You are on page 1of 4

‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪1‬‬

‫الكسب احلالل‬
‫‪ 1‬مجاد أول ‪1444‬هـ – ‪ 25‬نوفمرب ‪2022‬م‬
‫ُ‬
‫اخلطبة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫عناصر‬
‫ُّ‬ ‫ا‬
‫احلالل‬
‫ِ‬ ‫طلب‬
‫ِ‬ ‫أوًل‪ :‬احلث على‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬
‫احلالل‬
‫ِ‬ ‫أكل‬
‫ِ‬ ‫ثانيا‪ :‬صور ومناذج مشرقة يف حترى‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ا‬
‫املعاصرة‬
‫ِ‬ ‫حياتنا‬
‫ِ‬ ‫احلالل يف‬
‫ِ‬ ‫ثالثا‪ :‬وجوب حتري‬
‫المـــوضــــــــــوع‬
‫شرور‬‫ِ‬ ‫ونؤمن ب ِه ونتوك ُل علي ِه ونعوذُ ب ِه ِمن‬ ‫ُ‬ ‫ونستغفرهُ‬
‫ُ‬ ‫ونتوب إلي ِه‬ ‫ُ‬ ‫الحم ُد هللِ نحم ُدهُ ونستعينُهُ‬
‫وأن ُمحمدًا عب ُدهُ ورسولُهُ‬ ‫شريك لهُ َّ‬ ‫َ‬ ‫هللا وح َدهُ ال‬ ‫أن ال إلهَ اإال ُ‬ ‫ت أعما ِلنَا‪ ،‬ونشه ُد ْ‬ ‫أنف ِسنَا وسيئا ِ‬
‫ﷺ‪ .‬أ َّما بعدُ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ا‬
‫احلالل‬
‫ِ‬ ‫طلب‬
‫ِ‬ ‫أوًل‪ :‬احلث على‬
‫تحث على أك ِل‬ ‫ُّ‬ ‫النصوص التي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تضافرت‬ ‫تحري الحالل‪ ،‬وقد‬ ‫لقد حثانَا الشرعُ الحكي ُم على ِ ا‬
‫ّلِل ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ِإيَّاهُ‬‫ت َما َرزَ ْقنَا ُك ْم َوا ْش ُك ُروا ِ َّ ِ‬ ‫الحالل‪ ،‬قا َل تعالى‪{ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن َ‬
‫ط ِيابَا ِ‬
‫ّللا ِإن ُكنت ُ ْم‬‫ت اِ‬ ‫ط اِي ًبا َوا ْش ُك ُرواْ ِن ْع َم َ‬ ‫الال َ‬‫ّللا َح ً‬ ‫ت َ ْعبُدُونَ }‪( .‬البقرة‪ .)172 :‬وقال‪{ :‬فَ ُكلُواْ ِم َّما َرزَ قَ ُك ُم ا ُ‬
‫ِإيَّاهُ ت َ ْعبُدُونَ }‪( .‬النحل‪.)114 :‬‬
‫ط ِيا ًبا‪َ ،‬و ِإ َّن َ‬
‫هللا‬ ‫ب َال َي ْق َب ُل ِإ َّال َ‬ ‫هللا َ‬
‫ط ِيا ٌ‬ ‫اس‪ِ ،‬إ َّن َ‬ ‫سو ُل هللاِ ﷺ‪ " :‬أَيُّ َها النَّ ُ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي هُ َري َْرة َ‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫و َ‬
‫صا ِل ًحا‪،‬‬ ‫ت َوا ْع َملُوا َ‬ ‫طياِبَا ِ‬ ‫س ُل ُكلُوا ِمنَ ال َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫س ِلينَ ‪ ،‬فَقَا َل‪{ :‬يَا أَيُّ َها ُّ‬ ‫أ َ َم َر ْال ُمؤْ ِمنِينَ بِ َما أ َ َم َر بِ ِه ْال ُم ْر َ‬
‫ت َما َرزَ ْقنَا ُك ْم}‬ ‫ع ِلي ٌم} [المؤمنون‪َ ]51 :‬وقَا َل‪َ { :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن َ‬
‫ط ِيا َبا ِ‬ ‫ِإ ِناي ِب َما ت َ ْع َملُونَ َ‬
‫اء‪ ،‬يَا َربا ِ‪ ،‬يَا َربا ِ‪،‬‬ ‫ث أ َ ْغبَ َر‪ ،‬يَ ُم ُّد يَ َد ْي ِه ِإلَى ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫سفَ َر أ َ ْش َع َ‬
‫الر ُج َل يُ ِطي ُل ال َّ‬ ‫[البقرة‪ ]172 :‬ث ُ َّم ذَ َك َر َّ‬
‫اب ِلذَ ِل َك؟"‪(.‬مسلم)‪.‬‬ ‫ِي ِب ْال َح َر ِام‪ ،‬فَأَنَّى يُ ْست َ َج ُ‬ ‫سهُ َح َرا ٌم‪َ ،‬و ُ‬
‫غذ َ‬ ‫ط َع ُمهُ َح َرا ٌم‪َ ،‬و َم ْش َربُهُ َح َرا ٌم‪َ ،‬و َم ْل َب ُ‬ ‫َو َم ْ‬
‫ير قَا َل‪:‬‬ ‫ان ب ِْن بَ ِش ٍ‬ ‫الحكيم قد بين ُه َما‪ ،‬ف َع ْن ال ُّن ْع َم ِ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ألن الشر َ‬ ‫يعرف الحال َل والحرا َم؛ َّ‬ ‫ُ‬ ‫فكلُّنَا‬
‫ات َال يَ ْعلَ ُم ُه َّن‬ ‫ّللا ﷺ يَقُولُ‪ِ " :‬إ َّن ْال َح َال َل بَياِ ٌن َو ِإ َّن ْال َح َر َ‬
‫ام بَياِ ٌن َوبَ ْينَ ُه َما ُم ْشتَبِ َه ٌ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫َ‬
‫ت َوقَ َع‬ ‫ض ِه؛ َو َم ْن َوقَ َع ِفي ال ُّ‬
‫شبُ َها ِ‬ ‫ت ا ْستَب َْرأ َ ِلدِي ِن ِه َو ِع ْر ِ‬ ‫شبُ َها ِ‬ ‫اس؛ فَ َم ْن اتَّقَى ال ُّ‬ ‫ير ِم ْن النَّ ِ‬ ‫َك ِث ٌ‬
‫عى َح ْو َل ْال ِح َمى يُو ِشكُ أ َ ْن َي ْرتَ َع فِي ِه؛ أَ َال َو ِإ َّن ِل ُك ِال َملِكٍ ِح ًمى؛ أَ َال‬ ‫الرا ِعي َي ْر َ‬ ‫فِي ْال َح َر ِام؛ َك َّ‬
‫ت‬ ‫س َد ْ‬‫س ُد ُكلُّهُ َو ِإذَا فَ َ‬‫صلَ َح ْال َج َ‬ ‫ت َ‬ ‫صلَ َح ْ‬ ‫ضغَةً ِإذَا َ‬ ‫س ِد ُم ْ‬ ‫ار ُمهُ؛ أ َ َال َو ِإ َّن فِي ْال َج َ‬ ‫ّللا َم َح ِ‬ ‫َو ِإ َّن ِح َمى َّ ِ‬
‫ت‬‫أن يت ِقي الشبها ِ‬ ‫اإلنسان ْ‬
‫ِ‬ ‫ب"‪( .‬متفق عليه)‪ .‬فينبغي على‬ ‫ي ْالقَ ْل ُ‬ ‫س ُد ُكلُّهُ أ َ َال َو ِه َ‬ ‫س َد ْال َج َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪2‬‬

‫النيران‬
‫ِ‬ ‫باألحوط؛ حتى يسع َد بالحال ِل في دنياه‪ ،‬وين ُجو ِمن‬
‫ِ‬ ‫براءة ً لدينِ ِه وعرض ِه؛ وأخذًا‬
‫في أخراه‪.‬‬
‫الصالح يتورعونَ عن هذه الشبهاتِ‪ ،‬بل يتورعونَ‬ ‫ِ‬ ‫ولهذا كان الصحابةُ والصالحون ِمن سل ِفنَا‬
‫هللا عنه يقولُ‪ُ :‬كنَّا ندعُ تسعةَ‬ ‫عمر رضي ُ‬ ‫ُ‬ ‫أن يكونَ حرا ًما!! " فهذا‬ ‫بعض الحال ِل خشيةَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬
‫أن يت ِقي العب ُد‬ ‫تمام التقوى ْ‬ ‫إن ِمن ِ‬ ‫الحرام‪ ..‬وقال أبو الدرداء‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫أن نق َع في‬ ‫أعشار الحال ِل مخافةَ ْ‬ ‫ِ‬
‫أن يكونَ حرا ًما‪ ،‬حتى يكونَ حجابًا‬ ‫بعض ما يرى أنَّهُ حال ٌل خشيةَ ْ‬ ‫َ‬ ‫يترك‬
‫َ‬ ‫في مثقا ِل ذرةٍ‪ ،‬حتاى‬
‫إنسان‪ ،‬فحملَ َها إليه‪ ،‬فأخذَ تسعةً وتسعينَ‬ ‫ٍ‬ ‫درهم على‬ ‫ٍ‬ ‫بينَه وبينَ النار‪ ،‬ولهذا كان لبعض ِهم مائةُ‬
‫بنقصان حبةٍ‪ ،‬وما يعطي ِه يوفي ِه‬ ‫ِ‬ ‫استيفاء الك ِال خيفةَ الزيادةِ‪ .‬وكان ما يستوفي ِه يأخذهُ‬ ‫ِ‬ ‫ع عن‬ ‫وتور َ‬
‫ا‬
‫النار‪(".‬إحياء علوم الدين)‪.‬‬ ‫حاجز ٌا ِمن ِّ ِ‬ ‫ً‬ ‫بزيادةِ حبةٍ‪ ،‬ليكونَ ذلك‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬
‫أكل احلالل‬ ‫ِ‬ ‫ثانيا‪ :‬صور ومناذج مشرقة يف حترى‬
‫ولتكن لكم القدوة ُ في‬ ‫ْ‬ ‫شئون حياتِ ُكم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وجميع‬
‫ِ‬ ‫ي الحال ِل في مأك ِل ُكم ومشربِ ُكم‬ ‫يجب علي ُكم ِ ا‬
‫تحر َ‬ ‫ُ‬
‫غالَ ٌم‬ ‫ت‪َ " :‬كانَ ِأل َ ِبي بَ ْك ٍر ُ‬ ‫ع ْن َها‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ّللا َ‬
‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫شةَ َر ِ‬ ‫عائِ َ‬ ‫تحري الحالل‪ ،‬ف َع ْن َ‬ ‫الصالح في ِ ا‬ ‫ِ‬ ‫سل ِفنَا‬
‫ش ْيءٍ فَأ َ َك َل ِم ْنهُ أَبُو َب ْك ٍر‪ ،‬فَقَا َل‬ ‫اج ِه‪ ،‬فَ َجا َء َي ْو ًما ِب َ‬ ‫يُ ْخ ِر ُج لَهُ الخ ََرا َج‪َ ،‬و َكانَ أَبُو َب ْك ٍر َيأ ْ ُك ُل ِم ْن خ ََر ِ‬
‫ان فِي ال َجا ِه ِليَّ ِة‪َ ،‬و َما‬ ‫لَهُ الغُالَ ُم‪ :‬أَت َ ْد ِري َما َهذَا؟ فَقَا َل أَبُو بَ ْك ٍر‪َ :‬و َما هُ َو؟ قَا َل‪ُ :‬ك ْنتُ ت َ َك َّه ْنتُ ِ ِإل ْن َ‬
‫س ٍ‬
‫ت ِم ْنهُ‪ ،‬فَأ َ ْد َخ َل أَبُو َب ْك ٍر‬ ‫طا ِني ِبذَ ِل َك‪ ،‬فَ َهذَا الَّذِي أ َ َك ْل َ‬ ‫أ ُ ْح ِس ُن ال ِك َهانَةَ‪ِ ،‬إ َّال أ َ ِناي َخ َد ْعتُهُ‪ ،‬فَلَ ِق َي ِني فَأ َ ْع َ‬
‫طنِ ِه "‪( .‬البخاري) وفي رواية‪ ":‬لَ ْو لَ ْم ت َ ْخ ُرجْ ِإ َّال َم َع نَ ْف ِسي َأل َ ْخ َر ْجت ُ َها"‬ ‫ش ْيءٍ فِي بَ ْ‬ ‫يَ َدهُ‪ ،‬فَقَا َء ُك َّل َ‬
‫َت ِلعُ َم َر نَاقَةٌ َي ْح ِلبُ َها‬ ‫علَ ْي ِه َو َكان ْ‬
‫ع َم َر فَنَزَ َل َ‬ ‫ي‪ ،‬أَنَّهُ خ ََر َج ِإلَى ُ‬ ‫غ ْن ٍم ْاأل َ ْش َع ِر ِا‬ ‫الر ْح َم ِن ب ِْن َ‬ ‫ع ْب ِد َّ‬‫ع ْن َ‬ ‫و َ‬
‫ير‬ ‫«و ْي َح َك ِم ْن أَيْنَ َهذَا اللَّبَ ُن؟» فَقَا َل‪ :‬يَا أ َ ِم َ‬ ‫سقَاهُ لَبَنًا فَأ َ ْن َك َرهُ‪ ،‬فَقَا َل‪َ :‬‬ ‫ات يَ ْو ٍم فَ َ‬ ‫غ َال ُمهُ ذَ َ‬ ‫طلَقَ ُ‬ ‫فَا ْن َ‬
‫ع َم ُر‪:‬‬ ‫ب لَ َبنَ َها‪ ،‬فَ َحلَبْتُ لَ َك نَاقَةً ِم ْن َما ِل َّ ِ‬
‫ّللا‪ ،‬فَقَا َل لَهُ ُ‬ ‫علَ ْي َها َولَ ُدهَا‪ ،‬فَش َِر َ‬ ‫ت َ‬ ‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإ َّن النَّاقَةَ ا ْنفَلَ َ‬
‫ّللاِ‪،‬‬ ‫ع َم َد إِلَى نَاقَ ٍة ِم ْن َما ِل َّ‬ ‫عاهُ‪ ،‬فَقَا َل‪ :‬إِ َّن َهذَا َ‬ ‫ب فَ َد َ‬ ‫طا ِل ٍ‬ ‫ي بْنَ أَبِي َ‬ ‫ع ِل َّ‬‫َارا ا ْدعُ ِلي َ‬ ‫سقَ ْيتَنِي ن ً‬ ‫َو ْي َح َك َ‬
‫ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ هُ َو لَ َك َح َال ٌل َولَ ْح ُم َها‪َ ،‬وأ َ ْوش ََك أ َ ْن َي ِجي َء‬ ‫سقَانِي لَ َبنَ َها أَفَت ُ ِحلُّهُ ِلي؟ قَا َل‪« :‬نَ َع ْم َيا أ َ ِم َ‬ ‫فَ َ‬
‫َم ْن َال يَ َرى لَنَا فِي َهذَا ْال َما ِل َح ٌّق»‪(.‬الورع البن أبي الدنيا)‪.‬‬
‫شرب ذلك‬ ‫َ‬ ‫ب هللاِ ج َّل وعال ل اما‬ ‫حيث خشي ِمن عذا ِ‬ ‫ُ‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أمير المؤمنين‬ ‫ورع ِ‬ ‫ِ‬ ‫فهذا مث ٌل ِمن‬
‫كبار الصحاب ِة‬ ‫بعض ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن استح َّل ذلك ِمن‬ ‫سهُ اإال بع َد ْ‬ ‫تطمئن نف ُ‬ ‫ْ‬ ‫اللبنَ مع أنَّه لم يتعم ْد ذلك‪ ،‬ولم‬
‫طعم‬ ‫فرقَ ‪ -‬بحالوةِ إيمان ِه ومذاق ِه‪ -‬بين ِ‬ ‫انظر كيف َّ‬ ‫ْ‬ ‫األمر‪ ،‬بل‬ ‫ِ‬ ‫الذين يمثلونَ المسلمين في ذلك‬
‫الحال ِل وبينَ ما في ِه شبهة‪.‬‬
‫ب‬ ‫أن آخذَ ِمن ترا ِ‬ ‫ت بكراء‪ ،‬فكتبتُ كتابًا وأردتُ ْ‬ ‫بن معب ٍد أ َّنه قال‪ :‬كنتُ ساك ًنا في بي ِ‬ ‫ى ِ‬
‫وروي عن عل ٍ ا‬
‫الحائط‪ ،‬فأخذتُ‬
‫ِ‬ ‫ب ِمن‬ ‫قدر ترا ٍ‬ ‫فقالت لي نف ِسي‪ :‬وما ُ‬ ‫ْ‬ ‫ليس لي‪،‬‬‫ط َ‬ ‫الحائط ألتر َبهُ وأجففَهُ‪ ،‬ث ام قلتُ ‪ :‬الحائ ُ‬ ‫ِ‬
‫بن معبد‪ ،‬سيعل ُم غدًا الذي يقولُ‪:‬‬ ‫ي ُ‬ ‫بشخص واقفٍ يقولُ‪ :‬يا عل ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ب حاج ِتي‪ ،‬فل َّما نمتُ فإذا أنا‬ ‫ِمن الترا ِ‬
‫بجمع‬
‫ِ‬ ‫الناس يهت ُّم‬ ‫ِ‬ ‫فكثير ِمن‬
‫ٌ‬ ‫انظر إلى ذلك وإلى حا ِلنَا‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ب ِمن حائطٍ !!‪( .‬إحياء علوم الدين)‪.‬‬ ‫قدر ترا ٍ‬ ‫وما ُ‬
‫ي ِ ﷺ قَا َل‪:‬‬‫ع ْن ال َّن ِب ا‬‫ع ْنهُ َ‬
‫ّللا َ‬
‫ي َّ ُ‬
‫ض َ‬ ‫النظر إلى مصدر ِه ِأمن حال ٍل أم حرام؟!! فعَ ْن أ َ ِبي هُ َري َْرة َ َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الما ِل دونَ‬
‫ان َال يُ َبا ِلي ْال َم ْر ُء َما أ َ َخذَ ِم ْنهُ‪ ،‬أ َ ِمنَ ْال َح َال ِل أ َ ْم ِم ْن ْال َح َر ِام"‪ ( .‬البخاري )‪.‬‬
‫اس زَ َم ٌ‬ ‫" َيأ ْ ِتي َ‬
‫علَى ال َّن ِ‬
‫‪3‬‬

‫هللا جميعًا في أنف ِس ُكم وفي أوال ِد ُكم‬ ‫والحرام‪ ،‬واتقوا َ‬ ‫ِ‬ ‫ي الحال ِل والبع َد عن المتشاب ِه‬ ‫تحر َ‬ ‫فعلي ُكم ِ ا‬
‫النار‪ ،‬فك ُّل جس ٍد‬ ‫ِ‬ ‫حر‬‫الجوع وال يصبرون على ِ ا‬ ‫ِ‬ ‫الحرام‪ ،‬فإناهم يصبرونَ على‬ ‫َ‬ ‫وال تطع ُموهُم‬
‫تزوال قد َما‬ ‫َ‬ ‫واجب‪ ،‬فلن‬ ‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫طلب الحال ِل وتحريَهُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫فالنار أولَى ب ِه‪ ،‬واعل ُموا َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫نبت ِمن سح ٍ‬ ‫َ‬
‫بن َجبَ ٍل‪ ،‬قَا َل‪ :‬قَا َل‬ ‫وفيم أنفقَهُ؟! فعَ ْن ُمعَا ِذ ِ‬ ‫َ‬ ‫يوم القيام ِة حتى يسأ َل عن مال ِه ِمن أين اكتسبَهُ‬ ‫عب ٍد َ‬
‫ع ُم ُر ِه فِي َما‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫صا ٍل‪َ :‬‬ ‫ع ْن أ َ ْربَ ِع ِخ َ‬ ‫ع ْب ٍد يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َحتَّى يُ ْسأ َ َل َ‬ ‫ّللاِ ﷺ‪" :‬ال ت َ ُزو ُل قَ ِد َما َ‬ ‫سو ُل َّ‬ ‫َر ُ‬
‫ع ِم َل‬ ‫ع ِلم ِه َماذَا َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫س َبهُ َو ِفي َما أ َ ْنفَقَهُ؟ َو َ‬ ‫ع ْن َما ِل ِه ِم ْن أَيْنَ ا ْكت َ َ‬ ‫ش َبا ِب ِه ِفي َما أَبْالهُ؟ َو َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫أ َ ْفنَاهُ؟ َو َ‬
‫ِفي ِه؟"‪ [ .‬الطبراني والبيهقي والترمذي وصححه ] ‪.‬‬
‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫ب الحال ِل ‪ :-‬فقد جا َء رج ٌل إلى‬ ‫تحرى الكس ِ‬ ‫العنصر بهذه القص ِة الجميلة ‪ -‬في ِ ا‬ ‫َ‬ ‫أخت ُم هذا‬
‫أجرهُ ال يكفي ِه‪،‬‬ ‫وأن َ‬ ‫درهم‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أجيرا بخمسمائ ِة‬ ‫ً‬ ‫وأخبرهُ أناهُ يعم ُل‬ ‫َ‬ ‫ي ِ يش ُكو لهُ ضيقَ حال ِه‪،‬‬ ‫الشافع ا‬
‫بإنقاص أجر ِه‬ ‫ِ‬ ‫ب العم ٍل ويطالبُهُ‬ ‫يذهب إلى صاح ِ‬ ‫َ‬ ‫أمرهُ ْ‬
‫أن‬ ‫أن َ‬ ‫ي ِ اإال ْ‬ ‫اإلمام الشافع ا‬ ‫ِ‬ ‫فما كان ِمن‬
‫ي ِ رغم أنَّه لم يفه ْم سببَه!!‬ ‫ألمر الشافع ا‬ ‫ِ‬ ‫بدال ِمن خمسمائةٍ‪ ،‬وامتث َل الرج ُل‬ ‫درهم ً‬ ‫ٍ‬ ‫إلى أربعمائ ِة‬
‫فأمرهُ‬ ‫زالت المشكلةُ قائمةً‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫يتحسن وض ِعي إنَّما ما‬ ‫ْ‬ ‫ي ِ وقال‪ :‬لم‬ ‫وبعد فترةٍ عا َد الرج ُل إلى الشافع ا‬
‫بدال ِمن أربعمائة‪،‬‬ ‫درهم ً‬ ‫ٍ‬ ‫إنقاص أجر ِه إلى ثالثمائ ِة‬ ‫َ‬ ‫وطلب‬
‫َ‬ ‫ب العم ِل‬ ‫ي بالعودةِ إلى صاح ِ‬ ‫الشافع ُّ‬
‫يِ‬ ‫شا!! وبع َد فترةٍ عا َد الرج ُل إلى الشافع ا‬ ‫ي منده ً‬ ‫طلب منهُ اإلما ُم الشافع ُّ‬ ‫َ‬ ‫ذهب الرج ُل ونفذَ ما‬ ‫َ‬
‫وتفيض‪ ،‬بعدهَا‬ ‫ُ‬ ‫تغطي ك َّل حوائج ِه‬ ‫أصبحت ِ ا‬ ‫ْ‬ ‫درهم‬‫ٍ‬ ‫أن الثالثمائةَ‬ ‫وأخبرهُ َّ‬ ‫َ‬ ‫وشكرهُ على نصيحتِ ِه‪،‬‬ ‫َ‬
‫عمال‬ ‫ً‬ ‫ي‪ :‬أنَّه كان ِمن البداي ِة يعم ُل‬ ‫فأخبرهُ اإلما ُم الشافع ُّ‬ ‫َ‬ ‫حدث معه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تفسير هذا الذي‬ ‫ِ‬ ‫سألَهُ عن‬
‫عا البركةَ‬ ‫الباقيتان لم تكونَا ِمن ح ِقاه‪ ،‬وقد نز َ‬ ‫ِ‬ ‫المئتان‬
‫ِ‬ ‫درهم‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ٍ‬ ‫ال يستح ُّق علي ِه اإال ثالثمائَة‬
‫قائال‪:‬‬ ‫ي ً‬ ‫ط به‪ .‬وأنشدهُ اإلما ُم الشافع ُّ‬ ‫عن بقي ِة مال ِه عندما اختل َ‬
‫فبعثره‬
‫َ‬ ‫ليكثره ‪ .......‬دخ َل الحرا ُم على الحال ِل‬ ‫َ‬ ‫ُج ِم َع الحرا ُم على الحال ِل‬
‫والدنانير دونَ‬
‫ُ‬ ‫واالنصراف!! ويا َمن ه َّم َك الدراه ُم‬ ‫ِ‬ ‫الحضور‬
‫ِ‬ ‫فيا َمن ه َّم َك التوقي ُع في سج ِال‬
‫األقوات واألرزاقَ ‪ ،‬وتستغ ُّل‬ ‫َ‬ ‫تحتكر‬
‫ُ‬ ‫مصدرهَا!! ويا َمن تطع ُم أوال َد َك حرا ًما!! ويا َمن‬ ‫ِ‬ ‫النظر إلى‬ ‫ِ‬
‫ومدير َك‬ ‫َ‬ ‫س َك‬‫والضعفاء ِمن أج ِل حفن ٍة ِمن الما ِل!! ويا َمن ترا ِشي وتحا ِبي رئي َ‬ ‫ِ‬ ‫الفقراء‬
‫ِ‬ ‫حاجةَ‬
‫ب أو‬ ‫وتقصير َك فيه‪ ،‬أو ِمن أج ِل الوصو ِل إلى وظيف ٍة أو منص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن أج ِل هرو ِب َك ِمن العم ِل‬
‫هللا وال تطع ُموا أوال َد ُكم وأهلي ُكم حرا ًما‪.‬‬ ‫جاهٍ!! اتقوا َ‬
‫المجتمع‪ ،‬حبًّا لهم وإشفاقًا‬ ‫ِ‬ ‫جميع آبائِي وإخوانِي وأحبابِي؛ وك اِل أفرا ِد‬ ‫ِ‬ ‫هذه رسالةٌ أوج ُه َها إلى‬
‫هللاِ‪ ،‬الله َّم إ ِناي قد بلغتُ َالله َّم فاشه ْد يا رب العالمين‪.‬‬ ‫ب ِّ‬ ‫عليهم ِمن عذا ُ ِ‬ ‫ا‬
‫املعاصرة‬
‫ِ‬ ‫حياتنا‬
‫ِ‬ ‫احلالل يف‬ ‫ِ‬ ‫ثالثا‪ :‬وجوب حتري‬
‫تتحروا أك َل الحال ِل في حياتِ ُكم العملي ِة واليومي ِة‪ ،‬وال يحملنَّ ُكم‬ ‫ُّ‬ ‫أيُّها اإلخوة ُ المؤمنون‪ :‬علي ُكم ْ‬
‫أن‬
‫ي ﷺ ِمن ذلك‪.‬‬ ‫أن تطلبُوه بمعصي ِة هللاِ‪ ،‬فقد حذا َر النب ُّ‬ ‫ق على ْ‬ ‫استبطا ُء الرز ِ‬
‫وت‬ ‫ي أَنَّهُ لَ ْن ت َ ُم َ‬ ‫ث فِي ُرو ِع َ‬ ‫الرو َح ْاأل َ ِمينَ نَفَ َ‬ ‫سو ُل هللاِ ﷺ‪ِ " :‬إ َّن ُّ‬ ‫ع ْب ِد هللاِ ب ِْن َم ْسعُو ٍد قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫ف َع ْن َ‬
‫ق أ َ ْن ت َْطلُبُوهُ‬ ‫الر ْز ِ‬ ‫طا ُء ِ ا‬ ‫ب‪َ ،‬و َال يَحْ ِملَنَّ ُك ُم ا ْستِ ْب َ‬ ‫الطلَ ِ‬ ‫هللا َوأَجْ ِملُوا فِي َّ‬ ‫ي ِر ْزقَ َها‪ ،‬فَاتَّقُوا َ‬ ‫س َحتَّى ت َ ْست َْوفِ َ‬ ‫نَ ْف ٌ‬
‫عتِ ِه"‪( .‬الطبراني والبيهقي والحاكم وصححه)‪.‬‬ ‫اصي هللاِ‪ ،‬فَإِنَّهُ َال يُ ْد َركُ َما ِع ْن َد هللاِ إِ َّال بِ َ‬
‫طا َ‬ ‫بِ َمعَ ِ‬
‫منع الحال ِل ِمن الوصو ِل إليك‪،‬‬ ‫الحرام كان سببًا في ِ‬
‫ِ‬ ‫ق‬‫بجمع الما ِل عن طري ِ‬‫ِ‬ ‫إن تعجلَ َك‬
‫َّ‬
‫وأسوق لكم قصةً رائعةً تؤي ُد هذا الكالم‪ُ :‬ر ِوي‬
‫ُ‬ ‫بالحرام ُمنِ َع الحالل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ف َمن استعج َل الرزقَ‬
‫يصلاي‪ ،‬فلما‬
‫ِ‬ ‫هللا عنه أنَّه دخ َل مسج َد الكوف ِة فأع َ‬
‫طى غال ًما دابتَهُ حتى‬ ‫ي ٍ رضي ُ‬ ‫عن عل ا‬
‫‪4‬‬

‫خطام الداب ِة وانصرف‪ ،‬فأرس َل‬ ‫َ‬ ‫دينارا ليعطي ِه الغالم‪ ،‬فوج َدهُ قد أخذَ‬ ‫ً‬ ‫غ ِمن صالت ِه أخر َج‬ ‫فر َ‬
‫هللا عنه‪،‬‬ ‫ي رضي ُ‬ ‫بدينار‪ ،‬فاشترى له الخطام‪ ،‬ثم أتَى فل َّما رآهُ عل ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫ليشتري له خطا ًما‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫رجال‬
‫ي رضي‬ ‫بدينار‪ ،‬فقا َل عل ٌّ‬ ‫ٍ‬ ‫غالم‬
‫ٍ‬ ‫قال سبحانَ هللا! إنَّه خطا ُم داب ِتي‪ ،‬فقا َل الرجلُ‪ :‬اشتريتُهُ ِمن‬
‫أن يأخذَهُ حرا ًما!!‬ ‫حالال‪ ،‬فأبَى َّإال ْ‬ ‫ً‬ ‫أن أعط ِه إياهُ‬ ‫هللاُ عنه‪ :‬سبحانَ هللا! أردتُ ْ‬
‫الحرام!! والمرت ِشي‬ ‫ِ‬ ‫ق الحال ِل ولكنَّهُ تعجلَهُ بطري ِ‬
‫ق‬ ‫فالسارق رزقهُ كان سيأتي ِه عن طري ِ‬ ‫ُ‬
‫الحرام!! والذي حص َل على‬ ‫ِ‬ ‫ق الحال ِل ولكنَّهُ تعجلَهُ بطري ِ‬
‫ق‬ ‫رزقهُ كان سيأتي ِه عن طري ِ‬
‫ق‬ ‫ق الحال ِل ولكنَّهُ تعجلَهُ بطري ِ‬ ‫وظيف ٍة بالوساط ِة والمحسوبي ِة رزقُهُ كان سيأتي ِه عن طري ِ‬
‫المجتمع!!‬
‫ِ‬ ‫ب المحرم ِة والمنتشر ِة في‬ ‫ق الكس ِ‬ ‫الحرام!! و ِقس على ذلك ك َّل طر ِ‬ ‫ِ‬
‫يِ‬ ‫ع ِن النَّ ِب ا‬ ‫ع ْنهُ َ‬ ‫ّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ق‪َ ،‬ر ِ‬ ‫ص ادِي ِ‬ ‫َ‬
‫النار‪ ،‬ف َع ْن أ ِبي َب ْك ٍر ال ِ ا‬ ‫الحرام سبي ٌل إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن أك َل‬ ‫واعل ُموا َّ‬
‫ار أ َ ْولَى بِ ِه»‪( .‬الطبراني والبيهقي والحاكم وصححه)‪.‬‬ ‫ت فَالنَّ ُ‬ ‫س ْح ِ‬ ‫ت لَ ْح ُمهُ ِمنَ ال ُّ‬ ‫ﷺ‪َ « :‬م ْن نَبَ َ‬
‫والسحتُ ‪ :‬الحرا ُم الذي ال يح ُّل كسبهُ؛ ألنَّهُ يسحتُ البركةَ‪ :‬أي يذهبُ َها‪ ،‬والسحتُ ِمن‬
‫يﷺ‬ ‫س ِم ْعتُ النَّ ِب َّ‬ ‫ت‪َ :‬‬ ‫ع ْن َها قَالَ ْ‬ ‫ّللا َ‬ ‫ضي َّ‬ ‫اريَّ ِة َر ِ‬ ‫ص ِ‬‫عن خ َْولَةَ ْاأل َ ْن َ‬ ‫اإلهالك واالستئصا ِل‪َ .‬و َ‬ ‫ِ‬
‫ار َي ْو َم‬ ‫ق‪ ،‬فَلَ ُه ُم النَّ ُ‬ ‫ّللا ِبغَي ِْر َح ا ٍ‬ ‫ضونَ ـ يتصرفون ـ فِي َما ِل َّ ِ‬ ‫اال َيتَخ ََّو ُ‬ ‫َيقُولُ‪ِ " :‬إ َّن ِر َج ً‬
‫ئ ُم ْس ِل ٍم‬ ‫ط َع َح َّق ْام ِر ٍ‬ ‫سو َل هللاِ ﷺ قَا َل‪َ « :‬م ِن ا ْقتَ َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي أ ُ َما َمةَ‪ ،‬أَ َّن َر ُ‬ ‫ْال ِق َيا َم ِة‪(".‬البخاري)‪َ .‬و َ‬
‫يرا يَا‬ ‫ش ْيئًا يَ ِس ً‬ ‫علَ ْي ِه ْال َجنَّةَ» فَقَا َل لَهُ َر ُج ٌل‪َ :‬وإِ ْن َكانَ َ‬ ‫ار‪َ ،‬و َح َّر َم َ‬ ‫ب هللاُ لَهُ النَّ َ‬ ‫بِيَ ِمينِ ِه‪ ،‬فَقَ ْد أ َ ْو َج َ‬
‫ضيبًا ِم ْن أ َ َراكٍ »‪ ( .‬مسلم )‪.‬‬ ‫«و ِإ ْن قَ ِ‬ ‫سو َل هللاِ؟ قَا َل‪َ :‬‬ ‫َر ُ‬
‫ي ِ قَا َل‪ :‬قَا َل ﷺ‪:‬‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخ ْد ِر ا‬ ‫وجبت لهُ الجنةُ‪ ،‬ف َع ْن أَبِي َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫حالال‬ ‫أن َمن أك َل‬ ‫وفي مقابل ذلك َّ‬
‫اس بَ َوائِقَهُ َد َخ َل ْال َجنَّةَ"‪( .‬الطبراني والترمذي‬ ‫سنَّ ٍة َوأ َ ِمنَ النَّ ُ‬ ‫ع ِم َل فِي ُ‬ ‫ط ِيابًا َو َ‬ ‫" َم ْن أ َ َك َل َ‬
‫والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) ‪.‬‬
‫هللا في‬ ‫ق َ‬ ‫توصي زو َج َها حينَ خروج ِه ِمن بيت ِه قائلةً‪ :‬يا هذا‪ ،‬ات ِ‬ ‫ِ‬ ‫لذلك كانت المرأة ُ قدي ًما‬
‫النار!!‬ ‫نصبر على ِ‬ ‫ُ‬ ‫الجوع وال‬‫ِ‬ ‫نصبر على‬ ‫ُ‬ ‫رزقِنَا وال تطع ُمنَا حرا ًما‪ ،‬فإنَّا‬
‫انصرف إلى‬ ‫َ‬ ‫فإن وقعتُم فيه‪،‬‬ ‫الحرام‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫أن الشيطانَ يسعَى جاهدًا على وقو ِع ُكم في‬ ‫واعل ُموا َّ‬
‫ط َع ُمهُ‪،‬‬ ‫ظ ُروا ِم ْن أَيْنَ َم ْ‬ ‫يس‪ :‬ا ْن ُ‬ ‫شابُّ يَقُو ُل ِإ ْب ِل ُ‬ ‫ف ب ُْن أَ ْسبَاطٍ ‪ِ " :‬إذَا ت َ َعبَّ َد ال َّ‬ ‫س ُ‬ ‫غير ُكم‪ ،‬يقو ُل يُو ُ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ ،‬فَقَ ْد َكفَا ُك ْم‬ ‫ص ُ‬ ‫عوهُ َي ْجت َ ِهدُ‪َ ،‬و َي ْن َ‬ ‫ُ‬
‫عوهُ‪َ ،‬ال ت َ ْشت َ ِغلوا ِب ِه‪َ ،‬د ُ‬ ‫سوءٍ قَا َل‪َ :‬د ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فَإِ ْن َكانَ َمط َع ُمهُ َمط َع َم ُ‬
‫لتفوزوا بالسعاد ِة والنجا ِة‬ ‫ُ‬ ‫ب الحال ِل‬ ‫صوا على الكس ِ‬ ‫سهُ "(البيهقي في الشعب)‪َ .‬أال فاحر ُ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫الفرائض‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وأداء‬
‫ِ‬ ‫بن عب ِدهللاِ‪ :‬النجاة ُ في ثالثةٍ‪ :‬أك ِل الحال ِل‪،‬‬ ‫في الدنيا واآلخر ِة‪ " ،‬يقو ُل سه ُل ٌ‬
‫ي ِ ﷺ "‪ ( .‬تفسير القرطبي)‪.‬‬ ‫واالقتداء بالنب ا‬ ‫ِ‬
‫الحرام كما‬ ‫ِ‬ ‫وأن يباع َد بيننَا وبينَ‬ ‫يبارك لنا فيه‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أن يرزقنَا الرزقَ الحال َل ْ‬
‫وأن‬ ‫هللا ْ‬ ‫نسأ ُل َ‬
‫مصرنَا ِمن ك ِال مكرو ٍه وسوءٍ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وأن يحف َ‬
‫ظ‬ ‫ب‪ْ ،‬‬ ‫ق والمغر ِ‬ ‫باع َد بينَ المشر ِ‬
‫كتبه ‪ :‬خادم الدعوة اإلسالمية د ‪ /‬خالد بدير بدوي‬ ‫وأقم الصالة‪،،،،‬‬ ‫الدعاء‪،،،،‬‬

You might also like