Professional Documents
Culture Documents
بدأت عملية تقنين االختبارات النفسية في مختبر علم النفس الذي أنشأ سنة ( )9781على يد العالم
االنجليزي فونت ،حيث قام بوضع أسس المنهج التجريبي وحدد شروط ضبط الظروف التي
. المفحوصين كل مالحظة ظروف توحيد استلزم ما وهو التجارب فيها تجري
وقد ظهر أول تقنين في امريكا سنة 9191عندما كلفت جمعية السيكولوجيين األمريكان APAلجنة
بوضع تقنين لقياس الذاكرة يمكن استخدامه في قياس الذاكرة في جميع المعامل النفسية األمريكية ،وقد
انتشرت عملية التقنين بشكل واسع بعد الحرب العالمية الثانية من خالل ظهور شركات القياس التي أخذت
تبني االختبارات النفسية وتقوم بتسويقها وبالتالي االهتمام بتقنينها.
يشير (عالم )7998 ،أن االختبارات هي أدوات قياس ينبغي ان تصمم وتستخدم للغرض أو األغراض التي
أعدت من أجلها وذلك للحصول على درجات يمكن تفسيرها تفسي ار له مغزى في ضوء إطار مرجعي مناسب.
ويجب أن تحترم االختبارات النفسية ثالثة مبادئ أساسية هي :الصدق ،الثبات ،والتقنين ،وقد قام العديد من
العلماء بتعريف عملية التقنين .وكانت معظم التعاريف متقاربة في المدلول .ومن بين هذه
التعاريف نذكر ما يلي:
-يعرفه (عبد الخالق )7999 ،بأنه :التحديد الدقيق إلجراءات التطبيق والتصحيح والتفسير ،أي أن شروط
االختبار هي نفسها بالنسبة لجميع العينات .مما يسمح بأن يستخدم االختبار ويعطي الدرجة ذاتها من
الكفاءة مهما اختلفت نتائج العينة.
يجرى فيها االختبار ،وهو وسيلة لجعل شروط إجراء االختبار
-وهو كذلك عبارة عن ضبط للحالة التي ُ
كلها متساوية لجميع العينات.
-ويعرفه ) (Bertrand & Garnier,2005بانه هو توحيد عملية إدارة وتصحيح االختبار :التعليمات،
شروط التطبيق والتصحيح يجب أن تحترم.
1
أستاذة المقياس :د .يمينة مدوري المقياس :بناء االختبارات
جامعة 02أوت 5511سكيكدة المستوى :السنة الثانية علم النفس
-كما عرفه زيدان 1191م بأنه العملية التي يتم خاللها التحكم في العوامل غير المناسبة التي
يمكن أن تؤثر في عملية القياس وتخفيض أخطاء القياس إلى حدها األدنى عن طريق اختيار عينة
ممثلة للمجتمع يطبق عليها اختبار تم توحيد فقرات واجراءات تطبيقه وتصحيحه ،بشكل يوفر لالختبار
خصائص سيكو مترية تتفق مع خصائص االختبار الجيد ،ثم توفير المعايير المناسبة لتفسير الدرجات.
-كما أن التقنين يركز على ضبط المتغيرات في أداة القياس ما عادا المتغير الذي نود قياسه ،لكي يتيح
للباحث جمع المالحظات والمعلومات في ظروف دقيقة ومضبوطة (عالم ،7999 ،ص .)71
المعنى األول :إعداد االختبار ،صياغة البنود ،طريقة تقديمه وأسلوب تصحيحه موحدة ،بحيث
تكون تدخالت الفاحص في أضيق الحدود.
المعنى الثاني :أن يقنن على عينة ممثلة للمجتمع الذي يستخدم فيه بهدف الحصول على معايير
معينة.
تقنن أدوات القياس النفسي لتحقيق جملة من األهداف نجملها فيما يلي:
-تفيد في تصميم أداة قياس ناجحة ودقيقة ومحددة ألغراض البحث العلمي.
-تساعد في جمع البيانات من العينة النهائية بدرجة عالية من الدقة والكفاءة والتي يتبين من خاللها
درجة تحقيق المتعلمين لنتاجات التعلم أو درجة توفر الخاصية المقاسة لدى عينة البحث في أي مجال
من المجاالت التربوية.
-تساهم في تطوير أدوات القياس البحثية من خالل التدقيق أو النظر أو التأمل في تقديرات الصدق
والثبات ومراجعة وتعديل الفقرات الضعيفة وحذف الضعيفة جدا من أجل تحسين وتطوير األداة.
-تؤدي إلى قبول النتائج المتحصلة من وراء تطبيق هذه األدوات واالطمئنان إليها.
-تفيد في معرفة مدى إمكانية تعميم نتائج البحث وفقا للعينة المطبق عليها.
-تساعد الباحثين اآلخرين في االستفادة من نتائج تطبيق أداة القياس وفقا للخصائص السيكومترية التي
تم الحصول عليها من خالل تطبيق األداة على العينة االستطالعية.
2
أستاذة المقياس :د .يمينة مدوري المقياس :بناء االختبارات
جامعة 02أوت 5511سكيكدة المستوى :السنة الثانية علم النفس
-تعد أداة قياس ناجحة لكل من الباحث والمبحوث من أجل تطوير عملية القياس في المجال السيكولوجي
بصورة عامة.
-يستطيع من يريد استخدام االختبار أن يعرف حدود صالحيته للتطبيق من هذه اإلجراءات.
-9.1تحديد المجتمع الذي سيقنن عليه االختبار تحديد اج ارئياً دقيقاً :وهي خطوة أساسية لضمان
الخطوات الالحقة .وتتضمن تحديد أهم خصائص وسمات المجتمع الديمغرافية من حيث الخصائص
الجغرافية والسكانية واالقتصادية وتوزيع الفئات العمرية والتركيبة االجتماعية .وكما هو مالحظ أنه من
خالل هذه الخطوة يتم تحديد العينة الممثلة وأهم خصائص المجتمع.
-2.3اختيار العينة الممثلة للمجتمع وتحديد أسلوب اختيارها :تعتمد هذه الخطوة على الخطوة السابقة
حيث ان تحديد حجم العينة وأسلوب اختيارها يعتمد بشكل كبير على المعلومات المتوفرة على مجتمع
الدراسة .كما تعتمد على اإلمكانيات المادية والبشرية المتاحة.
-1.1التخطيط الجيد والمسبق لتطبيق االختبار :وذلك بوضع خطة كاملة لتطبيق االختبار تتضمن
تحديد اإلج ارءات والخطوات التي سوف تُتبع وتجهيز جميع أدوات ومستلزمات االختبار مع وضع قوائم
بأسماء األماكن التي سوف يتم تطبيق االختبار فيها مع وضع برنامج زمني للتنفيذ.
-3.3تطبيق االختبار :تستلزم هذه الخطوات توحيد ظروف إجراء تطبيق االختبار لجميع أفراد العينة،
وذلك لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع ،لضمان أن الظروف التي رصدها االختبار تعود للظروف
في أداء األفراد فقط.
-3.3تحليل فقرات االختبار :وذلك للتعرف على مدى فعالية فقرات االختبار ومدى إسهامها في
3
أستاذة المقياس :د .يمينة مدوري المقياس :بناء االختبارات
جامعة 02أوت 5511سكيكدة المستوى :السنة الثانية علم النفس
الحصول على خصائص سيكومترية (صدق وثبات) تتفق مع خصائص االختبار الجيد وتشمل هذه
الخطوة التعرف على صعوبة كل فقرة من الفقرات وقدرتها التمييزية وتباينها .كما تشمل التعرف على
مدى فعالية المشتتات لكل فقرة.
-3.3إيجاد الخصائص السيكومترية لالختبار (الصدق و الثبات) :وذلك للتأكد من أن االختبار فعالً
يقيس ما وضع لقياسه وفقط .وأن الفرق بين أداء اآلخر في االختبار ونتائج على األداء الحقيقي لألفراد
وسر سبب أخطاء القياس العشوائي.
-9.3إيجاد معايير األداء :وذلك من خالل أداء مجموعة التقنين وذلك بغرض توفير إطار مرجعي
يمكن من خالله الحكم على اداء الفرد في االختبار.
-1.3عينة التقنين:
تمثل عينة التقنين المجتمع األصلي بهدف استخراج المعايير ،حيث يجب أن تكون ذات حجم كبير
وتتوفر فيها الخصائص المطلوب قياسها (األنصاري ،(2000 ،فهي تعتبر صورة مصغرة للمجتمع
األصلي وبالتالي تساعد على إصدار أحكام صائبة على أداء األفراد ،كما أن الظروف الواقعية المحيطة
بالعينة تلعب دو ار مهما ،وقد تؤثر على أداء أفراد العينة لذا وجب عدم إغفالها ألن ذلك سيؤثر على
نتائج االختبار )امطانيوس.(2016،
ويمكن تلخيص أهم الخصائص التي يجب أن تتوفر في عينة التقنين الجيدة فيما يلي:
كلما كانت العينة أكبر كلما زاد االعتماد على أداة القياس المستعملة. -
يجب أن تكون عينة التقنين ممثلة للمجتمع األصلي من حيث الحجم ،العمر ،المستوى التعليمي، -
الحالة االقتصادية واالجتماعية.
ألجل التقنين يجب القيام بثالثة دراسات بين االستطالعية والتجريبية ،حيث تطبق الدراسة األولى -
بهدف معرفة مدى وضوح تعليمات وبنود االختبار ،أما الدراسة الثانية فتكون من أجل معرفة األخطاء
4
أستاذة المقياس :د .يمينة مدوري المقياس :بناء االختبارات
جامعة 02أوت 5511سكيكدة المستوى :السنة الثانية علم النفس
التي لم نكتشفها في الدراسة األولى ،ويختتم ذلك بالدراسة النهائية من أجل استخراج الخصائص
السيكومترية وضبط التعليمات والزمن المحدد لإلجابة وطريقة التصحيح واستخراج المعايير بغرض
توفير اإلطار المرجعي الذي يمكن من خالله الحكم على أداء الفرد في االختبار.
وباعتبار أن عينة التقنين هي اإلطار المرجعي لتحديد مستويات األفراد فال بد من تحديد الخواص
لتصبح عينة الدراسة صالحة للحكم على مستويات هؤالء األفراد والذين يشتركون مع تلك العينة في
الصفة المقاسة وللقيام ذه العملية هناك نواحي علمية نحدد ا اختيار العينة فيما يلي:
-حجم العينة أو عدد أفرادها ،أي أنه كلما كان حجم العينة أكبر كلما زاد ثبات االختبار.
-طريقة اختيار العينة ومن أهم الطرق المستخدمة حديثا هي الطريقة الطبقية العشوائية.
المستوى االجتماعي واالقتصادي حيث تتأثر القدرات العقلية والمظاهر النفسية هذه المستويات إلى حد -
ما.
-الجنس يجب أن يحدد في تفسيرنا لمعايير االختبارات النفسية.
-المستوى التحصيلي للفرد واإلقليم الذي يعيش فيه ،فالنتائج تختلف تبعا الختالف اإلقليم.
-2.3تجربة التقنين:
هي تمثل الدراسة التجريبية التي تجرى على أفراد عينة التقنين للحصول على نتائج متقاربة إذا ما أعدنا
عملية القياس للمرة الثانية وتستخرج منها بعض المؤشرات اإلحصائية والمتمثلة في:
-مؤشرات الصدق والثبات.
-انتقاء البنود التي ستوضع في الصورة النهائية لالختبار المقنن.
-وضع دليل االختبار المقنن.
-3.3التكييف:
يشير مفهوم التكييف إلى التعديالت ومحاولة الحصول على مفردات ومفاهيم تتناسب مع قيم المجتمع
الذي يود الباحث إجراء الدراسة عليه ،فكل مجتمع إال ويتمتع بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن باقي
المج تمعات ،بشرط أن يكون االختبار في صورته الجديدة صالح للتطبيق والتصحيح والتفسير على عينة
البحث.
5
أستاذة المقياس :د .يمينة مدوري المقياس :بناء االختبارات
جامعة 02أوت 5511سكيكدة المستوى :السنة الثانية علم النفس
ومن أسباب األخطاء وعدم صدق تكييف االختبار حسب الجمعية األمريكية لعلم النفس والهيئة الوطنية
للمقاييس في التعليم والمعايير واالختبارات التربوية والنفسية عام( )9171فإنه ألجل تكييف اختبار ما يجب
االعتماد على ثالثة معايير أساسية وهي كاآلتي:
-المعيار األول :يشمل تغيير في بنية االختبار من حيث اللغة والثقافة ،واعادة حساب صدق االختبار
حسب حاالت التغيير.
-المعيار الثاني :التأكد من مصداقية وجدارة االختبار عند ترجمته من لغة إلى لغة أخرى.
-المعيار الثالث :وجود دليل على مقارنة االختبار بين نسختين في اللغتين أي اللغة األصلية
واللغة المترجم إليها.
من خالل ما تقدم نالحظ أن عملية التقنين هي خطوة مهمة جدا يجب على كل باحث أن يقوم بها إذا
استوجب عليه استعمال مقياس صمم في بيئة غير البيئة التي يجرى عليها بحثه .فلكي يكون بحثه صادق
وموثوق به يجب عليه ان يستعمل اداة قياس تتمتع بصدق وثبات عاليين ،حيث يعتبر الصدق والثبات شرط
مهم وأساسي من شروط االختبار الجيد.
-أي غموض أو لبس أو صعوبة في فهم ما تحتويه هذه المحاضرة من معلومات يمكنكم
ارسال استفساراتكم عبر البريد االلكتروني التاليaminapsy.ensg@yahoo.fr :
-تمنياتي للجميع بالصحة والعافية ،والتوفيق.
6