Professional Documents
Culture Documents
ٔ
بسم هللا الرحمن الرحٌم
أهل تقرٌبه نفوسا ً ،وسقى أرباب مصافاتهالحمد هلل الذي طهّر بتأدٌبه من ِ
من شراب مناجاته كؤوسا ً ،ورفع كٌد الشٌطان عن قلوب أهل اإلٌمان
فأصبح عنها محبوسا ً ،وجعل عدد السنٌن بجرٌان الشمس والقمر للحاسبٌن
محروسا ً ،وكرّ َم عشر المحرم وكلّم فً عاشوراء به موسى ،وصلى هللا
وسلم على محمد عبده ورسوله أشرؾ الخالئق ُخلقا ً ،وعلى آله الذٌن حازوا
كل الفضائل سبقا ً ،وعلى أصحابه وعلماء أمته الذٌن سارت علومهم ؼربا ً
وشرقا ً ،أما بعد :
فهذا مجموع ٌسٌر لما ٌُطلب فعله من الخصال واألذكار ،فً ٌوم
عاشوراء ،مقتبس من األحادٌث واألخبار واآلثار ،ومن فوائد وتجارب
العلماء والسادة األطهار ،سائالً من العزٌز الؽ ّفار ،أن ٌعم بها النفع فً سائر
األقطار واألمصار ،وأن ٌجعلها خالصة من دواعً الرٌاء والعُجب
واالؼترار ،بجاه طه الرسول ،جد ربنا بالقبول ،وهب لنا كل سول ،رب
استجب لً آمٌن ،والحمد هلل رب العالمٌن .
الطبعة الثانوة
ٕ
من فضائل شهر محرم والعشر األُ َول منه
(ٔ) قال فً القاموس :العاشوراء والعشوراء و ٌُقصران ،و(العاشور) :عاشر المحرم أو
تاسعه اهـ _ ،قوله (أو تاسعه) :ومذهب ابن عباس -رضً هللا عنهما -أنه هو عاشوراء
كما فً مسلم وغٌره ؛ أخذاً من أظماء اإلبل ،فإن العرب ُتسمً تاسع ٌوم الورد {عِشراً}
وردَّ بأن األول هو المشهور شرعا ً
بكسر أوله ،وسابعها {ثِمناً} بالكسر أٌضا ً ..وهكذا ُ ،
ولغة وكما فً الحدٌث الذي رواه هو نفسه عن النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلم -فإذا كان ً
العام المقبل ..الحدٌث .
اهـ ملخصا ً بتصرف :فتح الباري ،وغالٌة المواعظ ،وترمسً .
ٖ
ُعظمون ثالث عشرات : قال أبو عثمان النهدي -رحمه هللا ( : -كانوا ٌ ّ
العشر األ ُ َول من ذي ال ِحجة ،وأنه هو المُقسم به فً هذه اآلٌات ،والعشر
األواخر من شهر رمضان ،والعشر األ ُ َول من محرم ،وأنها هً التً أت َّم
هللا تعالى بها مٌقات موسى -علٌه السالم -أربعٌن لٌلة ،وأنَّ التكلم كان فً
عاشرها ) .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :الترؼٌب والترهٌب للشٌخ إسماعٌل األصبهانً ،وؼالٌة المواعظ ،
وكنز النجاح والسرور .
وقالوا :وٌنبؽً استفتاح العام بتوب ٍة نصوح تمحو ما سلؾ من الذنوب فً
األٌام الخالٌة ،ولقد نصح القائل :
ت ال ُمحـ ّر َمـاولــ ْم َتح َتــ ِرم فــٌـمـا أتٌـ َ شهور العام لهـواً وغـ ً
فلة َ قـطـعـ َ
ت
ِ
الصوم صوما ً ُمت َّم َما
ِ شهر
َ ص َ
مت وال ُ ت فــٌــه بـحـقــ ِه ب و ّفـٌـ َفــال رجــ ٌ
نت ُمحـــرمــا مضى كنت قواما ً وال ُك َ لٌال عشر ذي الحِج ِة الذي وال فً ِ
و َتـبكً عـلـٌــهــا حــسـر ًة و َتـنــدّمـا وب ِب َعـ ْبـ َر ٍة
فهل لك أن تمحـو الذنـ َ
لـعلَّـ َك أن تــمـحـو بـهـا مـــا َتـقـدّمـا وتسـتقـبـل َ العـا َم الـجـدٌـ َد بتـــوب ٍة
اهـ :لطائؾ المعارؾ ،وؼالٌة المواعظ .
قوله تعالى ( :ذلك الدٌن الق ٌّم فال تظلموا فٌهنَّ أنفسكم ) .
ذكر الشٌخ أبو الحسن علً بن محمد الماوردي فً كتابه {الحاوي الكبٌر
مختصر المزنً} بعد إٌراده لهذه اآلٌة ،ما نصه :فالظلم وإن كان قبٌحا ً فً
اهـ جٖ صـٗ.ٗٙ جمٌع السّنة ..فهو فً األشهر الحُ ُرم أقبح .
وقال سٌدنا ابن عباس -رضً هللا عنهما ( : -إنَّ الحسنات فٌها ُتضاعؾ
اهـ :ؼالٌة المواعظ صـ. ٘95 ُؾ السٌئات ) .
كتضاع ِ
ومن صام شهر ذي ال ِحجة سوى األٌام المحرم صٌامها منه ،وصام
المُحرم ..فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فٌُرجى أن ُتكتب له سنته
كلها طاعة ؛ فإنَّ من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة ..فهو فً حكم من
ٗ
ث مرفوع ( :ما من حافظٌن استؽرق بالطاعة ما بٌن العملٌن ،وفً حدٌ ٍ
ً
صحٌفة ،فٌرى فً أولها وفً آخرها خٌراً ..إال قال هللا ٌرفعان إلى هللا
ؼفرت لعبدي ما بٌن طرفٌها ) أخرجه الطبرانًُ لمالئك ِته :أُشهدكم أنً
وؼٌره ،وهو موجود فً بعض نسخ كتاب الترمذي .
ث آخر مرفوع ( :ابن آدم اذكرنً من أول النهار ساعة ومن وفً حدٌ ٍ
ً
ساعة ..أؼفر لك ما بٌن ذلك إال الكبائر ،أو تتوب منها ) . آخر النهار
والحكمة فً جعل المحرم أول العام :أن ٌحصل االبتداء بشهر حرام ،
وٌُختم بشهر حرام ،وتتوسط السنة بشهر حرام وهو رجب .
اهـ شرح النووي على مسلم .
٘
ترتٌب األشهر ال ُح ُرم
هً :ذو ال َقعدة ،ثم ذو ال ِحجة ،ثم المحرم ،ثم رجب ،وهذا الترتٌب فً
ع ّد األشهر الحُ رم وجعلها فً سنتٌن ..هو الصواب كما قاله اإلمام النووي
فً شرح مسلم .
وعدها الكوفٌون من سنة واحدة ،فقالوا :المحرم ،ورجب ،وذو القعدة ،
وذو ال ِحجة ،،قال ابن رٌحة :وتظهر فائدة الخالؾ :فٌما إذا نذر صٌامها؛ أي
مرتبة ؛ بأن قال (هلل علً صوم األشهر الحُ رم) ،فعلى القول األول ٌ ..بدأ
بذي القعدة ،وعلى القول الثانً ٌ ..بدأ بالمحرم .
أما لو أطلق ؛ بأن قال( :هلل علً صوم األشهر الحُ رُم) ..فإنه ٌبدأ بما ٌلً
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :جمل ،وبجٌرمً . نذره .
أفضل الشهور
عن أبً هرٌرة -رضً هللا عنه -قال :قال رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم: -
( أفضل الصٌام بعد رمضان :شهر هللا المحرم ،وأفضل الصالة بعد
الفرٌضة :صالة اللٌل ) .رواه مسلم .
ٌُ سن صوم األشهر ال ُح ُرم ؛ إي جمٌعها ما عدا ٌوم العٌد وأٌام التشرٌق ؛
لحرمة صومها ،بل هً -أي األشهر الحرم -أفضل الشهور للصوم بعد
رمضان .
قال فً اإلٌعاب ( :وظاهر قولهم :أفضل األشهر للصوم بعد رمضان
األشهر الحُرم :أن أفضلٌتها على بقٌّة األشهر ما عدا رمضان ..إنما هً
ٙ
بالنسبة للصوم دون سائر العبادات ،ولو قٌل :إنها أفضل مطلقا ً ..لم ٌبعد ،
اهـ . وكأنهم إنما خصوا الصوم بالذكر ؛ ألنَّ الكالم فٌه )
(ٔ) واألفصح فتح قاف {ال َقعدة} وكسر حاء {الحِجة} ،وقد نظم ذلك بعضهم فقال :
اهـ :بجٌرمً . وفتح قاف قعدة قد صححوا وكسر حاء حِجة قد رجحوا
5
وبعضهم ق ّدم ال َقعدة على ال ِحجة ،لكن المعتمد تقدٌم ال ِحجة وأنه أفضل من
ذي القعدة ؛ لوقوع الحج فٌه والشتماله على ٌوم عرفة .
_ قوله( :ثم رجب) هذا صرٌح أن رجب أفضل من ذي ال ِحجة وذي القعدة ،
لكن قال فً اإلٌعاب ( :وفٌه وقفة ؛ فقد جزم الجرجانً أن أفضل ال ُحرُم ذو
الحجة ،وجزم به أٌضا ً فً {اإلحٌاء} وعلله بأنَّ فٌه الحج واألٌام المعلومات
والمعدودات ،وٌؤٌده ما أخرجه البٌهقً مرفوعاً{ :سٌد الشهور رمضان ،
وأعظمها ذو الحِجة} ،وحٌنئذ :فٌنبؽً أن ٌكون هو األفضل بعد المحرم ) .
8
سبب قول (شهر هللا) فً المحرم دون غٌره
قد سمّى النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلم -المحرم شهر هللا ،وإضافته إلى
هللا تدل على شرفه وفضله ،فإنَّ هللا ال ٌضٌؾ إلٌه إال خواص مخلوقاته ،
كما نسب سٌدنا محمد -صلى هللا علٌه وآله وسلم -وإبراهٌم وإسحاق وٌعقوب
وؼٌرهم من األنبٌاء إلى عبودٌته ،ونسب إلٌه بٌته وناقته .
عز اسمه ؛ تعظٌما ً له وتفخٌما ً له ،كقولهم: وقال الزمخشري :أضافه إلٌه َّ
بٌت هللا .اهـ ،وخص بهذه اإلضافة دون بقٌة الشهور ،مع أن فٌها أفضل
منه :ألنه اس ٌم إسالمً ،فإنَّ اسمه فً الجاهلٌة {صفر األول} ،وبقٌة
اهـ فٌض القدر . ً
جاهلٌة وإسالما ً . الشهور متحدة األسماء
المُحرَّ م بتشدٌد الراء المفتوحة ُ ،خصَّ بهذا االسم مع تحرٌم القتال فً جمٌع
األشهر ال ُحرُم ؛ ألنه أفضلها من حٌث المجموع ،فالتحرٌم فٌه أؼلظ ،وقٌل:
(ٔ)
ألنَّ هللا تعالى حرّ م الجنة فٌه على إبلٌس .
و ُخص بالتعرٌؾ ؛ إشعاراً بكونه أول السنة ،كذا قٌل ،فكأنهم قالوا :
{هذا الذي ٌكون أول العام دائماً} ،لكن الظاهر أن (أل) فٌه للمح الصفة ال
للتعرٌؾ ؛ فإنَّ تعرٌفه بالعلمٌة ال بالالم .
قوم ٌجوز على {صفر
قوم ،وعند ٍ وال ٌجوز دخول (أل) على ؼٌره عند ٍ
اهـ :بجٌرمً ،و ترمسً . وشوال} .
(ٔ) قوله (لتحرٌم الجنة على إبلٌس) أي منعه منها ،والمراد إظهار التحرٌم لنا ،وإال
اهـ بجٌرمً . فتحرٌمها أزلً .
9
ما ٌُطلب فعله فً لٌلة عاشوراء
فائدة :
عن أحد كبار علماء السودان :أ ّنه رأى النبً -صلى هللا علٌه وآله وسلم -لٌلة
عاشوراء ،وأخبره أنه من صلى لٌلة عاشوراء ركعتٌن ٌ ،قرأ فً كل ركعة
ٓٔ
منها سورة {اإلخالص} ثالث مرات ،ثم بعد السالم منها ٌ ..قرأ هذه السور،
وهً :
ٔ -سورة طه -ٕ .وٌس -ٖ .والواقعة -ٗ .والمُلك -٘ .وسبح اسم
ربك األعلى -ٙ .وألم نشرح -5 .والقدر -8 .واإلخالص .
9وٓٔ -والمعوذتٌن -ٔٔ .ثم الفاتحة ..أعطاه هللا من الخٌر والبركة ماال
اهـ :عن بعض الشٌوخ . ٌُحصى .
حزن
ٍ من كالم اإلمام الحداد -رضً هللا عنه : -وأما عاشوراء فإنما هو ٌوم
أجل أن قتل الحسٌن كان فٌه ،ولم ٌصح فٌه أكثر من أنه
ال فر َح فٌه ؛ من ِ
ٌُصام وٌوسع فٌه على العٌال ،ولكنه فً نفسه ٌوم فاضل .
اهـ تثبٌت الفؤاد جٕ صـٖٕٕ .
و ُنقل عن بعض األفاضل :أنَّ األعمال فً ٌوم عاشوراء اثنا عشر عمالً :
ٔ -الصالة واألولى أن تكون {صالة التسبٌح} -ٕ .والصوم .
ٖ -والصدقة -ٗ .والتوسعة على العٌال -٘ .واالؼتسال -ٙ .وزٌارة
العالم الصالح -5 .وعٌادة المرٌض -8 .ومسح رأس الٌتٌم .
-9واالكتحال -ٔٓ .وتقلٌم األظفار -ٔٔ .وقراءة سورة اإلخالص ألؾ
مرة (ٔ) -ٕٔ .وصلة الرحم .
( ٔ)
وكرم وجهه -أنه قال :من قرأ فً ٌوم
وقد ورد عن سٌدنا علً -رضً هللا عنه ّ
عاشوراء (قل هو هللا أحد) ألف مرة ..نظر الرحمن إلٌه ،ومن نظر الرحمن إلٌه ..لم
اهـ :من خطبة الشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً . ٌعذبه أبداً .
ٔٔ
وزاد بعضهم -ٖٔ :الصلح بٌن اثنٌن -ٔٗ .وتفطٌر الصائمٌن .
أخ فً هللا -ٔٙ .وإكرام الوالدٌن والبر بهما -ٔ5 .وتشٌٌع
٘ٔ -وزٌارة ٍ
الجنائز -ٔ8 .وإماطة األذى عن الطرٌق -ٔ9 .وكظم الؽٌظ .
ٕٓ -والعفو عمن ظلم -ٕٔ .وكثرة ال ّتن ّفل -ٕٕ .وكثرة الذكر .
ولم ٌصح فٌها إال حدٌث الصٌام والتوسعة ،وأما باقً الخصال العشر ..
فمنها ما هو ضعٌؾ ،ومنها ما هو منكر موضوع كما قال العالمة
األجهوري .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :خطبة الشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً ،وكنز النجاح ،ونهاٌة الزٌن .
ووُ جد بخط بعضهم :أن مما ٌطلب ٌوم عاشوراء هذا الدعاء :
ب ،وٌا ُمخرج ذي النون ٌوم عاشوراء ،وٌا جامع مفرج ُكل َكر ٍ
( اللهم ٌا ّ
ض َّر أٌوب ٌوم عاشوراء ،وٌا شمل ٌعقوب ٌوم عاشوراء ،وٌا كاشف ُ
خالق ُروح سٌدنا محمد - َ سامع دعوة موسى وهارون ٌو َم عاشوراء ،وٌا
صلى هللا علٌه وآله وسلم -حبٌبك ومصطفاك ٌوم عاشوراء ،وٌا رحمان
اقض حاجتً فً الدنٌا واآلخرة ،وأطِ ل الدنٌا واآلخرة ،ال إله إال أنت ِ
ُعمري فً طاعتك ومحبتك ورضاكٌ ،ا أرحم الراحمٌن ،واحٌنً حٌا ًة ط ٌّبة
،وتوفنً على اإلسالم واإلٌمان ٌا أرحم الراحمٌن ،وصلى هللا تعالى على
سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم ) .
ٖٔ
ومن أدعٌة ٌوم عاشوراء ،مما وُ جد فً سفٌنة العلوم للعالمة الشٌخ
إبراهٌم العطار الشامً ،وهو :
أمرت ٌا ُمحسن بالتجاوز عن َ ( اللهم ٌا ُمحسنُ قد جاءك المسًء ،وقد
فأنت ال ُمحسن وأنا ال ُمسًء ،فتجاوز عن قبٌح ما عندي بجمٌل َ ال ُمسًء،
وباإلحسان موصوف ،أنلنً معروفك،
ِ بالبر معروف ،
ما عندك ،فأنت ِ
واغننً به عن معروف من سواك ٌ ،ا أرحم الرحمٌن ،وصلى هللا تعالى
على سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلٌما ً كثٌرا إلى ٌوم الدٌن ) .
اهـ :كنز النجاح والسرور .
كذلك ٌنبؽً صالة أربع ركعات ٌوم عاشوراء ٌ ،قرأ فً كل ركعة فاتحة
الكتاب مرة و{خمسٌن مرة} قل هو هللا أحد ؛ ألثر فٌها ذكره سٌدنا عبد
القادر الجٌالنً -رضً هللا عنه -فً كتابه {ال ُؽنٌة} .
فائدة :من أخذ ٌوم عاشوراء شٌئا ً من ماء الورد فً فنجان ،وقرأ علٌه
وهو ناظ ٌر إلٌه ( :الفاتحة) سبعا ً ،ثم ٌمسح به رأسه ووجهه ،وٌفعل ذلك
بمن أحب ..حُفظ من جمٌع العلل واألسقام إلى مثل ذلك الٌوم من العام القابل.
وٌوم عاشوراء هو العاشر من محرم ،وقٌل :التاسع ،وقٌل :الحادي عشر ،
فٌنبؽً عمل ذلك فً جمٌع هذه األٌام ؛ احتٌاطا ً .اهـ من سفٌنة الحبٌب محمد
بن عٌدروس بن شهاب .
اهـ :من فوائد الحبٌب علوي بن شهاب وولده الحبٌب محمد -رضً هللا عنهم -صـ٘ .
عن ابن عباس -رضً هللا عنهما ، -قال :قدم النبً -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -المدٌنة ،فرأى الٌهود تصوم ٌوم عاشوراء ،فقال ( :ما هذا ) قالوا:
هذا ٌو ٌم صالح ،هذا ٌو ٌم نجّ ى هللا بنً إسرائٌل من عدوهم ،فصامه موسى ،
قال ( :فأنا أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر بصٌامه .
رواه البخاري ومسلم ،واللفظ للبخاري .
ُ
رأٌت النبً -صلى هللا وعن ابن عباس -رضً هللا عنهما ، -قال ( :ما
علٌه وآله وسلمٌ -تحرّ ى صٌام ٌوم فضله على ؼٌره إال هذا الٌوم ٌ ،وم
رواه البخاري . عاشوراء ،وهذا الشهر ٌعنً شهر رمضان ) .
وعن سلمة بن األكوع -رضً هللا عنه : -أنَّ النبً -صلى هللا علٌه وآله
وسلم -بعث رجالً ٌنادي فً الناس ٌوم عاشوراء ( إنَّ من أكل ..فلٌتم أو
رواه البخاري . فلٌصم ،ومن لم ٌأكل ..فال ٌأكل ) .
وروى اإلمام مسلم عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم ( :صٌام ٌوم عرفة ،
أحتسب على هللا أن ٌُك َّفر السنة التً قبله والسنة التً بعده ،وصٌام ٌوم
رواه مسلم . عاشوراء ،أحتسب على هللا أن ٌُك ّفر السنة التً قبله )
_ قولهٌ( :كفر السنة التً قبله) ؛ أي ذنوبها ،وتردد ابن قاسم فً المراد بـ
(السنة التً قبله) :هل هً سنته ووصفها بالقبلٌة باعتبار بعضها الذي هو
التسعة األٌام قبل عاشوراء ،أو المراد بها :سنة كاملة قبله ،وعلٌه :فهل
المراد سنة آخرها تاسوعاء أو سنة آخرها سلخ الحجة ؟ واستقرب بعضهم:
أن المراد :سنة كاملة آخرها عاشوراء .
والحكمة فً كون ٌوم عرفة ٌُك ّفر سنتٌن ،وعاشوراء ٌُك ّفر سنة :أنَّ
األول من خصائصنا ،بخالؾ الثانً ،وأعمالنا ٌتضاعؾ ثوابها على أعمال
بقٌّة األمم كما فً الحدٌث الصحٌح .
٘ٔ
جمع ( :إن صوم عرفة محمدي وعاشوراء ٍ وهذا أظهر وأولى من قول
موسوي) ؛ ألنه ٌرد علٌه أن صوم عاشوراء أٌضا ً محمدي ؛ ألنه صلى هللا
علٌه وآله وسلم صامه بوحًٍ ال تبعا ً لسٌدنا موسى ؛ إذ شرع من قبلنا لٌس
شرعا ً لنا وإن ورد فً شرعنا ما ٌقرره فً األصح .
وأجاب بأنه إنما ُنسب لموسى ؛ ألنه أول من صامه ،وال ٌخفى أنَّ هذا
الجواب ال ٌمنع األولوٌة واألظهرٌة ،على أن فٌه مخالفة لما ذكره بعضهم :
ُ
رأٌت فً {الجامع الصؽٌر} ما هو صرٌح أن سٌدنا نوح قد صامه أٌضا ً ،ثم
فً أن األنبٌاء ٌصومونه وهو ( :صوموا ٌوم عاشوراء ٌ ،وم تصومه
األنبٌاء) رواه ابن أبً شٌبة ،قال العزٌزي :وإسناده صحٌح .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :ترمسً .
مسألة :ال ٌكره إفراد صوم ٌوم عاشوراء ؛ لعدم ورود نهً فٌه .
اهـ ترمسً .
_ وفً {إعانة الطالبٌن} ما حاصله :ومن الحكمة فً صوم ٌوم التاسع مع
العاشر :االحتراز من إفراده بالصوم كما فً ٌوم الجمعة ،،قال فً النهاٌة:
وظاهر ما ذكر من تشبٌهه بٌوم الجمعة :أنه ٌكره إفراده ،لكن فً {األم} :
اهـ . ال بأس بإفراده .
ٔٙ
عن صٌام تاسوعاء والحادي عشر من المحرم
عن سٌدنا عبد هللا بن عباس -رضً هللا عنهماٌ -قول :حٌن صام رسول
هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلمٌ -وم عاشوراء وأمر بصٌامه ،قالوا ٌا رسول
هللا ،إ ّنه ٌو ٌم تعظمه الٌهود والنصارى ،فقال رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله
وسلم: -
ت
( فإذا كان العام المقبل إن شاء هللا صمنا الٌوم التاسع ) ،قال فلم ٌأ ِ
العام المُقبل ،حتى توفً رسول هللا -صلى هللا علٌه وآله وسلم . -رواه مسلم .
وعن ابن عباس -رضً هللا عنهما -قال :قال رسول هللا -صلى هللا علٌه
وآله وسلم ( : -صوموا ٌوم عاشوراء ،وخالفوا فٌه الٌهود ،صوموا قبله
ٌوما ً وبعده ٌوما ً ) .رواه البٌهقً .
وعن داود بن علً عن أبٌه عن جده -رضً هللا عنهم : -أنَّ رسول هللا -
صلى هللا علٌه وآله وسلم -قال ( :لئن بقٌت ألُمرت بصٌام ٌوم قبله أو بعده)
رواه البٌهقً . ٌعنً عاشوراء .
ٌُ سن صٌام تاسوعاء ؛ وهو تاسع شهر هللا المحرم ؛ لعزمه صلى هللا علٌه
وآله وسلم وإن لم ٌفعله .
وحكمة صوم ٌوم تاسوعاء مع عاشوراء :االحتٌاط له ؛ الحتمال الؽلط
فً أول الشهر ،ولمخالفة الٌهود ؛ فإنهم ٌصومون العاشر ،واالحتراز من
إفراده بالصوم ؛ على ما قٌل إنه مكروه ،فإن لم ٌصم معه تاسوعاء ..سن
له أن ٌصوم معه الحادي عشر ،بل نص اإلمام الشافعً فً {األم واإلمالء}:
على استحباب صوم الثالثة .
ٔ5
وفً {المنهج مع الحاشٌة} ما نصه :
بر
وٌُسن صومهما -أي عاشوراء وتاسوعاء -مع الحادي عشر من المحرم ؛ لخ ٍ
فٌه رواه اإلمام أحمد بن حنبل -رضً هللا عنه -وكذا اإلمام الشافعً والبٌهقً
كلهم عن ابن عباس -رضً هللا عنهم -بإسنا ٍد ح َسن ،ولفظ الحدٌث :
( صوموا ٌوم عاشوراء وخالفوا الٌهود ،وصوموا ٌوما ً قبله وبعده ٌوما ً )
وبصوم الحادي عشر ٌ ..حصل االحتٌاط ،كما ٌحصل االحتٌاط بالتاسع ؛
ألنَّ الؽلط تار ًة ٌكون بالتقدٌم ،وتار ًة ٌكون بالتأخٌر ،فإذا صام التاسع
والحادي عشر ..حصل االحتٌاط بكل حال .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :مؽنً ،وباعشن ،وترمسً .
قال العزٌزي عن جمع ( :صٌام ٌوم عاشوراء على ثالث مراتب :
أدناها :أن ٌُصام وحده ،وفوقه :أن ٌُصام معه التاسع ،وفوقه :أن ٌُصام
معه التاسع والحادي عشر ،،فحدٌث أحمد المذكور ..بالنسبة لألكمل ،
ُ
عشت إلى القابل ..الحدٌث} بالنسبة لما ٌلٌه ) . وحدٌث{ :ألن
قال فً {األسنى} :ولو قٌل :إنه ٌستحب صوم الثامن احتٌاطا ً كنظٌره فٌما
مرَّ ..لكان حسنا ً ،وقال {باعشن} :بل ٌُسن صوم عشر المحرم األ ُ َول نظر
ما مرَّ فً ال ِحجة ،ذكره الؽزالً .
اهـ ملخصا ً :بشرى الكرٌم ،وترمسً .
ٌُ سن التوسعة على العٌال(ٔ) فً ٌوم عاشوراء ؛ لٌُوسع هللا تعالى علٌه
السنة كلها ،فعن علقمة عن عبدهللا -رضً هللا عنهما -عن النبً -صلى هللا
سع على عٌاله ٌوم عاشوراء ..لم ٌزل فً علٌه وآله وسلم -قال ( :من و ّ
رواه الطبرانً . سعة سائر سنته ) .َ
أؼرق الدنٌا بالطوفان ،فلم َ
ٌبق إال سفٌنة نوح بمن َ _ وذلك ألنَّ هللا سبحانه
فٌها ،فر َّد علٌهم دنٌاهم ٌوم عاشوراء ،وأُمروا بالهبوط للتأهب للعٌال فً
بسالم وبركات علٌهم وعلى من فً أصالبهم من الموح ِّدٌن ،
ٍ أمر معاشهم
فكان ذلك ٌوم التوسعة والزٌادة فً وظائؾ المعاش ،فٌُسن زٌادة ذلك فً كل
عام ،وذلك مجرّ ب للبركة والتوسعة .
قال جابر الصحابً -رضً هللا عنه : -جربناه فوجدناه صحٌحا ً ،وقال أبو
الزبٌر الراوي عن جابر مثله ،وقال شعبة الراوي عن الزبٌر مثله ،وقال
ابن عٌٌنة :جربناه خمسٌن أو ستٌن سنة ،وقال أحد أئمة المالكٌة :
َّ
الحق والنورا قوالً وجدنا علٌه قــال الـرسـول صـالة هللا تـشـمـله
ٌكن بعٌشته فً الحول مجبورا من بات فً لٌل عاشوراء ذا سعة
خـٌر الـورى كلهم حٌا ً ومقبورا فارغب فدٌتك فــٌما فـٌــه ر ّغ َبنــا
قال المؤلؾ :فهذا من هذا اإلمام الجلٌل ٌدل على أن للحدٌث أصال .
سع هللا تعالى وفً رواٌة ( :من و ّ
س َع على عٌاله ٌوم عاشوراء ..و ّ
علٌه وعلى عٌاله إلى مثلها من السنة المقبلة ،وأنا الضامن له ) .
اهـ :فٌض القدٌر . (ٔ) أي من ٌعوله وتلزمه نفقتهم من نحو ول ٍد وزوج ٍة وخادم .
ٔ9
طرق عدٌدة ،لو فُرض أنها ؼٌر صحٌحة ..لكان انضمام ٌ والحدٌث له
بعضها إلى بعض ٌفٌده قوّ ة ،وٌصح االحتجاج به كما قاله البٌهقً ؛ كٌؾ
وقد صحح بعضها الزٌن العراقً ،ومن ث َّم اعترضوا على ابن الجوزي فً
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :فٌض القدٌر ،وترمسً . جزمه بوضعه .
وهنالك رسالة للحافظ أبً الفٌض أحمد بن الشٌخ اإلمام أبً عبد هللا بن
الصدٌق الؽماري الحسنً -رحمهم هللا -سماها ( :هدٌة الصْ َؽرا َء بتصحٌح
حدٌث توسعة ٌوم عاشوراء) بٌّن فٌه صحة هذا الحدٌث المذكور ،وقال فً
خاتمة رسالته :
إذا عُلم أن الحدٌث صحٌح ،فلٌست التوسعة المذكورة فٌه هً ما اعتاده
المؽاربة من شراء اللعب وإقامة المهرجانات فً األسواق والزٌادة فً إظهار
السرور ،فإنَّ ذلك لٌس من التوسعة ،وال هو فً الحدٌث ،وإنما ابتدعه بنو
ً
إؼاظة منهم آلل البٌت ،فلٌحذر المؤمن تروٌج أمٌة والنواصب باألندلس ؛
باطلهم ،وتأٌٌد ؼرضهم الفاسد ،ولٌقتصر -إن رؼب فً العمل بالحدٌث-
على مجرد التوسعة المباحة من الطعام والشراب والملبس ،فإنه المذكور فً
الحدٌث ال ؼٌره .
اهـ ملخصا ً بتصرؾ :صـٕٖ .
ٕٓ
من عادات سادتنا آل أبً علوي فً لٌلة عاشوراء وٌومه
ُ تعقد جلسة عشٌة ٌوم التاسع من المحرم ؛ لقراءة فضائل ٌوم عاشوراء
بمسجد الشٌخ العارؾ باهلل حسٌن بن عبد هللا بلحاج بافضل -رحمه هللا-
كره) بحافة المسمر بال ِخلٌؾ ،وٌحضر القراءة جمع المعروؾ بمسجد ( ُ
ش َ
ؼفٌر من أهل البلد ،وتنتهً الجلسة قبٌل المؽرب ،ثم ٌنصرؾ بعض
الحاضرٌن إلى مسجد آل أبً علوي ؛ لحضور القراءة بعد صالة العشاء تلك
اللٌلة .
و ُتعقد جلسة قراءة عاشوراء الكبرى بعد صالة العشاء لٌلة العاشر من
محرم بمسجد (آل أبً علوي) ،وٌقرأ إمام المسجد القراءة الخاصة بفضائل
ٌوم عاشوراء من خطب ٍة للشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً -رحمه هللا. -
وبعد االنتهاء من القراءة ٌ :رتب اإلمام الفواتح وٌبتهل إلى هللا وٌجمع
الدعاء ،ثم ٌبدأ فً التهالٌل ،وٌستمر فً التهالٌل والوهبة المقررة عنده ،
وبعد االنتهاء من ذلك ٌ ..بدأ المعلم باؼرٌب بقصائد وتواشٌح دٌنٌة ُتعرؾ
بالذكر ،وٌختم الذكر بترتٌب الفواتح وٌنصرؾ الحاضرون .
(فائدة) :ذكر الحبٌب العالمة علً بن عبد الرحمن المشهور -رضً هللا
عنهما -فً (شرح الصدور) ما لفظه :
وكان ٌجتمع فً مسجد آل أبً علوي ؼالب أهل البلد وخلٌانها فً خمس
لٌالً فً السنة ؛ وهُنَّ :
ٔ -لٌلة سبع وعشرٌن فً شهر رمضان ؛ لختم القرآن فً الصالة ،وإحٌاء
بقٌة اللٌل بالقراءة والدعاء والتضرّ ع والذكر إلى أن ٌصلوا الفجر .
ٕ -وفً لٌلة سبع من شهر شوال بعد صالة العشاء ؛ لختم القرآن أٌضا ً .
ٕٔ
ٖ -وفً لٌلة عشر من محرم ؛ لصالة العشاء ،وبعدها ٌقرؤون دعاء
عاشوراء فٌه ،ثم التهالٌل والذكر المعروؾ فً تلك اللٌلة .
(ٔ)
ٗ -وفً لٌلة اثنً عشر من ربٌع األول ؛ لصالة العشاء وقراءة المولد
بعدها والذكر أٌضا ً .
٘ -وفً لٌلة سبع وعشرٌن من شهر رجب ؛ لصالة العشاء ،وقراءة قصة
المعراج بعدها(ٕ) ،ثم التهالٌل فً تلك اللٌلة .
وفً عصر ٌوم عاشوراء ُ :تعقد جلسة عامة فً بٌت أحد األعٌان ؛ كبٌت
الحبٌب المهاب علوي بن عبد هللا ابن شهاب -رضً هللا عنه ، -وٌقرؤوا ما
تٌسر من مجموع كالمه وما تٌسر من القصائد .
و ُتختم الفاتحة من ِقبل المتصدر للجلسة ،وٌبتهل بالدعاء ،ثم بعد ذلك
ٌنصرؾ الحاضرون وٌتفرقوا .
وٌقومون بزٌارة علماء وصلحاء وأعٌان تلك البلدة -أي بلدة ترٌم حرسها هللا-
السٌما المقعدٌن فً بٌوتهم ،وكذلك زٌارة ذوي األرحام والمرضى ،
وٌتهٌأ الصوّ ام لإلفطار .
وكان من عمل سٌدنا الحبٌب علً بن محمد الحبشً -رضً هللا عنه -فً
ٌوم عاشوراء :قراءة الفاتحة وسورة {ٌس} بنٌة الفرج العاجل واللطؾ
الشامل والنصر لإلسالم والمسلمٌن ،ثم ٌقرأ قصٌدة (ٌا أرحم الراحمٌن)
للحبٌب عبد هللا بن حسٌن ابن طاهر -رضً هللا عنه. -
اهـ :نقالً بتصرؾ عن بعض الشٌوخ .
فائدة :قال اإلمام النووي -رحمه هللا : -قد ٌُقال :إذا ك ّف َر الوضوء الذنوب
فماذا تك ّفر الصالة ،وإذا ك ّفرت الصالة فماذا ُتك ّفر الصالة فً الجماعات،
ورمضان ،وصوم ٌوم عرفة ،وعاشوراء ،وموافقة تأمٌن المالئكة ؛ فقد ورد
كل أنه ٌُك ّفر ؟
فً ٍ
قال :والجواب ما أجاب به العلماء :أنَّ كل واحد من المذكورات صال ٌح
للتكفٌر ،فإن َوجد ما ٌك ّفره من الصؽائر ..ك ّفره ،وإن لم ٌصادؾ صؽٌرة
وال كبٌرة ُ ..كتب به حسنات ورُفعت به درجات ،وإن صادؾ كبٌرة أو
اهـ :شرح السٌوطً على مسلم . كبائر ..رجونا أن ٌُخفؾ من الكبائر .
تنبٌه :قد ٌوجد للصوم سببان ،كوقوع عرفة وعاشوراء ٌوم اثنٌن أو
خمٌس ،وكوقوعهما -أي اإلثنٌن والخمٌس -فً ستة شوال ..فٌتأكد صوم ماله
لكل منهما ،فإن نواهما ..حصال ؛ كالصدقة على القرٌب ً
رعاٌة ٍ سببان ؛
صدقة وصلة ،وكذا لو نوى أحدهما فٌما ٌظهر .اهـ :حاشٌة البجٌرمً .
فائدة :من كالم الحبٌب علوي ابن شهاب -رضً هللا عنه -حاكٌا ً عن
اإلمام الحداد -رضً هللا عنه -أنه كان ٌقول :
( ما استحسنا من صاحب {المشرع} ذكر قصة الحسٌن وقتله ،وما القاه من
بنً أمٌة ) ،وكان إذا وصلها القاري ٌ ..أمره ٌقفزها .
اهـ مجموع كالمه صـ. ٕٗٙ
حكاٌة ٌُ :حكى عن الحبٌب حامد بن علوي الحداد أخو الحبٌب عبد هللا
حضر قراءة فضائل عاشوراء بمسجد َ الحداد -رضً هللا عنهم : -أنه لما
آل أبً علوي ،وسمع فضل الصدقة فً ذلك الٌوم ..خرج إلى بٌته ،فلم
ٌجد ما ٌتصدق به ،فأخذ ثٌاب أهله وتص ّدق بها .اهـ تحفة األحباب .
ٕ٘
قال القائل :
الناس مشهورا
ِ ٌو ٌم غدا فضـله فـً طالب العفو هذا ٌـوم عـاشورا َ ٌا
إال وعـا َد بــمـا ٌــهــواه مــســرورا داع لـــحــاجــتِه ما إن دعــا ر َّبه ٍ
إال وأصـبـ َح ذا َك الــذنــب مـغـفـورا ب َخ ِجل ٌ هللا فـٌــه مـــذنـ ٌ
وال أتــى َ
العرض مذعوراِ قبل ُت ُ
وقف ٌوم من ِ فتب إلـى هللا فٌ ِه وابـــ ِغ رحــم َت ُه
تقرأ كتابـك بـٌـن الـنـاس مـنـشـورا فأنت فً َف َر ٍق ُمضنى وفً َع َر ٍق َ
وقِـف عـلى بـابـه خـجـالنَ مكسورا فاســأل إلـهـ َك فٌه فـضل َ رحمته
اهـ :من خطبة الحرٌفٌشً .
وآخراً وله املنة دائماً ،وصلى اهلل وسلم على سودنا حممد
ٕٙ
" فِ ْه ِرس المحتوٌات "
ٕ5