You are on page 1of 5

‫أستاذة المقياس‪ :‬د‪ .

‬يمينة مدوري‬ ‫المقياس‪ :‬بناء االختبارات‬


‫جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 5511‬سكيكدة‬ ‫المستوى‪ :‬السنة الثانية علم النفس‬

‫موضوع المحاضرة‪ :‬صدق االختبارات‬

‫تاريخ المحاضرة‪ :‬االثنين ‪0202/20/02‬‬


‫توقيت المحاضرة‪00:22 – 00:22 :‬‬
‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬
‫هناك شروط ومواصفات يجب أن تتوفر في أداة القياس لكي تعتبر أداة معتمدة وتؤدي إلى نتائج صادقة‬
‫حيث أن صدق النتائج يساعد المسؤول على اتخاذ ق اررات ثابتة‪ ،‬وموضوعية‪ ،‬وعادلة‪ ،‬وحيث يعد‬
‫شيوعا في المدارس وسواء كان هذا االختبار من إعداد المعلم‪ ،‬أم من إعداد‬
‫ً‬ ‫االختبار أكثر األدوات‬
‫الخبراء والمختصين كاالختبار المقنن‪ ،‬فيجب أن تتوفر فيه شروط ومواصفات االختبار الجيد وأهمها‬
‫الصدق‪.‬‬

‫‪-0‬مفهوم صدق االختبار‪:‬‬


‫يعد الصدق محور عملية القياس إذ أنه يشير إلى أن االختبار يقيس ما وضع لقياسه وأن إجراءات‬
‫التقويم المسؤولة يجب أن تكون صادقة‪ ،‬وصدق االختبار يتعلق عادة بمدى خدمته لألغراض التي وضع‬
‫من أجلها‪ ،‬كما يقصد بصدق االختبار مدى صحة التفسيرات المبنية على نتائج االختبار؛ حيث‬
‫يرى(كرونباخ‪ )Cronbach0691‬أنه بقدر اكتمال تفسير درجة االختبار للسمة المعنية والثقة في هذا‬
‫التفسير بقدر صدق االختبار‪ ،‬وهو يربط بذلك بين الدرجة على االختبار وقدرتها التفسيرية؛ ومن هنا فإننا‬
‫نستطيع القول أن الصدق من حيث هو سمة أو خاصية من خصائص االختبار ال يرتبط باالختبار نفسه‬
‫بل يعتمد على الغرض األساسي الذي يستخدم االختبار من أجله وبالقرار الذي سوف يتخذ بناء على‬
‫نتائج هذا االختبار‪ ،‬ويذكر الطريري (‪ )0661‬في هذا الصدد تعريفا للصدق حسب ما ورد في معايير‬
‫(‪ )0691‬لـ ‪AERA‬و‪ APA‬أن االختبار صادق بالدرجة التي تكون االستنتاجات المبنية عليه مناسبة‬
‫وذات داللة وفائدة؛ وهذا يعني أنه عندما نقول صدق االختبار فإننا نقصد صدق تفسير الدرجة لمستوى‬
‫الخاصية أو السمة أو القدرة المراد قياسها‪ ،‬فالصدق يتعلق إذا بمدى فائدة أداة القياس في اتخاذ ق اررات‬
‫تتعلق بغرض أو أغراض معينة‪.‬‬
‫وبهذا فالصدق يعتبر من أهم خصائص االختبار الجيد على اإلطالق مما يعني أنه البد من مراعاة بعض‬
‫المحاذير عند استخدام مفهوم الصدق والتي يعدها البعض خصائص للصدق وهي كاالتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أستاذة المقياس‪ :‬د‪ .‬يمينة مدوري‬ ‫المقياس‪ :‬بناء االختبارات‬
‫جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 5511‬سكيكدة‬ ‫المستوى‪ :‬السنة الثانية علم النفس‬

‫‪ .0‬أن الصدق يتوقف على عاملين هما‪:‬‬


‫الغرض من االختبار‪ ،‬أو الوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها‬ ‫أ‪.‬‬
‫الفئة أو الجماعة التي سيطبق عليها االختبار‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫‪ .2‬الصدق صفة نوعية‪ :‬أي خاصة باستعمال معين (بالغرض الذي من أجله وضع االختبار) إذ‬
‫أن خاصيته ليست ذات صفر مطلق‪ ،‬وعليه يكون اختبار التحصيل في مادة ما صادقا‪ ،‬إذا‬
‫كان يق ـيـس تحصيل التلميـذ فـي تلك المادة‪ ،‬بينما لو طبق االختبار نفسه في مجال آخر‬
‫(كالذكاء مثال) فإن نتائجه سوف تختلف‪.‬‬
‫‪ .3‬الصدق صفه نسبية‪ ،‬أو متدرجة‪ ،‬وليست مطلقة‪ ،‬فال يوجد اختبار عديم الصدق‪ ،‬أو تام‬
‫الصدق‪ ،‬بمعنى أن الصدق له درجه فال يوجد امتحان صادق‪ ،‬وآخر غير صادق‪ ،‬بل هناك‬
‫امتحان ذو درجة عالية من الصدق‪ ،‬وآخر ذو درجة متوسطة‪ ،‬وآخر ذو درجة متدنية‪.‬‬
‫‪ .4‬الصدق صفه تتعلق بنتائج االختبار وليس باالختبار نفسه‪ ،‬ولكننا نربطها باالختبار من قبيل‬
‫االختصار أو التسهيل‪.‬‬
‫‪ .1‬يتوقف صدق االختبار على ثباته‪ ،‬أي على إعطاء النتائج نفسها تقر ًيبا في كل مرة يطبق فيها‬
‫على مجموعة بعينها‪ ،‬فإذا تغير معامل الثبات كان االختبار غير صادق‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع الصدق وطرق تقديرها‪:‬‬


‫حددت لجنة مشتركة من الجمعية األمريكية لعلم النفس ‪ APA‬والجمعية األمريكية للبحث التربوي‬
‫(‪ )AERA‬والمجلس القومي األمريكي للقياس التربوي(‪ )NCME‬توجد ثالث طرق رئيسية للصدق هي‬
‫(صدق المحتوى‪ ،‬الصدق المرتبط بالمحك‪ ،‬صدق التكوين الفرضي) وهي تناظر ثالث أنواع من الق اررات‬
‫واألحكام الصادرة عن درجات أدوات القياس‪ ،‬وهذه الق اررات هي‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد كيفية أداء المفحوص في الوقت الحاضر في نطاق شامل لمواقف سلوكية تمثلها فقرات‬
‫المقياس تمثيال جيدا‪.‬‬
‫‪ ‬التنبؤ باألداء المستقبلي أو تقدير مكانة المفحوص في أحد المتغيرات ذات األهمية‪.‬‬
‫‪ ‬االستدالل على درجة تملك المفحوص لسمة معينة من حيث هي تكوين فرضي‪.‬‬
‫‪-0.0‬صدق المحتوى‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أستاذة المقياس‪ :‬د‪ .‬يمينة مدوري‬ ‫المقياس‪ :‬بناء االختبارات‬
‫جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 5511‬سكيكدة‬ ‫المستوى‪ :‬السنة الثانية علم النفس‬

‫يطلق عليه أحيـانا اسم الصدق المنطقـي‪ ،‬أو صدق عينة السلـوك أو الصدق بحكم المفهـوم وهو‬
‫متعلق بالصفات الداخلية لالختبار‪ ،‬ويستخدم هذا النوع من الصدق عندما يكون الهدف من تطبيق‬

‫االختبار وصف وتحديد الوظيفة المراد تحقيقها من االختبار‪ ،‬لذا فإن الصدق الوصفي يعتبر شرطاً الزماً‬
‫لحساب صدق المحتوى‪ ،‬ويعتبر الهدف األساسي الذي يدعو الباحث الستخدام هذا النوع من الصدق هو‬
‫معرفة ما إذا كانت‪:‬‬
‫‪-‬الخاصية ممثلة في مجموعة بنود وبشكل مناسب‪.‬‬
‫‪-‬البنود تمثل المجاالت الفرعية للخاصية وأبعادها‪.‬‬
‫‪-‬مدى كفاية االختبار في تمثيل مجموعة من السلوكيات التي سيجري عليها التعميم بناء على نتائج ذلك‬
‫االختبار‪.‬‬
‫أن محتوى المقياس يكون صادقا طالما أنه يشمل جميع عناصر القدرة المطلوب قياسها ويمثلها‪ ،‬ولهذا‬
‫فإن تقدير صدق المحتوى يتطلب أدلة منطقية وليست إحصائية‪ ،‬حيث يتم التحليل المنطقي لمحتويات‬
‫المقياس ومطابقتها مع محتويات الجانب السلوكي المقاس من قبل المحكمين ويفضل االعتماد على أكثر‬
‫من محكم للحصول على تقديرات متجانسة ومتسقة‪ .‬ويستند تقدير صدق المحتوى إلى ثالث فروض‬
‫صاغها ليون(‪ )Lenon‬هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ .0‬ينبغي أن يكون المجال الذي يختبر فيه المفحوص محددا ويمكن تعريفه تعريفا دقيقا‪.‬‬
‫‪ .2‬يمكن اختيار عينة من األسئلة من هذا المجال بطريقة هادفة ومناسبة‪.‬‬
‫‪ .3‬يمكن تحديد عينة األسئلة وطريقة المعاينات المستخدمة بدقة كافية لكي يتمكن مستخدم األداة‬
‫من الحكم على مدى تمثيل عينة األسئلة للمجال الذي تقيسه‪.‬‬
‫‪-2.2‬الصدق المرتبط بالمحك‪:‬‬

‫ويطلق عليه عدة تسميات منها الصدق العملي أو الواقعي؛ الصدق التجريبي‪ ،‬ويقصد به مجموعة‬
‫اإلجراءات التي نتمكن من خاللها من حساب االرتباط بين االختبار الحالي ومحك خارجي مستقل‪.‬‬

‫ويقصد به "مجموعة من اإلجراءات التي نتمكن من خاللها حساب االرتباط بين درجات المقياس ومحك‬
‫خارجي مستقل‪ ،‬يقيس السلوك نفسه أو النشاط الذي يتناوله المقياس بالقياس "‪ ,‬على افتراض أن نتائج‬
‫المحك الخارجي هي معايير قياسية مقبولة‪ ،‬وتوجد معايير يجب أن يتسم بها المحك ‪ ،‬منها أن يكون على‬

‫‪3‬‬
‫أستاذة المقياس‪ :‬د‪ .‬يمينة مدوري‬ ‫المقياس‪ :‬بناء االختبارات‬
‫جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 5511‬سكيكدة‬ ‫المستوى‪ :‬السنة الثانية علم النفس‬

‫صلة بالسلوك الذي يقيسه المقياس ‪ ،‬وان يكون المحك مستقال ‪ ،‬ويتصف بدرجة مناسبة من الصدق‬
‫والثبات‪ ،‬ويمكن أن نميز بين نوعين من صدق المحك هما‪:‬‬
‫‪ -‬الصدق التالزمي‪ :‬يشير الصدق التالزمي إلى مدى االرتباط بين المقياس الجديد والمحك الخارجي‪،‬‬
‫وعليه يتم تطبيق المقياس النفسي مع المحك الخارجي في وقت واحد أو في أوقات متقاربة جدا على‬
‫مجموعة األفراد نفسها‪ ،‬ويتم بعد ذلك حساب معامل االرتباط بين درجتي المقياس الجديد والمحك‪ .‬ويرتبط‬
‫الصدق التالزمي باالختبارات التي تبنى ألغراض التشخيص‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق التنبئي‪ :‬يقصد بالصدق التنبئي قدرة المقياس وفاعليته في التنبؤ بنتيجة معينة في المستقبل‪،‬‬
‫ويقوم على المقارنة بين درجات المفحوصين في المقياس ودرجاتهم على المحك‪ ،‬والغرض من الصدق‬
‫التنبئي هو تحديد مدى إمكانية استعمال درجات مقياس م للتنبؤ بدرجات مقياس آخر يسمى المحك‪،‬‬
‫ويحسب من خالل إيجاد مقدار العالقة أو االرتباط بين درجات المقياس ودرجات المحك الذي يجمع عنه‬
‫المعلومات فيما بعد‪ ،‬وتستخدم النتيجة التي نحصل عليها عادة للتنبؤ بأدائه مستقبال‪.‬‬
‫‪-2.0‬صدق البناء أو صدق التكوين الفرضي أو صدق المفهوم‪:‬‬
‫يقصد بصدق البناء الدرجة التي يقيس فيها المقياس بناءا نظريا أو سمة معينة دون غيرها أو مفهوما‬
‫دون غيره‪ ،‬ويسمى أحيانا بصدق المفهوم أو صدق التكوين الفرضي‪ ،‬إذ يشير إلى مدى قياس المقياس‬
‫النفسي لتكوين فرضي أو مفهوم نفسي معين من خالل التحقق التجريبي من مدى تطابق درجاته مع‬
‫المفاهيم أو االفتراضات التي استند إليها الباحث في بناء المقياس‪.‬‬

‫‪-2‬الطرق اإلحصائية لحساب معامل الصدق‪:‬‬


‫أ‪ -‬طريقة المقارنة الطرفية‪ :‬وتعتمد على الفرق بين المتوسطات الطرفية‪ ،‬حيث يقسم االختبار الى‬
‫قسمين أو ثالثة اقسام ويختبر الفرق االحصائي بين المجموعة األعلى والمجموعة الدنيا‪ ،‬وهي‬
‫طريقة سريعة ولكنها أقل دقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬طريقة معامالت االرتباط‪ :‬حيث يمكن حساب معامل الصدق بواسطة معامالت االرتباط‪ ،‬وهي‬
‫أكثر الطرق شيوعا واستعماال في حساب الصدق‪ ،‬وخاصة صدق المحك‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أستاذة المقياس‪ :‬د‪ .‬يمينة مدوري‬ ‫المقياس‪ :‬بناء االختبارات‬
‫جامعة ‪ 02‬أوت ‪ 5511‬سكيكدة‬ ‫المستوى‪ :‬السنة الثانية علم النفس‬

‫‪-0‬العوامل المؤثرة في صدق االختبار‪:‬‬

‫صنف الباحثون هذه العوامل ضمن أربع فئات هي‪:‬‬


‫أ‪ -‬عوامل في االختبار نفسه ومنها‪:‬‬
‫‪-‬المفردات و التراكيب الصعبة ‪ :‬و التي قد تجعل االختبار يقيس الفهم الق ارئي أو مظاهر من الذكاء‬
‫وليس مظاهر السلوك التي أعد لقياسها‪.‬‬
‫‪-‬البنود الصعبة جدا أو السهلة جدا‪ :‬فمثل هذه البنود ال تميز بين الضعاف و األقوياء و بالتالي فهي‬
‫تضعف الصدق‪.‬‬
‫‪-‬عدد البنود ‪ :‬فاالختبار هو عينة من ب ـ ـ ـ ـ ـ ـنود كثيـ ـ ـ ـ ـرة واذا كان عدد البنود قليال ضـ ـ ـ ـعف تمث ـ ـيله للمجتمع‬
‫األصلي‪.‬‬
‫ب‪ -‬عوامل تتصل بشروط اإلجراء والتصحيح ومنها‪:‬‬
‫‪-‬الشروط البيئية المحيطة‪ :‬فالح اررة الزائدة و البرودة الزائدة وأمـ ـ ـ ـ ـاكن الجلوس و غيرها تؤثر سلبا في أداء‬
‫المفحوصين وتضعف الصدق في االختبار‪.‬‬
‫‪-‬الوقت المخصص لإلجابة ‪ :‬فهذا الوقت يجب أن يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكون مفصال على قد االختبار واذا كان ضيقا فقد‬
‫يربك المفحوصين واذا كان طويال فقد يفسح المجال للغش والفوضى‪.‬‬
‫ج‪ -‬عوامل تتصل باستجابات المفحوصين ‪ :‬فبعض المفحوصين قد يتعرضون ألزمات انفعالية حادة أو‬
‫يعانون من ما يسمى رهاب االمتحان‪ .‬كما أن بعض المفحوصين قد تضعف دافعيتهم واليعيرون االختبار‬
‫األهمية الكافية‪.‬‬
‫د‪ -‬طبيعة المجموعة أو المحك ‪ :‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالصدق مف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهوم نسب ـ ـي واالختبار الذي يصـ ـ ـ ـدق مع جماعة من‬
‫المفحوصين قد ال يصدق مع جماعة أخرى ‪.‬ثم أن المحكات المستخدمة في تقويم الصدق و الثبات ليست‬
‫نقية تماما و قد ال تتشابه السلوكيات التي تتضمنها مع تلك التي يقيسها االختبار بالدرجة المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬أي غموض أو لبس أو صعوبة في فهم ما تحتويه هذه المحاضرة من معلومات يمكنكم‬
‫ارسال استفساراتكم عبر البريد االلكتروني التالي‪aminapsy.ensg@yahoo.fr :‬‬
‫‪ -‬تمنياتي للجميع بالصحة والعافية‪ ،‬والتوفيق‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like