Professional Documents
Culture Documents
org)
الفهـــرس
الصفحة مقدمة........................................................
كلمةةة األسةةذ ا الةةدكذور :عبةةد الس ةالم بةةز واوا المةةدلر ال ة م
للمدرسة الوطنلة ال لل للصح فة وعلوم اإلعالم.............
كلمة األسذ ا الدكذور :ن جي بز عم رة المدلر ال م للمدرسة
الوطنلة ال لل لل لوم السل سلة................................
كلمةةة األسةةذ ا جلاللةةي علةةي ط لةةا األمةةلز ال ةة م للمجلةةس
األعلى للغة ال ربلة...........................................
ال ربلةة فةةي الاطة ا الذلفةةوا وذ ولةةو الكفة لة اللغولةة لةةد
المذلقي
أ .نزهةةخلفاو ة ،مركةةو البحةةع ال لمةةي والذقنةةي لذطةةولر
الل غةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ال ربلةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ة ،وحةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةدة
ذلمس ز........................................
أثر وس ئل اإلعالم في ادمة اللغة ال ربلة
أ .فةةةةةة ق،ل ةةةةةة ز لج م ةةةةةةة مولةةةةةةود م مةةةةةةرا ،ذلةةةةةةوا
ووو.............
دور القنوات الفض ئلة الا صة الموجهة إلى المرأة في ذرقلة لغذه
ال ربلة
المدرسةةة الوطنلةة ال للة للصةح فة وعلةةوم أ.د ل ايكةةخلخ فة
اإلعالم............................................................
دور فض ئيلخلس ي ة في ذنملة ال ه اتلالاغ يخ لد الطول
أ .أحةةةةن لخةةةة ل ةةةة ة لج م ةةةةة مولةةةةود م مةةةةرا ،ذلةةةةوا
ووو.........
إسةةةه م قنةةة ةلسةةة ي ة فةةةي ذرقلةةةة ال ربلةةةة حلقةةة ت الفي طةةةخ
أنمواج
أ .حسةةةةةيخخلال خةةةةة لج م ةةةةةة مولةةةةةود م مةةةةةرا ،ذلةةةةةوا
ووو...........
ملاص المن قشة..............................................
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
رئاسة الجمهورية
األداء اللغوي
في برامج التلفزة ألفاظ الخدمات أنموذجً ا
أعمال ندوة
يوم األربعاء 04ربيع األول 1437ه الموافق لـ 16ديسمبر 2015م
بالمدرسة الوطنية العليا لعلوم اإلعالم والصحافة
1
كتاب :األداء اللغوي في برامج التلفزة ألفاظ الخدمات أنموذجً ا
منشورات المجلس
ردمك978-9947-821-86-2 :
2
الفهـــرس
الصفحة مقدمة........................................................
5 كلمةةة األسةةتاذ الةةدكتور :عبةةد السةةالم بةةن زاوي المةةدير العةةام
للمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم اإلعالم.............
7 كلمة األستاذ الدكتور :ناجي بن عمارة المدير العام للمدرسة
الوطنية العليا للعلوم السياسية................................
9 كلمةةة األسةةتاذ جياللةةي علةةي طالةةب األمةةين العةةام للمجلةةس
األعلى للغة العربية...........................................
17 العربيةةة فةةي الخطةةاب التلفةةزي وتعزيةةز الكفةةاءة اللغويةةة لةةد
المتلقي
أ .نزهةةة فلفةةاو ،مركةةز البحةةع العلمةةي والتقنةةي لتطةةوير
اللغةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة العربيةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ،وحةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةدة
تلمسان........................................
29 أثر وسائل اإلعالم في خدمة اللغة العربية
أ .فةةةةةةات ،مةةةةةةرز جامعةةةةةةة مولةةةةةةود معمةةةةةةري ،تيةةةةةةزي
وزو.............
41 دور القنوات الفضائية الخاصة الموجهة إلى المرأة في ترقية لغتها
العربية
أ.د مليكةةة بوفةةار المدرسةةة الوطنيةةة العليةةا للصةةحافة وعلةةوم
اإلعالم............................................................
59 دور فضائ ّية سميرة في تنمية المهارات اللّغو ّية لد ال ّطفل
أ .أحةةةةن بةةةة عمةةةةرة جامعةةةةة مولةةةةود معمةةةةري ،تيةةةةزي
وزو.........
73 إسةةةهام قنةةةاة سةةةميرة فةةةي ترقيةةةة العربيةةةة حلقةةةات الفياطةةةة
أنموذجا
أ .حسةةةةةيبة العربةةةةةي جامعةةةةةة مولةةةةةود معمةةةةةري ،تيةةةةةزي
وزو...........
93 ملخص المناقشة..............................................
3
4
كلمة السيد مدير المدرسة الوطنية العليا
لعلوم اإلعالم والصحافة
5
تقنينه في اتفاقيات تعاون ،بهدف تكوين صحفيين ملمين بما يدور حةولهم،
واعين بأهمية اللغة العربية لغة للعلم.
في اآلخر ،أشكر مبادرة المجلس األعلى للغة العربية ،وأجدد الترحيب
بضيوفنا الكرام من حضور وطلبة وأساتذة.
6
كلمة السيد المدير العام للمدرسة الوطنية العليا
للعلوم السياسية
7
ً
خدمةة لهةذا الجيةل مؤسسات الدولة الجزائرية عن طريق عقةد االتفاقيةات،
من الطلبة.
-ثالثا :التمكن من اللغة الوطنية واللغة الرسمية للبلد .فاإلطار الذي ال
يتمكن من اللغة الوطنيةة سةيجد صةعوبة فةي التواصةل واالتصةال .هةذا مةا
يجعلنا نتعامل أكثر مع المجلس األعلى للغة العربية ،شاكرين األمين العام
لهذا المجلس ،الذي نظم أول ندوة بالتعاون معنا.
مةةرة أخةةر ،أشةةكركم لحضةةوركم معنةةا ،وأرجةةو أن تكةةون لنةةا فةةرص أخةةر
للنقاش.
8
الكلمة االفتتاحية للندوة
لألستاذ جياللي علي طالب
األمين العام للمجلس األعلى للغة العربية
9
نظيرها في اللغات األخر التي كانت منتشةرة يومئةذ .وبهةذه الميةزة ،فقةد
أصبحت العربية لغة ربانية ،إذ يقول هللا -سبحانه عةز وجةل -فةي اآليةة 2
ﱡﭐ ﲙ ﲙ ﲙ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ ،ويقةةول فةةي اآليةةة 3مةةن سةةورة مةةن سةةورة يوسةةف:
الزخرف :ﱡﭐ ﱵ ﲙ ﲙ ﲙ ﲙ ﲙ ﱠ ،ويقول في اآلية 3من سةورة فصةلت :ﱡﭐ ﲙ ﲙ
ﲙ ﲙ ﲙ ﲙ ﱎ ﱠ .ومةةةن هةةةذا المنطلةةةق ،فالعربيةةةة لغةةةة نمةةةارس بهةةةا شةةةعائرنا
الدينيةةة ،نةةتعلم بهةةا ونعلةةم بهةةا ،نسةةتعملها فةةي وسةةائط االتصةةال ووسةةائل
اإلعالم ،ولكن هذا غيةر كةاف؛ ألننةا نريةدها لغةة للتقانةة ونشةر المعةارف،
نريدها لغة للتكنولوجيات الحديثة لكونها تحتل المرتبة الرابعةة عالميةا مةن
حيةةةةةةع عةةةةةةدد النةةةةةةاطقين بهةةةةةةا ،نحةةةةةةو 424مليةةةةةةون عربةةةةةةي ،ونحةةةةةةو
1.600.000مسلم ،وهي من اللغات الرسمية باألمم المتحدة.
ولةذل ،فإننةا نسةعى ونناضةةل لتكةون العربيةة لغةةة الةداالت الثالثةة :لغةةة
الدين ولغة الدولة ولغةة الةدنيا ،غيةر أن العربيةة لغةة كبةاقي اللغةات ،تةؤثر
وتتأثر إيجابا وسلبا ،والتةأخر أو الةنقص لةيس فيهةا ،وإنمةا فةي أهلهةا وفةي
مستعمليها والناطقين بها ،فإذا أهملوها أهملتهم ،وتراجع مردودها وبريقها
وقيمتها في سوق اللغات ،وإذا استعملوها وتعاملوا بها ازدهرت وتطورت
وأنتجةةةت المعةةةارف والعلةةةوم .فقةةةد ظلةةةت العربيةةةة لغةةةة المعةةةارف والعلةةةوم
لقرون ،فكانت لغة عالمية ،عندما اهتم بهةا أهلهةا فةأنتجوا بهةا العلةوم التةي
استثمرها الغرب ،ال سيما في القرون األولى للنهضةة اإلسةالمية ،ال سةيما
في العهةد العباسةي ،ويشةهد علةى ذلة التةراع العلمةي الزاخةر الةذي خلفةه
أمثال ابن سينا والرازي والخوارزمي والكندي وغيرهم.
وقد تخلفت العربية بعد ما تخلف أهلها ،نتيجة عوامل يأتي في مقةدمتها
االستعمار الذي سعى إلى طمس معالمها ،باعتبارها تحمل الوعي بالوطن
والوطنية وبمقومات الشخصية والعيش الكريم ،وكونهةا موحةدة لكثيةر مةن
المجتمعةةات ،وبالت ةالي فهةةي– فةةي اعتقةةادهم -تشةةكل خطةةرا علةةى انتشةةار
المسةةيحية ولغةةة االسةةتعمار ،ولةةذل راح يحةةاول اقةةتالع جةةذورها بطةةرح
10
بدائل لها مرة باسةم لغةة األم ،ومةرة ثانيةة لغةة المنطقةة ،ومةرة ثالثةة اللغةة
الجزائرية ،ورابعة اللغة العامية فةي بعةا األحيةان وغيرهةا ،ولكةن دلةت
الحوادع التاريخية على أنه لم يبةق مةن ألسةن الغةزاة أي لسةان ،فةالجزائر
ظلت مسرحا لغزو الرومان ،والوندال ،والبيزنطيين ،ولم يبق لهم من أثر
سو األطالل.
السيدات الفضليات ،السادة األفاضل ،أيها الباحثون
يةةنظم المجلةةس فةةي هةةذه الصةةبيحة وقفةةة احتفةةاء بةةاليوم العةةالمي للغةةة
العربية ،الموافق لـ 18ديسةمبر مةن كةل سةنة .هةذا اليةوم التةاريخي الةذي
كةةةان تتويجةةةا لتلةةة الجهةةةود التةةةي بةةةدأت فةةةي 1954بةةةالقرار رقةةةم 878
1954/12/4عندما سمحت األمم المتحدة بترجمةة اللةوائح األمميةة إلةى
العربي ةة علةةى أال تتجةةاوز 4.000صةةفحة سةةنويا وأن تكةةون مصةةاريفها
فةي سةنوات على الجهة المستفيدة ،ثم تلتهةا لةوائح أخةر
1960و 1966و 1968باسةةةتعمالها تةةةدريجيا فةةةي منظمةةةة اليونسةةةكو.
وفةةي 18ديسةةمبر 1973أصةةدرت األمةةم المتحةةدة قرارهةةا رقةةم 3190
القاضي باستعمال العربية في األمم المتحدة ،ثم توسع هةذا االسةتعمال إلةى
المجالس التنفيذية في 1974بةاقتراح مةن دول :الجزائةر والعةراق وليبيةا
والسعودية وغيرها ،مما سمح للرئيس الفقيد هةواري بومةدين -رحمةه هللا-
ب ةأن يكةةون أول رئةةيس دولةةة يخطةةب بالعربي ةة فةةي الجمعي ةة العام ةة لألمةةم
المتحةةدة .وفةةي أكتةةوبر 2012وخةةالل انعقةةاد الةةدورة 190لليونسةةكو تةةم
اعتمةةاد 18ديسةةمبر يومةةا عالمي ةا للغةةة العربي ةة ،فأصةةبح للعربي ةة يومهةةا
العالمي على غرار باقي اللغات الرسمية في األمم المتحدة.
السيدات الفضليات ،السادة األفاضل ،أيها الباحثون
وإذ يحيةي المجلةةس األعلةةى للغةةة العربي ةة هةةذه المناسةةبة ،يرجةةو أن نحتفةةي
باللغة العربية يوميا وفي كل مكان ،وعلى مدار السنة ،وإن أحسن احتفاء بهةا
11
هو اسةتعمالها فةي مختلةف تعامالتنةا اليوميةة ،ونشةرها باألسةاليب الصةحيحة،
دون تشويه وال تهجين ،والعمل علةى تحةديع مضةامينها بالكيفيةة التةي تسةمح
لها بالمحافظة على مكانتها بةين اللغةات الرسةمية المسةتعملة فةي هيئةات األمةم
المتحدة.
وإذ يستسمحكم المجلس في طرح موضوع للنقةاش لةه أهميةة بالغةة فةي
محاربة التهجين والتلوع اللغويين ،الموسوم بـ" :األداء اللغوي في بةرامج
التلفزة :ألفاظ الخدمات أنموذجا" ،لما لذل من أهمية فةي تفصةيح العةامي،
الذي يسهم بدوره في دعم لغة األم لتساير مستو اللغةة األم .فعنةدما ينشةأ
الطفةةل وسةةط أسةةرة متجانسةةة مةةن حيةةع األلفةةاظ المسةةتعملة فةةي المحةةيط
األسةةري ،وفةةي المنةةزل علةةى وجةةه التحديةةد ،تكةةون هةةذه األسةةرة قةةد قةةدمت
خدمات جليلة للمدرسة ،ومن ثمة للمجتمع ،وأسهمت أيضا فةي نشةر اللغةة
العربية الفصيحة؛ وهي مسؤولية الجميع؛ لكونها رمزا من رمةوز سةيادتنا
التي نصت عليها مختلف المواثيق والقوانين ،وفي مقدمتها الدستور.
السيدات الفضليات ،السادة األفاضل ،أيها الباحثون
وإذا كان من المسلم بةه أن اللغةة هةي الوعةاء الةذي يحفةظ تةاريا األمةة
ومنجزاتهةةا العلميةة واألدبيةة والفنيةة ،ويعكةةس قيمتهةةا علةةى سةةلم الحضةةارة
اإلنسةانية ،مصةداقا لمقولةةة ابةن خلةةدون" :إن غلبةة اللغةةة بغلبةة أهلهةةا ،وإن
منزلتها بين اللغات صورة ألمتها بين األمم" ،فإن اللغة العربيةة فةي أمةس
الحاجة إلى من يستعملها ويتعامل بها ،بل إنها فةي أشةد الحاجةة إلةى إنتةاض
فكةةري ،وإبةةداع فنةي ،وإلةةى مةةن يعةةزز مكانتهةةا فةةي وسةةائط التكنولوجيةةات
الحديثة والمتطورة وبخاصة في الشابكة ،بعيدا عن كل المزايدات اللغويةة
التةةي طبعةةت حلقاتنةةا العلميةة علةةى مةةدار نصةةف قةةرن مةةن الةةزمن ،دون أن
نتمكن من وضعها في المسار الصحيح لكي تتبةوأ مكانتهةا الالئقةة بهةا فةي
سوق اللغات.
12
ويؤكد المجلس بهذا الصدد أننةا نةؤمن إيمانةا راسةخا بةأن اللغةة العربيةة
هةةةي لغةةةة األم ،وهةةةي فةةةي نفةةةس الوقةةةت اللغةةةة األم بمسةةةتوياتها اللسةةةانية
والخطابية.
السيدات الفضليات ،السادة األفاضل ،أيها الباحثون
وإذ يغتةةنم المجلةةس هةةذه الس ةانحة لةةدعوتكم ودعةةوة كةةل المهتم ةين بشةةؤون
العربي ةة والغيةةورين علةةى هةةذا البلةةد لتبنةةي مقاربةةة لغوي ةة بمةةا يحق ةق اإلفهةةام
والتوافةةق مةةن جهةةة ،ويحةةافظ علةةى وحةةدة األمةة فةةي أبعادهةةا الثالثةةة مةةن جهةةة
أخةةر ،لتلحةةيم االنسةةجام المجتمعةةي والس ةعي إلةةى تجانسةةه وتماسةةكه اتصةةاال
وتواصال.
أهنةئ الجميةةع بالعيةةد العةةالمي للغةةة العربيةة ،2015وأرحةب بكةةم مةةرة
أخر ،وأشكركم لصبركم ولكرم اإلصغاء ..والسالم عليكم ورحمة هللا.
13
14
كلمة السيد صادق بخوش ،رئيس الجلسة
15
أ /أحن ب عمرة جامعة مولود معمةري ،تيةزي وزو ،وتقةدم مداخلةة
موسومة "دور فضائ ّية سميرة في تنمية المهارات اللّغو ّية لد ال ّطفل"
أ .حسيبة العربةي جامعةة مولةود معمةري ،تيةزي وزو ،وتقةدم مداخلةة
موسةةةومة "إسةةةهام قنةةةاة سةةةميرة فةةةي ترقيةةةة العربيةةةة -حلقةةةات الفياطةةةة
أنموذجا".
وسنفتح بعد انتهاء هةذه المةداخالت الخمةس بةاب النقةاش والحةوار أمةام
من في القاعة مةن أسةاتذة وطلبةة ،وأرجةو أن يكةون الحةظ األكبةر للطلبةة.
وبعد المناقشة نختم أشغال الندوة.
16
العربية في الخطاب التلفزي وتعزيز الكفاءة اللغوية لد
المتلقي
أ.نزهة خلفاوي.
مركز البحع العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية ،وحدة تلمسان
مقدمة:
تهدف هذه الورقة البحثية إلى إثراء النقاش حول واقع اللغة العربية في
الخطاب التلفزي ومد قدرة هذا الخطاب على تعزيز الكفاءة اللغوية لد
المتلقةي ،وذلة بةالوقوف علةةى األثةةر اللغةوي الةذي تتركةه وسةةائل اإلعةةالم
عموما؛ واإلعالم السمعي البصري ،خصوصا في المتلقي ،بما تقدمةه مةن
خطابةات متعةةددة المواضةيع والمجةةاالت؛ حيةع تكةةون لصةانعيها ومقةةدميها
القةةدرة الكبيةةرة علةةى اسةةتمالة المتلقةةي والتةةأثير فيةةه .وانطالقةةا مةةن هةةذا،
سنسعى إلى مالمسةة لغةة اإلعةالم السةمعي البصةري فةي الجزائةر وأثرهةا
على استعمال اللغة العربية لد المتلقي إيجابا وسلبا .وعلى هذا األسةاس،
نطرح في هذه الورقة إشكالية مسؤولية الخطةاب اإلعالمةي اللغويةة ،التةي
نروم منها اإلجابة عن التساؤالت اآلتي ذكرها:
-ما مد تأثر المتلقي بلغة الخطةاب اإلعالمةي الموجةه إليةه ومةا هةي
المسؤولية التي يتحملها صانعو هذا الخطاب عندما يتعلق األمر باسةتعمال
اللغة العربية
-كيةةةةف يمكةةةةن اسةةةةتثمار األداء اللغةةةةوي اإلعالمةةةةي لتصةةةةحيح وبنةةةةاء
ممارسات لغوية سليمة لد المتلقي
17
-مةةا هةةي اسةةتراتيجيات تفعيةةل اسةةتعمال اللغةةة العربي ةة الفصةةيحة فةةي
الخطاب اإلعالمي التلفزي الجزائري ،بعيدا عةن الهجةين اللغةوي ،وكيةف
يمكن تجاوز العوائق الموجودة على أرا الواقع
-1المشهد اإلعالمي التلفزي في الجزائر:
إن تسليط الضوء على المشهد اإلعالمي التلفةزي فةي الجزائةر ،يجعلنةا
نتوقف عنةد قطةاعين يتقاسةمانه ،همةا القطةاع الخةاص والقطةاع العةام .فقةد
شهد البع التلفزي الخاص انفتاحا كبيرا نتج عنةه إنشةاء عشةرات القنةوات
الخاصة ،في الوقةت الةذي تسةتعد فيةه قنةوات أخةر إلطةالق بثهةا .وتبقةى
طريقة بع هذه القنوات مشتركة بينها ،فكلها مسجلة لةد وزارة االتصةال
الجزائرية كقنوات أجنبيةة معتمةدة للعمةل فةي الجزائةر ،تبةع برامجهةا مةن
خارض الوطن.
تتنةةوع هةةذه القنةةوات الخاصةةة ،المنشةةأة حةةديثا ،بةةين قنةةوات إخباريةةة،
وقنوات إشهارية ،وقنوات أخر منوعة؛ فمةن القنةوات اإلخباريةة أنشِ ةأت
قنةةةةةوات "النهةةةةةار" و"الشةةةةةروق" و"الجزائريةةةةةة" و"الهقةةةةةار" و"دزايةةةةةر"
و"األطلةةس" و"المؤش ةر" و"نوميةةديا نيةةوز" وغيرهةةا .ونةةذكر مةةن القنةةوات
اإلشهارية قناة "جزائر شوب" ،كمةا أطلِقةت العديةد مةن القنةوات األخةر
المتخصصةةة مثةةل قنةةاة "جرجةةرة" الموجهةةة إلةى األطفةةال ،وقنةةاة "سةةميرة"
الخاصةة بةالطبا والخياطةةة ،وقنةاة "بربةةر موسةيقى" ،وهةي قنةةاة فنيةة تهةةتم
بالموسيقى والفن المازيغي.
وتضةةاف هةةذه القنةةةوات وغيرهةةا مةةةن القنةةوات الخاصةةةة إلةةى القنةةةوات
الحكوميةةة الخمةةس التابعةةة للتلفةةزة الرسةةمية ،وهةةي القنةةاة األولةةى والقنةةاة
"الثالثةةة" الناطقةةة باللغةةة العربيةةة ،الموجهةةة إلةةى الفضةةاء العربةةي ،وقنةةاة
"الجزائةةر" الناطقةةة باللغةةة الفرنسةةية ،الموجهةةة إلةةى الجاليةةة الجزائريةة فةةي
18
أوروب ةا ،والقنةةاة "الرابعةةة" الناطقةةة بالمازيغي ةة ،الموجهةةة إلةةى المتحةةدثين
باللغة المازيغية ،إضافة إلى قناة دينية هي قناة "القرآن الكريم".
هكذا ،أصبح للمواطن الجزائري فةي السةنوات األخيةرة فرصةة اختيةار
القنةةوات ال تةةي تسةةتطيع أن تالمةةس واقعةةه المعةةيش ،وتخاطبةةه بمةةا يتناسةةب
وطبيعته من جهة وظروفه التي يعيشها من جهةة أخةر .وقةد يبةدو األمةر
للوهلة األولى إيجابيا بالنسبة إلى جزائريين ،لكن سرعان مةا نةدق نةاقوس
الخطةةر ونحةةن نتتبةع األداء اللغةةوي فةةي هةةذه القنةةوات التةةي ال تخضةةع ألي
سلطة لغوية ،مةادام كسةب ثقةة المتلقةي وتحقيةق أعلةى نسةب المشةاهدة هةو
هدفها األول.
-2األداء اللغوي في القنوات التلفزية الجزائرية:
إن األداء اللغةةوي فةةي أي جهةةاز مةةن أجهةةزة اإلعةةالم داخةةل الجزائةةر أو
خارجهةا ،مةا هةو إال انعكةةاس للمسةتو االقتصةادي واالجتمةاعي والثقةةافي
فةةي الةةبالد ،ومةةن ثةةم ،فةةإن أي تراجةةع أو ضةةعف أو ارتبةةا فةةي المجةةاالت
السابق ذكرها سيؤثر في استعمال اللغة العربية وتلقيها ممةا يجعلهةا "غيةر
مؤهلةةة للتةةأثير فةةي وسةةائل اإلعةةالم ،بةةل العكةةس؛ فاللغةةة العربيةةة هةةي التةةي
ستخضع لطاحونة اإلعالم"(.)1
إن تتبع مسار األداء اللغوي في القنوات التلفزية الجزائرية يجعلنا نقف
عنةةد اتجةةاهين ،همةةا وجهةةان لعملةةة واحةةدة :اتجةةاه الخطةةاب اإلعالمةةي فةةي
القنوات العامة الحكومية ،واتجاه الخطاب اإلعالمي فةي القنةوات الخاصةة
المستقلة .إننا أمام خطاب إعالمي جزائري ،لكن تحكمه اعتبارات تختلف
من اتجاه إلى آخر؛ فإذا كان اإلعالم الحكومي يسعى– قةدر اإلمكةان -إلةى
تحقيةةق االنضةةباط اللغ ةوي المجسةةد فةةي االسةةتعمال الفصةةيح ،الةةذي يمثةةل
ويحفةةظ هيبةةة مؤسسةةة الدولةةة المسةةؤولة عةةن هةةذا الخطةةاب الموجةةه إلةةى
المجتمةةع بكةةل فئاتةةه ،فةةإن اإلعةةالم المسةةتقل الخةةاص يسةةعى إلةةى صةةناعة
19
خطاب إعالمي قادر على الوصول إلى كل شرائح المجتمةع والتةأثير فيهةا
دون أن يةةولي االسةةتعمال الفصةةيح أهميةةة كبيةةرة .فهةةو فةةي أغلةةب األحيةةان
مستعد للتخلي عنه في سبيل كسب تجاوب المتلقي وتفاعله.
هذا الوضع جعل المهتمين باللغة العربية من أفراد ومؤسسات ينتبهةون
إلةةى الخطةةر الةةذي يتهةةدد اسةةتعمال اللغةةة العربيةةة ،ويجتهةةدون فةةي محاولةةة
اإلحاطةةةةة بةةةةه واإللمةةةةام بمسةةةةبباته ومةةةةن ثةةةةم اقتةةةةراح الحلةةةةول المتضةةةةمنة
االستراتيجيات واآلليات الالزمة إلعادة تأهيل اسةتعمال اللغةة العربيةة فةي
الخطاب اإلعالمي ،حماية له من كل ترهل ،وتخليصا لها من كل هجين.
لقد أصبح الخطاب اإلعالمي اليوم صناعة ثقافية بأتم معنى الكلمة؛ إنه
صةةناعة تجمةةع بةةين اللغةةة والمعلومةةة ومحتواهةةا الثقةةافي واآلليةةات التقنيةةة
للتبليغ .وهو فةي األخيةر منةتج لغةوي إخبةاري يمثةل أحةد أشةكال التواصةل
الفعالة في المجتمع؛ إذ له القةدرة الكبيةرة علةى التةأثير فةي المتلقةي وإعةادة
تشةكيل وعيةه ورسةم رؤاه المسةتقبلية وبلةةورة آرائةه( .)2هةذا الةدور المنةةوط
باإلعالم ال يتم إال بامتال الكفاية اإلعالمية اللُّغوية؛ التي تستدعي الوعي
بوظائف اللغة االجتماعية والتعبيرية والتواصلية ،كما تستدعي التحكم في
لغة اإلعالم وحسن استعمالها استعماال خاصا .هذه اللغة اإلعالميةة ينبغةي
أن تبنى على نسق عملي اجتماعي عادي ،فهي في جملتها فن يستخدم في
الصحافة واإلعالم بوجه عام .وهذه الخاصية ظاهرة في اللغة العربية من
تركيةةب مفرداتهةةا وقواعةةدها تركيبةةا يرمةةي إلةةى النمذجةةة والتبسةةيط ،حتةةى
تتمكن هذه اللغة مةن تقةديم الحقةائق بأقصةى مةا يمكةن مةن الدقةة والسةرعة
واليسر والتخصيص اللغوي()3؛ حتى يكون الخطاب اإلعالمةي أداة هادفةة
وفاعلة لإلعالم في مواجهة الصراع الحضاري وعولمة الفكر والثقافة.
وإذا كانت اللغة مؤسسة اجتماعية ،على حد تعبير سوسير فإن الكةالم
فعل فردي .هذا ما يقودنا إلى الحديع عن الخطاب اإلعالمي الذي تخةرض
20
فيه اللغة من ثوبها المعياري إلى االستعمال الةذي تبةرز خاللةه المفةردة أو
اللفظ كمحر أساس لهذا الخطاب وللرسالة اإلعالمية ككل.
إن الوضع اللغوي الذي نعيشه اليةوم ،الةذي يةتحكم فيةه اإلعةالم -بنسةبة
كبيةةرة -بمسةةار اللغةةة ،يجعلن ةا نتوقةةف عنةةد حةةدود ثالثةةة مسةةتويات لغوي ةة؛
أولها :مستو اللغة العربية الفصةيحة ،وثانيهةا :مسةتو اللهجةة الدارجةة،
وثالثهةةا :مسةةتو اللغةةة اإلعالميةة التةةي تتموقةةع فةةي المنطقةةة الوسةةطى بةةين
المسةةتويين السةةابقين ،فهةةي مختلفةةة عةةن اللغةةة العربيةةة الكالسةةيكية علةةى
المسةتو األسةةلوبي ،كمةةا أنهةا تختلةةف عةةن اللغةة الدارجةةة المشةةتركة علةةى
مستو التعابير التي تميزها .ومع ذل ،فإن من عالماتها الفارقةة قابليتهةا
لالنتشار بشكل واسع ،وعليه إسهامها في فتح آفاق واسعة .ويكمن الخطةر
في كون هذه اللغة الوسطى (الثالثة) الهجينة قةد حلةت محةل اللغةة العربيةة
الكالسيكية الفصحى بكل مةا يكتنفهةا مةن ابتةذال ونةواقص .وإن هةذا السةند
اللغةةوي الجديةةد (اللغةةة الوسةةطى) قةةد حقةةق انتشةةارا كاسةةحا؛ بةةل أصةةبح فةةي
بعا األحيان هو لغةة الفكةر والثقافةة والصةحافة واإلدارة والديبلوماسةية،
واحتل كل مرافق الحياة .ومن بعد ذلة تمكةن مةن إقصةاء اللغةة الفصةيحة
من حقول التداول(.)4
ولعله مما سةبق ،يكةون واضةحا أن الخطةاب اإلعالمةي الجزائةري اليةوم
تتجاذبةةه هةةذه المسةةتويات الثالثةةة ،وال نعتقةةد أننةةا نبةةالغ إن قلنةةا إن المسةةتو
الفصيح هو الحلقة األضةعف هنةا ،فيمةا يتصةارع المسةتويان الثةاني والثالةع
لكسب المتلقي واستمالته؛ فأغلب البةرامج التةي تالمةس همةوم النةاس وواقةع
حيةاتهم تقةةدم باللهجةةة الدارجةةة أو باللغةةة الثالثةة الهجينةةة أو تجمةةع بينهمةةا فةةي
أحسةةن األحةةوال ،بحجةةة أن المةةواطن البسةةيط يسةةتثقل اللغةةة الفصةةيحة وال
يفهمها ،فينحسر استعمال هذه األخيرة في برامج قليلة ال يقبل عليها المتلقةي
عادة.
21
ولعل من أمثلة تراجع استعمال اللغة الفصيحة في البرامج المحببة لد
المةةواطن المتلق ةي ،تحويةةل دبلجةةة األفةةالم والمسلسةةالت مةةن اللغةةة العربي ةة
الفصيحة إلى بعا اللهجات المشرقية ،واالقتصةار فةي اسةتعمال الفصةيح
على بعا المسلسالت الدينية القديمة؛ وحتى البرامج الدينية اليومية التةي
يقبل عليها المتلقي بحثا عةن أجوبةة لتسةاؤالته اليوميةة ،أصةبحت تقةدم فةي
أغلبها اليوم بعيدا عن االستعمال الفصيح بنفس الذريعة المعتادة؛ وهي أن
هذه اللغة الثالثة تناسب المتلقي وتستطيع التأثير فيه ألنه يفهمها.
ولكن لألمانة فقط ،نقول :ليست الصورة قاتمة إلى هذا الحد ،فما زالت
الرسةةوم المتحركةةة– مةةثال -فةةي القنةةوات التلفزيةةة الجزائريةةة تقةةدم باللغةةة
العربية الفصةيحة ،خالفةا لمةا نةراه فةي بعةا القنةوات العربيةة التةي باتةت
تعرا هذه الرسوم المتحركة بلهجاتها الدارجة ،وليس خافيا ما لةذل مةن
خطر على النمو اللغوي للطفل ،كما أن بعا القنوات تجتهد وهي تحاول
تهذيب لغة البرامج األكثر مشاهدة ،مثلما نلحظه في قناة الطةبا والخياطةة
"سميرة" مثال ،التي استطاعت أن تثري قاموس المفةردات الفصةيحة لةد
الكثير من المشاهدين وبنسب كبيرة المشاهدات اللواتي ينقلن هذا القاموس
الفصيح إلى أطفالهن بطريقة غير مباشرة.
وإذا كةةان ثابتةةا ،ممةةا سةةلف ذكةةره ،أن المشةةهد اللغةةوي يحةةتفظ بةةبعا
اإليجابيات في ما يتعلق بما يقدم من خطةاب إعالمةي ،فةال بةد مةن الحفةاظ
على تل المزايةا والعمةل علةى تحسةينها ،مةن أجةل تعزيةز الكفةاءة اللغويةة
لد المتلقي ودفعةه إلةى تصةحيح الكثيةر مةن الممارسةات اللغويةة الخاطئةة
وربطه بواحدة من أهم عناصر هويته؛ أال وهي اللغة العربية.
-3الخطاب التلفزي وتعزيز الكفاءة اللغوية لد المتلقي:
يعتقد الكثير أن أفضل طريقة لتعليم اللغة وأيسرها وأقربها إلى مسايرة
الطبيعةةة ،هةةي العةةيش فةةي بيئةةة نظيفةةة لغويةةا فنسةةتمع ونطيةةل االسةةتماع،
22
ونحةةاول التحةةدع بهةةا فنكثةةر المحاولةةة ،ونتةةر موهبةةة المحاكةةاة تةةؤدي
عملهةةا فةةي تطويةةع اللغةةة وتملكهةةا ،وتيسةةير التصةةرف بهةةا ،هكةةذا يكتسةةب
األطفةةال لغةةتهم مةةن دون معانةةاة أو تعقيةةد ،وهةةو بيةةت القصةةيد إذ إننةةا لةةو
نسةةةتطيع أن نصةةةنع هةةةذه البيئةةةة التةةةي تنطلةةةق فيهةةةا األلسةةةن بلغةةةة فصةةةيحة
صحيحة ،نستمع إليها فتنطبع في نفوسنا ،ونحاكيها فتجري بها ألسنتناً ،إذا
سنمل اللغة من أيسر طرقها(.)5
إن وسةةائل اإلعةةالم بمختلةةف أنواعهةةا تعتبةةر بيئةةة سةةماعية تكةةاد تكةةون
طبيعية ،فأفراد المجتمع في مساس دائم معها ،بل إنها أصبحت جزءا من
حياتهم اليومية ،وبالنسبة إلى األطفةال ،وحتةى الرضةع ،هةي بيئةة سةماعية
تعليميةةة بامتيةةاز ،إنح أحسِ ةةن اسةةتثمارها فسةةتكون قةةادرة علةةى تنميةةة الملكةةة
اللُّغويةةة لةةد المتلقةةي ،فهنةةا كثيةةر مةةن األطفةةال يكتسةةبون رصةةيدا لغوي ةا
فصيحا هائال؛ ألنهم تربةوا علةى متابعةة الرسةوم المتحركةة باللغةة العربيةة
الفصيحة .وتعليم اللغة عن طريق وسائل اإلعالم ليس حكرا على األطفال
وحدهم فالكثير مةن السةيدات اكتسةبن لغةة مقبولةة قريبةة مةن الفصةحى مةن
خالل متابعتهن بعا البةرامج أو القنةوات الموجهةة للمةرأة ،كةذل ال ُّشةبان
وهم يتابعون مباريات كرة القدم ونشرات األخبار.
إن نمو الملكة اللغوية لد المتلقي بمتابعته البرامج التلفزيةة الفصةيحة،
تتجسةةد فةةي أدائةةه الحقةةا فةةي مختلةةف المواقةةف التةةي تتطلةةب اسةةتعمال تل ة
اللغة.
هةةذه البيئةةة الس ةماعية نفسةةها إن لةةم تكةةن نقيةةة لغويةةا ،خاليةةة مةةن الهجةةين
سةةتؤدي إلةةى نتةةائج عكسةةية فةةي مةةا تتركةةه مةةن أثةةر فةةي المتلقةةي .وهنةةا يجةةب
االنتباه إلى قضية على غاية من األهمية والخطورة ،وهةي لغةة اإلعةالم ،أو
واقع العربيةة فةي وسةائل اإلعةالم وسةبل االرتقةاء بهةا( ،)6ذلة أن اإلشةكالية
الكبيةةرة ليسةةت فةةي احةةتالل العاميةةة الكثيةةر مةةن وسةةائل اإلعةةالم ،أو اللحةةن
23
بالعربي ةة وإشةةاعة اللحةةن فةةي ألسةةنة وعقةةول المتلقةةين فقةةط ،وإنمةةا المعضةةلة
األسةةاس أيضًةةا هةةي فةةي اختيةةار المفةةردات اللغويةةة ،واألسةةلوب المناسةةب،
ألنواع األوعية اإلعالمية ،من مقروءة ومسموعة ومرئية من ناحيةة أولةى،
ولطبيعة المادة اإلعالمية من ناحية ثانيةة ،وفنةون التعبيةر مةن خبةر وتقريةر
واستطالع ومقابلةة وحةوار وتعليةق وغيةر ذلة مةن ناحيةة ثالثةة؛ ألن هنةا
اإلعةةالم السياسةةي ،واإلعةةالم االقتصةةادي ،واإلعةةالم الرياضةةي ،واإلعةةالم
الثقافي ،واإلعالم األدبي واإلعالم العلمي والطبي ،واإلعةالم االجتمةاعي...
الةا ،ولكةةل مةةن هةةذه األجنةةاس اإلعالميةة خصائصةةها ومتطلباتهةةا المعرفيةةة،
ومفرداتهةةةا ،ومصةةةطلحاتها العلميةةةة ،وأسةةةاليبها المةةةؤثرة ،التةةةي تجمةةةع بةةةين
)(7
مواصفات الخطاب العام والخطاب النوعي في آن واحد.
وبهذا ،فإن أمر معالجة انتشار استعمال الدارجةة العاميةة واللغةة الثالثةة
ومةةا يترتةةب علةةى ذل ة قةةد يكةةون بسةةيطا مقارنةةة بتل ة اإلشةةكالية المركبةةة
متعةةددة األبعةةاد ،التةةي تتطلةةب معالجتهةةا مجموعةةة اختصاصةةات معرفيةةة-
واللغوية فةي مقةدمتها -للنظةر فيهةا ،وتطةوير األدوات لتتةواز مةع تطةور
اإلعالم .وبذل يكون اإلعالمي متعلمًا ومعلمًا في الوقت نفسه.
-4تفعيل استعمال اللغة العربية السليمة في القنوات التلفزية الجزائرية:
إن تأمل واقع اللغة العربية في الخطاب التلفزي ،بقصد تحليلةه وتفسةير
مسةةتو أدائةةه ،ال يمكةةن أن يةةتم بصةةورة موضةةوعية إال بربطةةه ووصةةله
بالواقع الثقةافي واالجتمةاعي واالقتصةادي لهةذه األمةة ،الةذي يةنعكس علةى
الوضةةع اللغةةوي الةةذي ال يعةةد الضةةحية الوحيةةدة؛ فاللغةةة هةةي األخةةر ومةةا
تعيشه من تذبذب وتشويش فةي االسةتعمال ،تةنعكس علةى الصةحة الفكريةة
لألفراد المتلقين والمتعاطين بهذه اللغةة ،إذ ال يمكةن للغةة مشوشةة متذبذبةة
إال أن تنةةتج فكةةرا مشوشةةا متذبةةذبا ،وهكةةذا تتكةةون حلقةةة التلةةوع اللغةةوي
والفكةةري التةةي يسةةجن فةةي دائرتهةةا أفةةراد المجتمةةع ،ويعةةانون مةةن فوضةةى
24
الحةةوار بةةين المثقفةةين واألكةةاديميين وصةةناع القةةرار ،مم ةا يعةةزز الفوضةةى
اللغوية في المؤسسات ،وعلى رأسها المؤسسة اإلعالمية.
وال يةةتم إصةةالح الوضةةع اللغةةوي فةةي وسةةائل اإلعةةالم إذا مةةا تةةم خلةةق
صراع بين اللغة وأهداف الرسالة اإلعالمية بالمفاضلة بينهمةا ،إنمةا علينةا
أن نتعامةةل مةةع اللغةةة العربيةةة واإلعةةالم .وإذا كةةان تطةةور اللغةةة العربيةةة
وانتعاشها مرهونةا بةالتطور واالنتعةاش االقتصةادي واالجتمةاعي والثقةافي
للجماعةةة المتحدثةةة بهةةا ،فةةإن معالجةةة إشةةكالية اللغةةة العربي ةة فةةي الخطةةاب
اإلعالمي تتطلب منا العودة إلى دور الخبراء واألكاديميين وكل المهتمةين
من أجل دراسةة وتقيةيم الخطةاب اإلعالمةي أوال ،وإبانةة أثةره علةى الملكةة
اللغوية لد المتلقي ثانيا ،ليقدموا تصةورا علميةا كفةيال بتصةحيح اسةتعمال
اللغةةة العربي ةة فةةي الخطةةاب اإلعالمةةي وتطويرهةةا وتجديةةدها ،ويقةةوم هةةذا
التصور على أربع مكونات هي(:)8
ـ النظر إلى اللغة كمكون حي وأنها لةن تتقةدم إال بفضةل مسةتعمليها ،إذ إن
ثراء لغةة مةا يتعلةق أساسةا بناطقيهةا .فهةؤالء هةم مةن يبحثةون عةن مصةلحتهم
فيها.
ـةةة التفكيةةةر فةةةي العالقةةةات والةةةروابط العضةةةوية بةةةين عمليةةةة اإلصةةةالح
والتطور والتغييرات التي تمةس المجتمةع ،بمعنةى أن تطةور اللغةة العربيةة
وانتشار استعمالها عليه أن يتساوق مع تطور المجتمع.
ـ ة االنفتةةاح علةةى المسةةتجدات الراهنةةة ،خصوصةةا فةةي مجةةاالت العلةةوم
والتكنولوجيا واللسانيات المعاصرة ،وكل مجاالت البحع العلمي والتكيف
مع مختلف نتائج العلوم من أجل إثراء اللغةة العربيةة ومةن أجةل انسةجامها
مع الفكر العلمي.
ـ االهتمام بالجانب القانوني والتشريعي بهةدف عقلنةة كةل األفعةال التةي
تتماشى وهذا الوضع ،وذل عن طريةق وضةع نصةوص قانونيةة مصةادق
25
عليهةا مةن طةرف السةةلطات العموميةة .وهةذا مةةن شةأنه أن يفةرا احتةةرام
اللغة العربية ويحفز األشخاص والجماعات لكي يولوها كل عناية.
خاتمة:
في ختام هذه الورقة البحثية نقول :إن اللغةة العربيةة مسةؤولية المجتمةع
بكل شرائحه ومؤسساته ،هي مسؤولية األسرة والشارع والمدرسة والفنان
واألديةةب واإلعالمةةي والمؤسسةةات البحثِيةةة والجامعةةات ووسةةائل اإلعةةالم
والهيئةات السياسةةية والتشةريعية ..إلةةا ،والنهةوا بهةةا وحمايتهةا مسةةؤولية
الجميع دون استثناء ،لكن ما ينبغي اإلشةارة إليةه ،هةو أن هنةا مؤسسةتين
تحمةةالن الثقةةةل األكبةةةر مةةةن المسةةةؤولية تجةةةاه اللغةةةة العربيةةةة فةةةي عالقتهةةةا
المباشرة بالناطقين بها من أبنائها إذا ما تهيأت لهةا الظةروف والتشةريعات
المناسةةةبة ،وأقصةةةد المؤسسةةةة التربويةةةة التعليميةةةة ،والمؤسسةةةة اإلعالميةةةة.
وبةةالتوقف عنةةد هةةذه األخيةةرة التةةي هةةي موضةةوع حةةديثنا اليةةوم ،ال يمكةةن
الحديع عن خطةاب إعالمةي مهمةا كةان نوعةه دون التوقةف عنةد المتلقةي،
كونه العنصر الرئيس والمستهدف مةن خةالل الرسةالة اإلعالميةة .وعليةه،
فإن الجهةاز اإلعالمةي السةمعي والبصةري مسةؤول لغويةا بقةدر مسةؤوليته
األخالقية والفكرية أمام جمهور المتلقين الذين يبع إلةيهم رسةائله المعتمةدة
أساسةةا علةةى اللغةةة المنطوقةةة ،ومةةن بعةةد ذل ة ،فةةإن تح ُّمةةل هةةذه المسةةؤولية
يقتضي منا جميعا إعادة النظر في وضع اللغةة العربيةة داخةل هةذا الجهةاز
إنصةةةافا لهةةةا كمكةةةون رئةةةيس مةةةن مكونةةةات الهويةةةة الوطنيةةةة الجزائريةةةة،
وإنصافا للمتلقي الذي يحةق لةه أن يسةتعيد ثقتةه واعتةزازه بلغتةه ،وبالتةالي
يستعيد اعتزازه وثقته بهويته.
الهوامــش:
26
()2ينظر :الصورة في الخطاب اإلعالمي ،إبرير بشير ،الملتقى الدولي الخامس للسيمياء
والنص األدبي ،جامعة عنابة ،الجزائر
()3ينظر :علم اإلعالم اللغوي ،عبد العزيز شرف ،منتد سور األزبكية،
www.books4all.netص130-118
()4ينظر :الخطاب اإلعالمي وأثره على اللغة العربية،
http://wp.me/p1gn8M-2o5
()5ينظر :الدكتور إبراهيم مصطفى وزمالؤه ،تحرير النحو العربي ،دار المعارف ،مصر،
1958م
()6ينظر :االرتقاء بالعربية في وسائل اإلعالم عمر عبد حسنه
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_umma
.php?lang=A&BabId=1&ChapterId=1&BookId=284&CatI
d=201&startno=0
(7) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_u
mma.php?lang=A&BabId=1&ChapterId=1&BookId=284&C
atId=201&startno=0
( )8ينظر :الخطاب اإلعالمي وأثره على اللغة العربية،
http://wp.me/p1gn8M-2o5
27
أَثَرََوَسَائَلََالَعَـلَمََفَيَخَدَمَةََاللَغَةََالعَرَبَيَة َ
أ.فاتحَمرزوق
جَ/مولودَمعمريّ َتيزيّ -
وزو
مقدَمةَ َ:
30
َ
.2أه ّمَوسائلَالعلمَ:
32
مددوَوسددائلَال ّتوا ددلَاالدتمدداعيََّالخيدداليَالمفتددرض َ؛ي د َتسددتعملَفيددهَ
لغداتَمتنوّ عددةَ ددوّ هتَ؛ددالَاللّغدداتَ،سددواءَعندددناَن؛ددوَالعددريَأمَغيرندداَ،
كووَمستعملَهذ َالتَقانةَالَي؛سوَاستعمالهاَوبخا ّدةَاللّغدةَ،فهدوَيتفاعدلَ
ّ
َالطددرفَا خددرَبلغددةَ،واللّغددةَالمسددتعملةَخلدديطََمددوَالعرب ّي دةَالعام ّي دةَ مد
والفرنسدَّيةَالمعرّ بددةَبددالمعنىَالعربدديّ َ،إذاًَهندداَخطئدداوَ:خطد َاسددتعملناَفيددهَ
والث دانيَاسددتعمالَللغددةَأخددرىَلدديسَتركيبهدداَكددذلكَ، اللّغددةَغيددرَام ددليّةَ ّ
ومعنددىَهددذاَالَن؛ددوَ؛افوندداَعلددىَلغتندداَام ّمَفك ّندداَمددوَه د الءَ،والَن؛ددوَ
استعملناَلغةَالغيرَ،فك ّناَموَأولئدكَ.وهدذاَدليدلَعلدىَأوّ َالفسدبكةَآليّدةَمدوَ
ا لَّياتَاَلّتيَقدَالَترف َمدوَمسدتوىَاللّغدةَفديَ ديءَ،وذاندكَلسدبيَوا؛ددَ
وهوَعدمَتمرّ سَمستعملَا لَّيةَب كلهاَال ّ؛يحَوف؛واهداَالف ديحَ،وآتديَ
فدديَآخددرَاممددرَوأدرسَهددذ َاللّغددةَالعا َّم ّي دةَفدديَأ ددلهاَ،فهدديَلغددةَع ددواءَ
و وهاءَف َّنىَلناَدراستها؟َوأ ّندىَلنداَأوَن بدهَبهداَ؛ ّتدىَندرسدهاَ،فهديَفديَ
؛قيقةَاممرَليستَلغةَ؛ ّتىَتدرسَ .
َ.2.2.2ال ّتالالوتر َ:تع د ّدَال ّتددوترةَمددوَال ّددبكاتَال ّتوا ددليّةَال؛ديثددةَالّتدديَ
ّنتَأنيابهاَاليدابيّةَمنهاَوالسّلبيةَفديَالمدتمد َ،وتعمدلَهدذ َال ّدبكةَعلدىَ
تقديمَخدماتَمتنوّ عةَلأل خاصَبلغدةَمتعد ّددةَ،وهدذ َهديَامخدرىَتسدتعملَ
لغةَعربيّةَفيهاَماَيقريَإلدىَاللّغدةَالعربيّدةَوفيهداَمداَهدوَدووَذلدكَب؛سديَ
مستعملهاَ،فالمستعملَإوَكاوَيدتقوَاللّغدةَالعربيّدةَفمدوَغيدرَ دكَّسيسدتعملَ
الَلّغةَالعربيّةَ،وخيرَدليلَعلىَذلكَأ ّناَعندماَنت؛داورَمد َأطدرافَأَخدرَفديَ
ال ّددابكةَواسددتعملناَمعدددمَاللّغددةَالعربيددةَيقولددووَ:كيددفَتسددتطي َأوَتكتدديَ
وتددتكلّمَهكددذا؟َوهددذاَدليددلَعلددىَأوّ َمسددتعمليَال ّددبكاتَ/ال ّددابكاتَال؛ديثددةَ
يزيغووَأ لَعوَاستعمال العربيّةَأ دلَّوإالَّفمداَسدبيَسد الهمَهدذاَ.إذَاًَ
الم دددكلَلددديسَفددديَال ّدددبكةَذاتهددداَأوَاللّغدددةَ،وإ ّنمددداَالمع دددلةَتع ّ دددلتَفددديَ
مستعمليَاللّغة َ؛ي َإ ّنهمَخيّبواَاللّغةَفطمستهمَونسديتهمَ،فاللّغدةَكدائوَ؛ديَّ
33
ت؛ياَبمتكلّميهاَ،وتموتَبموتهم َفبوَهمَأ؛يوهاَ؛فوتهمَ،وإوَهدمَ ديّعوهاَ
نسيتهمَ .
.3ووائفَوسائلَالعلمَ:
34
وهددذاَمدداَأدلددسَغمدددامَالعددلم َموّ َتدددليسَاللّغدددةَمددوَتدددليسَالعدددلمَ،
فدالعلمَالرّ اقديَهددوَالعدلمَالّدذيَيملددكَنا ديةَاللّغدةَ،ولددوَب ديءَيسدديرَ
دووَهديوَلغدويََّ.تدارًَةَتسدم َالعاميّدةَوطدوراَآخدرَت ديحَفيدهَالفرنسديّةَ
ومرّ اتَالَهيَموَهذ َوالَموَتلكَ.والسّبيَفيَذلكَأوّ َهذاَالعلميََّمداَ
َّ
غةَقطَ.ف َّنىَتتقوّ ىَلغتهَويرتقيَإعلمه؟ درسَاللّ
36
العربيّةَفقط َبلَلكلَّلغةَ عرا هاَولكلَّأمّةَلغتهداَ،ون؛دوَ؛بانداَيَبلغدةَ
خالدددةَوقددارّ ةَإلددىَأوَيددر َيَامرضَومددوَعليهدداَ،والَمدددالَل ّددكَفدديَ
ذلكَ.فلَيعقلَأوَنخاطيَال ّناسَبلغةَامرألَالقيسَ،وإوَكاوَفيَزموَموَ
امزمدداوَتَقدددَمَف ددائيّاتَبددرامجَتاريخ ّيددةَيسددتعملَمتكلّموهدداَاللّغددةَالعربيددةَ
لًَفيَفهمَتلكَاللّغدةَ،والد ّدليلَعلدىَذلدكَأوّ َ القديمةَالف ي؛ةَوالَنددَم ك َ
كلَّموَ اهدَتلكمَالبرامجَالَيوددَعند َم دكلَفديَتلكدمَاللّغدة َموّ َاللّغدةَ
بالفطرةَواللّغةَت خذَسماعا ً َفلوَعدزناَعدوَلغدةَاموّ لديوَلكداوَاممدرَبنداَ
أوَنعدزَفيَ؛فوَالقرآوَالكدريمَ.ومعداذَيَأوَيكدووَذلدك َفدالقرآوَيسّدرَ
لموَأرادَ،وكذلكَاللّغةَميسّرةَلموَأرادَذلكَ .
َ.3.4الدنا َ:والمق ودَبهاَالف ائيّاتَالعلميّةَبكلَّأنواعهاَ،هنداكَ
قنددواتَف ددائيّةَمتع د ّددةَمنهدداَمدداَيق د ّدمَبالعرب ّي دةَ،ومنهدداَمدداَيق د ّدمَبالعام ّيددةَ
والهددديوَأكثرهدداَ؛دديوَتع د ّدهاَ،وهدديَتتع د ّددَبتع د ّددَتودَّهاتهدداَوأغرا ددهاَ
وووائفهدداَالمن ددودةَوالمق ددودةَ.ومددوَالقنددواتَالّتدديَا ددتَهرتَفدديَمدددالَ
خدمةَاللّغدةَالعربيّدةَسدواءَكداوَبق ددَأمَبغيدرَق ددَقنداةَ"سدميرة"َ،اَلّتديَ
داتَمتع د ّددًَةَ،العرب ّيددةََمنهدداَ
دالطب َ؛ي د َتسددتعملَهددذ َالقندداةَلغد َ تخددتصّ َبد َّ
دةَفدديَوالفرنس ديّةَ.والعرب ّيددةََأكثددرَمددوَذلددك َإذَإ ّنهدداَتسددتعملَألفاو داًَعرب ّيد ًَ
تهاَللطددب َ،وهددذاَأمددرَم؛مددود َم ّنهدداَتتعامددلَم د َامددرأةَماكثددةَفدديَ ّ و دفَ
البيتَ،كماَأ ّنهاَتتعاملَم َامرأةَعاملدةَمثقّفدةَ،وهكدذاَ.وعليدهَ،فدالدمهورَ
الم اهدَيستطي َأوَيقوّ يََلغتهَخللَهذ َالقناةَباستعمالَألفداوَالخددماتَ،
ومددوَهندداَتقددوّ يَأداء َاللّغددويّ َ.وإذاَمدداَربطندداَهددذ َالقن داةَبقنددواتَالعددريَ
هاَتمثلدتَفديَأسدواقَالعدريَالّتديَكاندتَتقدامَ ّ المودودةَفيَماَسبقَنددَأ ّن
كدددلَّسدددنةَفيددد تيَال ّدددعراءَمدددوَكدددلَّ دددويَو؛دددديَ.بلدددهَمددددالسََالعلدددمَ
والكتاتييَ.إذاًَفالقنداةَهديَالرَّكيدزةَامسداسََفديَن درَاللّغدةَالعربيّدةَ،فكمداَ
استطاعَالعريَن رَاللّغةَالعربيّةَوتعليمهداَلغيدرَال ّنداطقيوَبهداَ،فكدذلكَالَ
37
يرَعلينداَأوَنعلّدمَلغتنداَلغيدرَال ّنداطقيوَبهدا َموّ َاللّغدةَفديَأ دلهاَ"هديَ
انت؛اءَسمتَكلمَالعريَليل؛قَبالعربيةَموَليسَمنها"َ .
َ.4.4المتل ّدالالي /الممهالالور َم ّمدداَالَريدديَفيددهَوالَ دكَّأوّ َالدمهددورَهددوَ
الرّأيَالعامَالّذيَتستندَإليهَالقيمةَال؛كميّةَلنددا َالعدلمَوف دلهَ،م ّندهَهدوَ
القابضَعلىَماَيقد ّدمَلدهَ،فدلَنت دوّ رَإعلمداًَبدلَدمهدورَ.فنددا َالعدلمَ
إ ّنمددداَيكدددووَبعدددددَالم ددداهديوَلهدددذ َالف دددائيّاتَالتددديَتقددد ّدمَلهدددمَالمعدددارفَ
وامفكارَ،وإالَّكيفَنقولَ:إوّ َهذ َالقنداةَلهداَدمهورهداَالخداصّ َ،ولعدلَّهدذاَ
ال؛كمَلمَيردَسبهللةَأوَع دوائ ّياًَوإ ّنمداَ؛كدمَعلدىَركدائزَم؛ورهداَامسداسَ
الدمهورَ،فاممرَيرد َإليه َوهذ َالفائددةَالمرددوّ ةَمدوَالعدلم َأيَإ ّندهَالَ
ب ّدَأوَيق ّدمَ يئاَيسرّ َالم اهديوَوي ّثرَفيهمَب كلَإيدابيَّوبخا ّدةَإذاَكداوَ
ال ّ؛فيَّيملكَلغةَراقيةَ .
.5العلمَالرّ اقيَهوَال ّ؛فيَذوَامداءَاللّغويّ َ:
الهوامـش َ
َ
40
دور القنوات الفضائية الخاصة
الموجهة للمرأة في ترقية لغتها العربية
أ.مليكة بوخاري
المدرسة الوطنية العليا لعلوم اإلعالم والصحافة /الجزائر
مقدمة:
تستتتحوا اللغتتة علتتا مكانتتة كبيتترة فتتي المجتمعتتات اإلنستتانية ،وهتتي أداة
تواصلية تميزه عن باقي المخلوقات األخرى ،غير أن ميزة الكالم في اللغتة
لدى اإلنسان تجعلها أداة االتصال األولا الخاصة بالبشر ،وتحتاول كتل لغتة
أن تكون لغة مركزية تحيط بها لغات محيطة ثانوية ،والناطقون بتلت اللغتة
يسعون جاهدين في نشترها وانتشتارها عبتر مختلتو الوستائط والستبل علتا
غرار القنوات التلفزيونية التي تعد واحدة من أهم وسائل اإلعالم واالتصتال
في نشر األفكار والمعتقدات وأيضا اللغات .وفي ما يخت تجربتة الجزائتر
في مجال فتح السمعي -البصتري ،ال تتزال جديتدة باعتبتار أن كتل القنتوات
الخاصتتة التتتتي تبتتت بطتتتاقم ومضتتمون صتتتحفي جزائتتتري .وكلهتتتا تمتتتارس
نشتتتاطها بقتتتانون أجنبتتتي ،رغتتتم المصتتتادقة علتتتا قتتتانون الستتتمعي البصتتتري
الجزائري ،إال أن التخوو من التحول إلا القانون الجزائري قائم لتدى هتاه
القنوات .وبغض النظر عن المحتوى الاي تبثه هاه القنتوات ،ومتا يمكتن أن
يقتتتال عنتتته ،إال أن البحتتت يرتكتتتز علتتتا عتتترض تجربتتتة إحتتتدى القنتتتوات
المختصة فتي الطتبخ ،الموجهتة إلتا األستر ،والمترأة الجزائريتة خصوصتا،
التي كانت تتعطش إلا بترام وقنتوات علتا غترار قنتوات الطتبخ األجنبيتة
والعربية األخرى ،التي تطرح في الكثير من األحيان مشكل المصتطلح متن
خالل ما تقترحه هتاه القنتوات ،التتي تعتمتد فتي مجملهتا علتا لغتات التدول،
41
وليس علا اللغة الفصحا أو العامية المفصحة .ومن خالل متا اكتر ،يمكتن
أن نطتترح الس تؤال الجتتوهري الت تالي :هتتل تس تهم قنتتاة الط تبخ (بن تة )TVفتتي
ترقية المصطلح الفصيح ،ونشر اللغة العربية لدى األسر الجزائرية؟
.1اللغة العربية كرافد حضاري للمجتمع:
تعتتد اللغتتة متتن العناصتتر المهمتة فتتي البنتتاج االجتمتتاعي للمجتمعتتات منتتا
األزل وإلتتا غايتتتة اليتتتوم هتتتي بمثابتتتة المكتتتون األستتتاس فتتتي قيتتتام العمليتتتة
االتصالية بين البشر ،ويعتد علتم اللغتة علمتا قائمتا بااتته؛ حيت يتراه كلود
ليفي ستردس أنه العلم الوحيد التاي يستمو إلتا المطالبتة بتأن يكتون علمتا
حقيقيا ،نظرا إلا األهميتة التتي يحتلهتا موضتوا اللغتة فتي حيتاة اإلنستان،
والتشاب العالئقي بينها وبين باقي األنساق التي يتدور فيهتا المجتمتع ككتل
فيقول" :يحتتل علتم اللغتة مكانتا مميتزا فتي مجمتل العلتوم االجتماعيتة التتي
ينتمي إليها بال ريب؛ فهو ليس علما اجتماعيا كتالعلوم األخترى ،بتل العلتم
الاي قام بأعظم اإلنجازات ،وتوصل إلا صياغة منه وضتعي ،ومعرفتة
الوقائع الخاضعة إلا تحليله في وقت واحتد ،وهتو الوحيتد بتال ريتب التاي
يستطيع المطالبة باسم علم )1(".وتمثتل اللغتة فتي أي بلتد جتزجا متن الثقافتة
التي تشكل سلسلة الترابطات القائمة علا أساس االتصال كضرورة أوليتة
لقيتتام المجتمتتع ،وبخاصتتة أن اإلنستتان ال يمكتتن لتته أن يعتتيش ختتار نطتتاق
المجتمع الاي ينتمي إليه الفرد ،السيما أنته كمتا يعترو "كتائن اجتمتاعي".
فاإلنسان– كما يرى الباح سايير" -ال يمكنه أن يعيش خار مجتمع ما،
وهو بتال يستتمد خبراتته االجتماعيتة متن هتاا المجتمتع التاي يعتيش فيته،
ومن كل أنواا السلو التي تعتارو عليهتا المجتمتع ( )...واللغتة متن بتين
المظتتاهر االجتماعيتتة المختلفتتة عامتتل أستتاس متتن عوامتتل االتصتتال بتتين
النتتاس"( .)2فاإلنستتان يتواصتتل بينتته وبتتين أقرانتته إا إنتته بح ت عتتن ستتبل
متعددة لال ؛ فحتا متا يعترو بالمجتمعتات البدائيتة ستعت دائمتا للوصتول
إلا خلق شيفرة معينة ليتسنا لهتا التعبيتر عتن تفكيرهتا ،وعمتا تريتد ،وأن
42
تنقله متن تفاصتيل حياتهتا إلتا الغيتر .واألكيتد أن هنتا عالقتة جدليتة بتين
اللغة والمجتمع؛ فالمجتمع هتو التاي يخلتق اللغتة متن جهتة ،وهتاه األخيترة
بقيت موجتودة بفضتل وجتود المجتمتع اإلنستاني التاي متن جهتة أخترى لتم
يتنتتازل عتتن اللغتتة فتتي كامتتل مراحتتل اإلنستتانية .واللغتتة تميتتز خصوصتتية
المجتمعتتات؛ لتتاا هتتي متتن بتتين عناصتتر الثقافتتة القوميتتة التتتي تميتتز البلتتدان
واألمم "فال يمكن أن نتصور مجتمعا دون لغة ،واللغتة متن ناحيتة أخترى،
تتتدين بوجودهتتا للمجتمتتع ،إا إن حاجتتة النتتاس إلتتا االتصتتال والتفتتاهم قتتد
دفعتهم دفعتا إلتا إيجتاد الوستيلة التتي تحقتق لهتم وجتودهم االجتمتاعي"(.)3
وكما اكرنا سابقا؛ فإن بين الثقافة واللغة عالقة وطيدة؛ حي يرى في هاا
السياق كلد ليفي ستردس أنه "يمكن بح اللغة كنتيجة من نتائ الثقافة:
اللغة المستعملة في مجتمع ما تعبر عتن ثقافتة الستكان العامتة ،ولكتن اللغتة
بمعنا آخر قسم متن الثقافتة فتي نظتر توييلر ،مجموعتة معقتدة تشتتمل علتا
مجموعتتتة متتتن األدوات واألنظمتتتة العامتتتة والمعتقتتتدات والعتتتادات واللغتتتة
بالطبع ،)4(".وهاا بدهي ،وبخاصة أن اإلنسان يستتطيع أن يكستب الثقافتة
التتتتي تجعلتتته يتتتتأقلم فتتتي المجتمتتتع بفضتتتل اللغتتتة؛ فاألطفتتتال متتتثال يمكتتتنهم
التواصل -بعد قتدرتهم علتا النطتق -بفضتل اللغتة فقتط ،ومنهتا يستتطيعون
اكتساب األعراو ،والتقاليتد وكتاا التدين ،وغيرهتا متن مكونتات المجتمتع،
التي يستعا األفتراد إلتا توريثهتا إلتا األجيتال ،كمتا أن اللغتة تستمح للفترد
باالنفتتتتاح علتتتا الختتتر وعلتتتا الثقافتتتات األختتترى ،فتتتال مجتتتال للتعتتتارو
والتواصل إال باللغة؛ فهي التي تنقل معرفة األنا إلا الخر ،دهتي المهمتة
المنوطتتة باللغتتة فتتي أي وطتتن يريتتد أن تبقتتا مقوماتتته قائمتتة ،الستتيما أن
المحتل -وفي كل أنحاج العالم -يحاول أن يتدمر المقومتات الشخصتية التتي
يحتل أرضها؛ بغرض التحكم فيها كليا وبمختلو الوستائل التتي يستتثمرها
للقيام بتدمير مقومات المجتمع ،وهو ما كان قد وقع في الجزائتر فعتال متن
43
خالل محاولة فرنسا القضاج علا اللغة العربية كلغة أساستية استتقرت فتي
شمال إفريقيا ،خاصة أنها لغة الدين اإلسالمي الاي آمن به سكانها.
إن هتتاه النظتترة ،وهتتاا التوجتته ،عمتتدت إليتته السياستتة االستتتعمارية متتن
ختتتالل توظيتتتو كتتتل الوستتتائل الممكنتتتة كالستتتينما متتتثال ،إلدراكهتتتا األبعتتتاد
الخطيتترة لس تلطة الصتتورة ،وهتتو متتا أيقنتتته اإلدارة الفرنستتية التتتي جعلتتت
السينما أداة أخرى لضتمان البقتاج .وهتاهو العقيتد الفرنستي ميرشوي يوجته
رستتالة إلتتا متتدير مجلتتة يوضتتح فيهتتا وجهتتة نظتتره حتتول استتتعمال الستتينما
كوسيلة عسكرية في إفريقيا يقول" :هنا طريقتة نافعتة لنتزا الستالح متن
األولي– يقصد المستعمر– هي إضتحاكه ( )...الستينما الكوميديتة (عفتوا)
هي بالتأكيد سالح غزو إفريقيا" .ونجتد فتي األفتالم التتي أنجزتهتا الستينما
االستعمارية التي كما قال هاا العقيد الفرنسي وجهت إلضحا المستعمر
وبوجتته ختتا المستتتعمر المستتلم "ففتتي ستتنة 1897أنتتت فتتيلم بعنتتوان
"المستتلم المضتتح " ،وفتتي ستتنة 1907أنتتت فتتيلم "علتتي الملتحتتي" متتن
إختترا مليتتاس التتاي يظهتتر أنتته استتتوعب خطتتاب هتتاا العستتكري"( .)5هتتاا
المختتتر وأمثالتتته حتتتاولوا بواستتتطة هتتتاه األفتتتالم أن يصتتتوروا الجزائتتتري
المستتلم علتتتا أنتتته شتتتنيع ،قبتتتيح وحقيتتتر ،وهتتتو متتتا يؤكتتتد شتتتناعة السياستتتة
االستتعمارية ومتتدى تتتأثير الستينما كالتتة دعايتتة وحترب فتتي فتترض صتتورة
نمطيتتة علتتا جماعتتة أو أفتتراد أو حتتتا شتتعب كامتتل ،وهتتو متتا ستتخرت لتته
السينما في الجزائر من طرو االحتالل الفرنسي الاي لم يغفتل أي وستيلة
لتحقيق ال .ومن ناحية اللغة ،فقد عمتدت فرنستا إلتا محتو اللغتة العربيتة
متتن المتتدارس والزوايتتا وتعويضتتها بالمتتدارس الفرنستتية واللغتتة الفرنستتية
بمباركتتة العتتالم المستتيحي؛ التتاي رأى أن استتتعمار فرنستتا للجزائتتر نصتتر
للمسيحية ،وهتو متا أثبتتته وثتائق اكتشتفت متؤخرا فتي رومتا ،وعتن التدعم
التتاي كتتان متتن طتترو الفاتيكتتان للغتتزو الفرنستتي للجزائتتر ،وبخاصتتة أن
موقتتو هتتاا األخيتتر متتن استتتعمار الجزائتتر كتتان غامضتتا فتتي الوقتتت التتاي
44
كانتتت الجزائتتر مهتتدا للعلتتم ولطتتالب العلتتم ،حي ت كانتتت "تع ت بالمستتاجد
والمدارس التعليمية والزوايا التي كان الطالب يتلقون فيها التعلتيم العتالي،
وكانت هنتا مرحلتتان متن التعلتيم :تعلتيم ابتتدائي وتعلتيم ثتانوي ،غيتر أن
هاه األوضاا تغيرت أثناج االستعمار ،الستيما أن الفرنستيين يؤمنتون بتأن
مهمة بلدهم "تحضير" الجزائري ،وإنقااه من غياهب حياته البدائية؛ لتال
لم يتردد أحد أقطابهم ،أبو المدرسة العلمانية جد فيور ،،فتي القتول" :ال
تطمح فرنسا إلا أن تكون بلدا حرا فقط ،وإنما تطمح كال إلتا أن تكتون
()6
بلتتدا عظيمتتا ينشتتر فتتي كتتل مكتتان عاداتتته وستتالحه وعلمتته وعبقريتتته".
وتتعدد وظائو اللغة اجتماعيا ..فبغض النظر عن اعتبتار اللغتة هتي التتي
تعبر عن التفكيتر اإلنستاني ،فتإن دورهتا يتعتدى الت ؛ حيت "تستتخدم فتي
تحقيتتق الصتتلة االجتماعيتتة بتتين النتتاس فتتي معظتتم األحيتتان ،ومتتع الت فتتإن
استخدامها في المسائل الاهنية مظهر أيضا من مظاهر الصلة االجتماعيتة
علا مستوى الفكر ،ألن صتلة النتاس ال تتحقتق بتاألمور العاديتة فقتط؛ بتل
()7
تتحقق كال علا مستوى أرقا هو مستوى األفكار الاهنية المجردة".
.2مبدأ التواصلية في ترسيخ المصطلح اللغوي:
إن األساس الاي تقوم عليه اللغة في كل العالم هو أساس التواصل بتين
األفراد واألمم ،وهي ناقل للفكر .وفي هاا السياق يقول اإلمام محمتد عبتده
عن اللغة :هي مجال الفكر وترجمان له ،ومن الضروري أن نعتترو بتأن
اللغة تعيش بقدر استعمالها وتتطور بمستوى تطور المحتيط التاي تمتارس
فيه وتضمحل إن اندثر استخدامها ،وال تكفي الكتب والمجلدات لحفظها إن
غاب استخدام اإلنسان لها "فحياة اللغة تكمن في حياة أهلهتا النتاطقين بهتا.
فاللغة ال تحيا ببطون المجلدات والمحاضر ،ولكنها تحيا باالستتعمال علتا
ألسنة الناطقين بها والمعتزين بها"( .)8ـ وكما أن التنوا في اللغات من بتين
أسباب انتعاش اللغتات ونموهتا؛ فهتو يستهم فتي انتشتار األفكتار والقتيم متن
خالل نقل اللغة إلا مستوى التواصل بين األفراد .ومتن بتين أهتم الوستائل
45
الحديثتتتة التتتتي تستتتهم فتتتي تفعيتتتل عمليتتتة التواصتتتل نجتتتد وستتتائل اإلعتتتالم
واالتصتتتال حاضتتترة فتتتي المرتبتتتة األولتتتا حاليتتتا ،خاصتتتة متتتع االنفجتتتار
الحضاري والفكري لها .ويلحظ اليوم في بلدان العالم محاولة كل دولتة أن
تنشر لغتها وثقافتها وحضارتها من خالل القنوات الفضائية لتستحوا علتا
مكانة مهمة في العالم؛ باعتبار القنوات الفضائية أو اإلااعيتة صتوت األنتا
لدى الخر "فتال شت أن الثتورة االتصتالية التتي يشتهدها العتالم منتا عقتود
وما رافقها من ستطوة وستائل االتصتال الحديثتة وانتبال عصتر الستموات
المفتوحة يجعتل متن صتناعة البترام اإلااعيتة والتلفزيونيتة مستألة حيويتة
يتوقو عليها أحيانا مصير األمتم ،ويتزداد األمتر خطترا كلمتا تعلتق الشتأن
بأمم اات حضارة عريقة قادت العتالم واحتلتت موقتع الصتدارة الحضتارية
وأدركت مدار التفوق والتتألق علتا متدى قترون كاألمتة العربيتة ...غيتر
أن رياح العولمة الثقافية يراد بها التأسيس لكونيتة الثقافتة ...وليستت اللغتة
العربيتتة فتتي متتأمن متتن خطتتر ريتتاح العولمتتة العاتيتتة ،بتتل لعلهتتا علتتا رأس
()9
اللغات المهددة".
وما يجب أن نقو عنتده هتو إدرا التدول العربيتة لتحتدي اللغتة القتائم.
فمنتتا هبتتوب ريتتاح العولمتتة وتتتداول هتتاا المصتتطلح ستتنة 1997حاولتتت
الدول العربية أن تكتون مرصتادا للغتزو اللغتوي والفكتري" ،ولقتد أدركتت
المجموعة العربية فتي تخطيطهتا للعمتل العربتي المشتتر أهميتة الرهتان،
فأفصتتحت عنتته فتتي وثيقتتة الخطتتة الشتتاملة للثقافتتة العربيتتة الصتتادرة عتتن
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بقولها :إن امتال السيادة الثقافيتة
داخليا وخارجيا يتوقو في األستاس علتا ستيادة اللغتة العربيتة فتي وطنهتا
وبين أبنائها أوال ...ويترتتب علتا هتاا اإلدرا العربتي -ألهميتة المستألة
اللغوية وعن إرادة تجاير الحس اللغوي بشحنه العاطفية والفكرية -العمل
علا االنتقال من التنظير إلا التطبيق ،ومن المواقتو إلتا إجتراج وتلييتو
اإلااعتتتة والتلفزيتتتون فتتتي ستتتائر األقطتتتار العربيتتتة بوظيفتتتة معاضتتتدة دور
46
األسرة والمدرسة ،والصحو في االرتقتاج باللغتة العربيتة متن لغتة رستمية
منبرية شبه حية إلا لغة حياة يومية؛ أي لغة جماهيرية" )10(.ويتأتا الت
عبر تطويتع عمتل هتاه القنتوات الفضتائية ،الموجهتة إلتا األسترة بالدرجتة
األولا ،للسير في هاا السياق ،نظرا إلتا كونهتا وستيلة اتصتال جماهيريتة
واسعة.
فبتفكي أساس العملية االتصالية ومخطط جاكبسون الاي يحدد مخطتط
االتصتتال فتتي تتتوفر المرستتل المستتتقبل الرستتالة القنتتاة الشتتفرة المرجتتع ،متتا
يجعل من اللغتة تلعتب دورا أساستا فتي هتاه العمليتة االتصتالية ،فهتي التتي
تجمع بين المرسل والمستقبل ،اللاين يفككان الشيفرة نفسها المختصرة في
عالقتتة الكتتالم واللغتتة أو التتدال والمتتدلول ،وهتتي ميتتزة اتصتتالية بتتين اللغتتة
واالتصال" فهي عالقة أنظمة االتصال للغة وتأثيرها في تعلمها وتعليمها،
فوسائل االتصال متوفرة في حيتاة اإلنستان؛ بحيت يمكنته أن يتواصتل متع
غيتتره بطرائتتق مختلفتتة ...ويعتترو الباحت اللغتتوي شتتولي التواصتتل بأنتته:
الميكانيزم الاي بواسطته توجتد العالقتات اإلنستانية وتتطتور .إنته يتضتمن
رمتتوز التتاهن متتع وستتائل تبليغهتتا عبتتر المجتتال ،وتعزيزهتتا فتتي الزمتتان،
ويتضمن أيضا اإلشارات وتعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبترة
الصتتتتوت والكلمتتتتات والكتابتتتتات والمطبوعتتتتات والقطتتتتارات والتلغتتتتراو،
والتلفون وكل ما يشمله آختر متا تتم متن االكتشتافات فتي المكتان والزمتان.
()11
"
.3قناة الشروق TVوقناة بنة :TV
تعتتد قنتتاة الشتتروق متتن بتتين القنتتوات الخاصتتة التتتي دخلتتت المعتتتتر
اإلعالمتتتي الجزائتتتري؛ لتجتتتد مكانتتتا لهتتتا بتتتين الفواعتتتل الفضتتتائية الجديتتتدة
الموجهة إلا الجمهور الجزائري .وهي ،من الناحية القانونية ،قناة أجنبية،
تب بقانون أجنبي؛ غير أن طاقهما كله جزائري ومضمونها أيضتا .لتديها
47
الن قناتان متخصصتان :األولا "الشروق نيوز" المختصتة فتي األخبتار،
وقنتتتاة "بنتتتة" المختصتتتة فتتتي الطتتتبخ بكتتتل أنواعتتته ،وأيضتتتا القنتتتاة العامتتتة
"الشتتتروق ."TVفالشتتتروق هتتتي قنتتتاة خاصتتتة أسستتتتها الشتتتروق ل عتتتالم
والنشتتتتتتتر التتتتتتتتي تصتتتتتتتدر يوميتتتتتتتة ومجلتتتتتتتة الشتتتتتتتروق منتتتتتتتا .1991
أعلتتن عتتن انطتتالق القنتتاة فتتي نتتوفمبر ،2011إال أن البت الرستتمي كتتان
في 19مارس ...2012يقدر عدد العاملين بها بـ ،237مقستمين علتا
النحو التالي ٪46رجتال و ٪54نستاج ...المتدير العتام علوي فيوي "(.)12
ومن الناحية اإليجابية فتإن القنتاة تستتوعب عتددا مهمتا متن خريجتي علتوم
اإلعتتتالم واالتصتتتال ،بتتتالنظر إلتتتا فتتتر التوظيتتتو التتتتي تبقتتتا ضتتتعيفة
لخريجي اإلعالم ،نظرا إلا االحتكار الاي كانت تمثله مؤسستة التلفزيتون
الجزائري .وقناة بنة TVبدأ بثها في أواخر سنة ،2014لتكون من بتين
القنوات المختصة في الطبخ ،الموجهة إلا األسرة الجزائريتة ثتم أصتبحت
القنوات التلفزيونية الخاصة الموجهة إلا الجزائريين تعطي اهتماما كبيرا
للحص النسوية الخاصة بالطبخ .واألكثر من ال ،تتم فتتح قنتوات تهتتم
بال ،كقناة «سميرة» و«الشروق بنة» و"النهار لت " ،التتي باتتت تنتافس
القنوات العربية مثل «فتافيت» التي تستهم بتدورها فتي التعريتو بتالمطبخ
العربتتي ،ممتتا رفتتع متتن نستتبة المشتتاهدة لهتتاه القنتتوات التتتي أعطتتت متنفستتا
لألسرة الجزائرية وحيزا ينقل ثقافة الجزائر داختل 48واليتة ،كمتا يستهم
فتتي التستتويق الثقتتافي للطتتبخ الجزائتتري فتتي التتدول العربيتتة كخطتتوة أولتتا.
ونستشهد في هاا المقتام بتصتريح إلحتدى مقتدمات برنتام مطتبخ بتالدي،
نوال أو يحيا ،وهو البرنتام التاي ركزنتا دراستتنا عليته ،موضتحة أهميتة
ه تاا النتتوا متتن القنتتوات لتتدى األستتر الجزائريتتة ،وبخاصتتة المتترأة ،حي ت
قالتتت« :إن المشتتاهدة المعتبتترة لقنتتوات الطتتبخ راجعتتة إلتتا اهتمتتام المتترأة
الكبير بها ،ألنها وجدت فيها كتل متا يهمهتا .فتالطبخ يعتبتر مشتكال بالنستبة
إليها ،فهي تفكر دائما في الوجبات التي تطهوها ،ومن ال ،فهاه القنتوات
48
هتتي الحتتل األنستتب»( .)13وأشتتارت إلتتا أن المتترأة تحتتتا إلتتا نتتوا متتن
التغيير فيمتا يخت األطبتاق التقليديتة التتي أصتبحنا نأكلهتا فتي المناستبات
والوالئم فقط ،واأليام العادية نحتا إلا األطباق السريعة والخفيفة"14.
49
.2.4أسميء عألطبيق علتي طبقت عليهي عل رعسة :لقد حاولنا فتي هتاه
الدراسة التطبيق علا بعض النماا من األطباق المتنوعة والمعروفة فتي
الوسط الجزائري .وتبيانا لال ناكر ما يأتي:
-طبق التليتلي بالبصل المقرمش،
-بورا :وصفة تقليدية بلمسة عصرية،
-خبز الدار،
-رشتة،
-الملوي باللحم المرحي،
-مثوم العريس،
-غراتان بالكوسة،
-شوربة باللحم،
-شرائح الدجا بالقشدة،
-بركوكس الخناا،
-طاجين الحلو علا الطريقة القسنطينية،
-سباغيتي بالدجا والجزر المحشي،
-طاجين القمرة،
-قريوش الملفوفة..
ملحدظة عيمة حود أسوميء عألطبويق :نلحتظ أنهتا مستشتفة متن التترا
الجزائري ،أنها قريبة في تسمياتها العامية من الفصحا.
.5جدول يمثل استخدام المصطلحات باللغة العربية:
علمصطلح
ميء
50
ملح
خ
عس
زب ة
ميء علزهر
بص
ععشيب طبي ية
عس
بطيطي
جزر
زيت
جيج
لحم مفردم
فلف أبيض
قش ة
طميطم مصبرة
جب
فلف عسد
فلف عحمر
كدسة
علزنجبي
ثدم
سكر
عد قرفة
زبيب
بيض
شرعئح ن
بيض
لدز
أنينيس
51
درق علمنيدم
زيتد
ييقطي
خيير
خميرة
عل يك علردمي
كمد
جب طر،
رز
سكر نيعم
درق رن
عكلي علجب
حليب
.6جتتدول يمث تل المصتتطلحات المستتتخدمة فتتي األطبتتاق والحلوي تات باللغتتة
الدارجة:
علمصطلح
فرينة
فلف عكح
سيندج
جلبينة
م ندس
جيج
مسكرفج
حميصة
حمص
فلف عكر،
خميرة علخبز
عل ن
علليم
52
فلف ريس
مشميش
عينة
بسبيس
لدبيي ميشطد
لفت
مغيرف
رعس علحيندت
رشتة
ق رة
تليتلي
.8الرسم البياني:
53
ّ
والعام ّية
ّ ّ
العربية نسبة استعماالت اللغة
60 %55 ّ
والفرنسية في مطبخ بالدي
50
40
%32,09
30
20
%12,34
10
نسبة املصطلحات
0
نسبة
نسبة
املصطلحات نسبة
ّ املصطلحات
باللغة ّ املصطلحات
باللغة ّ
العربيةّ باللغة
ّ
العامية
الفرنسية
يتضتتح متتن ختتالل هتتاا الرستتم البيتتاني أن اللغتتة العربي تة حاضتترة فتتي
برنتتام مطتتبخ بتتالدي فتتي عينتتة الدراستتة التتتي اعتمتتدنا فيهتتا علتتا أطبتتاق
وحلويتات كتتل متتن الطتاهي مصتتطفا ستتعدي ،التاي يعتبتتر مثتتاال فتتي نشتتر
وترقية اللغتة العربيتة ،وكتاا نشتر المصتطلح المفصتح متن ختالل األطبتاق
الت تي يقتتدمها ،الت تي تتكتترر فيهتتا المصتتطلحات فتتي بعتتض األحيتتان باللغتتة
العربية والعامية ،وهو ما يثري استخدام واستعمال المصطلح.
هاا التكرار للمصطلح ،الاي يعد مشكال في حد ااته في اللغة العربيتة،
يدفع إلا إيجتاد وتجديتد قتاموس اللغتة فتي المصتطلحات التتي ال نستتعملها
كثيرا ،وقد ال نتستاجل حتتا عتن استمها باللغتة العربيتة ،إا نلحتظ أن نستبة
الكلمات باللغة العربية تشكل أكبر نسبة بـ ،% 55وهتو مجهتود لترستيخ
أسماج األشياج باللغة العربيتة أو القريبتة متن الفصتحا ،أمتا فتي متا يخت
الكلمات باللغة العامية فنسبتها ،% 32,09وإاا أضتفنا هتاه النستبة إلتا
54
نستتتتتبة المصتتتتتطلحات باللغتتتتتة العربيتتتتتة الفصتتتتتيحة فنجتتتتتد متتتتتا مجموعتتتتته
،%87,09متتا يجع تل اللغتتة العربي تة ومصتتطلحاتها طاغيتتة فتتي العينتتة
المدروسة.
وتتتأتي فتتي المرتبتتة األخيتترة نستتبة المصتتطلحات باللغتتة الفرنستتية الت تي
بلغت في العينتة المدروستة %12,34بالمائتة ،وهتي عتادة مصتطلحات
لالت غير متكررة االستعمال في الحياة اليومية ،وهو ما يمكتن أن يرجتع
إل تا قل تة استتتعماله باللغتتة العربي تة أو لجهتتل مقتتدمي هتتاه الحص ت بكيفي تة
تسميته باللغة العربية ،وتدار هتاا التنق متن ختالل األعمتال المشتتركة
مع أهل الترجمة والمهتمين بتعريب المصطلحات األجنبية عامة.
خاتمة:
55
متتن ختتالل أمتته .ويتترى فرويتتد أن بنتتاج الشخصتتية ونموهتتا أشتتبه متتا يكتتون
بالطريقتتة التتتي يقتتوم بهتتا لبنتتاج حتتائط متتن الطتوب؛ حيت توضتتع طوبتتة علتتا
طوبة ويسير البناج من أسفل إلا أعلا وتترتبط قمتة البنتاج بأساسته أو أصتله،
فشكل البناج وسمكه وجميع خصائصه ترستي قواعتده فتي األستاس التاي يقتام
عليتتته ،وتغيتتتر شتتتكل البنتتتاج تغييتتترا ملحوظتتتا قتتتد يترتتتتب عليتتته هتتتدم البنتتتاج.
والشخصية بالمثل في نموها ،ترسا قواعتدها فتي الستنوات األولتا متن حيتاة
الطفل ،وهاا األساس غير قابل للتغيير.
-ترسيخ اللغة عامة لتدى الناشتئة ولتدى المترأة الجزائريتة ،حتتا وإن
كان مستواها التعليمي متوسطا .وما يعترو به الجميتع ،هتو أن التلفزيتون
عامة من بين أهم وسائل نقل الثقافة واللغة والفكر إلا المتلقي ،خاصة أنه
يعتمد علا الصورة والكلمة في آن واحد؛
-ارتفتتاا نستتبة المشتتاهدة لهتتاه البتترام الموجهتتة للمتترأة الجزائري تة،
وعبر قناة بنة TVأصبحت المترأة تتتابع البترام المحليتة بلغتة ستهلة متن
مستتتتتواها الثقتتتتافي ،وبخاصتتتتة لصتتتتاحبات المستتتتتوى التعليمتتتتي البستتتتيط.
واسترجعت هاه البرام المشتاهدات اللتواتي كتن يتتابعن البترام الشتبيهة
من خالل قنوات عربية وأجنبية اات نفس االهتمام؛
-إستتهام وستتائل اإلعتتالم فتتي نشتتر المصتتطلح لتتدى المتترأة الماكثتتة فتتي
المنزل بخاصة من ختالل تكترار المقتادير .ولعتل هتاا متن بتين أهتم أستس
اللسانيات التطبيقية ،التي تعتمد علا التكرار للتعليم وتلقتين اللغتة الدارجتة
الجزائريتتة يقتتترب متتن التفصتتيح العتتامي ،نظتترا إلتتا مختتار الحتتروو
الصحيحة التي تتميز بها اللهجة الجزائرية.
الهوامش:
( )1كلود ليفتي ستتروس ،األنتروبولوجيتا البنيويتة ،تتر :مصتطفا صتالح ،دط ،ستوريا :دت،
.49 منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي،
56
()2محمتد عيتد ،المستتتوى اللغتوي للفصتتحا واللهجتات والنثتتر والشتعر ،دط ،مصتتر ،د .ت،
.16 عالم الكتب
.17 ) (3نفس المرجع السابق،
.90 ) (4كلود ليفي ستروس ،األنتروبولوجيا البنيوية،
(5)Nadia ; elkenz l’odyssée des
cinémathèques :la cinémathèque algérienne à la
recherche dune -5 mémoire perdu édition
anep2003 ; Algérie P 78.
Nadia elkenz; IBID ; P 78
) (6نجية طهاري ،بناج الشخصية في مسرح أحمد رضا حوحو ،ماكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستتتير فتتي األدب العربتتي ،قستتم اللغتتة العربيتتة وآدابهتتا ،جامعتتة الحتتا لخضتتر باتنتتة،
.10 ،2011الجزائر،
( )7محمد عيد ،المستوى اللغوي للفصحا واللهجات والنثر والشعر ،عالم الكتب ،دط ،مصر
.18 ،د ت،
()8احمتتد بتتن نعمتتان التعريتتب بتتين المبتتدإ والتطبيتتق ،شتتركة دار الطباعتتة والترجمتتة والنشتتر
. 200 والتوزيع ،ط ،2الجزائر،1998 ،
( )9بو بكر بلحا ،اللغة العربية في اإلااعتة والتلفزيتون بتين ثوابتت الكيتان وثقافتة الحداثتة،
.66.67 ا 2 :تونس 2000 :مجلة اتحاد اإلااعات العربية ، ،سنة ،
.68 ( )10نفس المرجع السابق،
( )11نسيمة سعيدي ،تعليمية اللغة العربية للكبار ،القراجة أنمواجا ،ماكرة تختر لنيتل شتهادة
.12 الماجستير ،الجزائر2006 :
( )12كبور فاطمة ،بوخاري مليكة ،النشرات اإلخبارية في القنوات الخاصة خمسون سنة متن
وستتائل اإلعتتالم الجزائريتتة -المؤسستتة الوطنيتتة للفنتتون المطبعيتتة ،الجزائتتر،2014 :
.215،216
( )13موقتتع جريتتدة المحتتور اليتتومي" ،ستتميرة "TVو"الشتتروق بنتتة" تستتتحواان علتتا عقتتول
الجزائريات ،نوفمبر 2015 :ديسمبر ،2015الساعة .11:30
57
دور فضائية سميرة
في تنمية المهارات اللغوية عند الطفل
أ.أحالم بن عمرة
ج /تيزي -وزو.
مقدمة:
59
الفصيحة ،وتريي هي األلرى مستواها اللغوي ،وتلاطنب أطفالهنا بفلفناظ
فصننيحة أو يريبننة مننن الفصننح لتنننعرهم بننفنهم حنناملو أمانننة وأصننحاب
رسننالة ،وأن الحاضننر يجننب أن يفلننه بفينندهم إل ن الغنند األفضننل ،وأن لهننم
هوية قافية عليهم أن يتم لوها ،ولغة عربينة هني سنياج يحمني نلصنيتهم
وانتمننناءهم واعتنننزازهم النننوطني والقنننومي ( )1؛ حينننث يسسنننا الحنننوار
بالعربية الفصيحة جنيال حنامال لننعلة التقندم والتطنور ،وعنندما نللنق فني
الطفل حب الوطن سيضحي بنفسا من أجلا ،كما سيعمل عل بقاء الهوينة
العربيننة ،ورسننولها بحمايتهننا مننن األفكننار األجنبيننة اللطيننرة ،وسننيحافظ
عل ن لغننة أمتننا ويسننع لتطويرهننا ،فيصننون نلصننيتا وهويتننا العربيننة
وابسالمية.
إن العربينننة فننني وايعننننا الينننوم فننني حاجنننة إلننن تفعينننل وتحريننن وفنننق
استراتيجية معاصرة تفله وسائل ابعالم لتكون وسيلة إنهارية تعبر عنن
اللغة العربية بلغة فصيحة ،كما ينبغني علن المسنسولين -وإن كنل موظنف
يعتبر مسسوال -المحافظة عل هه اللغنة ،وتبليغهنا فني يالنب يجعلنا يعتنز
بلغتا أمام المتلقي ،سواء كان المتلقي ابننا أم أي فنرد منن أفنراد المجتمنع؛
وال يقف التعزيز عند القندوة ،بنل يتعندا إلن التم ينل فيهنا وبهنا منن حينث
االستعمال والعمل من أجلها ،ويكون التعزيز بمجاللها وهود الدليل عنها،
إه علينننا أن نحننافظ عل ن صننفاء لغتنننا ،وال نسننتعمل كلمننة أجنبيننة ونحننن
نستطيع استعمال كلمة محلية من لغتنا .ومن هنا تفتي أهمية هنه المداللنة
التنني أحنناول مننن لاللهننا الويننوف علنن دور فضننائية سننميرة فنني تنميننة
المهارات اللغوية عند الطفل.
.1تعريف المهارات:
هي يدرة الفرد عل أداء أنواا من المهام العلمية بكفناءة عالينة؛ بحينث
يقوم الفنرد بالمهمنة بسنرعة ودينة وإتقنان منع ايتصناد فني الوينت والجهند،
60
والمهارة هي األداء األسهل الندييق ،القنائم علن الفهنم لمنا يتعلمنا ابنسنان
حركيا وعقليا ،ومع توفير الويت والجهد والتكاليف.
وتعننرف عل ن أنهننا القنندرة عل ن األداء والننتعلم الجينند ويننت مننا نرينند،
والمهارة نناط للتعلم يتم تطوير لنالل ممارسنة ننناط منا تدعمنا التغهينة
الراجعننة ،وكننل مهننارة مننن المهننارات تتكننون مننن مهننارات فرعيننة أصننغر
منهننا ،والقصننور فنني أي مننن المهننارات الفرعيننة يننس ر عل ن جننودة األداء
الكلنني ( . )2ولمننا كانننت المهننارة نننناطا معقنندا يتطلننب فتننرة مننن التنندريب
المقصننود والممارسننة المنظمننة؛ فمننننا نجنند مننن يعرفهننا بفنهننا نننيء يمكننن
تعلما أو اكتسابا أو تكوينا لدى المنتعلم ،عنن طرينق المحاكناة والتندريب،
وإنمننا يلتلننف بننالتالف نننوا المننادة وطبيعتهننا ولصائصننها والهنندف مننن
تعلمها )3( .والمهارة التي نعن بها هي المهارة اللغوينة التني تعنني القندرة
عل اكتساب اللغة عن طريق التقليد والتدريب.
.2أهم المهارات الكتساب اللغة عند الطفل:
.1.2مهارة االستماع:
يستطيع الطفل اكتساب بعض المهارات اللغوية منن لنالل ممارسنتا فني
بدايننة حياتننا للغننة مسننتمعا؛ وأول اتصننال للطفننل مننع اللغننة يننتم مننن لننالل
االستماا إل من حولا .والطفنل يولند ولنيا لدينا القندرة علن الكنالم ،وإن
كانت أعضاء نطقا سليمة؛ فيبدأ فني اكتسناب الكنالم عنن طرينق االسنتماا؛
ألن القدرة عل الكنالم تتوينف علن القندرة علن االسنتماا والفهنم ،كمنا أن
القدرة عل القراءة والكتابة تتويف علن االسنتماا والكنالم ،ومنن ي ن نم يمكنن
ترتيننب فنننون اللغننة حسننب نموهننا ،ووجودهننا الزمننني كنناتتي :االسننتماا؛
فالتحندث ،فننالقراءة ،فالكتابننة؛ لننها نجنند االسنتماا و يننق الصننلة بقنندرة الطفننل
عل ن االسننتيعاب والتحصننيل ،االسننتماا مهننارة لغويننة تمننارا فنني أغلننب
الجوانننب التعليميننة تهنندف إل ن توجيننا انتبننا طننالب المرحلننة الدراسننية إل ن
61
موضننننوا مسننننموا وفهمننننا والتفاعننننل معننننا؛ لتنميننننة الجوانننننب المعرفيننننة
والوجدانينننة ،والمهارينننة لنننديهم ( )4ولنننا أهمينننة بالغنننة فننني تحقينننق األهنننداف
المرجوة؛ حيث إنا وسيلة للفهم والتعلم.
62
.1.1.3األسرررة :يبنندأ الطفننل فنني إيامننة أول نظننام مننن االتصننال مننع
اتلرين؛ انطاليا من األم واألب وابلوة واأليارب ،ويتطنور هنها النظنام
االتصننالي الننهي يبنندأ مننن األسننرة؛ لتتسننع دوائننر تنندريجيا مننع األعضنناء
اتلرين في المجتمع .ففي غمار سعي الطفل بنباا حاجتا ،وتفاعلنا فني
الوسط األسنري ،ينتم تننكيل المالمن األولن لعالمنا النفسني واالجتمناعي
واالتصال اللغوي وال قافي؛ ألن المنزل بحكم أنا المكان الندائم للطفنل فينا
يسننمع ألفنناظ والديننا ومناينننات إلوتننا ،فيننتعلم مبننادأ اللغننة؛ حيننث أ بتننت
األبحنناث العلميننة أن األسننرة هنني المكننان األم نل لتربيننة الطفننل ،ولتكوينننا
عاطفيا ولغويا.
يكتسننب الطفننل أول عضننويتا فنني الجماعننة األولنن التنني يعنني فيهننا
وينننعر باالنتمنناء إليهننا ،وتننس ر فنني عاليتننا المسننتقبلية ،وفيهننا يبنندأ وعيننا
بالتكون تف را بالنمط ال قافي ألسنرتا ومسنتوى أفرادهنا التعليمني ودرجنة
وعيها ال قافي )7(.ونظرا إل أهمية تربية األطفال ،وبلاصة في ما يتعلق
بتنميننة الملكننات اللغويننة عل ن األسننرة ولصوصننا األم؛ فهنني تصنننع طفننل
اليوم ورجنل الغند ،وتصنقلا اجتماعينا ،وال وجنود لمصندر ثلنر ينس ر فني
الطفننل أك ننر منهننا ،ولكونهننا المسننسولة األولن عننن تننوفير المنننا األنسننب
لنمنو ونمنو نلصنيتا ،فلهنا الندور األكبنر واألعمنق واألك نر تنف يرا ،إنهنا
تداعب صغيرها ،وترضعا من لسانها كما ترضعا من صدرها ،ويتفاوت
دور األمهات حسب الدرجة العلمينة؛ حينث تنقنل المتعلمنة إلن أطفالهنا منا
تعرفا وتنجعهم عل القراءة والمطالعة وتساعدهم عليهما ،أما األمية فلن
تسهم في توفير األجواء المناسنبة لهنم إال بقندر ضنئيل؛ فلغتهنا التني تلقنهنا
البنها ال تلرج عن العامية ،فمن كان المنطوق عربينا صنحيحا فصنيحا أو
عاميا مللوطا أو مغلوطا ،جاء استلالص الطفل عل وفايا.
ينندلل .2.1.3المدرسررة :إن وايننع التلميننه العربنني اليننوم وهننو
المدرسة ،ويد رضنع العامينة فني سنن القندرة اللغوينة الهائلنة للندما علن
63
اكتسنناب اللغننات ،وكننان مننن المفتننرض أن يتننزود باللغننة التنني يفتننرض أن
يكتسب بها المعارف الملتلفة ،إال أنا يفاجف بفن لغة المعرفة ليسنت اللغنة
التي تزود بها ،وإنما هي لغة ألرى البد أن يتعلمهنا ويتقنهنا؛ لكني ينتمكن
من فهنم المنواد األلنرى ،فيقنع التلمينه العربني فني أسنوإ وضنع يكنون فينا
تلميه؛ حيث ال يوجد أي ربط بين ما يتلقا التلميه في المدرسة من الناحينة
النظرية ،وبين ما يعينا في حياتا الوايعية .وما زاد الطيننة بلنة أن بعنض
المعلمننين يلجننسون إل ن الحننديث بالعاميننة بنندعوى أن التلميننه فنني المرحلننة
االبتدائيننة ال يفهننم اللغننة العربيننة الفصننيحة ،فلغننة التواصننل العننادي ،ولغننة
نرح المواد جميعها هي اللهجة العامينة ،وأن التلمينه ال يمنارا الفصنيحة
إال عنننندما يكتنننب أو يقنننرأ ،ويطلنننب مننننا الرجنننوا إلننن الكتننناب المكتنننوب
بالفصح أيضا ،وتكون النتيجة أن يظل المعلم ينكو من عدم فهم تالميه
ومننن ضننعف أدائهننم المعرفنني اللغننوي ،وأن يظننل التالميننه ينننكون مننن
صعوبة اللغة العربية ،وفهم المواد األلرى المكتوبة بهه اللغنة؛ فالندارا
للغة الطفنل والتلمينه علن وجنا التحديند يندر جيندا أن الطفنل ننبا معناق
لغويننا؛ حينننث يفتقنننر إلنن مفنننردات يسنننتلدمها فنني التعبينننر عنننن منننناعر
النفسية ،ويضاء حوائجا االجتماعية ال سيما التعليمية.
.2.3المرجع ّية اإلعالم ّية:
تسننناعد المرجعينننة ابعالمينننة فننني اكتسننناب الطفنننل للغنننة .ولعنننل منننن أهنننم
وسائلها:
.1.2.3ال ّتلفرا بررامجر :يعند التلفناز منن أك نر الوسنائل انتننارا،
وتف يرا في الطفل ،يجمع بين الصوت والصورة ،ممنا يغرينا أك نر ويلفنت
انتباها ،ويجهبا بعناصر الفنية المنوية؛ فالطفل ميال بطبعا إلن ابيبنال
علن هننها الوسننيط الفننني الحتوائننا الم يننرات التنني يرغننب فيهننا ،كنناأللوان
والحركة ،ولجاهبية التلفزيون مقارنة بوسائل ابعالم األلنرى ،كمنا يم نل
64
األداة الرئيسننة لتعلننيم اللغننة العربيننة ،وبلاصننة ألولئ ن الننهين ال يحسنننون
القننراءة والكتابننة ،فعننن طريننق الصننوت والصننورة يمكننن تقننديم لنندمات
ملتلفة للمناهد في هها ابطار ،م لما هي الحال مع حصص كنان لهنا وال
يزال األ ر الواض في لدمة اللغة العربية ،كبرامج الطبخ التي تبث عل
فضائيات سميرةTV؛ فببرامجها الملتلفة والمتنوعة تسع بننكل متفناوت
إل الحنرص علن تريينة اللغنة العربينة منن لنالل تفصني بعنض األلفناظ
العاميننة ،كمننا تسننع إل ن إ ننراء اللغننة عننن طريننق عربنننة المصننطلحات
واأللفاظ األجنبية .ولما كانت برامجها تجمع بين الصنوت والصنورة ،فلنن
تجند المنرأة الماك نة فني البينت ،والطفننل العربني النهي يقضني معظنم ويتننا
بجوار أما ،هه األليرة التي تكاد تقضي غالب ويتها في منناهدة حلقنات
الطبخ المب و ة عبر فضنائيات سنميرة TVأي مننكل فني فهنم تلن األلفناظ
الفصننيحة وأن تتننزود هنني بهننا ،وتننزود ابنهننا بهننا؛ ليسننهل عليننا الننتعلم فنني
مرحلتنا االبتدائيننة ،ويتلطن عنندة عوائننق لحظتهنا فنني أطفالهننا يبننل ولننوج
فضائيات سميرة إل بيوتنا.
.2.2.3دبر فضرراّ ّية سررميرة فررت ترةيررة اللّلررة العرر ّيررة :اسننتطاعت
فضائية سميرة أن تصل إل الجماهير العريضة عل التالف مستوياتهم؛
حيننث أسننهمت فنني ترييننة اللغننة العربيننة ،بلننا الزيننادة فنني ال ننروة اللغويننة؛
فننالفرق بننين لغننة وألننرى إنمننا فنني الوسننائل المتبعننة لتنميننة اللغننات وإ ننراء
ترا هننا التعبيننري .ولعننل أهننم هننه الوسننائل هننو الوسننائط ابعالميننة ،إن
ابعالم هو تزويد الناا باأللبار التي تساعدهم عل تكوين رأي صائب
في منكلة من المنكالت ،وال ن أن البرامج التلفزيونية وابهاعية تنماز
بتنوا كبير بحيث توفر للطفنل غنهاء عقلينا ووجندانيا متكنامال ،إلن جاننب
كونهننا مصنندرا مننن مصننادر المعرفننة وال قافننة .ومعلننوم أن كننل تنننوا فنني
المعرفة وال قافة ،يعكا تنوعا في اللغة ( .)8ولعل منا كنان إيجابينا لصنال
65
اللغة العربية هو تعدد برامج سميرة TVبين اللياطنة والطنبخ ،إه سناعد
هل عل إ راء العربية وانتنارها.
إن اللغننة العربيننة ال يمكننن أن تنتنننر عبننر وسنائل ابعننالم ،إها لننم تكننن
هنا سياسة تدعمها كلغة وطنية مقابل اللغنات األجنبينة الزاحفنة بقنوة لمنا
تمتلكنننا منننن منننسهالت فننني ظنننل العولمنننة التننني ال تعتنننرف بالحننندود وال
باللصوصيات ،فمكانة اللغنة العربينة فني الجزائنر تكناد تكنون لهنا وصنفة
لاصة ،هه اللصوصية أضفت وصفا لاصا علن وسنائل ابعنالم ،ففني
أي بلد عربني إها وجندنا أن لغنة أجنبينة سنائدة علن حسناب العربينة؛ فنمن
هل ن ينندل عل ن للننل فنني مويننع مننا؛ فاللغننة العربيننة فنني بالدنننا ،نننفن كننل
اللغنات ،ال يمكننن أن تتطننور وتنتنننر إال بتطننور مسننتعمليها ومنندى وفننائهم
ولدمتهم لها؛ كي تكون في مصناف اللغنات األلنرى ،بنل والتسنابق معهنا
نحننو الصنندارة بننم راء ياموسننها اللغننوي وتنويننع وسننائل تبليغهننا .فعننندما
تستغرق األمهات أكبنر وينتهن فني منناهدة حلقنات الطنبخ واللياطنة عبنر
فضائيات سميرة؛ فمنهن يكتسبن أنماطا من السلو اللغوي يمكن أن تفتقر
إليها برامج ألرى.
.4اللغة العربية الفصيحة في يناة سميرة:
يلحظ المتتبع لقناة سميرة أن لغة الحديث فيها تتضمن نسبة من األلفناظ
الفصيحة ،ونهكر عل سنبيل الم نال( :نضنيف كمينة المناء ،نتحصنل علن
عجينة طرية ،ملعقة من السكر ،ملعقة أكل ،نفله يليل من الطحنين ،كنيا
لميننرة كيميننائي ،لننالط كهربننائي ،طاولننة العمننل ،نسننتعمل لمنناا غننهائي
أبيض ،صحن التقديم ،حساء اللضار ،باينة كسنبرة ،مكعنب غنهائي ،هوق
دجاج ،يطعة لحم مفنروم ،ننرائ فلنه الندي الرومني ،كنوب حلينب ،مندة
الطهنني ،أطبنناق جنناهزة عل ن مائنندة التقننديم ...إلننخ) .وألن حلقننات الطننبخ
متنوعننة ،فمننن ررنررام ك ر ّ يرربخ ربررة بررنررام ي ر ب ّمررة ننتقننل إل ن
66
برنامج كعك األحالخ الهي نعتقد أن مناهدتا ال تقتصر عل األمهات فقط،
وإنما األطفال الصغار؛ حيث يتم فينا تحضنير أطبناق منن الحلوينات علن
نكل دم ،فنجد الطبالة تنص األم بمعداد هه األطباق ألطفالها ،ونلحظ
أن األم وهنني تننناهد هننه الحلقننات تننناهدها دومننا برفقننة أطفالهننا ،وهننها
التنننوا فنني البننرامج فرصننة وفكننرة جينندة؛ ألن األطفننال يتمتعننون بالصننور
المتبوعة باأللوان ،ويستمعون إل األلفاظ الفصيحة في هنه الحلقنة ومنهنا
عل ن سننبيل الم ننال( :القبعننة الحمننراء ،عجينننة السننكر ،يتضنناعف الحجننم،
مربع صغير ،نكل دائري ،نجيرات ،ربطة معطف ،حهاء ،معطف)...
.5المستويات الملتلفة للغة في يناة سميرة:
.1.5المستبى الصبتتّ:
يحننندث علننن مسنننتوى النطنننق لنننبعض األصنننوات؛ إه يمكنننن أن تسنننتمد
األلفاظ العامية من اللغة العربية الفصيحة؛ فتتله بهل طابعا لغويا مغايرا
عننندما يسننتعملها مقنندمو البننرامج؛ فيك ننر فيهننا الحننهف واببنندال تسننهيال
للنطق ،وتقليال من العمل اللفظني دون أن يلتن نل اللطناب المنراد نقلنا إلن
المتلقي؛ ونهكر من هه األم لة:
67
-ما :يدَة :استبدال الهمزة باليناء فنطقنت ( يمايْندية) عنوض (مائندة) وهلن
للتلفيف في النطق.
-جررا :حننهف النندال ونطننق (جنناج) عننوض (دجنناج) وهل ن للتلفيننف فنني
النطق.
ركيرت:
ّ حبي بال ّت
.2.5المستبى ال ّن ّ
يحدث في مستوى الكلمات؛ فالواحدات المعجمية تكون يائمتها مفتوحنة
تقبننل ابضننافات والوحنندات الجدينندة؛ لننها نجنند الطبننا يتصننرف فنني كيفيننة
اسننتعمالا للغننة ،وسننندرا الجانننب النحننوي مننن حيننث األفعننال واألسننماء؛
حينننث لحظننننا أن جنننل البنننرامج فننني ينننناة سنننميرة تسنننتلدم أفعننناال وأسنننماء
وحروف المعاني بالعامية (ضنوكا) ،تندل علن (اتن)( ،كنا يينْ ) تندل علن
(يوجد) ( ،يتعْ ) تدل عل حرف الجر (من) م ال( :نوية يتنعْ ْلملن ) عنوض
(يليل من المل )( ،كفا ) للداللة عل (كيف)،
-تسننكين االسننم المجننرور بنندال مننن جننر نحننو( :مننن األحسنننْ ) عننوض (مننن
األحسن)
ِ
رفت:
ص ّ .3.5المستبى ال ّ
يهتم بدراسنة الوحندات الصنرفية والصنيل اللغوينة وأوزان الكلمنة ،كمنا
أنا يبحث في بناء الكلمة التي تتكون من تناسق الوحدات الصوتية؛ بحيث
تعطي معنن ،ويندرا صنيل الكلمنات منن حينث بناسهنا ،والتغينرات التني
تطرأ عليها من نقص أو زيادة ،وأ ر هل فني المعنن ومنن أم لنة هلن منا
يلي:
مقارلها راللّلة الفصيحة ب نهرررررررررررررررررررررا نبعها األلفاظ
رفت
ص ّ ال ّ
عاجنة اسم ثلة فعالة عجانة
يحليب اسم مفعول ْفعيل حْ ليب
68
مصنننننننننننننننندر حمراء فعال حمرا
يياسي
يظهر لنا من لالل الجدول تغيرات صرفية أللفناظ اللهجنة العامينة منن
حيننث األوزان والصننيل؛ نتيجننة حننهف أحنند الحننروف؛ كننالهمزة والحركننة؛
للتلفيف وك رة استعمالها في العامية.
.4.5المستبى الداللتّ:
هو المستوى الهي يدرا األلفاظ وداللتها بحيث تتصف بعنض األلفناظ
باالنتقننال أو المجنناز فنني معناهننا ،تضننييقا أو اتسنناعا ،ومننن ألفنناظ العاميننة
الجزائرية ما أصلا عربية فصح أو من الدليل أو فرنسي ...إلنخ ،وهنها
منا لحظنننا مننن لننالل تتبعنننا لننبعض حلقنات الطننبخ فنني يننناة سننميرة .ومننن
أم لة هل :
-الب ّفاةة :وردت كلمة (اللفاية) في لسان العرب المنتقة منن الفعنل
لفنق ،يلفننق ،لفقننا ،ولفايننة بمعنن اضننطراب( ،)9كمننا وردت الكلمننة فنني
العامية (اللفاية) بمعن ثلة تقوم بعملينة لفنق العجيننة؛ أي جمعهنا وكمهنا
ويكون هلن باالضنطراب النهي يننكل الوظيفنة التني تسديهنا اللفاينة أ نناء
للننط المقننادير واعتبننر االضننطراب وجننا النننبا الننهي يننربط بننين معن ن
اللفايننة فنني اللغننة العربيننة الفصننيحة والعاميننة ( .)10وبهننها ويننع انتقننال مننن
المعن المحسوا إل المجرد.
ولهل ،يامت لجنة اللهجات بالبحث في جهور الكلمنات العامينة وردهنا
إل الفصي ،وهها محاولة منها لتفصي العامي ،وكل هل للدمة العربينة
الفصيحة ( ،)11فتههيب األلفاظ العامية وردها إل أصولها الفصيحة ينسدي
إل تحقيق التوحيد والتقريب بين اللغات؛ حيث ال يكون هنا فرق بين ما
يتداول في الكتب وما يتداولا الناا في لطابهم اليومي.
69
ونجنند نوعننا ثلننر مننن األلفنناظ ال هنني ألفنناظ عربي نة فصننيحة وال ألفنناظ
أجنبي نة سننلمت مسننتوياتها الص نوتية والص نرفية والتركيبي نة ،ويطلننق عليهننا
مصنننطل األلفننناظ الدليلنننة م نننل( :كوزيننننة للمطنننبخ ،وفرننننيطة للننننوكة،
للكاظمنننة ..فلفنننظ كوزيننننة هنننو مصنننطل فرنسننني منننن وكيكوطنننة
،cuisineكمنننا نجننندها تسنننتعمل مصنننطلحات أجنبينننة منهنننا :مايزيننننة
( ) Maïzenaيقابلهننا بالعربي نة الفصننيحة النننناء ،وفرينننة بنندل طحننين،
والفننننور ( ،)Fourالبانسننننو ( ،)Pinceauبالطنننننو (.)Plateau
ويمكن اعتبار هل محاولة لعربننة المصنطل األجنبني منن لنالل محاولنة
تقريبا من السليقة العربينة أو إن صن التعبينر تقديمنا فني معلبنات عربينة
الننننكل .وهننني مسنننفلة لننناض فيهنننا اللبنننراء اللغوينننون العنننرب عننننرات
المننرات ،إل ن جانننب مصننطلحات ك يننرة توظ نف يومي نا ،وتكننرر بصننورة
تجعلها مع مرور الويت عادية ال لبا فيها ،وإن الرافضين لها والمنتقدين
الستعمالها ال يعرفون أبجديات التواصل.
لاتمة:
تضمن هها البحث دور فضائية سميرة في تنمية المهارات اللغوية عنند
الطفل ،ويد توصلنا إل مجموعة من النتائج منها:
-صننننعوبة اكتسنننناب الطفننننل للغننننة العربيننننة الفصننننيحة فنننني المرحلننننة
االبتدائية،
-ضرورة اهتمام المعلمين بمكساب الطفل للغة السليمة،
-بروز دور األسرة في تعليم اللغة العربية الفصيحة للطفل،
-سعي فضائية سميرة إل تفصي العامية وتريية اللغة العربية،
-ال يمكننن اللغننة العربيننة أن تنتنننر عبننر وسننائل ابعننالم إن لننم تكننن
هنا سياسة تدعمها كلغة وطنية مقابل اللغات األجنبية الزاحفة بقوة،
70
-الفننرق بننين لغننة وألننرى يكمننن فنني الوسننائل المتبعننة لتنمينة اللغننات
وإ راء ترا ها التعبيري،
-ضننرورة االتفنناق علنن لغننة ال ننة (الفصننيحة) يننادرة علنن تحقيننق
التواصل وتبليل اللطاب بفيصر الطرق،
-ضرورة االهتمام والعمل بتعميم العربية الفصيحة.
االيتراحات:
( )1تيسير أبو عرجة ،دراسات في الصحافة وابعالم ،ط ،1عمان ،2000 :دار مجدالوي
للننر والتوزيع ،ص.309
( )2عبد الرحمن جمعنا وافني ،المهنارات الحياتينة وعاليتهنا بالنهكاءات المتعنددة لندى طلبنة
المرحلة ال انوية في يطاا غزة ،رسالة ماجستير ،فلسطين ،2010 :ص26
( )3المرجع نفسا والصفحة نفسها .ص26
( )4نننيباني الطيننب ،اسننتراتيجية التواصننل اللغننوي فنني تعلننيم وتعلننم اللغننة العربيننة( دراسننة
تداولية) ،رسالة ماجستير ،وريلة 2010 :ص.78
( )5المرجع نفسا ،ص30
( )6محمد فتحي عبد الهادي وأسامة السيد حمودة ،مصادر ولدمات المعلومات المرجعية في
المكتبات ومراجع المعلومات ،المكتبة األكاديمية ،ط ،1القاهرة ،2006 :ص.15
( )7محمننود الضننبع ،أدب األطفننال بننين التننراث والمعلوماتيننة ،ط ،1القنناهرة ،2009 :النندار
المصرية اللبنانية ،ص.43
( )8العياننني العربنني ،لغننة الطفننل العربنني والمنظومننة اللغويننة فنني مجتمننع المعرفننة الجزائننر
أنموهجا ،تيزي -وزو :دت ،مننورات ملبر الممارسات اللغوي|ة ،ص. 81
( )9محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين ،لسان العرب ،مادة لفق.
( )10نعيمة نعبان ،ونوال نعبان ،توظيف اللغة العربية في القناة التلفزيونية -،يناة سنميرة
TVأنموهجا ،مهكرة تلرج لنيل نهادة الماستر ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2016 ،
( )11صال بلعيد ،همنوم لغوينة ،دط ،تينزي -وزو ،2012 :منننورات ملبنر الممارسنات
اللغوية ،الجزائر .236
71
72
إسهام قناة سميرة
في ترقية اللّغة العربيّة عند المرأة الماكثة في البيت
-ركن الخياطة أنموذجا-
نعيش اليوم عصر السّررعة وال ّتطروّ ر الرّ هير لمجريرات ادحردا إلرى
درجررة أنّ معطيررات الحيرراة اليوم ّيررة تتغ ّيررر بررين ليلررة و ررحاها؛ نظرررا إل رى
ال ّتقر ّدم العلمرريّ الكبيررر الّررذي يعطرري عجلررة ال ّنمررو وال ّتطرروّ ر الح رراريّ دفعررا
قويّا .وبال ّتالي ،تغيّرت المقاييس وانقلبت الموازين لصالح ادقوى اقتصادا
وعلما .فلم يعد الفقير ذلك الّذي ال يملك قوت يومر ،،برأ أصربح ذلرك الّرذي
ال يملك اإلنترنت أو غير المتم ّكن من ال ّتكنولوجيا .فأين نصر ّن نحرن مرن
هررءال وفرري خ ر ّم كررأ هررذف الفو ررى وال ّسررعي ورا الما ّد ّيررات همِّشررت
العالقررات اإلنسررانيّة و ررر بررالقيم وادخررالع عرررح الحرراثط ،فكثرررت
ادزمات وانتشر الخو والخطر حوأ العالم ليه ّدد ك ّأ مقوّ مرات اإلنسران،
من بينها اللّغة الّتي تش ّكأ هوّ يّت ،،فأصبحنا نسمع اليوم عبارة "العربيّة في
خطر" .وبهذا ،تعرود ق رايا كثيررة لتطررك ككشركاليّات فري عصررنا ،منهرا
الهوّ يّة واللّغة ،أفيعقأ أن نواج ،أزمة الهوّ ّية بعد ك ّأ ادشواط الكبيرة الّتري
قطعها اإلنسان ونحن في القرن الحادي والعشرين ،وكأنّ ال ّتكنولوجيا الّتي
طوّ رت ،وتق ّدمت ب ،ما ّديّا قد أعادت ،في نفس الوقت إلى البدايات الّتري كران
يبح فيها عن هوّ يّت ،،ويستكش فيها إنسانيّت ،،فأيّ مفارقة هذف
وبمررا أ ّننررا علررى مشررار االحتفرراأ ب راليوم العررالميّ للّغررة العرب ّيررة؛ الّررذي
الثرامن عشرر مرن شرهر ديسرمبر؛ حير سر ّنت ،هيثرة ادمرم الم ّتحردة ّ يصاد
رزواأ ،كونهررا مررن بررين بنررا ع علررى تقررارير تفيررد بررأنّ اللّغررة العرب ّيررة م لهررا الر ّ
الخمسمثة لغة الّتي ت ّم إحصاءها لتنقررح مسرتقبال .وعلير ،،تر ّم تخصري
73
هذا اليوم لالحتفراأ بهرا .وبهرذف المناسربة ،سرنق ّدم هرذف الورقرة البحثيّرة الّتري
تعررالق ق ريّة ترقيةةا لّغة ةةا لّّر ةيةةا بعررد ال ّتراجررع الكبيررر الّررذي شررهدت ،فرري
السّنوات ادخيرة على مسرتوى الروطن العربريّ أوّ ال ،والعرالم ثانيرا .ويرأتي
العمأ في إطار االحتفا بهذا اليوم ،وتذكيرا ب رورة ا ّتخراذ تردابير فعّالرة
تساعد على ح ّأ أزمة تراجع اللّغة العربيّة ،قبأ أن تأخذ منحرى خطيررا ال
يسعنا إصالح ،الحقا.
ونشررير هنررا إلررى أنّ كلمررة الترقيررةه ال نقصررد بهررا أنّ اللّغررة العرب ّيررة دون
المستوى وأ ّنهرا تحتراإ إلرى ترقيتهرا؛ فالعربيّرة لغرة راقيرة اسرتمرّ ت لقررون
ع ّدة ،وصرمدت فري وجر ،مختلر ال ّتوجّ هرات العداثيّرة لهرا– كمرا لرم تصرمد
قبلها لغة أخررى -وهري نتراإ فكرريّ ومرورو إنسرانيّ عريرع ،أبرد فيهرا
العجميّ قبأ العربيّ ،وإ ّنما نقصد بالرّقيّ رفع شأنها فري أوطانهرا ،وإعرادة
االعتبررار لهررا عنررد أهله را ،وأي ررا تكييفهررا مررع مسررتج ّدات الحيرراة مررن أجررأ
رأخر اللّحرراع بالرّ ك ر الح رراريّ ،ولرردفع عجلررة ال ّتطرروّ ر عنررد العررر ؛ فال ّتر ّ
الّذي تعرف ،العربيّة اليوم لريس منسروبا إليهرا كلغرة ،وإ ّنمرا يعرود إلينرا نحرن
أصحابها ،ود ّننا توقّفنا عن اإلنتاإ بها واكتفينا باالستهالك كما أ ّننرا وقعنرا
في مصيدة ال ّتبع ّية ،وال ّتقليد ادعمى واالنبهار بك ّأ مرا هرو أجنبريّ ،بمرا فري
ذلررك اللّغررة الّترري ّ
تمثررأ هوّ ّيررة اإلنسرران ،فأصرربحنا نتبرراهى باللّغررات ادجنب ّيررة
الطفرأ العربريّ يتعلّمهرا فري سرنّ مب ّكررة كمقياس لل ّتح ّر ،إلى درجة برات ّ
في رياح ادطفاأ قبأ تعلّم ،اللّغة العربيّة ،وأكثر مرن ذلرك ،بلر ال ّتفراخر
بادهأ درجة تعليم أطفالهم اللّغة ادجنبيّة وترك لغتهم ادصليّة .وقرد لعر
الظرو نفسها وبخاصّة العولمة. ال ّتاريخ دورف وفر ت ّ
ولمعالجة هذف الق يّة ،انطلقنا من أقوى سالك يعرف ،العرالم اليروم وهرو
اإلعررالم بأنواعرر ،الالسّررمعيّ ،المقرررو ،السّررمعيّ البصررريّ ه؛ إذ غررزا كرر ّأ
مجرراالت الحيرراة وغرردا بوّ ابررة لل ّتواصررأ واالنفترراك علررى العررالم ،وقررد ا ّتخررذنا
ف اثيّة سميرة أنموذجا لل ّدراسة؛ نظرا إلرى نسربة المشراهدة المرتفعرة لهرا،
74
واإلقباأ الكثير علرى منتجاتهرا وإصرداراتها المتنوّ عرة ،فركن د ّأ هرذا علرى
شي ،فك ّنما يد ّأ علرى البراعرة والمصرداقيّة اللّرذين يعكسران ال ّنجراك الكبيرر
الّررذي حقّقترر،؛ م ّمررا يجعلهررا عامررأ تررأثير قررويّ علررى المجتمررع .فمررا حقيقررة
انقررراح اللّغررة العرب ّيررة وكي ر يمكررن ل عررالم أن يسررهم فرري ترقيتهررا ث ر ّم
كي تساعد قناة سميرة على تعليم اللّغة العربيّة للمشاهد ،وللمررأة الماكثرة
في البيت خاصّة
سررنتناوأ فرري هررذا البح ر ق ريّة انقررراح اللّغررة العرب ّيررة بررين الحقيقررة
واالفتراح ،ودور اإلعرالم فري ترقيرة اللّغرة العربيّرة ،كمرا سرنتعرّ ح إلرى
إسهام قناة سميرة في ال ّترقية ،وسنر ّكز على المرأة الماكثرة فري البيرت مرن
خالأ ركن الخياطة؛ وذلك بدراسة نماذإ من االستعماأ اللّغرويّ لمقر ّدمات
برامق القناة ،وكرذلك بتحليرأ المصرطلحات وادلفراظ الّتري تعلّمهرا للمتلقّري،
ومررن ث ر ّم سررنختم برربعح المقترحررات الّترري مررن شررأنها تحسررين و ررع اللّغررة
العربيّة.
.1مكانة اإلعالم في الحياة اليوميّة وتحوّ أ دورف:
75
ظرو الحياة ،فأصبح اإلعرالم محلّرال ومناقشرا لمختلر الق رايا ال ّدوليّرة
والمحليّة ،داعما أو راف ا لقرارات ومواق سياسريّة واقتصراديّة وأمنيّرة،
ّ
المرءثرة فري يعمأ على تحريك الرّ أي العرا ّم ونشرر ال ّتوعيرة برأه ّم ادحردا
الظرواهر مصير البشريّة ،كادزمرات االقتصراديّة وآفرات اإلرهرا وكرذلك ّ
الطبيعيّة المه ّددة للبقا كاالحتباس الحراريّ ،وبرذلك نجرد اإلعرالم منردمجا ّ
ومتح ّكمررا فرري مختل ر مظرراهر الحيرراة إلررى درجررة أ ّنرر ،أصرربح مررن ال ّ
صررع
فرح رقابة دوليّة علي ،كون ،اخترع ك ّأ الحدود.
.2انقراح اللّغة العربيّة بين االعتقاد وال ّتنبّء:
يعر ّد انقرراح اللّغرات حقيقرة واقعيّرة عرفتهرا لغرات قديمرة كثيررة لتظهرر
مكانها لغات أخرى ،وإن كانت العربيّة لغة قديمة ّإال إ ّنها ال تزاأ لغة حيّة
ينطع ويكتر بهرا الماليرين عبرر مختلر أنحرا المعمرورة ،فقرد كانرت فري
ررزز وجودهرررا ذلرررك وقرررت م رررى تحتررر ّأ المراتررر ادولرررى عالم ّيرررا ،و ّمرررا عر ّ
"ال ّترابط ال ّتاريخيّ الواقعيّ بين ازدهار العربيّة وا ّتسا نطاقها لغة عالميّة
والثقافرررات وادجنررراس ،وبرررين نرررزوأ القررررآن يرافقررر ،برررأ عرررابرة للقرررارّ ات ّ
يعررززف ويحفظرر ،ترررابط نظررريّ اعتقرراديّ دينرريّ مررن حيرر إنّ ويدفعرر ،،و ّ
العرب ّيررة مقرروّ م أساسرريّ مررن مقوّ مررات القرآن ّيررة" )2(،فاكتسرربت بهررذا االرتبرراط
سمة القداسة ،وبها نجحرت الفتوحرات اإلسرالميّة الّتري سراعدت فري نشررها
وتعليمها للعجم ،فهري لغرة ديرنهم حا ررة فري ممارسراتهم اليوميّرة ،وبفعرأ
ال ّتزاوإ وال ّتصاهر واالختالط بين العر والعجم -الّذين دخلروا فري الر ّدين
ترأثر وترأثير برين اللّغرات ،ومرع الوقرت امتزجرت اللّغرات مرع ّ الجديد -حد
بع ها إلى أن أصيبت العربيّة بالهجين ،ونتق عنها ظواهر لغويّة نصِ رفها
بالغريبررة كونهررا ال تخ ررع لنظررام لغررويّ مح ر ّدد ،وذلررك مثررأ لغررة الرّ سرراثأ
اإللكترون ّيررة المسررتعملة فرري أجهررزة اال ّتصرراأ كررالهوات ومواقررع ال ّتواصررأ
بالالتينيّرة وينطرع ويفهرم بالعربيّرة مرع تغييرر ّ االجتماعيّ ؛ إذ يكت الحر
في صورة الحر ،كالرّ قم سبعة ،ال ّدا ّأ على حر الحرا ،والررّقم ثالثرة،
76
ال ر ّدا ّأ علررى حررر العررين ،وبررذلك تشرروّ هت العرب ّيررة– إ ررافة إلررى عوامررأ
أخرى -ممّا أ ّدى إلى تراجعها الّذي دفع هيثات دوليّة وجهات مختصّة إلى
ال ّتنبّء بزوالها في وقت الحع ،وبغحّ ال ّنظر عن ال ّتحقيقات واإلحصاثيّات
رزواأ ،فرركنّ جهررات أخرررى تء ّكررد علررى خلررود اللّغررة العرب ّيررة
المشرريرة إلررى الر ّ
دسبا تعتقد بها سوا كانت ذاتيّة أم مو وعيّة.
لّةلظل يسرود هرذا االعتقراد 1.2لالعتقاد أنة لّّر ةيةا حفوظةةا حةن ة
عنرردنا نحررن المسررلمين؛ إذ يررن ّ القرررآن الكررريم الّررذي نسررتم ّد منرر ،أحكررام
عرز وجرأّ ،فرال يسرتطيع أيّ مخلروع ه ّ شريعتنا على أ ّن ،محفوظ من قبرأ ّ
أن يحرّف ،،أو يشوّ ه ،كما حد لألديران ادخررى؛ إذ يقروأ ّ
عرز وجر ّأ فري
كتاب ،العزيز :ﱡﭐ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﱠ [سورة الحِجر ،اآلية ] 9وجرا ت اآليرة
عرززت برأدوات ال ّتوكيرد ،فبردأت مء ّكدة بقروّ ة علرى حفرظ القررآن الكرريم إذ ّ
رز وج رأّ ،وأتبررع مباشرررة ب ررمير ه عر ّب ررمير المررتكلّم الّررذي يعررود علررى ّ
عز وجأّ ،وأعاد تكرار مير ه ّ المتكلّم بصيغة الجمع ،ليعبّر أي ا عن ّ
عرز وجرأّ ،ثر ّم جرا الم ال ّتوكيرد لتزيرد
ه ّ المتكلّم المفرد لل ّداللة داثما علرى ّ
ال ّتوكيد قوّ ة.
عرز وجر ّأ وعرد بحفرظ القررآن ،ولريس ه ّ ولكن يتبادر إلرى ادذهران أنّ ّ
اللّغرررة العرب ّيرررة ،وقرررد قررراأ فررري كتابررر ،العزيرررز :ﱡﭐ ﲇ ﲇ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱠ [سرررورة
البررروإ ،اآليررة ]22-21ولكررن مررادام القرررآن الكررريم نررزأ باللّغررة العرب ّيررة
وكت ر بهررا ،فمررن المنطقرريّ أن تكررون هررذف اللّغررة محفوظررة ،د ّنهررا الوعررا
الحامأ للقرآن ،وإن ،بتشوّ ف الوعا يتشوّ ف ما يحمل ،،وبالفعأ هذا مرا حرد
شرى اللّحرن مرع دخروأ العجرم فري في العصور اإلسرالميّة ادولرى؛ حير تف ّ
اإلسالم ،ومن ،جا "ال ّتفكير في و ع ما يسمّى بعلم العربيّة على اختال
فروع ،وعلوم ،،من أصوات ولهجات ...فقد كانرت خشرية المسرلمين علرى
كتابهم أن يصيب ،اللّحن في قرا ت ،أو ال ّتصرحي فري أحرفر ،،فيرء ّدي ذلرك
إلى تحري آياتر ،،وتغييرر المفهروم منهرا ،وبرذلك تتغيّرر ادحكرام المرأخوذة
77
منررر ،والمبن ّيرررة عليررر )3(."،وهكرررذا ،كررران الررر ّدين العامرررأ المباشرررر وادسررراس
لالهتمام باللّغة العربيّة وحفظها ،فعمأ ال ّنحاة واللّغويّون على ذلك.
2.2لّ ةتن ة ةةب ةةلظل لّغة ةةا لّّر ةيةةا يسررتند هررذا ال ّتن ّبررء إلررى مجموعررة
عوامأ ز ّكاها الواقع اللّغويّ على مستوى البلدان العربيّرة ،وعلرى مسرتوى
انتشارها عالميّا ،فالعربيّة تراجعت بشركأ خطيرر فري مظراهر مختلفرة مرن
بينها:
-ررع العرب ّيررة تأديررة وكتابررة فرري المءسّسررات ال ّتربو ّيررة ال ّتعليم ّيررة؛ إذ
حلّررت الر ّدوارإ أو العا ّم ّيررات محلّهررا وأصرربحت العرب ّيررة الفصرريحة مقتصرررة
على الكت وأوراع االمتحانات ،في حين تتم العمليّة ال ّتواصليّة بين المعلّم
والمتعلّم بالعا ّميّة ،سوا بلغة اد ّم أم بلغة أجنبيّة أم مزيق من اللّغات،
الثقافيّرة فري ال ّتلفرزة واإلذاعرة بالعا ّميّرات ،مرع -تقديم البرامق اإلعالميّة ّ
أ ّنهررا كانررت فرري وقررت م ررى تق ر ّدم بالعرب ّيررة الفصرريحة ،أ ّمررا اليرروم ،فتكرراد
تنحصر في نشرات ادخبار،
ّ
والمجرالت إلرى الكتابرة بالعا ّميّرات ،وانتشرار ادخطرا -توجّ ،الصّح
اللّغويّة الّتي تخدش اللّغة خدشا وتشوّ هها،
-توظير اإلشرهار -نطقرا وكتابرة -العا ّميّرة بحجّ رة قربهرا مرن المسرتهلك،
وسهولة ال ّتعامأ مع ،بها ،ممّا يحقّع أرباحا جيّدة،
-اعتماد اإلدارة العربيّة– سروا فري القطرا العرا ّم أم القطرا الخرا ّ -
على اللّغة ادجنبيّة ،كما أ ّنها تشترط فري مسرابقات ال ّتوظير ،فري حرين ال
تولي العربيّة أيّ اهتمام يذكر،
-تحررروّ أ مجررراأ دبلجرررة ادفرررالم والمسلسرررالت ادجنبيّرررة مرررن العربيّرررة
الفصحى إلرى العا ّميّرة ،كمرا تفعرأ المغرر ادقصرى ولبنران ،وكرذلك إنتراإ
الرّ سوم المتحرّ كة بالعا ّميّة مثلما تفعأ مصر،
78
-اهتمرام دور الح رانة وريراح ادطفرراأ بتعلريم ال ّ
طفرأ اللّغرة ادجنب ّيررة
الثراني ،لترأتي العربيّرة الفصريحة فري في المقام ادوّ أ ،والعا ّميّرة فري المقرام ّ
الثالر ،وهررذا المرنهق ال ّتعليمرريّ منتشررر بكثررة فرري المرردن والعواصررم المقرام ّ
الكبرى،
-انتشار حمالت عداثيّة لل ّنحو العربيّ ولقواعدف د ّن ،صع ومعقّد،
-سو طراثع تعليم اللّغة العربيّة في المدارس؛ حير تجعرأ منهرا لغرة
جافّة بفصلها عن البالغرة وأسرالي العربيّرة الجميلرة ،ممّرا أسرهم فري نفرور
ّ
الطلبة منها،
ّ
الالتينررريّ وادرقرررام، -تحريررر الحرررر العربررريّ واسرررتبدال ،برررالحر
بدعوى صعوبة ال ّتواصأ ب ،في وقت يتطلّ االختصرار والسّررعة ،فبرات
عاجزا عن ال ّتك ّي مع متطلّبات العصر الجديدة.
وبعد ك ّأ هذف المظراهر الّتري حاصررت اللّغرة العربيّرة فري زاويرة ريّقة
جر ّدا ،نتأ ّكرد مررن أ ّنهرا فعررال فري خطررر ،وبالخصرو بعررد تراجرع انتشررارها
واستعمالها عالميّا إلى المرتبة الرّ ابعة بنسبة تق ّدر بـِ %6,66 :من لغات
العالم ،وقرد حصرلنا علرى نسر مثويّرة نشررتها هيثرة ادمرم الم ّتحردة ،وقمنرا
بتحويلها إلى رّ سم بيانيّ يو ّح ترتيبها عالميّا كما يلي:
25%اإلنجليزية
16,12% ّ
اللغات حسب انتشارها ّ ّ
عامليا ترتيب الصينية % 18,05
2,77%
ّ
الهندية 11,51%
3,05%
25% ّ
العربية 6,66%
3,19%
3,26% ّ
اإلسبانية 6,25%
18,05%
3,95% ّ
الروسية 3,95%
6,25% 3,26%البرتغالية
6,66% 11,51% %3,19البنغالية
%3,05الفرنسية
%2,77األملانية
79
%16,12لغات أخرى
يتبيّن لنا من خالأ هذا الرّ سرم البيرانيّ أنّ اللّغرة العربيّرة تحتر ّأ المراتر
ادخيرة ،مقارنة بلغة عريقة أنتجرت موروثرا عريقرا ،وبخاصّرة أ ّنهرا كانرت
ذات قرروّ ة وهيمنررة كبيرررتين فرري وقررت م ررى ،عمررأ الرر ّدين علررى نشرررها
.
بمختل بقا ادرح ،فري حرين تحتر ّأ اإلنرـقليزيّة -حديثرة العهرد -المرتبرة
ادولى بأكبر نسبة انتشار في العالم ،يعود إلى عاملي الالغزو واالستعماره
شي بال ّنسبة إلرى اللّغرة الصّرينيّة والاإلنتاإ العلميّ وال ّتكنولوجيّ ه ،ونفس ال ّ
الثانيررة؛ حي ر فر ررت انتشررارها بف ررأ قوّ تهررا الّترري جررا ت فرري المرتبررة ّ
صررناعيّة وغررزارة إنتاجهررا ،فرري حررين اعتمرردت الهنررد علررى مجرراأ اإلنترراإ ال ّ
السرينماثيّ ،وجررا ت فري المرتبررة ّ
الثالثرة بررالرّ غم مرن انتشررار الفقرر واد ّم ّيررة
فيها ،ومختل اآلفات االجتماعيّة.
نلحررظ مررن خررالأ المظرراهر الّترري ذكرناهررا؛ أنّ كررأ مررا يحرريط بررالمواطن
شرار والمدرسرة وادمراكن العامّرة والخاصّرة ،تغير العربيّ في البيرت وال ّ
ّ
للطفرأ الصّرغير الّرذي ينشرأ فري في ،جميعا اللّغرة العربيّرة الفصريحة ،فكير
مثأ هذا المحيط أن يتعلّم اللّغة العربيّة وأين يتعلّمها
ثر ّم إ ّننررا نحررن العررر ال ننررتق العلرروم والمخترعررات لننشرررها بلغتنررا ،فقررد
رك ّنرررا إلررررى ال ّترجمررررة وال ّتعريررر للعلرررروم ،فرررري حرررين اكتفينررررا باالسررررتيراد
واالستهالك للمخترعات وال ّتكنولوجيا ،فكي لنا أن ننشر لغتنا فكن كانت
اللّغة كاثنا حيّا ،يولد وينمرو ويتطروّ ر ثرم يمروت ،فالبر ّد مرن تروفير ظررو
وإال زالت. مناسبة لتعيش وتتطوّ ر عليهاّ ،
تواج ،اللّغة العربيّة العديد من المعوّ قات الّتي أسهمت في انزياحها عن
مكانتها ادولى عالميّا ،بع ها يعرود إلرى فتررات بعيردة كالعامرأ ال ّتراريخيّ
الّذي خلّف ،االستعمار واالنتدا لفر رهما لغراتهم علرى لغرة المسرتعمرات،
صررراعات اإليديولوج ّيررة ،وعوامررأوعوامررأ سياس ريّة خلّفتهررا الحرررو وال ّ
80
أخرى اقتصاديّة وثقافيّة ّأثررت علرى انتشرار العربيّرة وانعكسرت سرلبا علرى
تتلخ في ال ّنقاط ال ّتالية:
استعمالها ..ومجمأ هذف العوامأ والمعوّ قات ّ
االهتمررررام -نقرررر ال ّتوعيررررة وال ّتم ّسررررك بالمقوّ مررررات الوطن ّيررررة ،ونقرررر
بموا يع الهوّ يّة في المدارس والمءسّسات ال ّتعليميّة،
-إصررابة حركررة ال ّتررألي باللّغررة العرب ّيررة بررالرّكود ،و ررع اإلنترراإ العلمرريّ
واددبي،
-فرح العولمة قوانينها على العالم وسعيها إلذابة الحدود بين البلدان،
وجعأ اللّغة اإلنجليزيّة لغة عالميّة والوحيدة المسيطرة،
-فرررح ال ّتطرروّ ر التكنولرروجيّ والعلمرريّ للغررة العلررم وال ّ
صررناعات ،م ّمررا
ي ع اللّغات غير المنتجة،
صرورة اللّغرة العرب ّيررة -ال ّت ّ
رأثر بردعوات ال ّتيسرير ال ّنحرويّ ،ممّرا أ رع
عند أهلها قبأ ادجنبيّ ،
والمجر ّرالت، -ال ّتوجّ رر ،إلررى الكتابررة باللّهجررات والعا ّم ّيررات فرري ال ّ
صررح
وكذلك إنتاإ البرامق ال ّتلفزيونيّة وبرامق ادطفاأ خاصّة،
81
االهتمام برقمنة اللّغة العربيّة لتوسيع آفاقها. -نق
تفصررررررررررررررررررريأ آسررررررريا برررررررن -نقوم ِبجم ِْع القِط ِع مرع أ ْخر ِذ القِياس ْ
رات
فِي ك ِّأ أ ْطرا ِ ال َّنموذ ِإ. عمار وخياطة
-تثبيت هرذا ادمرام بالر ّدبابيس لي ّت رح الخياطرررررررررررررررررة
لنا مكان ادزرار. نموذإه
-نقرروم أوّ أ شرري بخياطررة القب ررتين
قب ة ادمام اليمنى ث ّم اليسرى.
-نقوم بتجهيز اإلبرة والخيط.
-نثبّتها ث ّم نخيطها بالماكينة.
82
نلحظ في ادنموذإ ادوّ أ– من خرالأ اددا اللّغرويّ لمق ّدمرة البرنرامق-
استعمالها العربيّة الفصيحة ،أثنرا تقرديمها ركنهرا ،وهري تخاطر المشراهد
بلغة سليمة إلى ح ّد ما تراعري مختلر قواعرد ال ّنحرو العربريّ الّتري يتعلّمهرا
الطفررأ فرري المدرسررة ،عرردا أ ّنهررا تررركن كثيرررا إلررى تسرركين أواخررر الكلمررات، ّ
وبذلك تكرون مسرتهدفة للفثرة المتعلّمرة الّتري تمتلرك رصريدا معيّنرا مرن اللّغرة
العربيّررة الفصرريحة ،وفررري نفررس الوقرررت تقرروم بتعلرريم الفثرررة غيررر المتعلّمرررة
مصررطلحات وعبررارات تم ّكنهررا مررن العربيّررة ،وبالخصررو أ ّنهررا ّ
توظرر
كلمررات وأسررالي سررهلة بسرريطة وقريبررة مررن العرب ّيررة العا ّم ّيررة؛ م ّمررا يس رهّأ
ترسيخها عند المشاهد ،ويسهم هذا ادنموذإ بشكأ كبير في نشر العربيّة؛
رءثر علررى أفررراد أسرررتها فحررين تررتعلّم المرررأة الماكثررة فرري البيررت ،فك ّنهررا تر ّ
والطربخ لرم يعرودا مرن ّ الطفأ وح ّترى الرّ جرأ -فالخياطرة وبالخصو على ّ
اختصررا المرررأة فقررط -وهررذا يعيررد االعتبررار للعرب ّيررة ابترردا ع مررن البيررت
وادسرة ،وهي البيثة ال ّتعليميّة ادولى ّ
للطفأ.
لألنحظذج لّ ةثان،
83
خيط الصيد ،الحرير تا ْ السلك...
84
كرظشيه سةةةةةةةةةاحيا -ت ِابعِي معِي سيِّدتِي.
-نبْدا سلسْ لة ت ْتكوَّ نْ منْ ع ْشرْ حلقات. فاس،
85
لّرل ع
لألنحظذج ة
نالحظ فري هرذا ادنمروذإ نوعرا آخرر مرن االسرتعماأ اللّغرويّ ؛ فالمق ّدمرة
تتح ّد بالعا ّميّرة العربيّرة وباللّغرة الفرنسريّة فري تركير واحرد؛ فتمرزإ برين
اللّغتين دون رابط لغرويّ ،وهرذا ال ّنرو مرن الممارسرات اللّغويّرة يشروّ ف لغرة
المتح ّد من ال ّناحيرة ال ّنحويّرة والصّررفيّة والصّروتيّة وال ّتركيبيّرة؛ إذ تجعرأ
في الجملة الواحدة عناصر لغويّة تختل في ما بينهرا مرن حير ال ّروابط
اللّغو ّيررة المحررتكم إليهررا؛ ذلررك أنّ كر ّأ عنصررر لغررويّ ينتمرري إلررى بيثررة لغو ّيررة
ومنظومة نحويّة مختلفتين عمّا تنتمي إلي ،العناصر ادخرى ،فمثال تر ّكر
جملة من فعأ وفاعرأ وفرع روابط اللّغرة العربيّرة ،وتربطهمرا بمفعروأ أو
86
جارّ ومجرور وفع وابط اللّغة الفرنسيّة ،فتحرد أخطرا لغويّرة مختلفرة
تءثر على اددا اللّغويّ للمتح ّد ،كما تصيب ،بحالة ريا لغرويّ تجبررف ّ
علررى البحرر عررن المفررردات وال ّتركيبررات المناسرربة لتحقيررع اال ّتسرراع فرري
كالم ،،وبال ّتالي إيصراأ الرّ سرالة بشركأ صرحيح إلرى المتلقّري ،ولرذلك فهرذا
ال ّنو من الممارسة اللّغويّة خاطئ د ّن ،يعيع عمليّة ال ّتعليم.
وبعد تحليلنا لهذف ال ّنماذإ ي ّت ح لنا ال ّتنوّ في الممارسات اللّغويّة الّتري
تق ّدم بها قناة سميرة برامجها ،ما يمنحها ال ّتفروّ ع وال ّتميّرز ،فال ّتعامرأ بلغرات
مختلفرررة تتوجّ ررر ،بهرررا إلرررى شرررراثح متنوّ عرررة مرررن المجتمعرررات يرفرررع نسررربة
مشاهدتها ،كما أ ّنها تست ي شخصيّات أجنبيّة تقر ّدم خبراتهرا ،فركن تم ّكرن
هذا ادجنبيّ من تعلّم اللّغة العربيّة ليتواصأ مع المشاهدين ،فك ّننا نكون قرد
كسربناف لصررالح العرب ّيررة؛ إذ يسررتطيع برردورف نشرررها بتعلرريم أجانر آخرررين،
وقد الحظنا غلبة العربيّة العا ّميّة على معظم مق ّدمات برامق القناة كما هي
شت هرذف الظراهرة الحاأ في غيرها من القنوات ادر يّة والف اثيّة ،إذ تف ّ
فررري المجتمرررع العربررريّ فررري مختلررر مظررراهر الحيررراة اليوم ّيرررة م ّسرررت ح ّترررى
المدارس والمءسّسات ال ّتعليميّة "ومنذ زمن ليس بالقليرأ طفرع طر ،حسرين
محذرا من آفة انتشار العا ّميّة في صفو ال ّتعلريم ومرن ينسرى يصيح بقلمّ ،
صيحت ،الّتي دوّ نها في كتاب ،نقد وإصالك" )7(،حير اسرتنكر فكررة ال ّتعلريم
بالعا ّم ّيررة ورف ررها بش ر ّدة ،وكررذلك نررادى غيرررف ،ولكررن تعررود هررذف ال ر ّدعوة
للظهررور بقرروّ ة فرري ال ّسررنوات ادخيرررة كمررا حررد فرري المغررر العربرريّ ؛ إذ ّ
"ش ّكأ عام 2013مناسبة إلثارة ال ّنقاش مج ّدداع حروأ الر ّدعوة إلرى اعتمراد
اللّغة العا ّميّة في ال ّتعليم ادوليّ ،إذ قاد النور ال ّدين عيوشه ع و المجلرس
ادعلرررى لل ّتعلررريم المغربررريّ ورثررريس مءسّسرررة الزاكرررورةه لل ّتربيرررة ،حملرررة
السررتعماأ العا ّم ّيررة فرري منرراهق ال ّتعلرريم ادوّ لرريّ )8(.وقررد أثررارت هررذف ال ر ّدعوة
شي حد في بلردان الروطن جّ ة كبيرة والقت الرّ فح القاطع ،ونفس ال ّ
العربيّ كمصر ولبنان وغيرهما.
87
ونجد في ا ّتجراف آخرر موقفرا آخرر مرن قبرأ المختصّرين بلغرة اإلعرالم ،إذ
يرون جانبا إيجابيّا في ال ّتغيّرات الّتي طرأت على اللّغة العربيّة من خرالأ
االستفادة منها "واحت ان ما ج ّد من المعاني وادفكار من غيرر تبرديأ وال
تغيير في القواعد وادحكام ...وتلك هي البراعة فري اددا والمقردرة علرى
ال ّتعبير ،اللّتان أوجدتهما الصّحافة ولغة الصّرحفيّين" )9(،ولكرن برال ّنظر إلرى
دعوات نشر العا ّميّة مكان العربيّة الفصريحة ،يتجلّرى لنرا بو روك الو رع
الحرإ الّذي باتت علي ،العربيّة في عقر دارها ،فمرا بالرك بحالهرا خارجر،،
الرزواأ ،دنّ قروّ ة اللّغرة مرن قروّ ة
فحين يتن ّكر لها أهلها ت ع وت ّتج ،نحرو ّ
مسرررتعمليها ،وكلّمرررا تراجرررع اسرررتعمالها تراجرررع وجودهرررا؛ لرررذلك فر ّ
ررالزواأ
واالنقراح حقيقة يفر ها واقع االستعماأ ،ليبقى اإلعالم العامرأ ادقروى
لل ّتح ّكم في مصير اللّغات.
ونتوصّأ في ختام ورقتنا البحثيّة ،وبعد عر نا لجوانر مختلفرة تمرسّ
و ع اللّغة العربيّة في عصرنا ،إلى ال ّنتاثق ال ّتالية:
.1كرررون اللّغرررة العرب ّيرررة فررري خطرررر حقيقرررة ال مفررررّ منهرررا ،يثبتهرررا واقرررع
االستعماأ اللّغويّ في الوطن العربيّ أوّ ال وحوأ العالم ثانيا،
الزواأ ال يفرح بالقوة حفرظ اللّغرة
.2كون القرآن الكريم محفوظا من ّ
العربيّة لكونها وعا ع ل ،،فكلّما همّشت وق ّأ استعمالها ،اقتربت من ّ
الرزواأ
والواقع شاهد على ذلك،
.3ع وتراجرع اللّغرة العربيّرة ال يعرود إليهرا كلغرة ،وإ ّنمرا إلينرا نحرن
مسررتعمليها ،د ّننررا نحررن مررن يعمررأ علررى تطويرهررا ونشرررها ،فرركن تركناهررا
تركتنا،
.4طغيان العا ّميّة على العربيّة الفصيحة أكبر خطر يه ّدد اللّغة العربيّة.
88
ومررن هنررا ،نء ّكررد خطررورة و ررع اللّغررة العرب ّيررة محلّ ّي را وعالم ّيررا ،وعليرر،
ندعو ك ّأ الجهات المختصّة وادطرا المعنيّة إلرى ررورة إيجراد حلروأ
تساعد العربيّة على إعادة االعتبار لها على أر ها ،ونصرّ علرى الحاجرة
الماسّة لها إلى تكييفها مرع مسرتج ّدات العصرر ل رمان بقاثهرا علرى السّراحة
ال ّدوليّة.
مقترحات:
ال1ه انتصررار إبررراهيم عبررد الرررّ ّزاع وصررفد حسررام السررلموك ،اإلعررالم الجديررد ..تطرروّ ر اددا
والوسيلة والوظيفة ،ط ،1سلسلة مكتبة اإلعالم والمجتمرع ،بغرداد2011 :م ،الردّار الجامعيّرة
.11 ّ
للطباعة وال ّنشر وال ّترجمة،
ّ ال2هحسررن محمررود ال ّ
شررافعي "ال ررّبط بررين القرررآن والعرب ّيررة أه ر ّم وسرراثأ تحقيررع ادمررن اللغررويّ "
الموا ّد العلميّة للملت ّقى دور ال ّتعليم واإلعالم في تحقيع أمرن اللّغرة العربيّرة ،مركرز الملرك عبرد
.46 ه بن عبد العزيز الحولي،
ّ
ال3ه خديجة الحديثي ،المدارس النحويّة ،ط ،3عمان2001 :م .دار ادمأ. 50 ،
ال4هسامي الشري وأيمن منصور ندا ،اللّغة اإلعالميّة المفاهيم -ادسس -ال ّتطبيقات ،القراهرة:
.34 2004م،
ال5ه سميرة_تي_في https ://wikipedia.ar.org/wiki/
ال6هعبررد ال ّسررالم المسرردي ،الهوّ ّيررة العرب ّيررة وادمررن اللّغررويّ – دراسررة وتوثيررع -ط ،1بيررروت:
.262 2014م .المركز العربيّ لألبحا ودراسة السّياسات،
ال7ه نفس ،،نفس .
http://raseef22.com/culture/2015/10/12/using-ال8ه
slang-arabic-for-teaching-in-the-arab-world/
91
وأيمن منصرور نردا ،اللّغرة اإلعالميّرة :المفراهيم -ادسرس -ال ّتطبيقرات، ال9ه سامي ال ّ
شري
.33
92
ّ
ملخص المناقشة
بعدددال اهنء دددال مدددت المدددالاخها ءددد ّو منااألدددا بم م دددة مدددت ا ددد لة
ال،لبددة ا هم ّيددد ت قدددالال ّءعقيبدداا مدددت خددده مناقشددة اشدددءنة وي دددا ّ
ددا ّدد اللّ ددة العنبيّددة م قع ددا ودد ءمحدد نا اهنشدد اها حدد
ءلخصا و ما يل : ا هو الصّحاوة قال ّ
-اللّ ة العنبيّة ءعان مشكلة و اه ءخالاو أو و المّم ت؟
هو؟ -ما ال ن الم لس ا لى للّ ة العنبيّة و ءنقية ل ة ا
هو الّء ا ا الذي يفنض ،لبهّ -و ،ان العهقة بيت المءلقّ
ءفنض نم ذ ا اللّ يّ لمت ءع ال ال لبة؟
-كيددي ي د و الم لددس ا لددى للّ ددة العنب ّيددة و د ءبلي د المصدد،لحاا
ا نبيّة لى المءعلّو ال ّنا،ق ب ين العنبيّة؟
خ،دة لم ا دة اهنءقداالاا الكميدنل الم ّ دة لدى ّ -أل مدت مشداني أ
اللّ ة العنبيّة ح ال ّءن مة الحنويّة؟
-كيددي ءقيّم د ت ال اق د اللّ د يّ الي د و لتنءددات ال ّءلف ي د ن ّ أأل د ال امددة
للنّق ّ باللّ ة العنبيّة أو نقص و الخ،دا ال ّءلفد يّ ؟ كيدي يمكدت ءح ديت
ا الال اللّ يّ ال ّءلف يّ ؟
-ما النّ ألاناا الّء ي ا ا لءح يت أالا ه؟
ابة ت ال ّء ااها: ا
ءح د ّالع ددت الفددنق بدديت الكددهو الّددذي أل د أالال األستتذ فات ت ذزاق ت
ةدداألنل ا ءما ّيددة؛ م ءش د الا باللّ ددان ّ الكبيددن وددناليّ اللّ ددات الّددذي أل د
ددة لأ ددءاذ بددال ال ليدد منءدداض حدد اللّ ددة ّ
ددءاله بالنا ءش م ددك م
بين ما مت ءنا ؛ حيع ال بعباناا بال ّالان ة العا ّميّة ال ا نيّة ما يق
بالعنبيّة الفصيحة أ ّكال لى أتّ اللّ ة العنبيّدة ال ا نيّة ق ّالو ل ا المقاب
93
ال ا لى ال ّءعام با قن لى العنبيّة الفصيحة ود مدا ّ ا ءعما
يخص ءعني ءن مة المص،لحاا العلميّة ا نبيّدة كالف دبكة ال ّءد ءنل
ذلددة بمددا لمددا ل ددا مددت أ ات و د اللّ ددة العنب ّيددة نء د ءن لددى ت وعل د
ي ء ي ه ال ّءنكي العنب ّ .
األسذ فةاحسيبةالع بي أشانا لى ءع ّالال ام ءنا اللّ ة العنبيّة
ود ،انألددا نفددا اهّء امدداا الم ّ ددة لددى اللّ ددة العنب ّيددة لددى أ ّن ددا ل ددة
مءخلّفة أ ّكدالا لدى أتّ ال ّءنا د الّدذي ءعنوده اليد و ا دال لدى الم دءعم
الّدذي أألمل دا ء قّدي دت ا نءدات ب دا مشدينل لدى العناقيد الّءد ءعنو ددا
ءدثمن ال يد ال اليدال بل دة العلد و ال ّءكن ل يدا الما ّ اا الءعليميّة كذلة ّ
العنب ّ بل ءه العنبيّة غين المنء ة. و حيت يخ
األسذ فةاأحالمابناعق ة أشداالا بدال ن الم لدس ا لدى للّ دة العنبيّدة
ةم ا ال ا و خالمة اللّ ة العنبيّة مت خه ال ّنال اا الملءقياا الّء ين ّ
لددى بنم ددة مقيدداس اللّ ددة العنب ّيددة ال ّنح د العنب د ّ و د ءددالنيس ال ّ
صددحاوة
ا هو لءح يت ا الال اللّ يّ ءنقية ل ة ا هو أمانا قّيّة هقة
اللّ ة بالفكن؛ ذ ء ءل و القالنل ال ّء اصليّة امءهة ل ة ليمة ء صد الفكدنل
بشك ليو لى المءلقّ ؛ واللّ ة ال حام للفكن.
ص دحاوة لل ّءك د يت المحءددني
أمددانا نق،ددة ء كيددة ال ّ األستتذ فةاب ر ت
المءخصّص ال ّال و الّذي يق ّالمه ا دهو لدى نأ د و ا دءاذ الد ّالكء ن
بددال ال ّ ددهو بددت ا ي الّددذي يش د ّ المبدداالناا كمددا خاّددا و د الل ّيددة
دا ا دهو م ءشد الل با دءاذ نصدن الد ّاليت المحء ى المّم ت و
كذلة ءح ّالما دت صدحاوة ا مدانل الّءد ءن ّكد لدى م اّدي العياّ
ّ
ممملدة بالقدان ت الفنن د ّ مقاوءه ء ّ ه لى المءلقّ العنب ّ الّء ه ءنا
الّددذي يمند ء ددا ا نءددات ا نبد ّ ن ددبة %30مددت بنام ددا بعكددس مددا
يحالع و البلالات العنبيّة.
94
األسذ فةان هةارلف :ءنا لا و ،ان ء نبء دا ود مخبدن المعال دة
اآلليّة للّ ة العنبيّة المنك ال ،ن ّ للبحع العلمد ّ ال ّءقند ّ لء،د ين اللّ دة
العنب ّيدددة م دددثلة ءح ددديت ا الال اللّ ددد يّ وددد ا دددهو اقءنحدددا ءكددد يت
أنّيّة م لءك يت ا هميّديت ل يّدا مبنيّدة لدى ال ّنءدا ّ الّءد ء صّدلا
لي ا ل و اللّ انيّاا اه ءما يّة ال ّنف ديّة كدذلة الصّد ءيّاا كد لد و
اللّ ة العنبيّة ال ا لى أخذألا بعيت اه ءبان العمد ب دا كمدا اقءنحدا
نبدد ،اللّ ددة العنب ّيددة ا ددهو بددال اق المعدديش مناقبددة مددا يحددالع لددى
ال ّ ددداحة اللّ ّيدددة وددد الم ءمددد العنبددد ّ خدددذ ال ّءدددالابين المنا دددبة هحءددد ال
ّ
الة األن اللّ يّة المش ّ ألة للعنبيّة.
صت و ابرت :أشددان بددال نى لددى أتّ اللّ ددة العنب ّيددة األستتذ فاالت رو ذ اال ر
قّيّة ال مي أ ّن ا حالى أال اا ال ّءنمية ال ّدياالل الد ّالواا اه دءناءي ّ
ت أمننا اللّ يّ ك ن ا ن الة قّديّة د ال كمدا أمندى لدى الحّد ن
شبا بقّيّة اللّ ة العنبيّة مكانء ا و المعءبن ّ
لل،لبة الّذي يا ّكال األءماو ال ّ
ا ا هو اه ّءصا .
األقتتتيناالعتتت راماللقجلتتتلااألعلتتتلاللراتتتةاالع ب ريتتتة أاللدددى بدددال نى بم قفددده
كم ا و الم لس ال نى و ءنقية ا ءعما اللّ ة العنبيّة و منقّدال
بالمن ل اللّ يّة الّء ء خدن ب دا و ح ّال ذاء ا بالقنآت الكنيو مع ّ ا كهمه ّ
يممل ددا م د ال الخلي د بددت أحمددال الفناأليددالي و د كءابدده ّ اللّ ددة العنب ّيددة الّءد
العيت و حيت ه ي ءعم من ا ه نحد %2كمدا أتّ العنبيّدة ألد اللّ دة
النّ ميّة و الال اءين العنبيّدة لك ّن دا ءن ّكد لدى العا ّميّداا الد ّال انت ود
ذكن مدا أن د ى الم لدس مدت أاللّدة ةيفيّدة مءعد ّالالل الم داها اه ءعما
ال،فد مدت ءكد يت ال،دبو الخيا،دة ك ن دا ءم ّكدت ّ أ ّكال لى أأل ّميّدة بدنامّ ّ
نصيال ل يّ معءبن ي ّ ليه ال ّءعلّو ال ّء اص و المالن ة.
انء ددا ال ل ددة العلم ّيددة لددى ال ّء صددية بء ددي ال ّنددال ل منا ددا بق،دداا
الفنالقددة ال ّ ددياحة اخءءمددا وعاليّاء ددا -كمددا ءع د ّ ال الم لددس ا لددى للّ ددة
95
العنب ّيددة -بء ي د م م ددة مددت ال ددالايا ال ّءش د يعيّة لأ دداءذل المحاّددنيت
المءمملة ود شد االاا مشدانكة شدعان الم لدس ا لدى كدذلة م م دة ّ
كء م الال لى القن اا ا هميّة الّء حّنا.
96
Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)