Professional Documents
Culture Documents
الجماعات الترابية وتحسين مناخ األعمال في جلب مشاريع االستثمار
الجماعات الترابية وتحسين مناخ األعمال في جلب مشاريع االستثمار
مقدمة
لم يعد أسلوب الترويج واالستقطاب حبيس عالم المقاولةم المنتمي إلى التدبير الخاصم فحتى الجماعات
الترابية وفق المقاربة الجديدة للعمل الجهوي بإمكانها كذلك استخدام هذا احسلوب م وإدخال ضمن مجاالتها
التدبيريةم السيما تلك المتعلقة بتحسين العرض الترابي م وإظهار ما يزخر ب هذا احخير من مواصفات
ومميزاتم على غرار ما هو معمول ب في إطار المقاولةم حيث أن هذه احخيرة دائما تسعى لترويج سلعاتها
أو خدماتهام وذلك باستعمال العديد من احساليب الدعائية واإلشهارية م مستفيدة من تقنيات العصر فيما يخص
الجانب التواصلي.
و حتى تستطيع الجماعات الترابية جلب االستثمارات والمنعشين االقتصاديين بصفة عامةم فإنها تعمل
على تطوير أساليب استقطابها وحسن توظيفها للخصائص التي تنفرد بها مجاالتها الترابية من مؤهالت
و إمكانياتم سواء منها الطبيعية أو الذاتيةم ففي ظل التدبير الجديد يجب أن يكون هاجس هذه الجماعات هو
تحسين جاذبية مجاالتها الترابيةم وكذلك اتخاذ كل التدابير المناسبة حتى تجعل من ترابها م ترابا ذكيا ومهيئام
ل كل القدرات االستقطابية م من خالل التعريف ب م ومن تم إعطاء وتقديم تشخيص مناسب حول م وكذا بيان
الفرص االستثمارية التي يمكن أن يقدمها م سواء على المد القريب م المتوسط م أو الطويل.
فالجماعات الترابية في ظل التدبير االستراتيجيم ستكون مدعوة بنفسها للتعريف بخصائصهام سواء
منها الجغرافية م أو التاريخيةم السياحيةم الثقافية .إلخم وهذا كذلك يشكل مكتسبا للجماعاتم حنها في النهاية
هي من ستعمل على تبني ماتراه مناسبا لتنمية مجالها الترابيم ومن تم هي من ستتحمل مسؤولية اختياراتهام
و بالمقابل أيضا سيتطلب منها احمر نهج سياسة للتهيئة الجيدة في تهيئة مناخ لألعمال يكون في المستو
المطلوبم فالتسويق الجيد للمجال الترابي م سيمكن ال محالة من جذب المشاريع التنموية من النوع الجيد
أيضام غير أن السؤال الذي يطرح نفس هنا م هو كيف يمكن لتحسين مناخ األعمال أن يساهم في جذب
االستثمارات ويعمل على الترويج لجلب المنعشين قصد تأهيل المجال الترابي الجماعي ؟م السيما وأن تبني
استراتيجية مناخ احعمال سيحدد بالنسبة للجماعات الترابية العديد من االختيارات التنمويةم خصوصا في
المجال االقتصادي والسياحي والثقافي...م من هنا تأتي ضرورة ترسيخ هذه االستراتيجية في ممارسة التدبير
113
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
الجماعي(المحور االول)م خصوصا إن توافرت الظروف إلنجاح م من خالل اإلجراءات المواكبةم ووضع
استراتيجية تسويقية ترابية لذلكم تعتمد في أقصى غاياتها على احسلوب االتصالي(المحور الثاني).
1
- Hassan Azouaoui : « Le Marketing Territorial Et La Gouvenance Locale Au Maroc» .Publication De La Revue
Marocaine D’Audit Et De Développement.Série Management Stratégique . N° 7, 2005, p 185.
114
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
الترابي م وقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة لالتصال والتواصل إلى حد كبير في ذلكم خاصة في الدول
احنكلوساكسونيةم من أجل الرفع من إنتاجية الترابم من خالل مستو الخدمات التي تقدمها سواء الجماعات
الترابية أو الجهات عبر وسيلة تسويق التراب.
تأسيسا على ما سبقم فتبني مقرب مناخ احعمال في المجاالت الترابية يبقى من أهم غايات هو خلق
ديناميكية في المجاالت الترابية م وبهذا أصبح هذا احخير عنصرا محددا للتدبير المحلي وأحد مداخل التميز
واالبتكار.
و تظهر أهميت من خالل فلسفت واستراتيجيت التي تهدف باحساس إلى تشخيص واقع المجال وتناقضات م
ومؤهالت الطبيعية والمادية والبشرية وتحديد أولويات م وربط بواقع الوطني والدوليم ثم السهر على وضع
خطط واستراتيجيات للنهوض بالمجال وتأهيل وطنيا ودوليام وإبراز ومتابعة المنجزاتم والوقوف على
احخطار واالستعانة بالخطط البديلة أو االحتياطيةم والموازنة بين مختلف الجوانب االقتصادية واالجتماعية.
وعلي م فهو أداة قياس لمد صالحية سياسة التنمية المتبعة واحشخاص الموجهة إليهمم فعندما نتحدث
عن مناخ احعمال نتحدث عن التنمية وعن وجود الحياة المعاشةم وكذا مردودية المقاوالت من خالل جلب
احنشطة االقتصادية باعتماد سيرورة تسويقية تحدد مؤهالت المجال وحاجيات وتسهيل حركية المقاوالتم
والعمل على تكوين صورة إيجابية عن المجال أو المكان محور التسويقمفالتراب يبقى بال أهمية وال حتى قيمة
إذا لم يتدخل اإلنسان لتثمين واستغالل اإلمكانيات التي يزخر بهام والموارد التي يكتنزها من أجل الرفع من
قيمت م حيث سوق التراب يعرف منافسة قوية في زمن العولمة والتكنولوجيا الحديثةم وهذا يتطلب مستو من
الذكاء في التعامل مع منتوج الترابم سواء في تأهيل أو عند تسويق م فالتنمية الحقيقية لن تتم في ظل وجود
تراب يتسم بالهشاشة وليس قادرا على اإلنتاج الجيد.
لذلك فإن السياسة الترابية الواجب اعتمادهام يجب أن تأخذ بعين االعتبار بل وأن تجعل من صلب
اهتمامها تأهيل اإلنسان والتراب معام باعتبارهما يشكالن ركيزتين أساسيتين في أي عملية تنمويةم حيث يجب
أن ترتكز الخطط والبرامج التي تهم تثمين الموارد الترابية على أهداف محددةم ومشاريع مبرمجة وفق جدول
زمني دقيق حتى يتم النهوض باحوضاع االقتصادية واالجتماعية للمواطنينم فاحوضاع الغير السليمة التي
تميز حياة الدول النامية م ترتبط بشكل مباشر بغياب االهتمام باإلنسان والتراب باعتبارهما مكونين رئيسيين
في كل نهضة تنمويةم حيث كل تحول في احرض يؤدي إلى تحول في الحياة االقتصادية م سواء في اتجاه
التنمية أو في اتجاه التخلف.
115
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
وبالتالي فتبني مفهوم مناخ احعمال يطال الذكاء الترابي 1للجماعات الترابيةم بحيث تستعمل كأداة للتحليل
العلمي من أجل تدبير جيد وتحسين عرض الترابم وهو أيضا آلية لععالم الجغرافيم فيدخل إذن ضمن
استراتيجية التنمية المحلية م ويتعلق احمر بالتموقع الفعال للمجال المحلي داخل السوق الدولي لهدف جذب
االستثمارات الصناعية والسياحية والتجاريةم فمصطلحات مثل التسويق الترابي م الذكاء الترابيم الذكاء
االقتصادي2م كلمات مفاتيح م تشكل حلقات مترابطة في التدبير االستراتيجي الجديد للمجاالت الترابية .
وفي إطار آخر م يستطيع هذا المفهوم المساهمة في تثبيت دعائم الحكامة الترابية من عدة مستويات منها:
تنمية الديمقراطية الجهوية م خلق ثروات م إعطاء قيمة مضافة للتراب المحليم الرفع من قيمة وفعالية االتصال
والتواصل داخل التراب من جهةم ومن جهة أخر فهو عنصر محدد في التدبير المحليم حن يمكن من تحديد
شروط الشراكة مع مختلف الفاعلينم كما أن يسمح بفتح حوار ونقاش داخلي على مستو الجماعاتم وكيفية
تحسين العالقات مع المواطنين.
فبفضل المضامين الجديدة للتدبير االستراتيجي الحديث المشار إليها سلفا تتحسن إمكانية التواصل داخل
التراب المحليم الذي يبتغي تحقيق هدفين موضوعيين3م هدف خارجي –اقتصادي– يركز على تنمية التراب
بجذب المستثمرينم وهدف داخلي – سياسي – يفسر ويشرعن لعمل المجالس الترابيةم فقد تم تطوير الطريقة
التقليدية للتسويق التي كانت تركز على تعريف البنية التحتيةم النقلم تخفيف الضرائب...إلخ م إلى طريقة تقوم
على فن تقديم تموضع الجماعات الترابية بمختلف مكوناتهام وتفاعلها مع العوامل المؤثرة في الترابم بتوظيف
مفهوم االنتماء لهدف:
الرفع من جاذبية االستثمار -
خلق ديناميكية بين الفاعلين -
تعزيز هوية المجال الترابي -
تنمية شبكة التعاون -
إذنم فمن المهم معرفة أن مضمون أسلوب التدبير الحديث يقدم للجماعات الترابية فرصة مالئمة لتوجي
حاجيات المواطن /الزبونم ووضعية المنتجات والتجهيزات موبالتالي المساهمة في تحقيق التوازن لالقتصاد
المحلي4م فمفهوم التسويق الترابي يتقاطع مع مفهوم الجماعة المقاولة من خاللم أوال :التشخيص احولي لواقع
-1الذكاء الترابد المنش د كاستراتيجية عم مية وجماعية من أجل إعادة انتاج مشترك ل تنمية الجه ية ،وب رة مقاربات التنمية الترابية ع ر المقاولة.
-2أول تعريف عم د ل ذكاء اال تيادي كان سنة 0996من طرف Martreمجم عة العمل ند المحانظة العامة ل تخطيط بفرنسا ،حيث ت تعريفل ع ى
أنل " :مجم عة األعمال المرت طة بال حث ،معالجة و بث المع مة المفيدة لألع ان و المتدخ ين اال تياديين لييا)ة إستراتيجياته "
3
-Hassan Azouaoui : « Le Marketing Territorial Et La Gouvernance Locale Au Maroc» .Op , Cite, p : 189.
-4وهذا ما أكدتل الق انين التنظيمية ل جماعات الترابية ،نالقان ن التنظيمد ل جهات ر ، 000.06يرسخ هذه المسألة ند المادة ... ":90تحسين جاذبية
المجاالت الترابية وتق ية التنانسية."...
116
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
التراب المحلي ومعرفة حاجيات و انتظارات المواطن الزبونم كما يجب عليها ثانيا :أن تأخذ موقفا إيجابيا
للملتمساتم فهي مدعوة لدعوة رقم أخضر أو موقع إلكتروني يسمح بتطوير سياسة القرب كدعامة لتنمية محلية
جيدة.
وتأسيسا على ذلكم فعلى الجماعات من اآلن فصاعدا إعطاء صورة تتسم بجودة التراب1م بحيث أن كل
جماعة ترابية تطغى عليها اللمسة الحضرية أو القروية أو جهة لها خصوصياتها الثقافية والجغرافيةم
ومؤهالتها البشرية واالقتصاديةم تجعلها تبرز كقطب إما سياحيم أو فالحيم أو صناعي...إلخ م كما هو الحال
في عدد كبير من المدن التي لها مميزاتهام كمدينة قلعة مكونة :موسم الورودم مدينة صفرو :موسم حب
الملوكم مدينة أرفود :موسم التمور.
كذل ك فإن هذا احسلوب يعد مهما في تفعيل التعاونم وخصوصا إذا ما تم تدعيم بسياسة إعالمية
متطورة تسخر كل الوسائل من شبكة عنكبوتيةم وقنوات تلفزيونية وإذاعيةم ومنتديات وندوات ومهرجانات
في سبيل التعريف بالترابم ليس فقط خارجيا بل داخليا كذلكم فاليوم أصبحت كل المدن أو الجهاتم تعمل
على استعمال التقنيات الحديثة للتعريف بجمالهام وبخصوصيت وتسويق بصورة إيجابيةم وبالتالي الرفع من
وتيرة تبادل الخبراتم المواردم التواصلم ثم التأثير والتأثر.
تبرز ضرورة اعتماد سياسة تواصلية وإعالمية من أجل تلميع صورة التراب من هنا مرة اخر
واالمتيازات التي يخولها للمنشآت اإلنتاجية عبر تقديم معلومات حول تتميز بالتنوع والتكاملم وتتسم باالنسجام
والتنظيم والوضوحم ويمكن تعبئتها واستغاللها في وقت وجيز من أماكن مختلفة من طرف مستهدفين متعددينم
وفي هذا اإلطار تلوح الشبكة العنكبوتية كأداة مهمة في مجال التسويق بالنظر إلى مليارات المستعملين يوميا
والنتشارها في جميع أنحاء المعمورم ويمثل بالنسبة للشركات سوقا واسعة على مستو العرض والطلبم
فمن جهة يسهل الولوج لها بأقل تكلفة لمعرفة الخصائص والمحفزاتم وتيسر على الجماعات الترابية عرض
منتوجاتها بتكلفة بخسة مقارنة مع الفوائد المحصلة.
باإلضافة إلى إمكانية االعتماد على العديد من احساليب الموازية تهم أساسا القيام بحمالت إشهارية بغاية
التوج مباشرة إلى العينة المستهدفة من عملية الترويج حجل تقديم صورة عن خدمات وبنيات اإلستقبال
الموضوعة رهن إشارتهام وكذلك اإلمتيازات ال تي بإمكانهم االستفادة منهام وعلي فالتسويق الترابي سيمكن
الجماعات الترابية من جلب مستثمرين بوصفهم فاعلين اقتصاديينم وبالتالي شركاء ضروريين يعول عليهم
لتفعيل التدبير التشاركي وتحقيق أهداف التنموية.
1
- Hassan Azouaoui : « Le Marketing TerritorialEt La Gouvernance Locale Au Maroc» .Op ,Cite , p 190.
117
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
ويمكن إجمال مضمون التدبير الحديث للجماعات الترابية المبني على مفاهيم :مناخ احعمال م الذكاء
الترابي م الجذب الترابي م في ثالث نقاط أساسية:
-1يوفر للجماعة إمكانية معرفة حاجيات ساكنتها ومن خاللها السوقم وذلك من خالل منهج علمي
يعتمد على معرفة الحاجيات التنموية التي يتطلبها السكان المقيمين بالجماعةم ومن ثم العمل على تحليل دقيق
حهم نقاط القوة والضعف بالجماعة وكذا مميزاتها ومواردهام وذلك بغرض إستخدامها كمعطى تسويقي إلقناع
المقاوالت باالستقرار بالجماعة.
-2يمكن الجماعة من تحليل الحاجيات التي تتطلبها المقاوالتم سواء الصغر أو المتوسطةم والتي
تراهن الجماعة على إقناعهم باالستثمار فوق ترابهام وكذا معرفة الحاجيات التي تتطلبها الوحدات االقتصادية
الكبر .
-3ومن بين أهم احهداف أيضااام أن يجعل من الجماعة نقطة تأثير وجلب للمقاوالتم ومن خالل ذلك
ضمان وسيلة لتشغيل عدد مهم من العاطلينم وكذا االستفادة من موارد جبائية إضافية وتسخيرها في تجهيز
الجماعةم وإعدادها للتشجيع واستقطاب استثمارات تنموية أخر .
وتجدر اإلشااااارة أن الدراسااااات المرتبطة بهذه المفاهيم الحديثة في مجال التدبير م تعد أحد االتجاهات
الحديثة في الفكر اإلداريم ذلك أن التسااااويق الترابي مثال م يهتم بإشااااباع الرغبات والحاجيات اإلنسااااانيةم
فهوتلك العملية التي يتم من خاللها خلق تبادل الساااالع بين المنتج والمسااااتهلك لتحقيق التنمية االقتصاااااديةم
فالمفهوم التسويقي يكمن في فلسفة اإلدارة التي تدرك كيفية إشباع الحاجات والرغباتم ولهذا فإن هذا المفهوم
وكخالصةم يتأثر بالبيئة الخارجية التي تضم العديد من المتغيرات والمؤشراتم سواء االقتصادية أو القانونية
والتكنولوجيةم احمر الذي يتطلب ضرورة التفاعل واإلستجابة المطلوبة لذلك.
118
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
فباإلضافة إلى إعداد احرضيات المناسبة لعستقبال من مناطق صناعيةم ومناطق حرة1م ومناطق ترحيل
الخدماتoff – shoring2م يجب أن تكون هناك استراتيجية ترويجية تنطلق من الدراسات الميدانية
التشخيصية م التي تحدد نقاط القوة والضعفم والوحدات الترابيةم والحواضر التي على ضوئها تحدد مجاالت
التدخلم لرسم الصورة التسويقية للثنائية القطبية.
فهناك من يحدد طبيعة العالقة بين التراب والمقاولةم في شكل دورة حياة مندمجة بين التراب وهذه
احخيرةم إذ تنمية احول مرتهن بالتنمية التي يحققها الثانيم والعكس صحيحم لذلك فجدلية العالقةهذه تحتم ليس
فقط تركيز االهتمام على جذب المقاولةم بل يتعداه إلى توفير الظروف المالئمة وما سيترتب عن ذلك من نمو
للتراب سواء الجهات أو مدن ميتروبولية.
جانب آخر بالغ احهمية في مجال تحسين مناخ احعمال مرتبط بتقنيات التواصل وأساليبها ودورها الكبير
في رسم صورة للمجال الترابي كوجهة استثماريةم فاستثمار اإلعالم وتقنيات التواصلم وتنظيم المهرجانات
والتظاهرات وعقد اتفاقيات الشراكة والتوأمة ناهيك عن الدور الذي يمكن أن تلعب الديبلوماسية والمجتمع
المدنيم كل تلك الوسائل تم احخذ بها في النموذج الفرنسي لتجويد مناخ احعمالم وإذا ما تم رصد هذه التقنيات
التواصلية بالنسبة للجماعات الترابيةم نلحظ أن هناك بالفعل بعض الجماعات بدأت تعمل بمثل هذه التقنيات م
وذلك عبر التعريف بما تزخر ب من أوراش ومؤهالت استثماريةم وديناميكية حكاماتية.
إن الوحدات الترابية وهي تدخل رهان التدبير االستراتيجي مطالبة بالمزيد من إدخال مجموعة من
احساليب واحليات المعتمدة من قبل عالم المقاولةم والتي تبقى من أهمها استراتيجيةمناخ احعمالم فهذه
االستراتيجية المأخوذة من مفاهيم التدبير الخاص تعطي للجماعات الترابية تدخالت نوعية أخر يمكن أن
ندرجها فيما يسمى ب" الجذب الترابي"مفاليوم الرهان احساسي كل مطروح على كيفية جعل التراب الجهوي
ترابا ذكيا وجاذبا لكل ما من شأن أن ينعش ويستثمر في م فلم يعد مقبوال في ظل التدبير االستراتيجي أن يبقى
-1تعرف المناطق الحرة :بك نها جزءا من إ ي الدولة يسمم نيل باستيراد ال ضائع األجن ية و تخزينها و اعادة تيديرهوووا ،و ممارسوة األعموال
التجارية و اليناعية ند ظل إعفاء من الرس ر الجمركية و الضرائب المقررة داخل الدولة ند الحدود التد يقررها القان ن ،و تأخذ هذه المناطق عدة
تسميات بحسب النشاط المزاول نيها ،نقد تك ن مناطق حرة تجارية ،أو مناطق حرة صناعية أو مناطق حرة ل تيدير أو مالية ،و بالر) من هذا
االختالف ي قى الهدف منها ه المساهمة ند عم ية التنمية اال تيادية و االجتماعية من خالل جذا رؤوس األم ال األجن ية .
-2يتمح ر العرض المغربد بالنس ة إلى طاع ترحيل الخدمات ح لع ى مجم عة منالعناصر:
-اإلطار التحفيزي والمشجع ع ى أساس ضري ة حقيقية ع ى الدخل محددة ند 21ند المائة.
-منظ مة تنمية ال م ارد ال شرية المهه ة ،ع ر نظار مساعدة الفاع ين ند جه د التدريب من أجل الت ظيف والتك ين المستمر ،ومخطط تدري د ميم
خيييا لت ية احتياجات طاع ترحيل الخدمات إلى الخارج.
-العرض العقاري المتن ع والمتناسب مع أنضل المعايير الدولية ند األرضيات اليناعية المتكام ة المخيية.
119
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
التراب جامدا وساكنام بل البد من شحذ كل الوسائل واإلمكانيات للتعريف ب عن طريق أدوات التواصل و
اإلعالم.
كذلك فإن ولضمان إرساء قواعد الجماعة المقاولةم يبقى من الالزم العمل ببعض من استراتيجيات
المقاولة كتلك المتعلقة بجانب الدعاية والترويجم وهنا يجرنا الحديث كذلك إلى مسألة أخر متعلقة بجانب
التنافسية الترابيةم السيما حين تفلح بعض الوحدات الترابية بإقناع بعض المستثمرين لالشتغال ضمن مجالها
الترابي في قطاعات حيوية كالسياحة والصناعة مثال.
وهكذا فالترويج للمنتوج السياحي وإغنائ م يعد رهانا طموحام بعد دراسة تأخذ بعين االعتبار المؤهالت
الطبيعية والسياحية للوحدة الترابيةم وذلك لدعم صورتها وتموقعها مقارنة مع باقي الوحدات الترابية المنافسةم
والقيام بحمالت دعائية بعد تحديد احسواق الجديدة التي يتعين توجي االهتمام نحوهام وحاجيات الترويج
السياحي مثال من أفالم وثائقيةم أقراص مدمجةم ومطويات ومنشوراتم وغيرها تعطي صورة واضحة عن
المنطقة الترابية.
كذلك اإلصالحات المرتبطة بالنقل الجوي بتنظيم رحالت بأسعار تنافسيةم توقيع اتفاقيات شراكة مع
شركات النقل البحري خاصة التي تتوفر على بواخر سريعة ومضاعفة الرحالت البحريةم مع دعم المحاور
الطرقية خاصة القروية منها.
وقد عملت بعض المجالس الترابيةم لتحقيق برنامجها السياحي وضع مجموعة من احهداف التي تسعى
لبلوغها ترتكز على عدة أسس موضوعية من بينها تحسين المنتوج السياحيم وذلك بتأهيل المقاوالت العاملة
في الميدانم وتقييم واستغالل القدرات السياحية للوحدة الترابيةم وإعادة تهيئة أماكن الترفي السياحي وتحسين
الجودةم وبخصوص استقبال السياحم من بين احهداف التي سطرتها بعض المجالس الجهوية العمل على تأهيل
البنيات التحتيةم وإعداد دليل للسياحةم باإلضافة إلى تحسين وسائل الترفي م ودعم الجانب الثقافي والتراثيم
مع إعداد جدول سنوي للترفي على المستو الجهوي.
كما أولت هذه المجالس للتكوين واالهتمام بالموارد البشرية وتأهيلها مكانة هامة في عملهام وهي عنصر
جوهري في عملية التسويق م حيث شددت على ضرورة إعداد مخطط لتكوين العاملين في القطاع بتعاون مع
معهد التكوين المهني وإنعاش الشغلم مع القيام بحمالت للتحسيس بأهمية الرهان على السياحة واإلقالع
االقتصادي عبر مختلف وسائل اإلعالم وبعقد ندوات ولقاءات تواصلية وإعداد نشرات إخبارية في هذا السياق.
وحتى تتحقق النتائج المرجوة من اعتماد التسويق ضمن مجال التدبير الجهوي فإن البد من توافر سياق
معين إلنجاح ضمن هذا المجال سواء تعلق باإلجراءات التي من الالزم أن تواكب م أو بإيجاد استراتيجية
مالئمة تستند باحساس إلى استخدام وسائل االتصال البديلة.
122
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
المحور الثاني :ظروف إنجاح مقترب تحسين مناخ أعمال الجماعات الترابية في جذب مشاريع
اإلستثمار
يشير الواقع الحالي أن تطوير عناصر التسويق الترابي وتحسين مناخ احعمال واالستثمار أضحى جزءا
من المشهد العام للسياسات االقتصاديةم تماشيا مع هذا الواقعم سجل في السنوات احخيرة نزوع معظم الدول
النامية ومن بينها المغرب نحو تغيير توجهاتها االقتصاديةم وبناء أسس سياسية وإقتصادية ترتكز على تقوية
المحفزات والضمانات المقدمة في هذا المجالم ففي ظل سياسة تحسين مناخ احعمال م اليكفي فقط تقديم
مايزخر ب المجال الترابي الجهوي من معطيات ذاتية للخصائص الطبيعية والجغرافيةم والثقافيةم
والسياحية...إلخم بل البد كذلك من إضفاء على هذه المجاالت نوعا من اإلمتيازات المكتسبة م والتي تكون
قيمة مضافة في عرض المنتوج الترابيم فدائما ما يكون التطلع إلى هذه اإلمتيازات السبب المباشر في إقتناع
مثال المستثمر الذي يمكن أن يشتغل في م ففي ظل وجود مثال تحفيزات جبائيةم والتي تعمل على خفض العبئ
الضريبي على المستثمرم الذي قد يكون بالنسبة لهذا االخير محددا في اختيارات لتراب معين على حساب اخر.
وعموما فقد أصبح بناء عناصر الجذب والتنافسية الترابية يتوقف على تداخل مجموعة من المحدداتم
بحيث لم يعد باإلمكان قياس جاذبية االقتصاديات بمعزل عن طبيعة المتغيرات السياسية واالقتصادية
واالجتماعية والماليةم وعلى ضرورة توفير مجموعة من الشروط من قبيل :مستو دينامية السوق المحليم
طبيعة مناخ المقاولةم تكوين وتكلفة اليد العاملةم جودة البنات التحتيةم مستو قطاعات النقل واالتصاالتم
درجة االندماج في االقتصاد العالميم فعالية النظام الضريبيم االستقرار االجتماعي والسياسيم فعالية
المؤسسات اإلدارية والقضائيةم درجة تحرير القطاعات التنافسية...إلخ(أوال).
كذلك م وبقصد إيجاد سياسة تسويقية ترابيةم فإن البد من التركيز على الجانب اإلتصاليم فالنشاط
الترويجي لمنتوج ترابي معين يتوقف على الكيفية التي يقدم بها لألطراف احخر المستقبلةم هات الكيفية التي
يجب أن تراعى فيها طريقة اإلخبارواإلقناعم والتأثيرم وذلك عبر اإلستفادة من تقنيات العصر اإلتصاليةم وهو
ما حتم ظهور مفهوم التسويق اإللكتروني(ثانيا).
121
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
لقد شهدت فترة ما بعد سنة 1991م توج الدولة المغربية نحو تحديث البنية التشريعية لمجال احعمال
في إطار تحفيز المبادرة الخاصةم من أجل بلوغ أهداف التسويق الترابي باعتبار كل هذا إجراء مساعد
وضروري في العملية برمتهامفمن اإلصالحات االقتصادية التي أدخلتها الدولة منذ شروعها في تطبيق برنامج
التقويم الهيكلي تغيير بنية الجباية المغربيةم واستجاب هذا اإلصالح في جزء كبير من لتطور الفكر االقتصادي
العالميم ولتوجهات المؤسسات المالية الدولية.
وهكذا تمركزت هذه اإلصالحات حول تخفيض العبىء الضريبي المتعلق بعمليات شراء المعدات
واآلالت والسلع والتجهيزات واحراضي الالزمة إلنجاز المشروعم وتخفيض نسبة الضريبة المفروضة على
الدخول واحرباحم وسن نظام ضريبي تفضيلي لفائدة التنمية الجهويةموتعزيز الضمانات الممنوحة للمستثمرين
بتيسير طرق الطعن فيما يتعلق بالنظام الضريبي الوطني والجهويم وإنعاش المناطق المالية الحرةم ومناطق
التصدير الحرةم ونظام المستودعات الصناعية الحرةم وتحقيق توزيع أفضل للعبء الضريبي وتطبيق أحسن
للقواعد المتعلقة بالمنافسة الحرةم وخاصة عن طريق مراجعة نطاق اإلعفاء من الضريبة.
فال شك أن اتجاه الدولة لرفع اإلعفاءات الضريبية من شأن أن يقوي فرص االستثمارم فالتجارب العالمية
اإلعفاءات الضريبية المقدمة تبين أن تطور االستثمارات في بلد معين يرتبط في جزء كبير من بمستو
لالستثمارم غير أن هذا لوحده غير كاف لتسويق ترابي بشكل جيد وتنافسيم مما يتطلب مع البحث في المناخ
التشريعي للمقاولة وخاصة اإلصالحات التي شملت تحديث التشريع اإلجتماعيم والذي حددت مضامين
احساسية في إصدار مدونة الشغل.1
فالروابط القانونية المنظمة لعالقة صاحب المقاولة بالمأجورين مثال تعد أحد المحددات احساسية في
اختيار المستثمرين لمجال وحدة ترابية مام ففي مجال عالقات الشغل ترتكز مطالب المستثمرين احجانب على
ضرورة تخويلهم مرونة أكبر اتجاه العمالم خاصة فيما يتعلق بتسريحهم والحد من الدور االحتجاجي المخول
للعمل النقابي.
وهكذا ونتيجة لتحوالت المحيط الدولي وتغيرات الظروف الداخليةم بدا أن االستمرار في تطبيق قواعد
الشغل التي كان العمل بها ال يخدم مصالح المقاولينم ويحد من إمكانية رفع وتيرة االستثمارات الخاصة سواء
المحلية أو احجنبيةم ورغبة في تجاوز هذا الوضعم تمت مراجعة تشريع الشغلم وتحسين مقتضيات والضغط
-1تسري أحكار هذا القان ن ع ى األشخاص المرت طين بعقد شغل ،أيا كانت طرق تنفيذه ،وط يعة األجر المقرر نيل ،وكيفية أدائل ،و أيا كان ن ع المقاولة
التد ينفذ العقد داخ ها ،وخاصة المقاوالت اليناعية والتجارية ،ومقاوالت اليناعة التق يدية ،واالستغالالت الفالحية والغاب ية وت ابعها ،كما تسري
ع ى المقاوالت والمهسسات التابعة ل دولة والجماعات الترابية ،إذا كانت تكتسد طابعا صناعيا أو تجاريا أو نالحيا ،وع ى التعاونيات والشركات المدنية،
والنقابات والجمعيات والمجم عات ع ى اختالف أن اعها.
كما تسري أحكار هذا القان ن كذلك ع ى المشغ ين الذين يزاول ن مهنة حرة ،وع ى طاع الخدمات ،وبشكل عار ع ى األشخاص الذين ارت ط ا بعقد
شغل ،وال يدخل شغ ه ند نطاق أي نشاط من النشاطات المشار إليها أعاله.
122
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
في اتجاه إصدار مدونة للشغل م تمكن من تحفيز االستثمارات السيما الخارجية منهام وتساهم في تحقيق مرونة
الشغل وتخفض تكلفة المعامالت التجارية1مإن إصدار مدونة الشغل يعد في حد ذات نقلة نوعية في تدبير
السياسات االقتصاديةم هذا إلى جانب اعتبار هذه المدونة ركيزة أساسية في إطار استراتيجية التسويق الترابي.
ال تقتصر الجوانب المرتبطة بالمناخ التشريعي لبلدان االستقبال على التشريعات الداخليةم بل ترتبط
أيضا باالتفاقيات المرتبطة باالستثمارم والموقعة بين مستثمر بلد ما والدولة التي يرغب االستثمار فيهام فبالنظر
لطبيعة العالقات التي يمكن أن تفرزها االستثمارات احجنبيةم وبحكم تواجد عنصرينم دولة االستقبال
والمستثمرين س واء أكانوا أشخاصا طبيعيين أو مؤسسات استثماريةم يبدو من الركائز احساسية لتحسين مناخ
االستثمار في بلدان االستقبال تمكين المستثمرين من الضمانات القانونية لحماية إستثماراتهمم إذ لم يعد ضمان
اإلستثمار احجنبي وتشجيع يقتصر على القوانين الوطنيةم بل يشمل المجال االتفاقي.
يؤشر تطور الممارسة المغربية على النزوع نحو توسيع اتفاقيات تشجيع وحماية االستثمارات الدوليةم
وتجدر اإلشارة إلى أن موافقة المغرب على هذه االتفاقياتم لم تكن لتثير أية إشكاالت على اعتبار أن قوانين
االستثمار المغربية2م أصبحت من أكثر قوانين االستثمار مرونة وانفتاحا على الصعيد الدوليم كما أن المغرب
لم يكن يطبق أثناء توقيع االتفاق أية تدابير تقييدية في حق المقاوالت احجنبية.3
تقتضي السيادة الوطنية أن تتمتع الدولة بفرض الضرائب داخل ترابها الوطني على كل العمليات
الخاضعة للتضريب بموجب القوانين الوطنيةم وتحظى بهذا الحق سواء على مواطنيهام أو على احجانب
المقيمين على ترابها اإلقليميم غير أن الواقع الحالي للترابط االقتصاديم وتنامي المبادالت التجارية مع دول
المعمورم دفع بمجمل الدول إلى وضع آليات تحد من إخضاع الملزم إلى عدة ضرائب ببلدان مختلفةم في إطار
ما يصطلح علي باالزدواج الضريبيم وقد أد هذا الواقع إلى توسع المنظومة االتفاقية التي تعتمدها الدولة
لتفادي االزدواج الضريبي.
فجوهر معاهدات عدم االزدواج الضريبي يراد منهام حذف التضريب المزدوج والحد من التهرب
الضريبيم وحماية الملزمين بفضل وضع قاعد واضحة تضمن معالجة ضريبية عادلة تتأسس على عدم التمييزم
وأخيرا تشجيع استقطاب االستثمارات احجنبية وتنمية احنشطة التجارية والصناعية والمالية بين الدول4م وقد
-1ما ورد ند تيريم لع د الرحي الحج جد الرئيس السابق لالتحاد العار لمقاوالت المغرا :
JeuneAfrique .N° 1974,Du 5 Mai Au 11Mai , 1998 , p 77.
.-2الظهير شريف ر 0.98.206صادر ند 06من جمادى االخرة 0604هجرية ،الم انق ل 12ن ن ر 0998بتنفيذ القان ن اإلطار ر 02.98
بمثابة ميثاق لإلستثمارات.
3
- Allal Rachid : «L’enjeu Des Produits Industriels Dans La Négociation De GATT : Cas Du Maroc» . ANNALE
MAROCAINE.Numéro Spéciale, Mars 1994, p 95.
4
- El HassaneKatir : « Fiscalité Et Investissement Au Maroc» .REMALD.N°32 .Mai-Juin2000 .p 99
123
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
سار المغرب بدوره في هذا االتجاهم إذ يالحظ أن الدولة وسعت من شبكة اإلتفاقيات التي تحد من االزدواج
الضريبي سواء تلك التي تم توقيعها مع دول أوربيةم أو مع بلدان عربيةم و إفريقيةم وكذا بلدان أسيوية ...إلخ.
تعتبر المنافسة قيمة حقوقية مرادفة لحرية المبادرة الخاصة التي يضمن الدستور المغربي لسنة 2111
الحق في ممارستها طبقا لمقتضيات الفصل 31من " :تضمن الدولة حرية المبادرة والمقاولة"...م وذلك على
أساس أن حق الخواص في مزاولة أنشطتهم كفاعلين اقتصاديين ال تقوم ل قائمة على أرض الواقع إال إذا
كانت شروط المنافسة من أجل ولوج أسواق المعامالت التجارية مؤطرة بضمانات نافذة وحماية قضائية ناجعةم
وحجل ذلك قام المشرع المغربي بإنشاء نظام قانوني يستجيب لمقتضى الدستور أعالهم وهو القانون المتعلق
بحرية احسعار والمنافسة.1
وإذا كان مناخ االستثمار في المغرب قد ظل يعاني من قصور في مجال حماية الملكيةم سواء الصناعية
منها أو الفكريةم ويحكم ثقل القيود المفروضة على المنافسةم من أجل تجاوز ثغرات التشريعات السابقة في
هذا المجالم وتقوية آليات تطوير منظومة اقتصاد السوق وحماية المستثمرينم تمت مراجعة الترسانة القانونية
لحماية الملكية الصناعية من أجل دعم سياسة تسويق ترابي بشكل أكثر تنافسيةم مما ال شك في أن ما أدخلت
الدولة من تعديالت على التشريعات المرتبطة بالمادة االقتصاديةم وخاصة مجال المنافسة ذا أهمية بالغة لتحفيز
االقتصاد المحلي وجعل أكثر تنافسية وضمانة من أجل استقطاب االستثمارات وإعطاء صورة جيدة عن التراب
كمجال للجذب.
وقد سعت الدولة إلى تحديث مقتضيات التشريع في مجال حماية الملكية الصناعيةم عبر وضع إطار
قانوني يحفز االستثمارم والتقدم التقني2موقد ساعدت عدة متغيرات في إصدار هذا القانونم وتتوزع هذه احخيرة
إلى ثالث عناصر أساسية:
-المتغير األول :يكمن في احهمية العملية لهذا النص في تحفيز االستثمارات احجنبيةم إذ يتضح أن
هناك ترابطا إيجابيا بين حماية الملكية عمومام سواء الصناعية أو الفكريةم وارتفاع وثيرة تدفق االستثمارات
احجنبية.
-المتغير الثاني :ويتجلى في تقادم القوانين المطبقة في هذا الميدانم والتي ظلت تخضع لظهير 23
يونيو 1916م ولمقتضيات قانون 4أكتوبر 1938بالنسبة لمنطقة طنجة.
-1ان ن ر 14-99الذي ت إصداره بمقتضى ظهير شريف ر ،0.11.228اليادر ند 2ربيع األول ،0620الم انق ل 8ي ني ،2111لكنل
ل يدخل حيز التنفيذ إال ند .2110/17/14
-2ج اد الن حد " :مقاربة االستثمارات ند المغرا ( . " )2114 – 0991منش رات عكاظ ،2101 ،ص .066
124
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
-المتغير الثالث :ويتحدد في سعي المغرب لتنفيذ االلتزامات الدوليةم وباحساس اإلتفاق المؤسس
للمنظمة العالمية للتجارةم والذي ألزم الدول الموقعة على هذه االتفاقية تعديل تشريعاتها المنظمة للملكية الفكريةم
بما فيها الملكية الصناعيةم لتتالءم وتوجهات المنظمة الهادفة إلى تقوية ممارسات حماية المبادرة الخاصة.1
لقد عمل المغرب وبعد إدراك حهمية الجهاز اإلداري في رسم صورة جيدة عن التراب وجعل مرآة
عاكسة لمد تحسن جودة الخدمات المقدمة من طرف من أجل تحفيز االستثمار وجعل قاطرة للتنميةم على
إدخال إصالحات جد مهمة في المجال اإلداري لتسهيل عملية االستثمارم وكذا تطوير المنظومة القضائية
باعتبارها أهم وأحسن ضامن لالستثمار احجنبي والوطني.
أمام هذا الوضعم ونتيجة للتقدم الذي حققت العديد من البلدان النامية في تحسين دور اإلدارة في جذب
االستثمارات الخاصةم أضحى تحديث اإلدارة المغربية وتبسيط اإلجراءات التي يتعين على المستثمرين نهجها
مسألة مركزيةم إذ فرضت النظرة الجديدة التي أصبحت تحكم التحوالت االقتصادية واالجتماعية على الدولة
وضع تصور جديد لعدارةم يتحول مع هذا الجهاز ليس فقط إلى مجرد أداة للسلطة والمراقبة السياسيةم وإنما
كضرورة اقتصادية يتعين أن تعتمد على بنيات تدبيرية جديدة تواكب تحوالت االقتصاد العالميم وتقود إلى
نقل اإلدارة من نمط إداري يطبع التسيير التقليديم إلى نمط تسيير جديد يستعمل آليات التدبير الحديث.2
وإذا كان التطور المسجل في أداء اإلدارة المركزية والمرتبطة بتحفيز االستثمارم قد أبان عن قوة الوعي
بأهمية إصالح اإلدارة كمدخل إلنعاش االقتصاد والدفع في اتجاه جعل أكثر تنافسيةم فإن ضرورة الدفع في
إتجاه الالتركيز وإضفاء أبعاد محلية أصبح جزء ال يتجزأ من عملية اإلصالح.
لقد تطور دور اإلدارة االقتصادية المحليةم وتغيرت طرق تدخالتها بفعل عامل أساسي وهو تطور مجال
الحريات العامةم وإرسا ء قواعد الديمقراطية التي تقتضي إشراك المواطنين في تسيير شؤونهم بأنفسهمم ومن
ثم فقد تحولت اإلدارة االقتصادية المحلية من إدارة حفظ احمن والنظام العامين والسهر على تطبيق وإحترام
القوانينم إلى إدارة تقوم إلى جانب وظائفها التقليدية بوظائف جديدةم كالتأطير والتنشيط والمراقبة والتشجيع
والتدخل في مختلف الميادين المتصلة بالتنمية االقتصادية واالجتماعية.3
وتشكل الالمركزية وعدم التركيز عناصر أساسية فعالة في مجال التدخالت االقتصادية واالجتماعيةم
من خالل الفاعلين المحليينم فالالتمركز يؤدي إلى تقسيم أفضل للعملم وبذلك سيكون ذا أهمية في زرع تقنيات
-1عزيز ال عزاوي " :حماية الم كية اليناعية والتجارية ع ى ض ء المستجدات القان نية ،ند الم كية الفكرية والتجارية واليناعية" ،مج ة المرانعة،
اليادرة عن هيئة المحامين بأكادير ،الط عة ،0ي ني ،2110ص .01
2
- Ali Sedjari :« Etat Et Administration Tradition Ou Modernité », Les Editions Lukssous, Rabat 1995, p 25.
-3سعيد ج جال " :اإلدارة اال تيادية " .رسالة لنيل دب ر الدراسات الع يا المعمقة ند القان ن العار ،جامعة الحسن الثاند ،ك ية الحق ق عين الشق
الدار ال يضاء ،السنة الجامعية ، 0994-0998 :ص .64
125
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
اإلدارة باحهداف أو " مراكز المسؤولية " في جسم النظام اإلداري المغربيم وبهذا المعنى يمكن لالتمركز أن
يبلور إدارة مسؤولة قادرة على اتخاذ القرار داخل اإلدارة الترابية.
من خالل ما تقدم يستنتج أن التنمية الترابية تتطلب خطة لتشكيل التراب الوطني اعتمادا على فسح
المركزية للمجال الترابي أمام أنماط جديدة للتنظيم واحداء الترابي إذ أصبح إخضاع الشأن الترابي للمبادئ
الحديثة للتدبير والتسويق Marketingضرورة ملحةم بناء على مقاربة تشاركية تستجيب لمتطلبات المغرب
المعاصر.
ثانيا :استراتيجية تبني مفهوم مناخ األعمال في الترويج لجلب مشاريع التنمية.
تعمل الجماعات الترابية بشكل متواصل على االستفادة من نماذج التدبير والتنظيم المعتمد من طرف
المقاوالت الخاصةم ويعد التسويق بحق أكثر احنشطة التي تمارسها أي منظمة ارتباطها بالبيئة المحيطة بهام
وغالبا ما يفرض على أي متمرس يسعى إلى إنجاح عملية استراتيجية التسويق الترابي أن يأخذ في الحسابات
اإلمكانات التي توفرها التكنولوجيا المعلوماتيةم ثم دور هذه احخيرة في التعريف أكثر بالتراب.
إذن أصبحت االتصاالت التسويقيةم هي التعبير احكثر حداثة في تأشير حجم تفاعل أي منظمة م فجوهر
النشاط الترويجي يمثل المزيج التسويقي للمنظمة في اتصالها الخارجي مع الجمهورم إلخباره وإقناع والتأثير
في سلوك وتفاعالت م ومن هنا أمكننا القول وعبر التتبع التاريخي لتطور للفكر التسويقي بأن اإلعالن كان هو
الجانب احكثر شمولية واستيعابا للتغيرات الجديدة والمضافة لععالن في أنشطة التسويق للتراب سواء داخليا
أو خارجيا.
تأخذ االتصاالت دورا وحيزا كبيرا في الحياة اليومية لألفراد والمنظمات بصورة عامةم نظرا لكونها
الوسيلة احساسية في تحقيق التفاعل مع اآلخرين للوصول إلى احهداف أو النوايا المطلوب تحقيقها وعلى
مختلف المستوياتم وبالتالي فإنها وظيفة ومهمة واجب القيام بها وخاصة للمنظماتم لكونها ملزمة أن تتفاعل
مع اآلخرين من أفراد ومجتمعم وتسعى إلى تحقيق أهدافهام فضال عن كونها ملزمة باالستمرار في العمل
والنمو في مجاالت عملها المختلفة.
إن الخطة التسويقية هي رسم تكوين وتطبيق استراتيجية التسويق اإللكتروني1م إنها موجة ووثيقة
ديناميكية تربط ما بين استراتيجية التجارة اإللكترونية مع استراتيجيات التسويق اإللكتروني المعتمدة على
التكنولوجيام وتضع التفاصيل لتطبيق الخطة من خالل اإلدارة التسويقيةم لبلوغ احهداف المنشودة.
126
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
وتستخدم لهذا الغرض صفحات اإلنترنت والبريد اإللكترونيم لتخلق وعيا بمنتوجاتها والتعريف ب أكثرم
فاإلنترنيت في ظل هذا المعنى يكون وسيلة تفاعل وليست وسيلة جماهيرية مثل التلفزيون والمجالت والراديو
وإعالنات الطرق الخارجيةم كما يؤمّن االتصاالت التفاعلية المباشرة باتجاهين المرسل والمرسل ل م كذلك
فإن مستخدمي اإلنترنيت يتسمون بخاصية كونهم شركاء فاعلين في العمليات االتصاليةم وليسوا خامدين أو
متلقين باإلكراه أحيانا كما في حالة الوسائل االتصالية احخر .
إن قدرة مستخدمي اإلنترنيت على المشاركة الكاملة في عملية االتصاالت تصنع قواعد جديدة للتسويقم
فاإلنترنيت يمتلك ثقافة خاصة ب م كما يمتلك مجموعة مختلفة من التوقعات الخاصة باالتصالم فالتنافس لجذب
الفئة المستهدفة من خالل اإلنترنيت شديد جدام ومن السهل على هذه الفئة التنقل بسرعة من موقع إلى آخرم
مما يحتم على الهادف إلى تسويق التراب إيجاد أساليب جديدة ومبتكرة ومقنعة لضمان االستقطاب والجذب.
وفي هذا الخصوصم ورغم أن غالبية الوزارات الكبر قد أحدثت مواقع إلكترونية لها على اإلنترنيتم
وأن بعض اإلدارات قامت بنشر بنوك معطيات قانونية أو معلومات تهم المساطر المعتمدة من طرفهام إضافة
إلى إحداث موقع تعريف باإلمكانيات الجهويةم فإن غالبية هذه المواقع ال توفر سو معلومات عامة على
المؤسسة اإلداريةم وهياكلها وبعض أنشطتهام كما أنها تعاني من مشاكل تهم تدبير المحتو خاصة فيما يتعلق
بالتطبيقات المتعلقة بتحيين ونشر المعلومات على هذه المواقع اإللكترونيةم وكذلك العمل الجماعي المشترك
على مستو االتصالم إذ أن البرنامج المتبع حتى اآلن في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصال باإلدارة
يتميز أساسا بعدم التنسيقم وغياب خطة عمل ومنهجية موحدة بهذا الخصوص.
لذلك تبرز ضرورة اعتماد برنامج وطني يوحّ د جهود اإلدارة والمؤسسات العمومية بجهود القطاع
الخاص من شركات عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصالم ومؤسسات المجتمع المدني من أجل
رسم استراتيجية محكمة للتسويق الترابيم وكذا القيام بإحداث بوابة إلكترونية لكل المؤسسات اإلدارية والمدن
من أجل التعريف بها أكثر وبمؤهالتها وإمكانياتها االستقطابية.
إن تكنولوجيا المعلوميات واالتصاالت من احدوات القوية للمشاركة في السوق العالميةم وتشجيع
المسؤولية السياسيةم وتحسين توفير الخدمات احساسيةم وتعزيز فرص التنمية الجهويةم ولكن بدون سياسات
متجددة لهذه التكنولوجيام فإن العديد من الدول النامية سوف تتخلف عن الركبم فبرنامج احمم المتحدة
اإلنمائيPNUDم يقوم على مساعدة الدول في إيجاد رؤية للحصول على الخبرات لتطوير إستراتيجيات تزيد
من وجود هذه التكنولوجيا واستخدامها في عمليات التنمية المستدامة في الدولة بغرض اندماجها في االقتصاد
العالميم هذه الرؤية تتضمن زيادة فرص العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالتم وبناء مجتمع
معلوماتي قادر على تقديم حلول فعالة لمحاربة الفقر وتعزيز التنمية البشرية والمستدامة.
127
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
فالمرونة الالمتناهية والفاعلة للوسائل الجديدة لتكنولوجيا اإلعالم والتواصل (الشبكة العنكبوتية)م إضافة
إلى الوس ائط التقليدية (التلفازم الجرائدم القنوات السمعية البصرية)...م تعتبر من الفرص المتاحة والكفيلة
بالنهوض بوضعية التراب الجهويم وقدرات التنافسية على جلب االستثماراتمفاعتماد هذه الطريقة يخفض
بالتأكيد من الكلفة اإلجمالية للتسويق الترابي نظرا للقدرة المدهشة التي تميز هذه الوسائط في الوصول إلى
المستثمر بشكل ميسر وسهل.
"فاإلنترنيت" يعتبر حاليا ركنا أساسيا في مجال التسويق الترابي بالنظر إلى مليارات المستعملين يوميام
والنتشاره في جميع احسقاعم فمن جهة يسهل لها الولوج بأقل تكلفة إلى التراب لمعرفة الخصائص والمحفّزاتم
وييسّر على الجماعات الترابية عرض منتوجها بتكلفة بخسة مقارنة مع الفوائد المحصّلةمولعل أكبر دليل يمنح
المصداقية لهذا التصور هو ظهور أنظمة تشريعية تنظم عالقات التجارة اإللكترونية على المستو الدولي
والمحلي.
ومن جهة أخر م فالوسائل التقليدية لععالم (التلفازم الجرائد والمجالت المتخصصة )...ال زالت تحتفظ
بثقلها عل هذا المستو بنقلها لألحداث اليومية السلبية أو اإليجابية – التي تقع في اإلقليم الترابي وتتداولها هذه
الوسائل بطرق سلبية وإيجابية أيضا.
وبالتالي فإن مفهوم التسويق الترابي يتقاطع مع مفهوم الجماعة المقاولة1م من خاللم أوال :التشخيص
الحقيقي لواقع التراب الجهويم ومعرفة حاجيات وإنتظارات المواطن الزبونم كما يجب عليها ثانيا :أن تأخذ
موقفا إيجابيا للملتمساتم فهي مدعوة لوضع رقم أخضر أو موقع إلكتروني يسمح بتطوير سياسة القربم
كدعامة للحكامة المحلية الجيدةم إن أي استراتيجية لتسويق التراب إال ويجب أن تقترن بوسائل االتصال
المختلفةم إذ هي من أساسيات عملية التسويقم بل إنها تعد مؤشر لضمان كفاءتها في الوصول إلى اآلخرين
وقدرتها على تحقيق االستجابةم حنها تعني نجاحها في عملية االتصال بهمم وأن هذا النجاح يعني تحقيق
احهداف المرسومة لها سلفا.
دون أن ننسى الدبلوماسية المحلية التي يمكن أن تقوم بها الفعاليات المحلية من منظمات مدنيةم سياسيةم
اقتصاديةم ثقافية واجتماعيةم قطاع خاصم المنتخبين المحليين...إلخ م خصوصا بعد تثبيت دعائم الجهوية
المتقدمة في المغرب.
وذلك من خالل تحسين صورة تراب المغرب وتسويق مزاياها في العالمم خاصة وأنها عرفت انفتاحات
على عدة جهات متعددة عبر العالمم وكذا عرفت االنتقال من االختصاصات واالهتمامات التقليدية كالدبلوماسية
-1بهيجة هسكر" :الجماعة المقاولة بالمغرا -األسس ،المق مات والرهانات –" .مط عة ط ا بريس ،الط عة األولى ،2101ص .72
128
مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد 3
السياسية المحضة إلى اهتمامات واسعة ومتعددة وخاصة الدبلوماسية اإللكترونية والتقنية واالقتصادية والمالية
واالستثمارات الخارجية التي لها ارتباط بالتحوالت العالمية المعاصرةم حيث أن التجارب الحديثة أثبتت أن
المنافسة العالمية الحالية هي منافسة اقتصادية باحساسم تعتمد في تقييمها على معدالت النمو المرتفعةم وتدفق
االستثمارات احجنبية الهائلةم ونسب الصادرات المتناميةم وبطيعة الحال فإن التوسع في الصادرات يحتاج إلى
فتح المزيد من احسواق وكسب رضا أكبر عدد من المستهلكينم وهذا يتطلب استراتيجية تسويقية دولية مدروسة
تنفذ بمستو عال من المهارات والخبرة ودعم دبلوماسي متميز ومحترف ومتنوع.
غير أن العمل بالمقترب التدبيري التسويقي ال يكفي في نظرنا كميكانيزم وحيد يمكن أن يخلق التنمية
الترابية الجهوية م بل البد من بعض المقتربات التدبيرية االستراتيجية احخر م والتي من الممكن أن يكون
لها دور جد مهم في الرقي بتدخالت الجهات وكذا باقي الجماعات الترابية في تصريف متطلبات وانشغاالت
المجال الترابي م وذلك من خالل سلك أساليب تدبيرية تأخذ كما أسلفنا من مضامين التدبير الخاص كالتعاقد و
التدبير بهاجس الجودة م باإلضافة إلى هذا كل فإن يعتبر كذلك من الضروري أن يكون المنطق المتحكم في
الفعل التدبيري لهذه الوحدات الترابية هو منطق المقاولة م الذي يفترض نوعا من الفعالية والنجاعة وكذا
باعتباره منطق يحكم الهاجس االقتصادي الذي يتأسس على فكرة التوازن مابين الموارد و النفقات م كما يعد
تبني أسلوب الشراكة والدخول مع القطاع الخاص لخلق شركات للتنمية من بين القضايا التي تفرض
استعجاليتها في تغيير الوظيفة التدخلية للجماعات الترابية في تدبير الشؤون التنموية الترابية المحلية.
خاتمة
من الواجب على الجماعات الترابية أن تطمح دئما إلى تحقيق التنمية الشاملة والمندمجةم احمر الذي
يجعلها مطالبة بتوفير وتهيئة الجو المناسب الستقطاب رؤوس احموال واالستثمارات الكبر التي من شأنها
إنجاز المشاريع العمالقة في كافة المجاالت سواء ما تعلق بالبنية التحتية أو ما تعلق بالخدمات أو ما يهم مجال
الدراساتم بيد أن جلب االستثمارات يستلزم توفير شروط وظروف اقتصادية وسياسية وقانونية تمنح المستثمر
ضمانات حقيقية تشجع على استثمار أموال م خاصة إذا ما ربط عالقات تعاقدية مع هذه الجماعات م ذلك أن
قيامها بالوظائف التي أصبحت تضطلع بها سواء من حيث النهوض باحوضاع االقتصادية أو االجتماعية ال
يمكن أن تتم دون اللجوء إلى آليات الجماعة المقاولة وعلى رأسها آلية تحسين مناخ احعمالم لتمكين هذه
احخيرة من إشباع ح اجياتها المختلفةم فالعمل بهذه اآللية يشكل أداة تدخلية جديدة ستساهم ال محالة في ترسيم
مالمح السياسات العمومية وتترجم توجهات االستثمار خصوصا على المستو الترابي.
129