You are on page 1of 16

‫االسم ‪ :‬حسام الدين فتحي محمد‬

‫الرقم الجامعي ‪57426 :‬‬

‫الموضوع ‪ :‬المعبود انكي‬

‫تحت اشراف ‪ :‬دكتور ‪ :‬دينا سليمان‬


‫فهرس المحتويات‬
‫المقدمة‬

‫تؤكد الكتب المقدسة‪ ،‬وعلى رأسها القرآن الكريم‪ ،‬أن اإلنسان مخلوق من طين‪ ،‬وأن اسم "آدم"‬

‫عليه السالم تعنى "رجل الصلصال"‪ ،‬ولو شئنا الدقة فإن معناها "الترابى"‪ ،‬لكن األساطير القديمة‬

‫كانت لها آراء متعددة‪ ،‬منها ما يذهب إلى أن البشرى األول مخلوق من تراب‪ ،‬لكن أخرى تذهب‬

‫إلى أنه من دم آلهة قديمة ‪ ,‬يقول المفكر فراس سواح‪" :‬األسطورة السومرية المتعلقة بخلق‬

‫اإلنسان هى أول أسطورة خطتها يد اإلنسان عن هذا الموضوع‪ ،‬وعلى منوالها جرت أساطير‬

‫المنطقة‪ ،‬والمناطق المجاورة‪ ،‬التى استمدت منها عناصرها األساسية‪ ،‬وخصوصا فكرة تكوين‬

‫اإلنسان من طين‪ ..‬تقول األسطورة‪:‬‬

‫دعا اإلله "أنكى" الصناع المهرة وقال ألمه "نمو"‪:‬إن الكائنات التى ارتأت خلقها‪ .‬ستظهر للوجود‬

‫ولسوف نعلق عليها صورة اآللهة امزجى حفنة طين‪ ،‬من فوق مياه األعماق وسيقوم الصناع‬

‫اإللهيون المهرة بتكثيف الطين ثم كونى أنت له أعضاءه وستعمل معك (ننماخ) يدا بيد وتقف‬
‫إلى جانبك‪ ،‬عند التكوين‪ ،‬ربات الوالدة ولسوف تقدرين للمولود الجديد‪ ،‬يا أماه مصيره وتعلق‬

‫(ننماخ) عليه صورة اآللهة فى هيئة اإلنسان ‪.‬‬

‫الموضوع‬

‫إنكي هو أحد أهم اآللهة في األساطير" السومرية‪ ،‬والذي ُع ِر َ‬


‫ف فيما بعد باسم إئا أو إيا في‬

‫األساطير األكادية والبابلية‪ُ .‬ب ِدَئت عبادته بوصفه الراعي األكبر إلريدو" في سومر‪ ،‬ثم انتشرت‬

‫عبادته في جميع أنحاء بالد الرافدين‪ ،‬وتعدتها إلى بالد الحثيين والحوريين‪ .‬كان إله ِ‬
‫الح َرف‬

‫َّنعات واالختراعات ( َج َشم)‪ ،‬والذكاء والحكمة ( ِج ْستو‪ ،‬وتعني حرفياً "األذن"‪ ،‬وهذه‬ ‫ِ‬
‫والمهَن والص ْ‬

‫نوديمود‪ : ‬نو‪ ،‬شبه‪،‬‬


‫والخْلق ( ّ‬
‫عالقة قديمة بين السمع والفهم)‪ ،‬وهو إله المياه العذبة والخصوبة‪َ ،‬‬

‫ديم مود‪ ،‬يحمل‪ ،‬أي "حامل الشبه"‪ ،‬وهو اإلنسان‪ ،‬وهذا أصل قديم" للمفهوم الديني في األديان‬

‫اإلبراهيمية عن أن اإلنسان ُخِل َ‬


‫ق على صورة الرب)‪ ،‬أي خالق الروح والجسد‪ ،‬وهو الشافي"‬

‫المعافي من األمراض (إله الدواء)‪ ،‬وهو محيي الموتى‪ ،‬وحامي" الحضارة البشرية والوجود‬

‫اإلنساني‪ .‬الرقم المقدس الخاص باسمه هو "‪"40‬‬


‫من غير المعروف بالضبط المعنى الحقيقي لالسم‪ ،‬ولكن الترجمة األكثر شيوعاً هي "رب‬

‫األرض"‪ :‬حيث أن "إن" السومرية تُْر ِج َم ْ‬


‫ت كلقب يعادل معنى "رب" أو راعي؛ "كي" تعني‬

‫"األرض"؛ ولكن هناك نظريات أخرى تقول بأن كي في هذا االسم تعود ألصل آخر‪ ،‬ربما كور‬

‫بمعنى "تلة"‪ ،‬ولكن المعنى األول أقوى"‪.‬‬

‫الماعز السمكية‪ :‬يعتقد أنها تجسيد لرب الحياة على األرض وفي" المياه العذبة‪ ،‬أو شالالت المياه‬

‫العذبة الساقطة بقوة‪ ،‬ويعتقَد أنها تدل على منطقة الرب إيا إله الحياة‪ .‬وهو تفصيل من حوض‬

‫طقسي للعبادة عثر عليه في سوسة‪ ،‬تعود للفترة العيالمية الوسيطة‬

‫ادعى آخرون‬
‫أما اسم "إيا" فمنهم من يزعم بأنه من أصل حوري"‪ ،‬بينما ّ‬

‫"حي" وتعني" "الحياة"‪ ،‬بمعنى‬ ‫َّ‬


‫أنها ربما تكون من أصل سامي وربما" يكون قد اشتُقت من الجذر ّ‬

‫يفسر وصفه بأنه ينبوع المعرفة السرية والسحرية للحياة والخلود‪ .‬تعني "إي‪-‬‬
‫"نبع الماء"‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫ئا" بالسومرية "بيت الماء"‪ ،‬وقد أشير إلى أنه كان االسم األصلي للمزار المقدس لإلله في إريدو‪،‬‬

‫الموطن األصلي للرب الراعي إنكي‪.‬‬

‫(س ُخر‪.‬ماش بالسومرية)‪ ،‬أحد رموز" إنكي السومري‬


‫رمز برج الجدي‪ ،‬وأصله من الجدي المائي ُ‬

‫كان السومريون يعتقدون أن إنكي فرض النظام في العالم‪ ،‬فمأل األنهار باألسماك‪ ،‬وعلّم البشر‬

‫الزراعة‪.‬‬

‫وتم دمج هذين الكائنين ضمن‬


‫وشملت رموز" إنكي أشكال بعض الحيوانات‪ ،‬مثل الماعز والسمك‪ّ ،‬‬

‫كائن أسطوري نصفه األمامي يحمل رأس ماعز ورجليه األماميتين‪ ،‬ونصفه األخير هو ذيل‬

‫وس ِّم َي بـ"عنزة الماء"‪ ،‬تم تطويره في العهد البابلي إلى اسم "الجدي"‪ ،‬وتم وسم اسمه على‬
‫سمكة‪ُ ،‬‬

‫كوكبة برج فلكي في قبة السماء‪ ،‬هو برج الجدي‪ ،‬ويعود تاريخ تلك التسمية إلى ما قبل ‪/1000/‬‬

‫ثم انتقل الرمز واالسم إلى‬


‫"س ُخر‪.‬ماش"‪ .‬ومن ّ‬
‫ق‪.‬م‪ .‬تم ذكره في مدونات بابلية فلكية تحت اسم ُ‬

‫تسمية مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة األرضية وربطه مع االنقالب الشتوي ألنه كان‬

‫يحدث في زمن برج الجدي في الشتاء (مع العلم أن التسمية الحالية لمدار الجدي أصبحت خاطئة‬
‫مع الزمن‪ ،‬ألن االنقالب الشتوي" قد تغير وقته من برج الجدي إلى برج القوس خالل األلفي سنة‬

‫الماضية)‪ .‬كل تلك الرموز" واألسماء تعود بأصلها األول إلى أحد رموز" إنكي السومري‪.‬‬

‫هناك أكثر من فكرة ورأي عن إنكي وعن عالقته باألديان اإلبراهيمية الالحقة‪ ،‬فيرجح البعض‬

‫فكرة أن إله العبرانيين "يهوه" يستند في كثير من صفاته إلى إنكي‪ ،‬بينما يعارض آخرون بأن‬

‫وجود معظم صفات األلوهية في إنكي القديم ال يدل بالضرورة على التأثير بصورة اإلله الواحد‬

‫"اهلل" في األديان اإلبراهيمية الالحقة به‪ ،‬ويجد فريق ثالث أن هذه الصفات هي سلسلة واحدة‬

‫مستمرة منذ القدم‪ ،‬تطورت" وتجمعت من آلهة متعددة يحمل كل منها صفة أو أكثر‪ ،‬إلى إله واحد‬

‫يحمل كل صفات األلوهية والربوبية‪ ،‬وهناك وجهة نظر رابعة ترى تلك اآللهة القديمة ليست أكثر‬

‫من مفهوم المالئكة في األديان اإلبراهيمية (مالك الموت‪ ،‬مالك الوحي‪...،‬الخ) تتبع جميعها إلله‬

‫واحد أكبر‪.‬‬

‫أساطير إنكي‬

‫يدخل إنكي في أساطير" عديدة‪ ،‬ولكن قد تكون أهمها ما يلي‪:‬‬

‫إنكي ونينحورساغ‪ :‬أسطورة الجنة السومرية‬ ‫‪‬‬


‫إنكي ونينمه‪ :‬خلق اإلنسان‬ ‫‪‬‬

‫نانا‪ :‬تنظيم األرض‪ ،‬بناء الثقافة‪ ،‬فنون حضارة إريدو‪ ،‬معامالت أوروك‬
‫إنكي وإ ّ‬ ‫‪‬‬

‫إنكي وإ ريدو‪ :‬نيفور‬ ‫‪‬‬

‫العبادة‬

‫(وأيضا اسم إي‪-‬إن‪-‬‬


‫ً‬ ‫ُأطلق على معبد إنكي الرئيسي اسم إي‪-‬أبزو" الذي يعني «معبد أبزو»‬

‫غور‪-‬إيه الذي يعني «بيت المياه الجوفية») وهو معبد زقورة محاط بأهوار الفرات بالقرب‬

‫ني في جنوب‬
‫من ساحل الخليج العربي القديم في مدينة إريدو‪ .‬كان هذا أول معبد معروف" ُب َ‬

‫العراق‪ .‬أظهرت أربع عمليات تنقيب منفصلة في موقع إريدو" وجود ضريح يعود تاريخه إلى‬

‫فترة العبيد األقدم‪ ،‬منذ أكثر من ‪ 6500‬عام‪ .‬على مدى السنوات ‪ 4500‬التالية‪ُ ،‬وسِّع المعبد‬

‫‪ 18‬مرة‪ ،‬حتى ُهجر خالل الحقبة الفارسية‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬افترض تويكيل ياغوبسين‪ ‬‬

‫تحصل إنكي على قدراته الحقًا على مر الزمن‪.‬‬


‫ّ‬ ‫أن اإلله المعبود األصلي للمعبد هو أبزو‪ ،‬وقد‬

‫تابعا إلحدى اإللهات (ربما‬


‫ويعتقد بي‪ .‬شتاينكيلر" أنه خالل الفترة األولى‪ ،‬كان إنكي ً‬

‫ثمة بركة‬
‫ننهورساج)‪ ،‬إذ شغل دور القرين اإللهي أو الكاهن األعلى‪ ،‬ليحظى الحقًا باألولوية‪ّ .‬‬
‫من الماء العذب عند مدخل معبد إنكي‪ ،‬وقد" عثرت أعمال التنقيب على العديد من عظام‬

‫أسماك الشبوط‪ ،‬ما يشير إلى إقامة الوالئم الجماعية‪ .‬يظهر سمك الشبوط" في النهرين التوأمين‬

‫مصطدما مع اإلله الالحق إنكي‪ ،‬ما يشير إلى استمرارية سمات الحياة هذه على مدى فترة‬
‫ً‬

‫جدا‪ُ .‬و ِجدت هذه السمات في كل المعابد السومرية الالحقة‪ ،‬ما يشير" إلى أن هذا المعبد‬
‫طويلة ً‬

‫قد وضع حجر األساس لنمط جميع المعابد السومرية الالحقة «جميع القواعد التي وضعت في‬

‫إريدو‪.‬‬

‫علم دراسة األيقونات‬

‫غالبا مع تاج‬
‫سماة مي‪ ،‬التي تعني هدايا الحضارة‪ .‬يظهر ً‬
‫الم ّ‬
‫كان إنكي حارس القوى اإللهية ُ‬

‫اُأللُو ِهّية األقرن‪.‬‬

‫ص ِّور إنكي مع نهرين يتدفقان إلى كتفيه‪ :‬أحدهما دجلة واآلخر" الفرات‪.‬‬
‫على ختم آدا االسطواني‪ُ ،‬‬

‫مرتديا" تنورة‬
‫ً‬ ‫إلى جانبه تُوجد شجرتان ترمزان إلى عناصر الطبيعة المذكرة والمؤنثة‪ .‬يظهر‬

‫مموجة وقبعة مخروطية الشكل‪ .‬يهبط نسر من األعلى ليحط على ذراعه األيمن الممدود‪ .‬تعكس‬

‫هذه الصورة دور إنكي كإله الماء والحياة والتجديد‪.‬باعتباره المبدع الرئيسي للكون وإ له الحكمة‬
‫وكل السحر‪ ،‬و ِ‬
‫صف إنكي بكونه لورد األبزو (أبسو باآلكادية) بحر المياه العذبة أو المياه الجوفية‬ ‫ُ‬

‫الموجودة ضمن األرض‪ .‬في الملحمة البابلية الالحقة «إنوما إليش»‪ ،‬كان أبزو «منجب اآللهة»‬

‫خاماًل وهادًئ ا‪ ،‬لكن يتعكر صفاءه من ِقبل اآللهة األصغر" ً‬


‫سنا‪ ،‬لذلك يخطط لتدميرهم‪ .‬حفيده إنكي‪،‬‬

‫الذي اختير لتمثيل اآللهة الشابة‪ ،‬يلقي تعويذة على أبزو «تُذهبه في نوم عميق» وبالتالي يحجزه‬

‫شيد إنكي بعد ذلك منزله «في أعماق األبزو»‪ .‬وهكذا يتولى إنكي جميع وظائف"‬
‫تحت األرض‪ّ .‬‬

‫المخصبة كرب المياه ورب المني‪.‬تذكر النقوش الملكية القديمة من‬


‫ِّ‬ ‫األبزو‪ ،‬بما في ذلك صالحياته‬

‫األلفية الثالثة قبل الميالد «قصب إنكي»‪ .‬ش ّكل القصب مادة بناء محلية هامة استُخدمت في صناعة‬

‫غالبا ما كان ُيحمل الموتى أو المرضى‪.‬‬ ‫السالل واألواني‪ِ ،‬‬


‫وجمع من خارج أسوار المدينة حيثما ً‬
‫ُ‬

‫السومرية‪ .‬وفي" رواية أقدم‪ ،‬نامو‪ ،‬إلهة‬


‫ّ‬ ‫يربط هذا األمر إنكي بالكور" أو العالم السفلي في األساطير"‬

‫ص ِّورت على أنها «ولدت اآللهة العظيمة»‪ ،‬كانت‬


‫مادة الخلق في أول الزمان واإللهة األم التي ُ‬

‫يصرح بينيتو" «يمثل إنكي‬


‫والدة إنكي‪ ،‬وكما قوة الخلق المائية‪ ،‬قيل إنها قد سبقت وجود" إيا‪-‬إنكي‪ّ .‬‬

‫أيضا‪ ،‬بالسومرية «إيه ‪ »a‬أو «إيب‬


‫المخصب هو المياه ً‬
‫ِّ‬ ‫مثيرا للرمزية الجنسية‪ ،‬والعنصر"‬
‫تغييرا ً‬
‫ً‬

‫‪ »Ab‬يعني ً‬
‫أيضا «المني»‪ .‬ضمن إحدى المقاطع المذكورة في التراتيل السومرية‪ ،‬يقف إنكي عند‬

‫مجاري األنهار" الفارغة ويملؤها (بمياهه)‬


‫علم األساطير‬

‫الطوفان‬

‫حيا‬
‫في النسخة السومرية من أسطورة الطوفان القديمة‪ ،‬كانت أسباب الطوفان وأسباب بقاء البطل ً‬

‫غير معروفة نتيجة أن بداية اللوح الذي يصف القصة قد ُد ِّمرت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ذكر صموئيل" نوح‬

‫كريمر أنه من الممكن استنتاج بشكل محتمل وعقالني أن البطل زيوسودرا" يتمكن من البقاء على‬

‫النسخ الالحقة األكادية والبابلية من القصة‪.‬‬


‫قيد الحياة بمساعدة إنكي ألن ذلك هو ما يحدث في ُ‬

‫في أسطورة أترا هاسس الالحقة‪ ،‬فإن إنليل ‪-‬ملك اآللهة‪ -‬يخطط" لمحو الجنس البشري الذي يعكر‬

‫تباعا الجفاف والقَ ْحط والوباء للقضاء على البشرية‪ ،‬لكن إنكي يحبط‬
‫صفو راحته‪ .‬يرسل ً‬
‫ضجيجه َ‬

‫خطط أخيه غير الشقيق بتعليم أترا هاسس كيفية مواجهة هذه التهديدات‪ .‬في كل مرة‪ ،‬يطلب أترا‬

‫هاسس من السكان التخلي عن عبادة جميع اآللهة باستثناء" اإلله المسؤول عن الكارثة‪ ،‬ويبدو" أن‬
‫هذا يحرج ذلك اإلله ويحثه على التراخي والليونة‪ .‬والبشر بالمقابل يتكاثرون للمرة الرابعة‪ .‬يدعو‬

‫غضبا لعقد مجلس اآللهة ويجبرهم" على التعهد بعدم إخبار البشرية بأنه يخطط‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫إنليل مستشي ً‬

‫سرا عبر ٍ‬
‫جدار‬ ‫إلبادتهم بالكامل‪ .‬ال يخبر إنكي أترا هاسس بشكل مباشر‪ ،‬إنما يتحدث إليه ً‬

‫حية أخرى من الطوفان القادم‪.‬‬


‫مسحور‪ .‬يأمر أترا هاسس ببناء زورقًا" لكي ينقذ أسرته ومخلوقات ّ‬

‫بعد الطوفان الذي استمر سبعة أيام‪ ،‬يطلق بطل الطوفان طائر سنونو وغراب وحمامة في محاولة‬

‫منه لمعرفة فيما إذا كانت مياه الطوفان قد انحسرت أم ال‪ .‬عند رسو السفينة على اليابسة‪ ،‬تُذبح‬

‫ويتَّهم" إنكي بأنه المجرم‪ .‬يوضح‬


‫قربانا لآللهة‪ .‬يغضب إنليل من إحباط رغبته مرة أخرى‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫أضحية‬

‫إنكي أن إنليل غير عادل بمعاقبة األبرياء‪ ،‬وأن اآللهة تتخذ تدابير لضمان عدم اكتظاظ البشرية في‬

‫المستقبل أكثر مما ينبغي‪ .‬هذه واحدة من أقدم الخرافات الشرق أوسطية الباقية حول الطوفان‪.‬‬

‫إنكي ومخلوق (الكور)‬

‫في أقدم نسخة باقية من أسطورة ذبح الكور‪ ،‬إنكي هو البطل المسؤول" عن قتل كور‪ .‬لسوء الحظ‪،‬‬

‫هذه األسطورة مجزأة ومتناثرة بشكل كبير‪ ،‬والشيء القليل المعروف عنها مستمد فقط من‬

‫االستهالل في بداية القصيدة الملحمية «جلجامش وإ نكيدو والعالم السفلي»‪ .‬في نسخ الحقة من هذه‬

‫استنادا إلى القليل المتبقي من الرواية‪ ،‬يبدو أن‬


‫ً‬ ‫األسطورة‪ ،‬يكون البطل إما نينورتا" أو إنانا‪.‬‬
‫األسطورة تبدأ باختطاف الكور لإللهة ارشكيجال" ويسحبها" إلى العالم السفلي‪ .‬ينطلق" إنكي على‬

‫ويوصف" الكور بأنه يدافع عن نفسه‬


‫متن قارب لمهاجمة الكور واالنتقام الختطاف" ارشكيجال‪ُ .‬‬

‫مستخدما المياه الموجودة تحت القارب‪ .‬ال‬


‫ً‬ ‫الب َرد بجميع األحجام ويهاجم إنكي‬
‫باستخدام عاصفة من َ‬

‫تخبرنا هذي الرواية هوية الفائز في المعركة على اإلطالق‪ ،‬ولكن من الممكن االفتراض أن إنكي‬

‫هو المنتصر النهائي‪.‬‬

‫السامية الغربية‬
‫ّ‬ ‫إيا واآللهة‬

‫في عام ‪ ،1964‬أجرى فريق من علماء اآلثار اإليطاليين تحت إشراف باولو ماتييه من جامعة‬

‫روما سابينزا" سلسلةً من أعمال التنقيب عن المواد في مدينة إبال من األلفية الثالثة قبل الميالد‪.‬‬

‫كثير من المواد المكتوبة التي وجدت في مواقع التنقيب تُ ِ‬


‫رجمت في وقت الحق من قبل جوفاني‬ ‫ُ‬

‫بيتيناتو‪.‬‬

‫من ضمن استنتاجات أخرى‪ ،‬اكتُشف وجود نزعة بين سكان إبال بعد عهد سرجون األكدي إلى‬

‫استبدال اسم إيل‪ ،‬ملك آلهة ديانات الكنعانييين الفينيقيين ( ُذكر بأسماء أخرى مثل ميكائيل‬

‫وإ سماعيل)‪ ،‬باالسم" إيا ( ‪( )Ia‬ميكايا‪ ،‬إيشمايا")‪.‬‬


‫اقترح جان بوتيرو (‪ )1952‬وآخرون أن إيا ( ‪ )Ia‬في هذه الحالة هي طريقة ّ‬
‫سامية غربية‬

‫(كنعانية) للفظ إييا ‪ ،))Ea‬وهو اسم أكادي إلنكي يربط" بين لفظ اسم اإلله يهوه (‪)Yahu‬‬

‫بالكنعانية‪ ،‬وفي نهاية المطاف َي ْه َو ْه (‪ )YHWH‬بالعبرية‪ .‬ما يزال بعض العلماء متشككين حول‬

‫أيضا باإلله‬
‫تفسيرها‪.‬شبه ويليام هالو إيا ً‬
‫ّ‬ ‫النظرية ويشرحون" كيف يمكن أن يكون قد أسيء‬

‫أيضا حاكم النهر) الذي كان اسمه السابق" في مصدر" قديم واحد‬
‫األوغاريتي يم (البحر)‪( ،‬ويسمى ً‬

‫على األقل ياو‪ ،‬أو ياء‪.‬‬

‫و تم ذكر أيضا المعبود انكي الذي أراد أن يثأر من الوحش كور الختطافه الربة إرشكيجال‬

‫واغتنامه إياها لنفسه في عالمه السفلي‪ ،‬فتتبعه في قاربه‪ ،‬وأخذ كور يرشق سفينة إنكي باألحجار"‬

‫ويضرب قاعدتها وصورت" أسطورة لهم شدة حسد المعبود" إنكي للمعبود إنليل على اجتماع الناس‬

‫على عبادته بلسان واحد‪ ،‬األمر الذي أدى به إلى أن أشاع الوقيعة بينهم وبين ربهم إنليل‪ ،‬وبلبل‬

‫اهتماما به المعبود" إنكي الحكيم رب‬


‫ً‬ ‫ألسنتهم‪ ،‬وذلك على الرغم من أن إنكي الحسود كان أشدهم‬

‫مياه األعماق‪ ،‬وملك صالح يدعى زيو" سدرا‪.‬‬

‫وأعاد التابع الكرة على المعبود" ننار رب القمر فلقي منه مثلما لقي من إنليل‪ ،‬فاتجه إلى إنكي رب‬

‫الحكمة ووجد" عنده بغينه‪ ،‬فخلق إنكي معبودين من درن قالمة ظفره المصبوغ" باللون األحمر‪،‬‬
‫ووهب أحدهما طعام الحياة وأوصاه ولما مات أورنمو خلفه ولده "شولجي" ‪ "Chulgi‬الذي سار‬

‫على نهج والده في سياسة التعمير؛ ولكنه اهتم بمدينة "أريدو"" التي كانت على شاطئ البحر وكانت‬

‫مقرا لإلله "إنكي" إله الماء والبحار‪.‬‬


‫تعتبر ًّ‬

‫وروى" أهل إريدو" أن إنكي ظل يحتفظ بنواميس الحضارة في أعماق آبسو بأرضهم" حتى أغوته‬

‫عنها إنانا ربة الزهرة وربة مدينة أوروك‪ "،‬فأغرته بجمالها وشجعته على الشراب واللهو معها‪،‬‬

‫على الرغم من أنه كان منها في منزلة الوالد ‪.‬‬

‫المخنث"‪ ،‬وشاء إنكي أن يلهو بدوره ويجرب حظه من الخلق‪ ،‬فقبض قبضة من الطين وشكلها‪،‬‬

‫ولكنه فشل وصنع مخلوقًا" ال روح فيه‪ ،‬ال يعرف الكالم وال أكل الطعام ولكن كان ينقصها الماء‬

‫إلى أن أوحى إنكي "رب الحكمة" إلى أوتو "رب الشمس" بأن يزودها" بينابيع المياه العذبة‪ ،‬ففعل‪،‬‬

‫بستانا" أنبتت فيه ننخرساج" "اإللهة األم" ثمانية أنواع من النباتات على غفلة من إنكي نفسه‬
‫ً‬ ‫وتحولت‬

‫وروى" أهل إريدو" أن إنكي ظل يحتفظ بنواميس الحضارة في أعماق آبسو بأرضهم" حتى أغوته‬

‫عنها إنانا ربة الزهرة وربة مدينة أوروك‪ "،‬فأغرته بجمالها وشجعته على الشراب واللهو معها‪،‬‬

‫على الرغم من أنه كان منها في منزلة الوالد م" يظهر عليه المعبود هالل وشخص يقدم قرابين‪.‬‬
‫الخاتمة‬

You might also like