You are on page 1of 31

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫فتح الكريم الغافر‬

‫يف متعلقات عاشوراء ‪ ،‬من األعمال واملآثر‬

‫مجع وترتيب ‪:‬‬

‫حسني بن طاهر اهلدار‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل الذي ط ّهر بتأديبه من أه ِل تقريبه نفوسا ً ‪ ،‬وسقى أرباب مصافاته‬
‫من شراب مناجاته كؤوسا ً ‪ ،‬ورفع كيد الشيطان عن قلوب أهل اإليمان‬
‫فأصبح عنها محبوسا ً ‪ ،‬وجعل عدد السنين بجريان الشمس والقمر للحاسبين‬
‫وكر َم عشر المحرم وكلّم في عاشوراء به موسى ‪ ،‬وصلى هللا‬ ‫محروسا ً ‪ّ ،‬‬
‫وسلم على محمد عبده ورسوله أشرف الخالئق ُخلقا ً ‪ ،‬وعلى آله الذين حازوا‬
‫كل الفضائل سبقا ً ‪ ،‬وعلى أصحابه وعلماء أمته الذين سارت علومهم غربا ً‬
‫وشرقا ً ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فهذا مجموع يسير لما يُطلب فعله من الخصال واألذكار ‪ ،‬في يوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬مقتبس من األحاديث واألخبار واآلثار ‪ ،‬ومن فوائد وتجارب‬
‫العلماء والسادة األطهار‪ ،‬سائالً من العزيز الغفّار ‪ ،‬أن يعم بها النفع في سائر‬
‫األقطار واألمصار ‪ ،‬وأن يجعلها خالصة من دواعي الرياء والعُجب‬
‫واالغترار ‪ ،‬بجاه طه الرسول ‪ ،‬جد ربنا بالقبول ‪ ،‬وهب لنا كل سول ‪ ،‬رب‬
‫استجب لي آمين ‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬

‫الطبعة الثالثة‬

‫شهر اهلل احملرم ‪1445 /‬هـ‬

‫‪2‬‬
‫من فضائل شهر هللا المحرم والعشر األ ُ َول منه‬

‫والفجر ‪ ،‬وليا ٍل عشر ) ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫• قال هللا تعالى في ُمحكم كتابه و ُمبين خطابه ‪( :‬‬
‫قال المفسرون ‪-‬رحمهم هللا تعالى‪ : -‬أقسم سبحانه بالصبح كما ُروي عن‬
‫وكرم وجهه‪ ، -‬أو فل ِقه ؛ كقوله تعالى ‪:‬‬
‫سيدنا علي ‪-‬رضي هللا عنه ّ‬
‫( والصبحِ إذا تنفس ) ‪ ،‬أو بصالته كما روي ذلك عن ابن عبّاس ‪-‬رضي‬
‫هللا عنهما‪. -‬‬
‫صة ‪ ،‬وقال الضحاك ‪ :‬فجر أول يوم‬ ‫وقال مجاهد ‪ :‬هو فجر يوم النحر خا ّ‬
‫سنة ‪.‬‬
‫حرم ؛ ألنه تنفجر منه ال َّ‬
‫الحجة ‪ ،‬وقال قتادة ‪ :‬أول يوم من ال ُم ّ‬
‫من ذي ِ‬
‫_ وقوله تعالى ‪ ( :‬وليا ٍل عشر ) قُرئ بتنوين ليا ٍل ‪ ،‬وقُرئ بإضافتها بال‬
‫الحجة كما رواه ا ُ‬
‫بن‬ ‫تنوين ‪ ،‬فيكون المراد بالعشر ‪ :‬األيام ‪ ،‬وهي عشر ذي ِ‬
‫عطيّة عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ، -‬وبه قال مجاهد ‪ ،‬ومسروق‬
‫ي ‪ ،‬وقال أبو روق عن الضحاك ‪ :‬هي العشر‬ ‫س ِ ّد ُ‬
‫وقتادة‪ ،‬والض ّحاك ‪ ،‬وال ّ‬
‫األ ُ َول من شهر رمضان ‪.‬‬
‫وروى أبو ظبيان عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أيضا ً ‪ :‬أنها العشر‬
‫األواخر من شهر رمضان ‪ ،‬وقال يمان بن رياب ‪ :‬هي العشر األ ُ َول من‬
‫المحرم التي عاشرها يوم عاشوراء(‪. )1‬‬
‫اهـ جميعه ملخصا ً بتصرف ‪ :‬معالم التنزيل ‪ ،‬وغالية المواعظ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال في القاموس ‪ :‬العاشوراء والعشوراء ويُقصران ‪ ،‬و(العاشور) ‪ :‬عاشر المحرم أو‬
‫تاسعه اهـ ‪ _ ،‬قوله (أو تاسعه) ‪ :‬ومذهب ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أنه هو عاشوراء‬
‫كما في مسلم وغيره ؛ أخذا ً من أظماء اإلبل ‪ ،‬فإن العرب تُسمي تاسع يوم الورد { ِعشراً}‬
‫ور َّد بأن األول هو المشهور شرعا ً‬
‫بكسر أوله ‪ ،‬وسابعها { ِثمناً} بالكسر أيضا ً ‪ ..‬وهكذا ‪ُ ،‬‬
‫ولغةً وكما في الحديث الذي رواه هو نفسه عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬فإذا كان‬
‫العام المقبل ‪ ..‬الحديث ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬فتح الباري ‪ ،‬وغالية المواعظ ‪ ،‬وترمسي ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عظمون ثالث عشرات ‪:‬‬ ‫• قال أبو عثمان النهدي ‪-‬رحمه هللا‪ ( : -‬كانوا يُ ّ‬
‫العشر األ ُ َول من ذي ِ‬
‫الحجة ‪ ،‬وأنه هو ال ُمقسم به في هذه اآليات ‪ ،‬والعشر‬
‫األواخر من شهر رمضان ‪ ،‬والعشر األ ُ َول من محرم ‪ ،‬وأنها هي التي أت َّم هللا‬
‫تعالى بها ميقات موسى ‪-‬عليه السالم‪ -‬أربعين ليلة ‪َّ ،‬‬
‫وأن التكلم كان في‬
‫عاشرها ) ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬الترغيب والترهيب للشيخ إسماعيل األصبهاني ‪ ،‬وغالية المواعظ ‪،‬‬
‫وكنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫• وقالوا ‪ :‬وينبغي استفتاح العام بتوب ٍة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب في‬
‫األيام الخالية ‪ ،‬ولقد نصح القائل ‪:‬‬
‫ولــ ْم تَحت َــ ِرم فــيـمـا أتيـتَ ال ُمحـ ّر َمـا‬ ‫العام لهـوا ً وغـفلةً‬ ‫ِ‬ ‫شهور‬
‫َ‬ ‫قـطـعـتَ‬
‫الصوم صوما ً ُمت َّم َما‬
‫ِ‬ ‫شهر‬
‫َ‬ ‫صمتَ‬ ‫وال ُ‬ ‫ب وفّـيـتَ فــيــه بـحـ ِقّــ ِه‬
‫فــال رجــ ٌ‬
‫مضى كنت قواما ً وال كُنتَ ُمحـــرمــا‬ ‫الحج ِة الذي‬ ‫وال في ليا ِل عشر ذي ِ‬
‫وت َـبكي عـلـيــهــا حــسـرةً وت َـنــدّمـا‬ ‫وب بِعَـ ْبـ َر ٍة‬
‫فهل لك أن تمحـو الذنـ َ‬
‫لـعلَّـ َك أن تــمـحـو بـهـا مـــا ت َـقـدّمـا‬ ‫وتسـتقـبـ َل العـا َم الـجـديـ َد بتـــوب ٍة‬
‫اهـ ‪ :‬لطائف المعارف ‪ ،‬وغالية المواعظ ‪.‬‬

‫َّ‬
‫فيهن أنفسكم ) ‪.‬‬ ‫• قوله تعالى ‪ ( :‬ذلك الدين القيّم فال تظلموا‬
‫ذكر الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي في كتابه {الحاوي الكبير‬
‫مختصر المزني} بعد إيراده لهذه اآلية‪ ،‬ما نصه‪ :‬فالظلم وإن كان قبيحا ً في‬
‫اهـ ج‪ 3‬صـ‪.464‬‬ ‫سنة ‪ ..‬فهو في األشهر ال ُح ُرم أقبح ‪.‬‬
‫جميع ال ّ‬
‫إن الحسنات فيها تُضاعف‬
‫• وقال سيدنا ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪َّ ( : -‬‬
‫اهـ ‪ :‬غالية المواعظ صـ‪. 597‬‬ ‫ف السيئات ) ‪.‬‬
‫ع ِ‬
‫كتضا ُ‬
‫الحجة سوى األيام المحرم صيامها منه ‪ ،‬وصام‬‫• ومن صام شهر ذي ِ‬
‫ال ُمحرم ‪ ..‬فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فيُرجى أن تُكتب له سنته‬
‫فإن من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة ‪ ..‬فهو في حكم من‬ ‫كلها طاعة ؛ َّ‬
‫‪4‬‬
‫ث مرفوع ‪ ( :‬ما من حافظين‬ ‫استغرق بالطاعة ما بين العملين ‪ ،‬وفي حدي ٍ‬
‫يرفعان إلى هللا صحيفةً ‪ ،‬فيرى في أولها وفي آخرها خيرا ً ‪ ..‬إال قال هللا‬
‫لمالئكتِه ‪ :‬أُشهدكم أني غفرتُ لعبدي ما بين طرفيها ) أخرجه الطبراني‬
‫وغيره ‪ ،‬وهو موجود في بعض نسخ كتاب الترمذي ‪.‬‬

‫ث آخر مرفوع ‪ ( :‬ابن آدم اذكرني من أول النهار ساعة ومن‬ ‫• وفي حدي ٍ‬
‫آخر النهار ساعةً ‪ ..‬أغفر لك ما بين ذلك إال الكبائر ‪ ،‬أو تتوب منها ) ‪.‬‬

‫بذكر ‪ ..‬كتب نهاره كله ذكرا ً ؛ يشير‬


‫ٍ‬ ‫• وقال ابن المبارك ‪ :‬من ختم نهاره‬
‫إلى أن األعمال بالخواتيم ‪ ،‬فإذا كان البداءة والختام ذكرا ً ‪ ..‬فهو أولى أن‬
‫اهـ ‪ :‬لطائف المعارف ‪.‬‬ ‫يكون حكم الذكر شامالً ‪.‬‬

‫• والحكمة في جعل المحرم أول العام ‪ :‬أن يحصل االبتداء بشهر حرام ‪،‬‬
‫ويُختم بشهر حرام ‪ ،‬وتتوسط السنة بشهر حرام وهو رجب ‪.‬‬
‫اهـ شرح النووي على مسلم ‪.‬‬

‫• وقال القائل ‪:‬‬


‫ُ‬
‫مسنون‬ ‫والصوم فيه مضاعف‬ ‫الحرام مباركٌ ميمو ُن‬
‫ِ‬ ‫شهر‬
‫ُ‬
‫مخزون‬ ‫فـي الخـلـد عند مليكه‬ ‫وثـواب صـائمه لوجه إلهه‬
‫اهـ ‪ :‬لطائف المعارف ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ترتيب األشهر ال ُح ُرم‬

‫هي ‪ :‬ذو القَعدة ‪ ،‬ثم ذو ِ‬


‫الحجة ‪ ،‬ثم المحرم ‪ ،‬ثم رجب ‪ ،‬وهذا الترتيب في‬
‫ع ّد األشهر ال ُحرم وجعلها في سنتين ‪ ..‬هو الصواب كما قاله اإلمام النووي‬
‫في شرح مسلم ‪.‬‬
‫وعدها الكوفيون من سنة واحدة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬المحرم ‪ ،‬ورجب ‪ ،‬وذو القعدة ‪،‬‬
‫الحجة ‪ ،،‬قال ابن ريحة‪ :‬وتظهر فائدة الخالف‪ :‬فيما إذا نذر صيامها؛ أي‬ ‫وذو ِ‬
‫ئ باألول منها) ‪ ،‬فعلى‬ ‫مرتبة ؛ بأن قال (هلل علي صوم األشهر ال ُحرم أبتد ُ‬
‫القول األول ‪ ..‬يبدأ بذي القعدة ‪ ،‬وعلى القول الثاني ‪ ..‬يبدأ بالمحرم ‪.‬‬
‫أما لو أطلق ؛ بأن قال‪( :‬هلل علي صوم األشهر ال ُح ُرم) ‪ ..‬فإنه يبدأ بما يلي‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬جمل ‪ ،‬وبجيرمي ‪.‬‬ ‫نذره ‪.‬‬

‫أفضل الشهور‬

‫• عن أبي هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم‪: -‬‬
‫( أفضل الصيام بعد رمضان ‪ :‬شهر هللا المحرم ‪ ،‬وأفضل الصالة بعد‬
‫الفريضة ‪ :‬صالة الليل ) ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬

‫• يُسن صوم األشهر ال ُح ُرم ؛ إي جميعها ما عدا يوم العيد وأيام التشريق ؛‬
‫لحرمة صومها ‪ ،‬بل هي ‪-‬أي األشهر الحرم‪ -‬أفضل الشهور للصوم بعد‬
‫رمضان ‪.‬‬
‫• قال في اإليعاب ‪ ( :‬وظاهر قولهم ‪ :‬أفضل األشهر للصوم بعد رمضان‬
‫األشهر ال ُحرم ‪ :‬أن أفضليتها على بقيّة األشهر ما عدا رمضان ‪ ..‬إنما هي‬

‫‪6‬‬
‫بالنسبة للصوم دون سائر العبادات ‪ ،‬ولو قيل‪ :‬إنها أفضل مطلقا ً ‪ ..‬لم يبعد ‪،‬‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫وكأنهم إنما خصوا الصوم بالذكر ؛ َّ‬
‫ألن الكالم فيه )‬

‫كثير عميم ‪ ،‬وهو أفضل الشهور‬ ‫ٌ‬ ‫شهر عظيم ‪ ،‬وفضله‬


‫ٌ‬ ‫• واعلم إن المحرم‬
‫الحجة ‪ ،‬ثم ذو القَعدة ‪ ،‬ثم‬
‫للصوم بعد شهر رمضان ‪ ،‬ثم رجب ‪ ،‬ثم ذو ِ‬
‫شعبان ‪.‬‬
‫_ قوله ‪( :‬أفضل الشهور للصوم) أي‪ :‬هو أفضل شهر يتطوع بصومه كامالً‬
‫بعد رمضان ‪ ،‬فأما التطوع ببعض شهر ‪ ..‬فقد يكون أفضل من بعض أيامه ؛‬
‫الحجة ‪.‬‬
‫كصوم يوم عرفة وعشر ذي ِ‬
‫وال يعارضه إكثار النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬صوم شهر شعبان‬
‫دونه ؛ ألنه إنما علم فضل صوم محرم آخرا ‪ ،‬ولعله لعارض ‪.‬‬
‫وتفضيل صوم سيدنا داود باعتبار الطريقة ‪ ،‬وهذا باعتبار الزمن ‪ ،‬فطريقة‬
‫سيدنا داود في المحرم ‪ ..‬أفضل من طريقته في غيره ‪.‬‬

‫• وروى وهب بن جرير عن قرة بن خالد عن الحسن ‪ ،‬قال‪:‬‬


‫َّ‬
‫إن هللا افتتح السنة بشهر حرام ‪ ،‬وختمها بشهر حرام ‪ ،‬فليس شهر في السنة‬
‫بعد شهر رمضان أعظم عند هللا من المحرم ‪ .‬اهـ ‪ ،‬وكان يُسمى {شهر هللا‬
‫األصم} ؛ من شدة تحريمه ‪.‬‬
‫• وفي {البجيرمي} ما نصه ‪ :‬وحاصله أن يقال ‪ :‬أفضل األشهر للصوم بعد‬
‫الحجة ؛ لوقوع‬‫رمضان ‪ :‬األشهر ال ُح ُرم ‪ ،‬وأفضلها المحرم ثم رجب ثم ِ‬
‫(‪) 1‬‬
‫الحج فيه والشتماله على يوم عرفة ‪ ،‬ثم القَعدة ‪ ،‬ثم شعبان ‪.‬‬

‫(‪ )1‬واألفصح فتح قاف {القَعدة} وكسر حاء ِ‬


‫{الحجة} ‪ ،‬وقد نظم ذلك بعضهم فقال ‪:‬‬
‫اهـ ‪ :‬بجيرمي ‪.‬‬ ‫وفتح قاف قعدة قد صححوا وكسر حاء ِحجة قد رجحوا‬
‫‪7‬‬
‫الحجة وأنه أفضل من‬ ‫وبعضهم قدّم القَعدة على ِ‬
‫الحجة ‪ ،‬لكن المعتمد تقديم ِ‬
‫ذي القعدة ؛ لوقوع الحج فيه والشتماله على يوم عرفة ‪.‬‬
‫الحجة وذي القعدة ‪،‬‬‫_ قوله‪( :‬ثم رجب) هذا صريح أن رجب أفضل من ذي ِ‬
‫لكن قال في اإليعاب ‪ ( :‬وفيه وقفة ؛ فقد جزم الجرجاني أن أفضل ال ُح ُرم ذو‬
‫الحجة ‪ ،‬وجزم به أيضا ً في {اإلحياء} وعلله َّ‬
‫بأن فيه الحج واأليام المعلومات‬
‫والمعدودات ‪ ،‬ويؤيده ما أخرجه البيهقي مرفوعاً‪{ :‬سيد الشهور رمضان ‪،‬‬
‫الحجة} ‪ ،‬وحينئذ ‪ :‬فينبغي أن يكون هو األفضل بعد المحرم ) ‪.‬‬ ‫وأعظمها ذو ِ‬

‫• وقد نظم بعضهم ترتيب األشهر ما ذُكر هنا ‪:‬‬


‫السباق‬
‫ِ‬ ‫الصيام فهو ذو‬‫ِ‬ ‫شهر‬‫ُ‬ ‫باإلطالق‬
‫ِ‬ ‫وأفضل الشهور‬
‫فالحـجـة الـمــعـظـ ُم‬ ‫ب ِ‬ ‫فــرجـ ٌ‬ ‫هر ربـنا هـو المحر ُم‬ ‫فـشـ ُ‬
‫وكــ ُّل ذا جـــا َء بـــه الـبـيـا ُن‬ ‫فقَعـدةٌ فـبـعـده شــعـبــا ُن‬
‫مر فيه ‪ ،‬فال تغفل ‪.‬‬ ‫وفي تقديمه رجبا ً على ذي ِ‬
‫الحجة َّ‬
‫وظاهر كالمهم َّ‬
‫أن باقي شهور السنة على ح ٍ ّد سواء ‪.‬‬
‫اهـ جميعه ملخصا ً بتصرف ‪ :‬بجيرمي على الخطيب ‪ ،‬وفيض القدير ‪ ،‬وترمسي ‪ ،‬ونهاية الزين ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫سبب قول (شهر هللا) في المحرم دون غيره‬

‫• قد س ّمى النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬المحرم شهر هللا ‪ ،‬وإضافته إلى‬
‫فإن هللا ال يضيف إليه إال خواص مخلوقاته ‪،‬‬ ‫هللا تدل على شرفه وفضله ‪َّ ،‬‬
‫كما نسب سيدنا محمد ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬وإبراهيم وإسحاق ويعقوب‬
‫وغيرهم من األنبياء إلى عبوديته ‪ ،‬ونسب إليه بيته وناقته ‪.‬‬
‫عز اسمه ؛ تعظيما ً له وتفخيما ً له ‪ ،‬كقولهم‪:‬‬ ‫• وقال الزمخشري ‪ :‬أضافه إليه َّ‬
‫بيت هللا ‪ .‬اهـ ‪ ،‬وخص بهذه اإلضافة دون بقية الشهور‪ ،‬مع أن فيها أفضل‬
‫فإن اسمه في الجاهلية {صفر األول} ‪ ،‬وبقية‬ ‫منه ‪ :‬ألنه اس ٌم إسالمي ‪َّ ،‬‬
‫اهـ فيض القدر ‪.‬‬ ‫الشهور متحدة األسماء جاهليةً وإسالما ً ‪.‬‬

‫سبب تسميته بمحرم وتخصيصه بالتعريف‬

‫ص بهذا االسم مع تحريم القتال في جميع‬‫حرم بتشديد الراء المفتوحة ‪ُ ،‬خ َّ‬
‫ال ُم َّ‬
‫األشهر ال ُح ُرم ؛ ألنه أفضلها من حيث المجموع ‪ ،‬فالتحريم فيه أغلظ ‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حرم الجنة فيه على إبليس ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألن هللا تعالى ّ‬
‫• و ُخص بالتعريف ؛ إشعارا ً بكونه أول السنة ‪ ،‬كذا قيل ‪ ،‬فكأنهم قالوا ‪:‬‬
‫{هذا الذي يكون أول العام دائماً} ‪ ،‬لكن الظاهر أن (أل) فيه للمح الصفة ال‬
‫للتعريف ؛ َّ‬
‫فإن تعريفه بالعلمية ال بالالم ‪.‬‬
‫قوم يجوز على {صفر‬
‫قوم ‪ ،‬وعند ٍ‬ ‫وال يجوز دخول (أل) على غيره عند ٍ‬
‫اهـ ‪ :‬بجيرمي ‪ ،‬و ترمسي ‪.‬‬ ‫وشوال} ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قوله (لتحريم الجنة على إبليس) أي منعه منها ‪ ،‬والمراد إظهار التحريم لنا ‪ ،‬وإال‬
‫اهـ بجيرمي ‪.‬‬ ‫فتحريمها أزلي ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ما يُطلب فعله في ليلة عاشوراء‬

‫• اعلم أن من المطلوب في يوم عاشوراء ‪ :‬إحياء ليلته ؛ فهو من أعظم ما‬


‫حث عليه الشارع ؛ لما فيها من اإلمدادات الربانية ‪ ،‬والفيوضات اإلحسانية ‪،‬‬
‫والسيما بقراءة القرآن أو سماعه وبما ورد من األدعية واألذكار ‪.‬‬
‫• ومن المطلوب فيها أيضا ً ‪ :‬ما ذكره العالمة ال ّديربي في مجرباته من‬
‫خواص آية الكرسي ‪ ،‬وصاحب كتاب {نعت البدايات} ‪:‬‬
‫أن من قرأ ليلة عاشوراء بعد إسباغ الوضوء وصالة ركعتين (آية الكرسي)‬ ‫َّ‬
‫ثالثمائة وستين مرة ‪ ،‬يُبسمل في أول كل مرة ‪ ،‬كما في أول يوم من‬
‫المحرم ‪ ،‬وهو مستقبل القبلة جا ٍ‬
‫ث على ركبتيه ‪ ،‬ثم بعد الفراغ من العدد‬
‫المذكور يقرأ ‪:‬‬
‫خير مما يجمعون ) {ثمان‬
‫هو ٌ‬ ‫َ‬
‫فبذلك فليفرحوا َ‬ ‫( قل بفض ِل هللا وبرحمته‬
‫وأربعين مرة} ‪ ،‬ثم يقول ‪:‬‬
‫وشهر جديد ‪ ،‬وسنة جديدة ‪ ،‬فأعطني اللهم‬
‫ٌ‬ ‫( اللهم َّ‬
‫إن هذه الليلة جديدة ‪،‬‬
‫وشر فتنتها‬
‫َّ‬ ‫وشر ما فيها ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫شرها‬
‫خيرها وخير ما فيها ‪ ،‬واصرف عني َّ‬
‫وشر النفس والهوى والشيطان الرجيم ) {اثني عشر مرة} ‪.‬‬‫َّ‬ ‫و ُمحدثاتها ‪،‬‬
‫ويختم بما شاء من الدعاء المقتبس من القرآن ‪ ،‬ويدعو لجميع المسلمين‬
‫والمسلمات ‪ ،‬بعد أن يصلي على النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ، -‬ويقتبس‬
‫عامه ذلك محفوظا ً من سائر‬ ‫للتسبيح والتهليل مرارا ً ‪ ..‬فإنه يكون في ِ‬
‫األسواء ‪ ،‬وهللا على كل شيء قدير ‪ .‬اهـ ‪ :‬كنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫• فائدة ‪:‬‬
‫عن أحد كبار علماء السودان ‪ :‬أنّه رأى النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬ليلة‬
‫عاشوراء ‪ ،‬وأخبره أنه من صلى ليلة عاشوراء ركعتين ‪ ،‬يقرأ في كل ركعة‬
‫منها سورة {اإلخالص} ثالث مرات ‪ ،‬ثم بعد السالم منها ‪ ..‬يقرأ هذه السور‬
‫بهذا الترتيب ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬سورة طه ‪ -2 .‬ويس ‪ -3 .‬والواقعة ‪ -4 .‬وال ُملك ‪ -5 .‬وسبح اسم‬
‫ربك األعلى ‪ -6 .‬وألم نشرح ‪ -7 .‬والقدر ‪ -8 .‬وآية الكرسي ‪.‬‬
‫‪ -9‬واإلخالص ‪ 10 .‬و‪ - 11‬والمعوذتين‪ -11 .‬ثم الفاتحة ‪ ..‬أعطاه هللا‬
‫اهـ ‪ :‬عن بعض الشيوخ ‪.‬‬ ‫من الخير والبركة ماال يُحصى ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مما يُطلب فعله في يوم عاشوراء‬

‫• فائدة ‪ :‬من كالم الحبيب عبد هللا بن علوي الحداد ‪-‬رضي هللا عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( لم يصح في يوم عاشوراء أكثر من أنه يصام ويوسع فيه على العيال ‪،‬‬
‫ولكنه في نفسه يوم فاضل ) ‪ .‬اهـ تثبيت الفؤاد ج‪ 2‬صـ‪. 223‬‬

‫• فائدة ‪ :‬نُقل عن بعض األفاضل ‪َّ :‬‬


‫أن األعمال في يوم عاشوراء اثنا عشر‬
‫عمالً ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصالة واألولى أن تكون {صالة التسبيح} ‪ -2 .‬والصوم ‪.‬‬
‫‪ -3‬والصدقة ‪ -4 .‬والتوسعة على العيال ‪ -5 .‬واالغتسال ‪ -6 .‬وزيارة‬
‫العالم الصالح ‪ -7 .‬وعيادة المريض ‪ -8 .‬ومسح رأس اليتيم ‪.‬‬
‫‪ -9‬واالكتحال ‪ -10 .‬وتقليم األظفار ‪ -11 .‬وقراءة سورة اإلخالص ألف‬
‫مرة (‪ -12 .)1‬وصلة الرحم ‪.‬‬
‫• وزاد بعضهم ‪ -13 :‬الصلح بين اثنين ‪ -14 .‬وتفطير الصائمين ‪.‬‬
‫أخ في هللا ‪ -16 .‬وإكرام الوالدين والبر بهما ‪ -17 .‬وتشييع‬
‫‪ -15‬وزيارة ٍ‬
‫الجنائز‪ -18 .‬وإماطة األذى عن الطريق ‪ -19 .‬وكظم الغيظ ‪.‬‬
‫‪ -20‬والعفو عمن ظلم ‪ -21 .‬وكثرة التّنفّل ‪ -22 .‬وكثرة الذكر ‪.‬‬

‫• تنبيه ‪ :‬لم يصح فيما مر ‪ :‬إال حديث الصيام والتوسعة ‪ ،‬وأما باقي‬
‫الخصال ‪ ..‬فمنها ما هو ضعيف ‪ ،‬ومنها ما هو منكر موضوع كما قال‬
‫العالمة األجهوري ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬خطبة الشيخ شعيب الحريفيشي ‪ ،‬وكنز النجاح ‪ ،‬ونهاية الزين ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وكرم وجهه‪ -‬أنه قال ‪ :‬من قرأ في يوم‬
‫وقد ورد عن سيدنا علي ‪-‬رضي هللا عنه ّ‬
‫عاشوراء (قل هو هللا أحد) ألف مرة ‪ ..‬نظر الرحمن إليه ‪ ،‬ومن نظر الرحمن إليه ‪ ..‬لم‬
‫اهـ ‪ :‬من خطبة الشيخ شعيب الحريفيشي ‪.‬‬ ‫يعذبه أبدا ً ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫• فائدة ‪ :‬ذكر الحبيب العالمة أحمد بن زين الحبشي ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في‬
‫{المسلك السوي} ما لفظه ‪:‬‬
‫وما أحدثه الرافضة من النّدب والنَّوح يوم عاشوراء من تزيين الشياطين ‪،‬‬
‫لقوم آخرين ‪ ،‬فاتخذوه عيدا ً ‪ ،‬فأظهروا الزينة كالخضاب ولبس‬ ‫كما زيّنوا ٍ‬
‫الجديد من الثياب ‪ ،‬وما قيل ‪ :‬إن فيه توبة داود ‪ ،‬واستواء السفينة ‪ ،‬ونجاة‬
‫الخليل ‪ ،‬وفداء الذبيح ‪ ،‬ور ّد يوسف عليهم الصالة والسالم ‪ ،‬وأمثال ذلك ‪..‬‬
‫فلكه وضع الكذابين كما بيّنه العلماء رحمهم هللا تعالى ‪.‬‬
‫سع على‬
‫نعم ؛ ورد من طرق قوله ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ( : -‬من و ّ‬
‫سع هللا عليه سائر سنته ) ‪.‬‬‫يوم عاشوراء ‪ ..‬و ّ‬
‫عياله وأهله َ‬
‫وروى الحاكم ‪ ( :‬من اكتحل باإلثمد يوم عاشوراء ‪ ..‬لم ترمد عيناه ) ‪.‬‬
‫والكالم فيمن خص يوم عاشوراء بذلك ‪ ،‬بخالف من فعل لحاجة أو عادة ‪.‬‬
‫اهـ صـ‪. 78‬‬

‫• فائدة ‪ :‬قال الحبيب عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس ‪-‬رضي هللا عنه‪:-‬‬
‫بأن االكتحال فيه ‪ ..‬بدعة ‪ ،‬مع روايته خبر ‪{ :‬من اكتحل‬ ‫( وصرح الحاكم ‪َّ :‬‬
‫يوم عاشوراء ‪ ..‬لم ترمد عينه أبداً} ‪ ،‬لكنه عقبه ‪{ :‬إنه منكر} ‪ ،‬ومن ثمة‬
‫أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الحاكم ‪.‬‬
‫ونقل البغوي عن الحاكم ‪ :‬أن سائر األحاديث في فضيلة غير الصوم ؛‬
‫كفضل الصالة فيه ‪ ،‬واإلنفاق ‪ ،‬والخضاب واالدهان واالكتحال وطبخ‬
‫الحبوب وغير ذلك ‪ ..‬كله موضوع ومفترى ‪.‬‬
‫والكالم فيمن يخص عاشوراء بذلك ‪ ،‬بخالف من فعل ذلك لحاجة أو لعادة ‪،‬‬
‫وعليه يُحمل ما روي أن بعض العلماء اكتحل يوم عاشوراء ) ‪.‬‬
‫اهـ عقد الجواهر ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ومما يُطلب أيضا ً‬

‫• ومن المطلوب في يومه أيضا ً ‪ :‬أن يشغله بالتضرع واالبتهال ‪ ،‬سيما‬


‫بالحسبلة ‪ ،‬والتسبيح اآلتي لفظهما ؛ َّ‬
‫فأن فيهما فائدة عظيمة ‪ ،‬وعائدة فخيمة‪،‬‬
‫فقد ذكر العالمة الديربي في فوائده ‪ ،‬والشيخ محمد األمير الصغير في‬
‫رسالته في {الفضائل العاشورية} نقالً عن العالمة األجهوري ‪َّ :‬‬
‫أن من قال‬
‫يوم عاشوراء ‪:‬‬
‫(حسبنا هللا ونعم الوكيل ‪ ،‬نعم المولى ونعم النصير) {سبعين مرة} ‪ ..‬كفاه‬
‫شر ذلك العام ‪.‬‬
‫هللا تعالى َّ‬
‫_ وينبغي اإلتيان بعد ذلك بهذا الدعاء {سبع مرات} ‪:‬‬
‫( بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ،‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلَّم‪ ،‬سبحان هللا ِمأل الميزان و ُمنتهى العلم ‪ ،‬ومبل َغ الرضا وزنة العرش ‪،‬‬
‫ال ملجأ وال َمنجا من هللا إال إليه ‪ ،‬سبحان هللا عدد الشفع والوتر ‪ ،‬وعدد‬
‫كلماته التامات كلها‪ ،‬اسألك السالمة كلها برحمتك يا أرحم الراحمين ‪ ،‬وال‬
‫حو َل وال قوة إال باهلل العلي العظيم ‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل ‪ ،‬نعم المولى‬
‫ونعم النصير ‪ ،‬وصلى هللا تعالى على نبينا خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلَّم أجمعين ) ‪.‬‬
‫• (فائدة) ‪ :‬نُقل عن بعض الصوفية ‪ :‬أن من قرأ هذا الدعاء في يوم‬
‫عاشوراء ‪ ..‬لم يمت في سنته ‪ ،‬ومن فرغ أجله لم يلهمه هللا تعالى قراءته ‪،‬‬
‫وهو من المجربات التي ال شك فيها ‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫( بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ،‬سبحان هللا ملء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪،‬‬
‫ومبلغ الرضا ‪ ،‬وعدد النعم ‪ ،‬وزنة العرش ‪ ،‬والحمد هلل ملء الميزان ‪،‬‬
‫ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلغ الرضا ‪ ،‬وعدد النعم ‪ ،‬وزنة العرش ‪ ،‬ال إله إال هللا‬
‫ملء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلغ الرضا ‪ ،‬وعدد النعم ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫هللا أكبر ملء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلغ الرضا ‪ ،‬وعدد النعم ‪ ،‬وزنة‬
‫العرش ‪ ،‬ال حول وال قوة إال باهلل ملء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلغ‬
‫الرضا ‪ ،‬وعدد النعم ‪ ،‬وزنة العرش ‪ ،‬ال ملجأ وال منجا من هللا إال إليه ‪،‬‬
‫سبحان هللا عدد الشَّفع والوتر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات ‪ ،‬الحمد هلل عدد‬
‫الشَّفع والوتر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات ‪ ،‬ال إله إال هللا عدد الشَّفع والوتر ‪،‬‬
‫وعدد كلمات هللا التامات ‪ ،‬هللا أكبر عدد الشَّفع والوتر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا‬
‫التامات ‪ ،‬ال حو َل وال قوة إال باهلل عدد الشَّفع والوتر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا‬
‫التامات ‪ ،‬حسبنا هللا ونعم الوكيل ‪ ،‬نِعم المولى ونِعم النصير ‪ ،‬وصلى هللا‬
‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما ً كثيرا ً ) ‪.‬‬
‫اهـ فتوحات الوهاب ‪.‬‬

‫• (فائدة) ‪ :‬قال في فتح الباري ‪ ،‬كلمات من قالها في عاشوراء ‪ ..‬لم يمت‬


‫قلبه‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫(سبحان هللا) ِمل َء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلَغ الرضا ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫و (الحمد هلل) ِمل َء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلَغ الرضا ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫و (هللا أكبر) ِمل َء الميزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلَغ الرضا ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫ال ملجأ وال منجا من هللا إال إليه ‪.‬‬
‫كلّها ‪ ،‬و‬
‫تر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات ِ‬ ‫والو ِ‬
‫شفع َ‬ ‫(سبحان هللا) عدد ال َّ‬
‫تر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات ك ِلّها ‪ ،‬و(هللا أكبر)‬ ‫والو ِ‬
‫شفع َ‬ ‫(الحمد هللا) عدد ال َّ‬
‫كلّها ‪ ،‬أسألُ َك السالمة برحمتك‬ ‫تر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات ِ‬ ‫والو ِ‬
‫شفع َ‬ ‫عدد ال َّ‬
‫يا أرحم الراحمين ‪ ،‬وال حو َل وال قوة إال باهلل العلي العظيم ‪ ،‬وصلى هللا‬
‫تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين ‪ ،‬والحمد هلل ّ ِ‬
‫رب‬
‫العالمين ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫• ُ‬
‫ووجد بخط بعضهم ‪ :‬أن مما يطلب يوم عاشوراء هذا الدعاء ‪:‬‬
‫ب ‪ ،‬ويا ُمخرج ذي النون يوم عاشوراء ‪ ،‬ويا جامع‬ ‫مفرج ُك ِ ّل كَر ٍ‬
‫( اللهم يا ّ‬
‫ض َّر أيوب يوم عاشوراء ‪ ،‬ويا‬‫شمل يعقوب يوم عاشوراء ‪ ،‬ويا كاشف ُ‬
‫ق ُروح سيدنا محمد ‪-‬‬ ‫سامع دعوة موسى وهارون يو َم عاشوراء ‪ ،‬ويا خال َ‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء ‪ ،‬ويا رحمان‬
‫وأطل‬
‫اقض حاجتي في الدنيا واآلخرة ‪ِ ،‬‬ ‫الدنيا واآلخرة ‪ ،‬ال إله إال أنت ِ‬
‫عُمري في طاعتك ومحبتك ورضاك‪ ،‬يا أرحم الراحمين ‪ ،‬واحيني حياةً‬
‫طيّبة‪ ،‬وتوفني على اإلسالم واإليمان يا أرحم الراحمين ‪ ،‬وصلى هللا تعالى‬
‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم ) ‪.‬‬

‫• ومن أدعية يوم عاشوراء ‪ ،‬مما ُوجد في سفينة العلوم للعالمة الشيخ‬
‫إبراهيم العطار الشامي ‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫( اللهم يا ُمحس ُن قد جاءك المسيء ‪ ،‬وقد أمرتَ يا ُمحسن بالتجاوز عن‬
‫ال ُمسيء‪ ،‬فأنتَ ال ُمحسن وأنا ال ُمسيء ‪ ،‬فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل‬
‫وباإلحسان موصوف ‪ ،‬أنلني معروفك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ما عندك ‪ ،‬فأنت بال ِب ِ ّر معروف ‪،‬‬
‫واغنني به عن معروف من سواك ‪ ،‬يا أرحم الرحمين ‪ ،‬وصلى هللا تعالى‬
‫على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وس ِلّم تسليما ً كثيرا إلى يوم الدين ) ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬كنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫• كذلك ينبغي صالة أربع ركعات يوم عاشوراء ‪ ،‬يقرأ في كل ركعة فاتحة‬
‫الكتاب مرة و{خمسين مرة} قل هو هللا أحد ؛ ألثر فيها ذكره سيدنا عبد‬
‫القادر الجيالني ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في كتابه {الغُنية} ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫• فائدة ‪ :‬من أخذ يوم عاشوراء شيئا ً من ماء الورد في فنجان ‪ ،‬وقرأ عليه‬
‫ناظر إليه ‪( :‬الفاتحة) سبعا ً ‪ ،‬ثم يمسح به رأسه ووجهه ‪ ،‬ويفعل ذلك‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫بمن أحب ‪ُ ..‬حفظ من جميع العلل واألسقام إلى مثل ذلك اليوم من العام‬
‫القابل ‪.‬‬
‫ويوم عاشوراء هو العاشر من محرم ‪ ،‬وقيل‪ :‬التاسع‪ ،‬وقيل‪ :‬الحادي عشر ‪،‬‬
‫فينبغي عمل ذلك في جميع هذه األيام ؛ احتياطا ً ‪ .‬اهـ من سفينة الحبيب محمد‬
‫بن عيدروس بن شهاب ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬من فوائد الحبيب علوي بن شهاب وولده الحبيب محمد ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬صـ‪. 5‬‬

‫• فائدة ‪ :‬جاء في (مواهب الجليل في شرح مختصر خليل) ‪ :‬وقد ُ‬


‫سئل‬
‫الحافظ عبد الرحيم العراقي الشافعي ‪ :‬عن أكل الدجاج وال ُحبوب يوم‬
‫محرم ؟‬
‫ّ‬ ‫عاشوراء ‪ ،‬أهو مباح أو‬
‫فأجاب ‪ :‬بأنه من ُجملة المباحات ‪ ،‬فإن اقترنت به نيّة صالحة ‪ ..‬فهو من‬
‫اهـ ‪ :‬مجربات الصالحين صـ‪. 51‬‬ ‫الطاعات ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫عن صيام يوم عاشوراء‬

‫• عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ، -‬قال‪ :‬قدم النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم‪ -‬المدينة ‪ ،‬فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ‪ ،‬فقال‪ ( :‬ما هذا ) قالوا‪:‬‬
‫هذا يو ٌم صالح ‪ ،‬هذا يو ٌم ن ّجى هللا بني إسرائيل من عدوهم ‪ ،‬فصامه موسى ‪،‬‬
‫قال‪ ( :‬فأنا أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر بصيامه ‪.‬‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬واللفظ للبخاري ‪.‬‬

‫• وعن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ ، -‬قال‪ ( :‬ما رأيتُ النبي ‪-‬صلى هللا‬
‫يتحرى صيام يوم فضله على غيره إال هذا اليوم ‪ ،‬يوم‬
‫ّ‬ ‫عليه وآله وسلم‪-‬‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫عاشوراء ‪ ،‬وهذا الشهر يعني شهر رمضان ) ‪.‬‬
‫أن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله‬ ‫• وعن سلمة بن األكوع ‪-‬رضي هللا عنه‪َّ : -‬‬
‫إن من أكل ‪ ..‬فليتم أو‬ ‫وسلم‪ -‬بعث رجالً ينادي في الناس يوم عاشوراء ( َّ‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫فليصم ‪ ،‬ومن لم يأكل ‪ ..‬فال يأكل ) ‪.‬‬
‫• وروى اإلمام مسلم عنه صلى هللا عليه وآله وسلم ‪ ( :‬صيام يوم عرفة ‪،‬‬
‫أحتسب على هللا أن يُكفَّر السنة التي قبله والسنة التي بعده ‪ ،‬وصيام يوم‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫عاشوراء ‪ ،‬أحتسب على هللا أن يُكفّر السنة التي قبله )‬

‫_ قوله ‪( :‬يكفر السنة التي قبله) ؛ أي ذنوبها ‪ ،‬وتردد ابن قاسم في المراد‬
‫بـ (السنة التي قبله) ‪ :‬هل هي سنته ووصفها بالقبلية باعتبار بعضها الذي هو‬
‫التسعة األيام قبل عاشوراء ‪ ،‬أو المراد بها ‪ :‬سنة كاملة قبله ‪ ،‬وعليه ‪ :‬فهل‬
‫المراد سنة آخرها تاسوعاء أو سنة آخرها سلخ الحجة ؟ واستقرب بعضهم‪:‬‬
‫أن المراد‪ :‬سنة كاملة آخرها عاشوراء ‪.‬‬
‫• والحكمة في كون يوم عرفة يُكفّر سنتين ‪ ،‬وعاشوراء يُكفّر سنة ‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫األول من خصائصنا ‪ ،‬بخالف الثاني ‪ ،‬وأعمالنا يتضاعف ثوابها على أعمال‬
‫بقيّة األمم كما في الحديث الصحيح ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫جمع ‪( :‬إن صوم عرفة محمدي وعاشوراء‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا أظهر وأولى من قول‬
‫موسوي) ؛ ألنه يرد عليه أن صوم عاشوراء أيضا ً محمدي ؛ ألنه صلى هللا‬
‫عليه وآله وسلم صامه بوحي ٍ ال تبعا ً لسيدنا موسى ؛ إذ شرع من قبلنا ليس‬
‫شرعا ً لنا وإن ورد في شرعنا ما يقرره في األصح ‪.‬‬
‫وأجاب بأنه إنما نُسب لموسى ؛ ألنه أول من صامه ‪ ،‬وال يخفى َّ‬
‫أن هذا‬
‫الجواب ال يمنع األولوية واألظهرية ‪ ،‬على أن فيه مخالفة لما ذكره بعضهم ‪:‬‬
‫أن سيدنا نوح قد صامه أيضا ً ‪ ،‬ثم رأيتُ في {الجامع الصغير} ما هو صريح‬
‫في أن األنبياء يصومونه وهو ‪( :‬صوموا يوم عاشوراء ‪ ،‬يوم تصومه‬
‫األنبياء) رواه ابن أبي شيبة ‪ ،‬قال العزيزي ‪ :‬وإسناده صحيح ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬ترمسي ‪.‬‬

‫• قال القائل ‪:‬‬


‫ٌ‬
‫أحاديث صحاحْ‬ ‫ـمصطفى فيه‬ ‫صوم عاشوراء قد جاء عن الـ‬
‫الح ونجــــاحْ‬
‫الح وفـــــ ٍ‬
‫بصـــ ٍ‬ ‫فـــاغـتـنـمـه ثـم أبـشـر بـعـــدهُ‬
‫ح فــي ريـــاحْ‬
‫وسـواه فــريــا ٌ‬ ‫فــالـذي قـد جـاء عنه مرتضى‬
‫اهـ ‪ :‬النفائس المفيدة ‪.‬‬

‫حكم إفراد يوم عاشوراء بالصوم‬

‫• مسألة ‪ :‬ال يكره إفراد صوم يوم عاشوراء ؛ لعدم ورود نهي فيه ‪.‬‬
‫اهـ ترمسي ‪.‬‬

‫_ وفي {إعانة الطالبين} ما حاصله ‪ :‬ومن الحكمة في صوم يوم التاسع مع‬
‫العاشر ‪ :‬االحتراز من إفراده بالصوم كما في يوم الجمعة ‪ ،،‬قال في النهاية‪:‬‬
‫وظاهر ما ذكر من تشبيهه بيوم الجمعة ‪ :‬أنه يكره إفراده ‪ ،‬لكن في {األم} ‪:‬‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫ال بأس بإفراده ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫عن صيام تاسوعاء والحادي عشر من المحرم‬

‫• عن سيدنا عبد هللا بن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬يقول‪ :‬حين صام رسول‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬يوم عاشوراء وأمر بصيامه ‪ ،‬قالوا يا رسول‬
‫هللا ‪ ،‬إنّه يو ٌم تعظمه اليهود والنصارى ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم‪: -‬‬
‫ت‬
‫( فإذا كان العام المقبل إن شاء هللا صمنا اليوم التاسع ) ‪ ،‬قال فلم يأ ِ‬
‫العام ال ُمقبل‪ ،‬حتى توفي رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ . -‬رواه مسلم ‪.‬‬

‫• وعن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وآله وسلم‪ ( : -‬صوموا يوم عاشوراء ‪ ،‬وخالفوا فيه اليهود ‪ ،‬صوموا قبله‬
‫يوما ً وبعده يوما ً ) ‪ .‬رواه البيهقي ‪.‬‬

‫• وعن داود بن علي عن أبيه عن جده ‪-‬رضي هللا عنهم‪َّ : -‬‬


‫أن رسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬قال ‪ ( :‬لئن بقيت ألُمرت بصيام يوم قبله أو بعده)‬
‫رواه البيهقي ‪.‬‬ ‫يعني عاشوراء ‪.‬‬

‫• يُسن صيام تاسوعاء ؛ وهو تاسع شهر هللا المحرم ؛ لعزمه صلى هللا عليه‬
‫وآله وسلم وإن لم يفعله ‪.‬‬
‫• وحكمة صوم يوم تاسوعاء مع عاشوراء ‪ :‬االحتياط له ؛ الحتمال الغلط‬
‫في أول الشهر ‪ ،‬ولمخالفة اليهود ؛ فإنهم يصومون العاشر ‪ ،‬واالحتراز من‬
‫إفراده بالصوم ؛ على ما قيل إنه مكروه ‪ ،‬فإن لم يصم معه تاسوعاء ‪ ..‬سن‬
‫له أن يصوم معه الحادي عشر ‪ ،‬بل نص اإلمام الشافعي في {األم واإلمالء}‪:‬‬
‫على استحباب صوم الثالثة ‪.‬‬
‫• فائدة ‪ :‬ذكر الشوبري ‪ :‬إن تاسوعاء يكفّر سنة أيضا ً كعاشوراء ‪.‬‬
‫اهـ فتوحات الوهاب ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫• وفي {المنهج مع الحاشية} ما نصه ‪:‬‬
‫لخبر‬
‫ٍ‬ ‫ويُسن صومهما ‪-‬أي عاشوراء وتاسوعاء‪ -‬مع الحادي عشر من المحرم ؛‬
‫فيه رواه اإلمام أحمد بن حنبل ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬وكذا اإلمام الشافعي والبيهقي‬
‫سن ‪ ،‬ولفظ الحديث ‪:‬‬ ‫كلهم عن ابن عباس ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬بإسنا ٍد ح َ‬
‫( صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود ‪ ،‬وصوموا يوما ً قبله وبعده يوما ً )‬
‫وبصوم الحادي عشر ‪ ..‬يحصل االحتياط‪ ،‬كما يحصل االحتياط بالتاسع ؛‬
‫ألن الغلط تارة ً يكون بالتقديم ‪ ،‬وتارة ً يكون بالتأخير ‪ ،‬فإذا صام التاسع‬
‫َّ‬
‫والحادي عشر ‪ ..‬حصل االحتياط بكل حال ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬مغني ‪ ،‬وباعشن ‪ ،‬وترمسي ‪.‬‬

‫• قال العزيزي عن جمع ‪ ( :‬صيام يوم عاشوراء على ثالث مراتب ‪:‬‬
‫أدناها ‪ :‬أن يُصام وحده ‪ ،‬وفوقه‪ :‬أن يُصام معه التاسع ‪ ،‬وفوقه‪ :‬أن يُصام‬
‫معه التاسع والحادي عشر ‪ ،،‬فحديث أحمد المذكور ‪ ..‬بالنسبة لألكمل ‪،‬‬
‫وحديث‪{ :‬ألن عشتُ إلى القابل ‪ ..‬الحديث} بالنسبة لما يليه ) ‪.‬‬
‫• قال في {األسنى} ‪ :‬ولو قيل‪ :‬إنه يستحب صوم الثامن احتياطا ً كنظيره فيما‬
‫مر ‪ ..‬لكان حسنا ً ‪ ،‬وقال {باعشن} ‪ :‬بل يُسن صوم عشر المحرم األ ُ َول نظر‬
‫َّ‬
‫الحجة ‪ ،‬ذكره الغزالي ‪.‬‬
‫مر في ِ‬‫ما َّ‬
‫اهـ ملخصا ً ‪ :‬بشرى الكريم ‪ ،‬وترمسي ‪.‬‬

‫هل كان صوم عاشوراء واجبا ً‬

‫اختلفوا أن صوم عاشوراء كان واجبا ً قبل رمضان أم ال ؟ فعند اإلمام‬


‫الشافعي ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في األظهر ‪ :‬أنه لم يكن واجبا ً ‪.‬‬
‫وعند اإلمام أبي حنيفة ‪-‬رضي هللا عنه‪ : -‬أنه كان واجبا ً ثم نُسخ بوجوب‬
‫صوم رمضان ‪ ،‬وهو وجهٌ للشافعي ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬شرح العيني ألبي داود ‪ ،‬والفوائد الشاطرية ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫عن التوسعة على العيال في يوم عاشوراء‬

‫• يُسن التوسعة على العيال(‪ )1‬في يوم عاشوراء ؛ ليُوسع هللا تعالى عليه‬
‫السنة كلها ‪ ،‬فعن علقمة عن عبدهللا ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬عن النبي ‪-‬صلى هللا‬
‫سع على عياله يوم عاشوراء ‪ ..‬لم يزل في‬ ‫عليه وآله وسلم‪ -‬قال‪ ( :‬من و ّ‬
‫رواه الطبراني ‪.‬‬ ‫سعة سائر سنته ) ‪.‬‬‫َ‬
‫_ وذلك َّ‬
‫ألن هللا سبحانه أغرقَ الدنيا بالطوفان ‪ ،‬فلم يبقَ إال سفينة نوح بمن‬
‫فيها ‪ ،‬فر َّد عليهم دنياهم يوم عاشوراء ‪ ،‬وأُمروا بالهبوط للتأهب للعيال في‬
‫بسالم وبركات عليهم وعلى من في أصالبهم من الموح ّدِين ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أمر معاشهم‬
‫فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش ‪ ،‬فيُسن زيادة ذلك في كل‬
‫مجرب للبركة والتوسعة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عام ‪ ،‬وذلك‬
‫قال جابر الصحابي ‪-‬رضي هللا عنه‪ : -‬جربناه فوجدناه صحيحا ً ‪ ،‬وقال أبو‬
‫الزبير الراوي عن جابر مثله ‪ ،‬وقال شعبة الراوي عن الزبير مثله ‪ ،‬وقال‬
‫ابن عيينة‪ :‬جربناه خمسين أو ستين سنة ‪ ،‬وقال أحد أئمة المالكية ‪:‬‬
‫قوالً وجدنا عليه الح َّ‬
‫ق والنورا‬ ‫قــال الـرسـول صـالة هللا تـشـمـله‬
‫يكن بعيشته في الحول مجبورا‬ ‫من بات في ليل عاشوراء ذا سعة‬
‫خـير الـورى كلهم حيا ً ومقبورا‬ ‫فارغب فديتك فــيما فـيــه ر ّ‬
‫غبَنــا‬

‫قال المؤلف ‪ :‬فهذا من هذا اإلمام الجليل يدل على أن للحديث أصال ‪.‬‬
‫سع هللا تعالى‬ ‫• وفي رواية ‪ ( :‬من و ّ‬
‫س َع على عياله يوم عاشوراء ‪ ..‬و ّ‬
‫عليه وعلى عياله إلى مثلها من السنة المقبلة ‪ ،‬وأنا الضامن له ) ‪.‬‬

‫اهـ ‪ :‬فيض القدير ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أي من يعوله وتلزمه نفقتهم من نحو ول ٍد وزوج ٍة وخادم ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫طرق عديدة ‪ ،‬لو فُرض أنها غير صحيحة ‪ ..‬لكان انضمام‬ ‫ٌ‬ ‫والحديث له‬
‫قوة ‪ ،‬ويصح االحتجاج به كما قاله البيهقي ؛ كيف‬ ‫بعضها إلى بعض يفيده ّ‬
‫وقد صحح بعضها الزين العراقي ‪ ،‬ومن ث َّم اعترضوا على ابن الجوزي في‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬فيض القدير ‪ ،‬وترمسي ‪.‬‬ ‫جزمه بوضعه ‪.‬‬

‫• وهنالك رسالة للحافظ أبي الفيض أحمد بن الشيخ اإلمام أبي عبد هللا بن‬
‫صغَرا َء بتصحيح‬‫الصديق الغماري الحسني ‪-‬رحمهم هللا‪ -‬سماها ‪( :‬هدية ال ْ‬
‫حديث توسعة يوم عاشوراء) بيّن فيه صحة هذا الحديث المذكور ‪ ،‬وقال في‬
‫خاتمة رسالته ‪:‬‬
‫علم أن الحديث صحيح ‪ ،‬فليست التوسعة المذكورة فيه هي ما اعتاده‬ ‫إذا ُ‬
‫المغاربة من شراء اللعب وإقامة المهرجانات في األسواق والزيادة في إظهار‬
‫السرور ‪َّ ،‬‬
‫فإن ذلك ليس من التوسعة ‪ ،‬وال هو في الحديث ‪ ،‬وإنما ابتدعه بنو‬
‫أمية والنواصب باألندلس ؛ إغاظةً منهم آلل البيت ‪ ،‬فليحذر المؤمن ترويج‬
‫باطلهم ‪ ،‬وتأييد غرضهم الفاسد ‪ ،‬وليقتصر ‪-‬إن رغب في العمل بالحديث‪-‬‬
‫على مجرد التوسعة المباحة من الطعام والشراب والملبس‪ ،‬فإنه المذكور في‬
‫الحديث ال غيره ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬صـ‪. 32‬‬

‫‪23‬‬
‫من عادات سادتنا آل أبي علوي في ليلة عاشوراء ويومه‬

‫• تُعقد جلسة عشية يوم التاسع من المحرم ؛ لقراءة فضائل يوم عاشوراء‬
‫بمسجد الشيخ العارف باهلل حسين بن عبد هللا بلحاج بافضل ‪-‬رحمه هللا‪-‬‬
‫بالخليف ‪ ،‬ويحضر القراءة جمع‬‫كره) بحافة المسمر ِ‬ ‫المعروف بمسجد ( ُ‬
‫ش َ‬
‫غفير من أهل البلد ‪ ،‬وتنتهي الجلسة قبيل المغرب ‪ ،‬ثم ينصرف بعض‬
‫الحاضرين إلى مسجد آل أبي علوي ؛ لحضور القراءة بعد صالة العشاء تلك‬
‫الليلة ‪.‬‬
‫• وتُعقد جلسة قراءة عاشوراء الكبرى بعد صالة العشاء ليلة العاشر من‬
‫محرم بمسجد (آل أبي علوي) ‪ ،‬ويقرأ إمام المسجد القراءة الخاصة بفضائل‬
‫يوم عاشوراء من خطب ٍة للشيخ شعيب الحريفيشي ‪-‬رحمه هللا‪. -‬‬
‫وبعد االنتهاء من القراءة ‪ :‬يرتب اإلمام الفواتح ويبتهل إلى هللا ويجمع‬
‫الدعاء ‪ ،‬ثم يبدأ في التهاليل ‪ ،‬ويستمر في التهاليل والوهبة المقررة عنده ‪،‬‬
‫وبعد االنتهاء من ذلك ‪ ..‬يبدأ المعلم باغريب بقصائد وتواشيح دينية تُعرف‬
‫بالذكر ‪ ،‬ويختم الذكر بترتيب الفواتح وينصرف الحاضرون ‪.‬‬

‫(فائدة) ‪ :‬ذكر الحبيب العالمة علي بن عبد الرحمن المشهور ‪-‬رضي هللا‬
‫عنهما‪ -‬في (شرح الصدور) ما لفظه ‪:‬‬
‫وكان يجتمع في مسجد آل أبي علوي غالب أهل البلد وخليانها في خمس‬
‫ليالي في السنة ؛ و ُه َّن ‪:‬‬
‫‪ -1‬ليلة سبع وعشرين في شهر رمضان ؛ لختم القرآن في الصالة ‪ ،‬وإحياء‬
‫والتضرع والذكر إلى أن يصلوا الفجر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بقية الليل بالقراءة والدعاء‬
‫‪ -2‬وفي ليلة سبع من شهر شوال بعد صالة العشاء ؛ لختم القرآن أيضا ً ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -3‬وفي ليلة عشر من محرم ؛ لصالة العشاء ‪ ،‬وبعدها يقرؤون دعاء‬
‫عاشوراء فيه ‪ ،‬ثم التهاليل والذكر المعروف في تلك الليلة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -4‬وفي ليلة اثني عشر من ربيع األول ؛ لصالة العشاء وقراءة المولد‬
‫بعدها والذكر أيضا ً ‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي ليلة سبع وعشرين من شهر رجب ؛ لصالة العشاء ‪ ،‬وقراءة قصة‬
‫المعراج بعدها(‪ ،)2‬ثم التهاليل في تلك الليلة ‪.‬‬

‫• وفي عصر يوم عاشوراء ‪ :‬تُعقد جلسة عامة في بيت أحد األعيان ؛ كبيت‬
‫الحبيب المهاب علوي بن عبد هللا ابن شهاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ ، -‬ويقرؤون‬
‫ما تيسر من مجموع كالمه وما تيسر من القصائد ‪.‬‬
‫وتُختم الفاتحة من ِقبل المتصدر للجلسة ‪ ،‬ويبتهل بالدعاء ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫ينصرف الحاضرون ويتفرقوا ‪.‬‬
‫ويقومون بزيارة علماء وصلحاء وأعيان تلك البلدة ‪-‬أي بلدة تريم حرسها هللا‪-‬‬
‫السيما المقعدين في بيوتهم ‪ ،‬وكذلك زيارة ذوي األرحام والمرضى ‪،‬‬
‫الصوام لإلفطار ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ويتهيأ‬

‫• وكان من عمل سيدنا الحبيب علي بن محمد الحبشي ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬في‬
‫يوم عاشوراء ‪ :‬قراءة الفاتحة وسورة {يس} بنية الفرج العاجل واللطف‬
‫الشامل والنصر لإلسالم والمسلمين ‪ ،‬ثم يقرأ قصيدة (يا أرحم الراحمين)‬
‫للحبيب عبد هللا بن حسين ابن طاهر ‪-‬رضي هللا عنه‪. -‬‬
‫اهـ ‪ :‬نقالً بتصرف عن بعض الشيوخ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المنسوب للشيخ شعيب الحريفيشي ‪-‬رحمه هللا‪. -‬‬


‫(‪ )2‬وهي منسوبة أيضا ً للشيخ شعيب المذكور ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫حكم العمل بـ(يا حسين) ‪ ،‬وحكم اتخاذ هذا اليوم عيدا ً‬

‫ذكر الحبيب العالمة عبد الرحمن المشهور في (فتاويه) نقالً من فتاوى‬


‫الحبيب العالمة عبد هللا بن عمر بن يحيى ‪-‬رضي هللا عنهم‪: -‬‬
‫يوم عاشوراء أو‬‫مسألة ‪ :‬العمل بـ(يا حسين) في جهة الهند وجاوة المفعول َ‬
‫ض ّالل‬
‫ساق و ُ‬
‫قبله أو بع َده ‪ ..‬بدعة مذمومة شديدة التحريم ‪ ،‬وفاعلوه ف َّ‬
‫بالرفَ َ‬
‫ضة والناصبة ؛ إذ الفاعلون لذلك قسمان ‪:‬‬ ‫متشبّهون َّ‬
‫لباس أو ترك‬
‫قس ٌم ‪ :‬ينوحون ويَندبون ‪ ،‬ويظهرون الحزنَ وال َجزَ ع بتغيير ٍ‬
‫عصاة بذلك ؛ لحرمة هذه األشياء ‪ ،‬بل بعضها من الكبائر‬ ‫لباس معتاد ‪ ..‬فهم ُ‬
‫َّت لَيُعذَّ ُ‬
‫ب ِببُكاء أه ِل ِه ) (‪ ، )1‬وأنه يتأذى من‬ ‫وفاعلها فاسق ‪ ،‬وورد ‪َّ ( :‬‬
‫إن المي َ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫تعظيم الحسين سبط رسول هللا‬
‫َ‬ ‫فانظر إلى هؤالء ال ُج َّهال الحمقى ‪ ،‬يريدون‬
‫‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬بما يتأذى به ‪ ،‬ويكون خصمهم عند هللا تعالى ‪.‬‬
‫ذكر ُمصاب الحسين ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬ذلك اليوم ‪ :‬أن يشتغل‬ ‫بل ينبغي لمن َ‬
‫باالسترجاع ؛ امتثاالً لألمر وإحرازا ً لألجر ‪.‬‬
‫سبط يوم عاشوراء ‪ ..‬إنما هو الشهادة الدالة على مزيد‬ ‫وما أُصيب به ال ِ ّ‬
‫حظوته ورفعة درجته عند ربّه ‪.‬‬

‫وقس ٌم ‪ :‬يلعبون ويفرحون ويخذونه عيدا ً ‪ ،‬وقصدهم ‪ :‬إظهار الفرح‬


‫والسرور بمقتل الحسين ‪ ..‬فهم بذلك أشد عصيانا ً وإثما ً ‪ ،‬بل فعلهم هذا من‬
‫شرك ؛ إذ قتل النفس أكبر الكبائر بعد الشرك ‪ ،‬فكيف بقتل‬ ‫أكبر الكبائر بعد ال ِ ّ‬
‫سيد المؤمنين ‪َ ،‬ريحانة سيد الكونين ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪. -‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫والفرح بالمعصية وإظهار السرور بها شديد التحريم ‪ ،‬ومرتبته كالمعصية‬
‫كفر ‪.‬‬
‫باإلثم ‪ ،‬بل جاء عن اإلمام أحمد ‪ :‬أنه ٌ‬
‫بغض الحسين والفرح بمصابه ‪ ..‬كبيرة يُخشى منه‬
‫َ‬ ‫وقد اتفق أهل السنة ‪ :‬أن‬
‫سوء الخاتمة ‪.‬‬
‫وألن الفرح بذلك يؤذي جدّه عليه الصالة والسالم ‪ ،‬وعليّا ً والحسين‬ ‫َّ‬
‫هللا‬
‫إن الذين يُؤذون َ‬ ‫والزهراء ‪-‬رضوان هللا عليهم‪ ، -‬وقد قال تعالى ‪َّ ( :‬‬
‫غضب هللا بمن آذاني في‬ ‫ُ‬ ‫ورسولَه لعنهم هللا ) اآلية ‪ ،‬وورد ‪ ( :‬اشت َّد‬
‫سأ لَهُ في أجله وأن يُمت َّ َع بما‬ ‫أحب أن يُن َ‬‫َّ‬ ‫عترتي ) (‪ ، )1‬وورد أيضا ً ‪ ( :‬من‬
‫َخ َّولهُ هللا تعالى ‪ ..‬فليخلفني في أهلي خالفةً حسنة ‪ ،‬فمن لم يخلفني فيهم ‪..‬‬
‫مسو ّدا ً وج ُهه ) (‪. )2‬‬
‫َ‬ ‫ي يوم القيامة‬‫ُمره ‪ ،‬وورد عل َّ‬
‫بُتِ َر ع ُ‬
‫فعُلم ‪ :‬أن إنفاق المال على العاملينَ لهذه المخازي ‪ ..‬شدي ُد التحريم ‪ ،‬وأخذه‬
‫اهـ بغية المسترشدين ج‪ 2‬صـ‪. 841‬‬ ‫‪ ..‬من أكل أموال الناس بالباطل ‪.‬‬

‫• وقال الحبيب العالمة عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس ‪-‬رضي هللا‬


‫عنه‪ ( : -‬وما أحدثه الرافضة ونحوهم من الندب والنوح والحزن يوم‬
‫عاشوراء ؛ زاعمين أن ذلك من محبة أهل البيت ‪-‬رضي هللا عنهم‪ .. -‬فهذا‬
‫تزيين الشياطين ) ‪ ،‬وقال أيضا ً ‪ ( :‬اتخاذ هذا اليوم ‪-‬أي يوم عاشوراء‪ -‬عيدا ً‬
‫اهـ ‪ :‬عقد الجواهر ‪.‬‬ ‫‪ ..‬إنما هو فعل اليهود ) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه ابن عدي في الكامل ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو نعيم في (معرفة الصحابة) ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ذم العبث بالماء‬

‫ومما شاع في بعض البلدان والجهات ‪ ،‬من الجهاالت والمنكرات ‪ :‬العبث‬


‫ب‬
‫بالماء واإلسراف واللعب فيه ‪ ،‬في هذا اليوم بالخصوص دون أي سب ٍ‬
‫وجيه ‪ ،‬فهذا ال شك من بدع أهل الضالل ‪ ،‬والمبغضين لسيدنا الحسين‬
‫ق هللا في ذلك ‪ ،‬ونكف عنه تجنبا ً للمها ِلك ‪ ،‬فالنعمة إن ُحمدت‬ ‫واآلل ‪ ،‬فلنت ِ‬
‫ع ‪ ..‬فُقدت ‪ ،‬وقد نُهينا عن اإلسراف في تطهرنا للعبادات‪،‬‬ ‫قُيدت ‪ ،‬وإن لم تُرا َ‬
‫فما الشأن في هذه العادات والمنكرات‪ ،‬وأين أولياء األمور من هذا وأين‬
‫الناهون ‪ ،‬ولكن إنّا هلل وإنا إليه راجعون ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫فوائد ومسائل عامة‬

‫• فائدة ‪ :‬قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ : -‬قد يُقال ‪ :‬إذا كفّ َر الوضوء الذنوب‬
‫فماذا تكفّر الصالة ‪ ،‬وإذا كفّرت الصالة فماذا تُكفّر الصالة في الجماعات‪،‬‬
‫ورمضان‪ ،‬وصوم يوم عرفة‪ ،‬وعاشوراء‪ ،‬وموافقة تأمين المالئكة ؛ فقد ورد‬
‫في ك ٍل أنه يُكفّر ؟‬
‫أن كل واحد من المذكورات صال ٌح‬ ‫قال ‪ :‬والجواب ما أجاب به العلماء ‪َّ :‬‬
‫للتكفير ‪ ،‬فإن َوجد ما يكفّره من الصغائر ‪ ..‬كفّره ‪ ،‬وإن لم يصادف صغيرة‬
‫ورفعت به درجات ‪ ،‬وإن صادف كبيرة أو‬ ‫وال كبيرة ‪ُ ..‬كتب به حسنات ُ‬
‫اهـ ‪ :‬شرح السيوطي على مسلم ‪.‬‬ ‫كبائر ‪ ..‬رجونا أن يُخفف من الكبائر ‪.‬‬

‫• تنبيه ‪ :‬قد يوجد للصوم سببان ‪ ،‬كوقوع عرفة وعاشوراء يوم اثنين أو‬
‫خميس ‪ ،‬وكوقوعهما ‪-‬أي اإلثنين والخميس‪ -‬في ستة شوال ‪ ..‬فيتأكد صوم ماله‬
‫سببان ؛ رعايةً لك ٍل منهما ‪ ،‬فإن نواهما ‪ ..‬حصال ؛ كالصدقة على القريب‬
‫صدقة وصلة ‪ ،‬وكذا لو نوى أحدهما فيما يظهر ‪ .‬اهـ ‪ :‬حاشية البجيرمي ‪.‬‬

‫• فائدة ‪ :‬من كالم الحبيب علوي ابن شهاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬حاكيا ً عن‬
‫اإلمام الحداد ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬أنه كان يقول ‪:‬‬
‫( ما استحسنا من صاحب {المشرع} ذكر قصة الحسين وقتله ‪ ،‬وما القاه من‬
‫بني أمية ) ‪ ،‬وكان إذا وصلها القاري ‪ ..‬يأمره يقفزها ‪.‬‬
‫اهـ مجموع كالمه صـ‪. 246‬‬

‫• حكاية ‪ :‬يُحكى عن الحبيب حامد بن علوي الحداد أخو الحبيب عبد هللا‬
‫حضر قراءة فضائل عاشوراء بمسجد‬ ‫َ‬ ‫الحداد ‪-‬رضي هللا عنهم‪ : -‬أنه لما‬
‫آل أبي علوي ‪ ،‬وسمع فضل الصدقة في ذلك اليوم ‪ ..‬خرج إلى بيته ‪ ،‬فلم‬
‫يجد ما يتصدق به ‪ ،‬فأخذ ثياب أهله وتصدّق بها ‪ .‬اهـ تحفة األحباب ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫• قال القائل ‪:‬‬
‫الناس مشهورا‬ ‫ِ‬ ‫يو ٌم غدا فضـله فـي‬ ‫طالب العفو هذا يـوم عـاشورا‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫إال وعـا َد بــمـا يــهــواه مــســرورا‬ ‫داع لـــحــاجــتِه‬
‫ما إن دعــا ربَّه ٍ‬
‫إال وأصـبـ َح َ‬
‫ذاك الــذنــب مـغـفـورا‬ ‫ب َخ ِج ٌل‬ ‫هللا فـيــه مـــذنـ ٌ‬
‫وال أتــى َ‬
‫العرض مذعورا‬
‫ِ‬ ‫من قب ِل ت ُ ُ‬
‫وقف يوم‬ ‫فتب إلـى هللا في ِه وابـــ ِغ رحــمتَهُ‬
‫تقرأ كتابـك بـيـن الـنـاس مـنـشـورا‬ ‫ق‬‫ق ُمضنى وفي ع ََر ٍ‬ ‫فأنتَ في فَ َر ٍ‬
‫وقِـف عـلى بـابـه خـجـ َ‬
‫الن مكسورا‬ ‫فاســأل إلـهـ َك فيه فـض َل رحمته‬
‫اهـ ‪ :‬من خطبة الحريفيشي ‪.‬‬

‫وهذا ما تيسر نقله ومجعه بعون اهلل وحُسن توفيقه ‪ ،‬ونستغفر اهلل‬

‫ونفوض إليه ‪ ،‬ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪،‬‬

‫سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العليم احلكيم‬

‫وكان الفراغ من مجعها ليلة األربعاء ‪ ،‬يف الثامن من شهر اهلل‬

‫احملرم ‪ ،‬عام مخسة وأربعني وأربع مائة وألف هجرية‬

‫(‪1445‬هـ)‬

‫وصلى اهلل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم ‪ ،‬واحلمد‬

‫هلل رب العاملني ‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫" فِه ِْرس المحتويات "‬

‫ص‬ ‫البيان‬ ‫ص‬ ‫البيان‬


‫‪ 2‬حكم إفراد يوم عاشوراء بالصوم ‪19‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪ 3‬عن صيام يوم تاسوعاء والحادي ‪20‬‬ ‫من فضائل شهر محرم والعشر‬
‫عشر من المحرم‬ ‫األ ُ َول منه‬
‫هل كان صوم عاشوراء واجب ‪21‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ترتيب األشهر ال ُحرم‬
‫‪ 6‬عن التوسعة على العيال في يوم ‪22‬‬ ‫أفضل الشهور‬
‫عاشوراء‬
‫من عادات سادتنا آل أبي علوي ‪24‬‬ ‫‪9‬‬ ‫سبب قول (شهر هللا) في المحرم‬
‫في ليلة عاشوراء ويومه‬ ‫دون غيره‬
‫حكم العمل بـ(يا حسين) ‪ ،‬وحكم ‪26‬‬ ‫‪9‬‬ ‫سبب تسميته بمحرم وتخصيصه‬
‫اتخاذ هذا اليوم عيدا ً‬ ‫بالتعريف‬
‫‪28‬‬ ‫ذم العبث بالماء‬ ‫‪10‬‬ ‫ما يُطلب فعله في ليلة عاشوراء‬
‫‪29‬‬ ‫فوائد ومسائل عامة‬ ‫‪12‬‬ ‫ما يُطلب فعله في يوم عاشوراء‬
‫‪31‬‬ ‫فهرس المحتويات‬ ‫‪18‬‬ ‫عن صيام يوم عاشوراء‬

‫‪31‬‬

You might also like