You are on page 1of 51

‫مساهمات هدى حمد في األدب العربي‬

‘‫بإشارة خاصة إلى ’سندريالت مسقط‬

Project work
Submitted by:
SALMAN FARIZ TA

Register Number: 30721019


MA Arabic

Submitted to:
Dr. A. JAHIR HUSAIN
Associate professor
Dept. Of Arabic, Persian and Urdu
University of Madras
Chennai -600 005

1
2
‫إهداء‬

‫‪ ‬إلى روح سيدنا محمد معلم اإلنسانية األول‬

‫الدي أمد االله في عمرهما‬


‫‪ ‬إلى و َّ‬

‫‪ ‬إلى أساتذتي الكرام ومعلمي األفاضل‬

‫‪ ‬إلى إخوتي وأخواتي الكرام‬

‫‪ ‬متعهم االله جميعاً بالصحة والسعادة‬

‫‪3‬‬
‫كلمة الشكر‬

‫الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬الصالة والسالم على أشرف المرسلين ‪ ،‬و على آله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪.‬‬

‫أنتهز هذه الفرصة للتعبير عن عظيم امتناني وشكري العميق ألستاذي الغالي د‪.‬ذاكر حسين ‪،‬ورئيس قسم‬

‫البحوث والدراسات العربية بجامعة مدراس‪ ،‬لنصائحهم القيمة وتوجيهاتهم النادرة‪ ،‬وكذلك أشكر زمالئي‬

‫في السنة الثانية ماجستير للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم ‪ ،‬وكذلك أشكر الجميع الذي ساعدني إلتمام‬

‫هذه األطروحة ‪.‬وأشكر الله تعالى بجميع نعماته‪،‬والله الموفق‬

‫‪4‬‬
‫محتويات‬
‫مقدمة‬

‫الباب األول ‪:‬حياة هدى حمد األدبية‬

‫● الفصل األول ‪:‬نشأتها وجباتها‬


‫● الفصل الثاني ‪ :‬اثارها األدبية‬

‫الباب الثاني ‪ :‬مساهمات هدى حمد األدب العربي‬

‫● الفصل األول ‪:‬مساهمات هدى حمد في مجال القصة القصيرة‬

‫● الفصل الثاني ‪:‬أعمالها في آثارها الرواية‬

‫الباب الثالث ‪:‬الدراسة التحليلية" سندريالت مسقط‬

‫● الفصل األول ‪:‬خالصة رواية " سندريالت مسقط"‬


‫● الفصل الثاني ‪:‬التهام الرواية " سندريالت مسقط"‬
‫‪ ‬الخاتمة‬

‫‪5‬‬
‫المقدمة‬

‫الحمد لله رب العالمين ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات اعمالنا من يهده فال مضل‬

‫له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد‪:‬‬

‫مساهمات هدى حمد في األدب العربي بإشارة‬ ‫فإني اقدم إليكم رسالتي هذه بمشيئة ا لله عز وجل حول العنوان‬

‫خاصة إلى سندريالت مسقط‪ .‬أسأل الله التوفيق لتتميم هذا المشروع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب األول‬

‫حياة هدى حمد األدبية‬

‫الفصل األول ‪ :‬نشأتها و حياتها‬ ‫‪o‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬اثارها األدبية‬ ‫‪o‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل االول‬
‫نشأتها وحياتها‬

‫‪8‬‬
‫نشأتها وحياتها‬
‫هدى حمد هي كاتبة و صحفية عمانية ‪ ،‬لها خمس مجموعات قصصية وأربع روايات ‪ .‬و حاصلة على‬

‫جائزة اإلبداع العربي بالشارقة وجائزة افضل اصدار عماني العام ‪ ٩٠٠٢‬عن روايتها األشياء ليست في‬

‫أماكنها‪.1‬‬

‫هدى حمد هي كاتبة و صحفية عمانية ولدت في مدينة رستاق عام ‪ .١٢٩١‬تخرجت في جامعة حلب‬

‫في سوريا وحصلت على شهادة البكالوريوس في األدب العربي ‪.‬وعملت كصحفية في القسم الثقافي‬

‫لجريدة عمان ‪.‬وتولت منصب رئيس تحرير مجلة إلكترونية اسمها' أكثر من حياة وهي أول مجلة إلكترونية‬

‫متخصصة في عروض الكتب في عمان ‪.‬وتعمل حمد اآلن منسقة تحرير في المجلة الثقافية العمانية‬

‫'نزوى‪'.‬ونشرت حتى اآلن خمس مجموعات قصصية منها' نميمة مالحة'‪ ،‬و ليس بالضبط كما أريد'‪ ،‬و‬

‫اإلشارة البرتقالية' ‪ ،‬والتي تعد الساللم 'كما أنها ألفت ثالث روايات منها روايتها األولى' األشياء ليست‬

‫في أماكنها 'الصادرة عن دار اآلداب اللبنانية والتي فازت بالمركز األول في مسابقة الشارقة لإلبداع العربي‬

‫عام ‪ ،٩٠٠٢‬كما فازت الرواية نفسها بالمركز األول ألفضل كتاب إصدار عماني عام‪ .٩٠٠٢‬وهذا‬

‫باإلضافة إلى أن ورايتها' التي تعد الساللم‪' 2‬و' سندريالت مسقط 'كانتا ضمن الروايات الست في ورشة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ :٩٠٠٢‬فازت روايتها' األشياء ليست في مكانها 'بالمركز األول في مسابقة اإلبداع العربي بالشارقة‪.‬‬

‫‪ :٩٠٠٢‬حازت روايتها ' األشياء ليست في مكانها على جائزة أفضل إصدار في نفس العام‪.‬‬

‫‪ :١٠٢۴‬رواية' التي تعد الساللم 'و سندريالت مسقط 'ضمن الروايات الست في ورشة محترف نجوى‬
‫بركات‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫حمد هدى‪ .‬سندريال مسقط‪.‬دار األدأب ‪6102‬‬


‫‪2‬‬ ‫هدى حمد‪ .‬التي تغد الساللم‪ .‬دار األدأب ‪6102‬‬

‫‪10‬‬
‫من أعمالها ‪:‬‬

‫مجموعات قصصية‬

‫‪ ‬نميمة مالحة ‪٩٠٠٢‬‬

‫‪ ‬ليس بالضبط كما أريد‪٩٠٠٢ ،‬‬

‫‪ ‬اإلشارة البرتقالية ‪٩٠١٢‬‬

‫‪ ‬أنا الوحيد الذي أكل التفاحة‪٩٠١٩ ،‬‬

‫‪11‬‬
‫روايات‬

‫‪ ‬األشياء ليست في أماكنها‪٩٠٠٢ ،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬التي تعد الساللم ‪.٩٠١٢‬‬

‫‪ ‬أسامينا‪٩٠١٢ ،‬‬

‫‪ ‬سندريالت مسقط ‪٩٠١٢‬‬

‫‪3‬‬ ‫هدى حمد‪ .‬التي تغد الساللم‪ .‬دار األدأب ‪6102‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أثارها األدبية‬

‫‪13‬‬
‫ونشرت حتى اآلن خمس مجموعات قصصية منها " نميمة مالحة " "وليس بالضبط كما أريد " "‬

‫والنشارة البرتقالية" "والتي تعد السالم "كما انها الفن ثالث روايات منها روايتها األولى"األشياء ليست‬

‫في أماكنها "الصادرة عن دار اآلداب البنانية والتي فازت بالمركز األول في مسابقة الشارقة لإلبداع العربي‬

‫عام‪ ، ٩٠٠٢‬كما فازن الرواية نفسها بالمركز وهذا باإلضافة إلى ان ورايتها"التي تعد السالم " "وسندرالت‬

‫مسقط‪" . 4‬‬

‫أعمالها ‪: -‬‬

‫مجموعة قصصية‬

‫● نميمة مالحة‬

‫● اإلشارة البرتقالية‬

‫● أنا الوحيد الذي أكل التفاحة‬

‫رواية‬

‫‪ ‬التي تعد االسالم‬


‫‪ ‬أشياء ليست أماكنها‬

‫‪ ‬اسامينا‬

‫سندريالت مسقط وهذا هو اثارها األدبية‬ ‫‪‬‬

‫‪14‬‬
‫الباب الثاني‬
‫مساهمات هدى حمد األدب العربي‬

‫‪ ‬الفصل األول ‪:‬مساهمات هدى حمد في‬


‫مجال القصة القصيرة‬

‫‪ ‬الفصل الثاني ‪ :‬أعمالها اثارها الرواية‬

‫‪4‬‬ ‫حمد هدى‪ .‬سندريال مسقط‪.‬دار األدأب ‪6102‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‬

‫مساهمات هدى حمد في مجال القصة القصيرة‬

‫‪16‬‬
‫مساهمات هدى حمد في مجال القصة القصيرة‬
‫ونشرت حتى اآلن خمس مجموعات القصة القصيرة منها " نميمة مالحة" "وليس بالضبط كما أريد " "‬

‫واإلشارة البرتقالية" " أنا الوحيد الذي اكل التفاحة "‬

‫هذه قصة " نميمة مالحة " تق ّدم المجموعة القصصية األولى هدى الجهوري(نميمة مالحة )فضاءات‬

‫مختلفة من السرد في خمسة عشر نصاً تناثرت فيها النميمة‪ ،‬ولكني ألفت نظركم بداية إلى قصة واحدة‬

‫جديرة باالهتمام ألنها تصلح أن تكون مدخالً مهماً‪ ،‬ومخرجاً مهماً أيضاً في قراءة هذه المجموعة‪.‬‬

‫إنني أؤمن بأن بطلة قصة« حين تأكلني المدينة »تتبادل األدوار مع روح هدى في أماكن مختلفة من تلك‬

‫التحرك من هذه القصة نحو األصوات الخافتة التي تحاول االختباء خلف ضجيج‬
‫القصة ‪ ،‬وهذا يتيح لنا ّ‬
‫األصوات العالية في بقية القصص ‪ ،‬تلك األصوات الخافتة التي تقول فيها الكاتبة(‪:‬أنا هنا‪.‬هاهي روحي‬

‫شفافة أمامكم فاقرأوها) ‪ ،‬وهذا ما سأحاول التدليل عليه في الفقرات القادمة من هذه القراءة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫تقول هدى الجهوري في أول مقطع من تلك القصة الجميلة ‪ ،‬حين تأكلني المدينة ‪:‬أشعر أيضاً بالفقد‬

‫محرك‬
‫أستدل عليها بهذا الحنين الحامض الذي يتصاعد في روحي ‪ ،‬فالفقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ألشياء كثيرة ال أعرفها ‪،‬‬

‫أساسي لهذه الغربة التي تُعمل من أجلها في القلب ‪ ،‬ورغم التصريح بعدم معرفة تلك األشياء المفتقدة ‪،‬‬

‫إال أن هذه األشياء غير المعروفة ذاتها تتناثر في أماكن أخرى داخل النميمة المالحة ‪ ،‬فهناك حنين لذلك‬

‫الفرح الطفولي المتصالح مع العالم ‪ ،‬والذي تحكي عن فقده بطلة قصة على رأس جني حين تخاطب‬

‫المجنون(‪:‬عيسى‪..‬الفرح الذي أهديتني إياه فقد طعمه ورائحته منذ أن أقمت بينك وبيني فجوة تتسع‬

‫الختناق ‪.‬عيسى ابق هناك بذاكرة بدائية ‪ ،‬فليس ثمة هنا ما يبهج ‪ ،‬وحدك من احتفظ ببراءته نظيفة حين‬

‫خبأها على رأس جني ‪ ،‬وحدك من أصبح يمرق أمامنا بمخ ضفدعة مكفوفة ‪ ،‬وبروح منثلمة تتصالح مع‬

‫حارتنا التي ما تزال بحاجة لمزيد من التشحيم تبتسم بسخرية في وجه الغرباء‪.‬‬

‫وفي القصة الثاني في مجموعتها القصصية" اإلشارة برتقالية اآلن "تقرأ هدى حمد العالم بعيون النساء‪،‬‬

‫هي لحظات مكاشفة‪ ،‬في تجربة إنسانية عنوانها المرأة ‪.‬تدور قصة الكتاب ما بين اإلستعباد واالستبعاد‪،‬‬

‫تلك هي حالة المرأة في بالدنا والتي وجدت نفسها أسيرة مفاهيم تتجرع منها أشد أنواع المهانة واالزدراء‬

‫وهو ما عبَرت عنه الكاتبة عبر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وفي القصة الثالث" أنا الوحيد الذي اكل التفاحة "منذ نصف قرن تقريباً‪ ،‬انجذب الكاتب ُ‬
‫العماني‬

‫لكتابة القصة القصيرة بفضل شكلها المنفتح‪ ،‬ولكونها وسيلة ناجحة لعكس ُمتغيرات الواقع ومفارقاته‬

‫وتقلباته‪ ،‬إال أنّها لم تأخذ مسارها الواضح إال عقب النصف الثاني من ثمانينيات القرن المنصرم‪ ،‬وعبر‬

‫هذا الكتاب‪" ،‬أنا الوحيد الذي أكل التفاحة"‪ ،‬يُقدم الكاتبان هدى حمد وسليمان المعمري ُمختارات‬

‫قصصية ألكثر من ستين كاتباً ُعمانياً‪ ،‬بين من غامر ُمبكراً بالكتابة‪ ،‬وبين من اختمرت تجربته بالمراس‪.‬‬

‫المختارة‬
‫وقد اعتمد الكاتبان معايير ساعدت على إتمام المشروع‪ ،‬أبرزها الجماليات الفنية للنصوص ُ‬
‫وقدرتها على تأسيس مستويات جديدة للتأويل لدى القارئ‪ ،‬تلك النصوص التي اتسمت ‪ -‬رغم تفاوتها‬

‫وعجنت نفسها بالجغرافيا المحلية ‪ -‬دون أن يكون هدفها الوحيد هو‬


‫ْ‬ ‫‪-‬بجزالة اللغة وقوة الفكرة‪،‬‬

‫التوثيق ‪ -‬وإنما إعطاءُ "المعنى "لألشياء‪.5‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ال ينفي ِّ‬


‫محرراً الكتاب احتكامهما إلى الذوق الشخصي في اختيار هذا النص دون‬
‫ّ‬
‫ذاك‪ ،‬مؤّكديّن أنّه لو أقدم غيرهما من ال ُكتّاب او الباحثين على تجربة مماثلة فإنهم سيق ّدِّمون ‪ -‬بال شك‬

‫‪-‬كتاب مختارات مختلفاً‪.‬‬

‫وعلى أية حال‪ ،‬يمكن للقارئ أن يرصد هنا‪ ،‬أجياالً مختلفة من كتّاب القصة في ُعمان‪ ،‬بدءاً من‬

‫ثمانينيات القرن الماضي وحتى منتصف العقد الثاني من األلفية الجديدة‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫هدا حمد‪.‬تأمل الذئب خارج غرفة المكياح‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫أعمالها في اثارها الرواية‬

‫‪20‬‬
‫كما انها الفن اربع روايات منها روايتها األولى"األشياء ليست في أماكنها "الصادرة عن دار اآلداب اللبنانية‬

‫والتي فازت بالمركز األول في مسابقة الشارقة لإلبداع العربي عام‪ ، ٩٠٠٢‬كما فازن الرواية نفسها بالمركز‬

‫وهذا باإلضافة إلى ان ورايتها"التي تعد السالم " "وسندريالت مسقط" ‪"،‬اسامينا"‬

‫أحب‬ ‫وفي هذه الرواية التي' األشياء ليست في أماكنها"'في المرة القادمةِّ لن أكون جبان ًة‪ُ ،‬‬
‫سأقول بأني ال ُّ‬

‫عين أن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬


‫بالخجل كاألخريات اللواتي ي ّد َ‬ ‫أشعر‬
‫سأقول أشياء كثيرًة ولن َ‬
‫كبير على أحالمي‪ُ ،‬‬
‫امي وبأنها عبءٌ ٌ‬
‫فعل‬ ‫أمهاتِّهن صالحات ‪..‬أمي ال تفعل شيئاً سوى ِّ‬
‫إسداء األو ِّ‬
‫تتعامل معي وكأني ال أجي ُد َ‬
‫ُ‬ ‫امر والتنبيهات‪،‬‬ ‫ُ‬
‫شيء بالنيابةِّ عني‪.‬‬
‫كل يوم‪ ،‬وهي تقرر كل ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫شيء في الحياة دون تلك المراقبةِّ التي تقترفُها َّ‬
‫ٍ‬

‫اإلنساني هو األجدر بالبقاءتماماً مثلما تع ّد زاهية طبق‬


‫ّ‬ ‫هدى حمد في رواية“ التي تع ّد الساللم ‪”..‬‬

‫الكبسة ‪..‬مثلما تزيّن المائدة ‪..‬مثلما ترسم فوق جدار يوسف وراية‪ ،‬هكذا بأناة دودة ّ‬
‫القز في نسج الحرير‪،‬‬

‫تنسج هدى حمد خيوط روايتها“ التي تع ّد الساللم ”على الرغم من تداخل الخطوط الحكائية‪ ،‬وتق ّدم‬

‫طور‬
‫أنساقاً فنية متعددة‪ ،‬تتنوع بين السرد المباشر‪ ،‬والسرد عبر الرواية والمذكرات واألحالم والكوابيس‪ ،‬وتُ ّ‬
‫األحداث باطّراد دون أن تترك للقارئ فسحة للخروج من دوامة سؤال يالحقه باستمرار ‪:‬وماذا بعد؟‬

‫‪21‬‬
‫مشوقة في هذه الرواية‪ ،‬وزاوية رؤية مختلفة‪ ،‬تبقي القارئ مشغوالً بإغالق دوائر‬
‫هناك حبكة درامية ّ‬
‫الحدث‪ ،‬فيما تبقى الناقد مفتوح العينين على كيفية اشتغال الروائية باألداء السردي الذي يقود إلى إغالق‬

‫تلك الدوائر‪.‬إن رواية“ التي تع ّد الساللم ”تع ّد أيضاً مجموعة من القضايا التي يعاني منها اإلنسان العربي‬

‫في أعماقه‪ ،‬وتطرحها بشكل فني ر ٍاق‪ ،‬بعيداً عن وطأة األيديولوجيا‪ ،‬وتفتحها من خالل وعي المؤلفة‬

‫بوظيفة الفن‪ ،‬على أنديتها االجتماعية والسياسية واإلنسانية‪.‬‬

‫تأتي رواية' أسامينا'‪٩٠١٢‬م‪ ،‬لتشكل المنجز الثالث في المسار الروائي الذي اختطه الروائية العمانية' هدى‬

‫حمد ‪'.‬ومن خالل التشكل‪ ،‬تسهم في توسعة آثارها الروائية المتحققة ‪.‬التوسعة الدالة على تراكم المتن الروائي‬

‫بعيدا من التصورات التي تفرض خص األدب النسائي بحيز في القول النقدي مستقل ‪.‬على‬
‫العربي واستمراريته‪ً ،‬‬
‫اقتدار وكفاءة أدبية وجرأة‪ ،‬يحيل عليها‬
‫أنه إضافة إلى التشكل المتحقق‪ ،‬والتوسعة‪ ،‬يبين التلقي األدبي اآلثار‪ً ،‬ا‬

‫التمكن من بناء عالم روائي ثابت المعالم والمواصفات‪ ،‬إلى مقروء أدبي فكري دال‪.‬‬

‫إن رواية" أسامينا "وفق ما جئنا على تحليله ‪:‬امتداد للتأسيس الروائي الذي نزعت الروائية« هدى حمد »إلى‬

‫اقتدار‪.‬‬
‫تثبيته وتطويره من خالل تراكم يجلو‪ -‬كما سلف ‪-‬كفاءة و ًا‬

‫إن' هدى حمد 'في هذا المتن الروائي‪ ،‬تؤرخ للتحوالت التي تطول مجتمعات الخليج ‪.‬ومن ثم في‬
‫رواياتها إضافة ح ّقة لما أبدعته أسماء نسائية كـ جوخة الحارثي'‪ ،‬و بثينة العيسى'‪ ،‬و فوزية سالم‬
‫الشويش'‪ ،‬و مريم جمعة وغيرهن ‪.‬إن المرجعية المعتمدة في الكتابة الروائية‪ ،‬تركز وبالتحديد على‬
‫استجالء النفس كأحاسيس‪ ،‬وخيبات‬

‫‪22‬‬
‫وفقدانات ‪.‬رواية' سندريالت مسقط – 'هدى حمد عماني سيدات في مسقط يجتمعن ليلة في كل‬

‫شهرليتخلصن من األعباء والهموم وضغوط ومسئوليات الحياة يتحولن لسندريالت جميالت ويتمتعن بليلة‬

‫مليئة بالبهجة واألُنس والحكي كل واحدة تحكي عن حياتها ‪,‬حكايات عن المرأة والرجل والمجتمع في‬

‫العمانية هدى حمد على كثير من المفردات العالقة والمحيرة في حياة‬


‫أحوال وظروف مختلفة تمر الكاتبة ُ‬
‫النساء القبول الجسدي والنفسي ‪,‬محاوالت إرضاء الغير واالهتمام بكالم ونظرة الناسواألهم قسوة اإليذاء‬

‫المعنوي الذي يؤثر على النفس وال يظهر لآلخرين سرد جميل وسلس ‪,‬ومرح أحيانا عن الذكريات والمشاعر‬

‫والهواجس والعادات" الجنيات ما عدن يأتين لمسقط كما في سالف األزمان‪ ،‬ليزحن قليالً من وطأة‬

‫الواقع ‪.‬الجنيات اللواتي يطرن و‬


‫يتشقلبن ويغير َن أشكالهن‪ ،‬ويُشغلن الناس ليل نهار بأشياء كثيرة ما كانت‬
‫َ‬
‫لوالهن‪".‬ولكن في الوقت الحالي‪ ،‬تتمتّع السندريالت بقوى الجنّيات الخائبات‪.‬عدد من النسوة‬
‫َّ‬ ‫لتحدث‬

‫لين َسْين‪ ،‬ليخففن أوجاعهن‪ ،‬ليتخ ّففن من الثقل‪ ،‬ليحببن الحياة ويجعلنها تُطاق‪ ،‬ألن الكالم يريح‪،‬‬
‫يتحدثن ْ‬

‫فما خرج من الفم يريح القلب ويخفف عنه وطأة العذاب‪.‬أعجبني جداً الفصل المتعلق ب" تهاني "فهو‬

‫سرً‪" .‬يقول‬
‫أكثر من واقعي وأعتقد أن الكثير من النساء يعانين نفس معاناتها ولكنهن يسكتن ويبقينه ّا‬

‫يوسف ‪:‬ال ينبغي لألمهات الجديدات أن يخطئن "!وأنا ببساطة ال أحب بناتي ‪.‬ينتابني في بعض األحيان‬

‫أباهن مني‪.‬‬ ‫شعور المقت والكراهية ‪.‬إنهم يسرقون كل شيء ‪:‬يسرقن وقتي‪ّ ،‬قوتي ّ‬
‫وصحتي‪ ،‬كما يسرقن ّ‬

‫هذا هو أعمالها في اثارها الرواية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬الدراسة التحليلية‬
‫"سندريالت‪ .‬مسقط"‬

‫‪24‬‬
‫● االفصل األول‪ :‬خالصة رواية"سندريالت‬
‫مسقط"‬
‫● الفصل الثاني ‪ :‬التهام الرواية"سندريالت‬
‫مسقط"‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬خالصة الرواية "سندريالت‬
‫مسقط"‬
‫اهن السحريّةُ في السندر ّيالت‪ .‬تُحدثنا‬ ‫ِّ‬
‫لتحل قو ّ‬
‫ات مسقط ّ‬
‫رواية سندريالت مسقط بقلم هدى حمد‪..‬تختفي جنّيّ ُ‬
‫منهن تجر َبتها ومأزَقها ومخاوَفها وصراعاتِّها‪ :‬فتحيّة‬
‫كل ّ‬ ‫الشهري‪ ،‬الذي تحكي خالله ٌ‬
‫ّ‬ ‫ُزبيدة عن طقوس العشاء‬

‫جسدها من التفتُح‪ّ ،‬أما ربيعة فال تتخلّى عن‬


‫تمنع َ‬
‫جدتها‪ ،‬ونوف ُ‬
‫شتائم ّ‬
‫تدفن َ‬
‫المعلّقة‪ ،‬وسارة ُ‬
‫تخشى الصورَة ُ‬
‫صب"‪ ،‬بينما عليا تُخبِّّئ‬ ‫ِّ‬
‫لدمع في وداع "الخ ْ‬
‫الفالحة لم ترسل ا َ‬
‫تحب بناتها السارقات‪ ،‬وريّا ّ‬
‫الركض أبداً‪ .‬تهاني ال ُ‬
‫لهن إلى‬
‫ويحو ّ‬ ‫الحكي ِّّ‬
‫يخفف اآلالم والبؤس‪ِّّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫بئرها‪ .‬وحده‬
‫تجف ُ‬
‫فض أن ّ‬
‫رسائل آليخاندرو وآنا كرستينا‪ ،‬وزبيدة تر ُ‬
‫َ‬
‫ثالث مجموعات قصصيّة‪ ،‬وروايتان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫سيِّ ٍ‬
‫صدرت لها ُ‬
‫ْ‬ ‫جميالت ُومدهشات‪ .‬هدى حمد‪ :‬كاتبة ُعمانيّة‪،‬‬ ‫دات‬‫ّ‬
‫تعد الساللم‪ ،‬عن دار اآلداب‪ ،‬في إطار "محترف نجوى بركات"‪.‬‬
‫آخرهما رواية التي ّ‬

‫‪26‬‬
‫رواية سندريالت مسقط – هدى حمد ثماني سيدات في مسقط يجتمعن ليلة في كل شهرليتخلصن من األعباء‬

‫والهموم وضغوط ومسئوليات الحياة يتحولن لسندريالت جميالت ويتمتعن بليلة مليئة بالبهجة واألُنس والحكي‬

‫كل واحدة تحكي عن حياتها‪ ,‬حكايات عن المرأة والرجل والمجتمع في أحوال وظروف مختلفة تمر الكاتبة‬

‫العمانية هدى حمد على كثير من المفردات العالقة والمحيرة في حياة النساء القبول الجسدي والنفسي‪ ,‬محاوالت‬
‫ُ‬
‫إرضاء الغير واالهتمام بكالم ونظرة الناسواألهم قسوة اإليذاء المعنوي الذي يؤثر على النفس وال يظهر لآلخرين‬

‫سرد جميل وسلس‪ ,‬ومرح أحيانا عن الذكريات والمشاعر والهواجس والعادات "الجنيات ما عدن يأتين لمسقط‬

‫ويتشقلبن ويغيرَن أشكالهن‪ ،‬ويُشغلن‬


‫َ‬ ‫ال من وطأة الواقع‪ .‬الجنيات اللواتي يطرن‬
‫كما في سالف األزمان‪ ،‬ليزحن قلي ً‬

‫لوالهن‪".‬ولكن في الوقت الحالي‪ ،‬تتمتّع السندريالت بقوى الجنّيات‬


‫َّ‬ ‫الناس ليل نهار بأشياء كثيرة ما كانت لتحدث‬

‫الخائبات‪.‬عدد من النسوة يتحدثن ليْن َسْين‪ ،‬ليخففن أوجاعهن‪ ،‬ليتخ ّففن من الثقل‪ ،‬ليحببن الحياة ويجعلنها‬

‫تُطاق‪ ،‬ألن الكالم يريح‪ ،‬فما خرج من الفم يريح القلب ويخفف عنه وطأة العذاب‪.‬أعجبني جداً الفصل المتعلق‬

‫سرً‪.‬‬
‫ب "تهاني" فهو أكثر من واقعي وأعتقد أن الكثير من النساء يعانين نفس معاناتها ولكنهن يسكتن ويبقينه ّا‬

‫"يقول يوسف‪ :‬ال ينبغي لألمهات الجيدات أن يخطئن!" وأنا ببساطة ال أحب بناتي‪ .‬ينتابني في بعض األحيان‬

‫أباهن مني‬
‫وصحتي‪ ،‬كما يسرقن ّ‬
‫شعور بالمقت والكراهية‪ .‬إنهن يسرقن كل شيء‪ :‬يسرقن وقتي‪ّ ،‬قوتي ّ‬

‫قصة عشق‪ ،‬لقاؤه مستحيل‪ ،‬عشقها آلليخاندرو وآناكريستينا‪ ،‬إذ إنها تتلقى رسائل وهمية منهما‪،‬‬
‫عليا‪ :‬تعيش ّ‬
‫دائما‬
‫توصلها صديقتها مريم إليها‪ ،‬وتحكي لها عنهما مدعية وجودهما معها في المنزل‪ .‬لتجد نفسها محتاجة ً‬
‫لحكايا مريم‪ ،‬حتى وإن كانت تدرك أنها تخترعها‪ ،‬ولكن هذه القصص أدخلت القليل من األمل في مخاطبة‬

‫أكثر نجمين تحبّهما‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫زبيدة‪ :‬تروي لنا حكايتها التي بدأتها باندماج الجنية بدمها ليصبحا جسداً واحداً‪ ،‬السبب الذي جعلها تعيش‬

‫وتدخل هذه الدنيا كسندريال معافاة ال سقم فيها‪ .‬ثم تروي لنا حياة عمتها مزنة‪ ،‬المرأة الشاعرة الغاضبة الهائجة‬

‫الجميلة‪ ،‬ذات الصوت الجميل‪ ،‬التي أصيبت بمرض النسيان « ألزهايمر»‪ ،‬ليخبرهم الطبيب أ ّن بئرها قد جف‪.‬‬

‫تخاف زبيدة من جفاف بئرها ألنها كما يقال هي شبيهة عمتها‪ ،‬فترفض ذلك‪ .‬لتبقى ذكرى نظرات عمتها كابوساً‬

‫اليمكنها التخلص منه‪ .‬فتلجأ للكتابة كي ال يجف بئرها‪.‬‬

‫كل‬ ‫ٍ‬
‫في نهاية الليلة‪ ،‬عند تمام الساعة الثانية عشرة‪ ،‬تهجر السندريالت المطعم ويسرن في الشوارع خفيفات من ّ‬
‫ارهن لرئيس الطباخين الذي منحهن الوقت الذي احتجنه‪ ،‬منحهن اإلصغاء واالهتمام‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عبء بعد أن بُحن بأسر ّ‬
‫مستمدة من الواقع ومن الحياة‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫لقصص قد تبدو مألوفة‪،‬‬ ‫اإلصغاء نفسه عاشه القارئ ألسلوب سلس وبسيط‪،‬‬

‫اليومية‪.‬‬

‫بعيدا عن شرور اآلخرين‪ ،‬أعطتها الحق بالسعادة‪ ،‬والعيش ليلة واحدة من‬
‫خاصا ً‬
‫فضاء ً‬
‫أعطت هدى حمد المرأة ً‬
‫دائما‪ ،‬لها الحق أن تأخذ ولو مرة واحدة‪ ،‬لها الحق في‬
‫هم ومن دون عبء المسؤولية‪ .‬فالروح التي تمنح ً‬
‫دون ّ‬
‫التمتع والتألق والتميّز‪ .‬حبّذا لو أطالت الكاتبة تلك الليلة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التهام الرواية "سندريالت مسقط"‬

‫‪29‬‬
‫التهام الرواية "سندريالت مسقط"‬
‫هدى حمد هي كاتبة و صحفية عمانية ‪ ،‬لها خمس مجموعات قصصية وأربع روايات ‪ .‬و حاصلة على‬

‫جائزة اإلبداع العربي بالشارقة وجائزة افضل اصدار عماني العام ‪ ٩٠٠٢‬عن روايتها األشياء ليست في‬

‫أماكنها‪.‬‬

‫رواية سندريالت مسقط – هدى حمد ثماني سيدات في مسقط يجتمعن ليلة في‬

‫كل شهرليتخلصن من األعباء والهموم وضغوط ومسئوليات الحياة يتحولن لسندريالت جميالت ويتمتعن‬

‫بليلة مليئة بالبهجة واألُنس والحكي كل واحدة تحكي عن حياتها‪ ,‬حكايات عن المرأة والرجل والمجتمع‬

‫العمانية هدى حمد على كثير من المفردات العالقة والمحيرة في‬


‫في أحوال وظروف مختلفة تمر الكاتبة ُ‬
‫حياة النساء القبول الجسدي والنفسي‪ ,‬محاوالت إرضاء الغير واالهتمام بكالم ونظرة الناسواألهم قسوة‬

‫اإليذاء المعنوي الذي يؤثر على النفس وال يظهر لآلخرين سرد جميل وسلس‪ ,‬ومرح أحيانا عن الذكريات‬

‫والمشاعر والهواجس والعادات "الجنيات ما عدن يأتين لمسقط كما في سالف األزمان‪ ،‬ليزحن قليالً من‬

‫‪30‬‬
‫يتشقلبن ويغير َن أشكالهن‪ ،‬ويُشغلن الناس ليل نهار بأشياء كثيرة ما‬
‫َ‬ ‫وطأة الواقع‪ .‬الجنيات اللواتي يطرن و‬

‫لوالهن‪".‬ولكن في الوقت الحالي‪ ،‬تتمتّع السندريالت بقوى الجنّيات الخائبات‪.‬عدد من‬


‫َّ‬ ‫كانت لتحدث‬

‫لين َسْين‪ ،‬ليخففن أوجاعهن‪ ،‬ليتخ ّففن من الثقل‪ ،‬ليحببن الحياة ويجعلنها تُطاق‪ ،‬ألن الكالم‬
‫النسوة يتحدثن ْ‬
‫يريح‪ ،‬فما خرج من الفم يريح القلب ويخفف عنه وطأة العذاب‪.‬‬

‫في نهاية الليلة‪ ،‬عند تمام الساعة الثانية عشرة‪ ،‬تهجر السندريالت المطعم ويسرن في الشوارع‬

‫ارهن لرئيس الطباخين الذي منحهن الوقت الذي احتجنه‪ ،‬منحهن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كل عبء بعد أن بُحن بأسر ّ‬
‫خفيفات من ّ‬
‫ٍ‬
‫لقصص قد تبدو مألوفة‪ ،‬مستم ّدة‬ ‫اإلصغاء واالهتمام‪ .‬اإلصغاء نفسه عاشه القارئ ألسلوب سلس وبسيط‪،‬‬

‫من الواقع ومن الحياة اليومية‪.‬‬

‫خاصا بعي ًدا عن شرور اآلخرين‪ ،‬أعطتها الحق بالسعادة‪ ،‬والعيش ليلة واحدة‬
‫أعطت هدى حمد المرأة فضاءً ً‬
‫دائما‪ ،‬لها الحق أن تأخذ ولو مرة واحدة‪ ،‬لها‬
‫هم ومن دون عبء المسؤولية‪ .‬فالروح التي تمنح ً‬
‫من دون ّ‬
‫الحق في التمتع والتألق والتميّز‪ .‬حبّذا لو أطالت الكاتبة تلك الليلة‪.‬‬

‫السندريالت صورة لكائنات رائعة الجمال تجول هنا وهناك لترسم الفرحة والبسمة على شفاه الحزانى‪ ،‬وتمد‬

‫الهم‬ ‫ٍ‬
‫لهم العون ليتجاوزوا محنهم‪ ،‬فتحلّق بهم في عالم يشبه الخيال‪ ،‬كل ما فيه جميل‪ ،‬بعيداً من الحزن و ّ‬
‫العمانية هدى حمد‪ ،‬التي صدر لها‬
‫واألسر‪« .‬سندريالت مسقط» (دار اآلداب) رواية جديدة للكاتبة ُ‬
‫ثالث مجموعات قصصية وروايتان‪ ،‬آخرهما رواية «التي تع ّد الساللم»‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫عالما روائيًا‪ ،‬تمزج فيه الخيال بالواقع‪.‬‬
‫استعانت الراوية في كتابة روايتها بحكاية السندريال الشعبية‪ ،‬لتكون ً‬
‫يتجولن في مختلف األرجاء‪،‬‬
‫حيث تنطلق من مقارنة زمنين‪ :‬زمن كانت الحياة فيه بسيطة‪ ،‬والسندريالت ّ‬
‫تطورت فيه‬
‫ليمنحهن إيّاها‪ .‬وزمن ّ‬
‫ّ‬ ‫في الطرقات وفي المنازل وفي الحدائق‪ ،‬يبحثن عن طالبي المساعدة‬

‫وسائل الحياة كالكهرباء‪ ،‬وظهرت فيه عادات أخفت مالمح وجود الجنيّات‪ ،‬مظهرة في هذه المقارنة‪،‬‬

‫مدى الجمال الذي كان في ما مضى واختفى اآلن باختفاء جنيات مسقط‪.‬‬

‫اهن من الجنيات‪ ،‬سيدات‬


‫تهن وقو ّ‬
‫تعطي الكاتبة أهمية كبرى لليلة تجمع فيها ثماني سيدات استم َد ْد َن قو ّ‬
‫ين في مطعم صغير ُم ِّط ّل على البحر في مسقط‪ ،‬مبتعدات عن‬ ‫ِّ‬
‫اجتمعن من مختلف القرى‪ ،‬واألعمار‪ ،‬ليلتق َ‬
‫َ‬
‫أجواء الحياة الروتينيّة‪ ،‬وهاربات من أعباء البيت واألوالد واألزواج المتطلّبين‪.‬‬

‫فيصبحن أميرات‬
‫َ‬ ‫كل عيوبهم‪،‬‬
‫اليوصف‪ ،‬وتخفي ّ‬
‫جماال َ‬
‫تبدأ الكاتبة بسرد روايتها حين تمنح هؤالء النسوة ً‬

‫لكن لهذه الليلة شروطًا‪ ،‬وهي عدم إزعاج السندريالت‬


‫جمالهن‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫تأمل‬
‫يتمنى الجميع التح ّدث إليهن و ّ‬
‫ألي شخص تعيس‪ ،‬وال مكان ألي من مظاهر البؤس والخيبة والتذ ّمر‬
‫بهن‪ .‬ال مكان ّ‬
‫وإدخال الحزن إلي قلو ّ‬
‫بجو من الفرح والسرور‪.‬‬
‫تهن كالريش يطر َن ّ‬
‫واإلحباط‪ .‬ال شيء سوى السعادة‪ ،‬لتعود هذه النسوة إلى بيو ّ‬

‫تضيف الكاتبة إلى الشخصيات الثمانية شخصية «رامون» رئيس الطباخين في المطعم الذي يمثل في هذه‬

‫ود أن يعرف‬ ‫الرواية العامل المساعد الذي يصغي إلى حكاياتهن وأسر ِّ‬
‫أميرهن ولكنه شخص ّ‬
‫ّ‬ ‫اره ّن‪ ،‬فهو ليس‬ ‫ّ‬

‫‪32‬‬
‫لتهن واالستماع‬
‫كتهن السهرة بالقرب من طاو ّ‬
‫ليطلبن منه مشار ّ‬
‫َ‬ ‫دعاهن‬
‫ّ‬ ‫تألقهن‪ ،‬ما‬
‫ّ‬ ‫ارهن‪ ،‬ليكتشف سبب‬
‫أسر ّ‬
‫مؤجلة طريفة ومزعجة على ح ّد سواء)‪.‬‬
‫لحكاياتهن (حكايات ّ‬
‫ّ‬
‫تأخذنا الراوية معها لنغوص في تحليل كل شخصية على حدة‪ ،‬فنعرف سبب وجودها‪ ،‬وسبب اختيار الجنية‬

‫لها لتكون سندريلة السهرة‪ ،‬فتبدأ كل واحدة بسرد قصتها ومعاناتها‪ .‬فتحية‪ :‬السندريال التي تخشى الصورة‬

‫المعلقة على مدخل صالون بيتهم‪ ،‬إذ تكره نفسها فيها‪ ،‬فكلما نظرت إليها تذكرت البطة السوداء القبيحة‬

‫المنظر التي ظلت واقفة تنتظر التغيير وال تفعل أي شيء حيال لونها وبشاعتها‪ .‬إذ كانت تؤمن بأنه سيحدث‬

‫يوما ما‪ ،‬بل هي تؤمن أنه سيحدث حتماً‪.‬‬


‫تغيير ً‬

‫سارة‪ :‬هذه السندريال التي يصاحب سرد حكايتها‪ ،‬سرد حياة عجوز دائمة الشتائم والمذمات‪ ،‬عجوز تنتظر‬

‫الموت الذي قرف من االقتراب منها‪ ،‬فكانت تتمناه وتنتظره ألعوام‪ ،‬تلك العجوز التي تقوم سارة بغسلها‬

‫مكرَهة يوم وفاتها‪ ،‬دافنة معها كل الكالم السيء واأللفاظ البذيئة‪.‬‬


‫َ‬

‫ظ بعريس‪ .‬تصف نفسها بالمرأة التي ال تضاريس لها‪ ،‬وتحاسب‬


‫نوفة‪ :‬أصبحت في السادسة والثالثين ولم تح َ‬

‫نفسها وتلومها ألنها سمعت نصيحة عمتها زيانة فأهملت جسدها‪ ،‬وقد اكتشفت هذا اإلهمال بعد أن‬

‫فات األوان‪ ،‬فلم تعد الحياة لجسدها‪ ،‬وباءت كل محاوالتها بالفشل‪.‬‬

‫ربيعة‪ :‬أفضل عداءة في مسقط‪ ،‬تحب الركض‪ ،‬تركض لتزيل همومها‪ ،‬وتبتعد عن حياة باردة كقطعة الثلج‪.‬‬

‫حياة ال طفل يلعب فيها وال أصدقاء يشاركونها أوقاتها‪ .‬تف ّكر بالطالق من زوجها الذي تشعر بأن عينيه‬

‫‪33‬‬
‫فتصر على‬
‫كالرقيب‪ ،‬يح ّدان حياتها ويفزعان قلبها‪ .‬وكلّما ف ّكرت بالتّحرر منه‪ ،‬ه ّددها بإحراق نفسه‪ّ ،‬‬
‫الركض لتنسى أحزانها وهمومها‪.‬‬

‫تهاني‪ :‬أنهكتها مسؤولية بناتها‪ ،‬إذ تحمل على عاتقها القيام بكل متطلباتهن‪ ،‬وإذا قصرت في لحظة ما‪،‬‬

‫إيالما من الضرب‪ ،‬ما‬


‫أمور تكون أكثر ً‬
‫تلقى رد فعل عنيف من زوجها يوسف‪ .‬هو ال يضرب‪ ،‬ولكنه يفعل ًا‬

‫أيضا‪.‬‬
‫قن والدهم منها ً‬
‫قن وقتها وحياتها وسر َ‬
‫مزعجا لها‪ ،‬إذ سر َ‬
‫كابوسا ً‬
‫يجعلها تكره بناتها اللواتي يمثلن ً‬
‫الوالد الذي أراد من زوجته أن تكون الخادمة اللطيفة والمطيعة‪.‬‬

‫ريا‪ :‬الفالحة التي انتقلت من قريتها إلى مسقط برفقة زوجها سعد البدوي‪ ،‬الذي ال يملك روح الفالحين‪.‬‬

‫عيني‪.‬‬
‫انتقلت بسبب حادثة موت العجلة «الخصب»‪ .‬تقول ريا‪ :‬خروجي من أرضي وقريتي أطفأ بريق ّ‬
‫ندما‪ ،‬عندما تتذكر أنها لم تودع الخصب الذي رحل من دون دمعة واحدة منها‪.‬‬
‫تعيش حزنًا عمي ًقا وعذابًا و ً‬
‫تعيش فرا ًغا سيطر على حياتها مع زوجها سعد‪ ،‬فراغاً لم تستطيع مأله‪.‬‬

‫قصة عشق‪ ،‬لقاؤه مستحيل‪ ،‬عشقها آلليخاندرو وآناكريستينا‪ ،‬إذ إنها تتلقى رسائل وهمية‬
‫عليا‪ :‬تعيش ّ‬
‫منهما‪ ،‬توصلها صديقتها مريم إليها‪ ،‬وتحكي لها عنهما مدعية وجودهما معها في المنزل‪ .‬لتجد نفسها‬

‫دائما لحكايا مريم‪ ،‬حتى وإن كانت تدرك أنها تخترعها‪ ،‬ولكن هذه القصص أدخلت القليل من‬
‫محتاجة ً‬
‫األمل في مخاطبة أكثر نجمين تحبّهما‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫زبيدة‪ :‬تروي لنا حكايتها التي بدأتها باندماج الجنية بدمها ليصبحا جسداً واحداً‪ ،‬السبب الذي جعلها‬

‫تعيش وتدخل هذه الدنيا كسندريال معافاة ال سقم فيها‪ .‬ثم تروي لنا حياة عمتها مزنة‪ ،‬المرأة الشاعرة‬

‫الغاضبة الهائجة الجميلة‪ ،‬ذات الصوت الجميل‪ ،‬التي أصيبت بمرض النسيان «ألزهايمر»‪ ،‬ليخبرهم الطبيب‬

‫أ ّن بئرها قد جف‪ .‬تخاف زبيدة من جفاف بئرها ألنها كما يقال هي شبيهة عمتها‪ ،‬فترفض ذلك‪ .‬لتبقى‬

‫ذكرى نظرات عمتها كابوساً اليمكنها التخلص منه‪ .‬فتلجأ للكتابة كي ال يجف بئرها‪.‬‬

‫الشهري‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اهن السحريَّةُ في السندر ّيالت‪ .‬تُح ّدِّثنا ُزبيدة عن طقوس العشاء‬
‫لتحل قو َّ‬
‫ات مسقط ّ‬
‫ِّ‬
‫ختفي جنّيَّ ُ‬
‫منهن تجربتَها ومأزقَها ومخاوفَها وصراعاتِّها‪:‬‬
‫كل ّ‬ ‫الذي تحكي خالله ٌّ‬

‫تمنع جس َدها من التفتُّح‪َّ ،‬أما ربيعة فال‬ ‫شتائم َّ‬


‫جدتها‪ ،‬ونوف ُ‬ ‫تدفن َ‬‫المعلَّقة‪ ،‬وسارة ُ‬
‫فتحيَّة تخشى الصورةَ ُ‬
‫صب"‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الدمع في وداع "الخ ْ‬
‫الفالحة لم ترسل َ‬
‫تحب بناتها السارقات‪ ،‬وريّا ّ‬
‫تتخلّى عن الركض أب ًدا‪ .‬تهاني ال ُّ‬

‫اآلالم‬ ‫ِّ‬ ‫بينما عليا تُخبِّّئ‬


‫الحكي يخ ّفف َ‬
‫ُ‬ ‫بئرها‪ .‬وحده‬
‫تجف ُ‬
‫فض أن َّ‬
‫رسائل آليخاندرو وآنا كرستينا‪ ،‬وزبيدة تر ُ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ثالث‬
‫صدرت لها ُ‬
‫ْ‬ ‫لهن إلى سيِّّدات جميالت ُ‬
‫ومدهشات‪.‬هدى حمد‪ :‬كاتبة ُعمانيَّة‪،‬‬ ‫والبؤس‪ ،‬و ِّ‬
‫يحو ّ‬
‫ّ‬
‫مجموعات قصصيَّة‪ ،‬وروايتان‪ ،‬آخرهما رواية التي تع ّد الساللم‪ ،‬عن دار اآلداب‪ ،‬في إطار "محترف نجوى‬

‫بركات"‪.‬‬

‫هدى حمد‪ ،‬حازت عن أول رواياتها "األشياء ليست في أماكنها" المركز األول في مسابقة الشارقة لإلبداع‬

‫العربي‪ ،‬وجائزة جمعية الكتاب واألدباء كأفضل إصدار لعام ‪.6112‬‬

‫"في حكاية "سندريال" تأتي الجنية الطيبة وتساعد البطلة في أن تعيش ساعات معدودات خارج عالمها‬

‫الكئيب‪ ،‬شريطة أن تعود قبل منتصف الليل‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تستعير "هدى حمد" من الحكاية الشعبية هذه الفكرة‪ ،‬وتؤسس بها عالم روايتها الثالثة "سندريالت مسقط"‪،‬‬

‫مانح ًة ثماني سيدات فرصة أن يعشن عدة ساعات خارج روتينهن المنزلي المعتاد والقاسي ليل ًة واحدة في‬

‫كل شهر‪ ".‬رصيف‪66‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫التحول وفق مستويات‬


‫"تلك رواي ٌة تشتّت مواضيعها‪ ،‬وتآلفت مقاصدها‪ ،‬وجمع أحداثَها وشخصيّاتها ّ‬
‫متع ّددة‪ ،‬هي روايةٌ تحوي نظرا ورؤيةً في طرق السرد‪ ،‬وفي ما يُمكن أن تسكت عنه المرأة وهي مدركة له‪،‬‬

‫التجرد من أعباء الحياة بتفاصيلها الجميلة‬


‫الحكاي ُة داخل الرواية هي متن ّفس المرأة وباعثها على التحليق و ّ‬
‫أو المؤرقة" القدس العربي‪.‬‬

‫ائبي‬
‫العمانيّة‪ ،‬ولكن الغر ّ‬
‫اقعي‪ ،‬البطيء والهادئ‪ ،‬كما هي طبيعة الحياة ُ‬
‫"هكذا‪ ،‬وبأسلوب يجمع السرد الو ّ‬
‫ح ّد الفانتازيا‪ ،‬تق ّدم لنا الكاتبة حكايات مجموعة السندر ّيالت هذه؛ فتحية‪ ،‬سارة‪ ،‬نوفة‪ ،‬تهاني‪ ،‬ريّا‪ ،‬زبيدة‪،‬‬

‫تحوالته‪ ،‬اإليجابيّة منها والسلبيّة‪ .‬وذلك كلّه‪ ،‬في‬


‫حكاياتهن التي هي حكايات المجتمع في ّ‬
‫ّ‬ ‫عليا‪ ،‬وربيعة‪.‬‬

‫المشهدي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فضال عن التصوير‬
‫عمل يجمع أسلوب السرد التقليدي‪ ،‬إلى لغة البوح والمونولوجات الداخلية‪ً ،‬‬

‫واللقطات الشاعريّة‪ ".‬عمر شبانة‪ ،‬العربي الجديد‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫العمانية هدى حمد في روايتها الجديدة والتي صدرت مؤخرا عن دار اآلداب‪ ،‬حكاية‬
‫تستعير الكاتبة ُ‬
‫تقع أحداثه في مطعم صغير ُمطل على البحر في مسقط‪.‬‬
‫“السندريال” الشعبية‪ ،‬لتؤثث عالما روائيا جديدا ُ‬
‫غير إ ّن “سندريالت مسقط” الثمان لم يخرجن بغرض البحث عن أمير وإنما لمتع أخرى‪.‬‬

‫تُدخلنا الرواية إلى أجواء فنتازية غير متوقعة‪ ،‬ولكن ما إن تبدأ الرواية بتفتيت حكايات الشخصيات‪ ،‬حتى‬

‫نجد أنفسنا نصطدم بواقعية تُشبه اليومي والبسيط المعتاد من حياة النساء‪.‬‬

‫الجنيات هجر َن مسقط من ُذ أن أصبحت ُمضاءة بالكهرباء‪ ،‬ومنذ أن تجمد الناس في منازلهم اإلسمنتية‪،‬‬

‫وأصبح هدير مكيفاتهم وأصوات التلفاز أعلى من أصواتهن‪ .‬لكن حتى وإن افترضنا جدال بأ ّن جنيات‬

‫بهن أو يفكر بأوجاعهن في تلك العزلة‪،‬‬


‫يستعين ّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بخجل‪ ،‬أل ّن أحدا لم يعد‬ ‫اختبئن‬
‫َ‬ ‫مسقط ْمت َن جميعا‪ ،‬أو‬

‫فإ ّن تلك القوى الخارقة للتحول ال محالة موجودة في مكان ما‪ ،‬وكثيرا ما كانت تُعين السندريالت على‬

‫التحول‪ ،‬أو هكذا تشير الرواية ضمنا‪.‬‬

‫ثماني سندر ّيالت متأهبات للتحول والحكي الذي يمتد حتى تدق الساعة الثانية عشرة ليال‪ ،‬حيث يغدو‬

‫الحكي هو المعادل الموضوعي للشعور بالخفة والتغلب على آفة النسيان‪ .‬كما أ ّن الطباخ “رامون” هو‬

‫المعادل الموضوعي لإلصغاء الذي يفتقدنه‪.‬‬

‫الشهري‪ ،‬حيث يتسنى اللقاء بين ثماني نساء هاربات من البيت‬


‫ّ‬ ‫يحدث كل هذا ضمن طقوس العشاء‬

‫منهن تجربتَها ومأزقَها ومخاوفَها وصراعاتِّها‪.‬‬


‫كل ّ‬ ‫واألزواج واألعمال التي ال تنتهي‪ .‬فتحكي خالله ٌّ‬

‫وتقول الكاتبة هدى حمد عن عملها األخير‪ “ :‬ال توجد قضية كبيرة في هذا العمل‪ .‬إنّها ليلة سهر صاخبة‬

‫بالحكايات وحسب‪ .‬الحكايات العادية والبسيطة كما تبدو من الخارج وهي في الوقت نفسه بالغة اإليذاء‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫وكثيرا ما تتسبب في تدميرهن‪ .‬السندريالت لسن كما يبدو لنا‪ ،‬أنيقات وجميالت وبالغات الرقة‪ ،‬إنّهن‬

‫متحوالت وحسب‪ ،‬وهن في بيوتهن شيء آخر تماما”‪.‬‬

‫تدفن شتائم جدتها‪،‬‬


‫المعلقة في غرفة المعيشة‪ ،‬وسارة ُ‬
‫وتتابع هدى حمد قائلة‪“ :‬فتحية تخشى الصورة ُ‬
‫تمنع جسدها من التفتح فتخسر العرسان‪ ،‬بينما ال تتخلى ربيعة عن الركض أبدا‪ ،‬أل ّن “التخلي”‬
‫ونوف ُ‬
‫الفالحة‬
‫تحب بناتها اللواتي سرقن أباهن منها‪ ،‬وريّا ّ‬
‫مرة بعد أخرى جعلها ال تكاد تعرف نفسها‪ .‬تهاني ال ُّ‬
‫ّ‬
‫صب”‪ّ ،‬أما عليا فتُخبئ رسائل آليخاندرو وآناكرستينا ألن ّأمها ضد الذاكرة‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫لم ترسل الدمع في وداع “الخ ْ‬
‫تجف ب ُئرها لكي ال تصبح كعمتها مزنة”‪.‬‬
‫فض أن َّ‬
‫بينما زبيدة تر ُ‬
‫لهن إلى سيِّّدات‬‫اآلالم والبؤس‪ ،‬و ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يحو ّ‬
‫ّ‬ ‫وتضيف هدى حمد‪“ :‬الرواية تنتصر للحكي‪ ،‬فوحده الحكي يُخ ّفف َ‬
‫ومدهشات”‪.‬‬
‫جميالت ُ‬
‫ثالث مجموعات قصصيَّة عن مؤسسة االنتشار العربي‪“ ،‬نميمة‬
‫صدرت لها ُ‬
‫ْ‬ ‫هدى حمد‪ ،‬كاتبة ُعمانيَّة‪،‬‬

‫مالحة”‪“ ،‬ليس بالضبط كما أريد”‪“ ،‬اإلشارة برتقالية اآلن”‪ ،‬وروايتان‪“ ،‬األشياء ليست في أماكنها”‬

‫التي حازت على المركز األول في مسابقة الشارقة لإلبداع العربي ‪6112‬م‪ ،‬وجائزة جمعية الكتاب واألدباء‬

‫كأفضل إصدار في نفس العام‪ ،‬ورواية “التي تع ّد الساللم”‪ ،‬عن دار اآلداب في إطار “محترف نجوى‬

‫بركات” ‪.6102‬‬

‫في نهاية الليلة‪ ،‬عند تمام الساعة الثانية عشرة‪ ،‬تهجر السندريالت المطعم ويسرن في الشوارع‬

‫ارهن لرئيس الطباخين الذي منحهن الوقت الذي احتجنه‪ ،‬منحهن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كل عبء بعد أن بُحن بأسر ّ‬
‫خفيفات من ّ‬

‫‪38‬‬
‫ٍ‬
‫لقصص قد تبدو مألوفة‪ ،‬مستم ّدة‬ ‫اإلصغاء واالهتمام‪ .‬اإلصغاء نفسه عاشه القارئ ألسلوب سلس وبسيط‪،‬‬

‫من الواقع ومن الحياة اليومية‪.‬‬

‫خاصا بعي ًدا عن شرور اآلخرين‪ ،‬أعطتها الحق بالسعادة‪ ،‬والعيش ليلة واحدة‬
‫أعطت هدى حمد المرأة فضاءً ً‬
‫دائما‪ ،‬لها الحق أن تأخذ ولو مرة واحدة‪ ،‬لها‬
‫هم ومن دون عبء المسؤولية‪ .‬فالروح التي تمنح ً‬
‫من دون ّ‬
‫الحق في التمتع والتألق والتميّز‪ .‬حبّذا لو أطالت الكاتبة تلك الليلة‪.‬‬

‫السندريالت صورة لكائنات رائعة الجمال تجول هنا وهناك لترسم الفرحة والبسمة على شفاه الحزانى‪ ،‬وتمد‬

‫الهم‬ ‫ٍ‬
‫لهم العون ليتجاوزوا محنهم‪ ،‬فتحلّق بهم في عالم يشبه الخيال‪ ،‬كل ما فيه جميل‪ ،‬بعيداً من الحزن و ّ‬
‫العمانية هدى حمد‪ ،‬التي صدر لها‬
‫واألسر‪« .‬سندريالت مسقط» (دار اآلداب) رواية جديدة للكاتبة ُ‬
‫ثالث مجموعات قصصية وروايتان‪ ،‬آخرهما رواية «التي تع ّد الساللم»‪.‬‬

‫عالما روائيًا‪ ،‬تمزج فيه الخيال بالواقع‪.‬‬


‫استعانت الراوية في كتابة روايتها بحكاية السندريال الشعبية‪ ،‬لتكون ً‬
‫يتجولن في مختلف األرجاء‪،‬‬
‫حيث تنطلق من مقارنة زمنين‪ :‬زمن كانت الحياة فيه بسيطة‪ ،‬والسندريالت ّ‬
‫تطورت فيه‬
‫ليمنحهن إيّاها‪ .‬وزمن ّ‬
‫ّ‬ ‫في الطرقات وفي المنازل وفي الحدائق‪ ،‬يبحثن عن طالبي المساعدة‬

‫وسائل الحياة كالكهرباء‪ ،‬وظهرت فيه عادات أخفت مالمح وجود الجنيّات‪ ،‬مظهرة في هذه المقارنة‪،‬‬

‫مدى الجمال الذي كان في ما مضى واختفى اآلن باختفاء جنيات مسقط‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الخاتمة‬

‫الحمد لله الذي وفقني أن اتمم هذا المشروع بعد البحث والدراسات ‪ .‬قد بذلت جهودي البالغة لجمع‬

‫العلوم المختلفة المتنوعة عن هذا الموضوع‪ ،‬واستطعت أن أدرس و أبحث حول موضوع " مساهمات‬

‫هدى حمد في االذب العربي ودراسة التحليلية سندريالت مسقط" ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وحاولت أن تكون هذه الدراسة مشتمال على جميع جوانب الموضوع بحسب طاقتي‪ ،‬وأشكرلله الذي‬

‫وفقني إلعداد هذا المشروع بشكل صحيح وأشكر أيضا لكل من ساعدني في إتمام هذا المشروع‪.‬‬

‫وقد ألفت الكاتبة عماني هدى حمد هذه الرواية بأسلوب رائع ولغة بسيطة‪ ،‬ولذا استطعت ان‬

‫أفهم لغة هذه الرواية وموضوعها سريعا‪ ،‬و هذه الرواية تفرد من غير الروايات العربية بشكلها وأسلوبها‪.‬‬

‫صدرت لها ثالث مجموعات قصصية وثالث روايات‪" :‬األشياء ليست في أماكنها" التي فازت بالمركز‬

‫األول عن مسابقة اإلبداع العربي بالشارقة‪ ،‬كما حازت على المركز األول كأفضل إصدار ُعماني لعام‬

‫'‪" ،' ۹۰۰۲‬التي تعد الساللم" رواية صدرت عن دار اآلداب وكانت ضمن الروايات الست في ورشة محترف‬

‫نجوى بركات عام ‪ ،۹۰۰۲‬و"سندريالت مسقط" ‪ .۹۰۰۲‬شاركت هدى حمد في كتابة بعض حلقات‬

‫أول مسلسل كرتوني ُعماني "يوم ويوم"‪ ،‬كما ترأست تحرير أول مجلة إلكترونية متخصصة في عروض‬

‫الكتب في سلطنة عمان‪ ،‬مجلة "أكثر من حياة"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫فهرسة‬

‫صحفة‬ ‫الموضوع‬
‫‪2‬‬ ‫كلمة الشكر‬

‫‪42‬‬
‫‪2‬‬ ‫محتويات‬

‫‪8‬‬ ‫حياة هدى حمد األدبية‬

‫‪06‬‬ ‫نشأتها وحياتها‬

‫أثارها األدبية‬
‫‪02‬‬

‫‪61‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬مساهمات هدى حمد في مجال‬


‫القصة القصيرة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أعمالها في اثارها الرواية‬


‫‪62‬‬

‫‪62‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬الدراسة التحليلية "سندريالت‪ .‬مسقط"‬

‫‪67‬‬ ‫الباب الثالث ‪ :‬الدراسة التحليلية "سندريالت‪ .‬مسقط"‬

‫الفصل األول ‪ :‬خالصة الرواية "سندريالت مسقط"‬


‫‪21‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التهام الرواية "سندريالت مسقط"‬
‫‪22‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪22‬‬

‫‪43‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫● سندريالت مسقط‬

‫● اسامينا‬

‫● تأمل الذئب خارج غرفة المكياح‬

‫● أنا الوحيد الذي اكل التفاخة‬

‫● التي تعد الساللم‬

‫● ال يذكروني في مجاز‬

‫● كم رئة للساحل‬

‫● اإلشارة برتقالية اآلن‬

‫‪44‬‬
:‫الموقع االلكتروني‬

● https://www.goodreads.com/book/show/3168558

● https://www.4readlib.com/book/2572/%D8%B3

%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%84

%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7

● https://www.kotobati.com/%D8%B1%D9%88%

D8%A7%D9%8A%D8%A9-

45
%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.elktob.online/book/1011/%D9%83

%D8%AA%D8%A7%D8%A8-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.goodreads.com/book/show/3168558

● https://www.4readlib.com/book/2572/%D8%B3

%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%84

%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7

● https://www.goodreads.com/book/show/3168558

● https://www.4readlib.com/book/2572/%D8%B3

%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%84

46
%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7

● https://www.kotobati.com/%D8%B1%D9%88%

D8%A7%D9%8A%D8%A9-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.elktob.online/book/1011/%D9%83

%D8%AA%D8%A7%D8%A8-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.kotobati.com/%D8%B1%D9%88%

D8%A7%D9%8A%D8%A9-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.elktob.online/book/1011/%D9%83

%D8%AA%D8%A7%D8%A8-

47
%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.noor-

book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8

%A8-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9

%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.kotobati.com/%D8%B1%D9%8

8%D8%A7%D9%8A%D8%A9-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9

%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

● https://www.elktob.online/book/1011/%D9%8

3%D8%AA%D8%A7%D8%A8-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9

48
%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

 https://www.noor-

book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8

-%D9%87%D8%AF%D9%89-

%D8%AD%D9%85%D8%AF-pdf

● https://www.goodreads.com/book/show/3168558

49
● https://www.4readlib.com/book/2572/%D8%B3

%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%84

%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7

● https://www.kotobati.com/%D8%B1%D9%88%

D8%A7%D9%8A%D8%A9-

%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8

A%D9%84%D8%A7%D8%AA-

%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

https://www.elktob.online/book/1011/%D9%83
%D8%AA%D8%A7%D8%A8-
%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8
A%D9%84%D8%A7%D8%AA-
%D9%85%D8%B3%D9%82%D8%B7-pdf

50
51

You might also like