Professional Documents
Culture Documents
إعداد
أ .شيماء جمال سليم
إشراف
أ.د .إلهامي صباح أمين أ.د .آمال حمدي عرفات
مقدمة
إن التأم ل العمي ق والبحث المس تمر في مكنون ات فن ون الحض ارات المص رية ,وما
تركت ه لن ا من م يراث زاخ ر ي دل علي الق درة التعبيرية ل دي الفن ان المص ري وفهم ه للطبيع ة,
وما تحمل ه في طياتها من س حر وجم ال أث ارت إحساس ه وش عوره ال داخلي به ا ودفعت ه
لص ياغتها تش كيليًا؛ فالص حراء الشاس عة ال تي يخترقه ا نه ر النيل (ح ابي) مت دفقًا ,والس ماء
واس عة الآف اق تتع اقب فيه ا أش عة الش مس الدافئ ة نه ًارا وض وء القم ر المن ير لياًل ,وتع اقب
فص ول الس نة األربع ة ,جعلت من ه متأمل يق ظ يبحث دائمًا عن الج وهر األساس ي لألش ياء,
في ترقب ويحل ل الظ واهر والكائن ات ,فك انت لتل ك الطبيعة األث ر األول في تك وين وتش كيل
معتقداته ,فآمن بقوي مقدسة عليا خيرة يطمئن إليها وي وقن بلقائها ,وك انت ظاهرت ا الكس وف
دورا في نشأة معتقد عين اإلله ,ونسج حولها األساطير.
والخسوف ً
خلفية مشكلة البحث
وليدا لق وم تمس كوا بمثل عليا اعتق دوا فيها وأمن وا بها,
إن الفن في مصر لم يكن إال ً
أرض خضراء ونهر يقسمها ويجمعهم حوله ,وصحراء تحفهم وطبيعة مهدت لهم بذلك؛ فهي ُ
وبح ًرا من الش مال وأخر من الش رق ,طبيعة جعلته ي أنس بها ويس تقر فيها ,فك انت له بمثابة
أرض خصبة تطلق لخياله العنان ,فيذيب العالم حوله ومن ثَم يعيد تشكيله ,فتراه يب دع أش كااًل
رمزية تترجم وتفسر معني الكون وتجسد المعاني الروحية والتعبيرات الوجدانية.
فقد بدأت هذه التفسيرات بتأويالت رمزية لألساطير في الفنون البدائية ,ويليها
تطور في تلك األشكال الرمزية في الفن المصري القديم؛ فقد سخر المصري القديم الفن
لخدمة العقيدة ,ويقول عن ذلك المؤرخ اإلغريقي (هيرودوت)" :إن المصريين أكثر تقوي
أستاذ ورئيس قسم األشغال الفنية والتراث الشعبي ,كلية التربية الفنية ,جامعة المنيا.
أستاذ أشغال الخشب ,قسم األشغال الفنية والتراث الشعبي ,كلية التربية الفنية ,جامعة حلوان.
من سائر البشر ...ويهتمون كل االهتمام بالشعائر المقدسة...فقد سبقوا شعوب العالم
إلى إقامة األعياد العامة والمواكب العظيمة ,وعنهم تعلم اإلغريق".1
مشكلة البحث تتضح الحالي في التساؤل االتي:
دورا في نشأة العين كمفردة تشكيلية في الحضارة
هل يمكن لألسطورة أن تلعب ً
المصرية القديمة؟.
هدف البحث:
دراسة دور األسطورة في نشأة العين كمفردة تشكيلية في الحضارة المصرية القديمة.
أهمية البحث :ترجع أهمية البحث إلى:
.1ضرورة االهتمام بالتراث المصرى القديم من خالل تناول إحدي مفرداته
وعناصره وهي مفردة العين.
.2التعريف بالدالالت الرمزية للعين كمفردة تشكيلية في الحضارة المصرية القديمة.
أثر الطبيعة في تكوين العقائد المصرية
دفعا نحو س هول وادي النيل ,نحو
ت رك المص ري الق ديم ميراثه الب دائي خلفه من ً
األرض الخض راء المنبس طة والم اء الوف ير والجو المعت دل ,نحو االس تقرار والعيش الرغد,
وس اعدته ح دوده أن تكف أي دي الن اس عنهم فلم تكن غ ير الس كينة تملء أي امهم ,وس ماء
يتع اقب فيها الليل والنه ار حيث ب زوغ الش مس في الس ماء نه ًارا ,واختفائها في الليل ال ذي
دفعا لتأملها ,وأدخلته ظواهرها
ين يره القمر ,ونج وم تتألأل ,ونهر يفيض ويغيض؛ فدفعته ً
ال تي أث ارت انفعاالته في ض روب من الدهشة وال ترقب والخ وف والف زع أحياًنا ,وتملكته
الرهبة منها أحياًن ا أخ ري ,فأعمل ذهنه لتأملها بنظ رات ورؤى حدس ية إس تبطانية ,وك انت
تختلف تلك الرؤى باختالف الظ واهر الكوني ة المحيط ة ب ه ,وال تي دفعت ه لإليم ان بوج ود قوى
عليا مقدسة تحركها ,فنسج خياله حولها العديد من األساطير.
فإن الفكر األسطوري عمل إنساني إبداعي لمحاولة وص ف الطبيع ة ال تي ش غلت ذهن ه
بأحاسيسه وتخيالته ,و"ساعد فيض خياله على محاوالت إدراك تلك القوى الخفي ة ,وتجس يدها
وزا وأش كااًل تعين ه على فهمه ا بم ا يالءم تفك يره" , 2لخلق وس يلة
وتش كيلها وإ عطائه ا رم ً
.1ياروسالف تشرني ( :)1996ترجمة أحمد قدري ,الديانة المصرية القديمة ,دار الشروق ,بيروت, 1
ص ه.
.1جيهان فوزي أحمد (" :)2001الدالالت الرمزية للون وأهميتها الوظيفية في التصميمات الزخرفية 2
179
لالتص ال والتواصل مع ه ذه الق وة ,فك ان م ع وج ود حاجت ه إلى من يحمي ه من ه ذه الظ واهر
الكونية ,ومن يدفع عنه األذى والشرور ,ويهدي إليه النفع والخير ,فاهتدى إلى وجود اإلله.
ومن ظواهر الطبيع ة ال تي أث ارت دهش ته وزادت من ترقب ه له ا ,ودفعت ه لإليم ان
بوج ود (عين اإلل ه) ,ومه دت لظه ور رم ز العين بق وة في أس اطيره ,هم ا ظ اهرتين
الكسوف الكلي للشمس وخسوف القمر؛ فالصحراء الواسعة والس ماء الص افية مكنت ه من
مراقب ة الش مس والقم ر عن كثب ,فلم يكن بي ده أن يق ف خيال ه الخص ب س اك ًنا أمامهم ا
بدون أن ينسج أساطيره حولهما.
ففي ظ اهرة الكس وف الكلي للش مس ال تي يرقبه ا تح دث م رتين بالع ام حيث تظلم
نهارا ,وتنخفض درجة حرارة األرض ,وتظهر النجوم ,ويبدو القمر فيه ا كق رص السماء ً
تمام ا مط وق بالض وء ,وكأن ه يمث ل بؤب ؤ العين ويش ع من ه خط وط ملون ة س اطعة
أس ود ً
تماما وكأنها عي ًنا تحدق بك من السماء في مظهر يزيدها رهبة
تشكل قزحية للعين فتبدو ً
وإ جالل -كما يظهر الشكل ( )1ظاهرة الكسوف الكلي للشمس.
وقد أوحي هذا التشابه الذي تحفه معاني الروعة والجالل "بأن العين لديها طبيعة
شمسية وهي مصدر للضوء والمعرفة" , 1فإن للعين اإلنسانية تكوين مشابه الحظته عيناه
المتأملة؛ فإن القمر مثل بؤبؤ العين وهو القرص األسود ,والقزحية الملونة هي األجزاء
التي لم يغطيها القمر من ضوء الشمس ـ ويظهر هذا التشابه الشكل (.)2
بدرا ,ف إن القم ر ال
أما ما يحدث لياًل من ظاهرة خسوف القمر عندما يكون القمر ً
معتم ا إنم ا يب دو باهتً ا في ص ورة ش معية يمي ل للحم رة ,يب دو وكأن ه ق رص نحاس ي
ً يبدو
متوهج ,وكأنه عي ًنا حمراء مصابة ,فكان الندماج ظاهرة خسوف القم ر م ع أط وار القم ر
دورا في نشأة أسطورة خسوف القمر لتفس يرها وهي التي يمر بها خالل الشهر القمريً ,
إش ارة رمزي ة للقم ر؛ وكأن ه مج روح خالل الص راع ال دامي بين ح ورس وعم ه س ت,
ويفَسر حينما يدخل القمر في طور المحاق وصواًل إلى طور البدر ,ف إن العين تش في عن د
نمو القمر واكتماله بواسطة تحوت أو إيزيس في بعض األساطير ,ويبدو أن هذا الصراع
تتجدد نيرانه كل شهر.
.2حنان حنفي محمود صالح (" :)2004دراسة تحليلية للعين في الفن المصري القديم واالستفادة 1
منها في مجال الخزف" ,رسالة ماجستير ,كلية التربية الفنية ,جامعة حلوان ,ص.71
180
فقد أصبح من المعتقد من خالل هذه األساطير "أن حورس ق د أكتس ب القم ر في عين ه
اليس رى والش مس في عين ه اليم ني وه و يح وم ف وق األرض وكأن ه ص قر طرف ا جناحيه أخر
حدود األرض" - 1وفي الشكل ( ,)3يظهر ظاهرة خسوف القمر ولونه أثناءها.
فق د التمس وا المص ريين الق دماء "االتص ال ب القوي ف وق الطبيعة ,وارت أوا أن أفضل
السبل إلى ذلك هو اختيار إطار محدد ومرئي يمكن أن تتجمع فيه الصفات والنعوت التي تعبر
عن تلك الق وي المقدسة" , 2فك ان التجس يد الم ادي لبعض المعب ودات أم ًرا الغ ني عنه لخدم ة
األساطير ورسوخ العقيدة في نفوسهم ,فنجده قام بتجسيد اإلله حورس ـ كما يعتقدون ـ في هيئة
صقر ,لما كانت له من صفات تأملها ,والتي تعبر عن تلك القوي المقدسة.
فق د اعتقد المص ري الق ديم أن اإلله ال ذي يعب ده عن دما تحل أو تتجسد "البا"
الخاصة به في ص ورة حي وان يعيش على األرض فهو ب األخرى يمتلك من الص فات ال تي
تع بر عن ه ذه القوى المقدسة ,وهك ذا انبثقت فك رة التق ديس ,وك ان ذلك بمثابة خط وة
أولى أساس ية لرس وخ العقائد المص رية القديمة في العص ور التاريخي ة؛ فالص قر لديه من
عاليا ومن مسافات بعيدة.
الصفات القدرة على الرؤية الحادة الثاقبة ,وهو يحلق ً
فالمص ري الق ديم لم يق دس -لم يعبد -ه ذه الموج ودات ل ذاتها ،ولكنه اعت بر أن
القوى الخفية التي يدركها متمثلة فيها؛ أي أنها بمثابة رموز أرض ية له ذه الق وى الخفية
ال تي ال تعيش معه على األرض ,ودلياًل على أنه لم يعبد ه ذه الموج ودات ل ذاتها هو أنه
رموزا لمعبودات قدس ها على
ً كان يذبح البقرة ،ويقتل التمساح والثعبان ،برغم أنها كانت
مر العص ور ,كم ا لم يقدس ها بأس مائها كحي وان ,ولكن بص فة من أخص خصائص ه ,فق د
أطل ق على الص قر اس م bikباللغ ة المص رية القديم ة ,أم ا ح ور ك انت أخص ص فة وهي
تعني العالي البعيد ,وال تي أطلقه ا على ح ورس (س يد الس ماء) ,كم ا ق دم الق رابين إلى ما
قدسه من الصور الحية لهذه الظ واهر أو (الب ا) للقوى العلي ا في ه ذه الكائن ات ,ولم يلبث
أن ص احب تق ديم الق رابين أداء بعض الحرك ات والرقص ات ،وال تي ك انت ن واة أولى لما
ُعرف بعد ذلك من طقوس وشعائر العبادة.
.روبير جاك تيبو ( :)2004ترجمة فاطمة عبد اهلل محمود ,موسوعة األساطير والرموز الفرعونية, 1
181
وملموس ا ,فأتخ ذ
ً مفهوم ا
ً فق د اس تخدم الرم ز محاول ة من ه لجع ل ع الم اآللهي
يدا إلل ه الس ماء ,فك ان "إل ه الس ماء ح ور إنم ا أص بح اآللة
المص ري الق ديم الص قر تجس ً
األعظم في مصر من ُذ بداية العصر التاريخي" ,1فالصقر هو أول كائن حي قدسه المص ري
القديم ,وكان الشكل الرئيسي للمعبود "حورس" (سيد الس ماء) ،وهو أق دم ص ورة ارتبطت
به ذا المعب ود ,فاسم س يد الس ماء باللغة المص رية الق ديم هو "حـر" أو "ح ور" ،وباليونانية
ورس" ويشير معنى االسم المصري الق ديم "حر" والمش تق من اللفظ المص ري الق ديم (
" ُح َ
)Hrأو( ،)Hryبمعني (الذي يعل و ،أو البعيد)(،ذلك ال ذي ف وق) ,والمع نى المع بر عنه هو
(وجه السماء).
فإن كلمة حر تع نى وجه في اللغة المص رية القديمة ,وذلك في إش ارة لطبيعة
عاليا أثن اء الص يد ،ه ذا إن لم تكن تش ير إلى الطبيعة الشمس ية
الص قر الذي يط ير ً
للمعب ود ,فقد "تش ير األس اطير إلى أنه ص قر س ماوي ،عينه اليم نى تمثل الش مس،
واليسرى تمثل القمر ،والنقاط المم يزة لص دره تمثل النج وم ،وجناح اه يص وران الس ماء،
2
ويظهر الشكل ( )4هيئته.
بينما تسبب حركتهم الرياح" ُ -
فقد كانت "عقيدة الصقر ح ورس ذات أهمي ة ك برى من ذ عص ر م ا قب ل الت اريخ",3
كما أنتشر اس تخدام الص قر ح يرو في تجس يد اآلله ة ،فنجد أن المعب ود رع ق د تمث ل في ه,
وأيضًا المعب ود أت ون تمث ل في الص قر ق ديمًا قب ل أن يأخ ذ الش كل الرمزي المتمث ل في
قرص الشمس في عهد أخناتون ،ولكن حورس الصقر هو أكثر المعبودات المشهورة في
التجسيد لما أرتبط به المعبود ح ور في األس اطير المص رية القديمة ،كما أعط اه المص ري
رمزا ل ه وه و العين ـ عين ح ورس ـ المقدس ة ,وهي كم ا بالش كل ( ،)5وإن تن اول
القديم ً
الرم ز والرمزي ة ,ونشـأة العين كرم ز وم ا هي األس اطير ال تي تناولته ا ,يس اعد في فهم
رمز عين حورس والدالالت التي يحملها في طياته في تأم ل المص ري الق ديم للش مس في
الشروق والغروب ,وعودتها مرة أخري للشروق من جديد أيقن أن ه الب د من الغ روب ل ه
ثم اإلش راق من جدي د ,ف إن الم وت لدي ه مج رد مرحل ة يم ر به ا للعيش من جدي د حي اة
أخري ,لذلك أهتم باإلع داد له ذه الحي اة والتجه يز له ا ,وأعتقد أن الب ا -روح المت وفى-
تعود له من جديد بواسطة عين اه ,فج اء اهتمامه به ا ح تى تتع رف ال روح علي ص احبها,
.محمد بيومي مهران ( :)1989الحضارة المصرية القديمة ,دار المعرفة الجامعية ,اإلسكندرية ,ص .334 1
2
.http://www.marefa.org/inbox.php.
.ياروسالف تشيرني ( :)1996مرجع سابق ,ص .36 3
182
وال تهيم الروح علي وجه األرض وال تع ود ل ه ,ف دعاه ذل ك لتحني ط الجس د ,ودع اه عم ل
أقنعة من الكارتوناج محاولة منه تعرف الروح علي صاحبها في حالة تلف الجسد.
نشأة الرمزية والرمز
يتمتع اإلنس ان دون الخالئق بالس لوك الرم زي ,وبالق درة على اس تعمال الرم وز
واس تخدامها ,فقد لجأ اإلنس ان الس تخدام الرم وز والعالم ات للتعب ير بإيج از ,وترتب ط الرم وز
بحياة اإلنسان ارتباط وثيق ال غ ني عنه ا لتحقي ق التف اهم واالتص ال بين الن اس" ,الرم ز لم ينش أ
من ال ش يء ب ل ج اء تعب ًيرا لم ا ي دور في الالش عور عن المواق ف ,والعناص ر ال تي اكتس بها
اإلنسان من خبراته اليومية" , 1فقد كان اإلنس ان الب دائي يم ارس الفن ويس تخدم الرم ز في ه ,فه و
يمثل "األداة التي يميز بها ما يجيش في صدره من مشاعر وعما يدور في ذهنه من أفكار".2
فقد نشأة الرمز مع نشـأت الفن بل وم ع نش أة اإلنس ان نفس ه ,وق د أب دع اإلنس ان
الرم ز كوس يلة تربط ه بالع الم الغ ير م رئي ,ف إن الرمزية لم يقتصر دورها واس تخداماتها
على الجوانب العقائدية في مصر القديمة ،وإ نما توغلت وامتدت استعمالها لتشمل جوانب
الحي اة والمعرفة ما بين الفن ون ,العم ارة ,الس حر ,األس اطير ,اللغة ,األدب وغيرها من
جوانب الحياة.
تعريفات للرمز
نج د للرم ز العدي د من التعريف ات ال تي ش ملت ع دة مج االت كالمج ال الفلس في
والنفسي والتشكيلي وكذلك في اللغة؛ فالرمز في اللغة العربية يعني عالم ة أو إش ارة إلى
ش يء ,ومقابله ا في اللغة اإلنجليزي ة "لفظ Symbolومعناه ا عالم ة Signأو ش كل
Shapeأو غرض Objectيعبر عن شخص أو فكرة أو قيمة" ,3فالرمز هو "عبارة عن
بيها آلخر غ ير م رئي،ولكن ه ذا
رئي وهو يص ور للعقل ش يء ش ً
مس مييطلق علىشي م ,
.نهي محمود نايل (" :)2003الدالالت الرمزية والقيم الفنية ليتجان اآللهة في النقوش المصرية 1
القديمة" ,رسالة ماجستير ,كلية التربية الفنية ,جامعة حلوان ,ص .52
.صالح الدين عبد الحميد حسن (" :)1999الرمز في النحت الجداري في الحضارة الفرعونية 2
وحضارة بالد النهرين" ,رسالة ماجستير ,كلية الفنون الجميلة ,جامعة حلوان ,ص .4
3
. Longman Dictionary of Contemporary English, Published By Longman Group,
Great Britain, Pitman, Press, p1126.
183
األخ ير ي درك ويفهم بالترابط معه عنطريقت داعي المع اني أو الخ واطر أو األفك ار"،4
وذلك وفق أحدث تعريفات دائرة المعارف البريطانية.
وعند األدباء والفالسفة يعرفه عدنان الذهبي "بأنه ش يء حس ي يع بر بإش ارة إلى
شيء معنوي ال يقع تحت الحواس ,وهذا االعتبار قائم على وجود مشابهة بين الش يئيين
في مخيل ة الرام ز" ,1ويق ول عن ه هيجل "ينبغي تم يزه بم ا يحوي ه من معنى وتعب ير,
فالمعنى يرتبط بتمثيل أو موضوع ,فالمعني يرتب ط بموض وع معين أي ا ك ان مض مون ه ذا
الموضوع ,أما التعبير فهو يكون بوجود حسي أو صورة ما".2
ويع بر عن ه ارنست كاس ير بقول ه "أن الرم وز ليس ت مج رد مجموع ة من ال دالالت أو
العالم ات ال تي تش ير إلي بعض المع اني أو األفك ار أو التص ورات ,ب ل هي ش بكة معق دة من
األشكال أو الصور التي تعبر عن مشاعر اإلنسان وأهوائ ه وانفعاالته وآمال ه ومعتقدات ه" ,3كما
اس تعمل كاس ير بمعن يين ،إيج ابي وس لبي ،الرمز بوص فه منت وج والرمز بوص فه عملي ة،
ف الرمز المنت وج؛ مج رد أثر فيزي ائي يبعث نحو فك رة معينة أو نحو موض وع معين ،وتك ون
وظيفته اإلنابة أو اإلحالة " "Substitutionعن األش ياء ،أما الرمز العملي ة؛ فهو إعط اء
ش كل للتعب ير بواس طة الفك ر ،وهو ما يس مى بعملية الترم يز " ،"Symbolization
والوظيفة األساس ية للرمز العملية هو البن اء ،بن اء المعطي ات الحس ية ,وكالهم ا في ترابط
وتكامل ،ذلك ألنه في الرمز المنتوج نرى كيف أن الفكر يبني وينظم العالم الذي يدركه ,فهو
بذلك يكون من األدوات ووسائل االتصال.
وتق ول س وزان النجر "أن الرمز أداة ذهني ة ،أو مظهر من مظ اهر فاعلية العقل
البشري ,وحينما ينجح المرء في توصيل فكرته إلي اآلخرين عن طريق بعض الرم وز ،فإننا
نقول عنه أنه قد أحسن التعب ير عن تلك الفك رة" , 4هنا تؤكد النجر أن الرمز يس تخدم للتعب ير
.جمال محمد فوزي (" :)1990الرمزية وأثرها علي القيمة الجمالية في النحت العالمي المعاصر", 4
ص .365 ,364
.هيجل ( :)1986ترجمة جورج طرابيشي ,الفن الرمزي الكالسيكي الرومانسي ,دار الطليعة, 2
.4زكريا إبراهيم( :)1988فلسفة الفن في الفكر المعاصر ,مكتبة مصر للمطبوعات ,القاهرة ،ص .315
184
عن الفكرة ،إذن فهو بالفعل أداة أو وسيلة من ابتك ار ال ذهن للتعب ير عن األفك ار ونقلها من
ح يز المج رد إلى ح يز الملم وس ,ولكن عالقة التوحد واالن دماج ال تي تنشأ بين الرمز
انيا
والمرم وز إليه من أفك ار داخل س ياق العمل الف ني هي ما تعطي للرمز مض موًنا إنس ً
واعيا نصبو لجوهره ومعناه الداللي.
ً وحسيا ،ويجعلنا بتأمله تأماًل
ً
يعد الرمز بمثابة الطاقة الفكرية ال تي بواس طتها يص بح مض مون معين من
طا بعالم ات حس ية وواقعية متطابقة ,فيص ير الرم ز لغة مص بوغة
ال دالالت الفكري ة ،مرتب ً
بص بغة الفكر ,فهو لغة ألنه يع بر عن انفع االت ،ومص بوغة بص بغة الفكر ألنها قد تكيفت
للتعب ير عن انفع االت الفكر ,وهن ا يرتب ط الرم ز والخي ال ,ف إن " الخي ال ه و الق وة الدافع ة
التي تتحكم في مفهوم الرمز".1
الرمزية في الفن المصري القديم
إن استخدام الرمز ق ديم ق دم اإلنس ان ,وق د ك ان المص ري الق ديم ه و أول من لج أ
الستخدام الرموز ,حيث كان يجسد فكره بالرمز ويع بر عن ه باألس طورة ,فهك ذا ك انت لغة
الب دء ,وما ك انت األس طورة وم ا أب دع له ا من مف ردات رمزي ة إال مح اوالت من ه لفهم
وتطويع الطبيعة وظواهرها المحيطة به ,فهي بكل ما تحمله من صور ورموز ,فهي الب د
فلسفيا عميقًا.
ً وأن تحمل مضمو ًنا
يرا حيَّا ,وقد اق ترن الرمز
رمزيا للمعرفة فهو يحمل تعب ً
ً وباعتب ار الفن ش كاًل
واألسطورة بالعقيدة ,وكذلك ارتبطوا بالفن لأن النشاط الفني هو التعبير عن رغبة ,وهذه
الرغبة لم تجد لها تلبيه في ع الم الواقع ,فانص رفت إلى ع الم الخي ال والرمز ,وه و م ا
وزا,
اهدا علي ق درة المص ري الق ديم في أب داع رم ً
يمكن رؤيت ه فيم ا ترك وه لن ا ليبقي ش ً
ليحيا من خاللها في كافة نشاطاته اليومية المتعددة.
ك ان الرمز بالنس بة للمص ري الق ديم بمثابة العم ود الفق ري لرؤيته العقائدية
والكوني ة ،ولقد تجلت أش كاله وأمثلته في ش تى الفن ون المص رية القديمة ,وال تي ح اول
المصري القديم من خاللها تسجيل أفكاره وقيمه بل ومقومات حياته األخرى بع د الم وت,
وأن الرمزية الكاملة في الفن المصري القديم تظهر في أسطورة إيزيس وأوزيريس حيث
يرمزان إلي الشمس والنيل ,وهما مصدرا حياة في مصر القديمة.
إن "الس مة األساس ية للفن الرم زي تظه ر في الفن المص ري الق ديم هي التواف ق بين
المدلول ونمط التمثي ل ,فليس اله دف من تص وير األش كال الفني ة أو األفع ال اإلنس انية أن تمث ل
1
. Fleming (1940): D.Christian Symbols in World Community, New York, p 10.
185
لذاتها بما فيها من خصوصية فردية ,بل إن الهدف أن تكون بحكم ص فتها ال تي ترتب ط بم دلول
وتلميح ا ل ه" ,1ف الفن المص ري الق ديم م ا ه و إال سلس لة مترابط ة من
ً أوس ع إش ارة إلي اإلل ه
الرموز.
دور العين كرمز عند المصري القديم
هاما في حي اة وفكر المص ري الق ديم ،فجعله ا ترتبط بكل ما
دورا ً
لعبت الرم وز ً
يحيط به من ظواهر كونية مختلفة في الطبيعة ،ثابتة ك انت أو متغ يرة ،ومتقلبة كالجف اف
والس يول والرعد وال برق وخس وف القمر وكس وف الش مس ,فاس تمد رم وزه من البيئة
المحيطة ب ه ،بحيث يس هل له فهمها من خالل الربط بينها وبين ما رمز إليه ,فنج ده
استخدمها لإلشارة إلي تلك الق وي الخفي ة ال تي تح رك ه ذه الظ واهر المحيط ة ب ه ,وأوجد
سببا غلب عليه الخيال والرمزية.
لكل ظاهرة أثارت ذهنه ً
أساس ا يس تند على ص فة أو
ً وك ان لتجس يد وتص وير "إله" ما في هيئة حيوانية
ص لة بين اإلله وبعض خص ائص ه ذا الحي وان الش كلية والوظائفية – في اعتق اده ،إال أن
اله ام في ه ذا التمثيل أن ه ذه الحيوان ات قد ُوق رت وقدست كرمز له ذه اآللهة المص رية,
وأص بح لك ل إل ه على ح دة ,تس ميته الخاص ة وص ورة ترم ز وت دل علي ه ,وه ذه التس مية
كش فتها النق وش الجداري ة مكتوب ة باللغ ة المص رية القديم ة ,وهي بالكتابة الهيروغليفية
المليئة بالصور ,فكان الصقر كطائر مقدس هو صورة لحورس بكل أسماءه.
وإ ن من أسباب استخدام الصقر للداللة على اإلله حورس – في اعتقادهم -أنه طائر
جدا ,ومن الطيور المعمرة يعيش لفترة طويل ة ,كم ا "أن ه الوحي د بين الطي ور الق ادر علي
قوي ً
مواجه ة الش مس المحرق ة ,ويس تطيع الط يران لعل و ش اهق ...ول ه ق درة على أن يط ير على
ظه ره وعين اه في مواجه ة الش مس" ,2ول ه من العل و الش اهق ال ذي يبلغ ه في الط يران كأن ه
يخترق قرص الشمس ,وقد أعتقد "أن السماء هي البيت األول لإلل ه ,والص قر ه و س اكن الس ماء,
ولذا فهو ....جدير أن يتجسد فيه ...وهو رم ز المل ك وس يط اآلله ة بين س اكني الس ماء
من اآلله ة ,وس اكني األرض من البش,3ر"وبعي ًدا عن الهيئة الحيوانية الص ريحة للمعب ود فقد
.دعاء محمد بهي الدين (" :)2009الرمزية ودالالتها في الفن القبطي" ,رسالة ماجستير ,كلية 1
نهاية الدولة القديمة" ,رسالة دكتوراه ,كلية اآلثار ,القاهرة ,ص .11
186
غالبا في شكل آدمي ب رأس ص قر – كما يظه ر في الش كل ( ,)6واس تخدم
صور اإلله حورس ً
ُ
ذلك بديل مجازي للشكل المقدس.
فقد رمز المصري القديم لبعض اآللهة برموز وعالم ات ارتبطت كل منها بمعب ود
ما وفقًا ألس طورة أو لحادثة أو لعالقة م ا ،فقد ك انت "الرم وز والتعب يرات الرمزي ة دع ائم
أساسية تكمن أهميتها في االستجابات التي تنشأ عنها ...ثم يتضح الدور الرئيسي ال ذي
تلعب ه األس طورة وأهمي ة الرم وز الفني ة ال تي تنتمي إليه ا" ,1واس تلزم لفهم الرم ز دراسة
هذه األسطورة التي أبثق منها واإلله المرم وز إليه" ,إن الرم وز بطبيعته ا ب ؤرة الت أمالت
الخيالية أو العواط ف ال تي تنتمي ب دورها إلي عالم األس طورة ح تى ل و من أص ل دين وي,
فالرموز ليست وحدات قائمة بذاتها إنما هي قابلة لإلمتزاج أو التداخل حتى تخل ق أش كال
معقدة محيرة" , 2ويجعل ذلك من الرمز الصيغة المناسبة التي تص لح للتعب ير عن الحق ائق
المجهول ة ,وتب ني العالق ة بين الرم ز واألس طورة على أن األس طورة بم ا تش مله من
أساليب تعبيري ة ,وم ا تس رده داخله ا من ش خوص واآلله ة فهي تحم ل بباطنه ا تفس يرات
حورس.
رمزية ,كأن يرمز لإلله حورس برمز عين ُ
فقد كانت العين من أهم الرموز ال تي ش اع اس تخدامها عن د المص ري الق ديم ,فق د
اس تمدت قوته ا من ق وة األس اطير والعقي دة المتغلغل ة في نفوس هم ,فق د اعت بر مص ري
"رمزا لآللهة الكبرى مهما أختلف االس م ال ذي اس تخدم" ,3وحيثأن األس طورة
القديم العين ً
ترتبط ب الرمز فهو ب األحرى الم ادة األساس ية فيها ,فقد لج أت الدارس ة إلى دراس ة
األسطورة ,ماهيتها ,ودورها في نشأة العين كرمز في الحضارة المصرية .
دور األسطورة في نشأة العين كرمز
رفت ع رب الجاهلية لفظة "األس اطير" بمع نى" األباطيل" ،وهم يقص دون بها
َع َ
القصص ال تي ال يوثق من ص حتها ,وج اءت في الق رآن الك ريم ,فأك د المفه وم الج اهلي
للفظ ,وفكرها تسع م رات حاملة لنفس ه ذا المع نى في كتاب ه العزي ز س ورة "المؤمن ون"
﴿إن ه ذا إال أس اطير األولين ﴾ اآلية ,83وع رفت في مع اجم اللغ ة العربي ة "األس اطير
بمعني األباطيل ومفردها أسطورة أو أسطارة".4
.رندل كالرك ( :)1988ترجمة أحمد قدري ,الديانة المصرية القديمة ,دار الشروق ,بيروت ,ص .30 2
3
. Craw Ford, O, G, S (1957): The Eye Goddess, London, sonnt, P33.
187
واألس طورة "مش تقة من س طر األح اديث ,وموض وعاتها إض افة لآلله ة تن اول
األبطال الغابرين ,وفق لغة وتصورات وتخيالت وت أمالت وأحك ام تناس ب العص ر والمك ان
التي صيغت فيه ,وشكل األنظمة ,والمستوي المع رفي ,وهي في ذل ك ال وقت تش كل ثقاف ة
عص رها" ,1نش أة األس طورة نتجه ل دوافع نفس ية ل دي المص ري الق ديم تعين ه علي فهم
الظ واهر الكوني ة المحيط ة ب ه ,ف أطلق لخيال ه عن ان تفس يرها وع بر عنه ا في س طر
األحاديث؛ عبر عن ما يجول ذهنه من صور خيالية.
فكانت األس طورة ولي دة ال وعي اإلنس اني والالوعي في ِ
آن واح د ,فهي الس جل األمث ل
للفكر ودوافعه في مراحله األولي ,وهي ثقافة أجيال متعاقبة فلم ي دعي أح د تأليفه ا ,فناله ا من
معرفي ا,
ً الح ذف واإلض افة والتع ديل م ا ق د ن ال ,فهي ب ذلك نت اج مع رفي جم اعي يجس د وص ًفا
وله ا من الق درة علي االمت داد ماض ًيا وحاض ًرا ومس تقباًل ,فاألس طورة بني ة مركب ة من ت اريخ
وفكر وفن وحضارة ,فقد اُستخدم فن األسطورة كحاوية لبعض الرموز من أجل توض يح أفك ار
مجردة يصعب إدراكها كالعقائدية واألحوال االجتماعية واألمور المعنوية.
.محمود خاطر ( :)1926مختار الصحاح للشيخ اإلمام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي, 4
القاهرة ,ص.298
.2سيد القمني ( :)1999األسطورة والتراث ,المركز المصري لبحوث الحضارة ,القاهرة ,ص 1
.24,25
188
وكانت لألسطورة المصرية العديد من الخصائص ,منها تجس يد الص فات ,وم ا ل ه
من دور مهم في جعل العالم اإللهي واقع ملم وس ,كم ا يوج د به ا تغي ير ولكن ه يمي ل الي
المحافظة واالستمرار ,ورغم التناقض في التصورات األس طورية وت داخلها وتعقي دها إلي
إنهم أمنوا بها مجتمعة ,واستخدم الرمز للتعبير عن التصورات األسطورية للعالم اإللهي,
لجعل ه ع الم ملم وس بالنس بة ل ه" ,ف إن ك ل رم ز لم يكن بتص ور أس طوري ولك ل تص ور
أس طوري ه و رم ز لك ائن من الع الم اإللهي ويص دق الرم ز إذا اس تطاع تحقي ق الحماي ة,
ومن ثم باتت العين رمز للقوة المدمرة والضوء المغشي لألبصار".1
خاص ا في األس اطير والمعتق دات المص رية القديم ة ,فهي
ً ولم ا ك انت للعين مكان ة
"رمز لإلله الذي خلق البشر من دموع عين ه هك ذا ,وض عت العين كأح دي الرم وز الهام ة
في أساطير مصر القديمة" ,2حتى إنه جعل له ا أهمي ة على المس توى الم ادي أي االهتم ام
به ا كعض و لإلبص ار وحمايته ا وتجميله ا وترص يع موت اه ب أعين ص ناعية ,والت وابيت
أيضا ,كما إنها احتلت مكانة في لغته ,لما أدركه من قيمته ا ومكانته ا العقائدي ة
والتماثيل ً
في أساطيره ,فهي في اعتقاده عين اإلله التي ال تغفو عن حمايته ورعايته ,لذلك اتخ ذها
كتميمة تحميه من كل الشرور.
ومن أهم األساطير التي تناولت عين حورس (الوچات)
.1األسطورة األوزيرية.
.2أسطورة خسوف القمر (عين حورس المفقودة).
.3أسطورة القرص المجنح (حورس البحتي),
.4أسطورة إنقاذ البشر من الفناء (دمار البشر).
.5أسطورة عين حورس الغضبى.
أواًل :األسطورة األوزيرية
هي من أقدم وأهم األساطير المصرية القديمة التي ارتبطت بالص راع األزلي بين ق وي
الخير والشر ,وارتبطت بإحداث أزلية وكوني ة ,كم ا أنه ا ذات ج ذور تاريخي ة ض اربه في الق دم
تتعل ق بنش أة وش رعية الملكي ة في مص ر القديم ة ,وت دور أح داث األس طورة ح ول أوزي ريس
وه و االس م اإلغ ريقي لـ(أوزي ر) في اللغ ة المص رية القديم ة ,و"يب دو أن معن اه حدق ة العين أو
189
مس تقرها" 1فك ان مل ك ع ادل ,وقرينت ه (إزت) وهي باإلغريقية ت دعي إي زيس وتع ني الع رش,
وأخت ه هي (نبت ح وت) وأس مها اإلغ ريقي نفيتس ومعن اه س يدة القلع ة ,وزوجه ا ست وه و
أيضا معاونيه.
حسدا وقتل ً
أيضا الذي قتله ً
أخو أوزيريس ً
أتسع نط اق أهمية األس طورة من الناحي ة الدينية إلى م ا بع د المي دان الجن ائزي,
فقد ارتبطت الق رابين من األطعم ة ال تي يق دمها أف راد العائل ة أو كهنة المعابد إلى الم وتى
منطقي ا بقرب ان عين ح ورس ال تي ق دمها ح ورس ألبي ه أوزوريس ,فهم
ً في غرف ة ال دفن
يقيس وا على ذلك ،ك انت ه ذه الحلق ة من األس طورة متس اوية م ع تف اعالت أخ رى بين
اإلنس ان والك ائن في المملكة اإللهية ,ففي طق وس الق رابين للمعبد ،لعب الك اهن الق ائم
على المعب د دور ح ورس ،وأص بحت اله دايا المقدم ة لإلل ه بمثاب ة عين ح ورس،
لحظيا.
ً مساويا ألوزوريس
ً وأي إله يتسلم هذه الهدايا يتم اعتباره
المصرية القديمة منذ العصور التاريخية حتى نهاية الدولة القديمة" ,رسالة ماجستير ,كلية اآلثار,
جامعة القاهرة ,ص .38
190
يرا لظ اهرة خس وف القم ر
ومن خالل أح داثها يمكن اس تنتج أن هي م ا إال تفس ً
والص راع بين الن ور والظالم ،عن دما يق ع القم ر في ظ ل األرض يح دث خس وف للقم ر,
ويظهر القمر بصورته الشمعية التي تميل للحمرة وكأنها عين ح ورس ال تي أص ابها ست
بسهم ناري ,وأصبح من المعتقد أن "عين حورس اليمني وأنها تمثل الشمس ,وأن العين
اليسري التي تعرضت للخطر هي عين الوچات التي تمثل القمر".1
حيث تمثل عين ح ورس المس روقة ه ذه العدي د من المف اهيم في الديانة المص رية
إلها للس ماء ،أن عين ه اليم نى
القديمة ,ومن األدوار الرئيسة التي يقوم بها حورس كو ُنه ً
هي الشمس واليس رى هي القمر ،ف إن س رقة أو إتالف عي ني ح ورس تع ادل إظالم القم ر
خالل مراحله المختلفة أو أثناء الخسوف ,وهذا الصراع فيما يبدو يح دث ك ل ش هر ,وفي
األس طورة س واء أن يق وم ح ورس باس ترجاع عين ه المفق ودة أو تق وم اآلله ة بم ا فيه ا
إيزيس أو تحوت بإعادتها له أو شفائه ,فإن استعادة عين حورس إلى جسده تمثل ع ودة
القمر إلى كامل إشراقه.
ثالثًا :أسطورة القرص المجنح(حورس بحدتي)
وجدت هذه األسطورة مسجلة علي الجوانب الداخلي ة للج دارين الش رقي والغ ربي
المحيطين بمعبد إدفو ,في نص هيروغليفي طويل يتكون من خمسة نصوص ,األول منها
يتناول هذه األسطورة "ويبدأ من الصف الث اني علي الج دار الغ ربي ,وه و مقس م إلى 16
منظ ًرا ,يحت ل ه ذا الج زء من األس طورة المن اظر من ,13 :5وق د نقش ت الكتاب ة
الهيروغليفية من الش مال إلى الجن وب ,بينم ا المن اظر الباقي ة تتج ه من الجن وب إلي
الشمال ,مما يشير إلى محاولة الفنان فصل كل منها عن األخرى يتبع هذا الجزء مباشرة
اشتراك حورس ابن إيزيس في المرحلة الثانية من األسطورة".2
يعود هذا النقش "إلى عهد الملك بطليموس السادس عشر (قيص رون) ع ام -44
30ق.م ,وإ ن كان هذا النقش يضم بالتأكيد عناصر تعود إلى عهود أقدم من ذل ك بكث ير,
تمام ا مث ل دور
ففي األسطورة يتخ ذ ح ورس دور األبن ال ذي ينتقم ألبي ه رع ح ور أخ تي ً
حورس ابن إيزيس إلى ينتقم ألبيه أوزريس ,وي رجح أنهم ليس بإلهين مختلف ان ب ل هم ا
آله واحد تعددت صوره ,وتعددت طرق تمثيله.
191
وكم ا يتج دد الص راع ال دامي بين ح ورس كممث ل للخ ير في مواجه ة ست رئيس
للمت آمرين وممث ل للش ر ,وتق دم األس طورة تفس ير لوج ود ق رص الش مس على واجه ات
المعاب د واس تبدالها أحيا ًن ا بعين ح ورس المجنح ة ,ويمكن اس تنتاج دور العين المجنح ة
ب دور ق رص الش مس ال ذي أفترض ه رع ح ور أخ تي في س ياق األح داث األس طورية أن
يؤديه وهو دور الحماية من األعداء -كما يظهر في الشكل (.)7
راب ًعا :أسطورة إنقاذ البشر من الفناء(دمار البشر)
هي واح دة من أروع األس اطير المص رية ف إن أس طورة دم ار البش ر كم ا يطل ق
أحيا ًن ا ,تَ روي لن ا مي ل اإلنس ان للش ر والخطيئ ة ,ال تي جعلت اإلل ه يغض ب غض ب اإلل ه
ويقرر معاقبتهم ,كما تروي لنا مغفرته بعباده" ,دونت ه ذه األس طورة كامل ة في مق برتين
من األسرة التاسعة عشر هم ا مق برة س تي األول ومق برة رمس يس الث اني ,وفي مق برتين
من األسرة العشرين هما مقبرتا رمسيس الثالث ورمسيس السادس".1
تنطوي هذه األسطورة على إنها تفسير ميثولوجي لظ اهرة تع اقب اللي ل والنهار ,وأن
غروب الشمس يمثل رحيل رع (الش مس) عن األرض تار ًك ا تح وت وراءه يمثل ه القم ر ,حيث
هام ا لتفس ير ظ اهرة كوني ة محيط ة ب ه فهي م ا ك انت إال محاول ة من ه
دورا ً
جاءت األس طورة ب ً
دورا مختل ًفا لعين اإلله هو العين الخالقة
لفهم ه ذه الظ اهرة ,كما تتض من ه ذه األس طورة " ً
للبشر من خالل قول رع البشر الذين خلقتهم من عيني ,تفوهوا بكلمات ضدي".2
سا :أسطورة عين حورس الغضبى خام ً
تتسم ه ذه األس طورة باس تخدام الرم ز دون ب اقي األس اطير وت داخل التص ورات
أيض ا ,ومن تل ك التص ورات أنه ا ت أتي بع د
األسطورية فيها على مر العص ور وت داخل أح داثها ً
أسطورة دمار البشر حيث تواصل أحداث األس طورة حين تتح ول عين رع من ص ورة حتح ور
الجميلة إلى اإللهة سمخت القوية المنتقمة عن دما بعثه ا أبيه ا لخم د ن ار المت آمرين من البش ر،
"ولكنه ا لم ترج ع فأرس ل كاًل من ش و وتح وت إلحض ارها ,وبع د استرض ائها تع ود لص ورتها
الجميلة حتحور ,وعندما عادت وجدت عيًنا قد نمت مكانه ا ,وعندئ ذ وض عها اإلل ه على جبين ه
كثعب ان ـ رمز اإلله ة وداچيت ـ يحمي ه ويرم ز لقوت ه" ,3حيث يتجلي عن ف س مخت في قوته ا
كالثعبان على جبهة رع ,فعندما يرتفع رع في السماء ,فإن تفن وت تس تقر على رأس ه وتطل ق
192
زفيرها الناري ضد أع داءه ,إن تفن وت عن دما تك ون غاض بة تك ون في هيئ ة س مخت ,وتظه ر
عند الفرح في صورة باستيت وهاتان الصفتين متحدتان في تفنوت.
نشأة عين حورس (الوچات) كتميمة
تغلغلت عين الوچ ات داخ ل حي اة المص ري الق ديم اليومي ة؛ فه و لم يبقيه ا ح يز
المعاب د وطق وس العب ادة والطق وس الجنائزي ة ,فش غلت ح يز كب ير من حيات ه فه و ي ؤمن
ويعتقد في عين اإلله التي تراقبه وتحميه وترعاه من قوي الطبيعة المحيطة به ,ف إلتمس
الحماية من القوي المقدسة المتحكمة في ظواهر الطبيعة به ذه التم ائم فهي تجعل ه يش عر
رمزا لآللهة الكبرى ,والتميمة "يقصد بها ك ل
وكأنه في حماية اإلله ومعيته ,فقد أعتبرها ً
ما يحمل أو يعلق أو يوض ع على ش يء م ا لحمايت ه ,أو ل دفع جمي ع أن واع األذى عن ه أو
منح ه الق وي والخص ب والبرك ة أو بغ رض التوفي ق في الص يد والنج اح واالنتص ار في
الحرب أو جلب الحظ السعيد والفأل الحسن".1
فهي كل ما يحمل ه اإلنس ان ي ؤمن بأن ه يعم ل على حمايت ه ودرء الش ر عن ه والم رض
واألرواح الش ريرة والنظ رة الش ريرة ,وهي في اللغ ة العربي ة "ع وذة تعل ق على اإلنس ان من
الخ رز" ,2فق د ك انت التم ائم ترت دي بغ رض الحماي ة ول دفع الشر ،فك انت التميمة تص نع على
هيئ ة أش كال اآللهة أو الرم وز المقدس ة ,وك انت تع رف في اللغ ة المص رية باس م (وج ا) ال تي
تعني الشفاء أو (مكت حع و) حامي ة الجس د أو (س ا) وتع ني الحماي ة أو (نختو) وتع ني تميم ة,
فعين الوچات نشأت باعتبارها عين اإلله السليمة الكاملة المضيئة ضمن األس طورة األوزري ة,
فهي ذات أص ول أس طورية" ,ارتبطت عن د المص ري الق ديم بانتص ار ق وي الخ ير الممثل ة في
حورس وأوزيريس على قوى الشر واألمراض والعواصف والجفاف الممثلة في اإلله ست". 3
وقد ارتبطت الوچ ات باإلل ه ـ أي أن ك ان اإلله ـ فهي ارتبطت بعدي د من اآلله ة
الك برى ,وص بغت عين الوچ ات بص بغة عقائدي ة لم ا تحمل ه من دالالت رمزي ة في ك ل
أسطورة تعلقت بها ,فهي تمث ل رم ًزا النتص ار الخ ير ورم ًزا للش فاء ,والص حة واالكتم ال
نتجه إلشفاء تحوت لها بعد أن مزقها ست ,وهذا طبقًا لألسطورة األوزيرية ,وأصبح له ا
.مني محمد أحمد (" :)1999الصيغ التشكيلية للتمائم واألحجبة المعدنية ,واإلفادة منها في عمل 1
مشغوالت معدنية مبتكرة" ,رسالة ماجستير ,كلية التربية الفنية ,جامعة حلوان ,ص.19
.محمود خاطر( :)1926مرجع سابق ,ص.79 2
193
أهمية في الطق وس الجنائزي ة كتميم ة توض ع م ع المل ك المت وفى إلحي اء القلب وفتح الفم
والعينين – كما في الشكل (.)8
كما تحم ل دالالت رمزي ة من دور العين كق رص الش مس المجنح ال ذي ظه ر في
أس طورة الق رص المجنح حيث ك انت رم ًزا للحماي ة واالنتص ار على األع داء ,وب ذلك
أيضا تمثل تميمة تجلب له الق وة
أصبحت تميمة إلرضاء اإلله وطلب الحماية منه ,وكانت ً
والنشاط والصحة ,فهي ارتبطت بالعقيدة الشمسية ,فهي عين إله الشمس -أي أن كان-
رع أو رع حور أختي أو حورس سيد السماء.
فك انت "عين رع" وهي حتح ور بحس ب أس طورة هالك البش ر هي الق وة الض اربة لإلل ه
األعلى ,فتجعله هذه التميم ة كأنم ا ملك ق وة الش مس بداخل ه ,ولعين الوچ ات ق درة على رؤي ة
ك ل ش يء وتعطي االزده ار الب دني واإلخص اب الع ام" ,1كم ا "اس تخدم المص ري تميم ة الوچ ات
لتحميه من تأثير النظرة الشريرة irt bintأو العين الشريرة التي تسبب المرض".2
تخداما وانتش ًارا عن د المص ري الق ديم لالعتق اد في
ً فأص بحت من أك ثر التم ائم اس
مفعولها السحري ,ويظهر الشكل ( )9تميمة للعين اليمني ,فقد وضع كل ج زء من الجس د في
حماية تلك التمائم أو ما قد تحققه له ,ولذلك اهتموا أن تكون مع المومياء للمساعدة في العالم
اآلخر ,كما نجده استغل القيمة التمائمية لها في نفوش الحلي -كم ا بالش كل ( ,)10واس تخدم
مواد بعينها في تلك الص ناعة "ك العقيق ,والالزورد ,والف يروز ,والجمش ت؛ حيث احتفظت ه ذه
الم واد في داخله ا بل ون الحي اة ال دم ,واألخض ر ل ون اإلنب ات والتج دد ,وزرق ة الم اء ومملك ة
السماء ,كما احتفظ الذهب بلون أشعة الشمس وأبدية اإلشراق". 3
وقد ك انت ترس م على الم راكب والمج اديف إيما ًن ا من ه بأنه ا رم ز لمنح الق وة
والحماية ,ولم يقتصر دور العين في حياته اليومية بل شملت اس تعداده لرحلت ه في الع الم
األخر ,فكانت "توضع في لفائف المومياء كقربان للمتوفى" ,4وك انت ترس م على الت وابيت
لحماي ة المت وفى ك ذلك رس مت في تص وير ج دران المق ابر ,وش كلت العين دور في اللغ ة
الهيروغليفية عندما ظهرت كإحدى العالمات أو الرموز التي عبرت عن األعمال واألفع ال
المتص لة ب العين كالرؤي ة واالنتب اه والمالحظ ة...وغيره ا ,فهي ا ُخت يرت كرم ز أس طوري
.سبنسر ( :)1987ترجمة أحمد صليحة" ,الموتي وعالمهم في مصر القديمة" ,القاهرة ,ص.215 1
2
. Budge, E.A.W (1930): Amulet and superstitions, Oxford, p361.
3
. Aldred, C (1971): Jewels of the Pharaohs, London, p15.
.سريل ألدريد ( :)1990ترجمة مختار السويفي" ,مجوهرات الفراعنة" ,الدار الشرقية ,بيروت ,ص.43 4
194
نظ ًرا ألهميته ا كعض و في الجس م اإلنس اني ,وكمح ور أساس ي دار علي ه الص راع بين
حورس وست في األسطورة ,كما استخدمت أجزاؤها في الحساب وكوح دة مكي ال لتقس يم
الغالل والجرعات الطبية والفلك واألبراج ,وما يحتم عليه فعله في هذا اليوم أو ذاك.
وقد اهتدي المصري الق ديم إلى دور العين كعض و ين ير ل ه الع الم الخ ارجي ,فهي
س بيله للمعرف ة وإ دراكه لألش ياء والحي اة ,وهي ل ه نج اة من األخط ار ,ول ه فيه ا س بياًل
لممارسة حياته اليومية ,وهي العنصر الوحيد الذي يظهر ويم يز تعب يرات الوج ه ,وبلغت
من مظاهر الدقة في اهتمامه بها أنه ميزها في رسمه ,فكان يرس مها منظ ورة من األم ام
منحرف ة إلى ج انب فتب دو العين كامل ة مكتمل ة ,وليس هن اك م ا يحجب النظ ر ,وق د ب دت
العين فائق ة االتس اع مس حوبة من الط رفين يوض حها نقش خ ط الح اجب من المنظ ور
األم امي ,فق د أراد أن يظهره ا على حقيقته ا ,كامل ة مليئ ة بالحيوي ة ,وق د أعطي للم رأة
مالمح لطيفة ,وعينان واسعتان لوزيتا الشكل والتكوين ,كما م يز عين األعمى والبص ير؛
فنج ده ص ور عي ون األعمى "بخط وط قص يرة ,منحني ة ,عميق ة ,غ ائرة في محج ر العين,
كأنه يجاهد لفتحها قلياًل ".1
حتى إنه استخدم العيون الصناعية لتحل محل العيون الطبيعية بعد عملية التحنيط في
المومياوات ,وفي األقنعة الجنائزية التي توضع على المومياوات ,وقام بتطعيم تماثيله بتلك
العيون إيماًنا منه بأن الحياة مازالت تدب في أصحابها ,وبها تستطيع األرواح التعرف والعودة
لألجساد مرة أخري ,فإن لم تتعرف الروح على صاحبها تظل هائمة في األرض ,وال ترتقي
لتصير في معية اآللهة ,وقد بدأت صناعة العيون فيما قبل التاريخ باستخدام الحجر والقواقع,
و"خرزات حلقية من الصدف" , 2وتطورت حتى بلغت من الدقة في الدولة القديمة أن العيون
الصناعية كانت تمثل "أهم أجزاء العين كالجفون ,القرنية ,إنسان العين ,القزحية ,والثانيات
النصف هاللية ,وقد صنعت الجفون من النحاس أو الفضة ,حيث أضافت على العين شكل
األهداب" ,3وكانت العيون في التماثيل ذات نظرة عميقة تتجه لألعلى.
النتائج والتوصيات:
ومما سبق توصلت الباحثة إلى عدة نتائج هي:
.الفري SSد لوك SSاس ( :)1991ترجم SSة زكي اس SSكندر ,محم SSد زكري SSا" ,المواد والصناعات عند قuuدماء 2
195
هاما في ظهور العين كمفردة تشكيلية.
دورا ً
.1لألسطورة لدى المصري القديم ً
درا إلث راء الحض ارة
.2ش كلت العين كمف ردة تش كيلية في الفن المص ري الق ديم مص ً
المصرية القديمة ,فقد كانت ترسم على جدران المعاب د والمق ابر والت وابيت والحلي
والتم ائم والم راكب والمج اديف اس تخدمت أجزاؤه ا في الحس اب وكوح دة مكي ال
لتقسيم الغالل والجرعات الطبية والفلك واألبراج.
.3رمز العين لدي المصري القديم يحمل العديد من القيم الفنية والجمالية والفلسفية.
196
شكل ()4 شكل ()3
منظر يتضح فيه :حورس بن إيزيس فى الهيئة اآلدمية منظر يتضح فيه :عين حورس –العين المقدسة -
ً
رمزا لإلله حورس.
ورأس الصقر ،يضع التاج المزدوج ،ويمسك بشارات
نقاًل عنhttp://ar.Wikipedia.org :
(عنخ ،سا) .نقاًل عنhttp://ar.wikipedia.org :
شكل ()5
منظر يتضح فيه :قرص الشمس المجنح علي واجهة معبد إدفو فوق بوابة المعبد كرمز للحماية منذ عصر الدولة
الوسطي وخالل العصر البطلمي باعتبارها تميمة للحماية .نقاًل عنhttp://www.reshafim.org.il :
197
شكل ()7 شكل ()6
منظر يتضح فيه :تميمة عين الوچات في عين حورس منظر يتضح فيه :تميمة لعين حورس اليسرى كما
توجد بالمتحف البريطاني ,وهي من القيشاني الفترة باألسطورة األوزيرية ,توجد بمعهد مينيا بوليس للفنون
االنتقالية (.)1069 -945 للدولة الوسطي ( .)1297 -1185نقاًل عنhttp://ar. :
نقاًل عن : http://www.britishmuseum.org wikipedia.org
شكل (
)8
منظر
يتضح
فيه:
عين
الوچات من العقيق األحمر ,وعلي مقدمتها الحية المقدسة (عين حورس الغضبى) ,وهي
العنصر األساسي للسوار ويرتبط هذا الجزء بتسع صفوف من الخرز من العقيق والخزف والزجاج ويفصل بينهم
بست فوصل من الذهب ,هو سوار للملك توت عنخ آمون من األسرة الثامنة عشر ,يوجد بالمتحف المصري .نقاًل عن:
http://www.collector-antiquities.com
قائمة المراجع
أواًل :المراجع العربية
198
.1القراّن الكريم.
.2الفريد لوكاس ( :)1991ترجمة زكي إسكندر ,محمد زكريا ,المواد والصناعات
عند قدماء المصريين ,القاهرة.
.3جيهان فوزي أحمد ( " :)2001الدالالت الرمزية للون وأهميتها الوظيفية في
التصميمات الزخرفية المعاصرة" ,رسالة دكتوراه ,كلية التربية الفنية ,جامعة حلوان.
.4جمال محمد فوزي (" :)1990الرمزية وأثرها علي القيمة الجمالية في النحت
العالمي المعاصر" ,رسالة دكتوراه ,كلية الفنون الجميلة ,جامعة حلوان.
.5حنان حنفي محمود صالح (" :)2004دراسة تحليلية للعين في الفن المصري
القديم واالستفادة منها في مجال الخزف" ,رسالة ماجستير ,كلية التربية الفنية,
جامعة حلوان.
.6دعاء محمد بهي الدين (" :)2009الرمزية ودالالتها في الفن القبطي" ,رسالة
ماجستير ,كلية اآلداب ,جامعة اإلسكندرية.
.7رندل كالرك ( :)1988ترجمة أحمد قدري ,الديانة المصرية القديمة ,دار
الشروق ,بيروت.
.8روبير جاك تيبو ( :)2004ترجمة فاطمة عبد اهلل محمود ,موسوعة األساطير
والرموز الفرعونية ,المجلس األعلى للثقافة.
.9زكريا إبراهيم ( :)1988فلسفة الفن في الفكر المعاصر ,مكتبة مصر للمطبوعات,
القاهرة ،ص .315
.10زكية زكي جمال الدين (" :)1987اإلله حورس نشأته وعالقته بالملكية منذ فجر
التاريخ وحتى نهاية الدولة القديمة" ,رسالة دكتوراه ,كلية اآلثار ,القاهرة.
.11سبنسر ( :)1987ترجمة أحمد صليحة ,الموتى وعالمهم في مصر القديمة ,القاهرة.
.12سيد القمني ( :)1999األسطورة والتراث ,المركز المصري لبحوث الحضارة ,القاهرة.
.13صالح الدين عبد الحميد حسن (" :)1999الرمز في النحت الجداري في الحضارة
الفرعونية وحضارة بالد النهرين" ,رسالة ماجستير ,كلية الفنون الجميلة ,جامعة
حلوان.
199
.14طارق حسن (" :)1997الشكل والمضمون األسطورة في الفن المصري كمدخل
لالستلهام في التصوير المعاصر" ,رسالة ماجستير ,كلية التربية الفنية ,جامعة
حلوان.
.15عدنان الذهبي ( :)1949سيكولوجية الرمزية ,مجلة علم النفس ,المجلد ,4عدد
فبراير ,بيروت.
.16كلير اللويت ( :)2003ترجمة فاطمة عبد اهلل محمود ،الفن والحياة في مصر
الفرعونية ،المجلس األعلي للثقافة ،القاهرة.
.17محمد بيومي مهران ( :)1989الحضارة المصرية القديمة ،دار المعرفة الجامعية،
الإسكندرية.
.18محمود خاطر ( :)1926مختار الصحاح للشيخ اإلمام محمد بن أبي بكر بن عبد
القادر الرازي ،القاهرة.
.19مني محمد أحمد (" :)1999الصيغ التشكيلية للتمائم واألحجبة المعدنية ،واإلفادة
منها في عمل مشغوالت معدنية مبتكرة" ،رسالة ماجستير ،كلية التربية الفنية،
جامعة حلوان.
.20نهي محمود نايل (" :)2003الدالالت الرمزية والقيم الفنية ليتجان اآللهة في
النقوش المصرية القديمة" ،رسالة ماجستير ،كلية التربية الفنية ،جامعة حلوان.
.21هيجل ( :)1986ترجمة جورج طرابيشي ،الفن الرمزي الكالسيكي الرومانسي،
دار الطليعة ،بيروت.
.22هدي محمد عبد المقصود (":)1997الوچات في الحضارة المصرية القديمة منذ
العصور التاريخية حتى نهاية الدولة القديمة" ،رسالة ماجستير ،كلية اآلثار،
جامعة القاهرة.
.23ياروسالف تشرني ( :)1996ترجمة أحمد قدري ،الديانة المصرية القديمة ،دار
الشروق ،بيروت.
ثانيًا :المراجع األجنبية
1. Aldred, C (1971): Jewels of the Pharaohs, London.
2. Budge, E.A.W (1930): Amulet and superstitions, Oxford.
3. Budge, E.A.W (1912): Legends of the Gods, London.
4. Craw Ford, O, G, S (1957): The Eye Goddess, London,
sonnt.
200
5. Fleming (1940): D.Christian Symbols in World Community,
New York.
6. Longman Dictionary of Contemporary English, Published
By Longman Group, Great Britain, Pitman, Press.
7. P. Lacou ET H.Chevrier : Une Chapelle de Sesostris, Ler A
Karnak, Le Caire.
ثالثًا المواقع اإللكترونية
1. http://en.wikipedia.org/wiki/eye-of-horus.
2. http://www.marefa.org/inbox.php.
201