You are on page 1of 15

‫اليوم السادس عشر‪:‬‬

‫أحاديث‪ :‬عائشة (‪ )569 ،568 ،567 ،566‬ڤ‪.‬‬


‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪2‬‬

‫ف ال َع ْشر األَ َو ِ‬
‫اخ َر‬ ‫‪َ - 566‬و َع ْنهَ ا رضي اهلل عنها‪َ « :‬أ َّن النَّبِ َّي ﷺ َكانَ َي ْع َتكِ ُ‬
‫َ‬
‫اج ُه ِم ْن َب ْع ِد ِه» ُم َّت َف ٌق َع َل ْي ِه‪.‬‬
‫ف َأ ْز َو ُ‬ ‫ِم ْن َر َم َضانَ ‪َ ،‬ح َّتى َت َو َّفا ُه ال َّل ُه‪ُ ،‬ث َّم ْ‬
‫اع َت َك َ‬
‫الح ْمد لِل ِه َرب ال َعا َل ِمي َن‪َ ،‬والص ََلة َوالس ََلم‬ ‫يم‪َ ،‬‬ ‫بِ ْس ِم الل ِه الر ْح َم ِن الر ِح ِ‬
‫آله‪َ ،‬و َأ ْص َحابِ ِه َأ ْج َم ِعي َن‪.‬‬
‫َع َلى َنبِينَا محم ٍد‪ ،‬و َع َلى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ساق المصنف رمحه اهلل هذا الحديث؛ لبيان أن االعتكاف ال زال سن ًة‬

‫باقي ًة‪ ،‬وأنه مل ي َ‬


‫نسخ بعد؛ حيث اعتكف أزواجه من بعده‪.‬‬
‫وساق المصنف رمحه اهلل أيض ًا هذا الحديث؛ لبيان‪ :‬تفصيل الحديث‬
‫جمل وهو أن االعتكاف يبدأ من غروب ليلة الحادي والعشرين‪.‬‬ ‫التايل الم َ‬
‫اخ َر ِم ْن َر َم َضانَ ‪َ ،‬ح َّتى‬
‫ف ال َع ْشر األَ َو ِ‬
‫َ‬ ‫قالت‪َ ( :‬أ َّن ال َّنبِ َّي ﷺ َكانَ َي ْع َتكِ ُ‬
‫َت َو َّفا ُه ال َّل ُه) فدل عىل أن النبي ﷺ اعتكف أكثر من سنة‪ ،‬ويف السنَة التي مات‬
‫فيها لما ضرب أزواجه أخبِ َي ًة يف المسجد أزال خبا َءهن‪ ،‬وأزال هو خبا َءه عليه‬
‫الصَلة والسَلم‪ ،‬ثم قضى ذلك االعتكاف يف شهر شوال(‪ ،)1‬وكان النبي ﷺ‬
‫إذا فعل أمر ًا مل يتركه‪ ،‬ففي السنة التي مات فيها؛ اعتكف يف شوال‪.‬‬

‫اف النس ِ‬
‫اء‪ ،‬رقم (‪ ،)2033‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب االعتكاف‪ ،‬باب اعْتِ َك ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اف فِي م ْع َت َك ِف ِه‪ ،‬رقم (‪ ،)1172‬من حديث عائشة‬ ‫االعتكاف‪َ ،‬باب َمتَى َيدْ خل َم ْن َأ َرا َد ِاالعْتِ َك َ‬
‫رضي الله عنها‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪3‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫اج ُه ِم ْن بَ ْع ِد ِه) دل عىل بقاء استحباب االعتكاف‪،‬‬


‫ف َأ ْز َو ُ‬ ‫قالت‪ُ ( :‬ث َّم ْ‬
‫اع َت َك َ‬
‫حتى بعد وفاته اعتكف أزواجه ﷺ‪ ،‬فلما ترك النبي ﷺ االعتكاف يف رمضان‬
‫واعتكف يف شوال؛ رجع الصحابة رضي اهلل عنهم إىل أصل السنة وهو أن‬
‫االعتكاف يف رمضان؛ تحري ًا لليلة القدر‪.‬‬
‫والنبي ﷺ اعتكف يف شوال يف السنة األخيرة؛ كالتعزير لزوجاته لما رأى‬
‫واحدة ضربت ِخ َبا ًء؛ أزال مجيع األخبِ َية عليه الصَلة والسَلم‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫منهن الغيرة كل‬
‫ثم اعتكف هو يف شوال‪.‬‬

‫‪a-alqasim.com‬‬
‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪4‬‬

‫ول ال َّل ِه ﷺ إِ َذا َأ َرا َد َأنْ‬


‫س ُ‬
‫ت‪َ « :‬كانَ َر ُ‬ ‫‪َ - 567‬و َع ْنهَ ا رضي اهلل عنها َقا َل ْ‬
‫الف ْج َر‪ُ ،‬ث َّم َد َخ َل ُم ْع َت َك َف ُه» ُم َّت َف ٌق َع َل ْي ِه‪.‬‬ ‫َي ْع َتكِ َ‬
‫ف َص َّلى َ‬

‫شرع المصنف رمحه اهلل هنا يف بيان أحكام االعتكاف‪ ،‬وشرع يف الحكم‬
‫األول له وهو‪ :‬ما هو زمن االعتكاف‪ ،‬متى يبدأ؟‬
‫أن يعتكف يف رمضان ْ‬
‫وأن يعتكف يف غير رمضان عىل‬ ‫يجوز للمسلم ْ‬
‫أن يعتكف ‪ -‬مثَلً ‪ -‬يف شهر محرم يعتكف يوم ًا أو يومين‪،‬‬
‫القول الصحيح؛ فله ْ‬
‫ويجوز له ْ‬
‫أن يعتكف يف شعبان وشوال وهكذا‪ ،‬وأفضل االعتكاف‪ :‬يف العشر‬
‫األواخر من رمضان‪.‬‬
‫والنبي عليه الصَلة والسَلم اعتكف يف العشر األ َو ِل‪ ،‬ثم اعتكف يف‬
‫العشر الوسطى من رمضان‪ ،‬ويف صحيح البخاري ومسلم(‪ :)1‬قال‪« :‬ثم أتِيت‬
‫ف َف ْل َي ْعتَكِ ْ‬
‫ف »‪.‬‬ ‫اخ ِر‪َ ،‬ف َم ْن َأ َحب مِنْك ْم َأ ْن َي ْعتَكِ َ‬
‫َف ِق َيل لِي‪ :‬إِنها فِي الع ْش ِر األَو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسبب اعتكاف النبي ﷺ يف العشر األواخر من رمضان؛‬
‫تحري ًا لليلة القدر؛ ل ِما يف الحديث السابق يف البخاري ومسلم من حديث أبي‬
‫سعيد؛ ألنه قال‪« :‬ثم أتِيت َف ِق َيل لِي‪ :‬إِنها فِي الع ْش ِر األَو ِ‬
‫اخ ِر»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الو ْت ِر مِن الع ْش ِر األَو ِ‬
‫اخ ِر‪ ،‬رقم‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب فضل ليلة القدر‪َ ،‬باب َت َحري َل ْي َل ِة ال َقدْ ِر فِي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ان‪ ،‬رقم‬‫ال إِ ْت َباع ًا لِ َر َم َض َ‬
‫اب َص ْو ِم ِست ِة َأيا ٍم مِ ْن َشو ٍ‬ ‫استِ ْح َب ِ‬
‫(‪ ،)2018‬ومسلم‪ ،‬كتاب الصيام‪َ ،‬باب ْ‬
‫(‪ ،)1167‬واللفظ له‪ ،‬من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪5‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫والعشر األواخر تبدأ من غروب شمس ليلة الواحد والعشرين؛ ألن ليلة‬
‫الواحد والعشرين تبدأ من هنا العشر األواخر‪ ،‬يعني‪ :‬إذا غربت شمس يوم‬
‫العشرين من رمضان؛ يبدأ دخول العشر‪.‬‬
‫ولهذا‪ :‬واف َقت ليلة القدر يف عهد النبي ﷺ ليلة الحادي والعشرين قال‪:‬‬
‫ين وم ٍ‬
‫اء‪َ ،‬ف َأ ْصبَ َح مِ ْن َليْ َل ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫يحت ََها في ط ٍ َ َ‬ ‫« َوإِني أر ْيت َها َليْ َل َة ِو ْت ٍر َوإِني َأ ْسجد َصبِ َ‬
‫جد‪،‬‬ ‫َف ال َم ْس ِ‬ ‫إِ ْحدَ ى َو ِع ْش ِري َن َو َقدْ َقا َم إِ َلى الص ْبحِ َف َم َط َر ْت الس َماء‪َ ،‬ف َوك َ‬
‫َف َأ ْب َص ْرت الطي َن َوال َما َء»(‪ )1‬فليلة القدر واف َقت يف عهد النبي ﷺ ليلة واحد‬
‫وعشرين‪.‬‬

‫الو ْت ِر مِن الع ْش ِر األَو ِ‬


‫اخ ِر‪ ،‬رقم‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب فضل ليلة القدر‪َ ،‬باب َت َحري َل ْي َل ِة ال َقدْ ِر فِي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ان‪ ،‬رقم‬‫ال إِ ْت َباع ًا لِ َر َم َض َ‬
‫اب َص ْو ِم ِست ِة َأيا ٍم مِ ْن َشو ٍ‬ ‫استِ ْح َب ِ‬
‫(‪ ،)2018‬ومسلم‪ ،‬كتاب الصيام‪َ ،‬باب ْ‬
‫(‪ ،)1167‬واللفظ له‪ ،‬من حديث أبي سعيد الخدري رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪6‬‬

‫قال‪« :‬أ ِريت َليْ َل َة ال َقدْ ِر ثم أن ِْسيت َها»(‪ ،)1‬ويف لفظ آخر‪« :‬إِني َخ َر ْجت‬
‫َلن َفرفِ َع ْت‪َ ،‬و َع َسى َأ ْن َيكو َن َخ ْير ًا‬
‫َلن َوف ٌ‬ ‫ِ‬
‫أل ْخبِ َرك ْم بِ َل ْي َلة ال َقدْ ِر‪َ ،‬وإِنه َت َ‬
‫َلحى ف ٌ‬
‫َلك ْم»(‪ ،)2‬مما يدل عىل أن النزاع يرفع الخير عن األمة‪.‬‬
‫ف َص َّلى ال َف ْج َر‪ُ ،‬ث َّم َد َخ َل‬‫ول ال َّل ِه ﷺ إِ َذا َأ َرا َد َأنْ َي ْع َتكِ َ‬
‫س ُ‬
‫قالت‪َ ( :‬كانَ َر ُ‬
‫ُم ْع َت َك َف ُه) ظاهر هذا الحديث أن االعتكاف يبدأ من فجر يوم الحادي‬
‫والعشرين‪ ،‬ولكن يفسره الحديث الذي قبله‪َ ( :‬أ َّن النَّبِ َّي ﷺ َكانَ َي ْع َتكِ ُ‬
‫ف ال َع ْش َر‬
‫اخ َر ِم ْن َر َم َضانَ ) والعشر األواخر تبدأ من غروب الشمس‪.‬‬ ‫األَ َو ِ‬

‫فمفهوم هذا الحديث‪ :‬كان النبي ﷺ إذا أراد ْ‬


‫أن يعتكف مكث يف‬
‫المسجد من ليلة الحادي والعشرين يجلس يف المسجد مع أصحابه ويصيل‬
‫هبم‪ ،‬فإذا صىل الفجر يدخل يف مكان اعتكافه يف المسجد يف الخيمة المنصوبة‬
‫له‪ ،‬يجلس فيها معتكِف ًا فيها‪.‬‬

‫اخ ِر‪ ،‬رقم‬ ‫الو ْت ِر مِن الع ْش ِر األَو ِ‬


‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب فضل ليلة القدر‪َ ،‬باب َت َحري َل ْي َل ِة ال َقدْ ِر فِي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫استِ ْح َب ِ‬
‫اب‬ ‫(‪ ،)2016‬من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‪ ،‬ومسلم‪ ،‬كتاب الصيام‪َ ،‬باب ْ‬
‫ال إِ ْت َباع ًا لِ َر َم َضا َن‪ ،‬رقم (‪ ،)1168‬من حديث عبد الله بن أنيس رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫َص ْو ِم ِست ِة َأيا ٍم مِ ْن َشو ٍ‬

‫ف المؤْ مِ ِن مِ ْن َأ ْن َي ْح َب َط ع ََمله َوه َو َ‬


‫ال َي ْشعر‪ ،‬رقم (‪،)49‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب َخو ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫من حديث عبادة بن الصامت رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪7‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫مجع بين الحديثين وهو الموافق ل ِ َما وافقه النبي ﷺ يف ليلة القدر‬
‫ويف هذا ٌ‬
‫من الحادي والعشرين‪.‬‬
‫فدل هذا الحديث عىل أن زمن االعتكاف يف العشر األواخر؛ يبدأ من‬
‫غروب ليلة الحادي والعشرين‪.‬‬
‫ويدل هذا الحديث عىل فضيلة االعتكاف لفعله عليه الصَلة والسَلم‪،‬‬
‫والذي صرف هذه العبادة عن الوجوب‪ :‬قوله ﷺ يف البخاري ومسلم(‪:)1‬‬
‫ف» دل عىل أنه لَلستحباب وليس‬ ‫ف َف ْليَ ْعتَكِ ْ‬
‫« َف َم ْن َأ َحب مِنْك ْم َأ ْن َي ْعتَكِ َ‬
‫للوجوب‪.‬‬
‫ويجوز للمرأة إذا أمِن َْت الفتنة‪ ،‬و َأ ِذ َن زوجها‪ ،‬وخلت من العذر ‪ -‬لئَل‬
‫أن تعتكف يف المسجد؛ ألن زوجات النبي ﷺ ضربن أخبِيَ ًة‬
‫تلوث المسجد ‪ْ -‬‬
‫فأمر النبي ﷺ بإزالتها‪ ،‬فلما تويف النبي ﷺ اعتكف أزواجه من بعده ‪ -‬كما‬
‫سيأت ‪.-‬‬

‫الو ْت ِر مِن الع ْش ِر األَو ِ‬


‫اخ ِر‪ ،‬رقم‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب فضل ليلة القدر‪َ ،‬باب َت َحري َل ْي َل ِة ال َقدْ ِر فِي ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ان‪ ،‬رقم‬‫ال إِ ْت َباع ًا لِ َر َم َض َ‬
‫اب َص ْو ِم ِست ِة َأيا ٍم مِ ْن َشو ٍ‬ ‫استِ ْح َب ِ‬
‫(‪ ،)2018‬ومسلم‪ ،‬كتاب الصيام‪َ ،‬باب ْ‬
‫(‪ ،)1167‬واللفظ له‪ ،‬من حديث أبي سعيد الخدري رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪8‬‬

‫الف ْج َر‪ُ ،‬ث َّم َد َخ َل ُم ْع َت َك َف ُه) يدل عىل جواز َج ْعل يف المسجد‬
‫قال‪َ ( :‬ص َّلى َ‬

‫يستر وهكذا‪ ،‬وال ي ِنقص هذا من مكانة‬ ‫غ َرف ًا‪ ،‬أو أخبِ َي ًة‪ ،‬أو خيام ًا‪ ،‬أو قماش ًا ْ‬
‫المسجد ومن تعظيم المساجد‪.‬‬
‫دل هذا الحديث عىل أنه ال يجوز االعتكاف يف غير المسجد؛ ألن‬
‫النبي ﷺ اعتكف يف المسجد؛ هذا باإلمجاع‪.‬‬
‫والخَلف‪ :‬هل يجوز االعتكاف يف مسجد غير جامع‪ ،‬أو يشترط أن‬
‫يكون يف مسجد جامع؛ لئَل َيخرج‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََُْ ْ َ ُ َ‬
‫ج ِد﴾ [البقرة‪ ،]187 :‬فلو‬
‫والله عز وجل يقول‪﴿ :‬وأنتم َعكِفون ِِف المسا ِ‬
‫دخل الشخص يف بيته وقال‪ :‬أريد أ ْن أعتكف؛ نقول‪ :‬ال يصح‪ ،‬مكان‬
‫االعتكاف هو المسجد‪.‬‬

‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪9‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫ول ال َّل ِه ﷺ َل ُي ْد ِخ ُل َع َل َّي‬ ‫س ُ‬ ‫ت‪« :‬إِنْ َكانَ َر ُ‬ ‫‪َ - 568‬و َع ْنهَ ا رضي اهلل عنها َقا َل ْ‬
‫اج ٍة إِ َذا َكانَ‬
‫ت إِ ََّل لِ َح َ‬‫ج ِد ‪َ -‬ف ُأ َر ِّج ُل ُه‪َ ،‬و َكانَ ََل َي ْد ُخ ُل ال َب ْي َ‬
‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ْأ َ‬
‫س ُه ‪َ -‬و ُه َو في َ‬
‫ُم ْع َتكِفا» ُمتَّ َف ٌق َع َل ْي ِه‪َ ،‬وال َّل ْف ُظ لِ ْل ُب َخ ِ‬
‫ار ِّي‪.‬‬
‫هذا اللفظ سواء بسواء‪ ،‬البخاري ومسلم سواء‪ ،‬فهذا و ْهم من المصن ِ‬
‫ف‬ ‫َ ٌ‬
‫رمحه اهلل‪ ،‬فلفظ البخاري نفس لفظ مسلم(‪ ،)1‬وهو الذي ساقه‪.‬‬
‫ساق المصنف رمحه اهلل هذا الحديث؛ لبيان حكم خروج المعتكف من‬
‫معت َكفه‪.‬‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ) أي‪ :‬لقد كان رسول الله ﷺ‪َ ( ،‬ل ُي ْد ِخ ُل‬
‫س ُ‬‫قالت‪( :‬إِنْ َكانَ َر ُ‬
‫ج ِد ‪ )-‬ألن حجرة عائشة رضي اهلل عنها كانت‬ ‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُه ‪َ -‬و ُه َو في َ‬‫َع َل َّي َر ْأ َ‬
‫مَلصق ًة للمسجد‪.‬‬
‫فالنبي عليه الصَلة والسَلم ي ِ‬
‫خرج شعره وهو يف المسجد لعائشة‪،‬‬
‫( َف ُأ َر ِّج ُل ُه) يعني‪ :‬تنَظفه وت َمشطه له عليه الصَلة والسَلم‪.‬‬

‫اج ٍة‪ ،‬رقم (‪ ،)2029‬ومسلم‪،‬‬ ‫ِ‬


‫ال َيدْ خل ال َب ْي َت إِال ل َح َ‬‫اب‪َ :‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب االعتكاف‪َ ،‬ب ٌ‬
‫ض ر ْأس زَ و ِجها و َتر ِجيلِ ِه و َطهارةِ سؤْ ِرها و َاالت َك ِ‬
‫اء فِي ِح ْج ِر َها‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫كتاب الحيض‪َ ،‬باب َج َو ِاز غ ْس ِل ال َحائ ِ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫آن فِ ِيه‪ ،‬رقم (‪.)297‬‬
‫وقِراءةِ القر ِ‬
‫َ َ َ ْ‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪10‬‬

‫اج ٍة) يعني‪ :‬ال يدخل بيته إال لحاجة‪،‬‬ ‫ت إِ ََّل لِ َح َ‬


‫( َو َكانَ ََل َي ْد ُخ ُل ال َب ْي َ‬
‫اإلنْس ِ‬
‫ان»(‪ )1‬من‬ ‫والمقصود بالحاجة‪ :‬ما فسر يف الرواية األخرى‪« :‬إِال لِح ِ‬
‫اجة ِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫بول أو غائط‪ ،‬فَل يدخل البيت إال إذا احتاج لذلك‪( ،‬إِ َذا َكانَ ُم ْع َتكِفا) فدل عىل‬
‫أن المعتكِف ال يخرج من معت َكفه إال لحاجة‪.‬‬
‫وهذا الحديث يدل عىل عدة مسائل‪:‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬يدل عىل أمهية االعتكاف والحفاظ عليه‪ ،‬فالنبي ﷺ مل‬
‫يكن يخرج من معت َكفه‪ ،‬وهذا األصل يف االعتكاف‪ ،‬الله يقول‪َ ﴿ :‬و َأنْ ُتمْ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫د﴾ [البقرة‪.]187 :‬‬
‫ج ِ‬
‫َعكِفون ِِف المسا ِ‬
‫المسألة الثانية‪ :‬يدل عىل ح ْس ِن م ْع َشر النبي ﷺ لزوجاته؛ حيث أذن‬
‫بترجي ِل شعره عليه الصَلة والسَلم‪.‬‬‫لعائشة ِ‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬يدل هذا الحديث أيض ًا عىل و ْف َرة شعر النبي ﷺ‪ ،‬ولكن‬
‫مل يكن ذلك دائم ًا فكان يحلِقه يف الحج‪ ،‬ويحلِقه يف العمرة‪ ،‬وال نقول‪ :‬إن‬
‫تطويل الشعر سنة؛ وإنما نقول‪ :‬هو من العادات؛ لكن ح ْل َقه وتقصيره عبادة يف‬
‫النسك ‪ -‬يف الحج والعمرة ‪.-‬‬

‫ض َر ْأ َس زَ ْو ِج َها َو َت ْر ِجيلِ ِه َو َط َه َارةِ سؤْ ِر َها‬


‫(‪ )1‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب الحيض‪َ ،‬باب َج َو ِاز غ ْس ِل ال َحائِ ِ‬

‫آن فِ ِيه‪ ،‬رقم (‪ ،)297‬من حديث عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬ ‫و َاالت َك ِ‬
‫اء فِي ِحج ِر َها وقِراءةِ القر ِ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪11‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬يدل هذا الحديث عىل تعظيم النبي ﷺ للمساجد‪ ،‬فلم‬
‫أذى أو َ‬
‫قذر ونحو ذلك‪.‬‬ ‫يكن ي َرجل شعره يف المسجد؛ خشية أ ْن يقع فيه ً‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬يدل هذا الحديث أيض ًا عىل أن المرء ال يخرج من‬
‫اغتسال‪ ،‬أو تنظ ٍ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حاجة‪ ،‬أو أكلٍ‪ ،‬أو‬ ‫اعتكافه إال إذا احتاج لذلك‪ ،‬من قضاء‬
‫ٍ‬
‫مَلبس ونحو ذلك؛ فله ذلك‪.‬‬ ‫أو تغيير‬
‫واألصل‪ :‬أن اإلنسان يلزم المسجد وال يخرج منه؛ حتى ولو مل يذكر الله‬
‫ذكر وقراء ٌة للقرآن‬
‫صاحب ذلك ٌ‬
‫َ‬ ‫عز وجل‪ ،‬يحبس نفسه يف المسجد‪ْ ،‬‬
‫وإن‬
‫ودعا ٌء؛ فهذا هو مقصد االعتكاف‪ ،‬وهو التقرب إىل الله عز وجل‪.‬‬

‫‪a-alqasim.com‬‬
‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪12‬‬

‫ف‪َ :‬أ ََّل َي ُعو َد‬ ‫ت‪« :‬السن َُّة َع َلى الم ْع َتكِ ِ‬ ‫‪َ - 569‬و َع ْنهَ ا رضي اهلل عنها َقا َل ْ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫اج ٍة إِ ََّل‬
‫اش َر َها‪َ ،‬و ََل َي ْخ ُر َج لِ َح َ‬ ‫مرِيضا‪َ ،‬و ََل ي ْشهَ َد ِج َن َازة‪َ ،‬و ََل يمس امر َأة‪َ ،‬و ََل يب ِ‬
‫َُ‬ ‫َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ام ٍع» َر َوا ُه‬ ‫ج ٍد َج ِ‬
‫اف إِ ََّل فِي َم ْس ِ‬ ‫اعتِ َك َ‬ ‫اف إِ ََّل بِ َص ْومٍ‪َ ،‬و ََل ْ‬ ‫اعتِ َك َ‬
‫لِ ََم ََل بُدَّ َل ُه ِم ْن ُه‪َ ،‬و ََل ْ‬
‫آخرِ ِه‪.‬‬‫ف ِ‬ ‫اج َح َو ْق ُ‬ ‫ِِ‬
‫َأ ُبو َد ُاو َد‪َ ،‬و ََل َب ْأ َس بِرِ َجاله إِ ََّل َأ َّن َّ‬
‫الر ِ‬

‫ساق المصنف رمحه اهلل هذا األثر؛ لبيان أحكا ٍم يف االعتكاف‪.‬‬


‫قالت‪( :‬السن َُّة َع َلى الم ْع َتكِ ِ‬
‫ف‪َ :‬أ ََّل َي ُعو َد َمرِيضا) ألن هذا ليس محتاج ًا‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫إليه‪.‬‬
‫( َو ََل َي ْشهَ َد ِج َن َازة) كذلك ال يتبعها‪ ،‬حتى ولو صلي عليها يف المسجد‪،‬‬
‫مشتغل بعبادة فَل يقطعها بأمر آخر‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ال يخرج ويتبع الجنازة؛ ألنه‬
‫قالت‪َ ( :‬و ََل يمس امر َأة) يعني‪ :‬مقدمات الوطء‪َ ( ،‬و ََل يب ِ‬
‫اش َر َها) يعني‪ :‬ال‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫اِشوهن‬ ‫يطأ المرأة‪ ،‬فإ ْن فعل ذلك؛ يبطل االعتكاف؛ لقوله عز وجل‪﴿ :‬وَل تب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََُْ ْ َ ُ َ‬
‫ج ِد﴾ [البقرة‪.]187 :‬‬ ‫وأنتم َعكِفون ِِف المسا ِ‬
‫إن احتاج لذلك‪،‬‬ ‫اج ٍة إِ ََّل لِ ََم ََل بدَّ َل ُه ِم ْن ُه) يعني‪ِ :‬‬
‫قالت‪َ ( :‬و ََل َي ْخ ُر َج لِ َح َ‬
‫ُ‬
‫اغتسال مثَلً‪ ،‬أو تغيير مَلبس‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪13‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫درج‪ ،‬ليس من قول‬ ‫اعتِ َك َ‬


‫اف إِ ََّل بِ َص ْو ٍم) هذا كَلم م َ‬ ‫ثم قالت‪َ ( :‬و ََل ْ‬
‫عائشة؛ وإنما من قول الزهري‪ ،‬كما قال الد َارقطني ذلك‪ ،‬وهذه المسألة هل‬
‫يشترط يف االعتكاف الصوم أم ال يشترط؟‬
‫من اشترطه قالوا‪ :‬إن النبي ﷺ اعتكف يف رمضان‪ ،‬ومن مل يشترطه قالوا‪:‬‬
‫رجل وقال‪َ « :‬يا‬ ‫إن النبي ﷺ اعتكف يف رمضان واعتكف يف شوال‪ ،‬وأتاه ٌ‬
‫ج ِد ال َح َرامِ‪َ ،‬ف َق َال‬
‫ف َل ْي َل ًة فِي ال َم ْس ِ‬‫اهلِي ِة َأ ْن َأ ْعتَكِ َ‬
‫ول الل ِه! إِني ن ََذرت فِي الج ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َرس َ‬
‫أن يجعل اعتكافه مقرون ًا بصوم؛‬ ‫ف بِن َْذ ِر َك»(‪ ،)1‬ومل َيذكر له ْ‬ ‫رسول الل ِه ﷺ‪َ :‬أو ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫فريضة أو ٍ‬
‫نافلة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فيصح االعتكاف ولو بغير صوم‪ ،‬سواء بغير صو ٍم من‬
‫أن يعتكف غد ًا يف مسجد؛ نقول‪ :‬يصح االعتكاف‪،‬‬
‫فلو أن شخص ًا أراد ْ‬
‫ومن اشترط الصوم؛ ال دليل عليه‪.‬‬
‫ام ٍع) ألن الله عز وجل قال‪َ ﴿ :‬و َأنْ ُتمْ‬
‫ج ٍد َج ِ‬
‫اف إِ ََّل فِي َم ْس ِ‬
‫اعتِ َك َ‬
‫قال‪َ ( :‬و ََل ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ج ِد﴾ [البقرة‪ ،]187 :‬والصحيح‪ :‬أنه يجوز االعتكاف ولو يف‬ ‫َعكِفون ِِف المسا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََُْ ْ َ ُ َ‬
‫د﴾ [البقرة‪]187 :‬‬ ‫ج ِ‬
‫مسجد غير جامع‪ ،‬والمقصود ﴿وأنتم َعكِفون ِِف المسا ِ‬

‫اهلِي ِة‪،‬‬
‫الج ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ي َكل َم إِن َْسان ًا في َ‬
‫ف‪َ :‬أ ْن َ‬‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب األيمان والنذور‪َ ،‬باب إِ َذا ن ََذ َر‪َ ،‬أ ْو َح َل َ‬
‫ثم َأس َلم‪ ،‬رقم (‪ ،)6697‬ومسلم‪ ،‬كتاب األيمان‪ ،‬باب ن َْذ ِر ال َكافِ ِر وما ي ْفعل فِ ِ‬
‫يه إِ َذا َأ ْس َل َم ‪ ،‬رقم‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫(‪ ،)1656‬من حديث ابن عمر رضي الله عنهما‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬
‫شرح بلوغ املرام‬ ‫‪14‬‬

‫ِ‬
‫يصادم‬ ‫أي‪ :‬التي يصلى فيها الصلوات؛ ألن االعتكاف يف غير المساجد‬
‫نصوص وجوب صَلة الجماعة مع المسلمين‪ ،‬واالعتكاف سنة‪.‬‬
‫فلو أن شخص ًا اعتكف يف بيته ومل يخرج للصَلة؛ نقول‪َ :‬ف َعل سنة لكنه‬
‫وقع يف ٍ‬
‫أمر محر ٍم وهو عدم خروجه إىل مجاعة المسلمين للصَلة‪ ،‬أما صَلة‬
‫الجمعة‪ :‬فيجب عليه ْ‬
‫أن يخرج من مسجده إىل المسجد الذي تقام فيه صَلة‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫قال‪َ ( :‬ر َوا ُه َأبُو َد ُاو َد‪َ ،‬و ََل بَ ْأ َس بِرِ َجالِ ِه)‪ ،‬وبعض أهل العلم يضعف صدر‬
‫اعتِ َك َ‬
‫اف‪ )..‬فهي مدرجة‪.‬‬ ‫اف)‪ ،‬وأما هذه الزيادة ( َو ََل ْ‬ ‫اعتِ َك َ‬ ‫الحديث إىل ( َو ََل ْ‬
‫اعتِ َك َ‬
‫اف إِ ََّل‬ ‫آخرِ ِه) يعني‪ :‬قوله‪َ ( :‬و ََل ْ‬
‫ف ِ‬ ‫الر ِ‬
‫اج َح َو ْق ُ‬ ‫لذلك قال‪( :‬إِ ََّل َأ َّن َّ‬
‫ج ٍد َج ِ‬
‫ام ٍع)‪.‬‬ ‫اف إِ ََّل فِي َم ْس ِ‬ ‫اعتِ َك َ‬
‫بِ َص ْومٍ‪َ ،‬و ََل ْ‬
‫فمقصود االعتكاف إذ ًا‪ :‬هو اللبث يف المسجد وعدم الخروج منه إال‬
‫لحاجة‪.‬‬
‫وأما ما يذكره بعض أهل العلم من االشتراط‪ ،‬فيقول عند االعتكاف‪ :‬أنا‬
‫أن أخرج إىل الجنازة‪ْ ،‬‬
‫أن أعود‬ ‫أعتكف لكن بشرط يعني‪ِ :‬‬
‫أشرط عىل نفسي ْ‬
‫مريض ًا؛ نقول‪ :‬هذا االشتراط ما عليه دليل‪ْ ،‬‬
‫وإن كان بعض أهل العلم يذكره؛‬
‫لكن ال دليل عليه‪.‬‬

‫‪a-alqasim.com‬‬
‫‪15‬‬ ‫مقرر اليوم السادس عشر‬

‫حلي‬ ‫وإنما االشتراط ش ِرع يف الحج‪ ،‬النبي ﷺ قال‪« :‬قولِي‪ :‬اللهم م ِ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫َح ْيث َح َب ْستَنِي»(‪ ،)1‬أما يف االعتكاف فلم ِيرد عن النبي ﷺ أنه اشترط شيئ ًا‪ ،‬أو‬
‫َأ ِذن لغيره باالشتراط‪.‬‬
‫والله أعلم‪ ،‬وصىل الله وسلم عىل نبينا محمد وعىل آله وصحبه أمجعين‪.‬‬
‫***‬

‫اء فِي الد ِ‬


‫ين‪ ،‬رقم (‪ ،)5089‬ومسلم‪ ،‬كتاب الحج‪َ ،‬باب‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب األَ ْك َف ِ‬
‫َ‬
‫ض َون َْح ِو ِه‪ ،‬رقم (‪ ،)1207‬من حديث عائشة رضي اهلل‬ ‫جو ِاز ْاشتِر ِ‬
‫اط الم ْح ِر ِم الت َحل َل بِع ْذ ِر ال َم َر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عنها‪.‬‬
‫‪a-alqasim.com‬‬

You might also like