You are on page 1of 17

‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬

‫الجماعات الترابية وتحسين مناخ األعمال في جلب مشاريع االستثمار‬

‫عبد الرزاق لعقابي‬


‫دكتور في الحقوق‬
‫باحث في القانون العام‬

‫مقدمة‬
‫لم يعد أسلوب الترويج واالستقطاب حبيس عالم المقاولةم المنتمي إلى التدبير الخاصم فحتى الجماعات‬
‫الترابية وفق المقاربة الجديدة للعمل الجهوي بإمكانها كذلك استخدام هذا احسلوب م وإدخال ضمن مجاالتها‬
‫التدبيريةم السيما تلك المتعلقة بتحسين العرض الترابي م وإظهار ما يزخر ب هذا احخير من مواصفات‬
‫ومميزاتم على غرار ما هو معمول ب في إطار المقاولةم حيث أن هذه احخيرة دائما تسعى لترويج سلعاتها‬
‫أو خدماتهام وذلك باستعمال العديد من احساليب الدعائية واإلشهارية م مستفيدة من تقنيات العصر فيما يخص‬
‫الجانب التواصلي‪.‬‬
‫و حتى تستطيع الجماعات الترابية جلب االستثمارات والمنعشين االقتصاديين بصفة عامةم فإنها تعمل‬
‫على تطوير أساليب استقطابها وحسن توظيفها للخصائص التي تنفرد بها مجاالتها الترابية من مؤهالت‬
‫و إمكانياتم سواء منها الطبيعية أو الذاتيةم ففي ظل التدبير الجديد يجب أن يكون هاجس هذه الجماعات هو‬
‫تحسين جاذبية مجاالتها الترابيةم وكذلك اتخاذ كل التدابير المناسبة حتى تجعل من ترابها م ترابا ذكيا ومهيئام‬
‫ل كل القدرات االستقطابية م من خالل التعريف ب م ومن تم إعطاء وتقديم تشخيص مناسب حول م وكذا بيان‬
‫الفرص االستثمارية التي يمكن أن يقدمها م سواء على المد القريب م المتوسط م أو الطويل‪.‬‬
‫فالجماعات الترابية في ظل التدبير االستراتيجيم ستكون مدعوة بنفسها للتعريف بخصائصهام سواء‬
‫منها الجغرافية م أو التاريخيةم السياحيةم الثقافية‪ .‬إلخم وهذا كذلك يشكل مكتسبا للجماعاتم حنها في النهاية‬
‫هي من ستعمل على تبني ماتراه مناسبا لتنمية مجالها الترابيم ومن تم هي من ستتحمل مسؤولية اختياراتهام‬
‫و بالمقابل أيضا سيتطلب منها احمر نهج سياسة للتهيئة الجيدة في تهيئة مناخ لألعمال يكون في المستو‬
‫المطلوبم فالتسويق الجيد للمجال الترابي م سيمكن ال محالة من جذب المشاريع التنموية من النوع الجيد‬
‫أيضام غير أن السؤال الذي يطرح نفس هنا م هو كيف يمكن لتحسين مناخ األعمال أن يساهم في جذب‬
‫االستثمارات ويعمل على الترويج لجلب المنعشين قصد تأهيل المجال الترابي الجماعي ؟م السيما وأن تبني‬
‫استراتيجية مناخ احعمال سيحدد بالنسبة للجماعات الترابية العديد من االختيارات التنمويةم خصوصا في‬
‫المجال االقتصادي والسياحي والثقافي‪...‬م من هنا تأتي ضرورة ترسيخ هذه االستراتيجية في ممارسة التدبير‬

‫‪113‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫الجماعي(المحور االول)م خصوصا إن توافرت الظروف إلنجاح م من خالل اإلجراءات المواكبةم ووضع‬
‫استراتيجية تسويقية ترابية لذلكم تعتمد في أقصى غاياتها على احسلوب االتصالي(المحور الثاني)‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬ضرورة إنعاش مناخ األعمال بالمجال الترابي الجماعي‬


‫تبرز أهمية االرتكاز إلى المبادئ الحديثة للتدبير في نقل تقنيات القطاع الخاص إلى الجماعات الترابيةم‬
‫وذلك من خالل اعتماد نموذج إداري فعال مواكب لمتطلبات العصر وقادر على تبني تصورات جديدة وترك‬
‫مجال واسع للتفاوض والمشاركة الجماعيةم فالعولمة االقتصاديةم وشمولية احنساق الصناعيةم والتبادليةم‬
‫رفعت بشكل كبير من حدة العالقة التي تربط المقاولة بالمجالم نظرا حن التفوق أصبح يرتبط إلى حد كبير‬
‫بالطاقة الهوياتية التي يمنحها المجال وطبيعة االمتيازات المقدمة ب م وهذا ما أد بالمقاوالت إلى وضع البعد‬
‫الترابي في صلب استراتيجياتها م كذلك فإن الوحدات الترابية م وهي تدخل باب التسويق الترابيم تكون قد‬
‫فتحت عليها مداخيل جديدة للتميز واالبتكارم فالتسويق الترابي يتضمن باحساس مقترب اإلعداد الجيد لمناخ‬
‫احعمال الذي يسهل أوال عملية تقديم بطاقات تعريفية للمجاالت الترابية م تتمكن من خالل الجماعات الترابية‬
‫وضع رزامة من المعلومات االستراتيجية م بين يدي المشتغلين ضمن الوعاء الترابي م حتى تكون لهم دافعا‬
‫وحافزا لالشتغال ضمن م مستفيدين بذلك من امتيازات التنافسيةم وبالتالي فهو يسهل من ناحية أخر م على‬
‫هؤالء المشتغلين عناء البحث وجمع المعلومات وتصنيفهام كذلك فإن من ضمن حسنات هذا المقترب هو تدعيم‬
‫الحكامة الترابية م غير أن هذا المقترب ال يمكن إخراج لحيز الوجود م دون أن يكون هناك نسج للعالقات‬
‫التواصلية ما بين كل المهتمينم سواء تعلق احمر باإلدارة المنتخبةم اإلدارات العمومية م والمصالح‬
‫الالممركزةم وكذلك المواطن الذي كذلك يدلي بتصورات وأراءه فيما يخص عملية تنمية المجال الترابي الذي‬
‫ينتمي إلي باإلضافة لكل الفاعلين اآلخرين من فاعلين استثماريين ومقاوالت(أوال)‪.‬‬
‫في ظل هذا الواقعم أصبح التراب يخضع لضغوطات مستمرة من مؤسسات اإلنتاجم حيث وجدت الدولة‬
‫ومعها الجماعات الترابية نفسها مسؤولة عن تبني مجموعة من اإلجراءات التي تقوي التنافسية الترابية في‬
‫إطار استراتيجية عامة متضمنة حهم أبعاد مناخ احعمال(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األهمية والحاجة‬


‫إن منطق العولمة وما يحيل إلي من إكراهات وتحديات أبرزها المنافسةم والتي لم تقتصر على المقاوالت‬
‫الخاصةم بل امتدت إلى الجهات والجماعات‪1‬م هذا الواقع فرض تجاوز الطرق التقليدية للتخطيط والتدبير‬

‫‪1‬‬
‫‪- Hassan Azouaoui : « Le Marketing Territorial Et La Gouvenance Locale Au Maroc» .Publication De La Revue‬‬
‫‪Marocaine D’Audit Et De Développement.Série Management Stratégique . N° 7, 2005, p 185.‬‬

‫‪114‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫الترابي م وقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة لالتصال والتواصل إلى حد كبير في ذلكم خاصة في الدول‬
‫احنكلوساكسونيةم من أجل الرفع من إنتاجية الترابم من خالل مستو الخدمات التي تقدمها سواء الجماعات‬
‫الترابية أو الجهات عبر وسيلة تسويق التراب‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبقم فتبني مقرب مناخ احعمال في المجاالت الترابية يبقى من أهم غايات هو خلق‬
‫ديناميكية في المجاالت الترابية م وبهذا أصبح هذا احخير عنصرا محددا للتدبير المحلي وأحد مداخل التميز‬
‫واالبتكار‪.‬‬
‫و تظهر أهميت من خالل فلسفت واستراتيجيت التي تهدف باحساس إلى تشخيص واقع المجال وتناقضات م‬
‫ومؤهالت الطبيعية والمادية والبشرية وتحديد أولويات م وربط بواقع الوطني والدوليم ثم السهر على وضع‬
‫خطط واستراتيجيات للنهوض بالمجال وتأهيل وطنيا ودوليام وإبراز ومتابعة المنجزاتم والوقوف على‬
‫احخطار واالستعانة بالخطط البديلة أو االحتياطيةم والموازنة بين مختلف الجوانب االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫وعلي م فهو أداة قياس لمد صالحية سياسة التنمية المتبعة واحشخاص الموجهة إليهمم فعندما نتحدث‬
‫عن مناخ احعمال نتحدث عن التنمية وعن وجود الحياة المعاشةم وكذا مردودية المقاوالت من خالل جلب‬
‫احنشطة االقتصادية باعتماد سيرورة تسويقية تحدد مؤهالت المجال وحاجيات وتسهيل حركية المقاوالتم‬
‫والعمل على تكوين صورة إيجابية عن المجال أو المكان محور التسويقمفالتراب يبقى بال أهمية وال حتى قيمة‬
‫إذا لم يتدخل اإلنسان لتثمين واستغالل اإلمكانيات التي يزخر بهام والموارد التي يكتنزها من أجل الرفع من‬
‫قيمت م حيث سوق التراب يعرف منافسة قوية في زمن العولمة والتكنولوجيا الحديثةم وهذا يتطلب مستو من‬
‫الذكاء في التعامل مع منتوج الترابم سواء في تأهيل أو عند تسويق م فالتنمية الحقيقية لن تتم في ظل وجود‬
‫تراب يتسم بالهشاشة وليس قادرا على اإلنتاج الجيد‪.‬‬
‫لذلك فإن السياسة الترابية الواجب اعتمادهام يجب أن تأخذ بعين االعتبار بل وأن تجعل من صلب‬
‫اهتمامها تأهيل اإلنسان والتراب معام باعتبارهما يشكالن ركيزتين أساسيتين في أي عملية تنمويةم حيث يجب‬
‫أن ترتكز الخطط والبرامج التي تهم تثمين الموارد الترابية على أهداف محددةم ومشاريع مبرمجة وفق جدول‬
‫زمني دقيق حتى يتم النهوض باحوضاع االقتصادية واالجتماعية للمواطنينم فاحوضاع الغير السليمة التي‬
‫تميز حياة الدول النامية م ترتبط بشكل مباشر بغياب االهتمام باإلنسان والتراب باعتبارهما مكونين رئيسيين‬
‫في كل نهضة تنمويةم حيث كل تحول في احرض يؤدي إلى تحول في الحياة االقتصادية م سواء في اتجاه‬
‫التنمية أو في اتجاه التخلف‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫وبالتالي فتبني مفهوم مناخ احعمال يطال الذكاء الترابي‪ 1‬للجماعات الترابيةم بحيث تستعمل كأداة للتحليل‬
‫العلمي من أجل تدبير جيد وتحسين عرض الترابم وهو أيضا آلية لععالم الجغرافيم فيدخل إذن ضمن‬
‫استراتيجية التنمية المحلية م ويتعلق احمر بالتموقع الفعال للمجال المحلي داخل السوق الدولي لهدف جذب‬
‫االستثمارات الصناعية والسياحية والتجاريةم فمصطلحات مثل التسويق الترابي م الذكاء الترابيم الذكاء‬
‫االقتصادي‪2‬م كلمات مفاتيح م تشكل حلقات مترابطة في التدبير االستراتيجي الجديد للمجاالت الترابية ‪.‬‬
‫وفي إطار آخر م يستطيع هذا المفهوم المساهمة في تثبيت دعائم الحكامة الترابية من عدة مستويات منها‪:‬‬
‫تنمية الديمقراطية الجهوية م خلق ثروات م إعطاء قيمة مضافة للتراب المحليم الرفع من قيمة وفعالية االتصال‬
‫والتواصل داخل التراب من جهةم ومن جهة أخر فهو عنصر محدد في التدبير المحليم حن يمكن من تحديد‬
‫شروط الشراكة مع مختلف الفاعلينم كما أن يسمح بفتح حوار ونقاش داخلي على مستو الجماعاتم وكيفية‬
‫تحسين العالقات مع المواطنين‪.‬‬
‫فبفضل المضامين الجديدة للتدبير االستراتيجي الحديث المشار إليها سلفا تتحسن إمكانية التواصل داخل‬
‫التراب المحليم الذي يبتغي تحقيق هدفين موضوعيين‪3‬م هدف خارجي –اقتصادي– يركز على تنمية التراب‬
‫بجذب المستثمرينم وهدف داخلي – سياسي – يفسر ويشرعن لعمل المجالس الترابيةم فقد تم تطوير الطريقة‬
‫التقليدية للتسويق التي كانت تركز على تعريف البنية التحتيةم النقلم تخفيف الضرائب‪...‬إلخ م إلى طريقة تقوم‬
‫على فن تقديم تموضع الجماعات الترابية بمختلف مكوناتهام وتفاعلها مع العوامل المؤثرة في الترابم بتوظيف‬
‫مفهوم االنتماء لهدف‪:‬‬
‫الرفع من جاذبية االستثمار‬ ‫‪-‬‬
‫خلق ديناميكية بين الفاعلين‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز هوية المجال الترابي‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية شبكة التعاون‬ ‫‪-‬‬
‫إذنم فمن المهم معرفة أن مضمون أسلوب التدبير الحديث يقدم للجماعات الترابية فرصة مالئمة لتوجي‬
‫حاجيات المواطن ‪ /‬الزبونم ووضعية المنتجات والتجهيزات موبالتالي المساهمة في تحقيق التوازن لالقتصاد‬
‫المحلي‪4‬م فمفهوم التسويق الترابي يتقاطع مع مفهوم الجماعة المقاولة من خاللم أوال‪ :‬التشخيص احولي لواقع‬

‫‪-1‬الذكاء الترابد المنش د كاستراتيجية عم مية وجماعية من أجل إعادة انتاج مشترك ل تنمية الجه ية‪ ،‬وب رة مقاربات التنمية الترابية ع ر المقاولة‪.‬‬
‫‪-2‬أول تعريف عم د ل ذكاء اال تيادي كان سنة ‪ 0996‬من طرف ‪ Martre‬مجم عة العمل ند المحانظة العامة ل تخطيط بفرنسا‪ ،‬حيث ت تعريفل ع ى‬
‫أنل ‪" :‬مجم عة األعمال المرت طة بال حث‪ ،‬معالجة و بث المع مة المفيدة لألع ان و المتدخ ين اال تياديين لييا)ة إستراتيجياته "‬
‫‪3‬‬
‫‪-Hassan Azouaoui : « Le Marketing Territorial Et La Gouvernance Locale Au Maroc» .Op , Cite, p : 189.‬‬
‫‪-4‬وهذا ما أكدتل الق انين التنظيمية ل جماعات الترابية ‪ ،‬نالقان ن التنظيمد ل جهات ر ‪ ، 000.06‬يرسخ هذه المسألة ند المادة ‪... ":90‬تحسين جاذبية‬
‫المجاالت الترابية وتق ية التنانسية‪."...‬‬

‫‪116‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫التراب المحلي ومعرفة حاجيات و انتظارات المواطن الزبونم كما يجب عليها ثانيا‪ :‬أن تأخذ موقفا إيجابيا‬
‫للملتمساتم فهي مدعوة لدعوة رقم أخضر أو موقع إلكتروني يسمح بتطوير سياسة القرب كدعامة لتنمية محلية‬
‫جيدة‪.‬‬
‫وتأسيسا على ذلكم فعلى الجماعات من اآلن فصاعدا إعطاء صورة تتسم بجودة التراب‪1‬م بحيث أن كل‬
‫جماعة ترابية تطغى عليها اللمسة الحضرية أو القروية أو جهة لها خصوصياتها الثقافية والجغرافيةم‬
‫ومؤهالتها البشرية واالقتصاديةم تجعلها تبرز كقطب إما سياحيم أو فالحيم أو صناعي‪...‬إلخ م كما هو الحال‬
‫في عدد كبير من المدن التي لها مميزاتهام كمدينة قلعة مكونة ‪ :‬موسم الورودم مدينة صفرو ‪ :‬موسم حب‬
‫الملوكم مدينة أرفود‪ :‬موسم التمور‪.‬‬
‫كذل ك فإن هذا احسلوب يعد مهما في تفعيل التعاونم وخصوصا إذا ما تم تدعيم بسياسة إعالمية‬
‫متطورة تسخر كل الوسائل من شبكة عنكبوتيةم وقنوات تلفزيونية وإذاعيةم ومنتديات وندوات ومهرجانات‬
‫في سبيل التعريف بالترابم ليس فقط خارجيا بل داخليا كذلكم فاليوم أصبحت كل المدن أو الجهاتم تعمل‬
‫على استعمال التقنيات الحديثة للتعريف بجمالهام وبخصوصيت وتسويق بصورة إيجابيةم وبالتالي الرفع من‬
‫وتيرة تبادل الخبراتم المواردم التواصلم ثم التأثير والتأثر‪.‬‬
‫تبرز ضرورة اعتماد سياسة تواصلية وإعالمية من أجل تلميع صورة التراب‬ ‫من هنا مرة اخر‬
‫واالمتيازات التي يخولها للمنشآت اإلنتاجية عبر تقديم معلومات حول تتميز بالتنوع والتكاملم وتتسم باالنسجام‬
‫والتنظيم والوضوحم ويمكن تعبئتها واستغاللها في وقت وجيز من أماكن مختلفة من طرف مستهدفين متعددينم‬
‫وفي هذا اإلطار تلوح الشبكة العنكبوتية كأداة مهمة في مجال التسويق بالنظر إلى مليارات المستعملين يوميا‬
‫والنتشارها في جميع أنحاء المعمورم ويمثل بالنسبة للشركات سوقا واسعة على مستو العرض والطلبم‬
‫فمن جهة يسهل الولوج لها بأقل تكلفة لمعرفة الخصائص والمحفزاتم وتيسر على الجماعات الترابية عرض‬
‫منتوجاتها بتكلفة بخسة مقارنة مع الفوائد المحصلة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانية االعتماد على العديد من احساليب الموازية تهم أساسا القيام بحمالت إشهارية بغاية‬
‫التوج مباشرة إلى العينة المستهدفة من عملية الترويج حجل تقديم صورة عن خدمات وبنيات اإلستقبال‬
‫الموضوعة رهن إشارتهام وكذلك اإلمتيازات ال تي بإمكانهم االستفادة منهام وعلي فالتسويق الترابي سيمكن‬
‫الجماعات الترابية من جلب مستثمرين بوصفهم فاعلين اقتصاديينم وبالتالي شركاء ضروريين يعول عليهم‬
‫لتفعيل التدبير التشاركي وتحقيق أهداف التنموية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Hassan Azouaoui : « Le Marketing TerritorialEt La Gouvernance Locale Au Maroc» .Op ,Cite , p 190.‬‬

‫‪117‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫ويمكن إجمال مضمون التدبير الحديث للجماعات الترابية المبني على مفاهيم ‪ :‬مناخ احعمال م الذكاء‬
‫الترابي م الجذب الترابي م في ثالث نقاط أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬يوفر للجماعة إمكانية معرفة حاجيات ساكنتها ومن خاللها السوقم وذلك من خالل منهج علمي‬
‫يعتمد على معرفة الحاجيات التنموية التي يتطلبها السكان المقيمين بالجماعةم ومن ثم العمل على تحليل دقيق‬
‫حهم نقاط القوة والضعف بالجماعة وكذا مميزاتها ومواردهام وذلك بغرض إستخدامها كمعطى تسويقي إلقناع‬
‫المقاوالت باالستقرار بالجماعة‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن الجماعة من تحليل الحاجيات التي تتطلبها المقاوالتم سواء الصغر أو المتوسطةم والتي‬
‫تراهن الجماعة على إقناعهم باالستثمار فوق ترابهام وكذا معرفة الحاجيات التي تتطلبها الوحدات االقتصادية‬
‫الكبر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن بين أهم احهداف أيضااام أن يجعل من الجماعة نقطة تأثير وجلب للمقاوالتم ومن خالل ذلك‬
‫ضمان وسيلة لتشغيل عدد مهم من العاطلينم وكذا االستفادة من موارد جبائية إضافية وتسخيرها في تجهيز‬
‫الجماعةم وإعدادها للتشجيع واستقطاب استثمارات تنموية أخر ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشااااارة أن الدراسااااات المرتبطة بهذه المفاهيم الحديثة في مجال التدبير م تعد أحد االتجاهات‬
‫الحديثة في الفكر اإلداريم ذلك أن التسااااويق الترابي مثال م يهتم بإشااااباع الرغبات والحاجيات اإلنسااااانيةم‬
‫فهوتلك العملية التي يتم من خاللها خلق تبادل الساااالع بين المنتج والمسااااتهلك لتحقيق التنمية االقتصاااااديةم‬
‫فالمفهوم التسويقي يكمن في فلسفة اإلدارة التي تدرك كيفية إشباع الحاجات والرغباتم ولهذا فإن هذا المفهوم‬
‫وكخالصةم يتأثر بالبيئة الخارجية التي تضم العديد من المتغيرات والمؤشراتم سواء االقتصادية أو القانونية‬
‫والتكنولوجيةم احمر الذي يتطلب ضرورة التفاعل واإلستجابة المطلوبة لذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور تهيئة مناخ األعمال في التأهيل الترابي‬


‫إن تحسين مناخ احعمال بالنسبة للجماعات الترابية يقوم على خلق الظروف المناسبة التي تشجع على‬
‫جذب االستثمارات احجنبية ودفعها إلى االستقرار بجهة من الجهات ومدينة من المدنم وهذا احمر يتطلب‬
‫تضافر مجموعة من العوامل تجمع بين التدخالت اإلدارية والجبائية لخلق مناخ استثماري مالئمم زيادة على‬
‫توفير البنى التحتية الخدماتيةمغير أن وكما تقدم يظل السؤال مطروحاحول مساهمة تحسين مناخ احعمال في‬
‫جذب االستثمارات و الترويج لجلب المنعشين لتأهيل الترابي الجماعي؟‬

‫‪118‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫فباإلضافة إلى إعداد احرضيات المناسبة لعستقبال من مناطق صناعيةم ومناطق حرة‪1‬م ومناطق ترحيل‬
‫الخدمات‪off – shoring2‬م يجب أن تكون هناك استراتيجية ترويجية تنطلق من الدراسات الميدانية‬
‫التشخيصية م التي تحدد نقاط القوة والضعفم والوحدات الترابيةم والحواضر التي على ضوئها تحدد مجاالت‬
‫التدخلم لرسم الصورة التسويقية للثنائية القطبية‪.‬‬
‫فهناك من يحدد طبيعة العالقة بين التراب والمقاولةم في شكل دورة حياة مندمجة بين التراب وهذه‬
‫احخيرةم إذ تنمية احول مرتهن بالتنمية التي يحققها الثانيم والعكس صحيحم لذلك فجدلية العالقةهذه تحتم ليس‬
‫فقط تركيز االهتمام على جذب المقاولةم بل يتعداه إلى توفير الظروف المالئمة وما سيترتب عن ذلك من نمو‬
‫للتراب سواء الجهات أو مدن ميتروبولية‪.‬‬
‫جانب آخر بالغ احهمية في مجال تحسين مناخ احعمال مرتبط بتقنيات التواصل وأساليبها ودورها الكبير‬
‫في رسم صورة للمجال الترابي كوجهة استثماريةم فاستثمار اإلعالم وتقنيات التواصلم وتنظيم المهرجانات‬
‫والتظاهرات وعقد اتفاقيات الشراكة والتوأمة ناهيك عن الدور الذي يمكن أن تلعب الديبلوماسية والمجتمع‬
‫المدنيم كل تلك الوسائل تم احخذ بها في النموذج الفرنسي لتجويد مناخ احعمالم وإذا ما تم رصد هذه التقنيات‬
‫التواصلية بالنسبة للجماعات الترابيةم نلحظ أن هناك بالفعل بعض الجماعات بدأت تعمل بمثل هذه التقنيات م‬
‫وذلك عبر التعريف بما تزخر ب من أوراش ومؤهالت استثماريةم وديناميكية حكاماتية‪.‬‬
‫إن الوحدات الترابية وهي تدخل رهان التدبير االستراتيجي مطالبة بالمزيد من إدخال مجموعة من‬
‫احساليب واحليات المعتمدة من قبل عالم المقاولةم والتي تبقى من أهمها استراتيجيةمناخ احعمالم فهذه‬
‫االستراتيجية المأخوذة من مفاهيم التدبير الخاص تعطي للجماعات الترابية تدخالت نوعية أخر يمكن أن‬
‫ندرجها فيما يسمى ب" الجذب الترابي"مفاليوم الرهان احساسي كل مطروح على كيفية جعل التراب الجهوي‬
‫ترابا ذكيا وجاذبا لكل ما من شأن أن ينعش ويستثمر في م فلم يعد مقبوال في ظل التدبير االستراتيجي أن يبقى‬

‫‪ -1‬تعرف المناطق الحرة ‪ :‬بك نها جزءا من إ ي الدولة يسمم نيل باستيراد ال ضائع األجن ية و تخزينها و اعادة تيديرهوووا‪ ،‬و ممارسوة األعموال‬
‫التجارية و اليناعية ند ظل إعفاء من الرس ر الجمركية و الضرائب المقررة داخل الدولة ند الحدود التد يقررها القان ن‪ ،‬و تأخذ هذه المناطق عدة‬
‫تسميات بحسب النشاط المزاول نيها‪ ،‬نقد تك ن مناطق حرة تجارية ‪ ،‬أو مناطق حرة صناعية أو مناطق حرة ل تيدير أو مالية ‪ ،‬و بالر) من هذا‬
‫االختالف ي قى الهدف منها ه المساهمة ند عم ية التنمية اال تيادية و االجتماعية من خالل جذا رؤوس األم ال األجن ية ‪.‬‬
‫‪-2‬يتمح ر العرض المغربد بالنس ة إلى طاع ترحيل الخدمات ح لع ى مجم عة منالعناصر‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار التحفيزي والمشجع ع ى أساس ضري ة حقيقية ع ى الدخل محددة ند ‪ 21‬ند المائة‪.‬‬
‫‪-‬منظ مة تنمية ال م ارد ال شرية المهه ة‪ ،‬ع ر نظار مساعدة الفاع ين ند جه د التدريب من أجل الت ظيف والتك ين المستمر‪ ،‬ومخطط تدري د ميم‬
‫خيييا لت ية احتياجات طاع ترحيل الخدمات إلى الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬العرض العقاري المتن ع والمتناسب مع أنضل المعايير الدولية ند األرضيات اليناعية المتكام ة المخيية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫التراب جامدا وساكنام بل البد من شحذ كل الوسائل واإلمكانيات للتعريف ب عن طريق أدوات التواصل و‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫كذلك فإن ولضمان إرساء قواعد الجماعة المقاولةم يبقى من الالزم العمل ببعض من استراتيجيات‬
‫المقاولة كتلك المتعلقة بجانب الدعاية والترويجم وهنا يجرنا الحديث كذلك إلى مسألة أخر متعلقة بجانب‬
‫التنافسية الترابيةم السيما حين تفلح بعض الوحدات الترابية بإقناع بعض المستثمرين لالشتغال ضمن مجالها‬
‫الترابي في قطاعات حيوية كالسياحة والصناعة مثال‪.‬‬
‫وهكذا فالترويج للمنتوج السياحي وإغنائ م يعد رهانا طموحام بعد دراسة تأخذ بعين االعتبار المؤهالت‬
‫الطبيعية والسياحية للوحدة الترابيةم وذلك لدعم صورتها وتموقعها مقارنة مع باقي الوحدات الترابية المنافسةم‬
‫والقيام بحمالت دعائية بعد تحديد احسواق الجديدة التي يتعين توجي االهتمام نحوهام وحاجيات الترويج‬
‫السياحي مثال من أفالم وثائقيةم أقراص مدمجةم ومطويات ومنشوراتم وغيرها تعطي صورة واضحة عن‬
‫المنطقة الترابية‪.‬‬
‫كذلك اإلصالحات المرتبطة بالنقل الجوي بتنظيم رحالت بأسعار تنافسيةم توقيع اتفاقيات شراكة مع‬
‫شركات النقل البحري خاصة التي تتوفر على بواخر سريعة ومضاعفة الرحالت البحريةم مع دعم المحاور‬
‫الطرقية خاصة القروية منها‪.‬‬
‫وقد عملت بعض المجالس الترابيةم لتحقيق برنامجها السياحي وضع مجموعة من احهداف التي تسعى‬
‫لبلوغها ترتكز على عدة أسس موضوعية من بينها تحسين المنتوج السياحيم وذلك بتأهيل المقاوالت العاملة‬
‫في الميدانم وتقييم واستغالل القدرات السياحية للوحدة الترابيةم وإعادة تهيئة أماكن الترفي السياحي وتحسين‬
‫الجودةم وبخصوص استقبال السياحم من بين احهداف التي سطرتها بعض المجالس الجهوية العمل على تأهيل‬
‫البنيات التحتيةم وإعداد دليل للسياحةم باإلضافة إلى تحسين وسائل الترفي م ودعم الجانب الثقافي والتراثيم‬
‫مع إعداد جدول سنوي للترفي على المستو الجهوي‪.‬‬
‫كما أولت هذه المجالس للتكوين واالهتمام بالموارد البشرية وتأهيلها مكانة هامة في عملهام وهي عنصر‬
‫جوهري في عملية التسويق م حيث شددت على ضرورة إعداد مخطط لتكوين العاملين في القطاع بتعاون مع‬
‫معهد التكوين المهني وإنعاش الشغلم مع القيام بحمالت للتحسيس بأهمية الرهان على السياحة واإلقالع‬
‫االقتصادي عبر مختلف وسائل اإلعالم وبعقد ندوات ولقاءات تواصلية وإعداد نشرات إخبارية في هذا السياق‪.‬‬
‫وحتى تتحقق النتائج المرجوة من اعتماد التسويق ضمن مجال التدبير الجهوي فإن البد من توافر سياق‬
‫معين إلنجاح ضمن هذا المجال سواء تعلق باإلجراءات التي من الالزم أن تواكب م أو بإيجاد استراتيجية‬
‫مالئمة تستند باحساس إلى استخدام وسائل االتصال البديلة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬ظروف إنجاح مقترب تحسين مناخ أعمال الجماعات الترابية في جذب مشاريع‬
‫اإلستثمار‬
‫يشير الواقع الحالي أن تطوير عناصر التسويق الترابي وتحسين مناخ احعمال واالستثمار أضحى جزءا‬
‫من المشهد العام للسياسات االقتصاديةم تماشيا مع هذا الواقعم سجل في السنوات احخيرة نزوع معظم الدول‬
‫النامية ومن بينها المغرب نحو تغيير توجهاتها االقتصاديةم وبناء أسس سياسية وإقتصادية ترتكز على تقوية‬
‫المحفزات والضمانات المقدمة في هذا المجالم ففي ظل سياسة تحسين مناخ احعمال م اليكفي فقط تقديم‬
‫مايزخر ب المجال الترابي الجهوي من معطيات ذاتية للخصائص الطبيعية والجغرافيةم والثقافيةم‬
‫والسياحية‪...‬إلخم بل البد كذلك من إضفاء على هذه المجاالت نوعا من اإلمتيازات المكتسبة م والتي تكون‬
‫قيمة مضافة في عرض المنتوج الترابيم فدائما ما يكون التطلع إلى هذه اإلمتيازات السبب المباشر في إقتناع‬
‫مثال المستثمر الذي يمكن أن يشتغل في م ففي ظل وجود مثال تحفيزات جبائيةم والتي تعمل على خفض العبئ‬
‫الضريبي على المستثمرم الذي قد يكون بالنسبة لهذا االخير محددا في اختيارات لتراب معين على حساب اخر‪.‬‬
‫وعموما فقد أصبح بناء عناصر الجذب والتنافسية الترابية يتوقف على تداخل مجموعة من المحدداتم‬
‫بحيث لم يعد باإلمكان قياس جاذبية االقتصاديات بمعزل عن طبيعة المتغيرات السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والماليةم وعلى ضرورة توفير مجموعة من الشروط من قبيل‪ :‬مستو دينامية السوق المحليم‬
‫طبيعة مناخ المقاولةم تكوين وتكلفة اليد العاملةم جودة البنات التحتيةم مستو قطاعات النقل واالتصاالتم‬
‫درجة االندماج في االقتصاد العالميم فعالية النظام الضريبيم االستقرار االجتماعي والسياسيم فعالية‬
‫المؤسسات اإلدارية والقضائيةم درجة تحرير القطاعات التنافسية‪...‬إلخ(أوال)‪.‬‬
‫كذلك م وبقصد إيجاد سياسة تسويقية ترابيةم فإن البد من التركيز على الجانب اإلتصاليم فالنشاط‬
‫الترويجي لمنتوج ترابي معين يتوقف على الكيفية التي يقدم بها لألطراف احخر المستقبلةم هات الكيفية التي‬
‫يجب أن تراعى فيها طريقة اإلخبارواإلقناعم والتأثيرم وذلك عبر اإلستفادة من تقنيات العصر اإلتصاليةم وهو‬
‫ما حتم ظهور مفهوم التسويق اإللكتروني(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات المواكبة‬


‫يعتبر التحفيز الجبائي من الوسائل التي تساعد على التسويق للمنتوج الترابي وإنعاش االستثمارم وجلب‬
‫الرساميل نحو المجاالت التي تخطط الوحدات الترابية لتنميتهام كما أن اختيار المستثمرين للوحدات الترابيةم‬
‫غالبا ما يكون مقرونا كذلك بتوضيح العالقة القانونية التي تربط صاحب المقاولة بالمأجورين‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫لقد شهدت فترة ما بعد سنة ‪1991‬م توج الدولة المغربية نحو تحديث البنية التشريعية لمجال احعمال‬
‫في إطار تحفيز المبادرة الخاصةم من أجل بلوغ أهداف التسويق الترابي باعتبار كل هذا إجراء مساعد‬
‫وضروري في العملية برمتهامفمن اإلصالحات االقتصادية التي أدخلتها الدولة منذ شروعها في تطبيق برنامج‬
‫التقويم الهيكلي تغيير بنية الجباية المغربيةم واستجاب هذا اإلصالح في جزء كبير من لتطور الفكر االقتصادي‬
‫العالميم ولتوجهات المؤسسات المالية الدولية‪.‬‬
‫وهكذا تمركزت هذه اإلصالحات حول تخفيض العبىء الضريبي المتعلق بعمليات شراء المعدات‬
‫واآلالت والسلع والتجهيزات واحراضي الالزمة إلنجاز المشروعم وتخفيض نسبة الضريبة المفروضة على‬
‫الدخول واحرباحم وسن نظام ضريبي تفضيلي لفائدة التنمية الجهويةموتعزيز الضمانات الممنوحة للمستثمرين‬
‫بتيسير طرق الطعن فيما يتعلق بالنظام الضريبي الوطني والجهويم وإنعاش المناطق المالية الحرةم ومناطق‬
‫التصدير الحرةم ونظام المستودعات الصناعية الحرةم وتحقيق توزيع أفضل للعبء الضريبي وتطبيق أحسن‬
‫للقواعد المتعلقة بالمنافسة الحرةم وخاصة عن طريق مراجعة نطاق اإلعفاء من الضريبة‪.‬‬
‫فال شك أن اتجاه الدولة لرفع اإلعفاءات الضريبية من شأن أن يقوي فرص االستثمارم فالتجارب العالمية‬
‫اإلعفاءات الضريبية المقدمة‬ ‫تبين أن تطور االستثمارات في بلد معين يرتبط في جزء كبير من بمستو‬
‫لالستثمارم غير أن هذا لوحده غير كاف لتسويق ترابي بشكل جيد وتنافسيم مما يتطلب مع البحث في المناخ‬
‫التشريعي للمقاولة وخاصة اإلصالحات التي شملت تحديث التشريع اإلجتماعيم والذي حددت مضامين‬
‫احساسية في إصدار مدونة الشغل‪.1‬‬
‫فالروابط القانونية المنظمة لعالقة صاحب المقاولة بالمأجورين مثال تعد أحد المحددات احساسية في‬
‫اختيار المستثمرين لمجال وحدة ترابية مام ففي مجال عالقات الشغل ترتكز مطالب المستثمرين احجانب على‬
‫ضرورة تخويلهم مرونة أكبر اتجاه العمالم خاصة فيما يتعلق بتسريحهم والحد من الدور االحتجاجي المخول‬
‫للعمل النقابي‪.‬‬
‫وهكذا ونتيجة لتحوالت المحيط الدولي وتغيرات الظروف الداخليةم بدا أن االستمرار في تطبيق قواعد‬
‫الشغل التي كان العمل بها ال يخدم مصالح المقاولينم ويحد من إمكانية رفع وتيرة االستثمارات الخاصة سواء‬
‫المحلية أو احجنبيةم ورغبة في تجاوز هذا الوضعم تمت مراجعة تشريع الشغلم وتحسين مقتضيات والضغط‬

‫‪-1‬تسري أحكار هذا القان ن ع ى األشخاص المرت طين بعقد شغل‪ ،‬أيا كانت طرق تنفيذه‪ ،‬وط يعة األجر المقرر نيل‪ ،‬وكيفية أدائل‪ ،‬و أيا كان ن ع المقاولة‬
‫التد ينفذ العقد داخ ها‪ ،‬وخاصة المقاوالت اليناعية والتجارية‪ ،‬ومقاوالت اليناعة التق يدية‪ ،‬واالستغالالت الفالحية والغاب ية وت ابعها ‪ ،‬كما تسري‬
‫ع ى المقاوالت والمهسسات التابعة ل دولة والجماعات الترابية‪ ،‬إذا كانت تكتسد طابعا صناعيا أو تجاريا أو نالحيا‪ ،‬وع ى التعاونيات والشركات المدنية‪،‬‬
‫والنقابات والجمعيات والمجم عات ع ى اختالف أن اعها‪.‬‬
‫كما تسري أحكار هذا القان ن كذلك ع ى المشغ ين الذين يزاول ن مهنة حرة‪ ،‬وع ى طاع الخدمات‪ ،‬وبشكل عار ع ى األشخاص الذين ارت ط ا بعقد‬
‫شغل‪ ،‬وال يدخل شغ ه ند نطاق أي نشاط من النشاطات المشار إليها أعاله‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫في اتجاه إصدار مدونة للشغل م تمكن من تحفيز االستثمارات السيما الخارجية منهام وتساهم في تحقيق مرونة‬
‫الشغل وتخفض تكلفة المعامالت التجارية‪1‬مإن إصدار مدونة الشغل يعد في حد ذات نقلة نوعية في تدبير‬
‫السياسات االقتصاديةم هذا إلى جانب اعتبار هذه المدونة ركيزة أساسية في إطار استراتيجية التسويق الترابي‪.‬‬
‫ال تقتصر الجوانب المرتبطة بالمناخ التشريعي لبلدان االستقبال على التشريعات الداخليةم بل ترتبط‬
‫أيضا باالتفاقيات المرتبطة باالستثمارم والموقعة بين مستثمر بلد ما والدولة التي يرغب االستثمار فيهام فبالنظر‬
‫لطبيعة العالقات التي يمكن أن تفرزها االستثمارات احجنبيةم وبحكم تواجد عنصرينم دولة االستقبال‬
‫والمستثمرين س واء أكانوا أشخاصا طبيعيين أو مؤسسات استثماريةم يبدو من الركائز احساسية لتحسين مناخ‬
‫االستثمار في بلدان االستقبال تمكين المستثمرين من الضمانات القانونية لحماية إستثماراتهمم إذ لم يعد ضمان‬
‫اإلستثمار احجنبي وتشجيع يقتصر على القوانين الوطنيةم بل يشمل المجال االتفاقي‪.‬‬
‫يؤشر تطور الممارسة المغربية على النزوع نحو توسيع اتفاقيات تشجيع وحماية االستثمارات الدوليةم‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن موافقة المغرب على هذه االتفاقياتم لم تكن لتثير أية إشكاالت على اعتبار أن قوانين‬
‫االستثمار المغربية‪2‬م أصبحت من أكثر قوانين االستثمار مرونة وانفتاحا على الصعيد الدوليم كما أن المغرب‬
‫لم يكن يطبق أثناء توقيع االتفاق أية تدابير تقييدية في حق المقاوالت احجنبية‪.3‬‬
‫تقتضي السيادة الوطنية أن تتمتع الدولة بفرض الضرائب داخل ترابها الوطني على كل العمليات‬
‫الخاضعة للتضريب بموجب القوانين الوطنيةم وتحظى بهذا الحق سواء على مواطنيهام أو على احجانب‬
‫المقيمين على ترابها اإلقليميم غير أن الواقع الحالي للترابط االقتصاديم وتنامي المبادالت التجارية مع دول‬
‫المعمورم دفع بمجمل الدول إلى وضع آليات تحد من إخضاع الملزم إلى عدة ضرائب ببلدان مختلفةم في إطار‬
‫ما يصطلح علي باالزدواج الضريبيم وقد أد هذا الواقع إلى توسع المنظومة االتفاقية التي تعتمدها الدولة‬
‫لتفادي االزدواج الضريبي‪.‬‬
‫فجوهر معاهدات عدم االزدواج الضريبي يراد منهام حذف التضريب المزدوج والحد من التهرب‬
‫الضريبيم وحماية الملزمين بفضل وضع قاعد واضحة تضمن معالجة ضريبية عادلة تتأسس على عدم التمييزم‬
‫وأخيرا تشجيع استقطاب االستثمارات احجنبية وتنمية احنشطة التجارية والصناعية والمالية بين الدول‪4‬م وقد‬

‫‪ -1‬ما ورد ند تيريم لع د الرحي الحج جد الرئيس السابق لالتحاد العار لمقاوالت المغرا ‪:‬‬
‫‪JeuneAfrique .N° 1974,Du 5 Mai Au 11Mai , 1998 , p 77.‬‬
‫‪.-2‬الظهير شريف ر ‪ 0.98.206‬صادر ند ‪ 06‬من جمادى االخرة ‪ 0604‬هجرية‪ ،‬الم انق ل ‪ 12‬ن ن ر ‪ 0998‬بتنفيذ القان ن اإلطار ر ‪02.98‬‬
‫بمثابة ميثاق لإلستثمارات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Allal Rachid : «L’enjeu Des Produits Industriels Dans La Négociation De GATT : Cas Du Maroc» . ANNALE‬‬
‫‪MAROCAINE.Numéro Spéciale, Mars 1994, p 95.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- El HassaneKatir : « Fiscalité Et Investissement Au Maroc» .REMALD.N°32 .Mai-Juin2000 .p 99‬‬

‫‪123‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫سار المغرب بدوره في هذا االتجاهم إذ يالحظ أن الدولة وسعت من شبكة اإلتفاقيات التي تحد من االزدواج‬
‫الضريبي سواء تلك التي تم توقيعها مع دول أوربيةم أو مع بلدان عربيةم و إفريقيةم وكذا بلدان أسيوية ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫تعتبر المنافسة قيمة حقوقية مرادفة لحرية المبادرة الخاصة التي يضمن الدستور المغربي لسنة ‪2111‬‬
‫الحق في ممارستها طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 31‬من ‪" :‬تضمن الدولة حرية المبادرة والمقاولة‪"...‬م وذلك على‬
‫أساس أن حق الخواص في مزاولة أنشطتهم كفاعلين اقتصاديين ال تقوم ل قائمة على أرض الواقع إال إذا‬
‫كانت شروط المنافسة من أجل ولوج أسواق المعامالت التجارية مؤطرة بضمانات نافذة وحماية قضائية ناجعةم‬
‫وحجل ذلك قام المشرع المغربي بإنشاء نظام قانوني يستجيب لمقتضى الدستور أعالهم وهو القانون المتعلق‬
‫بحرية احسعار والمنافسة‪.1‬‬
‫وإذا كان مناخ االستثمار في المغرب قد ظل يعاني من قصور في مجال حماية الملكيةم سواء الصناعية‬
‫منها أو الفكريةم ويحكم ثقل القيود المفروضة على المنافسةم من أجل تجاوز ثغرات التشريعات السابقة في‬
‫هذا المجالم وتقوية آليات تطوير منظومة اقتصاد السوق وحماية المستثمرينم تمت مراجعة الترسانة القانونية‬
‫لحماية الملكية الصناعية من أجل دعم سياسة تسويق ترابي بشكل أكثر تنافسيةم مما ال شك في أن ما أدخلت‬
‫الدولة من تعديالت على التشريعات المرتبطة بالمادة االقتصاديةم وخاصة مجال المنافسة ذا أهمية بالغة لتحفيز‬
‫االقتصاد المحلي وجعل أكثر تنافسية وضمانة من أجل استقطاب االستثمارات وإعطاء صورة جيدة عن التراب‬
‫كمجال للجذب‪.‬‬
‫وقد سعت الدولة إلى تحديث مقتضيات التشريع في مجال حماية الملكية الصناعيةم عبر وضع إطار‬
‫قانوني يحفز االستثمارم والتقدم التقني‪2‬موقد ساعدت عدة متغيرات في إصدار هذا القانونم وتتوزع هذه احخيرة‬
‫إلى ثالث عناصر أساسية‪:‬‬
‫‪ -‬المتغير األول‪ :‬يكمن في احهمية العملية لهذا النص في تحفيز االستثمارات احجنبيةم إذ يتضح أن‬
‫هناك ترابطا إيجابيا بين حماية الملكية عمومام سواء الصناعية أو الفكريةم وارتفاع وثيرة تدفق االستثمارات‬
‫احجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬المتغير الثاني‪ :‬ويتجلى في تقادم القوانين المطبقة في هذا الميدانم والتي ظلت تخضع لظهير ‪23‬‬
‫يونيو ‪1916‬م ولمقتضيات قانون ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1938‬بالنسبة لمنطقة طنجة‪.‬‬

‫‪ -1‬ان ن ر ‪ 14-99‬الذي ت إصداره بمقتضى ظهير شريف ر ‪ ،0.11.228‬اليادر ند ‪ 2‬ربيع األول ‪ ،0620‬الم انق ل ‪ 8‬ي ني ‪ ،2111‬لكنل‬
‫ل يدخل حيز التنفيذ إال ند ‪.2110/17/14‬‬
‫‪ -2‬ج اد الن حد ‪ " :‬مقاربة االستثمارات ند المغرا (‪ . " )2114 – 0991‬منش رات عكاظ‪ ،2101 ،‬ص ‪.066‬‬

‫‪124‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫‪ -‬المتغير الثالث‪ :‬ويتحدد في سعي المغرب لتنفيذ االلتزامات الدوليةم وباحساس اإلتفاق المؤسس‬
‫للمنظمة العالمية للتجارةم والذي ألزم الدول الموقعة على هذه االتفاقية تعديل تشريعاتها المنظمة للملكية الفكريةم‬
‫بما فيها الملكية الصناعيةم لتتالءم وتوجهات المنظمة الهادفة إلى تقوية ممارسات حماية المبادرة الخاصة‪.1‬‬
‫لقد عمل المغرب وبعد إدراك حهمية الجهاز اإلداري في رسم صورة جيدة عن التراب وجعل مرآة‬
‫عاكسة لمد تحسن جودة الخدمات المقدمة من طرف من أجل تحفيز االستثمار وجعل قاطرة للتنميةم على‬
‫إدخال إصالحات جد مهمة في المجال اإلداري لتسهيل عملية االستثمارم وكذا تطوير المنظومة القضائية‬
‫باعتبارها أهم وأحسن ضامن لالستثمار احجنبي والوطني‪.‬‬
‫أمام هذا الوضعم ونتيجة للتقدم الذي حققت العديد من البلدان النامية في تحسين دور اإلدارة في جذب‬
‫االستثمارات الخاصةم أضحى تحديث اإلدارة المغربية وتبسيط اإلجراءات التي يتعين على المستثمرين نهجها‬
‫مسألة مركزيةم إذ فرضت النظرة الجديدة التي أصبحت تحكم التحوالت االقتصادية واالجتماعية على الدولة‬
‫وضع تصور جديد لعدارةم يتحول مع هذا الجهاز ليس فقط إلى مجرد أداة للسلطة والمراقبة السياسيةم وإنما‬
‫كضرورة اقتصادية يتعين أن تعتمد على بنيات تدبيرية جديدة تواكب تحوالت االقتصاد العالميم وتقود إلى‬
‫نقل اإلدارة من نمط إداري يطبع التسيير التقليديم إلى نمط تسيير جديد يستعمل آليات التدبير الحديث‪.2‬‬
‫وإذا كان التطور المسجل في أداء اإلدارة المركزية والمرتبطة بتحفيز االستثمارم قد أبان عن قوة الوعي‬
‫بأهمية إصالح اإلدارة كمدخل إلنعاش االقتصاد والدفع في اتجاه جعل أكثر تنافسيةم فإن ضرورة الدفع في‬
‫إتجاه الالتركيز وإضفاء أبعاد محلية أصبح جزء ال يتجزأ من عملية اإلصالح‪.‬‬
‫لقد تطور دور اإلدارة االقتصادية المحليةم وتغيرت طرق تدخالتها بفعل عامل أساسي وهو تطور مجال‬
‫الحريات العامةم وإرسا ء قواعد الديمقراطية التي تقتضي إشراك المواطنين في تسيير شؤونهم بأنفسهمم ومن‬
‫ثم فقد تحولت اإلدارة االقتصادية المحلية من إدارة حفظ احمن والنظام العامين والسهر على تطبيق وإحترام‬
‫القوانينم إلى إدارة تقوم إلى جانب وظائفها التقليدية بوظائف جديدةم كالتأطير والتنشيط والمراقبة والتشجيع‬
‫والتدخل في مختلف الميادين المتصلة بالتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.3‬‬
‫وتشكل الالمركزية وعدم التركيز عناصر أساسية فعالة في مجال التدخالت االقتصادية واالجتماعيةم‬
‫من خالل الفاعلين المحليينم فالالتمركز يؤدي إلى تقسيم أفضل للعملم وبذلك سيكون ذا أهمية في زرع تقنيات‬

‫‪ -1‬عزيز ال عزاوي ‪ " :‬حماية الم كية اليناعية والتجارية ع ى ض ء المستجدات القان نية‪ ،‬ند الم كية الفكرية والتجارية واليناعية" ‪ ،‬مج ة المرانعة‪،‬‬
‫اليادرة عن هيئة المحامين بأكادير‪ ،‬الط عة ‪ ،0‬ي ني ‪ ،2110‬ص ‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ali Sedjari :« Etat Et Administration Tradition Ou Modernité », Les Editions Lukssous, Rabat 1995, p 25.‬‬
‫‪ -3‬سعيد ج جال ‪ " :‬اإلدارة اال تيادية " ‪ .‬رسالة لنيل دب ر الدراسات الع يا المعمقة ند القان ن العار‪ ،‬جامعة الحسن الثاند‪ ،‬ك ية الحق ق عين الشق‬
‫الدار ال يضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 0994-0998 :‬ص ‪.64‬‬

‫‪125‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫اإلدارة باحهداف أو " مراكز المسؤولية " في جسم النظام اإلداري المغربيم وبهذا المعنى يمكن لالتمركز أن‬
‫يبلور إدارة مسؤولة قادرة على اتخاذ القرار داخل اإلدارة الترابية‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم يستنتج أن التنمية الترابية تتطلب خطة لتشكيل التراب الوطني اعتمادا على فسح‬
‫المركزية للمجال الترابي أمام أنماط جديدة للتنظيم واحداء الترابي إذ أصبح إخضاع الشأن الترابي للمبادئ‬
‫الحديثة للتدبير والتسويق ‪ Marketing‬ضرورة ملحةم بناء على مقاربة تشاركية تستجيب لمتطلبات المغرب‬
‫المعاصر‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬استراتيجية تبني مفهوم مناخ األعمال في الترويج لجلب مشاريع التنمية‪.‬‬
‫تعمل الجماعات الترابية بشكل متواصل على االستفادة من نماذج التدبير والتنظيم المعتمد من طرف‬
‫المقاوالت الخاصةم ويعد التسويق بحق أكثر احنشطة التي تمارسها أي منظمة ارتباطها بالبيئة المحيطة بهام‬
‫وغالبا ما يفرض على أي متمرس يسعى إلى إنجاح عملية استراتيجية التسويق الترابي أن يأخذ في الحسابات‬
‫اإلمكانات التي توفرها التكنولوجيا المعلوماتيةم ثم دور هذه احخيرة في التعريف أكثر بالتراب‪.‬‬
‫إذن أصبحت االتصاالت التسويقيةم هي التعبير احكثر حداثة في تأشير حجم تفاعل أي منظمة م فجوهر‬
‫النشاط الترويجي يمثل المزيج التسويقي للمنظمة في اتصالها الخارجي مع الجمهورم إلخباره وإقناع والتأثير‬
‫في سلوك وتفاعالت م ومن هنا أمكننا القول وعبر التتبع التاريخي لتطور للفكر التسويقي بأن اإلعالن كان هو‬
‫الجانب احكثر شمولية واستيعابا للتغيرات الجديدة والمضافة لععالن في أنشطة التسويق للتراب سواء داخليا‬
‫أو خارجيا‪.‬‬
‫تأخذ االتصاالت دورا وحيزا كبيرا في الحياة اليومية لألفراد والمنظمات بصورة عامةم نظرا لكونها‬
‫الوسيلة احساسية في تحقيق التفاعل مع اآلخرين للوصول إلى احهداف أو النوايا المطلوب تحقيقها وعلى‬
‫مختلف المستوياتم وبالتالي فإنها وظيفة ومهمة واجب القيام بها وخاصة للمنظماتم لكونها ملزمة أن تتفاعل‬
‫مع اآلخرين من أفراد ومجتمعم وتسعى إلى تحقيق أهدافهام فضال عن كونها ملزمة باالستمرار في العمل‬
‫والنمو في مجاالت عملها المختلفة‪.‬‬
‫إن الخطة التسويقية هي رسم تكوين وتطبيق استراتيجية التسويق اإللكتروني‪1‬م إنها موجة ووثيقة‬
‫ديناميكية تربط ما بين استراتيجية التجارة اإللكترونية مع استراتيجيات التسويق اإللكتروني المعتمدة على‬
‫التكنولوجيام وتضع التفاصيل لتطبيق الخطة من خالل اإلدارة التسويقيةم لبلوغ احهداف المنشودة‪.‬‬

‫‪-1‬يمكن تعريف التس يق اإللكتروند ع ى أنل ن ع من التس يق لس عة أو خدمة معينة ع ى ش كة اإلنترنت‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫وتستخدم لهذا الغرض صفحات اإلنترنت والبريد اإللكترونيم لتخلق وعيا بمنتوجاتها والتعريف ب أكثرم‬
‫فاإلنترنيت في ظل هذا المعنى يكون وسيلة تفاعل وليست وسيلة جماهيرية مثل التلفزيون والمجالت والراديو‬
‫وإعالنات الطرق الخارجيةم كما يؤمّن االتصاالت التفاعلية المباشرة باتجاهين المرسل والمرسل ل م كذلك‬
‫فإن مستخدمي اإلنترنيت يتسمون بخاصية كونهم شركاء فاعلين في العمليات االتصاليةم وليسوا خامدين أو‬
‫متلقين باإلكراه أحيانا كما في حالة الوسائل االتصالية احخر ‪.‬‬
‫إن قدرة مستخدمي اإلنترنيت على المشاركة الكاملة في عملية االتصاالت تصنع قواعد جديدة للتسويقم‬
‫فاإلنترنيت يمتلك ثقافة خاصة ب م كما يمتلك مجموعة مختلفة من التوقعات الخاصة باالتصالم فالتنافس لجذب‬
‫الفئة المستهدفة من خالل اإلنترنيت شديد جدام ومن السهل على هذه الفئة التنقل بسرعة من موقع إلى آخرم‬
‫مما يحتم على الهادف إلى تسويق التراب إيجاد أساليب جديدة ومبتكرة ومقنعة لضمان االستقطاب والجذب‪.‬‬
‫وفي هذا الخصوصم ورغم أن غالبية الوزارات الكبر قد أحدثت مواقع إلكترونية لها على اإلنترنيتم‬
‫وأن بعض اإلدارات قامت بنشر بنوك معطيات قانونية أو معلومات تهم المساطر المعتمدة من طرفهام إضافة‬
‫إلى إحداث موقع تعريف باإلمكانيات الجهويةم فإن غالبية هذه المواقع ال توفر سو معلومات عامة على‬
‫المؤسسة اإلداريةم وهياكلها وبعض أنشطتهام كما أنها تعاني من مشاكل تهم تدبير المحتو خاصة فيما يتعلق‬
‫بالتطبيقات المتعلقة بتحيين ونشر المعلومات على هذه المواقع اإللكترونيةم وكذلك العمل الجماعي المشترك‬
‫على مستو االتصالم إذ أن البرنامج المتبع حتى اآلن في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصال باإلدارة‬
‫يتميز أساسا بعدم التنسيقم وغياب خطة عمل ومنهجية موحدة بهذا الخصوص‪.‬‬
‫لذلك تبرز ضرورة اعتماد برنامج وطني يوحّ د جهود اإلدارة والمؤسسات العمومية بجهود القطاع‬
‫الخاص من شركات عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصالم ومؤسسات المجتمع المدني من أجل‬
‫رسم استراتيجية محكمة للتسويق الترابيم وكذا القيام بإحداث بوابة إلكترونية لكل المؤسسات اإلدارية والمدن‬
‫من أجل التعريف بها أكثر وبمؤهالتها وإمكانياتها االستقطابية‪.‬‬
‫إن تكنولوجيا المعلوميات واالتصاالت من احدوات القوية للمشاركة في السوق العالميةم وتشجيع‬
‫المسؤولية السياسيةم وتحسين توفير الخدمات احساسيةم وتعزيز فرص التنمية الجهويةم ولكن بدون سياسات‬
‫متجددة لهذه التكنولوجيام فإن العديد من الدول النامية سوف تتخلف عن الركبم فبرنامج احمم المتحدة‬
‫اإلنمائي‪PNUD‬م يقوم على مساعدة الدول في إيجاد رؤية للحصول على الخبرات لتطوير إستراتيجيات تزيد‬
‫من وجود هذه التكنولوجيا واستخدامها في عمليات التنمية المستدامة في الدولة بغرض اندماجها في االقتصاد‬
‫العالميم هذه الرؤية تتضمن زيادة فرص العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالتم وبناء مجتمع‬
‫معلوماتي قادر على تقديم حلول فعالة لمحاربة الفقر وتعزيز التنمية البشرية والمستدامة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫فالمرونة الالمتناهية والفاعلة للوسائل الجديدة لتكنولوجيا اإلعالم والتواصل (الشبكة العنكبوتية)م إضافة‬
‫إلى الوس ائط التقليدية (التلفازم الجرائدم القنوات السمعية البصرية‪)...‬م تعتبر من الفرص المتاحة والكفيلة‬
‫بالنهوض بوضعية التراب الجهويم وقدرات التنافسية على جلب االستثماراتمفاعتماد هذه الطريقة يخفض‬
‫بالتأكيد من الكلفة اإلجمالية للتسويق الترابي نظرا للقدرة المدهشة التي تميز هذه الوسائط في الوصول إلى‬
‫المستثمر بشكل ميسر وسهل‪.‬‬
‫"فاإلنترنيت" يعتبر حاليا ركنا أساسيا في مجال التسويق الترابي بالنظر إلى مليارات المستعملين يوميام‬
‫والنتشاره في جميع احسقاعم فمن جهة يسهل لها الولوج بأقل تكلفة إلى التراب لمعرفة الخصائص والمحفّزاتم‬
‫وييسّر على الجماعات الترابية عرض منتوجها بتكلفة بخسة مقارنة مع الفوائد المحصّلةمولعل أكبر دليل يمنح‬
‫المصداقية لهذا التصور هو ظهور أنظمة تشريعية تنظم عالقات التجارة اإللكترونية على المستو الدولي‬
‫والمحلي‪.‬‬
‫ومن جهة أخر م فالوسائل التقليدية لععالم (التلفازم الجرائد والمجالت المتخصصة‪ )...‬ال زالت تحتفظ‬
‫بثقلها عل هذا المستو بنقلها لألحداث اليومية السلبية أو اإليجابية – التي تقع في اإلقليم الترابي وتتداولها هذه‬
‫الوسائل بطرق سلبية وإيجابية أيضا‪.‬‬
‫وبالتالي فإن مفهوم التسويق الترابي يتقاطع مع مفهوم الجماعة المقاولة‪1‬م من خاللم أوال‪ :‬التشخيص‬
‫الحقيقي لواقع التراب الجهويم ومعرفة حاجيات وإنتظارات المواطن الزبونم كما يجب عليها ثانيا‪ :‬أن تأخذ‬
‫موقفا إيجابيا للملتمساتم فهي مدعوة لوضع رقم أخضر أو موقع إلكتروني يسمح بتطوير سياسة القربم‬
‫كدعامة للحكامة المحلية الجيدةم إن أي استراتيجية لتسويق التراب إال ويجب أن تقترن بوسائل االتصال‬
‫المختلفةم إذ هي من أساسيات عملية التسويقم بل إنها تعد مؤشر لضمان كفاءتها في الوصول إلى اآلخرين‬
‫وقدرتها على تحقيق االستجابةم حنها تعني نجاحها في عملية االتصال بهمم وأن هذا النجاح يعني تحقيق‬
‫احهداف المرسومة لها سلفا‪.‬‬
‫دون أن ننسى الدبلوماسية المحلية التي يمكن أن تقوم بها الفعاليات المحلية من منظمات مدنيةم سياسيةم‬
‫اقتصاديةم ثقافية واجتماعيةم قطاع خاصم المنتخبين المحليين‪...‬إلخ م خصوصا بعد تثبيت دعائم الجهوية‬
‫المتقدمة في المغرب‪.‬‬
‫وذلك من خالل تحسين صورة تراب المغرب وتسويق مزاياها في العالمم خاصة وأنها عرفت انفتاحات‬
‫على عدة جهات متعددة عبر العالمم وكذا عرفت االنتقال من االختصاصات واالهتمامات التقليدية كالدبلوماسية‬

‫‪ -1‬بهيجة هسكر‪" :‬الجماعة المقاولة بالمغرا ‪ -‬األسس‪ ،‬المق مات والرهانات –"‪ .‬مط عة ط ا بريس‪ ،‬الط عة األولى ‪ ،2101‬ص ‪.72‬‬

‫‪128‬‬
‫مجلة عدالة للدراسات القانونية والقضائية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ العدد ‪3‬‬
‫السياسية المحضة إلى اهتمامات واسعة ومتعددة وخاصة الدبلوماسية اإللكترونية والتقنية واالقتصادية والمالية‬
‫واالستثمارات الخارجية التي لها ارتباط بالتحوالت العالمية المعاصرةم حيث أن التجارب الحديثة أثبتت أن‬
‫المنافسة العالمية الحالية هي منافسة اقتصادية باحساسم تعتمد في تقييمها على معدالت النمو المرتفعةم وتدفق‬
‫االستثمارات احجنبية الهائلةم ونسب الصادرات المتناميةم وبطيعة الحال فإن التوسع في الصادرات يحتاج إلى‬
‫فتح المزيد من احسواق وكسب رضا أكبر عدد من المستهلكينم وهذا يتطلب استراتيجية تسويقية دولية مدروسة‬
‫تنفذ بمستو عال من المهارات والخبرة ودعم دبلوماسي متميز ومحترف ومتنوع‪.‬‬
‫غير أن العمل بالمقترب التدبيري التسويقي ال يكفي في نظرنا كميكانيزم وحيد يمكن أن يخلق التنمية‬
‫الترابية الجهوية م بل البد من بعض المقتربات التدبيرية االستراتيجية احخر م والتي من الممكن أن يكون‬
‫لها دور جد مهم في الرقي بتدخالت الجهات وكذا باقي الجماعات الترابية في تصريف متطلبات وانشغاالت‬
‫المجال الترابي م وذلك من خالل سلك أساليب تدبيرية تأخذ كما أسلفنا من مضامين التدبير الخاص كالتعاقد و‬
‫التدبير بهاجس الجودة م باإلضافة إلى هذا كل فإن يعتبر كذلك من الضروري أن يكون المنطق المتحكم في‬
‫الفعل التدبيري لهذه الوحدات الترابية هو منطق المقاولة م الذي يفترض نوعا من الفعالية والنجاعة وكذا‬
‫باعتباره منطق يحكم الهاجس االقتصادي الذي يتأسس على فكرة التوازن مابين الموارد و النفقات م كما يعد‬
‫تبني أسلوب الشراكة والدخول مع القطاع الخاص لخلق شركات للتنمية من بين القضايا التي تفرض‬
‫استعجاليتها في تغيير الوظيفة التدخلية للجماعات الترابية في تدبير الشؤون التنموية الترابية المحلية‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫من الواجب على الجماعات الترابية أن تطمح دئما إلى تحقيق التنمية الشاملة والمندمجةم احمر الذي‬
‫يجعلها مطالبة بتوفير وتهيئة الجو المناسب الستقطاب رؤوس احموال واالستثمارات الكبر التي من شأنها‬
‫إنجاز المشاريع العمالقة في كافة المجاالت سواء ما تعلق بالبنية التحتية أو ما تعلق بالخدمات أو ما يهم مجال‬
‫الدراساتم بيد أن جلب االستثمارات يستلزم توفير شروط وظروف اقتصادية وسياسية وقانونية تمنح المستثمر‬
‫ضمانات حقيقية تشجع على استثمار أموال م خاصة إذا ما ربط عالقات تعاقدية مع هذه الجماعات م ذلك أن‬
‫قيامها بالوظائف التي أصبحت تضطلع بها سواء من حيث النهوض باحوضاع االقتصادية أو االجتماعية ال‬
‫يمكن أن تتم دون اللجوء إلى آليات الجماعة المقاولة وعلى رأسها آلية تحسين مناخ احعمالم لتمكين هذه‬
‫احخيرة من إشباع ح اجياتها المختلفةم فالعمل بهذه اآللية يشكل أداة تدخلية جديدة ستساهم ال محالة في ترسيم‬
‫مالمح السياسات العمومية وتترجم توجهات االستثمار خصوصا على المستو الترابي‪.‬‬

‫‪129‬‬

You might also like