Professional Documents
Culture Documents
1 5 1444
1 5 1444
1
الكسب احلالل
1مجاد أول 1444هـ – 25نوفمرب 2022م
ُ
اخلطبة:
ِ عناصر
ُّ ا
احلالل
ِ طلب
ِ أوًل :احلث على
ِّ ٌ ُ ٌ ا
احلالل
ِ أكل
ِ ثانيا :صور ومناذج مشرقة يف حترى
َ ُ ِّ ا
املعاصرة
ِ حياتنا
ِ احلالل يف
ِ ثالثا :وجوب حتري
المـــوضــــــــــوع
شرورِ ونؤمن ب ِه ونتوك ُل علي ِه ونعوذُ ب ِه ِمن ُ ونستغفرهُ
ُ ونتوب إلي ِه ُ الحم ُد هللِ نحم ُدهُ ونستعينُهُ
وأن ُمحمدًا عب ُدهُ ورسولُهُ شريك لهُ َّ َ هللا وح َدهُ ال أن ال إلهَ اإال ُ ت أعما ِلنَا ،ونشه ُد ْ أنف ِسنَا وسيئا ِ
ﷺ .أ َّما بعدُ:
ُّ ا
احلالل
ِ طلب
ِ أوًل :احلث على
تحث على أك ِل ُّ النصوص التي ُ ْ
تضافرت تحري الحالل ،وقد لقد حثانَا الشرعُ الحكي ُم على ِ ا
ّلِل ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ِإيَّاهُت َما َرزَ ْقنَا ُك ْم َوا ْش ُك ُروا ِ َّ ِ الحالل ،قا َل تعالى{ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن َ
ط ِيابَا ِ
ّللا ِإن ُكنت ُ ْمت اِ ط اِي ًبا َوا ْش ُك ُرواْ ِن ْع َم َ الال َّللا َح ً ت َ ْعبُدُونَ }( .البقرة .)172 :وقال{ :فَ ُكلُواْ ِم َّما َرزَ قَ ُك ُم ا ُ
ِإيَّاهُ ت َ ْعبُدُونَ }( .النحل.)114 :
ط ِيا ًباَ ،و ِإ َّن َ
هللا ب َال َي ْق َب ُل ِإ َّال َ هللا َ
ط ِيا ٌ اسِ ،إ َّن َ سو ُل هللاِ ﷺ " :أَيُّ َها النَّ ُ ع ْن أ َ ِبي هُ َري َْرة َ ،قَا َل :قَا َل َر ُ و َ
صا ِل ًحا، ت َوا ْع َملُوا َ طياِبَا ِ س ُل ُكلُوا ِمنَ ال َّ الر ُ س ِلينَ ،فَقَا َل{ :يَا أَيُّ َها ُّ أ َ َم َر ْال ُمؤْ ِمنِينَ بِ َما أ َ َم َر بِ ِه ْال ُم ْر َ
ت َما َرزَ ْقنَا ُك ْم} ع ِلي ٌم} [المؤمنونَ ]51 :وقَا َلَ { :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن َ
ط ِيا َبا ِ ِإ ِناي ِب َما ت َ ْع َملُونَ َ
اء ،يَا َربا ِ ،يَا َربا ِ، ث أ َ ْغبَ َر ،يَ ُم ُّد يَ َد ْي ِه ِإلَى ال َّ
س َم ِ سفَ َر أ َ ْش َع َ
الر ُج َل يُ ِطي ُل ال َّ [البقرة ]172 :ث ُ َّم ذَ َك َر َّ
اب ِلذَ ِل َك؟"(.مسلم). ِي ِب ْال َح َر ِام ،فَأَنَّى يُ ْست َ َج ُ سهُ َح َرا ٌمَ ،و ُ
غذ َ ط َع ُمهُ َح َرا ٌمَ ،و َم ْش َربُهُ َح َرا ٌمَ ،و َم ْل َب ُ َو َم ْ
ير قَا َل: ان ب ِْن بَ ِش ٍ الحكيم قد بين ُه َما ،ف َع ْن ال ُّن ْع َم ِ َ ع
ألن الشر َ يعرف الحال َل والحرا َم؛ َّ ُ فكلُّنَا
ات َال يَ ْعلَ ُم ُه َّن ّللا ﷺ يَقُولُِ " :إ َّن ْال َح َال َل بَياِ ٌن َو ِإ َّن ْال َح َر َ
ام بَياِ ٌن َوبَ ْينَ ُه َما ُم ْشتَبِ َه ٌ سو َل َّ ِ س ِم ْعتُ َر ُ َ
ت َوقَ َع ض ِه؛ َو َم ْن َوقَ َع ِفي ال ُّ
شبُ َها ِ ت ا ْستَب َْرأ َ ِلدِي ِن ِه َو ِع ْر ِ شبُ َها ِ اس؛ فَ َم ْن اتَّقَى ال ُّ ير ِم ْن النَّ ِ َك ِث ٌ
عى َح ْو َل ْال ِح َمى يُو ِشكُ أ َ ْن َي ْرتَ َع فِي ِه؛ أَ َال َو ِإ َّن ِل ُك ِال َملِكٍ ِح ًمى؛ أَ َال الرا ِعي َي ْر َ فِي ْال َح َر ِام؛ َك َّ
ت س َد ْس ُد ُكلُّهُ َو ِإذَا فَ َصلَ َح ْال َج َ ت َ صلَ َح ْ ضغَةً ِإذَا َ س ِد ُم ْ ار ُمهُ؛ أ َ َال َو ِإ َّن فِي ْال َج َ ّللا َم َح ِ َو ِإ َّن ِح َمى َّ ِ
تأن يت ِقي الشبها ِ اإلنسان ْ
ِ ب"( .متفق عليه) .فينبغي على ي ْالقَ ْل ُ س ُد ُكلُّهُ أ َ َال َو ِه َ س َد ْال َج َ فَ َ
2
النيران
ِ باألحوط؛ حتى يسع َد بالحال ِل في دنياه ،وين ُجو ِمن
ِ براءة ً لدينِ ِه وعرض ِه؛ وأخذًا
في أخراه.
الصالح يتورعونَ عن هذه الشبهاتِ ،بل يتورعونَ ِ ولهذا كان الصحابةُ والصالحون ِمن سل ِفنَا
هللا عنه يقولُُ :كنَّا ندعُ تسعةَ عمر رضي ُ ُ أن يكونَ حرا ًما!! " فهذا بعض الحال ِل خشيةَ ْ ِ عن
أن يت ِقي العب ُد تمام التقوى ْ إن ِمن ِ الحرام ..وقال أبو الدرداءَّ : ِ أن نق َع في أعشار الحال ِل مخافةَ ْ ِ
أن يكونَ حرا ًما ،حتى يكونَ حجابًا بعض ما يرى أنَّهُ حال ٌل خشيةَ ْ َ يترك
َ في مثقا ِل ذرةٍ ،حتاى
إنسان ،فحملَ َها إليه ،فأخذَ تسعةً وتسعينَ ٍ درهم على ٍ بينَه وبينَ النار ،ولهذا كان لبعض ِهم مائةُ
بنقصان حبةٍ ،وما يعطي ِه يوفي ِه ِ استيفاء الك ِال خيفةَ الزيادةِ .وكان ما يستوفي ِه يأخذهُ ِ ع عن وتور َ
ا
النار(".إحياء علوم الدين). حاجز ٌا ِمن ِّ ِ ً بزيادةِ حبةٍ ،ليكونَ ذلك
ُ ٌ ا
أكل احلالل ِ ثانيا :صور ومناذج مشرقة يف حترى
ولتكن لكم القدوة ُ في ْ شئون حياتِ ُكم، ِ وجميع
ِ ي الحال ِل في مأك ِل ُكم ومشربِ ُكم يجب علي ُكم ِ ا
تحر َ ُ
غالَ ٌم تَ " :كانَ ِأل َ ِبي بَ ْك ٍر ُ ع ْن َها ،قَالَ ْ ّللا َ
ي َّ ُ ض َ شةَ َر ِ عائِ َ تحري الحالل ،ف َع ْن َ الصالح في ِ ا ِ سل ِفنَا
ش ْيءٍ فَأ َ َك َل ِم ْنهُ أَبُو َب ْك ٍر ،فَقَا َل اج ِه ،فَ َجا َء َي ْو ًما ِب َ يُ ْخ ِر ُج لَهُ الخ ََرا َجَ ،و َكانَ أَبُو َب ْك ٍر َيأ ْ ُك ُل ِم ْن خ ََر ِ
ان فِي ال َجا ِه ِليَّ ِةَ ،و َما لَهُ الغُالَ ُم :أَت َ ْد ِري َما َهذَا؟ فَقَا َل أَبُو بَ ْك ٍرَ :و َما هُ َو؟ قَا َلُ :ك ْنتُ ت َ َك َّه ْنتُ ِ ِإل ْن َ
س ٍ
ت ِم ْنهُ ،فَأ َ ْد َخ َل أَبُو َب ْك ٍر طا ِني ِبذَ ِل َك ،فَ َهذَا الَّذِي أ َ َك ْل َ أ ُ ْح ِس ُن ال ِك َهانَةَِ ،إ َّال أ َ ِناي َخ َد ْعتُهُ ،فَلَ ِق َي ِني فَأ َ ْع َ
طنِ ِه "( .البخاري) وفي رواية ":لَ ْو لَ ْم ت َ ْخ ُرجْ ِإ َّال َم َع نَ ْف ِسي َأل َ ْخ َر ْجت ُ َها" ش ْيءٍ فِي بَ ْ يَ َدهُ ،فَقَا َء ُك َّل َ
َت ِلعُ َم َر نَاقَةٌ َي ْح ِلبُ َها علَ ْي ِه َو َكان ْ
ع َم َر فَنَزَ َل َ ي ،أَنَّهُ خ ََر َج ِإلَى ُ غ ْن ٍم ْاأل َ ْش َع ِر ِا الر ْح َم ِن ب ِْن َ ع ْب ِد َّع ْن َ و َ
ير «و ْي َح َك ِم ْن أَيْنَ َهذَا اللَّبَ ُن؟» فَقَا َل :يَا أ َ ِم َ سقَاهُ لَبَنًا فَأ َ ْن َك َرهُ ،فَقَا َلَ : ات يَ ْو ٍم فَ َ غ َال ُمهُ ذَ َ طلَقَ ُ فَا ْن َ
ع َم ُر: ب لَ َبنَ َها ،فَ َحلَبْتُ لَ َك نَاقَةً ِم ْن َما ِل َّ ِ
ّللا ،فَقَا َل لَهُ ُ علَ ْي َها َولَ ُدهَا ،فَش َِر َ ت َ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِإ َّن النَّاقَةَ ا ْنفَلَ َ
ّللاِ، ع َم َد إِلَى نَاقَ ٍة ِم ْن َما ِل َّ عاهُ ،فَقَا َل :إِ َّن َهذَا َ ب فَ َد َ طا ِل ٍ ي بْنَ أَبِي َ ع ِل ََّارا ا ْدعُ ِلي َ سقَ ْيتَنِي ن ً َو ْي َح َك َ
ير ْال ُمؤْ ِمنِينَ هُ َو لَ َك َح َال ٌل َولَ ْح ُم َهاَ ،وأ َ ْوش ََك أ َ ْن َي ِجي َء سقَانِي لَ َبنَ َها أَفَت ُ ِحلُّهُ ِلي؟ قَا َل« :نَ َع ْم َيا أ َ ِم َ فَ َ
َم ْن َال يَ َرى لَنَا فِي َهذَا ْال َما ِل َح ٌّق»(.الورع البن أبي الدنيا).
شرب ذلك َ ب هللاِ ج َّل وعال ل اما حيث خشي ِمن عذا ِ ُ عمر، َ أمير المؤمنين ورع ِ ِ فهذا مث ٌل ِمن
كبار الصحاب ِة بعض ِ ِ أن استح َّل ذلك ِمن سهُ اإال بع َد ْ تطمئن نف ُ ْ اللبنَ مع أنَّه لم يتعم ْد ذلك ،ولم
طعم فرقَ -بحالوةِ إيمان ِه ومذاق ِه -بين ِ انظر كيف َّ ْ األمر ،بل ِ الذين يمثلونَ المسلمين في ذلك
الحال ِل وبينَ ما في ِه شبهة.
ب أن آخذَ ِمن ترا ِ ت بكراء ،فكتبتُ كتابًا وأردتُ ْ بن معب ٍد أ َّنه قال :كنتُ ساك ًنا في بي ِ ى ِ
وروي عن عل ٍ ا
الحائط ،فأخذتُ
ِ ب ِمن قدر ترا ٍ فقالت لي نف ِسي :وما ُ ْ ليس لي،ط َ الحائط ألتر َبهُ وأجففَهُ ،ث ام قلتُ :الحائ ُ ِ
بن معبد ،سيعل ُم غدًا الذي يقولُ: ي ُ بشخص واقفٍ يقولُ :يا عل ُّ ٍ ب حاج ِتي ،فل َّما نمتُ فإذا أنا ِمن الترا ِ
بجمع
ِ الناس يهت ُّم ِ فكثير ِمن
ٌ انظر إلى ذلك وإلى حا ِلنَا، ْ ب ِمن حائطٍ !!( .إحياء علوم الدين). قدر ترا ٍ وما ُ
ي ِ ﷺ قَا َل:ع ْن ال َّن ِب اع ْنهُ َ
ّللا َ
ي َّ ُ
ض َ النظر إلى مصدر ِه ِأمن حال ٍل أم حرام؟!! فعَ ْن أ َ ِبي هُ َري َْرة َ َر ِ ِ الما ِل دونَ
ان َال يُ َبا ِلي ْال َم ْر ُء َما أ َ َخذَ ِم ْنهُ ،أ َ ِمنَ ْال َح َال ِل أ َ ْم ِم ْن ْال َح َر ِام" ( .البخاري ).
اس زَ َم ٌ " َيأ ْ ِتي َ
علَى ال َّن ِ
3
هللا جميعًا في أنف ِس ُكم وفي أوال ِد ُكم والحرام ،واتقوا َ ِ ي الحال ِل والبع َد عن المتشاب ِه تحر َ فعلي ُكم ِ ا
النار ،فك ُّل جس ٍد ِ حرالجوع وال يصبرون على ِ ا ِ الحرام ،فإناهم يصبرونَ على َ وال تطع ُموهُم
تزوال قد َما َ واجب ،فلن ٌ أمر
طلب الحال ِل وتحريَهُ ٌ َ فالنار أولَى ب ِه ،واعل ُموا َّ
أن ُ ت
نبت ِمن سح ٍ َ
بن َجبَ ٍل ،قَا َل :قَا َل وفيم أنفقَهُ؟! فعَ ْن ُمعَا ِذ ِ َ يوم القيام ِة حتى يسأ َل عن مال ِه ِمن أين اكتسبَهُ عب ٍد َ
ع ُم ُر ِه فِي َما ع ْن ُ صا ٍلَ : ع ْن أ َ ْربَ ِع ِخ َ ع ْب ٍد يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َحتَّى يُ ْسأ َ َل َ ّللاِ ﷺ" :ال ت َ ُزو ُل قَ ِد َما َ سو ُل َّ َر ُ
ع ِم َل ع ِلم ِه َماذَا َ ع ْن َ س َبهُ َو ِفي َما أ َ ْنفَقَهُ؟ َو َ ع ْن َما ِل ِه ِم ْن أَيْنَ ا ْكت َ َ ش َبا ِب ِه ِفي َما أَبْالهُ؟ َو َ ع ْن َ أ َ ْفنَاهُ؟ َو َ
ِفي ِه؟" [ .الطبراني والبيهقي والترمذي وصححه ] .
اإلمام
ِ ب الحال ِل :-فقد جا َء رج ٌل إلى تحرى الكس ِ العنصر بهذه القص ِة الجميلة -في ِ ا َ أخت ُم هذا
أجرهُ ال يكفي ِه، وأن َ درهمَّ ، ٍ أجيرا بخمسمائ ِة ً وأخبرهُ أناهُ يعم ُل َ ي ِ يش ُكو لهُ ضيقَ حال ِه، الشافع ا
بإنقاص أجر ِه ِ ب العم ٍل ويطالبُهُ يذهب إلى صاح ِ َ أمرهُ ْ
أن أن َ ي ِ اإال ْ اإلمام الشافع ا ِ فما كان ِمن
ي ِ رغم أنَّه لم يفه ْم سببَه!! ألمر الشافع ا ِ بدال ِمن خمسمائةٍ ،وامتث َل الرج ُل درهم ً ٍ إلى أربعمائ ِة
فأمرهُ زالت المشكلةُ قائمةًَ ، ْ يتحسن وض ِعي إنَّما ما ْ ي ِ وقال :لم وبعد فترةٍ عا َد الرج ُل إلى الشافع ا
بدال ِمن أربعمائة، درهم ً ٍ إنقاص أجر ِه إلى ثالثمائ ِة َ وطلب
َ ب العم ِل ي بالعودةِ إلى صاح ِ الشافع ُّ
يِ شا!! وبع َد فترةٍ عا َد الرج ُل إلى الشافع ا ي منده ً طلب منهُ اإلما ُم الشافع ُّ َ ذهب الرج ُل ونفذَ ما َ
وتفيض ،بعدهَا ُ تغطي ك َّل حوائج ِه أصبحت ِ ا ْ درهمٍ أن الثالثمائةَ وأخبرهُ َّ َ وشكرهُ على نصيحتِ ِه، َ
عمال ً ي :أنَّه كان ِمن البداي ِة يعم ُل فأخبرهُ اإلما ُم الشافع ُّ َ حدث معه، َ تفسير هذا الذي ِ سألَهُ عن
عا البركةَ الباقيتان لم تكونَا ِمن ح ِقاه ،وقد نز َ ِ المئتان
ِ درهم ،وبالتالي ٍ ال يستح ُّق علي ِه اإال ثالثمائَة
قائال: ي ً ط به .وأنشدهُ اإلما ُم الشافع ُّ عن بقي ِة مال ِه عندما اختل َ
فبعثره
َ ليكثره .......دخ َل الحرا ُم على الحال ِل َ ُج ِم َع الحرا ُم على الحال ِل
والدنانير دونَ
ُ واالنصراف!! ويا َمن ه َّم َك الدراه ُم ِ الحضور
ِ فيا َمن ه َّم َك التوقي ُع في سج ِال
األقوات واألرزاقَ ،وتستغ ُّل َ تحتكر
ُ مصدرهَا!! ويا َمن تطع ُم أوال َد َك حرا ًما!! ويا َمن ِ النظر إلى ِ
ومدير َك َ س َكوالضعفاء ِمن أج ِل حفن ٍة ِمن الما ِل!! ويا َمن ترا ِشي وتحا ِبي رئي َ ِ الفقراء
ِ حاجةَ
ب أو وتقصير َك فيه ،أو ِمن أج ِل الوصو ِل إلى وظيف ٍة أو منص ٍ ِ ِمن أج ِل هرو ِب َك ِمن العم ِل
هللا وال تطع ُموا أوال َد ُكم وأهلي ُكم حرا ًما. جاهٍ!! اتقوا َ
المجتمع ،حبًّا لهم وإشفاقًا ِ جميع آبائِي وإخوانِي وأحبابِي؛ وك اِل أفرا ِد ِ هذه رسالةٌ أوج ُه َها إلى
هللاِ ،الله َّم إ ِناي قد بلغتُ َالله َّم فاشه ْد يا رب العالمين. ب ِّ عليهم ِمن عذا ُ ِ ا
املعاصرة
ِ حياتنا
ِ احلالل يف ِ ثالثا :وجوب حتري
تتحروا أك َل الحال ِل في حياتِ ُكم العملي ِة واليومي ِة ،وال يحملنَّ ُكم ُّ أيُّها اإلخوة ُ المؤمنون :علي ُكم ْ
أن
ي ﷺ ِمن ذلك. أن تطلبُوه بمعصي ِة هللاِ ،فقد حذا َر النب ُّ ق على ْ استبطا ُء الرز ِ
وت ي أَنَّهُ لَ ْن ت َ ُم َ ث فِي ُرو ِع َ الرو َح ْاأل َ ِمينَ نَفَ َ سو ُل هللاِ ﷺِ " :إ َّن ُّ ع ْب ِد هللاِ ب ِْن َم ْسعُو ٍد قَا َل :قَا َل َر ُ ف َع ْن َ
ق أ َ ْن ت َْطلُبُوهُ الر ْز ِ طا ُء ِ ا بَ ،و َال يَحْ ِملَنَّ ُك ُم ا ْستِ ْب َ الطلَ ِ هللا َوأَجْ ِملُوا فِي َّ ي ِر ْزقَ َها ،فَاتَّقُوا َ س َحتَّى ت َ ْست َْوفِ َ نَ ْف ٌ
عتِ ِه"( .الطبراني والبيهقي والحاكم وصححه). اصي هللاِ ،فَإِنَّهُ َال يُ ْد َركُ َما ِع ْن َد هللاِ إِ َّال بِ َ
طا َ بِ َمعَ ِ
منع الحال ِل ِمن الوصو ِل إليك، الحرام كان سببًا في ِ
ِ قبجمع الما ِل عن طري ِِ إن تعجلَ َك
َّ
وأسوق لكم قصةً رائعةً تؤي ُد هذا الكالمُ :ر ِوي
ُ بالحرام ُمنِ َع الحالل،
ِ ف َمن استعج َل الرزقَ
يصلاي ،فلما
ِ هللا عنه أنَّه دخ َل مسج َد الكوف ِة فأع َ
طى غال ًما دابتَهُ حتى ي ٍ رضي ُ عن عل ا
4
خطام الداب ِة وانصرف ،فأرس َل َ دينارا ليعطي ِه الغالم ،فوج َدهُ قد أخذَ ً غ ِمن صالت ِه أخر َج فر َ
هللا عنه، ي رضي ُ بدينار ،فاشترى له الخطام ،ثم أتَى فل َّما رآهُ عل ٌّ ٍ ليشتري له خطا ًما ِ ً
رجال
ي رضي بدينار ،فقا َل عل ٌّ ٍ غالم
ٍ قال سبحانَ هللا! إنَّه خطا ُم داب ِتي ،فقا َل الرجلُ :اشتريتُهُ ِمن
أن يأخذَهُ حرا ًما!! حالال ،فأبَى َّإال ْ ً أن أعط ِه إياهُ هللاُ عنه :سبحانَ هللا! أردتُ ْ
الحرام!! والمرت ِشي ِ ق الحال ِل ولكنَّهُ تعجلَهُ بطري ِ
ق فالسارق رزقهُ كان سيأتي ِه عن طري ِ ُ
الحرام!! والذي حص َل على ِ ق الحال ِل ولكنَّهُ تعجلَهُ بطري ِ
ق رزقهُ كان سيأتي ِه عن طري ِ
ق ق الحال ِل ولكنَّهُ تعجلَهُ بطري ِ وظيف ٍة بالوساط ِة والمحسوبي ِة رزقُهُ كان سيأتي ِه عن طري ِ
المجتمع!!
ِ ب المحرم ِة والمنتشر ِة في ق الكس ِ الحرام!! و ِقس على ذلك ك َّل طر ِ ِ
يِ ع ِن النَّ ِب ا ع ْنهُ َ ّللا َ ي َّ ُ ض َ قَ ،ر ِ ص ادِي ِ َ
النار ،ف َع ْن أ ِبي َب ْك ٍر ال ِ ا الحرام سبي ٌل إلى ِ ِ أن أك َل واعل ُموا َّ
ار أ َ ْولَى بِ ِه»( .الطبراني والبيهقي والحاكم وصححه). ت فَالنَّ ُ س ْح ِ ت لَ ْح ُمهُ ِمنَ ال ُّ ﷺَ « :م ْن نَبَ َ
والسحتُ :الحرا ُم الذي ال يح ُّل كسبهُ؛ ألنَّهُ يسحتُ البركةَ :أي يذهبُ َها ،والسحتُ ِمن
يﷺ س ِم ْعتُ النَّ ِب َّ تَ : ع ْن َها قَالَ ْ ّللا َ ضي َّ اريَّ ِة َر ِ ص ِعن خ َْولَةَ ْاأل َ ْن َ اإلهالك واالستئصا ِلَ .و َ ِ
ار َي ْو َم ق ،فَلَ ُه ُم النَّ ُ ّللا ِبغَي ِْر َح ا ٍ ضونَ ـ يتصرفون ـ فِي َما ِل َّ ِ اال َيتَخ ََّو ُ َيقُولُِ " :إ َّن ِر َج ً
ئ ُم ْس ِل ٍم ط َع َح َّق ْام ِر ٍ سو َل هللاِ ﷺ قَا َلَ « :م ِن ا ْقتَ َ ع ْن أ َ ِبي أ ُ َما َمةَ ،أَ َّن َر ُ ْال ِق َيا َم ِة(".البخاري)َ .و َ
يرا يَا ش ْيئًا يَ ِس ً علَ ْي ِه ْال َجنَّةَ» فَقَا َل لَهُ َر ُج ٌلَ :وإِ ْن َكانَ َ ارَ ،و َح َّر َم َ ب هللاُ لَهُ النَّ َ بِيَ ِمينِ ِه ،فَقَ ْد أ َ ْو َج َ
ضيبًا ِم ْن أ َ َراكٍ » ( .مسلم ). «و ِإ ْن قَ ِ سو َل هللاِ؟ قَا َلَ : َر ُ
ي ِ قَا َل :قَا َل ﷺ: س ِعي ٍد ْال ُخ ْد ِر ا وجبت لهُ الجنةُ ،ف َع ْن أَبِي َ ْ ً
حالال أن َمن أك َل وفي مقابل ذلك َّ
اس بَ َوائِقَهُ َد َخ َل ْال َجنَّةَ"( .الطبراني والترمذي سنَّ ٍة َوأ َ ِمنَ النَّ ُ ع ِم َل فِي ُ ط ِيابًا َو َ " َم ْن أ َ َك َل َ
والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .
هللا في ق َ توصي زو َج َها حينَ خروج ِه ِمن بيت ِه قائلةً :يا هذا ،ات ِ ِ لذلك كانت المرأة ُ قدي ًما
النار!! نصبر على ِ ُ الجوع والِ نصبر على ُ رزقِنَا وال تطع ُمنَا حرا ًما ،فإنَّا
انصرف إلى َ فإن وقعتُم فيه، الحرامْ ، ِ أن الشيطانَ يسعَى جاهدًا على وقو ِع ُكم في واعل ُموا َّ
ط َع ُمهُ، ظ ُروا ِم ْن أَيْنَ َم ْ يس :ا ْن ُ شابُّ يَقُو ُل ِإ ْب ِل ُ ف ب ُْن أَ ْسبَاطٍ ِ " :إذَا ت َ َعبَّ َد ال َّ س ُ غير ُكم ،يقو ُل يُو ُ ِ
ب ،فَقَ ْد َكفَا ُك ْم ص ُ عوهُ َي ْجت َ ِهدَُ ،و َي ْن َ ُ
عوهَُ ،ال ت َ ْشت َ ِغلوا ِب ِهَ ،د ُ سوءٍ قَا َلَ :د ُ ْ ْ
فَإِ ْن َكانَ َمط َع ُمهُ َمط َع َم ُ
لتفوزوا بالسعاد ِة والنجا ِة ُ ب الحال ِل صوا على الكس ِ سهُ "(البيهقي في الشعب)َ .أال فاحر ُ نَ ْف َ
الفرائض،
ِ وأداء
ِ بن عب ِدهللاِ :النجاة ُ في ثالثةٍ :أك ِل الحال ِل، في الدنيا واآلخر ِة " ،يقو ُل سه ُل ٌ
ي ِ ﷺ " ( .تفسير القرطبي). واالقتداء بالنب ا ِ
الحرام كما ِ وأن يباع َد بيننَا وبينَ يبارك لنا فيهْ ، َ أن يرزقنَا الرزقَ الحال َل ْ
وأن هللا ْ نسأ ُل َ
مصرنَا ِمن ك ِال مكرو ٍه وسوءٍ . َ وأن يحف َ
ظ بْ ، ق والمغر ِ باع َد بينَ المشر ِ
كتبه :خادم الدعوة اإلسالمية د /خالد بدير بدوي وأقم الصالة،،،، الدعاء،،،،