You are on page 1of 141

‫الدكتورة حسنة الرحموني‬

‫أستاذة بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي‬

‫جامعة محمد الخامس بالرباط‬

‫التنظيم القضائي‬

‫مع دراسة مستجدات مشروع‬

‫القانون رقم ‪ 51.83‬يتعلق بالتنظيم القضائي‬

‫في ضوء قرار المحكمة الدستورية الصادر في ‪ 1‬فبراير ‪9182‬‬

‫السنة ‪9191-9182‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫عرف المغرب عدة نظم قضائية عبر التاريخ‪ ،‬ومنذ دخول المغاربة إلى اإلسالم‬
‫بالخصوص‪ ،‬برز تطبيق المذهب المالكي أمام القضاء سواء في مجال العبادات أو المعامالت‪،‬‬
‫إلى جانب تطبيق بعض األعراف المحلية التي تختلف من منطقة ألخرى‪ ،‬فضال عن وجود‬
‫المحكمة العبرية التي تختص بالنظر في المنازعات المتعلقة باألحوال الشخصية لليهود‪ ،‬ومع‬
‫ظهور القوى االست عمارية الكبرى التي أصبحت تبسط هيمنتها على المغرب شيئا فشيئا برزت‬
‫للوجود المحاكم القنصلية ابتداء من القرن التاسع عشر مع ظهور نظام االمتيازات الذي مهد‬
‫لبسط الحماية على المغرب سنة ‪.9191‬‬

‫وابتداء من هذه السنة‪ ،‬أحدثت بالمغرب محاكم جديدة في كافة المناطق المستعمرة من‬
‫طرف فرنسا في المنطقة الوسطى‪ ،‬ومن طرف اسبانيا في المناطق الشمالية‪ ،‬فضال عن محاكم‬
‫الدول األجنبية في منطقة طنجة الدولية‪ ،‬وعلى رأسها محاكم الصلح والمحاكم االبتدائية ومحاكم‬
‫االستئناف‪ ،‬والتي تعايشت إلى جانب النظم القضائية التي كانت سائدة قبل الحماية إلى أن حصل‬
‫المغرب على استقالله‪ ،‬حيث بدأ ورش اإلصالحات الكبرى للقضاء الذي ما زال مفتوحا إلى‬
‫اليوم‪.‬‬

‫وقد توجت سنة ‪ 9191‬بصدور قانون جديد بشأن التنظيم القضائي (قانون ‪ 91‬يوليوز‬
‫‪ 9191‬المعدل لظهير ‪ 12‬يناير ‪ )9121‬وقانون المسطرة المدنية الجديد الصادر في ‪ 12‬شتنبر‬
‫‪ ،9191‬وقد أنشأ هذا اإلصالح محاكم الجماعات والمقاطعات والتي يتم اختيار حكامها من فئة‬
‫معينة من المواطنين للبت في القضايا البسيطة وفق إجراءات مبسطة بأحكام غير قابلة للطعن‬
‫إال في حاالت استثنائية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وأصبح التنظيم القضائي مكونا من محاكم الجماعات والمقاطعات والمحاكم االبتدائية‬
‫ومحاكم االستئناف والمجلس األعلى‪.‬‬

‫وابتداء من سنوات التسعينات‪ ،‬بدأت األوراش الكبرى ببالدنا على جميع المستويات‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وقد أدخل المغرب عدة إصالحات على مستوى التنظيم‬
‫القضائي‪ ،‬ويظهر بالخصوص في إحداث نوعين جديدين من المحاكم المتخصصة‪ ،‬بغرض‬
‫تكريس دولة الحق والمؤسسات وسيادة القانون‪ ،‬بحكم أن إصالح قطاع العدل ركيزة أساسية‬
‫لتحفيز االستثمار والتنمية ببالدنا‪ ،‬فأحدثت المحاكم اإلدارية بتاريخ ‪ 91‬شتنبر ‪ 9111‬ثم تلتها‬
‫المحاكم التجارية بتاريخ ‪ 91‬فبراير ‪.9119‬‬

‫وقد تم تعزيز القضاء اإلداري في ‪ 91‬فبراير ‪ 1112‬بإحداث محاكم االستئناف اإلدارية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن سنة ‪ 1199‬عرفت صدور تغييرات جوهرية على مستوى التنظيم‬
‫القضائي‪ ،‬فقد أعلن الدستور الجديد عدم إمكانية إحداث المحاكم االستثنائية وبموجب ذلك‪،‬‬
‫ألغيت المحكمة العليا المحدثة للبت في الجنايات والجنح المرتكبة من أعضاء الحكومة أثناء‬
‫ممارسة مهامهم‪.‬‬

‫ومن بين التعديالت الهامة أيضا‪ ،‬اإلصالح الذي أدخله المشرع المغربي في شهر أكتوبر‬
‫‪ ، 1199‬حيث حلت أقسام قضاء القرب المحدثة بالمحاكم االبتدائية محل محاكم الجماعات‬
‫والمقاطعات وذلك للبت في القضايا البسيطة التي تستلزم إجراءات سريعة‪.‬‬

‫كذلك تم إحداث غرف استئنافية بالمحاكم االبتدائية للبت في القضايا التي ال تتجاوز‬
‫‪ 11111‬درهم بهدف تقريب المواطنين من القضاء بموجب القانون ‪ 11-91‬الصادر في ‪99‬‬
‫غشت ‪ ،11199‬كما تم إحداث أقسام الجرائم المالية بمحاكم االستئناف المحددة دوائر نفوذها‬
‫بمرسوم بمقتضى القانون رقم ‪ 12-91‬المغير والمتمم لقانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 01.43‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 4.44.411‬بتاريخ ‪ 41‬من رمضان ‪ 41( 4101‬أغسطس ‪ ،)1344‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5715‬بتاريخ ‪ 1‬شوال ‪ 5( 4101‬سبتمبر ‪ ،)1344‬ص ‪.1011‬‬

‫‪3‬‬
‫ورغم إنشاء عدة محاكم متخصصة‪ ،‬فإن المشرع المغربي بقي وفيا لمبدأ وحدة القضاء‬
‫لوجود محكمة نقض واحدة تنظر في نقض جميع األحكام االنتهائية الصادرة عن محاكم المملكة‬
‫بغض النظر عن نوعها عادية أو متخصصة في القضايا التجارية أو اإلدارية‪.‬‬

‫ونظرا لهذه اإلصالحات الكثيرة والجوهرية التي أدخلها المشرع المغربي‪ ،‬وتنفيذا‬
‫لتوصيات ميثاق إصالح منظومة العدالة‪ ،‬فقد كان لزاما تعديل ظهير التنظيم القضائي‪ ،‬فقامت‬
‫وزارة العدل بإعداد مشروع القانون رقم ‪ 12.91‬يتعلق بالتنظيم القضائي والذي وافق عليه‬
‫مجلس النواب في ‪ 9‬يونيو ‪ ،1192‬وصادق عليه مجلس المستشارين مع إدخال بعض التعديالت‬
‫في ‪ 9‬يونيو ‪ ،1192‬ثم أحيل على مجلس النواب الذي وافق عليه في ‪ 92‬دجنبر ‪ 1192‬بعد‬
‫إدخال تعديالت جديدة عليه‪ ،‬وعوض نشره في الجريدة الرسمية أحالته الحكومة على المحكمة‬
‫بعدم مطابقة بعض مقتضياته‬ ‫‪2‬‬
‫الدستورية‪ ،‬والتي أصدرت قرارها في ‪ 2‬فبراير ‪1191‬‬
‫للدستور‪ ،‬مما جعله يتأخر في الصدور إلى حدود اليوم‪.‬‬

‫إال أن مشروع القانون جدير بالدراسة والتحليل‪ ،‬فهناك عدة أمور حسم فيها‪ ،‬وهناك‬
‫بعض النقط التي سيتم إعادة النظر فيها‪ ،‬ولذلك سنتناول دراسة قانون التنظيم القضائي الحالي‬
‫مع مقارنته بمشروع القانون ‪ 12-91‬في ضوء قرار المحكمة الدستورية‪.‬‬

‫وسنقتصر في هذه الدراسة على تناول المحاكم المنصوص عليها في الفصل األول من‬
‫قانون التنظيم القضائي‪ 3‬واختصاصاتها (الباب األول)‪ ،‬ثم نتعرض لدراسة الفئتين األساسيتين‬

‫‪ -2‬قـرار المحكمة الدستورية رقـم‪ 47/17 :‬م‪.‬د الصادر على إثر رسالة اإلحالة المسجلة بأمانتها العامة في ‪ 41‬يناير ‪،1347‬‬
‫التي يطلب بمقتضاها السيد رئيس الحكومة من المحكمة الدستورية مطابقة القانون رقم ‪ 01.45‬المتعلق بالتنظيم القضائي‬
‫للدستور‪ .‬قرار منشور بموقع المحكمة الدستورية‬

‫‪https://www.cour-‬‬
‫‪constitutionnelle.ma/ar/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D9%82%D8%B1%D8‬‬
‫‪%A7%D8%B1-8919‬‬

‫‪ 3‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 4 .11.001‬بتاريخ ‪ 11‬جمادى الثانية ‪ 45( 4071‬يوليوز ‪ )4711‬كما تم تعديله وتتميمه يتعلق‬
‫بالتنظيم القضائي للمملكة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المشكلتين للمحاكم‪ ،‬وهم القضاة وموظفي كتابة الضبط (الباب الثاني)‪ ،‬وقبل ذلك يجدر التطرق‬
‫في فصل تمهيدي إلى القواعد التي تنظم سير العدالة أو ما يسمى بمبادئ التنظيم القضائي‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن الفصل األول من ظهير التنظيم القضائي‪ 4‬للمملكة ينص على ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫"يشمل التنظيم القضائي المحاكم التالية‪:‬‬

‫المحاكم االبتدائية؛‬ ‫‪-9‬‬


‫المحاكم اإلدارية؛‬ ‫‪-1‬‬
‫المحاكم التجارية؛‬ ‫‪-1‬‬
‫محاكم االستئناف؛‬ ‫‪-1‬‬
‫محاكم االستئناف اإلدارية؛‬ ‫‪-1‬‬
‫محاكم االستئناف التجارية؛‬ ‫‪-2‬‬
‫محكمة النقض‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ 4‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 4 .11.001‬بتاريخ ‪ 11‬جمادى الثانية ‪ 45( 4071‬يوليوز ‪ )4711‬كما تم تعديله وتتميمه يتعلق‬
‫بالتنظيم القضائي للمملكة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬قواعد سير العدالة‬

‫ويطلق على هذه القواعد أيضا المبادئ األساسية للقضاء‪ ،‬وقد ارتأينا تسميتها بقواعد‬
‫سير العدالة لورودها كذلك في الدستور المغربي لسنة ‪.1199‬‬

‫وتهدف هذه القواعد إلى توفير ضمانات للمتقاضين عبر ترسيخ حقوق الدفاع‪ ،‬وتيسير‬
‫ولوج المواطنين إلى العدالة‪ .‬ويتعلق األمر بالقواعد التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ التقاضي على درجتين‬

‫‪ -‬مبدأ القضاء الفردي والجماعي‬

‫‪ -‬مبدأ علنية الجلسات‬

‫‪ -‬مبدأ شفوية أو كتابية المرافعات‬

‫‪ -‬مبدأ مجانية القضاء‬

‫‪ -‬مبدأ تعليل األحكام القضائية‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ التقاضي على درجتين‬

‫من الحقوق المضمونة دستوريا لكل شخص الحق في التقاضي للدفاع عن حقوقه وعن‬
‫مصالحه التي يحميها القانون‪ .5‬ومن المبادئ األساسية المقررة في التشريع المغربي التي تخول‬

‫الفصل ‪ 441‬من دستور ‪.1344‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫للشخص الحصول على حقوقه مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬ويقصد به أن كل طرف يمكنه بعد‬
‫أن يعرض نزاعه على محاكم الدرجة األولى (سواء االبتدائية‪ ،‬التجارية‪ ،‬اإلدارية) أن يطعن‬
‫في حكم هذه األخيرة باالستئناف أمام محاكم الدرجة الثانية (محاكم االستئناف‪ ،‬محاكم‬
‫االستئناف التجارية‪ ،‬محاكم االستئناف اإلدارية)‪ ،‬وهو طريق من طرق الطعن التي تسمح‬
‫لنفس األطراف بالتقاضي أمام محكمتين على التوالي بخصوص نفس الموضوع ولنفس‬
‫األسباب‪.‬‬

‫ويقتضي إعمال هذا المبدأ‪ ،‬أن يكون لمحكمة الدرجة الثانية نفس صالحيات محكمة‬
‫الدرجة األولى فيما يتعلق بتحقيق النزاع‪ ،‬وإعادة فحص النزاع من جانبيه الواقعي والقانوني‪،‬‬
‫ولها أن تأمر بسائر إجراءات التحقيق التي تراها ضرورية‪.‬‬

‫كما يعتبر مبدأ التقاضي على درجتين من النظام العام‪ ،‬من حيث أنه ال يمكن للمتقاضين‬
‫أن يعرضوا نزاعاتهم مباشرة على محكمة االستئناف ولو اتفقوا على ذلك‪.6‬‬

‫ويعتبر مبدأ التقاضي على درجتين مبدأ أساسيا في القانون المغربي‪ ،‬إذ ينص الفصل‬
‫‪ 911‬من قانون المسطرة المدنية على أن‪ :‬استعمال الطعن باالستئناف حق في جميع األحوال‬
‫عدا إذا قرر القانون خالف ذلك‪ .‬إال أنه حق نسبي ال يهم جميع القضايا‪.‬ومن بين االستثناءات‬
‫على هذا المبدأ‪ ،‬عدم جواز استئناف بعض األحكام كما هو شأن القضايا الزهيدة التي ال تتجاوز‬
‫قيمتها خمسة آالف درهم‪ ،7‬التي ينظر فيها قضاء القرب والتي ال تقبل االستئناف وال أي طعن‪.8‬‬
‫ومن االستثناءات أيضا نذكر الحاالت التي تكون فيها محكمة الدرجة الثانية مختصة ابتدائيا‬
‫أي أن محكمة الدرجة األولى لن يعرض عليها النزاع‪ ،‬كاختصاص محكمة االستئناف بالنظر‬

‫‪ 6‬التعريف بأطروحة لنيل دكتوراه الدولة‪ ،‬عبد العزيز حضري‪ ،‬القواعد الموضوعية الستئناف األحكام المدنية في التشريع الم ربي‪،‬‬
‫مساهمة في نظرية جديدة لنظام الطعن باالستئناف‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق الم ربية عدد رقم ‪ 4‬سلسلة األعداد الخاصة تحت‬
‫عنوان‪ :‬قانون المسطرة المدنية في العمل الفقهي واالجتهاد القضائي‪ ،‬فبراير ‪ ،1337‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.110.‬‬

‫باستثناء اإلل اء الذي تنظر فيه المحكمة االبتدائية‪ ،‬انظر المادة ‪ 43‬من قانون قضاء القرب الصادر في ‪ 41‬غشت ‪.1344‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 8‬هناك استثناء آخر على مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬وينص عليه الفصل ‪ 14‬من قانون المسطرة المدنية بشأن القضايا االجتماعية‪،‬‬
‫إذ اعتبر أحكام المحاكم االبتدائية المتعلقة بالنزاعات الناشئة عن تطبيق ال رامة التهديدية المقررة في التشريع الخاص بالتعوي عن‬
‫حوادث الش ل واألمرا المهنية انتهائية ولو كان مبلغ الطلب غير محدد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫في الطعون المقدمة ضد المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة وفي انتخاب النقيب ومجلس‬
‫الهيئة‪.‬‬

‫وهذا ما جعل بعض الفقه يعلق على هذه االستثناءات التشريعية بأنها تضرب مبدأ‬
‫التقاضي على درجتين في العمق‪ ،‬ألنها تمس األساس الذي بنيت عليه وهو ضمان نظر النزاع‬
‫الواحد مرتين أمام محكمتين إحداهما ابتدائية واألخرى انتهائية‪.9‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبدأ القضاء الفردي والجماعي‬

‫عرف مبدأ القضاء الفردي والجماعي عدة تغيرات في القانون المغربي‪ ،‬فقد كان القضاء‬
‫الفردي هو المعمول به في القضاء المغربي قبل الحماية‪ ،‬ثم بدأ العمل بالقضاء الجماعي في‬
‫المغرب أمام المحاكم االبتدائية بعد فرض الحماية ‪ ،‬وبعدها كرس في المحاكم اإلقليمية التي‬
‫حلت محل المحاكم االبتدائية إلى حين صدور ظهير التنظيم القضائي الصادر في ‪ 91‬يوليوز‬
‫‪ 9191‬الذي أقر مجددا مبدأ القضاء الفردي أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬فنص الفصل الرابع منه‬
‫على عقد جلساتها بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط‪.10‬‬

‫وبموجب التغيير الذي أدخله القانون الصادر في ‪ 91‬شتنبر ‪ 119111‬على ظهير التنظيم‬
‫القضائي‪ ،‬تراجع المشرع المغربي عن العمل بالقضاء الفردي أمام المحاكم االبتدائية التي أصبحت‬
‫تعقد جلساتها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس‪ ،‬بمساعدة كاتب الضبط مع مراعاة‬

‫‪ 9‬التعريف بأطروحة لنيل دكتوراه الدولة‪ ،‬عبد العزيز حضري‪ ،‬القواعد الموضوعية الستئناف األحكام المدنية في التشريع الم ربي‪،‬‬
‫مساهمة في نظرية جديدة لنظام الطعن باالستئناف‪ ،‬مقال منشور بمجلة الحقوق الم ربية‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.111 ،‬‬

‫‪ - 10‬تجدر اإلشارة إلى عمل محاكم الجماعات والمقاطعات بمبدأ الحاكم الفردي قبل أن يتم إل اؤها وإحالل قضاء القرب محلها‪ ،‬حيث‬
‫كانت تعقد جلساتها بحاكم منفرد يساعده كاتب للضبط أو كاتب كما نصت على ذلك الفقرة الثانية من الفصل الثاني من الظهير الشريف‬
‫بمثابة قانون رقم ‪ 4 .11 .007‬الصادر في ‪ 45‬يوليوز ‪ 4711‬الموافق ل ‪ 11‬جمادى الثانية ‪ 4071‬المتعلق بتنظيم محاكم الجماعات‬
‫والمقاطعات وتحديد اختصاصها‪.‬‬

‫‪- 11‬الظهير الشريف رقم ‪ 4 .70 .135‬الصادر بتاريخ ‪ 43‬شتنبر ‪ 4770‬بمثابة قانون يتعلق بت يير ظهير التنظيم القضائي(المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1113‬بتاريخ ‪ 45‬شتنبر ‪.4770‬‬
‫‪8‬‬
‫االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى نصوص خاصة‪ .‬واستثناء من القاعدة تعقد هذه‬
‫المحاكم جلساتها بحضور قاض منفرد في القضايا التالية‪:‬‬

‫الطلبات التي يسند فيها الفصل ‪ 91‬من قانون المسطرة المدنية‬ ‫‪-‬‬
‫االختصاص ابتدائيا و انتهائيا إلى المحاكم االبتدائية؛‬
‫الطلبات الرامية إلى إصدار تصريح قضائي بازدياد أو وفاة؛‬ ‫‪-‬‬
‫قضايا حوادث الشغل و األمراض المهنية‪12‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫قضايا األحداث؛‬ ‫‪-‬‬
‫المخالفات المعاقب عليها بغرامة و التي يسند فيها قانون المسطرة‬ ‫‪-‬‬
‫الجنائية االختصاص إلى المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫و يساعد المحكمة و هي تبت في قضايا نزاعات الشغل أربعة مستشارين تحدد طريقة‬
‫تعيينهم بمقتضى مرسوم‪.‬‬

‫الصادر في‬ ‫‪13‬‬


‫ثم عاد المشرع المغربي مجددا و ذلك بمقتضى القانون رقم ‪91 .11‬‬
‫‪99‬نونبر‪ 1111‬إلى مبدأ القاضي الفرد كقاعدة لتشكيلة المحاكم االبتدائية مع بعض االستثناءات‬
‫في القضايا التالية‪:‬‬

‫دعاوى األحوال الشخصية و الميراث باستثناء النفقة؛‬ ‫‪-‬‬


‫الدعاوى العقارية العينية و المختلطة؛‬ ‫‪-‬‬
‫دعاوى نزاعات الشغل؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 12‬كان التعديل الصادر بتاريخ ‪ 43‬شتنبر‪ 4770‬ينص فقط على العمل بالقضاء الفردي في بع قضايا حوادث الش ل واألمرا‬
‫المهنية‪ ،‬إلى حين صدور التعديل الصادر في ‪ 11‬نونبر ‪ 1333‬الذي كرس مبدأ القضاء الفردي في كل قضايا حوادث الش ل واألمرا‬
‫المهنية‪ ،‬قانون م ير ومتمم للقانون المتعلق بظهير التنظيم القضائي(المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1151‬في ‪ 14‬دجنبر ‪،1333‬‬
‫ص‪.0141.‬‬

‫‪ - 13‬ظهير شريف رقم ‪ 4 .30 .411‬صادر في ‪ 41‬من رمضان ‪ 44( 4111‬نونبر ‪ )1330‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 45 .30‬المتعلق بت يير‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 4. 11 .001‬الصادر في ‪ 11‬من جمادى اآلخرة ‪ 45 ( 4071‬يوليوز ‪ )4711‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم‬
‫القضائي للمملكة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الجنح المعاقب عليها بأكثر من سنتين حبسا و التي يسند قانون‬ ‫‪-‬‬
‫المسطرة الجنائية االختصاص فيها إلى المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫وحسب آخر التعديالت بخصوص هذه النقطة‪ ،‬اعتمد القانون الجديد رقم ‪ 14 11 .91‬مبدأ‬
‫القضاء الفردي بالنسبة للمحاكم االبتدائية‪ ،‬مع بعض االستثناءات القليلة التي تتعلق حسب أحكام‬
‫‪15‬‬
‫الفصل الرابع من هذا القانون بالدعاوى العقارية العينية والمختلطة وقضايا األسرة والميراث‬
‫‪ ،‬التي يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس‪ ،‬و بمساعدة كاتب الضبط"‪ .‬كما أن‬
‫المحكمة االبتدائية تعقد جلساتها بهيئة جماعية حين تبت كدرجة استئنافية حسب الفصل الخامس‬
‫من ظهير التنظيم القضائي‪.‬‬

‫كما تم إقرار القضاء الفردي أيضا بموجب القانون رقم ‪ 1611 .91‬المتعلق بتنظيم قضاء‬
‫القرب و تحديد اختصاصاته الذي حل محل محاكم الجماعات والمقاطعات ؛ حيث نصت الفقرة‬
‫الثانية من المادة الثانية من هذا القانون على أن الجلسات تعقد بقاض منفرد بمساعدة كاتب‬
‫للضبط و بدون حضور النيابة العامة‪.‬‬

‫ومقابل هيمنة القضاء الفردي على مستوى المحاكم االبتدائية‪ ،‬فإن مبدأ القضاء الجماعي‬
‫هو السائد أمام محاكم االستئناف والمحاكم التجارية واإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية‬
‫والتجارية والتي تعقد جلساتها وتصدر قراراتها من طرف ثالثة قضاة‪ ،‬أما بالنسبة لمحكمة‬
‫النقض‪ ،‬فإن عدد قضاة هيئة الحكم أكثر عددا‪ ،‬حيث ينص الفصل ‪ 99‬من قانون التنظيم‬
‫القضائي على انعقاد جلساتها بخمسة قضاة‪.‬‬

‫‪ - 14‬القانون رقم ‪ 01.43‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 4.44.411‬بتاريخ ‪ 41‬من رمضان ‪ 41( 4101‬أغسطس ‪،)1344‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5715‬بتاريخ ‪ 1‬شوال ‪ 5( 4101‬سبتمبر ‪ ،)1344‬ص ‪.1011‬‬
‫‪ - 15‬تستثنى دعاوى النفقة التي يبت فيها قا فرد من قضايا األسرة والميراث التي تكون فيها التشكيلة جماعية‪.‬‬

‫‪ -16‬القانون رقم ‪ 11.43‬المتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 4.44.454‬بتاريخ‬
‫‪ 41‬من رمضان ‪ 41( 4101‬أغسطس ‪)1344‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5715‬بتاريخ ‪ 1‬شوال ‪ 5( 4101‬سبتمبر ‪ ،)1344‬ص ‪.071‬‬
‫‪10‬‬
‫فقد أقرت المادة الرابعة من القانون رقم ‪ 11-11‬المحدث للمحاكم التجارية‪ 17‬مبدأ القضاء‬
‫الجماعي‪ :‬تعقد المحاكم التجارية و محاكم االستئناف التجارية جلساتها و تصدر أحكامها و هي‬
‫متركبة من ثالثة قضاة من بينهم رئيس‪ ،‬يساعدهم كاتب ضبط‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫كما اعتمد نفس المبدأ بالنسبة للمحاكم االبتدائية اإلدارية بنص المادة الخامسة من القانون‬
‫رقم ‪ 19.11‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪" :18‬تعقد المحاكم اإلدارية جلساتها و تصدر أحكامها‬
‫عالنية و هي متركبة من ثالثة قضاة يساعدهم كاتب ضبط‪."...‬‬

‫كذلك يعمل بالقضاء الجماعي على صعيد محاكم االستئناف اإلدارية بموجب المادة الثالثة‬
‫من القانون رقم ‪ 21 .11‬المحدث لها‪ ":19‬تعقد محاكم االستئناف اإلدارية جلساتها و تصدر‬
‫قراراتها عالنية‪ ،‬و هي متركبة من ثالثة مستشارين من بينهم رئيس يساعدهم كاتب ضبط‪.‬‬

‫كما تعقد محاكم االستئناف الجلسات في جميع القضايا وتصدر قراراتها عن طريق هيئة‬
‫مكونة من ثالثة مستشارين وبمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪،‬‬
‫ويتعلق األمر بالحاالت التي يبت فيها خمس قضاة‪ ،‬كما هو شأن غرفة الجنايات االستينافية‪،20‬‬
‫وكما في حالة الطعون المرفوعة ضد القرارات الصادرة عن مجلس هيئة المحامين وكذلك في‬
‫انتخاب النقيب ومجلس الهيئة‪ ،‬حيث تبت فيها غرفة المشورة بخمس قضاة حسب المادة ‪11‬‬
‫من القانون المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪ -17‬ظهـير شريف رقم ‪ 4.71.15‬صـادر في ‪ 1‬شـوال ‪ 41(4141‬فبراير ‪ )4771‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 50.75‬القاضي بإحداث محاكم‬
‫تجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 1‬محرم ‪45( 4141‬ماي‪ ،)4771‬ص‪4414‬‬

‫‪ - 18‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 41‬جمادى األولى ‪ 0 ( 4141‬نوفمبر ‪ ،)4770‬ص ‪.1411‬‬

‫‪ -19‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5071‬بتاريخ ‪ 11‬محرم ‪ 10(4111‬فبراير ‪،) 1331‬ص ‪.173‬‬

‫‪ - 20‬طبقا للمادة ‪ 151‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫والجدير بالذكر أنه تم تعزيز عدد قضاة محكمة النقض إلى خمسة قضاة‪ ،‬حيث نص‬
‫الفصل ‪ 99‬من ظهير التنظيم القضائي‪ :‬تعقد محكمة النقض جلساتها وتصدر قراراتها من‬
‫طرف خمسة قضاة بمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ مجانية التقاضي‬

‫يعتبر القضاء مرفقا عموميا مجانيا‪ ،‬أي أن الدولة هي التي تتولى أداء أجور القضاة‬
‫ولذلك يتمتع جميع المواطنين بغض النظر عن ثرواتهم ووضعيتهم االجتماعية بمجانية‬
‫التقاضي‪.‬‬

‫إال أن مبدأ المجانية ال يعني أن المتقاضين ال يتحملون أي مصاريف‪ ،‬بل أن كل شخص‬


‫ملزم بأداء الرسوم القضائية عندما يقيم دعوى أمام المحاكم أو القيام بتبليغ أو إجراء قضائي‬
‫أو يطلب تسليم نسخة أو ترجمة أو يلجأ بوجه عام إلى كتابة الضبط بإحدى المحاكم أو إلى أحد‬
‫مكاتبها من أجل إجراء مهما كان نوعه أو االستفادة من خدماتها‪ ،‬فضال عن أتعاب المحامين‪.‬‬

‫والهدف من وضع هذه المصاريف هو التقليل من كثرة المنازعات ووضع حد للدعاوى‬


‫الكيدية والتقاضي بسوء نية‪ ،‬إال أن هذه المصاريف قد تمنع الفقراء من التقاضي‪ ،‬مما يعتبر‬
‫خرقا للحق الذي يضمنه الدستور المغربي لكل شخص في التقاضي للدفاع عن حقوقه وعن‬
‫مصالحه التي يحميها القانون(الفصل ‪ ،)992‬ولذلك تم تكريس مبدأ مجانية القضاء في الدستور‬
‫لتيسير ولوج الفئات المعوزة إلى المحاكم‪ ،‬حيث جاء في فصله ‪ :919‬يكون التقاضي مجانيا‬
‫في الحاالت المنصوص عليها قانونا لمن ال يتوفر على موارد كافية للتقاضي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ولهذه األسباب‪ ،‬وضع المشرع نظام المساعدة القضائية‪ 21‬من أجل إعفاء الفقراء من أداء‬
‫الرسوم القضائية والحصول على مؤازرة محام بشكل مجاني‪ .‬وبالنسبة ألتعاب المحامي فقد‬
‫عمل المغرب في البداية بنظام المساعدة المجانية‪ ،‬إلى حين صدور قانون المحاماة في ‪11‬‬
‫الذي نص على تقاضي المحامي المعين‪ ،‬في نطاق المساعدة القضائية‪،‬‬ ‫‪22‬‬
‫أكتوبر ‪1112‬‬
‫ألتعابه من الخزينة العامة‪ ،‬ويحدد نص تنظيمي‪ 23‬مبلغها وطريقة صرفها‪.‬‬

‫وتشمل المساعدة القضائية كل مراحل التقاضي سواء على مستوى محاكم الدرجة األولى‬
‫أو الثانية أو في مرحلة النقض‪ .‬ولالستفادة من المساعدة القضائية‪ ،‬يجب على الطرف المعني‬
‫التقدم بطلب إلى مكتب المساعدة القضائية المحدث بالمحكمة المختصة بالنزاع الذي يرأسه‬
‫ممثل النيابة العامة بعد اإلدالء بالوثائق المطلوبة التي تثبت عسره وعدم قدرته على تحمل‬

‫‪ -21‬المرسوم الملكي رقم ‪ 541.15‬بتاريخ ‪ 41‬رجب ‪( 4011‬فاتح نونبر ‪ )4711‬بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية؛الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 1113‬بتاريخ ‪ 0‬شعبان ‪ 41( 4011‬نونبر ‪)4711‬؛ ص ‪1017‬؛ كما تم ت ييره وتتميمه‪.‬‬

‫‪ - 22‬ظهير شريف رقم ‪ 4.31.434‬صادر في ‪ 13‬من شوال ‪ 13( 4117‬أكتوبر ‪ )1331‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 11.31‬المتعلق بتعديل‬
‫القانون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5113‬بتاريخ ‪ 1‬ذو القعدة ‪ 1( 4117‬نوفمبر ‪ ،)1331‬ص ‪.1311‬‬
‫‪ - 23‬أنظر المرسوم رقم‪ 1.45.134‬الصادر في ‪ 47‬من ربيع األول ‪ 04( 4101‬ديسمبر ‪ )1345‬بتطبيق الفقرة الثانية من المادة ‪14‬‬
‫من القانون رقم ‪ 11.31‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 1104‬بتاريخ ‪ 1‬ربيع‬
‫اآلخر ‪ 41( 4101‬يناير ‪ ،)1341‬ص ‪.051‬‬
‫المادة األولى‬
‫"تطبيقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 11.31‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬يحدد قانون المالية لكل سنة‪،‬‬
‫في ميزانية الوزارة المكلفة بالعدل‪ ،‬االعتمادات المالية لت طية المبالغ المعتبرة بمثابة مصاريف مدفوعة من طرف المحامين مقابل‬
‫الخدمات التي يقدمونها في إطار المساعدة القضائية"‪.‬‬
‫المادة الثانية‬
‫"يتم صرف االعتمادات المالية السنوية المرصودة برسم المساعدة القضائية‪ ،‬عبر تفويضها من طرف الوزير المكلف بالعدل لآلمرين‬
‫المساعدين بالصرف‪ ،‬بعد التشاور مع هيئات المحامين‪،‬لت طية تكاليف الخدمات المقدمة من طرف المحامين لتوزيعها على مختلف‬
‫هيئات المحامين بالم رب"‪.‬‬
‫المادة الثالثة‬
‫"تحدد المبالغ المستحقة المشار إليها في المادة األولى أعاله لفائدة المحامي المعين في نطاق المساعدة القضائية‪ ،‬المنصوص عليها في‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 14‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة المشار إليه كما يلي‪:‬‬
‫‪ 1533 -‬درهم فيما يخص القضايا المعروضة أمام محكمة النف ؛‬
‫‪ 1333 -‬درهم فيما يخص القضايا المعروضة على محاكم االستئناف؛‬
‫‪ 4533 -‬درهم فيما يخص القضايا المعروضة على المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫يمكن مراجعة هذا التحديد على رأس كل سنتين بموجب قرار مشترك للوزير المكلف بالعدل والوزير المكلف بالمالية بعد استشارة‬
‫هيئات المحامين"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المصاريف القضائية‪ ،‬وإذا رغب هذا المتقاضي االستمرار في االستفادة من اإلعفاء‪ ،‬عليه‬
‫التقدم بطلبه أمام المحكمة الموالية التي ستنظر في القضية‪.‬‬

‫وهناك فئات من األشخاص معفيين من تقديم هذا الطلب‪ ،‬ألنها تستفيد بقوة القانون من‬
‫المساعدة القضائية كاألجراء في القضايا االجتماعية طبقا للمادة ‪ 191‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ 24‬التي نصت على استفادة العامل مدعيا أو مدعى عليه أو ذوي حقوقه من المساعدة‬
‫القضائية بحكم القانون في كل دعوى بما في ذلك االستيناف‪ .‬وتسري آثار مفعول المساعدة‬
‫القضائية بحكم القانون على جميع إجراءات تنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬

‫أما في مرحلة النقض‪ ،‬فيتعين على العامل إيداع طلب المساعدة القضائية بكتابة ضبط‬
‫محكمة النقض‪ ،‬وحسب المادة ‪ 112‬من ق‪.‬م‪.‬م يوقف أجل الطعن ابتداء من إيداع هذا الطلب‬
‫ويسري هذا األجل من جديد من يوم تبليغ مقرر مكتب المساعدة القضائية للوكيل المعين تلقائيا‬
‫ومن يوم تبليغ قرار الرفض للطرف المعني باألمر عند اتخاذه‪.‬‬

‫وعلى الرغم من استفادة العامل من المساعدة القضائية بحكم القانون‪ ،‬إال أن القاضي‬
‫يجب أن يشعر نقيب المحامين لتعيين المحامي الذي سينوب في القضية‪ ،‬ألن الفصل ‪ 1‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م ال يشمل هذه الدعاوى بحيث ال تحال على وكيل الملك الذي يظل جاهال لوجودها‪.25‬‬

‫كما ينص الفصل الثاني من القانون المنظم للمصاريف القضائية كما تم تغييره‬
‫وتتميمه‪26‬على حاالت أخرى لإلعفاء بحكم القانون من أداء الرسوم القضائية‪ ،‬ومن بينها‬
‫الطلبات المتعلقة بالنفقة وكل الدعاوى المتعلقة باألحوال الشخصية التي تقدمها النساء المطلقات‬
‫أو المهجورات واإلجراءات المتمتعة بالمجانية بناء على نصوص خاصة ومن بين هذه‬

‫‪ -24‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 4.11.111‬بتاريخ ‪ 44‬رمضان ‪ 11( 4071‬شتنبر ‪ )4711‬بالمصادقة على نص قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬كما تم تعديله‪.‬‬
‫‪ 25‬أدولف رييولط‪ ،‬قانون المسطرة المدنية في شروح‪ ،‬تعريب وتحيين ادريس ملين‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات‬
‫القضائية‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،4771 ،‬ص‪.141.‬‬

‫‪-26‬هذا القانون تم ت ييره وتتميمه عدة مرات بعدة قوانين خاصة قوانين المالية منها القانون الصادر في ‪ 11‬أبريل ‪ 4711‬بمثابة قانون‬
‫المالية لسنة ‪ 4711‬وقانون المالية لسنة ‪ ،1330‬أنظر إصدارات مركز الدراسات وأبحاث السياسة الجنائية‪ ،‬سلسلة نصوص قانونية‪،‬‬
‫دجنبر ‪ ، 1343‬العدد ‪ ،7‬ص‪.7 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫النصوص الفصل ‪ 2‬من القانون الصادر في ‪ 99‬غشت ‪ 1199‬الذي يقضي بمجانية المسطرة‬
‫أمام قضاء القرب والفصل ‪ 11‬من القانون ‪ 19-11‬المحدث للمحاكم اإلدارية الذي يعفى طلب‬
‫اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي‪.‬‬

‫ويتحمل المصاريف القضائية من أقام الدعوى‪ ،‬وتحكم المحكمة على من خسر الدعوى‬
‫مبدئيا بصائرها‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 911‬من قانون المسطرة المدنية‪" :‬يحكم بالمصاريف على‬
‫كل طرف خسر الدعوى سواء كان من الخواص أو إدارة عمومية‪.‬‬

‫ويجوز الحكم بحسب ظروف القضية بتقسيم المصاريف بين األطراف كال أو بعضا‪".‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مبدأ علنية الجلسات‬

‫يعد مبدأ علنية الجلسات من قواعد سير العدالة التي نص عليها الدستور المغربي لسنة‬
‫‪ 1199‬في فصله ‪ : 911‬تكون الجلسات علنية‪ ،‬ماعدا الحاالت التي يقرر فيها القانون خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ويقصد بمبدأ علنية الجلسات أن مناقشات القضايا تكون في جلسة مفتوحة للعموم‪ .‬ويعتبر‬
‫من بين المبادىء التي تضمن عدالة األحكام الصادرة عن القضاء وحماية حقوق المتقاضين‪،‬‬
‫ألن هذا المبدأ يمكن كل شخص من غير أطراف الدعوى واألطراف ووكالئهم من الحضور‬
‫في الجلسات‪ ،‬مما يسمح لهم بمراقبة عمل القضاة وتتبع مجريات سير الدعوى فضال على‬
‫الحرص على عدم تحيز القضاة ألحد األطراف‪.‬‬

‫وقد أكد المشرع المغربي على هذا المبدأ في عدة نصوص قانونية‪ ،‬ففي قانون المسطرة‬
‫المدنية بخصوص المحاكم االبتدائية جاء في الفصل ‪ 11‬منه على أنه‪" :‬تكون الجلسات علنية‬
‫إال إذا قرر القانون خالف ذلك‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫لرئيس الجلسة سلطة حفظ النظام بها ويمكنه أن يأمر بأن تكون المناقشة في جلسة سرية‬
‫إذا استوجب ذلك النظام العام أو األخالق الحميدة"‪ .‬وهو المبدأ المعمول به أمام قضاء القرب‬
‫بدون إقرار أي حالة استثنائية بموجب الفقرة األولى من المادة السابعة من القانون رقم ‪.91‬‬
‫‪ 11‬السالف الذكر‪ ":‬تكون جلسات أقسام قضاء القرب علنية"‪.‬‬

‫أما بخصوص محاكم اإلستئناف‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪ 111‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫التأكيد على نفس المبدأ‪ ":‬تكون الجلسات علنية‪ ،‬إال أنه يجوز للمحكمة أن تأمر بعقدها سرية‬
‫إذا كانت علنيتها خطيرة بالنسبة للنظام العام أو لألخالق الحميدة‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 191‬من قانون المسطرة المدنية على العمل بهذا المبدأ أمام محكمة‬
‫النقض" تكون جلسات محكمة النقض علنية عدا إذا قررت المحكمة سريتها "‪.‬‬

‫ويؤخذ بنفس المبدأ سواء على مستوى المحاكم اإلدارية‪ ،‬حيث جاء في الفقرة األولى‬
‫من الفصل الخامس من القانون رقم ‪ 19 .11‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪" :‬تعقد المحاكم‬
‫اإلدارية جلساتها وتصدر أحكامها عالنية وهي متركبة من ثالثة قضاة يساعدهم كاتب ضبط‪،‬‬
‫ويتولى رئاسة الجلسة رئيس المحكمة اإلدارية أو قاض تعينه للقيام بذلك الجمعية العمومية‬
‫السنوية لقضاة المحكمة اإلدارية‪ ".‬أو على مستوى محاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬فقد جاء في‬
‫المادة الثالثة من القانون رقم ‪ 21-11‬المحدثة بموجبه محاكم استئناف إدارية ‪" :‬تعقد محاكم‬
‫االستئناف اإلدارية جلساتها وتصدر قراراتها عالنية وهي متركبة من ثالثة مستشارين من‬
‫بينهم رئيس يساعدهم كاتب ضبط"‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية‪ ،‬فال ينص القانون المحدث لها‬
‫رقم ‪ 11 .11‬على هذا المبدأ بشكل صريح‪ ،‬إال أن الفقرة الثانية من المادة ‪ 91‬منه نصت على‬
‫ما يلي ‪ :‬تطبق أمام المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية القواعد المقررة في قانون‬
‫المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف ذلك‪ .‬وهذا ما يعني التقيد بمبدأ علنية الجلسات من‬
‫طرف المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية طبقا للقواعد المقررة في قانون المسطرة‬
‫المدنية بالنسبة للمحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬مبدأ شفوية أو كتابية المرافعات‬

‫يقصد بمبدأ شفوية المرافعات تمكين األطراف من عرض نزاعهم مباشرة أمام المحكمة‬
‫التي تستمع إلى طلباتهم وإلى وكالئهم والشهود والخبراء كما تناقش المحكمة طلبات ودفوعات‬
‫وحجج األطراف دون الحاجة إلى تقديمها في شكل مذكرات كتابية‪.‬‬

‫أما في المسطرة الكتابية فيتم اتخاذ كل اإلجراءات أما المحكمة كتابة‪ ،‬فال بد لألطراف‬
‫أو وكالئهم من كتابة المقال االفتتاحي للدعوى وتقديم كل المذكرات الجوابية والتعقيبية كتابة‪،‬‬
‫وال يعتد بالمرافعات الشفوية إال إذا كان الغرض منها تقديم توضيحات لهيئة المحكمة‬
‫بخصوص الوثائق أو المذكرات التي سبق اإلدالء به كتابة‪.‬‬

‫وقد كانت المسطرة الشفوية هي السائدة في كافة النظم القضائية‪ ،‬ألنها تتيح للقاضي‬
‫الوصول إلى الحقيقة من خالل االستماع إلى األطراف ودفوعاتهم ومناقشتها‪ ،‬وهذا ما يعزز‬
‫عدالة األحكام الصادرة عن القضاء وحماية مصالح المتقاضين‪.‬‬

‫إال أن التراكم الكبير للملفات أمام المحاكم‪ ،‬والتزام القضاة بالبت في القضايا في آجال‬
‫معقولة‪ ،‬لم يعد يسمح بالمناقشات الشفوية التي تتطلب وقتا طويال‪ ،‬لذا تراجع مبدأ الشفوية أمام‬
‫تصاعد تطبيق المسطرة الكتابية أمام جل محاكم المملكة‪.‬‬

‫فباستثناء بعض القضايا التي يتم فيها سلوك المسطرة الشفوية أمام المحاكم االبتدائية‪،‬‬
‫فإن المبدأ المعمول به هو المسطرة الكتابية على صعيد كافة محاكم المملكة‪ ،‬إذ تطبق المسطرة‬

‫‪17‬‬
‫الكتابية أمام محاكم االستئناف‪ 27‬والمحاكم التجارية‪ 28‬والمحاكم اإلدارية‪ 29‬ومحاكم االستئناف‬
‫اإلدارية‪ 30‬ومحاكم االستئناف التجارية‪ 31‬ومحكمة النقض‪.32‬‬

‫أما بالنسبة للمحاكم االبتدائية‪ ،‬فقد كانت المسطرة الشفوية هي السائدة فيها بموجب الفصل‬
‫‪ 11‬من قانون المسطرة المدنية الصادرة في ‪ 12‬شتنبر ‪ 9191‬باستثناء بعض القضايا التي‬
‫ي تعين فيها سلوك المسطرة الكتابية وهي القضايا التي تكون الدولة والجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية طرفا فيها والقضايا المتعلقة بالمسؤولية الناتجة عن الجريمة وشبه‬
‫الجريمة والقضايا التي تطبق فيها قواعد القانون البحري أو الجوي والقضايا المدنية العقارية‬
‫وقضايا الشركات المدنية والتجارية‪.‬‬

‫ثم تراجع المشرع المغربي وتبنى المسطرة الكتابية كقاعدة أمام المحاكم االبتدائية‬
‫وأصبحت المسطرة الشفوية تطبق في بعض الحاالت االستثنائية الواردة في المادة ‪ 11‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية التي أصبحت بعد التعديل الذي أدخل بموجب القانون الصادر في ‪91‬‬
‫شتنبر ‪ 9111‬تنص على تطبيق قواعد المسطرة الكتابية أمام المحاكم االبتدائية باستثناء القضايا‬
‫التالية التي تكون فيها المسطرة الشفوية‪:‬‬

‫‪ - 27‬أنظر المادة ‪ 011‬من ق‪.‬م‪.‬م وما بعدها إلى المادة ‪. 011‬‬

‫‪ - 28‬أنظر مثال ما جاء في المادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 50-75‬المذكور‪ :‬ترفع الدعوى أمام المحكمة التجارية بمقال مكتوب يوقعه محام‬
‫مسجل في هيئة من هيئـات المحامين بالم رب‪.".......‬‬

‫‪ - 29‬نصت المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 14-73‬المنظم لها‪ " :‬بعد تسجيل مقال الدعوى يحيل رئيس المحكمة اإلدارية الملف حاال إلى قا‬
‫مقرر يقوم بتعيينه والى المفو الملكي للدفاع عن القانون والحق المشار إليه في المادة ‪ 1‬أعاله‪.‬‬
‫ويطبق الفصل ‪ 017‬والفصل ‪ 000‬وما يليه إلى الفصل ‪ 001‬من قانون المسطرة المدنية على اإلجراءات التي يقوم بها القاضي المقرر‪،‬‬
‫وتمارس المحكمة اإلدارية ورئيسها والقاضي المقرر االختصاصات المسندة بالفصول اآلنفة الذكر على الترتيب إلى محكمة االستئناف‬
‫ورئيسها األول والمستشار المقرر بها‪.‬‬
‫‪ -30‬أنظر المادة ‪ 43‬و المادة ‪ 45‬من القانون رقم ‪ 13-30‬المحدث محاكم االستئناف اإلدارية‪.‬‬
‫‪ - 31‬أنظر مثال ما جاء في المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 50-75‬المذكور‪.‬‬

‫‪ - 32‬أنظر مثال المواد ‪ 051‬و ‪ 015‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬القضايا التي تختص فيها المحاكم االبتدائية ابتدائيا وانتهائيا‪33‬؛‬

‫‪ -‬قضايا النفقة والطالق والتطليق‪34‬؛‬

‫‪ -‬القضايا االجتماعية‪35‬؛‬

‫‪ -‬قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء؛‬

‫‪ -‬قضايا الحالة المدنية‪.36‬‬

‫كما تطبق المسطرة الشفوية أيض ا أمام أقسام قضاء القرب بموجب المادة السادسة من‬
‫القانون رقم ‪ 11-91‬المذكور‪ :" :‬تكون المسطرة أمام قسم قضاء القرب شفوية‪."......‬‬

‫‪ 33‬تجدر اإلشارة إلى أن المحاكم االبتدائية كانت تبت ابتدائيا وانتهائيا إلى حدود ‪ 0333‬درهم وابتدائيا مع حفظ حق االستيناف فيما‬
‫يتجاوز هذا المبلغ أو إذا كانت قيمة الطلب غير محددة‪ ،‬غير أنه بصدور القانون ‪ 05-43‬الصادر في ‪ 41‬غشت ‪ ،1344‬الذي غير‬
‫الفصل ‪ 47‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬أدخل ت يير جوهري بمقتضاه أصبحت المحاكم االبتدائية تبت‪:‬‬

‫‪ -‬ابتدائيا‪ ،‬مع حفظ حق االستيناف أمام غرف االستينافات بالمحاكم االبتدائية‪ ،‬إلى غاية عشرين ألف درهم (‪ 20.000‬درهم)؛‬

‫‪ -‬وابتدائيا‪ ،‬مع حفظ حق االستيناف أمام المحاكم االستينافية‪ ،‬في جميع الطلبات التي تتجاوز عشرين ألف درهم (‪ 20.000‬درهم)؛‬
‫‪ -‬تبت ابتدائيا طبقا ألحكام الفصل ‪ 12‬أعاله‪ ،‬مع حفظ حق االستيناف أمام المحاكم االستينافية (ويتعلق األمر بالحاالت التي تكون فيها‬
‫قيمة موضوع النزاع غير محددة)‪.‬‬
‫وبالتالي أصبحت المحاكم االبتدائية تنظر ابتدائيا في جل النزاعات مع استثناءات محدودة ومنها الحالة التي وردت في الفصل ‪ 14‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م وهي النزاعات الناشئة عن تطبيق ال رامات التهديدية المقررة في التشريع الخاص بالتعوي عن حوادث الش ل واألمرا‬
‫المهنية فإن األحكام تصدر فيها بصفة انتهائية ولو كان مبلغ الطلب غير محدد‪.‬‬
‫‪ - 34‬قضايا النفقة هنا تشمل نفقة الزوجة واألوالد واألبوين حسب ما تنص عليه مدونة األسرة‪.‬‬

‫المهنية دون نزاعات الش ل التي يلزم فيها سلوك المسطرة الكتابية‪.‬‬ ‫تقتصر المسطرة الشفوية على حوادث الش ل واألمرا‬ ‫‪35‬‬

‫‪ 36‬تقتصر المسطرة الشفوية على التصريح بالوالدات والوفيات دون قضايا الحالة المدنية األخرى التي يلزم فيها سلوك المسطرة‬
‫الكتابية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الباب األول‪ :‬تنظيم المحاكم واختصاصاتها‬

‫حسب الفصل األول من قانون التنظيم القضائي‪ ،‬يمكن تقسيم المحاكم إلى عادية‪ ،‬وهي‬
‫المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف ومحكمة النقض (الفصل األول) ومحاكم متخصصة وهي‬
‫المحاكم التجارية والمحاكم اإلدارية االبتدائية واالستئنافية (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬المحاكم العادية‬

‫سندرس في هذا الفصل اختصاص المحاكم العادية وتنظيمها‪ ،‬وسنبدأ بدراسة المحاكم‬
‫االبت دائية(الفرع األول) قبل االنتقال إلى محاكم االستئناف(الفرع الثاني) وأخيرا نتناول أعلى‬
‫هيئة قضائية بالمغرب‪ ،‬وهي محكمة النقض(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المحاكم االبتدائية‬

‫في إطار إصالح منظومة العدالة بالمغرب‪ ،‬تم إحداث أقسام قضاء القرب بالمحاكم‬
‫لتحل محل محاكم‬ ‫‪37‬‬
‫االبتدائية بموجب القانون رقم ‪ 11-91‬الصادر في ‪ 99‬غشت ‪1199‬‬
‫الجماعات والمقاطعات التي أحدثت في سنة ‪ ،9191‬ويرمي هذا القانون لتحقيق عدة أهداف‬
‫من بينها تقريب القضاء من المواطنين وتبسيط المساطر بالنسبة للنزاعات الزهيدة التي ال‬
‫تتجاوز ‪ 1111‬درهم‪.‬‬

‫‪ -37‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5715‬بتاريخ ‪ 1‬شوال ‪ 5( 4101‬سبتمبر ‪ ،)1344‬ص ‪.1071‬‬

‫‪20‬‬
‫وبالنظر ألهمية إحداث أقسام قضاء القرب بدوائر نفوذ المحاكم االبتدائية‪ ،‬فسنتطرق‬
‫الختصاص هذه األقسام وتنظيمها(المبحث األول)‪ ،‬وذلك قبل تناول اختصاص المحاكم‬
‫االبتدائية(المبحث الثاني) وتنظيم هذه المحاكم (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أقسام قضاء القرب‬

‫سندرس بداية اختصاص هذه األقسام (المطلب األول)‪ ،‬قبل تناول تنظيمها (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اختصاص أقسام قضاء القرب‬

‫تنص المادة األولى من القانون ‪: 11-91‬‬

‫يحدث قضاء للقرب بدوائر نفوذ المحاكم االبتدائية يوزع اختصاصه الترابي على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪-‬أقسام قضاء القرب بالمحاك م االبتدائية؛ ويشمل اختصاصها الترابي الجماعات المحلية‬
‫الواقعة بالدائرة الترابية لهذه المحاكم؛‬

‫‪ -‬أقسام قضاء القرب بمراكز القضاة المقيمين؛ ويشمل اختصاصها الترابي الجماعات‬
‫المحلية الواقعة بالدائرة الترابية لمركز القاضي المقيم‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالختصاص النوعي‪ ،‬فقد تم تخصيص المادة العاشرة الختصاص قاضي‬
‫القرب في المادة المدنية والمواد ‪ 91‬إلى ‪ 92‬الختصاصه في القضايا الجنائية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وهكذا سنتطرق أوال الختصاص قضاء القرب في المادة المدنية (الفقرة األولى) قبل‬
‫االنتقال لدراسة اختصاصها في المادة الجنائية(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاص قضاء القرب في المادة المدنية‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة العاشرة من القانون ‪": 11-91‬يختص قاضي القرب بالنظر‬
‫في الدعاوى الشخصية والمنقولة التي ال تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم‪ ،38‬وال يختص في‬
‫النزاعات المتعلقة بمدونة األسرة والعقار والقضايا االجتماعية واإلفراغات‪.‬‬

‫الدعاوى الشخصية‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫يختص قاضي القرب بالقضايا التي يكون موضوعها المطالبة بحق شخصي‪ 39‬شرط‬
‫أال تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم‪ .40‬ويقصد بالحق الشخصي تلك الرابطة القانونية بين‬
‫شخصين أحدهما دائن واآلخر مدين‪ ،‬والتي يحق بمقتضاها للدائن أن يطالب المدين بإعطاء‬
‫شيء معين أو القيام بعمل أو باالمتناع عن عمل‪.‬‬

‫وينحصر اختصاص قضاء القرب في الدعاوى الشخصية دون الدعاوى التي يكون‬
‫محلها حقا عينيا‪ 41‬أيا كانت قيمة النزاع‪ ،‬كما يمنع عليه النظر كذلك في الدعاوى المختلطة التي‬

‫‪ 38‬تنص الفقرات الثانية والثالثة والرابعة من المادة ‪ 43‬على مايلي‪ ":‬إذا عمد المدعي إلى تجزئة مستحقاته لالستفادة مما يخوله هذا‬
‫القانون ال تقبل منه إال المطالب األولية‪.‬‬
‫إذا قدم المدعى عليه طلبا مقابال فإن هذا الطلب ال يضاف إلى الطلب األصلي لتحديد مبلغ النزاع ويبقى القاضي مختصا بالنسبة للجميع‪.‬‬
‫في حالة ما إذا تجاوز الطلب المقابل االختصاص القيمي لقضاء القرب أحيل صاحبه على من له حق النظر"‪.‬‬
‫‪ 39‬يعتبر حقا شخصيا بالنسبة للدائن ويسمى التزاما من زاوية المدين‪ ،‬كحق الدائن في مطالبة المدين بمبلغ من النقود‪ ،‬وحق المستأجر‬
‫في إلزام المؤجر بتمكينه من االنتفاع بالشيء المؤجر‪.‬‬

‫‪ 40‬على خالف القانون المحدث لمحاكم الجماعات والمقاطعات‪ ،‬لم يعط القانون رقم ‪ 11-43‬لألطراف إمكانية الرفع من االختصاص‬
‫القيمي ألقسام قضاء القرب‪.‬‬

‫‪ 41‬الحق العيني سلطة مباشرة يخولها القانون لشخص على شيء معين‪ ،‬كحق الملكية والرهن‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تحتوي على شق عيني‪ ،‬بل تحال هذه القضايا على المحاكم االبتدائية ويبت فيها قضاة غير‬
‫قضاة القرب‪.‬‬

‫كما منع المشرع أيضا قضاء القرب من النظر في قضايا األسرة‪ ،‬والقضايا االجتماعية‬
‫واإلفراغات‪ ،42‬ويعزى ذلك إلى كون قضاء القرب يهدف إلى البت في القضايا البسيطة‬
‫والزهيدة المبلغ وعدم إطالة المساطر بشأنها دون القضايا التي تكتسي أهمية قصوى في‬
‫المجتمع كقضايا األسرة والقضايا االجتماعية واإلفراغات‪ ،‬خاصة أن قاضي القرب يبت في‬
‫القضايا التي يختص فيها بحكم غير قابل ألي طريق من طرق الطعن سواء كان عاديا أو‬
‫استثنائيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدعاوى المنقولة‪:‬‬

‫وتتمثل في الدعاوى التي تنصب على المنقوالت‪ 43‬التي ال تتجاوز قيمتها خمسة آالف‬
‫درهم‪ ،‬ويظهر الرفع من قيمة النزاعات التي تدخل في اختصاص قضاء القرب بالمقارنة مع‬
‫محاكم الجماعات والمقاطعات التي كانت تنظر في الدعاوى الشخصية والمتقولة التي ال تتجاوز‬
‫مع إمكانية رفع اختصاصها إلى ‪ 1111‬درهم باتفاق كتابي يوقعه‬ ‫‪44‬‬
‫قيمتها ‪ 9111‬درهم‬
‫األطراف‪.‬‬

‫‪ -42‬كان المشرع أيضا يستبعد من اختصاص محاكم الجماعات والمقاطعات دعاوى األحوال الشخصية والعقار وفسخ عقود الكراء‬
‫التجاري لعدم األداء‪.‬‬

‫‪ 43‬وهي التي يمكن نقلها من مكان آلخر دون تلف أو ت يير في هيأتها‪ ،‬وتنقسم إلى منقوالت بطبيعتها ومنقوالت بحسب المآل‪:‬‬

‫‪-‬المنقوالت بطبيعتها هي التي يمكن نقلها من مكان آلخر دون تلف شرط أال يكون عقارا بالتخصيص‪ ،‬ويستوي أن تكون هذه األشياء‬
‫مادية تتحرك من نفسها كالحيوانات أو بفعل قوة خارجية كالجماد‪ ،‬أو تكون أشياء معنوية كاإلسم التجاري وأفكار المؤلفين والمخترعين‪.‬‬

‫‪ -‬المنقوالت بالمآل‪ :‬هي عقارات بطبيعتها لكنها تأخذ صفة المنقوالت بحسب مصيرها وما ستؤول إليه بعد فترة من الزمن‪ ،‬ألن نية‬
‫المتعاقدين انصرفت إلى فصلها عن مستقرها‪.‬‬

‫‪ -44‬كان المشرع أيضا يدخل في اختصاص محاكم الجماعات والمقاطعات النظر في ضمن نفس الشروط والقيمة في طلبات الوفاء‬
‫بالكراء وفي طلبات فسخ عقود الكراء غير التجارية لعدم األداء وفي الدعاوى الرامية إلى رفع االحتالل الحال والمانع من االنتفاع بحق‬
‫الملكية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وغني عن البيان أن هذه أقسام قضاء القرب ال تختص بالنظر في الدعاوى التي يكون‬
‫محلها عقار‪ 45‬كيفما كانت قيمته‪ ،‬أي ولو كانت قيمته ال تتجاوز خمسة آالف درهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاص قضاء القرب في المادة الجنائية‬

‫تنص المادة ‪ 91‬من القانون المنظم لقضاء القرب على " يختص قاضي القرب بالبت‬
‫في المخالفات المرتكبة من طرف الرشداء المنصوص عليها في المواد الموالية‪ ،‬ما لم يكن لها‬
‫وصف أشد إذا ارتكبت داخل الدائرة التي يشملها اختصاصها الترابي أو التي يقيم بها المقترف"‬
‫يعاقب عليها هذا القانون‪:‬‬ ‫‪46‬‬
‫وهذه المخالفات‬

‫‪ -‬بغرامة تتراوح بين ‪ 111‬و‪ 111‬درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة ‪ 91‬منه‪47‬؛‬

‫‪ -‬بغرامة تتراوح بين ‪ 111‬و‪ 911‬درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة ‪ 92‬منه‪48‬؛‬

‫‪ -‬بغرامة تتراوح بين ‪ 111‬و‪ 9111‬درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة ‪ 99‬منه‪49‬؛‬

‫‪ 45‬والعقارات تنقسم إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬ال عقار بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقله من دون تلف أو ت يير في هيئته‪ .‬وتشتمل على األراضي والبنايات‬
‫والنباتات‪.‬‬

‫‪ -‬العقار بالتخصيص هو المنقول الذي يضعه مالكه في عقار يملكه رصدا لخدمة هذا العقار واست الله أو يلحقه به بصفة دائمة‪ ،‬كمالك‬
‫أر زراعية يضع في األر آالت وحيوانات قصد خدمة هذه األر واست اللها‪ ،‬فاألر هنا تضفي صفتها كعقار على تلك‬
‫المنقوالت‪.‬‬

‫‪ 46‬يرجع لهذه المواد لالطالع على هذه المخالفات‪ ،‬إذ ال يتسع المقام لذكرها فعدد البنود الواردة في هذه المواد يتجاوز ‪ 51‬بندا‪ ،‬أما‬
‫عدد المخالفات فهي أكثر من هذا العدد بكثير ألن كل بند من هذه البنود يشمل أكثر من مخالفة واحدة‪.‬‬

‫‪ 47‬من بين المخالفات المعاقب عليها في هذه المادة نجد‪ :‬من ألقى بدون احتياط قاذورات على شخص؛ من قطف ثمارا مملوكة لل ير‬
‫وأكلها في عين المكان؛ من ارتكب عالنية قسوة على حيوان مستأنس كان مملوكا له أو ال‪ ،‬وكذلك من أساء معاملته بالزيادة في حمولته‪.‬‬

‫‪ 48‬كأمثلة على هذه المخالفات‪ :‬من عرقل الطريق العمومية بوضعه أو تركه دون ضرورة مواد أو اشياء كيفما كانت تمنع أو تقلل من‬
‫حرية أو من أمن المرور؛ من أفسد حفرة أو سياجا أو قطع أغضان سياج أو أزال أعوادا يابسة منه‪.‬‬

‫‪ 49‬من بين المخالفات المعاقب عليها في هذه المادة نجد‪ :‬من تعمد عن علم إزالة أو إخفاء أو تمزيق إعالن وضع بمقتضى أمر صادر‬
‫عن السلطات اإلدارية المختصة سواء كان ذلك كليا أو جزئيا‪ ،‬ويعاد من جديد تنفيذ ما تضمنه األمر تنفيذا كامال على نفقة المحكوم‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬بغرامة تتراوح بين ‪ 211‬إلى ‪ 9111‬درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة ‪92‬‬
‫منه‪.50‬‬

‫ويتضح من هذه المادة أنه يشترط النعقاد اختصاص قضاء القرب‪:‬‬

‫‪ -‬أن يتعلق األمر بالمخالفات المنصوص عليها في المواد من ‪ 91‬إلى ‪ 92‬من قانون‬
‫قضاء القرب؛‬

‫‪ -‬أن يكون المخالف راشدا‪ ،‬أي أن قضاء القرب ال ينظر في قضايا األحداث؛‬

‫‪ -‬أال يكون للمخالفة وصفا أشد‪ ،‬ألنه في هذه الحالة ستدخل في اختصاص محاكم أخرى؛‬

‫‪ -‬أن ترتكب المخالفة في الدائرة التي تدخل في االختصاص الترابي لقضاء القرب أو‬
‫التي يقيم بها مقترف المخالفة‪.‬‬

‫وبالمقارنة مع محاكم الجماعات والمقاطعات‪ ،‬يالحظ الرفع من قيمة الغرامات التي‬


‫يمكن أن يحكم بها قضاة القرب التي تتراوح بين ‪ 111‬درهم و‪ 9111‬درهم‪ ،‬بينما الغرامات‬
‫التي كان ينص عليها القانون بخصوص محاكم الجماعات والمقاطعات‪ ،‬تتراوح بين ‪ 91‬دراهم‬
‫و ‪ 211‬درهم‪ ،‬ورغم أن المبالغ األخيرة قد تبدو بسيطة‪ ،‬إال أنها قد تثقل كاهل المتقاضين‬
‫الفقراء خاصة من سكان القرى والبوادي النائية الذين قد يحكم عليهم ألسباب كيدية بأحكام غير‬
‫قابلة ألي طعن وال تخضع ألية رقابة سواء من حيث الشكل أو الجوهر‪ .‬وبالتالي كان‬
‫المتقاضون يخضعون للسلطة التقديرية للحاكم وبصورة مطلقة وهذا يتعارض مع أبسط مبادئ‬
‫القضاء العادل‪.‬‬

‫عليه؛ من ركب سيارة أجرة وهو يعلم أنه يتعذر عليه مطلقا أن يدفع واجب نقله؛ من استأجر بيتا بفندق أو تناول وجبة بمطعم أو استفاد‬
‫من خدمة بمقهى وهو يعلم أنه يتعذر عليه أن يدفع واجب ذلك‪.‬‬

‫‪ 50‬كأمثلة على المخالفات المنصوص عليها في هذه المادة نجد‪ :‬كل من قتل أو بتر دون ضرورة حيوانا مستأنسا في ملك ال ير وفي‬
‫مكان يملكه أو يكتريه أو يزرعه أو في أي مكان آخر؛ من عيب أو أتلف بأي وسيلة كانت طريقا عمومية أو اغتصب جزءا منها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم قضاء القرب‬

‫سنتناول تأليف قضاء أقسام القرب (الفقرة األولى) ثم نتطرق بعد ذلك لخصوصيات‬
‫المسطرة أمامه(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تأليف أقسام قضاء القرب‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة الثانية من قانون قضاء القرب على أن‪" :‬تتألف أقسام قضاء‬
‫القرب من قاض أو أكثر وأعوان لكتابة الضبط أو الكتابة"‪.‬‬

‫وتنص المادة الثالثة من قانون قضاء القرب على أن الجمعية العمومية تسند البت في‬
‫القضايا التي تندرج ضمن قضاء القرب للقضاة العاملين بالمحاكم االبتدائية ومراكز القضاة‬
‫المقيمين‪.‬‬

‫وفي حالة غياب قاضي القرب أو عند ظهور مانع قانوني يمنعه من البت في الطلب‪،‬‬
‫يكلف رئيس المحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه‪ ،‬قاضيا للنيابة عنه وفق ما جاء في المادة‬
‫الرابعة من نفس القانون‪.‬‬

‫وهنا يبدو تجاوز القانون ‪ 11-91‬النتقاد أساسي كان يوجه لحكام الجماعات والمقاطعات‬
‫الذين كان جلهم يفتقر للتكوين في المجال القانوني مما كان يؤثر على سالمة‬ ‫‪51‬‬
‫المنتخبين‬
‫األحكام التي يصدرونها‪ ،‬أما بالنسبة ألقسام القرب فالقانون نص على تأليفها من قضاة ينتمون‬
‫إلى سلك القضاة‪.‬‬

‫‪ -51‬حكام محاكم الجماعات والمقاطعات كانوا يعينون إما من بين القضاة‪ ،‬وإما من أشخاص ال ينتمون لسلك القضاء بل يختارون من‬
‫طرف هيئة انتخابية‪ ،‬ويتم تعيينهم بظهير شريف باقتراح من المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أما أعوان كتابة الضبط فهم موظفون خاضعون لقانون الوظيفة العمومية‪ ،‬وهم من‬
‫مساعدي القضاء إلى جانب الهيآت األخرى كالمحامين والخبراء‪ ،‬ويسهرون على القيام بعدة‬
‫مهام منصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬تلقي تقييد الدعاوى ونقلها في السجل المعد لذلك بالمحكمة؛‬

‫‪ -‬القيام بمهام تبليغ الدعاوى كتوجيه االستدعاءات لألطراف والشهود؛‬

‫‪-‬معاينة حضور األطراف أو وكالئهم بالجلسة؛‬

‫‪ -‬القيام بتبليغ األحكام وتنفيذها‪52‬؛‬

‫‪ -‬التوقيع على األحكام إلى جانب القضاة أو القاضي الفرد إذا لم تكن التشكيلة جماعية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المسطرة أمام قضاء القرب‬

‫انطالقا من األحكام الواردة في المادة الثانية والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة‬


‫والثانية عشرة من قانون أقسام قضاء القرب‪ ،‬تستخلص خصوصيات المسطرة أمام هذه‬
‫األقسام‪ ،‬وهي الشفوية والعلنية والمجانية والقضاء الفردي وإجراء محاولة الصلح وعدم قابلية‬
‫أحكامها ألي طعن سوى اإللغاء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشفوية‬

‫تنص المادة السادسة من القانون رقم ‪ 11-91‬على أن ‪" :‬تكون المسطرة أمام أقسام‬
‫قضاء القرب شفوية ومجانية ومعفاة من الرسوم القضائية"‪.‬‬

‫‪ 52‬قام القانون رقم ‪ 14-13‬الصادر في ‪ 15‬دجنبر ‪ 4713‬بإحداث هيئة األعوان القضائيين وهي تقوم أيضا بعمليات التبليغ والتنفيذ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫من األهمية بمكان التنصيص على مبدأ الشفوية أمام هذه األقسام‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫األطراف يمكنهم رفع الدعوى إلى قاضي القرب إما بمقال مكتوب أو بتصريح شفوي يتلقاه‬
‫كاتب الضبط ‪ ،‬وهذا ما جاء في المادة ‪ 99‬من قانون قضاء القرب التي تنص على‪ ":‬ترفع‬
‫الدعوى إلى قاضي القرب إما بمقال مكتوب أو بتصريح شفوي يتلقاه كاتب الضبط ويدونه في‬
‫محضر يتضمن الموضوع واألسباب المثارة وفق نموذج معد لهذه الغاية ويوقعه مع الطالب‪.‬‬

‫إذا كا ن المدعى عليه حاضرا أوضح له القاضي مضمون الطلب وإذا لم يحضر بلغ له‬
‫مقال المدعي أو نسخة من المحضر في الحال‪ ،‬ويحتوي هذا التبليغ على استدعاء لجلسة ال‬
‫يتجاوز تاريخها ثمانية أيام"‪.‬‬

‫كما يمكن لألطراف تقديم وسائل دفاعهم والمرافعة أمام قاضي القرب دون إلزامية تقديم‬
‫مذكراتهم كتابة‪ .‬وهو ما يوفر كثيرا من الوقت الذي يتطلبه القيام بكل اإلجراءات كتابة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العلنية‬

‫كما جاء في الفقرة األولى من المادة السابعة من القانون رقم ‪ 11-91‬على أن ‪ ":‬تكون‬
‫جلسات أقسام قضاء القرب علنية‪ ،‬وتصدر األحكام باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‪ ،‬وتضمن‬
‫في سجل خاص بذلك كما تذيل بالصيغة التنفيذية"‪.‬‬

‫من خالل المادة السابعة يظهر أن جلسات أقسام قضاء القرب علنية‪ ،‬وليس هناك أي‬
‫استثناء على هذه القاعدة‪ ،‬ألن طبيعة القضايا المعروضة على هذه األقسام ال تستوجب سرية‬
‫الجلسات‪ ،‬ذلك أن هذه األقسام ال تنظر في قضايا األسرة التي قد يكون فيها أسرار يتعين الحفاظ‬
‫عليها‪ ،‬كما ال تنظر فيما قد يمس باألمن العام أو النظام العام‪ ،‬بل أيضا في الجانب الجنائي‬
‫تنظر هذه األقسام فقط في المخالفات البسيطة التي ليس فيها ما يستوجب السرية كما هو شأن‬
‫المحاكم األخرى التي رغم التنصيص فيها على مبدأ علنية الجلسات‪ ،‬فقد تقرر المحكمة جعلها‬
‫سرية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ثالثا‪ :‬المجانية‬

‫تعفى القضايا المعروضة أمام قضاء القرب من جميع الرسوم القضائية بقوة القانون‪،‬‬
‫وهذه خاصية مهمة‪ ،‬ألنها تسمح لكل شخص ذاتي من اللجوء إلى هذه األقسام للمطالبة بحقوقه‬
‫دون أن تقف هذه المصاريف عائقا أمامه‪ ،‬وهكذا جاء في المادة السادسة من القانون ‪11-91‬‬
‫‪":‬تكون المسطرة أمام قسم قضاء القرب شفوية‪ .‬وتكون مجانية ومعفاة من الرسوم القضائية‬
‫بخصوص الطلبات المقدمة من طرف األشخاص الذاتيين"‪.‬‬

‫وبما أن هذا اإلعفاء من الرسوم القضائية بقوة القانون‪ ،‬فال حاجة لتقديم طلب بذلك من‬
‫المتقاضين‪ ،‬كما هو الشأن أمام المحاكم األخرى التي يتعين لإلعفاء من هذه الرسوم التقدم أمام‬
‫النيابة العامة بطلب في هذا الشأن والذي قد يبت فيه بالموافقة أو الرفض‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن حصر المجانية في األشخاص الذاتيين تم بعد مرور ‪ 1‬سنوات‬
‫من العمل بهذه األقسام‪ ،‬فقد كانت المجانية تشمل األشخاص المعنوية أيضا‪ ،‬ونظرا الستفادة‬
‫الشركات الكبرى من هذه المجانية وخسارة الدولة ألموال كبيرة بسبب كثرة ملفات األداء التي‬
‫كانت تقدمها هذه الشركات‪ ،‬فقد تدخل المشرع بتغيير أحكام المادة ‪ 2‬أعاله‪ ،‬بمقتضى المادة‬
‫الفريدة من القانون رقم ‪ 91.91‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.91.92‬بتاريخ ‪ 11‬من‬
‫ربيع اآلخر ‪ 91( 9112‬فبراير ‪ 531191‬وحصر المجانية في الطلبات المقدمة من األشخاص‬
‫الذاتيين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القضاء الفردي‬

‫تنص الفقرة الثانية من المادة الثانية من قانون قضاء القرب على أن‪" :‬تعقد الجلسات‬
‫بقاض منفرد بمساعدة كاتب للضبط وبدون حضور النيابة العامة‪".‬‬

‫إن األخذ بنظام القضاء الفردي بمساعدة كتابة الضبط وبدون حضور النيابة العامة‪ ،‬يحقق‬
‫تبسيطا للمساطر أمام هذه األقسام والسرعة في البت‪.‬‬

‫‪ 53‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1011‬بتاريخ ‪ 11‬جمادى األولى ‪ 47( 4101‬مارس ‪ ،)1345‬ص ‪.4154‬‬

‫‪29‬‬
‫خامسا‪ :‬إجراء محاولة الصلح‬

‫نصت المادة ‪ 91‬من القانون ‪ 11-91‬على أن ‪ ":‬يقوم قاضي القرب وجوبا‪ ،‬قبل مناقشة‬
‫الدعوى‪ ،‬بمحاولة للصلح بين الطرفين‪ ،‬فإذا تم الصلح بينهما‪ ،‬حرر بذلك محضرا وتم اإلشهاد‬
‫به من طرفه"‪.‬‬

‫أكدت المادة ‪ 91‬من قانون قضاء القرب على ضرورة إجراء محاولة الصلح بين الطرفين‬
‫من قبل قاضي القرب‪ ،‬وألهمية هذا اإلجراء‪ ،‬فقد نص قانون قضاء القرب على تمكين الطرف‬
‫المتضرر من الحكم من طلب إلغائه أمام رئيس المحكمة االبتدائية إذا لم يجر قاضي القرب‬
‫محاولة الصلح بين الطرفين‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬قابلية أحكام قضاء القرب لإللغاء‬

‫يبت قاضي القرب في هذه القضايا التي تدخل في اختصاصه بحكم غير قابل ألي طريق‬
‫من ط رق الطعن سواء كان عاديا أو استثنائيا‪ ،‬إال إذا تعلق األمر بأحد حاالت اإللغاء المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11-91‬المذكور‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪ " ،1‬يمكن تقديم طلب إلغاء الحكم إذا توفرت إحدى الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪-‬إذا لم يحترم قاضي القرب اختصاصه النوعي أو القيمي؛‬

‫‪-‬إذا لم يجر محاولة الصلح المنصوص عليها في المادة ‪ 91‬بعده؛‬

‫‪-‬إذا بت فيما لم يطلب منه‪ ،‬أو حكم بأكثر مما طلب‪ ،‬أو أغفل البت في أحد الطلبات؛‬

‫‪-‬إذا بت رغم أن أحد األطراف قد جرحه عن حق؛‬

‫‪-‬إذا بت دون أن يتحقق مسبقا من هوية األطراف؛‬

‫‪-‬إذا حكم على المدعى عليه أو المتهم دون أن تكون له الحجة على أنه توصل بالتبليغ أو‬
‫االستدعاء؛‬

‫‪30‬‬
‫‪-‬إذا وجد تناقض بين أجزاء الحكم؛‬

‫‪-‬إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى‪.‬‬

‫يبت الرئيس في الطلب داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه‪ ،‬في غيبة األطراف‪،‬‬
‫ما لم ير ضرورة استدعاء أحدهم لتقديم إيضاحات؛ وفي جميع الحاالت يبت داخل أجل الشهر‪.‬‬

‫ال يقبل هذا الحكم أي طعن‪".‬‬

‫وبالمقارنة مع المادة ‪ 19‬من ظهير ‪ 91‬يوليوز ‪ 9191‬التي كانت تحصر أسباب الطعن‬
‫في أحكام حكام الجماعات والمقاطعات في أربعة أسباب‪ ،‬وهي نفس حاالت اإللغاء المنصوص‬
‫عليها في المادة التاسعة أعاله في الحالة األولى والرابعة والخامسة والسادسة‪ .‬ولذا فقد تم توسيع‬
‫أسباب إلغاء أحكام قضاء القرب بالمقارنة مع أحكام حكام الجماعات والمقاطعات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاص المحاكم االبتدائية‬

‫سندرس اختصاص المحكمة االبتدائية النوعي (المطلب األول) ثم نتناول اختصاصها‬


‫المحلي(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫ويحدد االختصاص النوعي نوع القضايا التي تنظر فيها محكمة معينة(مدني‪ ،‬تجاري‪،‬‬
‫إداري)‪ ،‬أما بالنسبة لالختصاص المحلي‪ ،‬فيرتبط بحدود الدائرة الجغرافية التابعة للمحكمة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاص المحاكم االبتدائية النوعي‬

‫من أجل اإللمام بهذا الموضوع‪ ،‬سنتناول أوال اختصاص المحاكم االبتدائية في دعاوى‬
‫الموضوع(الفقرة األولى) ثم ندرس اختصاصها في األوامر والقضاء االستعجالي(الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاص المحاكم االبتدائية في دعاوى الموضوع‬

‫ينص الفصل ‪ 92‬من قانون المسطرة المدنية على أن المحاكم االبتدائية تختص‪ -‬مع‬
‫مراعاة االختصاصات الخاصة المخولة إلى أقسام قضاء القرب‪ -‬بالنظر في جميع القضايا‬
‫المدنية وقضايا األسرة والتجارية واإلدارية‪ 54‬واالجتماعية ابتدائيا وانتهائيا أو ابتدائيا مع حفظ‬
‫حق االستئناف‪.‬‬

‫وهكذا تعتبر المحاكم االبتدائية صاحبة الوالية العامة للنظر في كافة القضايا ما لم يكن‬
‫هناك نص قانوني صريح يمنح االختصاص لمحكمة أخرى كما هو شأن االختصاص الممنوح‬
‫للمحاكم التجارية واإلدارية‪.‬‬

‫وتنظر المحاكم االبتدائية في هذه القضايا حسب الفصل ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪:‬‬

‫‪ -‬ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام غرف االستئنافات بالمحاكم االبتدائية إلى غاية‬
‫عشرين ألف درهم؛‬

‫‪ 54‬مع مراعاة االختصاص الذي صار مسندا إلى المحاكم اإلدارية بمقتضى القانون رقم ‪ 14-73‬وإلى المحاكم التجارية بموجب القانون‬
‫رقم ‪.50-75‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم االستئنافية في جميع الطلبات التي تتجاوز‬
‫عشرين ألف درهم؛‬

‫‪ -‬ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم االستئنافية إذا كانت قيمة النزاع غير‬
‫محددة‪.‬‬

‫إن مقتضيات الفصل ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬م بعدما طالها التعديل بموجب القانون رقم ‪11-91‬‬
‫أصبحت تقضي بأن المحاكم االبتدائية تبت ابتدائيا وأحكامها دائما قابلة لالستئناف‪ ،‬واالختالف‬
‫يكمن في الجهة التي يرفع االستئناف أمامها‪ ،‬فتنظر محاكم االستئناف في الطلبات التي تتجاوز‬
‫عشرين ألف درهم أو كانت قيمتها غير محددة‪ ،‬بينما تنظر غرف االستئناف بالمحكمة االبتدائية‬
‫في الطلبات التي ال تتجاوز قيمتها عشرين ألف درهما‪ ،‬بينما قبل هذا التعديل‪ ،‬كانت المحاكم‬
‫االبتدائية تبت ابتدائيا وانتهائيا إلى غاية ثالثة آالف درهم‪ ،‬وابتدائيا مع حفظ حق االستئناف في‬
‫جميع الطلبات التي تتجاوز هذا المبلغ أو كانت قيمتها غير محددة‪.‬‬

‫ويكون الطلب غير محدد القيمة "إما ألنه طلب مؤسس على مصلحة معنوية أو مرتبط‬
‫بحالة األشخاص وأهليتهم كدعاوى الحالة المدنية والحجر أو التصريح بالموت أو الغياب‪ ،‬أو‬
‫ألنه يهدف الحصول على مصلحة مادية ولكن يصعب تحديد قيمتها المالية ألنها غير قابلة‬
‫للتقدير كالطلبات المتعلقة بتنفيذ التزام بعمل كطلب اإلفراغ أو تقديم حساب أو إرجاع األجير‬
‫إلى عمله‪"55 .‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص في القضايا المدنية‬

‫تختص المحاكم االبتدائية بالنظر في القضايا المدنية باألساس خاصة بعد إحداث محاكم‬
‫متخصصة في النزاعات التجارية واإلدارية‪ ،‬كما تختص بالنظر في القضايا المتعلقة بالصحافة‬
‫والجمعيات‪.‬‬

‫‪ 55‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬التنظيم القضائي الم ربي‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،1340-1341 ،‬ص‪11.‬‬

‫‪33‬‬
‫وقد أوصى اإلجراء ‪ 991‬من ميثاق إصالح منظومة العدالة بدعم الغرف المتخصصة‬
‫في الصحافة والنشر والتواصل واإلعالم بقضاة مكونين في هذا المجال‪.56‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص في قضايا األسرة‬

‫تنظر أقسام قضاء األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث والحالة المدنية وشؤون‬
‫التوثيق والقاصرين والكفالة وكل ما له عالقة برعاية وحماية األسرة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االختصاص في القضايا الزجرية‬

‫تنظر المحاكم االبتدائية في الجنح والمخالفات‪:‬‬

‫‪-‬الجنح ‪ :‬تنقسم إلى جنح تأديبية يعاقب عليها القانون بالحبس الذي يزيد عن سنتين‪،‬‬
‫وجنح ضبطية بالحبس لمدة أقصاها سنتين وغرامة تزيد عن ‪ 9111‬درهم؛‬

‫‪ -‬المخالفات ‪ :‬تحدد عقوبتها في االعتقال لمدة تقل عن شهر وغرامة من ‪ 11‬إلى‬


‫‪ 9111‬درهم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االختصاص في القضايا االجتماعية‬

‫تبت المحاكم االبتدائية في القضايا االجتماعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬النزاعات الفردية المتعلقة بعقود الشغل والتدريب المهني والخالفات الفردية التي لها‬
‫عالقة بالشغل أو التدريب المهني‪.‬‬

‫‪ -‬التعويض عن األضرار الناتجة عن حوادث الشغل واألمراض المهنية طبقا للتشريع‬


‫الجاري به العمل‪.‬‬

‫‪ -‬النزاعات التي قد تترتب عن تطبيق المقتضيات التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالضمان‬


‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 56‬أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات‪،‬‬
‫الصفحة ‪.13‬‬

‫‪34‬‬
‫خامسا‪ :‬االختصاص في بعض القضايا التجارية‬

‫تختص المحاكم التجارية بالنظر في القضايا التجارية‪ ،‬غير أن المشرع ارتآى بالنسبة‬
‫للنزاعات التجارية البسيطة التي تقل قيمتها عن ‪ 11111‬درهم أن يسندها للمحاكم االبتدائية‬
‫بهدف تقريب العدالة من المواطنين بفعل انتشارها في كامل التراب الوطني بأكثر من ‪21‬‬
‫محكمة بينما ال تتعدى المحاكم التجارية المحدثة ‪ 2‬محاكم تجارية‪.‬‬

‫وقد عزز تقرير ميثاق إصالح منظومة العدالة هذا التوجه ليشمل القضايا التجارية‬
‫األخرى باقتراح اإلجراء ‪ 911‬إحداث أقسام تجارية ببعض المحاكم االبتدائية متخصصة للبت‬
‫في القضايا التي تختص فيها المحاكم التجارية والقضايا التجارية التي تدخل في اختصاص‬
‫المحاكم االبتدائية‪ ،57‬وقد تبنى مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬المتعلق بالتنظيم القضائي هذا‬
‫االقتراح في المادة ‪.12‬‬

‫سادسا‪ :‬اختصاص غرفة االستتئنافات‬

‫تختص غرف االستينافات المحدثة بالمحكمة االبتدائية بالنظر في االستينافات المرفوعة‬


‫ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية وهي الطلبات التي ال تتجاوز عشرين ألف‬
‫درهم (‪ 20.000‬درهم)‪ .58‬وتعمل غرف االستينافات بنفس المسطرة المطبقة أمام محاكم‬
‫االستئناف بموجب المادة ‪ 112‬من قانون المسطرة المدنية وما بعدها وتنعقد بهيئة جماعية‬
‫وتمارس نفس صالحيات محكمة االستئناف في حدود اختصاصها‪.‬‬

‫وترمي غرف االستينافات المحدثة بموجب القانون رقم ‪ 11.91‬المغير والمتمم قانون‬
‫المسطرة المدنية الصادر في ‪ 99‬أغسطس‪ 1199‬إلى تقريب مرفق القضاء من المواطنين وعدم‬
‫تكليفهم عناء التنقل لمحاكم االستيناف بحكم تواجد سبعين محكمة ابتدائية موزعة في كل أنحاء‬
‫التراب الوطني في مقابل إحداث ‪ 19‬محكمة استئناف فقط متمركزة في المدن الكبرى للمملكة‪.‬‬

‫‪ 57‬أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات‪،‬‬
‫الصفحة ‪.11‬‬

‫‪ - 58‬تم تغيير وتتميم الفصل ‪ 11‬أعاله بموجب القانون رقم ‪ ،11.91‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ويبدو أن الغاية من إحداث غرف االستئنافات لم تتحقق على أرض الواقع بحكم انتقاد‬
‫هذه التجربة التي خرقت في الحقيقة مبدأ التقاضي على درجتين‪ ،‬ولذلك تم اقتراح حذف هذه‬
‫الغرف االستينافية في اإلجراء ‪ 919‬من ميثاق إصالح منظومة العدالة‪ ،59‬وهو االقتراح الذي‬
‫أخذ به مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬اختصاص المحاكم االبتدائية في األوامر والقضاء االستعجالي‬

‫فضال عن اإلشراف على إدارة مصالح المحكمة االبتدائية‪ ،‬يبت رئيس المحكمة‬
‫حسب قانون المسطرة المدنية في األوامر المبنية على طلب وأوامر األداء‬ ‫‪60‬‬
‫االبتدائية‬
‫والمستعجالت‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األوامر المبنية على الطلب والمعاينات‬

‫تدخل هذه األوامر ضمن اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه‪ ،‬ومن‬
‫صورها المقاالت التي تستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار‪ .‬وهو من‬
‫األوامر الوالئية حيث يصدر رئيس المحكمة األمر في غيبة األطراف دون حضور كاتب‬
‫الضبط‪.‬‬

‫وقد أسند هذا االختصاص لرئيس المحكمة االبتدائية بموجب المادة ‪ 912‬من ق‪.‬م‪.‬م التي‬
‫ورد فيها‪":‬يختص رؤساء المحاكم االبتدائية وحدهم‪ 61‬بالبت في كل مقال يستهدف الحصول‬

‫‪ 59‬أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات‪ ،‬الصفحة ‪.21‬‬

‫‪ 60‬حسب المادة التاسعة من القانون رقم ‪ 11-43‬المتعلق بتنظيم قضاء القرب‪ ،‬يختص كذلك رئيس المحكمة االبتدائية بالنظر في طلبات إل اء األحكام‬
‫الصادرة عن قضاء القرب‪ ،‬ويجب أن يبت الرئيس في الطلب داخل أجل ‪ 45‬يوما من تاريخ إيداعه في غيبة األطراف ما لم ير ضرورة استدعاء‬
‫أحدهم لتقديم إيضاحات‪ ،‬وفي جميع الحاالت يبت داخل أجل الشهر‪ .‬وال يقبل هذا الحكم أي طعن‪.‬‬

‫‪ - 61‬تنص المادة ‪ 47‬من القانون رقم ‪ 14.73‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬على أنه‪" :‬يختص رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته قاضيا‬
‫للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية"‪ .‬وتنص المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 50.75‬القاضي بإحداث محاكم تجارية‪،‬‬
‫على أنه‪" :‬يمارس رئيس المحكمة التجارية االختصاصات المسندة إلى رئيس المحكمة االبتدائية بموجب قانون المسطرة المدنية وكذا االختصاصات‬
‫المخولة له في المادة التجارية"‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار أو أي إجراء مستعجل في أية مادة لم يرد بشأنها نص‬
‫خاص وال يضر بحقوق األطراف‪ .‬ويصدرون األمر في غيبة األطراف دون حضور كاتب‬
‫الضبط بشرط الرجوع إليهم في حالة وجود أية صعوبة‪.‬‬

‫يكون األمر في حالة الرفض قابال لالستيناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به‬
‫عدا إذا تعلق األمر بإثبات حال أو توجيه إنذار‪ .‬ويرفع هذا االستيناف أمام محكمة االستيناف‪.‬‬

‫إذا عاق الرئيس مانع ناب عنه أقدم القضاة‪.‬‬

‫يقوم عون كتابة الضبط المكلف بإنذار أو بإثبات حالة بتحرير محضر يثبت فيه باختصار‬
‫أقوال ومالحظات المدعى عليه االحتمالي أو ممثله ويمكن تبليغ هذا المحضر بناء على طلب‬
‫الطرف الملتمس لإلجراء إلى كل من يعنيه األمر‪ ،‬ولهذا األخير أن يطلب في جميع األحوال‬
‫نسخة من المحضر‪.‬‬

‫إذا لم يكن القيام بالمعاينة المطلوبة مفيدا إال بواسطة رجل فني أمكن للقاضي تعيين خبير‬
‫للقيام بذلك‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬أوامر األداء‬

‫حسب المادة ‪ 911‬من ق‪.‬م‪.‬م تنظر المحكمة االبتدائية في مسطرة األمر باألداء ال‬
‫كمحكمة موضوع وإنما يبت رئيسها وحده في مسطرة األمر باألداء بشأن كل طلب تأدية مبلغ‬
‫مالي يتجاوز خمسة آالف درهم (‪ 1111‬درهم) مستحق بموجب ورقة تجارية أو سند رسمي‬
‫بموجب القانون رقم ‪9-91‬‬ ‫‪62‬‬
‫أو اعتراف بدين‪ ،‬وقد تم تعديل هذه المادة في مارس ‪1191‬‬
‫بعدما كانت مسطرة األمر باألداء في السابق تجرى في كل طلب تأدية مبلغ مالي يتجاوز ألف‬
‫درهم مستحق بموجب سند أو اعتراف بدين‪.‬‬

‫‪ - 62‬تم نسخ وتعويض أحكام الباب الثالث من القسم الرابع أعاله‪ ،‬بمقتضى المادة األولى من القانون رقم ‪ 9.91‬بنسخ وتعويض الباب الثالث المتعلق‬
‫بمسطرة األمر باألداء من القسم الرابع من قانون المسطرة المدنية والمادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 11.11‬القاضي بإحداث محاكم تجارية؛ الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 9.91.91‬بتاريخ ‪ 1‬جمادى األولى ‪ 2( 9111‬مارس ‪)1191‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 2111‬بتاريخ ‪ 92‬جمادى األولى ‪9111‬‬
‫(‪ 11‬مارس ‪ ،)1191‬ص ‪.1111‬‬

‫‪37‬‬
‫وتنص المادة ‪ 912‬من ق‪.‬م‪.‬م‪" :‬إذا ظهر لرئيس المحكمة أن الدين ثابت ومستحق األداء‪،‬‬
‫إما جزئيا أو كليا‪ ،‬أصدر أمرا بقبول الطلب قاضيا على المدين بأداء أصل الدين والمصاريف‬
‫والفوائد عند االقتضاء‪.‬‬

‫إذا ظهر خالف ذلك‪ ،‬أصدر الرئيس أمرا معلال برفض الطلب‪.‬‬

‫ال يقبل األمر بالرفض أي طعن‪.‬‬

‫يبقى للطالب‪ ،‬في حالة رفض الطلب أو قبوله جزئيا‪ ،‬الحق في اللجوء إلى المحكمة‬
‫المختصة وفق اإلجراءات العادية‪".‬‬

‫وتمكن مسطرة األمر باألداء الدائنين من استيفاء ديونهم الثابتة في آجال سريعة بدل‬
‫سلوك اإلجراءات العادية أمام محكمة الموضوع‪ ،‬إذ يستصدر رئيس المحكمة هذه األوامر في‬
‫غياب األطراف وكاتب الضبط‪ ،‬كما تم تقليص طرق الطعن وآجال ممارستها‪ ،‬حيث ال يقبل‬
‫األمر بالرفض أي طعن‪ ،‬لكن يملك المدعي هنا اللجوء إلى التقاضي أمام محكمة الموضوع‪،‬‬
‫أما بالنسبة لألمر بقبول الطلب فيمكن للمدعى عليه أن يتعرض على األمر داخل اجل خمسة‬
‫عشر يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬ويقبل الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض‪ ،‬االستئناف‬
‫داخل اجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى أوامر األداء ذات الطابع المدني‪ ،‬فإن رئيس المحكمة االبتدائية مختص‬
‫بالبت في أوامر األداء التجارية التي ال تتجاوز قيمتها ‪ 11111‬درهما‪ ،‬وقد أضيف له هذا‬
‫االختصاص الجديد لالنسجام مع مقتضيات المادة ‪ 11‬من قانون إحداث المحاكم التجارية الذي‬
‫رفع قيمة أوامر األداء التي يختص بها رئيس المحكمة التجارية إلى تلك التي تتجاوز ‪11111‬‬
‫درهم‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ثالثا‪ :‬البت في قضايا األمور المستعجلة‬

‫طيقا للمادة ‪ 911‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،63‬يختص رئيس المحكمة االبتدائية وحده‪ 64‬بالبت بصفته‬
‫قاضيا للمستعجالت كلما توفر عنصر االستعجال في الصعوبات المتعلقة بتنفيذ حكم أو سند‬
‫قابل للتنفيذ أو األمر بالحراسة القضائية أو أي إجراء آخر تحفظي سواء كان النزاع في الجوهر‬
‫قد أحيل على المحكمة أم ال‪ .‬وينعقد االختصاص للرئيس األول لمحكمة االستئناف في هذه‬
‫القضايا إذا كان النزاع معروضا على نظر هذه األخيرة‪.‬‬

‫ويهدف قضاء األمور المستعجلة إلى الحكم باتخاذ إجراءات وقتية وسريعة للمحافظة‬
‫على األوضاع القائمة‪ ،‬والتي يخشى فيها من ضياع الحقوق في حالة سلوك المسطرة العادية‪،‬‬
‫ويشترط توفر شرطين أساسيين في هذا النوع من القضايا‪:‬‬

‫‪ -‬عنصر االستعجال‪ ،‬وهو وجود خطر على الحق ال يمكن المحافظة عليه إذا تم سلوك‬
‫مسطرة التقاضي العادية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم المساس بجوهر الحق‪ :‬يتعين عدم اتخاذ أي أمر فيه مساس بالمركز القانوني‬
‫لألطراف‪ ،‬إذ يمنع على رئيس المحكمة البت في أصل الحقوق وااللتزامات التي تتم بين‬
‫األطراف‪.‬‬

‫‪ - 63‬أفرد المشرع المواد من ‪ 911‬إلى ‪ 911‬من ق‪.‬م‪.‬م للقضاء االستعجالي‪ ،‬لذا يرجع لها لمزيد من التفاصيل التي ال مجال للتعمق فيها في مادة التنظيم‬
‫القضائي‪.‬‬

‫‪ - 64‬تنص المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 14.73‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬على أنه‪" :‬يختص رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته‬
‫قاضيا للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية"‪ .‬وتنص المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 51.11‬القاضي بإحداث محاكم‬
‫تجارية‪ ،‬على أنه‪" :‬يمارس رئيس المحكمة التجارية االختصاصات المسندة إلى رئيس المحكمة االبتدائية بموجب قانون المسطرة المدنية وكذا‬
‫االختصاصات المخولة له في المادة التجارية"‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االختصاص المحلي للمحاكم االبتدائية‬

‫يرجع االختصاص محليا باألساس إلى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرة نفوذها‬
‫موطن المدعى عليه وعند عدم توفره على موطن بالمغرب‪ ،‬ينعقد االختصاص لمحكمة محل‬
‫إقامة المدعى عليه‪.‬‬

‫وعند عدم توفر المدعى عليه على موطن أو إقامة بالمغرب‪ ،‬يمكن تقديم الدعوى ضده‬
‫أمام محكمة موطن أو إقامة المدعي أو واحد منهم عند تعددهم‪.‬‬

‫وإذا تعدد المدعى عليهم يمكن للمدعي أن يختار محكمة موطن أو إقامة أي واحد منهم‪.‬‬

‫غير أنه هناك عدة استثناءات على هذه القواعد‪ ،‬وهي واردة في المواد من ‪ 12‬إلى ‪11‬‬
‫من قانون المسطرة المدنية‪.65‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬أنظر مثال ما جاء في المادة ‪ 12‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪ ":‬تقام الدعاوى خالفا لمقتضيات الفصل السابق أمام المحاكم التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في الدعاوى العقارية تعلق األمر بدعوى االستحقاق أو الحيازة‪ ،‬أمام محكمة موقع العقار المتنازع فيه؛‬
‫‪ -‬في الدعاوى المختلطة المتعلقة في آن واحد بنزاع في حق شخصي أو عيني‪ ،‬أمام محكمة الموقع أو محكمة موطن أو إقامة المدعى‬
‫عليه؛‬
‫‪ -‬في دعاوى النفقة أمام محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه أو موطن أو محل إقامة المدعي باختيار هذا األخير؛‬
‫‪ -‬في دعاوى تقديم عالجات طبية أو مواد غذائية‪ ،‬أمام محكمة المحل الذي قدمت به العالجات أو المواد الغذائية؛‬
‫‪ -‬في دعاوى التعويض‪ ،‬أمام محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب للضرر أو أمام محكمة موطن المدعى عليه باختيار المدعي؛‬
‫‪ -‬في دعاوى التجهيز واألشغال والكراء وإجارة الخدمة أو العمل أمام محكمة محل التعاقد أو تنفيذ العقد إذا كان هو موطن أحد األطراف‬
‫وإال فأمام محكمة موطن المدعى عليه؛‬
‫‪ -‬في دعاوى األشغال العمومية‪ ،‬أمام محكمة المكان الذي نفذت فيه تلك األشغال؛‬
‫‪ -‬في دعاوى العقود التي توجد الدولة أو جماعة عمومية أخرى طرفا فيها‪ ،‬أمام محكمة المحل الذي وقع العقد فيه؛‬
‫‪ -‬في دعاوى النزاعات المتعلقة بالمراسالت واألشياء المضمونة واإلرساليات المصرح بقيمتها والطرود البريدية‪ ،‬أمام محكمة موطن‬
‫المرسل أو موطن المرسل إليه باختيار الطرف الذي بادر برفع الدعوى؛‬
‫‪ -‬في دعاوى الضرائب المباشرة والضرائب البلدية‪ ،‬أمام محكمة المكان الذي تجب فيه تأدية الضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى التركات‪ ،‬أمام محكمة محل افتتاح التركة‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى انعدام األهلية‪ ،‬والترشيد‪ ،‬والتحجير‪ ،‬وعزل الوصي أو المقدم‪ ،‬أمام محكمة محل افتتاح التركة أو أمام محكمة موطن أوالئك‬
‫الذين تقرر انعدام أهليتهم باختيار هؤالء أو ممثلهم القانوني؛ وإذا لم يكن لهم موطن في المغرب‪ ،‬فأمام محكمة موطن المدعى عليه‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى الشركات‪ ،‬أمام المحكمة التي يوجد في دائرتها المركز االجتماعي للشركة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تنظيم المحاكم االبتدائية‬

‫سنتناول تأليف المحكمة االبتدائية (المطلب األول) ثم نعرج على دراسة تدبير عمل هذه‬
‫المحكمة(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تأليف المحكمة االبتدائية‬

‫تتألف المحكمة االبتدائية من ‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس وقضاة وقضاة نواب ؛‬


‫‪ -‬نيابة عامة تتكون من وكيل للملك ونائب أو عدة نواب؛‬
‫‪ -‬كتابة الضبط؛‬
‫‪ -‬كتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬في دعاوى التفلسة‪ ،‬أمام محكمة آخر موطن أو آخر محل إقامة للمفلس‪.‬‬
‫‪ -‬في جميع الدعاوى التجارية األخرى يمكن للمدعي أن يختار رفع الدعوى إلى محكمة موطن المدعى عليه أو إلى المحكمة التي سيقع‬
‫في دائرة نفوذها وجوب الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬في دعاوى التأمين وجميع الدعاوى المتعلقة بتحديد وتأدية التعويضات المستحقة‪ ،‬أمام محكمة موطن أو محل إقامة المؤمن له‪ ،‬أو أمام‬
‫محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب للضرر عدا في قضايا العقار أو المنقول بطبيعته فإن االختصاص ال يكون إال إلى محكمة‬
‫المحل الذي توجد به األشياء المؤمنة‪.‬‬
‫يحدد االختصاص المحلي في القضايا االجتماعية كما يأتي‪:‬‬
‫‪ - 9‬في دعاوى عقود الشغل والتدريب المهني‪ ،‬أمام محكمة موقع المؤسسة بالنسبة للعمل المنجز بها أو محكمة موقع إبرام أو تنفيذ عقدة‬
‫الشغل بالنسبة للعمل خارج المؤسسة؛‬
‫‪ - 1‬في دعاوى الضمان االجتماعي‪ ،‬أمام محكمة موطن المدعى عليه؛‬
‫‪ - 1‬في دعاوى حوادث الشغل‪ ،‬أمام المحكمة التي وقعت الحادثة في دائرة نفوذها؛‬
‫غير أنه إذا وقعت الحادثة في دائرة نفوذ محكمة ليست هي محل إقامة الضحية جاز لهذا األخير أو لذوي حقوقه رفع القضية أمام محكمة‬
‫محل إقامتهم؛‬
‫‪ - 1‬في دعاوى األمراض المهنية‪ ،‬أمام محل إقامة العامل أو ذوي حقوقه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا التي تختص بالنظر فيها إلى أقسام قضاء‬
‫األسرة وأقسام قضاء القرب‪ ،‬وغرف مدنية وغرف تجارية وعقارية واجتماعية وزجرية‪.‬‬
‫ويمكن لكل غرفة أن تبت في كل القضايا المعروضة على المحكمة كيفما كان نوعها باستثناء‬
‫ما يتعلق بأقسام قضاء األسرة وأقسام قضاء القرب‪.‬‬

‫كما يمكن تكليف قاض أو أكثر من قضاة المحاكم االبتدائية بصفة قارة في مراكز توجد‬
‫داخل دائرة نفوذها وتحدد بقرار لوزير العدل‪.‬‬

‫و يمكن تصنيف المحاكم االبتدائية إلى محاكم ابتدائية مدنية ومحاكم ابتدائية اجتماعية‬
‫ومحاكم ابتدائية زجرية‪.‬‬

‫تق سم المحاكم االبتدائية المدنية إلى أقسام قضاء القرب وغرف مدنية وغرف تجارية‬
‫وغرف عقارية‪.‬‬

‫وتقسم المحاكم االبتدائية االجتماعية إلى أقسام قضاء األسرة وغرف حوادث الشغل‬
‫واألمراض المهنية وغرف نزاعات الشغل‪.‬‬

‫أما المحاكم االبتدائية الزجرية فتتألف من أقسام قضاء القرب وغرف جنحية وغرف‬
‫حوادث السير وغرف قضاء األحداث‪.‬‬

‫كما تحدث بالمحكمة االبتدائية غرفة االستينافات للبت في االستينافات المرفوعة ضد‬
‫األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحكمة االبتدائية‪ .‬ويتعلق األمر بالقضايا التي ال تتعدى قيمتها‬
‫‪ 11111‬درهم‪.‬‬

‫وللمقارنة بين مشروع القانون والقانون الحالي للتنظيم القضائي‪ ،‬تنص المادة ‪ 11‬من‬
‫مشروع القانون ‪" :12-91‬تتألف المحكمة االبتدائية من‪:‬‬

‫‪ ‬رئيس؛‬

‫‪ ‬وكيل الملك؛‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬نائب للرئيس وقضاة؛‬

‫‪ ‬النائب األول لوكيل الملك وباقي نوابه؛‬

‫‪ ‬الكاتب عام للمحكمة ورؤساء مصالح وموظفي كتابة الضبط‪.‬‬

‫ويالحظ حذف مشروع القانون ‪ 12-91‬لكتابة النيابة العامة وقد بتت المحكمة الدستورية‬
‫في قراراها الصادر في ‪ 2‬فبراير ‪ 1191‬بعدم مطابقة هذا المقتضى للدستور"وحيث إن العمل‬
‫القضائي للنيابة العامة‪ ،‬يتوقف على عمل كتابة الضبط لتدبير الشكايات الواردة عليها ولتحرير‬
‫محاضرها‪ ،‬ولتنفيذ األوامر الصادرة عنها‪ ،‬وهو عمل يقتضي‪ ،‬من جهة‪ ،‬مراعاة طبيعة عمل‬
‫كتابة الضبط لدى النيابة العامة المستمدة من خصوصية عمل هذه األخيرة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬تبعية موظفي النيابة العامة للمسؤولين القضائيين‪ ،‬بحكم أن تنفيذ السياسة الجنائية وسير‬
‫النيابة العامة موكول‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 991‬من القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة‬
‫القضائية‪ ،‬لجهة قضائية تتمثل في الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة؛‬

‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما سبق بيانه‪ ،‬يكون عدم مراعاة طبيعة عمل كتابة النيابة العامة‪،‬‬
‫في تنظيم كتابة الضبط في هيئة واحدة‪ ،‬مخالفا للدستور‪".‬‬

‫كما أضاف مشروع القانون المتعلق بالتنظيم القضائي رقم ‪ 12-91‬إمكانية إحداث أقسام‬
‫جديدة في المحاكم االبتدائية متخصصة في القضايا التجارية واإلدارية‪ ،‬حيث جاء في الفقرة‬
‫األولى من المادة ‪ 12‬منه‪:‬‬

‫"تحدث األقسام المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام المتخصصة في القضاء‬


‫اإلداري بالمحاكم االبتدائية المعنية‪ ،‬وتحدد مقرها ودوائر اختصاصها المحلي بمرسوم‪ ،‬بعد‬
‫استطالع رأي المجلس األعلى للسلطة القضائية والهيئات المهنية المعنية"‪.‬‬

‫وال ريب أن هاجس تقريب العدالة للمواطنين كان وراء التفكير في إحداث هذه األقسام‬
‫من طرف مشروع القانون بحكم وجود عدد قليل من المحاكم التجارية واإلدارية في المغرب‬
‫بالمقارنة مع عدد المحاكم االبتدائية الذي وصل إلى ‪ 21‬محكمة منتشرة في كامل المناطق‬
‫المغربية‪ ،‬والجدير بالذكر أن تنصيص مشروع القانون على هذه المقتضيات جاء استجابة‬
‫‪43‬‬
‫لإلجراء ‪ 12‬و‪ 911‬من ميثاق إصالح منظومة العدالة الذي أوصى بإحداث هذه األقسام‬
‫بالمحاكم االبتدائية وإحداث غرف إدارية متخصصة وكذا غرف تجارية متخصصة بمحاكم‬
‫االستئناف‪.66‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدبير عمل المحكمة االبتدائية‬

‫تتكون الجمعية العامة للمحكمة االبتدائية من جميع القضاة أي قضاة النيابة العامة وقضاة‬
‫الحكم إلى جانب رئيس كتابة الضبط‪.‬‬

‫وتنعقد الجمعية العامة للمحكمة االبتدائية خالل الخمسة عشر يوما األولى من شهر‬
‫دجنبر من كل سنة وكلما اعتبر الرئيس ذلك ضروريا لتضطلع بالمهام المنوطة بها قانونا ال‬
‫سيما تحديد عدد الغرف والقضاة الذين يكونونها وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف إلى جانب‬
‫تحديد أيام وساعات الجلسات‪.‬‬

‫ونشير فيما يلي إلى بعض المستجدات التي وضعها مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬بشأن‬
‫تدبير عمل المحاكم االبتدائية وتنظيمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إحداث منصب الكاتب العام للمحكمة الذي سيتولى التنسيق بين مصالح كتابة الضبط‬
‫بالمحكمة والمراكز القضائية التابعة لها‪ ،‬كما يتولى اإلشراف المباشر على موظفيها‪ ،‬ومراقبة‬
‫وتقييم أدائهم‪ ،‬وتنظيم عملهم وتدبير الرخص المتعلقة بهم‪ ،‬وحسب الفقرة الرابعة من المادة ‪11‬‬
‫من مشروع القانون ‪ ":12-91‬يخضع الكاتب العام للمحكمة إداريا لسلطة ومراقبة الوزير‬
‫المكلف بالعدل‪ ،‬ويمارس مهامه تحت إشراف المسؤولين القضائيين بالمحكمة‪".‬‬

‫‪ 66‬أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات‪،‬‬
‫الصفحة ‪ 11‬و ‪.17‬‬

‫‪44‬‬
‫ثانيا‪ :‬إحداث مكتب يضم في عضويته رئيس المحكمة ونائبه ورؤساء األقسام ورؤساء الغرف‬
‫وأقدم القضاة بالمحكمة وأصغرهم سنا بها ووكيل الملك ونائبه المعين من قبله والكاتب العام‬
‫للمحكمة‪ .‬ويتولى المكتب وضع مشروع برنامج تنظيم العمل بالمحكمة‪ ،‬ويتضمن هذا المشروع‬
‫تحديد األقسام والغرف والهيئات وتأليفها‪ ،‬وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة‪ ،‬وضبط‬
‫عدد الجلسات وأيام وساعات انعقادها‪.‬‬

‫وقد اعتبرت المحكمة الدستورية في قرارها المذكور أعاله أن تخويل صالحيات تقريرية‬
‫للكاتب العام في أشغال مكتب المحكمة مخالف للدستور‪" :‬وحيث إن الكاتب العام‪ ،‬الذي يشارك‬
‫بصفة تقريرية في أشغال مكتب المحكمة‪ ،‬يُساهم في اتخاذ كل القرارات التي تهم مشروع‬
‫برنامج عمل المحكمة‪ ،‬بما في ذلك‪ ،‬تلك التي ال تكتسي طابعا إداريا أو ماليا‪ ،‬كتأليف هيئات‬
‫الحكم وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة والتعيينات المشار إليها أعاله‪ ،‬والتي تُعد‬
‫من الشؤون القضائية التي يجب أن يقتصر التداول بشأنها‪ ،‬واتخاذ القرار بخصوصها على‬
‫المسؤولين القضائيين؛‬

‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما سبق‪ ،‬فإن تخويل صالحيات تقريرية للكاتب العام‪ ،‬الموضوع‬
‫تحت سلطة ومراقبة الوزير المكلف بالعدل‪ ،‬في أشغال مكتب المحكمة ذات الطبيعة القضائية‪،‬‬
‫يعد مخالفا لمبدإ فصل السلط والستقالل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية المقررين في‬
‫الفصلين األول و‪ 919‬من الدستور‪ ،‬ويتعين بالتالي‪ ،‬التصريح بعدم مطابقة المواد ‪( 19‬الفقرة‬
‫األولى) و‪( 12‬الفقرة األولى) و‪ 11‬للدستور"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توسيع دور الجمعية العامة للمحكمة التي أصبح جدول أعمالها حسب المادة ‪ 11‬من‬
‫مشروع القانون المذكور يتضمن جميع القضايا التي تهم سير العمل بها‪ ،‬والسيما‪:‬‬

‫عرض النشاط القضائي للمحكمة خالل السنة القضائية المنصرمة من قبل رئيس المحكمة‬ ‫‪‬‬

‫ووكيل الملك أو الرئيس األول والوكيل العام للملك حسب الحالة‪ ،‬كل فيما يخصه؛‬

‫عرض رئيس المحكمة أو الرئيس األول‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬لمشروع برنامج تنظيم العمل‬ ‫‪‬‬

‫بالمحكمة‪ ،‬المعد من قبل مكتب المحكمة على المصادقة؛‬

‫‪45‬‬
‫عرض الكاتب العام لتقرير يتضمن مالحظاته ومقترحاته‪ ،‬فيما يرجع الختصاصاته؛‬ ‫‪‬‬

‫دراسة الطرق الكفيلة بالرفع من نجاعة األداء بالمحكمة وتحديث أساليب العمل بها؛‬ ‫‪‬‬

‫دراسة البرنامج الثقافي والتواصلي للمحكمة‪ ،‬وحصر مواضيع التكوين المستمر؛‬ ‫‪‬‬

‫تحديد حاجيات المحكمة من الموارد البشرية والمادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتنعقد الجمعية العامة حسب الفقرة الثانية من المادة ‪ 11‬من مشروع القانون ‪12-91‬‬
‫بحضور أكثر من نصف أعضائها‪ ،‬وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني يؤجل االجتماع‬
‫الذي ينعقد في أول أيام العمل‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يعتبر االجتماع صحيحا بحضور ثلث األعضاء‬
‫على األقل‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 11‬من مشروع القانون على األغلبية المتطلبة للمصادقة على مشروع‬
‫برنامج تنظيم العمل بالمحكمة‪ ،‬حيث يمكن أال يتوفر النصاب المتمثل في أغلبية أعضاء‬
‫المحكمة ويتم الدعوة النعقاد جمعية ثانية للتصويت على البرنامج ‪":‬تصادق الجمعية العامة‬
‫على مشروع برنامج تنظيم العمل بالمحكمة بأغلبية أعضائها‪ ،‬وفي حالة تعادل األصوات يعتبر‬
‫صوت الرئيس مرجحا‪ ،‬وفي حالة عدم توفر هذه األغلبية‪ ،‬يراجع مكتب المحكمة برنامج العمل‬
‫المذكور داخل أجل ستة أيام‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تصادق الجمعية العامة على المشروع‬
‫المعروض بأغلبية الحاضرين‪".‬‬

‫غير أن هذا مشروع القانون المذكور ال يوضح ما العمل في حالة عدم تمكن الجمعية من‬
‫عقد اجتماعها بسبب عدم حضور ثلث األعضاء أو عند رفض أغلبية الحاضرين المصادقة‬
‫على المشروع بعد مراجعته من قبل المكتب‪ ،‬ولذلك صرح قرار المحكمة الدستورية بعدم‬
‫مطابقة تلك المقتضيات للدستور‪":‬وحيث إن ال ُمشرع‪ ،‬في تنظيمه لموضوعي اجتماعات‬
‫الجمعية العامة والمصادقة على برنامج تنظيم عمل المحكمة‪ ،‬لم يستشرف حاالت تتعلق بعدم‬
‫تمكن الجمعية من عقد اجتماعها بسبب عدم حضور ثلث األعضاء‪ ،‬وكذا عدم مصادقتها على‬
‫مشروع برنامج العمل المعروض عليها بأغلبية الحاضرين؛‬

‫‪46‬‬
‫وحيث إن غياب مقتضيات مؤطرة لهذه الحاالت‪ ،‬التي يتوقف عليها حسن سير العدالة‬
‫وضمان حق المتقاضين في الولوج إليها‪ ،‬يشكل إغفاال تشريعيا‪ ،‬يجعل المقتضيات القانونية‬
‫المرتبطة بهذا الموضوع غير مكتملة‪ ،‬من الوجهة التشريعية‪ ،‬وتؤدي‪ ،‬بالنتيجة‪ ،‬إلى عدم معرفة‬
‫المخاطبين بها‪ ،‬بالحلول الممكنة في حال حدوثها؛‬

‫وحيث إن القواعد التي أغفلها المشرع تكتسي أهمية كبيرة في حسن سير العدالة‪ ،‬مما‬
‫تكون معه المواد ‪( 11‬الفقرة األخيرة) ‪ 11‬و‪( 12‬الفقرة الرابعة)‪ ،‬من الِوجهة التي تم بيانها‪،‬‬
‫غير مطابقة للدستور‪".‬‬

‫رابعا‪ :‬إحداث لجنة للتنسيق‪ ،‬وحسب المادة ‪ 11‬من مشروع القانون‪ ":‬تحدث لجنة للتنسيق على‬
‫صعيد ك ل محكمة من أجل تدبير شؤونها‪ ،‬وتعمل تحت إشراف رئيس المحكمة‪ ،‬وعضوية‬
‫وكيل الملك لديها والكاتب العام‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إحداث لجنة لبحث صعوبات سير العمل بالمحكمة ودراسة الحلول المناسبة لذلك‪،‬‬
‫وتعمل تحت إشراف رئيس المحكمة وعضوية وكيل الملك لديها والكاتب العام ونقيب هيئة‬
‫المحامين في دائرة نفوذ المحكمة أو من يمثله‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إحداث مكتب للمساعدة االجتماعية بالمحاكم االبتدائية يعهد لهذا المكتب حسب المادة‬
‫‪ 11‬عدة مهام‪:‬‬

‫" يحدث بكل من المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف مكتب للمساعدة االجتماعية‪ ،‬يعهد‬
‫إليه‪ ،‬عالوة على المهام المسندة إليه بموجب النصوص التنظيمية والتشريعية الجاري بها‬
‫العمل‪ ،‬ممارسة االختصاصات التالية‪:‬‬

‫القيام باالستقبال واالستماع والدعم والتوجيه والمرافقة ومواكبة الفئات الخاصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إجراء األبحاث االجتماعية بطلب من السلطات القضائية؛‬ ‫‪-‬‬
‫ممارسة الوساطة أو الصلح في النزاعات المعروضة على القضاء؛‬ ‫‪-‬‬
‫القيام بزيارات تفقدية ألماكن اإليداع؛‬ ‫‪-‬‬
‫القيام بزيارات تفقدية ألماكن اإليواء؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪47‬‬
‫تتبع تنفيذ العقوبات والتدابير؛‬ ‫‪-‬‬
‫القيام بدراسات وبحوث ميدانية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تتبع وضعية ضحايا الجرائم؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز التنسيق والتواصل داخل مكونات خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف مع باقي‬ ‫‪-‬‬
‫الفاعلين في مجال حماية الفئات الخاصة؛‬
‫إعداد تقارير دورية ترفع إلى السلطة الحكومية المكلفة بالعدل؛‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد وتتبع تنفيذ برامج ومشاريع نوعية للحماية والتكفل بالفئات الخاصة داخل اللجان‬ ‫‪-‬‬
‫الجهوية والمحلية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن مشروع القانون ‪ 12-91‬المذكور قد أقر نفس المستجدات‬


‫بخصوص المحاكم االبتدائية في كافة محاكم أول درجة أي المحاكم اإلدارية االبتدائية‬
‫والتجارية االبتدائية‪ ،‬باستثناء مكاتب المساعدة االجتماعية التي أقرها في المحاكم االبتدائية‬
‫فقط‪ ،‬ولذلك لن نعيد دراسة هذه المستجدات على صعيد المحاكم المتخصصة تفاديا للتكرار‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬محاكم االستئناف‬

‫تعد محاكم االستئناف درجة ثانية للتقاضي‪ ،‬إذ تنظر بصورة أساسية في األحكام‬
‫الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية التي تم الطعن فيها باالستئناف‪ ،‬كما تبت في القضايا‬
‫األخرى التي تختص بالنظر فيها بمقتضى قانون المسطرة المدنية أو قانون المسطرة الجنائية‬
‫أو نصوص خاصة عند االقتضاء‪.‬‬

‫وسنتناول في البداية اختصاص هذه المحاكم (المبحث األول) قبل التطرق لتنظيمها‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اختصاص محاكم االستئناف‬

‫فضال عن بعض القضايا التي تنظر فيها محاكم االستئناف ابتدائيا بموجب القانون‪ ،‬تبت‬
‫محاكم االستئناف باألساس كدرجة ثانية في األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية‪،‬‬
‫وتبت عندئذ محاكم االستيناف في القضايا من جديد من الناحية الواقعية والقانونية من طرف‬
‫هيئة قضائية تتكون من ثالثة قضاة‪ ،‬ويكونون بصفة عامة أكثر خبرة وكفاءة من قضاة محاكم‬
‫الدرجة األولى‪ ،‬مما يسمح بتطبيق القانون بشكل سليم وإرجاع الحقوق ألصحابها‪.‬‬

‫وينص الفصل التاسع من ظهير التنظيم القضائي ل ‪ 91‬يوليوز ‪ 9191‬على أنه‬


‫‪":‬تختص محكمة االستئناف بالنظر في األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية وكذا‬
‫في جميع القضايا التي تختص بالنظر فيها بمقتضى قانون المسطرة المدنية أو قانون المسطرة‬
‫الجنائية أو نصوص خاصة عند االقتضاء‪.‬‬

‫وبناء عليه سنتناول في البداية اختصاصات محاكم االستئناف بموجب قانون المسطرة‬
‫المدنية (المطلب األول) ثم اختصاصاتها استنادا لنصوص أخرى(المطلب الثاني)‪ ،‬ثم ننتقل‬
‫لدراسة اختصاصات الرئيس األول لمحكمة االستئناف(المطلب الثالث)‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاص محاكم االستئناف المقرر في قانون المسطرة المدنية‬

‫حسب المادة ‪ 11‬من ق‪.‬م‪.‬م‪" :‬تختص محاكم االستيناف عدا إذا كانت هناك مقتضيات‬
‫بالنظر في استيناف أحكام المحاكم االبتدائية‪ ،‬وكذا في استيناف األوامر‬ ‫‪67‬‬
‫قانونية مخالفة‬
‫الصادرة عن رؤسائها‪.‬‬

‫استثناء من أحكام الفقرة السابقة تختص غرفة االستينافات بالمحكمة االبتدائية بالنظر في‬
‫االستينافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية في إطار البند األول‬
‫من الفصل ‪ 19‬أعاله‪".68‬‬

‫إذن تنظر محاكم االستئناف في أحكام المحاكم االبتدائية الصادرة ابتدائيا في الطلبات‬
‫التي تتجاوز قيمتها ‪ 11111‬درهما و في تلك التي تكون قيمتها غير محددة‪.‬‬

‫كما أن المادة ‪ 912‬من ق‪.‬م‪.‬م تنص على اختصاص محكمة االستئناف بالنظر في الطعن‬
‫باالستئناف في األوامر المبنية على طلب في حالة صدورها بالرفض‪ ":‬يكون األمر في حالة‬
‫الرفض قابال لالستيناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به عدا إذا تعلق األمر بإثبات‬
‫حال أو توجيه إنذار‪ .‬ويرفع هذا االستيناف أمام محكمة االستيناف"‪.‬‬

‫كذلك جاء في المادة ‪ 911‬من ق‪.‬م‪.‬م اختصاص محكمة االستئناف بالنظر في الطعن‬
‫باالستئناف في األوامر االستعجالية‪" :‬يجب تقديم االستيناف داخل خمسة عشر يوما من تبليغ‬
‫األمر عدا في الحاالت التي يقرر فيها القانون خالف ذلك‪ ،‬ويفصل في االستيناف بصفة‬
‫استعجالية"‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمسطرة األمر باألداء‪ ،‬فاألمر بالرفض ال يقبل أي طعن‪ ،‬ويبقى للطالب‪،‬‬
‫في حالة رفض الطلب أو قبوله جزئيا‪ ،‬الحق في اللجوء إلى المحكمة المختصة وفق اإلجراءات‬

‫‪ -67‬انظر المادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ 11.11‬القاضي بإحداث محاكم تجارية‪ ،‬وكذا القانون رقم ‪ 21.11‬المحدث بموجبه محاكم استئناف إدارية‪،‬‬
‫سالفي الذكر‪.‬‬

‫‪ - 68‬تم ت يير وتتميم الفصل ‪ 11‬أعاله بموجب القانون رقم ‪ ،05.43‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫العادية‪ ،‬أما في حالة قبول األمر‪ ،‬فيمكن الطعن فيه بالتعرض واالستئناف‪ ،‬فقد نصت المادة‬
‫‪ 921‬على أن األمر باألداء يكون قابال للتنفيذ بمجرد صدوره‪ ،‬وال يقبل أي طعن غير التعرض‪.‬‬
‫بينم ا يقبل الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض‪ ،‬االستئناف داخل أجل خمسة عشر‬
‫يوما من تاريخ التبليغ حسب ما ورد في المادة ‪ 921‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫كما تنظر محاكم االستئناف باعتبارها درجة ثانية في األحكام التمهيدية التي تصدرها‬
‫المحاكم االبتدائية‪ ،‬ويعرفها الفقه بأنها هي كل حكم ال يبت في نقطة تمس جوهر القضية يهدف‬
‫إلى التحقيق في القضية أو تسوية وضعية األطراف مؤقتا‪ ،‬كالحكم بإجراء من إجراءات التحقيق‬
‫مثل استدعاء الشهود وإجراء خبرة أو معاينة األماكن‪ .69‬غير أنه ال يمكن النظر في األحكام‬
‫التمهيدية بشكل منفصل عن األحكام الموضوعية وفق ما ورد في المادة ‪ 911‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ " :‬ال‬
‫يمكن استيناف األحكام التمهيدية إال في وقت واحد مع األحكام الفاصلة في الموضوع وضمن‬
‫نفس اآلجال‪ .‬ويجب أن ال يقتصر مقال االستيناف صراحة على الحكم الفاصل في الموضوع‬
‫فقط بل يتعين ذكر األحكام التمهيدية التي يريد المستأنف الطعن فيها باالستيناف‪".‬‬

‫كما تختص محاكم االستئناف أيضا بالبت في تنازع االختصاص‪ ،‬وحسب المادة ‪111‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م ‪":‬يكون هناك مجال لتنازع االختصاص إذا أصدرت عدة محاكم في نزاع واحد‬
‫قرارات غير قابلة للطعن صرحت فيها باختصاصها أو عدم اختصاصها فيه"‪ ،‬ويفصل في‬
‫التنازع في غرفة المشورة دون حضور األطراف‪.‬‬

‫وتكون محكمة االستئناف مختصة عندما تكون هي المحكمة األعلى درجة المشتركة بين‬
‫المحاكم التي وقع بينها التنازع ‪ ،‬مثال ذلك أن يقع تنازع االختصاص بين محكمتين ابتدائيتين‬
‫تابعتين لدائرة نفوذ محكمة استينافية معينة‪ ،‬فيعود لهذه األخيرة البت في هذا التنازع بحكم أنها‬
‫المحكمة األعلى درجة المشتركة بينهما‪ .‬وذلك حسب مقتضيات المادة ‪ 119‬من ق‪.‬م‪.‬م‪":‬يقدم‬
‫طلب الفصل في تنازع االختصاص بمقال أمام المحكمة األعلى درجة المشتركة بين المحاكم‬

‫‪ 69‬أدولف رييولط‪ ،‬قانون المسطرة المدنية في شروح‪ ،‬تعريب وتحيين ادريس ملين‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات‬
‫القضائية‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬الرباط‪ ،4771 ،‬ص‪.141.‬‬

‫‪51‬‬
‫التي يطعن في أحكامها أمامها‪ ،‬وأمام محكمة النقض إذا تعلق األمر بمحاكم ال تخضع ألية‬
‫محكمة أعلى مشتركة بينها"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاص محاكم االستئناف خارج قانون المسطرة المدنية‬

‫نص قانون المسطرة الجنائية على إسناد االختصاص لمحاكم االستئناف للبت في‬
‫استئناف أحكام المحاكم االبتدائية الصادرة في الجنح والمخالفات‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 111‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج على اختصاص غرف الجنح االستئنافية بالنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحكام‬
‫الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية‪ ،‬واستثناء من هذا المقتضى‪ ،‬تختص غرف االستينافات‬
‫بالمحاكم االبتدائية بالنظر في االستينافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم‬
‫االبتدائية في الجنح التي ال تتجاوز عقوبتها سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين وفي‬
‫قضايا المخالفات التي يقضى فيها بعقوبات سالبة للحرية‪.‬‬

‫أيضا تنظر غرفة الجنح االستينافية لألحداث لدى محاكم االستئناف في استئناف األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم االبتدائية في قضايا جنح األحداث‪ ،‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫ماعدا تلك التي تعادل أو تقل عقوبتها عن سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين والتي‬
‫تنظر في استئنافها غرفة االستينافات لألحداث بالمحاكم االبتدائية‪ ،‬وهي غرف أنشأت بموجب‬
‫المادة ‪ 121-9‬من القانون ‪ 12-91‬السالف الذكر‪.‬‬

‫كما تبت محاكم االستئناف ابتدائيا في الجنايات‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 192‬من ق‪.‬م‪.‬ج على‬
‫أن غرفة الجنايات تختص بالنظر في الجنايات والجرائم التي ال يمكن فصلها عنها أو المرتبطة‬
‫بها‪ ،‬وتنظر غرفة الجنايات االستئنافية لدى نفس المحاكم في الطعن باالستئناف في قرارات‬
‫غرف الجنايات حسب المادة ‪ 119‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫كما تنظر غرفة الجنايات لألحداث في الجنايات والجنح المرتبطة بها المرتكبة من طرف‬
‫األحداث طبقا لمقتضيات المادة ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ويطعن في قراراتها باالستيناف أمام غرفة‬
‫الجنايات االستينافية لألحداث لدى نفس المحكمة حسب المادة ‪ 111‬من نفس القانون‪.‬‬

‫فضال عن ذلك تختص محاكم االستئناف بالبت في الجرائم المالية المرتكبة من طرف‬
‫الموظفين العموميين والمتعلقة بالرشوة واالختالس واستغالل النفوذ والغدر وكذا والجرائم التي‬
‫ال يمكن فصلها عنها أو المرتبطة بها‪ ،70‬وهي الجرائم التي كانت تبت فيها محكمة العدل‬
‫الخاصة قبل إلغائها‪.‬‬

‫ومن بين األمثلة أيضا على المقتضيات الخاصة التي تسند االختصاص لمحاكم‬
‫االستئناف نجد المادة ‪ 11‬من قانون المحاماة الذي يسند االختصاص لمحكمة االستئناف للنظر‬
‫في الطعون المقدمة ضد المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة وفي انتخاب النقيب ومجلس‬
‫الهيئة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اختصاصات الرئيس األول لمحكمة االستيناف‬

‫يمارس الرئيس األول بعض االختصاصات التي أسندت له في قوانين مختلفة‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص االستينافي للرئيس األول بموجب القانون المنظم لمهنة المحاماة‬

‫تنص المادة ‪ 12‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة ‪ ":‬يحق لكل من المحامي‪ ،‬وموكله‪،‬‬
‫الطعن شخصيا أمام الرئيس األول لمحكمة االستئناف في قرار النقيب المتعلق بتحديد وأداء‬
‫األتعاب‪ ،‬وفي قرار اإلذن للمحامي باالحتفاظ بملف القضية‪ ،‬وذلك بمقتضى مقال يودع بكتابة‬
‫الضبط بهذه المحكمة داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫‪ 70‬بموجب الفصول من ‪ 119‬إلى ‪ 112‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫يبت الرئيس األول بمقتضى أمر‪ ،‬بعد استدعاء المحامي والطرف المعني‪ ،‬للحضور‬
‫أمامه‪ ،‬قصد االستماع إليهما‪ ،‬وإجراء كل بحث مفيد‪ ،‬عند االقتضاء‪".‬‬

‫اختصاص الرئيس األول لمحكمة االستئناف في الطعن في قرار النقيب‬ ‫أ‪-‬‬


‫المتعلق بتحديد وأداء األتعاب‪:‬‬

‫األصل أن األتعاب تحدد باتفاق بين المحامي وموكله‪ ،‬لكن إذا حدث خالف بينهما‬
‫حول مبلغ األتعاب‪ ،‬فإن نقيب الهيئة مختص حسب القانون المنظم لمهنة المحاماة في‬
‫البت في كل المنازعات‪ ،‬التي تثار بين المحامي وموكله بشأن األتعاب المتفق عليها‬
‫والمصروفات‪ ،‬بما في ذلك مراجعة النسبة المحددة باتفاق بين المحامي وموكله‪ .‬كما‬
‫يختص في تحديد وتقدير األتعاب في حالة عدم وجود اتفاق مسبق‪.‬‬

‫وللموكل أن ينازع في بيان الحساب المبلغ إليه داخل أجل ثالثة أشهر‪ ،‬الموالية‬
‫لتاريخ توصله به تحت طائلة سقوط الحق‪ .‬ويبت النقيب في الطلب داخل أجل شهر من‬
‫تاريخ تسلمه‪ .‬ويبلغ قراره إلى المحامي وإلى الموكل داخل أجل خمسة عشر يوما من‬
‫صدوره‪ ،‬ويحق لكل منهما الطعن في قرار النقيب أمام الرئيس األول لمحكمة االستيناف‬
‫داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫ويبت الرئيس األول بمقتضى أمر‪ ،‬بعد استدعاء المحامي والطرف المعني‪،‬‬
‫للحضور أمامه‪ ،‬قصد االستماع إليهما‪ ،‬وإجراء كل بحث مفيد‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫اختصاص الرئيس األول لمحكمة االستئناف في الطعن في قرار النقيب‬ ‫ب‪-‬‬


‫المتعلق باحتفاظ المحامي بالملف‬

‫يمكن للموكل أن يسحب التوكيل من محاميه في أي مرحلة من المسطرة‪ ،‬شريطة أن‬


‫يوفي له باألتعاب والمصروفات المستحقة عن المهام التي قام بها لفائدته‪ ،‬وأن يبلغ ذلك إلى‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬أو محاميه‪ ،‬ورئيس كتابة الضبط بالمحكمة التي تنظر في القضية‪ ،‬وذلك‬
‫بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار باالستالم أو بسائر وسائل التبليغ األخرى‪ ،‬وال يحق‬
‫للمحامي أن يحتفظ بالملف المسلم إليه من طرف موكله‪ ،‬ولو في حالة عدم أداء ما وجب‬

‫‪54‬‬
‫له من المصروفات‪ ،‬واألتعاب ما لم يرخص له النقيب في ذلك‪ ،‬بمقتضى قرار خاص‬
‫اعتمادا على ما يدلى به من مبررات‪.‬‬

‫يصدر هذا القرار‪ ،‬في ظرف شهر من طرح النزاع‪ ،‬ويبلغ إلى المحامي وموكله في‬
‫أجل خمسة عشر يوما من صدوره‪ .‬و يمكن الطعن فيه أمام الرئيس األول داخل أجل خمسة‬
‫عشر يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫يبت الرئيس األول بمقتضى أمر‪ ،‬بعد استدعاء المحامي والطرف المعني‪ ،‬للحضور‬
‫أمامه‪ ،‬قصد االستماع إليهما‪ ،‬وإجراء كل بحث مفيد‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاص الرئيس األول بموجب القانون المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق‬

‫ينص القانون رقم ‪ 11.11‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق‪ 71‬على اختصاص الرئيس األول‬
‫لمحكمة االستيناف بتعيين نائب عن الموثق في حالة تغيبه ألكثر من ‪ 91‬يوما أو لمرض أو‬
‫لعارض يمنعه من ممارسة المهنة‪ ،‬فقد جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 99‬من هذا القانون‪":‬إذا‬
‫كان الموثق مضطرا للتغيب ألكثر من خمسة عشر يوما‪ ،‬عين الرئيس األول لمحكمة االستئناف‬
‫المعين بدائرة نفوذها بناء على ملتمسه موثقا آخر للنيابة عنه"‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 92‬فورد فيها‪ ":‬يمكن للموثق إذا انتابه عارض أو مرض حال دون ممارسته‬
‫مهنته أن يلتمس من الرئيس األول لمحكمة االستئناف المعين بدائرة نفوذها‪ ،‬اعتباره في حالة‬
‫انقطاع مؤقت عن ممارسة المهنة‪ .‬ويعين الرئيس األول ‪ -‬في حالة الموافقة ‪ -‬موثقا آخر للنيابة‬
‫عن الموثق المعني باألمر بعد أخذ رأي الوكيل العام للملك لدى نفس المحكمة ورئيس المجلس‬
‫الجهوي"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اختصاص الرئيس األول في القضاء االستعجالي‬

‫عندما يكون النزاع معروضا في الجوهر على محكمة االستئناف‪ ،‬يختص الرئيس األول‬
‫بالبت في اإلجراءات الوقتية ويكون له كافة صالحيات القضاء االستعجالي ويتعين لينعقد له‬

‫‪ -71‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1112‬بتاريخ ‪ 19‬ذو الحجة ‪ 11( 9111‬نوفمبر‪ ،)1199‬ص ‪.1299‬‬

‫‪55‬‬
‫االختصاص توفر الشرطين األساسيين في هذا النوع من القضايا‪ ،‬وهو عنصر االستعجال‪،‬‬
‫وعدم المساس بجوهر الحق‪.‬‬

‫وينتهي اختصاص الرئيس األول بمجرد صدور القرار االستئنافي ليعود االختصاص‬
‫لرئيس المحكمة االبتدائية بحكم أنه الجهة األصلية للمستعجالت حسب بعض الفقه‪ ،72‬في حين‬
‫يرى اتجاه آخر في الفقه أن الرئيس األول هو المكلف بالصعوبات المتعلقة بتنفيذ القرار‬
‫االستينافي‪ ،‬مثل األمر بالحراسة القضائية أو الحجز‪ ،‬وإذا طعن في القرار االستينافي بالنقض‬
‫مع العلم أن هذا الطعن ال يوقف التنفيذ فإن الرئيس األول طبقا للفقرة الثالثة من الفصل ‪911‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م هو الذي يبت في الصعوبات التي تعترض تنفيذ قرار محكمة االستيناف‪.73‬‬

‫ونرى أن الرأي األول حري باالتباع طالما أن وجود دعوى مستأنفة جارية شرط أساسي‬
‫النعقاد االختصاص للرئيس األول ويبقى مختصا في كافة القضايا االستعجالية إال أنه إذا طعن‬
‫في القرار االستينافي أمام محكمة النقض ينتفي الشرط المذكور لذا يعود االختصاص لرئيس‬
‫المحكمة االبتدائية‪ ،‬بحكم أنه الجهة األصلية للقضاء االستعجالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنظيم محاكم االستئناف‬

‫سنتطرق في البداية لتأليف محاكم االستئناف(المطلب األول) قبل أن ننتقل لدراسة تدبير‬
‫عمل هذه المحاكم(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ 72‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬التنظيم القضائي الم ربي‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،1340-1341 ،‬ص‪71.‬‬

‫‪ 73‬أدولف رييولط‪ ،‬قانون المسطرة المدنية في شروح‪ ،‬تعريب وتحيين ادريس ملين‪ ،‬م‪،‬س‪،‬ص‪.453.‬‬

‫‪56‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تأليف محاكم االستئناف‬

‫تتكون محاكم االستئناف حسب ما يقضي به الفصل السادس من ظهير التنظيم القضائي‬
‫من‪:‬‬

‫‪ -‬الرئيس األول؛‬

‫‪ -‬عدد من الغرف المختصة من بينها غرفة استئنافية لألحوال الشخصية وغرفة الجنايات‬
‫؛‬

‫‪ -‬النيابة العامة التي تضم وكيال عاما للملك ونوابه العامين؛‬

‫‪ -‬قاض أو عدة قضاة مكلفين بالتحقيق؛‬

‫‪ -‬قاض أو عدة قضاة لألحداث؛‬

‫‪ -‬كتابة الضبط؛‬

‫‪ -‬كتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫وتتألف محاكم االستئناف من عدة غرف تحدد عددها وتكوينها الجمعية العمومية‬
‫للمحكمة‪ ،‬ومن بينها على األقل الغرفة المدنية وغرفة األحوال الشخصية والميراث والغرفة‬
‫الجنحية وغرفة الجنايات وغرفة الجنايات االستينافية وغرفة الجنح االستينافية لألحداث‬
‫وغرف جنايات األحداث والغرفة الجنائية االستينافية لألحداث‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن محاكم االستئناف المحددة والمعينة دوائر نفوذها بمرسوم أصبحت‬
‫تضم أقساما للجرائم المالية بموجب القانون رقم ‪ 11-91‬الصادر في ‪ 99‬غشت ‪.741199‬‬

‫‪ - 74‬تم تغيير وتتميم أحكام الفقرة ‪ 1‬بمقتضى المادة الفريدة من القانون رقم ‪ 11.91‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.99.912‬بتاريخ ‪ 92‬من‬
‫رمضان ‪ 99( 9111‬أغسطس ‪ ،)1199‬سالف الذكر‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 121-9‬من قانون المسطرة الجنائية على ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪57‬‬
‫وتشتمل هذه األقسام على غرف للتحقيق وغرف للجنايات وغرف للجنايات االستئنافية ونيابة‬
‫عامة وكتابة للنيابة العامة‪.‬‬

‫ويالحظ أيضا اشتمال محكمة االستئناف بالرباط وحدها على قسم مختص للبت في جرائم‬
‫اإلرهاب‪ ،75‬وهو األمر الذي ينص عليه الفصل السابع من الظهير الشريف رقم ‪9-11-911‬‬
‫الصادر في ‪ 12‬من ربيع األول ‪ 12( 9111‬ماي ‪ )1111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 03-03‬المتعلق‬
‫بمكافحة اإلرهاب‪" :‬بصرف النظر عن قواعد االختصاص المقررة في قانون المسطرة الجنائية‬

‫"استثناء من قواعد االختصاص المنصوص عليها في هذا الفرع تختص أقسام الجرائم المالية بمحاكم االستئناف المحددة والمعينة دوائر نفوذها‬
‫بمرسوم‪ ،‬بالنظر في الجنايات المنصوص عليها في الفصول ‪ 119‬إلى ‪ 112‬من القانون الجنائي وكذا الجرائم التي ال يمكن فصلها عنها أو‬
‫المرتبطة بها"‪.‬‬
‫الجدول الملحق بالمرسوم رقم ‪ 1.99.111‬صادر في ‪ 9‬ذي الحجة ‪ 1( 9111‬نوفمبر ‪ )1199‬بتحديد عدد محاكم االستئناف المحدثة بها أقسام‬ ‫‪‬‬
‫للجرائم المالية وتعيين دوائر نفوذها‪:‬‬
‫دوائر نفوذ محاكم االستئناف‬ ‫محاكم االستئناف المحدثة بها أقسام‬
‫الرباط – القنيطرة – طنجة ‪ -‬تطوان‬ ‫الرباط‬
‫الدار البيضاء – سطات – الجديدة – خريبكة – بني مالل‬ ‫الدار البيضاء‬
‫فاس – مكناس – الرشيدية – تازة – الحسيمة – الناضور ‪ -‬وجدة‬ ‫فاس‬
‫مراكش – آسفي – ورزازات – أكادير ‪ -‬العيون‬ ‫مراكش‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 99‬ذو الحجة ‪ 91( 9111‬نوفمبر ‪ ،)1199‬ص ‪.1191‬‬
‫‪ -75‬حسب الفصل ‪ 192-9‬من مجموعة القانون الجنائي‪ :‬تعتبر الجرائم اآلتية أفعاال إرهابية‪ ،‬إذا كانت لها عالقة عمدا‬
‫بمشروع فردي أو جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف أو الترهيب أو العنف‪:‬‬
‫‪1 -‬االعتداء عمدا على حياة األشخاص أو على سالمتهم أو على حرياتهم أو اختطافهم أو احتجازهم ؛‬
‫‪2 -‬تزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام ‪ ،‬أو تزييف أختام الدولة والدمغات والطوابع والعالمات ‪ ،‬أو التزوير أو‬
‫التزييف المنصوص عليه في الفصول ‪360‬و‪ 129‬و‪ 121‬من هذا القانون ؛‬
‫‪3 -‬التخريب أو التعييب أو اإلتالف ؛‬
‫‪4 -‬تحويل الطائرات أو السفن أو أي وسيلة أخرى من وسائل النقل أو إتالفها أو إتالف منشآت المالحة الجوية أو البحرية‬
‫أو البرية أو تعييب أو تخريب أو إتالف وسائل االتصال ؛‬
‫‪5 -‬السرقة وانتزاع األموال ؛‬
‫‪6 -‬صنع أو حيازة أو نقل أو ترويج أو استعمال األسلحة أو المتفجرات أو الذخيرة خالفا ألحكام القانون ؛‬
‫‪7 -‬الجرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات ؛‬
‫‪8 -‬تزوير أو تزييف الشيكات أو أي وسيلة أداء أخرى المشار إليها على التوالي في المادتين ‪ 192‬و‪ 119‬من مدونة‬
‫التجارة؛‬
‫‪9 -‬تكوين عصابة أو اتفاق ألجل إعداد أو ارتكاب فعل من أفعال اإلرهاب ؛‬
‫‪10 -‬إخفاء األشياء المتحصل عليها من جريمة إرهابية مع علمه بذلك"‪.‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 9-11-911‬صادر في ‪ 12‬من ربيع األول ‪ 12( 9111‬ماي ‪ )1111‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 03-03‬المتعلق‬
‫بمكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أو في نصوص أخرى‪ ،‬تختص محكمة االستئناف بالرباط بالمتابعة والتحقيق والحكم في‬
‫الجرائم اإلرهابية‪.‬‬

‫يمكن للمحكمة المذكورة‪ ،‬ألسباب تتعلق باألمن العمومي‪ ،‬أن تعقد جلساتها بصفة‬
‫استثنائية بمقر أي محكمة أخرى"‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬قد أدخل بعض التغييرات بخصوص‬
‫تأليف محكمة االستئناف‪ ،‬ومن بينها ما جاء في المادة ‪ 22‬منه‪:‬‬

‫تتألف محكمة االستئناف من‪:‬‬

‫رئيس أول؛‬ ‫‪-‬‬

‫وكيل عام للملك؛‬ ‫‪-‬‬

‫نائب للرئيس األول ومستشارين؛‬ ‫‪-‬‬

‫النائب األول للوكيل العام للملك وباقي نوابه؛‬ ‫‪-‬‬

‫الكاتب العام للمحكمة ورؤساء مصالح وموظفي كتابة الضبط‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويالحظ أن مشروع القانون قد أحسن في هذه الصياغة الجديدة باستبدال عبارة القضاة‬
‫الواردة في النص الحالي بالمستشارين‪ ،‬وهذه الصياغة أسلم وأصح‪ ،‬ألن قضاة األحكام بمحاكم‬
‫االستئناف يسمون بالمستشارين‪ ،‬وهو ما يتطابق مع مقتضيات المادة الرابعة من القانون‬
‫التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة رقم ‪ ،912-91‬والتي جاء فيها‪:‬‬

‫"تحدد المناصب القضائية التي يعين فيها القضاة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬قاض بمحكمة أول درجة؛‬

‫‪ -‬نائب وكيل الملك لدى محكمة أول درجة؛‬

‫‪ -‬مستشار بمحكمة استئناف؛‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة استئناف؛‬

‫‪ -‬مستشار بمحكمة النقض؛‬

‫‪ -‬محام عام لدى محكمة النقض‪".‬‬

‫ومن المستجدات األخرى‪ ،‬تنص المادة ‪ 21‬من مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬على اشتمال‬
‫محكمة االستئناف على عدة أقسام تنقسم إلى غرف يمكن أن تضم هيئات بدل االقتصار على‬
‫الغرف في القانون الحالي‪ ،‬وقد جاء فيها‪:‬‬

‫" مع مراعاة مقتضيات المادة ‪ 91‬بعده‪ ،‬يمكن أن تشتمل كل محكمة استئناف على أقسام‬
‫وكل قسم على غرف يمكن أن تضم هيئات‪.‬‬

‫يمكن لكل قسم أن يبحث ويحكم في كل القضايا المعروضة على المحكمة كيفما كان‬
‫نوعها‪ ،‬باستثناء اختصاصات قسم الجرائم المالية وقسم جرائم اإلرهاب‪ ،‬المشار إليها بعده‬
‫واألقسام المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام‬
‫المتخصصة في القضاء اإلداري‪.‬‬

‫تحدد محاكم االستئناف‪ ،‬المشتملة على قسم الجرائم المالية‪ ،‬ودوائر اختصاصها المحلي‬
‫بمرسوم بعد استطالع رأي المجلس األعلى للسلطة القضائية‪.‬‬

‫تشتمل محكمة االستئناف بالرباط وحدها على قسم مختص للبت في جرائم اإلرهاب‪.‬‬

‫يشتمل قسم الجرائم المالية وقسم جرائم اإلرهاب على غرف التحقيق وغرف الجنايات‬
‫االبتدائية وغرف الجنايات االستئنافية ونيابة عامة وكتابة للضبط‪".‬‬

‫كذلك من مستجدات مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬التنصيص على تأليف محاكم االستئناف‬
‫على أقسام متخصصة في القضاء التجاري واإلداري بالموازاة مع إحداثها ببعض المحاكم‬
‫االبتدائية‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪ 91‬منه‪:‬‬

‫يمكن أن يحدث بمحكمة االستئناف‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ ‬قسم متخصص في القضاء التجاري؛‬

‫‪ ‬قسم متخصص في القضاء اإلداري‪.‬‬

‫تحدث األقسام المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام المتخصصة في القضاء‬


‫اإلداري بمحاكم االستئناف المعنية‪ ،‬وتحدد مقارها ودوائر اختصاصها المحلي بمرسوم‪ ،‬بعد‬
‫استطالع رأي المجلس األعلى للسلطة القضائية والهيئات المهنية المعنية‪.‬‬

‫يمكن تقسيم كل قسم متخصص من األقسام المذكورة إلى غرف بحسب طبيعة القضايا‬
‫المعروضة عليه‪ ،‬ويمكن لكل غرفة أن تبت في كل القضايا المعروضة على القسم المتخصص‪.‬‬

‫غير أنه يمنع أن يبت قسم متخصص في القضايا المسندة إلى قسم متخصص آخر‪ ،‬أو أن‬
‫يبت أي قسم آخر من أقسام محكمة االستئناف أو تبت غرفة من غرفها في القضايا التي تختص‬
‫بها األقسام المتخصصة‪.‬‬

‫ويجب أن يراعى‪ ،‬في كل األحوال‪ ،‬مبدأ الفصل عند النظر في القضايا المدنية والقضايا‬
‫الزجرية‪.‬‬

‫إذا تبين لهيئة حكم أن القضية يرجع النظر فيها إلى هيئة أخرى بالمحكمة‪ ،‬فإنها ترفع‬
‫يدها عنها بأمر والئي‪ ،‬وتحيلها إلى الرئيس األول للمحكمة‪ ،‬الذي يتولى هو أو نائبه إحالة ملف‬
‫القضية فورا إلى الهيئة المختصة"‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تدبير عمل محاكم االستئناف‬

‫تتشكل الجمعية العمومية من جميع قضاة المحكمة سواء كانوا قضاة حكم أم قضاة للنيابة‬
‫العامة‪ ،‬وتعقد اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر يحضره رئيس كتابة‬
‫الضبط‪ ،‬واجتماعات أخرى كلما اعتبر الرئيس األول ذلك ضروريا للقيام بالمهام المنوطة بها‬
‫قانونا ال سيما تحديد عدد الغرف والقضاة الذين يكونونها وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف‬
‫إلى جانب تحديد أيام وساعات الجلسات‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في كل القضايا المعروضة‬
‫على هذه المحكمة أيا كان نوعها‪.‬‬

‫كما يمكن لمحاكم االستيناف عقد جلسات تنقلية في المحاكم التابعة لدائرة نفوذها‪.‬‬

‫ونشير إلى أن مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬بخصوص تدبير عمل المحاكم وتنظيمها‬
‫وضع نفس اإلجراءات التي أحدثها في المحاكم االبتدائية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إحداث منصب الكاتب العام للمحكمة؛‬

‫ثانيا‪ :‬إحداث مكتب يتولى وضع مشروع برنامج تنظيم العمل بالمحكمة؛‬

‫ثالثا‪ :‬توسيع دور الجمعية العامة للمحكمة؛‬

‫رابعا‪ :‬إحداث لجنة للتنسيق بين جناح الرئاسة وجناح النيابة العامة؛‬

‫خامسا‪ :‬إحداث لجنة لبحث صعوبات سير العمل‬

‫سادسا‪ :‬حذف كتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬إحداث مكتب للمساعدة االجتماعية بمحاكم االستئناف‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن مشروع القانون ‪ 12-91‬المذكور قد أقر نفس المستجدات‬
‫بخصوص محاكم االستئناف في كافة المحاكم ثاني درجة المتخصصة أي محاكم االستئناف‬
‫اإلدارية ومحاكم االستئناف التجارية‪ ،‬باستثناء مكاتب المساعدة االجتماعية التي أقرها في‬
‫محاكم االستئناف فقط‪ ،‬ولذلك لن نتناول مجددا هذه المستجدات على صعيد المحاكم االستئنافية‬
‫المتخصصة تفاديا للتكرار‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬محكمة النقض‬

‫أحدث المجلس األعلى غداة االستقالل بظهير رقم ‪ 9.19.111‬بتاريخ ربيع الثاني‬
‫‪ 9199‬الموافق ل ‪ 19‬سبتمبر ‪ .9119‬وفي سنة ‪ ،1199‬تم تغيير اسمه إلى محكمة النقض‬
‫بمقتضى الظهير الصادر في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1199‬بتنفيذ القانون رقم ‪ .12-99‬وتوجد محكمة‬
‫النقض في أعلى الهرم القضائي وتشرف على جميع محاكم المملكة‪ ،‬وتتولى مهمة توحيد‬
‫االجتهاد القضائي ومراقبة مدى حسن تطبيق القانون أثناء النظر في مختلف األحكام الصادرة‬
‫عن محاكم المملكة‪.‬‬

‫وسنتناول في البداية اختصاص محكمة النقض (المبحث األول)‪ ،‬قبل أن نعرج على‬
‫تنظيمها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اختصاص محكمة النقض‬

‫إن اختصاصات محكمة النقض كثيرة ومتنوعة‪ .‬لكن دورها ينحصر في مراقبة المسائل‬
‫المتعلقة بالقانون فقط وال تفصل في الوقائع‪ ،‬فهي تراقب القرارات التي تصدرها محاكم المملكة‬
‫من حيث تطبيقها للقواعد القانونية‪.‬‬

‫وسنتناول في البداية اختصاصات محكمة النقض (المطلب األول) ثم نتطرق لتنظيمها‬


‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاص محكمة النقض‬

‫حسب ما ورد في الفصل ‪ 111‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬تختص محكمة النقض‬
‫بالنظر في القضايا التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية التي تصدرها جميع محاكم المملكة باستثناء تلك‬
‫التي تقل قيمتها عن ‪ 11111‬درهم وتلك المتعلقة باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة‬
‫عنه أو مراجعة السومة الكرائية؛‬

‫‪ -‬الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط في‬
‫استعمال السلطة؛‬

‫‪ -‬الطعون المقدمة ضد األعمال والقرارات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم؛‬

‫‪ -‬البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها غير‬
‫محكمة النقض؛‬

‫‪ -‬مخاصمة القضاة والمحاكم غير محكمة النقض؛‬

‫‪ -‬اإلحالة من أجل التشكك المشروع؛‬

‫‪ -‬اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي أو لصالح حسن سير العدالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية التي تصدرها جميع محاكم المملكة‬

‫يعد الطعن بالنق ض في األحكام االنتهائية الصادرة عن محاكم المملكة أهم اختصاص‬
‫يميز محكمة النقض‪ ،‬ويقصد باألحكام االنتهائية‪ ،‬األحكام التي ال تقبل الطعن فيها بطرق الطعن‬
‫العادية وهي االستئناف والتعرض‪.‬‬

‫ويعد الطعن بالنقض من طرق الطعن الغير العادية التي تهدف إلى الكشف عن مدى‬
‫مواف قة األحكام االنتهائية للقانون‪ ،‬فإن كان الحكم صحيحا أبرمته محكمة النقض‪ ،‬وإال نقضته‬

‫‪65‬‬
‫وأحالت القضية على المحكمة المطعون في حكمها لتنظر فيها بهيئة جديدة أو محكمة أخرى‬
‫من نفس الدرجة‪.‬‬

‫وقد استثنى المشرع من طلبات الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية تلك التي تقل‬
‫قيمتها عن ‪ 11111‬درهم وتلك المتعلقة باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو‬
‫مراجعة السومة الكرائية‪.‬‬

‫وينبغي أن ينبني الطعن بالنقض على أحد األسباب القانونية الواردة حصرا في الفصل‬
‫‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ -9‬خرق القانون الداخلي؛‬

‫‪ -1‬خرق قاعدة مسطرية أضرت بأحد األطراف؛‬

‫‪ -1‬عدم االختصاص؛‬

‫‪ -1‬الشطط في استعمال السلطة؛‬

‫‪ -1‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام التعليل‪.‬‬

‫وهناك نوع من النقض يسمى النقض لفائدة القانون‪ ،‬وهو الطعن الذي يتقدم به الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة النقض لتصحيح حكم انتهائي دون أن يستفيد منه األطراف‪ ،‬وقد نصت‬
‫المادة ‪ 129‬من ق‪.‬م‪.‬م على هذا الطعن‪:‬‬

‫" إذا علم الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أنه صدر حكم انتهائي على وجه مخالف‬
‫للقانون أو لقواعد المسطرة ولم يتقدم أحد من األطراف بطلب نقضه في األجل المقرر فإنه‬
‫يحيله على المحكمة‪.‬‬

‫إذا صدر عن المحكمة حكم بالنقض فال يمكن لألطراف االستفادة منه ليتخلصوا من‬
‫مقتضيات الحكم المنقوض‪".‬‬

‫‪66‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط في‬
‫استعمال السلطة‬

‫عرف القانون رقم ‪ 19-11‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية الشطط في استعمال‬


‫السلطة في المادة ‪ ":11‬كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو لعيب في شكله أو‬
‫النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪ ،‬يشكل تجاوزا في استعمال السلطة‪،‬‬
‫يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة‪".‬‬

‫وتختص المحاكم اإلدارية بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب‬
‫تجاوز السلطة‪ ،‬غير أن محكمة النقض تظل مختصة بالنظر ابتدائيا وانتهائيا في طلبات اإللغاء‬
‫بسبب تجاوز السلطة ضد‪:‬‬

‫‪ -‬المقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن رئيس الحكومة؛‬

‫‪ -‬قرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي لمحكمة‬
‫إدارية‪.‬‬

‫فضال عن دعاوى اإللغاء التي تبت فيها محكمة النقض ابتدائيا وانتهائيا‪ ،‬تنظر محكمة‬
‫النقض في قرارات محاكم االستئناف التي يطعن فيها بالنقض بخصوص دعاوى اإللغاء‪ ،‬وهو‬
‫ما تنص عليه المادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ 21-11‬المحدث بموجبه محاكم االستئناف اإلدارية‪":‬‬
‫تكون القرارات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة‬
‫النقض‪ ،‬ما عدا القرارات الصادرة في تقدير شرعية القرارات اإلدارية‪.76‬‬

‫وإذا كانت القاعدة أن محكمة النقض عند تصريحها بنقض قرار انتهائي تحيل القضية‬
‫على المحكمة المطعون في حكمها لتنظر فيها بهيئة جديدة أو محكمة أخرى من نفس الدرجة‪،‬‬
‫فإن محكمة النقض في دعاوى اإللغاء تتصدى للبت في القضية‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪99‬‬

‫‪ -76‬تم تغيير أحكام المادة ‪ 92‬أعاله بموجب المادة الفريدة من القانون رقم ‪ 12.12‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.11.11‬بتاريخ ‪ 11‬من صفر ‪ 92(9111‬فبراير ‪ ،)1111‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 1999‬بتاريخ ‪ 19‬صفر ‪ 11 (9111‬فبراير ‪ ،)1111‬ص ‪.121‬‬

‫‪67‬‬
‫من القانون رقم ‪ ": 21-11‬يمكن لمحكمة النقض عند التصريح بنقض قرار صادر في دعوى‬
‫اإللغاء أن تتصدى للبت إذا كانت القضية جاهزة‪".‬‬

‫ثالثا‪ :‬الطعون المقدمة ضد األعمال والمقررات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم‬

‫ورد هذا الطعن في المادة ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ":‬يمكن لوزير العدل أن يأمر الوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة النقض بأن يحيل على هذه المحكمة بقصد إلغاء األحكام التي قد يتجاوز فيها‬
‫القضاة سلطاتهم‪.‬‬

‫يقع إدخال األطراف في الدعوى من طرف الوكيل العام للملك الذي يحدد لهم أجال لتقديم‬
‫مذكراتهم دون أن يكونوا ملزمين باالستعانة بمحام‪.‬‬

‫تقوم الغرفة المعروضة عليها القضية بإبطال هذه األحكام إن اقتضى الحال ويجري‬
‫اإلبطال على الجميع‪".‬‬

‫ويالحظ أن المشرع لم يعرف شطط القضاة‪ ،‬ومن بعض الصور التي ذكرها الفقه التنكر‬
‫لمبدأ فصل السلط والقيام بممارسات منافية لسلطة القضاء وإنكار العدالة‪.77‬‬

‫رابعا‪ :‬البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها‬
‫غير محكمة النقض‬

‫عندما تصدر أحكام عن محاكم مختلفة تصرح فيها باختصاصها أو عدم اختصاصها‬
‫للنظر في النزاع‪ ،‬وال تكون هناك محكمة أعلى درجة مشتركة بينها‪ ،‬تبت محكمة النقض في‬
‫طلب الفصل في هذا التنازع‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 122‬من ق‪.‬م‪.‬م على ‪":‬تنظر محكمة النقض في تنازع االختصاص بين‬
‫محاكم ال تخضع ألي محكمة أخرى مشتركة أعلى درجة‪".‬‬

‫‪ -77‬محمد الكشبور‪ ،‬رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية‪ ،‬محاولة للتمييز بين الواقع والقانون‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1119‬ص ‪.129‬‬

‫‪68‬‬
‫خامسا‪ :‬مخاصمة القضاة والمحاكم غير محكمة النقض‬

‫عند إخالل القاضي بمقتضيات منصبه‪ ،‬يمكن للشخص المضرور أن يرفع دعوى‬
‫المخاصمة ‪ ،‬كما إذا ادعى هذا األخير ارتكاب القاضي لغش أو تدليس أثناء تهيئ القضية أو‬
‫الحكم فيها أو قيامه بإنكار العدالة وغيرها من حاالت المخاصمة‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 119‬من ق‪.‬م‪.‬م على حاالت مخاصمة القضاة‪:‬‬

‫"يمكن مخاصمة القضاة في األحوال اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 9‬إذا ادعى ارتكاب تدليس أو غش أو غدر من طرف قاضي الحكم أثناء تهيئ القضية‬
‫أو الحكم فيها أو من طرف قاض من النيابة العامة أثناء قيامه بمهامه؛‬

‫‪ - 1‬إذا قضى نص تشريعي صراحة بجوازها؛‬

‫‪ - 1‬إذا قضى نص تشريعي بمسؤولية القضاة يستحق عنها تعويض؛‬

‫‪ - 1‬عند وجود إنكار العدالة‪".‬‬

‫ويعتبر القاضي منكرا للعدالة إذا رفض البت في المقاالت أو أهمل إصدار األحكام في‬
‫القضايا الجاهزة بعد حلول دور تعيينها في الجلسة حسب ما جاء في المادة ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ويبت في قبول مخاصمة القضاة من طرف غرفة بمحكمة النقض يعينها الرئيس األول‪.‬‬
‫وإذا رفض المقال يحكم على المدعي بغرامة ال تقل عن ألف درهم وال تتجاوز ثالثة آالف‬
‫درهم لفائدة الخزينة دون مساس بالتعويضات تجاه األطراف اآلخرين عند االقتضاء‪.‬‬

‫ويبت في دعوى المخاصمة من طرف غرف محكمة النقض مجتمعة باستثناء الغرفة‬
‫التي بتت في قبول الطلب‪ .‬وتكون الدولة مسؤولة مدنيا فيما يخص األحكام بالتعويضات‬
‫الصادرة بالنسبة لألفعال التي ترتبت عنها المخاصمة ضد القضاة‪ .‬أما إذا صدر الحكم برفض‬
‫طلب المدعي يمكن الحكم عليه بتعويضات لصالح القاضي‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫سادسا‪ :‬اإلحالة من أجل التشكك المشروع واإلحالة من أجل األمن العمومي أو لصالح‬
‫حسن سير العدالة‬

‫يتم التقدم بطلب اإلحالة من أجل التشكك المشروع سواء من أحد األطراف أو من طرف‬
‫وزير العدل عند وجود شك في نزاهة المحكمة‪ ،‬وإذا قبلت محكمة النقض الطلب فإنها تصدر‬
‫قرارها برفع المحكمة المختصة يدها عن القضية وتحيل القضية على محكمة تعينها من درجتها‬
‫للنظر فيها‪ ،‬أما إذا رفضته‪ ،‬حكمت على المدعي بالمصاريف وغرامة مدنية لصالح الخزينة‬
‫ال تتجاوز ثالثة آالف درهم عند االقتضاء‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬م على طلب اإلحالة‪ ":‬يمكن تقديم طلب اإلحالة من أجل‬
‫التشكك المشروع من أي شخص طرف في النزاع بوصفه مدعيا أو مدعى عليه أو متدخال أو‬
‫مدخال كضامن‪.‬‬

‫تطبق على هذا الطلب نفس مسطرة تنازع االختصاص أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫إذا قبلت محكمة النقض دعوى التشكك المشروع أحالت القضية بعد استشارة النيابة العامة‬
‫على محكمة تعينها‪ .‬وتكون من نفس درجة المحكمة المتشكك فيها‪.‬‬

‫إذا لم تقبل المحكمة الدعوى حكمت على المدعي غير النيابة العامة بالمصاريف‪ .‬كما‬
‫يمكن الحكم عليه بغرامة مدنية لصالح الخزينة ال تتجاوز ثالثة آالف درهم‪.‬‬

‫ال تقبل طلبات التشكك المشروع ضد محكمة النقض‪".‬‬

‫و يمكن لوزير العدل تقديم طلبات اإلحالة من أجل التشكك المشروع بواسطة الوكيل العام‬
‫للملك أمام محكمة النقض عند عدم تقديم هذا الطلب من األطراف‪.‬‬

‫يبت في هذه الطلبات الرئيس األول ورؤساء الغرف مجتمعين في غرفة المشورة خالل‬
‫الثمانية أيام الموالية إليداع الطلب من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫كما يمكن التقدم بطلب اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي أو من أجل‬
‫حسن سير العدالة كلما خيف حدوث اضطراب أو مساس بالنظام العام إذا حكمت في الدعوى‬
‫المحكمة المختصة محليا‪ ،‬ويحق لوزير العدل وحده أن يقدم بواسطة الوكيل العام للملك هذه‬
‫الطلبات‪.‬‬

‫يبت في هذه الطلبات الرئيس األول ورؤساء الغرف مجتمعين في غرفة المشورة خالل‬
‫الثمانية أيام الموالية إليداع الطلب من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪.‬‬

‫إذا قبلت محكمة النقض المقال رفع قرارها حاال ونهائيا يد المحكمة المقدم إليها الطلب‬
‫سابقا ويحال النزاع على محكمة من نفس الدرجة تعينها المحكمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنظيم محكمة النقض‬

‫سنتناول تأليف محكمة النقض (المطلب األول) ثم نتطرق إلى المسطرة أمامها(المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تأليف محكمة النقض‬

‫يترأس محكمة النقض رئيس أول‪ .‬وتمثل النيابة العامة فيها بوكيل عام للملك يساعده‬
‫المحامون العامون‪ ،‬كما تشتمل محكمة النقض أيضا على رؤساء غرف ومستشارين وعلى‬
‫كتابة الضبط وعلى كتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫وتنقسم محكمة النقض إلى ست غرف‪ :‬غرفة مدنية (تسمى الغرفة األولى)‪ ،‬وغرفة‬
‫لألحوال الشخصية والميراث وغرفة تجارية وغرفة إدارية وغرفة اجتماعية وغرفة جنائية‪.‬‬
‫يرأس كل غرفة رئيس‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى أقسام‪ ،‬غير أنه يجوز لكل واحدة منها أن تبت في‬
‫كافة القضايا المعروضة على المحكمة أيا كان نوعها‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫يشرف على تسيير المصالح الداخلية لمحكمة النقض مكتبها الذي يتألف من الرئيس‬
‫األول ورئيس كل غرفة وأقدم مستشار فيها والوكيل العام للملك وقيدوم المحامين العامين‪.‬‬

‫وينعقد اجتماع المكتب في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من كل سنة‬
‫بحضور رئيس كتابة الضبط بهدف توزيع القضاة والقضايا على مختلف الغرف وتحديد عدد‬
‫أقسامها وكذا أيام وساعات الجلسات ويمكنه أن يجتمع كلما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا أو بطلب‬
‫من الوكيل العام للملك‪.‬‬

‫كما تعقد محكمة النقض جلسة افتتاحية رسمية في الخمسة عشر يوما األولى من شهر‬
‫يناير تستعرض خاللها منجزات السنة القضائية والقرارات القضائية التي من شأنها أن تهم‬
‫المحاكم األخرى‪ ،‬ويحضرها وجوبا جميع قضاتها‪.‬‬

‫ومن خالل المقارنة بين مشروع القانون ‪ 12-91‬والقانون الحالي‪ ،‬يظهر أنه من هناك‬
‫عدة مستجدات في مشروع القانون‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إحداث غرفة سابعة في محكمة النقض وهي الغرفة العقارية؛‬

‫ثانيا ‪ :‬يمكن تقسيم غرف المحكمة إلى هيئات‪ ،‬بينما في النص الحالي تقسم الغرف إلى‬
‫أقسام؛‬

‫ثالثا‪ :‬إحداث منصب الكاتب العام للمحكمة‪:‬‬

‫وقد أعطي للكاتب العام لمحكمة النقض نفس االختصاصات الموكلة إليه في محاكم أولى‬
‫درجة وثاني درجة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إحداث مكتب بمحكمة النقض‪:‬‬

‫حسب مشروع القانون ‪ ،12-91‬يتولى مكتب محكمة النقض نفس المهام الموكلة إليه في‬
‫محاكم أولى درجة وثاني درجة‪ ،‬وال يؤدي دور الجمعية العامة كما هو الوضع حاليا‪ ،‬فحسب‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 11‬من مشروع القانون‪" :‬يحدث بمحكمة النقض مكتب يتولى وضع‬
‫مشروع برنامج تنظيم العمل بمحكمة النقض‪ ،‬وذلك بتحديد الهيئات وتأليفها وتعيين رؤساء‬

‫‪72‬‬
‫الغرف ورؤساء الهيئات المقسمة إليها وتأليفها‪ ،‬وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة‪،‬‬
‫وتحديد عدد الجلسات وأيام وساعات انعقادها"‪.‬‬

‫غير أن المكتب يقوم بمهمة إضافية عما يوكل إليه في محاكم أولى درجة وثاني درجة‬
‫وهي وضع مشروع النظام الداخلي لمحكمة النقض‪ ،‬فقد جاء في الفقرة الثانية من نفس المادة‪:‬‬
‫"يضع المكتب مشروع النظام الداخلي للمحكمة‪ ،‬يعرض على الجمعية العامة للمصادقة عليه‬
‫بأغلبية الحاضرين" ‪.‬‬

‫وحسب المادة ‪ 11‬من مشروع القانون ‪" ،12-91‬يرأس مكتب محكمة النقض رئيسها‬
‫األول‪ ،‬ويضم في عضويته باإلضافة إلى الوكيل العام للملك لديها‪:‬‬

‫‪ -‬نائب رئيس محكمة النقض؛‬


‫‪ -‬رؤساء الغرف وأقدم مستشار بكل غرفة؛‬

‫‪ -‬المحامي العام األول؛‬

‫‪ -‬الكاتب العام للمحكمة‪".‬‬

‫خامسا‪ :‬إحداث الجمعية العامة لمحكمة النقض‬

‫لم يكن هناك وجود للجمعية العامة لمحكمة النقض‪ ،‬وكان مكتبها هو من يشرف على‬
‫تسيير المصالح الداخلية لمحكمة النقض‪ ،‬وقد نظمت المادة ‪ 11‬من مشروع القانون أعضاء‬
‫الجمعية العامة‪" :‬تتكون الجمعية العامة لمحكمة النقض‪ ،‬باإلضافة إلى الرئيس األول والوكيل‬
‫العام للملك بها‪ ،‬من جميع المستشارين والمحامين العامين العاملين بها‪.‬‬

‫يحضر الكاتب العام للمحكمة أشغال الجمعية العامة بصفة استشارية"‪.‬‬

‫وتنطبق بخصوص كيفية انعقاد الجمعية العامة لمحكمة النقض والمواضيع المدرجة‬
‫بجدول أعمالها وكيفيات المصادقة على مشروع برنامج تنظيم العمل بهذه المحكمة‪ ،‬نفس المواد‬
‫والمقتضيات المتعلقة بمحاكم أول درجة وثاني درجة (المواد ‪ 11 ،11 ،11 ،19‬من مشروع‬
‫هذا القانون)‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المسطرة أمام محكمة النقض‬

‫تبت محكمة النقض بتشكيلة جماعية‪ ،‬فالجلسات تعقد وتصدر القرارات من طرف‬
‫خمس مستشارين بمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك وبحضور النيابة‬
‫العامة لزوما في سائر الجلسات‪ .‬وفي بعض الحاالت تعزز هذه الصفة الجماعية‪ ،‬فتصدر‬
‫األحكام بواسطة غرفتين مجتمعتين وفي بعض القضايا تبت جميع الغرف مجتمعة في جلسة‬
‫عامة‪.‬‬

‫فضال عن تبني التشكيلة الجماعية‪ ،‬تعتمد محكمة النقض قواعد المسطرة الكتابية في‬
‫كافة القضايا وليس هناك أي استثناء على هذا المبدأ‪.‬‬

‫كما تكون جلسات محكمة النقض علنية‪ ،‬ما عدا إذا قررت المحكمة سريتها‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المحاكم المتخصصة‬

‫سنتناول في هذا الفصل كال من المحاكم اإلدارية(الفرع األول) والمحاكم‬


‫التجارية(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المحاكم اإلدارية‬

‫بعد إحداث القانون رقم ‪ 19.11‬الصادر بتاريخ ‪ 91‬شتنبر ‪ 9111‬للمحاكم اإلدارية‪ ،‬لم‬
‫تعد المحاكم االبتدائية مختصة بالنظر في القضايا اإلدارية‪ ،‬بل أصبحت هذه القضايا من‬
‫اختصاص المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ ،781112‬أحدث المشرع المغربي أيضا محاكم االستيناف اإلدارية‪ ،‬ولذلك‬
‫سنبدأ بدراسة المحاكم اإلدارية (المبحث األول) ثم نتطرق بعد ذلك للمحاكم االستينافية‬
‫اإلدارية(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ 78‬تم ذلك بموجب القانون رقم ‪ 21-11‬بتاريخ ‪ 91‬فبراير ‪ 1112‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.12.19‬في ‪ 91‬من‬
‫محرم ‪ 9119‬المحدث بموجبه محاكم استئناف إدارية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المحاكم اإلدارية‬

‫تعد المحاكم اإلدارية أول درجة من درجات التقاضي أمام القضاء اإلداري بالمغرب‪،‬‬
‫ولإللمام بهذه المحاكم ‪ ،‬سنتطرق بإيجاز الختصاصها(المطلب األول) وتنظيمها(المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اختصاص المحاكم اإلدارية‬

‫في هذا المجال‪ ،‬ال بد من تناول االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية (الفقرة األولى)‬
‫واختصاصها المحلي(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية‬

‫تختص المحاكم اإلدارية بالنظر ابتدائيا في القضايا اإلدارية‪ ،‬وقد أشارت المادة ‪ 2‬من‬
‫القانون المنظم لها إلى ذلك‪" :‬تختص المحاكم اإلدارية‪ ،79‬مع مراعاة أحكام المادتين ‪ 1‬و‪99‬‬
‫من هذا القانون‪ ،‬بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة‬
‫وفي النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية ودعاوي التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال‬
‫ونشاطات أشخاص القانون العام‪ ،‬ماعدا األضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أيا‬
‫كان نوعها يملكها شخص من أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫‪ -79‬انظر الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 191‬من قانون المسطرة المدنية‪:‬‬


‫" يرجع اختصاص النظر في طلب تذييل الحكم التحكيمي الصادر في نطاق هذا الفصل إلى المحكمة اإلدارية التي سيتم تنفيذ الحكم‬
‫التحكيمي في دائرتها أو إلى المحكمة اإلدارية بالرباط عندما يكون تنفيذ الحكم التحكيمي يشمل مجموع التراب الوطني"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫وتختص المحاكم اإلدارية كذلك بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة مجلس‬
‫المستشارين‪ 80‬وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات‪ 81‬والضرائب‬
‫ونزع الملكية ألجل المنفعة العامة‪ ،‬وبالبت في الدعاوي المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة‬
‫للخزينة العامة والنزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي مجلس‬
‫المستشارين‪ ،82‬وذلك كله وفق الشروط المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫وتختص المحاكم اإلدارية أيضا بفحص شرعية القرارات اإلدارية وفق الشروط‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 11‬من هذا القانون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة‬

‫كل قرار إداري يشكل تجاوزا في استعمال السلطة‪ ،‬يحق للمتضرر الطعن فيه أمام‬
‫المحكمة اإلدارية المختصة‪ ،‬وقد عرف القانون رقم ‪ 19-11‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‬
‫الشطط في استعمال السلطة في المادة ‪ ":11‬كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو‬
‫لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪ ،‬يشكل تجاوزا في‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة‪".‬‬

‫‪ - 80‬تم تتميم الفقرة الثانية من المادة ‪ 1‬أعاله بموجب القانون رقم ‪ 51.77‬بتاريخ ‪ 15‬أغسطس ‪ 4777‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 4.77.477‬بتاريخ ‪ 40‬من جمادى األولى ‪ 15( 4113‬أغسطس ‪ ،)4777‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1111‬بتاريخ ‪ 5‬جمادى اآلخرة‬
‫‪ 41( 4113‬سبتمبر ‪ ،)4777‬ص ‪.1110‬‬
‫‪ - 81‬انظر المادة ‪ 112‬من القانون رقم ‪ 1.19‬المتعلق بمدونة االنتخابات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.19.21‬بتاريخ‬
‫‪ 11‬من ذي القعدة ‪ 1( 9199‬أبريل ‪ ،)9119‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1191‬بتاريخ ‪ 11‬ذي القعدة ‪ 1( 9119‬أبريل ‪ )9119‬كما‬
‫تم تتميمه وتغييره‪:‬‬
‫"بصفة انتقالية واستثناء من أحكام المواد ‪ 12‬و‪ 19‬و‪ 22‬و‪ 922‬و‪ 911‬و‪ 191‬و‪ 192‬و‪ 191‬من هذا القانون فإن الطعون‬
‫المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية وبالترشيحات تقدم أمام المحكمة االبتدائية المختصة وفقا للكيفيات وفي اآلجال المحددة في‬
‫المواد المشار إليها أعاله‪ .‬وتبث المحكمة طبقا ألحكام المواد المذكورة‪.‬‬
‫غير أن األحكام االستثنائية المنصوص عليها في الفقرة السابقة ال تطبق في العماالت واألقاليم حيث يوجد مقر محكمة إدارية‪.‬‬
‫تستأنف األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية‪ ،‬المشار إليها في الفقرة األولى من هذه المادة‪ ،‬أمام محاكم االستئناف اإلدارية"‪.‬‬
‫‪ - 82‬تم تتميم الفقرة الثانية من المادة ‪ 1‬أعاله بموجب القانون رقم ‪ 11.33‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 4.33.017‬بتاريخ ‪11‬‬
‫شعبان ‪ 41 (4114‬نوفمبر ‪ ،)1333‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1151‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 14( 4114‬ديسمبر ‪ ،)1333‬ص ‪.0141‬‬

‫‪77‬‬
‫والجدير بالذكر أن طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة يعفى من أداء الرسم القضائي‬
‫حسب ما تنص على ذلك المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،19-11‬وهو ما من شأنه تخفيف عبء‬
‫المصاريف القضائية على المتقاضين وتسهيل الولوج إلى العدالة‪.‬‬

‫وإذا كانت المحاكم اإلدارية هي المختصة بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات‬
‫اإلدارية‪ ،‬فقد استثنت المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 19-11‬منها القرارات الصادرة عن رئيس‬
‫الحكومة وقرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي‬
‫لمحكمة إدارية والتي أولت لمحكمة النقض كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬النظر فيها ابتدائيا‬
‫وانتهائيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية‬

‫لم يعرف المشرع المغربي العقد اإلداري‪ ،‬ولذلك تولى الفقه والقضاء القيام بهذه المهمة‪،‬‬
‫وهكذا عرف بعض الفقه العقود اإلدارية أنها اتفاقات تبرم بين الخواص سواء كانوا أشخاصا‬
‫طبيعيين أم معنويين وبين اإلدارة كسلطة عامة من أجل إنجاز عمل فيه تحقيق للمنفعة العامة‪،83‬‬
‫في حين أشار اتجاه آخر في الفقه إلى أن العقود اإلدارية ال تقف فيها الدولة أو المؤسسات‬
‫العمومية على قدم المساواة مع الخواص‪ ،‬ألنها تستطيع بإرادتها المنفردة تعديل بنود تلك العقود‬
‫كلما اقتضت المصلحة العامة ذلك‪.84‬‬

‫أما القضاء المغربي‪ ،‬فقد قدم في عدة قرارات له بعض المعايير المعتمدة في تحديد‬
‫ماهية العقد اإلداري‪ ،‬منها احتواء العقد على شروط غير مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬وأن يتعلق‬
‫األمر بتسيير مرفق عام يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة وأن يكون أحد أطرافه شخصا عاما‪،‬‬

‫‪ 83‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬التنظيم القضائي للمملكة‪ ،‬دراسة من صميم اإلصالح الشامل للقضاء الم ربي‪ ،‬مطبعة الورود‪ ،‬إنزكان‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،1340 ،‬ص‪.117 ،‬‬

‫‪ 84‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬التنظيم القضائي الم ربي‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،1340-1341 ،‬ص‪441.‬‬

‫‪78‬‬
‫كما ابتدع القضاء أيضا معيارا جديدا لتكييف عقد ضمن العقود اإلدارية‪ ،‬وهو نيابة الشخص‬
‫الخاص عن اإلدارة في تسيير مرفق عام‪.85‬‬

‫ثالثا‪ :‬دعاوى التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون‬
‫العام ما عدا األضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص من‬
‫أشخاص القانون العام‬

‫تختص المحاكم اإلدارية بالنظر في دعاوى التعويض عن األضرار المترتبة عن أعمال‬


‫أشخاص القانون العام مع استثناء مقرر من طرف المشرع‪ ،‬ويتعلق باألضرار الناجمة عن‬
‫مركبات هؤالء األشخاص والتي تبقى من اختصاص المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫وتهدف دعوى التعويض إلى جبر الضرر الذي أصاب شخصا ما بفعل أخطاء موظفي‬
‫الدولة أو مستخدمي أحد أشخاص القانون العام‪ ،‬وفي الحالة التي تتحقق فيها مسؤوليتها‪ ،‬يحكم‬
‫للمتضرر بتعويض يقدر بالنظر إلى جسامة الضرر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات‬


‫ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة‬
‫وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة مجلس المستشارين‪.‬‬

‫المقصود بهذه النزاعات‪ ،‬تلك الناشئة عن تطبيق القوانين المتعلقة بأنظمة المعاشات‬
‫الخاصة بفئات متنوعة من الموظفين والمستخدمين المدنيين والعسكريين‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات‬

‫حسب المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 19-11‬تختص المحاكم اإلدارية بالنظر في الطعون ضد‬
‫العمليات االنتخابية الخاصة بمجالس الجماعات ومجالس العماالت واألقاليم ومجالس الغرف‬
‫الفالحية وغرف الصناعة التقليدية وغرف التجارة والصناعة والخدمات وممثلي الموظفين في‬

‫‪ 85‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬التنظيم القضائي للمملكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 ،‬‬

‫‪79‬‬
‫اللجان اإلدارية والثنائية والمنصبة على القيد في اللوائح االنتخابية والترشيحات ونتائج‬
‫االقتراع‪.‬‬

‫وتبقى المحاكم االبتدائية مختصة بالنظر في الطعون التي ترفع بشأن انتخابات أخرى‬
‫غير منصوص عليها في المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 19.11‬المذكور ومنها انتخابات هيئة األطباء‬
‫والخبراء المحاسبيين والمهندسين المعماريين‪.‬‬

‫وتعفى الطعون االنتخابية من المصاريف القضائية وتتميز بقصر آجال البت فيها من‬
‫طرف المحكمة اإلدارية المختصة لطابعها الخاص الذي يستلزم سرعة الحسم فيها‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬الدعاوى المتعلقة بالضرائب وبتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة‪.‬‬

‫يمكن للملزم بالضريبة عرض النزاع أمام المحكمة اإلدارية التي يوجد بدائرة‬
‫اختصاصها المكان المستحقة الضريبة فيه‪ ،‬أما بالنسبة للنزاعات المتعلقة بتحصيل ديون‬
‫الخزينة‪ ،‬تبت المحكمة اإلدارية التي يوجد بدائرة اختصاصها المكان الذي يجب أن يتم فيه‬
‫تحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة‪.‬‬

‫وتختلف الجهة التي توجه إليها الدعوى بحسب الوظيفة التي تقوم بها اإلدارة المعنية‪،‬‬
‫فمديرية الضرائب تتولى تحديد وعاء الضريبة وتصفيتها‪ ،‬بينما تعنى الخزينة العامة بعملية‬
‫التحصيل‪ ،‬ولذلك تم التأكيد على هذا المبدأ في أحدى قرارات محكمة النقض‪":‬أية منازعة تتعلق‬
‫باستخالص ديون الدولة يجب أن ترفع ضد الخازن العام وليس ضد مدير الضرائب الذي ال‬
‫عالقة له باستخالص ديون الدولة‪ ،‬ولو كانت عبارة عن ضرائب‪".86‬‬

‫‪ 86‬قرار المجلس األعلى رقم ‪ 5140‬صادر في ‪ 1‬نونبر ‪ ،4775‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ‪ ، 53/17‬ص‪13.‬‬

‫‪80‬‬
‫سابعا‪ :‬النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة‬
‫والجم اعات المحلية والمؤسسات العمومية وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة‬
‫مجلس المستشارين‬

‫تتعلق هذه النزاعات بعالقة اإلدارة بموظفيها‪ ،‬حيث يمكن لهؤالء مقاضاة اإلدارة عندما‬
‫يكون هناك قرار مرتبط بوضعيتهم الفردية يمس حقا مخوال لهم من طرف القانون‪ ،‬ويجب أال‬
‫يكون الموظف من األشخاص المعينين بظهير أو بمرسوم‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬البت في شرعية القرارات اإلدارية‬

‫يخول القانون ‪ 19.11‬للمحاكم اإلدارية تقدير شرعية القرارات اإلدارية التي تدخل في‬
‫اختصاصها ‪ ،‬ذلك أنه إذا أثير فحص شرعية قرار إداري على القضاء العادي‪ ،‬فإن المحكمة‬
‫تؤجل الحكم في القضية وتحيل القضية إلى المحكمة اإلدارية المختصة لتقرير شرعية القرار‪،‬‬
‫أما إذا كان النزاع معروضا على محكمة زجرية‪ ،‬فلها كامل الوالية لتقدير شرعية القرار‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ ": 11‬إذا كان الحكم في قضية معروضة على محكمة عادية‬
‫غير زجرية يتوقف على تقدير شرعية قرار إداري وكان النزاع في شرعية القرار جديا‪،‬‬
‫يجب على المحكمة المثار ذلك أمامها أن تؤجل في القضية وتحيل تقدير شرعية القرار اإلداري‬
‫محل النزاع إلى المحكمة اإلدارية أو إلى محكمة النقض بحسب اختصاص كل من هاتين‬
‫الجهتين القضائيتين كما هو محدد في المادتين ‪ 2‬و‪ 1‬أعاله‪ ،‬ويترتب على اإلحالة رفع المسألة‬
‫العارضة بقوة القانون إلى الجهة القضائية المحال إليها البت فيها‪.‬‬

‫للجهات القضائية الزجرية كامل الوالية لتقدير شرعية أي قرار إداري وقع التمسك به‬
‫أمامها سواء باعتباره أساسا للمتابعة أو باعتباره وسيلة من وسائل الدفاع‪".‬‬

‫وقد انتقد بعض الفقه هذا التمييز بين القضاء المدني والجنائي في منح االختصاص‬
‫بالبت في تقدير شرعية القرار اإلداري‪ ،‬واعتبره غريبا عن نظامنا القضائي الذي يقوم على‬

‫‪81‬‬
‫مبدأ وحدة المحكمة وانعدام تخصص القضاة‪ .‬حيث نفس القاضي يتاح له البت في شرعية‬
‫القرار اإلداري عندما يحضر في جلسة جنائية ويمنع من ذلك عندما يشارك في قضية مدنية‪.87‬‬

‫وبمناسبة فحص شرعية قرار إداري من طرف المحكمة اإلدارية أو القضاء الجنائي‪،‬‬
‫وعند ثبوت عدم مطابقته للدستور‪ ،‬فإن ذلك ال يؤدي إلى إلغائه بل استبعاد تطبيقه في القضية‬
‫المعروضة على المحكمة‪.‬‬

‫إضافة إلى هذا االختصاص الموضوعي للمحاكم اإلدارية‪ ،‬أسندت المادة ‪ 91‬من القانون‬
‫رقم ‪ 19.11‬المذكور لرئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته قاضيا للمستعجالت‬
‫واألوامر القضائية النظر في الطلبات الوقتية والتحفظية‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬النزاعات المتعلقة بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت‬

‫نصت المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 19-11‬على نقل اختصاص المحاكم االبتدائية إلى‬
‫المحاكم اإلدارية فيما يتعلق بتلقي وثائق إجراءات نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‬
‫واالحتالل المؤقت المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 9.29‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 9.21.111‬بتاريخ ‪ 99‬من رجب ‪ 2( 9111‬ماي ‪ 88)9121‬وكذلك فيما يخص النظر في‬
‫النزاعات الناشئة عن تطبيق القانون المذكور‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن نزع الملكية ال يمكن أن يتم بدون إصدار حكم قضائي من طرف المحكمة‬
‫اإلدارية التي يوجد العقار المنزوع ملكيته في دائرة اختصاصها‪ ،‬وتهدف دعوى نزع الملكية‬
‫إلى نقل ملكية العقار إلى الدولة مع تقدير التعويض المناسب لمالكي العقار وتخضع للقواعد‬
‫المسطرية الواردة في ق‪.‬م‪.‬م ما عدا بعض االستثناءات‪ ،‬ومن بينها أن مصاريف الدعوى‬
‫يتحملها دائما نازع الملكية‪.‬‬

‫‪ 87‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬التنظيم القضائي الم ربي‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،1340-1341 ،‬ص‪ 440.‬هامش ‪.15‬‬

‫‪ - 88‬القانون رقم ‪ 1.14‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 0115‬بتاريخ ‪ 0‬رمضان‬
‫‪ 45( 4130‬يونيه ‪ ،)4710‬ص ‪ ،713‬كما تم ت ييره وتتميمه‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫والجدير بالذكر أن محكمة النقض تختص بالنظر في طلبات إلغاء القرار اإلداري‬
‫بإعالن المنفعة العامة والتخلي‪ ،‬ألن هذا القرار يصدر بمرسوم‪ ،‬ومن المعلوم أن محكمة النقض‬
‫هي المختصة بالنظر في جميع المقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن رئيس الحكومة‬
‫حسب المادة التاسعة من القانون رقم ‪.19-11‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 19-11‬أن رئيس المحكمة اإلدارية أو القاضي‬
‫الذي ينيبه عنه لهذه الغاية يتولى اختصاصات قاضي المستعجالت‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬االختصاص المحلي للمحاكم اإلدارية‬

‫تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 19‬وما يليه إلى الفصل ‪ 11‬من قانون المسطرة المدنية ما لم ينص مقتضى خاص على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وهكذا تطبق القاعدة العامة المنصوص عليها في الفصل ‪ 19‬والتي تعطي االختصاص‬
‫المحلي لمحكمة موطن أو إقامة المدعى عليه‪ ،‬غير أن هناك استثناءات واردة على هذه القاعدة‪،‬‬
‫ومن بينها‪:‬‬

‫‪-‬بالنسبة لدعاوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة‪ ،‬يرجع االختصاص للمحكمة اإلدارية التي‬
‫يوجد موطن طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو التي صدر القرار بدائرة اختصاصها؛‬

‫‪ -‬تختص محكمة الرباط اإلدارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية‬


‫لألشخاص المعينين بظهير شريف أو بمرسوم وبالنزاعات الراجعة إلى اختصاص المحاكم‬
‫اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه المحاكم كقضايا موظفي السفارات‬
‫والقنصليات المغربية بالخارج‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وال شك أن االستثناء األول جاء لمصلحة طالب اإللغاء لكن أثره يبقى جزئيا بالنظر‬
‫التساع دائرة نفوذ المحاكم اإلدارية‪ ،89‬وهو ما جعل مشروع القانون رقم ‪ 12-91‬يقرر إحداث‬
‫أقسام إدارية بالمحاكم االبتدائية وذلك لتقريب القضاء من المواطنين‪.‬‬

‫أما االستثناء الثاني فيهم الدعاوى المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين بظهير‬
‫أو مرسوم كالوالة والقضاة‪ ،‬وال ترمي هذه الدعاوى إلى إلغاء هذه الظهائر أو المراسيم‪ ،‬بل‬
‫إلى المطالبة ببعض الحقوق التي يقررها القانون لهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم المحاكم اإلدارية‬

‫سنتناول في ما يلي تأليف المحاكم اإلدارية(الفقرة األولى) ثم المسطرة المتبعة‬


‫أمامها(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تأليف المحاكم اإلدارية‬

‫تتكون المحكمة اإلدارية من رئيس وعدة قضاة وكتابة ضبط‪ ،‬كما يعين رئيس المحكمة‬
‫من بين قضاتها مفوض ملكي أو عدة مفوضين ملكيين للدفاع عن القانون والحق باقتراح من‬
‫الجمعية العمومية لمدة سنتين‪.‬‬

‫‪ 89‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬التنظيم القضائي الم ربي‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،1340-1341 ،‬ص‪.411.‬‬

‫‪84‬‬
‫ويظهر من خالل تأليف المحكمة اإلدارية عدم وجود النيابة العامة‪ ،‬فالمفوض الملكي‬
‫بالرغم من قيامه بالدفاع عن القانون والحق إال أنه معين من بين قضاة الحكم بالمحكمة اإلدارية‬
‫من طرف الرئيس باقتراح من الجمعية العمومية لمدة مؤقتة تتمثل في سنتين‪.‬‬

‫ويجوز تقسيم هذه المحكمة إلى أقسام بحسب أنواع القضايا التي تعرض عليها‪ ،‬غير أن‬
‫القانون ‪ 19.11‬ال ينص على أنه يمكن لكل قسم أن يبت في كل القضايا التي تعرض على هذه‬
‫المحكمة‪ ،‬وبناء عليه يرى بعض الفقه أنه من المستحسن أن يحذو المشرع نفس النهج الذي‬
‫سلكه المشرع المغربي بالنسبة للمحاكم االبتدائية والتجارية وذلك لتفادي البطء في اإلجراءات‬
‫وتعطيل البت في القضايا من طرف المحاكم اإلدارية‪.90‬‬

‫كما تعقد الجمعية العمومية التي تتألف من قضاة المحكمة والمفوضين الملكيين بحضور‬
‫رئيس كتابة الضبط اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من أجل تحديد عدد‬
‫األقسام وتكوينها وأيام وساعات الجلسات وتوزيع القضايا بين مختلف األقسام‪ ،‬كما تقوم‬
‫باقتراح ت عيين المفوضين الملكيين للدفاع عن القانون والحق ويمكنها عقد اجتماعات أخرى‬
‫عند الضرورة إذا ما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المسطرة المتبعة أمام المحكمة اإلدارية‬

‫من خصوصيات المسطرة أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬علنية الجلسات واألحكام‪ ،‬فضال عن‬
‫أخذها بنظام القضاء الجماعي‪ ،‬حيث تعقد هذه المحاكم جلساتها بثالثة قضاة يساعدهم كاتب‬
‫الضبط ويرأس الجلسة رئيس المحكمة أو قاض تعينه الجمعية العمومية السنوية للقيام بهذه‬
‫المهمة‪.‬‬

‫‪ - 90‬عبد الكريم الطالب؛ التنظيم القضائي الم ربي؛ المطبعة والوراقة الوطنية الداوديات مراكش؛ الطبعة الرابعة ‪1341‬؛ ص‬
‫‪.14‬‬

‫‪85‬‬
‫كما يحضر الجلسة المفوض الملكي الذي يعرض على هيئة الحكم مستنتجاته سواء فيما‬
‫يتعلق بظروف الوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها‪ ،‬والتي يحق لألطراف الحصول على‬
‫نسخة منها قصد االطالع‪ ،‬إال أنه ال يشارك في إصدار األحكام‪ ،‬وهو ما تنص عليه المادة ‪1‬‬
‫من القانون ‪ ":19.11‬تعقد المحاكم اإلدارية جلساتها وتصدر أحكامها عالنية وهي متركبة من‬
‫ثالثة قضاة يساعد هم كاتب ضبط‪ ،‬ويتولى رئاسة الجلسة رئيس المحكمة اإلدارية أو قاض‬
‫تعينه للقيام بذلك الجمعية العمومية السنوية لقضاة المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫ويجب أن يحضر الجلسة المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق‪.‬‬

‫ويعرض المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق آراءه المكتوبة والشفهية على هيئة‬
‫الحكم بكامل االستقالل سواء فيما يتعلق بظروف الوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها‪.‬‬
‫ويعبر عن ذلك في كل قضية بالجلسة العامة‪ ،‬ويحق لألطراف أخذ نسخة من مستنتجات‬
‫المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق بقصد االطالع‪.‬‬

‫وال يشارك المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق في إصدار الحكم‪".‬‬

‫أيضا أكد قانون إحداث المحاكم اإلدارية على مجانية دعوى اإللغاء‪ ،‬حيث نص في‬
‫المادة ‪ 11‬منه على إعفاء طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسوم القضائية‪.‬‬

‫كما نص قانون إحداث المحاكم اإلدارية على اعتماد المسطرة الكتابية في المرافعات‬
‫أمام هذه المحاكم‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬محاكم االستئناف اإلدارية‬

‫الجدير بالذكر أن الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض بقيت مختصة في استئناف أحكام‬
‫المحاكم اإلدارية إلى أن صدر القانون رقم ‪ 21.11‬الصادر في ‪ 91‬فبراير ‪ 1112‬المحدث‬
‫لمحاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬ولذلك سنتناول فيما يلي اختصاص محاكم االستئناف‬
‫اإلدارية(المطلب األول) قبل أن نعرج على تنظيمها(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اختصاص محاكم االستئناف اإلدارية‬

‫تختص محاكم االستئناف اإلدارية حسب المادة الخامسة من قانون إحداثها بالنظر في‬
‫استئناف أحكام المحاكم اإلدارية التي تدخل في دائرة نفوذها وكذا البت في استئناف األوامر‬
‫الصادرة عن رؤساء المحاكم اإلدارية ما عدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية مخالفة‪.‬‬

‫كما تنظر محاكم االستئناف في طلبات استئناف قرار رئيس المحكمة اإلدارية برفض‬
‫المساعدة القضائية‪.‬‬

‫كما يمارس الرئيس األول لمحكمة االستئناف اإلدارية أو نائبه مهام قاضي المستعجالت‬
‫إذا كان النزاع معروضا عليها كما أكدت ذلك المادة السادسة من القانون رقم ‪ 12.11‬المذكور‪،‬‬
‫ويمكنه البت في طلبات المساعدة القضائية طبقا للمادة السابعة من نفس القانون‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم محاكم االستئناف اإلدارية‬

‫سنبدأ بتأليف المحكمة(الفقرة األولى) قبل االنتقال إلى تناول المسطرة المتبعة أمام‬
‫محاكم االستئناف(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تأليف محاكم االستئناف اإلدارية‬

‫تتكون محكمة االستئناف اإلدارية من رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين وكتابة‬
‫ضبط ‪ ،‬كما يعين رئيس محكمة االستئناف اإلدارية من بين المستشارين مفوضا ملكيا أو أكثر‬
‫للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد‪.‬‬

‫ويجوز تقسيم محكمة االستئناف اإلدارية إلى عدة غرف بحسب أنواع القضايا التي‬
‫تعرض عليها‪.‬‬

‫كما تعقد الجمعية العمومية التي تتألف من المستشارين والمفوضين الملكيين بحضور‬
‫رئيس كتابة الضبط اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من أجل تحديد عدد‬
‫الغرف وتكوينها وأيام وساعات الجلسات وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف‪ ،‬كما تقوم باقتراح‬
‫تعيين المفوضين الملكيين للدفاع عن القانون والحق ويمكنها عقد اجتماعات أخرى عند‬
‫الضرورة إذا ما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المسطرة المتبعة أمام محاكم االستئناف اإلدارية‬

‫تعقد محكمة االستئناف جلساتها وتصدر قراراتها عالنية وهي متركبة من ثالثة‬
‫مستشارين من بينهم رئيس يساعدهم كاتب الضبط‪ ،‬مما يعني اعتماد القضاء الجماعي‪.‬‬

‫كما ينبغي أن يحضر الجلسة المفوض الملكي الذي يعرض مستنتجاته على هيئة الحكم‬
‫سواء فيما يتعلق بالوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها‪ ،‬والتي يحق لألطراف الحصول‬
‫على نسخة منها قصد االطالع‪ ،‬إال أنه ال يشارك في إصدار األحكام‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن قرارات محاكم االستئناف تقبل الطعن بالنقض أمام محكمة‬
‫النقض باستثناء القرارات الصادرة في تقدير شرعية القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫تعتمد المسطرة الكتابية أمام محاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬ذلك أن القضايا ترفع بمقال‬
‫موقع من طرف محام مسجل في جدول هيئة من هيئات المحامين‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن تنصيب‬
‫المحامي يعد أمرا اختياريا بالنسبة للدولة واإلدارات العمومية‪.‬‬

‫وتعفى طلبات االستئناف أمام محاكم االستئناف اإلدارية من أداء الرسوم القضائية‪.‬‬

‫وتخضع هذه المحاكم بصورة عامة للقواعد المنصوص عليها في قانون المسطرة‬
‫المدنية وقانون إحداث المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المحاكم التجارية‬

‫بخالف المحاكم اإلدارية التي تم إنشاء محاكم الدرجة الثانية في وقت الحق‪ ،‬قام المشرع‬
‫المغربي في وقت واحد بإحداث المحاكم التجارية (المبحث األول) والمحاكم االستينافية‬
‫التجارية (المبحث الثاني) بموجب القانون رقم ‪ 11-11‬الصادر في ‪ 91‬فبراير‪.9119‬‬

‫وقد تم إحداث المحاكم التجارية في سياق تحديث وعصرنة مناخ األعمال وتطوير دور‬
‫القضاء في حل النزاعات التجارية‪ ،‬فهو الذي يضمن حقوق المتعاملين ويصون مصالحهم‪،‬‬
‫وبالتالي فهو يساهم في تدعيم جو الثقة الضروري لتنمية االستثمار وتقوية حركة النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المحاكم التجارية‬

‫سنتطرق في البداية إلى اختصاص المحاكم التجارية(المطلب األول) ثم نعرج على‬


‫تنظيمها(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اختصاص المحاكم التجارية‬

‫في هذا المجال‪ ،‬ال بد من تناول اختصاص المحاكم النوعي (الفقرة األولى)‬
‫واالختصاص المحلي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اختصاص المحاكم التجارية النوعي‬

‫بحسب المادة الخامسة من قانون إحداث المحاكم التجارية‪ ،‬تختص المحاكم التجارية‬
‫بالنظر في الدعاوى المتعلقة ب‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقود التجارية‬

‫لم يعرف المشرع هذه العقود‪ ،‬إال أن هناك تنظيم ألهم العقود التجارية الشائعة في مدونة‬
‫التجارة (المواد من ‪ 111‬إلى ‪ )111‬ومنها عقد السمسرة والوكالة التجارية والوكالة بعمولة‬
‫والنقل وغيرها‪ ،‬أما بالنسبة للعقود التجارية األخرى التي لم يقم المشرع بتنظيمها‪ ،‬فهنا تطرح‬
‫عملية تكييف ما إذا كان العقد تجاريا أم ال نفسها على االجتهاد القضائي‪ ،‬ويمكن اعتبار العقد‬
‫تجاريا إذا كان محله القيام بأعمال تجارية أو إذا أجراه التاجر لحاجات تجارته ما لم يثبت‬
‫خالف ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النزاعات الناشئة بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية‬

‫يعتبر أهم اختصاص يبرز الطابع الشخصي لهذه المحاكم وذلك بكونها محدثة لحل‬
‫النزاعات القائمة بين التجار بمناسبة ممارسة نشاطهم التجاري‪ ،‬أما إذا كانت المنازعة بين‬
‫تاجر وغير التاجر‪ ،‬فيرجع لقواعد االختصاص المتعلقة بالعقود المختلطة‪.‬‬

‫فمن حيث المبادئ العامة‪ ،‬ي حق لغير التاجر أن يرفع دعواه في مواجهة التاجر أمام‬
‫المحاكم التجارية أو أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬أما التاجر فال يمكنه رفع دعواه في مواجهة غير‬
‫التاجر سوى أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬غير أنه يمكن االتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد‬
‫االختصاص للمحكمة التجارية فيما قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر‪.‬‬

‫ومن البديهي أن النزاعات القائمة بين التجار ليست دائما ذات طبيعة تجارية‪ ،‬كنشوء‬
‫نزاع حول عقد كراء لمحل سكني أو بخصوص جميع العقود االستهالكية‪ ،‬فهذه تعتبر أعماال‬
‫مدنية للتاجر وال تدخل في اختصاص المحاكم التجارية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫وهكذا يشترط الختصاص المحاكم التجارية أن يكون النزاع القائم بين التجار متعلقا‬
‫بأعمالهم التجارية‪ ،‬سواء كانت هذه األعمال بطبيعتها أو كانت أعماال تجارية تبعية‪ ،‬وسواء‬
‫كانت هذه المنازعة ذات طبيعة تعاقدية أو تقصيرية‪ ،‬على أن هناك استثناء على هذه القاعدة‬
‫أورده المشرع المغربي صراحة في المادة الخامسة ويتعلق األمر بحوادث السير التي ال تنظر‬
‫فيها المحاكم التجارية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األوراق التجارية‬

‫تختص المحاكم التجارية بالنظر في دعاوى األوراق التجارية سواء كانت الورقة‬
‫كمبيالة أو سندا ألمر أو شيكا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النزاعات الناشئة بين شركاء في شركة تجارية‬

‫يثبت االختصاص للمحكمة التجارية فيما يتعلق بالنزاعات بين الشركاء في شركات‬
‫تجارية‪ ،‬ولو لم يكونوا تجارا بحكم أن األمر يهم شركات تجارية شكلية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األصول التجارية‬

‫تعرفه مدونة التجارة بأنه مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة‬
‫لممارسة نشاط تجاري منها الزبناء واالسم التجاري والشعار والحق في الكراء واألثاث‬
‫التجاري والبضائع والمعدات وغيرها من األموال الضرورية الستغالل األصل‪.‬‬

‫وتختص المحاكم التجارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بالعقود الواردة على األصل‬
‫التجاري ومنها البيع والرهن والكراء‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬أصبحت المحاكم التجارية تختص في الطلبات التي تتجاوز قيمتها‬
‫‪ 11111‬درهم‪ ،‬وهي تنظر في كافة القضايا بشكل ابتدائي فقط‪ ،‬لذا فجميع الطلبات التي تنظر‬
‫فيها تقبل االستئناف‪ ،‬أما الطلبات التي تقل قيمتها عن ‪ 11111‬درهم فهي من اختصاص‬
‫المحاكم االبتدائية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫فضال عن هذا االختصاص الموضوعي للمحاكم التجارية‪ ،‬يختص رئيس المحكمة‬
‫التجارية بنفس االختصاصات المسندة إلى رئيس المحكمة االبتدائية منها النظر في األوامر‬
‫المبنية على طلب والمعاينات والقضايا االستعجالية فضال عن البت في طلب األمر باألداء‬
‫الذي يتجاوز مبلغه ‪ 11111‬درهم والمبني على ورقة تجارية أو سند رسمي أو اعتراف بدين‬
‫ناتجين عن المعامالت التجارية‪.‬‬

‫كما تشير قوانين أخرى إلى اختصاصات أخرى لرئيس المحاكم التجارية‪ ،‬منها على‬
‫سبيل المثال الفصل في المنازعات المتعلقة بالسجل التجاري والنظر في التدابير الكفيلة‬
‫بت صحيح وضعية شركة أو مقاولة تجارية تواجه صعوبات من شأنها اإلخالل باستمرارية‬
‫استغاللها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص المحلي للمحاكم التجارية‬

‫اعتمد قانون إحداث المحاكم التجارية على نفس القاعدة المكرسة في قانون المسطرة‬
‫المدنية المتمثلة في اختصاص محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه‪ ،‬غير أنه تم وضع‬
‫استثناءات على هذه القاعدة‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 99‬من قانون المحاكم التجارية ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للشركات‪ ،‬ينعقد االختصاص للمحكمة التجارية التابع لها مقر الشركة أو‬
‫فروعها؛‬

‫‪ -‬بالنسبة لصعوبات المقاولة‪ ،‬يرجع االختصاص للمحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة‬
‫التاجر الرئيسية أو المقر االجتماعي للشركة‪.‬‬

‫‪ -‬فيما يخص اإلجراءات التحفظية‪ ،‬ترفع الدعوى أمام المحكمة التجارية التي يوجد‬
‫بدائرتها موضوع هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 91‬من قانون إحداث المحاكم التجارية تعطي الحرية‬
‫لألطراف لالتفاق كتابة على اختيار المحكمة التجارية المختصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم المحاكم التجارية‬

‫لإلحاطة بتنظيم المحاكم التجارية سنتطرق أوال إلى تأليفها (الفقرة األولى) ثم ندرس‬
‫المسطرة المتبعة أمام هذه المحاكم(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تأليف المحكمة التجارية‬

‫تتألف المحاكم التجارية من رئيس ونواب للرئيس وقضاة ونيابة عامة يمثلها وكيل الملك‬
‫ونائب أو عدة نواب وكتابة للضبط وكتابة للنيابة العامة‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم المحكمة التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا المعروضة عليها‪،‬‬
‫غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في القضايا المعروضة على المحكمة‪.‬‬

‫كما يعين رئيس المحكمة التجارية باقتراح من الجمعية العمومية قاضيا مكلفا بمتابعة‬
‫إجراءات التنفيذ ‪ ،‬وذلك توخيا للسرعة في تنفيذ األحكام ومن أجل التخفيف من حدة المشاكل‬
‫التي يثيرها تنفيذ الملفات‪.‬‬

‫كما تعقد الجمعية العمومية التي تتألف من جميع القضاة بحضور رئيس كتابة الضبط‬
‫اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من أجل تحديد عدد الغرف وتكوينها‬
‫وأيام وساعات الجلسات وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف‪ ،‬ويمكنها عقد اجتماعات أخرى‬
‫عند الضرورة إذا ما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وبالمقارنة مع مشروع القانون ‪ ،12-91‬تنص المادة ‪ 21‬بخصوص تأليف المحكمة‬
‫التجارية على ما يلي‪:‬‬

‫"تتألف المحكمة االبتدائية التجارية من‪:‬‬

‫رئيس ونائب للرئيس وقضاة؛‬

‫نائب لوكيل الملك أو أكثر يعينهم وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرتها‬
‫مقر المحكمة االبتدائية التجارية‪ ،‬للقيام بمهام النيابة العامة أمام هذه المحكمة؛‬

‫الكاتب العام للمحكمة ورؤساء مصالح وموظفي كتابة الضبط‪".‬‬

‫وقد اعتبرت المحكمة الدستورية في قرارها المذكور أعاله أن تعيين نائب وكيل الملك‬
‫بالمحكمة التجارية من قبل وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية مخالف للدستور وأن هذا التعيين‬
‫موكول للمجلس األعلى للسلطة القضائية طبقا للمادتين ‪ 19‬و‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق‬
‫بالنظام األساسي للقضاة‪ ،‬ومما جاء في القرار ‪ ":‬وحيث إن تخصص القضاء التجاري يقتضي‬
‫أيضا تخصص مسؤوليه القضائيين‪ ،‬وهو ما ال يتأتى عبر جعل ممثل النيابة العامة لدى المحاكم‬
‫االبتدائية التجارية ُمعينا من قبل وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‪ ،‬الذي يغدو رئيسه التسلسلي‬
‫عوض ممثل النيابة العامة لدى محاكم االستئناف التجارية؛‬

‫وحيث إنه‪ ،‬بناء على ما سبق‪ ،‬يكون تخويل وكيل الملك لدى محكمة أول درجة والوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬تعيين‪ ،‬بالتتابع‪ ،‬نائب لوكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬
‫التجارية ونائب للوكيل العام لدى محكمة االستئناف التجارية‪ ،‬مخالفا ألحكام الدستور والقانونين‬
‫التنظيميين المتعلقين بالمجلس األعلى للسلطة القضائية والنظام األساسي للقضاة‪".‬‬

‫‪95‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المسطرة المتبعة أمام المحكمة التجارية‬

‫من خصوصيات المسطرة أمام المحاكم التجارية اعتماد المشرع للقضاء الجماعي‪،‬‬
‫حيث تعقد هذه المحاكم جلساتها وهي متركبة من ثالث قضاة من بينهم رئيس يساعدهم كاتب‬
‫الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫كما تعتمد المسطرة الكتابية أمام المحاكم التجارية‪ ،‬فالدعوى ترفع بمقال مكتوب وموقع‬
‫من محام مسجل في إحدى هيئات المحامين‪.‬‬

‫أيضا قرر المشرع تبليغ االستدعاءات بواسطة المفوضين القضائيين ما لم تقرر‬


‫المحكمة توجيه االستدعاء وفقا للمواد ‪ 19‬و‪ 12‬و‪ 11‬من قانون المسطرة المدنية التي تحدد‬
‫االستدعاء عبر أحد أعوان كتابة الضبط أو بواسطة البريد برسالة مع إشعار بالتوصل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬محاكم االستئناف التجارية‬

‫سنتناول أوال اختصاص محاكم االستئناف التجارية (المطلب األول) ثم ندرس بعد ذلك‬
‫تنظيمها (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اختصاص محاكم االستئناف التجارية‬

‫تختص محاكم االستئناف التجارية بالنظر في استئناف كافة األحكام الصادرة عن‬
‫المحاكم التجارية‪ ،‬ذلك أنه بعد التعديل الذي أدخل على قانون إحداث المحاكم التجارية بموجب‬

‫‪96‬‬
‫القانون الصادر في ‪ 91‬يونيو ‪ ،1111‬أصبحت كل األحكام الصادرة عن المحاكم التجارية‬
‫قابلة لالستئناف‪.‬‬

‫كما تختص محاكم االستئناف التجارية بالنظر في استئناف األوامر الصادرة عن رؤساء‬
‫المحاكم التجارية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم محاكم االستئناف التجارية‬

‫تتألف محاكم االستئناف التجارية حسب المادة الثالثة من القانون المحدث للمحاكم‬
‫التجارية من رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين ومن نيابة عامة يمثلها الوكيل العام للملك‬
‫ونوابه وكتابة للضبط وكتابة للنيابة العامة‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم محكمة االستئناف التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا‬
‫المعروضة عليها‪ ،‬غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في القضايا المعروضة على‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫وال تختلف محاكم االستئناف التجارية عن المحاكم التجارية من حيث كيفية تنظيم‬
‫الجمعية العمومية التي تتألف من جميع المستشارين وقضاة النيابة العامة أو من حيث المسطرة‬
‫المتبعة أمامها‪ ،‬فتتميز باعتماد المشرع للقضاء الجماعي‪ ،‬حيث تعقد هذه المحاكم جلساتها وهي‬
‫متركبة من ثالث قضاة‪ ،‬فضال على تبني المسطرة الكتابية أمام هذه المحاكم‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬األشخاص المشكلون للمحاكم‬

‫سنتناول فيما يلي الفئتان األساسيتان المشكلتان للمحاكم‪ ،‬تتمثل األولى في القضاة‪ ،‬سواء‬
‫القضاء الواقف أو الجالس (الفصل األول)‪ ،‬والثانية هي هيئة كتابة الضبط (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬الهيئة القضائية بالمملكة‬

‫كان القضاة يخضعون لنظام أساسي خاص بهم يسمى النظام األساسي لرجال القضاء‬
‫‪92‬‬
‫صدر بتاريخ ‪ 99‬نونبر‪ ،919191‬وقد بقي هذا القانون ساري المفعول إلى حين صدور‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 9.92.19‬الصادر في ‪ 91‬من جمادى اآلخرة ‪ 11( 9119‬مارس ‪)1192‬‬
‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 912.91‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‪.93‬‬

‫كما أحدث دستور ‪ 1199‬المجلس األعلى للسلطة القضائية الذي يسهر على تطبيق‬
‫الضمانات الممنوحة للقضاة‪ ،‬والسيما فيما يخص استقاللهم وتعيينهم وترقيتهم وتقاعدهم‬
‫وتأديبهم‪ .‬وقد صدر فعال بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 9-92-11‬صادر في ‪ 91‬من جمادى‬
‫اآلخرة ‪ 11( 9119‬مارس ‪ )1192‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 911-91‬المتعلق بالمجلس‬
‫األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬وقد أنيط به تدبير وضعية القضاة المهنية وفق مبادئ تكافؤ الفرص‬
‫واالستحقاق والكفاءة والشفافية والحياد والسعي نحو المناصفة‪.‬‬

‫وبصدور القانون التنظيمي ‪ 911-91‬تم تكريس مبدأ استقالل السلطة القضائية عن‬
‫السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬فقد أصبح المجلس األعلى للسلطة القضائية يمارس مهامه‬

‫‪ -91‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 9 .91 .129‬بتاريخ ‪ 12‬شوال ‪ 99 -9111‬نونبر ‪ 9191‬يكون النظام األساسي لرجال القضاء‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 1119‬بتاريخ ‪ 12‬شوال ‪ 91(9111‬نونبر ‪ ،)9191‬ص ‪1191 :‬‬
‫‪ -92‬هناك بعض المقتضيات التي لم تلغى وبقيت سارية المفعول لحين تعويضها أو نسخها‪.‬‬
‫‪ -93‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2112‬بتاريخ ‪ 2‬رجب ‪ 91( 9119‬أبريل ‪ ،)1192‬ص ‪.1921‬‬

‫‪98‬‬
‫بصفة مستقلة تطبيقا ألحكام الفصول ‪ 919‬و‪ 991‬و‪ 992‬من الدستور‪ ،‬وإذا كان الملك هو الذي‬
‫يرأس المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬إال أن من ينوب عنه ليس وزير العدل كما كان عليه‬
‫األمر في السابق‪ ،‬بل أضحى الرئيس األول لمحكمة النقض هو الرئيس المنتدب للمجلس‪،‬‬
‫وبذلك تم وضع لبنة أساسية في إصالح منظومة العدالة بفصل السلطة القضائية عن وزارة‬
‫العدل‪.‬‬

‫وحسب المادة الثالثة من القانون التنظيمي رقم ‪ 912.91‬المذكور‪ ،‬فإن السلك القضائي‬
‫يتألف من هيئة واحدة تشمل قضاة األحكام والنيابة العامة سواء كانوا في وضعية القيام بمهامهم‬
‫أو اإللحاق أو االستيداع‪.‬‬

‫وستناول فيما يلي األحكام العامة المتعلقة بالقضاة وخاصة المرتبطة بولوج السلك‬
‫القضائي ووضعياتهم (المبحث األول)‪ ،‬قبل االنتقال لدراسة بعض الخصوصيات المميزة للنيابة‬
‫العامة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة المتعلقة بالقضاة‬

‫سوف نتناول فيما يلي دراسة طريقة ولوج السلك القضائي(المطلب األول)‬
‫ووضعياتهم(المطلب الثاني) وحقوق وواجبات القضاة(المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ولوج السلك القضائي‬

‫ميز القانون التنظيمي بين ‪ 1‬طرق لولوج السلك القضائي‪ ،‬الفئة األولى تجتاز مباراة‬
‫الملحقين القضائيين‪ ،‬ويخضع الناجحون فيها لتكوين بمؤسسة تكوين القضاة‪ ،‬ثم يجتازون‬
‫امتحان نهاية التكوين‪ ،‬ويعين القضاة من بين الملحقين القضائيين الناجحين فيه (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫والفئة الثانية‪ ،‬يتم تعيين القضاة من بعض المترشحين المنتمين لبعض فئات المهنيين والموظفين‬

‫‪99‬‬
‫الذين يتعين عليهم اجتياز مباراة لولوج سلك القضاء مع تلقي تكوين بمؤسسة تكوين القضاة (‬
‫الفقرة الثانية)‪ ،‬وأما الفئة الثالثة‪ ،‬فيتم تعيين القضاة من بعض المترشحين بدون مباراة مع تلقي‬
‫تكوين بمؤسسة تكوين القضاة كاألساتذة الباحثين والمحامين وبعض الموظفين(الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫يعين القضاة في السلك‬ ‫‪94‬‬


‫وتجدر اإلشارة إلى أن المجلس األعلى للسلطة القضائية‬
‫القضائي ويحدد مناصبهم القضائية‪ ،‬كما يعين المسؤولين القضائيين بمختلف محاكم االستئناف‬
‫ومحاكم أول درجة‪ .‬وتطبيقا ألحكام الفصل ‪ 19‬من الدستور‪ ،‬يوافق الملك بظهير على تعيين‬
‫القضاة وكذا المسؤولين القضائيين لمختلف محاكم االستئناف ومحاكم أول درجة‪.‬‬

‫كما يعين الملك الرئيس األول لمحكمة النقض والوكيل العام للملك لديها لمدة خمس‬
‫سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬غير أنه يمكن وضع حد لهذا التعيين قبل انتهاء المدة المذكورة‬
‫وفقا ألحكام المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي ‪ 912-91‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعيين القضاة من بين الملحقين القضائيين‬

‫يعين القضاة بصورة أساسية من بين الملحقين القضائيين‪ ،‬وقد وضع الفصل الرابع من‬
‫ظهير ‪ 99‬نونبر ‪ 9191‬مجموعة من الشروط الجتياز مباراة الملحقين القضائيين‪:‬‬

‫أن تكون جنسيته مغربية؛‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -1‬أن يكون متمتعا بحقوقه الوطنية وذا مروءة وسلوك حسن؛‬

‫‪ -1‬أن يتوفر على القدرة البدنية المطلوبة لممارسة الوظيفة؛‬

‫‪ -1‬أن يكون بالغا من العمر إحدى وعشرين سنة كاملة؛‬

‫‪ -94‬أنظر المادة ‪ 29‬و ‪ 22‬من الظهير الشريف رقم ‪ 9-92-11‬صادر في ‪ 91‬من جمادى اآلخرة ‪ 11( 9119‬مارس ‪ )1192‬بتنفيذ القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 911-91‬المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫أن يكون في حالة صحيحـة تجاه القوانين المتعلقة بالتجنيد العسكري والخدمة‬ ‫‪-4‬‬
‫المدنية‪.‬‬

‫أما المادة السابعة من القانون التنظيمي ‪ 912-91‬فنصت على أنه‪ :‬يشترط في المترشح‬
‫لولوج السلك القضائي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون من جنسية مغربية؛‬

‫‪ -‬أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية وذا مروءة وسلوك حسن؛‬

‫‪ -‬أال يكون مدانا قضائيا أو تأديبيا بسبب ارتكابه أفعاال منافية للشرف والمروءة‬
‫أو حسن السلوك ولورد اعتباره؛‬

‫‪ -‬أن يكون متوفرا على شروط القدرة الصحية الالزمة للقيام بالمهام القضائية‪.‬‬

‫ويالحظ أن المادة السابعة المذكورة قد احتفظت بنفس الشروط المتطلبة في المترشحين‬


‫لولوج السلك القضائي‪ ،‬مع بعض التغييرات البسيطة كعدم ذكرها للشرط الخامس نظرا لنسخ‬
‫القوانين المتعلقة بالتجنيد العسكري والخدمة المدنية‪ ،‬وإضافة شرط متعلق بعدم إدانة المترشح‬
‫قضائيا أو تأديبيا بسبب ارتكابه ألفعال منافية للشرف والمروءة أو حسن السلوك ولو رد‬
‫اعتباره‪.‬‬

‫وعالوة على الشروط العامة المنصوص عليها في المادة السابقة‪ ،‬تشترط المادة الثامنة‬
‫من القانون التنظيمي في المترشح الجتياز مباراة الملحقين القضائيين‪:‬‬

‫‪-‬أال تتجاوز سنه خمسا وأربعين (‪ )11‬سنة في فاتح يناير من سنة إجراء المباراة؛‬

‫‪ -‬أن يكون حاصال على شهادة جامعية يحدد القانون نوعها والمدة الالزمة للحصول عليها‪.‬‬

‫وتنص المادة الخامسة من ظهير ‪ 9191‬بخصوص كيفية تعيين الملحقين القضائيين‪ ،‬على‬
‫أنه ‪" :‬يوظف الملحقون القضائيون بحسب ما تقتضيه حاجات مختلف المحاكم على إثر مباراة‬

‫‪101‬‬
‫يشارك فيها األشخاص المتوفرون على الشروط المشار إليهـا في الفصل الرابع من النظام‬
‫األساسي لرجال القضاء والحاملون لشهادة جامعية ال تقل عن اإلجازة‪.95‬‬

‫تحدد بنص تنظيمي قائمة الشهادات الجامعية‪96‬وإجراءات ومقاييس االنتقاء األولي‬


‫للمترشحين المقبولين للمشاركة في مباراة الملحقين القضائيين‪".97‬‬

‫كما نصت المادة السادسة من ظهير ‪ 9191‬على تعيين المترشحين الناجحين في تلك‬
‫المباراة ملحقين قضائيين بقرار لوزير العدل ويقضون بهذه الصفة تدريبا تحدد مدته بنص‬
‫تنظيمي على أال تقل عن سنتين‪ ،‬ويحدد بنص تنظيمي نظام وكيفية ومدة التكوين النظري‬
‫بمؤسسة تكوين القضاة والتدريب بمختلف المحاكم واإلدارات المركزية والمصالح المحلية‬
‫والمؤسسات العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫وقد احتفظ القانون التنظيمي بنفس مبدأ تعيين القضاة من بين الملحقين القضائيين‬
‫الناجحين في امتحان نهاية التكوين‪ ،‬أما بالنسبة لنوع الشهادة المتطلبة الجتياز المباراة‪ ،‬فظهير‬
‫‪ 9191‬ونصوصه التنظيمية تشترط حصول الشخص على اإلجازة على األقل الجتياز مباراة‬
‫الملحقين القضائيين‪ ،‬أما القانون التنظيمي الجديد فقد أحال أمر تحديدها على القانون المتعلق‬
‫بسير وتنظيم مؤسسة تكوين القضاة‪ ،‬ولحين صدوره‪ ،‬فإن مقتضيات المواد من ‪ 1‬إلى ‪ 91‬تبقى‬
‫سارية المفعول حسب ما تنص عليه المادة ‪ 999‬من القانون التنظيمي ‪.912-91‬‬

‫‪ - 95‬عدل الفصل ‪ 1‬أعاله بموجب المادة الفريدة من القانون رقم ‪ 11.12‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 9.12.91‬بتاريخ ‪ 11‬من شوال ‪ 11( 9111‬أكتوبر ‪،)1112‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 1221‬بتاريخ ‪ 92‬ذو القعدة ‪ 99( 9111‬نوفمبر ‪ ،)1112‬ص ‪ ،1111‬وقد كان النص األصلي قبل تعديله ينص على شهادة جامعية ال تقل المدة الالزمة‬
‫للحصول عليها عن أربع سنوات‪.‬‬

‫‪ - 96‬ويتعلق األمر حسب قـرار للوزير المكلـف بتحديث القطاعات العامة رقم ‪ 1119.12‬بتاريخ ‪ 11‬من رمضان ‪ 11(9119‬أكتوبر ‪ )1112‬بتحديد قائمة الشهادات المقبولة‬
‫للمشاركة في مباراة الملحقين القضائيين‪ ،‬كما تم تتميمه وتغييره؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 1121‬بتاريخ ‪ 11‬شوال ‪ 11( 9119‬أكتوبر ‪ ،)1112‬ص ‪ 1111‬بالشهادات التالية‪:‬‬

‫أ) فيما يخص قضاة المحاكم اإلدارية‪:‬‬

‫شهادة جامعية مسلمة من طرف الجامعات المغربية ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أربع سنوات (شعبة القانون العام أو العلوم االقتصادية)؛‬ ‫‪-‬‬

‫ب) فيما يخص قضاة المحاكم األخرى‪:‬‬

‫شهادة جامعية ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أربع سنوات (شعبة القانون الخاص)؛‬ ‫‪-‬‬

‫شهادة جامعية في الشريعة ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أربع سنوات مسلمة من إحدى كليات الشريعة التابعة لجامعة القرويين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪- 97‬قرار وزير العدل رقم ‪ 2356.06‬بتاريخ ‪ 11‬من رمضان ‪ 11( 9119‬أكتوبر ‪ ) 1112‬بتحديد إجراءات ومقاييس االنتقاء األولي للمترشحين المقبولين في اختبارات مباراة‬
‫الملحقين القضائيين‪ ،‬كما تم تتميمه وتغيره؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 1121‬بتاريخ ‪ 11‬شوال ‪ 11( 9119‬أكتوبر ‪ ،)1112‬ص ‪.1119‬‬

‫‪102‬‬
‫كما أقر القانون التنظيمي نفس مسطرة تعيين الملحقين القضائيين الواردة في ظهير‬
‫‪ ،9191‬إذ بعد النجاح في مباراة الملحقين القضائيين‪ ،‬يتلقى الملحقون القضائيون بالمعهد العالي‬
‫للقضاء التكوين الالزم لممارسة مهامهم‪ ،‬ثم يجتازون امتحان نهاية التكوين‪ ،‬ويعين القضاة من‬
‫الناجحين فيه‪ ،‬كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من المادة الثامنة‪" :‬يعين قضاة في السلك‬
‫القضائي الملحقون القضائيون الناجحون في امتحان نهاية التكوين بمؤسسة تكوين القضاة‪،‬‬
‫طبقا للمقتضيات التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعيين القضاة من بعض المهنيين والموظفين بعد اجتياز مباراة‬

‫نص القانون التنظيمي على تعيين فئات جديدة تحدد بقانون من المهنيين والموظفين في‬
‫سلك القضاء بعد اجتياز مباراة‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي ‪ 912.91‬ما يلي‪":‬‬
‫يمكن أن يعين قضاة بالسلك القضائي‪،‬و بعد اجتياز مباراة‪ ،‬المترشحون المنتمون إلى بعض‬
‫فئات المهنيين والموظفين اللذين ال تتجاوز سنهم عند تقديم الطلب ‪ 11‬سنة و اللذين مارسوا‬
‫مهنتهم أو مهامهم بصفة فعلية لمدة ال تقل عن ‪ 91‬سنوات ‪.‬‬

‫يحدد القانون‪ 98‬فئات المهنيين والموظفين المخول لهم اجتياز المباراة و كذا نوع الشهادات‬
‫الجامعية المطلوبة"‪.‬‬

‫ويبدو من خالل المادة التاسعة المذكورة أنه يشترط في هذه الفئة الجديدة من المهنيين‬
‫والموظفين الجتياز المباراة عدم تجاوز سن المترشحين خمسا وخمسين (‪ )11‬و ممارسة‬
‫مهنتهم أو مهامهم بصفة فعلية لمدة ال تقل عن ‪ 91‬سنوات‪ ،‬أما المادة ‪ 99‬و‪ 91‬من القانون‬
‫التنظيمي‪ ،‬فتنص على توجيه هؤالء المترشحين لطلبات الترشيح لولوج السلك القضائي إلى‬

‫‪ - 98‬لم يصدر هذا القانون بعد‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬كما يتوجب عليهم تلقي تكوين بمؤسسة‬
‫تكوين القضاة يحدد القانون مدته‪.99‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬تعيين القضاة من بعض المترشحين بدون مباراة‬

‫نص الفصل الثالث من ظهير ‪ 99‬نونبر ‪ 9191‬على إعفاء األساتذة والمحامين والموظفين‬
‫المشار إليهم أدناه من اجتياز مباراة الولوج إلى سلك القضاء‪ ،‬حيث جاء في الفقرتين األولى‬
‫والثانية من هذا الفصل‪ ":‬يعين القضاة من بين الملحقين القضائيين وفق الشروط المنصوص‬
‫عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫بيد أنه يمكن أن يعين مباشرة في الدرجة األولى أو الثانية أو الثالثة بالسلك القضائي عند‬
‫توافر الشروط المبينة في الفصل التالي‪:‬‬

‫‪ -9‬أساتذة الحقوق الذين قاموا بتدريس مادة أساسية طوال عشر سنوات؛‬

‫‪ -1‬المحامون الذين زاولوا مهنة المحاماة مدة خمس عشرة سنة؛‬

‫‪ -1‬فيما يخص المحاكم اإلدارية‪ :‬الموظفون المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور‬
‫رقم ‪ 99‬أو درجة في حكمها بشرط أن يكونوا قد قضوا ما ال يقل عن عشر سنوات في الخدمة‬
‫العامة الفعلية وأن يكونوا حاصلين على إجازة في الحقوق أو شهادة تعادلها‪.‬‬

‫أما المادة العاشرة من القانون التنظيمي رقم ‪ ،912-91‬فنصت على ما يلي‪:‬‬

‫"يعفى من المباراة المترشحون الحاصلون على شهادة دكتوراه الدولة في القانون أو‬
‫الشريعة ‪،‬أو شهادة الدكتوراه في القانون أو الشريعة‪ ،‬أو ما يعادلهما طبقا للمقتضيات التنظيمية‬

‫‪ - 99‬لم يصدر هذا القانون بعد‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الجاري بها العمل‪ ،‬الذين ال تتجاوز سنهم‪ ،‬عند تقديم الطلب‪ ،‬خمسا وخمسين (‪ )11‬سنة‪،‬‬
‫والمنتمون إلى بعض فئات المهنيين والموظفين التالي بيانهم‪:‬‬

‫األساتذة الباحثون الذين مارسوا مهنة التدريس الجامعي في فرع من فروع القانون لمدة‬
‫ال تقل عن عشر(‪ )91‬سنوات؛‬

‫المحامون الذين مارسوا مهنة المحاماة بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر(‪ )91‬سنوات؛‬

‫موظفو هيئة كتابة الضبط المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم ‪ 99‬على األقل‬
‫والذين زاولوا مهام كتابة الضبط بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر(‪ )91‬سنوات؛‬

‫موظفو اإلدارات المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم ‪ 99‬على األقل والذين‬
‫قضوا مدة ال تقل عن عشر (‪ )91‬سنوات من الخدمة العمومية الفعلية في مجال الشؤون‬
‫القانونية‪.‬‬

‫ويبدو أن القانون التنظيمي قد وسع من الفئة المعفية من المباراة‪ ،‬كما نص على شروط‬
‫جديدة بالنسبة لهذه الفئة من المترشحين‪ ،‬وحدد مسطرة تعيين هذه الفئة‪ ،‬وهو ما سنتناوله فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪:‬إعفاء فئات جديدة من المباراة‪:‬‬

‫باإلضافة إلى إبقاء القانون التنظيمي على إعفاء األساتذة والمحامين من المباراة‪ ،‬أعفى‬
‫القانون التنظيمي فئات جديدة من المباراة في مادته العاشرة لم تكن واردة في النظام األساسي‬
‫لرجال القضاء لسنة ‪ 9191‬وهم موظفو هيئة كتابة الضبط وبعض موظفي اإلدارات المتوفرين‬
‫على الشروط المحددة أعاله‪ ،‬ولذلك فالقانون التنظيمي قد وسع من فئات الموظفين اللذين يحق‬
‫لهم ولوج سلك القضاء‪ ،‬بينما كان ولوج الموظفين لمهنة القضاة حكرا على قضاة المحاكم‬
‫اإلدارية فقط ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد الشروط المتطلبة في المترشحين المعفيين من المباراة‬

‫‪105‬‬
‫حدد القانون التنظيمي بعض الشروط في المترشحين كعدم تجاوز سنهم عند تقديم الطلب‪،‬‬
‫خمسا وخمسين (‪ ) 11‬سنة‪ ،‬والحصول على شهادة دكتوراه الدولة في القانون أو الشريعة ‪،‬أو‬
‫شهادة الدكتوراه في القانون أو الشريعة‪ ،‬كما يشترط في موظفي هيئة كتابة الضبط وبعض‬
‫موظفي اإلدارات أن يكونوا منتمين إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم ‪ 99‬على األقل‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمدة المتطلبة لممارسة المهنة أو المهام‪ ،‬فقد حددها في عشر سنوات بالنسبة‬
‫لجميع المترشحين المعفيين‪ ،‬ويالحظ أن القانون التنظيمي قد خفض من المدة المتطلبة لممارسة‬
‫المحامين لمهنتهم لولوج سلك القضاء‪ ،‬حيث كان ظهير ‪ 9191‬يحددها في ‪ 91‬سنة وأضحت‬
‫في القانون ‪ 912.91‬عشر سنوات‪ ،‬لتتساوى بذلك المدة المتطلبة للمحامين واألساتذة الباحثين‪،‬‬
‫وهي نفس المد ة المتطلبة بالنسبة لموظفي هيئة كتابة الضبط وبعض موظفي اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬ويشترط في موظفي هيئة كتابة الضبط أن يزاولوا خالل هذه المدة مهام كتابة الضبط‬
‫بصفة فعلية وفي بعض موظفي اإلدارات أن يقضوا هذه المدة من الخدمة العمومية الفعلية في‬
‫مجال الشؤون القانونية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد مسطرة تعيين المترشحين المعفيين من المباراة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 99‬و‪ 91‬من القانون التنظيمي‪ ،‬على توجيه هؤالء المترشحين لطلبات‬
‫الترشيح لولوج السلك القضائي إلى الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬كما‬
‫يتوجب عليهم تلقي تكوين بمؤسسة تكوين القضاة يحدد القانون مدته‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وضعيات القضاة‬

‫سنتناول فيما يلي وضعيات القضاة التي نصت عليها المادة ‪ 19‬من القانون‬
‫التنظيمي‪ ": 912.91‬يوجد كل قاض في إحدى الوضعيات التالية‪:‬‬

‫‪-‬وضعية القيام بالمهام؛‬

‫‪-‬وضعية اإللحاق؛‬

‫‪106‬‬
‫‪-‬وضعية االستيداع‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية هو الذي يبت‬
‫في الطلبات المتعلقة بإلحاق القضاة أو وضعهم في حالة استيداع أو رهن اإلشارة‪ ،‬بعد استشارة‬
‫لجنة خاصة تتألف من الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض إضافة إلى أربعة أعضاء يعينهم‬
‫المجلس كالتالي‪:‬‬

‫‪-‬عضو من بين القضاة المنتخبين عن مختلف محاكم االستئناف ؛‬

‫‪-‬عضو من بين القضاة المنتخبين عن محاكم أول درجة ؛‬

‫‪-‬عضوان من بين األعضاء غير القضاة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وضعية القيام بالمهام‬

‫حسب المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ‪": 912.91‬يعتبر القاضي في وضعية القيام بالمهام‬
‫إذا كان يمارس فعليا مهامه بإحدى محاكم المملكة‪.‬‬

‫ويعتبر في نفس الوضعية القاضي الموضوع رهن اإلشارة وكذا القاضي المستفيد من‬
‫الرخص المذكورة في المادة ‪ 11‬بعده"‪.‬‬

‫إذن سنتناول فيما يلي الحاالت الثالث التي يكون فيها القاضي في وضعية القيام بالمهام‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬عند ممارسة القاضي فعليا لمهامه بإحدى محاكم المملكة‬

‫يمكن تعيين القضاة‪ ،‬خالل مسارهم المهني‪ ،‬إما قضاة أحكام أو قضاة للنيابة العامة بمحاكم‬
‫أول درجة ومحاكم االستئناف ومحكمة النقض‪ ،‬كما يمكنهم أن يعينوا كمسؤولين قضائيين‬
‫بمختلف هذه المحاكم‪.‬‬

‫وحسب المادة الرابعة من القانون التنظيمي ‪ ،911-91‬تحدد المناصب القضائية التي‬


‫يعين فيها القضاة كما يلي‪:‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ -‬قاض بمحكمة أول درجة؛‬

‫‪ -‬نائب وكيل الملك لدى محكمة أول درجة؛‬

‫‪ -‬مستشار بمحكمة استئناف؛‬

‫‪ -‬نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة استئناف؛‬

‫‪ -‬مستشار بمحكمة النقض؛‬

‫‪ -‬محام عام لدى محكمة النقض‪.‬‬

‫أما المادة الخامسة من نفس القانون التنظيمي فتحدد مهام المسؤولية القضائية كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس محكمة أول درجة؛‬

‫‪ -‬وكيل الملك لدى محكمة أول درجة؛‬

‫‪ -‬رئيس أول لمحكمة استئناف؛‬

‫‪ -‬وكيل عام للملك لدى محكمة استئناف؛‬

‫‪ -‬الرئيس األول لمحكمة النقض؛‬

‫‪ -‬الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض؛‬

‫‪ -‬نائب الرئيس األول لمحكمة النقض؛‬

‫‪ -‬رئيس الغرفة األولى بمحكمة النقض وباقي رؤساء الغرف بها؛‬

‫‪ -‬المحامي العام األول لدى محكمة النقض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القاضي الموضوع رهن اإلشارة‬

‫‪108‬‬
‫حسب المادة ‪ 92‬من القانون التنظيمي ‪ ،912.91‬يكون القاضي موضوعا رهن اإلشارة‬
‫عندما يبقى تابعا للسلك القضائي ويتمتع بكل الحقوق بما فيها الحق في الترقية والتقاعد وشاغال‬
‫لمنصبه المالي به ويزاول مهامه بإدارة عمومية‪.‬‬

‫كما يمكن وضع القاضي رهن اإلشارة في الحاالت المقررة في النصوص التشريعية‬
‫الجاري بها العمل من أجل القيام بمهام معينة خالل مدة محددة‪.‬‬

‫يستفيد القاضي الموضوع رهن اإلشارة من مختلف التعويضات التي تمنحها اإلدارة‬
‫المستقبلة‪.‬‬

‫تقوم اإلدارة التي يوضع القاضي رهن إشارتها‪ ،‬سنويا‪ ،‬برفع تقرير تقييم أداء القاضي‬
‫إلى المجلس قصد تمكينه من تتبع نشاط القاضي المعني‪.‬‬

‫يحتفظ القاضي الموضوع رهن اإلشارة بمنصبه القضائي الذي كان معينا به‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬القاضي المستفيد من الرخص التالية‪:‬‬

‫والرخص االستثنائية أو‬ ‫‪100‬‬


‫‪ -‬الرخص اإلدارية التي تشمل الرخص السنوية‬
‫الرخص بالتغيب‪101‬؛‬

‫‪ -‬الرخص الممنوحة ألسباب صحية وتشمل رخص المرض القصيرة‬


‫األمد(أقصاها ‪ 2‬أشهر) و رخص المرض المتوسطة األمد (مدتها القصوى ‪ 1‬سنوات)‬

‫‪ - 100‬المادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي ‪" : 912.91‬يحق لكل قاضي وجد في وضعية القيام بالمهام أن يستفيد من رخصة سنوية مؤدى عنها‪.‬‬
‫تحدد مدة الرخصة في اثنين وعشرين (‪ )11‬يوم عمل برسم كل سنة زاول أثناءها مهامه"‪.‬‬
‫‪ - 101‬المادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي ‪ " : 912.91‬يمكن للمسؤولين القضائيين المذكورين في المادة ‪ 29‬أعاله‪ ،‬كل فيما يخصه‪،‬أن يمنحوا‬
‫رخصا استثنائية‪،‬أو أن يرخصوا بالتغيب‪،‬مع التمتع بكامل األجرة دون أن يدخل ذلك في حساب الرخص االعتيادية‪:‬‬
‫‪ -‬للقضاة الذين يعززون طلبهم بمبررا ت عائلية أو أسباب وجيهة واستثنائية‪،‬على أال تتجاوز مدة هذه الرخصة عشرة (‪ )91‬أيام في السنة؛‬
‫‪ -‬للقضاة الراغبين في أداء فريضة الحج‪ ،‬وال تمنح هذه الرخصة إال مرة واحدة لمدة شهرين (‪ )1‬طيلة مسارهم المهني على أال يستفيد القضاة‬
‫المذكورون من الرخصة المنصوص عليها في المادة ‪ 21‬أعاله خالل السنة التي استفادوا فيها من رخصة أداء فريضة الحج‪.‬‬

‫تحدد قائمة الرخص االستثنائية التي يستفيد منها القضاة بنص تنظيمي‪.".‬‬

‫‪109‬‬
‫ورخص المرض الطويلة األمد(مدتها القصوى ‪ 1‬سنوات) و الرخص بسبب أمراض‬
‫أو إصابات ناتجة عن مزاولة العمل أو بمناسبته‪.‬‬

‫‪ -‬الرخص الممنوحة عن الوالدة‪102‬؛‬

‫‪ -‬الرخص بدون أجر‪.103‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬وضعية اإللحاق‬

‫حسب ما جاء في المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي ‪ ،912.91‬يعتبر القاضي في وضعية‬


‫اإللحاق‪ ،‬إذا كان يعمل خارج السلك القضائي مع بقائه تابعا له ومتمتعا فيه بحقوقه في الترقية‬
‫والتقاعد‪ ،‬كما يحتفظ القاضي الموجود في وضعية اإللحاق بمنصبه القضائي الذي كان معينا‬
‫به‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 21‬من نفس القانون على أنه يمكن إلحاق القضاة‪ ،‬وفق الشروط‬
‫المنصوص عليها في القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬لدى إدارات الدولة أو لدى الهيئات والمؤسسات العامة؛‬

‫‪ -‬لشغل مهام قاضي االتصال أو مستشار بإحدى سفارات المملكة؛‬

‫‪ -‬لدى دولة أجنبية أو منظمة دولية‪.‬‬

‫‪ - 102‬المادة ‪ 99‬من القانون التنظيمي ‪ " : 912.91‬تتمتع المرأة القاضية الحامل برخصة والدة مدتها أربعة عشر (‪ )91‬أسبوعا‪ ،‬تتقاضى خاللها‬
‫كامل أجرتها‪".‬‬

‫‪ - 103‬المادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي ‪ " : 912.91‬يمكن للقاضي‪ ،‬بطلب منه وبعد موافقة الرئيس المنتدب للمجلس‪،‬أن يستفيد مرة واحدة كل سنتين‬
‫(‪ )1‬من رخصة بدون أجر ال تتعدى شهرا واحدا غير قابل للتجزئة‪.".‬‬

‫‪110‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬وضعية االستيداع‬

‫حسب المادة ‪ 22‬من القانون التنظيمي ‪ ،912.91‬يعتبر القاضي في حالة االستيداع إذا‬
‫وضع خارج السلك القضائي مع بقائه تابعا له دون أن يتمتع بحقوقه في الترقية والتقاعد‪ .‬ال‬
‫يتقاضى القاضي في هذه الحالة أي أجر باستثناء الحاالت المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫التنظيمي‪.‬‬

‫ويكون القضاة في وضعية االستيداع الذي تختلف مدته بحسب الحاالت‪ ،‬إما تلقائيا كالحالة‬
‫التي لم يستطع فيها القاضي بعد انتهاء رخصته ألسباب صحية استئناف عمله‪ ،‬أو بطلب منه‪،‬‬
‫ألسباب معينة منها‪:‬‬

‫‪ -‬عند وقوع حادثة للزوج أو للولد أو إصابة أحدهما بمرض خطير؛‬

‫‪ -‬عند القيام بدراسات أو أبحاث تكتسي طابع المصلحة العامة؛‬

‫‪ -‬ألسباب شخصية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حقوق وواجبات القضاة‬

‫سنركز فيما يلي على الحقوق والواجبات التي يشترك فيها كل القضاة‪ ،‬وتجدر اإلشارة‬
‫إلى تخصيص القانون التنظيمي ‪ 912 -91‬قسمه الثاني لحقوق وواجبات القضاة منظما إياها‬
‫في ثالثين مادة(من الفصل ‪ 12‬إلى الفصل ‪ ،)12‬وسنقتصر على أهم هذه الحقوق (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم نتناول التزاماتهم األساسية التي يتعين عليهم التقيد بها تحت طائلة التعرض‬
‫للعقوبات التي ينص عليها القانون(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حقوق القضاة‬

‫يرتب القضاة عند تعيينهم حسب الفقرة األولى من المادة السادسة من القانون ‪912-91‬‬
‫في درجات متسلسلة‪104‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬الدرجة الثالثة؛‬

‫‪ -‬الدرجة الثانية؛‬

‫‪ -‬الدرجة األولى؛‬

‫‪ -‬الدرجة االستثنائية؛‬

‫‪ -‬خارج الدرجة‪.‬‬

‫ومن بين أهم الحقوق التي يمنحها القانون للقضاة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحق في األجرة‬

‫يتقاضى القضاة أجرة تتضمن حسب المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ‪" 912-91‬المرتب‬
‫والتعويضات العائلية والتعويضات األخرى كيفما كانت طبيعتها المحدثة بموجب النصوص‬
‫التنظيمية الجاري بها العمل"‪ ،‬والتي تختلف بحسب درجة ورتبة القاضي والمهام المخولة له‬
‫من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪ - 104‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي ‪ ":912.91‬تحدد بنص تنظيمي الرتب التي تشتمل عليها كل درجة من الدرجات‬
‫المذكورة وتسلسل األرقام االستداللية المطابقة لها‪".‬‬

‫‪112‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في الترقية‬

‫يرقى القضاة من رتبة إلى رتبة‪ 105‬ومن درجة إلى درجة‪ ،‬بكيفية مستمرة‪ ،‬غير أنه ال‬
‫يمكن ترقية القضاة من درجة إلى درجة أعلى إال بعد التسجيل في الئحة األهلية للترقية‪ ،‬ويتولى‬
‫المجلس األعلى للسلطة القضائية تهيئ هذه الالئحة التي تنشر بالمحاكم وبالموقع اإللكتروني‬
‫للمجلس وبكل الوسائل المتاحة قبل متم شهر يناير من كل سنة‪.106‬‬

‫يراعي المجلس حسب الفصل ‪ 91‬من القانون التنظيمي ‪ 911-91‬عند ترقية القضاة‪:107‬‬

‫‪-‬األقدمية في السلك القضائي واألقدمية في الدرجة ؛‬


‫‪-‬الحرص على إصدار األحكام في أجل معقول ؛‬
‫‪-‬جودة المقررات القضائية ؛‬
‫‪-‬القدرة على التنظيم وحسن تدبير القضايا ؛‬
‫‪-‬الدراسة القبلية للملفات والسهر على تجهيزها ؛‬
‫‪-‬استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة ؛‬
‫‪-‬القدرة على التواصل ؛‬
‫‪-‬القدرة على التأطير ؛‬
‫‪-‬الحرص على المواكبة والتتبع والمواظبة‪.‬‬

‫‪ - 105‬تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي ‪ ":912.91‬تحدد بنص تنظيمي أنساق الترقي من رتبة إلى رتبة أعلى"‪.‬‬

‫‪ - 106‬نصت المادة ‪ 91‬ابتداء من الفقرة الثالثة من القانون التنظيمي ‪ 911.91‬على إمكانية تقدم القضاة بطلب تصحيح هذه الالئحة‪ ،‬وعند بت‬
‫المجلس في هذه الطلبات‪ ،‬يمكن لهم الطعن في قرار المجلس برفض تصحيح الئحة األهلية للترقي ‪ ،‬أمام الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ‪.‬‬

‫‪ - 107‬عالوة على ذلك ‪ ،‬يراعي المجلس على الخصوص بالنسبة لقضاة النيابة العامة‪:‬‬

‫‪ -‬تنفيذ التوجهات العامة للسياسات الجنائية ؛‬


‫‪-‬تطبيق التعليمات الكتابية القانونية ؛‬
‫‪ -‬جودة الملتمسات‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في التعبير‬

‫نص الفصل ‪ 999‬من الدستور‪ ":‬للقضاة الحق في حرية التعبير‪ ،‬بما يتالءم مع واجب‬
‫التحفظ واألخالقيات القضائية‪.‬‬

‫يمكن للقضاة االنخراط في جمعيات‪ ،‬أو إنشاء جمعيات مهنية‪ ،‬مع احترام واجبات التجرد‬
‫واستقالل القضاء‪ ،‬وطبقا للشروط المنصوص عليها في القانون‪.‬‬

‫يُمنع على القضاة االنخراط في األحزاب السياسية والمنظمات النقابية"‪.‬‬

‫وتطبيقا لهذا الفصل‪ ،‬سمحت المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ‪ 912-91‬للقضاة بإنشاء‬
‫جمعيات مهنية بما يتضمنه ذلك‪ ،‬من تسيير هذه الجمعيات التي تقتصر العضوية فيها على‬
‫القضاة دون سواهم‪ ،‬في حين لم يخول لهم‪ ،‬فيما يخص سائر الجمعيات األخرى‪ ،‬سوى حق‬
‫االنخراط‪ ،‬فواجب التجرد واستقالل القضاء‪ ،‬بما يستلزمه دستوريا من ضرورة حرص‬
‫القاضي على استقالله وحرمته‪ ،‬قد ال يتالءم مع إنشاء القاضي لجمعيات غير مهنية يمتد‬
‫نشاطها إلى المجال االقتصادي واالجتماعي والثقافي وتولي مهام التسيير فيها‪ ،‬بما قد يترتب‬
‫عن ذلك من مسؤولية ومساءلة‪.108‬‬

‫رابعا‪ :‬التمتع بحماية خاصة من طرف الدولة‬

‫تحمي الدولة القضاة من أي اعتداء عليهم كيفما كانت طبيعته‪ ،‬كما تضمن لهم تعويضا‬
‫عن األضرار التي قد تلحقهم أثناء مباشرة مهامهم أو بسبب القيام بها‪ ،‬وهو ما ينص عليه‬
‫الفصل ‪ 11‬من القانون ‪ : 912-91‬يتمتع القضاة بحماية الدولة وفق مقتضيات القانون الجنائي‬
‫والقوانين الخاصة الجاري بها العمل‪ ،‬مما قد يتعرضون له من تهديدات أو تهجمات أو إهانات‬
‫أو سب أو قذف وجميع االعتداءات أيا كانت طبيعتها أثناء مباشرة مهامهم أو بسبب القيام بها‪.‬‬

‫‪-108‬أنظر في شأن المادة ‪ 12‬الفقرة األخيرة من قرار المجلس الدستوري رقم ‪ 111/92‬م‪ .‬د صادر في‪ 1‬من جمادى اآلخرة ‪ 91( 9119‬مارس‬
‫‪)1192‬؛الجريدة الرسمية عدد ‪ 2111‬بتاريخ ‪ 19‬جمادى اآلخرة ‪ 19( 9119‬مارس ‪ ،)1192‬ص ‪ ":1221‬إن ما تنص عليه المادة ‪ 01‬في فقرتها‬
‫األخيرة من أنه يمنع على القاضي تأسيس جمعيات غير مهنية أو تسييرها بأي شكل من األشكال‪ ،‬مطابق للدستور‪".‬‬

‫‪114‬‬
‫وتضمن لهم الدولة التعويض عن األضرار الجسدية التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء‬
‫مباشرة مهامهم أو بس بب القيام بها والتي ال تشملها التشريعات المتعلقة بمعاشات الزمانة‬
‫ورصيد الوفاة‪ ،‬وفي هذه الحالة تحل الدولة محل الضحية في الحقوق والدعاوى ضد المتسبب‬
‫في الضرر‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التزامات القضاة‬

‫حسب المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي ‪ ، 912-91‬يؤدي كل قاض عند تعيينه ألول مرة‬
‫في السلك القضائي وقبل الشروع في مهامه اليمين التالية‪:‬‬

‫"أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهامي بحياد وتجرد وإخالص وتفان‪ ،‬وأن أحافظ على‬
‫صفات الوقار والكرامة‪ ،‬وعلى سر المداوالت‪ ،‬بما يصون هيبة القضاء واستقالله‪ ،‬وأن ألتزم‬
‫بالتطبيق العادل للقانون‪ ،‬وأن أسلك في ذلك مسلك القاضي النزيه"‪.‬‬

‫كما اعتبرت هذه المادة كل إخالل بااللتزامات الواردة في اليمين المذكورة إخالال‬
‫بالواجبات المهنية‪ ،‬ومنه نستشف أهم التزامات القضاة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام بالحياد والتجرد‬

‫احتراما لموقف الحياد الذي يجب أن يتصف به القضاة‪ ،‬يحظر التشريع المغربي على‬
‫القضاة ممارسة أي نشاط سياسي‪ ،‬ولذلك منعهم الفصل ‪ 999‬من الدستور من االنخراط في‬
‫األحزاب السياسية والمنظمات النقابية‪ ،‬فضال عن منعهم كما سبقت اإلشارة لذلك من تأسيس‬
‫جمعيات غير مهنية أو تسييرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحافظة على صفات الوقار والكرامة واحترام قواعد مدونة األخالقيات القضائية‬

‫‪115‬‬
‫يمارس القضاة وظيفة اجتماعية سامية ويناط بهم حماية حقوق األفراد وحرياتهم‬
‫وأمنهم‪ ،‬وهذا ما جعل القانون يلزمهم بالمحافظة على صفات الوقار والكرامة وعلى سرية‬
‫المداوالت واالتسام بالنزاهة أثناء ممارسة مهامهم أو مسؤولياتهم‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يلزم القانون القاضي باحترام المبادئ والقواعد الواردة في مدونة‬
‫األخالقيات القضائية‪ ،‬كما يحرص على احترام تقاليد القضاء وأعرافه والمحافظة عليها‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى تنصيص القانون التنظيمي ‪ 911-91‬على تكليف المجلس األعلى للسلطة‬
‫القضائية‪ ،‬بعد استشارة الجمعيات المهنية للقضاة‪ ،‬بوضع مدونة األخالقيات القضائية تتضمن‬
‫القيم والمبادئ والقواعد التي يتعين على القضاة االلتزام بها أثناء ممارستهم لمهامهم‬
‫ومسؤولياتهم القضائية‪ ،‬وذلك من أجل ‪:‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على استقاللية القضاة وتمكينهم من ممارسة مهامهم بكل نزاهة وتجرد‬
‫؛‬ ‫ومسؤولية‬
‫‪-‬صيانة هيب ة الهيئة القضائية التي ينتسبون إليها والتقيد باألخالقيات النبيلة للعمل القضائي‬
‫وااللتزام بحسن تطبيق قواعد سير العدالة ؛‬

‫‪ -‬حماية حقوق المتقاضين وسائر مرتفقي القضاء والسهر على حسن معاملتهم في إطار‬
‫االحترام التام للقانون ؛‬

‫‪-‬تأمين استمرارية مرفق القضاء والعمل على ضمان حسن سيره‪.‬‬

‫كما يشكل المجلس طبقا للمادة ‪ 912‬من القانون التنظيمي ‪ ،911-91‬لجنة لألخالقيات‬
‫القضائية تسهر على تتبع ومراقبة التزام القضاة بالمدونة المذكورة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬منع ممارسة القضاة لنشاط خارج مهامهم‬

‫تنص المادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي ‪ 912-91‬على منع القضاة من ممارسة أي نشاط‬
‫خارج مهامهم باستثناء التأليف والمشاركة في األنشطة العلمية‪ ،‬مع إمكانية مخالفة هذا المنع‬
‫بقرارات للرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ":‬يمنع على القضاة أن يمارسوا‬

‫‪116‬‬
‫خارج مهامهم‪ ،‬ولو بصفة عرضية‪ ،‬أي نشاط مهني‪ ،‬كيفما كانت طبيعته بأجر أو بدونه؛ غير‬
‫أنه يمكن منح استثناءات فردية بموجب قرار للرئيس المنتدب للمجلس‪ ،‬وذلك لضرورة‬
‫التدريس أو البحث العلمي أو القيام بمهام تكلفهم بها الدولة‪.‬‬

‫ال يشمل هذا المنع إنتاج المصنفات األدبية أو العلمية أو الفنية‪ ،‬غير أنه ال يجوز‬
‫ألصحابها أن يذكروا صفاتهم كقضاة إال بإذن من الرئيس المنتدب للمجلس‪.‬‬

‫يمكن للقاضي المشاركة في األنشطة والندوات العلمية شريطة أال يؤثر ذلك على أدائه‬
‫المهني‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات المادتين ‪19‬و‪ 11‬أعاله‪ ،‬وتعتبر اآلراء التي يدلي بها القاضي‬
‫المعني بمناسبة هذه المشاركة آراء شخصية‪ ،‬وال تعتبر معبرة عن أي رأي لجهة رسمية إال‬
‫إذا كان مرخصا له بذلك"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التطبيق العادل للقانون‬

‫يلتزم القضاة نيابة عامة وقضاة األحكام بتطبيق القانون‪ ،‬وحسب أحكام الفصل ‪ 999‬من‬
‫الدستور‪ ،‬يجب على كل قاض أن يسهر‪ ،‬خالل مزاولته لمهامه القضائية‪ ،‬على حماية حقوق‬
‫األشخاص والجماعات وحرياتهم وأمنهم القضائي وتطبيق القانون‪.‬‬

‫ومما يلتزم به القضاة أثناء ممارسة مهامهم‪ ،‬الحرص على إصدار األحكام في أجل‬
‫معقول‪ ،‬مع ضمان جودة هذه األحكام‪ ،‬وذلك بالدراسة القبلية للملفات والسهر على تجهيزها‪،‬‬
‫وهي معايير من بين أخرى تراعى من طرف المجلس األعلى للسلطة القضائية عند ترقية‬
‫القضاة لضمان تقيد القضاة بالتطبيق السليم والعادل للقانون‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قضاة النيابة العامة‬

‫كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪ ،‬يتألف السلك القضائي من هيئة واحدة‪ ،‬تشمل قضاة األحكام‬
‫وقضاة النيابة العامة‪ ،‬ويشترك قضاة األحكام و قضاة النيابة العامة في أغلب األحكام المنظمة‬
‫للسلك القضائي‪ ،‬إال أن هناك بعض الخصائص التي تتفرد بها النيابة العامة‪ ،‬خاصة مع صدور‬
‫دستور ‪ ،1199‬الذي كرس استقاللها عن السلطة التنفيذية المتمثلة في وزارة العدل ‪ ،‬وهو ما‬
‫سنتناوله في مطلب أول‪.‬‬

‫ويتمثل دور النيابة العامة في الدفاع عن المصلحة العامة وحماية النظام العام والسهر‬
‫على حسن تطبيق القانون‪ ،‬وتختلف مهامها بحسب ما إذا كان األمر يتعلق بالقضايا المدنية أو‬
‫القضايا الجنائية‪ ،‬إذ تعتبر النيابة العامة دائما خصما رئيسيا أمام القضاء الجنائي‪ ،‬ألنها حسب‬
‫قانون المسطرة الجنائية المغربي تتولى إقامة وممارسة الدعوى العمومية ومراقبتها وتطالب‬
‫بتطبيق القانون‪ ،‬ولها أثناء ممارسة مهامها الحق في تسخير القوة العمومية‪.‬‬

‫أما في المجال المدني‪ ،‬فتختلف وظيفتها بحسب ما إذا كانت طرفا رئيسيا في الدعوى أم‬
‫طرفا منضما‪ ،‬وهو ما سنراه بتفصيل في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصائص النيابة العامة‬

‫في ظل ظهير‪ 9191‬وخاصة الفصل ‪ 12‬منه‪ ،‬كان قضاة النيابة العامة يعملون تحت‬
‫سلطة وزير العدل ومراقبة وتسيير رؤسائهم التسلسليين‪ ،‬ولهذا كان هناك مطالبة قوية‬
‫بضرورة استقالل النيابة العامة بشكل تام عن السلطة التنفيذية المتمثلة في وزارة العدل‪ ،‬وهذا‬
‫ما تحقق بعد تبني دستور ‪ ،1199‬وصدور القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‬

‫‪118‬‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬كما يخضع قضاة النيابة لمبدأ التسلسل (الفقرة الثانية)‪ ،‬ومبدأ الوحدة الفقرة‬
‫الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬استقالل النيابة العامة‬

‫كانت النيابة العامة تابعة لسلطة وزير العدل‪ ،‬وهذا ما كان يتنافى مع مبدأ استقالل‬
‫القضاء‪ ،‬لذلك نادى الفاعلون في مجال العدالة بضرورة استقالل النيابة العامة عن وزارة‬
‫العدل‪ ،‬وقد كرس الدستور المغربي لسنة ‪ 1199‬في فصله ‪ 991‬خضوع النيابة العامة للتعليمات‬
‫الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة ا لتي يتبعون لها لكنه لم يوضح ما إذا كانت هذه السلطة‬
‫التي ستتبع لها النيابة العامة قضائية أم تنفيذية بل ترك أمر تحديدها لقوانين أخرى‪.‬‬

‫وبالفعل بدأت القوانين الصادرة بعد ذلك تؤكد استقاللية هذه السلطة‪ ،‬وهذا ما جاء في‬
‫المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 912.91‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‪« :‬يوضع قضاة‬
‫النيابة العامة تحت سلطة ومراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورؤسائهم‬
‫التسلسليين"‪.‬‬

‫كما صدر القانون رقم ‪ 99.11‬المتعلق بنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالعدل الى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة وبسن قواعد‬
‫لتنظيم رئاسة النيابة العامة‪ 109‬حيث أصبح الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض هو المسؤول‬
‫القضائي األول عن النيابة العامة بمختلف محاكم المملكة والمشرف على مراقبتها عند‬
‫ممارستها لصالحياتها المرتبطة بممارسة الدعوى العمومية في إطار احترام مضامين السياسة‬
‫الجنائية الوطنية طبقا للتشريعات الجاري بها العمل وتتبع القضايا التي تكون طرفا فيها والسهر‬
‫على حسن سير الدعاوى في مجال اختصاصها‪.‬‬

‫‪ -109‬ظهير شريف رقم ‪ 11.99‬صادر في ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 9112‬الموافق ل‪ 11‬غشت ‪، 1199‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2211‬بتاريخ ‪ 92‬شتنبر ‪1199‬‬
‫ص ‪.1911‬‬

‫‪119‬‬
‫ويأتي نقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة في سياق تنزيل األوراش الكبرى إلصالح منظومة‬
‫العدالة بغية تعزيز استقاللية السلطة القضائية وفق ما جاء به دستور ‪.1199‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬خاصية التسلسل‬

‫نص الدستور في فصله ‪ 991‬على خضوع النيابة العامة للتعليمات الكتابية القانونية‬
‫الصادرة عن السلطة التي يتبعون لها‪ ،‬كما وضع الفصل ‪ 11‬من القانون التنظيمي قضاة النيابة‬
‫العامة تحت سلطة ومراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورؤسائهم التسلسليين‪ .‬ويلزم‬
‫قضاة النيابة العامة بالخضوع للتعليمات الكتابية القانونية لرؤسائهم‪ ،‬لكن يمكنهم التعبير شفويا‬
‫عن آرائهم المخالفة لهذه التعليمات‪.‬‬

‫إذن يوجد كل قضاة النيابة العامة تحت سلطة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪،‬‬
‫ويخضع قضاة النيابة العامة بمحاكم االستئناف وبالمحاكم االبتدائية التابعة لها لسلطة الوكيل‬
‫العام بمحكمة االستيناف‪ .‬كما يوجد نواب وكيل الملك تحت سلطة وكيل الملك بالمحاكم‬
‫االبتدائية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬وحدة النيابة العامة‬

‫يترتب على خضوع قضاة النيابة العامة لرؤسائهم عدم استقاللهم في الرأي‪ ،‬كما أن كل‬
‫عضو يعمل باسم الهيئة عكس قضاة األحكام الذين يمارسون مهامهم وفق ما تمليه عليهم‬
‫ضمائرهم‪ ،‬وإذا كان ال يجوز أن يصدر الحكم إال من القاضي أو الهيئة التي أشرفت على‬

‫‪120‬‬
‫مناقشة القضية‪ ،‬فإنه يجوز ألي عضو للنيابة العامة أن ينهي عمال بدأه قاض آخر‪ ،‬ألن النيابة‬
‫العامة تعتبر وحدة غير قابلة للتجزئة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور النيابة في القضايا المدنية‬

‫باإلضافة إلى دورها غير القضائي‪ ،‬كمراقبة سجالت الحالة المدنية‪ ،‬ومصلحة الحسابات‬
‫بالمحاكم‪ ،‬تلعب النيابة العامة دورا في المجال المدني يختلف بحسب صفتها في الدعوى‪ ،‬وهكذا‬
‫ينص الفصل السادس من قانون المسطرة المدنية على أنه يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا‬
‫رئيسيا أو أن تتدخل كطرف منضم وتمثل األغيار في الحالة التي ينص عليها القانون‪.‬‬

‫إذن قد تقوم النيابة العامة بتحريك الدعوى أو توجه ضدها فتعتبر حينئذ طرفا‬
‫رئيسيا(الفقرة األولى)‪ ،‬وقد تحال عليها القضايا إلزاميا أو اختياريا‪ ،‬أو تطلب النيابة العامة‬
‫التدخل فيها بعد إطالعها على الملف‪ ،‬فتعد آنذاك طرفا منضما (الفقرة الثانية)‪ ،‬وبعد تناول هذه‬
‫الحاالت‪ ،‬سنتطرق آلثار التمييز بين وضعيتي النيابة العامة كطرف رئيسي ومنضم (الفقرة‬
‫الثالثة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬النيابة العامة طرف رئيسي‬

‫تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا‪ ،‬عندما تقوم برفع الدعوى أو توجه ضدها‪ ،‬فيكون لها‬
‫ما لألطراف من حقوق وواجبات‪ ،‬إذ تقوم بدور الخصم‪ ،‬فيحق لها التقدم بكل الطلبات والدفوع‬
‫واإلدالء بكل المستندات‪ ،‬وحسب الفصل السابع من ق‪.‬م‪.‬م تكون النيابة العامة مدعية أو مدعى‬
‫عليها في األحوال المحددة بمقتضى القانون‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫وقد وردت الحاالت التي تكون فيه النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى في نصوص‬
‫قانونية متفرقة‪ ،‬ومن بين هذه الحاالت‪:‬‬

‫‪ -‬دعاوى حل الجمعيات إذا كانت في وضعية مخالفة للقانون‪110‬؛‬

‫‪ -‬النقض لفائدة القانون المنصوص عليه في المادة ‪ 129‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬وهو الطعن الذي‬
‫يتقدم به الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض لتصحيح حكم انتهائي صدر على وجه مخالف‬
‫للقانون أو لقواعد المسطرة ولم يتقدم أحد من األطراف بطلب نقضه في األجل المقرر‪.‬‬

‫‪ -‬إحالة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض لألحكام التي قد يتجاوز فيها القضاة‬
‫سلطاتهم على محكمة النقض بقصد إلغائها والواردة في الفصل ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاوى المتعلقة بالجنسية ‪ ،111‬إذ قد تحرك النيابة العامة الدعوى وقد توجه ضدها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬النيابة العامة طرف منضم‬

‫نص الفصل الثامن من ق‪.‬م‪.‬م على الحاالت التي تكون فيها النيابة العامة طرفا منضما‬
‫‪ ":‬تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها‪ ،‬وكذا‬
‫في الح االت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد إطالعها على الملف‪ ،‬أو عندما تحال‬
‫عليها القضية تلقائيا من طرف القاضي‪ .‬وال يحق لها في هذه األحوال استعمال أي طريق‬
‫للطعن"‪.‬‬

‫‪ - 110‬وفقا للفصل السابع من الظهير الشريف رقم ‪ 9.12.192‬الصادر في ‪ 91‬نونبر ‪ 9112‬المتعلق بتنظيم حق تأسيس الجمعيات كما تم تتميمه‬
‫وتغييره‪.‬‬

‫‪ - 111‬أنظر الفصل ‪ 11‬وما بعده من الظهير الشريف رقم ‪ 9-12-111‬بتاريخ ‪ 19‬صفر ‪ 9192‬بسن قانون الجنسية المغربية (ج‪ .‬ر‪ .‬بتاريخ ‪ 1‬ربيع‬
‫األول ‪ 91 - 9192‬شتنبر ‪ )9112‬كما تم تتميمه وتغييره‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫أوال‪ :‬القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إلى النيابة العامة‬

‫ينص الفصل التاسع من ق‪.‬م‪.‬م على القضايا التي يجب على المحكمة إحالتها على النيابة‬
‫العامة واإلشارة في الحكم إلى إيداع مستنتجات النيابة أو تالوتها بالجلسة وإال كان باطال‪ .‬يتعلق‬
‫األمر بالدعاوى اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 9‬القضايا المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‬


‫والهبات والوصايا لفائدة المؤسسات الخيرية وممتلكات األحباس واألراضي الجماعية؛‬

‫‪ - 1‬القضايا المتعلقة باألسرة‪112‬؛‬

‫‪ - 1‬القضايا المتعلقة بفاقدي األهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل‬
‫قانوني نائبا أو مؤازرا ألحد األطراف؛‬

‫‪ - 1‬القضايا التي تتعلق وتهم األشخاص المفترضة غيبتهم؛‬

‫‪ - 1‬القضايا التي تتعلق بعدم االختصاص النوعي؛‬

‫‪ - 2‬القضايا التي تتعلق بتنازع االختصاص‪ ،‬تجريح القضاة واإلحالة بسبب القرابة أو‬
‫المصاهرة؛‬

‫‪ -9‬مخاصمة القضاة؛‬

‫‪ -2‬قضايا الزور الفرعي‪.‬‬

‫كما ينص الفصل ‪ 122‬من ق‪.‬م‪.‬م على إلزامية تبليغ كل القضايا للنيابة العامة أمام محكمة‬
‫‪113‬‬
‫النقض‪ ،‬ويتعين على النيابة العامة أن تقدم مستنتجاتها في القضية داخل أجل ثالثين يوما‬

‫‪ - 112‬تم تغيير وتتميم وتعويض الفصل ‪ 1‬أعاله بموجب القانون رقم ‪ 91.11‬الصادر األمر بتنفيذه بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 9.11.11‬بتاريخ‬
‫‪ 91‬من ذي الحجة ‪ 1( 9111‬فبراير ‪)1111‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 1921‬بتاريخ ‪ 91‬من ذي الحجة ‪ 1( 9111‬فبراير ‪ ،)1111‬ص ‪.111‬‬

‫‪ - 113‬يخفض هذا األجل إلى النصف فيما يخص طلبات النقض المرفوعة ضد بعض األحكام كتلك الصادرة في قضايا االنتخابات والقضايا االجتماعية‪،‬‬
‫ويجوز للمستشار المقرر في جميع القضايا أن يحدد أجال أقل إن تطلب ذلك نوع القضية أو ظروفها‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫من أمر التبليغ‪ .‬ويحدد الرئيس تاريخ إدراج القضية بالجلسة عند انصرام هذا األجل سواء‬
‫قدمت النيابة العامة مستنتجاتها أم ال‪ ،‬كما أن حضور النيابة العامة يعتبر إلزاميا في سائر‬
‫الجلسات أمام محكمة النقض‪ ،‬كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من الفصل ‪ 99‬من ظهير ‪91‬‬
‫يوليوز ‪ 9191‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة‪.‬‬

‫ويساعد تدخل النيابة العامة في كافة القضايا كطرف منضم محكمة النقض على تطبيق‬
‫القانون بشكل سليم وتوحيد االجتهاد القضائي في القضايا المعروضة عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التدخل االختياري للنيابة العامة‬

‫يمكن للنيابة العامة أن تتدخل كطرف منضم بعد إطالعها على الملف‪ ،‬وذلك في الحاالت‬
‫التي لم يلزم فيها القانون المحكمة بتبليغها بهذه الدعاوى‪ ،‬غير أن النيابة العامة إذا طلبت‬
‫التدخل‪ ،‬يتعين على المحكمة اطالعها على القضية‪ ،‬ويجوز لها تقديم مستنتجاتها إذا رأت فائدة‬
‫في ذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التدخل إثر إحالة القضية تلقائيا من طرف القاضي‬

‫قد تقرر المحكمة إحالة الملف على النيابة العامة بشكل اختياري‪ ،‬وهنا تتدخل النيابة‬
‫العامة كطرف منضم ويتعين عليها تقديم مستنتجاتها‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬آثار التمييز بين وضعيتي الطرف الرئيسي والمنضم‬

‫يترتب عن التمييز بين وضعيتي النيابة العامة كطرف رئيسي أو منضم آثار قانونية هامة‬
‫تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فيما يتعلق باإلجراءات المسطرية‬

‫عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا‪ ،‬تقوم بدور الخصم‪ ،‬وتباشر كل اإلجراءات‬
‫المسطرية التي يقوم بها المدعي أو المدعى عليه‪ ،‬أما عندما تكون طرفا منضما‪ ،‬فيقتصر‬
‫دورها على االطالع على الملف وتقديم المستنتجات‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫ثانيا‪ :‬فيما يتعلق بممارسة طرق الطعن‬

‫عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى‪ ،‬يحق لها أن تمارس كل طرق الطعن‬
‫ما عدا التعرض كما جاء في الفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬أما في الحاالت التي تتدخل‬
‫كطرف منضم‪ ،‬فال يمكنها استعمال أي طريق من طرق الطعن‪ ،‬ولو كانت القرارات مخالفة‬
‫لمستنتجاتها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حضور النيابة العامة في الجلسات المدنية‬

‫ينص الفصل العاشر من ق‪.‬م‪.‬م على أن حضور النيابة العامة في الجلسات المدنية يعتبر‬
‫غير إلزامي إال إذا كانت طرفا رئيسيا أو كان حضورها محتما قانونا‪ ،‬و يكون حضورها‬
‫اختياريا في األحوال األخرى‪.‬‬

‫إذن حضور النيابة العامة يكون إلزاميا عندما تكون طرفا رئيسيا وفي الحاالت التي‬
‫يستوجب القانون حضورها كم ا هو الحال في القضايا المعروضة أمام محكمة النقض‪ .‬أما‬
‫الحاالت التي يستوجب فيها المشرع تبليغها إليها‪ ،‬فإنها ملزمة بتقديم مستنتجاتها دون إلزامية‬
‫حضور الجلسات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تجريح قضاة النيابة العامة‬

‫ينص الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪" :‬تطبق أسباب التجريح‪ 114‬المتعلقة بقاضي األحكام على‬
‫قاضي النيابة العامة إذا كان طرفا منضما‪ ،‬وال يجرح إذا كان طرفا رئيسيا"‪.‬‬

‫‪ - 114‬يمكن تجريح كل قاض لألحكام‪:‬‬


‫‪ -‬إذا كانت له أو لزوجه مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة في النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وجدت قرابة أو مصاهرة بينه أو بين زوجه مع أحد األطراف حتى درجة ابن العم المباشر بإدخال الغاية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كانت هناك دعوى قائمة أو انتهت منذ أقل من سنتين بينه أو بين زوجه أو أصولهما أو فروعهما وبين أحد األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان دائنا أو مدينا ألحد األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا قدم استشارة أو رافع أو كان طرفا في النزاع أو نظر فيه كحكم أو أدلى فيه بشهادة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا سبق أن كان نائبا قانونيا ألحد األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وجدت عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وبين أحد األطراف أو زوجه‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫إذن في الحاالت التي تكون فيها النيابة العامة طرفا رئيسيا‪ ،‬تعتبر عندئذ خصما وال يمكن‬
‫تجريح قضاتها‪ ،‬أما إذا كانت طرفا منضما‪ ،‬فيمكن تجريحهم كما هو شأن قضاة األحكام‪ ،‬للتأثير‬
‫الذي قد تحدثه مستنتجاتها في األحكام الصادرة عن المحكمة‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وجدت صداقة أو عداوة مشهورة بين القاضي وأحد األطراف‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬هيئة كتابة الضبط‬

‫تقوم هيئة كتابة الضبط‪ ،‬بدور أساسي داخل المحاكم بمختلف درجاتها‪ ،‬وبالرجوع للمادة‬
‫الثانية من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬صادر في ‪ 91‬من شوال ‪ 91( 9111‬سبتمبر ‪)1199‬‬
‫بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة الضبط‪ ،115‬نجدها تنص بخصوص هيئة كتابة الضبط‬
‫المحدثة بوزارة العدل‪" :‬يعتبر الموظفون المنتمون لهيئة كتابة الضبط في وضعية عادية للقيام‬
‫بالوظيفة بمختلف محاكم المملكة وبالمصالح المركزية والالممركزة لوزارة العدل‪.‬‬

‫ويخضعون للسلطة الحكومية المكلفة بالعدل التي تقوم بتدبير شؤونهم وفقا للمقتضيات‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪".‬‬

‫وقد اعتبرت المادة الثالثة من نفس المرسوم أن موظفي هيئة كتابة الضبط من مساعدي‬
‫القضاء‪ ":‬يمارس الموظفون المنتمون لهيئة كتابة الضبط‪ ،‬تحت سلطة رئيس اإلدارة‪ ،‬المهام‬
‫التي تدخل في مجال اختصاصهم بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪،‬‬
‫ويساعدون القضاء على أداء رسالته‪.‬‬

‫يمكن باإلضافة إلى المهام المذكورة أعاله‪ ،‬تحديد مهام أخرى لكل إطار من أطر هيئة‬
‫كتابة الضبط بقرار لوزير العدل"‪.‬‬

‫كما تنص المادة الخامسة من نفس المرسوم على تكوين هيئة كتابة الضبط‪ ،‬لذلك سنتناول‬
‫فيما يلي أوال تكوين هيئة كتابة الضبط (المبحث األول)‪ ،‬ثم مهام هذه الهيئة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫وينبغي الوقوف هنا على المستجد الهام الذي جاء به مشروع القانون رقم ‪ 12.91‬فيما‬
‫يتعلق بإحداث مؤسسة بالكاتب العام‪ ،‬وهي المؤسسة "التي أثارت نقاشا عميقا بين مختلف‬
‫المهتمين بالشأن القضائي‪ ،‬ال سيما لما يمكن أن يترتب عن ذلك من ازدواجية في تسيير عمل‬
‫المحاكم‪ ،‬وهو األمر الذي جعل الهيئات والجمعيات المهنية للقضاة تطالب منذ البداية بعدم‬

‫‪ -115‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5714‬بتاريخ ‪ 11‬شوال ‪ 11( 4101‬شتنبر ‪ ،)1344‬ص ‪.1113‬‬


‫‪127‬‬
‫إحداث هذه المؤسسة‪ ،‬لما يمكن أن يترتب عن ذلك من تأثير سلبي عن االستقالل التام للسلطة‬
‫القضائية عن السلطة التنفيذية"‪.116‬‬

‫وقد بتت المحكمة الدستورية بخصوص هذه المسألة في قرارها المؤرخ في ‪ 2‬فبراير‬
‫‪ 1191‬في اتجاه تعزيز استقالل السلطة القضائية‪" :‬وحيث إن الكاتب العام للمحكمة‪ ،‬طبقا‬
‫للمادة ‪( 11‬الفقرتين الثالثة واألخيرة) من القانون ال ُمحال‪ ،‬يُعين من بَين أطر كتابة الضبط‪،‬‬
‫ويمكنه أن يُباشر مهام كتابة الضبط‪ ،‬وهو بهذه الصفة أيضا موضوع تحت سلطة ومراقبة‬
‫الوزير المكلف بالعدل‪،‬‬

‫" وحيث إن المقتضيات المذكورة ستجعل من أحد أعضاء كتابة الضبط‪ ،‬في أدائه لعمل‬
‫ذي طبيعة قضائية‪ ،‬موضوع تحت سلطة ومراقبة السلطة التنفيذية وليس السلطة القضائية‪،‬‬
‫وهو ما يشكل مسا باستقالل السلطة القضائية وانتهاكا لمبدإ فصل السلط"‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تكوين هيئة كتابة الضبط‬

‫الصادر في ‪ 9‬شتنبر ‪ 9129‬بتحديد‬ ‫‪117‬‬


‫نصت المادة األولى من قرار وزير العدل‬
‫اختصاصات وتنظيم كتابات الضبط وكتابات النيابة العامة بالمحاكم على أن أنه تتكون لدى كل‬
‫محكمة كتابة للضبط وكتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫كما جاء في المادة الثانية من نفس القرار على أنه‪" :‬يقوم موظفو المحاكم بأعمال كتابة‬
‫الضبط وكتابة النيابة العامة ويرأسهم رئيس لكتابة الضبط ورئيس لكتابة النيابة العامة"‪.‬‬

‫‪ - 116‬عبد الرحمان الشرقاوي؛ التنظيم القضائي بين العدالة المؤسساتية والعدالة المكملة أو البديلة‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،1347،‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪.‬ص‪474:‬‬

‫‪ -117‬القرار رقم ‪ ،114-73‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1310‬بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪ ،4773‬ص‪.151‬‬


‫‪128‬‬
‫وحسب المادة الخامسة من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬أعاله‪" ،‬تشتمل هيئة كتابة الضبط‬
‫على األطر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إطار المنتدبين القضائيين؛‬

‫‪ -‬إطار المحررين القضائيين؛‬

‫‪ -‬إطار كتاب الضبط‪".‬‬

‫ويشدد الفقه على أهمية اختيار كفاءات متميزة لاللتحاق بكتابة الضبط‪ ،‬لدورهم األساسي‬
‫في المساطر القضائية وه ي من أكثر األمور تعقيدا وصعوبة خالفا لما يتميز به القانون‬
‫الموضوعي الذي يحدد الحقوق وااللتزامات أو الجرائم وعقوباته‪ ،‬ففي نظره ال يمكن أن تتحقق‬
‫النجاعة القضائية وإصالح منظومة العدالة إال باختيار كفاءات قادرة على تنفيذ النصوص‬
‫القانونية بما يحقق العدالة اإلجرائية والموضوعية على حد سواء‪.118‬‬

‫ولذلك سنتعرف فيما يلي على الموظفين المكونين لهيئة كتابة الضبط‪ ،‬والمتمثلين في‬
‫إطار المنتدبين القضائيين (المطلب األول)‪ ،‬وإطار المحررين القضائيين (المطلب الثاني)‬
‫وإطار كتاب الضبط ( المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إطار المنتدبين القضائيين‬

‫حسب المادة السادسة من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور أعاله‪" ،‬يشتمل إطار‬


‫المنتدبين القضائيين على أربع درجات‪:‬‬

‫‪ -‬منتدب قضائي من الدرجة الثالثة؛‬

‫‪ - 118‬عبد الكريم الطالب؛ التنظيم القضائي الم ربي؛ مكتبة المعرفة بمراكش‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ ،1341‬ص ‪.133‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬منتدب قضائي من الدرجة الثانية؛‬

‫‪ -‬منتدب قضائي من الدرجة األولى؛‬

‫‪ -‬منتدب قضائي من الدرجة الممتازة؛‬

‫‪ -‬وعلى منصب سام لمنتدب قضائي عام"‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 11‬و‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور على الشروط المتطلبة‬
‫لتوظيف المنتدبين القضائيين من الدرجة الثالثة والثانية‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪ 11‬أنه ‪ ":‬يوظف‬
‫المنتدبون القضائيون من الدرجة الثالثة ‪:‬‬

‫‪ .9‬من بين خريجي سلك التكوين في التدبير اإلداري للمدرسة الوطنية لإلدارة‪.‬‬

‫‪ .1‬بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين الحاصلين على ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلجازة أو اإلجازة في الدراسات األساسية أو اإلجازة المهنية في العلوم‬


‫القانونية أو االقتصادية أو االجتماعية أو التدبيرية أو في الشريعة ؛‬

‫‪ -‬شهادة مسير في الشؤون االجتماعية المسلمة من طرف المعهد الوطني‬


‫للعمل االجتماعي ؛‬

‫‪ -‬إحدى الشهادات أو الدبلومات المحددة بقرار للسلطة الحكومية المكلفة‬


‫بتحديث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 1.11.11‬الصادر في‬
‫‪ 91‬من ربيع األول ‪ 1( 9111‬ماي ‪ )1111‬المشار إليه أعاله‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 11‬فقد نصت على أنه‪ ":‬يوظف المنتدبون القضائيون من الدرجة الثانية ‪:‬‬

‫من بين خريجي‪:‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪ -‬المدرسة الوطنية العليا لإلدارة‪119‬؛‬

‫‪ -119‬تم تتميم مقتضيات المادة ‪ 11‬أعاله‪ ،‬بمقتضى المادة األولى من مرسوم رقم ‪ 1.92.111‬صادر في ‪ 99‬من‬
‫ربيع اآلخر ‪ 11( 9111‬ديسمبر ‪ )1192‬بتتميم المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬بتاريخ ‪ 91‬من شوال ‪ 91( 9111‬سبتمبر‬
‫‪130‬‬
‫‪ -‬السلك العالي في التدبير اإلداري للمدرسة الوطنية لإلدارة ؛‬

‫‪ -‬المعهد العالي لإلدارة‪.‬‬

‫بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين الحاصلين على ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ -‬دبلوم الدراسات العليا المعمقة أو دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في‬


‫العلوم القانونية أو االقتصادية أو االجتماعية أو التدبيرية أو في الشريعة ؛‬

‫‪ -‬شهادة الماستر أو الماستر المتخصص في العلوم القانونية أو االقتصادية‬


‫أو االجتماعية أو التدبيرية أو في الشريعة ؛‬

‫‪ -‬إحدى الشهادات أو الدبلومات المحددة بقرار للسلطة الحكومية المكلفة‬


‫بتحديث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 1.11.11‬الصادر في‬
‫‪ 91‬من ريع األول ‪ 1( 9111‬ماي ‪ )1111‬المشار إليه أعاله‪".‬‬

‫والجدير بالذكر أنه يمكن لوزير العدل إضافة تخصصات أخرى بالنسبة للمنتدبين‬
‫القضائيين بمقتضى المادة ‪ 11‬المكررة ‪ 120‬من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور‪ ،‬والتي جاء‬
‫فيها‪:‬‬

‫" يمكن‪ ،‬إذا استدعت ضرورة المصلحة بذلك‪ ،‬تحديد تخصصات أخرى إضافة إلى‬
‫التخصصات المحددة في المواد ‪ 11‬و‪ 11‬و‪ 12‬أعاله‪ ،‬وذلك بقرار لوزير العدل‪.121‬‬

‫‪ )1199‬بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة الضبط؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 2919‬بتاريخ ‪ 19‬جمادى األولى‬
‫‪ 12( 9111‬يناير ‪ ،)1191‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -120‬تمت إضافة المادة ‪ 11‬المكررة أعاله‪ ،‬بمقتضى المادة الثانية من مرسوم رقم ‪ ،1.92.111‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -121‬أنظر المادة األولى من قرار لوزير العدل رقم ‪ 221.91‬بتاريخ ‪ 1‬شعبان ‪ 99( 9111‬أبريل ‪ )1191‬بتتميم‬
‫قائمة التخصصات المطلوبة للتوظيف في بعض درجات أطر هيئة كتابة الضبط‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪2991‬‬
‫بتاريخ ‪ 11‬شعبان ‪ 11( 9111‬ابريل ‪ ،)1191‬ص ‪.1921‬‬
‫المادة األولى‬
‫تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 11‬المكررة من المرسوم المشار إليه أعاله رقم ‪ 1.99.191‬الصادر في ‪ 91‬من شوال‬
‫‪ 91( 9111‬سبتمبر ‪ ،) 1199‬تحدد‪ ،‬على النحو التالي‪ ،‬قائمة التخصصات المضافة إلى التخصصات المطلوبة‬
‫للتوظيف في الدرجات المنصوص عليها في المواد ‪ 11‬و‪ 11‬و‪ 12‬من المرسوم المذكور‪:‬‬
‫* درجة منتدب قضائي من الدرجة الثانية‪:‬‬
‫‪ -‬العلوم والتقنيات؛‬
‫‪131‬‬
‫وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 11‬المكررة من المرسوم المشار إليه أعاله رقم ‪1.99.191‬‬
‫حددت المادة األولى من قرار لوزير العدل رقم ‪ 221.91‬بتاريخ ‪ 1‬شعبان ‪ 99( 9111‬أبريل‬
‫‪ ) 1191‬بتتميم قائمة التخصصات المطلوبة للتوظيف في بعض درجات أطر هيئة كتابة‬
‫الضبط‪ ،‬قائمة التخصصات المضافة إلى التخصصات المطلوبة للتوظيف في ‪:‬‬

‫* درجة منتدب قضائي من الدرجة الثانية‪:‬‬

‫‪ -‬العلوم والتقنيات؛‬

‫‪ -‬اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫* درجة منتدب قضائي من الدرجة الثالثة‪:‬‬

‫‪ -‬العلوم والتقنيات؛‬

‫‪ -‬اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إطار المحررين القضائيين‬

‫حسب المادة ‪ 99‬من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور أعاله‪ " ،‬يشتمل إطار المحررين‬
‫القضائيين على خمس درجات‪:‬‬

‫‪ -‬محرر قضائي من الدرجة الرابعة؛‬

‫‪ -‬اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.‬‬


‫* درجة منتدب قضائي من الدرجة الثالثة‪:‬‬
‫‪ -‬العلوم والتقنيات؛‬
‫‪ -‬اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫* درجة محرر قضائي من الدرجة الرابعة‪:‬‬
‫‪ -‬العلوم والتقنيات؛‬
‫‪ -‬اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ -‬محرر قضائي من الدرجة الثالثة؛‬

‫‪ -‬محرر قضائي من الدرجة الثانية؛‬

‫‪ -‬محرر قضائي من الدرجة األولى؛‬

‫‪ -‬محرر قضائي من الدرجة الممتازة"‪.‬‬

‫أما بالنسبة لشروط توظيف المحررين القضائيين‪ ،‬فقد نظمت المادة ‪ 12‬من المرسوم‬
‫مختلف الشواهد المتطلبة الجتياز مباراة للتوظيف في إطار المحررين القضائيين من الدرجة‬
‫الرابعة‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪:12‬‬

‫" يوظف المحررون القضائيون من الدرجة الرابعة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه‬
‫المترشحين الحاصلين علي‪:‬‬

‫‪ -‬دبلوم الدراسات الجامعية العامة أو دبلوم الدراسات الجامعية المهنية في‬


‫العلوم القانونية أو االقتصادية أو االجتماعية أو التدبيرية أو في الشريعة ؛‬

‫‪ -‬شهادة التقني المسلمة من طرف إحدى مؤسسات التكوين المهني المحدثة‬


‫طبقا للمرسوم رقم ‪ 1.22.111‬بتاريخ ‪ 2‬جمادى األولى ‪ 1( 9119‬يناير ‪)9129‬‬
‫بسن نظام عام لمؤسسات التكوين المهني في إحدى التخصصات ذات الصلة بمهام‬
‫هيئة كتابة الضبط المحددة بقرار لوزير العدل؛‬

‫‪ -‬شهادة مرشد اجتماعي المسلمة من طرف المعهد الوطني للعمل‬


‫االجتماعي؛‬

‫‪ -‬إحدى الشهادات أو الدبلومات المحددة بقرار للسلطة الحكومية المكلفة‬


‫بتحديث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 1.11.11‬الصادر في‬
‫‪ 91‬من ربيع األول ‪ 1( 9111‬ماي ‪ )1111‬المشار إليه أعاله‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ويمكن لوزير العدل إضافة تخصصات أخرى بالنسبة المحررين القضائيين من الدرجة‬
‫الرابعة بمقتضى المادة ‪ 11‬المكررة من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور كما سبقت اإلشارة‬
‫إلى ذلك‪.‬‬

‫وتطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 11‬المكررة‪ ،‬حددت المادة األولى من قرار لوزير العدل رقم‬
‫‪ 221.91‬بتاريخ ‪ 1‬شعبان ‪ 99( 9111‬أبريل ‪ )1191‬بتتميم قائمة التخصصات المطلوبة‬
‫للتوظيف في بعض درجات أطر هيئة كتابة الضبط‪ ،‬قائمة التخصصات المضافة إلى‬
‫التخصصات المطلوبة للتوظيف في درجة محرر قضائي من الدرجة الرابعة في ‪:‬‬

‫‪ -‬العلوم والتقنيات؛‬

‫‪ -‬اآلداب والعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫أما المادة ‪ ،19‬ففيها شروط اجتياز مباراة للتوظيف في إطار المحررين القضائيين من‬
‫الدرجة الثالثة‪:‬‬

‫"يوظف المحررون القضائيون من الدرجة الثالثة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه‬
‫المترشحين الحاصلين علي ‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة التقني المتخصص المسلمة من طرف إحدى مؤسسات التكوين‬


‫المهني المحدثة طبقا للمرسوم رقم ‪ 1.22.111‬بتاريخ ‪ 2‬جمادى األولى ‪9119‬‬
‫(‪ 1‬يناير ‪ )9129‬بسن نظام عام لمؤسسات التكوين المهني‪ ،‬في بعض‬
‫التخصصات ذات الصلة بمهام هيئة كتابة الضبط المحددة بقرار لوزير العدل ؛‬

‫‪ -‬إحدى الشهادات أو الدبلومات المحددة بقرار للسلطة الحكومية المكلفة‬


‫بتحديث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 1.11.11‬الصادر في‬
‫‪ 91‬من ربيع األول ‪ 1( 9111‬ماي ‪ )1111‬المشار إليه أعاله‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إطار كتابة الضبط‬

‫حسب المادة ‪ 99‬من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور أعاله‪ " ،‬يشتمل إطار كتاب‬
‫الضبط على خمس درجات‪:‬‬

‫‪ -‬كاتب الضبط من الدرجة الرابعة؛‬

‫‪ -‬كاتب الضبط من الدرجة الثالثة؛‬

‫‪ -‬كاتب الضبط من الدرجة الثانية؛‬

‫‪ -‬كاتب الضبط من الدرجة األولى؛‬

‫‪ -‬كاتب الضبط من الدرجة الممتازة"‪.‬‬

‫أما بالنسبة لشروط التوظيف في إطار كتاب الضبط‪ ،‬فقد نظمت المادة ‪ 12‬من المرسوم‬
‫رقم ‪ 1.99.191‬المذكور أعاله شروط اجتياز مباراة توظيف كتاب الضبط من الدرجة الرابعة‪:‬‬

‫"يوظف كتاب الضبط من الدرجة الرابعة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين‬
‫الحاصلين علي ‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة نهاية التعليم الثانوي التأهيلي ؛‬

‫‪ -‬شهادة التأهيل المهني المسلمة من طرف إحدى مؤسسات التكوين المهني‬


‫المحدثة طبقا للمرسوم رقم ‪ 1.22.111‬بتاريخ ‪ 2‬جمادى األولى ‪ 1( 9119‬يناير‬
‫‪ )9129‬بسن نظام عام لمؤسسات التكوين المهني؛‬

‫‪ -‬إحدى الشهادات أو الدبلومات المحددة بقرار للسلطة الحكومية المكلفة‬


‫بتحدي ث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 1.11.11‬الصادر في‬
‫‪ 91‬من ربيع األول ‪ 1( 9111‬ماي ‪ )1111‬المشار إليه أعاله‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫أما المادة ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 1.99.191‬المذكور أعاله فقد نظمت شروط اجتياز‬
‫مباراة توظيف كتاب الضبط من الدرجة الثالثة‪:‬‬

‫"يوظف كتاب الضبط من الدرجة الثالثة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين‬
‫الحاصلين علي شهادة الباكالوريا أو إحدى الشهادات المعادلة لها المحددة بقرار للسلطة‬
‫الحكومية المكلفة بتحديث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم ‪ 1.11.11‬الصادر‬
‫في ‪ 91‬من ربيع األول ‪ 1( 9111‬ماي ‪ )1111‬المشار إليه أعاله"‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مهام هيئة كتابة الضبط‬

‫ال يوجد نص واحد يحدد مهام هيئة كتابة الضبط‪ ،‬وإنما هناك نصوص تشريعية متفرقة‬
‫تشير إلى اختصاصات هذه الهيئة‪ ،‬ومنها قانون المسطرة المدنية والجنائية‪ ،‬وهناك قرار لوزير‬
‫العدل‪ 122‬صادر في ‪ 9‬شتنبر ‪ 9129‬أشار إلى مهام كتابة الضبط بشكل عام في مادته الثالثة‬
‫والتي جاء فيها‪:‬‬
‫"تتكلف كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة بإنجاز جميع األعمال التي تدخل في‬
‫اختصاصاتها قانونا أو التي تأمر بها المحكمة‪".‬‬
‫إذن تتكلف هيئة كتابة الضبط بجميع المهام الموكلة إليها قانونا أو التي تأمر بها‬
‫المحكمة‪ ،‬وفيما يلي بعض اختصاصات هيئة كتابة الضبط على سبيل المثال ال الحصر‪:‬‬
‫‪ ‬حضور الجلسات و تحرير محاضرها ؛‬
‫‪ ‬القيام بالتبليغات التي ينص عليها القانون في المادتين المدنية والجنائية؛‬
‫‪ ‬القيام بمهام التنفيذ؛‬
‫‪ ‬الحضور في المعاينات واإلجراءات القضائية التي يتطلبها سير الدعوى؛‬

‫‪ -122‬القرار رقم ‪ ،114-73‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1310‬بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪ ،4773‬ص‪.151‬‬


‫‪136‬‬
‫‪ ‬تلقي المقاالت أو التصريحات االفتتاحية للدعاوى طبقا للفصل ‪ 19‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى تنظيم قرار وزير العدل الصادر في ‪ 9‬شتنبر ‪ 9129‬لمهام رئيس‬
‫كتابة الضبط ورئيس كتابة النيابة العامة في المادة الرابعة‪:‬‬

‫" يعهد إلى رئيس كتابات الضبط ورئيس كتابات النيابة العامة بمهام التسيير والمراقبة‬
‫وتنسيق أعمال كتابات الضبط تحت إشراف رئيس المحكمة أو رئيس النيابة العامة كل حسب‬
‫اختصاصه‪".‬‬

‫‪137‬‬
‫نماذج لالمتحانات‪:‬‬

‫امتحان ‪8‬‬

‫السؤال األول ‪ :‬رفع كمال تاجر التجهيزات المنزلية دعوى ضد فرح لمطالبتها بأداء ‪ 81111‬درهم ثمن المشتريات‬
‫التي اقتنتها لمنزلها ‪ .‬ما هي المحكمة المختصة بالنظر في القضية؟‬

‫الجواب‪.............................................................................................................................‬‬

‫التعليل‪.....................................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................................‬‬
‫‪ .....................................................................................................................................‬السؤال‬
‫الثاني‪ -:‬في القضية أعاله‪ ،‬هل يمكن سلوك الطعن بالنقض؟‬

‫الجواب‪.............................................................................................................................‬‬

‫التعليل‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................................‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬ما هي المحكمة المختصة بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين‬
‫بظهير شريف أو بمرسوم ؟‬

‫الجواب‪.......................................................................................................................‬‬
‫التعليل‪................................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬

‫السؤال الرابع‪:‬تحدث باختصار عن مستجدات مشروع قانون التنظيم القضائي بالمغرب بخصوص محكمة‬
‫النقض‬

‫‪138‬‬
‫امتحان ‪9‬‬

‫السؤال األول‪ :‬اشترى التاجر سعيد شقة من جمال التاجر في مجال العقارات وذلك بنية بيعها بعد ذلك‬
‫وتحقيق ربح‪ ،‬غير أنه رفض أداء المتبقي من الثمن المتمثل في ‪ 82111‬درهما‪ .‬يريد جمال مطالبة سعيد‬
‫بهذا المبلغ‪ - ،‬أوال‪ :‬ما هي المحكمة المختصة للنظر في هذا النزاع ؟‬

‫الجواب‪....................................................................................................................:‬‬

‫التعليل‪......................................................................................................................:‬‬
‫‪........................................................................................................................‬‬

‫‪ -‬ثانيا هل يمكن لتاجر العقارات الطعن بالنقض في الحكم ؟‬


‫الجواب‪....................................................................................................................:‬‬
‫التعليل‪......................................................................................................................:‬‬
‫‪........................................................................................................................‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬بالنسبة لدعوى الطالق‪ ،‬هل المسطرة شفوية أم كتابية؟‬
‫الجواب‪.......................................................................................................................‬‬
‫التعليل‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬اذكر مستجدات مشروع قانون التنظيم القضائي بخصوص المحاكم االبتدائية(على شكل‬
‫نقط بدون‬
‫تفصيل)‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫‪139‬‬
‫امتحان ‪4‬‬

‫السؤال األول‪ :‬لم يحصل األجير محمد على أجرته الشهرية المتمثلة في ‪ 4111‬درهم‪.‬‬

‫‪ -8‬فهل يمكن أن يلجأ لقاضي القرب ليطلب من مشغله أداء أجرته؟‬

‫الجواب‪................................................................................................................‬‬
‫التعليل‪.................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪ -9‬هل يمكن استئناف الحكم الصادر في القضية المذكورة أعاله أمام محكمة االستئناف؟‬
‫الجواب‪..................................................................................................................‬‬

‫التعليل‪.................................................................................................................‬‬

‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................................‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬وقعت جريمة إرهابية بمدينة وجدة‪ ،‬ما هي المحكمة المختصة للنظر فيها؟‬
‫الجواب‪..................................................................................................................‬‬
‫التعليل‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬ما هي مظاهر تكريس استقالل النيابة العامة بالمغرب(اذكرها مختصرة على شكل نقط‬
‫بدون‬
‫تفصيل)‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬

‫‪140‬‬
‫امتحان ‪3‬‬

‫السؤال األول‪ :‬صدر حكم انتهائي في طلب المكري بمراجعة السومة الكرائية‪ ،‬هل يمكن الطعن بالنقض‬
‫في هذا الحكم؟‬

‫الجواب‪.....................................................................................................................‬‬

‫التعليل‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬هل حضور النيابة العامة إلزامي في الدعوى المتعلقة ‪ -8‬الجنسية ‪ -9‬تنازع االختصاص؟‬

‫الدعوى األولى‪...........................................................................................................‬‬

‫الدعوى الثانية‪...........................................................................................................:‬‬

‫التعليل‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬هل يبت قاضي فرد أم هيئة جماعية في دعوى الطالق؟‬
‫الجواب‪.......................................................................................................................‬‬

‫التعليل‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................................‬‬

‫السؤال الرابع‪:‬اذكر مستجدات القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة (على شكل نقط بدون‬
‫تفصيل)‬
‫‪.................................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................................‬‬

‫‪141‬‬

You might also like