You are on page 1of 3

‫• مفهوم الثبات في القياس النفسي والتربوي‪:‬‬

‫ان االختبار التحصيلي المقنن يجب ان يكون على درجة عالية من الدقة واالتقان واالتساق واالطراد فيما يزودنا به من‬
‫بيانات على مستوى الطالب اذ ان مفهوم الثبات من المفاهيم االساسية التي يجب ان تتوفر في االختبار لكي يكون صالحا‬
‫لالستخدام ففي كل اختبار يوجد قدر من اخطاء القياس وقد تكون االخطاء قليلة او كثيرة مما تؤثر في نتائج القياس وتسمى‬
‫هذه االخطاء بأخطاء الصدفة اذ انه ال يوجد اختبار سواء كان تحصيليا او عقليا او نفسيا يحصل على درجة ثبات كاملة‬
‫الن من غير الممكن التخلص من االخطاء والشوائب في االختبار ألننا عندما نريد استخراج معامل الثبات نحسبه بناءا‬
‫على ارتباط درجات المرة الثانية بنفس الصورة او بصورة متكافئة من االختبار وهنا البد ان تكون معرض للخطأ وهذا‬
‫الخطأ هو ان هؤالء االفراد انفسهم يتغيرون وعلينا ان نعرف مدى تغيرهم حتى نعرف سبب تغير درجاتهم في المرات‬
‫المختلفة فقد اليكون التغير في االختبار بل فيمن يطبق عليهم االختبار اذ ان الدرجة التي يحصل عليها الفرد في أي اختبار‬
‫التعبر عن االداء الحقيقي فقط وانما تمثل االداء الحقيقي للفرد مع عوامل الخطأ أي بمعنى ان درجة الفرد على االختبار‬
‫تعبر عن التباين الحقيقي للفرد وتباين الخطأ وبذلك فان درجة االختبار تتضمن قدرا من الخطأ قد يؤدي الى زيادة الدرجة‬
‫الحقيقية او الى نقصان في الدرجة عن ما يستحقه الفرد المقاس مما يؤدي الى تقدير اداء الفرد اقل او اكثر من الواقع الذي‬
‫يستحقه وافضل طريقة لمقارنة هذه الدرجات هي حساب معامل ارتباط درجات االختبار في المرة االولى بدرجات نفس‬
‫االختبار في المرة الثانية بنفس االفراد وعندما تكون درجات المرتين نفسها متسقة فان ذلك يدل على ثبات اجاباتهم‬
‫ويستخدم في حساب معامل الثبات ‪ .‬معامل االرتباط بين درجات االفراد في المرتين ويطلق على النتيجة الت نحصل‬
‫عليها بمصطلح ( معامل الثبات ) ويتراوح معامل الثبات بين درجتين (صفر و ‪ ) 1‬ويعد الصفر ادنى معامل ثبات اما‬
‫الدرجة (‪ )1‬فتمثل اعلى معامل ثبات ومن الصعب الوصول الى معامل ثبات يساوي (‪ )1‬وذلك بسبب االخطاء العديدة‬
‫التي تتعلق بنتائج االختبار والتي ال تخضع للضبط العلمي والتحكم الدقيق وكذلك الحالة النفسية او الجسمية للفرد والحالة‬
‫الفيزيقية وغيرها مما تؤثر مباشرة في نتائج الثبات ‪.‬‬

‫ان ثبات االختبار يعني ان يعطي االختبار نفس النتائج اذا ما أعيد على نفس المجموعة في نفس الظروف وبمعنى اخر لو‬
‫كررت عمليات قياس الفرد الواحد ألظهرت درجة شيئا من االتساق أي ان درجته التتغير جوهريا بتكرار اجراء االختبار‬

‫أي ان مفهوم الثبات يعني ان يكون االختبار قادرا على ان يحقق دائما النتائج نفسها في حالة تطبيقه مرتين على نفس‬
‫المجموعة ‪.‬‬

‫العالقة بين الصدق والثبات ‪:‬‬

‫ان الصدق يتضمن الثبات وهو مظهر من مظاهره كما ان الصدق اعم واشمل من الثبات اذ ان ثبات ودقة االختبار التدل‬
‫على صدقه بل من الممكن ان يكون االختبار ثابتا ودقيقا وان درجة الفرد عليه التتغير كثيرا من اجراء الى اخر ولكنه‬
‫ليس صادقا بمعنى ان يقيس دقة وثبات عامال اخر غير العامل اذي صمم االختبار لقياسه ومن جهة اخرى فان كل اختبار‬
‫صادق هو ثابت بالضرورة ولكن اليمكن القول ان كل اختبار ثابت هو صادق بالضرورة اذ ان االختبار الصادق يقيس‬
‫فعال ما اعد لقياسه فان درجته معبرة عن االداء الحقيقي او القدرة الفعلية للفرد وتعبر عن الوظيفة المقاسة بكل دقة‬
‫وبالتالي ستكون ثابتة في الوقت نفسه ‪.‬‬

‫أي ان االختبار الثابت ليس بالضروري ان يكون صادقا ذلك انه قد يقيس وظيفة اخرى عدا الوظيفة المخصص لقياسها او‬
‫يقيس وظيفة اخرى الى جانب الوظيفة التي خصص لها ‪.‬‬

‫• طرق حساب الثبات ‪:‬‬

‫يقاس الثبات إحصائيا عن طريق معامالت االرتباط بين الدرجات التي يحصل عليها الطالب في المرتين ‪ ،‬وان معامل‬
‫الثبات يقاس بأساليب متعددة ويختص كل اسلوب فيها بتقدير نوعية محددة من تباين الخطأ وهو التباين الذي يؤثر في ثبات‬
‫االختبار ولعل تباين وجود هذه االساليب المتنوعة في حساب الثبات يعود الى تقويم االختبارات الن بعض اختبارات تتميز‬
‫بإمكانية حساب ثباتها بأسلوب دون االخر وعدم صالحية بعض االساليب بالنسبة لها ‪ .‬كما يمكن استخدام اكثر من طريقة‬
‫واحدة لالختبار الواحد بهدف التعرف على مصادر تباين الخطأ الذي يؤثر في استقرار او اتساق الدرجة التي يحصل‬
‫عليها االختبار ‪.‬‬

‫• وهناك طرق مختلفة لحساب معامل ثبات االختبار منها ‪:‬‬


‫‪ -1‬طريقة الصور المتكافئة ‪:‬‬

‫تعد هذه الطريقة من افضل الطرق مالئمة مع االختبارات التحصيلية ويفترض تكوين صورتين متكافئتين من االختبار‬
‫الواحد بحيث تكون هذه الصور متكافئة وتتوفر فيها نفس مواصفات االختبار الذي نريد التحقق من ثباته بحيث يحتوي‬
‫على نفس العدد من االسئلة وان تكون صياغة االسئلة متماثلة ودرجة الصعوبة واحدة وان تتضمن محتوى واحد وان تتفق‬
‫معه في جميع المظاهر االخرى مثل التعليمات واألمثلة والشكل العام ‪.‬‬

‫فمثال وجود صورتين من االختبارين للقراءة فيجب ان يتضمنا نصوصا واسئلة لها نفس الصعوبة ويسأل فيها نفس النوع‬
‫من االسئلة أي ان يكون هناك توازن واحد بين االسئلة وكذلك يجب ان تمثل فيها نفس نوع النصوص سواء كانت وصفية‬
‫او حوارية ولكن النصوص الخاصة ومضامين االسئلة يجب ان تكون مختلفة فاذا أصبحت لدينا صورتان من االختبار‬
‫فيمكن ان نطبق الصورتين فاما ان يعطي الواحد بعد االخر مباشرة في نفس الوقت اذا لم يكن هنالك اهتمام باالستقرار‬
‫عبر الزمن وبعد ذلك يحسب معامل ارتباط بين درجات االختبارين فيكون بذلك معامل ثبات تكافؤ ‪.‬‬

‫او ان يطبق االختبارين بعد فترة زمنية أي ان تكون هنالك فترة مناسبة بين اجراء صورتين وعند ذلك يكون معامل الثبات‬
‫المحسوب بهذه الطريقة هو معامل التكافؤ واستقرار‪ .‬ان طريقة الصور المتكافئة تقدم اساسا سليما جدا لتقدير الدقة في‬
‫االختبار اال ان هذه الطريقة تثير عدد من المشكالت العملية اذ انها تتطلب توفر صورتين متكافئتين ففي بعض االختبارات‬
‫اليمكن اعداد صورة لالختبار او قد التوفر الوقت الجراء االختبار الثاني ‪ .‬كما ان عامل اثر التدريب وااللفة باالختبار‬
‫يزداد كلما اقتربت الصورة من االصل مما يؤثر على ثبات االختبار ‪.‬‬

‫‪ -2‬طريقة اعادة االختبار ‪:‬‬

‫تتطلب هذه الطريقة اعادة تطبيق االختبار مرة اخرى على افراد المجموعة نفسها بعد فترة زمنية مالئمة ثم تحسب بعد‬
‫ذلك معامل االرتباط بين الدرجات التي حصل عليها افراد العينة في المرة االولى والثانية ويسمى معامل االرتباط‬
‫المستخرج بهذه الطريقة بعامل استقرار أي استقرار نتائج االختبار خالل الفترة بين التطبيقين لالختبار‬

‫ومن الضروري عند حساب الثبات بطريقة اعادة االختبار تقدير الوقت بين التطبيقية فان هنالك احتمال كبير من تدخل‬
‫عامل النمو الجسمي والعقلي لدى الفرد المقاس وعموما فليس هناك اتفاق على طول الفترة الزمنية بين تطبيقي االختبار‬
‫ولكن يمكن القول بصورة عامة ان الفترة القصيرة تعتمد على نوع الظاهرة المقاسة أي عدم تأثر االستجابات في التطبيق‬
‫الثاني بتذكر االستجابات في التطبيق االول وان افراد العينة من االطفال حتى اليدخل عامل النمو الجسمي والعقلي ‪ .‬اما‬
‫اذا كانت السمة المقاسة التتأثر بالنمو وأفراد العينة من الكبار ففي مثل هذه الحالة فان الفترة الطويلة تكون مالئمة لها ان‬
‫طريقة اعادة االختبار التصلح لحساب ثبات االختبارات التحصيلية وتكون اكثر مالئمة مع االختبارات الشخصية ‪.‬‬

‫ومن اآلخذ على هذه الطريقة ان الدرجات التي يحصل عليها االفراد في المرة الثانية من تطبيق االختبار تكون اعلى بقليل‬
‫من درجاتهم في التطبيق االول وذلك بسبب االلفة وتذكر االجابة كما ان الموقف التجريبي قد يختلف في المرة األولى عن‬
‫المرة الثانية مما تتأثر النتائج النهائية بالشوائب التي يصعب إخضاعها للظروف التجريبية كما ان هذه الطريقة تكلف جهد‬
‫ووقت ‪.‬‬

‫‪ -3‬التجزئة النصفية ‪:‬‬

‫تعتمد هذه الطريقة أساسا على تقسيم فقرات االختبار الى قسمين أي تجزئة االختبار الى قسمين متكافئين وايجاد معامل‬
‫االرتباط بين القسمين وبذلك فان هذه الطريقة تتطلب تجزئة االختبار الى نصفين يحصل كل فرد على درجة عن كل قسم‬
‫وهكذا يصبح كل قسم وكأنه صورة مكافئة ولكن يختلف عنه بان االختبار كله طبق مرة واحدة ويصحح ثم يحصل االفراد‬
‫على مجموعتين من الدرجات احدهما القسم االول واالخرى عن القسم الثاني والفترة الزمنية بينهما معدومة‪.‬‬

‫وهنالك عدة طرق لتقسيم االختبار منها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬القسمة النصفية ‪ :‬وذلك بقسمة االختبار الى نصفين متساويين فمثال لو كان لدينا اختبار يتكون من (‪ )60‬فقرة فسيكون‬
‫النصف االول (‪ )30-1‬فقرة والثاني من (‪ )60-31‬فقرة ‪ .‬ب‪ -‬الفردي والزوجي ‪ :‬يتم ذلك بقسمة فقرات االختبار الى‬
‫نصفين بحسب ارقام الفقرات فالفقرات ذات االرقام الفردية مثال تعد قسما والفقرات ذات االرقام الزوجية قسما اخر ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التقسيم الجزيئي ‪ :‬تشمل بعض االختبارات على اختبارات فرعية وفي مثل هذه الحالة اليمكن استخدام أي نوع من‬
‫االنواع اعاله لذلك يقسم االختبار الى جزئين او ثالثة اجزاء بحسب ما يحتويه االختبار من جوانب فرعية فمثال اذا كان‬
‫االختبار من (‪ )6‬اختبارات فرعية فيكون القسم األول من الفروع (‪ )5-3-1‬والقسم الثاني من الفروع (‪ )6-4-2‬وهكذا‬

‫ان معامل االرتباط المستخرج بين نصفي االختبار يفسر بأنه معامل االتساق الداخلي ولما كان معامل الثبات اليقيس‬
‫التجانس الكلي لالختبار النه ثبات لنصف االختبار فهنالك طرق متعددة لتالفي هذا النقص وذلك باستخدام معامل سبيرمان‬
‫براون ومعدلة رولون وغيرها ‪.‬‬

‫العوامل المؤثرة في الثبات ‪:‬‬

‫‪ - 1‬طول االختبار ان عدد اسئلة االختبار عامل مؤثر في درجة ثبات االختبار فكلما زاد عدد الفقرات ادى ذلك الى ارتفاع‬
‫معامل الثبات‬

‫‪ - 2‬زمن االختبار يتأثر ثبات االختبارات الموقوتة بالزمن المحدد لها وقد اكدت ابحاث ليند كريست وبذلك يزداد الثبات‬
‫تبعا لزيادة الزمن حتى يصل الى الحد المناسب لالختبار فيصل الى نهايته العظمى ثم يقل بعد ذلك كلما زاد الزمن عن‬
‫ذلك الحد‬

‫‪ - 3‬صياغة االسئلة ‪ :‬ان كون االسئلة غامضة وطويلة تقلل من الثبات واالسئلة الواضحة والموضوعية والقصيرة تزيد من‬
‫الثبات وهذا يتطلب من الباحث الدقة في اختيار االلفاظ والعبارات ونوعها عند صياغة االسئلة حتى يجعلها قادرة على‬
‫الوصول الى الثبات الحقيقي ‪.‬‬

‫‪- 4‬صعوبة الفقرات ودقتها ان وجود فقرات صعبة في االختبار ال يستطيع اغلب االفراد او جميعهم من االجابة عنها تؤثر‬
‫في االختبار من حيث ثباتها اال ان حذفها ال يؤثر على درجة المفحوص كما ان وجود فقرات سهلة يستطيع جميع افراد‬
‫العينة االجابة عنها تؤثر في معامل ثبات االختبار اال ان حذفها ال تؤثر على االختبار لذلك ينبغي حذف االسئلة الصعبة او‬
‫السهلة لرفع ثبات االختبار ‪.‬‬

‫‪ - 5‬حالة الفرد ‪ :‬يتأثر الثبات بحالة الفرد النفسية والصحية ومدى تدربه على الموقف االختباري فالمرض والتعب والتوتر‬
‫االنفعالي قد يؤدي الى نقصان الثبات ‪.‬‬

‫‪ -6‬ظروف اجراء االختبار ان أي تغيير في الظروف الخاصة بإجراء القياس من اختبار آلخر يؤثر على نتائج المقياس‬
‫ويحد من عوامل الخطأ الذي يؤثر في ثبات االختبار ‪.‬‬

‫‪ -7‬موضوعية االختبار ‪ :‬تعد موضوعية التصحيح من بين العوامل المؤثرة في ثبات الختبار وعلى االخص في‬
‫االختبارات التي تعتمد على تقدير المصحح كاختبارات المقال التحصيلية واختبارات االبداع حيث ان تباين التصحيح يؤثر‬
‫في زيادة تباين الخطأ وبالتالي الى نقصان معامل الثبات‬

‫‪ - 8‬التخمين‪ :‬يلجأ بعض من المفحوصين في حالة عدم تأكدهم من االجابة الصحيحة الى التخمين مما يؤدي الى خفض‬
‫ثبات االختبار حيث زيادة اثر التخمين يقود الى نقص الثبات ‪.‬‬

‫‪ - 9‬تباين العينة وتجانسها يرتبط الثبات بتباين االختبار فينقص ثبات االختبار عندما ينقص التباين ويزداد تبعا لزيادة‬
‫التباين وبما ان االفراد في درجات االختبار فالسهولة والصعوبة تؤديان الى التجانس وبالتاي الى خفض الثبات واالسئلة‬
‫المتدرجة في الصعوبة تؤدي الى رفع الثبات ‪.‬‬

You might also like