Professional Documents
Culture Documents
ولقد تطور العالج النفسى تطوراً مذهالً فى العقود األخيرة فقد بدأ
بالتحليل النفسى ثم العالج السلوكى فى شتى نماذجه وأشكاله ،ثم العالج
المعرفى السلوكى – 3كذلك ظهرت مجموعة من العالجات النفسية الحديثة التى
تعتمد على أسس نظرية جديدة كالعالج المتمركز 3حول العميل ؛ والعالج
االستفزازى ،والعالج الجشطلتى ، 3والعالج العقالى االنفعالى … وغيرهم .
وال يتسع المقام هنا لسرد كل هذه النماذج العالجية سنقتصر على اثنتين
منها وهما العالج بالمعنى والعالج العقالنى االنفعالى .
العالج بالمعنى -:
فى عام ( )1963قدم " فرانكل " العالج بالمعنى " " Logotherapy
والذى يعتبر من المناحى العالجية الحديثة التى تستند إلى االتجاه
الفنيومينولوجى " " Attitude Phenomenologicalفى علم النفس والذى
يرفض اإلسراف فى النزعة الطبيعية عند تناول الظاهرة اإلنسانية ومحاولة
-214-
تفسيرها على أساس من العلل واألسباب النشويئة حيث ارتبطت الفنيومينولوجيا3
فى علم النفس بالتيار اإلنسانى 3الذى يضع فى بؤرة اهتمامه الوجود 3الشامل
لإلنسان بوصفه إنساناً ،فمن خالل خبرة " فرانكل " 3اإلكلينيكية فى العالج أكد
على أن معظم مشاكل اإلنسان فى الحياة وسوء توافقه النفسى إنما ترجع فى
الحقيقة إلى مشكالت افتقاد معنى ،حيث يسلم " فرانكل " 3بان إرادة المعنى قوة
دافعية أساسية ،وأن المهمة األساسية لإلنسان هى تحقيق المعنى وليس مجرد
إشباع للغرائز ،ويرى " 3فرانكل " 3أن إرادة المعنى يمكن رصدها 3من خالل
ثالث رسائل هى -:
حيث يعتقد " فرانكل " 3أن الفراغ الوجودى 3والسأم والجمود 3واإلحباط
الوجودى " Existential Frustration " 3كلها تمثل مفاهيم تحدى للتربية
الحديثة باإلضافة إلى أنها تحدى للعالج النفسى فى مصر الحديث والذى يسمى
عصر الفراغ الوجودى) Frankl, 1970 :83 – 90 ( . 3
الغاية والهدف:
العالج بالمعنى هو منحى عالجى يقصد به العالج من خالل المعنى "
" Therapy Through meaningحيث أن كلمة " " Logosكلمة
إغريقية تعنى " المعنى " " " Meaningويركز 3هذا المنحى من العالج على
معنى الوجود اإلنسانى ، 3باإلضافة إلى بحث اإلنسان عن هذا المعنى .
-215-
وطبقاً للعالج بالمعنى فإن الدافع إليجاد المعنى فى حياة الفرد هو القوة
الدافعة األولية له ،كما أن كلمة Logosتعنى أيضاً الروحانية " " Spiritual
أو الناحية المعنوية حيث أنهما يمثالن بعداً هاماً فى الوجود اإلنسانى ، 3وليس
المقصود بالروحانية التدين ،ولكن هى إشارة إلى البعد اإلنسانى 3الخاص ،
حيث يؤكد " فرانكل " 3أن المهمة األساسية للعالج بالمعنى تركز على البعد
الروحانى 3أو المعنوى 3لإلنسان ( ) Frankl, 1978 : 19
ويرفض " 3فرانكل " 3النسبية الخالصة وكذا الذاتية الخالصة التى توصف3
بها المعانى والقيم من جانب البعض ،ويفضل التحدث عن تفرد المعانى وليس
عن نسبيتها ،فالتفرد ليس خاصية للموقف فحسب ،بل خاصية للحياة ككل ،
حيث أن الحياة سلسلة من المواقف 3الفردية ،كذلك فإن اإلنسان فريدUnique " 3
" من حيث الماهية " " Essenceوالوجود " " Existenceفال يمكن إحالل
إنسان بآخر ،وذلك بفضل فريدية جوهر كل إنسان على حدة كما أن حياة كل
إنسان فريدة فى أنه ما من إنسان يستطيع أن يعيش حياته أكثر من مرة ،وذلك
بفضل تفرد وجوده ،وأن حياته سوف 3تنتهى إلى األبد أن عاجالً أو آجالً ،
ومعها كل الفرص الفريدة لتحقيق المعانى .
نبذة عن مؤسس العالج بالمعنى -:
مؤسس هذا المنحى هو " فيكتور 3أميل فرانكل " Victor. E, Frankl
النمساوى الجنسية ،من أبناء " فيينا " 3مثله فى ذلك فرويد 3وآدلر.
-216-
وقد 3ولد " فرانكل " 3فى " فيينا " سنة ( )1905حيث تعلم وحصل على
بكالوريوس 3الطب سنة ( )1930وحصل على الدكتوراه من جامعة " فيينا "
سنة ()1949
ولقد بدأ " فرانكل " سيرته المهنية فى الطب النفسى من منظور تحليلى
نفسى حيث تتلمذ على يد " فرويد " غير أنه تأثر بعد ذلك بكتابات الفالسفة
الوجوديين بما فيهم " هيدجر " و"ماكس شيلر " ثم بدأ فى تطوير فلسفته
الوجودية الخاصة ،وكذلك عالجه النفسى الوجودى ،وبعد اعتقاله إبان الحرب
العالمية الثانية ،خلفت تجربة االعتقال المريرة أبلغ األثر فى توجيه نظره
لإلنسان وللحياة بوجه عام ،إذ جعلته يؤمن بشدة بحرية اإلرادة التى يتميز بها
اإلنسان دون سائر الكائنات األخرى ،تلك التى تباعد بينه وبين الوحشية
والهمجية وتحفظ له وقاره اإلنسانى حتى فى موقف يواجه فيه أسوأ الظروف. 3
ولقد قدم " فرانكل " 3وجهه نظره عن الدور الذى يلعبه المعنى فى العالج
النفسى األول مرة فى كتابه " من معسكر 3الموت إلى الوجودية " From death
camps to existentialismوالذى أعيدت طباعته تحت مسمى جديد هو "
اإلنسان يبحث عن معنى " Man’s search for meaningحيث قدم "
فرانكل " فى الجزء األول وصفاً لفترة اعتقاله أما فى الجزء الثانى ،عرض "
فرانكل " النظام 3العالجى الذى استوحاه من خالل خبرته التى أوجزها 3فى أن
االحتفاظ بمعنى الحياة إنما هو عامل حاسم فيما يتعلق بالبقاء على قيد الحياة
وذلك من خالل خبرته أثناء فترة اعتقاله .
-217-
ويعتبر " 3فرانكل " 3أول معالج وجودى 3أسس مدرسة عالجية تتكامل فيها
الجوانب النظرية مع الجوانب العملية التطبيقية ،ويعتبر 3البعض تعاليم " فرانكل3
" مدرسة قوية للعالج النفسى ،وفلسفة للحياة فى نفس الوقت .
ولقد عرفت مدرسة " فرانكل " 3فى العالج النفسى باسم " العالج بالمعنى
" وإ ن كان – فرانكل – قد استخدم فى بادئ األمر مصطلح " التحليل الوجودى" 3
وذلك للداللة على منهجه ،ولكنه فضل استخدام مصطلح " العالج بالمعنى "
وذلك لسببين -:
األول :لكى يميز بين منهجه ومنهج " بينز فانجر " 3الذى عرف أيضاً
باسم " التحليل الوجودى . " 3الثانى :إبراز أهم ما يدور 3حول عالجه وهو "
المعنى " ،والمعنى 3لدى " فرانكل " يكاد يتطابق مع القديم لدى " ماى " الذى
يرى أن المعانى التى يبحث عنها اإلنسان ويحققها فى حياته تصبح هى القيم
التى يعتنقها ،أى تصبح قيم حياته ( إيمان فوزى.) 76 : 1993 ، 3
لذا يمكن القول أن العالج بالمعنى منحى عالجى يعتمد على الناحية
المعنوية لإلنسان وأن مهمة اإلنسان هى تحقيق المعنى ،بل والتأكيد على تفرده
وان تلك الحياة إنما هى سلسلة من المواقف 3الفردية ،وهذا المنحى العالجى هو
منحى تتكامل فيه الجوانب النظرية مع الجوانب العملية ،ويعتبر العالج
بالمعنى عالجاً وجودياً يقوم على مساعدة الفرد المضطرب 3أن يكتشف 3المعنى
المفقود فى الحياة .
وقد 3استفاد أصحاب العالج بالمعنى الوجودى 3من إسهامات عدد كبير من
فالسفة الفكر الوجودى أمثال [ كير كجارد – سارتر – مارتن هايدجر ]
-218-
فنيات العالج بالمعنى -:
من الصعب حصر عدد محدد من الفنيات فى هذا النوع من العالج ،
وذلك ألن هذا العالج قد يلجأ إلى استعارة فنيات عالجية من مدارس أخرى ،
باإلضافة إلى عدد من الفنيات التى طورها المعالجون ومن أبرزهم " فرانكل" ،
وهناك فنيات شائعة االستخدام 3فى العالج بالمعنى سنعرض لهما باختصار كما
يلى -:
-1فنية التحليل بالمعنى -:
قدمها 3كرونباخ ( )1973كامتداد 3للعالج بالمعنى ،وحدد كرونباخ 3عمل
التحليل بالمعنى بقوله :هو عملية تحليل لخبرات حياة الفرد فى الحياة للبحث
عن معنى جديد واتساع لخبراته فى الحياة وذلك من خالل وضع هذه الحياة ،
فالتحليل بالمعنى عبارة عن سلسلة منظمة مكتوبة يستخدمها الفرد الكتشاف
المعنى فى الحياة ( ) Stropka, 1973 : 33
فتلك الفنية تفترض أن الشخص كائن متفرد فى حياته الخاصة ،ومن ثم
يمكنه إيجاد الهدف من الحياة من خالل اتساع الوعى الشعورى للفرد وكذلك
إثارة القدرة االبتكارية لديه من خالل األنشطة التى يقوم بها وذلك من خالل
تدريبات التحليل بالمعنى والتى يمكن أن تساعد على إيجاد المعنى فى الحياة .
ويتم تطبيق 3تلك الفنية من خالل عدة خطوات يعرض لها الباحث على
النحو التالى -:
-219-
-1الخطوة األولى ( تقييم الذات ) -:
وفيها 3يقيم الفرد ذاته بدقة كما يفعل فى الحياة ،فى الجوانب التالية -:
( )2إلقاء الضوء على قدرات الفرد وإ مكاناته غير المستغلة وكذا
تطبيق ذلك على مستقبله وعلى ما يريد أن يكون
-2الخطوة الثانية ( افعل كما لو كنت ……-:) ..
ويعتبر 3هذا التدريب نقطة بداية للفرد على طريق الشعور 3بالمعنى الجديد
فى الحياة ،وبذلك تكون نقطة البداية أن يفعل الفرد مثلما يفعل الشخص الذى
يريد أن يكون مثله ،ويجب على الفرد عمل ذلك حتى ولو لم يصدق 3فيه فى
البداية حيث يتقبل الفرد بالفطرة وبعد ذلك بمدة قصيرة سوف 3يبدأ الفرد
أتوماتيكياً 3فعل ذلك بإيجابية .
-3الخطوة الثالثة ( إيجاد الهدف بتأسيس المواجهة ) -:
إن أول شىء يتذكره اإلنسان عن المشاكل العاطفية – مثالً – هو العادات
المتمثلة فى انهيار العالقات المترابطة مع اآلخرين ،وقد يؤدى 3ذلك إلى نتائج
منها االكتئاب ،والوحدة ،واالغتراب ،ويكون هذا نتيجة تصور 3الفرد فى
البحث عن المعنى الحقيقى فى حياته .وبالتالى يجب على الفرد أن يتعلم خبرة
المواجهة مع اآلخرين من خالل األسئلة التالية -:
-220-
من هم األشخاص الذين لهم تأثير فى حياتى ؟
هل العالقة بين اآلخرين ما زالت مستمرة إذا كانت اإلجابة "
نعم " فهل هذه العالقة أبدية؟
-221-
ب -القيم التجريبية -:
وهى القيم التى يخبرها الفرد فى الموقف الميئوس منه والذى ال يمكن
تغيره ابتكاريا 3أو تجريبيا 3وهذه القيم تشمل حرية الفرد فى االختيار ، 3بمعنى
آخر مواجهة المشكالت األساسية فى الحياة .
-5الخطوة الخامسة -:
وفى 3هذه الخطوة يجب على الفرد أن يكون مستعدا إليجاد اإلحساس
الحقيقى وبالهدف من الحياة ،والتوجيه نحو المستقبل .
نظرية تشتت التفكير -:
تلك الفنية عبارة عن عملية يحول فيها انتباه المريض عن موضوع
القصد المتعلق بالتمركز 3حول الذات إلى موضوع 3آخر موجب خارج نطاق
الذات .
وتستند 3تلك الفنية إلى قدرة اإلنسان على تجاوز 3ذاته .إذ يستطيع 3اإلنسان
وحده يمنع نفسه وينسى نفسه بالخروج 3عن نطاق التمركز حول الذات ساعيا
من أجل معنى لوجوده .وباعتبار المريض إنسانا فإن بوسعه التحول عن
-222-
االنتباه لنفسه ومالحظة سلوكه ومراقبة أدائه الخاص فى اتجاه اللقاء إنسانيا
بكائن بشرى 3آخر أو فى اتجاه شىء آخر ( معنى ) غير ذاته .
وتهدف 3تلك الفنية إلى إعادة توجيه موجب خارج نطاق الذات نحو شىء
ما موجب ،بأى وسيلة كانت لتحويل انتباه المريض لنفسه فى اتجاه أى شىء
موجب .
فتلك الفنية كإجراء تهدف إلى كسر الحلقة المفرغة بالحيلولة بين
المريض وانتباهه المفرط لنفسه .
ويتناول " 3يالوم " Yalom 3هذه الفنية العالجية بجعل المريض يتوقف3
عن التركيز على ذاته ويبدأ البحث عن المعنى خارج الذات ،أى يستغل قدريته
المميزتين فى االنفصال عن الذات ،والتسامى على الذات ( Yalom, 1980
)
وذلك ال يحدث إال من خالل اكتساب توجه جديد نحو معنى متميز لحياة
اإلنسان ،وتمكينه من العثور على هذا المعنى الذى يتمثل بالتحديد فى الهدف
الذى يرمى إليه العالج بالمعنى
ويرى " 3فرانكل " 3انه ال ينبغى للمعالج أن ينصح مريضه بإيقاف التفكير
فى موضوع 3معين بصورة سلبية – ال تفكر فى كذا وكذا – وإ ال زاد تركيزه
على المشكلة بصورة أكبر ،ويضرب 3لذلك مثاالً بتلك القصة التى حصل فيها
أحد األشخاص على وصفة لتحضير 3الذهب ،تقضى بخلط بعض المكونات
بأوزان محددة بعضها ببعض مع نصيحته أال يفكر مطلقاً أثناء تحضيره للذهب
فى " الحرباء " وبالطبع لم يستطع هذا الشخص تحضير الذهب ألنه لم يتمكن
-223-
ولو للحظة أن يطرد 3الحرباء من تفكيره أثناء تحضير الذهب ،رغم أنه لم يفكر
فيها أبداً من قبل .
-3فنية القصد العكسى Paradoxical intention :
يتم فى هذه الفنية تشجيع المريض على أن يفعل أو يرغب فى حدوث
الشىء الذى يخافه.
وتعتمد 3هذه الفنية على فكرة مواجهة القلق المتوقع ، 3حيث يستجيب
المريض لحديث ما يتوقع 3أنه مخيف من أن يتكرر .
وفى 3هذه الفنية يتمكن المريض من أن يضع نفسه فى موقع يعلو به فوق
عصابه ( قلقة أو اضطرابه ) وفى 3ذلك تصدق 3عبارة نجدها فى كتاب
(جوردون ألبورت ) مفاها " :أن الشخص العصابى 3الذى يتعلم أن يضحك
على نفسه قد يكون فى سبيله إلى ضبط ذاته ومعالجتها .ربما إلى الشفاء "
وطريقة القصد العكسى هى الصدق األمبريقى لعبارة أولبورتAllport , ( 3
) 1956
ويرى " 3مادى " Maddyأن فاعلية هذه الفنية ترجع إلى ما تؤدى 3إليه
من استعادة المريض بسيطرته على المواقف التى يخافها ويشعر 3بالعجز إزائها
.
-224-
رد الفعل األول عند المريض عندما يطلب منه المبالغة فى اضطرابه هو
الضحك ،وذلك فى حد ذاته عالمة على تزايد السيطرة على العرض أو
االضطراب .وفيما 3بعد يبدأ المريض فى إدراك أن أسوأ ما يمكن أن يسفر عنه
االضطراب شىء يمكن احتماله على أى حال باإلضافة إلى ذلك تعين هذه الفنية
المريض على تحمل مسئولية أعراضه التى يدرك انه يقوم بأدائها مما يتيح له
قدر أكبر من التحكم فيها والسيطرة عليها ( .) Maddi, 1985
من المعروف 3أن التركيز 3عملية يحدث فيها تواصل من نوع خاص مع
الوعى الجسدى الداخلى .هذا الوعى يمكن تسميته بالشعور 3المحسوس " Felt
" senseواإلنسان يجب أن يتعلم كيف يتحضر 3هذا الشعور 3المحسوس من
خالل االلتفاف إلى داخل الجسد .
-225-
على مشكالت اإلنسان وتقديم الحلول لها .ومن هنا يأتى التركيز بالتغير3
المطلوب .
يؤكد " جندلين " أن الشعور المحسوس ليس مجرد خبرة عقلية وإ نما
خبرة تشمل العقل والجسد معاً قبل أن يحدث بينهما انفصال وانقسام . 3وأن فنية
التركيز تبدأ بالحصول على هذا الشعور المحسوس ثم تتجه إلى التفكير اللفظى
أو المنطقى أو الذى يعتمد على أشكال متصورة بطريقة تتيح لهذا الشعور3
المحسوس أن يتحول مما يمهد طريق التغير لكل من عقلنا وجسدنا .
( ) Gendlin , 1988
تطبيق فنية التركيز بعدة خطوات وهى -:
الوصول 3لحالة من صفاء الذهن " : " Clearing spaceحيث يستبعد3
اإلنسان ما يشغله من ضغوط الحياة اليومية وال يبقى فى ذهنه إال المشكلة التى
يود حلها .
تكوين الشعور 3المحسوس " : " Felt senseينتبه اإلنسان إلى
االستجابة الجسدية التى يستشعرها تجاه مشكلته ويحدد مكانها ويستغرق
فيها بصورة يغلب عليها اإلحساس الجسدى ويتفادى فيها التفكير أو
التفسير العقلى .
تحديد مفتاح العقل ( لفظى أو غير لفظى ) " : " handleهنا يحاول
الفرد أن يجد كلمة أو تعبير أو حتى صورة متخيلة تعبر على أفضل نحو
عن شعوره المحسوس وال يكتفى بالتعبيرات المتداولة والتقليدية وإ نما
-226-
يظل يبحث حتى يجد ما يعبر به على نحو شخصى عن شعوره
المحسوس .
-4إرجاع الصدى " : " Resonating
حيث يظل اإلنسان يتأرجح بين شعوره المحسوس والمفتاح الذى اختاره
للداللة على هذا الشعور 3حتى يتأثر من التطابق 3التام بينهما ،وبحيث يكفى أن
يذكر هذا المفتاح أو يتصوره داخلياً حتى يستدعى الشعور 3المحسوس الذى
حصل عليه أول األمر .
-5التساؤل " : " Asking
يبدأ الفرد يسأل ذاته " ما الذى يجعل لهذا الشعور 3المحسوس تلك الطبيعة
الخاصة ؟ ولماذا يرتبط 3بالمشكلة على هذا النحو ؟ وهنا أيضا ال يكتفى
باإلجابات التقليدية ،وإ نما يبحث متأنيا عن إجابة خاصة وشخصية يستطيع 3أن
يشعر بها وكيف 3أنها تتطابق 3مع واقعة .
-6التلقى " : " Receiving
عند الحصول على اإلجابة التى تتطابق مع واقع اإلنسان بالفعل ،
يستشعر تغييراً فى شعوره المحسوس مما يدل على إدراك حقيقى ألبعاد
المشكلة وتصور 3حلها بما يبعث على االرتياح
-5فنية إعادة البناء الموقفى Situational reconstruction :
وتهدف 3هذه الفنية إلى استعادة المريض للسيطرة على المواقف
والمشكالت المرضية .وتركز 3تلك الفنية على االعتبارات الموقفية أكثر من
النتائج االنفعالية وحدها ،خاصة إذا كان منشغال بهذه األحداث بصورة مرضية
-227-
،ووفقاً 3لتلك الفنية فإنه يتم توجيه العميل إلى محاولة تخيل ثالث حاالت كان
من الممكن وفقا لها أن يأتى على نحو أسوأ مما كان عليه بالفعل وعندما يبجح
فى ذلك يحاول تخيل ثالث حاالت كان من الممكن أن تكون أقل سوء مما وقع
فعالً .وبعد الترتيب على إعادة بناء الموقف 3على هذا النحو تطبق هذه الطريقة
على أحداث سابقة أو حالية .ومن إحدى فوائد 3تلك الفنية أنها تفيد فى توسيع
المجال الذى يمكن أن يمارس فيه اإلنسان سيطرته وتحكمه فى األحداث بما
يحسن القدرة على صياغة القرارات التى تتعلق بالمستقبل ( Maddi, 1985
)
-6فنية تحسين صورة الذات عن طريق‚ التعويض :
Compensatory self improvement
تهدف تلك الفنية إلى زيادة إحساس العميل باإلمكانات المتاحة فى جوانب
أخرى من الحياة غير تلك التى تبدو بصورة مؤقتة أو دائمة كمعطيات ثابتة
غير قابلة للتغير عندئذ يكون من األفضل تقبل هذه الجوانب كما هى وتوجيه
العميل إلى جوانب أخرى من الحياة كانت غير مستقلة ليستثمر فيها طاقاته
المبددة فى الحزن واأللم ،ويكشف إمكانات جديدة فى حياته ينمو من خاللها
متجاوزاً محنته ،ويضرب " مادى " Maddiمثاالً بتلك المطاقة التى لم
تستطع لفترة طويلة أن تتجاوز محنة فقد زوجها وآالم فشل محاوالتها 3الستعادته
،وكان الحل هو لجوئها إلى ممارسة إحدى الرياضات العنيفة ،وقد ساعدها
النجاح فى ممارسة هذه الرياضة والتقدم فيها على تجاوز 3المحنة ( Maddi ,
) 1985
-8فنية منهج القصة الرمزية -:
-228-
يشير " فرانكل " إلى هذا األسلوب بوصفه وسيلة مفيدة مع بعض
األشخاص حيث يروى 3المعالج قصة توضح معنى معين قد يصعب التعبير عنه
بشكل مباشر . 3فمثال – يروى قصة توضح معنى ارتباط الحياة اإلنسانية
بالمعاناة .وهى قصة حبوب الخردل … ولدت الهندية جوتا طفالً ولكنه مرض
ومات فشعرت 3باألسى وحملت جثمانه من مكان آلخر بحثاً عن دواء فهزئ
الناس بها .ولكنها لجأت إلى أحد الحكماء الذى أخبرها أن الدواء الوحيد هو أن
تحضر حفنة من حبوب الخردل من أول منزل بالمدينة ال يكون أحد من أهله قد
مرض أو عانى أو مات – فجابت المدينة من بيت إلى بيت ولكنها لم تنجح أبداً
فى العثور على منزل لم يعانى فيه أحد أو يموت ،فأدركت 3أن ابنها لم يكن
الوحيد الذى مرض ومات وأنها لم تكن الوحيدة التى عانت ،فالمعاناة قانون
سائد بين بنى البشر ( .) Frankl , 1970
-9اإلفشاء عن الذات -:
وتقوم 3على إفشاء المعالج بشكل تلقائى عن خبرته األصلية الخاصة فى
وقت مناسب أثناء الجلسة العالجية مما يغرى المريض بان يكون صريحا3
وصادقا 3فى التعبير عن نفسه
-10فنية الوعى بالقيم Values Awareness Technique :
وضعها " 3هوتزل " Hutzel ،بناء على وجهة نظر العالج بالمعنى من
تحديد وعى المريض بحيث يشمل المجال الكلى للمعنى ومحتوى 3القيم ،ومن ثم
يكون قادرا 3على االختيار من بين هذه القيم ليكتشف فى النهاية نظاما للقيم
مشتق داخليا ،هذا الذى يمده بحياة ذات معنى.
-229-
مما سبق يتضح مدى أهمية هذا النوع من العالج وكيف انه استفاد بالفعل
من الفلسفة الوجودية ،واستفاد أيضا من طرق عالجية ونظريات نفسية أخرى
… ..كذلك فهو منحى عالجى له مميزاته وله مسالبه ويحتاج إلى نوعيات
خاصة من المرض ومن المرضى 3على حد سواء .
-230-
العالج العقالنى االنفعالى Rational Emotive Therapy
صاحب هذه النظرية العالجية هو البرت أليس ، Ellisوالذى بدأ حياته
كمحلل نفسى إال إنه تخلى عن التحليل سريعة وأكيدة ،وكانت أو كتاباته عام
1962بعنوان " السبب واالنفعال فى العالج النفسى Reason & Emotion
. in Psychotherapy
وفى 3هذا الكتاب يوضح أليس منهجه وطريقة فى العالج ..ز وهو يرى
أن البشر يكونون فى أسعد حاالتهم عندما تكون لهم أهداف يسعون لتحقيقها
بشكل إيجابى … وأن العقالنية هى الوسيلة الوحيدة التى تساعدهم على تحقيق
أهدافهم بينما الالعقالنية تحول بينهم وبين تحقيق هذه الهداف ..وأن العقالنية
تتميز بثالثة خصائص ( علمية – منطقية – واقعية ) بينما الالعقالنية غير
علمية وغير منطقية وجامدة وال تتفق مع المنطق والواقع .
-231-
تفكيره العقالنى إلى أقصى درجة ممكنة ،وأن يقلل من تفكيره الالعقالنى إلى
أقل درجة ممكنة " )Ellis, 1972( .
دعائم نظرية العالج العقالنى االنفعالى
يرى أليس أن هناك تشابكا بين العقل والعاطفة ،ويؤمن بالفرض القائل
بأن التفكير واالنفعال ليسا بعملتين مختلفتين وإ نما تتداخالن بصورة ذات داللة
… تماما كما هو الحال بالنسبة لعمليتى الحياة (الحس والحركة ) فإن بينهما
عالقات متبادلة بصورة تكاملية ،وال يمكن النظر إليهما على أنهما فى حالة
انفصال تام .
اإلنسان هو الكائن العاقل الوحيد على هذه األرض ،وهو حين يفكر
ويتصرف 3بطريقة عقالنية يصبح أكثر كفاءة وفعالية .
ينشأ هذا التفكير الالعقالنى فى عملية التعلم أثناء الطفولة المبكرة ،والذى
يكون الفرد مهيأ له من الناحية البيولوجية والذى يكتسبه بصفة خاصة من
والديه ومن المجتمع … وأثناء عملية النمو فإن الفرد يتعلم أن يفكر ويشعر
بأشياء معينة تجاه نفسه وتجاه اآلخرين ،وترتبط بعضا من هذه األشياء
بفكره " هذا حسن أو طيب فتصبح انفعاالت الفرد إزاءها موجبة بينما تلك
-232-
التى ترتبط 3بفكره هذا "سئ أو ردئ " فتتكون 3إزاءها انفعاالت سالبة وتؤدى3
إلى اإلحساس بمشاعر مؤلمة .
-أن الصعوبات 3التى يعانون منها تنجم إلى حد كبير من إدراكهم المشوه
وتفكيرهم غير المنطقى .
-أن هناك طريقة إلعادة ترتيب إدراكهم وإ عادة تنظيم 3تفكيرهم من أجل
القضاء على السبب األساسى 3لصعوباتهم ، 3وهذه الطريقة وأن كانت بسيطة
نسبيا إال أنها تتطلب بذل المزيد من الجهد .
" يجب أال أخطأ عندما أتحدث أمام زمالئى أو اآلخرين "
-233-
فى حين أننا نجد البديل الصحى للمطلب األول هو قبول الذات دون
شروط مع االعتراف بنقائصها 3وضعفها مع السعى للتغلب على ذلك .
أما بالنسبة للمطلب الثانى فالبديل الصحى هو تنمية القدرة على تحمل
اإلحباط واالنزعاج من أجل التغلب على المعوقات أمام تحقيق األهداف
واألغراض األساسية .ويؤكد أليس على مبدأ التفاعل النفسى (بين الفكر
واالنفعال) إذ أن أفكار 3وانفعاالت وأفعال اإلنسان ال يمكن عالجها باستقالل عن
بعضها البعض فهى عمليات نفسية متداخلة ومتفاعلة فعندما 3يفكر المرء فى شئ
ما مثال " إن التحدث أمام اآلخرين أمر فظيع ومؤلم 3ألنه يعرضنى 3للسخرية "
فهو يميل للتفاعل معه بالشعور 3بالخوف وإ لى التصرف 3بطريقة معينة (تجنب
الحديث – العقاب – الخ) .
لقد ذكر أليس إحدى عشرة فكرة ال عقالنية من وجهة نظره تسبب القلق
واالضطراب 3هى :
الفكرة األولى " :يجب على المرء أن يكون محبوبا ومرضيا عنه من كل
المحيطين به ".
وهذه فكرة غير منطقية من وجهة نظر أليس ألنه من الصعب أن ينال
الفرد حب ورضا 3كل المحيطين به ،وإ ذا حاول الفرد تحقيق ذلك فهذا يزيد من
اعتماده على اآلخرين ويقلل شعوره باألمان ويزداد 3تعرضه لإلحباط ،ورغم
-234-
أنه من المرغوب فيه أن يكون الفرد محبوباً 3من اآلخرين إال أن الشخص العاقل
ال يضحى باهتماماته ورغباته فى سبيل تحقيق رضا اآلخرين.
الفكرة الثانية " :يجب على المرء أن يكون كفئا وفعاال ومنجزا بصورة
تامة … على نحو ممكن أن كان له أن يعتبر نفسه جدير بأى قيمة ".
الفكرة الثالثة " :بعض الناس سيئون وأشرار وجبناء ،وأنه يجب
معاقبتهم بشدة لخستهم " .
وهذه الفكرة أيضا غير منطقية وال عقالنية ألنه وأن يوجد الطيب
والشرير 3والقبيح والحسن ،وكل الناس معرضون للتردى وارتكاب 3األخطاء ،
كذلك فإن العقاب واللوم قد ال يؤدى 3عادة إلى تعديل السلوك بل ربما يؤدى 3إلى
مزيد من االضطراب االنفعالى ،أما األشخاص األسوياء المنطقيين ال يلومون
وال يعاقبون 3اآلخرين على أخطائهم 3بل يوجهون لهم النصح واإلرشاد ، 3وإ ذا ما
وجه إليهم اللوم فإن كانوا مخطئين فيعدلوا 3من سلوكهم ،وإ ن كانوا على صواب
فال يهتموا بما تقوله اآلخرون عنهم .
الفكرة الرابعة " :أن األمور تعتبر فظيعة وكارثة عندما ال تكون
بالطريقة التى يتمناها الشخص ".
-235-
وهذه الفكرة غير منطقية وال عقالنية ألنه كما يقول المثل العربى "ليس
كل ما يتمناه المرء يدركه " فقد تحدث أمور عديدة على غير هوى المرء أو ما
يريده هو … وهذا ليس معناه أن يحزن اإلنسان ويتضايق بسبب ذلك أو أن
نعتبر ذلك كارثة … والشخص العقالنى البد له أن يتقبل األمور على ما هى
عليه فإن كانت صحيحة فهذا شئ طيب أما إذا كانت خاطئة فإنه يعدلها أن
استطاع أو يتقبلها كما هى … .بمعنى أن يفكر فيها بشكل إيجابى حتى ال تؤدى3
به إلى االضطراب والمرض .
الفكرة الخامسة " :أن أسباب تعاسة اإلنسان خارجية ،وأن قدرة
الناس على التحكم فى أحزانهم واضطراباتهم ضئيلة أو معدومة " .
وهذا أيضا غير عقالنى ألنه يمكن لألحداث الخارجية هذه أن تكون سببا
للتعاسة واالضطراب إال إذا نظر إليها (فكر فيها) اإلنسان من هذه الزواية ،
أى أن إدراك الفرد هو الذى يسبب ذلك ،وكما قال الفيلسوف اليونانى 3أبيقورس
" نحن ال نضطرب 3بسبب رؤيتنا 3لألحداث … ولكن بسبب كيفية إدراكنا لهذه
األحداث " .
وهذا أيضا غير منطقى وال عقالنى ذلك ألن االنشغال والقلق الزائد يقف
عقبة فى سبيل التقويم الموضوعى 3الحتمال وقوع الحدث الذى نخشاه ،كذلك
يؤدى إلى عملية التهويل والتضخيم لألحداث ،ويزيد 3من الوقع السئ لألمور
-236-
… والشخص العقالنى يعترف 3باحتمال وجود النظر ولكنه ال ينظر إلى
األخطار المحتملة على أنها كوارث محققة ،كما يدرك أن القلق لن يمنع حدوث
المخاوف واألخطار بل قد يزيد األمر سوءاً " أو الطين بله كما يقولون ".
وهذا أيضا غير كنطقى ألن تجنب أو تحاشى بعض الهام غالبا ما يكون
أكثر إيالما من القيام بها … ذلك ألنه ربما يولد لدى الفرد مشاعر عدم الرضا
واإلحساس بالذنب … كذلك فإن الشخص العاقل الناضج هو الذى يتحمل
الصعاب والتبعات الملقاة على عاتقه حتى يشعر بمرارة وحالوة الحياة ويشعر
بالقيمة والجدارة أنا نجنب المواجهة ربما يؤدى 3إلى حياة سهلة مملة ،وقد تكون
غير سعيدة .
الفك ــرة الثامنة " :يجب على الم ــرء أن يعتمد على الغـــير ،وأنه بحاجة
إلى شخص ما أقوى منه يرتكن إليه " .
ال مانع من أن يعتمد المرء على اآلخرين ولكن بقدر ما وليس بصورة
دائمة … ألن االعتماد على الغير بصورة كبيرة يؤدى إلى فقدان االستقالل
الذاتى وعدم القدرة على تحمل المسئولية الفردية ،فالشخص العقالنى يسعى
إلى االستقاللية والمسئولية وال يرفض معونة الغير عندما يكون ذلك ضروريا .
الفكرة التاسعة " :أن التاريخ والخبرات الماضية للشخص تعتبر محدداً
غاية فى األهمية لسلوكه الراهن … وأن ما كان له تأثير عليه من قبل سيكون
له أثر مشابه إلى أجل غير محدد " .
-237-
وهذه فكرة غير عقالنية أيضا ،يرى أليس أن ما كان سلوكا ضروريا
تحت ظروف 3معينة قد ال يكون كذلك فى الوقت الحالى ،وما كان حال لمشكلة
فى الماضى ال يصلح حال لها فى الوقت الحاضر ، 3ورغم أنه من الصعب
التغلب على ما سبق تعلمه فى الماضى إال أن ذلك ليس مستحيال فالماضى له
أهميته ولكن ينبغى أن يدرك الفرد أن المستقبل يمكن تغييره عن طريق دراسة
وتحليل الماضى ( االستفادة من الخبرات السابقة) وفحص األفكار والمعتقدات
المكتسبة التى ربما تكون عائقا فى سبيل تقدم الفرد بصورة أكثر منطقية
وعقالنية وأنه رغم تشابه األحداث فإن تأثيراتها فى المستقبل حتما ستكون
مختلفة ،فاإلنسان ليس نفسه فى كل المواقف 3والظروف واألحوال … 3فهو
يعيش فى ضرورة مستمرة .
الفكرة العاشرة " :أنه البد من وجود حل صحيح ودقيق وتام بصورة
ثابتة للمشكالت اإلنسانية … وأنه لمن الكارثة أال تعثر على هذا الحل التام".
-أنه ال يوجد حل تام لكل المشاكل أو حل صائب تماما لكل المشكالت .
-يؤدى اإلصرار 3على العثور على حل صائب تماما إلى الذعر والقلق فكل
ما نتخيله من نتائج للفشل فى العثور على مثل هذه الحلول غير حقيقى .
-يؤدى االنشغال بالبحث عن حلول صائبة تماما إلى التوصل إلى حلوال أسوأ
مما كان يمكن التوصل إليه … واإلنسان المنطقى هو من يحاول إيجاد عدو
حلول لمشكلة ما ثم يقبل أفضلها 3مع االعتراف بأنه ليس هناك إجابة أو حل
يبلغ حد الكمال .
-238-
-الفكرة الحادية عشرة " :يجب على المرء أن يحزن لما يصيب اآلخرين
من مشكالت واضطرابات ".
-وهذا غير منطقى ألن مشكالت اآلخرين ال يجب أن تكون مصدر قلق أو
إزعاج بالنسبة للفرد ،وعلى الشخص العاقل أن يتفحص سلوك اآلخرين
فإذا أصبح هذا السلوك مصدر إزعاج وأصبح سلوكا مضطربا فإنه فى
هذه الحالة يجب عليه مساعدتهم على تعديل سلوكياتهم 3فإن لم يستطع فيجب
عليه أن يتقبل هذا السلوك كما هو عليه .
-239-
( )2أما حرف ( )Bونشير 3به إلى كلمة Beliefsمعتقدات المرء ووجهات
نظره فى الحياة وهذه المعتقدات قد تكون مرنة أو جامدة ،وعندما تكون
جامدة فإننا نطلق عليها معتقدات ال عقالنية وتكون فى صيغ لغوية تبدأ
غالباً بكلمتى يجب أن – أو البد ..وعندما يتمسك الفرد بهذه المعتقدات
فإنه يميل إلى استنتاج أفكار 3ال عقالنية مثل " يجب أن أتقن كل ما أقوم 3به
وأال كنت فاشالً ال قيمة لى بالتالى يميل أصحاب هذا االعتقاد إلى استنتاج
أفكار عقالنية مثال :
" يجب أال أخطئ أثناء التحدث أمام اآلخرين وإ ال أصبحت موضوعاً3
للسخرية " … الخ من أفكار أخرى عديدة .
وعندما تكون المعتقدات مرنة يطلق " أليس " عليها المعتقدات العقالنية
وهى غالباً ما تأخذ شكل الرغبة أو األمنية إال أنها تتحول إلى مطالب وشروط
مطلقة الزمة ..وعندما يتمسك المرء بهذه المعتقدات المرنة يميل إلى استنتاج
أفكار عقالنية مثال " :أفضل أن أتقن ما أقوم 3به من عمل " وبالتالى 3فإنه يحاول
قد المستطاع الوصول 3إلى مرحلة اإلتقان وإ ن لم يصل فهذا ال يمثل له مشكلة أو
اضطراب .
() A–B–C
-240-
ويرى " 3أليس " فى نظريته أنه على الرغم من أن ( )Aهى الحادث الذى
يقع قبل ظهور 3االضطراب االنفعالى إال أنه ليس السبب الرئيسى 3المباشر
للنتيجة التى نشاهدها ( ) Cوإ نما ينتج هذا االضطراب عن نظام أو نسق
التفكير أو المعتقدات لى الفرد والذى يرمز له بالحرف ( . ) B
ويرى " 3أليس " أن النتائج االنفعالية التى تنشأ عن المعتقدات الالعقالنية
هى نتائج كثير االضطراب ويطلق 3عليها النتائج السلبية غير المناسبة ،أما
النتائج التى تنشأ عن المعتقدات العقالنية المرنة فهى تؤدى إلى االضطراب
ويطلق عليها النتائج المناسبة حتى ولو كانت سلبية.
كذلك فإن االنفعاالت غير المناسبة تكون غير وظيفية ألنها تؤدى إلى
الشعور بألم نفسى كبير وتدفع 3اإلنسان إلى التطرف وتفوق 3تحقيق أهدافه ،وفى3
المقابل تنبه االنفعاالت السلبية المناسبة إلى أن تحقيق أهداف الفرد يواجه
عقبات ..وتحثه على التصرف من أجل تحقيق األهداف .
أهداف العالج العقالنى االنفعالى :
-التفكير بأسلوب عقالنى مرن واقعى. 3
-241-
( )2بغض النظر عن الكيفية التى تم بها االضطراب 3النفسى فى الماضى فإن
االضطراب الحاضر 3إنما يعود إلى استمرار المريض فى التفكير بشكل
العقالنى.
( )1فنية تحقيق عالقة بين المعالج والمريض ،قائمة على مبدأ التكافؤ
والمساواة .
وينظر " 3أليس " إلى هذه الفنيات على أنها استراتيجيات أولية الهدف منها
تحقيق عالقة ألفة وتفاهم مع المريض لمساعدته على التعبير عن نفسه بصورة
-242-
مليئة وليريه أن لديه القدرة على التغير ،وليوضح له كيف أصبح مضطرباً من
البداية.
وبعبارة أخرى فإن معظم الفنيات العالجية عن قصد أو غير قصد توضح
للمريض أنه غير منطقى … وكيف أصبح هكذا أصالً ولكن هذه الفنيات عادة
تفشل فى أن توضح له كيف أنه مستمر 3فى الحفاظ على تفكيره غير المنطقى
وأنه على نحو من الدقة لزاماً عليه أن يتغير ويبدل أفكار وحيث يوضح معظم
المعالجين بطريقة غير مباشرة للمريض أنه يسلك بطريقة غير منطقية … فإن
المعالج العقالنى يذهب إلى أبعد من هذه النقطة ليقوم بهجوم مباشر 3ال التباس
فيه على أفكار المريض الالعقالنية العامة والنوعية ،ويحاول 3أن يحثه على
إنتاج وجهات نظر أكثر عقالنية .
أما المعالج العقالنى يقوم بهجوم 3منسق على األوضاع غير المنطقية
للشخص المضطرب 3بطريقين رئيسيتين هما :
( )2يقوم المعالج بتشجيع المريض وحثه والتحايل عليه ،وأحياناً يصر على
أن يشترك 3المريض فى نشاط ما ،وهذا النشاط يقاوم بعض األفكار3
الالعقالنية والمدمرة للذات .
ونالحظ 3أن " أليس " فى نظريته للعالج العقالنى يسعى إلى تحقيق
أمرين:
-243-
أولهما :إظهار 3عدم عقالنية مجموعة كبيرة من أفكار العميل وأنها
السبب فى اضطرابه االنفعالى .
ثانيهما :محاولة إدخال أفكار 3أكثر عقالنية إلى نسق المعتقدات لدى
العميل .
ومن ثم فإن المعالج عادة ما يتحتم عليه ألن يستمر 3فى قصف األفكار3
غير العقالنية التى تكمن وراء مخاوف المريض ومشاعر العدائية لديه ،كما
يلزم أن يوضح له وبصورة مقنعة … كيف ؟ ولماذا ؟ تتسم هذه المخاوف3
بالالعقالنية وأنها تؤدى 3حتماً إلى نتائج سيئة للغاية.
ويوصى " أليس " باتباع أسلوب عالجى إيجابى مع معظم المرضى3
خاصة فى المراحل األولى من العالج ،ويقلل من الدور التوجيهى للمعالج فى
المراحل األخيرة من العالج حيث يدفع المريض إلى نحمل المزيد من مسئولية
التغير العالجى.
وفى 3النهاية لكل نظرية أو منحى عالجى إيجابياته وسلبياته ،لذا من
المهم أن نتعرف على شخصية المريض وما يعانى منه ثم بعد ذلك إختيار
األسلوب أو الطريقة العالجية التى تناسب كل حاله على حده .
المراجع
-244-
حامد زهران ( )1977الصحة النفسية والعالج النفسى _ عالم الكتب ـ -
القاهرة .
-عادل صادق ( )1989فى بيتنا مريض نفسى كتاب اليوم الطبى – أخبار
اليوم .
-245-
فتحى السيد عبد الرحيم( )1982سيكولوجية األطفال غير العاديين -
واستراتيجيات التربية الخاصة ج – 2دار القلم – الكويت
محمد عبد المؤمن حسين ( )1986سيكولوجية غير العاديين وتربيتهم– 3 -
دار الفكر الجامعى – اإلسكندرية .
محمود السيد أبو النيل ( )1978الذكاء الفقر – مجلة النفس العدد الثانى -
الهيئة المصرية العامة للكتاب .
-246-
-محمود السيد أبو النيل ( )1988علم النفس عبر الحضارى – 3دار النهضة
العربية للطباعة والنشر – 3بيروت .
-247-