You are on page 1of 16

‫األكاديمية الدراسة اإلسالمية المعاصرة‬

‫‪DIPLOMA MUAMALAT‬‬

‫‪ISC200‬‬

‫المدخل إلى طارق التشريع اإلسالمي‬

‫الموضوع‪ :‬الربا وأضراره على الفرد والجماعة‬

‫‪:‬أعدت بواسطة‬
‫عينا امرية بنت حممد صاحلني‬ ‫‪2021880468‬‬
‫عليا ظهريه بنت عزيزول‬ ‫‪2021838144‬‬
‫نور هداية بنت حممد‬ ‫‪2021493732‬‬
‫نور العشرية حسىن بنت روسلن‬ ‫‪2021602756‬‬
‫نور ديين عواطف بنت حممد يونس‬ ‫‪2021203266‬‬
‫‪No‬‬ ‫‪Penilaian‬‬ ‫‪Skema Markah‬‬ ‫‪Markah Diperolehi‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Struktur & Gaya Penulisan‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Kefahaman & Pemikiran‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Analisa Kritis‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Kualiti‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪Etika & Professional‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪:‬أعدت من أجل‬
‫األستاذة نور ازلينا بنت عبد الوهاب‬
‫محتوى البحث‬
‫‪1‬‬
‫الصفحة‬ ‫الفهرس‬ ‫رقم‬
‫‪3‬‬ ‫املقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫سورة البقرة مع الرتمجة األية ‪276-275‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3-5‬‬
‫نوع اجلملة‬
‫أسباب النزول‬
‫‪5-11‬‬ ‫سورة البقرة األية ‪275‬‬ ‫‪3‬‬
‫التفسري العلماء باملأثور والرأي‬
‫‪11-13‬‬ ‫سورة البقرة األية ‪276‬‬ ‫‪4‬‬
‫التفسري العلماء باملأثور والرأي‬
‫‪13-15‬‬ ‫حكمة األية‬ ‫‪5‬‬
‫‪15‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫‪6‬‬
‫‪16‬‬ ‫املراجع‬ ‫‪7‬‬

‫المقدمة )‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ من سورة‬276-275 ‫ هذا االقتباس مأخوذ من اآليات‬.‫ختتص هذه الدراسة باآلية املعلقة على الربا‬

‫ كما نقوم بتضمني تفسري مشروع‬.‫أيضا أسباب تراجع هذه اآليات‬


ً ‫ نشرح‬،‫ باإلضافة إىل ذلك‬.‫البقرة‬
‫ هناك تفسري حلكمة اآلية‬،‫ باإلضافة إىل ذلك‬.‫قانون الفاتورة وفاتورة الراعي‬.

2) 276-275 ‫سورة البقرة مع الترجمة األية‬

‫ٱلربوا ال یقومون إال كما یقوم ٱلذی یتخبطه ٱلشی ٰطن من ٱلمس ٰذلك بأنهم قالوا‬
ٰ ‫﴿ٱلذین یأكلون‬

‫فٱنتهى فلهۥ ما سلف‬


ٰ ‫ٱلربوا فمن جاءهۥ موعظة من ربهۦ‬
ٰ ‫ٱلربوا وأحل ٱهلل ٱلبیع وحرم‬
ٰ ‫إنما ٱلبیع مثل‬

ٰ ‫) یمحق ٱهلل‬275( ‫أصحب ٱلنار هم فیها ٰخلدون‬


‫ٱلربوا ویربی‬ ٰ ‫وأمرهۥ إلى ٱهلل ومن عاد فأولئك‬

﴾)276(‫الصدقات وٱهلل ال یحب كل كفار أثیم‬

275. Orang-orang yang memakan (mengambil) riba itu tidak dapat berdiri betul melainkan
seperti berdirinya orang yang dirasuk syaitan dengan terhuyung-hayang kerana sentuhan
(syaitan) itu. Yang demikian ialah disebabkan mereka mengatakan: “Bahawa sesungguhnya
berniaga itu sama sahaja seperti riba”. Padahal Allah telah menghalalkan berjual-beli (berniaga)
dan mengharamkan riba. Oleh itu sesiapa yang telah sampai kepadanya peringatan (larangan)
dari Tuhannya lalu dia berhenti (dari mengambil riba), maka apa yang telah diambilnya dahulu
(sebelum pengharaman itu) adalah menjadi haknya, dan perkaranya terserahlah kepada Allah.
Dan sesiapa yang mengulangi lagi (perbuatan mengambil riba itu) maka itulah ahli neraka,
mereka kekal di dalamnya.

276. Allah susutkan (kebaikan harta yang dijalankan dengan mengambil) riba dan Dia pula
mengembangkan (berkat harta yang dikeluarkan) sedekah-sedekah dan zakatnya. Dan Allah
tidak suka kepada tiap-tiap orang yang kekal terus dalam kekufuran dan selalu melakukan
dosa.

3
‫هذه اآلية هي اآلية املدنية‪ i.‬من ضوابطه هو كل سورة فيها إذن اجلهاد أو ذكر له وبيان‪i‬‬

‫أحكامه‪ .‬ثانيا كل سورة فيها تفاصيل ألحكام احلدود والفرائض واحلقوق‪ i،‬والقوانني املدنية‬

‫واالجتماعية والدولية‪.‬‬

‫أسباب النزول‬

‫نزلت هذه اآلية بعد ثبوت تطور التعاليم اإلسالمية‪ i‬يف شبه اجلزيرة العربية‪ .‬وهذه اآلية هي أيضاً آخر‬

‫آية يف حترمي الربا‪ ،‬وهي أيضاً آخر آية من اآليات الشرعية اليت نزلت على النيب صلى اهلل عليه وسلم‬

‫قبل وفاته‪ .‬قال ابن عباس أن اآلية الرباعية هي آخر آية نزلت على النيب صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫باإلضافة إىل أن عمر قال ذات مرة أن هذه اآلية كانت آخر من نزلت وأن رسول اهلل صلى اهلل عليه‬

‫وسلم قبلها دون أن يوضح لنا شيًئا ألن شرح اآلية قد فهم بالفعل لغرضها وهو جتنب كل مريب‬

‫وضار ممارسات الربا‪.‬‬

‫تقول بعض اآلراء أن هذه اآلية حمكوم عليها بأهل مكة الذين يتعاملون‪ i‬بالربا‪ .‬عندما‬

‫فتحت مكة املكرمة‪ ،‬اعتنقوا‪ i‬اإلسالم وأمر اهلل أن يأخذوا العاصمة الرئيسية فقط دون أي فائدة‬

‫إضافية‪ .‬إذا رفضوا إطاعة تعليمات اهلل بالتخلي عن ممارسة الربا‪ ،‬فقد حذرهم اهلل وهددهم بالعديد‬

‫من أنواع التعذيب‪ i‬املؤمل‪ .‬لقد أعلن اهلل تعاىل احلرب على الربايني الذين ال يطيعون التعليمات وهذا‬

‫التحذير حتذير شديد القسوة يف الشريعة اإلسالمية‪i.‬‬


‫‪4‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ووف ًقا لتفسري ابن كثري‪ ،‬فقد فسر هذه اآلية على أهنا تشري إىل أكلة‬

‫الربا‪ .‬وهذا حبسب رواية البخاري‪:‬‬

‫"عن مسرة بن جنب يف حديث املنام الطويل فأتينا على هنر حسبت أنه كان يقول أمحر مثل الدم‪ ،‬وإذا‬

‫يف النهر رجل سابح يسبح‪ ،‬وإذا على شط النهر رجل قد مجع عنده حجاره كثرية‪ ،‬وإذا ذلك السابح‬

‫يسبح‪ ،‬مث يأيت ذلك الذي قد مجع احلجارة عنده فيغر له فاه فيلقمه حجرا‪".‬‬

‫وذكر ابن كثري أن احلدث كان يستهدف الربا‪ .‬وهذا حديث صحيح أصدره اإلمام‬

‫البخاري يف تفسريه للحديث ‪ .٧٠٤٧‬ال ميكن حتديد النقاش بني روايات اسباب النزول يف اآلية‬

‫‪.٢٧٦‬‬

‫‪ )3‬سورة البقرة األية ‪275‬‬

‫التفسير العلماء بالمأثور‬

‫فتح البيان للقنوجي — صديق حسن خان (‪ ١٣٠٧‬هـ)‬

‫ٱلربوا ال یقومون إال كما یقوم ٱلذی یتخبطه ٱلشی ٰطن من ٱلمس ٰذلك بأنهم قالوا‬
‫﴿ٱلذین یأكلون ٰ‬

‫فٱنتهى فلهۥ ما سلف‬


‫ٰ‬ ‫ٱلربوا فمن جاءهۥ موعظة من ربهۦ‬
‫ٱلربوا وأحل ٱهلل ٱلبیع وحرم ٰ‬
‫إنما ٱلبیع مثل ٰ‬

‫‪[٢٧٥‬‬ ‫أصحب ٱلنار هم فیها ٰخلدون﴾] البقرة‬


‫وأمرهۥ إلى ٱهلل ومن عاد فأولئك ٰ‬
‫‪5‬‬
‫(الذين يأكلون الربا) الربا يف اللغة الزيادة مطلقا يقال ربا الشيء يربو إذا زاد‪ ،‬ويف الشرع‬

‫يطلق على شيئني‪ :‬على ربا الفضل وربا النسيئة‪ i‬حسب ما هو مفصل يف كتب الفروع‪ ،‬وغالب ما‬

‫كانت تفعله اجلاهلية أنه إذا حل أجل الدين قال من هو له ملن هو عليه أتقضي‪ i‬أم تريب‪ ،‬فإذا مل يقض‬

‫زاد مقدارا يف املال الذي عليه وأخر له األجل إىل حني‪ ،‬وهذا حرام باالتفاق‪.‬‬

‫وقياس كتابة الربا بالياء للكسرة يف أوله‪ ،‬وقد كتبوه يف املصحف بالواو‪.‬‬

‫وليس املراد بالذين يأكلون الربا اختصاص هذا الوعيد مبن يأكله‪ ،‬بل هو عام لكل من يعامل‬

‫بالربا فيأخذه ويعطيه وإمنا خص األكل لزيادة التشنيع على فاعله‪ ،‬ولكونه هو الغرض األهم‪ ،‬فإن‬

‫آخذ الربا إمنا أخذه لألكل‪.‬‬

‫عن جابر قال‪ :‬لعن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه‬

‫رواه مسلم‪.‬‬

‫(ال يقومون) أي يوم القيامة من قبورهم‪ ،‬وهبذا فسره مجهور املفسرين‪ ،‬قالوا إنه يبعث‬

‫كاجملنون عقوبة له متقيتا عند أهل احملشر‪ ،‬وقيل إن املراد تشبيه من حيرص يف جتارته فيجمع ماله من‬

‫الربا بقيام اجملنون‪ i‬ألن احلرص والطمع والرغبة يف اجلمع قد استفزته حىت صار شبيها يف حركته‬

‫باجملنون‪ ،‬كما يقال ملن يسرع يف مشيه ويضطرب يف حركاته إنه قد جن‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫(إال كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) أي يصرعه‪ ،‬وأصل اخلبط الضرب بغري‬

‫استواء كخبط العشواء‪ ،‬وهو املصروع‪ ،‬واملس اجملنون‪ i‬واملمسوس اجملنون‪ ،‬وكذلك األول‪ ،‬قال سعيد‬

‫بن جبري‪ :‬تلك عالمة آكل الربا إذا استحله يوم القيامة‪i.‬‬

‫ويف اآلية دليل على فساد قول من قال إن الصرع ال يكون‪ i‬من جهة اجلن وزعم أنه من فعل‬

‫الطبائع‪ ،‬وقال‪ :‬إن اآلية خارجة على ما كانت العرب تزعمه من أن الشيطان يصرع اإلنسان وليس‬

‫بصحيح وأن الشيطان ال يسلك يف اإلنسان وال يكون‪ i‬منه مس‪ ،‬وقد استعاذ النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه‬

‫وسلم ‪ -‬من أن يتخبطه الشيطان كما أخرجه النسائي وغريه‪.‬‬

‫وقد وردت أحاديث كثرية يف تعظيم ذنب الربا منها حديث عبد اهلل بن مسعود عند احلاكم‬

‫وصححه والبيهقي‪ i‬عن النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،-‬قال‪ " :‬الربا ثالثة وسبعون بابا أيسرها مثل‬

‫أن ينكح الرجل أمه وإن أرىب الربا عرض الرجل املسلم "‪.‬‬

‫وورد هذا املعىن مع اختالف العدد عن مجاعة من الصحابة‪ ،‬وورد عن مجاعة منهم أن آخر آية‬

‫أنزهلا على رسوله آية الربا‪.‬‬

‫(ذلك بأنهم قالوا) ذلك إشارة إىل ما ذكر من حاهلم وعقوبتهم بسبب قوهلم (إنما البيع مثل‬

‫الربا) أي أهنم جعلوا البيع والربا شيئا واحدا أي اعتقدوا‪ i‬مدلول هذا القول وفعلوا مقتضاه أي ذلك‬

‫العقاب بسبب أهنم نظموا الربا والبيع يف سلك واحد إلفضائهما إىل الربح فاستحلوه استحالله‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫وقالوا جيوز بيع درهم بدرمهني‪ ،‬وإمنا شبهوا البيع بالربا مبالغة جبعلهم الربا أصال والبيع فرعا‪ ،‬أي إمنا‬

‫البيع بال زيادة عند حلول األجل كالبيع بزيادة عند حلوله فإن العرب كانت ال تعرف ربا إال ذلك‪،‬‬

‫وهذا من عكس التشبيه‪ i‬مبالغة وهو أعلى مراتبه حنو قوهلم‪ :‬القمر كوجه زيد والبحر ككفه إذ صار‬

‫املشبه مشبها به‪.‬‬

‫فرد اهلل عليهم بقوله (وأحل اهلل البيع وحرم الربا) أي أن اهلل تعاىل أحل البيع وحرم نوعا من‬

‫أنواعه وهو البيع املشتمل على الربا الذي هو زيادة يف املال ألجل تأخري األجل‪ ،‬والبيع مصدر باع‬

‫يبيع أي دفع عوضا وأخذ معوضا‪ ،‬وقد ذكر املفسرون يف هذا املقام سبب حترمي الربا واختالف أهل‬

‫العلم يف عللها وأحكامها ومسائل القرض وإمنا حملها كتب الفروع‪.‬‬

‫(فمن جاءه موعظة من ربه) أي من بلغته موعظة من اهلل من املواعظ اليت تشتمل عليها‬

‫األوامر والنواهي‪ ،‬ومنها ما وقع هنا من النهي عن الربا‪ ،‬واملوعظة والعظة والوعظ معناها واحد وهو‬

‫الزجر والتخويف وتذكري العواقب‪ i،‬واالتعاظ القبول واالمتثال‪.‬‬

‫(فانتهى) عن أكله أي فامتثل النهي الذي جاء وانزجر عن املنهى‪ i‬عنه واتعظ‪ i‬وقبل (فله ما‬

‫سلف) أي ما تقدم منه من الربا ال يؤاخذ به ألنه فعله قبل أن يبلغه حترمي الربا أو قبل أن تنزل آية‬

‫حترمي الربا (وأمره) أي أمر الربا (إلى اهلل) يف حترميه على عباده واستمرار ذلك التحرمي‪ ،‬وقيل الضمري‬

‫عائد إىل ما سلف أي أمره إىل اهلل يف العفو عنه وإسقاط التبعة فيه وقيل الضمري يرجع إىل املرىب أي‬

‫‪8‬‬
‫أمر من عامل بالربا إىل اهلل يف تثبيته على االنتهاء أو الرجوع إىل املعصية‪ i،‬وقيل إن شاء عذبه وإن شاء‬

‫عفا عنه‪.‬‬

‫(ومن عاد) إىل أكل الربا واملعاملة به (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) اإلشارة إىل‬

‫من عاد ومجع أصحاب باعتبار معىن من‪ ،‬وقيل إن معىن من عاد هو أن يعود إىل القول بأمنا البيع مثل‬

‫الربا وأنه يكفر بذلك فيستحق اخللود‪ ،‬وعلى التقدير األول يكون اخللود مستعارا على معىن املبالغة‬

‫كما تقول العرب‪ :‬ملك خالد أي طويل البقاء‪ ،‬واملصري إىل هذا التأويل‪ i‬واجب لألحاديث املتواترة‬

‫القاضية خبروج املوحدين من النار‪ ،‬قال سعيد بن جبري‪ :‬خالدون يعين ال ميوتون‪.‬‬

‫ميحق اهلل الربا ويريب الصدقات واهلل ال حيب كل كفار أثيم (‪ )276‬إن الذين آمنوا وعملوا‬

‫الصاحلات وأقاموا الصالة‪ i‬وآتوا الزكاة هلم أجرهم عند رهبم وال خوف عليهم وال هم حيزنون (‬

‫‪ )277‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنني (‪)278‬‬

‫التفسير العلماء بالرأي‬

‫تفسير البيضاوي — البيضاوي (‪ ٦٨٥‬هـ)‬

‫ٱلربوا ال یقومون إال كما یقوم ٱلذی یتخبطه ٱلشی ٰطن من ٱلمس ٰذلك بأنهم قالوا‬
‫﴿ٱلذین یأكلون ٰ‬

‫فٱنتهى فلهۥ ما سلف‬


‫ٰ‬ ‫ٱلربوا فمن جاءهۥ موعظة من ربهۦ‬
‫ٱلربوا وأحل ٱهلل ٱلبیع وحرم ٰ‬
‫إنما ٱلبیع مثل ٰ‬

‫‪[٢٧٥‬‬ ‫أصحب ٱلنار هم فیها ٰخلدون﴾] البقرة‬


‫وأمرهۥ إلى ٱهلل ومن عاد فأولئك ٰ‬

‫‪9‬‬
‫﴿الذين يأكلون الربا﴾ أي اآلخذون له‪ ،‬وإمنا ذكر األكل ألنه أعظم منافع املال‪ ،‬وألن الربا‬

‫شائع يف املطعمات وهو زيادة يف األجل‪ ،‬بأن‪ i‬يباع مطعوم مبطعوم‪ ،‬أو نقد بنقد إىل أجل‪ ،‬أو يف‬

‫العوض بأن يباع أحدمها بأكثر منه من جنسه‪ ،‬وإمنا كتب بالواو كالصالة للتفخيم على لغة وزيدت‬

‫األلف بعدها تشبيها بواو اجلمع‪﴿ .‬ال يقومون﴾ إذا بعثوا‪ i‬من قبورهم‪﴿ .‬إال كما يقوم الذي يتخبطه‬

‫الشيطان﴾ إال قياما كقيام املصروع‪ ،‬وهو وارد على ما يزعمون أن الشيطان خيبط اإلنسان فيصرع‪،‬‬

‫واخلبط ضرب على غري اتساق كخبط العشواء‪i.‬‬

‫﴿من المس﴾ أي اجلنون‪ i،‬وهذا أيضا من زعماهتم أن اجلين ميسه فيختلط عقله ولذلك قيل‪:‬‬

‫جن الرجل‪.‬‬

‫وهو متعلق ب ﴿ال يقومون﴾ أي ال يقومون من املس الذي هبم بسبب أكل الربا‪ ،‬أو بقوم‬

‫أو بتخبط فيكون‪ i‬هنوضهم وسقوطهم كاملصروعني ال الختالل عقوهلم‪ ،‬ولكن ألن اهلل أرىب يف‬

‫بطوهنم ما أكلوه من الربا فأثقلهم‪﴿ .‬ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا﴾ أي ذلك العقاب بسبب‬

‫أهنم نظموا الربا والبيع يف سلك واحد إلفضائهما إىل الربح فاستحلوه استحالله‪ .‬وكان األصل إمنا‬

‫الربا مثل البيع‪ ،‬ولكن عكس للمبالغة‪ ،‬كأهنم جعلوا الربا أصال وقاسوا به البيع‪ ،‬والفرق بني فإن من‬

‫أعطى درمهني بدرهم ضيع درمها‪ ،‬ومن اشرتى سلعة تساوي درمها بدرمهني فلعل مساس احلاجة إليها‪،‬‬

‫أو توقع رواجها جيرب هذا الغنب‪﴿ .‬وأحل اهلل البيع وحرم الربا﴾ إنكار لتسويتهم‪ ،‬وإبطال القياس‬

‫مبعارضة النص‪﴿ .‬فمن جاءه موعظة من ربه﴾ فمن بلغه وعظ من اهلل تعاىل وزجر كالنهي عن الربا‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫﴿فانتهى﴾ فاتعظ وتبع النهي‪﴿ i.‬فله ما سلف﴾ تقدم أخذه التحرمي وال يسرتد منه‪ ،‬وما يف موضع‬

‫الرفع بالظرف إن جعلت من موصولة‪ ،‬وباالبتداء إن جعلت شرطية على رأي سيبويه‪ i‬إذ الظرف غري‬

‫معتمد على ما قبله‪ .‬وأمره إىل اهلل جيازيه على انتهائه إن كان من قبول املوعظة وصدق النية‪i.‬‬

‫وقيل حيكم يف شأنه وال اعرتاض لكم عليه‪﴿ .‬ومن عاد﴾ إىل حتليل الربا‪ ،‬إذ الكالم‪ i‬فيه‪.‬‬

‫﴿فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ ألهنم كفروا به‪.‬‬

‫‪ )4‬سورة البقرة األية ‪276‬‬

‫التفسير العلماء بالمأثور‬

‫فتح البيان للقنوجي — صديق حسن خان (‪ ١٣٠٧‬هـ)‬

‫ٱلربوا ویربی الصدقات وٱهلل ال یحب كل كفار أثیم﴾ [البقرة ‪]٢٧٦‬‬


‫﴿یمحق ٱهلل ٰ‬

‫(يمحق اهلل الربا ) أي يذهب بركته يف الدنيا وإن كان كثريا فال يبقى بيد صاحبه وقيل ميحق‬

‫بركته يف اآلخرة‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬ال يقبل اهلل منه صدقة وال حجا وال جهادا وال صلة (ويربي‬

‫الصدقات ) أي يزيدها ويثمرها يعين يزيد يف املال الذي أخرجت صدقته‪ ،‬وقيل يبارك يف ثواب‬

‫الصدقة ويضاعفه‪ i،‬ويزيد يف أجر املتصدق‪ i،‬وال مانع من محل ذلك على األمرين مجيعا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وقد ثبت يف الصحيحني وغريمها من حديث أيب هريرة مرفوعا‪ " :‬من تصدق بعدل مثرة من‬

‫كسب طيب‪ i‬وال يقبل اهلل إال طيبا‪ i‬فإن اهلل يقبلها بيمينه مث يربيها لصاحبها كما يريب أحدكم فلوه‬

‫حىت تكون مثل اجلبل "(‪ ،)١‬وزاد يف حديث عائشة وابن عمران أن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه‬

‫وسلم ‪ -‬قرأ هذه اآلية‪.‬‬

‫وأخرج الطرباين عن أيب برزة األسلمي قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :-‬إن العبد‬

‫ليتصدق بالكسرة تربو عند اهلل حىت تكون مثل أحد‪".‬‬

‫وهذه األخبار تبني معىن اآلية يقال أرباه إذا زاده كما يؤخذ من القاموس ويستعمل الزما‬

‫أيضا فيقال أرىب الرجل إذا دخل يف الربا‪.‬‬

‫(واهلل ال يحب) أي ال يرضى ألن احلب خمتص بالتوابني (كل كفار أثيم) فيه تشديد وتغليظ‬

‫عظيم على من أرىب حيث حكم عليه بالكفر‪ ،‬ووصفه بأثيم للمبالغة وقيل إلزالة االشرتاك‪ i‬إذ قد يقع‬

‫على الزراع‪ ،‬وحيتمل أن املراد بقوله (كل كفار) من صدرت منه خصلة توجب الكفر‪ ،‬ووجه التصاقه‬

‫باملقام أن الذين قالوا إمنا البيع مثل الربا كفار‪.‬‬

‫وقد تقدم تفسري قوله‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫(‪( )١‬يمحق اهلل الربا ) فيه قوالن‪ .‬أحدمها‪ :‬أن معىن حمقه‪ :‬تنقيصه واضمحالله‪ ،‬ومنه‪ :‬حماق‬

‫الشهر لنقصان اهلالل فيه‪ .‬روى هذا املعىن أبو صاحل عن ابن عباس‪ ،‬وبه قال سعيد بن جبري‪ .‬والثاين‪:‬‬

‫أنه إبطال ما يكون‪ i‬منه من صدقة وحنوها‪ ،‬رواه الضحاك عن ابن عباس‪.‬‬

‫التفسير العلماء بالرأي‬

‫تفسير النسفي — النسفي (‪ ٧١٠‬هـ)‬

‫ٱلربوا ویربی الصدقات وٱهلل ال یحب كل كفار أثیم﴾ [البقرة ‪]٢٧٦‬‬


‫﴿یمحق ٱهلل ٰ‬

‫﴿يمحق اهلل الربا ﴾ يذهب بربكته‪ ،‬ويهلك املال الذي يدخل فيه ﴿ويربي الصدقات﴾‬

‫ينميها‪ ،‬ويزيدها‪ ،‬أي‪ :‬يزيد املال الذي أخرجت منه الصدقة‪ ،‬ويبارك فيه‪ .‬ويف احلديث‪"( :‬ما نقصت‬

‫زكاة من مال قط" ﴿واهلل ال يحب كل كفار﴾ عظيم الكفر باستحالل الربا ﴿أثيم﴾ متماد ىف اإلمث‬

‫بأكله)‪.‬‬

‫حكمة اآليات )‪5‬‬

‫قد قرن اهلل ذك‪i‬ر ه‪i‬ذين الص‪ii‬نفني ملا بينهم‪i‬ا من التناس‪ii‬ب والتض‪ii‬امن‪ .‬فالقس‪i‬م األول املتص‪i‬دق‪ i‬يعطي املال‬
‫بغري عوض يقابله من املعطي‪ i،‬ألنه يريد األجر والثواب من اهلل الذي اجتر معه واثق‪i‬اً مبا عن‪i‬ده من الوع‪i‬د‬

‫‪13‬‬
‫احلسن‪ .‬والقسم الثاين ال‪i‬ذي ه‪i‬و املرايب يأخ‪i‬ذ املال من عملي‪i‬ة بغ‪i‬ري ع‪i‬وض يقابل‪i‬ه‪ ،‬والف‪i‬رق عظيم بني من‬
‫يعطي بال عوض ومن يأخذ بال عوض‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وهذه اآليات وما بع‪i‬دها ش‪i‬دد اهلل فيه‪i‬ا حترمي الرب‪i‬ا‪ ،‬وق‪i‬رر س‪i‬وء مس‪i‬تقبل املرايب‪ ،‬وه‪i‬ذا من عظيم حكم‪i‬ة‬

‫اهلل ورمحت ‪ii‬ه بعب ‪ii‬اده‪ ،‬ف ‪ii‬إن لتحرميه ش ‪ii‬أناً كب ‪ii‬رياً‪ i‬يف حي ‪ii‬اة األم ‪ii‬ة السياس ‪ii‬ية واالجتماعي ‪ii‬ة‪ ،‬خصوص ‪i‬اً يف ه ‪ii‬ذا‬

‫العص‪ii‬ر ال‪ii‬ذي ابتلى أهل‪ii‬ه ب‪ii‬املتفرجني املقل‪ii‬دين للغ‪ii‬رب واجلالبني أنظم‪ii‬ة الغ‪ii‬رب املس‪ii‬تقاة‪ i‬من اليه‪ii‬ود للبن‪ii‬وك‬

‫وحنوها املؤسسات‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫فالرب ‪ii‬ا امللع ‪ii‬ون‪ i‬من أق ‪ii‬دم عص ‪ii‬وره ولي ‪ii‬د اليه ‪ii‬ود‪ ،‬وق ‪ii‬د فش ‪ii‬ا يف اجلاهلي ‪ii‬ة األوىل بس ‪ii‬بب جماورهتم‬

‫وعدواهم‪ ،‬كم‪ii‬ا تفش‪i‬ى يف اجلاهلي‪i‬ات العص‪i‬رية اآلن بس‪i‬بب‪ i‬س‪ii‬يطرهتم على البن‪ii‬وك‪ i‬واالقتص‪ii‬اد الع‪i‬املي‪ i‬م‪i‬ع‬

‫م ‪ii‬ا يبثون‪ii i‬ه من حتبيب‪ii i‬ه وتزيين‪ii i‬ه بش‪ii i‬ىت ال‪ii i‬دعايات وواس‪ii i‬طة عمالئهم من النص‪ii i‬ارى املستش‪ii i‬رقني والع ‪ii‬رب‬

‫املتفرجني‪.‬‬

‫ين يَ‪ْi‬أ ُكلُو َ‪i‬ن‬ ‫َّ ِ‬


‫وما أعظم حكمة اهلل حيث ابتدأ موضوع الربا بذكر سوء مصري أهل‪ii‬ه‪ ،‬فق‪ii‬ال‪﴿ :‬الذ َ‬
‫سِ﴾‪ .‬وه‪ii‬ذا التش‪ii‬بيه الش‪ii‬نيع منطب‪ii‬ق على‬ ‫ِ‬ ‫الرب ‪ii‬ا اَل ي ُقوم‪ii‬و َن ِإاَّل َك ‪i‬م‪i‬ا ي ُق‪ِ َّ i‬‬
‫‪i‬وم الذي َيتَ َخبَّطُ‪ii‬هُ ال َّش‪ْi‬يطَا ُن م َن الْ َم ّ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ِّ َ َ ُ‬
‫املرابني يف حي‪ii‬اهتم وبع‪ii‬د مماهتم عن‪ii‬د قي‪ii‬امهم من قب‪ii‬ورهم ي‪ii‬وم يق‪ii‬وم الن‪ii‬اس ل‪ii‬رب الع‪ii‬املني والنش‪ii‬ور‪ .‬أم‪ii‬ا يف‬

‫‪14‬‬
‫ال‪ii‬دنيا فكم‪ii‬ا ق‪ii‬ال ابن عطي‪ii‬ة يف تفس‪ii‬ريه املراد تش‪ii‬بيه املرايب يف ال‪ii‬دنيا باملتخب‪ii‬ط املص‪ii‬روع‪ ،‬كم‪ii‬ا يق‪ii‬ال ملن‬

‫يصرع حبركات خمتلفة (قد جن)‪.‬‬

‫‪ ‬أق ‪ii i‬ول‪ :‬والس ‪ii i‬بب يف تش ‪ii i‬بيه املرايب هبذه احلال ‪ii i‬ة أن الش ‪ii i‬يطان ي ‪ii i‬دعو إىل طلب املل ‪ii i‬ذات وعب ‪ii i‬ادة املادة‬

‫والش ‪ii‬هوات‪ i،‬واالنص ‪ii‬راف عن اهلل‪ ،‬فه ‪ii‬ذا ه ‪ii‬و املراد مبس الش ‪ii‬يطان‪ ،‬واملرايب ل ‪ii‬ه أك ‪ii‬رب نص ‪ii‬يب‪ i‬من ذل ‪ii‬ك‪،‬‬

‫ومن كان هكذا كان يف أموره متخبطاً‪ ،‬ألن الشيطان جيره إىل حاالت خمتلفة‪ ،‬فهذا هو اخلبط احلاصل‬

‫‪.‬‬ ‫له من الشيطان‪ ،‬إلفراطه يف حبها وهتالكه عليها‪ ،‬فإذا مات على ذلك بعث عليه‬

‫الخاتمة )‪6‬‬

‫واخلالصة أن الربا حمرم على كل مسلم ألنه مضر‪ .‬والربا أيضا مما يظلم حقوق اآلخرين‪ .‬مقتطفات‬
‫من تفسري باملصور مأخوذة من تفسري صادق حسن اخلان والتفسري بالرعي مأخوذة من تفسري‬
‫البيادوي وتفسري النصفي‬

‫‪15‬‬
7) ‫المراجع‬
https://tafsir.app/2/275

16

You might also like