You are on page 1of 98

Powered by TCPDF (www.tcpdf.

org)
‫الفهـــرس‬
‫الصفحة‬ ‫مقدمة‪........................................................‬‬
‫كلمةةة األسةةذ ا الةةدكذور‪ :‬عبةةد الس ةالم بةةز واوا المةةدلر ال ة م‬
‫للمدرسة الوطنلة ال لل للصح فة وعلوم اإلعالم‪.............‬‬
‫كلمة األسذ ا الدكذور‪ :‬ن جي بز عم رة المدلر ال م للمدرسة‬
‫الوطنلة ال لل لل لوم السل سلة‪................................‬‬
‫كلمةةة األسةةذ ا جلاللةةي علةةي ط لةةا األمةةلز ال ةة م للمجلةةس‬
‫األعلى للغة ال ربلة‪...........................................‬‬
‫ال ربلةة فةةي الاطة ا الذلفةةوا وذ ولةةو الكفة لة اللغولةة لةةد‬
‫المذلقي‬
‫أ‪ .‬نزهةةخلفاو ة ‪ ،‬مركةةو البحةةع ال لمةةي والذقنةةي لذطةةولر‬
‫الل غةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ال ربلةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ة‪ ،‬وحةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةدة‬
‫ذلمس ز‪........................................‬‬
‫أثر وس ئل اإلعالم في ادمة اللغة ال ربلة‬
‫أ‪ .‬فةةةةةة ق‪،‬ل ةةةةةة ز لج م ةةةةةةة مولةةةةةةود م مةةةةةةرا‪ ،‬ذلةةةةةةوا‬
‫ووو‪.............‬‬
‫دور القنوات الفض ئلة الا صة الموجهة إلى المرأة في ذرقلة لغذه‬
‫ال ربلة‬
‫المدرسةةة الوطنلةة ال للة للصةح فة وعلةةوم‬ ‫أ‪.‬د ل ايكةةخلخ فة‬
‫اإلعالم‪............................................................‬‬
‫دور فض ئيلخلس ي ة في ذنملة ال ه اتلالاغ يخ لد الطول‬
‫أ‪ .‬أحةةةةن لخةةةة ل ةةةة ة لج م ةةةةة مولةةةةود م مةةةةرا‪ ،‬ذلةةةةوا‬
‫ووو‪.........‬‬
‫إسةةةه م قنةةة ةلسةةة ي ة فةةةي ذرقلةةةة ال ربلةةةة حلقةةة ت الفي طةةةخ‬
‫أنمواج‬
‫أ‪ .‬حسةةةةةيخخلال خةةةةة لج م ةةةةةة مولةةةةةود م مةةةةةرا‪ ،‬ذلةةةةةوا‬
‫ووو‪...........‬‬
‫ملاص المن قشة‪..............................................‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫رئاسة الجمهورية‬

‫األداء اللغوي‬
‫في برامج التلفزة ألفاظ الخدمات أنموذجً ا‬

‫أعمال ندوة‬
‫يوم األربعاء ‪ 04‬ربيع األول ‪1437‬ه الموافق لـ‪ 16‬ديسمبر ‪ 2015‬م‬
‫بالمدرسة الوطنية العليا لعلوم اإلعالم والصحافة‬

‫منشورات المجلس ‪2016‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬كتاب‪ :‬األداء اللغوي في برامج التلفزة ألفاظ الخدمات أنموذجً ا‬

‫‪ ‬إعـداد‪ :‬المجلس األعلى للغة العربية‬

‫‪ ‬قياس الصفحة‪23/15.5 :‬‬

‫‪ ‬عدد الصفحات‪96 :‬‬

‫منشورات المجلس‬

‫ردمك‪978-9947-821-86-2 :‬‬

‫اإليداع القانوني‪:‬السداسي الثاني ‪2016‬‬

‫المجلس األعلى للغة العربية‬


‫شارع فرانكلين روزفلت ‪ -‬الجزائر‬
‫ص‪.‬ب ‪ 575‬الجزائر _ ديدوش موراد‬
‫‪:‬‬
‫الهاتف ‪021.23.07.24/25‬‬
‫الفاكس‪021.23.07.07:‬‬

‫‪2‬‬
‫الفهـــرس‬
‫الصفحة‬ ‫مقدمة‪........................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫كلمةةة األسةةتاذ الةةدكتور‪ :‬عبةةد السةةالم بةةن زاوي المةةدير العةةام‬
‫للمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم اإلعالم‪.............‬‬
‫‪7‬‬ ‫كلمة األستاذ الدكتور‪ :‬ناجي بن عمارة المدير العام للمدرسة‬
‫الوطنية العليا للعلوم السياسية‪................................‬‬
‫‪9‬‬ ‫كلمةةة األسةةتاذ جياللةةي علةةي طالةةب األمةةين العةةام للمجلةةس‬
‫األعلى للغة العربية‪...........................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫العربيةةة فةةي الخطةةاب التلفةةزي وتعزيةةز الكفةةاءة اللغويةةة لةةد‬
‫المتلقي‬
‫أ‪ .‬نزهةةة فلفةةاو ‪ ،‬مركةةز البحةةع العلمةةي والتقنةةي لتطةةوير‬
‫اللغةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة العربيةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة‪ ،‬وحةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةدة‬
‫تلمسان‪........................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫أثر وسائل اإلعالم في خدمة اللغة العربية‬
‫أ‪ .‬فةةةةةةات‪ ،‬مةةةةةةرز جامعةةةةةةة مولةةةةةةود معمةةةةةةري‪ ،‬تيةةةةةةزي‬
‫وزو‪.............‬‬
‫‪41‬‬ ‫دور القنوات الفضائية الخاصة الموجهة إلى المرأة في ترقية لغتها‬
‫العربية‬
‫أ‪.‬د مليكةةة بوفةةار المدرسةةة الوطنيةةة العليةةا للصةةحافة وعلةةوم‬
‫اإلعالم‪............................................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫دور فضائ ّية سميرة في تنمية المهارات اللّغو ّية لد ال ّطفل‬
‫أ‪ .‬أحةةةةن بةةةة عمةةةةرة جامعةةةةة مولةةةةود معمةةةةري‪ ،‬تيةةةةزي‬
‫وزو‪.........‬‬
‫‪73‬‬ ‫إسةةةهام قنةةةاة سةةةميرة فةةةي ترقيةةةة العربيةةةة حلقةةةات الفياطةةةة‬
‫أنموذجا‬
‫أ‪ .‬حسةةةةةيبة العربةةةةةي جامعةةةةةة مولةةةةةود معمةةةةةري‪ ،‬تيةةةةةزي‬
‫وزو‪...........‬‬
‫‪93‬‬ ‫ملخص المناقشة‪..............................................‬‬

‫‪3‬‬
4
‫كلمة السيد مدير المدرسة الوطنية العليا‬
‫لعلوم اإلعالم والصحافة‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد السالم بن زاوي‬

‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬أما بعد‪:‬‬


‫فإنةةةه ليطيةةةب للمدرسةةةة الوطنيةةةة العليةةةا لعلةةةوم اإلعةةةالم والصةةةحافة أن‬
‫تستضةيف اليةةوم المجلةةس األعلةى للغةةة العربيةة‪ ،‬وذلة بمعيةة زمالئنةةا مةةن‬
‫المدرسةةة الوطني ةة العليةةا للعلةةوم السياسةةية‪ ،‬ونحةةن نعةةد هةةذا اللقةةاء فرصةةة‬
‫لتعميق التالحم بين المدرستين اللتين تطمحان إلى االنفتاح على محيطهمةا‬
‫القريب‪ ،‬الممثل اليوم في التعاون مع المجلس األعلةى للغةة العربيةة‪ ،‬الةذي‬
‫ينةةدرض ضةةمن إطةةار انشةةغاالت المدرسةةة الوطنيةةة العليةةا لعلةةوم اإلعةةالم‬
‫والصحافة ال تي تسعى إلى تفعيل تكوين طلبتهةا عةن طريةق االنفتةاح علةى‬
‫مختلف المؤسسات بهدف االستفادة من خبراتها‪.‬‬
‫إن الن ةدوة التةةي يعقةةدها اليةةوم المجلةةس األعلةةى للغةةة العربي ةة– بتنش ةيط‬
‫أسةاتذة مةن مختلةةف جامعةات الةوطن‪ -‬تجمةةع بةين اللغةة العربيةة مةن جهةةة‪،‬‬
‫ومتطلبات هذه اللغة في وسائل اإلعالم من جهة أخةر ‪ ،‬فهةي إذن تنةدرض‬
‫في إطار نشاطات المدرسة التي‪ -‬كما ذكرت‪ -‬تسعى جاهدة لالنفتةاح علةى‬
‫محيطها‪.‬‬
‫باسةةةمي الخةةةاص‪ ،‬وباسةةةم إدارة المدرسةةةة وطاقمهةةةا وطلبتهةةةا‪ ،‬أرحةةةب‬
‫بضيوفنا الكرام‪ ،‬وأشجع على التعاون بين المؤسسات الثالع‪ ،‬وأدعو إلةى‬

‫‪5‬‬
‫تقنينه في اتفاقيات تعاون‪ ،‬بهدف تكوين صحفيين ملمين بما يدور حةولهم‪،‬‬
‫واعين بأهمية اللغة العربية لغة للعلم‪.‬‬
‫في اآلخر‪ ،‬أشكر مبادرة المجلس األعلى للغة العربية‪ ،‬وأجدد الترحيب‬
‫بضيوفنا الكرام من حضور وطلبة وأساتذة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كلمة السيد المدير العام للمدرسة الوطنية العليا‬
‫للعلوم السياسية‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬ناجي عمارة‬

‫السالم عليكم ورحمة هللا‪ ،‬أما بعد‪:‬‬


‫لن أضيف علةى مةا قالةه زميلنةا المحتةرم‪ ،‬السةيد المةدير العةام للمدرسةة‬
‫الوطنية لعلوم اإلعالم والصحافة‪ ،‬فنحن في المدرسة الوطنية العليا للعلوم‬
‫السياسةةية نسةةعى‪ ،‬مثةةل زمالئنةةا‪ ،‬لالنفتةةاح علةةى محيطنةةا‪ .‬وأنةةا أؤك ةد اتفةةاق‬
‫المدرسةةتين علةةى العمةةل المتكامةةل‪ ،‬وبخاص ةة ونحةةن اليةةوم فةةي مقةةر واحةةد‬
‫تقريبا‪ ،‬يجمع المدرستين اللتين تعمالن بالتنسيق معا‪.‬‬
‫إننا‪ ،‬فةي المدرسةة العليةا للعلةوم السياسةية‪ ،‬نعطةي أهميةة كبيةرة لتكةوين‬
‫طلبتنةةا؛ كةةونهم يمثلةةون نخبةةة المسةةتقبل‪ ،‬هةةذه النخبةةة ينبغةةي لهةةا أن تتسةةلح‬
‫بثالع دعائم رئيسة هي‪:‬‬
‫الروح الوطن ّية‪ :‬إذ من الالزم أن تتمتع هذه النخبة بحس وطني‬
‫‪ّ -‬أوال‪ّ :‬‬
‫قوي جدا‪ .‬وعليه‪ ،‬فإننا نتعامل في هذا الشأن مع كةل المؤسسةات الوطنيةة‪،‬‬
‫والجمعيات التي تشاطرنا الهدف نفسه الذي نسعى إليه‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيةةا‪ :‬محاولةةة التعامةةل مةةع المجتمةةع المةةدني‪ ،‬فةةإذا أردنةةا بنةةاء دولةةة‬
‫المؤسسات‪ ،‬ودولةة القةانون‪ ،‬فةال بةد لنةا مةن الديمقراطيةة‪ ،‬ولةيس خافيةا أن‬
‫المحر الرئيس للديمقراطية هةو المجتمةع المةدني‪ ،‬ومةن بعةد ذلة ‪ ،‬فةنحن‬
‫على استعداد تام للعمل مع المجتمع المدني؛ بل إننةا نسةعى للعمةل مةع كةل‬

‫‪7‬‬
‫ً‬
‫خدمةة لهةذا الجيةل‬ ‫مؤسسات الدولة الجزائرية عن طريق عقةد االتفاقيةات‪،‬‬
‫من الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬التمكن من اللغة الوطنية واللغة الرسمية للبلد‪ .‬فاإلطار الذي ال‬
‫يتمكن من اللغة الوطنيةة سةيجد صةعوبة فةي التواصةل واالتصةال‪ .‬هةذا مةا‬
‫يجعلنا نتعامل أكثر مع المجلس األعلى للغة العربية‪ ،‬شاكرين األمين العام‬
‫لهذا المجلس‪ ،‬الذي نظم أول ندوة بالتعاون معنا‪.‬‬
‫مةةرة أخةةر ‪ ،‬أشةةكركم لحضةةوركم معنةةا‪ ،‬وأرجةةو أن تكةةون لنةةا فةةرص أخةةر‬
‫للنقاش‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الكلمة االفتتاحية للندوة‬
‫لألستاذ جياللي علي طالب‬
‫األمين العام للمجلس األعلى للغة العربية‬

‫بسم هللا والحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا‬


‫السيدات والسادة أصحاب المعالي والسعادة‬
‫السيد المدير العام للمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم اإلعالم‬
‫السيد المدير العام للمدرسة الوطنية للعلوم السياسية والعالقات الدولية‬
‫السةةيدات الفضةةةليات والسةةةادة األفاضةةةل مةةن بةةةاحثين‪ ،‬وممثلةةةي وسةةةائل‬
‫اإلعالم‬
‫السيدات والسادة الحضور‪ ،‬أيها الباحثون‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته وبعد‪:‬‬
‫فأصالة عن نفسي ونيابة عن اإلخوة في المجلس‪ ،‬يسةعدني فةي مسةتهل‬
‫هةةذه الص ةبيحة المباركةةة أن أتن ةاول الكلمةةة ألرح ةب بكةةم وأشةةكركم لتلبيةةة‬
‫الدعوة لإلسهام في منبر حوار األفكار‪ ،‬هذا الفضاء العلمي– الثقافي الذي‬
‫يه ةتم بشةةؤون اللغةةة العربي ةة وثقافتهةةا‪ ،‬دراسةةة وبحثةةا‪ ،‬تفصةةيحا وتأصةةيال‪،‬‬
‫لتنال العربية مكانتها في المجتمع بوصفها لغة جامعة للجزائةريين اتصةاال‬
‫وتواصال‪ ،‬وتعليما وتعلما‪ .‬ونطمح أن تستثمر في التعامالت اليومية إداريا‬
‫وإعالميا‪ ،‬وأن تكتسح المجاالت العلمية والتقنية قريبا‪.‬‬
‫لقد كرمها هللا‪ -‬سبحانه عةز وجةل‪ -‬لحمةل كتابةه العزيةز ليكةون دسةتورا‬
‫للبشرية أجمع‪ ،‬وفضلها على بةاقي اللغةات لمةا تتةوافر عليةه مةن مزايةا قةل‬

‫‪9‬‬
‫نظيرها في اللغات األخر التي كانت منتشةرة يومئةذ‪ .‬وبهةذه الميةزة‪ ،‬فقةد‬
‫أصبحت العربية لغة ربانية‪ ،‬إذ يقول هللا‪ -‬سبحانه عةز وجةل‪ -‬فةي اآليةة ‪2‬‬
‫ﱡﭐ ﲙ ﲙ ﲙ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ‪ ،‬ويقةةول فةةي اآليةةة ‪ 3‬مةةن سةةورة‬ ‫مةةن سةةورة يوسةةف‪:‬‬
‫الزخرف‪ :‬ﱡﭐ ﱵ ﲙ ﲙ ﲙ ﲙ ﲙ ﱠ‪ ،‬ويقول في اآلية ‪ 3‬من سةورة فصةلت‪ :‬ﱡﭐ ﲙ ﲙ‬
‫ﲙ ﲙ ﲙ ﲙ ﱎ ﱠ‪ .‬ومةةةن هةةةذا المنطلةةةق‪ ،‬فالعربيةةةة لغةةةة نمةةةارس بهةةةا شةةةعائرنا‬
‫الدينيةةة‪ ،‬نةةتعلم بهةةا ونعلةةم بهةةا‪ ،‬نسةةتعملها فةةي وسةةائط االتصةةال ووسةةائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬ولكن هذا غيةر كةاف؛ ألننةا نريةدها لغةة للتقانةة ونشةر المعةارف‪،‬‬
‫نريدها لغة للتكنولوجيات الحديثة لكونها تحتل المرتبة الرابعةة عالميةا مةن‬
‫حيةةةةةةع عةةةةةةدد النةةةةةةاطقين بهةةةةةةا‪ ،‬نحةةةةةةو ‪ 424‬مليةةةةةةون عربةةةةةةي‪ ،‬ونحةةةةةةو‬
‫‪ 1.600.000‬مسلم‪ ،‬وهي من اللغات الرسمية باألمم المتحدة‪.‬‬
‫ولةذل ‪ ،‬فإننةا نسةعى ونناضةةل لتكةون العربيةة لغةةة الةداالت الثالثةة‪ :‬لغةةة‬
‫الدين ولغة الدولة ولغةة الةدنيا‪ ،‬غيةر أن العربيةة لغةة كبةاقي اللغةات‪ ،‬تةؤثر‬
‫وتتأثر إيجابا وسلبا‪ ،‬والتةأخر أو الةنقص لةيس فيهةا‪ ،‬وإنمةا فةي أهلهةا وفةي‬
‫مستعمليها والناطقين بها‪ ،‬فإذا أهملوها أهملتهم‪ ،‬وتراجع مردودها وبريقها‬
‫وقيمتها في سوق اللغات‪ ،‬وإذا استعملوها وتعاملوا بها ازدهرت وتطورت‬
‫وأنتجةةةت المعةةةارف والعلةةةوم‪ .‬فقةةةد ظلةةةت العربيةةةة لغةةةة المعةةةارف والعلةةةوم‬
‫لقرون‪ ،‬فكانت لغة عالمية‪ ،‬عندما اهتم بهةا أهلهةا فةأنتجوا بهةا العلةوم التةي‬
‫استثمرها الغرب‪ ،‬ال سيما في القرون األولى للنهضةة اإلسةالمية‪ ،‬ال سةيما‬
‫في العهةد العباسةي‪ ،‬ويشةهد علةى ذلة التةراع العلمةي الزاخةر الةذي خلفةه‬
‫أمثال ابن سينا والرازي والخوارزمي والكندي وغيرهم‪.‬‬
‫وقد تخلفت العربية بعد ما تخلف أهلها‪ ،‬نتيجة عوامل يأتي في مقةدمتها‬
‫االستعمار الذي سعى إلى طمس معالمها‪ ،‬باعتبارها تحمل الوعي بالوطن‬
‫والوطنية وبمقومات الشخصية والعيش الكريم‪ ،‬وكونهةا موحةدة لكثيةر مةن‬
‫المجتمعةةات‪ ،‬وبالت ةالي فهةةي– فةةي اعتقةةادهم‪ -‬تشةةكل خطةةرا علةةى انتشةةار‬
‫المسةةيحية ولغةةة االسةةتعمار‪ ،‬ولةةذل راح يحةةاول اقةةتالع جةةذورها بطةةرح‬
‫‪10‬‬
‫بدائل لها مرة باسةم لغةة األم‪ ،‬ومةرة ثانيةة لغةة المنطقةة‪ ،‬ومةرة ثالثةة اللغةة‬
‫الجزائرية‪ ،‬ورابعة اللغة العامية فةي بعةا األحيةان وغيرهةا‪ ،‬ولكةن دلةت‬
‫الحوادع التاريخية على أنه لم يبةق مةن ألسةن الغةزاة أي لسةان‪ ،‬فةالجزائر‬
‫ظلت مسرحا لغزو الرومان‪ ،‬والوندال‪ ،‬والبيزنطيين‪ ،‬ولم يبق لهم من أثر‬
‫سو األطالل‪.‬‬
‫السيدات الفضليات‪ ،‬السادة األفاضل‪ ،‬أيها الباحثون‬
‫يةةنظم المجلةةس فةةي هةةذه الصةةبيحة وقفةةة احتفةةاء بةةاليوم العةةالمي للغةةة‬
‫العربية‪ ،‬الموافق لـ ‪ 18‬ديسةمبر مةن كةل سةنة‪ .‬هةذا اليةوم التةاريخي الةذي‬
‫كةةةان تتويجةةةا لتلةةة الجهةةةود التةةةي بةةةدأت فةةةي ‪ 1954‬بةةةالقرار رقةةةم ‪878‬‬
‫‪ 1954/12/4‬عندما سمحت األمم المتحدة بترجمةة اللةوائح األمميةة إلةى‬
‫العربي ةة علةةى أال تتجةةاوز ‪ 4.000‬صةةفحة سةةنويا وأن تكةةون مصةةاريفها‬
‫فةي سةنوات‬ ‫على الجهة المستفيدة‪ ،‬ثم تلتهةا لةوائح أخةر‬
‫‪ 1960‬و‪ 1966‬و‪ 1968‬باسةةةتعمالها تةةةدريجيا فةةةي منظمةةةة اليونسةةةكو‪.‬‬
‫وفةةي ‪ 18‬ديسةةمبر ‪ 1973‬أصةةدرت األمةةم المتحةةدة قرارهةةا رقةةم ‪3190‬‬
‫القاضي باستعمال العربية في األمم المتحدة‪ ،‬ثم توسع هةذا االسةتعمال إلةى‬
‫المجالس التنفيذية في ‪ 1974‬بةاقتراح مةن دول‪ :‬الجزائةر والعةراق وليبيةا‬
‫والسعودية وغيرها‪ ،‬مما سمح للرئيس الفقيد هةواري بومةدين‪ -‬رحمةه هللا‪-‬‬
‫ب ةأن يكةةون أول رئةةيس دولةةة يخطةةب بالعربي ةة فةةي الجمعي ةة العام ةة لألمةةم‬
‫المتحةةدة‪ .‬وفةةي أكتةةوبر ‪ 2012‬وخةةالل انعقةةاد الةةدورة ‪ 190‬لليونسةةكو تةةم‬
‫اعتمةةاد ‪ 18‬ديسةةمبر يومةةا عالمي ةا للغةةة العربي ةة‪ ،‬فأصةةبح للعربي ةة يومهةةا‬
‫العالمي على غرار باقي اللغات الرسمية في األمم المتحدة‪.‬‬
‫السيدات الفضليات‪ ،‬السادة األفاضل‪ ،‬أيها الباحثون‬ ‫‪‬‬

‫وإذ يحيةي المجلةةس األعلةةى للغةةة العربي ةة هةةذه المناسةةبة‪ ،‬يرجةةو أن نحتفةةي‬
‫باللغة العربية يوميا وفي كل مكان‪ ،‬وعلى مدار السنة‪ ،‬وإن أحسن احتفاء بهةا‬

‫‪11‬‬
‫هو اسةتعمالها فةي مختلةف تعامالتنةا اليوميةة‪ ،‬ونشةرها باألسةاليب الصةحيحة‪،‬‬
‫دون تشويه وال تهجين‪ ،‬والعمل علةى تحةديع مضةامينها بالكيفيةة التةي تسةمح‬
‫لها بالمحافظة على مكانتها بةين اللغةات الرسةمية المسةتعملة فةي هيئةات األمةم‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫وإذ يستسمحكم المجلس في طرح موضوع للنقةاش لةه أهميةة بالغةة فةي‬
‫محاربة التهجين والتلوع اللغويين‪ ،‬الموسوم بـ‪" :‬األداء اللغوي في بةرامج‬
‫التلفزة‪ :‬ألفاظ الخدمات أنموذجا"‪ ،‬لما لذل من أهمية فةي تفصةيح العةامي‪،‬‬
‫الذي يسهم بدوره في دعم لغة األم لتساير مستو اللغةة األم‪ .‬فعنةدما ينشةأ‬
‫الطفةةل وسةةط أسةةرة متجانسةةة مةةن حيةةع األلفةةاظ المسةةتعملة فةةي المحةةيط‬
‫األسةةري‪ ،‬وفةةي المنةةزل علةةى وجةةه التحديةةد‪ ،‬تكةةون هةةذه األسةةرة قةةد قةةدمت‬
‫خدمات جليلة للمدرسة‪ ،‬ومن ثمة للمجتمع‪ ،‬وأسهمت أيضا فةي نشةر اللغةة‬
‫العربية الفصيحة؛ وهي مسؤولية الجميع؛ لكونها رمزا من رمةوز سةيادتنا‬
‫التي نصت عليها مختلف المواثيق والقوانين‪ ،‬وفي مقدمتها الدستور‪.‬‬
‫السيدات الفضليات‪ ،‬السادة األفاضل‪ ،‬أيها الباحثون‬
‫وإذا كان من المسلم بةه أن اللغةة هةي الوعةاء الةذي يحفةظ تةاريا األمةة‬
‫ومنجزاتهةةا العلميةة واألدبيةة والفنيةة‪ ،‬ويعكةةس قيمتهةةا علةةى سةةلم الحضةةارة‬
‫اإلنسةانية‪ ،‬مصةداقا لمقولةةة ابةن خلةةدون‪" :‬إن غلبةة اللغةةة بغلبةة أهلهةةا‪ ،‬وإن‬
‫منزلتها بين اللغات صورة ألمتها بين األمم"‪ ،‬فإن اللغة العربيةة فةي أمةس‬
‫الحاجة إلى من يستعملها ويتعامل بها‪ ،‬بل إنها فةي أشةد الحاجةة إلةى إنتةاض‬
‫فكةةري‪ ،‬وإبةةداع فنةي‪ ،‬وإلةةى مةةن يعةةزز مكانتهةةا فةةي وسةةائط التكنولوجيةةات‬
‫الحديثة والمتطورة وبخاصة في الشابكة‪ ،‬بعيدا عن كل المزايدات اللغويةة‬
‫التةةي طبعةةت حلقاتنةةا العلميةة علةةى مةةدار نصةةف قةةرن مةةن الةةزمن‪ ،‬دون أن‬
‫نتمكن من وضعها في المسار الصحيح لكي تتبةوأ مكانتهةا الالئقةة بهةا فةي‬
‫سوق اللغات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويؤكد المجلس بهذا الصدد أننةا نةؤمن إيمانةا راسةخا بةأن اللغةة العربيةة‬
‫هةةةي لغةةةة األم‪ ،‬وهةةةي فةةةي نفةةةس الوقةةةت اللغةةةة األم بمسةةةتوياتها اللسةةةانية‬
‫والخطابية‪.‬‬
‫السيدات الفضليات‪ ،‬السادة األفاضل‪ ،‬أيها الباحثون‬
‫وإذ يغتةةنم المجلةةس هةةذه الس ةانحة لةةدعوتكم ودعةةوة كةةل المهتم ةين بشةةؤون‬
‫العربي ةة والغيةةورين علةةى هةةذا البلةةد لتبنةةي مقاربةةة لغوي ةة بمةةا يحق ةق اإلفهةةام‬
‫والتوافةةق مةةن جهةةة‪ ،‬ويحةةافظ علةةى وحةةدة األمةة فةةي أبعادهةةا الثالثةةة مةةن جهةةة‬
‫أخةةر ‪ ،‬لتلحةةيم االنسةةجام المجتمعةةي والس ةعي إلةةى تجانسةةه وتماسةةكه اتصةةاال‬
‫وتواصال‪.‬‬
‫أهنةئ الجميةةع بالعيةةد العةةالمي للغةةة العربيةة ‪ ،2015‬وأرحةب بكةةم مةةرة‬
‫أخر ‪ ،‬وأشكركم لصبركم ولكرم اإلصغاء‪ ..‬والسالم عليكم ورحمة هللا‪.‬‬

‫‪13‬‬
14
‫كلمة السيد صادق بخوش‪ ،‬رئيس الجلسة‬

‫السيدات الفضليات‪ ،‬السادة األفاضل‬


‫بعد تدخل اإلخةوة؛ السةيد عبةد السةالم بةن زاوي‪ ،‬مةدير المدرسةة العليةا‬
‫لعلةةوم اإلعةةالم واالتصةةال‪ ،‬والس ةيد نةةاجي عمةةارة‪ ،‬مةةدير المدرسةةة العليةةا‬
‫للعلوم السياسية‪ ،‬والسيد جياللي علي طالب‪ ،‬األمين العام للمجلس األعلةى‬
‫للغة العربية‪ ،‬نمةر اآلن إلةى أشةغال النةدوة المباركةة‪ ،‬مةع دعمنةا للتواصةل‬
‫العلمةةةي والمعرفةةةي بةةةين مكونةةةات وأطيةةةاف المجتمةةةع مةةةن ناحيةةةة‪ ،‬وكةةةل‬
‫المؤسسةات مةن ناحيةة أخةر ؛ ألننةا نخةوا معركةة المعرفةة مةع الجهةل‪.‬‬
‫والتخلةف أساسةه غيةةاب المعرفةة‪ .‬وفةي هةةذا الصةدد‪ ،‬يقةول مالة بةن نبةةي‪-‬‬
‫عليةةه رحمةةة هللا‪" :-‬إذا غابةةت الفكةةرة ظهةةر الص ةنم"‪ ،‬ونحةةن اليةةوم نقاتةةل‬
‫األصنام كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬نقاتلها بالعلم‪.‬‬
‫دون إطالة‪ ،‬أقدم لكم محتو هذه الندوة المباركة التي ينشةطها كةل مةن‬
‫األساتذة اآلتية أسماؤهم؛‬
‫أ‪ /‬نزهة فلفاو مركز البحع العلمي والتقني لتطةوير اللغةة العربيةة‪،‬‬
‫وحةةدة تلمسةةان‪ ،‬وتقةةدم مداخلةةة موسةةومة "العربيةةة فةةي الخطةةاب التلفةةزي‬
‫وتعزيز الكفاءة اللّغو ّية لد المتل ّقي"‬
‫أ‪ /‬فةةات‪ ،‬مةةرز جامعةةة مولةةود معمةةري‪ ،‬تيةةزي وزو‪ ،‬ويقةةدم مداخلةةة‬
‫موسومة "أثر وسائل اإلعن في خدمة اللغة العربية"‪،‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬مليكة بوفار المدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلةوم اإلعةالم‪،‬‬
‫وتقدم مداخلةة موسةومة "دور القنةوات الفضةائية الخاصةة الموجهةة للمةرأة‬
‫في ترقية لغتها العربية"‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫أ‪ /‬أحن ب عمرة جامعة مولود معمةري‪ ،‬تيةزي وزو‪ ،‬وتقةدم مداخلةة‬
‫موسومة "دور فضائ ّية سميرة في تنمية المهارات اللّغو ّية لد ال ّطفل"‬
‫أ‪ .‬حسيبة العربةي جامعةة مولةود معمةري‪ ،‬تيةزي وزو‪ ،‬وتقةدم مداخلةة‬
‫موسةةةومة "إسةةةهام قنةةةاة سةةةميرة فةةةي ترقيةةةة العربيةةةة‪ -‬حلقةةةات الفياطةةةة‬
‫أنموذجا"‪.‬‬
‫وسنفتح بعد انتهاء هةذه المةداخالت الخمةس بةاب النقةاش والحةوار أمةام‬
‫من في القاعة مةن أسةاتذة وطلبةة‪ ،‬وأرجةو أن يكةون الحةظ األكبةر للطلبةة‪.‬‬
‫وبعد المناقشة نختم أشغال الندوة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫العربية في الخطاب التلفزي وتعزيز الكفاءة اللغوية لد‬
‫المتلقي‬

‫أ‪.‬نزهة خلفاوي‪.‬‬
‫مركز البحع العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية‪ ،‬وحدة تلمسان‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تهدف هذه الورقة البحثية إلى إثراء النقاش حول واقع اللغة العربية في‬
‫الخطاب التلفزي ومد قدرة هذا الخطاب على تعزيز الكفاءة اللغوية لد‬
‫المتلقةي‪ ،‬وذلة بةالوقوف علةةى األثةةر اللغةوي الةذي تتركةه وسةةائل اإلعةةالم‬
‫عموما؛ واإلعالم السمعي البصري‪ ،‬خصوصا في المتلقي‪ ،‬بما تقدمةه مةن‬
‫خطابةات متعةةددة المواضةيع والمجةةاالت؛ حيةع تكةةون لصةانعيها ومقةةدميها‬
‫القةةدرة الكبيةةرة علةةى اسةةتمالة المتلقةةي والتةةأثير فيةةه‪ .‬وانطالقةةا مةةن هةةذا‪،‬‬
‫سنسعى إلى مالمسةة لغةة اإلعةالم السةمعي البصةري فةي الجزائةر وأثرهةا‬
‫على استعمال اللغة العربية لد المتلقي إيجابا وسلبا‪ .‬وعلى هذا األسةاس‪،‬‬
‫نطرح في هذه الورقة إشكالية مسؤولية الخطةاب اإلعالمةي اللغويةة‪ ،‬التةي‬
‫نروم منها اإلجابة عن التساؤالت اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪ -‬ما مد تأثر المتلقي بلغة الخطةاب اإلعالمةي الموجةه إليةه ومةا هةي‬
‫المسؤولية التي يتحملها صانعو هذا الخطاب عندما يتعلق األمر باسةتعمال‬
‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬كيةةةةف يمكةةةةن اسةةةةتثمار األداء اللغةةةةوي اإلعالمةةةةي لتصةةةةحيح وبنةةةةاء‬
‫ممارسات لغوية سليمة لد المتلقي‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬مةةا هةةي اسةةتراتيجيات تفعيةةل اسةةتعمال اللغةةة العربي ةة الفصةةيحة فةةي‬
‫الخطاب اإلعالمي التلفزي الجزائري‪ ،‬بعيدا عةن الهجةين اللغةوي‪ ،‬وكيةف‬
‫يمكن تجاوز العوائق الموجودة على أرا الواقع‬
‫‪ -1‬المشهد اإلعالمي التلفزي في الجزائر‪:‬‬

‫إن تسليط الضوء على المشهد اإلعالمي التلفةزي فةي الجزائةر‪ ،‬يجعلنةا‬
‫نتوقف عنةد قطةاعين يتقاسةمانه‪ ،‬همةا القطةاع الخةاص والقطةاع العةام‪ .‬فقةد‬
‫شهد البع التلفزي الخاص انفتاحا كبيرا نتج عنةه إنشةاء عشةرات القنةوات‬
‫الخاصة‪ ،‬في الوقةت الةذي تسةتعد فيةه قنةوات أخةر إلطةالق بثهةا‪ .‬وتبقةى‬
‫طريقة بع هذه القنوات مشتركة بينها‪ ،‬فكلها مسجلة لةد وزارة االتصةال‬
‫الجزائرية كقنوات أجنبيةة معتمةدة للعمةل فةي الجزائةر‪ ،‬تبةع برامجهةا مةن‬
‫خارض الوطن‪.‬‬
‫تتنةةوع هةةذه القنةةوات الخاصةةة‪ ،‬المنشةةأة حةةديثا‪ ،‬بةةين قنةةوات إخباريةةة‪،‬‬
‫وقنوات إشهارية‪ ،‬وقنوات أخر منوعة؛ فمةن القنةوات اإلخباريةة أنشِ ةأت‬
‫قنةةةةةوات "النهةةةةةار" و"الشةةةةةروق" و"الجزائريةةةةةة" و"الهقةةةةةار" و"دزايةةةةةر"‬
‫و"األطلةةس" و"المؤش ةر" و"نوميةةديا نيةةوز" وغيرهةةا‪ .‬ونةةذكر مةةن القنةةوات‬
‫اإلشهارية قناة "جزائر شوب"‪ ،‬كمةا أطلِقةت العديةد مةن القنةوات األخةر‬
‫المتخصصةةة مثةةل قنةةاة "جرجةةرة" الموجهةةة إلةى األطفةةال‪ ،‬وقنةةاة "سةةميرة"‬
‫الخاصةة بةالطبا والخياطةةة‪ ،‬وقنةاة "بربةةر موسةيقى"‪ ،‬وهةي قنةةاة فنيةة تهةةتم‬
‫بالموسيقى والفن المازيغي‪.‬‬
‫وتضةةاف هةةذه القنةةةوات وغيرهةةا مةةةن القنةةوات الخاصةةةة إلةةى القنةةةوات‬
‫الحكوميةةة الخمةةس التابعةةة للتلفةةزة الرسةةمية‪ ،‬وهةةي القنةةاة األولةةى والقنةةاة‬
‫"الثالثةةة" الناطقةةة باللغةةة العربيةةة‪ ،‬الموجهةةة إلةةى الفضةةاء العربةةي‪ ،‬وقنةةاة‬
‫"الجزائةةر" الناطقةةة باللغةةة الفرنسةةية‪ ،‬الموجهةةة إلةةى الجاليةةة الجزائريةة فةةي‬

‫‪18‬‬
‫أوروب ةا‪ ،‬والقنةةاة "الرابعةةة" الناطقةةة بالمازيغي ةة‪ ،‬الموجهةةة إلةةى المتحةةدثين‬
‫باللغة المازيغية‪ ،‬إضافة إلى قناة دينية هي قناة "القرآن الكريم‪".‬‬
‫هكذا‪ ،‬أصبح للمواطن الجزائري فةي السةنوات األخيةرة فرصةة اختيةار‬
‫القنةةوات ال تةةي تسةةتطيع أن تالمةةس واقعةةه المعةةيش‪ ،‬وتخاطبةةه بمةةا يتناسةةب‬
‫وطبيعته من جهة وظروفه التي يعيشها من جهةة أخةر ‪ .‬وقةد يبةدو األمةر‬
‫للوهلة األولى إيجابيا بالنسبة إلى جزائريين‪ ،‬لكن سرعان مةا نةدق نةاقوس‬
‫الخطةةر ونحةةن نتتبةع األداء اللغةةوي فةةي هةةذه القنةةوات التةةي ال تخضةةع ألي‬
‫سلطة لغوية‪ ،‬مةادام كسةب ثقةة المتلقةي وتحقيةق أعلةى نسةب المشةاهدة هةو‬
‫هدفها األول‪.‬‬
‫‪ -2‬األداء اللغوي في القنوات التلفزية الجزائرية‪:‬‬

‫إن األداء اللغةةوي فةةي أي جهةةاز مةةن أجهةةزة اإلعةةالم داخةةل الجزائةةر أو‬
‫خارجهةا‪ ،‬مةا هةو إال انعكةةاس للمسةتو االقتصةادي واالجتمةاعي والثقةةافي‬
‫فةةي الةةبالد‪ ،‬ومةةن ثةةم‪ ،‬فةةإن أي تراجةةع أو ضةةعف أو ارتبةةا فةةي المجةةاالت‬
‫السابق ذكرها سيؤثر في استعمال اللغة العربية وتلقيها ممةا يجعلهةا "غيةر‬
‫مؤهلةةة للتةةأثير فةةي وسةةائل اإلعةةالم‪ ،‬بةةل العكةةس؛ فاللغةةة العربيةةة هةةي التةةي‬
‫ستخضع لطاحونة اإلعالم"(‪.)1‬‬
‫إن تتبع مسار األداء اللغوي في القنوات التلفزية الجزائرية يجعلنا نقف‬
‫عنةةد اتجةةاهين‪ ،‬همةةا وجهةةان لعملةةة واحةةدة‪ :‬اتجةةاه الخطةةاب اإلعالمةةي فةةي‬
‫القنوات العامة الحكومية‪ ،‬واتجاه الخطاب اإلعالمي فةي القنةوات الخاصةة‬
‫المستقلة‪ .‬إننا أمام خطاب إعالمي جزائري‪ ،‬لكن تحكمه اعتبارات تختلف‬
‫من اتجاه إلى آخر؛ فإذا كان اإلعالم الحكومي يسعى– قةدر اإلمكةان‪ -‬إلةى‬
‫تحقيةةق االنضةةباط اللغ ةوي المجسةةد فةةي االسةةتعمال الفصةةيح‪ ،‬الةةذي يمثةةل‬
‫ويحفةةظ هيبةةة مؤسسةةة الدولةةة المسةةؤولة عةةن هةةذا الخطةةاب الموجةةه إلةةى‬
‫المجتمةةع بكةةل فئاتةةه‪ ،‬فةةإن اإلعةةالم المسةةتقل الخةةاص يسةةعى إلةةى صةةناعة‬

‫‪19‬‬
‫خطاب إعالمي قادر على الوصول إلى كل شرائح المجتمةع والتةأثير فيهةا‬
‫دون أن يةةولي االسةةتعمال الفصةةيح أهميةةة كبيةةرة‪ .‬فهةةو فةةي أغلةةب األحيةةان‬
‫مستعد للتخلي عنه في سبيل كسب تجاوب المتلقي وتفاعله‪.‬‬
‫هذا الوضع جعل المهتمين باللغة العربية من أفراد ومؤسسات ينتبهةون‬
‫إلةةى الخطةةر الةةذي يتهةةدد اسةةتعمال اللغةةة العربيةةة‪ ،‬ويجتهةةدون فةةي محاولةةة‬
‫اإلحاطةةةةة بةةةةه واإللمةةةةام بمسةةةةبباته ومةةةةن ثةةةةم اقتةةةةراح الحلةةةةول المتضةةةةمنة‬
‫االستراتيجيات واآلليات الالزمة إلعادة تأهيل اسةتعمال اللغةة العربيةة فةي‬
‫الخطاب اإلعالمي‪ ،‬حماية له من كل ترهل‪ ،‬وتخليصا لها من كل هجين‪.‬‬
‫لقد أصبح الخطاب اإلعالمي اليوم صناعة ثقافية بأتم معنى الكلمة؛ إنه‬
‫صةةناعة تجمةةع بةةين اللغةةة والمعلومةةة ومحتواهةةا الثقةةافي واآلليةةات التقنيةةة‬
‫للتبليغ‪ .‬وهو فةي األخيةر منةتج لغةوي إخبةاري يمثةل أحةد أشةكال التواصةل‬
‫الفعالة في المجتمع؛ إذ له القةدرة الكبيةرة علةى التةأثير فةي المتلقةي وإعةادة‬
‫تشةكيل وعيةه ورسةم رؤاه المسةتقبلية وبلةةورة آرائةه(‪ .)2‬هةذا الةدور المنةةوط‬
‫باإلعالم ال يتم إال بامتال الكفاية اإلعالمية اللُّغوية؛ التي تستدعي الوعي‬
‫بوظائف اللغة االجتماعية والتعبيرية والتواصلية‪ ،‬كما تستدعي التحكم في‬
‫لغة اإلعالم وحسن استعمالها استعماال خاصا‪ .‬هذه اللغة اإلعالميةة ينبغةي‬
‫أن تبنى على نسق عملي اجتماعي عادي‪ ،‬فهي في جملتها فن يستخدم في‬
‫الصحافة واإلعالم بوجه عام‪ .‬وهذه الخاصية ظاهرة في اللغة العربية من‬
‫تركيةةب مفرداتهةةا وقواعةةدها تركيبةةا يرمةةي إلةةى النمذجةةة والتبسةةيط‪ ،‬حتةةى‬
‫تتمكن هذه اللغة مةن تقةديم الحقةائق بأقصةى مةا يمكةن مةن الدقةة والسةرعة‬
‫واليسر والتخصيص اللغوي(‪)3‬؛ حتى يكون الخطاب اإلعالمةي أداة هادفةة‬
‫وفاعلة لإلعالم في مواجهة الصراع الحضاري وعولمة الفكر والثقافة‪.‬‬
‫وإذا كانت اللغة مؤسسة اجتماعية‪ ،‬على حد تعبير سوسير فإن الكةالم‬
‫فعل فردي‪ .‬هذا ما يقودنا إلى الحديع عن الخطاب اإلعالمي الذي تخةرض‬

‫‪20‬‬
‫فيه اللغة من ثوبها المعياري إلى االستعمال الةذي تبةرز خاللةه المفةردة أو‬
‫اللفظ كمحر أساس لهذا الخطاب وللرسالة اإلعالمية ككل‪.‬‬
‫إن الوضع اللغوي الذي نعيشه اليةوم‪ ،‬الةذي يةتحكم فيةه اإلعةالم‪ -‬بنسةبة‬
‫كبيةةرة‪ -‬بمسةةار اللغةةة‪ ،‬يجعلن ةا نتوقةةف عنةةد حةةدود ثالثةةة مسةةتويات لغوي ةة؛‬
‫أولها‪ :‬مستو اللغة العربية الفصةيحة‪ ،‬وثانيهةا‪ :‬مسةتو اللهجةة الدارجةة‪،‬‬
‫وثالثهةةا‪ :‬مسةةتو اللغةةة اإلعالميةة التةةي تتموقةةع فةةي المنطقةةة الوسةةطى بةةين‬
‫المسةةتويين السةةابقين‪ ،‬فهةةي مختلفةةة عةةن اللغةةة العربيةةة الكالسةةيكية علةةى‬
‫المسةتو األسةةلوبي‪ ،‬كمةةا أنهةا تختلةةف عةةن اللغةة الدارجةةة المشةةتركة علةةى‬
‫مستو التعابير التي تميزها‪ .‬ومع ذل ‪ ،‬فإن من عالماتها الفارقةة قابليتهةا‬
‫لالنتشار بشكل واسع‪ ،‬وعليه إسهامها في فتح آفاق واسعة‪ .‬ويكمن الخطةر‬
‫في كون هذه اللغة الوسطى (الثالثة) الهجينة قةد حلةت محةل اللغةة العربيةة‬
‫الكالسيكية الفصحى بكل مةا يكتنفهةا مةن ابتةذال ونةواقص‪ .‬وإن هةذا السةند‬
‫اللغةةوي الجديةةد (اللغةةة الوسةةطى) قةةد حقةةق انتشةةارا كاسةةحا؛ بةةل أصةةبح فةةي‬
‫بعا األحيان هو لغةة الفكةر والثقافةة والصةحافة واإلدارة والديبلوماسةية‪،‬‬
‫واحتل كل مرافق الحياة‪ .‬ومن بعد ذلة تمكةن مةن إقصةاء اللغةة الفصةيحة‬
‫من حقول التداول(‪.)4‬‬
‫ولعله مما سةبق‪ ،‬يكةون واضةحا أن الخطةاب اإلعالمةي الجزائةري اليةوم‬
‫تتجاذبةةه هةةذه المسةةتويات الثالثةةة‪ ،‬وال نعتقةةد أننةةا نبةةالغ إن قلنةةا إن المسةةتو‬
‫الفصيح هو الحلقة األضةعف هنةا‪ ،‬فيمةا يتصةارع المسةتويان الثةاني والثالةع‬
‫لكسب المتلقي واستمالته؛ فأغلب البةرامج التةي تالمةس همةوم النةاس وواقةع‬
‫حيةاتهم تقةةدم باللهجةةة الدارجةةة أو باللغةةة الثالثةة الهجينةةة أو تجمةةع بينهمةةا فةةي‬
‫أحسةةن األحةةوال‪ ،‬بحجةةة أن المةةواطن البسةةيط يسةةتثقل اللغةةة الفصةةيحة وال‬
‫يفهمها‪ ،‬فينحسر استعمال هذه األخيرة في برامج قليلة ال يقبل عليها المتلقةي‬
‫عادة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ولعل من أمثلة تراجع استعمال اللغة الفصيحة في البرامج المحببة لد‬
‫المةةواطن المتلق ةي‪ ،‬تحويةةل دبلجةةة األفةةالم والمسلسةةالت مةةن اللغةةة العربي ةة‬
‫الفصيحة إلى بعا اللهجات المشرقية‪ ،‬واالقتصةار فةي اسةتعمال الفصةيح‬
‫على بعا المسلسالت الدينية القديمة؛ وحتى البرامج الدينية اليومية التةي‬
‫يقبل عليها المتلقي بحثا عةن أجوبةة لتسةاؤالته اليوميةة‪ ،‬أصةبحت تقةدم فةي‬
‫أغلبها اليوم بعيدا عن االستعمال الفصيح بنفس الذريعة المعتادة؛ وهي أن‬
‫هذه اللغة الثالثة تناسب المتلقي وتستطيع التأثير فيه ألنه يفهمها‪.‬‬
‫ولكن لألمانة فقط‪ ،‬نقول‪ :‬ليست الصورة قاتمة إلى هذا الحد‪ ،‬فما زالت‬
‫الرسةةوم المتحركةةة– مةةثال‪ -‬فةةي القنةةوات التلفزيةةة الجزائريةةة تقةةدم باللغةةة‬
‫العربية الفصةيحة‪ ،‬خالفةا لمةا نةراه فةي بعةا القنةوات العربيةة التةي باتةت‬
‫تعرا هذه الرسوم المتحركة بلهجاتها الدارجة‪ ،‬وليس خافيا ما لةذل مةن‬
‫خطر على النمو اللغوي للطفل‪ ،‬كما أن بعا القنوات تجتهد وهي تحاول‬
‫تهذيب لغة البرامج األكثر مشاهدة‪ ،‬مثلما نلحظه في قناة الطةبا والخياطةة‬
‫"سميرة" مثال‪ ،‬التي استطاعت أن تثري قاموس المفةردات الفصةيحة لةد‬
‫الكثير من المشاهدين وبنسب كبيرة المشاهدات اللواتي ينقلن هذا القاموس‬
‫الفصيح إلى أطفالهن بطريقة غير مباشرة‪.‬‬
‫وإذا كةةان ثابتةةا‪ ،‬ممةةا سةةلف ذكةةره‪ ،‬أن المشةةهد اللغةةوي يحةةتفظ بةةبعا‬
‫اإليجابيات في ما يتعلق بما يقدم من خطةاب إعالمةي‪ ،‬فةال بةد مةن الحفةاظ‬
‫على تل المزايةا والعمةل علةى تحسةينها‪ ،‬مةن أجةل تعزيةز الكفةاءة اللغويةة‬
‫لد المتلقي ودفعةه إلةى تصةحيح الكثيةر مةن الممارسةات اللغويةة الخاطئةة‬
‫وربطه بواحدة من أهم عناصر هويته؛ أال وهي اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -3‬الخطاب التلفزي وتعزيز الكفاءة اللغوية لد المتلقي‪:‬‬

‫يعتقد الكثير أن أفضل طريقة لتعليم اللغة وأيسرها وأقربها إلى مسايرة‬
‫الطبيعةةة‪ ،‬هةةي العةةيش فةةي بيئةةة نظيفةةة لغويةةا فنسةةتمع ونطيةةل االسةةتماع‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫ونحةةاول التحةةدع بهةةا فنكثةةر المحاولةةة‪ ،‬ونتةةر موهبةةة المحاكةةاة تةةؤدي‬
‫عملهةةا فةةي تطويةةع اللغةةة وتملكهةةا‪ ،‬وتيسةةير التصةةرف بهةةا‪ ،‬هكةةذا يكتسةةب‬
‫األطفةةال لغةةتهم مةةن دون معانةةاة أو تعقيةةد‪ ،‬وهةةو بيةةت القصةةيد إذ إننةةا لةةو‬
‫نسةةةتطيع أن نصةةةنع هةةةذه البيئةةةة التةةةي تنطلةةةق فيهةةةا األلسةةةن بلغةةةة فصةةةيحة‬
‫صحيحة‪ ،‬نستمع إليها فتنطبع في نفوسنا‪ ،‬ونحاكيها فتجري بها ألسنتنا‪ً ،‬إذا‬
‫سنمل اللغة من أيسر طرقها(‪.)5‬‬
‫إن وسةةائل اإلعةةالم بمختلةةف أنواعهةةا تعتبةةر بيئةةة سةةماعية تكةةاد تكةةون‬
‫طبيعية‪ ،‬فأفراد المجتمع في مساس دائم معها‪ ،‬بل إنها أصبحت جزءا من‬
‫حياتهم اليومية‪ ،‬وبالنسبة إلى األطفةال‪ ،‬وحتةى الرضةع‪ ،‬هةي بيئةة سةماعية‬
‫تعليميةةة بامتيةةاز‪ ،‬إنح أحسِ ةةن اسةةتثمارها فسةةتكون قةةادرة علةةى تنميةةة الملكةةة‬
‫اللُّغويةةة لةةد المتلقةةي‪ ،‬فهنةةا كثيةةر مةةن األطفةةال يكتسةةبون رصةةيدا لغوي ةا‬
‫فصيحا هائال؛ ألنهم تربةوا علةى متابعةة الرسةوم المتحركةة باللغةة العربيةة‬
‫الفصيحة‪ .‬وتعليم اللغة عن طريق وسائل اإلعالم ليس حكرا على األطفال‬
‫وحدهم فالكثير مةن السةيدات اكتسةبن لغةة مقبولةة قريبةة مةن الفصةحى مةن‬
‫خالل متابعتهن بعا البةرامج أو القنةوات الموجهةة للمةرأة‪ ،‬كةذل ال ُّشةبان‬
‫وهم يتابعون مباريات كرة القدم ونشرات األخبار‪.‬‬
‫إن نمو الملكة اللغوية لد المتلقي بمتابعته البرامج التلفزيةة الفصةيحة‪،‬‬
‫تتجسةةد فةةي أدائةةه الحقةةا فةةي مختلةةف المواقةةف التةةي تتطلةةب اسةةتعمال تل ة‬
‫اللغة‪.‬‬
‫هةةذه البيئةةة الس ةماعية نفسةةها إن لةةم تكةةن نقيةةة لغويةةا‪ ،‬خاليةةة مةةن الهجةةين‬
‫سةةتؤدي إلةةى نتةةائج عكسةةية فةةي مةةا تتركةةه مةةن أثةةر فةةي المتلقةةي‪ .‬وهنةةا يجةةب‬
‫االنتباه إلى قضية على غاية من األهمية والخطورة‪ ،‬وهةي لغةة اإلعةالم‪ ،‬أو‬
‫واقع العربيةة فةي وسةائل اإلعةالم وسةبل االرتقةاء بهةا(‪ ،)6‬ذلة أن اإلشةكالية‬
‫الكبيةةرة ليسةةت فةةي احةةتالل العاميةةة الكثيةةر مةةن وسةةائل اإلعةةالم‪ ،‬أو اللحةةن‬

‫‪23‬‬
‫بالعربي ةة وإشةةاعة اللحةةن فةةي ألسةةنة وعقةةول المتلقةةين فقةةط‪ ،‬وإنمةةا المعضةةلة‬
‫األسةةاس أيضًةةا هةةي فةةي اختيةةار المفةةردات اللغويةةة‪ ،‬واألسةةلوب المناسةةب‪،‬‬
‫ألنواع األوعية اإلعالمية‪ ،‬من مقروءة ومسموعة ومرئية من ناحيةة أولةى‪،‬‬
‫ولطبيعة المادة اإلعالمية من ناحية ثانيةة‪ ،‬وفنةون التعبيةر مةن خبةر وتقريةر‬
‫واستطالع ومقابلةة وحةوار وتعليةق وغيةر ذلة مةن ناحيةة ثالثةة؛ ألن هنةا‬
‫اإلعةةالم السياسةةي‪ ،‬واإلعةةالم االقتصةةادي‪ ،‬واإلعةةالم الرياضةةي‪ ،‬واإلعةةالم‬
‫الثقافي‪ ،‬واإلعالم األدبي واإلعالم العلمي والطبي‪ ،‬واإلعةالم االجتمةاعي‪...‬‬
‫الةا‪ ،‬ولكةةل مةةن هةةذه األجنةةاس اإلعالميةة خصائصةةها ومتطلباتهةةا المعرفيةةة‪،‬‬
‫ومفرداتهةةةا‪ ،‬ومصةةةطلحاتها العلميةةةة‪ ،‬وأسةةةاليبها المةةةؤثرة‪ ،‬التةةةي تجمةةةع بةةةين‬
‫)‪(7‬‬
‫مواصفات الخطاب العام والخطاب النوعي في آن واحد‪.‬‬
‫وبهذا‪ ،‬فإن أمر معالجة انتشار استعمال الدارجةة العاميةة واللغةة الثالثةة‬
‫ومةةا يترتةةب علةةى ذل ة قةةد يكةةون بسةةيطا مقارنةةة بتل ة اإلشةةكالية المركبةةة‬
‫متعةةددة األبعةةاد‪ ،‬التةةي تتطلةةب معالجتهةةا مجموعةةة اختصاصةةات معرفيةةة‪-‬‬
‫واللغوية فةي مقةدمتها‪ -‬للنظةر فيهةا‪ ،‬وتطةوير األدوات لتتةواز مةع تطةور‬
‫اإلعالم‪ .‬وبذل يكون اإلعالمي متعلمًا ومعلمًا في الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬تفعيل استعمال اللغة العربية السليمة في القنوات التلفزية الجزائرية‪:‬‬

‫إن تأمل واقع اللغة العربية في الخطاب التلفزي‪ ،‬بقصد تحليلةه وتفسةير‬
‫مسةةتو أدائةةه‪ ،‬ال يمكةةن أن يةةتم بصةةورة موضةةوعية إال بربطةةه ووصةةله‬
‫بالواقع الثقةافي واالجتمةاعي واالقتصةادي لهةذه األمةة‪ ،‬الةذي يةنعكس علةى‬
‫الوضةةع اللغةةوي الةةذي ال يعةةد الضةةحية الوحيةةدة؛ فاللغةةة هةةي األخةةر ومةةا‬
‫تعيشه من تذبذب وتشويش فةي االسةتعمال‪ ،‬تةنعكس علةى الصةحة الفكريةة‬
‫لألفراد المتلقين والمتعاطين بهذه اللغةة‪ ،‬إذ ال يمكةن للغةة مشوشةة متذبذبةة‬
‫إال أن تنةةتج فكةةرا مشوشةةا متذبةةذبا‪ ،‬وهكةةذا تتكةةون حلقةةة التلةةوع اللغةةوي‬
‫والفكةةري التةةي يسةةجن فةةي دائرتهةةا أفةةراد المجتمةةع‪ ،‬ويعةةانون مةةن فوضةةى‬

‫‪24‬‬
‫الحةةوار بةةين المثقفةةين واألكةةاديميين وصةةناع القةةرار‪ ،‬مم ةا يعةةزز الفوضةةى‬
‫اللغوية في المؤسسات‪ ،‬وعلى رأسها المؤسسة اإلعالمية‪.‬‬
‫وال يةةتم إصةةالح الوضةةع اللغةةوي فةةي وسةةائل اإلعةةالم إذا مةةا تةةم خلةةق‬
‫صراع بين اللغة وأهداف الرسالة اإلعالمية بالمفاضلة بينهمةا‪ ،‬إنمةا علينةا‬
‫أن نتعامةةل مةةع اللغةةة العربيةةة واإلعةةالم‪ .‬وإذا كةةان تطةةور اللغةةة العربيةةة‬
‫وانتعاشها مرهونةا بةالتطور واالنتعةاش االقتصةادي واالجتمةاعي والثقةافي‬
‫للجماعةةة المتحدثةةة بهةةا‪ ،‬فةةإن معالجةةة إشةةكالية اللغةةة العربي ةة فةةي الخطةةاب‬
‫اإلعالمي تتطلب منا العودة إلى دور الخبراء واألكاديميين وكل المهتمةين‬
‫من أجل دراسةة وتقيةيم الخطةاب اإلعالمةي أوال‪ ،‬وإبانةة أثةره علةى الملكةة‬
‫اللغوية لد المتلقي ثانيا‪ ،‬ليقدموا تصةورا علميةا كفةيال بتصةحيح اسةتعمال‬
‫اللغةةة العربي ةة فةةي الخطةةاب اإلعالمةةي وتطويرهةةا وتجديةةدها‪ ،‬ويقةةوم هةةذا‬
‫التصور على أربع مكونات هي(‪:)8‬‬
‫ـ النظر إلى اللغة كمكون حي وأنها لةن تتقةدم إال بفضةل مسةتعمليها‪ ،‬إذ إن‬
‫ثراء لغةة مةا يتعلةق أساسةا بناطقيهةا‪ .‬فهةؤالء هةم مةن يبحثةون عةن مصةلحتهم‬
‫فيها‪.‬‬
‫ـةةة التفكيةةةر فةةةي العالقةةةات والةةةروابط العضةةةوية بةةةين عمليةةةة اإلصةةةالح‬
‫والتطور والتغييرات التي تمةس المجتمةع‪ ،‬بمعنةى أن تطةور اللغةة العربيةة‬
‫وانتشار استعمالها عليه أن يتساوق مع تطور المجتمع‪.‬‬
‫ـ ة االنفتةةاح علةةى المسةةتجدات الراهنةةة‪ ،‬خصوصةةا فةةي مجةةاالت العلةةوم‬
‫والتكنولوجيا واللسانيات المعاصرة‪ ،‬وكل مجاالت البحع العلمي والتكيف‬
‫مع مختلف نتائج العلوم من أجل إثراء اللغةة العربيةة ومةن أجةل انسةجامها‬
‫مع الفكر العلمي‪.‬‬
‫ـ االهتمام بالجانب القانوني والتشريعي بهةدف عقلنةة كةل األفعةال التةي‬
‫تتماشى وهذا الوضع‪ ،‬وذل عن طريةق وضةع نصةوص قانونيةة مصةادق‬
‫‪25‬‬
‫عليهةا مةن طةرف السةةلطات العموميةة‪ .‬وهةذا مةةن شةأنه أن يفةرا احتةةرام‬
‫اللغة العربية ويحفز األشخاص والجماعات لكي يولوها كل عناية‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫في ختام هذه الورقة البحثية نقول‪ :‬إن اللغةة العربيةة مسةؤولية المجتمةع‬
‫بكل شرائحه ومؤسساته‪ ،‬هي مسؤولية األسرة والشارع والمدرسة والفنان‬
‫واألديةةب واإلعالمةةي والمؤسسةةات البحثِيةةة والجامعةةات ووسةةائل اإلعةةالم‬
‫والهيئةات السياسةةية والتشةريعية‪ ..‬إلةةا‪ ،‬والنهةوا بهةةا وحمايتهةا مسةةؤولية‬
‫الجميع دون استثناء‪ ،‬لكن ما ينبغي اإلشةارة إليةه‪ ،‬هةو أن هنةا مؤسسةتين‬
‫تحمةةالن الثقةةةل األكبةةةر مةةةن المسةةةؤولية تجةةةاه اللغةةةة العربيةةةة فةةةي عالقتهةةةا‬
‫المباشرة بالناطقين بها من أبنائها إذا ما تهيأت لهةا الظةروف والتشةريعات‬
‫المناسةةةبة‪ ،‬وأقصةةةد المؤسسةةةة التربويةةةة التعليميةةةة‪ ،‬والمؤسسةةةة اإلعالميةةةة‪.‬‬
‫وبةةالتوقف عنةةد هةةذه األخيةةرة التةةي هةةي موضةةوع حةةديثنا اليةةوم‪ ،‬ال يمكةةن‬
‫الحديع عن خطةاب إعالمةي مهمةا كةان نوعةه دون التوقةف عنةد المتلقةي‪،‬‬
‫كونه العنصر الرئيس والمستهدف مةن خةالل الرسةالة اإلعالميةة‪ .‬وعليةه‪،‬‬
‫فإن الجهةاز اإلعالمةي السةمعي والبصةري مسةؤول لغويةا بقةدر مسةؤوليته‬
‫األخالقية والفكرية أمام جمهور المتلقين الذين يبع إلةيهم رسةائله المعتمةدة‬
‫أساسةةا علةةى اللغةةة المنطوقةةة‪ ،‬ومةةن بعةةد ذل ة ‪ ،‬فةةإن تح ُّمةةل هةةذه المسةةؤولية‬
‫يقتضي منا جميعا إعادة النظر في وضع اللغةة العربيةة داخةل هةذا الجهةاز‬
‫إنصةةةافا لهةةةا كمكةةةون رئةةةيس مةةةن مكونةةةات الهويةةةة الوطنيةةةة الجزائريةةةة‪،‬‬
‫وإنصافا للمتلقي الذي يحةق لةه أن يسةتعيد ثقتةه واعتةزازه بلغتةه‪ ،‬وبالتةالي‬
‫يستعيد اعتزازه وثقته بهويته‪.‬‬
‫الهوامــش‪:‬‬

‫(‪)1‬عبده حقي‪ ،‬الخطاب اإلعالمي وأثره على اللغة العربية‪،‬‬


‫‪http://wp.me/p1gn8M-2o5‬‬

‫‪26‬‬
‫(‪)2‬ينظر‪ :‬الصورة في الخطاب اإلعالمي‪ ،‬إبرير بشير‪ ،‬الملتقى الدولي الخامس للسيمياء‬
‫والنص األدبي‪ ،‬جامعة عنابة ‪ ،‬الجزائر‬
‫(‪)3‬ينظر‪ :‬علم اإلعالم اللغوي‪ ،‬عبد العزيز شرف‪ ،‬منتد سور األزبكية‪،‬‬
‫‪www.books4all.net‬ص‪130-118‬‬
‫(‪)4‬ينظر‪ :‬الخطاب اإلعالمي وأثره على اللغة العربية‪،‬‬
‫‪http://wp.me/p1gn8M-2o5‬‬
‫(‪)5‬ينظر‪ :‬الدكتور إبراهيم مصطفى وزمالؤه‪ ،‬تحرير النحو العربي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1958‬م‬
‫(‪)6‬ينظر‪ :‬االرتقاء بالعربية في وسائل اإلعالم عمر عبد حسنه‬
‫‪http://www.islamweb.net/newlibrary/display_umma‬‬
‫‪.php?lang=A&BabId=1&ChapterId=1&BookId=284&CatI‬‬
‫‪d=201&startno=0‬‬
‫‪(7) http://www.islamweb.net/newlibrary/display_u‬‬

‫‪mma.php?lang=A&BabId=1&ChapterId=1&BookId=284&C‬‬
‫‪atId=201&startno=0‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الخطاب اإلعالمي وأثره على اللغة العربية‪،‬‬
‫‪http://wp.me/p1gn8M-2o5‬‬

‫‪27‬‬
‫أَثَرََوَسَائَلََالَعَـلَمََفَيَخَدَمَةََاللَغَةََالعَرَبَيَة َ‬

‫أ‪.‬فاتحَمرزوق‬
‫ج‪َ/‬مولودَمعمريّ َتيزي‪ّ -‬‬
‫وزو‬

‫مقدَمة‪َ َ:‬‬

‫تعد ّدَوسددائلََالعددلمَمددوَالوسددائلَاَلّتدديَا ددتَهرتَفدديَالع ددرَال؛دددي َ‬


‫ّ‬
‫رَوتدن؛طَبكدلَّ‬ ‫ّ‬
‫غةَتتطوَّ‬ ‫وذلكَلمَاَلهاَموَالخطورةَالبالغةَاَلّتيَتكتنفها َفاللّ‬
‫الوسائل‪َ،‬وهذاَليسَبداممرَالدديدد َفدالعريَفيمداَسدبقَكاندتَتن درَلغتهداَ‬
‫بواسطةَامسواقَالّتيَتقدامَكدلَّسدنة َكسدوقَعكداوَوسدوقَالمَرَبدد‪َ..‬هدذ َ‬
‫امسواقَعلىَيَسَرهاَفيَالبَداوةَإالَّأ ّنهداَدعلدتَمدوَاللّغدةَالَّنبدراسَالم د ّ َ‬
‫بالبلغةَوالف دا؛ةَوالرّ دانةَفديَانتقداءَاملفداوَوالدماليّدةَفديَامسدلويَ‬
‫وال ّدَقّةَفديَرَ دفَالمعدانيَالدليلدةَوامَخَيلدةَالبديعدة‪َ،‬والَغدروََفديَذلدك‪َ،‬‬
‫ّ‬
‫َوتن؛طَبه‪َ .‬‬ ‫ّ‬
‫‪َ،‬فهيَتتطوّ رَبتطوّ ر‬ ‫فاللّغةَمرآةَالفردَوالمدتم‬
‫ومدددوَامدوارَاَلّتدددديَتدددداولتهاَوسددددائلَالعدددلمَال؛ديثددددةَكالف ددددائيّاتَ‬
‫المتنوَّعددةَوالنترنددت َأَّنهدداَت د َّثرَفدديَالدمدداهيرَمددوَخددللَمدداَتلقيددهَعلددىَ‬
‫مسددامعهم َ؛يددد َتعددد ّددتَغاياتهددداَبتعددد ّددَاَّتداهاتهددداَوأفكارهدددا َوبخا ّ دددةَ‬
‫ّ‬
‫دددواتَالطددددب َوامطفددددالَ‬ ‫الف دددائيّاتَاَلّتدددديَتقددددرَّيَاللّغددددةَعدددوَطريددددقَقند‬
‫والرّ يا ة‪َ،‬فهديَقندواتَتسدتعملَلغداتَمتعد ّددةَمنهداَالسّداقطةَوالف د؛ى‪َ،‬‬
‫ومنهاَماَدووَذلك‪َ.‬موَهدذاَالمنطلدق‪َ،‬ندرومَالدابدةَعدوَال دكالَا تدي‪َ:‬‬
‫كيفَأسهمت وسائل اإلعالم في ترقية اللّغة العرب ّية؟َوما سبب تد ّني لغة‬
‫اإلعالالالم؟ الالل الالو رامالالح لعالالدم ت ّكالالم اإلعالم ّيالالين فالالي اللّغالالة العرب ّيالالة؟ أم‬
‫لضعف األداء من أساسه؟‬
‫َ‬
‫‪29‬‬
‫‪َ -1‬تعريفَالعلم‪َ:‬‬

‫يع د ّدَم ددطلحَالعددلمَمددوَالم ددطل؛اتَاَلّتدديَارتبطددتَارتباط داًَوثي ًقدداَ‬


‫بالوسدددائلَال ّتقن ّيدددةَال؛ديثدددةَوالف دددائيّاتَاَلّتددديَالقدددتَرواددددَا ًَفددديَال ّسدددا؛ةَ‬
‫العموميّة‪َ،‬و ّأثرتَفيَالمدتمعات‪.‬‬
‫"َيعلدمَإعلمداًَبمعندىَأخبدرَوأنبد َ‬
‫‪ .1.1‬لغة‪َ:‬موَالفعلَالرّ باعيََّ"أعلم َ‬
‫أيَ‪َ:‬تقديمَمعلومةَأوَمعارفَمختلفةَفيَمداالتَ ّتى‪َ .‬‬
‫‪ .2.1‬اصالالحال ا َتع د ّددتَتعدداريفََا ددطل؛يّةََ؛ددولَمفهددومَالعددلمَ‬
‫ب؛َسَيَال ّتودَّهاتَوامفكارَالمنبثقة َ؛ي َعرّفهَعبالد اللّحيالف مال َعلدىَ‬
‫أ ّنهَ"تزويدَالدماهيرَبالمعلوماتَوال؛قائقَال ّد؛ي؛ة"‪َ.‬كمداَعرّ فدهَسالمير‬
‫سالالينَعلدددىَأ ّندددهَ"مدمدددلَأوددددهَال ّن ددداطَاال ّت ددداليّةَالهادفدددةَإلدددىَتزويددددَ‬
‫الدمهورَبكافّةَالمعلوماتَوال؛قائقَالواقعيّةَال ّد؛ي؛ةَق ددََخلدقَدرددةَ‬
‫مددوَالمعرفددةَوالددوعيَوالدراكَللفئدداتَالمتلقيّددةَللمددا ّدةَالعلميّددةَ؛ددولَ‬
‫الق اياَوالمو وعاتَوالم كلتَالمثارة"(‪َ،)1‬يوهرَموَخدللَال ّتعريدفَ‬
‫أوّ َالعددلمَيعمددلَعلددىَغددرسَالمعددارفَوال؛قددائقَب دد ّتىَأ ددكالهاَدووَ‬
‫مراعددداةَمددداَت؛ملدددهَهدددذ َالمعدددارفَببيدابيّاتهددداَوسدددلبيّاتها‪َ،‬فدددالمه ّمَتقدددديمَ‬
‫المعارفَللمتلقّىَأوَالدمهورَبكلَّ رائ؛هَالمدتمعيّة‪َ .‬‬
‫كماَنددَتعاريفَأخرىَلإلعلم‪َ،‬ر ّكزتَعلىَأمرَرئديسَومهد ّم‪َ،‬وهدوَ‬
‫ال ّتفاعلَال ّتخاطبيّ ‪َ،‬وهذاَهوَالم؛كَّامسمىَلإلعلم َم ّندهَإذاَفقددَال ّتفاعدلَ‬
‫ال ّتخدداطبيّ َبدديوَعن ددريَال ّتخاطدديَوهددوَالمتلقّدديَوال ّسددام َفددبوّ َالعددلم‪َ-‬‬
‫دووَريي‪َ-‬ماَكداوَليدندحَأبددا‪َ.‬وهدذاَمداَذهديَإليدهَإبدراهيمَإمدام‪َ:‬بدـَ"أوّ َ‬
‫العلمَتعبيرَعوَواهرةَاال ّت الَالواس َباعتبار َإدالءَموَدانيَوا؛ددَ‬
‫الَيعبّرَعوَال ّتفاعلَوالم اركة‪َ،‬وهدذاَعلدىَعكدسَاال ّت دال‪َ،‬الّدذيَيعنديَ‬
‫ال ّتفاعلَوالم اركة"(‪َ.)2‬إذاًَال ّتفاعلَموَأساسيّاتَالعلمَالّتيَبنديَعليهدا َ‬
‫ّ‬
‫هَلوَلمَيكوَكذلكَلماَأثرَفيَأفكارَالدمهور‪َ .‬‬ ‫م ّن‬

‫‪30‬‬
‫َ‬
‫‪ .2‬أه ّمَوسائلَالعلم‪َ:‬‬

‫تعددد ّددتَوسدددائلَالعدددلمَب؛سددديَمددداَيقت ددديهَالع دددرَمدددوَمسدددتد ّداتَ‬


‫وتكنولودياَوتقانات‪َ،‬موَتقليديّةَو؛ديثة‪.‬‬
‫‪َ.1.2‬الوس الالائل ال ّتدليد ّي الالة‪َ:‬هنددداكَعددد ّدةَوسدددائلَتقليد ّيدددةَنل؛وهددداَفددديَ‬
‫العلم‪َ،‬نذكرَمنها‪َ :‬‬
‫الردايالالو‪َ:‬يع د ّدَالرّ اديددوَمددوَوسددائلَالعددلمَواال ّت ددالَالّتدديَ‬
‫‪ّ َ.1.1.2‬‬
‫تنقددلَال؛قددائقَالمختلفددةَإلددىَالدمهددورَبغيددةَال ّت د ثيرَوغددرسَامفكددارَفدديَ‬
‫الدمهورَالمتلقّي‪َ،‬وهوَي ّديَدوراَهامّاَومهمّاَفيَنقلَالمعدارف‪َ،‬ويعمدلَ‬
‫علىَتقديمَبرامجَمتنوّ عةَوبطريقةَسهلة‪َ،‬تسدعىَإلدىَعددمَتكليدفَالدهدد‪َ،‬‬
‫عكسَال ّتلفزيووَالّذيَي؛تاجَإلىَتقديمَدهدَأكبرَوأكثر‪َ .‬‬
‫ّ‬
‫يَأدواراَأخرىَتتمثلَفي‪َ َ:‬‬ ‫أ فَإلىَأ ّنهَي ّد‬
‫‪ -‬ت؛فيددزَال ّندداسَبدداختلفَا ّتداهدداتهمَوم دداغلهمَعلددىَاالهتمددامَبالم ددل؛ةَ‬
‫العامّة‬
‫‪ -‬ال ّتقليلَموَالعن ريّة‬
‫‪ -‬د؛ضَال ّائعاتَال ّارةَخدمةَللم ل؛ةَالعامّة‬
‫‪ -‬ال ّدعوةَإلىَالقيمَالدديدةَالّتيَتخدمَال ّتطوّ رَوتعزيةَالقيمَالتيَتعوقه‬
‫‪ -‬ت؛قيدددقَالقددددرَامدندددىَمدددوَو؛ددددةَال ّتفكيدددر‪َ،‬وال ّدددعورَبالهددددفَوالقددديمَ‬
‫اللّزمة‬
‫الفرامة‪َ:‬هدوَا خدرَوسديلةَمدوَوسدائلَ‬ ‫‪َ.2.1.2‬ال ّتلف يون‪َ/‬ال ّتلف ‪ّ َ/‬‬
‫العلمَال ّتيَا تهرتَفيَزموَما َو هرتهاَ دبيهةَبال ّدهرةَالّتديَتعدرفَ‬
‫ا وَمددوَال ّتقاندداتَال؛ديثددة‪َ.‬ويع د ّدَال ّتلفزيددووَوسد ً‬
‫ديلةَسددمعيّةَب ددريّة َفهددوَ‬
‫‪31‬‬
‫يعتمدَعلدىَ؛اسدتيوَاثنتديو‪َ:‬السّدم َوالب در‪َ.‬وهدذاَمداَيعمدلَعلدىَال ّتد ثيرَ‬
‫أكثرَوال ّتركيدزَعلدىَالمعرفدةَكدذلك‪َ.‬كمداَأ ّندهَيعمدلَعلدىَتقريديَودهداتَ‬
‫ورَويوثقَال ّلةَبيوَالدمهورَوال ّخ يّاتَالسّياسديّة‪َ،‬إلدىَداند ّ‬
‫يَبثدهَ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّن‬
‫الدددوعيَالسّياسددديّ َوال؛ ددداريّ َو؛دددوافزَال ّتقددد ّدمَوال ّتغييدددر"(‪َ.)3‬والَغدددرو‪َ،‬‬
‫فالسّم َأوَالملكات‪َ،‬هوَامقريَالنتقاءَالمعرفةَوامسرع‪َ َََ.‬‬
‫ص افة‪َ:‬هيَوسيلةَ؛ديثةَوهدرتَفديَاموسداطَالعالميّدة‪َ.‬‬ ‫‪َ.3.1.2‬ال ِّ‬
‫وهددذ َالوسدديلةَتعمددلَعلددىَن ددرَامنبدداءَبمختلددفَمداالتهددا‪َ،‬سددواءَكانددتَ‬
‫فكري ًّةَأمَثقافي ًّةَأمَسياسديّةَوهلد ّم ًّ‬
‫َددراَمدوَذلدك‪َ،‬المهد ّمَأ ّنهداَتسدعىَلت؛قيدقَ‬
‫الدددددوعيَوال ّتثقيدددددفَوزيدددددادةَالمعدددددارفَوتوسدددددي َالمدددددداركَللمتلقّددددديَأوَ‬
‫الدمهور"(‪َ .)4‬‬
‫‪َ.2.2‬الوسائل ال ديثة‪َ:‬تع َّددتَالوسائلَالعلميّةَال؛ديثة‪َ،‬المستعملةَ‬
‫باللّغةَالعربيّةَوغيرهاَموَاللّغات‪َ،‬وإوَكانتَهذ َالوسدائلَهديَالم دتهرةَ‬
‫فيَزمانناَهذاَوالَريي َفالع رَع رَال ّتكنولودياَوالعولمدة‪َ،‬وال ّتقانداتَ‬
‫ال؛ديثة‪َ،‬نذكرَمنها‪:‬‬
‫‪َ.1.2.2‬الفس الالبكة َوأق ددددَهاهنددداَالفايسدددبوك‪َ،‬ون؛دددوَن؛ ّبدددذَلفودددةَ‬
‫(فسبكة) َكونهاَامقريَوامدودَفيَاالستعمالَاللّغويّ َ؛ ّتىَإوّ َورودهداَ‬
‫الًَفيَال ّتركييَبمعنى‪َ:‬أ ّنهَيددوزَلديَأوَ‬ ‫فيَال ّتركييَاللّغويّ َالَي؛د َخَبَا َ‬
‫أقول‪"َ:‬فسبكتَاليومَفَسَبَكَة‪َ،‬علىَوزوَ(فعللة)‪َ،‬ولكوَأوَأقول‪َ:‬اسدتعملتَ‬
‫الفايسبوك‪َ،‬ترىَأوّ َاللّغةَقدَولجَفيهاَخدشَوميلَفيَالَّتركييَالسّليم‪َ،‬لدذاَ‬
‫ن؛وَن خذَبام؛وطَام؛زمَدفعاَلل َّررَوالميل‪َ.‬وهللَال؛مدَلغتناَثرّ ةَددرّ ةَ‬
‫باموزاوَتس َاملفاوَالّتيَتلجَإليها‪َ .‬‬
‫أعودَف قول‪َ:‬تع ّدَالفسبكةَمدوَالتَقانداتَال؛ديثدةَالّتديَذاعَ؛الهداَو د نهاَ‬
‫فيَأوساطَالمدتمد ‪َ،‬؛يد َأ دبحَالداهدلَيسدتعملَالفسدبكة َكونهداَالقنداةَ‬
‫ال؛ديثةَاَلّتيَتتفاعلَبهاَالمدتمعاتَالعربيّةَمنهاَوالغربيّة‪َ،‬كماَأنهاَوسيلةَ‬

‫‪32‬‬
‫مددوَوسددائلَال ّتوا ددلَاالدتمدداعيََّالخيدداليَالمفتددرض َ؛ي د َتسددتعملَفيددهَ‬
‫لغداتَمتنوّ عددةَ ددوّ هتَ؛ددالَاللّغددات‪َ،‬سددواءَعندددناَن؛ددوَالعددريَأمَغيرنددا‪َ،‬‬
‫كووَمستعملَهذ َالتَقانةَالَي؛سوَاستعمالهاَوبخا ّدةَاللّغدة‪َ،‬فهدوَيتفاعدلَ‬
‫ّ‬
‫َالطددرفَا خددرَبلغددة‪َ،‬واللّغددةَالمسددتعملةَخلدديطََمددوَالعرب ّي دةَالعام ّي دةَ‬ ‫مد‬
‫والفرنسدَّيةَالمعرّ بددةَبددالمعنىَالعربدديّ ‪َ،‬إذاًَهندداَخطئدداو‪َ:‬خطد َاسددتعملناَفيددهَ‬
‫والث دانيَاسددتعمالَللغددةَأخددرىَلدديسَتركيبهدداَكددذلك‪َ،‬‬ ‫اللّغددةَغيددرَام ددليّةَ ّ‬
‫ومعنددىَهددذاَالَن؛ددوَ؛افوندداَعلددىَلغتندداَام ّمَفك ّندداَمددوَه د الء‪َ،‬والَن؛ددوَ‬
‫استعملناَلغةَالغير‪َ،‬فك ّناَموَأولئدك‪َ.‬وهدذاَدليدلَعلدىَأوّ َالفسدبكةَآليّدةَمدوَ‬
‫ا لَّياتَاَلّتيَقدَالَترف َمدوَمسدتوىَاللّغدةَفديَ ديء‪َ،‬وذاندكَلسدبيَوا؛ددَ‬
‫وهوَعدمَتمرّ سَمستعملَا لَّيةَب كلهاَال ّ؛يحَوف؛واهداَالف ديح‪َ،‬وآتديَ‬
‫فدديَآخددرَاممددرَوأدرسَهددذ َاللّغددةَالعا َّم ّي دةَفدديَأ ددلها‪َ،‬فهدديَلغددةَع ددواءَ‬
‫و وهاءَف َّنىَلناَدراستها؟َوأ ّندىَلنداَأوَن بدهَبهداَ؛ ّتدىَندرسدها‪َ،‬فهديَفديَ‬
‫؛قيقةَاممرَليستَلغةَ؛ ّتىَتدرس‪َ .‬‬
‫‪َ.2.2.2‬ال ّتالالوتر ‪َ:‬تع د ّدَال ّتددوترةَمددوَال ّددبكاتَال ّتوا ددليّةَال؛ديثددةَالّتدديَ‬
‫ّنتَأنيابهاَاليدابيّةَمنهاَوالسّلبيةَفديَالمدتمد ‪َ،‬وتعمدلَهدذ َال ّدبكةَعلدىَ‬
‫تقديمَخدماتَمتنوّ عةَلأل خاصَبلغدةَمتعد ّددة‪َ،‬وهدذ َهديَامخدرىَتسدتعملَ‬
‫لغةَعربيّةَفيهاَماَيقريَإلدىَاللّغدةَالعربيّدةَوفيهداَمداَهدوَدووَذلدكَب؛سديَ‬
‫مستعملها‪َ،‬فالمستعملَإوَكاوَيدتقوَاللّغدةَالعربيّدةَفمدوَغيدرَ دكَّسيسدتعملَ‬
‫الَلّغةَالعربيّة‪َ،‬وخيرَدليلَعلىَذلكَأ ّناَعندماَنت؛داورَمد َأطدرافَأَخدرَفديَ‬
‫ال ّددابكةَواسددتعملناَمعدددمَاللّغددةَالعربيددةَيقولددوو‪َ:‬كيددفَتسددتطي َأوَتكتدديَ‬
‫وتددتكلّمَهكددذا؟َوهددذاَدليددلَعلددىَأوّ َمسددتعمليَال ّددبكات‪َ/‬ال ّددابكاتَال؛ديثددةَ‬
‫يزيغووَأ لَعوَاستعمال العربيّةَأ دلَّوإالَّفمداَسدبيَسد الهمَهدذا‪َ.‬إذَاًَ‬
‫الم دددكلَلددديسَفددديَال ّدددبكةَذاتهددداَأوَاللّغدددة‪َ،‬وإ ّنمددداَالمع دددلةَتع ّ دددلتَفددديَ‬
‫مستعمليَاللّغة َ؛ي َإ ّنهمَخيّبواَاللّغةَفطمستهمَونسديتهم‪َ،‬فاللّغدةَكدائوَ؛ديَّ‬

‫‪33‬‬
‫ت؛ياَبمتكلّميها‪َ،‬وتموتَبموتهم َفبوَهمَأ؛يوهاَ؛فوتهم‪َ،‬وإوَهدمَ ديّعوهاَ‬
‫نسيتهم‪َ .‬‬
‫‪ .3‬ووائفَوسائلَالعلم‪َ:‬‬

‫مدداَمددوَوسدديلةَإعلم ّيددةَإالَّولهدداَووددائفَتعتريهدداَوبخا ّ ددةَهددذ َالقندداةَ‬


‫الرَّئيسددةَاَلّتدديَأن ددبتَأوفارهدداَفدديَأوسدداطَالمدتمد َكونهدداَتسددتقطيَكدلَّ‬
‫رائحَالمدتم َالمثقّفَوغيرَالمثقّف‪َ،‬والماك َفيَالبيتَومداَدووَذلدك‪َ.‬‬
‫ومددوَالوودددائفَامسددداسَاَلّتدديَتعمدددلَالوسدددائلَالعلميّددةَعلدددىَإبرازهددداَ‬
‫ون دانهاَنذكر‪َ:‬‬
‫‪ -‬العمل على ال ّتوميه‪َ:‬كاوَموَالمفترضَوامه َّمَمدوَالمهد ّمَأوَتسدعىَ‬
‫الوسددائلَالعلم ّيددةَعلددىَت؛قيددقَالمق دددَالمن ددودَمددوَهددذ َالوسددائلَوهددوَ‬
‫العمددلَعلددىَال ّتوديدده َم ّنددهَالَيعقددلَأوَيكددووَث ّمددةَإعددلمَدونمدداَأيّ َهدددفَ‬
‫يردوَت؛قيقهَونوالده‪َ،‬وبخا ّدةَإذاَكداوَمقد ّدماَإلدىَ درائحَالمدتمد َغيدرَ‬
‫المثقّددف َموّ َتطددوّ ر َمددوَتطددوّ رَالعددلم‪َ،‬وبددوار َمددوَبددوارَالعددلم‪َ،‬والَ‬
‫غددروَفدديَذلددك َفقدددَكدداوَهددذاَالغددرضَمعروفدَا ًَمنددذَالع ددرَالددداهليّ َمددوَ‬
‫خللَامسواقَالتيَكاندتَتقدامَآندذاك َكسدوقَعكداوَوسدوقَالمربددَالّتديَ‬
‫كانتَبطووَالعدريَت تيهداَمدوَكدلَّ دويَو؛ددي‪َ،‬فتنتقديَقدريشَأف دحَ‬
‫الكلماتَوأطايبها‪َ،‬فتكوَّنتَلهاَلغةَ دافيةَفديَتركيبهداَبديعدةَفديَنومهدا‪َ.‬‬
‫إذَاًَهددذ َامسددواقَكانددتَبمثابددةَالعددلمَالّدذيَيعمددلَعلددىَال ّتوديددهَاللّغددويّ َ‬
‫وامداءَالسّليمَوامسلويَالرّ اقي‪.‬‬
‫‪ -‬ت ويد المما ير بالمعارف‪َ:‬يسعىَالعلمَإلدىَت؛قيدقَأهددافَ د ّتىَ‬
‫موَبينهاَالمعارفَال ّافيةَوالمعلوماتَال ّنقيّة َب؛يد َيسدتطي َالمتلقّديَأوَ‬
‫يقوّ يَذاكرتهَوفكدر ‪َ،‬وهدذاَالَيتد ّتىَإالَّبدبعلمَ؛ ديفَبلغدةَراقيدة‪َ،‬لغدةَ‬
‫تسددرّ َسددامعيها‪َ،‬عكددسَمدداَندددد َفدديَبعددضَوسددائلَالعددلمَالتدديَتسددتعملَ‬
‫خليطداَلغويّداَمداَعهدتددهَالعدريَفديَكلمهدا‪َ،‬منددهَمداَهدوَتف ديحَللعا َّم ّيددة‪َ،‬‬

‫‪34‬‬
‫وهددذاَمدداَأدلددسَغمدددامَالعددلم َموّ َتدددليسَاللّغدددةَمددوَتدددليسَالعدددلم‪َ،‬‬
‫فدالعلمَالرّ اقديَهددوَالعدلمَالّدذيَيملددكَنا ديةَاللّغدة‪َ،‬ولددوَب ديءَيسدديرَ‬
‫دووَهديوَلغدويَّ‪َ.‬تدارًَةَتسدم َالعاميّدةَوطدوراَآخدرَت ديحَفيدهَالفرنسديّةَ‬
‫ومرّ اتَالَهيَموَهذ َوالَموَتلك‪َ.‬والسّبيَفيَذلكَأوّ َهذاَالعلميََّمداَ‬
‫َّ‬
‫غةَقط‪َ.‬ف َّنىَتتقوّ ىَلغتهَويرتقيَإعلمه؟‬ ‫درسَاللّ‬

‫‪ -‬نشر األفكار‪َ:‬الَت؛سبّوََّالعلمَيق ّدمَبدرامجَمدوَأددلَال ّتدرويحَكد َ‬


‫لّ َ‬
‫بلَموَأدلَترويجَامفكار‪َ.‬وإالَّفماَالفائدةَموَأوَأ اهدَتلفدزةَت؛مدلَفديَ‬
‫طيّاتهاَأفكاراًَدافّةَفيَف؛واها‪َ،‬مولمةَفديَمعانيهدا‪َ،‬ولنداَأمثلدةَكثيدرةَفديَ‬
‫واقعندداَالمعدديش‪َ،‬فهندداكَمددوَالف ددائيّاتَمدداَيسددهمَفدديَن ددرَأفكددارَعلم ّيددةَ‬
‫وثقافيّةَوتربويّدةَتَسدتعملَفيهداَاللّغداتَإالَّمدوَر؛دمَي‪َ،‬وخيدرَدليدلَعلدىَ‬
‫ذلددكَتل دكَالقنددواتَالف ددائيّةَالّتدديَتسددهمَإسددهاماَمل؛وودداَفدديَن د ّ‬
‫درَالثقافددةَ‬
‫الرّ يا يّة َ؛ي َأ ؛ىَال ّغيرَمنهمَوالكبيرَهمّهَالو؛يدَم اهدةَ؛ ّدةَ‬
‫لَأنواعها‪َ،‬فماَبالكَلوَكانتَالقنواتَتسهمَفيَن رَثقافةَ؛ديّ َ‬ ‫ريا يّةَبك َّ‬
‫اللّغددةَالعرب ّيددة‪َ،‬ومددراسَاللّغددةَالعرب ّيددة‪َ،‬اممددرَفيددهَمدددرّ دَتلمدديحَوت ددريحَ‬
‫ل؛يّ َهذ َاللّغة‪َ،‬ف؛بّهاَمدوَ؛ديّ َالرَّسدولَ دَلّىَيَعليدهَوسدلّمَو؛بّدهَمدوَ‬
‫؛يّ َالقرآو‪َ،‬والقرآوَلغةَأهلَالد ّنة‪َ،‬وقسَعلىَذلكَماَلمَيَقل‪.‬‬
‫إذَاًَال ّدورَالرَّئيسَلإلعلمَن رََفَكدرةَفديَبدادألَاممدر‪َ،‬ثد َّمَال ّتدرويجَلهداَ‬
‫ل ّفتات‪َ َ.‬‬
‫بتلكَال هاراتَوال َ‬
‫‪َ .4‬؛لقةَال ّتوا لَالعلميَّ‪َ،‬ودورهاَفيَخدمةَالعربيّة‪َ:‬‬

‫قدَيتعدّيَالمتعدَّيَموَهذاَالعنواو َوهوَب؛قيقَيستوديَال ّتوقّدفَعليده َ‬


‫موّ َاللّغةَمن ويةَت؛تهَبرمّتها َفلَنت ّورَ؛َلَقدةَإعلميّدةَأوَ؛لقدةَتخاطبيّدةَ‬
‫دووَأوَيتوافرَفيهاَأرب َركائزَوهي‪َ:‬المرسل‪َ،‬الدمهور‪َ،‬الوسيلة‪َ،‬القناة‪.‬‬
‫سسة اإلعالم ّية‪َ:‬وقدَ‬ ‫في‪ /‬المؤ ّ‬‫ص ّ‬ ‫‪َ.1.4‬المرسل‪َ:‬وأق دَبهَهاهنا‪َ:‬ال ِّ‬
‫بدددأناَبددهَكونددهَالددرّ كوَامسدداسَفدديَال؛لقددةَالعلم ّيددة َم ّنددهَهددوَمددوَيسددهمَ‬
‫‪35‬‬
‫ويعملَعلىَتقديمَامفكارَبَلدهَأ ّندهَالمالدكَللّغدةَاَلّتديَسيو دلَبهداَالرّ سدالةَ‬
‫إلىَالدمهدور‪َ،‬فتم ّكندهَمدوَاللّغدةَهدوَالّدذيَيدعدلَالدمهدورَالمتلقّديَواعيداَ‬
‫وفاهماًَلمداَين دد َال د؛فيَمدوَمعدارفََوأفكدارََومعلومداتَوأنبداء‪َ.‬وهنداَ‬
‫أ يرَإلىَأوّ َال ّ؛فيّ َدور َمهد َّمَفديَال؛لقدةَال ّتخاطبيّدة َأيَ‪َ:‬إ ّندهَالَبد َّدَأوَ‬
‫يكدووَواعيدَا ًَبمدداَيقولدهَوأق دددَواعيددا َأيَ‪َ:‬اللّغدةَالمسددتعملة‪َ،‬فهددوَبمنزلددةَ‬
‫ال ّداعرَعنددَالعدريَفدديَمداَسدبق َموّ َمدوَالبلغددةَأوَت؛داورَال ّنداسَبمدداَ‬
‫يفهمددووَويعقلددووَأوَأوَترتقدديََبهددمَإلدىَمدداَتقددول‪َ،‬أيَإوّ َال ّ دد؛فيّ َيددديَ‬
‫عليهَأوَيكووَمتمرّ سَا ًَموَاللّغة َفاللّغدةَالعلميّدةََلغدةََعالميّدة‪َ،‬فدلَيعقدلَ‬
‫أوَيخاطدديَ دد؛فيََدمهددوراًَعرب ّيداًَبلغددةَعام ّيددة‪َ،‬ذلددكَأوّ َمددوَغيرندداَمددوَ‬
‫العددريَمددوََالَيفهددمَلغتندداَوأق دددَهندداَاللّهدددة‪َ،‬وكددمَمددوَلهدددةَاهتددرتَ‬
‫واعتددرتَالدزائددرَمددثل‪َ.‬إذاًَالدددام َبينندداَهددوَاللّغددةَالعربيّددةَالف دد؛ى‪َ.‬‬
‫فال َ؛فيََّاَلّذيَيتكلّمَبالعامَّيةَأ ّنىَلهَأوَيق ّدمَتراثاًَدزائريّاَلغيرَالعدارفيوَ‬
‫بالعاميةَاَلّتيَترت ىَفيَمدتمعناَالم؛ليّ ‪َ .‬‬
‫الرسالالالة‪َ:‬وهددديَامفكدددارَالّتددديَين دددرهاَال ّ ددد؛فيّ َفددديَأوسددداطَ‬
‫‪ّ َ.2.4‬‬
‫المدتم َباللّغةَالعربيّةَالف ؛ى َموّ َال ّ؛فيّ َيسعىَدائماًَلت؛قيقَ ديئيوَ‬
‫اثندديو‪َ:‬القندداعَوالمتدداع َفالقندداعَأوَيقنعددكَبمدداَيريدددَأوَيو ددلهَإلددىَ‬
‫الدمهورَموَأفكدار‪َ،‬والرّ سدالةَممّداَهدوَمعدروفَومد لوفَالَبد ّدَأوَتكدووَ‬
‫افيةَكافيةَبلغةَراقيةَتسرّ َسدامعيها‪َ،‬والَتسدتو؛شَآذاوَوأذهداوَالعدوا َّم َ‬
‫موّ َالدمهورَيختلفَوالَي تلف‪َ.‬فيدهَالمثقّدفَوفيدهَالمتوسّدطَوفيدهَالداهدلَ‬
‫ام َّميّ َوموَهناَيستلزمَعلىَال ّ؛فيّ َأوَيكووَواعيدَا ًَفطنداًَكيّسداًَفديَمداَ‬
‫يق ّدمهَوين د ‪َ،‬وإالَّع ّدتَرسالتهَهذرمةَوهرطقةَوليستَموَالعدلمَفديَ‬
‫يء‪َ،‬والمتاعَأوَتم ّتعهمَبلغةَمفهومةَالَهيَساقطةَفتسقطََمدوَمسدتوىَ‬
‫الدمهورَوالَهيَبلغةَال َّعراء َموّ َال ّعراءَلهمَلغتهمَالخا ّةَوهيَلغةَ‬
‫ال ّعور‪َ.‬وهناَأ يرَإلىَتلكَال ّي؛اتَالتيَتقدول‪َ:‬إوََّالعربيّدةَلغدةََ دعر‪َ،‬‬
‫ف قولَلغةَال ّعرَلل ّعراءَوالَيفهمهاَإالَّال ّعراء‪َ،‬وال ّعرَالَين؛ رَفديَ‬

‫‪36‬‬
‫العربيّةَفقط َبلَلكلَّلغةَ عرا هاَولكلَّأمّةَلغتهدا‪َ،‬ون؛دوَ؛بانداَيَبلغدةَ‬
‫خالدددةَوقددارّ ةَإلددىَأوَيددر َيَامرضَومددوَعليهددا‪َ،‬والَمدددالَل ّددكَفدديَ‬
‫ذلك‪َ.‬فلَيعقلَأوَنخاطيَال ّناسَبلغةَامرألَالقيس‪َ،‬وإوَكاوَفيَزموَموَ‬
‫امزمدداوَتَقدددَمَف ددائيّاتَبددرامجَتاريخ ّيددةَيسددتعملَمتكلّموهدداَاللّغددةَالعربيددةَ‬
‫لًَفيَفهمَتلكَاللّغدة‪َ،‬والد ّدليلَعلدىَذلدكَأوّ َ‬ ‫القديمةَالف ي؛ةَوالَنددَم ك َ‬
‫كلَّموَ اهدَتلكمَالبرامجَالَيوددَعند َم دكلَفديَتلكدمَاللّغدة َموّ َاللّغدةَ‬
‫بالفطرةَواللّغةَت خذَسماعا ً َفلوَعدزناَعدوَلغدةَاموّ لديوَلكداوَاممدرَبنداَ‬
‫أوَنعدزَفيَ؛فوَالقرآوَالكدريم‪َ.‬ومعداذَيَأوَيكدووَذلدك َفدالقرآوَيسّدرَ‬
‫لموَأراد‪َ،‬وكذلكَاللّغةَميسّرةَلموَأرادَذلك‪َ .‬‬
‫‪َ.3.4‬الدنا ‪َ:‬والمق ودَبهاَالف ائيّاتَالعلميّةَبكلَّأنواعها‪َ،‬هنداكَ‬
‫قنددواتَف ددائيّةَمتع د ّددةَمنهدداَمدداَيق د ّدمَبالعرب ّي دة‪َ،‬ومنهدداَمدداَيق د ّدمَبالعام ّيددةَ‬
‫والهددديوَأكثرهدداَ؛دديوَتع د ّدها‪َ،‬وهدديَتتع د ّددَبتع د ّددَتودَّهاتهدداَوأغرا ددهاَ‬
‫وووائفهدداَالمن ددودةَوالمق ددودة‪َ.‬ومددوَالقنددواتَالّتدديَا ددتَهرتَفدديَمدددالَ‬
‫خدمةَاللّغدةَالعربيّدةَسدواءَكداوَبق ددَأمَبغيدرَق ددَقنداةَ"سدميرة"‪َ،‬اَلّتديَ‬
‫داتَمتع د ّددًَة‪َ،‬العرب ّيددةََمنهدداَ‬
‫دالطب َ؛ي د َتسددتعملَهددذ َالقندداةَلغد َ‬ ‫تخددتصّ َبد َّ‬
‫دةَفدديَ‬‫والفرنس ديّة‪َ.‬والعرب ّيددةََأكثددرَمددوَذلددك َإذَإ ّنهدداَتسددتعملَألفاو داًَعرب ّيد ًَ‬
‫تهاَللطددب ‪َ،‬وهددذاَأمددرَم؛مددود َم ّنهدداَتتعامددلَم د َامددرأةَماكثددةَفدديَ‬ ‫ّ‬ ‫و دفَ‬
‫البيت‪َ،‬كماَأ ّنهاَتتعاملَم َامرأةَعاملدةَمثقّفدة‪َ،‬وهكدذا‪َ.‬وعليده‪َ،‬فدالدمهورَ‬
‫الم اهدَيستطي َأوَيقوّ يََلغتهَخللَهذ َالقناةَباستعمالَألفداوَالخددمات‪َ،‬‬
‫ومددوَهندداَتقددوّ يَأداء َاللّغددويّ ‪َ.‬وإذاَمدداَربطندداَهددذ َالقن داةَبقنددواتَالعددريَ‬
‫هاَتمثلدتَفديَأسدواقَالعدريَالّتديَكاندتَتقدامَ‬ ‫ّ‬ ‫المودودةَفيَماَسبقَنددَأ ّن‬
‫كدددلَّسدددنةَفيددد تيَال ّدددعراءَمدددوَكدددلَّ دددويَو؛ددددي‪َ.‬بلدددهَمددددالسََالعلدددمَ‬
‫والكتاتيي‪َ.‬إذاًَفالقنداةَهديَالرَّكيدزةَامسداسََفديَن درَاللّغدةَالعربيّدة‪َ،‬فكمداَ‬
‫استطاعَالعريَن رَاللّغةَالعربيّةَوتعليمهداَلغيدرَال ّنداطقيوَبهدا‪َ،‬فكدذلكَالَ‬

‫‪37‬‬
‫يرَعلينداَأوَنعلّدمَلغتنداَلغيدرَال ّنداطقيوَبهدا َموّ َاللّغدةَفديَأ دلهاَ"هديَ‬
‫انت؛اءَسمتَكلمَالعريَليل؛قَبالعربيةَموَليسَمنها"‪َ .‬‬
‫‪َ.4.4‬المتل ّدالالي‪ /‬الممهالالور َم ّمدداَالَريدديَفيددهَوالَ دكَّأوّ َالدمهددورَهددوَ‬
‫الرّأيَالعامَالّذيَتستندَإليهَالقيمةَال؛كميّةَلنددا َالعدلمَوف دله‪َ،‬م ّندهَهدوَ‬
‫القابضَعلىَماَيقد ّدمَلده‪َ،‬فدلَنت دوّ رَإعلمداًَبدلَدمهدور‪َ.‬فنددا َالعدلمَ‬
‫إ ّنمددداَيكدددووَبعدددددَالم ددداهديوَلهدددذ َالف دددائيّاتَالتددديَتقددد ّدمَلهدددمَالمعدددارفَ‬
‫وامفكار‪َ،‬وإالَّكيفَنقول‪َ:‬إوّ َهذ َالقنداةَلهداَدمهورهداَالخداصّ ‪َ،‬ولعدلَّهدذاَ‬
‫ال؛كمَلمَيردَسبهللةَأوَع دوائ ّياًَوإ ّنمداَ؛كدمَعلدىَركدائزَم؛ورهداَامسداسَ‬
‫الدمهور‪َ،‬فاممرَيرد َإليه َوهذ َالفائددةَالمرددوّ ةَمدوَالعدلم َأيَإ ّندهَالَ‬
‫ب ّدَأوَيق ّدمَ يئاَيسرّ َالم اهديوَوي ّثرَفيهمَب كلَإيدابيَّوبخا ّدةَإذاَكداوَ‬
‫ال ّ؛فيَّيملكَلغةَراقية‪َ .‬‬
‫‪ .5‬العلمَالرّ اقيَهوَال ّ؛فيَذوَامداءَاللّغويّ ‪َ:‬‬

‫الَيمكوَأوَيكووَالعلمَراقياًَبغيايَ ؛فيّ َلدهَأداءَفعّدال َلدذاَالَبد ّدَ‬


‫مددوَتدددوافرَ؛لقدددةَبسددديطةَأوَمردع ّيدددةَلغويّددةَ دددلبة َتسدددتندَإلدددىَمعددداييرَ‬
‫؛ي؛ة‪:‬‬
‫في‪َ:‬الَنريددَأوَيكدووَعنددناَ د؛فيّ َبلغدةَالخيّدام‪َ،‬‬ ‫‪َ.1.5‬تم ّكن ال ّ‬
‫صال ّ‬
‫لكوَأ عفَاليماوَ ؛فيَّالَيل؛وَفيَاللّغةَأوَإوَ ئتَقل‪َ:‬ينقّيَأدراوَ‬
‫اللّغاتَامخدرىَفديَوسدطَالعربيّدةَأثنداءَكلمده َموّ َاللّغدةَيدذهيَرونقهداَ‬
‫بمدردَدخولَدخيلَعلىَاللّغة‪َ،‬وبخا ّةَإذاَلمَيخ َللميزاوَالعربيّ ‪َ .‬‬
‫‪َ.2.5‬ممهالالور وا ‪َ:‬مدداَأ؛ودندداَاليددومَإلددىَدمهددورَواعَ َأيَ‪َ:‬يميّددزََ‬
‫الرّ ديءَموَالدَّيد َموّ َالدمهورَالمنغمسَالمنغرسَفديَالداهليّدةَالفكريّدةَ‬
‫أوَال ّللَالفكريََّماَكاوَلدهَيومداَليعدرفَامفكدارَال ّد؛ي؛ةَال ّدائبةَمدوَ‬
‫يندتجَأفكداراَه ّدامدةَوامفكدارَاله ّدامدةَ‬
‫امفكارَاله ّدامدة َموّ َالعدلمَالهد ّدامَ َ‬
‫لزوالَوال ّتخلّف‪َ .‬‬
‫تبنيَمدتمعاًَوفرداًَه َّداما‪َ،‬وموَث ّمَدولةَآيلةَإلىَا ّ‬
‫‪38‬‬
‫ّ‬
‫ّتدهَتوخيدهَ‬ ‫‪َ.3.5‬عرب ّية اإلعالم َماَيديَعلىَال َّ؛فيّ َوالعدلمَبرم‬
‫هوَاللّغةَال َّ؛ي؛ةَالف ي؛ةَالبعيدةَعوَال ّتكلّدفَوال ّت د َّدقَفديَالكدلم َبدلَ‬
‫لغةَيسيرةَقريبةَموَالعربَّيةَالف ؛ىَبعيددةَعدوَالعا َّميّدة‪َ،‬فن دداوَالعا َّميّدةَ‬
‫إ ّنماَهوَفيَبادألَاممرَن داوَللق اءَعلىَالعربيّة‪َ َ.‬‬
‫الخاتمة‪َ َ:‬‬

‫ت مّوَهذاَالب؛ "أثر وسائل اإلعالم في خدمة اللّغة العرب ّية"‪َ.‬وهدوَ‬


‫مو وعَها ّمَومهد َّم‪َ،‬وبخا ّدةَمد َال ّتقانداتَال؛ديثدةَاَلّتديَتعتدورََالمدتمد َ‬
‫العربيّ ‪َ،‬فكلَّماَي ّدَال ّنورَهوَالوسائلَال؛ديثة‪َ،‬وبخا َّةَمداَتعلّدقَباللّغدةَ‬
‫العربيّة‪َ،‬وماَأ بحَم هورَاًَبيوَاموساطَالعلمَّيةَخا ّة‪َ،‬وهوَأوّ َالعربيةََ‬
‫غيدددرَقدددادرةََعلدددىَم دددا؛بةَومسدددايرةَمسدددتد ّداتَالع دددرَمدددوَعولمدددةَ‬
‫وتكنولوديددا‪َ،‬وهددذاَمرفددوضَولددوَ؛دسددا َفلغتندداَالعرب ّيددةَلغددةََتمَيددزََعددوَ‬
‫غيرهاَبالسعةَفيَألفاوهاَومرونةَا تقاقها َوالد َّدليلَعلدىَذلدكَمداَنل؛ودهَ‬
‫موَتطوّ رَفيَالوسائلَال؛ديثةَموَألفاو َ؛ي َنددَالعربيّةَتسدتوعيَهدذ َ‬
‫املفدداوَدونمدداَأيّ َم ددكل‪َ،‬فوهددرَ"دهددازَالكمبيددوترَوس دمّيَبددـ‪"َ:‬الكبَت دار"َ‬
‫علىَوزو"َفَعَلل"‪َ،‬وهوَوزوَ رّ َبدهَسديبويهَفي"الكتداي"َوالَ دير‪َ،‬‬
‫وعندناَلفوةَ"الفايسبوك"َعلىَ"فَسَبَكة"َموَوزو"َفَعَللة"‪َ،‬ومثلدهَ"تدوترة"َ‬
‫ومثلهَ"فبركة"َو"دسترة"َوقسَعلىَذلكَماَ اءَلكَأوََتقيسَمدوَاملفداوَ‬
‫الواردةَموَاملفاوَامَخَر‪َ.‬فدهلناَباللّغةَليسَمعنا َأوَن؛كمَعليهاَبدالفقر‪َ،‬‬
‫ففاقدددَال ّ ديءَالَيعطيدده‪َ،‬ومددوَدهددلَ دديئاَعددادا َموّ َالواقد َالمعدديشَا وَ‬
‫يدلّناَعلىَأ ّناَن؛كمَعلىَندواميسَدووَمعرفدةَبهداَفديَ؛دالَمدوَام؛دوال‪َ،‬‬
‫فقدَكثرَالمارقووَفيَ؛كمَمداَالَي؛كدم‪َ،‬ف د؛ىَالهدوا َّمَوالعدوا َّمَيتكلّمدووَ‬
‫وي؛كمووَب ياءََهمَبعيدووَعنهاَبعدَالم رقَوالمغري‪َ،‬ك وَي؛كمَعلدىَ‬
‫لغددةَوهددوَفدديَبددادألَاممددرَالَيعددرفَ؛ ّتددىَمفدداتيحَهددذ َاللّغددةَوسددرائرها َ‬
‫فال؛كمَعلىَال ّيءَإتياوَببديلَوليسَإبطالَال َّيءَبالرّفض‪َ.‬ومدوَخدللَ‬
‫ذاَب رتَإلىَال ّنتائجَا تية‪َ َ:‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬العلمَوسيلةَرئيسةَفيَالمدتم ‪َ،‬قيامَهَموَقيامَالمدتم‬
‫‪ -‬العلمَالمتميّزَهوَالعلمَالمت؛ ّكمَفيَلغتهَال ّنا عة‬
‫‪ -‬ال؛رصَعلىَتعليمَاللّغةَلإلعلميّيوَوبخا ّةَالَّن؛و‪َ،‬فهوَليّ َاللّغدةَ‬
‫وزينةَ؛ليتها‬
‫‪ -‬العلمَالهابطَهوَالعلمَالّذيَالَي؛ترمَلغته‬
‫‪ -‬العلميّ َفيَاللّغةَأدىَإلىَال ّعفَفيَالدماهير‪َ .‬‬

‫الهوامـش َ‬

‫(‪ )1‬سمير َم؛مدَ؛سو‪َ،‬العلمَواال ّت الَبالدماهيرَوالرأيَالعا ّم‪َ،‬د‪/‬ط‪َ.‬القاهرة‪َ،1984َ:‬‬


‫عالمَالكتيَص‪َ .21‬‬
‫(‪ )2‬إبراهيم َإمام‪َ ،‬العلم َواال ّت ال‪َ ،‬د‪/‬ط‪َ .‬القاهرة‪َ ،1969َ :‬مكتبة َأندلو‪َ ،‬الم ريّة‪َ،‬‬
‫ص‪َ .27،28‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )3‬م؛مد َالتهامي‪َ ،‬الرّأي َالعا ّم َوال؛ري َالنفسيّة‪َ ،‬د‪/‬ط‪َ .‬القاهرة‪َ ،1988َ :‬دار َالهاني‪َ ،‬ج‪َ،1‬‬
‫ص‪َ 131َ128‬‬
‫(‪ََ)4‬المرد َنفسه‪َ،‬ص‪.132‬‬

‫َ‬

‫‪40‬‬
‫دور القنوات الفضائية الخاصة‬
‫الموجهة للمرأة في ترقية لغتها العربية‬

‫أ‪.‬مليكة بوخاري‬
‫المدرسة الوطنية العليا لعلوم اإلعالم والصحافة‪ /‬الجزائر‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تستتتحوا اللغتتة علتتا مكانتتة كبيتترة فتتي المجتمعتتات اإلنستتانية‪ ،‬وهتتي أداة‬
‫تواصلية تميزه عن باقي المخلوقات األخرى‪ ،‬غير أن ميزة الكالم في اللغتة‬
‫لدى اإلنسان تجعلها أداة االتصال األولا الخاصة بالبشر‪ ،‬وتحتاول كتل لغتة‬
‫أن تكون لغة مركزية تحيط بها لغات محيطة ثانوية‪ ،‬والناطقون بتلت اللغتة‬
‫يسعون جاهدين في نشترها وانتشتارها عبتر مختلتو الوستائط والستبل علتا‬
‫غرار القنوات التلفزيونية التي تعد واحدة من أهم وسائل اإلعالم واالتصتال‬
‫في نشر األفكار والمعتقدات وأيضا اللغات‪ .‬وفي ما يخت تجربتة الجزائتر‬
‫في مجال فتح السمعي‪ -‬البصتري‪ ،‬ال تتزال جديتدة باعتبتار أن كتل القنتوات‬
‫الخاصتتة التتتتي تبتتت بطتتتاقم ومضتتمون صتتتحفي جزائتتتري‪ .‬وكلهتتتا تمتتتارس‬
‫نشتتتاطها بقتتتانون أجنبتتتي‪ ،‬رغتتتم المصتتتادقة علتتتا قتتتانون الستتتمعي البصتتتري‬
‫الجزائري‪ ،‬إال أن التخوو من التحول إلا القانون الجزائري قائم لتدى هتاه‬
‫القنوات‪ .‬وبغض النظر عن المحتوى الاي تبثه هاه القنتوات‪ ،‬ومتا يمكتن أن‬
‫يقتتتال عنتتته‪ ،‬إال أن البحتتت يرتكتتتز علتتتا عتتترض تجربتتتة إحتتتدى القنتتتوات‬
‫المختصة فتي الطتبخ‪ ،‬الموجهتة إلتا األستر‪ ،‬والمترأة الجزائريتة خصوصتا‪،‬‬
‫التي كانت تتعطش إلا بترام وقنتوات علتا غترار قنتوات الطتبخ األجنبيتة‬
‫والعربية األخرى‪ ،‬التي تطرح في الكثير من األحيان مشكل المصتطلح متن‬
‫خالل ما تقترحه هتاه القنتوات‪ ،‬التتي تعتمتد فتي مجملهتا علتا لغتات التدول‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫وليس علا اللغة الفصحا أو العامية المفصحة‪ .‬ومن خالل متا اكتر‪ ،‬يمكتن‬
‫أن نطتترح الس تؤال الجتتوهري الت تالي‪ :‬هتتل تس تهم قنتتاة الط تبخ (بن تة‪ )TV‬فتتي‬
‫ترقية المصطلح الفصيح‪ ،‬ونشر اللغة العربية لدى األسر الجزائرية؟‬
‫‪ .1‬اللغة العربية كرافد حضاري للمجتمع‪:‬‬

‫تعتتد اللغتتة متتن العناصتتر المهمتة فتتي البنتتاج االجتمتتاعي للمجتمعتتات منتتا‬
‫األزل وإلتتا غايتتتة اليتتتوم هتتتي بمثابتتتة المكتتتون األستتتاس فتتتي قيتتتام العمليتتتة‬
‫االتصالية بين البشر‪ ،‬ويعتد علتم اللغتة علمتا قائمتا بااتته؛ حيت يتراه كلود‬
‫ليفي ستردس أنه العلم الوحيد التاي يستمو إلتا المطالبتة بتأن يكتون علمتا‬
‫حقيقيا‪ ،‬نظرا إلا األهميتة التتي يحتلهتا موضتوا اللغتة فتي حيتاة اإلنستان‪،‬‬
‫والتشاب العالئقي بينها وبين باقي األنساق التي يتدور فيهتا المجتمتع ككتل‬
‫فيقول‪" :‬يحتتل علتم اللغتة مكانتا مميتزا فتي مجمتل العلتوم االجتماعيتة التتي‬
‫ينتمي إليها بال ريب؛ فهو ليس علما اجتماعيا كتالعلوم األخترى‪ ،‬بتل العلتم‬
‫الاي قام بأعظم اإلنجازات‪ ،‬وتوصل إلا صياغة منه وضتعي‪ ،‬ومعرفتة‬
‫الوقائع الخاضعة إلا تحليله في وقت واحتد‪ ،‬وهتو الوحيتد بتال ريتب التاي‬
‫يستطيع المطالبة باسم علم‪ )1(".‬وتمثتل اللغتة فتي أي بلتد جتزجا متن الثقافتة‬
‫التي تشكل سلسلة الترابطات القائمة علا أساس االتصال كضرورة أوليتة‬
‫لقيتتام المجتمتتع‪ ،‬وبخاصتتة أن اإلنستتان ال يمكتتن لتته أن يعتتيش ختتار نطتتاق‬
‫المجتمع الاي ينتمي إليه الفرد‪ ،‬السيما أنته كمتا يعترو "كتائن اجتمتاعي"‪.‬‬
‫فاإلنسان– كما يرى الباح سايير‪" -‬ال يمكنه أن يعيش خار مجتمع ما‪،‬‬
‫وهو بتال يستتمد خبراتته االجتماعيتة متن هتاا المجتمتع التاي يعتيش فيته‪،‬‬
‫ومن كل أنواا السلو التي تعتارو عليهتا المجتمتع (‪ )...‬واللغتة متن بتين‬
‫المظتتاهر االجتماعيتتة المختلفتتة عامتتل أستتاس متتن عوامتتل االتصتتال بتتين‬
‫النتتاس"(‪ .)2‬فاإلنستتان يتواصتتل بينتته وبتتين أقرانتته إا إنتته بح ت عتتن ستتبل‬
‫متعددة لال ؛ فحتا متا يعترو بالمجتمعتات البدائيتة ستعت دائمتا للوصتول‬
‫إلا خلق شيفرة معينة ليتسنا لهتا التعبيتر عتن تفكيرهتا‪ ،‬وعمتا تريتد‪ ،‬وأن‬
‫‪42‬‬
‫تنقله متن تفاصتيل حياتهتا إلتا الغيتر‪ .‬واألكيتد أن هنتا عالقتة جدليتة بتين‬
‫اللغة والمجتمع؛ فالمجتمع هتو التاي يخلتق اللغتة متن جهتة‪ ،‬وهتاه األخيترة‬
‫بقيت موجتودة بفضتل وجتود المجتمتع اإلنستاني التاي متن جهتة أخترى لتم‬
‫يتنتتازل عتتن اللغتتة فتتي كامتتل مراحتتل اإلنستتانية‪ .‬واللغتتة تميتتز خصوصتتية‬
‫المجتمعتتات؛ لتتاا هتتي متتن بتتين عناصتتر الثقافتتة القوميتتة التتتي تميتتز البلتتدان‬
‫واألمم "فال يمكن أن نتصور مجتمعا دون لغة‪ ،‬واللغتة متن ناحيتة أخترى‪،‬‬
‫تتتدين بوجودهتتا للمجتمتتع‪ ،‬إا إن حاجتتة النتتاس إلتتا االتصتتال والتفتتاهم قتتد‬
‫دفعتهم دفعتا إلتا إيجتاد الوستيلة التتي تحقتق لهتم وجتودهم االجتمتاعي"(‪.)3‬‬
‫وكما اكرنا سابقا؛ فإن بين الثقافة واللغة عالقة وطيدة؛ حي يرى في هاا‬
‫السياق كلد ليفي ستردس أنه "يمكن بح اللغة كنتيجة من نتائ الثقافة‪:‬‬
‫اللغة المستعملة في مجتمع ما تعبر عتن ثقافتة الستكان العامتة‪ ،‬ولكتن اللغتة‬
‫بمعنا آخر قسم متن الثقافتة فتي نظتر توييلر‪ ،‬مجموعتة معقتدة تشتتمل علتا‬
‫مجموعتتتة متتتن األدوات واألنظمتتتة العامتتتة والمعتقتتتدات والعتتتادات واللغتتتة‬
‫بالطبع‪ ،)4(".‬وهاا بدهي‪ ،‬وبخاصة أن اإلنسان يستتطيع أن يكستب الثقافتة‬
‫التتتتي تجعلتتته يتتتتأقلم فتتتي المجتمتتتع بفضتتتل اللغتتتة؛ فاألطفتتتال متتتثال يمكتتتنهم‬
‫التواصل‪ -‬بعد قتدرتهم علتا النطتق‪ -‬بفضتل اللغتة فقتط‪ ،‬ومنهتا يستتطيعون‬
‫اكتساب األعراو‪ ،‬والتقاليتد وكتاا التدين‪ ،‬وغيرهتا متن مكونتات المجتمتع‪،‬‬
‫التي يستعا األفتراد إلتا توريثهتا إلتا األجيتال‪ ،‬كمتا أن اللغتة تستمح للفترد‬
‫باالنفتتتتاح علتتتا الختتتر وعلتتتا الثقافتتتات األختتترى‪ ،‬فتتتال مجتتتال للتعتتتارو‬
‫والتواصل إال باللغة؛ فهي التي تنقل معرفة األنا إلا الخر‪ ،‬دهتي المهمتة‬
‫المنوطتتة باللغتتة فتتي أي وطتتن يريتتد أن تبقتتا مقوماتتته قائمتتة‪ ،‬الستتيما أن‬
‫المحتل‪ -‬وفي كل أنحاج العالم‪ -‬يحاول أن يتدمر المقومتات الشخصتية التتي‬
‫يحتل أرضها؛ بغرض التحكم فيها كليا وبمختلو الوستائل التتي يستتثمرها‬
‫للقيام بتدمير مقومات المجتمع‪ ،‬وهو ما كان قد وقع في الجزائتر فعتال متن‬

‫‪43‬‬
‫خالل محاولة فرنسا القضاج علا اللغة العربية كلغة أساستية استتقرت فتي‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬خاصة أنها لغة الدين اإلسالمي الاي آمن به سكانها‪.‬‬
‫إن هتتاه النظتترة‪ ،‬وهتتاا التوجتته‪ ،‬عمتتدت إليتته السياستتة االستتتعمارية متتن‬
‫ختتتالل توظيتتتو كتتتل الوستتتائل الممكنتتتة كالستتتينما متتتثال‪ ،‬إلدراكهتتتا األبعتتتاد‬
‫الخطيتترة لس تلطة الصتتورة‪ ،‬وهتتو متتا أيقنتتته اإلدارة الفرنستتية التتتي جعلتتت‬
‫السينما أداة أخرى لضتمان البقتاج‪ .‬وهتاهو العقيتد الفرنستي ميرشوي يوجته‬
‫رستتالة إلتتا متتدير مجلتتة يوضتتح فيهتتا وجهتتة نظتتره حتتول استتتعمال الستتينما‬
‫كوسيلة عسكرية في إفريقيا يقول‪" :‬هنا طريقتة نافعتة لنتزا الستالح متن‬
‫األولي– يقصد المستعمر– هي إضتحاكه (‪ )...‬الستينما الكوميديتة (عفتوا)‬
‫هي بالتأكيد سالح غزو إفريقيا‪" .‬ونجتد فتي األفتالم التتي أنجزتهتا الستينما‬
‫االستعمارية التي كما قال هاا العقيد الفرنسي وجهت إلضحا المستعمر‬
‫وبوجتته ختتا المستتتعمر المستتلم "ففتتي ستتنة ‪ 1897‬أنتتت فتتيلم بعنتتوان‬
‫"المستتلم المضتتح "‪ ،‬وفتتي ستتنة ‪ 1907‬أنتتت فتتيلم "علتتي الملتحتتي" متتن‬
‫إختترا مليتتاس التتاي يظهتتر أنتته استتتوعب خطتتاب هتتاا العستتكري"(‪ .)5‬هتتاا‬
‫المختتتر وأمثالتتته حتتتاولوا بواستتتطة هتتتاه األفتتتالم أن يصتتتوروا الجزائتتتري‬
‫المستتلم علتتتا أنتتته شتتتنيع‪ ،‬قبتتتيح وحقيتتتر‪ ،‬وهتتتو متتتا يؤكتتتد شتتتناعة السياستتتة‬
‫االستتعمارية ومتتدى تتتأثير الستينما كالتتة دعايتتة وحترب فتتي فتترض صتتورة‬
‫نمطيتتة علتتا جماعتتة أو أفتتراد أو حتتتا شتتعب كامتتل‪ ،‬وهتتو متتا ستتخرت لتته‬
‫السينما في الجزائر من طرو االحتالل الفرنسي الاي لم يغفتل أي وستيلة‬
‫لتحقيق ال ‪ .‬ومن ناحية اللغة‪ ،‬فقد عمتدت فرنستا إلتا محتو اللغتة العربيتة‬
‫متتن المتتدارس والزوايتتا وتعويضتتها بالمتتدارس الفرنستتية واللغتتة الفرنستتية‬
‫بمباركتتة العتتالم المستتيحي؛ التتاي رأى أن استتتعمار فرنستتا للجزائتتر نصتتر‬
‫للمسيحية‪ ،‬وهتو متا أثبتتته وثتائق اكتشتفت متؤخرا فتي رومتا‪ ،‬وعتن التدعم‬
‫التتاي كتتان متتن طتترو الفاتيكتتان للغتتزو الفرنستتي للجزائتتر‪ ،‬وبخاصتتة أن‬
‫موقتتو هتتاا األخيتتر متتن استتتعمار الجزائتتر كتتان غامضتتا فتتي الوقتتت التتاي‬

‫‪44‬‬
‫كانتتت الجزائتتر مهتتدا للعلتتم ولطتتالب العلتتم‪ ،‬حي ت كانتتت "تع ت بالمستتاجد‬
‫والمدارس التعليمية والزوايا التي كان الطالب يتلقون فيها التعلتيم العتالي‪،‬‬
‫وكانت هنتا مرحلتتان متن التعلتيم‪ :‬تعلتيم ابتتدائي وتعلتيم ثتانوي‪ ،‬غيتر أن‬
‫هاه األوضاا تغيرت أثناج االستعمار‪ ،‬الستيما أن الفرنستيين يؤمنتون بتأن‬
‫مهمة بلدهم "تحضير" الجزائري‪ ،‬وإنقااه من غياهب حياته البدائية؛ لتال‬
‫لم يتردد أحد أقطابهم‪ ،‬أبو المدرسة العلمانية جد فيور‪ ،،‬فتي القتول‪" :‬ال‬
‫تطمح فرنسا إلا أن تكون بلدا حرا فقط‪ ،‬وإنما تطمح كال إلتا أن تكتون‬
‫(‪)6‬‬
‫بلتتدا عظيمتتا ينشتتر فتتي كتتل مكتتان عاداتتته وستتالحه وعلمتته وعبقريتتته‪".‬‬
‫وتتعدد وظائو اللغة اجتماعيا‪ ..‬فبغض النظر عن اعتبتار اللغتة هتي التتي‬
‫تعبر عن التفكيتر اإلنستاني‪ ،‬فتإن دورهتا يتعتدى الت ؛ حيت "تستتخدم فتي‬
‫تحقيتتق الصتتلة االجتماعيتتة بتتين النتتاس فتتي معظتتم األحيتتان‪ ،‬ومتتع الت فتتإن‬
‫استخدامها في المسائل الاهنية مظهر أيضا من مظاهر الصلة االجتماعيتة‬
‫علا مستوى الفكر‪ ،‬ألن صتلة النتاس ال تتحقتق بتاألمور العاديتة فقتط؛ بتل‬
‫(‪)7‬‬
‫تتحقق كال علا مستوى أرقا هو مستوى األفكار الاهنية المجردة‪".‬‬
‫‪ .2‬مبدأ التواصلية في ترسيخ المصطلح اللغوي‪:‬‬

‫إن األساس الاي تقوم عليه اللغة في كل العالم هو أساس التواصل بتين‬
‫األفراد واألمم‪ ،‬وهي ناقل للفكر‪ .‬وفي هاا السياق يقول اإلمام محمتد عبتده‬
‫عن اللغة‪ :‬هي مجال الفكر وترجمان له‪ ،‬ومن الضروري أن نعتترو بتأن‬
‫اللغة تعيش بقدر استعمالها وتتطور بمستوى تطور المحتيط التاي تمتارس‬
‫فيه وتضمحل إن اندثر استخدامها‪ ،‬وال تكفي الكتب والمجلدات لحفظها إن‬
‫غاب استخدام اإلنسان لها "فحياة اللغة تكمن في حياة أهلهتا النتاطقين بهتا‪.‬‬
‫فاللغة ال تحيا ببطون المجلدات والمحاضر‪ ،‬ولكنها تحيا باالستتعمال علتا‬
‫ألسنة الناطقين بها والمعتزين بها"(‪ .)8‬ـ وكما أن التنوا في اللغات من بتين‬
‫أسباب انتعاش اللغتات ونموهتا؛ فهتو يستهم فتي انتشتار األفكتار والقتيم متن‬
‫خالل نقل اللغة إلا مستوى التواصل بين األفراد‪ .‬ومتن بتين أهتم الوستائل‬
‫‪45‬‬
‫الحديثتتتة التتتتي تستتتهم فتتتي تفعيتتتل عمليتتتة التواصتتتل نجتتتد وستتتائل اإلعتتتالم‬
‫واالتصتتتال حاضتتترة فتتتي المرتبتتتة األولتتتا حاليتتتا‪ ،‬خاصتتتة متتتع االنفجتتتار‬
‫الحضاري والفكري لها‪ .‬ويلحظ اليوم في بلدان العالم محاولة كل دولتة أن‬
‫تنشر لغتها وثقافتها وحضارتها من خالل القنوات الفضائية لتستحوا علتا‬
‫مكانة مهمة في العالم؛ باعتبار القنوات الفضائية أو اإلااعيتة صتوت األنتا‬
‫لدى الخر "فتال شت أن الثتورة االتصتالية التتي يشتهدها العتالم منتا عقتود‬
‫وما رافقها من ستطوة وستائل االتصتال الحديثتة وانتبال عصتر الستموات‬
‫المفتوحة يجعتل متن صتناعة البترام اإلااعيتة والتلفزيونيتة مستألة حيويتة‬
‫يتوقو عليها أحيانا مصير األمتم‪ ،‬ويتزداد األمتر خطترا كلمتا تعلتق الشتأن‬
‫بأمم اات حضارة عريقة قادت العتالم واحتلتت موقتع الصتدارة الحضتارية‬
‫وأدركت مدار التفوق والتتألق علتا متدى قترون كاألمتة العربيتة‪ ...‬غيتر‬
‫أن رياح العولمة الثقافية يراد بها التأسيس لكونيتة الثقافتة‪ ...‬وليستت اللغتة‬
‫العربيتتة فتتي متتأمن متتن خطتتر ريتتاح العولمتتة العاتيتتة‪ ،‬بتتل لعلهتتا علتتا رأس‬
‫(‪)9‬‬
‫اللغات المهددة"‪.‬‬
‫وما يجب أن نقو عنتده هتو إدرا التدول العربيتة لتحتدي اللغتة القتائم‪.‬‬
‫فمنتتا هبتتوب ريتتاح العولمتتة وتتتداول هتتاا المصتتطلح ستتنة ‪ 1997‬حاولتتت‬
‫الدول العربية أن تكتون مرصتادا للغتزو اللغتوي والفكتري‪" ،‬ولقتد أدركتت‬
‫المجموعة العربية فتي تخطيطهتا للعمتل العربتي المشتتر أهميتة الرهتان‪،‬‬
‫فأفصتتحت عنتته فتتي وثيقتتة الخطتتة الشتتاملة للثقافتتة العربيتتة الصتتادرة عتتن‬
‫المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بقولها‪ :‬إن امتال السيادة الثقافيتة‬
‫داخليا وخارجيا يتوقو في األستاس علتا ستيادة اللغتة العربيتة فتي وطنهتا‬
‫وبين أبنائها أوال‪ ...‬ويترتتب علتا هتاا اإلدرا العربتي‪ -‬ألهميتة المستألة‬
‫اللغوية وعن إرادة تجاير الحس اللغوي بشحنه العاطفية والفكرية‪ -‬العمل‬
‫علا االنتقال من التنظير إلا التطبيق‪ ،‬ومن المواقتو إلتا إجتراج وتلييتو‬
‫اإلااعتتتة والتلفزيتتتون فتتتي ستتتائر األقطتتتار العربيتتتة بوظيفتتتة معاضتتتدة دور‬

‫‪46‬‬
‫األسرة والمدرسة‪ ،‬والصحو في االرتقتاج باللغتة العربيتة متن لغتة رستمية‬
‫منبرية شبه حية إلا لغة حياة يومية؛ أي لغة جماهيرية"‪ )10(.‬ويتأتا الت‬
‫عبر تطويتع عمتل هتاه القنتوات الفضتائية‪ ،‬الموجهتة إلتا األسترة بالدرجتة‬
‫األولا‪ ،‬للسير في هاا السياق‪ ،‬نظرا إلتا كونهتا وستيلة اتصتال جماهيريتة‬
‫واسعة‪.‬‬
‫فبتفكي أساس العملية االتصالية ومخطط جاكبسون الاي يحدد مخطتط‬
‫االتصتتال فتتي تتتوفر المرستتل المستتتقبل الرستتالة القنتتاة الشتتفرة المرجتتع‪ ،‬متتا‬
‫يجعل من اللغتة تلعتب دورا أساستا فتي هتاه العمليتة االتصتالية‪ ،‬فهتي التتي‬
‫تجمع بين المرسل والمستقبل‪ ،‬اللاين يفككان الشيفرة نفسها المختصرة في‬
‫عالقتتة الكتتالم واللغتتة أو التتدال والمتتدلول‪ ،‬وهتتي ميتتزة اتصتتالية بتتين اللغتتة‬
‫واالتصال" فهي عالقة أنظمة االتصال للغة وتأثيرها في تعلمها وتعليمها‪،‬‬
‫فوسائل االتصال متوفرة في حيتاة اإلنستان؛ بحيت يمكنته أن يتواصتل متع‬
‫غيتتره بطرائتتق مختلفتتة‪ ...‬ويعتترو الباحت اللغتتوي شتتولي التواصتتل بأنتته‪:‬‬
‫الميكانيزم الاي بواسطته توجتد العالقتات اإلنستانية وتتطتور‪ .‬إنته يتضتمن‬
‫رمتتوز التتاهن متتع وستتائل تبليغهتتا عبتتر المجتتال‪ ،‬وتعزيزهتتا فتتي الزمتتان‪،‬‬
‫ويتضمن أيضا اإلشارات وتعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبترة‬
‫الصتتتتوت والكلمتتتتات والكتابتتتتات والمطبوعتتتتات والقطتتتتارات والتلغتتتتراو‪،‬‬
‫والتلفون وكل ما يشمله آختر متا تتم متن االكتشتافات فتي المكتان والزمتان‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫"‬
‫‪ .3‬قناة الشروق ‪ TV‬وقناة بنة ‪:TV‬‬

‫تعتتد قنتتاة الشتتروق متتن بتتين القنتتوات الخاصتتة التتتي دخلتتت المعتتتتر‬
‫اإلعالمتتتي الجزائتتتري؛ لتجتتتد مكانتتتا لهتتتا بتتتين الفواعتتتل الفضتتتائية الجديتتتدة‬
‫الموجهة إلا الجمهور الجزائري‪ .‬وهي‪ ،‬من الناحية القانونية‪ ،‬قناة أجنبية‪،‬‬
‫تب بقانون أجنبي؛ غير أن طاقهما كله جزائري ومضمونها أيضتا‪ .‬لتديها‬

‫‪47‬‬
‫الن قناتان متخصصتان‪ :‬األولا "الشروق نيوز" المختصتة فتي األخبتار‪،‬‬
‫وقنتتتاة "بنتتتة" المختصتتتة فتتتي الطتتتبخ بكتتتل أنواعتتته‪ ،‬وأيضتتتا القنتتتاة العامتتتة‬
‫"الشتتتروق ‪ ."TV‬فالشتتتروق هتتتي قنتتتاة خاصتتتة أسستتتتها الشتتتروق ل عتتتالم‬
‫والنشتتتتتتتر التتتتتتتتي تصتتتتتتتدر يوميتتتتتتتة ومجلتتتتتتتة الشتتتتتتتروق منتتتتتتتا ‪.1991‬‬
‫أعلتتن عتتن انطتتالق القنتتاة فتتي نتتوفمبر ‪ ،2011‬إال أن البت الرستتمي كتتان‬
‫في ‪ 19‬مارس ‪ ...2012‬يقدر عدد العاملين بها بـ ‪ ،237‬مقستمين علتا‬
‫النحو التالي ‪ ٪46‬رجتال و‪ ٪54‬نستاج‪ ...‬المتدير العتام علوي فيوي "(‪.)12‬‬
‫ومن الناحية اإليجابية فتإن القنتاة تستتوعب عتددا مهمتا متن خريجتي علتوم‬
‫اإلعتتتالم واالتصتتتال‪ ،‬بتتتالنظر إلتتتا فتتتر التوظيتتتو التتتتي تبقتتتا ضتتتعيفة‬
‫لخريجي اإلعالم‪ ،‬نظرا إلا االحتكار الاي كانت تمثله مؤسستة التلفزيتون‬
‫الجزائري‪ .‬وقناة بنة ‪ TV‬بدأ بثها في أواخر سنة ‪ ،2014‬لتكون من بتين‬
‫القنوات المختصة في الطبخ‪ ،‬الموجهة إلا األسرة الجزائريتة ثتم أصتبحت‬
‫القنوات التلفزيونية الخاصة الموجهة إلا الجزائريين تعطي اهتماما كبيرا‬
‫للحص النسوية الخاصة بالطبخ‪ .‬واألكثر من ال ‪ ،‬تتم فتتح قنتوات تهتتم‬
‫بال ‪ ،‬كقناة «سميرة» و«الشروق بنة» و"النهار لت "‪ ،‬التتي باتتت تنتافس‬
‫القنوات العربية مثل «فتافيت» التي تستهم بتدورها فتي التعريتو بتالمطبخ‬
‫العربتتي‪ ،‬ممتتا رفتتع متتن نستتبة المشتتاهدة لهتتاه القنتتوات التتتي أعطتتت متنفستتا‬
‫لألسرة الجزائرية وحيزا ينقل ثقافة الجزائر داختل ‪ 48‬واليتة‪ ،‬كمتا يستهم‬
‫فتتي التستتويق الثقتتافي للطتتبخ الجزائتتري فتتي التتدول العربيتتة كخطتتوة أولتتا‪.‬‬
‫ونستشهد في هاا المقتام بتصتريح إلحتدى مقتدمات برنتام مطتبخ بتالدي‪،‬‬
‫نوال أو يحيا‪ ،‬وهو البرنتام التاي ركزنتا دراستتنا عليته‪ ،‬موضتحة أهميتة‬
‫ه تاا النتتوا متتن القنتتوات لتتدى األستتر الجزائريتتة‪ ،‬وبخاصتتة المتترأة‪ ،‬حي ت‬
‫قالتتت‪« :‬إن المشتتاهدة المعتبتترة لقنتتوات الطتتبخ راجعتتة إلتتا اهتمتتام المتترأة‬
‫الكبير بها‪ ،‬ألنها وجدت فيها كتل متا يهمهتا‪ .‬فتالطبخ يعتبتر مشتكال بالنستبة‬
‫إليها‪ ،‬فهي تفكر دائما في الوجبات التي تطهوها‪ ،‬ومن ال ‪ ،‬فهاه القنتوات‬

‫‪48‬‬
‫هتتي الحتتل األنستتب»(‪ .)13‬وأشتتارت إلتتا أن المتترأة تحتتتا إلتتا نتتوا متتن‬
‫التغيير فيمتا يخت األطبتاق التقليديتة التتي أصتبحنا نأكلهتا فتي المناستبات‬
‫والوالئم فقط‪ ،‬واأليام العادية نحتا إلا األطباق السريعة والخفيفة"‪14.‬‬

‫‪ .4‬الجانب التطبيقي للدراسة‪:‬‬


‫تعتتتد قنتتتاة بنوووة ‪ TV‬متتتن بتتتين القنتتتوات األولتتتا المتخصصتتتة فتتتي الطتتتبخ‬
‫والموجهة الهتمامات المرأة الجزائرية التي تتعطش إلا برام تخصها فتي‬
‫مجال الطبخ‪ ،‬والتدابير المنزلية‪ .‬وما يالحظ علا هتاه القنتاة تنتوا برامجهتا‬
‫المتعتتددة ونتاكر منهتتا‪( :‬أحلتتم وأطتتبخ‪ ،‬حبيتتت نتتولي شتتاو‪ ،‬حلتوة األحبتتاب‪،‬‬
‫كوزينة حول العالم‪ ،‬شمسية الشافعي‪ ،‬نجوم في المطبخ‪ ،‬الوردة متع ستليم)‪،‬‬
‫باإلضافة إلا برام أخرى كأطباق وحلويتات متنوعتة‪ ،‬ستلطات ومقتبالت‪،‬‬
‫تحلية وعصائر مختارات‪.‬‬
‫‪.1.4‬تح ي و عل ينووة‪ :‬فتتي اختيتتار عينتتة الدراستتة التتتي اعتمتتدنا عليهتتا‪،‬‬
‫ارتأينا أن نطبق العينة القصتدية متن برنتام مطتبخ بتالدي‪ ،‬وهتو برنتام‬
‫يب يوميا علا قناة بنة‪ TV‬يرى أن الفتترة المحتددة وجتدنا فتي اختيارهتا‬
‫صعوبة كون القناة ال تبت برامجهتا علتا المباشتر؛ فكتل برامجهتا مستجلة‬
‫ويعاد بثها تبعا علا القناة‪ .‬فجتل البترام يعتاد بثهتا‪ .‬ويمكتن أن نفستر هتاا‬
‫متتن الناحيتتة االقتصتتادية؛ حيت إن ب ت المباشتتر يكلتو كثيتترا‪ ،‬عكتتس ب ت‬
‫الحص المسجلة‪ .‬وبهاا اخترنا عينة قصتدية متن البرنتام تتضتمن ‪14‬‬
‫عتتددا متتن برنتتام مطتتبخ بتتالدي‪ ،‬يقتتوم بتقتتديمها أمهتتر الطهتتاة‪ ،‬كالط تاهي‬
‫مصطفا سعدي‪ ،‬وكاا نوال يحيا‪ ،‬حسيبة بن بكير‪ ،‬نتدا توجتان‪ ،‬وآخترين‪،‬‬
‫يقتتتدمون مختلتتتتو األطبتتتتاق التقليديتتتتة الجزائريتتتتة‪ ،‬واألطبتتتتاق الجزائريتتتتة‬
‫العصرية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ .2.4‬أسميء عألطبيق علتي طبقت عليهي عل رعسة‪ :‬لقد حاولنا فتي هتاه‬
‫الدراسة التطبيق علا بعض النماا من األطباق المتنوعة والمعروفة فتي‬
‫الوسط الجزائري‪ .‬وتبيانا لال ناكر ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬طبق التليتلي بالبصل المقرمش‪،‬‬
‫‪ -‬بورا ‪ :‬وصفة تقليدية بلمسة عصرية‪،‬‬
‫‪ -‬خبز الدار‪،‬‬
‫‪ -‬رشتة‪،‬‬
‫‪ -‬الملوي باللحم المرحي‪،‬‬
‫‪ -‬مثوم العريس‪،‬‬
‫‪ -‬غراتان بالكوسة‪،‬‬
‫‪ -‬شوربة باللحم‪،‬‬
‫‪ -‬شرائح الدجا بالقشدة‪،‬‬
‫‪-‬بركوكس الخناا‪،‬‬
‫‪-‬طاجين الحلو علا الطريقة القسنطينية‪،‬‬
‫‪-‬سباغيتي بالدجا والجزر المحشي‪،‬‬
‫‪-‬طاجين القمرة‪،‬‬
‫‪-‬قريوش الملفوفة‪..‬‬
‫ملحدظة عيمة حود أسوميء عألطبويق‪ :‬نلحتظ أنهتا مستشتفة متن التترا‬
‫الجزائري‪ ،‬أنها قريبة في تسمياتها العامية من الفصحا‪.‬‬
‫‪ .5‬جدول يمثل استخدام المصطلحات باللغة العربية‪:‬‬
‫علمصطلح‬
‫ميء‬

‫‪50‬‬
‫ملح‬
‫خ‬
‫عس‬
‫زب ة‬
‫ميء علزهر‬
‫بص‬
‫ععشيب طبي ية‬
‫عس‬
‫بطيطي‬
‫جزر‬
‫زيت‬
‫جيج‬
‫لحم مفردم‬
‫فلف أبيض‬
‫قش ة‬
‫طميطم مصبرة‬
‫جب‬
‫فلف عسد‬
‫فلف عحمر‬
‫كدسة‬
‫علزنجبي‬
‫ثدم‬
‫سكر‬
‫عد قرفة‬
‫زبيب‬
‫بيض‬
‫شرعئح ن‬
‫بيض‬
‫لدز‬
‫أنينيس‬
‫‪51‬‬
‫درق علمنيدم‬
‫زيتد‬
‫ييقطي‬
‫خيير‬
‫خميرة‬
‫عل يك علردمي‬
‫كمد‬
‫جب طر‪،‬‬
‫رز‬
‫سكر نيعم‬
‫درق رن‬
‫عكلي علجب‬
‫حليب‬
‫‪ .6‬جتتدول يمث تل المصتتطلحات المستتتخدمة فتتي األطبتتاق والحلوي تات باللغتتة‬
‫الدارجة‪:‬‬
‫علمصطلح‬
‫فرينة‬
‫فلف عكح‬
‫سيندج‬
‫جلبينة‬
‫م ندس‬
‫جيج‬
‫مسكرفج‬
‫حميصة‬
‫حمص‬
‫فلف عكر‪،‬‬
‫خميرة علخبز‬
‫عل ن‬
‫علليم‬
‫‪52‬‬
‫فلف ريس‬
‫مشميش‬
‫عينة‬
‫بسبيس‬
‫لدبيي ميشطد‬
‫لفت‬
‫مغيرف‬
‫رعس علحيندت‬
‫رشتة‬
‫ق رة‬
‫تليتلي‬

‫‪.7‬جدول يمثل المصطلحات المستخدمة باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫علمصطلح‬
‫مييزينة‬
‫‪Couper en d‬‬
‫‪Couper en c‬‬
‫‪ Gratin‬غرعتي‬
‫‪Fromage râpé‬‬
‫‪Fromage fondu‬‬
‫‪Mayonnaise‬‬
‫‪Pinceau‬‬
‫‪Escalope‬‬
‫‪Escalope de dinde‬‬

‫‪ .8‬الرسم البياني‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫ّ‬
‫والعام ّية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العربية‬ ‫نسبة استعماالت اللغة‬
‫‪60‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫ّ‬
‫والفرنسية في مطبخ بالدي‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪%32,09‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪%12,34‬‬
‫‪10‬‬
‫نسبة املصطلحات‬
‫‪0‬‬
‫نسبة‬
‫نسبة‬
‫املصطلحات‬ ‫نسبة‬
‫ّ‬ ‫املصطلحات‬
‫باللغة‬ ‫ّ‬ ‫املصطلحات‬
‫باللغة‬ ‫ّ‬
‫العربيةّ‬ ‫باللغة‬
‫ّ‬
‫العامية‬
‫الفرنسية‬

‫يتضتتح متتن ختتالل هتتاا الرستتم البيتتاني أن اللغتتة العربي تة حاضتترة فتتي‬
‫برنتتام مطتتبخ بتتالدي فتتي عينتتة الدراستتة التتتي اعتمتتدنا فيهتتا علتتا أطبتتاق‬
‫وحلويتات كتتل متتن الطتاهي مصتتطفا ستتعدي‪ ،‬التاي يعتبتتر مثتتاال فتتي نشتتر‬
‫وترقية اللغتة العربيتة‪ ،‬وكتاا نشتر المصتطلح المفصتح متن ختالل األطبتاق‬
‫الت تي يقتتدمها‪ ،‬الت تي تتكتترر فيهتتا المصتتطلحات فتتي بعتتض األحيتتان باللغتتة‬
‫العربية والعامية‪ ،‬وهو ما يثري استخدام واستعمال المصطلح‪.‬‬
‫هاا التكرار للمصطلح‪ ،‬الاي يعد مشكال في حد ااته في اللغة العربيتة‪،‬‬
‫يدفع إلا إيجتاد وتجديتد قتاموس اللغتة فتي المصتطلحات التتي ال نستتعملها‬
‫كثيرا‪ ،‬وقد ال نتستاجل حتتا عتن استمها باللغتة العربيتة‪ ،‬إا نلحتظ أن نستبة‬
‫الكلمات باللغة العربية تشكل أكبر نسبة بـ ‪ ،% 55‬وهتو مجهتود لترستيخ‬
‫أسماج األشياج باللغة العربيتة أو القريبتة متن الفصتحا‪ ،‬أمتا فتي متا يخت‬
‫الكلمات باللغة العامية فنسبتها ‪ ،% 32,09‬وإاا أضتفنا هتاه النستبة إلتا‬

‫‪54‬‬
‫نستتتتتبة المصتتتتتطلحات باللغتتتتتة العربيتتتتتة الفصتتتتتيحة فنجتتتتتد متتتتتا مجموعتتتتته‬
‫‪ ،%87,09‬متتا يجع تل اللغتتة العربي تة ومصتتطلحاتها طاغيتتة فتتي العينتتة‬
‫المدروسة‪.‬‬
‫وتتتأتي فتتي المرتبتتة األخيتترة نستتبة المصتتطلحات باللغتتة الفرنستتية الت تي‬
‫بلغت في العينتة المدروستة ‪ %12,34‬بالمائتة‪ ،‬وهتي عتادة مصتطلحات‬
‫لالت غير متكررة االستعمال في الحياة اليومية‪ ،‬وهو ما يمكتن أن يرجتع‬
‫إل تا قل تة استتتعماله باللغتتة العربي تة أو لجهتتل مقتتدمي هتتاه الحص ت بكيفي تة‬
‫تسميته باللغة العربية‪ ،‬وتدار هتاا التنق متن ختالل األعمتال المشتتركة‬
‫مع أهل الترجمة والمهتمين بتعريب المصطلحات األجنبية عامة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫توصلنا في هاا البح إلا النتائ التالية‪:‬‬


‫‪ -‬اهتمتتتام القنتتتاة بشتتتكل كبيتتتر باللغتتتة العربيتتتة متتتن ختتتالل استتتتعمالها‪،‬‬
‫والمصطلحات بنسبة مهمة جدا‪ ،‬ما يعتد انتصتارا الستتعمال اللغتة العربيتة‬
‫علا مستوى المرأة الجزائرية؛‬
‫‪ -‬اعتناج هتاه البترام بترقيتة المترأة الجزائريتة‪ ،‬لتيس فقتط فتي مجتال‬
‫الطبخ‪ ،‬ولكتن فتي مجتال نقتل المصتطلح إليهتا عبتر نشتر أستماج المكونتات‬
‫والالت المستخدمة في الطبخ؛‬
‫‪ -‬انتقال اللغة من خالل المرأة المتابعة لمثل هاه البرام فينقل المصتطلح‬
‫إلا العائلة وبالدرجة األولا إلا الطفل الاي يتعتود علتا ستماا هتاه الكلمتات‬

‫‪55‬‬
‫متتن ختتالل أمتته‪ .‬ويتترى فرويتتد أن بنتتاج الشخصتتية ونموهتتا أشتتبه متتا يكتتون‬
‫بالطريقتتة التتتي يقتتوم بهتتا لبنتتاج حتتائط متتن الطتوب؛ حيت توضتتع طوبتتة علتتا‬
‫طوبة ويسير البناج من أسفل إلا أعلا وتترتبط قمتة البنتاج بأساسته أو أصتله‪،‬‬
‫فشكل البناج وسمكه وجميع خصائصه ترستي قواعتده فتي األستاس التاي يقتام‬
‫عليتتته‪ ،‬وتغيتتتر شتتتكل البنتتتاج تغييتتترا ملحوظتتتا قتتتد يترتتتتب عليتتته هتتتدم البنتتتاج‪.‬‬
‫والشخصية بالمثل في نموها‪ ،‬ترسا قواعتدها فتي الستنوات األولتا متن حيتاة‬
‫الطفل‪ ،‬وهاا األساس غير قابل للتغيير‪.‬‬
‫‪ -‬ترسيخ اللغة عامة لتدى الناشتئة ولتدى المترأة الجزائريتة‪ ،‬حتتا وإن‬
‫كان مستواها التعليمي متوسطا‪ .‬وما يعترو به الجميتع‪ ،‬هتو أن التلفزيتون‬
‫عامة من بين أهم وسائل نقل الثقافة واللغة والفكر إلا المتلقي‪ ،‬خاصة أنه‬
‫يعتمد علا الصورة والكلمة في آن واحد؛‬
‫‪ -‬ارتفتتاا نستتبة المشتتاهدة لهتتاه البتترام الموجهتتة للمتترأة الجزائري تة‪،‬‬
‫وعبر قناة بنة ‪ TV‬أصبحت المترأة تتتابع البترام المحليتة بلغتة ستهلة متن‬
‫مستتتتتواها الثقتتتتافي‪ ،‬وبخاصتتتتة لصتتتتاحبات المستتتتتوى التعليمتتتتي البستتتتيط‪.‬‬
‫واسترجعت هاه البرام المشتاهدات اللتواتي كتن يتتابعن البترام الشتبيهة‬
‫من خالل قنوات عربية وأجنبية اات نفس االهتمام؛‬
‫‪ -‬إستتهام وستتائل اإلعتتالم فتتي نشتتر المصتتطلح لتتدى المتترأة الماكثتتة فتتي‬
‫المنزل بخاصة من ختالل تكترار المقتادير‪ .‬ولعتل هتاا متن بتين أهتم أستس‬
‫اللسانيات التطبيقية‪ ،‬التي تعتمد علا التكرار للتعليم وتلقتين اللغتة الدارجتة‬
‫الجزائريتتة يقتتترب متتن التفصتتيح العتتامي‪ ،‬نظتترا إلتتا مختتار الحتتروو‬
‫الصحيحة التي تتميز بها اللهجة الجزائرية‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫(‪ )1‬كلود ليفتي ستتروس‪ ،‬األنتروبولوجيتا البنيويتة‪ ،‬تتر‪ :‬مصتطفا صتالح‪ ،‬دط‪ ،‬ستوريا‪ :‬دت‪،‬‬
‫‪.49‬‬ ‫منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫(‪)2‬محمتد عيتد‪ ،‬المستتتوى اللغتوي للفصتتحا واللهجتات والنثتتر والشتعر‪ ،‬دط‪ ،‬مصتتر ‪ ،‬د‪ .‬ت‪،‬‬
‫‪.16‬‬ ‫عالم الكتب‬
‫‪.17‬‬ ‫)‪ (3‬نفس المرجع السابق‪،‬‬
‫‪.90‬‬ ‫)‪ (4‬كلود ليفي ستروس‪ ،‬األنتروبولوجيا البنيوية‪،‬‬
‫‪(5)Nadia‬‬ ‫; ‪elkenz‬‬ ‫‪l’odyssée‬‬ ‫‪des‬‬
‫‪cinémathèques :la cinémathèque algérienne à la‬‬
‫‪recherche‬‬ ‫‪dune‬‬ ‫‪-5 mémoire‬‬ ‫‪perdu‬‬ ‫‪édition‬‬
‫‪anep2003 ; Algérie P 78.‬‬
‫‪Nadia elkenz; IBID ; P 78‬‬
‫)‪ (6‬نجية طهاري‪ ،‬بناج الشخصية في مسرح أحمد رضا حوحو‪ ،‬ماكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستتتير فتتي األدب العربتتي‪ ،‬قستتم اللغتتة العربيتتة وآدابهتتا‪ ،‬جامعتتة الحتتا لخضتتر باتنتتة‪،‬‬
‫‪.10‬‬ ‫‪ ،2011‬الجزائر‪،‬‬
‫(‪ )7‬محمد عيد‪ ،‬المستوى اللغوي للفصحا واللهجات والنثر والشعر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬دط‪ ،‬مصر‬
‫‪.18‬‬ ‫‪ ،‬د ت‪،‬‬
‫(‪)8‬احمتتد بتتن نعمتتان التعريتتب بتتين المبتتدإ والتطبيتتق‪ ،‬شتتركة دار الطباعتتة والترجمتتة والنشتتر‬
‫‪. 200‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪،1998 ،‬‬
‫(‪ )9‬بو بكر بلحا ‪ ،‬اللغة العربية في اإلااعتة والتلفزيتون بتين ثوابتت الكيتان وثقافتة الحداثتة‪،‬‬
‫‪.66.67‬‬ ‫ا‪ 2 :‬تونس‪ 2000 :‬مجلة اتحاد اإلااعات العربية‪ ، ،‬سنة ‪،‬‬
‫‪.68‬‬ ‫(‪ )10‬نفس المرجع السابق‪،‬‬
‫(‪ )11‬نسيمة سعيدي‪ ،‬تعليمية اللغة العربية للكبار‪ ،‬القراجة أنمواجا‪ ،‬ماكرة تختر لنيتل شتهادة‬
‫‪.12‬‬ ‫الماجستير ‪ ،‬الجزائر‪2006 :‬‬
‫(‪ )12‬كبور فاطمة‪ ،‬بوخاري مليكة‪ ،‬النشرات اإلخبارية في القنوات الخاصة خمسون سنة متن‬
‫وستتائل اإلعتتالم الجزائريتتة‪ -‬المؤسستتة الوطنيتتة للفنتتون المطبعيتتة‪ ،‬الجزائتتر‪،2014 :‬‬
‫‪.215،216‬‬
‫(‪ )13‬موقتتع جريتتدة المحتتور اليتتومي‪" ،‬ستتميرة ‪ "TV‬و"الشتتروق بنتتة" تستتتحواان علتتا عقتتول‬
‫الجزائريات‪ ،‬نوفمبر‪ 2015 :‬ديسمبر ‪ ،2015‬الساعة ‪.11:30‬‬

‫‪57‬‬
‫دور فضائية سميرة‬
‫في تنمية المهارات اللغوية عند الطفل‬

‫أ‪.‬أحالم بن عمرة‬
‫ج‪ /‬تيزي‪ -‬وزو‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يمكننن أن يوظ نف الطفننل معلوماتننا اللغوي نة فنني حياتننا‪ ،‬ويجس ند سننلوكا‬


‫اللغوي‪ ،‬ويستطيع أن يكون مجتمعا متطورا متحضرا جراء اللغة السنليمة‬
‫التي يتعلمها؛ حيث تبدأ عملينة اببنداا اللغنوي فني المننزل لنالل الرعاينة‬
‫األوليننة للط فننل تحننت أنظننار والديننا‪ ،‬بمحاطتننا بم يننرات تعمننل عل ن تنميننة‬
‫إدراكا الحسي والعقلي واللغوي‪ ،‬وبتوظيف واستغالل ما بالبيئنة المحيطنة‬
‫بنننا طبيعينننا واجتماعينننا‪ .‬وينبغننني لكنننل أم أن تسنننتغل كنننل ابمكاننننات التننني‬
‫تساعدها‪ ،‬لصوصا إن كانت غير متعلمة؛ لتكسب هي لغنة رايينة وتنقلهنا‬
‫إل ابنها‪ .‬وعليها أن توجا ابنها إل االستفادة من كنل الوسنائط‪ ،‬وبلاصنة‬
‫التي تعينا عل اكتساب رصيد لغوي يجعلا يفتلر ويعتز بلغتا‪ ،‬ويستطيع‬
‫التواصل والتعبير عن حاجياتنا النفسنية واالجتماعينة‪ .‬ولعنل منن أهنم هنه‬
‫الوسائط البرامج التني تبنث علن الفضنائيات وتتلنه منن التلفزينون وسنيلة‬
‫لها‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬البد عل األم واألسرة التي ترغنب فني تكنوين ابنهنا لغوينا أن‬
‫تكننرا الحننوار مننع أبنائهننا باللغننة العربيننة الفصننيحة‪ ،‬وإن لننم تكننن هنني‬
‫متعلمة‪ ،‬فلم يبق لنمم الماك نة فني البينت أي حجنة والوسنائط المحاطنة بهنا‬
‫تسنم لهننا بنهل ‪ ،‬وتعمننل علن مسناعدتها فنني اكتسنناب ألفناظ ك يننرة باللغننة‬

‫‪59‬‬
‫الفصيحة‪ ،‬وتريي هي األلرى مستواها اللغوي‪ ،‬وتلاطنب أطفالهنا بفلفناظ‬
‫فصننيحة أو يريبننة مننن الفصننح لتنننعرهم بننفنهم حنناملو أمانننة وأصننحاب‬
‫رسننالة‪ ،‬وأن الحاضننر يجننب أن يفلننه بفينندهم إل ن الغنند األفضننل‪ ،‬وأن لهننم‬
‫هوية قافية عليهم أن يتم لوها‪ ،‬ولغة عربينة هني سنياج يحمني نلصنيتهم‬
‫وانتمننناءهم واعتنننزازهم النننوطني والقنننومي (‪ )1‬؛ حينننث يسسنننا الحنننوار‬
‫بالعربية الفصيحة جنيال حنامال لننعلة التقندم والتطنور‪ ،‬وعنندما نللنق فني‬
‫الطفل حب الوطن سيضحي بنفسا من أجلا‪ ،‬كما سيعمل عل بقاء الهوينة‬
‫العربيننة‪ ،‬ورسننولها بحمايتهننا مننن األفكننار األجنبيننة اللطيننرة‪ ،‬وسننيحافظ‬
‫عل ن لغننة أمتننا ويسننع لتطويرهننا‪ ،‬فيصننون نلصننيتا وهويتننا العربيننة‬
‫وابسالمية‪.‬‬
‫إن العربينننة فننني وايعننننا الينننوم فننني حاجنننة إلننن تفعينننل وتحريننن وفنننق‬
‫استراتيجية معاصرة تفله وسائل ابعالم لتكون وسيلة إنهارية تعبر عنن‬
‫اللغة العربية بلغة فصيحة‪ ،‬كما ينبغني علن المسنسولين‪ -‬وإن كنل موظنف‬
‫يعتبر مسسوال‪ -‬المحافظة عل هه اللغنة‪ ،‬وتبليغهنا فني يالنب يجعلنا يعتنز‬
‫بلغتا أمام المتلقي‪ ،‬سواء كان المتلقي ابننا أم أي فنرد منن أفنراد المجتمنع؛‬
‫وال يقف التعزيز عند القندوة‪ ،‬بنل يتعندا إلن التم ينل فيهنا وبهنا منن حينث‬
‫االستعمال والعمل من أجلها‪ ،‬ويكون التعزيز بمجاللها وهود الدليل عنها‪،‬‬
‫إه علينننا أن نحننافظ عل ن صننفاء لغتنننا‪ ،‬وال نسننتعمل كلمننة أجنبيننة ونحننن‬
‫نستطيع استعمال كلمة محلية من لغتنا‪ .‬ومن هنا تفتي أهمية هنه المداللنة‬
‫التنني أحنناول مننن لاللهننا الويننوف علنن دور فضننائية سننميرة فنني تنميننة‬
‫المهارات اللغوية عند الطفل‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف المهارات‪:‬‬

‫هي يدرة الفرد عل أداء أنواا من المهام العلمية بكفناءة عالينة؛ بحينث‬
‫يقوم الفنرد بالمهمنة بسنرعة ودينة وإتقنان منع ايتصناد فني الوينت والجهند‪،‬‬

‫‪60‬‬
‫والمهارة هي األداء األسهل الندييق‪ ،‬القنائم علن الفهنم لمنا يتعلمنا ابنسنان‬
‫حركيا وعقليا‪ ،‬ومع توفير الويت والجهد والتكاليف‪.‬‬
‫وتعننرف عل ن أنهننا القنندرة عل ن األداء والننتعلم الجينند ويننت مننا نرينند‪،‬‬
‫والمهارة نناط للتعلم يتم تطوير لنالل ممارسنة ننناط منا تدعمنا التغهينة‬
‫الراجعننة‪ ،‬وكننل مهننارة مننن المهننارات تتكننون مننن مهننارات فرعيننة أصننغر‬
‫منهننا‪ ،‬والقصننور فنني أي مننن المهننارات الفرعيننة يننس ر عل ن جننودة األداء‬
‫الكلنني (‪ . )2‬ولمننا كانننت المهننارة نننناطا معقنندا يتطلننب فتننرة مننن التنندريب‬
‫المقصننود والممارسننة المنظمننة؛ فمننننا نجنند مننن يعرفهننا بفنهننا نننيء يمكننن‬
‫تعلما أو اكتسابا أو تكوينا لدى المنتعلم‪ ،‬عنن طرينق المحاكناة والتندريب‪،‬‬
‫وإنمننا يلتلننف بننالتالف نننوا المننادة وطبيعتهننا ولصائصننها والهنندف مننن‬
‫تعلمها‪ )3( .‬والمهارة التي نعن بها هي المهارة اللغوينة التني تعنني القندرة‬
‫عل اكتساب اللغة عن طريق التقليد والتدريب‪.‬‬
‫‪ .2‬أهم المهارات الكتساب اللغة عند الطفل‪:‬‬

‫‪ .1.2‬مهارة االستماع‪:‬‬
‫يستطيع الطفل اكتساب بعض المهارات اللغوية منن لنالل ممارسنتا فني‬
‫بدايننة حياتننا للغننة مسننتمعا؛ وأول اتصننال للطفننل مننع اللغننة يننتم مننن لننالل‬
‫االستماا إل من حولا‪ .‬والطفنل يولند ولنيا لدينا القندرة علن الكنالم‪ ،‬وإن‬
‫كانت أعضاء نطقا سليمة؛ فيبدأ فني اكتسناب الكنالم عنن طرينق االسنتماا؛‬
‫ألن القدرة عل الكنالم تتوينف علن القندرة علن االسنتماا والفهنم‪ ،‬كمنا أن‬
‫القدرة عل القراءة والكتابة تتويف علن االسنتماا والكنالم‪ ،‬ومنن ي ن نم يمكنن‬
‫ترتيننب فنننون اللغننة حسننب نموهننا‪ ،‬ووجودهننا الزمننني كنناتتي‪ :‬االسننتماا؛‬
‫فالتحندث‪ ،‬فننالقراءة‪ ،‬فالكتابننة؛ لننها نجنند االسنتماا و يننق الصننلة بقنندرة الطفننل‬
‫عل ن االسننتيعاب والتحصننيل‪ ،‬االسننتماا مهننارة لغويننة تمننارا فنني أغلننب‬
‫الجوانننب التعليميننة تهنندف إل ن توجيننا انتبننا طننالب المرحلننة الدراسننية إل ن‬

‫‪61‬‬
‫موضننننوا مسننننموا وفهمننننا والتفاعننننل معننننا؛ لتنميننننة الجوانننننب المعرفيننننة‬
‫والوجدانينننة‪ ،‬والمهارينننة لنننديهم (‪ )4‬ولنننا أهمينننة بالغنننة فننني تحقينننق األهنننداف‬
‫المرجوة؛ حيث إنا وسيلة للفهم والتعلم‪.‬‬

‫‪ .3‬المرجعيات اللغوية عند الطفل‪:‬‬

‫يحتنناج الطفننل إل ن مرجعيننات عدينندة لتكونننا‪ ،‬هننها مننا يجعلنننا ال نحصننر‬


‫حدود المرجع أو المرجعيات التي يغترف منهنا؛ فتعندد وسنائط نقنل ال قافنة‪،‬‬
‫واكتسنناب اللغننة عننند الطفننل بننين المسسسننة األسننرية والوكنناالت والمراكننز‬
‫المتنوعة‪ :‬رسمية ونعبية‪ ،‬في وزارات ال قافة وابعنالم والتربينة والننسون‬
‫االجتماعية‪ ،‬وغيرها من الوزارات والمسسسات والمراكز المتصنلة بالطفنل‬
‫من يريب ومن بعيد (‪ )5‬يجعلنا نجد صعوبة في تحديد داللة هها المصنطل ‪،‬‬
‫فكل باحنث يقندم مفهومنا حسنب وجهنة نظنر وحسنب لاصنيات تمينز عنن‬
‫غير ‪ ،‬والمرجعية التي نتحدث عنها في بح نا بعيندة عنن كنل هنها الغمنوض‬
‫والتعقيد؛ وعلينا‪ ،‬فمنننا نكتفني بتعرينف المرجعينة‪-‬اسنتنادا إلن النرأي النهي‬
‫يتحدث عن المرجع‪ ،‬باعتبار جزءا من المرجعية‪ -‬عل أنها عملية انتقنال‬
‫المعلومننات مننن المنبننع والمصنندر إلن المتلقنني‪ ،‬تننتم مننن لننالل وسننيط يتلننه‬
‫أنكاال ملتلفة‪ ،‬يطلق عليا اسم مصدر المعلومنات ‪ ،‬النهي يعبنر عنن منبنع‬
‫المعرفة والمعلومات واللبرات التي يستلهم منها الفرد الباحنث منا يمكنن أن‬
‫(‪)6‬‬
‫ينننبع متطلباتننا‪ ،‬ويرضنني فضننولا ويحيطننا بمننا يرغننب فنني معرفتننا‪،‬‬
‫والطفل يرجع إل مرجعيات ملتلفة الكتساب اللغة ومنها‪:‬‬
‫‪ .1.3‬المرجع ّية االجتماع ّية‪:‬‬
‫تتعدد مصادر اكتساب اللغة في المجتمع إل ‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ .1.1.3‬األسرررة‪ :‬يبنندأ الطفننل فنني إيامننة أول نظننام مننن االتصننال مننع‬
‫اتلرين؛ انطاليا من األم واألب وابلوة واأليارب‪ ،‬ويتطنور هنها النظنام‬
‫االتصننالي الننهي يبنندأ مننن األسننرة؛ لتتسننع دوائننر تنندريجيا مننع األعضنناء‬
‫اتلرين في المجتمع‪ .‬ففي غمار سعي الطفل بنباا حاجتا‪ ،‬وتفاعلنا فني‬
‫الوسط األسنري‪ ،‬ينتم تننكيل المالمن األولن لعالمنا النفسني واالجتمناعي‬
‫واالتصال اللغوي وال قافي؛ ألن المنزل بحكم أنا المكان الندائم للطفنل فينا‬
‫يسننمع ألفنناظ والديننا ومناينننات إلوتننا‪ ،‬فيننتعلم مبننادأ اللغننة؛ حيننث أ بتننت‬
‫األبحنناث العلميننة أن األسننرة هنني المكننان األم نل لتربيننة الطفننل‪ ،‬ولتكوينننا‬
‫عاطفيا ولغويا‪.‬‬
‫يكتسننب الطفننل أول عضننويتا فنني الجماعننة األولنن التنني يعنني فيهننا‬
‫وينننعر باالنتمنناء إليهننا‪ ،‬وتننس ر فنني عاليتننا المسننتقبلية‪ ،‬وفيهننا يبنندأ وعيننا‬
‫بالتكون تف را بالنمط ال قافي ألسنرتا ومسنتوى أفرادهنا التعليمني ودرجنة‬
‫وعيها ال قافي ‪ )7(.‬ونظرا إل أهمية تربية األطفال‪ ،‬وبلاصة في ما يتعلق‬
‫بتنميننة الملكننات اللغويننة عل ن األسننرة ولصوصننا األم؛ فهنني تصنننع طفننل‬
‫اليوم ورجنل الغند‪ ،‬وتصنقلا اجتماعينا‪ ،‬وال وجنود لمصندر ثلنر ينس ر فني‬
‫الطفننل أك ننر منهننا‪ ،‬ولكونهننا المسننسولة األولن عننن تننوفير المنننا األنسننب‬
‫لنمنو ونمنو نلصنيتا‪ ،‬فلهنا الندور األكبنر واألعمنق واألك نر تنف يرا‪ ،‬إنهنا‬
‫تداعب صغيرها‪ ،‬وترضعا من لسانها كما ترضعا من صدرها‪ ،‬ويتفاوت‬
‫دور األمهات حسب الدرجة العلمينة؛ حينث تنقنل المتعلمنة إلن أطفالهنا منا‬
‫تعرفا وتنجعهم عل القراءة والمطالعة وتساعدهم عليهما‪ ،‬أما األمية فلن‬
‫تسهم في توفير األجواء المناسنبة لهنم إال بقندر ضنئيل؛ فلغتهنا التني تلقنهنا‬
‫البنها ال تلرج عن العامية‪ ،‬فمن كان المنطوق عربينا صنحيحا فصنيحا أو‬
‫عاميا مللوطا أو مغلوطا‪ ،‬جاء استلالص الطفل عل وفايا‪.‬‬
‫ينندلل‬ ‫‪ .2.1.3‬المدرسررة‪ :‬إن وايننع التلميننه العربنني اليننوم وهننو‬
‫المدرسة‪ ،‬ويد رضنع العامينة فني سنن القندرة اللغوينة الهائلنة للندما علن‬
‫‪63‬‬
‫اكتسنناب اللغننات‪ ،‬وكننان مننن المفتننرض أن يتننزود باللغننة التنني يفتننرض أن‬
‫يكتسب بها المعارف الملتلفة‪ ،‬إال أنا يفاجف بفن لغة المعرفة ليسنت اللغنة‬
‫التي تزود بها‪ ،‬وإنما هي لغة ألرى البد أن يتعلمهنا ويتقنهنا؛ لكني ينتمكن‬
‫من فهنم المنواد األلنرى‪ ،‬فيقنع التلمينه العربني فني أسنوإ وضنع يكنون فينا‬
‫تلميه؛ حيث ال يوجد أي ربط بين ما يتلقا التلميه في المدرسة من الناحينة‬
‫النظرية‪ ،‬وبين ما يعينا في حياتا الوايعية‪ .‬وما زاد الطيننة بلنة أن بعنض‬
‫المعلمننين يلجننسون إل ن الحننديث بالعاميننة بنندعوى أن التلميننه فنني المرحلننة‬
‫االبتدائيننة ال يفهننم اللغننة العربيننة الفصننيحة‪ ،‬فلغننة التواصننل العننادي‪ ،‬ولغننة‬
‫نرح المواد جميعها هي اللهجة العامينة‪ ،‬وأن التلمينه ال يمنارا الفصنيحة‬
‫إال عنننندما يكتنننب أو يقنننرأ‪ ،‬ويطلنننب مننننا الرجنننوا إلننن الكتننناب المكتنننوب‬
‫بالفصح أيضا‪ ،‬وتكون النتيجة أن يظل المعلم ينكو من عدم فهم تالميه‬
‫ومننن ضننعف أدائهننم المعرفنني اللغننوي‪ ،‬وأن يظننل التالميننه ينننكون مننن‬
‫صعوبة اللغة العربية‪ ،‬وفهم المواد األلرى المكتوبة بهه اللغنة؛ فالندارا‬
‫للغة الطفنل والتلمينه علن وجنا التحديند يندر جيندا أن الطفنل ننبا معناق‬
‫لغويننا؛ حينننث يفتقنننر إلنن مفنننردات يسنننتلدمها فنني التعبينننر عنننن منننناعر‬
‫النفسية‪ ،‬ويضاء حوائجا االجتماعية ال سيما التعليمية‪.‬‬
‫‪ .2.3‬المرجع ّية اإلعالم ّية‪:‬‬
‫تسننناعد المرجعينننة ابعالمينننة فننني اكتسننناب الطفنننل للغنننة‪ .‬ولعنننل منننن أهنننم‬
‫وسائلها‪:‬‬
‫‪ .1.2.3‬ال ّتلفرا بررامجر ‪ :‬يعند التلفناز منن أك نر الوسنائل انتننارا‪،‬‬
‫وتف يرا في الطفل‪ ،‬يجمع بين الصوت والصورة‪ ،‬ممنا يغرينا أك نر ويلفنت‬
‫انتباها‪ ،‬ويجهبا بعناصر الفنية المنوية؛ فالطفل ميال بطبعا إلن ابيبنال‬
‫علن هننها الوسننيط الفننني الحتوائننا الم يننرات التنني يرغننب فيهننا‪ ،‬كنناأللوان‬
‫والحركة‪ ،‬ولجاهبية التلفزيون مقارنة بوسائل ابعالم األلنرى‪ ،‬كمنا يم نل‬

‫‪64‬‬
‫األداة الرئيسننة لتعلننيم اللغننة العربيننة‪ ،‬وبلاصننة ألولئ ن الننهين ال يحسنننون‬
‫القننراءة والكتابننة‪ ،‬فعننن طريننق الصننوت والصننورة يمكننن تقننديم لنندمات‬
‫ملتلفة للمناهد في هها ابطار‪ ،‬م لما هي الحال مع حصص كنان لهنا وال‬
‫يزال األ ر الواض في لدمة اللغة العربية‪ ،‬كبرامج الطبخ التي تبث عل‬
‫فضائيات سميرة‪TV‬؛ فببرامجها الملتلفة والمتنوعة تسع بننكل متفناوت‬
‫إل الحنرص علن تريينة اللغنة العربينة منن لنالل تفصني بعنض األلفناظ‬
‫العاميننة‪ ،‬كمننا تسننع إل ن إ ننراء اللغننة عننن طريننق عربنننة المصننطلحات‬
‫واأللفاظ األجنبية‪ .‬ولما كانت برامجها تجمع بين الصنوت والصنورة‪ ،‬فلنن‬
‫تجند المنرأة الماك نة فني البينت‪ ،‬والطفننل العربني النهي يقضني معظنم ويتننا‬
‫بجوار أما‪ ،‬هه األليرة التي تكاد تقضي غالب ويتها في منناهدة حلقنات‬
‫الطبخ المب و ة عبر فضنائيات سنميرة‪ TV‬أي مننكل فني فهنم تلن األلفناظ‬
‫الفصننيحة وأن تتننزود هنني بهننا‪ ،‬وتننزود ابنهننا بهننا؛ ليسننهل عليننا الننتعلم فنني‬
‫مرحلتنا االبتدائيننة‪ ،‬ويتلطن عنندة عوائننق لحظتهنا فنني أطفالهننا يبننل ولننوج‬
‫فضائيات سميرة إل بيوتنا‪.‬‬
‫‪ .2.2.3‬دبر فضرراّ ّية سررميرة فررت ترةيررة اللّلررة العرر ّيررة‪ :‬اسننتطاعت‬
‫فضائية سميرة أن تصل إل الجماهير العريضة عل التالف مستوياتهم؛‬
‫حيننث أسننهمت فنني ترييننة اللغننة العربيننة‪ ،‬بلننا الزيننادة فنني ال ننروة اللغويننة؛‬
‫فننالفرق بننين لغننة وألننرى إنمننا فنني الوسننائل المتبعننة لتنميننة اللغننات وإ ننراء‬
‫ترا هننا التعبيننري‪ .‬ولعننل أهننم هننه الوسننائل هننو الوسننائط ابعالميننة‪ ،‬إن‬
‫ابعالم هو تزويد الناا باأللبار التي تساعدهم عل تكوين رأي صائب‬
‫في منكلة من المنكالت‪ ،‬وال ن أن البرامج التلفزيونية وابهاعية تنماز‬
‫بتنوا كبير بحيث توفر للطفنل غنهاء عقلينا ووجندانيا متكنامال‪ ،‬إلن جاننب‬
‫كونهننا مصنندرا مننن مصننادر المعرفننة وال قافننة‪ .‬ومعلننوم أن كننل تنننوا فنني‬
‫المعرفة وال قافة‪ ،‬يعكا تنوعا في اللغة (‪ .)8‬ولعل منا كنان إيجابينا لصنال‬

‫‪65‬‬
‫اللغة العربية هو تعدد برامج سميرة ‪ TV‬بين اللياطنة والطنبخ‪ ،‬إه سناعد‬
‫هل عل إ راء العربية وانتنارها‪.‬‬
‫إن اللغننة العربيننة ال يمكننن أن تنتنننر عبننر وسنائل ابعننالم‪ ،‬إها لننم تكننن‬
‫هنا سياسة تدعمها كلغة وطنية مقابل اللغنات األجنبينة الزاحفنة بقنوة لمنا‬
‫تمتلكنننا منننن منننسهالت فننني ظنننل العولمنننة التننني ال تعتنننرف بالحننندود وال‬
‫باللصوصيات‪ ،‬فمكانة اللغنة العربينة فني الجزائنر تكناد تكنون لهنا وصنفة‬
‫لاصة‪ ،‬هه اللصوصية أضفت وصفا لاصا علن وسنائل ابعنالم‪ ،‬ففني‬
‫أي بلد عربني إها وجندنا أن لغنة أجنبينة سنائدة علن حسناب العربينة؛ فنمن‬
‫هل ن ينندل عل ن للننل فنني مويننع مننا؛ فاللغننة العربيننة فنني بالدنننا‪ ،‬نننفن كننل‬
‫اللغنات‪ ،‬ال يمكننن أن تتطننور وتنتنننر إال بتطننور مسننتعمليها ومنندى وفننائهم‬
‫ولدمتهم لها؛ كي تكون في مصناف اللغنات األلنرى‪ ،‬بنل والتسنابق معهنا‬
‫نحننو الصنندارة بننم راء ياموسننها اللغننوي وتنويننع وسننائل تبليغهننا‪ .‬فعننندما‬
‫تستغرق األمهات أكبنر وينتهن فني منناهدة حلقنات الطنبخ واللياطنة عبنر‬
‫فضائيات سميرة؛ فمنهن يكتسبن أنماطا من السلو اللغوي يمكن أن تفتقر‬
‫إليها برامج ألرى‪.‬‬
‫‪ .4‬اللغة العربية الفصيحة في يناة سميرة‪:‬‬

‫يلحظ المتتبع لقناة سميرة أن لغة الحديث فيها تتضمن نسبة من األلفناظ‬
‫الفصيحة‪ ،‬ونهكر عل سنبيل الم نال‪( :‬نضنيف كمينة المناء‪ ،‬نتحصنل علن‬
‫عجينة طرية‪ ،‬ملعقة من السكر‪ ،‬ملعقة أكل‪ ،‬نفله يليل من الطحنين‪ ،‬كنيا‬
‫لميننرة كيميننائي‪ ،‬لننالط كهربننائي‪ ،‬طاولننة العمننل‪ ،‬نسننتعمل لمنناا غننهائي‬
‫أبيض‪ ،‬صحن التقديم‪ ،‬حساء اللضار‪ ،‬باينة كسنبرة‪ ،‬مكعنب غنهائي‪ ،‬هوق‬
‫دجاج‪ ،‬يطعة لحم مفنروم‪ ،‬ننرائ فلنه الندي الرومني‪ ،‬كنوب حلينب‪ ،‬مندة‬
‫الطهنني‪ ،‬أطبنناق جنناهزة عل ن مائنندة التقننديم‪ ...‬إلننخ)‪ .‬وألن حلقننات الطننبخ‬
‫متنوعننة‪ ،‬فمننن ررنررام ك ر ّ يرربخ ربررة بررنررام ي ر ب ّمررة ننتقننل إل ن‬

‫‪66‬‬
‫برنامج كعك األحالخ الهي نعتقد أن مناهدتا ال تقتصر عل األمهات فقط‪،‬‬
‫وإنما األطفال الصغار؛ حيث يتم فينا تحضنير أطبناق منن الحلوينات علن‬
‫نكل دم ‪ ،‬فنجد الطبالة تنص األم بمعداد هه األطباق ألطفالها‪ ،‬ونلحظ‬
‫أن األم وهنني تننناهد هننه الحلقننات تننناهدها دومننا برفقننة أطفالهننا‪ ،‬وهننها‬
‫التنننوا فنني البننرامج فرصننة وفكننرة جينندة؛ ألن األطفننال يتمتعننون بالصننور‬
‫المتبوعة باأللوان‪ ،‬ويستمعون إل األلفاظ الفصيحة في هنه الحلقنة ومنهنا‬
‫عل ن سننبيل الم ننال‪( :‬القبعننة الحمننراء‪ ،‬عجينننة السننكر‪ ،‬يتضنناعف الحجننم‪،‬‬
‫مربع صغير‪ ،‬نكل دائري‪ ،‬نجيرات‪ ،‬ربطة معطف‪ ،‬حهاء‪ ،‬معطف‪)...‬‬
‫‪ .5‬المستويات الملتلفة للغة في يناة سميرة‪:‬‬

‫يننرى ك يننر مننن البنناح ين أن األلفنناظ العاميننة أصننولها فصننيحة‪ ،‬ولكننن‬


‫أصنابها تحرينف ننكلي أو تغيينر صنوتي أو انحنراف عنن أصنلها‪ ،‬ولنهل‬
‫تتبعنا التغيرات التي تحدث عل مستوى اللغة‪.‬‬

‫‪ .1.5‬المستبى الصبتتّ‪:‬‬
‫يحننندث علننن مسنننتوى النطنننق لنننبعض األصنننوات؛ إه يمكنننن أن تسنننتمد‬
‫األلفاظ العامية من اللغة العربية الفصيحة؛ فتتله بهل طابعا لغويا مغايرا‬
‫عننندما يسننتعملها مقنندمو البننرامج؛ فيك ننر فيهننا الحننهف واببنندال تسننهيال‬
‫للنطق‪ ،‬وتقليال من العمل اللفظني دون أن يلتن نل اللطناب المنراد نقلنا إلن‬
‫المتلقي؛ ونهكر من هه األم لة‪:‬‬

‫‪َ -‬ك ‪:‬‬


‫راْ‪ :‬تنطننق فني العاميننة بحننهف الهمنزة عننوض (كنفا) فنني اللغننة‬
‫العربية الفصيحة؛ للتلفيف في النطق‪.‬‬
‫‪َ -‬ما‪ :‬تنطق فني العامينة بحنهف الهمنزة‪ ،‬وأحياننا بزينادة النالم بمعنن‬
‫(ل يما) عوض (الماء) في اللغة العربية الفصيحة‪ ،‬للتلفيف في النطق‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬ما ‪:‬يدَة‪ :‬استبدال الهمزة باليناء فنطقنت ( يمايْندية) عنوض (مائندة) وهلن‬
‫للتلفيف في النطق‪.‬‬
‫‪ -‬جررا ‪ :‬حننهف النندال ونطننق (جنناج) عننوض (دجنناج) وهل ن للتلفيننف فنني‬
‫النطق‪.‬‬
‫ركيرت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫حبي بال ّت‬
‫‪ .2.5‬المستبى ال ّن ّ‬
‫يحدث في مستوى الكلمات؛ فالواحدات المعجمية تكون يائمتها مفتوحنة‬
‫تقبننل ابضننافات والوحنندات الجدينندة؛ لننها نجنند الطبننا يتصننرف فنني كيفيننة‬
‫اسننتعمالا للغننة‪ ،‬وسننندرا الجانننب النحننوي مننن حيننث األفعننال واألسننماء؛‬
‫حينننث لحظننننا أن جنننل البنننرامج فننني ينننناة سنننميرة تسنننتلدم أفعننناال وأسنننماء‬
‫وحروف المعاني بالعامية (ضنوكا)‪ ،‬تندل علن (اتن)‪( ،‬كنا يينْ ) تندل علن‬
‫(يوجد)‪ ( ،‬يتعْ ) تدل عل حرف الجر (من) م ال‪( :‬نوية يتنعْ ْلملن ) عنوض‬
‫(يليل من المل )‪( ،‬كفا ) للداللة عل (كيف)‪،‬‬
‫‪-‬تسننكين االسننم المجننرور بنندال مننن جننر نحننو‪( :‬مننن األحسنننْ ) عننوض (مننن‬
‫األحسن)‬
‫ِ‬
‫رفت‪:‬‬
‫ص ّ‬ ‫‪ .3.5‬المستبى ال ّ‬
‫يهتم بدراسنة الوحندات الصنرفية والصنيل اللغوينة وأوزان الكلمنة‪ ،‬كمنا‬
‫أنا يبحث في بناء الكلمة التي تتكون من تناسق الوحدات الصوتية؛ بحيث‬
‫تعطي معنن ‪ ،‬ويندرا صنيل الكلمنات منن حينث بناسهنا‪ ،‬والتغينرات التني‬
‫تطرأ عليها من نقص أو زيادة‪ ،‬وأ ر هل فني المعنن ومنن أم لنة هلن منا‬
‫يلي‪:‬‬
‫مقارلها راللّلة الفصيحة‬ ‫ب نهرررررررررررررررررررررا نبعها‬ ‫األلفاظ‬
‫رفت‬
‫ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫عاجنة‬ ‫اسم ثلة‬ ‫فعالة‬ ‫عجانة‬
‫يحليب‬ ‫اسم مفعول‬ ‫ْفعيل‬ ‫حْ ليب‬
‫‪68‬‬
‫مصنننننننننننننننندر حمراء‬ ‫فعال‬ ‫حمرا‬
‫يياسي‬
‫يظهر لنا من لالل الجدول تغيرات صرفية أللفناظ اللهجنة العامينة منن‬
‫حيننث األوزان والصننيل؛ نتيجننة حننهف أحنند الحننروف؛ كننالهمزة والحركننة؛‬
‫للتلفيف وك رة استعمالها في العامية‪.‬‬
‫‪ .4.5‬المستبى الداللتّ‪:‬‬
‫هو المستوى الهي يدرا األلفاظ وداللتها بحيث تتصف بعنض األلفناظ‬
‫باالنتقننال أو المجنناز فنني معناهننا‪ ،‬تضننييقا أو اتسنناعا‪ ،‬ومننن ألفنناظ العاميننة‬
‫الجزائرية ما أصلا عربية فصح أو من الدليل أو فرنسي‪ ...‬إلنخ‪ ،‬وهنها‬
‫منا لحظنننا مننن لننالل تتبعنننا لننبعض حلقنات الطننبخ فنني يننناة سننميرة‪ .‬ومننن‬
‫أم لة هل ‪:‬‬
‫‪ -‬الب ّفاةة‪ :‬وردت كلمة (اللفاية) في لسان العرب المنتقة منن الفعنل‬
‫لفنق‪ ،‬يلفننق‪ ،‬لفقننا‪ ،‬ولفايننة بمعنن اضننطراب(‪ ،)9‬كمننا وردت الكلمننة فنني‬
‫العامية (اللفاية) بمعن ثلة تقوم بعملينة لفنق العجيننة؛ أي جمعهنا وكمهنا‬
‫ويكون هلن باالضنطراب النهي يننكل الوظيفنة التني تسديهنا اللفاينة أ نناء‬
‫للننط المقننادير واعتبننر االضننطراب وجننا النننبا الننهي يننربط بننين معن ن‬
‫اللفايننة فنني اللغننة العربيننة الفصننيحة والعاميننة (‪ .)10‬وبهننها ويننع انتقننال مننن‬
‫المعن المحسوا إل المجرد‪.‬‬
‫ولهل ‪ ،‬يامت لجنة اللهجات بالبحث في جهور الكلمنات العامينة وردهنا‬
‫إل الفصي ‪ ،‬وهها محاولة منها لتفصي العامي‪ ،‬وكل هل للدمة العربينة‬
‫الفصيحة (‪ ،)11‬فتههيب األلفاظ العامية وردها إل أصولها الفصيحة ينسدي‬
‫إل تحقيق التوحيد والتقريب بين اللغات؛ حيث ال يكون هنا فرق بين ما‬
‫يتداول في الكتب وما يتداولا الناا في لطابهم اليومي‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ونجنند نوعننا ثلننر مننن األلفنناظ ال هنني ألفنناظ عربي نة فصننيحة وال ألفنناظ‬
‫أجنبي نة سننلمت مسننتوياتها الص نوتية والص نرفية والتركيبي نة‪ ،‬ويطلننق عليهننا‬
‫مصنننطل األلفننناظ الدليلنننة م نننل‪( :‬كوزيننننة للمطنننبخ‪ ،‬وفرننننيطة للننننوكة‪،‬‬
‫للكاظمنننة‪ ..‬فلفنننظ كوزيننننة هنننو مصنننطل فرنسننني منننن‬ ‫وكيكوطنننة‬
‫‪ ،cuisine‬كمنننا نجننندها تسنننتعمل مصنننطلحات أجنبينننة منهنننا‪ :‬مايزيننننة‬
‫(‪ ) Maïzena‬يقابلهننا بالعربي نة الفصننيحة النننناء‪ ،‬وفرينننة بنندل طحننين‪،‬‬
‫والفننننور (‪ ،)Four‬البانسننننو (‪ ،)Pinceau‬بالطنننننو (‪.)Plateau‬‬
‫ويمكن اعتبار هل محاولة لعربننة المصنطل األجنبني منن لنالل محاولنة‬
‫تقريبا من السليقة العربينة أو إن صن التعبينر تقديمنا فني معلبنات عربينة‬
‫الننننكل‪ .‬وهننني مسنننفلة لننناض فيهنننا اللبنننراء اللغوينننون العنننرب عننننرات‬
‫المننرات‪ ،‬إل ن جانننب مصننطلحات ك يننرة توظ نف يومي نا‪ ،‬وتكننرر بصننورة‬
‫تجعلها مع مرور الويت عادية ال لبا فيها‪ ،‬وإن الرافضين لها والمنتقدين‬
‫الستعمالها ال يعرفون أبجديات التواصل‪.‬‬
‫لاتمة‪:‬‬

‫تضمن هها البحث دور فضائية سميرة في تنمية المهارات اللغوية عنند‬
‫الطفل‪ ،‬ويد توصلنا إل مجموعة من النتائج منها‪:‬‬
‫‪ -‬صننننعوبة اكتسنننناب الطفننننل للغننننة العربيننننة الفصننننيحة فنننني المرحلننننة‬
‫االبتدائية‪،‬‬
‫‪ -‬ضرورة اهتمام المعلمين بمكساب الطفل للغة السليمة‪،‬‬
‫‪ -‬بروز دور األسرة في تعليم اللغة العربية الفصيحة للطفل‪،‬‬
‫‪ -‬سعي فضائية سميرة إل تفصي العامية وتريية اللغة العربية‪،‬‬
‫‪ -‬ال يمكننن اللغننة العربيننة أن تنتنننر عبننر وسننائل ابعننالم إن لننم تكننن‬
‫هنا سياسة تدعمها كلغة وطنية مقابل اللغات األجنبية الزاحفة بقوة‪،‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬الفننرق بننين لغننة وألننرى يكمننن فنني الوسننائل المتبعننة لتنمينة اللغننات‬
‫وإ راء ترا ها التعبيري‪،‬‬
‫‪ -‬ضننرورة االتفنناق علنن لغننة ال ننة (الفصننيحة) يننادرة علنن تحقيننق‬
‫التواصل وتبليل اللطاب بفيصر الطرق‪،‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام والعمل بتعميم العربية الفصيحة‪.‬‬
‫االيتراحات‪:‬‬

‫‪ -‬نروم من المسسولين تكوين الفئات المسهمة في هه القناة باللغة العربية‪.‬‬


‫‪ -‬نتوسنننم االعتمننناد علننن المنننديقين اللغنننويين لتجننننب األلطننناء يبنننل بنننث‬
‫البرنامج‪.‬‬
‫الحواني‪:‬‬

‫(‪ )1‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬دراسات في الصحافة وابعالم‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2000 :‬دار مجدالوي‬
‫للننر والتوزيع‪ ،‬ص‪.309‬‬
‫(‪ )2‬عبد الرحمن جمعنا وافني‪ ،‬المهنارات الحياتينة وعاليتهنا بالنهكاءات المتعنددة لندى طلبنة‬
‫المرحلة ال انوية في يطاا غزة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬فلسطين‪ ،2010 :‬ص‪26‬‬
‫(‪ )3‬المرجع نفسا والصفحة نفسها‪ .‬ص‪26‬‬
‫(‪ )4‬نننيباني الطيننب‪ ،‬اسننتراتيجية التواصننل اللغننوي فنني تعلننيم وتعلننم اللغننة العربيننة( دراسننة‬
‫تداولية)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬وريلة‪ 2010 :‬ص‪.78‬‬
‫(‪ )5‬المرجع نفسا‪ ،‬ص‪30‬‬
‫(‪ )6‬محمد فتحي عبد الهادي وأسامة السيد حمودة‪ ،‬مصادر ولدمات المعلومات المرجعية في‬
‫المكتبات ومراجع المعلومات‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،2006 :‬ص‪.15‬‬
‫(‪ )7‬محمننود الضننبع‪ ،‬أدب األطفننال بننين التننراث والمعلوماتيننة‪ ،‬ط‪ ،1‬القنناهرة‪ ،2009 :‬النندار‬
‫المصرية اللبنانية‪ ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )8‬العياننني العربنني‪ ،‬لغننة الطفننل العربنني والمنظومننة اللغويننة فنني مجتمننع المعرفننة الجزائننر‬
‫أنموهجا‪ ،‬تيزي‪ -‬وزو ‪ :‬دت‪ ،‬مننورات ملبر الممارسات اللغوي|ة‪ ،‬ص‪. 81‬‬
‫(‪ )9‬محمد بن مكرم بن علي أبو الفضل جمال الدين‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مادة لفق‪.‬‬
‫(‪ )10‬نعيمة نعبان‪ ،‬ونوال نعبان‪ ،‬توظيف اللغة العربية في القناة التلفزيونية‪ -،‬يناة سنميرة‬
‫‪TV‬أنموهجا‪ ،‬مهكرة تلرج لنيل نهادة الماستر‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2016 ،‬‬
‫(‪ )11‬صال بلعيد‪ ،‬همنوم لغوينة‪ ،‬دط‪ ،‬تينزي‪ -‬وزو‪ ،2012 :‬منننورات ملبنر الممارسنات‬
‫اللغوية‪ ،‬الجزائر ‪.236‬‬

‫‪71‬‬
72
‫إسهام قناة سميرة‬
‫في ترقية اللّغة العربيّة عند المرأة الماكثة في البيت‬
‫‪-‬ركن الخياطة أنموذجا‪-‬‬

‫أ‪ .‬حسيبة لعربي‬


‫جامعة مولود معمري تيزي‪ّ -‬‬
‫وزو‪.‬‬

‫نعيش اليوم عصر السّررعة وال ّتطروّ ر الرّ هير لمجريرات ادحردا إلرى‬
‫درجررة أنّ معطيررات الحيرراة اليوم ّيررة تتغ ّيررر بررين ليلررة و ررحاها؛ نظرررا إل رى‬
‫ال ّتقر ّدم العلمرريّ الكبيررر الّررذي يعطرري عجلررة ال ّنمررو وال ّتطرروّ ر الح رراريّ دفعررا‬
‫قويّا‪ .‬وبال ّتالي‪ ،‬تغيّرت المقاييس وانقلبت الموازين لصالح ادقوى اقتصادا‬
‫وعلما‪ .‬فلم يعد الفقير ذلك الّذي ال يملك قوت يومر‪ ،،‬برأ أصربح ذلرك الّرذي‬
‫ال يملك اإلنترنت أو غير المتم ّكن من ال ّتكنولوجيا‪ .‬فأين نصر ّن نحرن مرن‬
‫هررءال وفرري خ ر ّم كررأ هررذف الفو ررى وال ّسررعي ورا الما ّد ّيررات همِّشررت‬
‫العالقررات اإلنسررانيّة و ررر بررالقيم وادخررالع عرررح الحرراثط‪ ،‬فكثرررت‬
‫ادزمات وانتشر الخو والخطر حوأ العالم ليه ّدد ك ّأ مقوّ مرات اإلنسران‪،‬‬
‫من بينها اللّغة الّتي تش ّكأ هوّ يّت‪ ،،‬فأصبحنا نسمع اليوم عبارة "العربيّة في‬
‫خطر"‪ .‬وبهذا‪ ،‬تعرود ق رايا كثيررة لتطررك ككشركاليّات فري عصررنا‪ ،‬منهرا‬
‫الهوّ يّة واللّغة‪ ،‬أفيعقأ أن نواج‪ ،‬أزمة الهوّ ّية بعد ك ّأ ادشواط الكبيرة الّتري‬
‫قطعها اإلنسان ونحن في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬وكأنّ ال ّتكنولوجيا الّتي‬
‫طوّ رت‪ ،‬وتق ّدمت ب‪ ،‬ما ّديّا قد أعادت‪ ،‬في نفس الوقت إلى البدايات الّتري كران‬
‫يبح فيها عن هوّ يّت‪ ،،‬ويستكش فيها إنسانيّت‪ ،،‬فأيّ مفارقة هذف‬
‫وبمررا أ ّننررا علررى مشررار االحتفرراأ ب راليوم العررالميّ للّغررة العرب ّيررة؛ الّررذي‬
‫الثرامن عشرر مرن شرهر ديسرمبر؛ حير سر ّنت‪ ،‬هيثرة ادمرم الم ّتحردة‬ ‫ّ‬ ‫يصاد‬
‫رزواأ‪ ،‬كونهررا مررن بررين‬ ‫بنررا ع علررى تقررارير تفيررد بررأنّ اللّغررة العرب ّيررة م لهررا الر ّ‬
‫الخمسمثة لغة الّتي ت ّم إحصاءها لتنقررح مسرتقبال‪ .‬وعلير‪ ،،‬تر ّم تخصري‬
‫‪73‬‬
‫هذا اليوم لالحتفراأ بهرا‪ .‬وبهرذف المناسربة‪ ،‬سرنق ّدم هرذف الورقرة البحثيّرة الّتري‬
‫تعررالق ق ريّة ترقيةةا لّغة ةةا لّّر ةيةةا بعررد ال ّتراجررع الكبيررر الّررذي شررهدت‪ ،‬فرري‬
‫السّنوات ادخيرة على مسرتوى الروطن العربريّ أوّ ال‪ ،‬والعرالم ثانيرا‪ .‬ويرأتي‬
‫العمأ في إطار االحتفا بهذا اليوم‪ ،‬وتذكيرا ب رورة ا ّتخراذ تردابير فعّالرة‬
‫تساعد على ح ّأ أزمة تراجع اللّغة العربيّة‪ ،‬قبأ أن تأخذ منحرى خطيررا ال‬
‫يسعنا إصالح‪ ،‬الحقا‪.‬‬
‫ونشررير هنررا إلررى أنّ كلمررة الترقيررةه ال نقصررد بهررا أنّ اللّغررة العرب ّيررة دون‬
‫المستوى وأ ّنهرا تحتراإ إلرى ترقيتهرا؛ فالعربيّرة لغرة راقيرة اسرتمرّ ت لقررون‬
‫ع ّدة‪ ،‬وصرمدت فري وجر‪ ،‬مختلر ال ّتوجّ هرات العداثيّرة لهرا– كمرا لرم تصرمد‬
‫قبلها لغة أخررى‪ -‬وهري نتراإ فكرريّ ومرورو إنسرانيّ عريرع‪ ،‬أبرد فيهرا‬
‫العجميّ قبأ العربيّ ‪ ،‬وإ ّنما نقصد بالرّقيّ رفع شأنها فري أوطانهرا‪ ،‬وإعرادة‬
‫االعتبررار لهررا عنررد أهله را‪ ،‬وأي ررا تكييفهررا مررع مسررتج ّدات الحيرراة مررن أجررأ‬
‫رأخر‬ ‫اللّحرراع بالرّ ك ر الح رراريّ ‪ ،‬ولرردفع عجلررة ال ّتطرروّ ر عنررد العررر ؛ فال ّتر ّ‬
‫الّذي تعرف‪ ،‬العربيّة اليوم لريس منسروبا إليهرا كلغرة‪ ،‬وإ ّنمرا يعرود إلينرا نحرن‬
‫أصحابها‪ ،‬ود ّننا توقّفنا عن اإلنتاإ بها واكتفينا باالستهالك كما أ ّننرا وقعنرا‬
‫في مصيدة ال ّتبع ّية‪ ،‬وال ّتقليد ادعمى واالنبهار بك ّأ مرا هرو أجنبريّ ‪ ،‬بمرا فري‬
‫ذلررك اللّغررة الّترري ّ‬
‫تمثررأ هوّ ّيررة اإلنسرران‪ ،‬فأصرربحنا نتبرراهى باللّغررات ادجنب ّيررة‬
‫الطفرأ العربريّ يتعلّمهرا فري سرنّ مب ّكررة‬ ‫كمقياس لل ّتح ّر‪ ،‬إلى درجة برات ّ‬
‫في رياح ادطفاأ قبأ تعلّم‪ ،‬اللّغة العربيّة‪ ،‬وأكثر مرن ذلرك‪ ،‬بلر ال ّتفراخر‬
‫بادهأ درجة تعليم أطفالهم اللّغة ادجنبيّة وترك لغتهم ادصليّة‪ .‬وقرد لعر‬
‫الظرو نفسها وبخاصّة العولمة‪.‬‬ ‫ال ّتاريخ دورف وفر ت ّ‬

‫ولمعالجة هذف الق يّة‪ ،‬انطلقنا من أقوى سالك يعرف‪ ،‬العرالم اليروم وهرو‬
‫اإلعررالم بأنواعرر‪ ،‬الالسّررمعيّ ‪ ،‬المقرررو ‪ ،‬السّررمعيّ البصررريّ ه؛ إذ غررزا كرر ّأ‬
‫مجرراالت الحيرراة وغرردا بوّ ابررة لل ّتواصررأ واالنفترراك علررى العررالم‪ ،‬وقررد ا ّتخررذنا‬
‫ف اثيّة سميرة أنموذجا لل ّدراسة؛ نظرا إلرى نسربة المشراهدة المرتفعرة لهرا‪،‬‬
‫‪74‬‬
‫واإلقباأ الكثير علرى منتجاتهرا وإصرداراتها المتنوّ عرة‪ ،‬فركن د ّأ هرذا علرى‬
‫شي ‪ ،‬فك ّنما يد ّأ علرى البراعرة والمصرداقيّة اللّرذين يعكسران ال ّنجراك الكبيرر‬
‫الّررذي حقّقترر‪،‬؛ م ّمررا يجعلهررا عامررأ تررأثير قررويّ علررى المجتمررع‪ .‬فمررا حقيقررة‬
‫انقررراح اللّغررة العرب ّيررة وكي ر يمكررن ل عررالم أن يسررهم فرري ترقيتهررا ث ر ّم‬
‫كي تساعد قناة سميرة على تعليم اللّغة العربيّة للمشاهد‪ ،‬وللمررأة الماكثرة‬
‫في البيت خاصّة‬
‫سررنتناوأ فرري هررذا البح ر ق ريّة انقررراح اللّغررة العرب ّيررة بررين الحقيقررة‬
‫واالفتراح‪ ،‬ودور اإلعرالم فري ترقيرة اللّغرة العربيّرة‪ ،‬كمرا سرنتعرّ ح إلرى‬
‫إسهام قناة سميرة في ال ّترقية‪ ،‬وسنر ّكز على المرأة الماكثرة فري البيرت مرن‬
‫خالأ ركن الخياطة؛ وذلك بدراسة نماذإ من االستعماأ اللّغرويّ لمقر ّدمات‬
‫برامق القناة‪ ،‬وكرذلك بتحليرأ المصرطلحات وادلفراظ الّتري تعلّمهرا للمتلقّري‪،‬‬
‫ومررن ث ر ّم سررنختم برربعح المقترحررات الّترري مررن شررأنها تحسررين و ررع اللّغررة‬
‫العربيّة‪.‬‬
‫‪ .1‬مكانة اإلعالم في الحياة اليوميّة وتحوّ أ دورف‪:‬‬

‫يصع تحديد تاريخ بدايات اإلعالم لكون معطيات‪ ،‬متشابكة مع أحدا‬


‫العالم المختلفة‪ ،‬ويجمع أكثرر البراحثين علرى أنّ أبررز تفاعرأ ل عرالم كران‬
‫أثنا الحر الباردة لما كان لهرا مرن ترأثير علرى العرالم‪ ،‬ولك ّنر‪ ،‬برات اليروم‬
‫المحرّ ك الرّ ثيسيّ لألحدا على مستوى السّاحة ال ّدوليّة؛ فهو يمتلك القدرة‬
‫علررى تسررريع ادحرردا وتغييرهررا؛ حير "أفرررزت مظرراهر إعالم ّيررة جديرردة‬
‫على مستوى العالم وفّرت قنروات وممارسرات وم رامين إعالميّرة جديردة‪،‬‬
‫تسهم بدورها فري حرراك المتغيّررات المعاصررة فري المجتمعرات المختلفرة‪،‬‬
‫مسرتقال مرن حير المظهرر‪ ،‬جامعرا‬ ‫ّ‬ ‫منتجة في الوقت نفس‪ ،‬متغيّررا إعالميّرا‬
‫آثررار المتغيّرررات ال ّدوليّررة المعاصرررة وعواثرردها"(‪ )1‬فلررم يعررد دور اإلعررالم‬
‫مقتصرررا علررى نقررأ الخبررر ونشرررف؛ بررأ تع ر ّداف إلررى مهررا ّم جديرردة فر ررتها‬

‫‪75‬‬
‫ظرو الحياة‪ ،‬فأصبح اإلعرالم محلّرال ومناقشرا لمختلر الق رايا ال ّدوليّرة‬
‫والمحليّة‪ ،‬داعما أو راف ا لقرارات ومواق سياسريّة واقتصراديّة وأمنيّرة‪،‬‬
‫ّ‬
‫المرءثرة فري‬ ‫يعمأ على تحريك الرّ أي العرا ّم ونشرر ال ّتوعيرة برأه ّم ادحردا‬
‫الظرواهر‬ ‫مصير البشريّة‪ ،‬كادزمرات االقتصراديّة وآفرات اإلرهرا وكرذلك ّ‬
‫الطبيعيّة المه ّددة للبقا كاالحتباس الحراريّ ‪ ،‬وبرذلك نجرد اإلعرالم منردمجا‬ ‫ّ‬
‫ومتح ّكمررا فرري مختل ر مظرراهر الحيرراة إلررى درجررة أ ّنرر‪ ،‬أصرربح مررن ال ّ‬
‫صررع‬
‫فرح رقابة دوليّة علي‪ ،‬كون‪ ،‬اخترع ك ّأ الحدود‪.‬‬
‫‪ .2‬انقراح اللّغة العربيّة بين االعتقاد وال ّتنبّء‪:‬‬

‫يعر ّد انقرراح اللّغرات حقيقرة واقعيّرة عرفتهرا لغرات قديمرة كثيررة لتظهرر‬
‫مكانها لغات أخرى‪ ،‬وإن كانت العربيّة لغة قديمة ّإال إ ّنها ال تزاأ لغة حيّة‬
‫ينطع ويكتر بهرا الماليرين عبرر مختلر أنحرا المعمرورة‪ ،‬فقرد كانرت فري‬
‫ررزز وجودهرررا ذلرررك‬ ‫وقرررت م رررى تحتررر ّأ المراتررر ادولرررى عالم ّيرررا‪ ،‬و ّمرررا عر ّ‬
‫"ال ّترابط ال ّتاريخيّ الواقعيّ بين ازدهار العربيّة وا ّتسا نطاقها لغة عالميّة‬
‫والثقافرررات وادجنررراس‪ ،‬وبرررين نرررزوأ القررررآن يرافقررر‪ ،‬برررأ‬ ‫عرررابرة للقرررارّ ات ّ‬
‫يعررززف ويحفظرر‪ ،‬ترررابط نظررريّ اعتقرراديّ دينرريّ مررن حيرر إنّ‬ ‫ويدفعرر‪ ،،‬و ّ‬
‫العرب ّيررة مقرروّ م أساسرريّ مررن مقوّ مررات القرآن ّيررة"‪ )2(،‬فاكتسرربت بهررذا االرتبرراط‬
‫سمة القداسة‪ ،‬وبها نجحرت الفتوحرات اإلسرالميّة الّتري سراعدت فري نشررها‬
‫وتعليمها للعجم‪ ،‬فهري لغرة ديرنهم حا ررة فري ممارسراتهم اليوميّرة‪ ،‬وبفعرأ‬
‫ال ّتزاوإ وال ّتصاهر واالختالط بين العر والعجم‪ -‬الّذين دخلروا فري الر ّدين‬
‫ترأثر وترأثير برين اللّغرات‪ ،‬ومرع الوقرت امتزجرت اللّغرات مرع‬ ‫ّ‬ ‫الجديد‪ -‬حد‬
‫بع ها إلى أن أصيبت العربيّة بالهجين‪ ،‬ونتق عنها ظواهر لغويّة نصِ رفها‬
‫بالغريبررة كونهررا ال تخ ررع لنظررام لغررويّ مح ر ّدد‪ ،‬وذلررك مثررأ لغررة الرّ سرراثأ‬
‫اإللكترون ّيررة المسررتعملة فرري أجهررزة اال ّتصرراأ كررالهوات ومواقررع ال ّتواصررأ‬
‫بالالتينيّرة وينطرع ويفهرم بالعربيّرة مرع تغييرر‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعيّ ؛ إذ يكت الحر‬
‫في صورة الحر ‪ ،‬كالرّ قم سبعة‪ ،‬ال ّدا ّأ على حر الحرا ‪ ،‬والررّقم ثالثرة‪،‬‬
‫‪76‬‬
‫ال ر ّدا ّأ علررى حررر العررين‪ ،‬وبررذلك تشرروّ هت العرب ّيررة– إ ررافة إلررى عوامررأ‬
‫أخرى‪ -‬ممّا أ ّدى إلى تراجعها الّذي دفع هيثات دوليّة وجهات مختصّة إلى‬
‫ال ّتنبّء بزوالها في وقت الحع‪ ،‬وبغحّ ال ّنظر عن ال ّتحقيقات واإلحصاثيّات‬
‫رزواأ‪ ،‬فرركنّ جهررات أخرررى تء ّكررد علررى خلررود اللّغررة العرب ّيررة‬
‫المشرريرة إلررى الر ّ‬
‫دسبا تعتقد بها سوا كانت ذاتيّة أم مو وعيّة‪.‬‬
‫لّةلظل يسرود هرذا االعتقراد‬ ‫‪ 1.2‬لالعتقاد أنة لّّر ةيةا حفوظةةا حةن ة‬
‫عنرردنا نحررن المسررلمين؛ إذ يررن ّ القرررآن الكررريم الّررذي نسررتم ّد منرر‪ ،‬أحكررام‬
‫عرز وجرأّ‪ ،‬فرال يسرتطيع أيّ مخلروع‬ ‫ه ّ‬ ‫شريعتنا على أ ّن‪ ،‬محفوظ من قبرأ ّ‬
‫أن يحرّف‪ ،،‬أو يشوّ ه‪ ،‬كما حد لألديران ادخررى؛ إذ يقروأ ّ‬
‫عرز وجر ّأ فري‬
‫كتاب‪ ،‬العزيز‪ :‬ﱡﭐ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﲇ ﱠ [سورة الحِجر‪ ،‬اآلية ‪ ] 9‬وجرا ت اآليرة‬
‫عرززت برأدوات ال ّتوكيرد‪ ،‬فبردأت‬ ‫مء ّكدة بقروّ ة علرى حفرظ القررآن الكرريم إذ ّ‬
‫رز وج رأّ‪ ،‬وأتبررع مباشرررة ب ررمير‬ ‫ه عر ّ‬‫ب ررمير المررتكلّم الّررذي يعررود علررى ّ‬
‫عز وجأّ‪ ،‬وأعاد تكرار مير‬ ‫ه ّ‬ ‫المتكلّم بصيغة الجمع‪ ،‬ليعبّر أي ا عن ّ‬
‫عرز وجرأّ‪ ،‬ثر ّم جرا الم ال ّتوكيرد لتزيرد‬
‫ه ّ‬ ‫المتكلّم المفرد لل ّداللة داثما علرى ّ‬
‫ال ّتوكيد قوّ ة‪.‬‬
‫عرز وجر ّأ وعرد بحفرظ القررآن‪ ،‬ولريس‬ ‫ه ّ‬ ‫ولكن يتبادر إلرى ادذهران أنّ ّ‬
‫اللّغرررة العرب ّيرررة‪ ،‬وقرررد قررراأ فررري كتابررر‪ ،‬العزيرررز‪ :‬ﱡﭐ ﲇ ﲇ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﱠ [سرررورة‬
‫البررروإ‪ ،‬اآليررة ‪ ]22-21‬ولكررن مررادام القرررآن الكررريم نررزأ باللّغررة العرب ّيررة‬
‫وكت ر بهررا‪ ،‬فمررن المنطقرريّ أن تكررون هررذف اللّغررة محفوظررة‪ ،‬د ّنهررا الوعررا‬
‫الحامأ للقرآن‪ ،‬وإن‪ ،‬بتشوّ ف الوعا يتشوّ ف ما يحمل‪ ،،‬وبالفعأ هذا مرا حرد‬
‫شرى اللّحرن مرع دخروأ العجرم فري‬ ‫في العصور اإلسرالميّة ادولرى؛ حير تف ّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ومن‪ ،‬جا "ال ّتفكير في و ع ما يسمّى بعلم العربيّة على اختال‬
‫فروع‪ ،‬وعلوم‪ ،،‬من أصوات ولهجات‪ ...‬فقد كانرت خشرية المسرلمين علرى‬
‫كتابهم أن يصيب‪ ،‬اللّحن في قرا ت‪ ،‬أو ال ّتصرحي فري أحرفر‪ ،،‬فيرء ّدي ذلرك‬
‫إلى تحري آياتر‪ ،،‬وتغييرر المفهروم منهرا‪ ،‬وبرذلك تتغيّرر ادحكرام المرأخوذة‬
‫‪77‬‬
‫منررر‪ ،‬والمبن ّيرررة عليررر‪ )3(."،‬وهكرررذا‪ ،‬كررران الررر ّدين العامرررأ المباشرررر وادسررراس‬
‫لالهتمام باللّغة العربيّة وحفظها‪ ،‬فعمأ ال ّنحاة واللّغويّون على ذلك‪.‬‬
‫‪ 2.2‬لّ ةتن ة ةةب ةةلظل لّغة ةةا لّّر ةيةةا يسررتند هررذا ال ّتن ّبررء إلررى مجموعررة‬
‫عوامأ ز ّكاها الواقع اللّغويّ على مستوى البلدان العربيّرة‪ ،‬وعلرى مسرتوى‬
‫انتشارها عالميّا‪ ،‬فالعربيّة تراجعت بشركأ خطيرر فري مظراهر مختلفرة مرن‬
‫بينها‪:‬‬
‫‪ -‬ررع العرب ّيررة تأديررة وكتابررة فرري المءسّسررات ال ّتربو ّيررة ال ّتعليم ّيررة؛ إذ‬
‫حلّررت الر ّدوارإ أو العا ّم ّيررات محلّهررا وأصرربحت العرب ّيررة الفصرريحة مقتصرررة‬
‫على الكت وأوراع االمتحانات‪ ،‬في حين تتم العمليّة ال ّتواصليّة بين المعلّم‬
‫والمتعلّم بالعا ّميّة‪ ،‬سوا بلغة اد ّم أم بلغة أجنبيّة أم مزيق من اللّغات‪،‬‬
‫الثقافيّرة فري ال ّتلفرزة واإلذاعرة بالعا ّميّرات‪ ،‬مرع‬ ‫‪ -‬تقديم البرامق اإلعالميّة ّ‬
‫أ ّنهررا كانررت فرري وقررت م ررى تق ر ّدم بالعرب ّيررة الفصرريحة‪ ،‬أ ّمررا اليرروم‪ ،‬فتكرراد‬
‫تنحصر في نشرات ادخبار‪،‬‬
‫ّ‬
‫والمجرالت إلرى الكتابرة بالعا ّميّرات‪ ،‬وانتشرار ادخطرا‬ ‫‪ -‬توجّ ‪ ،‬الصّح‬
‫اللّغويّة الّتي تخدش اللّغة خدشا وتشوّ هها‪،‬‬
‫‪-‬توظير اإلشرهار‪ -‬نطقرا وكتابرة‪ -‬العا ّميّرة بحجّ رة قربهرا مرن المسرتهلك‪،‬‬
‫وسهولة ال ّتعامأ مع‪ ،‬بها‪ ،‬ممّا يحقّع أرباحا جيّدة‪،‬‬
‫‪ -‬اعتماد اإلدارة العربيّة– سروا فري القطرا العرا ّم أم القطرا الخرا ّ ‪-‬‬
‫على اللّغة ادجنبيّة‪ ،‬كما أ ّنها تشترط فري مسرابقات ال ّتوظير ‪ ،‬فري حرين ال‬
‫تولي العربيّة أيّ اهتمام يذكر‪،‬‬
‫‪ -‬تحررروّ أ مجررراأ دبلجرررة ادفرررالم والمسلسرررالت ادجنبيّرررة مرررن العربيّرررة‬
‫الفصحى إلرى العا ّميّرة‪ ،‬كمرا تفعرأ المغرر ادقصرى ولبنران‪ ،‬وكرذلك إنتراإ‬
‫الرّ سوم المتحرّ كة بالعا ّميّة مثلما تفعأ مصر‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬اهتمرام دور الح رانة وريراح ادطفرراأ بتعلريم ال ّ‬
‫طفرأ اللّغرة ادجنب ّيررة‬
‫الثراني‪ ،‬لترأتي العربيّرة الفصريحة فري‬ ‫في المقام ادوّ أ‪ ،‬والعا ّميّرة فري المقرام ّ‬
‫الثالر ‪ ،‬وهررذا المرنهق ال ّتعليمرريّ منتشررر بكثررة فرري المرردن والعواصررم‬ ‫المقرام ّ‬
‫الكبرى‪،‬‬
‫‪ -‬انتشار حمالت عداثيّة لل ّنحو العربيّ ولقواعدف د ّن‪ ،‬صع ومعقّد‪،‬‬
‫‪ -‬سو طراثع تعليم اللّغة العربيّة في المدارس؛ حير تجعرأ منهرا لغرة‬
‫جافّة بفصلها عن البالغرة وأسرالي العربيّرة الجميلرة‪ ،‬ممّرا أسرهم فري نفرور‬
‫ّ‬
‫الطلبة منها‪،‬‬
‫ّ‬
‫الالتينررريّ وادرقرررام‪،‬‬ ‫‪ -‬تحريررر الحرررر العربررريّ واسرررتبدال‪ ،‬برررالحر‬
‫بدعوى صعوبة ال ّتواصأ ب‪ ،‬في وقت يتطلّ االختصرار والسّررعة‪ ،‬فبرات‬
‫عاجزا عن ال ّتك ّي مع متطلّبات العصر الجديدة‪.‬‬
‫وبعد ك ّأ هذف المظراهر الّتري حاصررت اللّغرة العربيّرة فري زاويرة ريّقة‬
‫جر ّدا‪ ،‬نتأ ّكرد مررن أ ّنهرا فعررال فري خطررر‪ ،‬وبالخصرو بعررد تراجرع انتشررارها‬
‫واستعمالها عالميّا إلى المرتبة الرّ ابعة بنسبة تق ّدر بـِ‪ %6,66 :‬من لغات‬
‫العالم‪ ،‬وقرد حصرلنا علرى نسر مثويّرة نشررتها هيثرة ادمرم الم ّتحردة‪ ،‬وقمنرا‬
‫بتحويلها إلى رّ سم بيانيّ يو ّح ترتيبها عالميّا كما يلي‪:‬‬

‫‪ 25%‬اإلنجليزية‬
‫‪16,12%‬‬ ‫ّ‬
‫اللغات حسب انتشارها ّ‬ ‫ّ‬
‫عامليا‬ ‫ترتيب‬ ‫الصينية‬ ‫‪% 18,05‬‬
‫‪2,77%‬‬
‫ّ‬
‫الهندية‬ ‫‪11,51%‬‬
‫‪3,05%‬‬
‫‪25%‬‬ ‫ّ‬
‫العربية‬ ‫‪6,66%‬‬
‫‪3,19%‬‬
‫‪3,26%‬‬ ‫ّ‬
‫اإلسبانية‬ ‫‪6,25%‬‬
‫‪18,05%‬‬
‫‪3,95%‬‬ ‫ّ‬
‫الروسية‬ ‫‪3,95%‬‬

‫‪6,25%‬‬ ‫‪ 3,26%‬البرتغالية‬
‫‪6,66%‬‬ ‫‪11,51%‬‬ ‫‪ %3,19‬البنغالية‬
‫‪ %3,05‬الفرنسية‬
‫‪ %2,77‬األملانية‬
‫‪79‬‬
‫‪ %16,12‬لغات أخرى‬
‫يتبيّن لنا من خالأ هذا الرّ سرم البيرانيّ أنّ اللّغرة العربيّرة تحتر ّأ المراتر‬
‫ادخيرة‪ ،‬مقارنة بلغة عريقة أنتجرت موروثرا عريقرا‪ ،‬وبخاصّرة أ ّنهرا كانرت‬
‫ذات قرروّ ة وهيمنررة كبيرررتين فرري وقررت م ررى‪ ،‬عمررأ الرر ّدين علررى نشرررها‬
‫‪.‬‬
‫بمختل بقا ادرح‪ ،‬فري حرين تحتر ّأ اإلنرـقليزيّة‪ -‬حديثرة العهرد‪ -‬المرتبرة‬
‫ادولى بأكبر نسبة انتشار في العالم‪ ،‬يعود إلى عاملي الالغزو واالستعماره‬
‫شي بال ّنسبة إلرى اللّغرة الصّرينيّة‬ ‫والاإلنتاإ العلميّ وال ّتكنولوجيّ ه‪ ،‬ونفس ال ّ‬
‫الثانيررة؛ حي ر فر ررت انتشررارها بف ررأ قوّ تهررا‬ ‫الّترري جررا ت فرري المرتبررة ّ‬
‫صررناعيّة وغررزارة إنتاجهررا‪ ،‬فرري حررين اعتمرردت الهنررد علررى مجرراأ اإلنترراإ‬ ‫ال ّ‬
‫السرينماثيّ ‪ ،‬وجررا ت فري المرتبررة ّ‬
‫الثالثرة بررالرّ غم مرن انتشررار الفقرر واد ّم ّيررة‬
‫فيها‪ ،‬ومختل اآلفات االجتماعيّة‪.‬‬
‫نلحررظ مررن خررالأ المظرراهر الّترري ذكرناهررا؛ أنّ كررأ مررا يحرريط بررالمواطن‬
‫شرار والمدرسرة وادمراكن العامّرة والخاصّرة‪ ،‬تغير‬ ‫العربيّ في البيرت وال ّ‬
‫ّ‬
‫للطفرأ الصّرغير الّرذي ينشرأ فري‬ ‫في‪ ،‬جميعا اللّغرة العربيّرة الفصريحة‪ ،‬فكير‬
‫مثأ هذا المحيط أن يتعلّم اللّغة العربيّة وأين يتعلّمها‬
‫ثر ّم إ ّننررا نحررن العررر ال ننررتق العلرروم والمخترعررات لننشرررها بلغتنررا‪ ،‬فقررد‬
‫رك ّنرررا إلررررى ال ّترجمررررة وال ّتعريررر للعلرررروم‪ ،‬فرررري حرررين اكتفينررررا باالسررررتيراد‬
‫واالستهالك للمخترعات وال ّتكنولوجيا‪ ،‬فكي لنا أن ننشر لغتنا فكن كانت‬
‫اللّغة كاثنا حيّا‪ ،‬يولد وينمرو ويتطروّ ر ثرم يمروت‪ ،‬فالبر ّد مرن تروفير ظررو‬
‫وإال زالت‪.‬‬ ‫مناسبة لتعيش وتتطوّ ر عليها‪ّ ،‬‬

‫‪ .3‬عوامأ تراجع اللّغة العربيّة‪:‬‬

‫تواج‪ ،‬اللّغة العربيّة العديد من المعوّ قات الّتي أسهمت في انزياحها عن‬
‫مكانتها ادولى عالميّا‪ ،‬بع ها يعرود إلرى فتررات بعيردة كالعامرأ ال ّتراريخيّ‬
‫الّذي خلّف‪ ،‬االستعمار واالنتدا لفر رهما لغراتهم علرى لغرة المسرتعمرات‪،‬‬
‫صررراعات اإليديولوج ّيررة‪ ،‬وعوامررأ‬‫وعوامررأ سياس ريّة خلّفتهررا الحرررو وال ّ‬

‫‪80‬‬
‫أخرى اقتصاديّة وثقافيّة ّأثررت علرى انتشرار العربيّرة وانعكسرت سرلبا علرى‬
‫تتلخ في ال ّنقاط ال ّتالية‪:‬‬
‫استعمالها‪ ..‬ومجمأ هذف العوامأ والمعوّ قات ّ‬

‫‪ -‬ال ّت ّأثر بمخلّفات االستعمار الفرنسريّ فري المغرر العربريّ ‪ ،‬واالنتردا‬


‫اإلنجليزيّ في المشرع العربيّ ؛ ممّا فرح ال ّتبعيّة لهما‪،‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫تأثر الجيأ الجديد وانبهارف بك ّأ ما هرو أجنبريّ كردليأ علرى ال ّتح ّرر‪،‬‬
‫شى بسرعة رهيبة‪،‬‬ ‫فبات ال ّتفاخر ب‪ ،‬مر ا معديا يتف ّ‬

‫االهتمررررام‬ ‫‪ -‬نقرررر ال ّتوعيررررة وال ّتم ّسررررك بالمقوّ مررررات الوطن ّيررررة‪ ،‬ونقرررر‬
‫بموا يع الهوّ يّة في المدارس والمءسّسات ال ّتعليميّة‪،‬‬
‫‪ -‬إصررابة حركررة ال ّتررألي باللّغررة العرب ّيررة بررالرّكود‪ ،‬و ررع اإلنترراإ العلمرريّ‬
‫واددبي‪،‬‬
‫‪ -‬فرح العولمة قوانينها على العالم وسعيها إلذابة الحدود بين البلدان‪،‬‬
‫وجعأ اللّغة اإلنجليزيّة لغة عالميّة والوحيدة المسيطرة‪،‬‬
‫‪ -‬فرررح ال ّتطرروّ ر التكنولرروجيّ والعلمرريّ للغررة العلررم وال ّ‬
‫صررناعات‪ ،‬م ّمررا‬
‫ي ع اللّغات غير المنتجة‪،‬‬
‫صرورة اللّغرة العرب ّيررة‬ ‫‪ -‬ال ّت ّ‬
‫رأثر بردعوات ال ّتيسرير ال ّنحرويّ ‪ ،‬ممّرا أ رع‬
‫عند أهلها قبأ ادجنبيّ ‪،‬‬
‫والمجر ّرالت‪،‬‬ ‫‪ -‬ال ّتوجّ رر‪ ،‬إلررى الكتابررة باللّهجررات والعا ّم ّيررات فرري ال ّ‬
‫صررح‬
‫وكذلك إنتاإ البرامق ال ّتلفزيونيّة وبرامق ادطفاأ خاصّة‪،‬‬

‫‪ -‬حللفحةةا ةةةاارت لّ ةتفريةةغ لّ ةغ ةةظ ة ّغفةةرغ لّّر ة ة‬


‫ة‪ ،‬فوسرراثأ اال ّتصرراأ‬
‫تثبت "أنّ هناك لغرة جديردة خلقتهرا الوسريلة الجديردة تختلر عرن لغرة الرّسراثأ‬
‫العاديّة ومفرداتها"‪ )4(،‬فالجميع يتعامأ بها كنو من السّهولة واالختصرار فري‬
‫الكتابة‪،‬‬

‫‪81‬‬
‫االهتمام برقمنة اللّغة العربيّة لتوسيع آفاقها‪.‬‬ ‫‪ -‬نق‬

‫‪ .4‬قناة سميرة أنموذجا لل ّدراسة‪:‬‬

‫صررة بررالمرأة تعررالق مختل ر الق ررايا الّترري‬ ‫ّ‬


‫تمثررأ أوّ أ قنرراة جزاثر ّيررة خا ّ‬
‫تهمّهررررا الخياطررررة وتفصرررريأ‪ ،‬طرررربخ‪ ،‬مجرررروهرات وأكسيسرررروارات‪ ،‬ترررردبير‬
‫منزلريّ ‪...‬ه وتر ّم تأسيسرها بترراريخ أوت ‪2013‬م(‪ )5‬لمالكتهرا السّريّدة سةةحيرت‬
‫للظ وهي المرديرة ال ّتنفيذيّرة للقنراة لتكرون تحرت القطرا الخرا ّ ‪ .‬وتقرع‬
‫هذف المءسّسة بالجزاثر العاصمة‪ ،‬وتتبّعنا حلقات الخياطة من خالأ حصّة‬
‫القصررطبينةه الّترري تق ر ّدم أركانررا مختلفررة‪ ،‬ورصرردنا مجموعررة مررن اددا ات‬
‫اللّغويّة لمق ّدمات البرنامق‪ ،‬ث ّم صر ّنفناها حسر االسرتعماأ اللّغرويّ لل ّنمراذإ‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫لألظ‬
‫لألنحظذج ة‬

‫لألدلء لّغة ظ ة‬ ‫لّحقدةحا‬ ‫لّركن‬


‫ة‬

‫تفصررررررررررررررررررريأ آسررررررريا برررررررن ‪ -‬نقوم ِبجم ِْع القِط ِع مرع أ ْخر ِذ القِياس ْ‬
‫رات‬
‫فِي ك ِّأ أ ْطرا ِ ال َّنموذ ِإ‪.‬‬ ‫عمار‬ ‫وخياطة‬
‫‪ -‬تثبيت هرذا ادمرام بالر ّدبابيس لي ّت رح‬ ‫الخياطرررررررررررررررررة‬
‫لنا مكان ادزرار‪.‬‬ ‫نموذإه‬
‫‪ -‬نقرروم أوّ أ شرري بخياطررة القب ررتين‬
‫قب ة ادمام اليمنى ث ّم اليسرى‪.‬‬
‫‪ -‬نقوم بتجهيز اإلبرة والخيط‪.‬‬
‫‪ -‬نثبّتها ث ّم نخيطها بالماكينة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫نلحظ في ادنموذإ ادوّ أ– من خرالأ اددا اللّغرويّ لمق ّدمرة البرنرامق‪-‬‬
‫استعمالها العربيّة الفصيحة‪ ،‬أثنرا تقرديمها ركنهرا‪ ،‬وهري تخاطر المشراهد‬
‫بلغة سليمة إلى ح ّد ما تراعري مختلر قواعرد ال ّنحرو العربريّ الّتري يتعلّمهرا‬
‫الطفررأ فرري المدرسررة‪ ،‬عرردا أ ّنهررا تررركن كثيرررا إلررى تسرركين أواخررر الكلمررات‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وبذلك تكرون مسرتهدفة للفثرة المتعلّمرة الّتري تمتلرك رصريدا معيّنرا مرن اللّغرة‬
‫العربيّررة الفصرريحة‪ ،‬وفررري نفررس الوقرررت تقرروم بتعلرريم الفثرررة غيررر المتعلّمرررة‬
‫مصررطلحات وعبررارات تم ّكنهررا مررن العربيّررة‪ ،‬وبالخصررو أ ّنهررا ّ‬
‫توظرر‬
‫كلمررات وأسررالي سررهلة بسرريطة وقريبررة مررن العرب ّيررة العا ّم ّيررة؛ م ّمررا يس رهّأ‬
‫ترسيخها عند المشاهد‪ ،‬ويسهم هذا ادنموذإ بشكأ كبير في نشر العربيّة؛‬
‫رءثر علررى أفررراد أسرررتها‬ ‫فحررين تررتعلّم المرررأة الماكثررة فرري البيررت‪ ،‬فك ّنهررا تر ّ‬
‫والطربخ لرم يعرودا مرن‬ ‫ّ‬ ‫الطفأ وح ّترى الرّ جرأ‪ -‬فالخياطرة‬ ‫وبالخصو على ّ‬
‫اختصررا المرررأة فقررط‪ -‬وهررذا يعيررد االعتبررار للعرب ّيررة ابترردا ع مررن البيررت‬
‫وادسرة‪ ،‬وهي البيثة ال ّتعليميّة ادولى ّ‬
‫للطفأ‪.‬‬
‫لألنحظذج لّ ةثان‪،‬‬

‫لألدلء لّغة ظ ة‬ ‫لّحقدةحا‬ ‫لّةركن‬

‫كروشررررررررررررري‪ ،‬ليلررررررررررررى ‪ -‬سيّدتي لك االختيار ْتحبِّي تسْ تع ْملِي ْقمراشْ‬


‫السرررمط علرررى شويدر الساتان‪.‬‬
‫ررررراذ ال ِخر ْ‬
‫ررررريط الزيررررررادة‬ ‫صررررررو هر ْ‬‫‪ -‬وهْ نررررررا ْنق ذ‬ ‫شرررركأ عررررش‬
‫مانسْ ح ذقوهاشْ ‪.‬‬ ‫بلبأه‬

‫‪ -‬با ْف ما ت ْنسلَّ ْكشْ في المرّ ة الما ِجية‪.‬‬


‫‪ -‬البداية ْت ِجيكْ صْ عِيبة‪.‬‬
‫‪ -‬اددوات المسررتعملة هرري خرريط الكروشرري‪،،‬‬

‫‪83‬‬
‫خيط الصيد‪ ،‬الحرير تا ْ السلك‪...‬‬

‫ي ّت ح في هذا ادنموذإ استعماأ لغرة واحردة الالعربيّرةه بمسرتويين همرا‬


‫الالفصرريح وال ر ّدارإه حي ر تنرراو بينهمررا مق ّدمررة البرنررامق أثنررا الحرردي ‪،‬‬
‫فتع ّبررر تررارة بجمررأ قصرريرة فصرريحة ثر ّم تنتقررأ إلررى جمررأ أخرررى بال ّدارجررة‪،‬‬
‫وتع ّبررر تررارة أخرررى بجمررأ طويلررة لتمررزإ بررين الفصرريح والر ّدارإ فرري نفررس‬
‫الجملررررة‪ ،‬وتبقررررى لغتهررررا سلسررررة بسرررريطة فرررري متنرررراوأ المشرررراهد العربرررريّ ‪،‬‬
‫وبالخصو أ ّنها تخاطب‪ ،‬بالعا ّميّة لتنقل المعادلة‪ ،‬إذ إنّ "اللّغات ادجنبيّة‬
‫لم تعد هي العدوّ ادوّ أ للّغة العربيّرة‪ ،‬وإ ّنمرا العردوّ الّرذي فري مسرتطاع‪ ،‬أن‬
‫يجه رز علررى العرب ّيررة فيررذه بريحهررا هررو اللّهجررات العا ّم ّيررة‪ ،‬حي ر تكتسررح‬
‫المجاأ الحيويّ للفصحى"‪ )6(،‬ذلك أنّ اللّغرة ادجنبيّرة تنافسرها فري المحافرأ‬
‫والمناسبات الرّ سميّة‪ ،‬وكرذلك فري المدرسرة واإلدارة وغيرهرا مرن ادمراكن‬
‫الخاصّة‪ ،‬أمّا ال ّدارجة فتنافسها في كر ّأ مكران خرا ّ وعرا ّم؛ وذلرك بردعوى‬
‫تحقيررع ال ّتواصررأ ال ّسررريع والف ّعرراأ مررع المتلقّرري‪ ،‬فمخاطبترر‪ ،‬بلسرران‪ ،‬تقرررّ‬
‫الفكرة إلي‪ ،،‬وتوصأ الرّ سالة بشكأ صحيح‪ .‬ولع ّأ هذا ادنمروذإ يسرتقط‬
‫أكثر المشاهد الجزاثريّ بسب اللّهجة الجزاثريّة‪.‬‬
‫لألنحظذج لّ ةثاّث‬

‫لألدلء لّغة ظ‬ ‫لّحقدةحا‬ ‫لّركن‬


‫ة‬

‫‪84‬‬
‫كرظشيه سةةةةةةةةةاحيا ‪ -‬ت ِابعِي معِي سيِّدتِي‪.‬‬
‫‪ -‬نبْدا سلسْ لة ت ْتكوَّ نْ منْ ع ْشرْ حلقات‪.‬‬ ‫فاس‪،‬‬

‫‪ -‬ثال أعمدة فري نفرس الفررا أ ‪trois‬‬


‫‪arbres‬‬ ‫‪dans‬‬ ‫‪le‬‬ ‫‪même‬‬
‫‪vide‬‬
‫‪ le‬تاعنررا يّنةة‪،‬‬ ‫‪ -‬قررد مررا نك ّمررأ ‪trait‬‬
‫السطر‪.‬‬
‫‪ les‬تاعررك يّنةة‪،‬‬ ‫‪ -‬ديررري ‪doubles‬‬
‫ادعمدة‪.‬‬
‫‪ -‬غرزة الكوكياإ‪.‬‬

‫تتجلّى لنا في هذا ادنموذإ ّ‬


‫الثناثيّرة اللّغويّرة الالعربيّرة والفرنسريّةه حير‬
‫تمزإ بينهما مق ّدمة البرنامق ولكن بطريقة عشرواثيّة؛ فمررّ ة أولرى تخاطر‬
‫المشاهد باللّغة العربيّة البمستوييهاه ث ّم تترجم كالمهرا إلرى اللّغرة الفرنسريّة‪،‬‬
‫مستعينة برابط لغويّ هو كلمتا الأيه واليعنريه ومررّ ة ثانيرة تعكرس العمليّرة‬
‫فتبدأ بالفرنسيّة ث ّم تترجم إلى العربيّة‪ ،‬وفي مرّ ة ثالثة تبدأ بالعربيّة وتلحقها‬
‫توظر الررّ ابط اللّغرويّ لتتررجم إلرى العربيّرة‪ ،‬فتجعرأ‬ ‫مباشرة بالفرنسيّة ث ّم ّ‬
‫الفرنسيّة تتوسّط جملتهرا العربيّرة‪ ،‬ويسرهم هرذا ادنمروذإ فري تعلريم اللّغترين‬
‫معا الالعربيّة والفرنس ّيةه مرن خرالأ عمليّرة ال ّترجمرة‪ ،‬ولكرن قرد ّ‬
‫يرءثر علرى‬
‫الممارسة اللّغويّة اليوميّة لدى المتلقّي‪ ،‬فيتعوّ د لسان‪ ،‬على الهجين اللّغروي‪،‬‬
‫ولكررن تبقررى مسررألة اسررتعماأ لغررة معيّنررة أو هجررين لغررويّ عاثرردة إلررى وعرري‬
‫المشاهد الممارس للّغة‪ ،‬فهو من يتح ّكم في أداث‪ ،‬اللّغويّ حس الحاجة وما‬
‫يتطلّب‪ ،‬الموق اللّغويّ ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫لّرل ع‬
‫لألنحظذج ة‬

‫لألدلء لّغة ظ ة‬ ‫لّحقدةحا‬ ‫لّركن‬

‫خياطةةا فضةةةةةةةيغا ‪ -‬اليو ْم راكْ ْندِيرو ‪.la théorie‬‬


‫رفيّا ظفريش ‪ Alors -‬ع ْنر ْردنا نبررذة صْ رغِيرة ‪c'est-à-‬‬
‫‪ dire‬عْ لرى ه ْ‬
‫راذ‬ ‫‪l’historique‬‬
‫السَّرْ واأْ‪.‬‬
‫‪les‬‬ ‫‪deux‬‬ ‫‪cotés‬‬ ‫‪ -‬ف ْتحررة مررنْ‬
‫الجانبين‪.‬‬
‫‪ -‬طريقرة ْش ِروية ‪un peu moderne‬‬
‫وع يْحبذرو ‪le‬‬ ‫رات ترا ْ د ْ‬ ‫‪ parce que‬لبْن ْ‬
‫‪ prix du cor‬و َّال يْحبذرو حاجرة ْت ِجريهم‬
‫سْ واسْ وة‪.‬‬
‫‪en touche pas et jamais -‬‬
‫ْنش ذدو ‪ْ le milieu‬دي ْالنا‪.‬‬

‫نالحظ فري هرذا ادنمروذإ نوعرا آخرر مرن االسرتعماأ اللّغرويّ ؛ فالمق ّدمرة‬
‫تتح ّد بالعا ّميّرة العربيّرة وباللّغرة الفرنسريّة فري تركير واحرد؛ فتمرزإ برين‬
‫اللّغتين دون رابط لغرويّ ‪ ،‬وهرذا ال ّنرو مرن الممارسرات اللّغويّرة يشروّ ف لغرة‬
‫المتح ّد من ال ّناحيرة ال ّنحويّرة والصّررفيّة والصّروتيّة وال ّتركيبيّرة؛ إذ تجعرأ‬
‫في الجملة الواحدة عناصر لغويّة تختل في ما بينهرا مرن حير ال ّروابط‬
‫اللّغو ّيررة المحررتكم إليهررا؛ ذلررك أنّ كر ّأ عنصررر لغررويّ ينتمرري إلررى بيثررة لغو ّيررة‬
‫ومنظومة نحويّة مختلفتين عمّا تنتمي إلي‪ ،‬العناصر ادخرى‪ ،‬فمثال تر ّكر‬
‫جملة من فعأ وفاعرأ وفرع روابط اللّغرة العربيّرة‪ ،‬وتربطهمرا بمفعروأ أو‬
‫‪86‬‬
‫جارّ ومجرور وفع وابط اللّغة الفرنسيّة‪ ،‬فتحرد أخطرا لغويّرة مختلفرة‬
‫تءثر على اددا اللّغويّ للمتح ّد ‪ ،‬كما تصيب‪ ،‬بحالة ريا لغرويّ تجبررف‬ ‫ّ‬
‫علررى البحرر عررن المفررردات وال ّتركيبررات المناسرربة لتحقيررع اال ّتسرراع فرري‬
‫كالم‪ ،،‬وبال ّتالي إيصراأ الرّ سرالة بشركأ صرحيح إلرى المتلقّري‪ ،‬ولرذلك فهرذا‬
‫ال ّنو من الممارسة اللّغويّة خاطئ د ّن‪ ،‬يعيع عمليّة ال ّتعليم‪.‬‬
‫وبعد تحليلنا لهذف ال ّنماذإ ي ّت ح لنا ال ّتنوّ في الممارسات اللّغويّة الّتري‬
‫تق ّدم بها قناة سميرة برامجها‪ ،‬ما يمنحها ال ّتفروّ ع وال ّتميّرز‪ ،‬فال ّتعامرأ بلغرات‬
‫مختلفرررة تتوجّ ررر‪ ،‬بهرررا إلرررى شرررراثح متنوّ عرررة مرررن المجتمعرررات يرفرررع نسررربة‬
‫مشاهدتها‪ ،‬كما أ ّنها تست ي شخصيّات أجنبيّة تقر ّدم خبراتهرا‪ ،‬فركن تم ّكرن‬
‫هذا ادجنبيّ من تعلّم اللّغة العربيّة ليتواصأ مع المشاهدين‪ ،‬فك ّننا نكون قرد‬
‫كسربناف لصررالح العرب ّيررة؛ إذ يسررتطيع برردورف نشرررها بتعلرريم أجانر آخرررين‪،‬‬
‫وقد الحظنا غلبة العربيّة العا ّميّة على معظم مق ّدمات برامق القناة كما هي‬
‫شت هرذف الظراهرة‬ ‫الحاأ في غيرها من القنوات ادر يّة والف اثيّة‪ ،‬إذ تف ّ‬
‫فررري المجتمرررع العربررريّ فررري مختلررر مظررراهر الحيررراة اليوم ّيرررة م ّسرررت ح ّترررى‬
‫المدارس والمءسّسات ال ّتعليميّة "ومنذ زمن ليس بالقليرأ طفرع طر‪ ،‬حسرين‬
‫محذرا من آفة انتشار العا ّميّة في صفو ال ّتعلريم ومرن ينسرى‬ ‫يصيح بقلم‪ّ ،‬‬
‫صيحت‪ ،‬الّتي دوّ نها في كتاب‪ ،‬نقد وإصالك"‪ )7(،‬حير اسرتنكر فكررة ال ّتعلريم‬
‫بالعا ّم ّيررة ورف ررها بش ر ّدة‪ ،‬وكررذلك نررادى غيرررف‪ ،‬ولكررن تعررود هررذف ال ر ّدعوة‬
‫للظهررور بقرروّ ة فرري ال ّسررنوات ادخيرررة كمررا حررد فرري المغررر العربرريّ ؛ إذ‬ ‫ّ‬
‫"ش ّكأ عام ‪ 2013‬مناسبة إلثارة ال ّنقاش مج ّدداع حروأ الر ّدعوة إلرى اعتمراد‬
‫اللّغة العا ّميّة في ال ّتعليم ادوليّ ‪ ،‬إذ قاد النور ال ّدين عيوشه ع و المجلرس‬
‫ادعلرررى لل ّتعلررريم المغربررريّ ورثررريس مءسّسرررة الزاكرررورةه لل ّتربيرررة‪ ،‬حملرررة‬
‫السررتعماأ العا ّم ّيررة فرري منرراهق ال ّتعلرريم ادوّ لرريّ ‪ )8(.‬وقررد أثررارت هررذف ال ر ّدعوة‬
‫شي حد في بلردان الروطن‬ ‫جّ ة كبيرة والقت الرّ فح القاطع‪ ،‬ونفس ال ّ‬
‫العربيّ كمصر ولبنان وغيرهما‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ونجد في ا ّتجراف آخرر موقفرا آخرر مرن قبرأ المختصّرين بلغرة اإلعرالم‪ ،‬إذ‬
‫يرون جانبا إيجابيّا في ال ّتغيّرات الّتي طرأت على اللّغة العربيّة من خرالأ‬
‫االستفادة منها "واحت ان ما ج ّد من المعاني وادفكار من غيرر تبرديأ وال‬
‫تغيير في القواعد وادحكام‪ ...‬وتلك هي البراعة فري اددا والمقردرة علرى‬
‫ال ّتعبير‪ ،‬اللّتان أوجدتهما الصّحافة ولغة الصّرحفيّين"‪ )9(،‬ولكرن برال ّنظر إلرى‬
‫دعوات نشر العا ّميّة مكان العربيّة الفصريحة‪ ،‬يتجلّرى لنرا بو روك الو رع‬
‫الحرإ الّذي باتت علي‪ ،‬العربيّة في عقر دارها‪ ،‬فمرا بالرك بحالهرا خارجر‪،،‬‬
‫الرزواأ‪ ،‬دنّ قروّ ة اللّغرة مرن قروّ ة‬
‫فحين يتن ّكر لها أهلها ت ع وت ّتج‪ ،‬نحرو ّ‬
‫مسرررتعمليها‪ ،‬وكلّمرررا تراجرررع اسرررتعمالها تراجرررع وجودهرررا؛ لرررذلك فر ّ‬
‫ررالزواأ‬
‫واالنقراح حقيقة يفر ها واقع االستعماأ‪ ،‬ليبقى اإلعالم العامرأ ادقروى‬
‫لل ّتح ّكم في مصير اللّغات‪.‬‬
‫ونتوصّأ في ختام ورقتنا البحثيّة‪ ،‬وبعد عر نا لجوانر مختلفرة تمرسّ‬
‫و ع اللّغة العربيّة في عصرنا‪ ،‬إلى ال ّنتاثق ال ّتالية‪:‬‬
‫‪ .1‬كرررون اللّغرررة العرب ّيرررة فررري خطرررر حقيقرررة ال مفررررّ منهرررا‪ ،‬يثبتهرررا واقرررع‬
‫االستعماأ اللّغويّ في الوطن العربيّ أوّ ال وحوأ العالم ثانيا‪،‬‬
‫الزواأ ال يفرح بالقوة حفرظ اللّغرة‬
‫‪ .2‬كون القرآن الكريم محفوظا من ّ‬
‫العربيّة لكونها وعا ع ل‪ ،،‬فكلّما همّشت وق ّأ استعمالها‪ ،‬اقتربت من ّ‬
‫الرزواأ‬
‫والواقع شاهد على ذلك‪،‬‬
‫‪ .3‬ع وتراجرع اللّغرة العربيّرة ال يعرود إليهرا كلغرة‪ ،‬وإ ّنمرا إلينرا نحرن‬
‫مسررتعمليها‪ ،‬د ّننررا نحررن مررن يعمررأ علررى تطويرهررا ونشرررها‪ ،‬فرركن تركناهررا‬
‫تركتنا‪،‬‬
‫‪ .4‬طغيان العا ّميّة على العربيّة الفصيحة أكبر خطر يه ّدد اللّغة العربيّة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ومررن هنررا‪ ،‬نء ّكررد خطررورة و ررع اللّغررة العرب ّيررة محلّ ّي را وعالم ّيررا‪ ،‬وعليرر‪،‬‬
‫ندعو ك ّأ الجهات المختصّة وادطرا المعنيّة إلرى ررورة إيجراد حلروأ‬
‫تساعد العربيّة على إعادة االعتبار لها على أر ها‪ ،‬ونصرّ علرى الحاجرة‬
‫الماسّة لها إلى تكييفها مرع مسرتج ّدات العصرر ل رمان بقاثهرا علرى السّراحة‬
‫ال ّدوليّة‪.‬‬
‫مقترحات‪:‬‬

‫‪.1‬إعرررادة االعتبرررار للعرب ّيرررة الفصررريحة داخرررأ المررردارس والمءسّسرررات‬


‫والمراكررز ال ّتعليم ّيررة باشررتراط ال ّتخاطر بهررا بررين المعلّررم والمررتعلّم‪ ،‬وتج ّنر‬
‫اللّهجات والخليط اللّغويّ ‪،‬‬
‫‪.2‬تررردريس العلررروم باللّغرررة العرب ّيرررة وال ّتعلررريم بهرررا فررري الجامعرررات ومراكرررز‬
‫البحو ‪،‬‬
‫‪.3‬ال ّتعامأ باللّغة العرب ّية في الوثاثع اإلداريّة المختلفة‪،‬‬
‫‪.4‬اعتماد العربيّة الفصريحة فري اإلعالنرات ال ّتجاريّرة عبرر الف راثيّات‬
‫ّ‬
‫والطرقرات‪ ،‬واالبتعراد عرن الهجرين اللّغرويّ‬ ‫ّ‬
‫المحالت‬ ‫والفتات اإلشهار في‬
‫المشوّ ف للّغة العربيّة‪،‬‬
‫‪.5‬العمأ على تصحيح ادخطا اللّغويّرة ال ّ‬
‫شراثعة فري المراحرأ ادولرى‬
‫من ال ّتعليم وتقديمها في الكت المدرسيّة‪،‬‬
‫‪.6‬االهتمرام بررالمعجم المدرسريّ الموجّ رر‪ ،‬إلرى ال ّناشررثة‪ ،‬واعتمراد البسرراطة فرري‬
‫اختيار المفردات والكلمرات بمراعراة البيثرة االجتماعيّرة لر‪ ،،‬وكرذلك قدرتر‪ ،‬علرى‬
‫االستيعا ‪،‬‬
‫‪.7‬إعرادة ال ّنظرر فري السّياسرة اللّغويّرة وال ّتخطريط اللّغرويّ المتب ّنيرين فرري‬
‫المءسّسات ال ّتعليميّة‪ ،‬وا ّتخاذ إجررا ات وتردابير تعليميّرة مرن شرأنها توجير‪،‬‬
‫الممارسة اللّغويّة عند المتعلّم بما يخدم لغت‪،،‬‬
‫‪89‬‬
‫‪.8‬االستعانة بالمختصّين واللّغويّين في تألي الكت المدرسريّة وكرذلك‬
‫أهررأ الميرردان‪ ،‬واللّجررو إلررى ال ّنظر ّيررات وطراثررع ال ّترردريس الحديثررة لتعلرريم‬
‫اللّغات‪،‬‬
‫‪.9‬ربررط دروس القواعررد ال ّنحو ّيررة بالبالغررة العرب ّيررة وادسررالي البديعررة‬
‫لجذ المتعلّم‪ ،‬ولتمكين‪ ،‬من العربيّة ادصيلة كما كانت داثما‪ ،‬فالعربيّرة لرم‬
‫تنفصأ يوما عن بالغتها‪،‬‬
‫‪ .10‬رررورة تقويررة إمكان ّيررات المررتعلّم ال ّتعبير ّيررة– ال ّ‬
‫شررفويّة والكتاب ّيررة‪-‬‬
‫شعر‪ ،‬وال ّتمثيأ‬ ‫وتكثي ال ّنشاطات المساعدة ككتابة المقاالت والقص وال ّ‬
‫المسرحيّ ‪،‬‬
‫الطال الجامعيّ على ال ّتعامأ بالعربيّة الفصيحة والق ا‬ ‫‪.11‬تشجيع ّ‬
‫على عقدة الخجرأ مرن ال ّتواصرأ بهرا‪ ،‬وذلرك مرن خرالأ إشرراك‪ ،‬فري اديّرام‬
‫ال ّدراسيّة‪ ،‬والملتقيات وال ّندوات العلميّة‪،‬‬
‫‪.12‬ال ّتأكيد على ال ّتدقيع اللّغرويّ مرن قبرأ المختصّرين لمرا يعررح مرن‬
‫أخبار في ال ّتلفاز واإلذاعة قبأ تقديمها في نشرات‪ ،‬وكذلك لما يعرح من‬
‫برامق وحص متنوّ عة‪ ،‬وما ينشر في الجراثد والصّح اليوميّة‪،‬‬
‫‪ .13‬ررررورة إتقررران اللّغرررة العرب ّيرررة الفصررريحة مرررن قبرررأ المراسرررلين‬
‫الصّحفيّين والمذيعين ومق ّدمي الحص والبرامق ال ّتلفزيونيّة المختلفة‪،‬‬
‫‪.14‬اشتراط إتقانها في مسابقات ال ّتوظي المختلفة كمرا تشرترط اللّغرة‬
‫الفرنسيّة وبالخصو في مجاأ ال ّتربية وال ّتعليم‪،‬‬
‫‪.15‬رقمنة اللّغة العربيّة وإدخالها بشكأ واسع عالم ال ّتكنولوجيا‪،‬‬
‫‪.16‬اسرتثمار العربيّرة الفصريحة فرري مجراأ السّرياحة وادسرفار ل ررمان‬
‫ّ‬
‫لالطال على‬ ‫انتشار أوسع لها خارإ البالد العربيّة‪ ،‬وزيادة اإلقباأ عليها‬
‫الح ارة العربيّة وال ّتاريخ وال ّترا ‪،‬‬
‫‪90‬‬
‫‪.17‬تكثي برامق تعليم اللّغة العربيّة لغير ال ّنراطقين بهرا وتفعيلهرا فري‬
‫مجاأ ادعماأ والمبادالت ال ّتجاريّة‪،‬‬
‫‪.18‬توجي‪ ،‬اإلنتاإ ال ّتلفزيونيّ والسّينماثيّ نحرو اللّغرة العربيّرة‪ ،‬وإعرادة‬
‫إحيا عمليّة دبلجة ادفالم والبرامق ادجنبيّة باللّغة العربيّة الفصيحة‪،‬‬
‫‪.19‬إنتاإ برامق ادطفاأ لتعليم اللّغة العربيّرة مرفقرة ببررامق ترفيهيّرة‬
‫هادفة تساعد على استيعا ال ّدروس‪ ،‬وتعزيز الملكرة اللّغويّرة عنرد ّ‬
‫الطفرأ‪،‬‬
‫وتحسين أداث‪ ،‬اللّغويّ نطقا وكتابة‪،‬‬
‫‪.20‬توعيررة المررواطن العربرري ب رررورة الحفرراظ علررى لغترر‪ ،‬مررن خررالأ‬
‫تنظرريم المررءتمرات‪ ،‬وتوجيرر‪ ،‬اإلعررالم إلررى رررورة االهتمررام بهررذف الق ريّة‬
‫لل ّتأثير في الرّ أي العا ّم ولفت االنتباف إلى الق يّة‪،‬‬
‫‪.21‬تفعيأ قرارات وتوصيات مجالس اللّغة العربيّة والهيثات المختصّرة باللّغرة‬
‫العربيّة‪.‬‬
‫الهوامش‬

‫ال‪1‬ه انتصررار إبررراهيم عبررد الرررّ ّزاع وصررفد حسررام السررلموك‪ ،‬اإلعررالم الجديررد‪ ..‬تطرروّ ر اددا‬
‫والوسيلة والوظيفة‪ ،‬ط‪ ،1‬سلسلة مكتبة اإلعالم والمجتمرع‪ ،‬بغرداد‪2011 :‬م‪ ،‬الردّار الجامعيّرة‬
‫‪.11‬‬ ‫ّ‬
‫للطباعة وال ّنشر وال ّترجمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ال‪2‬هحسررن محمررود ال ّ‬
‫شررافعي "ال ررّبط بررين القرررآن والعرب ّيررة أه ر ّم وسرراثأ تحقيررع ادمررن اللغررويّ "‬
‫الموا ّد العلميّة للملت ّقى دور ال ّتعليم واإلعالم في تحقيع أمرن اللّغرة العربيّرة‪ ،‬مركرز الملرك عبرد‬
‫‪.46‬‬ ‫ه بن عبد العزيز الحولي‪،‬‬
‫ّ‬
‫ال‪3‬ه خديجة الحديثي‪ ،‬المدارس النحويّة‪ ،‬ط‪ ،3‬عمان‪2001 :‬م‪ .‬دار ادمأ‪. 50 ،‬‬
‫ال‪4‬هسامي الشري وأيمن منصور ندا‪ ،‬اللّغة اإلعالميّة المفاهيم‪ -‬ادسس‪ -‬ال ّتطبيقات‪ ،‬القراهرة‪:‬‬
‫‪.34‬‬ ‫‪2004‬م‪،‬‬
‫ال‪5‬ه سميرة_تي_في ‪https ://wikipedia.ar.org/wiki/‬‬
‫ال‪6‬هعبررد ال ّسررالم المسرردي‪ ،‬الهوّ ّيررة العرب ّيررة وادمررن اللّغررويّ – دراسررة وتوثيررع‪ -‬ط‪ ،1‬بيررروت‪:‬‬
‫‪.262‬‬ ‫‪2014‬م‪ .‬المركز العربيّ لألبحا ودراسة السّياسات‪،‬‬
‫ال‪7‬ه نفس‪ ،،‬نفس ‪.‬‬
‫‪http://raseef22.com/culture/2015/10/12/using-‬ال‪8‬ه‬

‫‪slang-arabic-for-teaching-in-the-arab-world/‬‬

‫‪91‬‬
‫وأيمن منصرور نردا‪ ،‬اللّغرة اإلعالميّرة‪ :‬المفراهيم‪ -‬ادسرس‪ -‬ال ّتطبيقرات‪،‬‬ ‫ال‪9‬ه سامي ال ّ‬
‫شري‬
‫‪.33‬‬

‫‪92‬‬
‫ّ‬
‫ملخص المناقشة‬

‫بعدددال اهنء دددال مدددت المدددالاخها ءددد ّو منااألدددا بم م دددة مدددت ا ددد لة‬
‫ال‪،‬لبددة ا هم ّيددد ت قدددال‬‫ال ّءعقيبدداا مدددت خددده مناقشددة اشدددءنة وي دددا ّ‬
‫ددا‬ ‫ّدد اللّ ددة العنبيّددة م قع ددا ودد‬ ‫ءمحدد نا اهنشدد اها حدد‬
‫ءلخصا و ما يل ‪:‬‬ ‫ا هو الصّحاوة قال ّ‬
‫‪ -‬اللّ ة العنبيّة ءعان مشكلة و اه ءخالاو أو و المّم ت؟‬
‫هو؟‬ ‫‪ -‬ما ال ن الم لس ا لى للّ ة العنبيّة و ءنقية ل ة ا‬
‫هو الّء‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫الذي يفنض ‪،‬لبه‬‫ّ‬ ‫‪ -‬و ‪،‬ان العهقة بيت المءلقّ‬
‫ءفنض نم ذ ا اللّ يّ لمت ءع ال ال لبة؟‬
‫‪ -‬كيددي ي د و الم لددس ا لددى للّ ددة العنب ّيددة و د ءبلي د المصدد‪،‬لحاا‬
‫ا نبيّة لى المءعلّو ال ّنا‪،‬ق ب ين العنبيّة؟‬
‫خ‪،‬دة لم ا دة اهنءقداالاا الكميدنل الم ّ دة لدى‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬أل مدت مشداني أ‬
‫اللّ ة العنبيّة ح ال ّءن مة الحنويّة؟‬
‫‪ -‬كيددي ءقيّم د ت ال اق د اللّ د يّ الي د و لتنءددات ال ّءلف ي د ن ّ أأل د ال امددة‬
‫للنّق ّ باللّ ة العنبيّة أو نقص و الخ‪،‬دا ال ّءلفد يّ ؟ كيدي يمكدت ءح ديت‬
‫ا الال اللّ يّ ال ّءلف يّ ؟‬
‫‪ -‬ما النّ ألاناا الّء ي ا ا لءح يت أالا ه؟‬
‫ابة ت ال ّء ااها‪:‬‬ ‫ا‬
‫ءح د ّالع ددت الفددنق بدديت الكددهو الّددذي أل د أالال‬ ‫األستتذ فات ت ذزاق ت‬
‫ةدداألنل ا ءما ّيددة؛ م ءش د الا باللّ ددان ّ الكبيددن‬ ‫وددناليّ اللّ ددات الّددذي أل د‬
‫ددة لأ ددءاذ بددال ال ليدد منءدداض حدد اللّ ددة‬ ‫ّ‬
‫ددءاله بالنا‬ ‫ءش م ددك م‬
‫بين ما مت ءنا ؛ حيع ال بعباناا بال ّالان ة‬ ‫العا ّميّة ال ا نيّة ما يق‬
‫بالعنبيّة الفصيحة أ ّكال لى أتّ اللّ ة العنبيّدة‬ ‫ال ا نيّة ق ّالو ل ا المقاب‬
‫‪93‬‬
‫ال ا لى ال ّءعام با قن لى العنبيّة الفصيحة ود مدا‬ ‫ّ ا ءعما‬
‫يخص ءعني ءن مة المص‪،‬لحاا العلميّة ا نبيّدة كالف دبكة ال ّءد ءنل‬
‫ذلددة بمددا‬ ‫لمددا ل ددا مددت أ ات و د اللّ ددة العنب ّيددة نء د ءن لددى ت وعل د‬
‫ي ء ي ه ال ّءنكي العنب ّ ‪.‬‬
‫األسذ فةاحسيبةالع بي أشانا لى ءع ّالال ام ءنا اللّ ة العنبيّة‬
‫ود ‪،‬انألددا نفددا اهّء امدداا الم ّ ددة لددى اللّ ددة العنب ّيددة لددى أ ّن ددا ل ددة‬
‫مءخلّفة أ ّكدالا لدى أتّ ال ّءنا د الّدذي ءعنوده اليد و ا دال لدى الم دءعم‬
‫الّدذي أألمل دا ء قّدي دت ا نءدات ب دا مشدينل لدى العناقيد الّءد ءعنو ددا‬
‫ءدثمن ال يد ال اليدال بل دة العلد و ال ّءكن ل يدا‬ ‫الما ّ اا الءعليميّة كذلة ّ‬
‫العنب ّ بل ءه العنبيّة غين المنء ة‪.‬‬ ‫و حيت يخ‬
‫األسذ فةاأحالمابناعق ة أشداالا بدال ن الم لدس ا لدى للّ دة العنبيّدة‬
‫ةم ا ال ا‬ ‫و خالمة اللّ ة العنبيّة مت خه ال ّنال اا الملءقياا الّء ين ّ‬
‫لددى بنم ددة مقيدداس اللّ ددة العنب ّيددة ال ّنح د العنب د ّ و د ءددالنيس ال ّ‬
‫صددحاوة‬
‫ا هو لءح يت ا الال اللّ يّ ءنقية ل ة ا هو أمانا قّيّة هقة‬
‫اللّ ة بالفكن؛ ذ ء ءل و القالنل ال ّء اصليّة امءهة ل ة ليمة ء صد الفكدنل‬
‫بشك ليو لى المءلقّ ؛ واللّ ة ال حام للفكن‪.‬‬
‫ص دحاوة لل ّءك د يت المحءددني‬
‫أمددانا نق‪،‬ددة ء كيددة ال ّ‬ ‫األستتذ فةاب ر ت‬
‫المءخصّص ال ّال و الّذي يق ّالمه ا دهو لدى نأ د و ا دءاذ الد ّالكء ن‬
‫بددال ال ّ ددهو بددت ا ي الّددذي يش د ّ المبدداالناا كمددا خاّددا و د الل ّيددة‬
‫دا ا دهو م ءشد الل با دءاذ نصدن الد ّاليت‬ ‫المحء ى المّم ت و‬
‫كذلة ءح ّالما دت صدحاوة ا مدانل الّءد ءن ّكد لدى م اّدي‬ ‫العياّ‬
‫ّ‬
‫ممملدة بالقدان ت الفنن د ّ‬ ‫مقاوءه‬ ‫ء ّ ه لى المءلقّ العنب ّ الّء ه ءنا‬
‫الّددذي يمند ء ددا ا نءددات ا نبد ّ ن ددبة ‪ %30‬مددت بنام ددا بعكددس مددا‬
‫يحالع و البلالات العنبيّة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫األسذ فةان هةارلف ‪ :‬ءنا لا و ‪،‬ان ء نبء دا ود مخبدن المعال دة‬
‫اآلليّة للّ ة العنبيّة المنك ال ‪،‬ن ّ للبحع العلمد ّ ال ّءقند ّ لء‪،‬د ين اللّ دة‬
‫العنب ّيدددة م دددثلة ءح ددديت ا الال اللّ ددد يّ وددد ا دددهو اقءنحدددا ءكددد يت‬
‫أنّيّة م لءك يت ا هميّديت ل يّدا مبنيّدة لدى ال ّنءدا ّ الّءد ء صّدلا‬
‫لي ا ل و اللّ انيّاا اه ءما يّة ال ّنف ديّة كدذلة الصّد ءيّاا كد لد و‬
‫اللّ ة العنبيّة ال ا لى أخذألا بعيت اه ءبان العمد ب دا كمدا اقءنحدا‬
‫نبدد‪ ،‬اللّ ددة العنب ّيددة ا ددهو بددال اق المعدديش مناقبددة مددا يحددالع لددى‬
‫ال ّ ددداحة اللّ ّيدددة وددد الم ءمددد العنبددد ّ خدددذ ال ّءدددالابين المنا دددبة هحءددد ال‬
‫ّ‬
‫الة األن اللّ يّة المش ّ ألة للعنبيّة‪.‬‬
‫صت و ابرت ‪ :‬أشددان بددال نى لددى أتّ اللّ ددة العنب ّيددة‬ ‫األستتذ فاالت رو ذ اال ر‬
‫قّيّة ال مي أ ّن ا حالى أال اا ال ّءنمية ال ّدياالل الد ّالواا اه دءناءي ّ‬
‫ت أمننا اللّ يّ ك ن ا ن الة قّديّة د ال كمدا أمندى لدى الحّد ن‬
‫شبا بقّيّة اللّ ة العنبيّة مكانء ا و‬ ‫المعءبن ّ‬
‫لل‪،‬لبة الّذي يا ّكال األءماو ال ّ‬
‫ا ا هو اه ّءصا ‪.‬‬
‫األقتتتيناالعتتت راماللقجلتتتلااألعلتتتلاللراتتتةاالع ب ريتتتة أاللدددى بدددال نى بم قفددده‬
‫كم ا و الم لس ال نى و ءنقية ا ءعما اللّ ة العنبيّة و منقّدال‬
‫بالمن ل اللّ يّة الّء ء خدن ب دا‬ ‫و ح ّال ذاء ا بالقنآت الكنيو مع ّ ا كهمه ّ‬
‫يممل ددا م د ال الخلي د بددت أحمددال الفناأليددالي و د كءابدده‬ ‫ّ‬ ‫اللّ ددة العنب ّيددة الّءد‬
‫العيت و حيت ه ي ءعم من ا ه نحد ‪ %2‬كمدا أتّ العنبيّدة ألد اللّ دة‬
‫النّ ميّة و الال اءين العنبيّدة لك ّن دا ءن ّكد لدى العا ّميّداا الد ّال انت ود‬
‫ذكن مدا أن د ى الم لدس مدت أاللّدة ةيفيّدة مءعد ّالالل الم داها‬ ‫اه ءعما‬
‫ال‪،‬فد مدت ءكد يت‬ ‫ال‪،‬دبو الخيا‪،‬دة ك ن دا ءم ّكدت ّ‬ ‫أ ّكال لى أأل ّميّدة بدنامّ ّ‬
‫نصيال ل يّ معءبن ي ّ ليه ال ّءعلّو ال ّء اص و المالن ة‪.‬‬
‫انء ددا ال ل ددة العلم ّيددة لددى ال ّء صددية بء ددي ال ّنددال ل منا ددا بق‪،‬دداا‬
‫الفنالقددة ال ّ ددياحة اخءءمددا وعاليّاء ددا‪ -‬كمددا ءع د ّ ال الم لددس ا لددى للّ ددة‬

‫‪95‬‬
‫العنب ّيددة‪ -‬بء ي د م م ددة مددت ال ددالايا ال ّءش د يعيّة لأ دداءذل المحاّددنيت‬
‫المءمملة ود شد االاا مشدانكة شدعان الم لدس ا لدى كدذلة م م دة‬ ‫ّ‬
‫كء م الال لى القن اا ا هميّة الّء حّنا‪.‬‬

‫‪96‬‬
Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like