You are on page 1of 11

‫مجموع فتاوى العالمة‬

‫االلباني‬
‫كتاب الصيام‬

‫جمـــع وتـــرتيب‬
‫ابو سند فتح هللا‬

‫كتاب الصيام‬
‫فصل في أركان الصيام‬
‫باب في دخول شهر رمضان‬
‫‪1‬‬
‫س)‪ -‬هل من أبصر هالل الصوم وحده عليه أن يصوم؟‬
‫ليس على إطالقه ‪ ،‬بل فيه تفصيل ذكره شيخ اإلسالم ابن تيمية في فتوى له ‪ ،‬فقال‪" :‬إذا‬
‫رأى هالل الصوم وحده ‪ ،‬أو هالل الفطر وحده ‪ ،‬فهل عليه أن يصوم برؤيةـ نفسه ‪ ،‬أو‬
‫يفطر برؤيةـ نفسه ؟ أم ال يصوم وال يفطر إال مع الناس ؟ على ثالثة أقوال ‪ ،‬هي ثالث‬
‫روايات عن أحمد" ‪.‬‬
‫ثم ذكرها ‪ ،‬والذي يهمنا ذكره منها قوله ‪" :‬والثالث يصوم مع الناس ‪ ،‬ويفطر مع الناس‬
‫‪ ،‬وهذا أظهر األقوال ‪ ،‬لقول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬صومكم يوم تصومون ‪،‬‬
‫وفطركم يوم تفطرون ‪ ،‬وأضحاكم يوم تضحون" ‪ .‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن غريب ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال ‪ :‬إنما معنى هذا الصوم والفطر مع الجماعة‬
‫وعظم الناس " ‪ .‬وهذا الحديث مخرج في "الصحيحة" ‪ ،‬و "اإلرواء" من طرق عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬فمن شاء رجع إليها ‪ .‬ثم قال ابن تيمية‪:‬ـ " لكن من كان في مكان ليس فيه غيره‬
‫‪ ،‬إذا رآه صام ‪ ،‬فإنه ليس هناك غيره" ‪ .‬انتهى كالم االلباني من كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫س)‪" -‬يوم صومكم يوم نحركم " هل هو من قول رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬؟‬
‫إن هذا الحديث ال أصل له باتفاق علماء الحديث وقد صرح بذلك اإلمام أحمد وغيره‬
‫كالزركشي والسيوطي كما في " كشف الخفاء " للشيخ إسماعيل العجلوني (‪ 2/398‬رقم‬
‫‪)3263‬وقوله ‪ " :‬أغفله السخاوي " سهو منه أو هو بالنسبة للنسخة التي وقعت إليه من‬
‫" المقاصد الحسنة " وإال فهو قد أورده فيه (ص‪ 480‬رقم‪ 1355‬الخانجي) وقال فيه‪ :‬ال‬
‫أصل له كما قال أحمد وغيره " وممن جزم بأن الحديث ال أصل له ‪ ،‬الحافظ العراقي في "‬
‫شرح علوم الحديث " (ص ‪ )224‬ونقل عن محمد بن عبد هللا بن عبد الحكم –ثقة فقيه‬
‫من أصحاب مالك‪ -‬أنه قال ‪ :‬هذا من حديث الكذابين" ‪.‬ونقله أيضا ً الزركشي في " الآللي‬
‫المنثورة " (ص ‪ 7‬من مخطوطتي) عن خط ابن الصالح عن ابن عبد الحكم وأقره‪.‬‬
‫وسالمي إلى السائل الكريم ورحمة هللا وبركاته‪ .‬مجلة المسلمون (‪.)491–6/490‬‬

‫باب في وجوب النية في صيام رمضان‬


‫س)‪ -‬ما حكم تثبيت النية من النهار في رمضان لمن بلغه الخبر بأن‬
‫هالل رمضان رؤي البارحة؟‬
‫أن من وجب عليه الصوم نهارا ‪ ,‬كالمجنون يفيق ‪ ,‬و الصبي يحتلم ‪ ,‬و الكافر يسلم ‪ ,‬و‬
‫كمن بلغه الخبر بأن هالل رمضان رؤي البارحة ‪ ,‬فهؤالء يجزيهم النية من النهار حين‬
‫الوجوب ‪ ,‬و لو بعد أن أكلوا أو شربوا ‪ ,‬فتكون هذه الحالة مستثناة من عموم قوله صلى‬
‫هللا عليه وسلم ‪" :‬من لم يجمع الصيام قبل الفجر فال صيام له" ‪ ,‬و هو حديث صحيح كما‬
‫حققته في "صحيح أبي داود"‪ .‬و إلى هذا ذهب ابن حزم و ابن تيمية و الشوكاني و‬
‫غيرهم من المحققين‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‪.2624‬‬

‫فصل في مستحبات الصيام‬


‫س)‪ -‬هل يستحب تعجيل الفطور؟‬
‫‪2‬‬
‫لقد "كان صلى هللا عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجال فأوفى على نشز ‪ ,‬فإذا قال ‪ :‬قد‬
‫غابت الشمس أفطر" ففي هذا الحديث اهتمامه صلى هللا عليه وسلم بالتعجيل باإلفطار بعد‬
‫أن يتأكد صلى هللا عليه وسلم من غروب الشمس ‪ ,‬فيأمر من يعلو مكانا مرتفعا ‪ ,‬فيخبره‬
‫بغروب الشمس ليفطر صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬و ما ذلك منه إال تحقيقا منه لقوله صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪" :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"متفق عليه ‪ ,‬و هو مخرج في‬
‫"اإلرواء"‪.‬‬
‫و إن من المؤسف حقا أننا نرى الناس اليوم ‪ ,‬قد خالفوا السنة ‪ ,‬فإن الكثيرين منهم يرون‬
‫غروب الشمس بأعينهم ‪ ,‬و مع ذلك ال يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد ‪ ,‬جاهلين ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أنه ال يؤذن فيه على رؤية الغروب ‪ ,‬و إنما على التوقيت الفلكي‪.‬‬
‫و ثانيا ‪ :‬أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال و‬
‫الوديان ‪ ,‬فرأينا ناسا ال يفطرون و قد رأوا الغروب ! و آخرين يفطرون و الشمس بادية لم‬
‫تغرب ألنهم سمعوا األذان ! و هللا المستعان! انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‬
‫‪.2081‬‬

‫فصل في ما يباح للصائم فعله‬


‫س)‪ -‬هل يجوز تقبيل الصائم لزوجته في نهار رمضان؟‬
‫صاِئ َمةٌ)ـ ‪ ،‬يدل على جواز تقبيلـ‬ ‫صاِئ ٌم َوَأنَا َ‬
‫قول عائشة رضى هللا عنها ( َكانَ يُقَبِّلُنِي َو ُه َو َ‬
‫الصائم لزوجته في رمضان ‪ ,‬وقد اختلف العلماء في ذلك على أكثر من أربعة أقوال ’‬
‫أرجحها الجواز ‪ ,‬على أن يراعى حال المقبل ‪ ,‬بحيث إنه إذا كان شابا ً يخشى على نفسه‬
‫أن يقع في الجماع الذي يفسد عليه صومه ‪ ,‬امتنع من ذلك ‪ ,‬وإلى هذا أشارت السيدة‬
‫عائشة رضي هللا عنها في الرواية اآلتية عنها (‪ ..‬وأيكم يملك إربه) ‪ ,‬بل قد روي ذلك‬
‫سلَّ َم‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬‫عنها صريحا ً ‪ ,‬فقد أخرج الطحاوي عنها قالت (ربما قبلني رسول هللا َ‬
‫صلَّى‬ ‫وباشرني وهو صائم ‪ ,‬أما أنتم ‪ ,‬فال بأس به للشيخ الكبير الضعيف) ‪ ,‬ويؤيده قوله َ‬
‫سلَّ َم (دع ما يريبك إلى ماال يريبك)‪.‬ـ‬ ‫هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ولكن ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ ليس على سبيلـ التحديد ‪ ,‬بل المراد التمثيل بما هو‬
‫الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة وإال ‪ ,‬فالضابط في ذلك قوة الشهوة وضعفها ‪ ,‬أو‬
‫ضعف اإلرادة وقوتها‪.‬‬
‫وعلى هذا التفصيل تحمل الروايات المختلفة عن عائشة رضي هللا عنها ‪ ,‬فإن بعضها‬
‫صريح عنها في الجواز مطلقا ً ‪ ,‬كحديثها هذا ‪ ,‬ال سيما وقد خرج جوابا ً على سؤال عمرو‬
‫سنَةٌ)األحزاب ‪, 21‬‬ ‫ول هَّللا ِ ُأ ْ‬
‫س َوةٌ َح َ‬ ‫س ِ‬‫بن ميمون لها في بعض الروايات ‪ ,‬وقالت (لَ ُك ْم فِي َر ُ‬
‫صلَّى‬ ‫وبعضها يدل على الجواز حتى للشاب ‪ ,‬لقولها ‪( :‬وأنا صائمة)ـ ‪ ,‬فقد توفي رسول هللا َ‬
‫سلَّ َم وعمرها ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه‬
‫ومثله ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنها كانت عند عائشة زوج النبي َ‬
‫سلَّ َم فدخل عليها زوجها عبد هللا بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ‪ ,‬وهو صائم ‪,‬‬ ‫َو َ‬
‫فقالت له عائشة ‪ :‬ما منعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتالعبها ؟ فقال ‪ :‬أقبلها وأنا صائم ؟‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬أخرجه مالك وعنه الطحاوي ‪ ,‬بسند صحيح‪.‬‬
‫قال ابن حزم (عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل زمانها ‪ ,‬وكانت أيام عائشة هي‬
‫وزوجها فتيين في عنفوان الحداثة)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وهذا ومثله محمول على أنها كانت تأمن عليهما ‪ ,‬ولهذا قال الحافظ في الفتح بعد أن ذكر‬
‫هذا الحديث من طريق النسائي ‪[ :‬فقال ‪ :‬وأنا صائم ؟ فقبلني] ‪( :‬وهذا يؤيد ما قدمناه أن‬
‫النظر في ذلك لمن ال يتاثر بالمباشرة والتقبيل ‪ ,‬ال للتفرقة بين الشاب والشيخ ‪ ,‬ألن‬
‫عائشة كانت شابة نعم لما كان الشاب مظنة لهيجان الشهوة ‪ ,‬فرق من فرق‪ .‬انتهى كالم‬
‫االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‪.219‬‬

‫س)‪ -‬ما حكم مباشرة الصائم زوجته؟‬


‫صاِئ ٌم َو ِكانَّ َأ ْملَ ُك ُك ْم ِإِل ْربِ ِه) ‪،‬‬‫ش ُر َو ُه َو َ‬ ‫صاِئ ٌم َويُبَا ِ‬ ‫ورد عن عائشة انها قالت ( َكانَ يُقَبِّ ُل َوه َُو َ‬
‫سلَّ َم كان غالبا ً لهواه ‪ ,‬واإلرب ‪ :‬هو‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ومرادها رضي هللا عنها أن النبي َ‬
‫بفتح الهمزة أو كسرها ‪ ,‬قال ابن األثير ‪( :‬وله تأويالن ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أنه الحاجة ‪ ,‬والثاني ‪:‬‬
‫أنه أرد به العضو ‪ ,‬وعنت به من األعضاء الذكر خاصة ‪ ,‬وهو كناية عن المجامعة)‪.‬‬
‫قال في المرقاة ‪( :‬وأما ذكر الذكر ‪ ,‬فغير مالئم لألنثى ‪ ,‬ال سيما في حضور الرجال) ‪,‬‬
‫وراجع تمام البحث فيه‪.‬‬
‫وفي الحديث جواز المباشرة من الصائم‪ ,‬وقد اختلفوا في المراد منها هنا فقال القاري ‪:‬‬
‫(قيل ‪ :‬هي مس الزوج المرأة فيما دون الفرج ‪ ,‬وقيل ‪ :‬هي القبلة واللمس باليد)‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وال شك أن القبلة ليست مرادة بالمباشرة هنا ‪ ,‬ألن الواو تفيد المغايرة ‪ ,‬فلم يبق إال‬
‫أن يكون المراد بها إما القول األول أو اللمس باليد ‪ ,‬واألول هو األرجح ألمرين‪:‬‬
‫صلَّى‬ ‫سو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ضا فََأ َرا َد َر ُ‬ ‫األول ‪ :‬حديث عائشة اآلخر قالت ‪َ ( :‬كانَتْ إحدانا إذا كانت َحاِئ ً‬
‫ش ُرهَا قَالَتْ َوَأيُّ ُك ْم يَ ْملِ ُك‬ ‫اش َرهَا َأ َم َرهَا َأنْ تَتَّ ِز َـر فِي فَ ْو ِر َح ْي َ‬
‫ضتِ َها ثُ َّم يُبَا ِ‬ ‫سلَّ َم َأنْ يُبَ ِ‬‫هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫ِإ ْربَهُ؟)ـ ‪.‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬
‫فإن المباشرة هنا هي المباشرة في حديث الصيام ‪ ,‬فإن اللفظ واحد ‪ ,‬والداللة واحدة ‪,‬‬
‫والرواية واحدة أيضاً‪.‬‬
‫بل إن هناك ما يؤيد المعنى المذكور ‪ ,‬وهو األمر اآلخر ‪ ,‬وهو أن السيدة عائشة رضي هللا‬
‫عنها قد فسرت المباشرة بما يدل على هذا المعنى ‪ ,‬وهو قولها في رواية عنها ( َكانَ‬
‫صاِئ ٌم ثُ َّم يَ ْج َع ُل بَ ْينَهُـ َوبَ ْينَ َها ثَ ْوبًا يَ ْعنِي ا ْلفَ ْر َج)‪.‬‬
‫اش ُر َو ُه َو َ‬ ‫يُبَ ِ‬
‫وفي هذا الحديث فائدة هامة ‪ ,‬وهو تفسيرـ المباشرة ‪ ,‬بأنه مس المرأة فيما دون الفرج ‪,‬‬
‫فهو يؤيد التفسير الذي سبق نقله عن القاري ‪ ,‬وإن كان حكاه بصيغةـ التمريض [قيل] ‪,‬‬
‫فهذا الحديث يدل على أنه قول معتمد ‪ ,‬وليس في أدلة الشريعة ما ينافيه ‪ ,‬بل قد وجدنا في‬
‫أقوال السلف ما يزيده قوة ‪ ,‬فمنهم راوية الحديث عائشة نفسها رضي هللا عنها ‪ ,‬فروى‬
‫الطحاوي بسند عن حكيم بن عقال أنه قال (سألت عائشة ما يحرم علي من امرأتي وأنا‬
‫صائم ؟ قالت فرجها)‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم ‪.221 ، 220‬‬

‫س)‪ -‬هل يجوز السواك للصائم؟‬


‫للصائم السواك في أي وقت شاء أول النهار أو آخره لعموم قوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫(لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل صالة ) متفق عليه وهو مخرج في‬
‫االرواء ‪ .‬وروى الطبراني بإسناد يحتمل التحسين عن عبد الرحمن بن غنم قال سألت معاذ‬
‫بن جبل أأتسوك وأنا صائم قال نعم قلت أي النهار أتسوك قال أي النهار شئت غدوة أو‬
‫عشية قلت إن الناس يكرهونهـ عشية ويقولون إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‬
‫لخلوف الصائم أطيب عند هللا من ريح المسك فقال سبحان هللا لقد أمرهم بالسواك وهو‬
‫يعلم أنه البد أن يكون بفي الصائم خلوف وإن استاك وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا‬
‫أفواههم عمدا ما في ذلك من الخير شيء بل فيه شر إال من ابتلى ببالء ال يجد منهـ بدا قلت‬
‫‪4‬‬
‫والغبار في سبيل هللا أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه واليجد عنه محيصا قال نعم‬
‫فأما من ألقى نفسه في البالء عمدا فما له من أجر ‪ .‬وقال الحافظ في التلخيص إسناده جيد‬
‫‪.‬‬
‫ثم قال الزيلعي (ويدخل فيه أيضا من تكليف الدوران ‪ ,‬وكثرة المشي إلى المساجد ‪,‬‬
‫بالنسبةـ إلى قوله صلى هللا عليه وسلم (وكثرة الخطا إلى المساجد) ‪ ,‬ومن يصنعـ في طلوع‬
‫الشيب في شعره بالنسبةـ إلى قوله صلى هللا عليه وسلم (من شاب شيبة في اإلسالم) ‪,‬‬
‫إنما يؤجر عليهما من بلي بهما)‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.401‬‬

‫س)‪ -‬ما حكم الكحل و الحقن للصائم؟‬


‫حديث (ليتقه الصائم ‪ ,‬يعني الكحل) حديث منكر و منهـ يتبين أن الصواب أن الكحل ال‬
‫يفطر الصائم ‪ ,‬فهو بالنسبة إليه كالسواك يجوز أن يتعاطاه في أي وقت شاء ‪ ,‬خالفا لما‬
‫دل عليه هذا الحديث الضعيف الذي كان سببا مباشرا لصرف كثير من الناس عن األخذ‬
‫بالصواب الذي دل عليه التحقيق العلمي ‪ ,‬و لذلك عنيت ببيان حال إسناده ‪ ,‬و مخالفته‬
‫للفقه الصحيح ‪ ,‬وهللا الموفق ‪.‬‬
‫و مما سبق يمكننا أن نأخذ حكم ما كثر السؤال عنه في هذا العصر ‪ ,‬و طال النزاع فيه ‪.‬‬
‫أال و هو حكم الحقنة (اإلبرة) في العضل أو العرق ‪ ,‬فالذي نرجحه أنه ال يفطر شيء من‬
‫ذلك ‪ ,‬إال ما كان المقصود منهـ تغذية المريض ‪ ,‬فهذه وحدها هي التي تفطر وهللا أعلم‪.‬‬
‫انتهى كالم االلباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.1014‬‬

‫س)‪ -‬هل من طلع الفجر وفي فمه طعام وجب عليه أن يلفظه ؟‬
‫هذا تقليد لبعض الكتب الفقهية ‪ ،‬وهو مما ال دليل عليه في السنة المحمدية ‪ ،‬بل هو مخالف‬
‫لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬إذا سمع أحدكم النداء واإلناء على يده ‪ ،‬فال يضه حتى يقضي‬
‫حاجته منه" أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم ‪ ،‬وصححه هو والذهبي ‪ ،‬وأخرجه ابن حزم ‪ ،‬وزاد‬
‫‪" :‬قال عمار (يعني ‪ :‬ابن أبي عمار راويه عن أبي هريرة) ‪ :‬وكانوا يؤذنون إذا بزغ الفجر" ‪.‬‬
‫قال حماد (يعني ‪ :‬ابن سلمة) عن هشام بن عروة ‪ :‬كان أبي يفتي بهذا ‪ .‬وإسناده صحيح على‬
‫شرط مسلم ‪ .‬وله شواهد ذكرتها في "التعليقات الجياد" ‪ ،‬ثم في "الصحيحة" ‪ ،‬وفيه دليل على‬
‫أن من طلع عليه الفجر وإناء الطعام أو الشراب على يده ‪ ،‬أنه يجوز له أن ال يضعه حتى يأخذ‬
‫(و ُكلُوا َواش َْربُوا َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ُم ا ْل َخ ْيطُ اَأْل ْبيَ ُ‬
‫ض‬ ‫حاجته منه ‪ ،‬فهذه الصورة مستثناة من اآلية ‪َ :‬‬
‫س َو ِد ِمنَ ا ْلفَ ْج ِر) ‪ ،‬فال تعارض بينها وما في معناها من األحاديث ‪ ،‬وبين هذا‬ ‫ِمنَ ا ْل َخ ْي ِط اَأْل ْ‬
‫الحديث ‪ ،‬وال إجماع يعارضه ‪ ،‬بل ذهب جماعة من الصحابة وغيرهم إلى أكثر مما أفاده الحديث‬
‫‪ ،‬وهو جواز السحور إلى أن يتضح الفجر ‪ ،‬وينتشر البياض في الطرق ‪ ،‬راجع الفتح‪ .‬ألن من‬
‫فوائد هذا الحديث إبطال بدعة اإلمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة ؟ ألنهم إنما يفعلون ذلك‬
‫خشية أن يدركهم أذان الفجر وهم يتسحرون ‪ ،‬ولو علموا هذه الرخصة لما وقعوا في تلك‬
‫البدعة ‪ .‬فتأمل ‪ .‬انتهى كالم االلباني من كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫س)‪ -‬هل يجوز الصوم في السفر؟‬


‫ال يجوز الصوم في السفر إذا كان يضر بالصائم ‪ ,‬و عليه يحمل قوله صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪" :‬ليس من البر الصيام في السفر" و قوله ‪" :‬أولئك هم العصاة" ‪ ,‬و فيما سوى ذلك‬
‫فهو مخير إن شاء صام و إن شاء أفطر ‪ ,‬وهذا خالصة ما تدل عليه أحاديث الباب ‪ ,‬فال‬
‫تعارض بينها و الحمد هلل‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‪.2595‬‬

‫‪5‬‬
‫فصل في مبطالت الصوم‬
‫س)‪ -‬هل االستمناء سواء أكان سببه تقبيل الرجل لزوجته أو ضمها إليه‬
‫‪ ،‬أو كان باليد ‪ ،‬يبطل الصوم ويوجب القضاء؟‬
‫ال دليل على اإلبطال بذلك ‪ ،‬وإلحاقه بالجماع غير ظاهر ‪ ،‬ولذلك قال الصنعاني ‪" :‬األظهر‬
‫أنه ال قضاء وال كفارة إال على من جامع ‪ ،‬وإلحاق غير المجامع به بعيد" ‪ .‬وإليه مال‬
‫الشوكاني ‪ ،‬وهو مذهب ابن حزم ‪ ،‬فانظر المحلى‪.‬‬
‫ومما يرشدك إلى أن قياس االستمناء على الجماع قياس مع الفارق ‪ ،‬أن بعض الذين قالوا‬
‫به في اإلفطار لم يقولوا به في الكفارة ‪ ،‬قالوا ‪" :‬ألن الجماع أغلظ ‪ ،‬واألصل عدم‬
‫الكفارة" ‪ .‬انظر المهذب مع شرحه للنووي‪ .‬فكذلك نقول نحن ‪ :‬األصل عدم األفطار ‪،‬‬
‫والجماع أغلظ من االستمناء ‪ ،‬فال يقاس عليه ‪ .‬فتأمل ‪ .‬وقال الرافعي‪ " :‬المني إن خرج‬
‫باالستمناء أفطر ‪ ،‬ألن اإليالج من غير إنزال مبطل ‪ ،‬فاإلنزال بنوع شهوة أولى أن يكون‬
‫مفطرا" ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لو كان هذا صحيحا ‪ ،‬لكان إيجاب الكفارة في االستمناء أولى من إيجابها على‬
‫االيالج بدون إنزال ‪ ،‬وهم ال يقولون أيضا بذلك ‪ .‬فتأمل تناقض القياسيين ! أضف إلى ذلك‬
‫مخالفتهم لبعض اآلثار الثابتةـ عن السلف في أن المباشرة بغير جماع ال تفطر ولو أنزل ‪،‬‬
‫وقد ذكرت بعضها في سلسلة األحاديث الصحيحة ‪ ،‬ومنها قول عائشة رضي هللا عنها‬
‫لمن سألها ‪ :‬ما يحل للرجل من امرأته صائما ؟ قالت ‪" :‬كل شئ إال الجماع" ‪ .‬أخرجه‬
‫عبد الرزاق في مصنفهـ بسند صحيح ‪ ،‬كما قال الحافظ في الفتح ‪ ،‬واحتج به ابن حزم ‪.‬‬
‫وترجم ابن خزيمة رحمه هللا لبعض األحاديث المشار إليها بقوله في صحيحه ‪" :‬باب‬
‫الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم ‪ ،‬والدليل على أن اسم الواحد قد يقع‬
‫عل فعلين ‪ :‬أحدهما مباح ‪ ،‬واآلخر محظور ‪ ،‬إذ اسم المباشرة قد أوقعه هللا في نص كتابه‬
‫على الجماع ‪ ،‬ودل الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور ‪ ،‬قال المصطفى صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪" :‬إن الجماع يفطر الصائم" ‪ ،‬والنبي المصطفى صلى هللا عليه وسلم قد دل‬
‫‪ .‬انتهى كالم‬ ‫بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم غير مكروهة "‬
‫االلباني من كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫فصل في قضاء رمضان‬

‫‪6‬‬
‫س)‪ -‬لقد اختلف العلماء في قضاء رمضان فمنهم من قال بوجوب سرد‬
‫القضاء ومنهم من قال من شاء فرق ‪ ،‬ومن شاء تابع ‪.‬اي القولين هو‬
‫الصحيح؟‬
‫ال يصح في هذا الباب شئ ال سلبا وال إيجابا ‪ ،‬واألمر القرآنيـ بالمسارعة يقتضي وجوب‬
‫المتابعة إال لعذر ‪ ،‬وهو مذهب ابن حزم‪ .‬انتهى كالم االلباني من كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫س)‪ "-‬قضاء رمضان ال يجب على الفور ‪ ،‬بل يجب وجوبا موسعا في‬
‫أي وقت" هل يصح هذا القول بدليل حديث عائشة رضى هللا عنها‬
‫أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان؟‬
‫هذا يتنافى مع قوله تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) آل عمران‪ ، 133‬فالحق وجوب‬
‫المبادرة إلى القضاء حين االستطاعة ‪ ،‬وهو مذهب ابن حزم ‪ ،‬وليس يصحـ في السنة ما‬
‫يعارض ذلك ‪.‬‬
‫وأما االستدالل على عدم الوجوب بقول ‪ " :‬فقد صح عن عائشة أنها كانت تقضي ما‬
‫عليها من رمضان في شعبان ‪ .‬رواه أحمد ومسلم ‪ ،‬ولم تكن تقضيه عند قدرتها على‬
‫القضاء" ‪ .‬فليس بصواب ‪ ،‬ألنه ليس في حديث عائشة أنها كانت تقدر أن تقضيهـ فورا ‪،‬‬
‫بل فيه عكس ذلك ‪ ،‬فإن لفظ الحديث عند مسلم "كان يكون على الصوم من رمضان ‪ ،‬فما‬
‫أستطيع أن أقضيه إال في شعبان ‪ ،‬الشغل من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو برسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم" ‪ .‬وهكذا أخرجه البخاري أيضا في صحيحه ‪ ،‬وفي رواية‬
‫لمسلم عنها قالت ‪" :‬إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫فما تقدر على أن تقضيهـ مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى يأتي شعبان" ‪ .‬فالحديث‬
‫بروايتيهـ صريح في أنها كانت ال تستطيع ‪ ،‬وال تقدر على القضاء قبل شعبان ‪ ،‬وفيه إشعار‬
‫بأنها لو استطاعت لما أخرته ‪ ،‬فهو حجة على من قال بعدم المبادرة ‪ ،‬ولذلك قال الزين بن‬
‫المنير رحمه هللا ‪" :‬وظاهر صنيع عائشة يقتضي ايثار المبادرة إلى القضاء ‪ ،‬لوال ما‬
‫منعها من الشغل ‪ ،‬فيشعر بأن من كان بغير عذر ‪ ،‬ال ينبغي له التأخير"‪ .‬انتهى كالم االلباني من‬
‫كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫س)‪ -‬من أفطر عامدا متعمدا في نهار رمضان بأكل أو شرب ‪ ،‬هل‬
‫يشرع له قضاؤه أم ال؟‬
‫الظاهر الثاني ‪ ،‬وهو اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ،‬فقد قال في "االختيارات"‪" :‬ال‬
‫يقضي متعمد بال عذر صوما وال صالة ‪ ،‬وال تصح منهـ ‪ ،‬وما روي أن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم أمر المجامع في رمضان بالقضاء ضعيف ‪ ،‬لعدول البخاري ومسلم عنه"‪.‬‬
‫وهو مذهب ابن حزم ‪ ،‬ورواه عن أبى بكر الصديق ‪ ،‬وعمر بن الخطاب ‪ ،‬وعلي بن أبي‬
‫طالب ‪ ،‬وابن مسعود ‪ ،‬وأبي هريرة ‪ ،‬فراجع "المحلى"‪.‬‬
‫لكن تعليل ابن تيمية ضعف حديث أمر المجامع في رمضان بالقضاء بعدول البخاري‬
‫ومسلم عنه ليس بشئ عندي ‪ ،‬فكم من حديث عدل الشيخان عنه وهو صحيح ‪ ،‬والحق أنه‬
‫ثابت صحيح بمجموع طرقه كما قال الحافظ ابن حجر ‪ ،‬وأحدها صحيح مرسل كما كنت‬
‫بينتهـ في تعليقي على رسالة ابن تيميةـ في "الصيام" ‪ ،‬ثم في "إرواء الغليل" ‪ ،‬فقضاء‬
‫المجامع من تمام كفارته ‪ ،‬فال يلحق به غيره من المفطرين عمدا ‪ ،‬ويبقى كالم الشيخ في‬
‫غيره سليما‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫قال ابن حزم ‪" :‬برهان ذلك أن وجوب القضاء في تعمد القئ قد صح عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم كما ذكرنا قبل ‪ ،‬ولم يأت في فساد الصوم بالتعمد لألكل أو الشرب أو الوطء‬
‫نص بإيجاب القضاه ‪ ،‬إلنما افترض تعالى رمضان ال غيره على الصحيح المقيم العاقل‬
‫البالغ ‪ ،‬فإيجاب صيام غيره بدال منهـ ‪ ،‬إيجاب شرع لم يأذن هللا تعالى به ‪ ،‬فهو باطل ‪ ،‬وال‬
‫فرق بين أن يوجب هللا تعالى صوم شهر مسمى ‪ ،‬فيقول قائل ‪ :‬إن صوم غيره ينوب عنه‬
‫بغير نص وارد في ذلك ‪ ،‬وبين من قال ‪ :‬إن الحج إلى غير مكة ينوب عن الحج إلى مكة ‪،‬‬
‫والصالة إلى غير الكعبة ‪ ،‬تنوب عن الصالة إلى الكعبة ‪ ،‬وهكذا في كل شئ ‪ ،‬قال هللا‬
‫تعالى ‪( :‬تلك حدود هللا فال تعتدوها) ‪ ،‬وقال تعالى ‪( :‬ومن يتغد حدود هللا فقد ظلم نفسه) "‬
‫‪.‬‬
‫ثم شرع يرد على المخالفين قياسهم كل مفطر بعمد على المفطر بالقئ وعلى المجامع في‬
‫رمضان ‪ .‬ثم روى مثل قوله عن الخلفاء الراشدين حاشا عثمان ‪ ،‬وعن ابن مسعود وأبي‬
‫هريرة ‪ .‬فراجعه‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬لكن المجامع في رمضان قد صح أنه أمره صلى هللا عليه وسلم بالقضاء أيضا ‪.‬‬
‫انتهى كالم االلباني من كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫س)‪ -‬ما عقوبة تارك الصيام ؟‬


‫أخرج النسائي في "السنن الكبرى" (‪ -)4/2/246/3286‬مختصراً‪ ،-‬وابن خزيمةـ في‬
‫"صحيحه " (‪ ،)3/237/1986‬وعنه ابن حبان في "الموارد" (‪ ،)445/1800‬والحاكم (‬
‫‪1/430‬و‪ ،)2/209‬وعنه البيهقي (‪ ،)4/266‬والطبراني في "المعجم الكبير" (‪،)7667‬‬
‫واألصبهانيـ في "الترغيب " (‪ )609-2/608‬من طريق عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن‬
‫سليم بن عامر أبي يحيى‪ :‬حدثنيـ أبو أمامة الباهلي قال‪ :‬سمعت رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫بضب َع َّي‪ ،‬فَأتيَا بي َجبَالً وعراً‪ ،‬فقاال‪ :‬اصعد‪ .‬فقلتُ ‪ :‬إنِّي‬
‫رجالن‪ ،‬فَأخذاَ َ‬
‫وسلم ‪ -‬يقول‪َ :‬أتاني ُ‬
‫ت‬
‫سوا ِء الجبَل؛ إذا أنا بأصوا ٍ‬ ‫فصعدتُ حتّى إذا كنتُ في َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُأ ِطيقُه‪ .‬فقاال‪ :‬إنّا سنُس ّهله لك‪.‬‬
‫شديد ٍة‪ ،‬قلتُ ‪ :‬ما هذه األصواتُ ؟ قالوا‪ :‬هذا عُواء أه ِل النّا ِر ثم انطلقَا بي؛ فإذا أنا بقوم‬
‫معلَّّقينَ ب َعراقِيبهم‪ ،‬مشقّقة أشداقُهم‪ ،‬تسي ُل أشداقُهم دماً‪ ،‬قال‪ ،‬قلتُ ‪ :‬من هؤالء؟ قال‪ :‬هؤالء‬
‫الذين يفطرون قبل ت َِحلَّ ِة صو ِمهم) صحيح‪.‬‬
‫فهذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت اإلفطار‪ ،‬فكيف يكون حال من ال يصوم‬
‫أصالً؟! نسأل هللا السالمة والعافية في الدنيا واآلخرة‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة‬
‫الحديث رقم‪.3951‬‬

‫فصل في الصيام المندوب‬


‫س)‪ -‬هل ثبت وصول ثواب القربات إلى الموتى؟‬
‫ص َّد ْقتَ َع ْنهُ نَفَ َعهُ‬
‫ص ْمتَ َوتَ َ‬‫سلَّ َم (َأ َّما َأبُوكَ فَلَ ْو َكانَ َأقَ َّر بِالتَّ ْو ِحي ِد فَ ُ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َ‬
‫قوله َ‬
‫َذلِكَ) دليل واضح على أن الصدقة والصوم تلحق الوالد ومثله الوالدة بعد موتهما إذا كانا‬
‫مسلمين ‪ ,‬ويصل إليهما ثوابها بدون وصيةـ منهما ‪ ,‬ولما كان الولد من سعي الوالدين ‪,‬‬
‫س َعى)النجم‪ , 39‬فال داعي إلى‬ ‫سا ِن ِإاَّل َما َ‬ ‫س لِِإْل ْن َ‬‫(وَأنْ لَ ْي َ‬
‫فهو داخل في عموم قوله تعالى ‪َ :‬‬

‫‪8‬‬
‫تخصيص هذا العموم بالحديث وما ورد في معناه في الباب ‪ ,‬مما أورده المجد ابن تيمية‬
‫في "المنتقى" كما فعل البعض‪.‬‬
‫واعلم أن األحاديث التي ساقها في الباب هي خاصة باألب أو األم من الولد فاالستدالل بها‬
‫على وصول ثواب القرب إلى جميع الموتى كما ترجم لها المجد ابن تيميةـ بقوله " باب‬
‫وصول ثواب القرب المهداة إلى الموتى " غير صحيح ألن الدعوى أعم من الدليل ‪ ,‬ولم‬
‫يأت دليل يدل داللة عامة على انتفاع عموم الموتى من عموم أعمال الخير التي تهدى‬
‫إليهم من األحياء ‪ ,‬اللهم إال في أمور خاصة ذكرها الشوكاني في نيل األوطار ‪ ,‬ثم الكاتب‬
‫في كتابه "أحكام الجنائز وبدعها" ‪ ,‬وقد يسر هللا – والحمد هلل – طبعه ‪ ,‬من ذلك الدعاء‬
‫للموتى ‪ ,‬فإنه ينفعهم إذا استجابه هللا تبارك وتعالى ‪ ,‬فاحفظ هذا تنج من اإلفراط والتفريط‬
‫في هذه المسألة‪.‬‬
‫وخالصة ذلك أن للولد أن يتصدق ويصوم ويحج ويعتمر ويقرأ القرآن عن والديه ‪ ,‬ألنه‬
‫من سعيهما ‪ ,‬وليس له ذلك عن غيرهما ‪ ,‬إال ما خصه الدليل مما سبقت اإلشارة إليه ‪,‬‬
‫وهللا أعلم‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‪.84‬‬

‫س)‪ -‬ما هو التوجيه النبوي للشباب الذين ال يقدرون على تكاليف‬


‫الزواج؟‬
‫روى أحمد(‪ )2/173‬وابن عدي(‪ )111/2‬والبغوي في((شرحـ السنة))(ـ‪ )3/1/2‬عن ابن‬
‫لهيعة‪ :‬حدثني حيي بن عبد هللا عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد هللا ابن عمرو بن‬
‫العاص‪.‬‬
‫أن رجالً جاء إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا أتأذن لي أن أختصي؟‬
‫فقال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬خصاء أمتي الصيام) ‪ ،‬ويشهد له الحديث المتفق عليه عن‬
‫ابن مسعود مرفوعاً‪(( :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج‪،‬ـ فإنه أغض‬
‫للبصر‪ ،‬وأحصن للفرج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) وهو مخرج‬
‫في((صحيح أبي داود))‬
‫وفي الحديث توجيه نبوي كريم‪ ،‬لمعالجة الشبق وعرامة الشهوة في الشباب الذين ال‬
‫يجدون زواجاً‪ ،‬أال وهو الصيام‪ ،‬فال يجوز لهم أن يتعاطوا العادة السرية(االستمناء‬
‫باليد)‪.‬ألنه قاعدة من قيل لهم‪( :‬أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)‪ ،‬وألن االستنماء‬
‫في ذاته ليس من صفات المؤمنين الذين وصفهم هللا في القرآن الكريم‪(:‬والذين هم‬
‫لفروجهم حافظون إال على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين‪ .‬فمن ابتغى‬
‫وراء ذلك فأولئك هم العادون)‪.‬قالت عائشة رضي هللا عنها في تفسيرها‪((:‬فمن ابتغى‬
‫وراء ما زوجه هللا أو ملكه فقد عدا))‪.‬أخرجه الحاكم(‪ )2/393‬وصححه على شرط‬
‫الشيخين‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‪.1830‬‬

‫فصل في األيام المنهي الصيام فيها‬


‫‪9‬‬
‫باب في حكم صوم يوم عرفة بعرفة‬
‫س)‪ -‬هل يحرم صيام يوم عرفة على الحاج؟‬
‫حديث (نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة) حديث ضعيف فال يغتر به جاهل ‪ ,‬فيحرم به صيام‬
‫يوم عرفة على الحاج ‪ ,‬تمسكا بظاهر النهي ‪ ,‬وإال فاألحب إلينا أن يفطر الحاج هذا اليوم ‪,‬‬
‫ألنه أقوى له على أداء النسك ‪ ,‬وألنه هو الثابت عنه صلى هللا عليه وسلم من فعله في‬
‫حجة الوداع‪.‬‬
‫انظر رسالتنا (حجة النبي صلى هللا عليه وسلم) وإليه يشيرـ كالم أحمد رحمه هللا ‪ ,‬فقد قال‬
‫ابنه عبد هللا بن أحمد في مسائله سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم‬
‫لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليس من البر الصوم في السفر فقال إن صام في سفر‬
‫صوم فريضةـ أجزأه وال يعجبني أن يصوم تطوعا وال فريضةـ في سفر‪ .‬انتهى كالم االلباني من‬
‫السلسلة الضعيفة الحديث رقم ‪.404‬‬

‫باب في النهى عن صيام الدهر‬


‫س)‪ -‬ما حكم صيام الدهر؟‬
‫قد ثبت النهي عن صيام الدهر في غيرما حديث عنه صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬حتى قال صلى‬
‫هللا عليه وسلم في رجل يصوم الدهر ‪(:‬وددت أنه لم يطعم الدهر)رواه النسائي بسند‬
‫صحيح‪ .‬انتهى كالم االلباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم‪.459‬‬

‫س)‪ -‬هل من أفطر يومي العيد وأيام التشريق وصام بقية األيام ‪ ،‬انتفت‬
‫كراهة صيام الدهر؟‬
‫هذا التأويل خالف ظاهر الحديث ‪" :‬ال صام من صام األبد" ‪ ،‬وقوله ‪" :‬ال صام وال أفطر"‬
‫‪ ،‬وقد بين ذلك العالمة ابن القيم في زاد المعاد بما يزيلـ كل شبهة ‪ ،‬فقال رحمه هللا ‪:‬‬
‫"وليس مراده بهذا من صام األيام المحرمة ‪ . ". . .‬وذكر نحوه الحافظ في "الفتح"‪ .‬انتهى‬
‫كالم االلباني من كتاب تمام المنة‪.‬‬

‫باب في النهى عن صيام يوم السبت‬


‫س)‪ -‬ما حكم صيام يوم السبت؟‬
‫ت اَل لَ ِك َواَل َعلَ ْي ِك) ‪ ،‬والحديث ظاهره النهي عن‬
‫س ْب ِ‬
‫(صيَا َم يَ ْو ِم ال َّ‬
‫قال عليه الصالة والسالم ِ‬
‫صوم السبت مطلقا ً إال في الفرض ‪ ,‬وقد ذهب إليه قوم من أهل العلم كما حكاه الطحاوي ‪,‬‬
‫وهو صريحـ في النهي عن صومه مفرداً ‪ ,‬وال أرى فرقا ً بين صومه – ولو صادف يوم‬
‫عرفة أو غيره من األيام المفضلة – وبين صوم يوم من أيام العيد إذا صادف يوم االثنين‬
‫أو الخميس ‪ ,‬لعموم النهي ‪ ,‬وهذا قول الجمهور فيما يتعلق بالعيد ‪ ,‬كما في المحلى ‪,‬‬
‫وبسط القول في هذه المسألة ال مجال له اآلن ‪ ,‬فإلى مناسبةـ أخرى إن شاء هللا تعالى‪.‬‬
‫انتهى كالم االلباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم‪.225‬‬

‫‪10‬‬
11

You might also like