You are on page 1of 27

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫فتح الكريم الغافر‬

‫يف متعلقات عاشوراء ‪ ،‬من األعمال واملآثر‬

‫مجع وترتيب ‪:‬‬

‫حسني بن طاهر اهلدار‬

‫ٔ‬
‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬

‫أهل تقرٌبه نفوسا ً ‪ ،‬وسقى أرباب مصافاته‬‫الحمد هلل الذي طهّر بتأدٌبه من ِ‬
‫من شراب مناجاته كؤوسا ً ‪ ،‬ورفع كٌد الشٌطان عن قلوب أهل اإلٌمان‬
‫فأصبح عنها محبوسا ً ‪ ،‬وجعل عدد السنٌن بجرٌان الشمس والقمر للحاسبٌن‬
‫محروسا ً ‪ ،‬وكرّ َم عشر المحرم وكلّم فً عاشوراء به موسى ‪ ،‬وصلى هللا‬
‫وسلم على محمد عبده ورسوله أشرؾ الخالئق ُخلقا ً ‪ ،‬وعلى آله الذٌن حازوا‬
‫كل الفضائل سبقا ً ‪ ،‬وعلى أصحابه وعلماء أمته الذٌن سارت علومهم ؼربا ً‬
‫وشرقا ً ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فهذا مجموع ٌسٌر لما ٌُطلب فعله من الخصال واألذكار ‪ ،‬فً ٌوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬مقتبس من األحادٌث واألخبار واآلثار ‪ ،‬ومن فوائد وتجارب‬
‫العلماء والسادة األطهار‪ ،‬سائالً من العزٌز الؽ ّفار ‪ ،‬أن ٌعم بها النفع فً سائر‬
‫األقطار واألمصار ‪ ،‬وأن ٌجعلها خالصة من دواعً الرٌاء والعُجب‬
‫واالؼترار ‪ ،‬بجاه طه الرسول ‪ ،‬جد ربنا بالقبول ‪ ،‬وهب لنا كل سول ‪ ،‬رب‬
‫استجب لً آمٌن ‪ ،‬والحمد هلل رب العالمٌن ‪.‬‬

‫الطبعة الثانوة‬

‫شهر اهلل احملر‪4111 /‬هـ‬

‫ٕ‬
‫من فضائل شهر محرم والعشر األُ َول منه‬

‫ولٌال عشر ) ‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫والفجر ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬قال هللا تعالى فً مُحكم كتابه ومُبٌن خطابه ‪( :‬‬
‫قال المفسرون ‪-‬رحمهم هللا تعالى‪ : -‬أقسم سبحانه بالصبح كما رُ وي عن‬
‫سٌدنا علً ‪-‬رضً هللا عنه وكرّ م وجهه‪ ، -‬أو فلقِه ؛ كقوله تعالى ‪:‬‬
‫والصبح إذا تنفس ) ‪ ،‬أو بصالته كما روي ذلك عن ابن عبّاس ‪-‬رضً‬‫ِ‬ ‫(‬
‫هللا عنهما‪. -‬‬
‫وقال مجاهد ‪ :‬هو فجر ٌوم النحر خاصّة ‪ ،‬وقال الضحاك ‪ :‬فجر أول ٌوم‬
‫من ذي ال ِحجة ‪ ،‬وقال قتادة ‪ :‬أول ٌوم من المُحرّ م ؛ ألنه تنفجر منه السَّنة ‪.‬‬
‫لٌال ‪ ،‬وقُرئ بإضافتها بال‬
‫ولٌال عشر ) قُرئ بتنوٌن ٍ‬
‫ٍ‬ ‫_ وقوله تعالى ‪( :‬‬
‫تنوٌن ‪ ،‬فٌكون المراد بالعشر ‪ :‬األٌام ‪ ،‬وهً عشر ذي الحِجة كما رواه ابنُ‬
‫عطٌّة عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ، -‬وبه قال مجاهد ‪ ،‬ومسروق‬
‫وقتادة‪ ،‬والضحّ اك ‪ ،‬وال ّس ِّديُ ‪ ،‬وقال أبو روق عن الضحاك ‪ :‬هً العشر‬
‫األ ُ َول من شهر رمضان ‪.‬‬
‫وروى أبو ظبٌان عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬أٌضا ً ‪ :‬أنها العشر‬
‫األواخر من شهر رمضان ‪ ،‬وقال ٌمان بن رٌاب ‪ :‬هً العشر األ ُ َول من‬
‫المحرم التً عاشرها ٌوم عاشوراء(ٔ) ‪.‬‬
‫اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬معالم التنزٌل ‪ ،‬وؼالٌة المواعظ ‪.‬‬

‫(ٔ) قال فً القاموس ‪ :‬العاشوراء والعشوراء و ٌُقصران ‪ ،‬و(العاشور) ‪ :‬عاشر المحرم أو‬
‫تاسعه اهـ ‪ _ ،‬قوله (أو تاسعه) ‪ :‬ومذهب ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬أنه هو عاشوراء‬
‫كما فً مسلم وغٌره ؛ أخذاً من أظماء اإلبل ‪ ،‬فإن العرب ُتسمً تاسع ٌوم الورد {عِشراً}‬
‫وردَّ بأن األول هو المشهور شرعا ً‬
‫بكسر أوله ‪ ،‬وسابعها {ثِمناً} بالكسر أٌضا ً ‪ ..‬وهكذا ‪ُ ،‬‬
‫ولغة وكما فً الحدٌث الذي رواه هو نفسه عن النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬فإذا كان‬ ‫ً‬
‫العام المقبل ‪ ..‬الحدٌث ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرف ‪ :‬فتح الباري ‪ ،‬وغالٌة المواعظ ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬
‫ٖ‬
‫ُعظمون ثالث عشرات ‪:‬‬ ‫‪ ‬قال أبو عثمان النهدي ‪-‬رحمه هللا‪ ( : -‬كانوا ٌ ّ‬
‫العشر األ ُ َول من ذي ال ِحجة ‪ ،‬وأنه هو المُقسم به فً هذه اآلٌات ‪ ،‬والعشر‬
‫األواخر من شهر رمضان ‪ ،‬والعشر األ ُ َول من محرم ‪ ،‬وأنها هً التً أت َّم‬
‫هللا تعالى بها مٌقات موسى ‪-‬علٌه السالم‪ -‬أربعٌن لٌلة ‪ ،‬وأنَّ التكلم كان فً‬
‫عاشرها ) ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬الترؼٌب والترهٌب للشٌخ إسماعٌل األصبهانً ‪ ،‬وؼالٌة المواعظ ‪،‬‬
‫وكنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫‪ ‬وقالوا ‪ :‬وٌنبؽً استفتاح العام بتوب ٍة نصوح تمحو ما سلؾ من الذنوب فً‬
‫األٌام الخالٌة ‪ ،‬ولقد نصح القائل ‪:‬‬
‫ت ال ُمحـ ّر َمـا‬‫ولــ ْم َتح َتــ ِرم فــٌـمـا أتٌـ َ‬ ‫شهور العام لهـواً وغـ ً‬
‫فلة‬ ‫َ‬ ‫قـطـعـ َ‬
‫ت‬
‫ِ‬
‫الصوم صوما ً ُمت َّم َما‬
‫ِ‬ ‫شهر‬
‫َ‬ ‫ص َ‬
‫مت‬ ‫وال ُ‬ ‫ت فــٌــه بـحـقــ ِه‬ ‫ب و ّفـٌـ َ‬‫فــال رجــ ٌ‬
‫نت ُمحـــرمــا‬ ‫مضى كنت قواما ً وال ُك َ‬ ‫لٌال عشر ذي الحِج ِة الذي‬ ‫وال فً ِ‬
‫و َتـبكً عـلـٌــهــا حــسـر ًة و َتـنــدّمـا‬ ‫وب ِب َعـ ْبـ َر ٍة‬
‫فهل لك أن تمحـو الذنـ َ‬
‫لـعلَّـ َك أن تــمـحـو بـهـا مـــا َتـقـدّمـا‬ ‫وتسـتقـبـل َ العـا َم الـجـدٌـ َد بتـــوب ٍة‬
‫اهـ ‪ :‬لطائؾ المعارؾ ‪ ،‬وؼالٌة المواعظ ‪.‬‬

‫‪ ‬قوله تعالى ‪ ( :‬ذلك الدٌن الق ٌّم فال تظلموا فٌهنَّ أنفسكم ) ‪.‬‬
‫ذكر الشٌخ أبو الحسن علً بن محمد الماوردي فً كتابه {الحاوي الكبٌر‬
‫مختصر المزنً} بعد إٌراده لهذه اآلٌة‪ ،‬ما نصه‪ :‬فالظلم وإن كان قبٌحا ً فً‬
‫اهـ جٖ صـٗ‪.ٗٙ‬‬ ‫جمٌع السّنة ‪ ..‬فهو فً األشهر الحُ ُرم أقبح ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال سٌدنا ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ( : -‬إنَّ الحسنات فٌها ُتضاعؾ‬
‫اهـ ‪ :‬ؼالٌة المواعظ صـ‪. ٘95‬‬ ‫ُؾ السٌئات ) ‪.‬‬
‫كتضاع ِ‬
‫‪ ‬ومن صام شهر ذي ال ِحجة سوى األٌام المحرم صٌامها منه ‪ ،‬وصام‬
‫المُحرم ‪ ..‬فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فٌُرجى أن ُتكتب له سنته‬
‫كلها طاعة ؛ فإنَّ من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة ‪ ..‬فهو فً حكم من‬
‫ٗ‬
‫ث مرفوع ‪ ( :‬ما من حافظٌن‬ ‫استؽرق بالطاعة ما بٌن العملٌن ‪ ،‬وفً حدٌ ٍ‬
‫ً‬
‫صحٌفة ‪ ،‬فٌرى فً أولها وفً آخرها خٌراً ‪ ..‬إال قال هللا‬ ‫ٌرفعان إلى هللا‬
‫ؼفرت لعبدي ما بٌن طرفٌها ) أخرجه الطبرانً‬‫ُ‬ ‫لمالئك ِته ‪ :‬أُشهدكم أنً‬
‫وؼٌره ‪ ،‬وهو موجود فً بعض نسخ كتاب الترمذي ‪.‬‬

‫ث آخر مرفوع ‪ ( :‬ابن آدم اذكرنً من أول النهار ساعة ومن‬ ‫‪ ‬وفً حدٌ ٍ‬
‫ً‬
‫ساعة ‪ ..‬أؼفر لك ما بٌن ذلك إال الكبائر ‪ ،‬أو تتوب منها ) ‪.‬‬ ‫آخر النهار‬

‫بذكر ‪ ..‬كتب نهاره كله ذكراً ؛ ٌشٌر‬


‫ٍ‬ ‫‪ ‬وقال ابن المبارك ‪ :‬من ختم نهاره‬
‫إلى أن األعمال بالخواتٌم ‪ ،‬فإذا كان البداءة والختام ذكراً ‪ ..‬فهو أولى أن‬
‫اهـ ‪ :‬لطائؾ المعارؾ ‪.‬‬ ‫ٌكون حكم الذكر شامالً ‪.‬‬

‫‪ ‬والحكمة فً جعل المحرم أول العام ‪ :‬أن ٌحصل االبتداء بشهر حرام ‪،‬‬
‫وٌُختم بشهر حرام ‪ ،‬وتتوسط السنة بشهر حرام وهو رجب ‪.‬‬
‫اهـ شرح النووي على مسلم ‪.‬‬

‫‪ ‬وقال القائل ‪:‬‬


‫والصوم فٌه مضاعف مسنونُ‬ ‫الحرام مبار ٌك مٌمونُ‬
‫ِ‬ ‫شهر‬
‫فـً الخـلـد عند ملٌكه مخزونُ‬ ‫وثـواب صـائمه لوجه إلهه‬
‫اهـ ‪ :‬لطائؾ المعارؾ ‪.‬‬

‫٘‬
‫ترتٌب األشهر ال ُح ُرم‬

‫هً ‪ :‬ذو ال َقعدة ‪ ،‬ثم ذو ال ِحجة ‪ ،‬ثم المحرم ‪ ،‬ثم رجب ‪ ،‬وهذا الترتٌب فً‬
‫ع ّد األشهر الحُ رم وجعلها فً سنتٌن ‪ ..‬هو الصواب كما قاله اإلمام النووي‬
‫فً شرح مسلم ‪.‬‬
‫وعدها الكوفٌون من سنة واحدة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬المحرم ‪ ،‬ورجب ‪ ،‬وذو القعدة ‪،‬‬
‫وذو ال ِحجة ‪ ،،‬قال ابن رٌحة‪ :‬وتظهر فائدة الخالؾ‪ :‬فٌما إذا نذر صٌامها؛ أي‬
‫مرتبة ؛ بأن قال (هلل علً صوم األشهر الحُ رم) ‪ ،‬فعلى القول األول ‪ٌ ..‬بدأ‬
‫بذي القعدة ‪ ،‬وعلى القول الثانً ‪ٌ ..‬بدأ بالمحرم ‪.‬‬
‫أما لو أطلق ؛ بأن قال‪( :‬هلل علً صوم األشهر الحُ رُم) ‪ ..‬فإنه ٌبدأ بما ٌلً‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬جمل ‪ ،‬وبجٌرمً ‪.‬‬ ‫نذره ‪.‬‬

‫أفضل الشهور‬

‫‪ ‬عن أبً هرٌرة ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪: -‬‬
‫( أفضل الصٌام بعد رمضان ‪ :‬شهر هللا المحرم ‪ ،‬وأفضل الصالة بعد‬
‫الفرٌضة ‪ :‬صالة اللٌل ) ‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪ٌُ ‬سن صوم األشهر ال ُح ُرم ؛ إي جمٌعها ما عدا ٌوم العٌد وأٌام التشرٌق ؛‬
‫لحرمة صومها ‪ ،‬بل هً ‪-‬أي األشهر الحرم‪ -‬أفضل الشهور للصوم بعد‬
‫رمضان ‪.‬‬
‫‪ ‬قال فً اإلٌعاب ‪ ( :‬وظاهر قولهم ‪ :‬أفضل األشهر للصوم بعد رمضان‬
‫األشهر الحُرم ‪ :‬أن أفضلٌتها على بقٌّة األشهر ما عدا رمضان ‪ ..‬إنما هً‬

‫‪ٙ‬‬
‫بالنسبة للصوم دون سائر العبادات ‪ ،‬ولو قٌل‪ :‬إنها أفضل مطلقا ً ‪ ..‬لم ٌبعد ‪،‬‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫وكأنهم إنما خصوا الصوم بالذكر ؛ ألنَّ الكالم فٌه )‬

‫‪ ‬واعلم إن المحرم شه ٌر عظٌم ‪ ،‬وفضله كثٌ ٌر عمٌم ‪ ،‬وهو أفضل الشهور‬


‫للصوم بعد شهر رمضان ‪ ،‬ثم رجب ‪ ،‬ثم ذو ال ِحجة ‪ ،‬ثم ذو ال َقعدة ‪ ،‬ثم‬
‫شعبان ‪.‬‬
‫_ قوله ‪( :‬أفضل الشهور للصوم) أي‪ :‬هو أفضل شهر ٌتطوع بصومه كامالً‬
‫بعد رمضان ‪ ،‬فأما التطوع ببعض شهر ‪ ..‬فقد ٌكون أفضل من بعض أٌامه ؛‬
‫كصوم ٌوم عرفة وعشر ذي ال ِحجة ‪.‬‬
‫وال ٌعارضه إكثار النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬صوم شهر شعبان‬
‫دونه ؛ ألنه إنما علم فضل صوم محرم آخرا ‪ ،‬ولعله لعارض ‪.‬‬
‫وتفضٌل صوم سٌدنا داود باعتبار الطرٌقة ‪ ،‬وهذا باعتبار الزمن ‪ ،‬فطرٌقة‬
‫سٌدنا داود فً المحرم ‪ ..‬أفضل من طرٌقته فً ؼٌره ‪.‬‬

‫‪ ‬وروى وهب بن جرٌر عن قرة بن خالد عن الحسن ‪ ،‬قال‪:‬‬


‫إنَّ هللا افتتح السنة بشهر حرام ‪ ،‬وختمها بشهر حرام ‪ ،‬فلٌس شهر فً السنة‬
‫بعد شهر رمضان أعظم عند هللا من المحرم ‪ .‬اهـ ‪ ،‬وكان ٌُسمى {شهر هللا‬
‫األصم} ؛ من شدة تحرٌمه ‪.‬‬
‫‪ ‬وفً {البجٌرمً} ما نصه ‪ :‬وحاصله أن ٌقال ‪ :‬أفضل األشهر للصوم بعد‬
‫رمضان ‪ :‬األشهر ال ُحرُم ‪ ،‬وأفضلها المحرم ثم رجب ثم ال ِحجة ؛ لوقوع‬
‫(ٔ)‬
‫الحج فٌه والشتماله على ٌوم عرفة ‪ ،‬ثم ال َقعدة ‪ ،‬ثم شعبان ‪.‬‬

‫(ٔ) واألفصح فتح قاف {ال َقعدة} وكسر حاء {الحِجة} ‪ ،‬وقد نظم ذلك بعضهم فقال ‪:‬‬
‫اهـ ‪ :‬بجٌرمً ‪.‬‬ ‫وفتح قاف قعدة قد صححوا وكسر حاء حِجة قد رجحوا‬
‫‪5‬‬
‫وبعضهم ق ّدم ال َقعدة على ال ِحجة ‪ ،‬لكن المعتمد تقدٌم ال ِحجة وأنه أفضل من‬
‫ذي القعدة ؛ لوقوع الحج فٌه والشتماله على ٌوم عرفة ‪.‬‬
‫_ قوله‪( :‬ثم رجب) هذا صرٌح أن رجب أفضل من ذي ال ِحجة وذي القعدة ‪،‬‬
‫لكن قال فً اإلٌعاب ‪ ( :‬وفٌه وقفة ؛ فقد جزم الجرجانً أن أفضل ال ُحرُم ذو‬
‫الحجة ‪ ،‬وجزم به أٌضا ً فً {اإلحٌاء} وعلله بأنَّ فٌه الحج واألٌام المعلومات‬
‫والمعدودات ‪ ،‬وٌؤٌده ما أخرجه البٌهقً مرفوعاً‪{ :‬سٌد الشهور رمضان ‪،‬‬
‫وأعظمها ذو الحِجة} ‪ ،‬وحٌنئذ ‪ :‬فٌنبؽً أن ٌكون هو األفضل بعد المحرم ) ‪.‬‬

‫‪ ‬وقد نظم بعضهم ترتٌب األشهر ما ُذكر هنا ‪:‬‬


‫السباق‬
‫ِ‬ ‫الصٌام فهو ذو‬
‫ِ‬ ‫شه ُر‬ ‫باإلطالق‬
‫ِ‬ ‫وأفضل الشهور‬
‫ب فال ِحـجـة الـمــعـظـ ُم‬ ‫فــرجـ ٌ‬ ‫فـشـه ُر ربـنا هـو المحر ُم‬
‫وكــل ُّ ذا جـــا َء بـــه الـبـٌـانُ‬ ‫ف َقعـدةٌ فـبـعـده شــعـبــانُ‬
‫وفً تقدٌمه رجبا ً على ذي ال ِحجة مرَّ فٌه ‪ ،‬فال تؽفل ‪.‬‬
‫وظاهر كالمهم أنَّ باقً شهور السنة على ح ٍّد سواء ‪.‬‬
‫اهـ جمٌعه ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬بجٌرمً على الخطٌب ‪ ،‬وفٌض القدٌر ‪ ،‬وترمسً ‪ ،‬ونهاٌة الزٌن ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫سبب قول (شهر هللا) فً المحرم دون غٌره‬

‫‪ ‬قد سمّى النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬المحرم شهر هللا ‪ ،‬وإضافته إلى‬
‫هللا تدل على شرفه وفضله ‪ ،‬فإنَّ هللا ال ٌضٌؾ إلٌه إال خواص مخلوقاته ‪،‬‬
‫كما نسب سٌدنا محمد ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬وإبراهٌم وإسحاق وٌعقوب‬
‫وؼٌرهم من األنبٌاء إلى عبودٌته ‪ ،‬ونسب إلٌه بٌته وناقته ‪.‬‬
‫عز اسمه ؛ تعظٌما ً له وتفخٌما ً له ‪ ،‬كقولهم‪:‬‬ ‫‪ ‬وقال الزمخشري ‪ :‬أضافه إلٌه َّ‬
‫بٌت هللا ‪ .‬اهـ ‪ ،‬وخص بهذه اإلضافة دون بقٌة الشهور‪ ،‬مع أن فٌها أفضل‬
‫منه ‪ :‬ألنه اس ٌم إسالمً ‪ ،‬فإنَّ اسمه فً الجاهلٌة {صفر األول} ‪ ،‬وبقٌة‬
‫اهـ فٌض القدر ‪.‬‬ ‫ً‬
‫جاهلٌة وإسالما ً ‪.‬‬ ‫الشهور متحدة األسماء‬

‫سبب تسمٌته بمحرم وتخصٌصه بالتعرٌف‬

‫المُحرَّ م بتشدٌد الراء المفتوحة ‪ُ ،‬خصَّ بهذا االسم مع تحرٌم القتال فً جمٌع‬
‫األشهر ال ُحرُم ؛ ألنه أفضلها من حٌث المجموع ‪ ،‬فالتحرٌم فٌه أؼلظ ‪ ،‬وقٌل‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫ألنَّ هللا تعالى حرّ م الجنة فٌه على إبلٌس ‪.‬‬
‫‪ ‬و ُخص بالتعرٌؾ ؛ إشعاراً بكونه أول السنة ‪ ،‬كذا قٌل ‪ ،‬فكأنهم قالوا ‪:‬‬
‫{هذا الذي ٌكون أول العام دائماً} ‪ ،‬لكن الظاهر أن (أل) فٌه للمح الصفة ال‬
‫للتعرٌؾ ؛ فإنَّ تعرٌفه بالعلمٌة ال بالالم ‪.‬‬
‫قوم ٌجوز على {صفر‬
‫قوم ‪ ،‬وعند ٍ‬ ‫وال ٌجوز دخول (أل) على ؼٌره عند ٍ‬
‫اهـ ‪ :‬بجٌرمً ‪ ،‬و ترمسً ‪.‬‬ ‫وشوال} ‪.‬‬

‫(ٔ) قوله (لتحرٌم الجنة على إبلٌس) أي منعه منها ‪ ،‬والمراد إظهار التحرٌم لنا ‪ ،‬وإال‬
‫اهـ بجٌرمً ‪.‬‬ ‫فتحرٌمها أزلً ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ما ٌُطلب فعله فً لٌلة عاشوراء‬

‫‪ ‬اعلم أن من المطلوب فً ٌوم عاشوراء ‪ :‬إحٌاء لٌلته ؛ فهو من أعظم ما‬


‫حث علٌه الشارع ؛ لما فٌها من اإلمدادات الربانٌة ‪ ،‬والفٌوضات اإلحسانٌة ‪،‬‬
‫والسٌما بقراءة القرآن أو سماعه وبما ورد من األدعٌة واألذكار ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن المطلوب فٌها أٌضا ً ‪ :‬ما ذكره العالمة ال ّدٌربً فً مجرباته من‬
‫خواص آٌة الكرسً ‪ ،‬وصاحب كتاب {نعت البداٌات} ‪:‬‬
‫أنَّ من قرأ لٌلة عاشوراء بعد إسباغ الوضوء وصالة ركعتٌن (آٌة الكرسً)‬
‫ثالثمائة وستٌن مرة ‪ٌُ ،‬بسمل فً أول كل مرة ‪ ،‬كما فً أول ٌوم من‬
‫ث على ركبتٌه ‪ ،‬ثم بعد الفراغ من العدد‬‫المحرم ‪ ،‬وهو مستقبل القبلة جا ٍ‬
‫المذكور ٌقرأ ‪:‬‬
‫بفضل هللا ورحمته فبذل َك فلٌفرحوا َ‬
‫هو خٌ ٌر مما ٌجمعون ) {ثمان‬ ‫ِ‬ ‫( قل‬
‫وأربعٌن مرة} ‪ ،‬ثم ٌقول ‪:‬‬
‫( اللهم إنَّ هذه اللٌلة جدٌدة ‪ ،‬وشهرٌ جدٌد ‪ ،‬وسنة جدٌدة ‪ ،‬فأعطنً اللهم‬
‫خٌرها وخٌر ما فٌها ‪ ،‬واصرؾ عنً شرَّ ها وشرَّ ما فٌها ‪ ،‬وشرَّ فتنتها‬
‫ومُحدثاتها ‪ ،‬وشرَّ النفس والهوى والشٌطان الرجٌم ) {اثنً عشر مرة} ‪،‬‬
‫وٌختم بما شاء من الدعاء المقتبس من القرآن ‪ ،‬وٌدعو لجمٌع المسلمٌن‬
‫والمسلمات ‪ ،‬بعد أن ٌصلً على النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ ، -‬وٌقتبس‬
‫للتسبٌح والتهلٌل مراراً ‪ ..‬فإنه ٌكون فً عا ِمه ذلك محفوظا ً من سائر‬
‫األسواء ‪ ،‬وهللا على كل شًء قدٌر ‪ .‬اهـ ‪ :‬كنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪:‬‬
‫عن أحد كبار علماء السودان ‪ :‬أ ّنه رأى النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬لٌلة‬
‫عاشوراء ‪ ،‬وأخبره أنه من صلى لٌلة عاشوراء ركعتٌن ‪ٌ ،‬قرأ فً كل ركعة‬
‫ٓٔ‬
‫منها سورة {اإلخالص} ثالث مرات ‪ ،‬ثم بعد السالم منها ‪ٌ ..‬قرأ هذه السور‪،‬‬
‫وهً ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬سورة طه ‪ -ٕ .‬وٌس ‪ -ٖ .‬والواقعة ‪ -ٗ .‬والمُلك ‪ -٘ .‬وسبح اسم‬
‫ربك األعلى ‪ -ٙ .‬وألم نشرح ‪ -5 .‬والقدر ‪ -8 .‬واإلخالص ‪.‬‬
‫‪9‬وٓٔ‪ -‬والمعوذتٌن‪ -ٔٔ .‬ثم الفاتحة ‪ ..‬أعطاه هللا من الخٌر والبركة ماال‬
‫اهـ ‪ :‬عن بعض الشٌوخ ‪.‬‬ ‫ٌُحصى ‪.‬‬

‫ما ٌُطلب فعله فً ٌوم عاشوراء‬

‫حزن‬
‫ٍ‬ ‫‪ ‬من كالم اإلمام الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬وأما عاشوراء فإنما هو ٌوم‬
‫أجل أن قتل الحسٌن كان فٌه ‪ ،‬ولم ٌصح فٌه أكثر من أنه‬
‫ال فر َح فٌه ؛ من ِ‬
‫ٌُصام وٌوسع فٌه على العٌال ‪ ،‬ولكنه فً نفسه ٌوم فاضل ‪.‬‬
‫اهـ تثبٌت الفؤاد جٕ صـٖٕٕ ‪.‬‬

‫‪ ‬و ُنقل عن بعض األفاضل ‪ :‬أنَّ األعمال فً ٌوم عاشوراء اثنا عشر عمالً ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الصالة واألولى أن تكون {صالة التسبٌح} ‪ -ٕ .‬والصوم ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬والصدقة ‪ -ٗ .‬والتوسعة على العٌال ‪ -٘ .‬واالؼتسال ‪ -ٙ .‬وزٌارة‬
‫العالم الصالح ‪ -5 .‬وعٌادة المرٌض ‪ -8 .‬ومسح رأس الٌتٌم ‪.‬‬
‫‪ -9‬واالكتحال ‪ -ٔٓ .‬وتقلٌم األظفار ‪ -ٔٔ .‬وقراءة سورة اإلخالص ألؾ‬
‫مرة (ٔ)‪ -ٕٔ .‬وصلة الرحم ‪.‬‬

‫( ٔ)‬
‫وكرم وجهه‪ -‬أنه قال ‪ :‬من قرأ فً ٌوم‬
‫وقد ورد عن سٌدنا علً ‪-‬رضً هللا عنه ّ‬
‫عاشوراء (قل هو هللا أحد) ألف مرة ‪ ..‬نظر الرحمن إلٌه ‪ ،‬ومن نظر الرحمن إلٌه ‪ ..‬لم‬
‫اهـ ‪ :‬من خطبة الشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً ‪.‬‬ ‫ٌعذبه أبداً ‪.‬‬
‫ٔٔ‬
‫‪ ‬وزاد بعضهم ‪ -ٖٔ :‬الصلح بٌن اثنٌن ‪ -ٔٗ .‬وتفطٌر الصائمٌن ‪.‬‬
‫أخ فً هللا ‪ -ٔٙ .‬وإكرام الوالدٌن والبر بهما ‪ -ٔ5 .‬وتشٌٌع‬
‫٘ٔ‪ -‬وزٌارة ٍ‬
‫الجنائز‪ -ٔ8 .‬وإماطة األذى عن الطرٌق ‪ -ٔ9 .‬وكظم الؽٌظ ‪.‬‬
‫ٕٓ‪ -‬والعفو عمن ظلم ‪ -ٕٔ .‬وكثرة ال ّتن ّفل ‪ -ٕٕ .‬وكثرة الذكر ‪.‬‬

‫ولم ٌصح فٌها إال حدٌث الصٌام والتوسعة ‪ ،‬وأما باقً الخصال العشر ‪..‬‬
‫فمنها ما هو ضعٌؾ ‪ ،‬ومنها ما هو منكر موضوع كما قال العالمة‬
‫األجهوري ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬خطبة الشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً ‪ ،‬وكنز النجاح ‪ ،‬ونهاٌة الزٌن ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن المطلوب فً ٌومه أٌضا ً ‪ :‬أن ٌشؽله بالتضرع واالبتهال ‪ ،‬سٌما‬


‫بالحسبلة ‪ ،‬والتسبٌح اآلتً لفظهما ؛ فأنَّ فٌهما فائدة عظٌمة ‪ ،‬وعائدة فخٌمة‪،‬‬
‫فقد ذكر العالمة الدٌربً فً فوائده ‪ ،‬والشٌخ محمد األمٌر الصؽٌر فً‬
‫رسالته فً {الفضائل العاشورٌة} نقالً عن العالمة األجهوري ‪ :‬أنَّ من قال‬
‫ٌوم عاشوراء ‪:‬‬
‫(حسبنا هللا ونعم الوكٌل ‪ ،‬نعم المولى ونعم النصٌر) {سبعٌن مرة} ‪ ..‬كفاه‬
‫هللا تعالى شرَّ ذلك العام ‪.‬‬
‫_ وٌنبؽً اإلتٌان بعد ذلك بهذا الدعاء {سبع مرات} ‪:‬‬
‫( بسم هللا الرحمن الرحٌم ‪ ،‬وصلى هللا على سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫َ‬
‫ومبلغ الرضا وزنة العرش ‪،‬‬ ‫وسلَّم‪ ،‬سبحان هللا مِأل المٌزان و ُمنتهى العلم ‪،‬‬
‫ال ملجأ وال َمنجا من هللا إال إلٌه ‪ ،‬سبحان هللا عدد الشفع والوتر ‪ ،‬وعدد‬
‫كلماته التامات كلها‪ ،‬اسألك السالمة كلها برحمتك ٌا أرحم الراحمٌن ‪ ،‬وال‬
‫حول َ وال قوة إال باهلل العلً العظٌم ‪ ،‬وهو حسبً ونعم الوكٌل ‪ ،‬نعم المولى‬
‫ونعم النصٌر ‪ ،‬وصلى هللا تعالى على نبٌنا خٌر خلقه سٌدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلَّم أجمعٌن ) ‪.‬‬
‫ٕٔ‬
‫‪ ‬وقال فً فتح الباري ‪ ،‬كلمات من قالها فً عاشوراء ‪ ..‬لم ٌمت قلبه ‪،‬‬
‫وهً ‪:‬‬
‫(سبحان هللا) ِمل َء المٌزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلَػ الرضا ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫و (الحمد هلل) ِمل َء المٌزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلَػ الرضا ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫و (هللا أكبر) ِمل َء المٌزان ‪ ،‬ومنتهى العلم ‪ ،‬ومبلَػ الرضا ‪ ،‬وزنة العرش ‪،‬‬
‫ال ملجأ وال منجا من هللا إال إلٌه ‪.‬‬
‫تر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات كلِّها ‪ ،‬و‬ ‫(سبحان هللا) عدد ال َّشفع َ‬
‫والو ِ‬
‫تر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات كلِّها ‪ ،‬و(هللا أكبر)‬ ‫(الحمد هللا) عدد ال َّشفع َ‬
‫والو ِ‬
‫ك السالمة برحمتك‬ ‫تر ‪ ،‬وعدد كلمات هللا التامات كلِّها ‪ ،‬أسألُ َ‬ ‫عدد ال َّشفع َ‬
‫والو ِ‬
‫ٌا أرحم الراحمٌن ‪ ،‬وال حو َل وال قوة إال باهلل العلً العظٌم ‪ ،‬وصلى هللا‬
‫تعالى على سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعٌن ‪ ،‬والحمد هلل ربِّ‬
‫العالمٌن ‪.‬‬

‫‪ ‬ووُ جد بخط بعضهم ‪ :‬أن مما ٌطلب ٌوم عاشوراء هذا الدعاء ‪:‬‬
‫ب ‪ ،‬وٌا ُمخرج ذي النون ٌوم عاشوراء ‪ ،‬وٌا جامع‬ ‫مفرج ُكل َكر ٍ‬
‫( اللهم ٌا ّ‬
‫ض َّر أٌوب ٌوم عاشوراء ‪ ،‬وٌا‬ ‫شمل ٌعقوب ٌوم عاشوراء ‪ ،‬وٌا كاشف ُ‬
‫خالق ُروح سٌدنا محمد ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫سامع دعوة موسى وهارون ٌو َم عاشوراء ‪ ،‬وٌا‬
‫صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬حبٌبك ومصطفاك ٌوم عاشوراء ‪ ،‬وٌا رحمان‬
‫اقض حاجتً فً الدنٌا واآلخرة ‪ ،‬وأطِ ل‬ ‫الدنٌا واآلخرة ‪ ،‬ال إله إال أنت ِ‬
‫ُعمري فً طاعتك ومحبتك ورضاك‪ٌ ،‬ا أرحم الراحمٌن ‪ ،‬واحٌنً حٌا ًة ط ٌّبة‬
‫‪ ،‬وتوفنً على اإلسالم واإلٌمان ٌا أرحم الراحمٌن ‪ ،‬وصلى هللا تعالى على‬
‫سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم ) ‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫‪ ‬ومن أدعٌة ٌوم عاشوراء ‪ ،‬مما وُ جد فً سفٌنة العلوم للعالمة الشٌخ‬
‫إبراهٌم العطار الشامً ‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫أمرت ٌا ُمحسن بالتجاوز عن‬ ‫َ‬ ‫( اللهم ٌا ُمحسنُ قد جاءك المسًء ‪ ،‬وقد‬
‫فأنت ال ُمحسن وأنا ال ُمسًء ‪ ،‬فتجاوز عن قبٌح ما عندي بجمٌل‬ ‫َ‬ ‫ال ُمسًء‪،‬‬
‫وباإلحسان موصوف ‪ ،‬أنلنً معروفك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالبر معروف ‪،‬‬
‫ما عندك ‪ ،‬فأنت ِ‬
‫واغننً به عن معروف من سواك ‪ٌ ،‬ا أرحم الرحمٌن ‪ ،‬وصلى هللا تعالى‬
‫على سٌدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلٌما ً كثٌرا إلى ٌوم الدٌن ) ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬كنز النجاح والسرور ‪.‬‬

‫‪ ‬كذلك ٌنبؽً صالة أربع ركعات ٌوم عاشوراء ‪ٌ ،‬قرأ فً كل ركعة فاتحة‬
‫الكتاب مرة و{خمسٌن مرة} قل هو هللا أحد ؛ ألثر فٌها ذكره سٌدنا عبد‬
‫القادر الجٌالنً ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً كتابه {ال ُؽنٌة} ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬من أخذ ٌوم عاشوراء شٌئا ً من ماء الورد فً فنجان ‪ ،‬وقرأ علٌه‬
‫وهو ناظ ٌر إلٌه ‪( :‬الفاتحة) سبعا ً ‪ ،‬ثم ٌمسح به رأسه ووجهه ‪ ،‬وٌفعل ذلك‬
‫بمن أحب ‪..‬حُفظ من جمٌع العلل واألسقام إلى مثل ذلك الٌوم من العام القابل‪.‬‬
‫وٌوم عاشوراء هو العاشر من محرم ‪ ،‬وقٌل‪ :‬التاسع‪ ،‬وقٌل‪ :‬الحادي عشر ‪،‬‬
‫فٌنبؽً عمل ذلك فً جمٌع هذه األٌام ؛ احتٌاطا ً ‪ .‬اهـ من سفٌنة الحبٌب محمد‬
‫بن عٌدروس بن شهاب ‪.‬‬
‫اهـ ‪ :‬من فوائد الحبٌب علوي بن شهاب وولده الحبٌب محمد ‪-‬رضً هللا عنهم‪ -‬صـ٘ ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬جاء فً (مواهب الجلٌل فً شرح مختصر خلٌل) ‪ :‬وقد سُئل‬


‫الحافظ عبد الرحٌم العراقً الشافعً ‪ :‬عن أكل الدجاج والحُبوب ٌوم‬
‫عاشوراء ‪ ،‬أهو مباح أو محرّ م ؟‬
‫فأجاب ‪ :‬بأنه من جُملة المباحات ‪ ،‬فإن اقترنت به نٌّة صالحة ‪ ..‬فهو من‬
‫اهـ ‪ :‬مجربات الصالحٌن صـٔ٘ ‪.‬‬ ‫الطاعات ‪.‬‬
‫ٗٔ‬
‫عن صٌام ٌوم عاشوراء‬

‫‪ ‬عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ، -‬قال‪ :‬قدم النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬المدٌنة ‪ ،‬فرأى الٌهود تصوم ٌوم عاشوراء ‪ ،‬فقال‪ ( :‬ما هذا ) قالوا‪:‬‬
‫هذا ٌو ٌم صالح ‪ ،‬هذا ٌو ٌم نجّ ى هللا بنً إسرائٌل من عدوهم ‪ ،‬فصامه موسى ‪،‬‬
‫قال‪ ( :‬فأنا أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر بصٌامه ‪.‬‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬واللفظ للبخاري ‪.‬‬

‫ُ‬
‫رأٌت النبً ‪-‬صلى هللا‬ ‫‪ ‬وعن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ ، -‬قال‪ ( :‬ما‬
‫علٌه وآله وسلم‪ٌ -‬تحرّ ى صٌام ٌوم فضله على ؼٌره إال هذا الٌوم ‪ٌ ،‬وم‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫عاشوراء ‪ ،‬وهذا الشهر ٌعنً شهر رمضان ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وعن سلمة بن األكوع ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬أنَّ النبً ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪ -‬بعث رجالً ٌنادي فً الناس ٌوم عاشوراء ( إنَّ من أكل ‪ ..‬فلٌتم أو‬
‫رواه البخاري ‪.‬‬ ‫فلٌصم ‪ ،‬ومن لم ٌأكل ‪ ..‬فال ٌأكل ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وروى اإلمام مسلم عنه صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪ ( :‬صٌام ٌوم عرفة ‪،‬‬
‫أحتسب على هللا أن ٌُك َّفر السنة التً قبله والسنة التً بعده ‪ ،‬وصٌام ٌوم‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬ ‫عاشوراء ‪ ،‬أحتسب على هللا أن ٌُك ّفر السنة التً قبله )‬

‫_ قوله‪ٌ( :‬كفر السنة التً قبله) ؛ أي ذنوبها ‪ ،‬وتردد ابن قاسم فً المراد بـ‬
‫(السنة التً قبله) ‪ :‬هل هً سنته ووصفها بالقبلٌة باعتبار بعضها الذي هو‬
‫التسعة األٌام قبل عاشوراء ‪ ،‬أو المراد بها ‪ :‬سنة كاملة قبله ‪ ،‬وعلٌه ‪ :‬فهل‬
‫المراد سنة آخرها تاسوعاء أو سنة آخرها سلخ الحجة ؟ واستقرب بعضهم‪:‬‬
‫أن المراد‪ :‬سنة كاملة آخرها عاشوراء ‪.‬‬
‫‪ ‬والحكمة فً كون ٌوم عرفة ٌُك ّفر سنتٌن ‪ ،‬وعاشوراء ٌُك ّفر سنة ‪ :‬أنَّ‬
‫األول من خصائصنا ‪ ،‬بخالؾ الثانً ‪ ،‬وأعمالنا ٌتضاعؾ ثوابها على أعمال‬
‫بقٌّة األمم كما فً الحدٌث الصحٌح ‪.‬‬
‫٘ٔ‬
‫جمع ‪( :‬إن صوم عرفة محمدي وعاشوراء‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا أظهر وأولى من قول‬
‫موسوي) ؛ ألنه ٌرد علٌه أن صوم عاشوراء أٌضا ً محمدي ؛ ألنه صلى هللا‬
‫علٌه وآله وسلم صامه بوحًٍ ال تبعا ً لسٌدنا موسى ؛ إذ شرع من قبلنا لٌس‬
‫شرعا ً لنا وإن ورد فً شرعنا ما ٌقرره فً األصح ‪.‬‬
‫وأجاب بأنه إنما ُنسب لموسى ؛ ألنه أول من صامه ‪ ،‬وال ٌخفى أنَّ هذا‬
‫الجواب ال ٌمنع األولوٌة واألظهرٌة ‪ ،‬على أن فٌه مخالفة لما ذكره بعضهم ‪:‬‬
‫ُ‬
‫رأٌت فً {الجامع الصؽٌر} ما هو صرٌح‬ ‫أن سٌدنا نوح قد صامه أٌضا ً ‪ ،‬ثم‬
‫فً أن األنبٌاء ٌصومونه وهو ‪( :‬صوموا ٌوم عاشوراء ‪ٌ ،‬وم تصومه‬
‫األنبٌاء) رواه ابن أبً شٌبة ‪ ،‬قال العزٌزي ‪ :‬وإسناده صحٌح ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬ترمسً ‪.‬‬

‫‪ ‬قال القائل ‪:‬‬


‫صحاح‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫أحادٌث‬ ‫ـمصطفى فٌه‬ ‫صوم عاشوراء قد جاء عن الـ‬
‫اح‬
‫الح ونجــــ ْ‬
‫الح وفـــــ ٍ‬
‫بصـــ ٍ‬ ‫فـــاغـتـنـمـه ثـم أبـشـر بـعـــدهُ‬
‫اح‬
‫ح فــً رٌـــ ْ‬
‫وسـواه فــرٌــا ٌ‬ ‫فــالـذي قـد جـاء عنه مرتضى‬
‫اهـ ‪ :‬النفائس المفٌدة ‪.‬‬

‫حكم إفراد ٌوم عاشوراء بالصوم‬

‫‪ ‬مسألة ‪ :‬ال ٌكره إفراد صوم ٌوم عاشوراء ؛ لعدم ورود نهً فٌه ‪.‬‬
‫اهـ ترمسً ‪.‬‬

‫_ وفً {إعانة الطالبٌن} ما حاصله ‪ :‬ومن الحكمة فً صوم ٌوم التاسع مع‬
‫العاشر ‪ :‬االحتراز من إفراده بالصوم كما فً ٌوم الجمعة ‪ ،،‬قال فً النهاٌة‪:‬‬
‫وظاهر ما ذكر من تشبٌهه بٌوم الجمعة ‪ :‬أنه ٌكره إفراده ‪ ،‬لكن فً {األم} ‪:‬‬
‫اهـ ‪.‬‬ ‫ال بأس بإفراده ‪.‬‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫عن صٌام تاسوعاء والحادي عشر من المحرم‬

‫‪ ‬عن سٌدنا عبد هللا بن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ٌ -‬قول‪ :‬حٌن صام رسول‬
‫هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ٌ -‬وم عاشوراء وأمر بصٌامه ‪ ،‬قالوا ٌا رسول‬
‫هللا ‪ ،‬إ ّنه ٌو ٌم تعظمه الٌهود والنصارى ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله‬
‫وسلم‪: -‬‬
‫ت‬
‫( فإذا كان العام المقبل إن شاء هللا صمنا الٌوم التاسع ) ‪ ،‬قال فلم ٌأ ِ‬
‫العام المُقبل‪ ،‬حتى توفً رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ . -‬رواه مسلم ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم‪ ( : -‬صوموا ٌوم عاشوراء ‪ ،‬وخالفوا فٌه الٌهود ‪ ،‬صوموا قبله‬
‫ٌوما ً وبعده ٌوما ً ) ‪ .‬رواه البٌهقً ‪.‬‬

‫‪ ‬وعن داود بن علً عن أبٌه عن جده ‪-‬رضً هللا عنهم‪ : -‬أنَّ رسول هللا ‪-‬‬
‫صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬قال ‪ ( :‬لئن بقٌت ألُمرت بصٌام ٌوم قبله أو بعده)‬
‫رواه البٌهقً ‪.‬‬ ‫ٌعنً عاشوراء ‪.‬‬

‫‪ٌُ ‬سن صٌام تاسوعاء ؛ وهو تاسع شهر هللا المحرم ؛ لعزمه صلى هللا علٌه‬
‫وآله وسلم وإن لم ٌفعله ‪.‬‬
‫‪ ‬وحكمة صوم ٌوم تاسوعاء مع عاشوراء ‪ :‬االحتٌاط له ؛ الحتمال الؽلط‬
‫فً أول الشهر ‪ ،‬ولمخالفة الٌهود ؛ فإنهم ٌصومون العاشر ‪ ،‬واالحتراز من‬
‫إفراده بالصوم ؛ على ما قٌل إنه مكروه ‪ ،‬فإن لم ٌصم معه تاسوعاء ‪ ..‬سن‬
‫له أن ٌصوم معه الحادي عشر ‪ ،‬بل نص اإلمام الشافعً فً {األم واإلمالء}‪:‬‬
‫على استحباب صوم الثالثة ‪.‬‬

‫‪ٔ5‬‬
‫‪ ‬وفً {المنهج مع الحاشٌة} ما نصه ‪:‬‬
‫بر‬
‫وٌُسن صومهما ‪-‬أي عاشوراء وتاسوعاء‪ -‬مع الحادي عشر من المحرم ؛ لخ ٍ‬
‫فٌه رواه اإلمام أحمد بن حنبل ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬وكذا اإلمام الشافعً والبٌهقً‬
‫كلهم عن ابن عباس ‪-‬رضً هللا عنهم‪ -‬بإسنا ٍد ح َسن ‪ ،‬ولفظ الحدٌث ‪:‬‬
‫( صوموا ٌوم عاشوراء وخالفوا الٌهود ‪ ،‬وصوموا ٌوما ً قبله وبعده ٌوما ً )‬
‫وبصوم الحادي عشر ‪ٌ ..‬حصل االحتٌاط‪ ،‬كما ٌحصل االحتٌاط بالتاسع ؛‬
‫ألنَّ الؽلط تار ًة ٌكون بالتقدٌم ‪ ،‬وتار ًة ٌكون بالتأخٌر ‪ ،‬فإذا صام التاسع‬
‫والحادي عشر ‪ ..‬حصل االحتٌاط بكل حال ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬مؽنً ‪ ،‬وباعشن ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬

‫‪ ‬قال العزٌزي عن جمع ‪ ( :‬صٌام ٌوم عاشوراء على ثالث مراتب ‪:‬‬
‫أدناها ‪ :‬أن ٌُصام وحده ‪ ،‬وفوقه‪ :‬أن ٌُصام معه التاسع ‪ ،‬وفوقه‪ :‬أن ٌُصام‬
‫معه التاسع والحادي عشر ‪ ،،‬فحدٌث أحمد المذكور ‪ ..‬بالنسبة لألكمل ‪،‬‬
‫ُ‬
‫عشت إلى القابل ‪ ..‬الحدٌث} بالنسبة لما ٌلٌه ) ‪.‬‬ ‫وحدٌث‪{ :‬ألن‬
‫‪ ‬قال فً {األسنى} ‪ :‬ولو قٌل‪ :‬إنه ٌستحب صوم الثامن احتٌاطا ً كنظٌره فٌما‬
‫مرَّ ‪ ..‬لكان حسنا ً ‪ ،‬وقال {باعشن} ‪ :‬بل ٌُسن صوم عشر المحرم األ ُ َول نظر‬
‫ما مرَّ فً ال ِحجة ‪ ،‬ذكره الؽزالً ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً ‪ :‬بشرى الكرٌم ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬

‫هل كان صوم عاشوراء واجب‬

‫اختلفوا أن صوم عاشوراء كان واجبا ً قبل رمضان أم ال ؟ فعند اإلمام‬


‫الشافعً ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً األظهر ‪ :‬أنه لم ٌكن واجبا ً ‪.‬‬
‫وعند اإلمام أبً حنٌفة ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬أنه كان واجبا ً ثم ُنسخ بوجوب‬
‫صوم رمضان ‪ ،‬وهو وج ٌه للشافعً ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬شرح العٌنً ألبً داود ‪ ،‬والفوائد الشاطرٌة ‪.‬‬
‫‪ٔ8‬‬
‫عن التوسعة على العٌال فً ٌوم عاشوراء‬

‫‪ٌُ ‬سن التوسعة على العٌال(ٔ) فً ٌوم عاشوراء ؛ لٌُوسع هللا تعالى علٌه‬
‫السنة كلها ‪ ،‬فعن علقمة عن عبدهللا ‪-‬رضً هللا عنهما‪ -‬عن النبً ‪-‬صلى هللا‬
‫سع على عٌاله ٌوم عاشوراء ‪ ..‬لم ٌزل فً‬ ‫علٌه وآله وسلم‪ -‬قال‪ ( :‬من و ّ‬
‫رواه الطبرانً ‪.‬‬ ‫سعة سائر سنته ) ‪.‬‬‫َ‬
‫أؼرق الدنٌا بالطوفان ‪ ،‬فلم َ‬
‫ٌبق إال سفٌنة نوح بمن‬ ‫َ‬ ‫_ وذلك ألنَّ هللا سبحانه‬
‫فٌها ‪ ،‬فر َّد علٌهم دنٌاهم ٌوم عاشوراء ‪ ،‬وأُمروا بالهبوط للتأهب للعٌال فً‬
‫بسالم وبركات علٌهم وعلى من فً أصالبهم من الموح ِّدٌن ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫أمر معاشهم‬
‫فكان ذلك ٌوم التوسعة والزٌادة فً وظائؾ المعاش ‪ ،‬فٌُسن زٌادة ذلك فً كل‬
‫عام ‪ ،‬وذلك مجرّ ب للبركة والتوسعة ‪.‬‬
‫قال جابر الصحابً ‪-‬رضً هللا عنه‪ : -‬جربناه فوجدناه صحٌحا ً ‪ ،‬وقال أبو‬
‫الزبٌر الراوي عن جابر مثله ‪ ،‬وقال شعبة الراوي عن الزبٌر مثله ‪ ،‬وقال‬
‫ابن عٌٌنة‪ :‬جربناه خمسٌن أو ستٌن سنة ‪ ،‬وقال أحد أئمة المالكٌة ‪:‬‬
‫َّ‬
‫الحق والنورا‬ ‫قوالً وجدنا علٌه‬ ‫قــال الـرسـول صـالة هللا تـشـمـله‬
‫ٌكن بعٌشته فً الحول مجبورا‬ ‫من بات فً لٌل عاشوراء ذا سعة‬
‫خـٌر الـورى كلهم حٌا ً ومقبورا‬ ‫فارغب فدٌتك فــٌما فـٌــه ر ّغ َبنــا‬

‫قال المؤلؾ ‪ :‬فهذا من هذا اإلمام الجلٌل ٌدل على أن للحدٌث أصال ‪.‬‬
‫سع هللا تعالى‬ ‫‪ ‬وفً رواٌة ‪ ( :‬من و ّ‬
‫س َع على عٌاله ٌوم عاشوراء ‪ ..‬و ّ‬
‫علٌه وعلى عٌاله إلى مثلها من السنة المقبلة ‪ ،‬وأنا الضامن له ) ‪.‬‬

‫اهـ ‪ :‬فٌض القدٌر ‪.‬‬ ‫(ٔ) أي من ٌعوله وتلزمه نفقتهم من نحو ول ٍد وزوج ٍة وخادم ‪.‬‬
‫‪ٔ9‬‬
‫طرق عدٌدة ‪ ،‬لو فُرض أنها ؼٌر صحٌحة ‪ ..‬لكان انضمام‬ ‫ٌ‬ ‫والحدٌث له‬
‫بعضها إلى بعض ٌفٌده قوّ ة ‪ ،‬وٌصح االحتجاج به كما قاله البٌهقً ؛ كٌؾ‬
‫وقد صحح بعضها الزٌن العراقً ‪ ،‬ومن ث َّم اعترضوا على ابن الجوزي فً‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬فٌض القدٌر ‪ ،‬وترمسً ‪.‬‬ ‫جزمه بوضعه ‪.‬‬

‫‪ ‬وهنالك رسالة للحافظ أبً الفٌض أحمد بن الشٌخ اإلمام أبً عبد هللا بن‬
‫الصدٌق الؽماري الحسنً ‪-‬رحمهم هللا‪ -‬سماها ‪( :‬هدٌة الصْ َؽرا َء بتصحٌح‬
‫حدٌث توسعة ٌوم عاشوراء) بٌّن فٌه صحة هذا الحدٌث المذكور ‪ ،‬وقال فً‬
‫خاتمة رسالته ‪:‬‬
‫إذا عُلم أن الحدٌث صحٌح ‪ ،‬فلٌست التوسعة المذكورة فٌه هً ما اعتاده‬
‫المؽاربة من شراء اللعب وإقامة المهرجانات فً األسواق والزٌادة فً إظهار‬
‫السرور ‪ ،‬فإنَّ ذلك لٌس من التوسعة ‪ ،‬وال هو فً الحدٌث ‪ ،‬وإنما ابتدعه بنو‬
‫ً‬
‫إؼاظة منهم آلل البٌت ‪ ،‬فلٌحذر المؤمن تروٌج‬ ‫أمٌة والنواصب باألندلس ؛‬
‫باطلهم ‪ ،‬وتأٌٌد ؼرضهم الفاسد ‪ ،‬ولٌقتصر ‪-‬إن رؼب فً العمل بالحدٌث‪-‬‬
‫على مجرد التوسعة المباحة من الطعام والشراب والملبس‪ ،‬فإنه المذكور فً‬
‫الحدٌث ال ؼٌره ‪.‬‬
‫اهـ ملخصا ً بتصرؾ ‪ :‬صـٕٖ ‪.‬‬

‫ٕٓ‬
‫من عادات سادتنا آل أبً علوي فً لٌلة عاشوراء وٌومه‬

‫‪ُ ‬تعقد جلسة عشٌة ٌوم التاسع من المحرم ؛ لقراءة فضائل ٌوم عاشوراء‬
‫بمسجد الشٌخ العارؾ باهلل حسٌن بن عبد هللا بلحاج بافضل ‪-‬رحمه هللا‪-‬‬
‫كره) بحافة المسمر بال ِخلٌؾ ‪ ،‬وٌحضر القراءة جمع‬ ‫المعروؾ بمسجد ( ُ‬
‫ش َ‬
‫ؼفٌر من أهل البلد ‪ ،‬وتنتهً الجلسة قبٌل المؽرب ‪ ،‬ثم ٌنصرؾ بعض‬
‫الحاضرٌن إلى مسجد آل أبً علوي ؛ لحضور القراءة بعد صالة العشاء تلك‬
‫اللٌلة ‪.‬‬
‫‪ ‬و ُتعقد جلسة قراءة عاشوراء الكبرى بعد صالة العشاء لٌلة العاشر من‬
‫محرم بمسجد (آل أبً علوي) ‪ ،‬وٌقرأ إمام المسجد القراءة الخاصة بفضائل‬
‫ٌوم عاشوراء من خطب ٍة للشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً ‪-‬رحمه هللا‪. -‬‬
‫وبعد االنتهاء من القراءة ‪ٌ :‬رتب اإلمام الفواتح وٌبتهل إلى هللا وٌجمع‬
‫الدعاء ‪ ،‬ثم ٌبدأ فً التهالٌل ‪ ،‬وٌستمر فً التهالٌل والوهبة المقررة عنده ‪،‬‬
‫وبعد االنتهاء من ذلك ‪ٌ ..‬بدأ المعلم باؼرٌب بقصائد وتواشٌح دٌنٌة ُتعرؾ‬
‫بالذكر ‪ ،‬وٌختم الذكر بترتٌب الفواتح وٌنصرؾ الحاضرون ‪.‬‬

‫(فائدة) ‪ :‬ذكر الحبٌب العالمة علً بن عبد الرحمن المشهور ‪-‬رضً هللا‬
‫عنهما‪ -‬فً (شرح الصدور) ما لفظه ‪:‬‬
‫وكان ٌجتمع فً مسجد آل أبً علوي ؼالب أهل البلد وخلٌانها فً خمس‬
‫لٌالً فً السنة ؛ وهُنَّ ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬لٌلة سبع وعشرٌن فً شهر رمضان ؛ لختم القرآن فً الصالة ‪ ،‬وإحٌاء‬
‫بقٌة اللٌل بالقراءة والدعاء والتضرّ ع والذكر إلى أن ٌصلوا الفجر ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وفً لٌلة سبع من شهر شوال بعد صالة العشاء ؛ لختم القرآن أٌضا ً ‪.‬‬

‫ٕٔ‬
‫ٖ‪ -‬وفً لٌلة عشر من محرم ؛ لصالة العشاء ‪ ،‬وبعدها ٌقرؤون دعاء‬
‫عاشوراء فٌه ‪ ،‬ثم التهالٌل والذكر المعروؾ فً تلك اللٌلة ‪.‬‬
‫(ٔ)‬
‫ٗ‪ -‬وفً لٌلة اثنً عشر من ربٌع األول ؛ لصالة العشاء وقراءة المولد‬
‫بعدها والذكر أٌضا ً ‪.‬‬
‫٘‪ -‬وفً لٌلة سبع وعشرٌن من شهر رجب ؛ لصالة العشاء ‪ ،‬وقراءة قصة‬
‫المعراج بعدها(ٕ)‪ ،‬ثم التهالٌل فً تلك اللٌلة ‪.‬‬

‫‪ ‬وفً عصر ٌوم عاشوراء ‪ُ :‬تعقد جلسة عامة فً بٌت أحد األعٌان ؛ كبٌت‬
‫الحبٌب المهاب علوي بن عبد هللا ابن شهاب ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬وٌقرؤوا ما‬
‫تٌسر من مجموع كالمه وما تٌسر من القصائد ‪.‬‬
‫و ُتختم الفاتحة من ِقبل المتصدر للجلسة ‪ ،‬وٌبتهل بالدعاء ‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫ٌنصرؾ الحاضرون وٌتفرقوا ‪.‬‬
‫وٌقومون بزٌارة علماء وصلحاء وأعٌان تلك البلدة ‪-‬أي بلدة ترٌم حرسها هللا‪-‬‬
‫السٌما المقعدٌن فً بٌوتهم ‪ ،‬وكذلك زٌارة ذوي األرحام والمرضى ‪،‬‬
‫وٌتهٌأ الصوّ ام لإلفطار ‪.‬‬

‫‪ ‬وكان من عمل سٌدنا الحبٌب علً بن محمد الحبشً ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬فً‬
‫ٌوم عاشوراء ‪ :‬قراءة الفاتحة وسورة {ٌس} بنٌة الفرج العاجل واللطؾ‬
‫الشامل والنصر لإلسالم والمسلمٌن ‪ ،‬ثم ٌقرأ قصٌدة (ٌا أرحم الراحمٌن)‬
‫للحبٌب عبد هللا بن حسٌن ابن طاهر ‪-‬رضً هللا عنه‪. -‬‬
‫اهـ ‪ :‬نقالً بتصرؾ عن بعض الشٌوخ ‪.‬‬

‫(ٔ) المنسوب للشٌخ شعٌب الحرٌفٌشً ‪-‬رحمه هللا‪. -‬‬


‫(ٕ) وهً منسوبة أٌضا ً للشٌخ شعٌب المذكور ‪.‬‬
‫ٕٕ‬
‫ذم العبث بالماء‬

‫ومما شاع فً بعض البلدان والجهات ‪ ،‬من الجهاالت والمنكرات ‪ :‬العبث‬


‫بالماء واإلسراؾ واللعب فٌه ‪ ،‬فً هذا الٌوم بالخصوص دون أي سب ٍ‬
‫ب‬
‫وجٌه ‪ ،‬فهذا ال شك من بدع أهل الضالل ‪ ،‬والمبؽضٌن لسٌدنا الحسٌن‬
‫فلنتق هللا فً ذلك ‪ ،‬ونكؾ عنه تجنبا ً للمهالِك ‪ ،‬فالنعمة إن حُمدت‬‫ِ‬ ‫واآلل ‪،‬‬
‫راع ‪ ..‬فُقدت ‪ ،‬وقد ُنهٌنا عن اإلسراؾ فً تطهرنا للعبادات‪،‬‬ ‫قٌُدت ‪ ،‬وإن لم ُت َ‬
‫فما الشأن فً هذه العادات والمنكرات‪ ،‬وأٌن أولٌاء األمور من هذا وأٌن‬
‫الناهون ‪ ،‬ولكن إ ّنا هلل وإنا إلٌه راجعون ‪.‬‬

‫حكم العمل بـ(ٌا حسٌن) ‪ ،‬وحكم اتخاذ هذا الٌوم عٌداً‬

‫ذكر الحبٌب العالمة عبد الرحمن المشهور فً (فتاوٌه) نقالً من فتاوى‬


‫الحبٌب العالمة عبد هللا بن عمر بن ٌحٌى ‪-‬رضً هللا عنهم‪: -‬‬
‫مسألة ‪ :‬العمل بـ(ٌا حسٌن) فً جهة الهند وجاوة المفعول ٌو َم عاشوراء أو‬
‫قبله أو بع َده ‪ ..‬بدعة مذمومة شدٌدة التحرٌم ‪ ،‬وفاعلوه فسَّاق وض ُّالل‬
‫متشبّهون بالرَّ َف َ‬
‫ضة والناصبة ؛ إذ الفاعلون لذلك قسمان ‪:‬‬
‫لباس أو ترك‬
‫ٍ‬ ‫والج َزع بتؽٌٌر‬
‫َ‬ ‫الحزن‬
‫َ‬ ‫قس ٌم ‪ٌ :‬نوحون و ٌَندبون ‪ ،‬وٌظهرون‬
‫لباس معتاد ‪ ..‬فهم عُصاة بذلك ؛ لحرمة هذه األشٌاء ‪ ،‬بل بعضها من الكبائر‬
‫َّت لٌَ َّ‬
‫ُعذبُ ِببُكاء أهلِ ِه ) (ٔ) ‪ ،‬وأنه ٌتأذى من‬ ‫وفاعلها فاسق ‪ ،‬وورد ‪ ( :‬إنَّ المٌ َ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫فانظر إلى هؤالء ال ُجهَّال الحمقى ‪ٌ ،‬رٌدون تعظٌ َم الحسٌن سبط رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪ -‬بما ٌتأذى به ‪ ،‬وٌكون خصمهم عند هللا تعالى ‪.‬‬

‫(ٔ) أخرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬


‫ٖٕ‬
‫ذكر مُصاب الحسٌن ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬ذلك الٌوم ‪ :‬أن ٌشتؽل‬ ‫بل ٌنبؽً لمن َ‬
‫باالسترجاع ؛ امتثاالً لألمر وإحرازاً لألجر ‪.‬‬
‫وما أُصٌب به السِّبط ٌوم عاشوراء ‪ ..‬إنما هو الشهادة الدالة على مزٌد‬
‫حظوته ورفعة درجته عند ربّه ‪.‬‬

‫وقس ٌم ‪ٌ :‬لعبون وٌفرحون وٌخذونه عٌداً ‪ ،‬وقصدهم ‪ :‬إظهار الفرح‬


‫والسرور بمقتل الحسٌن ‪ ..‬فهم بذلك أشد عصٌانا ً وإثما ً ‪ ،‬بل فعلهم هذا من‬
‫أكبر الكبائر بعد ال ِّشرك ؛ إذ قتل النفس أكبر الكبائر بعد الشرك ‪ ،‬فكٌؾ بقتل‬
‫سٌد المؤمنٌن ‪َ ،‬رٌحانة سٌد الكونٌن ‪-‬صلى هللا علٌه وآله وسلم‪. -‬‬
‫والفرح بالمعصٌة وإظهار السرور بها شدٌد التحرٌم ‪ ،‬ومرتبته كالمعصٌة‬
‫باإلثم ‪ ،‬بل جاء عن اإلمام أحمد ‪ :‬أنه كف ٌر ‪.‬‬
‫بؽض الحسٌن والفرح بمصابه ‪ ..‬كبٌرة ٌُخشى منه‬ ‫َ‬ ‫وقد اتفق أهل السنة ‪ :‬أن‬
‫سوء الخاتمة ‪.‬‬
‫وألنَّ الفرح بذلك ٌؤذي ج ّده علٌه الصالة والسالم ‪ ،‬وعل ٌّا ً والحسٌن‬
‫هللا‬
‫والزهراء ‪-‬رضوان هللا علٌهم‪ ، -‬وقد قال تعالى ‪ ( :‬إنَّ الذٌن ٌُؤذون َ‬
‫غضب هللا بمن آذانً فً‬ ‫ُ‬ ‫ورسولَه لعنهم هللا ) اآلٌة ‪ ،‬وورد ‪ ( :‬اشت َّد‬
‫سأ لَ ُه فً أجله وأن ٌُم َّت َع بما‬ ‫أحب أن ٌُن َ‬ ‫َّ‬ ‫عترتً ) (ٔ) ‪ ،‬وورد أٌضا ً ‪ ( :‬من‬
‫خالفة حسنة ‪ ،‬فمن لم ٌخلفنً فٌهم ‪..‬‬ ‫ً‬ ‫َخ َّول ُه هللا تعالى ‪ ..‬فلٌخلفنً فً أهلً‬
‫مسو ّداً وج ُهه ) (ٕ) ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫علً ٌوم القٌامة‬
‫َّ‬ ‫ُبت َِر ُعم ُره ‪ ،‬وورد‬
‫عاملٌن لهذه المخازي ‪ ..‬شدٌ ُد التحرٌم ‪ ،‬وأخذه‬
‫َ‬ ‫فعُلم ‪ :‬أن إنفاق المال على ال‬
‫اهـ بؽٌة المسترشدٌن جٕ صـٔٗ‪. 8‬‬ ‫‪ ..‬من أكل أموال الناس بالباطل ‪.‬‬

‫(ٔ) أخرجه ابن عدي فً الكامل ‪.‬‬


‫(ٕ) أخرجه أبو نعٌم فً (معرفة الصحابة) ‪.‬‬
‫ٕٗ‬
‫فوائد ومسائل عامة‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬قال اإلمام النووي ‪-‬رحمه هللا‪ : -‬قد ٌُقال ‪ :‬إذا ك ّف َر الوضوء الذنوب‬
‫فماذا تك ّفر الصالة ‪ ،‬وإذا ك ّفرت الصالة فماذا ُتك ّفر الصالة فً الجماعات‪،‬‬
‫ورمضان‪ ،‬وصوم ٌوم عرفة‪ ،‬وعاشوراء‪ ،‬وموافقة تأمٌن المالئكة ؛ فقد ورد‬
‫كل أنه ٌُك ّفر ؟‬
‫فً ٍ‬
‫قال ‪ :‬والجواب ما أجاب به العلماء ‪ :‬أنَّ كل واحد من المذكورات صال ٌح‬
‫للتكفٌر ‪ ،‬فإن َوجد ما ٌك ّفره من الصؽائر ‪ ..‬ك ّفره ‪ ،‬وإن لم ٌصادؾ صؽٌرة‬
‫وال كبٌرة ‪ُ ..‬كتب به حسنات ورُفعت به درجات ‪ ،‬وإن صادؾ كبٌرة أو‬
‫اهـ ‪ :‬شرح السٌوطً على مسلم ‪.‬‬ ‫كبائر ‪ ..‬رجونا أن ٌُخفؾ من الكبائر ‪.‬‬

‫‪ ‬تنبٌه ‪ :‬قد ٌوجد للصوم سببان ‪ ،‬كوقوع عرفة وعاشوراء ٌوم اثنٌن أو‬
‫خمٌس ‪ ،‬وكوقوعهما ‪-‬أي اإلثنٌن والخمٌس‪ -‬فً ستة شوال ‪ ..‬فٌتأكد صوم ماله‬
‫لكل منهما ‪ ،‬فإن نواهما ‪ ..‬حصال ؛ كالصدقة على القرٌب‬ ‫ً‬
‫رعاٌة ٍ‬ ‫سببان ؛‬
‫صدقة وصلة ‪ ،‬وكذا لو نوى أحدهما فٌما ٌظهر ‪ .‬اهـ ‪ :‬حاشٌة البجٌرمً ‪.‬‬

‫‪ ‬فائدة ‪ :‬من كالم الحبٌب علوي ابن شهاب ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬حاكٌا ً عن‬
‫اإلمام الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬أنه كان ٌقول ‪:‬‬
‫( ما استحسنا من صاحب {المشرع} ذكر قصة الحسٌن وقتله ‪ ،‬وما القاه من‬
‫بنً أمٌة ) ‪ ،‬وكان إذا وصلها القاري ‪ٌ ..‬أمره ٌقفزها ‪.‬‬
‫اهـ مجموع كالمه صـ‪. ٕٗٙ‬‬

‫‪ ‬حكاٌة ‪ٌُ :‬حكى عن الحبٌب حامد بن علوي الحداد أخو الحبٌب عبد هللا‬
‫حضر قراءة فضائل عاشوراء بمسجد‬ ‫َ‬ ‫الحداد ‪-‬رضً هللا عنهم‪ : -‬أنه لما‬
‫آل أبً علوي ‪ ،‬وسمع فضل الصدقة فً ذلك الٌوم ‪ ..‬خرج إلى بٌته ‪ ،‬فلم‬
‫ٌجد ما ٌتصدق به ‪ ،‬فأخذ ثٌاب أهله وتص ّدق بها ‪ .‬اهـ تحفة األحباب ‪.‬‬

‫ٕ٘‬
‫‪ ‬قال القائل ‪:‬‬
‫الناس مشهورا‬
‫ِ‬ ‫ٌو ٌم غدا فضـله فـً‬ ‫طالب العفو هذا ٌـوم عـاشورا‬ ‫َ‬ ‫ٌا‬
‫إال وعـا َد بــمـا ٌــهــواه مــســرورا‬ ‫داع لـــحــاجــتِه‬ ‫ما إن دعــا ر َّبه ٍ‬
‫إال وأصـبـ َح ذا َك الــذنــب مـغـفـورا‬ ‫ب َخ ِجل ٌ‬ ‫هللا فـٌــه مـــذنـ ٌ‬
‫وال أتــى َ‬
‫العرض مذعورا‬‫ِ‬ ‫قبل ُت ُ‬
‫وقف ٌوم‬ ‫من ِ‬ ‫فتب إلـى هللا فٌ ِه وابـــ ِغ رحــم َت ُه‬
‫تقرأ كتابـك بـٌـن الـنـاس مـنـشـورا‬ ‫فأنت فً َف َر ٍق ُمضنى وفً َع َر ٍق‬ ‫َ‬
‫وقِـف عـلى بـابـه خـجـالنَ مكسورا‬ ‫فاســأل إلـهـ َك فٌه فـضل َ رحمته‬
‫اهـ ‪ :‬من خطبة الحرٌفٌشً ‪.‬‬

‫وقد مت حبمد اهلل ما وسّر اهلل مجعه يف هذه العجالة من شتى‬

‫املسائل املتػرقات ‪ ،‬والػوائد املستجدات ‪ ،‬واحلمد هلل أوالً‬

‫وآخراً وله املنة دائماً ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على سودنا حممد‬

‫وآله وصحبه وتابعوه وتابعوهم إىل وو‪ /‬الدون ‪ ،‬عدد ذكر‬

‫الذاكرون ‪ ،‬وسهو الغافلني ‪ ،‬صالةً وسالماً تعم بركتهما سائر‬

‫العباد املؤمنني ‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬

‫‪ٕٙ‬‬
‫" فِ ْه ِرس المحتوٌات "‬

‫ص‬ ‫البٌان‬ ‫ص‬ ‫البٌان‬


‫حكم إفراد ٌوم عاشوراء بالصوم ‪ٔٙ‬‬ ‫ٕ‬ ‫المقدمة‬
‫عن صٌام ٌوم تاسوعاء والحادي ‪ٔ1‬‬ ‫ٖ‬ ‫من فضائل شهر محرم والعشر‬
‫عشر من المحرم‬ ‫األ ُ َول منه‬
‫هل كان صوم عاشوراء واجب ‪ٔ1‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ترتٌب األشهر ال ُحرم‬
‫عن التوسعة على العٌال فً ٌوم ‪ٔ1‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫أفضل الشهور‬
‫عاشوراء‬
‫من عادات سادتنا آل أبً علوي ٕٔ‬ ‫‪1‬‬ ‫سبب قول (شهر هللا) فً المحرم‬
‫فً لٌلة عاشوراء وٌومه‬ ‫دون غٌره‬
‫ٖٕ‬ ‫ذم العبث بالماء‬ ‫‪1‬‬ ‫سبب تسمٌته بمحرم وتخصٌصه‬
‫بالتعرٌف‬
‫ٖٕ‬ ‫حكم العمل بـ(ٌا حسٌن) ‪ ،‬وحكم‬ ‫ٓٔ‬ ‫ما ٌُطلب فعله فً لٌلة عاشوراء‬
‫اتخاذ هذا الٌوم عٌداً‬
‫ٕ٘‬ ‫فوائد ومسائل عامة‬ ‫ٔٔ‬ ‫ما ٌُطلب فعله فً ٌوم عاشوراء‬
‫‪ٕ1‬‬ ‫فهرس المحتوٌات‬ ‫٘ٔ‬ ‫عن صٌام ٌوم عاشوراء‬

‫‪ٕ5‬‬

You might also like