــز الديــن حممــد خوجــة‪« ،‬الدليــل الشــرعي للمراحبــة»‪ ،‬سلســلة‬


‫األدلــة الشــرعية للعمــل املصــريف اإلســالمي‪ ،‬جمموعــة دلــة الربكــة‪،‬‬
‫قطــاع األمــوال‪ ،‬شــركة الربكــة لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .41‬عقيــل جاســم عبــد اهلل‪« ،‬النقــود واملصــارف»‪ ،‬اجلامعــة املفتوحــة‪،‬‬
‫بنغــازي‪ ،‬ليبيــا‪.1994 ،‬‬
‫‪ .42‬علــي أمحــد الســالوس‪« ،‬املعامــالت املاليــة املعاصــرة يف ميــزان الفقه‬
‫اإلســالمي»‪ ،‬مكتبــة الفــالح‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪.1986 ،1‬‬
‫‪ .43‬علــي الســالوس‪« ،‬حكــم ودائــع البنــوك وشــهادات االســتثمار يف الفقه‬
‫اإلســالمي»‪ ،‬مطبعة أمزيــان‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .44‬غســان قلعــاوي‪« ،‬املصــارف اإلســالمية ضــرورة عصريــة‪ :‬ملــاذا؟‬
‫وكيــف؟»‪ ،‬دار املكتــي‪ ،‬ســورية‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .45‬غســان حممــود إبراهيــم ومنــذر القحــف‪« ،‬االقتصــاد اإلســالمي علــم‬
‫أم وهــم»‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬ســورية‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ .46‬فــؤاد الســيد املليجــي‪« ،‬حماســبة الــزكاة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .47‬فالــرت ميجــس وروبــريت ميجس‪« ،‬احملاســبة املاليــة»‪ ،‬ترمجة‪ :‬وصفي‬
‫عبــد الفتــاح أبــو املــكارم وآخــرون‪ ،‬دار املريــخ للنشــر‪ ،‬الريــاض‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪.1988 ،‬‬
‫‪ .48‬فتحــي الســيد الشــني‪« ،‬الربــا وفائــدة رأس املــال بــني الشــريعة‬
‫اإلســالمية والنظــم الوضعيــة»‪ ،‬الــدار اإلســالمية‪ ،‬القاهــرة‪.1990 ،‬‬

‫‪562‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .49‬كوثــر عبــد الفتــاح حممــود األجبــي‪« ،‬قيــاس وتوزيــع الربــح يف البنــك‬


‫اإلســالمي»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .50‬حمســن أمحــد اخلضــريي‪« ،‬البنــوك اإلســالمية»‪ ،‬دار احلريــة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪.1990 ،1‬‬
‫‪ .51‬حمســن أمحــد اخلضــريي‪« ،‬كيــف تقــرأ ميزانيــة؟‪ :‬مدخــل اقتصــادي‬
‫متكامــل ملنظومــة اختــاذ القــرار يف الشــركات والبنــوك واملنظمــات‬
‫احملليــة والدوليــة»‪ ،‬إيــرتاك للنشــر والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .52‬حممــد بوجــالل‪« ،‬البنــوك اإلســالمية‪ :‬مفهومهــا‪ ،‬نشــأهتا‪ ،‬تطورهــا‪،‬‬
‫نشــاطها مــع دراســة تطبيقيــة علــى مصــرف إســالمي»‪ ،‬املؤسســة‬
‫الوطنيــة للكتــاب‪ ،‬اجلزائــر‪.1990 ،‬‬
‫‪ .53‬حممــد مســري الصبــان ورجــب الســيد راشــد‪« ،‬احملاســبة املتوســطة‪:‬‬
‫أســس القياس واإلفصاح احملاســي»‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .54‬حممــد ســويلم‪« ،‬إدارة املصــارف التقليديــة واملصــارف اإلســالمية‪:‬‬
‫مدخــل مقــارن»‪ ،‬دار الطباعــة احلديثــة‪ ،‬القاهــرة‪.1988 ،‬‬
‫‪ .55‬حممــد صــاحل احلنــاوي والســيدة عبــد الفتــاح عبــد الســالم‪،‬‬
‫«املؤسســات املاليــة‪ :‬البورصــة والبنــوك التجاريــة»‪ ،‬الــدار اجلامعيــة‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ .56‬حممــد عبــد العزيــز حســن زيــد‪« ،‬التطبيــق املعاصــر لعقـــد السَّـلَم يف‬
‫املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬

‫‪563‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .57‬حممــد عبــد املنعــم أبــو زيــد‪« ،‬املضاربــة وتطبيقاهتــا العمليــة يف‬
‫املصــارف اإلســالمية»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .58‬حممد عبد املنعم أبو زيد‪« ،‬الدور االقتصادي للمصارف اإلسالمية‬
‫بــني النظريــة والتطبيــق»‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .59‬حممــد عثمــان شــبري‪« ،‬املعامــالت املاليــة املعاصــرة يف الفقــه‬
‫اإلســالمي»‪ ،‬دار النفائــس‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1999 ،3‬‬
‫‪ .60‬حممــد عمــر شــابرا‪« ،‬حنــو نظــام نقــدي عــادل‪ :‬دراســة للنقــود‬
‫واملصــارف والسياســة النقديــة يف ضــوء اإلســالم»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬ســيد‬
‫حممــد ســكر‪ ،‬مراجعــة‪ :‬رفيــق املصــري‪ ،‬املعهــد العاملــي للفكــر‬
‫اإلســالمي‪ ،‬ط‪ ،1987 :1‬ط‪.1990 :2‬‬
‫‪ .61‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬حماســبة الشــركات واملصــارف يف النظــام‬
‫اإلســالمي»‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســالمية‪.1984 ،‬‬
‫‪ .62‬حممــد كمــال عطيــة‪« ،‬نظم حماســبية يف اإلســالم»‪ ،‬منشــأة املعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ط‪.1989 ،2‬‬
‫‪ .63‬حممــد حممــد علــي ســويلم‪« ،‬تقييــم أداء املصــارف اإلســالمية يف‬
‫مصــر مبدلــول الوســاطة املاليــة»‪ ،‬مطابــع املنــار العربــي‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ .64‬مصطفــى رشــدي شــيحة‪« ،‬النقــود واملصــارف واالئتمــان»‪ ،‬دار‬

‫‪564‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اجلامعــة اجلديــدة للنشــر‪ ،‬اإلســكندرية‪.1999 ،‬‬


‫‪ .65‬منــري إبراهيــم هنــدي‪« ،‬إدارة البنــوك التجاريــة‪ :‬مدخــل اختــاذ‬
‫القــرارات»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديــث‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ط‪.1996 ،3‬‬
‫‪ .66‬منــري إبراهيــم هنــدي‪« ،‬شــبهة الربــا يف معامــالت البنــوك التقليديــة‬
‫واإلســالمية‪ :‬دراســة اقتصاديــة وشــرعية»‪ ،‬املكتــب العربــي احلديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ .67‬نصــر الديــن فضــل املــوىل حممــد‪« ،‬املصــارف اإلســالمية‪ :‬حتليــل‬
‫نظــري ودراســة تطبيقيــة علــى مصــرف إســالمي»‪ ،‬دار العلــم‬
‫للطباعــة والنشــر‪ ،‬جــدة‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬
‫‪ .68‬نضــال صــربي وحممــد هشــام جــرب‪« ،‬البنــوك اإلســالمية‪ :‬أصوهلــا‬
‫اإلداريــة واحملاســبية»‪ ،‬جامعــة النجــاح الوطنيــة‪ ،‬مركــز التوثيــق‬
‫واألحبــاث‪ ،‬فلســطني‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .69‬نــور الديــن عــرت‪« ،‬املعامــالت املصرفيــة والربويــة وعالجهــا يف‬
‫اإلســالم»‪ ،‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــريوت‪ ،‬ط‪ ،1978 :3‬ط‪.1980 :4‬‬
‫‪ .70‬يوســف كمــال حممــد‪« ،‬املصرفيــة اإلســالمية‪ :‬األزمــة واملخــرج»‪ ،‬دار‬
‫النشــر للجامعــات‪ ،‬مصــر‪ ،‬ط‪.1998 ،3‬‬

‫‪565‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ثانياً‪ :‬البحـــوث‬
‫‪ .1‬أمحد النجار‪« ،‬دور البنوك اإلسالمية يف التنمية»‪ ،‬يف ندوة «التنمية‬
‫مــن منظــور إســالمي»‪ ،‬ج‪ ،1‬عمــان‪ ،‬اململكــة األردنيــة اهلامشيــة‪،‬‬
‫بالتعــــاون مــا بــني‪ :‬اجملمــع امللكــي للبحــوث احلضــارة اإلســالمية‬
‫(مؤسســة آل البيــت) واملعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريـــب التابــع‬
‫للبنــك اإلســالمي للتنميــة واملنظمــة اإلســالمية للرتبيـــة والعلــوم‬
‫والثقافــة (ايسيســكو)‪ 12-9 ،‬يوليــو ‪.1991‬‬
‫‪ .2‬إدارة البحــوث‪« ،‬بيــع املراحبــــة»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســالمي‪،‬‬
‫املصــرف اإلســالمي الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪،4 :‬‬
‫مطابــع املختــار اإلســالمي‪.1988 ،‬‬
‫‪ .3‬إدارة البحــوث‪« ،‬التمويـــل باملشــاركة»‪ ،‬مركــز االقتصــاد اإلســالمي‪،‬‬
‫املصــرف اإلســالمي الــدويل لالســتثمار والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪،3 :‬‬
‫مطابــع املختــار اإلســالمي‪.1988 ،‬‬
‫‪ .4‬إدارة البحــوث‪« ،‬اخلدمــات املصرفيــة يف املصــارف اإلســالمية»‪،‬‬
‫مركــز االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬املصــرف اإلســالمي الدويل لالســتثمار‬
‫والتنميــة‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،6 :‬مطابــع املختــار اإلســالمي‪.1988 ،‬‬
‫‪ .5‬إمساعيــل حســن‪« ،‬تطويــر ســوق مــايل إســالمي»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة‬
‫مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك اإلســالمية املنعقــد باســتانبول‬
‫(تركيــا)‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك اإلســالمية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ .6‬بكــر رحيــان‪« ،‬دور املصــارف اإلســالمية يف احلــد مــن اآلثــار الســلبية‬
‫للعوملــة»‪ ،‬مؤمتــر «العوملــة وأبعادهــا االقتصاديــة»‪ ،‬جامعــة الزرقــاء‬

‫‪566‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫األهليــة‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬


‫‪ .7‬جوهــان فيليــب فرايهرفــون بتمــان‪« ،‬الفوائــد علــى األمــوال‪ :‬كارثــة‬
‫الفائــدة»‪ ،‬ترمجــة‪ :‬أمحــد النجــار‪ ،‬يف نــدوة «التنميــة مــن منظــور‬
‫إســالمي»‪ ،‬ج‪ ،1‬عمان‪ ،‬اململكة األردنية اهلامشية‪ ،‬بالتعــــاون ما بني‪:‬‬
‫اجملمــع امللكــي للبحــوث احلضــارة اإلســالمية (مؤسســة آل البيــت)‬
‫واملعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب التابــع للبنــك اإلســالمي‬
‫للتنميــة واملنظمــة اإلســالمية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة (ايسيســكو)‪،‬‬
‫‪ 12-9‬يوليــو ‪.1991‬‬
‫‪ .8‬حســن عبــد اهلل األمــني‪« ،‬املضاربــة الشــرعية وتطبيقاهتــا احلديثة»‪،‬‬
‫املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪،‬‬
‫جــدة ‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية ‪.1988 ،‬‬
‫‪ .9‬حســني حســني شــحاته‪« ،‬اجلوانــب احملاســبية ملشــكلة قيــاس وتوزيــع‬
‫عوائــد االســتثمارات يف املصــارف اإلســالمية‪ :‬دراســة فكريــة‬
‫ميدانيــة»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول للبنــوك‬
‫اإلســالمية املنعقــد باســتانبول (تركيــا)‪ ،‬االحتــاد الــدويل للبنــوك‬
‫اإلســالمية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ .10‬رضــا ســعد اهلل‪« ،‬مفهــوم الزمـــن يف االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬املعهــد‬
‫اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ط‪ ،1994 :1‬ط‪.2000 :2‬‬
‫‪ .11‬رفيق املصري‪« ،‬النظام املصريف اإلسالمي‪ :‬خصائصه ومشكالته»‪،‬‬
‫يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر الــدويل الثانــي لالقتصــاد اإلســالمي‪،‬‬

‫‪567‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫«دراســات يف االقتصــاد اإلســالمي»‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث‬


‫االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬جامعــة امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬ط‪.1985 ،1‬‬
‫‪ .12‬مســري مصطفــى متــويل‪« ،‬هيــكل مصــادر األمــوال واســتخداماهتا‬
‫بالبنــوك اإلســالمية واملؤسســات املاليــة اإلســالمية مــن واقــع‬
‫امليزانيــة املُجمَّعــة»‪ ،‬يف حبــوث خمتــارة مــن املؤمتــر العــام األول‬
‫للبنــوك اإلســالمية املنعقــد باســتانبول (تركيــا)‪ ،‬االحتــاد الــدويل‬
‫للبنــوك اإلســالمية‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪.1987 ،1‬‬
‫‪ .13‬عثمــان بابكــر أمحــد‪« ،‬جتربــة البنــوك الســودانية يف التمويــل‬
‫الزراعــي بصيغــة السَّــلَم»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪،‬‬
‫البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث‬
‫رقــم‪ ،49 :‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .14‬حممــد بوجــالل‪« ،‬الوســاطة املاليــة يف اإلســالم»‪ ،‬ملتقــى البنــوك‬
‫اإلســالمية‪ :‬الواقــع واآلفــاق‪ ،‬جامعــة قســنطينة‪.1990 ،‬‬
‫‪ .15‬حممد عبد احلليم عمر‪« ،‬اإلطار الشــرعي واالقتصادي واحملاســي‬
‫لبيــع السَّـلَم يف ضــوء التطبيــق املعاصــر‪ :‬دراســة حتليليــة مقارنــة»‪،‬‬
‫املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪،‬‬
‫جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث حتليلــي رقــم‪ ،15 :‬ط‪،2‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .16‬منــذر القحــف‪« ،‬ســندات اإلجــارة واألعيــان املؤجــرة»‪ ،‬املعهــد‬
‫اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪،‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث رقــم‪ ،28 :‬ط‪.1995 ،1‬‬

‫‪568‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪ .17‬منــذر القحــف‪« ،‬مفهــوم التمويــل يف االقتصــاد اإلســالمي‪ :‬حتليــل‬


‫فقهــي واقتصــادي»‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث والتدريــب‪ ،‬البنــك‬
‫اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬حبــث حتليلــي‬
‫رقــم‪ ،13 :‬ط‪.1998 ،2‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الدوريـــات‬
‫‪ .1‬سلســلة رســائل البنــك الصناعــي‪ ،‬بنــك الكويــت الصناعــي‪ ،‬ع ‪60‬‬
‫(مــارس ‪.)2000‬‬
‫‪ .2‬جملــة األهــرام االقتصــادي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ع‪ 20( 927‬أكتوبــر ‪)1986‬؛ ع‬
‫‪ 1( 933‬ديســمرب ‪.)1986‬‬
‫‪ .3‬جملــة االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬الصــادرة عــن بنــك دبــي اإلســالمي‪،‬‬
‫األعــداد‪( 104 :‬فربايــر ‪)1990‬؛ ‪( 109‬يوليــو ‪)1990‬؛ ‪( 134‬يوليــو‬
‫‪)1992‬؛ ‪( 156‬أفريل‪/‬مــاي ‪)1994‬؛ ‪( 158‬يونيو‪/‬يوليــو ‪)1994‬؛‬
‫‪( 168‬أفريل ‪)1995‬؛ ‪( 171‬يوليو ‪)1995‬؛ ‪( 172‬أغســطس ‪)1995‬؛‬
‫‪( 173‬سبتمرب ‪)1995‬؛ ‪( 174‬أكتوبر ‪)1995‬؛ ‪( 176‬ديسمرب ‪)1995‬؛‬
‫‪(177‬ديســمرب ‪/1995‬ينايــر‪)1996‬؛ ‪( 179‬فرباير‪/‬مــارس‪)1996‬؛‬
‫‪( 180‬مارس‪/‬أفريل‪)1996‬؛ ‪( 181‬أفريل‪/‬ماي ‪)1996‬؛ ‪( 182‬مايو‪/‬‬
‫يونيــو‪)1996‬؛ ‪( 184‬يوليه‪/‬أغســطس‪)1996‬؛ ‪( 185‬أغســطس‪/‬‬
‫ســبتمرب‪)1996‬؛ ‪(186‬ســبتمرب‪/‬أكتوبر‪)1996‬؛ ‪( 187‬أكتوبر‪/‬نوفمــرب‬
‫‪)1996‬؛ ‪( 188‬نوفمرب‪/‬ديسمرب ‪)1996‬؛ ‪( 190‬يناير‪/‬فرباير ‪)1997‬؛‬
‫‪( 193‬أفريــل ‪)1997‬؛ ‪( 194‬أفريل‪/‬مايــو ‪)1997‬؛ ‪( 195‬يونيــو‬

‫‪569‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪)1997‬؛ ‪( 196‬يوليــو ‪)1997‬؛ ‪(198‬ســبتمرب ‪)1997‬؛ ‪( 215‬ينايــر‪/‬‬


‫فربايــر ‪.)1999‬‬
‫‪ .4‬جملة االقتصــاد واألعمـال‪ ،‬ع‪( 245‬أيار‪/‬مايو ‪.)2000‬‬
‫‪ .5‬جملــة حبــوث االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة لالقتصــاد‬
‫اإلســالمي‪ ،‬جملــد ‪ ،2‬ع‪)1993( 2‬؛ جملــد‪ ،3‬ع‪ ،1‬ع‪.)1994( 2‬‬
‫‪ .6‬جملــة التجديـــــــد‪ ،‬اجلامعــة اإلســالمية العامليــة ‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬الســنة‬
‫الثانيــة‪ ،‬ع‪( 3‬فربايــر‪. )1998‬‬
‫‪ .7‬جملــة دراســـات اقتصاديــة‪ ،‬مركــز البحــوث والدراســات اإلنســانية‪،‬‬
‫البصــرية‪ ،‬اجلزائــر‪ ،‬ع‪)1999( 1‬؛ ع‪.)2000( 2‬‬
‫‪ .8‬جملــة دراســات اقتصاديــة إســالمية‪ ،‬املعهــد اإلســالمي للبحــوث‬
‫والتدريــب‪ ،‬البنــك اإلســالمي للتنميــة‪ ،‬اجمللــد ‪ ،5‬ع‪.)1998( 2‬‬
‫‪ .9‬جملــة الدراســات املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬األكادمييــة العربيــة للعلــوم‬
‫املاليــة واملصرفيــة‪ ،‬اجلامعــة األردنيــة‪ ،‬ع‪( ،2‬الســنة الثالثــة‪ ،‬يونيــو‬
‫‪)1995‬؛ ع‪( ،2‬الســنة الرابعــة‪ ،‬يونيــو ‪)1996‬؛ ع‪( 2‬الســنة اخلامســة‪،‬‬
‫يونيــو ‪.)1997‬‬
‫‪ .10‬جملــة الشــريعة والدراســات اإلســالمية‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬كليــة‬
‫الشــريعة والدراســات اإلســالمية‪ ،‬الســنة ‪ ،11‬ع‪( 128‬أفريــل ‪.)1996‬‬
‫‪ .11‬جملة املراقــب االقتصــادي‪ ،‬ع‪( 38‬يونيو ‪.)1982‬‬
‫‪ .12‬جملــة الريمــــوك‪ ،‬جامعــة الريمــوك‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪ ،‬ع‪( 62‬كانون الثاني‬
‫‪.)1999‬‬

‫‪570‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫رابعاً‪ :‬الرسائــل العلميــة‬


‫‪ .1‬مجــال لعمــارة‪« ،‬اســرتاتيجية التمويــل املصــريف للقطــاع الفالحــي يف‬
‫اجلزائــر‪ :‬وجهــة نظــر إســالمية»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــري منشــورة‪،‬‬
‫جامعــة ســطيف‪ ،‬معهــد العلــوم االقتصاديــة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .2‬ســعود عبــد اجمليــد‪« ،‬البنــوك اإلســالمية وأوجــه االختــالف بينهــا‬
‫وبــني البنــوك التجاريــة (موقــع اجلزائــر مــن كال النوعــني)»‪ ،‬رســالة‬
‫ماجســتري غــري منشــورة‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪ ،‬معهد العلــوم االقتصادية‪،‬‬
‫‪.1993/1992‬‬
‫‪ .3‬صــاحل مفتــاح‪« ،‬املــوارد املاليــة للدولــة يف النظــام االقتصــادي‬
‫اإلســالمي»‪ ،‬رســالة ماجســتري غــري منشــورة‪ ،‬جامعــة اجلزائــر‪ ،‬معهد‬
‫العلــوم االقتصاديــة‪.1994/1993 ،‬‬
‫‪ .4‬حممــد صــالح حممــد الصــاوي‪« ،‬مشــكلة االســتثمار يف البنــوك‬
‫اإلســالمية وكيــف عاجلهــا اإلســالم»‪ ،‬رســالة دكتــوراه‪ ،‬كليــة‬
‫الشــريعة والقانــون‪ ،‬جامعــة األزهــر‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الناشــر‪ :‬دار اجملتمــع‪،‬‬
‫دار الوفــاء‪ ،‬املنصــورة‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬
‫‪ .5‬يوســف شــاوش‪« ،‬التســويق البنكــي‪ :‬األنظمــة واالســرتاتيجيات»‪،‬‬
‫رســالة ماجســتري غــري منشــورة‪ ،‬جامعــة ســطيف‪ ،‬معهــد العلــوم‬
‫االقتصاديــة‪.1999/1998 ،‬‬

‫‪571‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫خامساً‪ :‬املوسوعات‬
‫‪ .1‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســالمية‪ :‬تقويــم الــدور االجتماعــي‬
‫للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬ج‪ ،3‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .2‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســالمية‪ :‬تقويــم الــدور االقتصــادي‬
‫للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬ج‪ ،4‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .3‬جلنــة مــن األســاتذة اخلــرباء االقتصاديــني والشــرعيني واملصرفيــني‪،‬‬
‫«موســوعة تقويــم أداء البنــوك اإلســالمية‪ :‬تقويــم الــدور احملاســي‬
‫للمصــارف اإلســالمية»‪ ،‬ج‪ ،6‬املعهــد العاملــي للفكــر اإلســالمي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪ .4‬حمــي الديــن إمساعيــل علــم الديــن‪« ،‬موســوعة أعمــال البنــوك‪ :‬مــن‬
‫الناحيتــني القانونيــة والعمليــة»‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضــة العربيــة‪ ،‬بــريوت‪،‬‬
‫‪.1993‬‬

‫‪572‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫سادساً‪ :‬التقاريــر‬
‫‪ .1‬التقرير السنوي لبنك الربكة اجلزائري‪.2000 ،‬‬
‫‪ .2‬التقرير السنوي للبنك اإلسالمي للتنمية‪.2000/1999 ،‬‬
‫‪ .3‬تقريــر جملــس الفكــر اإلســالمي يف باكســتان‪« ،‬إلغــاء الفائــدة مــن‬
‫االقتصــاد»‪ ،‬املركــز العاملــي ألحبــاث االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬جامعــة‬
‫امللــك عبــد العزيــز‪ ،‬ط‪.1984 ،2‬‬
‫‪ .4‬تقريــر هيئــة أســلمة االقتصــاد يف مجهوريــة الباكســتان‪« ،‬النظــام‬
‫املصــريف املقــرتح املتفــق مــع الشــريعة اإلســالمية»‪ ،‬جملــة حبــوث‬
‫االقتصــاد اإلســالمي‪ ،‬اجلمعيــة الدوليــة لالقتصــاد اإلســالمي‪،‬‬
‫اجمللــد‪ ،3‬العــدد ‪.1994 ،1‬‬

‫‪573‬‬
‫ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬1‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‬

‫املراجــع باللغــة األجنبيــة‬

1. ADNAN ABDEEN, «English-Arabic Dictionary of


Accounting and Finance: with an Arabic-English glossary»,
librairie du Liban and John Willy &sons, Ltd 1981.
2. BOUHADIDA .M, «L’approche systémique des
établissements bancaires. un outil de la planification
stratégique (Cas des banques islamiques)», palais du
livre, Blida, 1999
3. IBRAHIM WARDE, «les principes religieux à
l’épreuve de la mondialisation : Paradoxes de la Finance
Islamique», le Monde Diplomatique, septembre 2001.
4. MUNAWAR IQBAL, «Islamic and Conventional
Banking in the nineties : A Comparative Study», Islamic
Economic studies, Islamic Research and Training Institute,
Islamic Development Bank, Jeddah, vol : 8, N° :2, April
2001.
5. PIERRE TRAIMOND, «Finance et Développement
En Pays d’Islam», EDICEF, France, 1995.
6. THE INSTITUTE OF ISLAMIC BANKING AND
I URA E, «Islamic financial institutions», (http:
www.islamic-banking.com)
7. YVES BERNHEIM et al, «Traité de comptabilité
Bancaire: doctrine et pratique», la revue banque éditeur,
Paris.

574
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﻓﻬﺮس اﻟﺠﺪاول‬
‫وا‪7‬ﺷﻜﺎل‬

‫‪575‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﻓﻬﺮس اﻟﺠﺪاول‬

‫الصفحة‪:‬‬ ‫عنـــــوان اجلـــدول‪:‬‬ ‫الرقم‪:‬‬


‫‪26‬‬ ‫مقارنة بني الفائدة والربح‬
‫‪27‬‬ ‫ملخص ملفاهيم الربا والفائدة والربح‬
‫‪28‬‬ ‫التدرج التارخيي الستقرار الفائدة‬
‫‪30‬‬ ‫ملخص ألهم مربرات وانتقادات نظام الفائدة‬
‫‪32‬‬ ‫أثر الفائدة يف أسعار السلع واخلدمات‬
‫‪37‬‬ ‫جدوى آلية سعر الفائدة حسب بعض الدراسات االقتصادية الغربية‬
‫‪60‬‬ ‫مقارنة تكاليف متويل االستثمارات يف حالة اقتصاد املشاركة واالقتصاد الربوي‬
‫‪72‬‬ ‫احتماالت العائد مع البنك التقليدي وبنك املشاركة‬
‫‪82‬‬ ‫أنواع وجماالت الرقابة يف ظل خصوصية بنوك املشاركة‬
‫‪86‬‬ ‫حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي يف ظل األنظمة املصرفية املختلفة‬
‫‪98‬‬ ‫ملخص ألهم أوجه االختالف بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫‪103‬‬ ‫جماالت وأوجه التعاون والتنسيق بني بنوك املشاركة مع بعضها ومع البنوك التقليدية‬
‫‪107‬‬ ‫نسب التمويل القطاعي لبنوك املشاركة وصيغ متويلها‬
‫‪119‬‬ ‫تقويم فعالية وكفاءة أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‬
‫‪120‬‬ ‫تقييم الدور االقتصادي لبنوك املشاركة‬
‫‪121‬‬ ‫مقارنة معدالت النمو السنوية بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة يف التسعينات‬
‫‪123‬‬ ‫مقارنة التحليل بالنسب املالية بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة يف التسعينات‬
‫‪126‬‬ ‫طبيعة مشاكل وشكاوى احملاسبني يف بنوك املشاركة‬
‫‪128‬‬ ‫تصميم وتطوير النظام احملاسي يف بنوك املشاركة‬
‫‪131‬‬ ‫املشاكل واملعوقات اليت تواجه إدارة املراجعة الداخلية وهيئة الرقابة الشرعية‬
‫‪153‬‬ ‫تطور االهتمام بامليزانية يف الفكر احملاسي‬
‫‪155‬‬ ‫اهليكل العام مليزانية البنوك‬
‫‪156‬‬ ‫نظام ترتيب بنود امليزانية يف البنوك واملؤسسات التجارية والصناعية‬
‫‪157‬‬ ‫أثر طبيعة اجملتمع يف حتديد األمهية النسبية لبنود امليزانية املصرفية‬
‫‪157‬‬ ‫أهم خصائص امليزانية املصرفية‬
‫‪160‬‬ ‫طبيعة االستثمارات ومصادر متويلها يف بنوك املشاركة‬
‫‪162‬‬ ‫توزيع املصادر واالستخدامات يف بنوك املشاركة‬
‫‪166‬‬ ‫ميزانية البنك املركزي يف ظل نظام املشاركة‬
‫‪166‬‬ ‫ميزانية بنوك املشاركة يف ظل نظام املشاركة‬
‫‪168‬‬ ‫مقارنة بنود ميزانية مبسطة لبنك تقليدي وبنك مشاركة‬
‫‪170‬‬ ‫بنود ميزانية بنوك املشاركة‬
‫‪172‬‬ ‫مقارنة بني مصادر األموال واستخداماهتا يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬
‫‪177‬‬ ‫منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة املميزة ألهدافها‬
‫‪179‬‬ ‫منوذج مقرتح مليزانية بنوك املشاركة الشاملة‬
‫‪181‬‬ ‫ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‬
‫‪182‬‬ ‫ميزانية بيت التمويل الكوييت‬
‫‪183‬‬ ‫منوذج مقرتح للميزانية املالئمة لتبويب مصادر واستخدامات أموال بنوك املشاركة‬

‫‪576‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪201‬‬ ‫ملخص عناصر ميزانية جممعة لبنوك املشاركة‬ ‫‪38‬‬


‫‪203‬‬ ‫ميزانية املصرف اإلسالمي بالبحرين‬ ‫‪39‬‬
‫‪207‬‬ ‫ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني‬ ‫‪40‬‬
‫‪227‬‬ ‫ملخص تقييم النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‬ ‫‪41‬‬
‫‪233‬‬ ‫نسب مقرتحة لتخصيص أرصدة الودائع اجلارية على استخدامات بنوك املشاركة‬ ‫‪42‬‬
‫‪238‬‬ ‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل إدارة فجوة األموال‬ ‫‪43‬‬
‫‪239‬‬ ‫توضيح أثر تغري سعر الفائدة على أرباح ميزانية البنوك‬ ‫‪44‬‬
‫‪250‬‬ ‫واقع طرق التصرف يف فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪45‬‬
‫‪263‬‬ ‫توضيح بنود الودائع والقروض احلسنة يف جاني ميزانية بنوك املشاركة‬ ‫‪46‬‬
‫‪264‬‬ ‫مناذج من التأمني على الودائع يف الدول املختلفة‬ ‫‪47‬‬
‫‪269‬‬ ‫مقارنة بني احلسابات اجلارية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪48‬‬
‫‪274‬‬ ‫مقارنة بني احلسابات االستثمارية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪49‬‬
‫‪279‬‬ ‫مقارنة بني حسابات التوفري يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪50‬‬
‫‪288‬‬ ‫تصوير عملية توليد الودائع يف ميزانيات البنوك‬ ‫‪51‬‬
‫‪289‬‬ ‫تصوير عملية توليد الودائع يف امليزانية اجملمعة للبنوك‬ ‫‪52‬‬
‫‪292‬‬ ‫أثر االحتياطي الكامل على توليد الودائع يف امليزانية اجملمعة للبنوك‬ ‫‪53‬‬
‫‪299‬‬ ‫حتديد أسباب العجز التمويلي لالستثمار طويل األجل يف بنوك املشاركة‬ ‫‪54‬‬
‫‪301‬‬ ‫طبيعة صكوك املشاركات يف بنوك املشاركة‬ ‫‪55‬‬
‫‪304‬‬ ‫ظروف وعوامل احلاجة إىل أدوات مالية جديدة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪56‬‬
‫‪305‬‬ ‫التجارب القطرية للدول العربية واإلسالمية يف إصدار األوراق املالية‬ ‫‪57‬‬
‫‪327‬‬ ‫دليل حماسي مقرتح لصناديق الزكاة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪58‬‬
‫‪334‬‬ ‫واقع مصادر متويل أنشطة التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‬ ‫‪59‬‬
‫‪338‬‬ ‫منوذج عملي حلساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‬ ‫‪60‬‬
‫‪339‬‬ ‫واقع املعاجلة احملاسبية للزكاة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪61‬‬
‫‪347‬‬ ‫منوذج لنصيب بنك املشاركة والوديعة االستثمارية من الربح تبعا آلجاهلا‬ ‫‪62‬‬
‫‪354‬‬ ‫واقع معاجلة املخصصات واالحتياطيات يف بنوك املشاركة‬ ‫‪63‬‬
‫‪356‬‬ ‫حسابات القوائم املالية املستحقة للمسامهني واملودعني‬ ‫‪64‬‬
‫‪364‬‬ ‫مقارنة بني حساب رأس املال يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪65‬‬
‫‪365‬‬ ‫واقع تكوين رأس املال املستحق لألرباح وعالقته باألصول الثابتة واخلطرة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪66‬‬
‫‪376‬‬ ‫خماطر املراحبة وإجراءات تقليل حجمها‬ ‫‪67‬‬
‫‪377‬‬ ‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪68‬‬
‫‪378‬‬ ‫قيود اليومية اخلاصة بالتمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪69‬‬
‫‪380‬‬ ‫مزايا وعيوب التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪70‬‬
‫‪382‬‬ ‫واقع ختطيط هامش املراحبة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪71‬‬
‫‪385‬‬ ‫مشاكل التمويل باملراحبة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬ ‫‪72‬‬
‫‪394‬‬ ‫مقارنة بني الصفقات يف البورصة وسوق السَّلَم‬ ‫‪73‬‬
‫‪395‬‬ ‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‬ ‫‪74‬‬
‫‪396‬‬ ‫قيود اليومية اخلاصة بالتمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‬ ‫‪75‬‬
‫‪400‬‬ ‫مزايا التمويل بالسَّلَم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪76‬‬
‫‪402‬‬ ‫التمويــل الزراعــي بالسَّـلَم والصيــغ األخــرى للمواســــم الزراعيــــة ‪ 1994/93-1991/90‬يف بنــوك‬ ‫‪77‬‬
‫املشــاركة الســودانية‬

‫‪577‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪403‬‬ ‫مشاكل التمويل بالسَّلَم يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬ ‫‪78‬‬
‫‪413‬‬ ‫مقارنة الزكاة والقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬ ‫‪79‬‬
‫‪414‬‬ ‫مقارنــة بــني التمويــل بالقــروض يف البنــوك التقليديــة والتمويــل بالقــروض احلســنة يف بنــوك‬ ‫‪80‬‬
‫املشــاركة‬
‫‪416‬‬ ‫مزايا وعيوب التمويل بالقرض احلسن على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪81‬‬
‫‪417‬‬ ‫واقع اهتمام بنوك املشاركة باجلوانب اإلدارية والتنظيمية لنشاط القرض احلسن‬ ‫‪82‬‬
‫‪418‬‬ ‫واقع جماالت إنفاق القرض احلسن يف بنوك املشاركة‬ ‫‪83‬‬
‫‪418‬‬ ‫واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‬ ‫‪84‬‬
‫‪431‬‬ ‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتأجري التمويلي يف بنوك املشاركة‬ ‫‪85‬‬
‫‪434‬‬ ‫املعاجلة احملاسبية للتمويل التأجريي يف القوائم املالية‬ ‫‪86‬‬
‫‪437‬‬ ‫مزايا التمويل التأجريي على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪87‬‬
‫‪438‬‬ ‫نشاط التأجري التمويلي يف الدول املتقدمة والدول النامية‬ ‫‪88‬‬
‫‪442‬‬ ‫مشاكل التمويل التأجريي يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬ ‫‪89‬‬
‫‪450‬‬ ‫مقارنة التمويل بالبيوع مع التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬ ‫‪90‬‬
‫‪450‬‬ ‫مقارنــة بــني التمويــل بالقــروض يف البنــوك التقليديــة والتمويــل بالبيــع بالتقســيط يف بنــوك‬ ‫‪91‬‬
‫املشــاركة‬
‫‪451‬‬ ‫مقارنة التمويل التأجريي والتمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‬ ‫‪92‬‬
‫‪452‬‬ ‫املعاجلة احملاسبية للتمويل بالبيع بالتقسيط يف القوائم املالية‬ ‫‪93‬‬
‫‪454‬‬ ‫مزايا وعيوب التمويل بالبيع بالتقسيط على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪94‬‬
‫‪457‬‬ ‫مشاكل التمويل بالبيع بالتقسيط يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬ ‫‪95‬‬
‫‪465‬‬ ‫مقارنة التمويل بالسَّلَم والتمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‬ ‫‪96‬‬
‫‪467‬‬ ‫مزايا التمويل باالستصناع على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪97‬‬
‫‪485‬‬ ‫مقارنة املعامالت املشاهبة والتمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪98‬‬
‫‪486‬‬ ‫مقارنة بني التمويل بالقروض يف البنوك التقليدية والتمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪99‬‬
‫‪489‬‬ ‫مزايا التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪100‬‬
‫‪494‬‬ ‫معوقات التمويل باملضاربة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة‬ ‫‪101‬‬
‫‪506‬‬ ‫منوذج مقارن حلالة املضاربة مع القرض بفائدة‬ ‫‪102‬‬
‫‪507‬‬ ‫منوذج مقارن حلالة املشاركة مع القرض بفائدة‬ ‫‪103‬‬
‫‪511‬‬ ‫مزايا وعيوب التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪104‬‬
‫‪514‬‬ ‫واقع التمويل باملشاركة يف التجربة اإليرانية‬ ‫‪105‬‬
‫‪517‬‬ ‫معوقات التمويل باملشاركة يف ضوء التجربة العملية لبنوك املشاركة الباكستانية‬ ‫‪106‬‬
‫‪530‬‬ ‫مقارنة البيع بالتقسيط والتمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬ ‫‪107‬‬
‫‪531‬‬ ‫مقارنة بني املشاركة الثابتة واملشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يف بنوك املشاركة‬ ‫‪108‬‬
‫‪532‬‬ ‫املعاجلة احملاسبية للتأجري املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‬ ‫‪109‬‬
‫‪534‬‬ ‫مزايا التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‬ ‫‪110‬‬
‫‪535‬‬ ‫واقع توزيع أنشطة التمويل واالستثمار واألعمال يف بنوك املشاركة‬ ‫‪111‬‬
‫‪539‬‬ ‫توضيح املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يف حالة التسديد من جزء من الربح‬ ‫‪112‬‬
‫‪540‬‬ ‫توضيح املشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك يف حالة التسديد من كل الربح‬ ‫‪113‬‬

‫‪578‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﻓﻬﺮس ا‪7‬ﺷﻜﺎل‬

‫الصفحة‪:‬‬ ‫عنـــوان الشكــل‪:‬‬ ‫الرقم‪:‬‬


‫‪35‬‬ ‫املخاطر االقتصادية لنظام الفائدة الربوي‬ ‫‪01‬‬
‫‪42‬‬ ‫تعدد أنواع الشركات حسب أسلوب املشاركة‬ ‫‪02‬‬
‫‪46‬‬ ‫املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‬ ‫‪03‬‬
‫‪50‬‬ ‫التغريات احلاصلة عند استبدال نظام الفائدة بنظام املشاركة‬ ‫‪04‬‬
‫‪57‬‬ ‫أساليب التمويل واالستثمار يف نظام املشاركة‬ ‫‪05‬‬
‫‪62‬‬ ‫كفاءة أساليب التمويل واالستثمار باملشاركة‬ ‫‪06‬‬
‫‪70‬‬ ‫الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‬ ‫‪07‬‬
‫‪75‬‬ ‫اإلطار العام ألنشطة بنوك املشاركة‬ ‫‪08‬‬
‫‪78‬‬ ‫اهليكل التنظيمي املقرتح لبنوك املشاركة‬ ‫‪09‬‬
‫‪84‬‬ ‫أشكال العالقات بني بنوك املشاركة والبنوك املركزية‬ ‫‪10‬‬
‫‪88‬‬ ‫دور الوساطة الذي متارسه البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪11‬‬
‫‪89‬‬ ‫مفهوم الوساطة اليت تقوم هبا البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪12‬‬
‫‪93‬‬ ‫العالقة اليت حتكم بنوك املشاركة مع عمالئها املودعني وطالي التمويل‬ ‫‪13‬‬
‫‪96‬‬ ‫أوجه التباين وأوجه االتفاق يف نشاطات البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‬ ‫‪14‬‬
‫‪104‬‬ ‫العالقات السلبية واإلجيابية لبنوك املشاركة مع البنوك األخرى‬ ‫‪15‬‬
‫‪110‬‬ ‫مراحل مسرية بنوك املشاركة‬ ‫‪16‬‬
‫‪115‬‬ ‫مظاهر عملية تقويم األداء وأمهيتها يف بنوك املشاركة‬ ‫‪17‬‬
‫‪116‬‬ ‫أهداف بنوك املشاركة املستخدمة يف منوذج تقويم األداء‬ ‫‪18‬‬
‫‪141‬‬ ‫متطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‬ ‫‪19‬‬
‫‪159‬‬ ‫أهم املعاجلات اليت يتم إجراؤها على عناصر القوائم املالية‬ ‫‪20‬‬
‫‪173‬‬ ‫توضيح الوساطة بني املودعني واملستثمرين يف ميزانية بنوك املشاركة‬ ‫‪21‬‬
‫‪217‬‬ ‫املبادئ احملاسبية املرتبطة بإعداد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‬ ‫‪22‬‬
‫‪231‬‬ ‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل األموال املشرتكة‬ ‫‪23‬‬
‫‪233‬‬ ‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل ختصيص املصادر على االستخدامات بنسب‬ ‫‪24‬‬
‫‪236‬‬ ‫إدارة األصول واخلصوم وفقا ملدخل األولويات يف استخدام أموال البنك‬ ‫‪25‬‬
‫‪242‬‬ ‫توضيح الربط بني املصادر واالستخدامات يف ميزانية البنوك التقليدية وبنوك‬ ‫‪26‬‬
‫املشاركة‬
‫‪249‬‬ ‫إدارة متطلبات السيولة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪27‬‬
‫‪260‬‬ ‫أنواع الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة وعالقتها بالقوائم املالية‬ ‫‪28‬‬
‫‪266‬‬ ‫دور مؤسسة التأمني على الودائع وهيئة مراجعة احلسابات االستثمارية‬ ‫‪29‬‬
‫‪283‬‬ ‫احلسابات املصرفية اليت توفرها بنوك املشاركة لعمالئها املودعني‬ ‫‪30‬‬
‫‪295‬‬ ‫االجتاهات الفكرية يف قدرة بنوك املشاركة على توليد الودائع املشتقة‬ ‫‪31‬‬
‫‪299‬‬ ‫التعارض بني رغبة املودعني وطبيعة بنوك املشاركة‬ ‫‪32‬‬
‫‪311‬‬ ‫األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪33‬‬
‫‪314‬‬ ‫أنواع صكوك املضاربة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪34‬‬
‫‪323‬‬ ‫أسلوب إصدار بنوك املشاركة لألوراق املالية وأمهيتها لألطراف املختلفة‬ ‫‪35‬‬
‫‪330‬‬ ‫تعبئة األموال النقدية اخلاصة بصندوق وقف املضاربة وأساليب توظيفها‬ ‫‪36‬‬
‫‪331‬‬ ‫الصناديق املخصصة لتمويل األنشطة االجتماعية يف بنوك املشاركة‬ ‫‪37‬‬
‫‪336‬‬ ‫دور وواقع تعبئة أموال الزكاة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪38‬‬
‫‪346‬‬ ‫مصادر التمويل والعائدات يف بنوك املشاركة‬ ‫‪39‬‬

‫‪579‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪353‬‬ ‫حسابات مصادر التمويل الذاتي يف بنوك املشاركة‬ ‫‪40‬‬


‫‪358‬‬ ‫التفاصيل املختلفة حلساب رأس املال البنكي وعالقته بامليزانية‬ ‫‪41‬‬
‫‪372‬‬ ‫أشكال املراحبة يف بنوك املشاركة‬ ‫‪42‬‬
‫‪374‬‬ ‫خطوات بيع املراحبة‬ ‫‪43‬‬
‫‪388‬‬ ‫أنواع السَّلَم يف بنوك املشاركة‬ ‫‪44‬‬
‫‪391‬‬ ‫خطوات بيع السَّلَم‬ ‫‪45‬‬
‫‪391‬‬ ‫العالقة بني أطراف عملية بيع السَّلَم‬ ‫‪46‬‬
‫‪404‬‬ ‫اخلطوات التنظيمية لتطبيق السَّلَم يف بنوك املشاركة‬ ‫‪47‬‬
‫‪407‬‬ ‫أشكال القرض احلسن يف بنوك املشاركة‬ ‫‪48‬‬
‫‪410‬‬ ‫خطوات القرض احلسن‬ ‫‪49‬‬
‫‪421‬‬ ‫نظام مقرتح ألداء بعض اخلدمات املصرفية املرتبطة بنشاط اإلقراض‬ ‫‪50‬‬
‫‪427‬‬ ‫خطوات التأجري التمويلي‬ ‫‪51‬‬
‫‪428‬‬ ‫خطوات الشراء مع التأجري للبائع‬ ‫‪52‬‬
‫‪429‬‬ ‫خطوات التأجري التشغيلي‬ ‫‪53‬‬
‫‪433‬‬ ‫املعايري احملاسبية للتمييز بني التأجري التمويلي والتأجري التشغيلي‬ ‫‪54‬‬
‫‪436‬‬ ‫حتليل سوق التأجري على املستوى القطاعي واألصول املؤجرة داخل القطاع الواحد‬ ‫‪55‬‬
‫‪439‬‬ ‫عوامل منو نشاط التمويل التأجريي‬ ‫‪56‬‬
‫‪440‬‬ ‫انسجام مبادئ التمويل التأجريي مع مبادئ بنوك املشاركة‬ ‫‪57‬‬
‫‪446‬‬ ‫خطوات البيع بالتقسيط‬ ‫‪58‬‬
‫‪449‬‬ ‫إجراءات البنك يف حالة عدم سداد العميل لألقساط يف مواعيدها‬ ‫‪59‬‬
‫‪458‬‬ ‫قواعد مقرتحة ملعاجلة املماطلة يف سداد األقساط يف بنوك املشاركة‬ ‫‪60‬‬
‫‪460‬‬ ‫أشكال التمويل باالستصناع‬ ‫‪61‬‬
‫‪462‬‬ ‫خطوات بيع االستصناع‬ ‫‪62‬‬
‫‪472‬‬ ‫منوذج عملي لالستصناع العقاري يف بنوك املشاركة‬ ‫‪63‬‬
‫‪476‬‬ ‫أشكال التمويل باملضاربة‬ ‫‪64‬‬
‫‪480‬‬ ‫خطوات التمويل باملضاربة‬ ‫‪65‬‬
‫‪481‬‬ ‫املضاربة املزدوجة اليت جتريها بنوك املشاركة‬ ‫‪66‬‬
‫‪493‬‬ ‫واقع تطبيق املضاربة املتعلقة بتعبئة وتوظيف املوارد املالية يف بنوك املشاركة‬ ‫‪67‬‬
‫‪498‬‬ ‫أشكال التمويل باملشاركة‬ ‫‪68‬‬
‫‪502‬‬ ‫خطوات التمويل باملشاركة‬ ‫‪69‬‬
‫‪516‬‬ ‫واقع تطبيق املشاركة املتعلقة بتعبئة وتوظيف املوارد املالية يف بنوك املشاركة‬ ‫‪70‬‬
‫‪520‬‬ ‫أشكال التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‬ ‫‪71‬‬
‫‪524‬‬ ‫خطوات التمويل باملشاركة املتناقصة املنتهية بالتمليك‬ ‫‪72‬‬
‫‪526‬‬ ‫خطوات التمويل بالتأجري املنتهي بالتمليك‬ ‫‪73‬‬

‫‪580‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫اﻟﻤﻼﺣﻖ‬

‫‪581‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﻓـﻬـﺮس اﻟﻤﻼﺣﻖ‬
‫(مناذج تطبيقية للميزانية من واقع التقارير السنوية لبعض بنوك املشاركة)‬
‫املصدر‪:‬‬ ‫عنــــوان امللحــق‪:‬‬ ‫الرقم‪:‬‬
‫ كوثر عبد الفتاح حممود األ ي‪،‬‬ ‫ميزانية البنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫‪01‬‬
‫«قياس وتوزيع الربح يف البنك‬ ‫ميزانية بنك البحرين اإلسالمي‬ ‫‪02‬‬
‫اإلسالمي»‪ ،‬ص‪165 153 152 142 :‬‬ ‫ميزانية بنك الربكة اجلزائري‬ ‫‪03‬‬
‫‪.244 233 232 213 198 181 180‬‬ ‫ميزانية بنك التضامن اإلسالمي السوداني‬ ‫‪04‬‬
‫ حممد بوجالل‪« ،‬البنوك اإلسالمية»‪،‬‬ ‫ميزانية بنك دبي اإلسالمي‬ ‫‪05‬‬
‫ص‪163 162:‬‬ ‫ميزانية بنك فيصل اإلسالمي السوداني‬ ‫‪06‬‬
‫ فؤاد السيد املليجي‪« ،‬حماسبة‬ ‫ميزانية بنك فيصل اإلسالمي املصري‬ ‫‪07‬‬
‫الزكاة»‪ ،‬ص‪342 341 :‬‬ ‫ميزانية بيت التمويل الكوييت‬ ‫‪08‬‬
‫ التقرير السنوي للبنك اإلسالمي‬ ‫ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‬ ‫‪09‬‬
‫للتنمية ‪2000/1999‬‬ ‫ميزانية املصرف اإلسالمي الدويل لالستثمار والتنمية‬ ‫‪10‬‬
‫ التقرير السنوي لبنك الربكة‬ ‫ميزانية مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين‬ ‫‪11‬‬
‫اجلزائري ‪.2000‬‬

‫‪582‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪583‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪584‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪585‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪586‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪587‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪588‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪589‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪590‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪591‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪592‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪593‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪594‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪595‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬

‫‪596‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت‬
‫الصفحة‪:‬‬ ‫املوضــوع‪:‬‬

‫‪11‬‬ ‫مقدمــة‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مدخل للتعريف بنظام املشاركة ومؤسساته املصرفية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬ماهية نظام املشاركة وصيغه التمويلية‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬نظام الفائدة بني نظريات تطبيقه ومربرات إلغائه‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬حتديد مفاهيم الربا والفائدة والربح‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 1‬التمييز بني الفائدة والربا‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ 2‬التمييز بني الفائدة والربح‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫ثانيا‪ :‬النظريات االقتصادية املربرة لنظام الفائدة وانتقاداهتا‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -1‬املراحل التارخيية الستقرار الفائدة‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2‬النظريات املربرة لنظام الفائدة‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫ثالثا‪ :‬املخاطر االقتصادية لنظام الفائدة الربوي‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -1‬اآلثار السلبية اخلطرية لنظام الفائدة‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -2‬جدوى آلية سعر الفائدة يف الدراسات الغربية‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬نظام املشاركة كبديل لنظام الفائدة وضرورة تطبيقه‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم نظام املشاركة وتعدد أشكاله‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -1‬املفهوم اللغوي واالصطالحي واالقتصادي للمشاركة‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -2‬تعريف نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -3‬تعدد صور املشاركة‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -4‬املؤسسات املصرفية لنظام املشاركة‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أمهية نظام املشاركة وضرورة تطبيقه‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -1‬أمهية نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -2‬الضرورة االقتصادية لتطبيق نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬الصيغ التمويلية يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫أوال‪ :‬أساليب التمويل واالستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -1‬أسلوب التمويل بالبيوع‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -2‬أسلوب التمويل باملشاركة يف نتيجة العملية االستثمارية‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -3‬أسلوب التمويل باملشاركة يف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪ -4‬أسلوب التمويل التكافلي‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص أساليب التمويل يف إطار نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الكفاءة االقتصادية املتوقعة عند تطبيق الصيغ التمويلية لنظام املشاركة‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪ -1‬الكفاءة املتوقعة على مستوى األموال املستثمرة‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -2‬الكفاءة املتوقعة على مستوى توظيف األموال والطاقات العاطلة‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬ماهية بنوك املشاركة وعالقاهتا املصرفية‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬مفهوم بنوك املشاركة وخصائصها‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -1‬االستعمال اللغوي لكلمة « مَصْرف‪ /‬بنك «‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -2‬االستعمال االصطالحي لبنوك املشاركة وتعاريفها‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -1‬تساؤالت حول الطبيعة املميزة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -2‬اخلصائص املميزة لبنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪70‬‬ ‫‪ -3‬ميزة املشاركة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬


‫‪73‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أنشطة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ -1‬جمموعة أنشطة اخلدمات‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ -2‬جمموعة أنشطة التمويل واالستثمار‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ -3‬جمموعة أنشطة األعمال‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬تنظيم بنوك املشاركة وأساليب رقابتها‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫أوال‪ :‬التنظيم الداخلي لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أساليب الرقابة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أشكال رقابة البنوك املركزية على بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪ -1‬أشكال عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ -2‬حتديد عالقة بنوك املشاركة بالبنك املركزي‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬العالقة بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫أوال‪ :‬دور الوساطة املالية وطبيعة العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -1‬طبيعة الوساطة املالية اليت تقوم هبا بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -2‬العالقة بني بنك املشاركة وعمالئه املودعني ومستخدمي األموال‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أوجه االتفاق واالختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪ -1‬أوجه االتفاق بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -2‬أوجه االختالف بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عالقة بنوك املشاركة مع بعضها ومع البنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -1‬العالقة فيما بني بنوك املشاركة ومظاهر التعاون بينها‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪ -2‬العالقة بني بنوك املشاركة والبنوك التقليدية وآفاق التعاون بينهما‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬جتربة بنوك املشاركة بني النظرية والتطبيق‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬نظرة عامة حول جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫أوال‪ :‬الوضعية الراهنة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قراءة أولية يف مسرية التجربة املصرفية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫‪ -1‬إجنازات وإجيابيات جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -2‬مناذج من محالت التشكيك حول جتربة بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬تقويم أداء النشاط املصريف لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫أوال‪ :‬مظاهر تقويم أداء بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم عملية تقويم األداء وأمهيتها بالنسبة لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪ -2‬حتديد أهداف بنوك املشاركة اخلاصة بعملية تقويم األداء‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تقييم دور بنوك املشاركة يف تعبئة وتوظيف املوارد املالية‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪ -1‬تقويم جوانب الفعالية والكفاءة يف أداء بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪ -2‬تقييم الدور االقتصادي لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دراسة مقارنة ألداء البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -1‬حتليل مقارن الجتاهات النمو بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪ -2‬حتليل مقارن ملؤشرات األداء بني البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬مشــاكل وآفـــاق بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫أوال‪ :‬املشاكل احملاسبية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪ -1‬مشاكل وشكاوى احملاسبني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل النظام احملاسي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫‪ -3‬مشاكل نظم املراجعة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫ثانيا‪ :‬املعوقات والتحديات اليت تواجه بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫‪ -1‬املعوقات املؤثرة على قدرة بنوك املشاركة للقيام بدورها االقتصادي‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫‪ -2‬التحديات العاملية اليت تواجه بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪598‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪138‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اآلفاق املستقبلية لبنوك املشاركة‪.‬‬


‫‪138‬‬ ‫‪ -1‬شروط وقيود جناح بنوك املشاركة يف مَهمة التنمية‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫‪ -2‬مستلزمات ومتطلبات جناح بنوك املشاركة الشاملة‪.‬‬
‫‪142‬‬ ‫‪ -3‬إجراءات عملية مستقبلية لتدعيم عامل الثقة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫خالصــة الفصل األول‪.‬‬

‫‪150‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬امليزانيــة املصرفية يف بنـوك املشاركـة‪.‬‬


‫‪151‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬أساسيات امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬عرض ميزانية بنوك املشاركة وعناصرها‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلطار النظري مليزانية البنوك يف الفكر احملاسي‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫‪ -1‬حملة تارخيية عن امليزانية‪.‬‬
‫‪153‬‬ ‫‪ -2‬تعريف امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‪154‬‬ ‫‪ -3‬تبويب امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‪156‬‬ ‫‪ -4‬خصائص امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‪158‬‬ ‫‪ -5‬حسابات تسوية عناصر امليزانية املصرفية‪.‬‬
‫‪160‬‬ ‫ثانيا‪ :‬رؤية بعض الباحثني لعناصر ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪165‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ميزانية البنك املركزي والبنوك األعضاء يف ظل نظام املشاركة‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬التفرقة بني حسابات امليزانية يف البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫أوال‪ :‬مقارنة الباحثني لبنود ميزانية البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪171‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أوجه االختالف بني ميزانية البنوك التقليدية وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪173‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إشكالية الوساطة املالية يف ظل خصوصية ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪175‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬مناذج مقرتحة للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪175‬‬ ‫أوال‪ :‬مناذج نظرية للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪176‬‬ ‫‪ -1‬النموذج األول‪ :‬امليزانية ذات السمة املميزة ألهداف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪177‬‬ ‫‪ -2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بنوك املشاركة الشاملة‬
‫‪180‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مناذج تطبيقية للميزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪ -1‬النموذج األول‪ :‬ميزانية شركة الراجحي املصرفية لالستثمار‪.‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪ -2‬النموذج الثاني‪ :‬ميزانية بيت التمويل الكوييت‪.‬‬
‫‪183‬‬ ‫ثالثا‪ :‬منوذج امليزانية املالئمة لتبويب مصادر واستخدامات أموال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪186‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬واقع إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬دراسة حتليلية ملشاكل إعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫أوال‪ :‬املشاكل القانونية إلعداد امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫‪ -1‬القيود القانونية يف إعداد القوائم املالية‪.‬‬
‫‪189‬‬ ‫‪ -2‬مشكلة االحتياطي النقدي اإللزامي‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشاكل إظهار مصادر األموال واستخداماهتا يف ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ -1‬تبويب مصادر واستخدامات األموال يف امليزانية‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪ -2‬إظهار األصول الثابتة واملتداولة يف امليزانية‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫‪ -3‬إظهار احلسابات النظامية يف امليزانية‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫‪ -4‬وجود صندوق الزكاة‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مشاكل إعداد امليزانية على مستوى الفروع وبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫‪ -1‬إعداد امليزانية على مستوى الفروع أو املركز الرئيس‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫‪ -2‬مدى إمكانية توحيد القوائم املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬دراسة انتقادية هليكل مصادر األموال واستخداماهتا يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫أوال‪ :‬املؤشرات العامة ملكونات مصادر واستخدامات أموال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪198‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صعوبات إعداد ميزانية مُجمَّعة لبنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪201‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دراسة حاالت عملية هليكل امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫‪201‬‬ ‫‪ -1‬طريقة تبويب عناصر امليزانية يف مصرف فيصل اإلسالمي بالبحرين‪.‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪ -2‬طريقة تبويب عناصر امليزانية يف بنك التضامن اإلسالمي السوداني‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫‪ -3‬توصيات مقرتحة هليكل ميزانية بنوك املشاركة وأسلوب إعدادها‪.‬‬
‫‪209‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬دراسة تقييمية للمبادئ احملاسبية املطبقة يف إعداد ميزانية بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪209‬‬ ‫أوال‪ :‬املبادئ احملاسبية املستخدمة يف إعداد امليزانية وأمهيتها يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪210‬‬ ‫‪ -1‬مبــدأ اإلفصــــاح‪.‬‬
‫‪212‬‬ ‫‪ -2‬مبــدأ األمهيــة النسبيـة‪.‬‬
‫‪213‬‬ ‫‪ -3‬مبــدأ احليطـــة واحلذر‪.‬‬
‫‪214‬‬ ‫‪ -4‬مبــدأ الثبـــات أو التجانس‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مدى مراعاة املبادئ احملاسبية يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫‪ -1‬مدى مراعاة مبدأ اإلفصاح يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪219‬‬ ‫‪ -2‬مدى مراعاة مبدأ األمهية النسبية يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪219‬‬ ‫‪ -3‬مدى مراعاة مبدأ احليطة واحلذر يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪220‬‬ ‫‪ -4‬مدى مراعاة مبدأ الثبات يف التقارير املالية لبنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪220‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توصيات مقرتحة إلعداد ميزانية بنوك املشاركة وفق املبادئ احملاسبية‪.‬‬
‫‪222‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪223‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬نظريات إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪223‬‬ ‫أوال‪ :‬أمهية إدارة أصول وخصوم امليزانية يف البنوك‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫ثانيا‪ :‬النظريات املصرفية يف إدارة أصول وخصوم امليزانية‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫‪ -1‬نظريــــة القروض التجارية‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫‪ -2‬نظريــــة إمكانية التحويل‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫‪ -3‬نظريــــة الدخل املتوقع‪.‬‬
‫‪226‬‬ ‫‪ -4‬نظريــــة إدارة اخلصوم‪.‬‬
‫‪228‬‬ ‫ثالثا‪ :‬موقع بنوك املشاركة بني نظريات إدارة عناصر امليزانية‪.‬‬
‫‪230‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬مداخل إدارة أصول وخصوم امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪230‬‬ ‫أوال‪ :‬املداخل الكالسيكية يف إدارة عناصر امليزانية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪231‬‬ ‫‪ -1‬مدخــل األموال املشرتكة‪.‬‬
‫‪232‬‬ ‫‪ -2‬مدخل ختصيص املصادر على االستخدامات بنسب‪.‬‬
‫‪234‬‬ ‫‪ -3‬مدخل األولويات يف استخدام أموال البنك‪.‬‬
‫‪237‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مدخل إدارة فجوة األموال (ثغرة هامش الربح) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪240‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مدخل ربط استدعاء املصادر وفق متطلبات االستخدام يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪243‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬إدارة السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪243‬‬ ‫أوال‪ :‬رؤية الباحثني خلطر عامل السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشكلة السيولة الناقصة والسيولة الفائضة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫‪ -1‬مشكلة السيــولة الناقصة ومصادر تغطيتها‬
‫‪247‬‬ ‫‪ -2‬مشكلة السيــولة الفائضة وطرق توظيفها‪.‬‬
‫‪250‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع إدارة فائض وعجز السيولة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪250‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‪.‬‬

‫‪254‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مصـادر األمـوال يف بنـوك املشـاركـة‪.‬‬


‫‪255‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مصادر األموال اخلارجية األساسية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪256‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬طبيعة الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪256‬‬ ‫أوال‪ :‬الودائع املصرفية العينية والنقدية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪256‬‬ ‫‪ -1‬الودائع املصرفية العينية يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪600‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪257‬‬ ‫‪ -2‬الودائع املصرفية النقدية يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫‪261‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الودائع احلكومية واملركزية واملتبادلة واملرتبطة باخلدمات املصرفية‪.‬‬
‫‪261‬‬ ‫‪ -1‬الودائع والقروض من الدولة اليت تعمل فيها بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪261‬‬ ‫‪ -2‬الودائع والقروض من البنك املركزي‪.‬‬
‫‪261‬‬ ‫‪ -3‬الودائع املتبادلة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪262‬‬ ‫‪ -4‬حسابات البنوك األخرى واملراسلني‪.‬‬
‫‪262‬‬ ‫‪ -5‬أرصدة تغطية بعض اخلدمات املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪264‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مؤسسة التأمني على الودائع وهيئة مراجعة حسابات االستثمار‪.‬‬
‫‪267‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬حسابات الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‬
‫‪267‬‬ ‫أوال‪ :‬احلسابات اجلارية (الودائع حتت الطلب) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪267‬‬ ‫‪ -1‬تعريف احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪268‬‬ ‫‪ -2‬خصائص احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫‪ -3‬أمهية احلسابات اجلارية‪.‬‬
‫‪272‬‬ ‫ثانيا‪ :‬احلسابات االستثمارية (الودائع الثابتة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪272‬‬ ‫‪ -1‬تعريف احلسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‪273‬‬ ‫‪ -2‬خصائص احلسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‪275‬‬ ‫‪ -3‬أمهية احلسابات االستثمارية‪.‬‬
‫‪277‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حسابات التوفري (الودائع االدخارية) يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪277‬‬ ‫‪ -1‬تعريف حسابات التوفري‪.‬‬
‫‪278‬‬ ‫‪ -2‬خصائص حسابات التوفري‪.‬‬
‫‪279‬‬ ‫‪ -3‬أمهية حسابات التوفري‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬عملية توليد الودائع املصرفية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫أوال‪ :‬مظاهر الدور التقليدي لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‪286‬‬ ‫‪ -1‬دوافع توليد االئتمان يف النظام املصريف‪.‬‬
‫‪286‬‬ ‫‪ -2‬تصوير عملية توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪.‬‬
‫‪289‬‬ ‫‪ -3‬قدرة بنوك املشاركة على توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‪290‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مربرات الدور املعدوم لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‪290‬‬ ‫‪ -1‬آثار توليد االئتمان على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪291‬‬ ‫‪ -2‬تصوير عدم توليد الودائع املصرفية يف ميزانية البنوك‪.‬‬
‫‪293‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تصورات الدور احملدود لبنوك املشاركة يف توليد الودائع املصرفية‪.‬‬
‫‪296‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬مصادر األموال اخلارجية اإلضافية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪297‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬طبيعة األدوات املالية املستحدثة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪297‬‬ ‫أوال‪ :‬مربرات احلاجة إىل مصادر أموال إضافية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪297‬‬ ‫‪ -1‬رغبة املودعني يف السَّحب من ودائعهم بسهولة وسرعة‪.‬‬
‫‪298‬‬ ‫‪ -2‬عدم توفر االستعداد الكايف لدى غالبية املودعني للمخاطرة‪.‬‬
‫‪300‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تصورات مقرتحة ألساليب جديدة ملصادر األموال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫ثالثا‪ :‬طبيعة األوراق املالية اليت استحدثتها بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪306‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬األساليب اإليداعية اجلديدة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪306‬‬ ‫أوال‪ :‬شهادات االدخار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‪308‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شهادات اإليداع املشارِكة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫ثالثا‪ :‬شهادات االستثمار املشارِكة يف األرباح واخلسائر‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫‪ -1‬شهادات االستثمار ملشروع معني‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫‪ -2‬شهادات االستثمار املخصصة لنشاط معني‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫أوال‪ :‬صكوك املضاربة (سندات املقارضة) يف بنوك املشاركة‪.‬‬

‫‪601‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪312‬‬ ‫‪ -1‬تعريف صكوك أو سندات املضاربة‪.‬‬


‫‪314‬‬ ‫‪ -2‬خصائص صكوك أو سندات املضاربة‪.‬‬
‫‪315‬‬ ‫‪ -3‬أمهية صكوك أو سندات املضاربة‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وثائق صناديق االستثمار باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫‪ -1‬تعريف صناديق االستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‪318‬‬ ‫‪ -2‬خصائص صناديق االستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‪318‬‬ ‫‪ -3‬أمهية صناديق االستثمار باملشاركة‪.‬‬
‫‪321‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أسلوب إصدار األوراق املالية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪324‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر األموال الداخلية املكملة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬صناديق متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫أوال‪ :‬طبيعة صناديق التكافل االجتماعي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫‪ -1‬صندوق الزكــــاة ومصادر متويله‪.‬‬
‫‪327‬‬ ‫‪ -2‬صندوق القرض احلسن ومصادر متويله‪.‬‬
‫‪328‬‬ ‫‪ -3‬صندوق وقف املضاربة ومصادر متويله‪.‬‬
‫‪332‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دور وواقع تعبئة أموال الزكاة والتربعات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪332‬‬ ‫‪ -1‬دور بنوك املشاركة يف القيام بنشاط الزكاة‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫‪ -2‬واقع مصادر متويل اخلدمات االجتماعية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪337‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حماسبــة الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪337‬‬ ‫‪ -1‬حساب زكاة األسهم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫‪ -2‬واقع حماسبة الزكاة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪340‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬حسابات مصادر التمويل الذاتي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪340‬‬ ‫أوال‪ :‬حسابات خمصصات االهتالكات واملؤونات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪340‬‬ ‫‪ -1‬حسابات خمصصات اهتالكات األصول الثابتة‪.‬‬
‫‪342‬‬ ‫‪ -2‬حسابات خمصصات مؤونات األعباء واخلسائر احملتملة‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حسابات االحتياطيات واألرباح غري املوزعة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫‪ -1‬توزيع األرباح بني املسامهني واملودعني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪348‬‬ ‫‪ -2‬حسابات االحتياطيات واألرباح يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪354‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع حماسبة االهتالكات واملؤونات واالحتياطيات يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬حسابات رأس مال املسامهني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫أوال‪ :‬حسابات رأس املال ووظائفه يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫‪ -1‬حسابات رأس املال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪359‬‬ ‫‪ -2‬وظائف رأس املال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األمهية النسبية لرأس املال يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫‪ -1‬االجتاه األول‪ :‬اخنفاض األمهية النسبية لرأس مال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫‪ -2‬االجتاه الثاني‪ :‬زيـادة األمهية النسبية لرأس مال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪362‬‬ ‫‪ -3‬االجتاه الثالث‪ :‬حتديـد معدالت مالئمة لرأس مال بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪365‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع حماسبة رأس املال وأموال املسامهني يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪366‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‪.‬‬

‫‪368‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬استخدامـات األمـوال يف بنـوك املشـاركـة‪.‬‬


‫‪369‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬استخدامات األموال قصرية األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باملراحبة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل باملراحبة‪.‬‬

‫‪602‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪373‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫‪375‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل باملراحبة وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪376‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل باملراحبة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪377‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‪379‬‬ ‫‪ -4‬أمهية التمويل باملراحبة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪381‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باملراحبة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪381‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‪384‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باملراحبة‪.‬‬
‫‪386‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬التمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪386‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل بالسَّلَم وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪386‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‪387‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‪388‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪392‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪392‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل بالسَّلَم وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪393‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل بالسَّلَم مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪396‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‪396‬‬ ‫‪ -4‬أمهية التمويل بالسَّلَم على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪400‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل بالسَّلَم يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‪402‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل بالسَّلَم‪.‬‬
‫‪405‬‬ ‫املطلب‪ :3‬التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪405‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل بالقرض احلسن وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪405‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‪406‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‪408‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل بالقرض احلسن وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪412‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل بالقرض احلسن مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪414‬‬ ‫‪ -3‬أمهية التمويل بالقرض احلسن على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪417‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل بالقرض احلسن يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪417‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‪419‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل بالقرض احلسن‪.‬‬
‫‪422‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬استخدامات األموال متوسطة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪423‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪423‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل التأجريي وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪423‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‪424‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‪426‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪429‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪429‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل التأجريي وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪431‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل التأجريي مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪432‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‪435‬‬ ‫‪ -4‬أمهية التمويل التأجريي على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬

‫‪603‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫‪438‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل التأجريي يف بنوك املشاركة‪.‬‬


‫‪438‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل التأجريي‪.‬‬
‫‪441‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل التأجريي‪.‬‬
‫‪443‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪443‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل بالبيع بالتقسيط وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪443‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪444‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪444‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪447‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪447‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل بالبيع بالتقسيط وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪449‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل بالبيع بالتقسيط مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪452‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪453‬‬ ‫‪ -4‬أمهية التمويل بالبيع بالتقسيط على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪455‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل بالبيع بالتقسيط يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪455‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪456‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل بالبيع بالتقسيط‪.‬‬
‫‪459‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪459‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باالستصناع وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪459‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‪460‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‪461‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪463‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪463‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل باالستصناع وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪464‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل باالستصناع مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪465‬‬ ‫‪ -3‬أمهية التمويل باالستصناع على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪468‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باالستصناع يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪468‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‪469‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باالستصناع‪.‬‬
‫‪473‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬استخدامات األموال طويلة األجل يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪474‬‬ ‫املطلب ‪ :1‬التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‬
‫‪474‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باملضاربة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪474‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‪475‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‪477‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪482‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪482‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل باملضاربة وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪484‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل باملضاربة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪487‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‪487‬‬ ‫‪ -4‬أمهية التمويل باملضاربة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪490‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باملضاربة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪490‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‪491‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باملضاربة‪.‬‬
‫‪495‬‬ ‫املطلب ‪ :2‬التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪495‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل باملشاركة وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪495‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل باملشاركة‪.‬‬

‫‪604‬‬
‫د‪.‬ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬

‫‪496‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل باملشاركة‪.‬‬


‫‪498‬‬ ‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪502‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪502‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل باملشاركة وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪504‬‬ ‫‪ -2‬مقارنة التمويل باملشاركة مع األساليب التمويلية املشاهبة‪.‬‬
‫‪507‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‪508‬‬ ‫‪ -4‬أمهية التمويل باملشاركة على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪.‬‬
‫‪512‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل باملشاركة يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪512‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‪514‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل باملشاركة‪.‬‬
‫‪518‬‬ ‫املطلب ‪ :3‬التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪518‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك وخطواته العملية يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪518‬‬ ‫‪ -1‬تعريف التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪519‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪ -3‬خطوات احلصول على التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪521 .‬‬
‫‪527‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص وأمهية التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪527‬‬ ‫‪ -1‬خماطر التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك وإجراءات تقليل حجمها‪.‬‬
‫‪ -2‬مقارنة التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك مع األساليب التمويلية املشاهبة‪529 .‬‬
‫‪531‬‬ ‫‪ -3‬حماسبة التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪ -4‬أمهية التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك على املستوى االقتصادي الكلي واجلزئي‪532 .‬‬
‫‪535‬‬ ‫ثالثا‪ :‬واقع التمويل املتناقص املنتهي بالتمليك يف بنوك املشاركة‪.‬‬
‫‪535‬‬ ‫‪ -1‬دراسة حتليلية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪536‬‬ ‫‪ -2‬مشاكل عملية للتمويل املتناقص املنتهي بالتمليك‪.‬‬
‫‪541‬‬ ‫خالصة الفصل الرابع‪.‬‬
‫‪544‬‬ ‫اخلـاتـمـة‪.‬‬
‫‪556‬‬ ‫قائمة املراجع‪.‬‬
‫‪576‬‬ ‫فهرس اجلداول‪.‬‬
‫‪579‬‬ ‫فهرس األشكال‪.‬‬
‫‪581‬‬ ‫فهرس املالحق‪.‬‬

‫‪605‬‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬

‫ﻣـﻠـﺨـﺺ‬

‫ﻣﺼﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ا‪7‬ﻣﻮال ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮك ا‪F‬ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬


‫ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ اﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ واﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ‬

‫يف خضــم التحــوالت الكــربى الــيت شــهدهتا الصناعــة املصرفيــة‪ ،‬ظهــرت‬


‫البنــوك اإلســالمية الــيت تســتبعد التعامــل «بالفائــدة» كمؤشــر ملمارســة‬
‫أنشــطتها املختلفــة‪ ،‬ودخلــت يف حميــط تنافســي مــع البنــوك التقليديــة‬
‫رغــم قصــر جتربتهــا يف ميــدان العمــل املصــريف‪.‬‬
‫إن هــذه «البنــوك اجلديــدة» أصبحــت ظاهــرة حمــ ّل اهتمــام احملللــني‬
‫واحملاســبني‪ ،‬خبصــوص األدوات والتقنيــات املســتعملة فيهــا علــى مســتوى‬
‫املصــادر واالســتخدامات‪.‬‬
‫ويقوم هذا الكتاب مبعاجلة العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬مدخل للتعريف بنظام املشاركة ومؤسساته املصرفية‪.‬‬
‫‪ .2‬امليزانية املصرفية يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬مصادر األموال يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .4‬استخدامات األموال يف البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫‪606‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﻤﺎر ﻏﺮﺑﻲ‬.‫د‬

Abstract
RESOURCES AND USES OF FUNDS IN ISLAMIC BANKS
in the light of its banking and accounting experience

Under the great transformations that characterize the


banking sector, the Islamic banks emerged as institutions
that don’t adopt the “interest rate” as an indicator in their
activities; they entered in competition with traditional banks
despite their short experience in the banking domain.
This new type of banks became a phenomenon that
attracted the attention of analysts and accountants;
concerning their different tools and techniques used in
resources and its uses.
The purpose of this book is to treat the following elements:
1. Introduction to the définition of participative
system and its financial institutions.
2. the balance sheet in Islamic banks.
3. the resources of funds in Islamic banks.
4. the uses of funds in Islamic banks.

607
‫ﻣﺼـــﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـــﺎت ا‪7‬ﻣـــﻮال ﻓـــﻲ‬
‫ﻣﺼـﺎدر واﺳﺘﺨﺪاﻣـﺎت ا‪1‬ﻣـﻮال ﻓـﻲ اﻟﺒﻨـﻮك ا'ﺳﻼﻣﻴـﺔ‬
‫اﻟﺒﻨـــﻮك ا‪F‬ﺳﻼﻣﻴـــﺔ‬
‫الكتــاب جهــد كبــري ورصــني ملؤلفــه الباحــث الدكتــور عبــد احلليــم‬
‫عمــار غربــي‪ ،‬الــذي يعــدُّ كتابــه مرجعــاً علميــاً معاصــراً ميسَّــراً‬
‫لكثــري مــن الباحثــني وطــالب العلــم املصــريف واحملاســي يف كل‬
‫أحنــاء العــامل‪.‬‬
‫يركــز الكتــاب علــى قضيــة حيويــة وإجــراء تقــي مصــريف يســهم‬
‫بــال شــك يف دعــم وتطويــر أداء البنــوك يف عاملنــا اإلســالمي‪ ،‬وهــي‬
‫قضيــة مــوارد متويــل البنــوك ومنافــذ االســتثمار البنكــي ألن ذلــك‬
‫ســيحدد مصائــر بنوكنــا وســيحدد مصائــر اســتثماراتنا ومصائــر‬
‫هنوضنــا العمرانــي واالقتصــادي والتنمــوي مجلــة وتفصي ـالً‪.‬‬
‫***‬
‫ولعــل اخلريطــة البحثيــة للكتــاب تقــوم علــى عقــد مقارنــة يف اجلــذر‬
‫العلمــي واإلجــراء التطبيقــي التقــي بــني صيغــة «البنــوك التقليديــة»‬
‫وصيغــة «بنــوك املشــاركة» خاصــة وأن األخــرية هــي مــن أحــدث‬
‫الصيــغ املصرفيــة تطبيق ـاً ويف جعبتهــا حلــول وخمــارج لكثــري مــن‬
‫األزمــات البنكيــة والتحديــات املصرفيــة واحملاســبية‪.‬‬
‫***‬
‫يبلــور املؤلــف رؤيــة معاصــرة علميــة متينــة البنــاء ملوضــوع الســاعة‬
‫«بنــوك املشــاركة» وهــو جهــد كبــري جــداً ملــن يعــرف يف هــذا‬
‫التخصــص وملــن المــس واقعنــا العربــي واإلســالمي حيــث تغيــب‬
‫كثــري مــن املعطيــات اإلحصائيــة والرقميــة واملعلوماتيــة والــيت تــرصُّ‬
‫بنيــان البحــث ومتنــع الفــروج فيــه وتسـدُّ الثغــرات ‪ ..‬وهــذا مــا جعــل‬
‫املؤلــف خيــوض جتربــة شــائكة وعويصــة ولكنهــا كانــت «ممتعــة»‬
‫برأيــه ‪ ..‬ولعلهــا متعــة البحــث واالكتشــاف ونشــوة اإلضافــة العلميــة‬
‫النافعــة للنــاس‪.‬‬
‫***‬
‫يعـدُّ هــذا الكتــاب مــن الكتــب القليلــة والنــادرة‪ ،‬مــن حيــث موضوعــه‬
‫احليــوي املعاصــر وأســلوبه العلمــي املبســط وطرحــه اإلنشــائي‬
‫املشــوق للباحثــني وطــالب التقنيــات املصرفيــة احلديثــة‪.‬‬

‫د‪ .‬منقذ عقاد‬


‫الرئيس التنفيذي لدار أبي الفداء العاملية للنشر‬

‫‪608‬‬

You might also like