You are on page 1of 9

‫‪3 December 2002‬‬

‫‪Arabic only‬‬

‫‪Tunisia‬‬

‫‪Document WSIS/PC-2/CONTR/4-E‬‬
‫ورقة عمل تونسية‬

‫لالجتماع الثاني للجنة التحضيرية الدولية‬


‫للقمة العالمية لمجتمع المعلومات‬

‫جنيف ‪ 28-17‬فيفري ‪2003‬‬

‫إن التط ورات الس ريعة ال تي ش هدها مج ال تكنولوجي ات االتص ال والمعلوم ات خالل‬
‫الس نوات األخ يرة والت أثيرات المباش رة للث ورة الرقمي ة على نم ط الحي اة اإلنس انية على األص عدة‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية تجعل التنمية االقتصادية مرتبطة إلى حد كبير بمدى قدرة الدول‬
‫على مسايرة هذه التحوالت والتحكم فيها قصد استغالل اإلمكانات المتوفرة والمتجددة‪.‬‬
‫كما أن الفارق بين الدول أصبح يقاس بأهمية الفجوة الرقمية التي تفصل بينها‪ ،‬مما جعل‬
‫س د ه ذه الفج وة من أهم الرهان ات أم ام ال دول النامي ة للنه وض باالقتص اد وض مان مس تقبل آمن‬
‫لشعوبها‪.‬‬

‫وت أتي القمة العالمي ة لمجتم ع المعلوم ات‪ ،‬ال تي تم اعتماده ا بمب ادرة من ت ونس أثن اء م ؤتمر‬
‫المندوبين المفوضين لالتحاد الدولي لالتصاالت (مينيابوليس ‪ ،)1998‬في وقت مناسب‪ ،‬كفرصة‬
‫ثمينة تتيح للجميع إمكانية التعمق في دراسة موضوع الفجوة الرقمية وتسليط الضوء على القضايا‬
‫المتصلة باإلشكاليات والرهانات االستراتيجية ذات العالقة‪.‬‬

‫ونظ را ألهمي ة ه ذا الموض وع فق د أص بح اإلع داد للقم ة العالمي ة لمجتم ع المعلوم ات من‬
‫مش اغل ال دول والمنظم ات الدولي ة واإلقليمي ة في مختل ف االختصاص ات وبمش اركة ك ل من‬
‫الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني‪.‬‬

‫إن تط وير مي دان االتص ال والمعلوم ات والس يطرة على التط ورات التكنولوجي ة والعلمي ة‬
‫أصبح يمثل في تونس توجها جوهريا واختيارا أساسيا ينبع من النظرة االستراتيجية لل رئيس زين‬

‫‪WWW.ITU.INT/WSIS‬‬
‫‪-2-‬‬

‫العاب دين بن علي‪ ،‬وال تي تعتم د بالخص وص على التحكم في التقني ات الحديث ة وت دعيم تفتح ت ونس‬
‫على المحيط‪.‬‬
‫وفي هذا التوجه‪ ،‬تعمل تونس في نطاق خطة شاملة ومتكاملة طموحة ترمي إلى النهوض‬
‫بقطاع تكنولوجيات االتصال لدعم المجهود التنموي للبالد واالستجابة لمتطلبات تطوير االستثمار‬
‫ومزيد تفتح االقتصاد على الخارج في ظل محيط خارجي يتميز بعولمة االقتصاد وباشتداد المنافسة‬
‫والمزاحمة من أجل اكتساب األسواق‪.‬‬

‫ومن التس اؤالت المطروح ة للنق اش ح ول مجتم ع المعلوم ات م ا يخص التعري ف بماهي ة‬
‫وخصائص وأهداف مجتمع المعلومات‪.‬‬
‫والحقيقة أن المفاهيم تعددت بتعدد األطراف المعنية والثقافات وكذلك المصالح ومستويات‬
‫النمو‪ ،‬حيث سيكون من أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات االتفاق على مفهوم موحد‪ ،‬على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬لماهية مجتمع المعلومات وعلى تمشيات متناغمة في إرسائه من خالل تطوير‬
‫المقاربات السياسية والتنظيمية والشبكات والخدمات في مختلف بلدان العالم‪.‬‬

‫وبما أن الثقافة االتصالية تمثل اليوم أهم ركائز المجتمع الدولي‪ ،‬يكون من األنسب اعتماد‬
‫مب دأين ه امين لمعالج ة موض وعية لمس ألة إنش اء وتط وير مجتم ع االتص ال والمعلوم ات‪ .‬ويمكن‬
‫حوصلة هذين المبدأين في ‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ ،‬ض رورة تعمي ق ال وعي الالزم بالرهان ات الجدي دة ال تي س يواجهها الع الم نتيج ة‬
‫المف اهيم المقترن ة بعولم ة االقتص اد‪ ،‬بم ا في ذل ك اعتم اد اس تراتيجيات تتماش ى في توجهاته ا‬
‫وبرمجتها الزمنية مع النسق العام لتطور مجتمع االتصال والمعلومات على الصعيد الدولي‪،‬‬
‫‪ -‬ثاني ا‪ ،‬حتمي ة تكام ل وتش ابك مختل ف المح اور (الهيكلي ة والتكنولوجي ة والثقافي ة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية) في تطوير مجتمع االتصال والمعلومات‪ ،‬مما يستدعي التشاور الواسع‬
‫النطاق وفي مختلف الميادين ذات الصلة بين كافة المتدخلين من القطاعين العام والخاص ومن كافة‬
‫مكونات المجتمع المدني عموما‪.‬‬

‫تتطرق هذه الوثيقة إلى ثالثة مواضيع يرى الجانب التونسي أنها ذات أهمية بالنسبة لبقية مسار اإلعداد للقمة العالمية‬
‫‪:‬لمجتمع المعلومات‬

‫تقييم الفجوة الرقمية‬ ‫‪-‬‬


‫المقترحات التونسية بالنسبة لإعالن المبادئ وبرنامج العمل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكامل المتوازن بين مرحلتي القمة العالمية لمجتمع المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-3-‬‬

‫أوال ‪ :‬تقييم الفجوة الرقمية‬

‫ت رى ت ونس أن النظ ر في مختل ف ه ذه الن واحي واعتم اد أي إعالن مب ادئ أو مخط ط عم ل‬


‫بشأنها يستوجب القيام بدراسة لتقييم ال فقط المؤشرات المتعلقة بها فحسب بل أيضا وخاصة مدى‬
‫تقدم مختلف البلدان في سد الفجوة الرقمية بمختلف مكوناتها وأشكالها‪.‬‬
‫وفي ه ذا الص دد‪ ،‬تق ترح ت ونس إنش اء فري ق عم ل على المس توى ال دولي وتحت الرعاي ة المش تركة‬
‫لألمان ة الفني ة للقم ة العالمي ة واالتح اد ال دولي لالتص االت‪ ،‬توك ل إلي ه مهم ة وض ع مق اييس لتق ييم‬
‫تط ور مجتم ع االتص ال والمعلوم ات‪ ،‬وقي اس الفج وة الرقمي ة على المس توى الوط ني واإلقليمي‬
‫والدولي من خالل مؤشر موحد يأخذ باالعتبار مختلف المؤشرات ذات العالقة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المقترحات بالنسبة لإعالن المبادئ وبرنامج العمل‬

‫ت رى ت ونس أن ه ينبغي أن يرتك ز ك ل من إعالن المب ادئ وبرن امج العم ل على المح اور‬
‫األربعة التالية ‪:‬‬

‫* المحور األول ‪ :‬تطوير االستراتيجيات والسياسات والوعي بالثقافة الرقمية‬

‫يتض ح من خالل تج ارب الماض ي والحاض ر أن وض ع االس تراتيجيات الهادف ة ه و من‬


‫الوسائل الناجعة لمواجهة الرهانات الناتجة على ضرورة النهوض بمجتمع االتصال والمعلومات‪،‬‬
‫مع ضرورة تفعيل مفهوم "الحق في االتصال" كشرط أساسي للنهوض بالوعي نحو مش اركة أفض ل‬
‫للف رد في ص نع الواق ع السياس ي واالجتم اعي واالقتص ادي والثق افي م ع تط وير مش اركة الم رأة‬
‫والشباب في بلوغ هذا الهدف‪.‬‬
‫كم ا إن موض وع إرس اء ثقاف ة االتص ال من ش أنه أن يغ ير الس لوك والتص رفات خاص ة في‬
‫تعام ل الف رد م ع المعلوم ة دون أن تقتص ر ه ذه التغي يرات على المنظم ات‪ ،‬وذل ك قص د إكس ابه‬
‫مه ارات جدي دة الس تيعاب المزي د من المعلوم ات وتحس ين قدرات ه على أداء عمل ه وتحمل ه مهام ا‬
‫جديدة وإ ثبات وجوده‪.‬‬
‫‪-4-‬‬

‫* المحور الثاني ‪ :‬تأمين النفاذ لتكنولوجيات االتصال والمعلومات وتطوير البنية التحتية لالتصاالت والخدمات والتطبيقات االتصالية‪.‬‬

‫من المتفق عليه أن مجتمع االتصال والمعلومات يعتمد باألساس على توفر بنية تحتية لالتصاالت‪ ،‬تكون قادرة على استيعاب تدفق المعلومات‬
‫الناتجة على استخدام الخدمات والتطبيقات االتصالية الجديدة وتوفيرها لمستخدميها بكلفة مقبولة‪.‬‬
‫إال أن ه‪88‬ذا المج‪88‬ال أص‪88‬بح يتس‪88‬م بخصوص‪88‬يات ت‪88‬ؤثر إلى ح‪88‬د بعي‪88‬د على ق‪88‬درة البل‪88‬دان في‬
‫إنجاز البنية التحتية الضرورية ‪:‬‬
‫أ – التجدي د التكنول وجي المس تمر والس ريع ال ذي يش هده قط اع تكنولوجي ات االتص ال‬
‫والمعلومات يعيق قدرة البلدان النامية في تمشيها الرامي إلقامة شبكات اتصاالت ويعتبر‬
‫في ال وقت ذات ه فرص ة متاح ة له ذه البل دان الختص ار الجه ود باعتم اد أح دث التقني ات‬
‫وأنجعها‪.‬‬
‫ب –تزاي د الحاجي ات في مج ال تكنولوجي ات االتص ال لتوف ير اس تثمارات هائل ة تعج ز‬
‫العديد من البلدان النامية على رصدها‪ ،‬مما يحتم اللجوء إلى أساليب استثمار جديدة‪.‬‬
‫ج – ضرورة تطوير المحتويات لتعمير الفض اءات السيبرنية الجديدة بالمعلومات‪ ،‬وعدم‬
‫االكتفاء باستهالك ما ينتجه اآلخرون‪.‬‬

‫ويبقى القاس‪88‬م المش‪88‬ترك لمواجه‪88‬ة الث‪88‬ورة‪ ،‬في نظرن‪88‬ا‪ ،‬رص‪88‬د التوجه‪88‬ات االس‪88‬تراتيجّية في‬
‫مجال اإلعالمّية والتقنيات الحديثة ومتابعة التطّو رات والمقاربات الهيكلّية الخاصة بهذا المجال‪.‬‬
‫كما أن موض‪88‬وع ت‪88‬أمين النف‪8‬اذ يس‪88‬توجب النظ‪8‬ر في ق‪8‬درة ال‪8‬دول والجماع‪8‬ات واألف‪8‬راد على‬
‫تحم‪88‬ل تك‪88‬اليف األجه‪88‬زة الطرفي‪88‬ة مم‪88‬ا ي‪88‬دعو إلى تعمي‪88‬ق التفك‪88‬ير في توف‪88‬ير ه‪88‬ذه األجه‪88‬زة بأق‪88‬ل‬
‫التك‪8‬اليف‪ .‬إال أن ه‪8‬ذا التفك‪8‬ير يجب أيض‪8‬ا أن يأخ‪8‬ذ بعين االعتب‪8‬ار حاجي‪8‬ات البل‪8‬دان ذات اقتص‪8‬ادات‬
‫انتقالية والتي بإمكانها المساهمة في تطوير برمجيات تستوجب استخدام أجهزة متطورة‪,‬‬

‫* المحور الثالث ‪ :‬اإلصالح والتشريع والتنظيم‬

‫لق د خض ع قط اع االتص ال والمعلوم ات في أوائ ل الثمانين ات لمخطط ات وب رامج إص الحية‬


‫فرض تها بعض األح داث الهام ة ويمكن أن تعت بر نقط ة انطالق ه ذا التح ول في األوض اع السياس ية‬
‫والقانوني ة وفي المؤسس ات‪ ،‬على التوجه ات نح و الخصخص ة من ناحي ة وتحري ر االتص ال‬
‫والمعلومات على الصعيد العالمي من ناحية أخرى‪.‬‬
‫ويعتمد إصالح قطاع االتصال والمعلومات خصائص وأشكال تختلف من بلد إلى آخر وفق ا‬
‫ألوضاعه الخاصة وظروفه المميزة وتحديد الخطوط العريضة لهذا اإلصالح منها بالخصوص ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تح ول دور الدول ة في تنظيم االتص ال والمعلوم ات من مت دخل مباش ر إلى دور‬
‫المسؤول عن التنظيم‪.‬‬
‫‪-5-‬‬

‫ب‪ -‬تعزي ز قابلي ة التكي ف م ع اس تراتيجيات العولم ة في اإلع داد لسياس ات االتص ال‬
‫والمعلومات ودعم استراتيجيات للتكامل‪.‬‬
‫ج ‪ -‬االنفت اح الت دريجي لقط اع االتص ال والمعلوم ات على المنافس ة الح رة بإتب اع قواع د‬
‫تنظيمية صارمة تضمن ديمومة هذه المنافسة‪.‬‬

‫* المحور الرابع ‪ :‬األبعاد المتصلة بتطوير مجتمع االتصال والمعلومات‬

‫بالرغم من أن موضوع مجتمع االتصال والمعلومات يرتكز باألساس على المحاور الثالثة‬
‫اآلنفة الذكر‪ ،‬فإن بناء مجتمع االتصال والمعلومات أو االنخراط فيه يتطلب التعمق في أبع اد أخرى‬
‫متصلة جذريا بتحقيق األهداف بنجاعة وهي بالتحديد ‪:‬‬
‫‪ -‬البعد االجتماعي والتضامني‬
‫‪ -‬البعد الثقافي وضرورة تطوير محتوى االتصال والمعلومات‬

‫‪ -‬بعد المتعلق بالقيم‬


‫‪ -‬البعد االقتصادي والمالي‬

‫بعد التعاون اإلقليمي والدولي ‪-‬‬

‫‪ -‬البعد االجتماعي والتضامني ‪:‬‬


‫يتض من ه ذا البع د العالق ة بين مؤسس ات االتص ال وعملي ة التنمي ة‪ ،‬وهي عملي ة‬
‫حض ارية ش املة ته دف إلى رف ع مس توى الحي اة مادي ًا ومعنوي ًا بحيث يص بح المجتم ع بعي دا‬
‫عن التبعي ة‪ ،‬وفي نفس ال وقت متف اعًال في المحي ط ال دولي‪ ،‬مستنهض ًا كاف ة طاقات ه الثقافي ة‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫كما أن التنمية بمختلف مكوناتها الإقليمية والدولية والمحلية‪ ،‬مع تركيز عقلية التعاون‬
‫المتبادل‪ ،‬تأتي في سلم أولويات الحاجيات المستقبلية‪.‬‬
‫ومن ناحي ة أخ رى‪ ،‬ف إن التركيب ة االجتماعي ة وتوزيعه ا الجغ رافي وخصوص يات ك ل‬
‫من المرأة والطفل في المجتمع تستوجب تأمين إدماج الريف في عصر المعلومات من ناحية‬
‫واالس تجابة لحاجي ات األس رة بص فة عام ة والم رأة والطف ل بص فة خاص ة‪ .‬ويتعين وض ع‬
‫الخط ط المالئم ة لتحقي ق ه ذه األه داف‪ ،‬خاص ة وأن تكنولوجي ات االتص ال لم تع د باهظ ة‬
‫التكاليف‪.‬‬
‫غير أن ما يعصف اليوم بالعالم من تحوالت كبرى في عديد المجاالت يجب أّال يعمق‬
‫اإلحس اس بالخيب ة مم ا آلت إلي ه ب رامج التنمي ة في بعض المن اطق من الع الم‪ ،‬وله ذا ف إن‬
‫البش رية أص بحت في حاج ة ماس ة لترس يخ قيم وثقاف ة التف اهم والتع اون والتض امن بين‬
‫‪-6-‬‬

‫الش عوب في إط ار ح وار الحض ارات و تالقي الثقاف ات وتنمي ة مفه وم المواطن ة الش املة‬
‫وإ يجاد آلية دولية للتضامن لدرء كل مظاهر التهميش والفقر والحاجة‪.‬‬

‫‪ -‬البعد الثقافي وضرورة تطوير محتوى االتصال والمعلومات‬


‫يتضمن هذا البع‪8‬د اله‪88‬ام العالق‪8‬ة بين الثقاف‪8‬ة والتنمي‪88‬ة والعالق‪8‬ة بين وس‪88‬ائل االتص‪88‬ال‬
‫والثقاف ‪88‬ة واألدوار الثقافي ‪88‬ة‪-‬التنموي ‪88‬ة لوس ‪88‬ائل االتص ‪88‬ال‪ .‬فوس ‪88‬ائل االتص ‪88‬ال تم ‪88‬ارس دورًا‬
‫رئيس‪88‬يًا في إبالغ ال‪8‬تراث الثق‪88‬افي من جي‪88‬ل لآخ‪88‬ر‪ ،‬كم‪88‬ا أنه‪88‬ا تس‪88‬اهم في التفاع‪88‬ل الثق‪88‬افي في‬
‫البلد الواحد‪ ،‬وتقوم بدور فاع‪8‬ل في الحف‪8‬اظ على الهوي‪88‬ة وعلى النه‪88‬وض باإلنت‪88‬اج الفك‪8‬ري‪،‬‬
‫والحفاظ على اللغة وعلى تطوير استخداماتها‪.‬‬
‫وتس تدعي ترجم ة مث ل ه ذا ال دور ق درًا كب يرًا من المرون ة والس عة على المس توى‬
‫التشريعي والتنظيمي‪ ،‬وقدرًا كبيرًا من االهتمام العلمي بالثقافة ودورها‪.‬‬
‫كما يجب االهتمام بالبحث العلمي بصفة عامة وبالبحث العلمي في مجاالت االتصال‬
‫والمعلوماتية بصفة خاصة‪ ،‬على أن يكون االهتمام شامًال للجانبين التقني واإلنساني‪ ،‬لما له‬
‫من دور في "توطين المعرفة" وبالتالي توطين إنتاج تقنيات ومضامين االتصال‪.‬‬
‫كما أن تطوير البنية التحتية لالتصاالت و توفير الحواسيب ليست كافية للانضمام‬
‫إلى مجتمع المعلومات واالقتصاد الال مادي‪ ،‬حيث أن محو األمية الرقمية عنصر أساسي‬
‫أيضا إللغاء الفجوة الرقمية‪ .‬فتطبيقات تكنولوجيا االتصال والمعلومات تتطلب أن يكون‬
‫األفراد والمؤسسات مؤهلين تأهيال كافيا الستيعاب واستخدام هذه التكنولوجيات‪.‬‬
‫وعالوة على ذل ك‪ ،‬ف إن التغ يرات التكنولوجي ة الس ريعة والعميق ة تقتض ي إرس اء‬
‫سياسات جديدة لالستثمار في التعليم واعتماد مبدأ التعلم مدى الحياة‪ ،‬نظرا لما ينجر عنه من‬
‫كسب ميزة تفاضلية للعامل والموظف والمواطن‪.‬‬

‫‪ -‬البعد المتعلق بالقيم‬

‫تش هد الموض وعات المتعلق ة بسياس ات وتش ريعات وأخالقي ات االتص ال ج دًال واس عًا‬
‫بخصوص البعد األخالقي‪ .‬وقد بدأ االهتمام ينصب على تقييم أثر تكنولوجيا االتصال وكيفية‬
‫ضبط هذا األثر ليتوافق مع القيم المرجوة‪.‬‬
‫ومن وس ائل ض بط ه ذا األث ر س ن الق وانين ووض ع السياس ات وتحدي د الوجه ات‬
‫األخالقية والقيمية التي يبتغيها المجتمع السليم‪ ،‬لتطوير الحياة اإلنسانية‪.‬‬
‫ومن بين االش‪88‬كاليات ال‪88‬تي ظه‪88‬رت في العص‪88‬ر المعلوم‪88‬اتي‪ ،‬ن‪88‬ذكر منه‪88‬ا على وج‪88‬ه‬
‫الخصوص‪:‬‬
‫‪-‬القدرة على تأمين العدالة في توزيع المعلومات وفي إتاحتها من الناحية‬
‫الفنية ومن ناحية المضمون‪.‬‬
‫‪-7-‬‬

‫‪-‬التوفيق بين الخصوصية الفردية واألمن المجتمعي‪.‬‬


‫واألم ر المؤك د أن ه ذه المش كلة ستص بح أك ثر ح دة حين يص بح باإلمك ان االتص ال‬
‫بالصوت والصورة عبر جهاز الحاسوب‪.‬‬
‫وإ لى ج انب ه ذه الن واحي من األخالقي ات‪ ،‬هن اك عنص ر ه ام أص بح بمثاب ة مفت اح‬
‫االنخ راط في مجتم ع االتص ال والمعلوم ات بص فة خاص ة وفي االقتص اد الع المي عموم ا‪،‬‬
‫يتمثل في اعتماد قواعد موحدة عالميا بخصوص الملكية الفكرية‪ ،‬سواء كان ذلك فيما يتعلق‬
‫باالبتكارات المعلوماتية أو بالنسبة للمحتويات‪.‬‬

‫‪ -‬البعد االقتصادي والمالي‬

‫إن إرس اء مقوم ات االقتص اد الالم ادي وتط ويره ب التوظيف األمث ل للم وارد البش رية‬
‫وتأهيل طرق العمل واإلنتاج والمبادالت وإ سداء الخدمات إلى جانب دفع االبتكار والتجديد‬
‫التكنول وجي س يمكن من رف ع الق درة التش غيلية والتنافس ية للمؤسس ات واألش خاص‬
‫واالقتصاديات الوطنية‪.‬‬
‫غير أنه باستثناء بعض الدول التي تتميز بمستويات مرتفعة في مجال تنمية االتصال‬
‫والمعلوم ات وال تي تتمت ع بالق درة الذاتي ة على تموي ل حاجاته ا ذاتي ا ف إن البقي ة تفتق ر للم وارد‬
‫المالية الالزمة لتنمية شبكاتها بالسرعة المطلوبة لتلبية احتياجات المستعملين‪.‬‬
‫ويتمث ل أح د الحل ول البديل ة الج ديرة بال ذكر في تش جيع االس تثمارات الخاص ة في‬
‫السماح للقطاع الخاص بالمشاركة بطرق مختلفة في قطاع االتصال والمعلومات‪ ،‬حيث تزايد‬
‫عدد البلدان النامية التي تتوفر فيها تجارب مختلفة تسمح فعال بالمقارنة والتقييم قبل اتخاذ‬
‫الق رار بش أن الطريق ة المثلى لمش اركة القط اع الخ اص بش كل يتماش ى والمحي ط الق انوني‬
‫الخاص بكل بلد‪.‬‬
‫كم ا يوج د العدي د من أنم اط التموي ل الخ اص ال تي يمكن اعتماده ا‪ ،‬وتش مل وس ائل‬
‫التمويل هذه تقاسم اإليرادات‪.‬‬
‫وال بد من تحديد القطاع ات المالئمة التي يمكن أن يكون القط اع الخاص فيها ف اعال‬
‫من خالل توفير رأس المال والمهارات الالزمة لتأمين تزويد المستهلكين بخدمات اتصاالت‪.‬‬
‫وإ ض افة إلى ذل ك‪ ،‬ف ان إقام ة األس واق والمؤسس ات المالي ة يمكن أن يك ون له ا األث ر‬
‫الب الغ في تعبئ ة م وارد التموي ل من القط اع الخ اص‪ ،‬وخاص ة فيم ا يتعل ق ب رؤوس األم وال‬
‫الوطني ة واإلقليمي ة‪ ،‬وه و م ا يس تدعي تحدي د األولوي ات واأله داف العام ة الخاص ة بقط اع‬
‫االتصال والمعلومات‪.‬‬
‫كما يبقى موضوع مديونية البلدان النامية من العناصر البارزة في الحوار العام حول‬
‫إرساء مجتمع المعلومات ويبدو أنه سيكون من المحاور الرئيسة في المداوالت التحضيرية‬
‫للقمة العالمية لمجتمع المعلومات‪.‬‬
‫‪-8-‬‬

‫‪ -‬بعد التعاون اإلقليمي والدولي‬

‫إن االرتق اء إلى مجتمع المعلوم ات واالتص ال‪ ،‬بما ينجر عنه من إع ادة هيكلة قط اع‬
‫االتصال والمعلومات في مختلف البلدان‪ ،‬يستوجب وضع مقاربات جديدة لموضوع التعاون‬
‫المتع دد األط راف‪ ،‬إذ أن ه ت بين من خالل بعض الأمثل ة‪ ،‬أن العدي د أص بح ينظ ر إلى تط وير‬
‫مجتمع االتصال والمعلومات من الزاوية اإلقليمية عوضا على الزاوية الوطنية‪ ،‬ولعله شعور‬
‫ب أن الح وار ح ول إرس اء مجتم ع االتص ال والمعلوم ات ل ه ط ابع اس تراتيجي يعتم د باألس اس‬
‫على قدرة البلدان على التكتل للمحافظة على قواسمها المشتركة‪.‬‬
‫كم ا أن النظ ر في موض وع تط وير مجتم ع االتص ال والمعلوم ات يس توجب توس يع‬
‫مجال الحوار ووضع إطار تشاور حول تطوير مجتمع المعلومات يشمل مختلف المتدخلين‬
‫من القط اعين الع ام والخ اص ومن المجتم ع الم دني وك ذلك ممثلين عن مختل ف المج االت‬
‫المعنية في قطاعات التعليم والثقافة والقضاء والبحث العلمي والشؤون الاجتماعية وغيرها‪.‬‬

‫التكامل المتوازن بين مرحلتي القمة العالمية لمجتمع المعلومات‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬‬

‫إن عق د القم ة على مرحل تين‪ ،‬األولى في جنيف سنة ‪ 2003‬والثانية في ت ونس سنة ‪،2005‬‬
‫يستوجب في نظرنا وبناء على خصوصية هذه المقاربة‪ ،‬دراسة تطلعات كافة األطراف من حيث‬
‫محتواها ونتائجها المحتملة قصد االستجابة لضرورة سد الفجوة الرقمية التي أصبحت في طليعة‬
‫اهتمامات كل من الدول النامية والدول المتقدمة من ناحية‪ ،‬مع االنتباه لوحدة التمشي المعتمد في‬
‫عقد القمة على مرحلتين من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وس عيا لض مان إنج اح القم ة في مرحلتيه ا‪ ،‬فإنن ا على اس تعداد لتب ادل اآلراء م ع األط راف‬
‫المعنية قصد تحديد توزيع متناغم لألدوار بين المرحلتين‪.‬‬
‫ونحن نتجاوب‪ ،‬فيما يتعلق بالمرحلة الثانية التي ستنعقد في تونس سنة ‪ ،2005‬مع ما ذهبت‬
‫إليه بعض األطراف بأن تخصص الفترة المتراوحة بين المرحلتين لمزيد التعمق في بحث موضوع‬
‫مجتمع المعلومات وأن نخرج ببرنامج عمل على المدى الطويل يغطي الربع األول من هذا القرن‬
‫يك ون مش فوعا بميث اق إرس اء مجتم ع المعلوم ات‪ ،‬وذل ك عالوة على تق ييم إعالن المب ادئ وبرن امج‬
‫عمل الذين سيعتمدان خالل مرحلة جنيف‪.‬‬

‫إن االجتم اع التحض يري الث اني يع د أهم فرص ة لتنس يق اإلع داد للقم ة العالمي ة لمجتم ع‬
‫المعلومات‪ ،‬نعول عليه للتعمق في مختلف نواحي هذا الموضوع والخروج بنتائج عملية‪.‬‬
‫‪-9-‬‬

‫وستحظى نتائج هذا االجتماع بكل اإلحاطة والعناية من قبل الحكومة التونسية‪.‬‬

You might also like