Professional Documents
Culture Documents
Arabic only
Tunisia
Document WSIS/PC-2/CONTR/4-E
ورقة عمل تونسية
إن التط ورات الس ريعة ال تي ش هدها مج ال تكنولوجي ات االتص ال والمعلوم ات خالل
الس نوات األخ يرة والت أثيرات المباش رة للث ورة الرقمي ة على نم ط الحي اة اإلنس انية على األص عدة
االقتصادية واالجتماعية والثقافية تجعل التنمية االقتصادية مرتبطة إلى حد كبير بمدى قدرة الدول
على مسايرة هذه التحوالت والتحكم فيها قصد استغالل اإلمكانات المتوفرة والمتجددة.
كما أن الفارق بين الدول أصبح يقاس بأهمية الفجوة الرقمية التي تفصل بينها ،مما جعل
س د ه ذه الفج وة من أهم الرهان ات أم ام ال دول النامي ة للنه وض باالقتص اد وض مان مس تقبل آمن
لشعوبها.
وت أتي القمة العالمي ة لمجتم ع المعلوم ات ،ال تي تم اعتماده ا بمب ادرة من ت ونس أثن اء م ؤتمر
المندوبين المفوضين لالتحاد الدولي لالتصاالت (مينيابوليس ،)1998في وقت مناسب ،كفرصة
ثمينة تتيح للجميع إمكانية التعمق في دراسة موضوع الفجوة الرقمية وتسليط الضوء على القضايا
المتصلة باإلشكاليات والرهانات االستراتيجية ذات العالقة.
ونظ را ألهمي ة ه ذا الموض وع فق د أص بح اإلع داد للقم ة العالمي ة لمجتم ع المعلوم ات من
مش اغل ال دول والمنظم ات الدولي ة واإلقليمي ة في مختل ف االختصاص ات وبمش اركة ك ل من
الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
إن تط وير مي دان االتص ال والمعلوم ات والس يطرة على التط ورات التكنولوجي ة والعلمي ة
أصبح يمثل في تونس توجها جوهريا واختيارا أساسيا ينبع من النظرة االستراتيجية لل رئيس زين
WWW.ITU.INT/WSIS
-2-
العاب دين بن علي ،وال تي تعتم د بالخص وص على التحكم في التقني ات الحديث ة وت دعيم تفتح ت ونس
على المحيط.
وفي هذا التوجه ،تعمل تونس في نطاق خطة شاملة ومتكاملة طموحة ترمي إلى النهوض
بقطاع تكنولوجيات االتصال لدعم المجهود التنموي للبالد واالستجابة لمتطلبات تطوير االستثمار
ومزيد تفتح االقتصاد على الخارج في ظل محيط خارجي يتميز بعولمة االقتصاد وباشتداد المنافسة
والمزاحمة من أجل اكتساب األسواق.
ومن التس اؤالت المطروح ة للنق اش ح ول مجتم ع المعلوم ات م ا يخص التعري ف بماهي ة
وخصائص وأهداف مجتمع المعلومات.
والحقيقة أن المفاهيم تعددت بتعدد األطراف المعنية والثقافات وكذلك المصالح ومستويات
النمو ،حيث سيكون من أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات االتفاق على مفهوم موحد ،على
المستوى العالمي ،لماهية مجتمع المعلومات وعلى تمشيات متناغمة في إرسائه من خالل تطوير
المقاربات السياسية والتنظيمية والشبكات والخدمات في مختلف بلدان العالم.
وبما أن الثقافة االتصالية تمثل اليوم أهم ركائز المجتمع الدولي ،يكون من األنسب اعتماد
مب دأين ه امين لمعالج ة موض وعية لمس ألة إنش اء وتط وير مجتم ع االتص ال والمعلوم ات .ويمكن
حوصلة هذين المبدأين في :
-أوال ،ض رورة تعمي ق ال وعي الالزم بالرهان ات الجدي دة ال تي س يواجهها الع الم نتيج ة
المف اهيم المقترن ة بعولم ة االقتص اد ،بم ا في ذل ك اعتم اد اس تراتيجيات تتماش ى في توجهاته ا
وبرمجتها الزمنية مع النسق العام لتطور مجتمع االتصال والمعلومات على الصعيد الدولي،
-ثاني ا ،حتمي ة تكام ل وتش ابك مختل ف المح اور (الهيكلي ة والتكنولوجي ة والثقافي ة
واالقتصادية واالجتماعية) في تطوير مجتمع االتصال والمعلومات ،مما يستدعي التشاور الواسع
النطاق وفي مختلف الميادين ذات الصلة بين كافة المتدخلين من القطاعين العام والخاص ومن كافة
مكونات المجتمع المدني عموما.
تتطرق هذه الوثيقة إلى ثالثة مواضيع يرى الجانب التونسي أنها ذات أهمية بالنسبة لبقية مسار اإلعداد للقمة العالمية
:لمجتمع المعلومات
ت رى ت ونس أن ه ينبغي أن يرتك ز ك ل من إعالن المب ادئ وبرن امج العم ل على المح اور
األربعة التالية :
* المحور الثاني :تأمين النفاذ لتكنولوجيات االتصال والمعلومات وتطوير البنية التحتية لالتصاالت والخدمات والتطبيقات االتصالية.
من المتفق عليه أن مجتمع االتصال والمعلومات يعتمد باألساس على توفر بنية تحتية لالتصاالت ،تكون قادرة على استيعاب تدفق المعلومات
الناتجة على استخدام الخدمات والتطبيقات االتصالية الجديدة وتوفيرها لمستخدميها بكلفة مقبولة.
إال أن ه88ذا المج88ال أص88بح يتس88م بخصوص88يات ت88ؤثر إلى ح88د بعي88د على ق88درة البل88دان في
إنجاز البنية التحتية الضرورية :
أ – التجدي د التكنول وجي المس تمر والس ريع ال ذي يش هده قط اع تكنولوجي ات االتص ال
والمعلومات يعيق قدرة البلدان النامية في تمشيها الرامي إلقامة شبكات اتصاالت ويعتبر
في ال وقت ذات ه فرص ة متاح ة له ذه البل دان الختص ار الجه ود باعتم اد أح دث التقني ات
وأنجعها.
ب –تزاي د الحاجي ات في مج ال تكنولوجي ات االتص ال لتوف ير اس تثمارات هائل ة تعج ز
العديد من البلدان النامية على رصدها ،مما يحتم اللجوء إلى أساليب استثمار جديدة.
ج – ضرورة تطوير المحتويات لتعمير الفض اءات السيبرنية الجديدة بالمعلومات ،وعدم
االكتفاء باستهالك ما ينتجه اآلخرون.
ويبقى القاس88م المش88ترك لمواجه88ة الث88ورة ،في نظرن88ا ،رص88د التوجه88ات االس88تراتيجّية في
مجال اإلعالمّية والتقنيات الحديثة ومتابعة التطّو رات والمقاربات الهيكلّية الخاصة بهذا المجال.
كما أن موض88وع ت88أمين النف8اذ يس88توجب النظ8ر في ق8درة ال8دول والجماع8ات واألف8راد على
تحم88ل تك88اليف األجه88زة الطرفي88ة مم88ا ي88دعو إلى تعمي88ق التفك88ير في توف88ير ه88ذه األجه88زة بأق88ل
التك8اليف .إال أن ه8ذا التفك8ير يجب أيض8ا أن يأخ8ذ بعين االعتب8ار حاجي8ات البل8دان ذات اقتص8ادات
انتقالية والتي بإمكانها المساهمة في تطوير برمجيات تستوجب استخدام أجهزة متطورة,
ب -تعزي ز قابلي ة التكي ف م ع اس تراتيجيات العولم ة في اإلع داد لسياس ات االتص ال
والمعلومات ودعم استراتيجيات للتكامل.
ج -االنفت اح الت دريجي لقط اع االتص ال والمعلوم ات على المنافس ة الح رة بإتب اع قواع د
تنظيمية صارمة تضمن ديمومة هذه المنافسة.
بالرغم من أن موضوع مجتمع االتصال والمعلومات يرتكز باألساس على المحاور الثالثة
اآلنفة الذكر ،فإن بناء مجتمع االتصال والمعلومات أو االنخراط فيه يتطلب التعمق في أبع اد أخرى
متصلة جذريا بتحقيق األهداف بنجاعة وهي بالتحديد :
-البعد االجتماعي والتضامني
-البعد الثقافي وضرورة تطوير محتوى االتصال والمعلومات
الش عوب في إط ار ح وار الحض ارات و تالقي الثقاف ات وتنمي ة مفه وم المواطن ة الش املة
وإ يجاد آلية دولية للتضامن لدرء كل مظاهر التهميش والفقر والحاجة.
تش هد الموض وعات المتعلق ة بسياس ات وتش ريعات وأخالقي ات االتص ال ج دًال واس عًا
بخصوص البعد األخالقي .وقد بدأ االهتمام ينصب على تقييم أثر تكنولوجيا االتصال وكيفية
ضبط هذا األثر ليتوافق مع القيم المرجوة.
ومن وس ائل ض بط ه ذا األث ر س ن الق وانين ووض ع السياس ات وتحدي د الوجه ات
األخالقية والقيمية التي يبتغيها المجتمع السليم ،لتطوير الحياة اإلنسانية.
ومن بين االش88كاليات ال88تي ظه88رت في العص88ر المعلوم88اتي ،ن88ذكر منه88ا على وج88ه
الخصوص:
-القدرة على تأمين العدالة في توزيع المعلومات وفي إتاحتها من الناحية
الفنية ومن ناحية المضمون.
-7-
إن إرس اء مقوم ات االقتص اد الالم ادي وتط ويره ب التوظيف األمث ل للم وارد البش رية
وتأهيل طرق العمل واإلنتاج والمبادالت وإ سداء الخدمات إلى جانب دفع االبتكار والتجديد
التكنول وجي س يمكن من رف ع الق درة التش غيلية والتنافس ية للمؤسس ات واألش خاص
واالقتصاديات الوطنية.
غير أنه باستثناء بعض الدول التي تتميز بمستويات مرتفعة في مجال تنمية االتصال
والمعلوم ات وال تي تتمت ع بالق درة الذاتي ة على تموي ل حاجاته ا ذاتي ا ف إن البقي ة تفتق ر للم وارد
المالية الالزمة لتنمية شبكاتها بالسرعة المطلوبة لتلبية احتياجات المستعملين.
ويتمث ل أح د الحل ول البديل ة الج ديرة بال ذكر في تش جيع االس تثمارات الخاص ة في
السماح للقطاع الخاص بالمشاركة بطرق مختلفة في قطاع االتصال والمعلومات ،حيث تزايد
عدد البلدان النامية التي تتوفر فيها تجارب مختلفة تسمح فعال بالمقارنة والتقييم قبل اتخاذ
الق رار بش أن الطريق ة المثلى لمش اركة القط اع الخ اص بش كل يتماش ى والمحي ط الق انوني
الخاص بكل بلد.
كم ا يوج د العدي د من أنم اط التموي ل الخ اص ال تي يمكن اعتماده ا ،وتش مل وس ائل
التمويل هذه تقاسم اإليرادات.
وال بد من تحديد القطاع ات المالئمة التي يمكن أن يكون القط اع الخاص فيها ف اعال
من خالل توفير رأس المال والمهارات الالزمة لتأمين تزويد المستهلكين بخدمات اتصاالت.
وإ ض افة إلى ذل ك ،ف ان إقام ة األس واق والمؤسس ات المالي ة يمكن أن يك ون له ا األث ر
الب الغ في تعبئ ة م وارد التموي ل من القط اع الخ اص ،وخاص ة فيم ا يتعل ق ب رؤوس األم وال
الوطني ة واإلقليمي ة ،وه و م ا يس تدعي تحدي د األولوي ات واأله داف العام ة الخاص ة بقط اع
االتصال والمعلومات.
كما يبقى موضوع مديونية البلدان النامية من العناصر البارزة في الحوار العام حول
إرساء مجتمع المعلومات ويبدو أنه سيكون من المحاور الرئيسة في المداوالت التحضيرية
للقمة العالمية لمجتمع المعلومات.
-8-
إن االرتق اء إلى مجتمع المعلوم ات واالتص ال ،بما ينجر عنه من إع ادة هيكلة قط اع
االتصال والمعلومات في مختلف البلدان ،يستوجب وضع مقاربات جديدة لموضوع التعاون
المتع دد األط راف ،إذ أن ه ت بين من خالل بعض الأمثل ة ،أن العدي د أص بح ينظ ر إلى تط وير
مجتمع االتصال والمعلومات من الزاوية اإلقليمية عوضا على الزاوية الوطنية ،ولعله شعور
ب أن الح وار ح ول إرس اء مجتم ع االتص ال والمعلوم ات ل ه ط ابع اس تراتيجي يعتم د باألس اس
على قدرة البلدان على التكتل للمحافظة على قواسمها المشتركة.
كم ا أن النظ ر في موض وع تط وير مجتم ع االتص ال والمعلوم ات يس توجب توس يع
مجال الحوار ووضع إطار تشاور حول تطوير مجتمع المعلومات يشمل مختلف المتدخلين
من القط اعين الع ام والخ اص ومن المجتم ع الم دني وك ذلك ممثلين عن مختل ف المج االت
المعنية في قطاعات التعليم والثقافة والقضاء والبحث العلمي والشؤون الاجتماعية وغيرها.
التكامل المتوازن بين مرحلتي القمة العالمية لمجتمع المعلومات. ثالثا :
إن عق د القم ة على مرحل تين ،األولى في جنيف سنة 2003والثانية في ت ونس سنة ،2005
يستوجب في نظرنا وبناء على خصوصية هذه المقاربة ،دراسة تطلعات كافة األطراف من حيث
محتواها ونتائجها المحتملة قصد االستجابة لضرورة سد الفجوة الرقمية التي أصبحت في طليعة
اهتمامات كل من الدول النامية والدول المتقدمة من ناحية ،مع االنتباه لوحدة التمشي المعتمد في
عقد القمة على مرحلتين من ناحية أخرى.
وس عيا لض مان إنج اح القم ة في مرحلتيه ا ،فإنن ا على اس تعداد لتب ادل اآلراء م ع األط راف
المعنية قصد تحديد توزيع متناغم لألدوار بين المرحلتين.
ونحن نتجاوب ،فيما يتعلق بالمرحلة الثانية التي ستنعقد في تونس سنة ،2005مع ما ذهبت
إليه بعض األطراف بأن تخصص الفترة المتراوحة بين المرحلتين لمزيد التعمق في بحث موضوع
مجتمع المعلومات وأن نخرج ببرنامج عمل على المدى الطويل يغطي الربع األول من هذا القرن
يك ون مش فوعا بميث اق إرس اء مجتم ع المعلوم ات ،وذل ك عالوة على تق ييم إعالن المب ادئ وبرن امج
عمل الذين سيعتمدان خالل مرحلة جنيف.
إن االجتم اع التحض يري الث اني يع د أهم فرص ة لتنس يق اإلع داد للقم ة العالمي ة لمجتم ع
المعلومات ،نعول عليه للتعمق في مختلف نواحي هذا الموضوع والخروج بنتائج عملية.
-9-
وستحظى نتائج هذا االجتماع بكل اإلحاطة والعناية من قبل الحكومة التونسية.