Professional Documents
Culture Documents
التنظيم القضائي
السنة 9191-9182
1
مقدمة
عرف المغرب عدة نظم قضائية عبر التاريخ ،ومنذ دخول المغاربة إلى اإلسالم
بالخصوص ،برز تطبيق المذهب المالكي أمام القضاء سواء في مجال العبادات أو المعامالت،
إلى جانب تطبيق بعض األعراف المحلية التي تختلف من منطقة ألخرى ،فضال عن وجود
المحكمة العبرية التي تختص بالنظر في المنازعات المتعلقة باألحوال الشخصية لليهود ،ومع
ظهور القوى االست عمارية الكبرى التي أصبحت تبسط هيمنتها على المغرب شيئا فشيئا برزت
للوجود المحاكم القنصلية ابتداء من القرن التاسع عشر مع ظهور نظام االمتيازات الذي مهد
لبسط الحماية على المغرب سنة .9191
وابتداء من هذه السنة ،أحدثت بالمغرب محاكم جديدة في كافة المناطق المستعمرة من
طرف فرنسا في المنطقة الوسطى ،ومن طرف اسبانيا في المناطق الشمالية ،فضال عن محاكم
الدول األجنبية في منطقة طنجة الدولية ،وعلى رأسها محاكم الصلح والمحاكم االبتدائية ومحاكم
االستئناف ،والتي تعايشت إلى جانب النظم القضائية التي كانت سائدة قبل الحماية إلى أن حصل
المغرب على استقالله ،حيث بدأ ورش اإلصالحات الكبرى للقضاء الذي ما زال مفتوحا إلى
اليوم.
وقد توجت سنة 9191بصدور قانون جديد بشأن التنظيم القضائي (قانون 91يوليوز
9191المعدل لظهير 12يناير )9121وقانون المسطرة المدنية الجديد الصادر في 12شتنبر
،9191وقد أنشأ هذا اإلصالح محاكم الجماعات والمقاطعات والتي يتم اختيار حكامها من فئة
معينة من المواطنين للبت في القضايا البسيطة وفق إجراءات مبسطة بأحكام غير قابلة للطعن
إال في حاالت استثنائية.
2
وأصبح التنظيم القضائي مكونا من محاكم الجماعات والمقاطعات والمحاكم االبتدائية
ومحاكم االستئناف والمجلس األعلى.
وابتداء من سنوات التسعينات ،بدأت األوراش الكبرى ببالدنا على جميع المستويات
االقتصادية والسياسية واالجتماعية ،وقد أدخل المغرب عدة إصالحات على مستوى التنظيم
القضائي ،ويظهر بالخصوص في إحداث نوعين جديدين من المحاكم المتخصصة ،بغرض
تكريس دولة الحق والمؤسسات وسيادة القانون ،بحكم أن إصالح قطاع العدل ركيزة أساسية
لتحفيز االستثمار والتنمية ببالدنا ،فأحدثت المحاكم اإلدارية بتاريخ 91شتنبر 9111ثم تلتها
المحاكم التجارية بتاريخ 91فبراير .9119
وتجدر اإلشارة إلى أن سنة 1199عرفت صدور تغييرات جوهرية على مستوى التنظيم
القضائي ،فقد أعلن الدستور الجديد عدم إمكانية إحداث المحاكم االستثنائية وبموجب ذلك،
ألغيت المحكمة العليا المحدثة للبت في الجنايات والجنح المرتكبة من أعضاء الحكومة أثناء
ممارسة مهامهم.
ومن بين التعديالت الهامة أيضا ،اإلصالح الذي أدخله المشرع المغربي في شهر أكتوبر
، 1199حيث حلت أقسام قضاء القرب المحدثة بالمحاكم االبتدائية محل محاكم الجماعات
والمقاطعات وذلك للبت في القضايا البسيطة التي تستلزم إجراءات سريعة.
كذلك تم إحداث غرف استئنافية بالمحاكم االبتدائية للبت في القضايا التي ال تتجاوز
11111درهم بهدف تقريب المواطنين من القضاء بموجب القانون 11-91الصادر في 99
غشت ،11199كما تم إحداث أقسام الجرائم المالية بمحاكم االستئناف المحددة دوائر نفوذها
بمرسوم بمقتضى القانون رقم 12-91المغير والمتمم لقانون المسطرة الجنائية.
1القانون رقم 01.43الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.44.411بتاريخ 41من رمضان 41( 4101أغسطس ،)1344الجريدة
الرسمية عدد 5715بتاريخ 1شوال 5( 4101سبتمبر ،)1344ص .1011
3
ورغم إنشاء عدة محاكم متخصصة ،فإن المشرع المغربي بقي وفيا لمبدأ وحدة القضاء
لوجود محكمة نقض واحدة تنظر في نقض جميع األحكام االنتهائية الصادرة عن محاكم المملكة
بغض النظر عن نوعها عادية أو متخصصة في القضايا التجارية أو اإلدارية.
ونظرا لهذه اإلصالحات الكثيرة والجوهرية التي أدخلها المشرع المغربي ،وتنفيذا
لتوصيات ميثاق إصالح منظومة العدالة ،فقد كان لزاما تعديل ظهير التنظيم القضائي ،فقامت
وزارة العدل بإعداد مشروع القانون رقم 12.91يتعلق بالتنظيم القضائي والذي وافق عليه
مجلس النواب في 9يونيو ،1192وصادق عليه مجلس المستشارين مع إدخال بعض التعديالت
في 9يونيو ،1192ثم أحيل على مجلس النواب الذي وافق عليه في 92دجنبر 1192بعد
إدخال تعديالت جديدة عليه ،وعوض نشره في الجريدة الرسمية أحالته الحكومة على المحكمة
بعدم مطابقة بعض مقتضياته 2
الدستورية ،والتي أصدرت قرارها في 2فبراير 1191
للدستور ،مما جعله يتأخر في الصدور إلى حدود اليوم.
إال أن مشروع القانون جدير بالدراسة والتحليل ،فهناك عدة أمور حسم فيها ،وهناك
بعض النقط التي سيتم إعادة النظر فيها ،ولذلك سنتناول دراسة قانون التنظيم القضائي الحالي
مع مقارنته بمشروع القانون 12-91في ضوء قرار المحكمة الدستورية.
وسنقتصر في هذه الدراسة على تناول المحاكم المنصوص عليها في الفصل األول من
قانون التنظيم القضائي 3واختصاصاتها (الباب األول) ،ثم نتعرض لدراسة الفئتين األساسيتين
-2قـرار المحكمة الدستورية رقـم 47/17 :م.د الصادر على إثر رسالة اإلحالة المسجلة بأمانتها العامة في 41يناير ،1347
التي يطلب بمقتضاها السيد رئيس الحكومة من المحكمة الدستورية مطابقة القانون رقم 01.45المتعلق بالتنظيم القضائي
للدستور .قرار منشور بموقع المحكمة الدستورية
https://www.cour-
constitutionnelle.ma/ar/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D9%82%D8%B1%D8
%A7%D8%B1-8919
3الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 4 .11.001بتاريخ 11جمادى الثانية 45( 4071يوليوز )4711كما تم تعديله وتتميمه يتعلق
بالتنظيم القضائي للمملكة.
4
المشكلتين للمحاكم ،وهم القضاة وموظفي كتابة الضبط (الباب الثاني) ،وقبل ذلك يجدر التطرق
في فصل تمهيدي إلى القواعد التي تنظم سير العدالة أو ما يسمى بمبادئ التنظيم القضائي.
والجدير بالذكر أن الفصل األول من ظهير التنظيم القضائي 4للمملكة ينص على ما
يلي:
4الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 4 .11.001بتاريخ 11جمادى الثانية 45( 4071يوليوز )4711كما تم تعديله وتتميمه يتعلق
بالتنظيم القضائي للمملكة.
5
الفصل التمهيدي :قواعد سير العدالة
ويطلق على هذه القواعد أيضا المبادئ األساسية للقضاء ،وقد ارتأينا تسميتها بقواعد
سير العدالة لورودها كذلك في الدستور المغربي لسنة .1199
وتهدف هذه القواعد إلى توفير ضمانات للمتقاضين عبر ترسيخ حقوق الدفاع ،وتيسير
ولوج المواطنين إلى العدالة .ويتعلق األمر بالقواعد التالية:
من الحقوق المضمونة دستوريا لكل شخص الحق في التقاضي للدفاع عن حقوقه وعن
مصالحه التي يحميها القانون .5ومن المبادئ األساسية المقررة في التشريع المغربي التي تخول
6
للشخص الحصول على حقوقه مبدأ التقاضي على درجتين ،ويقصد به أن كل طرف يمكنه بعد
أن يعرض نزاعه على محاكم الدرجة األولى (سواء االبتدائية ،التجارية ،اإلدارية) أن يطعن
في حكم هذه األخيرة باالستئناف أمام محاكم الدرجة الثانية (محاكم االستئناف ،محاكم
االستئناف التجارية ،محاكم االستئناف اإلدارية) ،وهو طريق من طرق الطعن التي تسمح
لنفس األطراف بالتقاضي أمام محكمتين على التوالي بخصوص نفس الموضوع ولنفس
األسباب.
ويقتضي إعمال هذا المبدأ ،أن يكون لمحكمة الدرجة الثانية نفس صالحيات محكمة
الدرجة األولى فيما يتعلق بتحقيق النزاع ،وإعادة فحص النزاع من جانبيه الواقعي والقانوني،
ولها أن تأمر بسائر إجراءات التحقيق التي تراها ضرورية.
كما يعتبر مبدأ التقاضي على درجتين من النظام العام ،من حيث أنه ال يمكن للمتقاضين
أن يعرضوا نزاعاتهم مباشرة على محكمة االستئناف ولو اتفقوا على ذلك.6
ويعتبر مبدأ التقاضي على درجتين مبدأ أساسيا في القانون المغربي ،إذ ينص الفصل
911من قانون المسطرة المدنية على أن :استعمال الطعن باالستئناف حق في جميع األحوال
عدا إذا قرر القانون خالف ذلك .إال أنه حق نسبي ال يهم جميع القضايا.ومن بين االستثناءات
على هذا المبدأ ،عدم جواز استئناف بعض األحكام كما هو شأن القضايا الزهيدة التي ال تتجاوز
قيمتها خمسة آالف درهم ،7التي ينظر فيها قضاء القرب والتي ال تقبل االستئناف وال أي طعن.8
ومن االستثناءات أيضا نذكر الحاالت التي تكون فيها محكمة الدرجة الثانية مختصة ابتدائيا
أي أن محكمة الدرجة األولى لن يعرض عليها النزاع ،كاختصاص محكمة االستئناف بالنظر
6التعريف بأطروحة لنيل دكتوراه الدولة ،عبد العزيز حضري ،القواعد الموضوعية الستئناف األحكام المدنية في التشريع الم ربي،
مساهمة في نظرية جديدة لنظام الطعن باالستئناف ،مقال منشور بمجلة الحقوق الم ربية عدد رقم 4سلسلة األعداد الخاصة تحت
عنوان :قانون المسطرة المدنية في العمل الفقهي واالجتهاد القضائي ،فبراير ،1337مطبعة األمنية ،الرباط ،ص.110.
باستثناء اإلل اء الذي تنظر فيه المحكمة االبتدائية ،انظر المادة 43من قانون قضاء القرب الصادر في 41غشت .1344 7
8هناك استثناء آخر على مبدأ التقاضي على درجتين ،وينص عليه الفصل 14من قانون المسطرة المدنية بشأن القضايا االجتماعية،
إذ اعتبر أحكام المحاكم االبتدائية المتعلقة بالنزاعات الناشئة عن تطبيق ال رامة التهديدية المقررة في التشريع الخاص بالتعوي عن
حوادث الش ل واألمرا المهنية انتهائية ولو كان مبلغ الطلب غير محدد.
7
في الطعون المقدمة ضد المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة وفي انتخاب النقيب ومجلس
الهيئة.
وهذا ما جعل بعض الفقه يعلق على هذه االستثناءات التشريعية بأنها تضرب مبدأ
التقاضي على درجتين في العمق ،ألنها تمس األساس الذي بنيت عليه وهو ضمان نظر النزاع
الواحد مرتين أمام محكمتين إحداهما ابتدائية واألخرى انتهائية.9
عرف مبدأ القضاء الفردي والجماعي عدة تغيرات في القانون المغربي ،فقد كان القضاء
الفردي هو المعمول به في القضاء المغربي قبل الحماية ،ثم بدأ العمل بالقضاء الجماعي في
المغرب أمام المحاكم االبتدائية بعد فرض الحماية ،وبعدها كرس في المحاكم اإلقليمية التي
حلت محل المحاكم االبتدائية إلى حين صدور ظهير التنظيم القضائي الصادر في 91يوليوز
9191الذي أقر مجددا مبدأ القضاء الفردي أمام المحاكم االبتدائية ،فنص الفصل الرابع منه
على عقد جلساتها بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط.10
وبموجب التغيير الذي أدخله القانون الصادر في 91شتنبر 119111على ظهير التنظيم
القضائي ،تراجع المشرع المغربي عن العمل بالقضاء الفردي أمام المحاكم االبتدائية التي أصبحت
تعقد جلساتها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس ،بمساعدة كاتب الضبط مع مراعاة
9التعريف بأطروحة لنيل دكتوراه الدولة ،عبد العزيز حضري ،القواعد الموضوعية الستئناف األحكام المدنية في التشريع الم ربي،
مساهمة في نظرية جديدة لنظام الطعن باالستئناف ،مقال منشور بمجلة الحقوق الم ربية ،م ،س ،ص.111 ،
- 10تجدر اإلشارة إلى عمل محاكم الجماعات والمقاطعات بمبدأ الحاكم الفردي قبل أن يتم إل اؤها وإحالل قضاء القرب محلها ،حيث
كانت تعقد جلساتها بحاكم منفرد يساعده كاتب للضبط أو كاتب كما نصت على ذلك الفقرة الثانية من الفصل الثاني من الظهير الشريف
بمثابة قانون رقم 4 .11 .007الصادر في 45يوليوز 4711الموافق ل 11جمادى الثانية 4071المتعلق بتنظيم محاكم الجماعات
والمقاطعات وتحديد اختصاصها.
- 11الظهير الشريف رقم 4 .70 .135الصادر بتاريخ 43شتنبر 4770بمثابة قانون يتعلق بت يير ظهير التنظيم القضائي(المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 1113بتاريخ 45شتنبر .4770
8
االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى نصوص خاصة .واستثناء من القاعدة تعقد هذه
المحاكم جلساتها بحضور قاض منفرد في القضايا التالية:
الطلبات التي يسند فيها الفصل 91من قانون المسطرة المدنية -
االختصاص ابتدائيا و انتهائيا إلى المحاكم االبتدائية؛
الطلبات الرامية إلى إصدار تصريح قضائي بازدياد أو وفاة؛ -
قضايا حوادث الشغل و األمراض المهنية12؛ -
قضايا األحداث؛ -
المخالفات المعاقب عليها بغرامة و التي يسند فيها قانون المسطرة -
الجنائية االختصاص إلى المحاكم االبتدائية.
و يساعد المحكمة و هي تبت في قضايا نزاعات الشغل أربعة مستشارين تحدد طريقة
تعيينهم بمقتضى مرسوم.
- 12كان التعديل الصادر بتاريخ 43شتنبر 4770ينص فقط على العمل بالقضاء الفردي في بع قضايا حوادث الش ل واألمرا
المهنية ،إلى حين صدور التعديل الصادر في 11نونبر 1333الذي كرس مبدأ القضاء الفردي في كل قضايا حوادث الش ل واألمرا
المهنية ،قانون م ير ومتمم للقانون المتعلق بظهير التنظيم القضائي(المنشور بالجريدة الرسمية عدد 1151في 14دجنبر ،1333
ص.0141.
- 13ظهير شريف رقم 4 .30 .411صادر في 41من رمضان 44( 4111نونبر )1330بتنفيذ القانون رقم 45 .30المتعلق بت يير
الظهير الشريف رقم 4. 11 .001الصادر في 11من جمادى اآلخرة 45 ( 4071يوليوز )4711المعتبر بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم
القضائي للمملكة.
9
الجنح المعاقب عليها بأكثر من سنتين حبسا و التي يسند قانون -
المسطرة الجنائية االختصاص فيها إلى المحاكم االبتدائية.
وحسب آخر التعديالت بخصوص هذه النقطة ،اعتمد القانون الجديد رقم 14 11 .91مبدأ
القضاء الفردي بالنسبة للمحاكم االبتدائية ،مع بعض االستثناءات القليلة التي تتعلق حسب أحكام
15
الفصل الرابع من هذا القانون بالدعاوى العقارية العينية والمختلطة وقضايا األسرة والميراث
،التي يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس ،و بمساعدة كاتب الضبط" .كما أن
المحكمة االبتدائية تعقد جلساتها بهيئة جماعية حين تبت كدرجة استئنافية حسب الفصل الخامس
من ظهير التنظيم القضائي.
كما تم إقرار القضاء الفردي أيضا بموجب القانون رقم 1611 .91المتعلق بتنظيم قضاء
القرب و تحديد اختصاصاته الذي حل محل محاكم الجماعات والمقاطعات ؛ حيث نصت الفقرة
الثانية من المادة الثانية من هذا القانون على أن الجلسات تعقد بقاض منفرد بمساعدة كاتب
للضبط و بدون حضور النيابة العامة.
ومقابل هيمنة القضاء الفردي على مستوى المحاكم االبتدائية ،فإن مبدأ القضاء الجماعي
هو السائد أمام محاكم االستئناف والمحاكم التجارية واإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية
والتجارية والتي تعقد جلساتها وتصدر قراراتها من طرف ثالثة قضاة ،أما بالنسبة لمحكمة
النقض ،فإن عدد قضاة هيئة الحكم أكثر عددا ،حيث ينص الفصل 99من قانون التنظيم
القضائي على انعقاد جلساتها بخمسة قضاة.
- 14القانون رقم 01.43الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.44.411بتاريخ 41من رمضان 41( 4101أغسطس ،)1344
الجريدة الرسمية عدد 5715بتاريخ 1شوال 5( 4101سبتمبر ،)1344ص .1011
- 15تستثنى دعاوى النفقة التي يبت فيها قا فرد من قضايا األسرة والميراث التي تكون فيها التشكيلة جماعية.
-16القانون رقم 11.43المتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.44.454بتاريخ
41من رمضان 41( 4101أغسطس )1344؛ الجريدة الرسمية عدد 5715بتاريخ 1شوال 5( 4101سبتمبر ،)1344ص .071
10
فقد أقرت المادة الرابعة من القانون رقم 11-11المحدث للمحاكم التجارية 17مبدأ القضاء
الجماعي :تعقد المحاكم التجارية و محاكم االستئناف التجارية جلساتها و تصدر أحكامها و هي
متركبة من ثالثة قضاة من بينهم رئيس ،يساعدهم كاتب ضبط ،ما لم ينص القانون على خالف
ذلك.
كما اعتمد نفس المبدأ بالنسبة للمحاكم االبتدائية اإلدارية بنص المادة الخامسة من القانون
رقم 19.11المحدث بموجبه محاكم إدارية" :18تعقد المحاكم اإلدارية جلساتها و تصدر أحكامها
عالنية و هي متركبة من ثالثة قضاة يساعدهم كاتب ضبط."...
كذلك يعمل بالقضاء الجماعي على صعيد محاكم االستئناف اإلدارية بموجب المادة الثالثة
من القانون رقم 21 .11المحدث لها ":19تعقد محاكم االستئناف اإلدارية جلساتها و تصدر
قراراتها عالنية ،و هي متركبة من ثالثة مستشارين من بينهم رئيس يساعدهم كاتب ضبط.
كما تعقد محاكم االستئناف الجلسات في جميع القضايا وتصدر قراراتها عن طريق هيئة
مكونة من ثالثة مستشارين وبمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك،
ويتعلق األمر بالحاالت التي يبت فيها خمس قضاة ،كما هو شأن غرفة الجنايات االستينافية،20
وكما في حالة الطعون المرفوعة ضد القرارات الصادرة عن مجلس هيئة المحامين وكذلك في
انتخاب النقيب ومجلس الهيئة ،حيث تبت فيها غرفة المشورة بخمس قضاة حسب المادة 11
من القانون المنظم لمهنة المحاماة.
-17ظهـير شريف رقم 4.71.15صـادر في 1شـوال 41(4141فبراير )4771بتنفيذ القانون رقم 50.75القاضي بإحداث محاكم
تجارية ،الجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ 1محرم 45( 4141ماي ،)4771ص4414
11
والجدير بالذكر أنه تم تعزيز عدد قضاة محكمة النقض إلى خمسة قضاة ،حيث نص
الفصل 99من ظهير التنظيم القضائي :تعقد محكمة النقض جلساتها وتصدر قراراتها من
طرف خمسة قضاة بمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
يعتبر القضاء مرفقا عموميا مجانيا ،أي أن الدولة هي التي تتولى أداء أجور القضاة
ولذلك يتمتع جميع المواطنين بغض النظر عن ثرواتهم ووضعيتهم االجتماعية بمجانية
التقاضي.
12
ولهذه األسباب ،وضع المشرع نظام المساعدة القضائية 21من أجل إعفاء الفقراء من أداء
الرسوم القضائية والحصول على مؤازرة محام بشكل مجاني .وبالنسبة ألتعاب المحامي فقد
عمل المغرب في البداية بنظام المساعدة المجانية ،إلى حين صدور قانون المحاماة في 11
الذي نص على تقاضي المحامي المعين ،في نطاق المساعدة القضائية، 22
أكتوبر 1112
ألتعابه من الخزينة العامة ،ويحدد نص تنظيمي 23مبلغها وطريقة صرفها.
وتشمل المساعدة القضائية كل مراحل التقاضي سواء على مستوى محاكم الدرجة األولى
أو الثانية أو في مرحلة النقض .ولالستفادة من المساعدة القضائية ،يجب على الطرف المعني
التقدم بطلب إلى مكتب المساعدة القضائية المحدث بالمحكمة المختصة بالنزاع الذي يرأسه
ممثل النيابة العامة بعد اإلدالء بالوثائق المطلوبة التي تثبت عسره وعدم قدرته على تحمل
-21المرسوم الملكي رقم 541.15بتاريخ 41رجب ( 4011فاتح نونبر )4711بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية؛الجريدة
الرسمية عدد 1113بتاريخ 0شعبان 41( 4011نونبر )4711؛ ص 1017؛ كما تم ت ييره وتتميمه.
- 22ظهير شريف رقم 4.31.434صادر في 13من شوال 13( 4117أكتوبر )1331بتنفيذ القانون رقم 11.31المتعلق بتعديل
القانون المنظم لمهنة المحاماة ،الجريدة الرسمية عدد 5113بتاريخ 1ذو القعدة 1( 4117نوفمبر ،)1331ص .1311
- 23أنظر المرسوم رقم 1.45.134الصادر في 47من ربيع األول 04( 4101ديسمبر )1345بتطبيق الفقرة الثانية من المادة 14
من القانون رقم 11.31المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة؛ الجريدة الرسمية عدد 1104بتاريخ 1ربيع
اآلخر 41( 4101يناير ،)1341ص .051
المادة األولى
"تطبيقا للفقرة الثانية من المادة 14من القانون رقم 11.31المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة ،يحدد قانون المالية لكل سنة،
في ميزانية الوزارة المكلفة بالعدل ،االعتمادات المالية لت طية المبالغ المعتبرة بمثابة مصاريف مدفوعة من طرف المحامين مقابل
الخدمات التي يقدمونها في إطار المساعدة القضائية".
المادة الثانية
"يتم صرف االعتمادات المالية السنوية المرصودة برسم المساعدة القضائية ،عبر تفويضها من طرف الوزير المكلف بالعدل لآلمرين
المساعدين بالصرف ،بعد التشاور مع هيئات المحامين،لت طية تكاليف الخدمات المقدمة من طرف المحامين لتوزيعها على مختلف
هيئات المحامين بالم رب".
المادة الثالثة
"تحدد المبالغ المستحقة المشار إليها في المادة األولى أعاله لفائدة المحامي المعين في نطاق المساعدة القضائية ،المنصوص عليها في
الفقرة الثانية من المادة 14من القانون المنظم لمهنة المحاماة المشار إليه كما يلي:
1533 -درهم فيما يخص القضايا المعروضة أمام محكمة النف ؛
1333 -درهم فيما يخص القضايا المعروضة على محاكم االستئناف؛
4533 -درهم فيما يخص القضايا المعروضة على المحاكم االبتدائية.
يمكن مراجعة هذا التحديد على رأس كل سنتين بموجب قرار مشترك للوزير المكلف بالعدل والوزير المكلف بالمالية بعد استشارة
هيئات المحامين".
13
المصاريف القضائية ،وإذا رغب هذا المتقاضي االستمرار في االستفادة من اإلعفاء ،عليه
التقدم بطلبه أمام المحكمة الموالية التي ستنظر في القضية.
وهناك فئات من األشخاص معفيين من تقديم هذا الطلب ،ألنها تستفيد بقوة القانون من
المساعدة القضائية كاألجراء في القضايا االجتماعية طبقا للمادة 191من قانون المسطرة
المدنية 24التي نصت على استفادة العامل مدعيا أو مدعى عليه أو ذوي حقوقه من المساعدة
القضائية بحكم القانون في كل دعوى بما في ذلك االستيناف .وتسري آثار مفعول المساعدة
القضائية بحكم القانون على جميع إجراءات تنفيذ األحكام القضائية.
أما في مرحلة النقض ،فيتعين على العامل إيداع طلب المساعدة القضائية بكتابة ضبط
محكمة النقض ،وحسب المادة 112من ق.م.م يوقف أجل الطعن ابتداء من إيداع هذا الطلب
ويسري هذا األجل من جديد من يوم تبليغ مقرر مكتب المساعدة القضائية للوكيل المعين تلقائيا
ومن يوم تبليغ قرار الرفض للطرف المعني باألمر عند اتخاذه.
وعلى الرغم من استفادة العامل من المساعدة القضائية بحكم القانون ،إال أن القاضي
يجب أن يشعر نقيب المحامين لتعيين المحامي الذي سينوب في القضية ،ألن الفصل 1من
ق.م.م ال يشمل هذه الدعاوى بحيث ال تحال على وكيل الملك الذي يظل جاهال لوجودها.25
كما ينص الفصل الثاني من القانون المنظم للمصاريف القضائية كما تم تغييره
وتتميمه26على حاالت أخرى لإلعفاء بحكم القانون من أداء الرسوم القضائية ،ومن بينها
الطلبات المتعلقة بالنفقة وكل الدعاوى المتعلقة باألحوال الشخصية التي تقدمها النساء المطلقات
أو المهجورات واإلجراءات المتمتعة بالمجانية بناء على نصوص خاصة ومن بين هذه
-24ظهير شريف بمثابة قانون رقم 4.11.111بتاريخ 44رمضان 11( 4071شتنبر )4711بالمصادقة على نص قانون
المسطرة المدنية ،كما تم تعديله.
25أدولف رييولط ،قانون المسطرة المدنية في شروح ،تعريب وتحيين ادريس ملين ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات
القضائية ،دار نشر المعرفة ،الرباط ،4771 ،ص.141.
-26هذا القانون تم ت ييره وتتميمه عدة مرات بعدة قوانين خاصة قوانين المالية منها القانون الصادر في 11أبريل 4711بمثابة قانون
المالية لسنة 4711وقانون المالية لسنة ،1330أنظر إصدارات مركز الدراسات وأبحاث السياسة الجنائية ،سلسلة نصوص قانونية،
دجنبر ، 1343العدد ،7ص.7 ،
14
النصوص الفصل 2من القانون الصادر في 99غشت 1199الذي يقضي بمجانية المسطرة
أمام قضاء القرب والفصل 11من القانون 19-11المحدث للمحاكم اإلدارية الذي يعفى طلب
اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي.
ويتحمل المصاريف القضائية من أقام الدعوى ،وتحكم المحكمة على من خسر الدعوى
مبدئيا بصائرها ،وذلك طبقا للمادة 911من قانون المسطرة المدنية" :يحكم بالمصاريف على
كل طرف خسر الدعوى سواء كان من الخواص أو إدارة عمومية.
ويجوز الحكم بحسب ظروف القضية بتقسيم المصاريف بين األطراف كال أو بعضا".
يعد مبدأ علنية الجلسات من قواعد سير العدالة التي نص عليها الدستور المغربي لسنة
1199في فصله : 911تكون الجلسات علنية ،ماعدا الحاالت التي يقرر فيها القانون خالف
ذلك.
ويقصد بمبدأ علنية الجلسات أن مناقشات القضايا تكون في جلسة مفتوحة للعموم .ويعتبر
من بين المبادىء التي تضمن عدالة األحكام الصادرة عن القضاء وحماية حقوق المتقاضين،
ألن هذا المبدأ يمكن كل شخص من غير أطراف الدعوى واألطراف ووكالئهم من الحضور
في الجلسات ،مما يسمح لهم بمراقبة عمل القضاة وتتبع مجريات سير الدعوى فضال على
الحرص على عدم تحيز القضاة ألحد األطراف.
وقد أكد المشرع المغربي على هذا المبدأ في عدة نصوص قانونية ،ففي قانون المسطرة
المدنية بخصوص المحاكم االبتدائية جاء في الفصل 11منه على أنه" :تكون الجلسات علنية
إال إذا قرر القانون خالف ذلك.
15
لرئيس الجلسة سلطة حفظ النظام بها ويمكنه أن يأمر بأن تكون المناقشة في جلسة سرية
إذا استوجب ذلك النظام العام أو األخالق الحميدة" .وهو المبدأ المعمول به أمام قضاء القرب
بدون إقرار أي حالة استثنائية بموجب الفقرة األولى من المادة السابعة من القانون رقم .91
11السالف الذكر ":تكون جلسات أقسام قضاء القرب علنية".
أما بخصوص محاكم اإلستئناف ،فقد جاء في المادة 111من قانون المسطرة المدنية
التأكيد على نفس المبدأ ":تكون الجلسات علنية ،إال أنه يجوز للمحكمة أن تأمر بعقدها سرية
إذا كانت علنيتها خطيرة بالنسبة للنظام العام أو لألخالق الحميدة.
كما نصت المادة 191من قانون المسطرة المدنية على العمل بهذا المبدأ أمام محكمة
النقض" تكون جلسات محكمة النقض علنية عدا إذا قررت المحكمة سريتها ".
ويؤخذ بنفس المبدأ سواء على مستوى المحاكم اإلدارية ،حيث جاء في الفقرة األولى
من الفصل الخامس من القانون رقم 19 .11المحدث بموجبه محاكم إدارية" :تعقد المحاكم
اإلدارية جلساتها وتصدر أحكامها عالنية وهي متركبة من ثالثة قضاة يساعدهم كاتب ضبط،
ويتولى رئاسة الجلسة رئيس المحكمة اإلدارية أو قاض تعينه للقيام بذلك الجمعية العمومية
السنوية لقضاة المحكمة اإلدارية ".أو على مستوى محاكم االستئناف اإلدارية ،فقد جاء في
المادة الثالثة من القانون رقم 21-11المحدثة بموجبه محاكم استئناف إدارية " :تعقد محاكم
االستئناف اإلدارية جلساتها وتصدر قراراتها عالنية وهي متركبة من ثالثة مستشارين من
بينهم رئيس يساعدهم كاتب ضبط".
أما بالنسبة للمحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية ،فال ينص القانون المحدث لها
رقم 11 .11على هذا المبدأ بشكل صريح ،إال أن الفقرة الثانية من المادة 91منه نصت على
ما يلي :تطبق أمام المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية القواعد المقررة في قانون
المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف ذلك .وهذا ما يعني التقيد بمبدأ علنية الجلسات من
طرف المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية طبقا للقواعد المقررة في قانون المسطرة
المدنية بالنسبة للمحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف.
16
المطلب الخامس :مبدأ شفوية أو كتابية المرافعات
يقصد بمبدأ شفوية المرافعات تمكين األطراف من عرض نزاعهم مباشرة أمام المحكمة
التي تستمع إلى طلباتهم وإلى وكالئهم والشهود والخبراء كما تناقش المحكمة طلبات ودفوعات
وحجج األطراف دون الحاجة إلى تقديمها في شكل مذكرات كتابية.
أما في المسطرة الكتابية فيتم اتخاذ كل اإلجراءات أما المحكمة كتابة ،فال بد لألطراف
أو وكالئهم من كتابة المقال االفتتاحي للدعوى وتقديم كل المذكرات الجوابية والتعقيبية كتابة،
وال يعتد بالمرافعات الشفوية إال إذا كان الغرض منها تقديم توضيحات لهيئة المحكمة
بخصوص الوثائق أو المذكرات التي سبق اإلدالء به كتابة.
وقد كانت المسطرة الشفوية هي السائدة في كافة النظم القضائية ،ألنها تتيح للقاضي
الوصول إلى الحقيقة من خالل االستماع إلى األطراف ودفوعاتهم ومناقشتها ،وهذا ما يعزز
عدالة األحكام الصادرة عن القضاء وحماية مصالح المتقاضين.
إال أن التراكم الكبير للملفات أمام المحاكم ،والتزام القضاة بالبت في القضايا في آجال
معقولة ،لم يعد يسمح بالمناقشات الشفوية التي تتطلب وقتا طويال ،لذا تراجع مبدأ الشفوية أمام
تصاعد تطبيق المسطرة الكتابية أمام جل محاكم المملكة.
فباستثناء بعض القضايا التي يتم فيها سلوك المسطرة الشفوية أمام المحاكم االبتدائية،
فإن المبدأ المعمول به هو المسطرة الكتابية على صعيد كافة محاكم المملكة ،إذ تطبق المسطرة
17
الكتابية أمام محاكم االستئناف 27والمحاكم التجارية 28والمحاكم اإلدارية 29ومحاكم االستئناف
اإلدارية 30ومحاكم االستئناف التجارية 31ومحكمة النقض.32
أما بالنسبة للمحاكم االبتدائية ،فقد كانت المسطرة الشفوية هي السائدة فيها بموجب الفصل
11من قانون المسطرة المدنية الصادرة في 12شتنبر 9191باستثناء بعض القضايا التي
ي تعين فيها سلوك المسطرة الكتابية وهي القضايا التي تكون الدولة والجماعات المحلية
والمؤسسات العمومية طرفا فيها والقضايا المتعلقة بالمسؤولية الناتجة عن الجريمة وشبه
الجريمة والقضايا التي تطبق فيها قواعد القانون البحري أو الجوي والقضايا المدنية العقارية
وقضايا الشركات المدنية والتجارية.
ثم تراجع المشرع المغربي وتبنى المسطرة الكتابية كقاعدة أمام المحاكم االبتدائية
وأصبحت المسطرة الشفوية تطبق في بعض الحاالت االستثنائية الواردة في المادة 11من
قانون المسطرة المدنية التي أصبحت بعد التعديل الذي أدخل بموجب القانون الصادر في 91
شتنبر 9111تنص على تطبيق قواعد المسطرة الكتابية أمام المحاكم االبتدائية باستثناء القضايا
التالية التي تكون فيها المسطرة الشفوية:
- 28أنظر مثال ما جاء في المادة 40من القانون رقم 50-75المذكور :ترفع الدعوى أمام المحكمة التجارية بمقال مكتوب يوقعه محام
مسجل في هيئة من هيئـات المحامين بالم رب.".......
- 29نصت المادة 1من القانون 14-73المنظم لها " :بعد تسجيل مقال الدعوى يحيل رئيس المحكمة اإلدارية الملف حاال إلى قا
مقرر يقوم بتعيينه والى المفو الملكي للدفاع عن القانون والحق المشار إليه في المادة 1أعاله.
ويطبق الفصل 017والفصل 000وما يليه إلى الفصل 001من قانون المسطرة المدنية على اإلجراءات التي يقوم بها القاضي المقرر،
وتمارس المحكمة اإلدارية ورئيسها والقاضي المقرر االختصاصات المسندة بالفصول اآلنفة الذكر على الترتيب إلى محكمة االستئناف
ورئيسها األول والمستشار المقرر بها.
-30أنظر المادة 43و المادة 45من القانون رقم 13-30المحدث محاكم االستئناف اإلدارية.
- 31أنظر مثال ما جاء في المادة 41من القانون رقم 50-75المذكور.
18
-القضايا التي تختص فيها المحاكم االبتدائية ابتدائيا وانتهائيا33؛
-القضايا االجتماعية35؛
كما تطبق المسطرة الشفوية أيض ا أمام أقسام قضاء القرب بموجب المادة السادسة من
القانون رقم 11-91المذكور :" :تكون المسطرة أمام قسم قضاء القرب شفوية."......
33تجدر اإلشارة إلى أن المحاكم االبتدائية كانت تبت ابتدائيا وانتهائيا إلى حدود 0333درهم وابتدائيا مع حفظ حق االستيناف فيما
يتجاوز هذا المبلغ أو إذا كانت قيمة الطلب غير محددة ،غير أنه بصدور القانون 05-43الصادر في 41غشت ،1344الذي غير
الفصل 47من قانون المسطرة المدنية ،أدخل ت يير جوهري بمقتضاه أصبحت المحاكم االبتدائية تبت:
-ابتدائيا ،مع حفظ حق االستيناف أمام غرف االستينافات بالمحاكم االبتدائية ،إلى غاية عشرين ألف درهم ( 20.000درهم)؛
-وابتدائيا ،مع حفظ حق االستيناف أمام المحاكم االستينافية ،في جميع الطلبات التي تتجاوز عشرين ألف درهم ( 20.000درهم)؛
-تبت ابتدائيا طبقا ألحكام الفصل 12أعاله ،مع حفظ حق االستيناف أمام المحاكم االستينافية (ويتعلق األمر بالحاالت التي تكون فيها
قيمة موضوع النزاع غير محددة).
وبالتالي أصبحت المحاكم االبتدائية تنظر ابتدائيا في جل النزاعات مع استثناءات محدودة ومنها الحالة التي وردت في الفصل 14من
ق.م.م وهي النزاعات الناشئة عن تطبيق ال رامات التهديدية المقررة في التشريع الخاص بالتعوي عن حوادث الش ل واألمرا
المهنية فإن األحكام تصدر فيها بصفة انتهائية ولو كان مبلغ الطلب غير محدد.
- 34قضايا النفقة هنا تشمل نفقة الزوجة واألوالد واألبوين حسب ما تنص عليه مدونة األسرة.
المهنية دون نزاعات الش ل التي يلزم فيها سلوك المسطرة الكتابية. تقتصر المسطرة الشفوية على حوادث الش ل واألمرا 35
36تقتصر المسطرة الشفوية على التصريح بالوالدات والوفيات دون قضايا الحالة المدنية األخرى التي يلزم فيها سلوك المسطرة
الكتابية.
19
الباب األول :تنظيم المحاكم واختصاصاتها
حسب الفصل األول من قانون التنظيم القضائي ،يمكن تقسيم المحاكم إلى عادية ،وهي
المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف ومحكمة النقض (الفصل األول) ومحاكم متخصصة وهي
المحاكم التجارية والمحاكم اإلدارية االبتدائية واالستئنافية (الفصل الثاني).
سندرس في هذا الفصل اختصاص المحاكم العادية وتنظيمها ،وسنبدأ بدراسة المحاكم
االبت دائية(الفرع األول) قبل االنتقال إلى محاكم االستئناف(الفرع الثاني) وأخيرا نتناول أعلى
هيئة قضائية بالمغرب ،وهي محكمة النقض(الفرع الثالث).
في إطار إصالح منظومة العدالة بالمغرب ،تم إحداث أقسام قضاء القرب بالمحاكم
لتحل محل محاكم 37
االبتدائية بموجب القانون رقم 11-91الصادر في 99غشت 1199
الجماعات والمقاطعات التي أحدثت في سنة ،9191ويرمي هذا القانون لتحقيق عدة أهداف
من بينها تقريب القضاء من المواطنين وتبسيط المساطر بالنسبة للنزاعات الزهيدة التي ال
تتجاوز 1111درهم.
20
وبالنظر ألهمية إحداث أقسام قضاء القرب بدوائر نفوذ المحاكم االبتدائية ،فسنتطرق
الختصاص هذه األقسام وتنظيمها(المبحث األول) ،وذلك قبل تناول اختصاص المحاكم
االبتدائية(المبحث الثاني) وتنظيم هذه المحاكم (المبحث الثالث).
سندرس بداية اختصاص هذه األقسام (المطلب األول) ،قبل تناول تنظيمها (المطلب
الثاني).
يحدث قضاء للقرب بدوائر نفوذ المحاكم االبتدائية يوزع اختصاصه الترابي على النحو
التالي:
-أقسام قضاء القرب بالمحاك م االبتدائية؛ ويشمل اختصاصها الترابي الجماعات المحلية
الواقعة بالدائرة الترابية لهذه المحاكم؛
-أقسام قضاء القرب بمراكز القضاة المقيمين؛ ويشمل اختصاصها الترابي الجماعات
المحلية الواقعة بالدائرة الترابية لمركز القاضي المقيم.
أما بالنسبة لالختصاص النوعي ،فقد تم تخصيص المادة العاشرة الختصاص قاضي
القرب في المادة المدنية والمواد 91إلى 92الختصاصه في القضايا الجنائية.
21
وهكذا سنتطرق أوال الختصاص قضاء القرب في المادة المدنية (الفقرة األولى) قبل
االنتقال لدراسة اختصاصها في المادة الجنائية(الفقرة الثانية).
تنص الفقرة األولى من المادة العاشرة من القانون ": 11-91يختص قاضي القرب بالنظر
في الدعاوى الشخصية والمنقولة التي ال تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم ،38وال يختص في
النزاعات المتعلقة بمدونة األسرة والعقار والقضايا االجتماعية واإلفراغات.
يختص قاضي القرب بالقضايا التي يكون موضوعها المطالبة بحق شخصي 39شرط
أال تتجاوز قيمتها خمسة آالف درهم .40ويقصد بالحق الشخصي تلك الرابطة القانونية بين
شخصين أحدهما دائن واآلخر مدين ،والتي يحق بمقتضاها للدائن أن يطالب المدين بإعطاء
شيء معين أو القيام بعمل أو باالمتناع عن عمل.
وينحصر اختصاص قضاء القرب في الدعاوى الشخصية دون الدعاوى التي يكون
محلها حقا عينيا 41أيا كانت قيمة النزاع ،كما يمنع عليه النظر كذلك في الدعاوى المختلطة التي
38تنص الفقرات الثانية والثالثة والرابعة من المادة 43على مايلي ":إذا عمد المدعي إلى تجزئة مستحقاته لالستفادة مما يخوله هذا
القانون ال تقبل منه إال المطالب األولية.
إذا قدم المدعى عليه طلبا مقابال فإن هذا الطلب ال يضاف إلى الطلب األصلي لتحديد مبلغ النزاع ويبقى القاضي مختصا بالنسبة للجميع.
في حالة ما إذا تجاوز الطلب المقابل االختصاص القيمي لقضاء القرب أحيل صاحبه على من له حق النظر".
39يعتبر حقا شخصيا بالنسبة للدائن ويسمى التزاما من زاوية المدين ،كحق الدائن في مطالبة المدين بمبلغ من النقود ،وحق المستأجر
في إلزام المؤجر بتمكينه من االنتفاع بالشيء المؤجر.
40على خالف القانون المحدث لمحاكم الجماعات والمقاطعات ،لم يعط القانون رقم 11-43لألطراف إمكانية الرفع من االختصاص
القيمي ألقسام قضاء القرب.
41الحق العيني سلطة مباشرة يخولها القانون لشخص على شيء معين ،كحق الملكية والرهن.
22
تحتوي على شق عيني ،بل تحال هذه القضايا على المحاكم االبتدائية ويبت فيها قضاة غير
قضاة القرب.
كما منع المشرع أيضا قضاء القرب من النظر في قضايا األسرة ،والقضايا االجتماعية
واإلفراغات ،42ويعزى ذلك إلى كون قضاء القرب يهدف إلى البت في القضايا البسيطة
والزهيدة المبلغ وعدم إطالة المساطر بشأنها دون القضايا التي تكتسي أهمية قصوى في
المجتمع كقضايا األسرة والقضايا االجتماعية واإلفراغات ،خاصة أن قاضي القرب يبت في
القضايا التي يختص فيها بحكم غير قابل ألي طريق من طرق الطعن سواء كان عاديا أو
استثنائيا.
وتتمثل في الدعاوى التي تنصب على المنقوالت 43التي ال تتجاوز قيمتها خمسة آالف
درهم ،ويظهر الرفع من قيمة النزاعات التي تدخل في اختصاص قضاء القرب بالمقارنة مع
محاكم الجماعات والمقاطعات التي كانت تنظر في الدعاوى الشخصية والمتقولة التي ال تتجاوز
مع إمكانية رفع اختصاصها إلى 1111درهم باتفاق كتابي يوقعه 44
قيمتها 9111درهم
األطراف.
-42كان المشرع أيضا يستبعد من اختصاص محاكم الجماعات والمقاطعات دعاوى األحوال الشخصية والعقار وفسخ عقود الكراء
التجاري لعدم األداء.
43وهي التي يمكن نقلها من مكان آلخر دون تلف أو ت يير في هيأتها ،وتنقسم إلى منقوالت بطبيعتها ومنقوالت بحسب المآل:
-المنقوالت بطبيعتها هي التي يمكن نقلها من مكان آلخر دون تلف شرط أال يكون عقارا بالتخصيص ،ويستوي أن تكون هذه األشياء
مادية تتحرك من نفسها كالحيوانات أو بفعل قوة خارجية كالجماد ،أو تكون أشياء معنوية كاإلسم التجاري وأفكار المؤلفين والمخترعين.
-المنقوالت بالمآل :هي عقارات بطبيعتها لكنها تأخذ صفة المنقوالت بحسب مصيرها وما ستؤول إليه بعد فترة من الزمن ،ألن نية
المتعاقدين انصرفت إلى فصلها عن مستقرها.
-44كان المشرع أيضا يدخل في اختصاص محاكم الجماعات والمقاطعات النظر في ضمن نفس الشروط والقيمة في طلبات الوفاء
بالكراء وفي طلبات فسخ عقود الكراء غير التجارية لعدم األداء وفي الدعاوى الرامية إلى رفع االحتالل الحال والمانع من االنتفاع بحق
الملكية.
23
وغني عن البيان أن هذه أقسام قضاء القرب ال تختص بالنظر في الدعاوى التي يكون
محلها عقار 45كيفما كانت قيمته ،أي ولو كانت قيمته ال تتجاوز خمسة آالف درهم.
تنص المادة 91من القانون المنظم لقضاء القرب على " يختص قاضي القرب بالبت
في المخالفات المرتكبة من طرف الرشداء المنصوص عليها في المواد الموالية ،ما لم يكن لها
وصف أشد إذا ارتكبت داخل الدائرة التي يشملها اختصاصها الترابي أو التي يقيم بها المقترف"
يعاقب عليها هذا القانون: 46
وهذه المخالفات
-بغرامة تتراوح بين 111و 111درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة 91منه47؛
-بغرامة تتراوح بين 111و 911درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة 92منه48؛
-بغرامة تتراوح بين 111و 9111درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة 99منه49؛
-ال عقار بطبيعته هو كل شيء مستقر بحيزه ثابت فيه ال يمكن نقله من دون تلف أو ت يير في هيئته .وتشتمل على األراضي والبنايات
والنباتات.
-العقار بالتخصيص هو المنقول الذي يضعه مالكه في عقار يملكه رصدا لخدمة هذا العقار واست الله أو يلحقه به بصفة دائمة ،كمالك
أر زراعية يضع في األر آالت وحيوانات قصد خدمة هذه األر واست اللها ،فاألر هنا تضفي صفتها كعقار على تلك
المنقوالت.
46يرجع لهذه المواد لالطالع على هذه المخالفات ،إذ ال يتسع المقام لذكرها فعدد البنود الواردة في هذه المواد يتجاوز 51بندا ،أما
عدد المخالفات فهي أكثر من هذا العدد بكثير ألن كل بند من هذه البنود يشمل أكثر من مخالفة واحدة.
47من بين المخالفات المعاقب عليها في هذه المادة نجد :من ألقى بدون احتياط قاذورات على شخص؛ من قطف ثمارا مملوكة لل ير
وأكلها في عين المكان؛ من ارتكب عالنية قسوة على حيوان مستأنس كان مملوكا له أو ال ،وكذلك من أساء معاملته بالزيادة في حمولته.
48كأمثلة على هذه المخالفات :من عرقل الطريق العمومية بوضعه أو تركه دون ضرورة مواد أو اشياء كيفما كانت تمنع أو تقلل من
حرية أو من أمن المرور؛ من أفسد حفرة أو سياجا أو قطع أغضان سياج أو أزال أعوادا يابسة منه.
49من بين المخالفات المعاقب عليها في هذه المادة نجد :من تعمد عن علم إزالة أو إخفاء أو تمزيق إعالن وضع بمقتضى أمر صادر
عن السلطات اإلدارية المختصة سواء كان ذلك كليا أو جزئيا ،ويعاد من جديد تنفيذ ما تضمنه األمر تنفيذا كامال على نفقة المحكوم
24
-بغرامة تتراوح بين 211إلى 9111درهم بالنسبة للمخالفات الواردة في المادة 92
منه.50
-أن يتعلق األمر بالمخالفات المنصوص عليها في المواد من 91إلى 92من قانون
قضاء القرب؛
-أن يكون المخالف راشدا ،أي أن قضاء القرب ال ينظر في قضايا األحداث؛
-أال يكون للمخالفة وصفا أشد ،ألنه في هذه الحالة ستدخل في اختصاص محاكم أخرى؛
-أن ترتكب المخالفة في الدائرة التي تدخل في االختصاص الترابي لقضاء القرب أو
التي يقيم بها مقترف المخالفة.
عليه؛ من ركب سيارة أجرة وهو يعلم أنه يتعذر عليه مطلقا أن يدفع واجب نقله؛ من استأجر بيتا بفندق أو تناول وجبة بمطعم أو استفاد
من خدمة بمقهى وهو يعلم أنه يتعذر عليه أن يدفع واجب ذلك.
50كأمثلة على المخالفات المنصوص عليها في هذه المادة نجد :كل من قتل أو بتر دون ضرورة حيوانا مستأنسا في ملك ال ير وفي
مكان يملكه أو يكتريه أو يزرعه أو في أي مكان آخر؛ من عيب أو أتلف بأي وسيلة كانت طريقا عمومية أو اغتصب جزءا منها.
25
المطلب الثاني :تنظيم قضاء القرب
سنتناول تأليف قضاء أقسام القرب (الفقرة األولى) ثم نتطرق بعد ذلك لخصوصيات
المسطرة أمامه(الفقرة الثانية).
تنص الفقرة األولى من المادة الثانية من قانون قضاء القرب على أن" :تتألف أقسام قضاء
القرب من قاض أو أكثر وأعوان لكتابة الضبط أو الكتابة".
وتنص المادة الثالثة من قانون قضاء القرب على أن الجمعية العمومية تسند البت في
القضايا التي تندرج ضمن قضاء القرب للقضاة العاملين بالمحاكم االبتدائية ومراكز القضاة
المقيمين.
وفي حالة غياب قاضي القرب أو عند ظهور مانع قانوني يمنعه من البت في الطلب،
يكلف رئيس المحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه ،قاضيا للنيابة عنه وفق ما جاء في المادة
الرابعة من نفس القانون.
وهنا يبدو تجاوز القانون 11-91النتقاد أساسي كان يوجه لحكام الجماعات والمقاطعات
الذين كان جلهم يفتقر للتكوين في المجال القانوني مما كان يؤثر على سالمة 51
المنتخبين
األحكام التي يصدرونها ،أما بالنسبة ألقسام القرب فالقانون نص على تأليفها من قضاة ينتمون
إلى سلك القضاة.
-51حكام محاكم الجماعات والمقاطعات كانوا يعينون إما من بين القضاة ،وإما من أشخاص ال ينتمون لسلك القضاء بل يختارون من
طرف هيئة انتخابية ،ويتم تعيينهم بظهير شريف باقتراح من المجلس األعلى للقضاء.
26
أما أعوان كتابة الضبط فهم موظفون خاضعون لقانون الوظيفة العمومية ،وهم من
مساعدي القضاء إلى جانب الهيآت األخرى كالمحامين والخبراء ،ويسهرون على القيام بعدة
مهام منصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ،منها:
-التوقيع على األحكام إلى جانب القضاة أو القاضي الفرد إذا لم تكن التشكيلة جماعية.
أوال :الشفوية
تنص المادة السادسة من القانون رقم 11-91على أن " :تكون المسطرة أمام أقسام
قضاء القرب شفوية ومجانية ومعفاة من الرسوم القضائية".
52قام القانون رقم 14-13الصادر في 15دجنبر 4713بإحداث هيئة األعوان القضائيين وهي تقوم أيضا بعمليات التبليغ والتنفيذ.
27
من األهمية بمكان التنصيص على مبدأ الشفوية أمام هذه األقسام ،وهذا يعني أن
األطراف يمكنهم رفع الدعوى إلى قاضي القرب إما بمقال مكتوب أو بتصريح شفوي يتلقاه
كاتب الضبط ،وهذا ما جاء في المادة 99من قانون قضاء القرب التي تنص على ":ترفع
الدعوى إلى قاضي القرب إما بمقال مكتوب أو بتصريح شفوي يتلقاه كاتب الضبط ويدونه في
محضر يتضمن الموضوع واألسباب المثارة وفق نموذج معد لهذه الغاية ويوقعه مع الطالب.
إذا كا ن المدعى عليه حاضرا أوضح له القاضي مضمون الطلب وإذا لم يحضر بلغ له
مقال المدعي أو نسخة من المحضر في الحال ،ويحتوي هذا التبليغ على استدعاء لجلسة ال
يتجاوز تاريخها ثمانية أيام".
كما يمكن لألطراف تقديم وسائل دفاعهم والمرافعة أمام قاضي القرب دون إلزامية تقديم
مذكراتهم كتابة .وهو ما يوفر كثيرا من الوقت الذي يتطلبه القيام بكل اإلجراءات كتابة.
ثانيا :العلنية
كما جاء في الفقرة األولى من المادة السابعة من القانون رقم 11-91على أن ":تكون
جلسات أقسام قضاء القرب علنية ،وتصدر األحكام باسم جاللة الملك وطبقا للقانون ،وتضمن
في سجل خاص بذلك كما تذيل بالصيغة التنفيذية".
من خالل المادة السابعة يظهر أن جلسات أقسام قضاء القرب علنية ،وليس هناك أي
استثناء على هذه القاعدة ،ألن طبيعة القضايا المعروضة على هذه األقسام ال تستوجب سرية
الجلسات ،ذلك أن هذه األقسام ال تنظر في قضايا األسرة التي قد يكون فيها أسرار يتعين الحفاظ
عليها ،كما ال تنظر فيما قد يمس باألمن العام أو النظام العام ،بل أيضا في الجانب الجنائي
تنظر هذه األقسام فقط في المخالفات البسيطة التي ليس فيها ما يستوجب السرية كما هو شأن
المحاكم األخرى التي رغم التنصيص فيها على مبدأ علنية الجلسات ،فقد تقرر المحكمة جعلها
سرية.
28
ثالثا :المجانية
تعفى القضايا المعروضة أمام قضاء القرب من جميع الرسوم القضائية بقوة القانون،
وهذه خاصية مهمة ،ألنها تسمح لكل شخص ذاتي من اللجوء إلى هذه األقسام للمطالبة بحقوقه
دون أن تقف هذه المصاريف عائقا أمامه ،وهكذا جاء في المادة السادسة من القانون 11-91
":تكون المسطرة أمام قسم قضاء القرب شفوية .وتكون مجانية ومعفاة من الرسوم القضائية
بخصوص الطلبات المقدمة من طرف األشخاص الذاتيين".
وبما أن هذا اإلعفاء من الرسوم القضائية بقوة القانون ،فال حاجة لتقديم طلب بذلك من
المتقاضين ،كما هو الشأن أمام المحاكم األخرى التي يتعين لإلعفاء من هذه الرسوم التقدم أمام
النيابة العامة بطلب في هذا الشأن والذي قد يبت فيه بالموافقة أو الرفض.
وتجدر اإلشارة إلى أن حصر المجانية في األشخاص الذاتيين تم بعد مرور 1سنوات
من العمل بهذه األقسام ،فقد كانت المجانية تشمل األشخاص المعنوية أيضا ،ونظرا الستفادة
الشركات الكبرى من هذه المجانية وخسارة الدولة ألموال كبيرة بسبب كثرة ملفات األداء التي
كانت تقدمها هذه الشركات ،فقد تدخل المشرع بتغيير أحكام المادة 2أعاله ،بمقتضى المادة
الفريدة من القانون رقم 91.91الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.91.92بتاريخ 11من
ربيع اآلخر 91( 9112فبراير 531191وحصر المجانية في الطلبات المقدمة من األشخاص
الذاتيين.
تنص الفقرة الثانية من المادة الثانية من قانون قضاء القرب على أن" :تعقد الجلسات
بقاض منفرد بمساعدة كاتب للضبط وبدون حضور النيابة العامة".
إن األخذ بنظام القضاء الفردي بمساعدة كتابة الضبط وبدون حضور النيابة العامة ،يحقق
تبسيطا للمساطر أمام هذه األقسام والسرعة في البت.
53الجريدة الرسمية عدد 1011بتاريخ 11جمادى األولى 47( 4101مارس ،)1345ص .4154
29
خامسا :إجراء محاولة الصلح
نصت المادة 91من القانون 11-91على أن ":يقوم قاضي القرب وجوبا ،قبل مناقشة
الدعوى ،بمحاولة للصلح بين الطرفين ،فإذا تم الصلح بينهما ،حرر بذلك محضرا وتم اإلشهاد
به من طرفه".
أكدت المادة 91من قانون قضاء القرب على ضرورة إجراء محاولة الصلح بين الطرفين
من قبل قاضي القرب ،وألهمية هذا اإلجراء ،فقد نص قانون قضاء القرب على تمكين الطرف
المتضرر من الحكم من طلب إلغائه أمام رئيس المحكمة االبتدائية إذا لم يجر قاضي القرب
محاولة الصلح بين الطرفين.
يبت قاضي القرب في هذه القضايا التي تدخل في اختصاصه بحكم غير قابل ألي طريق
من ط رق الطعن سواء كان عاديا أو استثنائيا ،إال إذا تعلق األمر بأحد حاالت اإللغاء المنصوص
عليها في المادة 1من القانون رقم 11-91المذكور.
وحسب المادة " ،1يمكن تقديم طلب إلغاء الحكم إذا توفرت إحدى الحاالت التالية:
-إذا بت فيما لم يطلب منه ،أو حكم بأكثر مما طلب ،أو أغفل البت في أحد الطلبات؛
-إذا حكم على المدعى عليه أو المتهم دون أن تكون له الحجة على أنه توصل بالتبليغ أو
االستدعاء؛
30
-إذا وجد تناقض بين أجزاء الحكم؛
يبت الرئيس في الطلب داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه ،في غيبة األطراف،
ما لم ير ضرورة استدعاء أحدهم لتقديم إيضاحات؛ وفي جميع الحاالت يبت داخل أجل الشهر.
وبالمقارنة مع المادة 19من ظهير 91يوليوز 9191التي كانت تحصر أسباب الطعن
في أحكام حكام الجماعات والمقاطعات في أربعة أسباب ،وهي نفس حاالت اإللغاء المنصوص
عليها في المادة التاسعة أعاله في الحالة األولى والرابعة والخامسة والسادسة .ولذا فقد تم توسيع
أسباب إلغاء أحكام قضاء القرب بالمقارنة مع أحكام حكام الجماعات والمقاطعات.
ويحدد االختصاص النوعي نوع القضايا التي تنظر فيها محكمة معينة(مدني ،تجاري،
إداري) ،أما بالنسبة لالختصاص المحلي ،فيرتبط بحدود الدائرة الجغرافية التابعة للمحكمة.
31
المطلب األول :اختصاص المحاكم االبتدائية النوعي
من أجل اإللمام بهذا الموضوع ،سنتناول أوال اختصاص المحاكم االبتدائية في دعاوى
الموضوع(الفقرة األولى) ثم ندرس اختصاصها في األوامر والقضاء االستعجالي(الفقرة
الثانية).
ينص الفصل 92من قانون المسطرة المدنية على أن المحاكم االبتدائية تختص -مع
مراعاة االختصاصات الخاصة المخولة إلى أقسام قضاء القرب -بالنظر في جميع القضايا
المدنية وقضايا األسرة والتجارية واإلدارية 54واالجتماعية ابتدائيا وانتهائيا أو ابتدائيا مع حفظ
حق االستئناف.
وهكذا تعتبر المحاكم االبتدائية صاحبة الوالية العامة للنظر في كافة القضايا ما لم يكن
هناك نص قانوني صريح يمنح االختصاص لمحكمة أخرى كما هو شأن االختصاص الممنوح
للمحاكم التجارية واإلدارية.
وتنظر المحاكم االبتدائية في هذه القضايا حسب الفصل 91من ق.م.م :
-ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام غرف االستئنافات بالمحاكم االبتدائية إلى غاية
عشرين ألف درهم؛
54مع مراعاة االختصاص الذي صار مسندا إلى المحاكم اإلدارية بمقتضى القانون رقم 14-73وإلى المحاكم التجارية بموجب القانون
رقم .50-75
32
-ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم االستئنافية في جميع الطلبات التي تتجاوز
عشرين ألف درهم؛
-ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام المحاكم االستئنافية إذا كانت قيمة النزاع غير
محددة.
إن مقتضيات الفصل 91من ق.م.م بعدما طالها التعديل بموجب القانون رقم 11-91
أصبحت تقضي بأن المحاكم االبتدائية تبت ابتدائيا وأحكامها دائما قابلة لالستئناف ،واالختالف
يكمن في الجهة التي يرفع االستئناف أمامها ،فتنظر محاكم االستئناف في الطلبات التي تتجاوز
عشرين ألف درهم أو كانت قيمتها غير محددة ،بينما تنظر غرف االستئناف بالمحكمة االبتدائية
في الطلبات التي ال تتجاوز قيمتها عشرين ألف درهما ،بينما قبل هذا التعديل ،كانت المحاكم
االبتدائية تبت ابتدائيا وانتهائيا إلى غاية ثالثة آالف درهم ،وابتدائيا مع حفظ حق االستئناف في
جميع الطلبات التي تتجاوز هذا المبلغ أو كانت قيمتها غير محددة.
ويكون الطلب غير محدد القيمة "إما ألنه طلب مؤسس على مصلحة معنوية أو مرتبط
بحالة األشخاص وأهليتهم كدعاوى الحالة المدنية والحجر أو التصريح بالموت أو الغياب ،أو
ألنه يهدف الحصول على مصلحة مادية ولكن يصعب تحديد قيمتها المالية ألنها غير قابلة
للتقدير كالطلبات المتعلقة بتنفيذ التزام بعمل كطلب اإلفراغ أو تقديم حساب أو إرجاع األجير
إلى عمله"55 .
تختص المحاكم االبتدائية بالنظر في القضايا المدنية باألساس خاصة بعد إحداث محاكم
متخصصة في النزاعات التجارية واإلدارية ،كما تختص بالنظر في القضايا المتعلقة بالصحافة
والجمعيات.
55عبد العزيز الحضري ،التنظيم القضائي الم ربي ،مطبعة الجسور ،وجدة ،1340-1341 ،ص11.
33
وقد أوصى اإلجراء 991من ميثاق إصالح منظومة العدالة بدعم الغرف المتخصصة
في الصحافة والنشر والتواصل واإلعالم بقضاة مكونين في هذا المجال.56
تنظر أقسام قضاء األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث والحالة المدنية وشؤون
التوثيق والقاصرين والكفالة وكل ما له عالقة برعاية وحماية األسرة.
-الجنح :تنقسم إلى جنح تأديبية يعاقب عليها القانون بالحبس الذي يزيد عن سنتين،
وجنح ضبطية بالحبس لمدة أقصاها سنتين وغرامة تزيد عن 9111درهم؛
-النزاعات الفردية المتعلقة بعقود الشغل والتدريب المهني والخالفات الفردية التي لها
عالقة بالشغل أو التدريب المهني.
56أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات،
الصفحة .13
34
خامسا :االختصاص في بعض القضايا التجارية
تختص المحاكم التجارية بالنظر في القضايا التجارية ،غير أن المشرع ارتآى بالنسبة
للنزاعات التجارية البسيطة التي تقل قيمتها عن 11111درهم أن يسندها للمحاكم االبتدائية
بهدف تقريب العدالة من المواطنين بفعل انتشارها في كامل التراب الوطني بأكثر من 21
محكمة بينما ال تتعدى المحاكم التجارية المحدثة 2محاكم تجارية.
وقد عزز تقرير ميثاق إصالح منظومة العدالة هذا التوجه ليشمل القضايا التجارية
األخرى باقتراح اإلجراء 911إحداث أقسام تجارية ببعض المحاكم االبتدائية متخصصة للبت
في القضايا التي تختص فيها المحاكم التجارية والقضايا التجارية التي تدخل في اختصاص
المحاكم االبتدائية ،57وقد تبنى مشروع القانون رقم 12-91المتعلق بالتنظيم القضائي هذا
االقتراح في المادة .12
وترمي غرف االستينافات المحدثة بموجب القانون رقم 11.91المغير والمتمم قانون
المسطرة المدنية الصادر في 99أغسطس 1199إلى تقريب مرفق القضاء من المواطنين وعدم
تكليفهم عناء التنقل لمحاكم االستيناف بحكم تواجد سبعين محكمة ابتدائية موزعة في كل أنحاء
التراب الوطني في مقابل إحداث 19محكمة استئناف فقط متمركزة في المدن الكبرى للمملكة.
57أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات،
الصفحة .11
- 58تم تغيير وتتميم الفصل 11أعاله بموجب القانون رقم ،11.91سالف الذكر.
35
ويبدو أن الغاية من إحداث غرف االستئنافات لم تتحقق على أرض الواقع بحكم انتقاد
هذه التجربة التي خرقت في الحقيقة مبدأ التقاضي على درجتين ،ولذلك تم اقتراح حذف هذه
الغرف االستينافية في اإلجراء 919من ميثاق إصالح منظومة العدالة ،59وهو االقتراح الذي
أخذ به مشروع القانون رقم 12-91المتعلق بالتنظيم القضائي.
فضال عن اإلشراف على إدارة مصالح المحكمة االبتدائية ،يبت رئيس المحكمة
حسب قانون المسطرة المدنية في األوامر المبنية على طلب وأوامر األداء 60
االبتدائية
والمستعجالت.
تدخل هذه األوامر ضمن اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية أو من ينوب عنه ،ومن
صورها المقاالت التي تستهدف الحصول على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار .وهو من
األوامر الوالئية حيث يصدر رئيس المحكمة األمر في غيبة األطراف دون حضور كاتب
الضبط.
وقد أسند هذا االختصاص لرئيس المحكمة االبتدائية بموجب المادة 912من ق.م.م التي
ورد فيها":يختص رؤساء المحاكم االبتدائية وحدهم 61بالبت في كل مقال يستهدف الحصول
59أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات ،الصفحة .21
60حسب المادة التاسعة من القانون رقم 11-43المتعلق بتنظيم قضاء القرب ،يختص كذلك رئيس المحكمة االبتدائية بالنظر في طلبات إل اء األحكام
الصادرة عن قضاء القرب ،ويجب أن يبت الرئيس في الطلب داخل أجل 45يوما من تاريخ إيداعه في غيبة األطراف ما لم ير ضرورة استدعاء
أحدهم لتقديم إيضاحات ،وفي جميع الحاالت يبت داخل أجل الشهر .وال يقبل هذا الحكم أي طعن.
- 61تنص المادة 47من القانون رقم 14.73المحدث بموجبه محاكم إدارية ،على أنه" :يختص رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته قاضيا
للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية" .وتنص المادة 13من القانون رقم 50.75القاضي بإحداث محاكم تجارية،
على أنه" :يمارس رئيس المحكمة التجارية االختصاصات المسندة إلى رئيس المحكمة االبتدائية بموجب قانون المسطرة المدنية وكذا االختصاصات
المخولة له في المادة التجارية".
36
على أمر بإثبات حال أو توجيه إنذار أو أي إجراء مستعجل في أية مادة لم يرد بشأنها نص
خاص وال يضر بحقوق األطراف .ويصدرون األمر في غيبة األطراف دون حضور كاتب
الضبط بشرط الرجوع إليهم في حالة وجود أية صعوبة.
يكون األمر في حالة الرفض قابال لالستيناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به
عدا إذا تعلق األمر بإثبات حال أو توجيه إنذار .ويرفع هذا االستيناف أمام محكمة االستيناف.
يقوم عون كتابة الضبط المكلف بإنذار أو بإثبات حالة بتحرير محضر يثبت فيه باختصار
أقوال ومالحظات المدعى عليه االحتمالي أو ممثله ويمكن تبليغ هذا المحضر بناء على طلب
الطرف الملتمس لإلجراء إلى كل من يعنيه األمر ،ولهذا األخير أن يطلب في جميع األحوال
نسخة من المحضر.
إذا لم يكن القيام بالمعاينة المطلوبة مفيدا إال بواسطة رجل فني أمكن للقاضي تعيين خبير
للقيام بذلك".
حسب المادة 911من ق.م.م تنظر المحكمة االبتدائية في مسطرة األمر باألداء ال
كمحكمة موضوع وإنما يبت رئيسها وحده في مسطرة األمر باألداء بشأن كل طلب تأدية مبلغ
مالي يتجاوز خمسة آالف درهم ( 1111درهم) مستحق بموجب ورقة تجارية أو سند رسمي
بموجب القانون رقم 9-91 62
أو اعتراف بدين ،وقد تم تعديل هذه المادة في مارس 1191
بعدما كانت مسطرة األمر باألداء في السابق تجرى في كل طلب تأدية مبلغ مالي يتجاوز ألف
درهم مستحق بموجب سند أو اعتراف بدين.
- 62تم نسخ وتعويض أحكام الباب الثالث من القسم الرابع أعاله ،بمقتضى المادة األولى من القانون رقم 9.91بنسخ وتعويض الباب الثالث المتعلق
بمسطرة األمر باألداء من القسم الرابع من قانون المسطرة المدنية والمادة 11من القانون رقم 11.11القاضي بإحداث محاكم تجارية؛ الصادر بتنفيذه
الظهير الشريف رقم 9.91.91بتاريخ 1جمادى األولى 2( 9111مارس )1191؛ الجريدة الرسمية عدد 2111بتاريخ 92جمادى األولى 9111
( 11مارس ،)1191ص .1111
37
وتنص المادة 912من ق.م.م" :إذا ظهر لرئيس المحكمة أن الدين ثابت ومستحق األداء،
إما جزئيا أو كليا ،أصدر أمرا بقبول الطلب قاضيا على المدين بأداء أصل الدين والمصاريف
والفوائد عند االقتضاء.
إذا ظهر خالف ذلك ،أصدر الرئيس أمرا معلال برفض الطلب.
يبقى للطالب ،في حالة رفض الطلب أو قبوله جزئيا ،الحق في اللجوء إلى المحكمة
المختصة وفق اإلجراءات العادية".
وتمكن مسطرة األمر باألداء الدائنين من استيفاء ديونهم الثابتة في آجال سريعة بدل
سلوك اإلجراءات العادية أمام محكمة الموضوع ،إذ يستصدر رئيس المحكمة هذه األوامر في
غياب األطراف وكاتب الضبط ،كما تم تقليص طرق الطعن وآجال ممارستها ،حيث ال يقبل
األمر بالرفض أي طعن ،لكن يملك المدعي هنا اللجوء إلى التقاضي أمام محكمة الموضوع،
أما بالنسبة لألمر بقبول الطلب فيمكن للمدعى عليه أن يتعرض على األمر داخل اجل خمسة
عشر يوما من تاريخ التبليغ ،ويقبل الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض ،االستئناف
داخل اجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ.
وباإلضافة إلى أوامر األداء ذات الطابع المدني ،فإن رئيس المحكمة االبتدائية مختص
بالبت في أوامر األداء التجارية التي ال تتجاوز قيمتها 11111درهما ،وقد أضيف له هذا
االختصاص الجديد لالنسجام مع مقتضيات المادة 11من قانون إحداث المحاكم التجارية الذي
رفع قيمة أوامر األداء التي يختص بها رئيس المحكمة التجارية إلى تلك التي تتجاوز 11111
درهم.
38
ثالثا :البت في قضايا األمور المستعجلة
طيقا للمادة 911من ق.م.م ،63يختص رئيس المحكمة االبتدائية وحده 64بالبت بصفته
قاضيا للمستعجالت كلما توفر عنصر االستعجال في الصعوبات المتعلقة بتنفيذ حكم أو سند
قابل للتنفيذ أو األمر بالحراسة القضائية أو أي إجراء آخر تحفظي سواء كان النزاع في الجوهر
قد أحيل على المحكمة أم ال .وينعقد االختصاص للرئيس األول لمحكمة االستئناف في هذه
القضايا إذا كان النزاع معروضا على نظر هذه األخيرة.
ويهدف قضاء األمور المستعجلة إلى الحكم باتخاذ إجراءات وقتية وسريعة للمحافظة
على األوضاع القائمة ،والتي يخشى فيها من ضياع الحقوق في حالة سلوك المسطرة العادية،
ويشترط توفر شرطين أساسيين في هذا النوع من القضايا:
-عنصر االستعجال ،وهو وجود خطر على الحق ال يمكن المحافظة عليه إذا تم سلوك
مسطرة التقاضي العادية.
-عدم المساس بجوهر الحق :يتعين عدم اتخاذ أي أمر فيه مساس بالمركز القانوني
لألطراف ،إذ يمنع على رئيس المحكمة البت في أصل الحقوق وااللتزامات التي تتم بين
األطراف.
- 63أفرد المشرع المواد من 911إلى 911من ق.م.م للقضاء االستعجالي ،لذا يرجع لها لمزيد من التفاصيل التي ال مجال للتعمق فيها في مادة التنظيم
القضائي.
- 64تنص المادة 91من القانون رقم 14.73المحدث بموجبه محاكم إدارية ،على أنه" :يختص رئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته
قاضيا للمستعجالت واألوامر القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية" .وتنص المادة 11من القانون رقم 51.11القاضي بإحداث محاكم
تجارية ،على أنه" :يمارس رئيس المحكمة التجارية االختصاصات المسندة إلى رئيس المحكمة االبتدائية بموجب قانون المسطرة المدنية وكذا
االختصاصات المخولة له في المادة التجارية".
39
المطلب الثاني :االختصاص المحلي للمحاكم االبتدائية
يرجع االختصاص محليا باألساس إلى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرة نفوذها
موطن المدعى عليه وعند عدم توفره على موطن بالمغرب ،ينعقد االختصاص لمحكمة محل
إقامة المدعى عليه.
وعند عدم توفر المدعى عليه على موطن أو إقامة بالمغرب ،يمكن تقديم الدعوى ضده
أمام محكمة موطن أو إقامة المدعي أو واحد منهم عند تعددهم.
وإذا تعدد المدعى عليهم يمكن للمدعي أن يختار محكمة موطن أو إقامة أي واحد منهم.
غير أنه هناك عدة استثناءات على هذه القواعد ،وهي واردة في المواد من 12إلى 11
من قانون المسطرة المدنية.65
65
-أنظر مثال ما جاء في المادة 12من ق.م.م ":تقام الدعاوى خالفا لمقتضيات الفصل السابق أمام المحاكم التالية:
-في الدعاوى العقارية تعلق األمر بدعوى االستحقاق أو الحيازة ،أمام محكمة موقع العقار المتنازع فيه؛
-في الدعاوى المختلطة المتعلقة في آن واحد بنزاع في حق شخصي أو عيني ،أمام محكمة الموقع أو محكمة موطن أو إقامة المدعى
عليه؛
-في دعاوى النفقة أمام محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه أو موطن أو محل إقامة المدعي باختيار هذا األخير؛
-في دعاوى تقديم عالجات طبية أو مواد غذائية ،أمام محكمة المحل الذي قدمت به العالجات أو المواد الغذائية؛
-في دعاوى التعويض ،أمام محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب للضرر أو أمام محكمة موطن المدعى عليه باختيار المدعي؛
-في دعاوى التجهيز واألشغال والكراء وإجارة الخدمة أو العمل أمام محكمة محل التعاقد أو تنفيذ العقد إذا كان هو موطن أحد األطراف
وإال فأمام محكمة موطن المدعى عليه؛
-في دعاوى األشغال العمومية ،أمام محكمة المكان الذي نفذت فيه تلك األشغال؛
-في دعاوى العقود التي توجد الدولة أو جماعة عمومية أخرى طرفا فيها ،أمام محكمة المحل الذي وقع العقد فيه؛
-في دعاوى النزاعات المتعلقة بالمراسالت واألشياء المضمونة واإلرساليات المصرح بقيمتها والطرود البريدية ،أمام محكمة موطن
المرسل أو موطن المرسل إليه باختيار الطرف الذي بادر برفع الدعوى؛
-في دعاوى الضرائب المباشرة والضرائب البلدية ،أمام محكمة المكان الذي تجب فيه تأدية الضريبة.
-في دعاوى التركات ،أمام محكمة محل افتتاح التركة.
-في دعاوى انعدام األهلية ،والترشيد ،والتحجير ،وعزل الوصي أو المقدم ،أمام محكمة محل افتتاح التركة أو أمام محكمة موطن أوالئك
الذين تقرر انعدام أهليتهم باختيار هؤالء أو ممثلهم القانوني؛ وإذا لم يكن لهم موطن في المغرب ،فأمام محكمة موطن المدعى عليه.
-في دعاوى الشركات ،أمام المحكمة التي يوجد في دائرتها المركز االجتماعي للشركة.
40
المبحث الثالث :تنظيم المحاكم االبتدائية
سنتناول تأليف المحكمة االبتدائية (المطلب األول) ثم نعرج على دراسة تدبير عمل هذه
المحكمة(المطلب الثاني).
-في دعاوى التفلسة ،أمام محكمة آخر موطن أو آخر محل إقامة للمفلس.
-في جميع الدعاوى التجارية األخرى يمكن للمدعي أن يختار رفع الدعوى إلى محكمة موطن المدعى عليه أو إلى المحكمة التي سيقع
في دائرة نفوذها وجوب الوفاء.
-في دعاوى التأمين وجميع الدعاوى المتعلقة بتحديد وتأدية التعويضات المستحقة ،أمام محكمة موطن أو محل إقامة المؤمن له ،أو أمام
محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب للضرر عدا في قضايا العقار أو المنقول بطبيعته فإن االختصاص ال يكون إال إلى محكمة
المحل الذي توجد به األشياء المؤمنة.
يحدد االختصاص المحلي في القضايا االجتماعية كما يأتي:
- 9في دعاوى عقود الشغل والتدريب المهني ،أمام محكمة موقع المؤسسة بالنسبة للعمل المنجز بها أو محكمة موقع إبرام أو تنفيذ عقدة
الشغل بالنسبة للعمل خارج المؤسسة؛
- 1في دعاوى الضمان االجتماعي ،أمام محكمة موطن المدعى عليه؛
- 1في دعاوى حوادث الشغل ،أمام المحكمة التي وقعت الحادثة في دائرة نفوذها؛
غير أنه إذا وقعت الحادثة في دائرة نفوذ محكمة ليست هي محل إقامة الضحية جاز لهذا األخير أو لذوي حقوقه رفع القضية أمام محكمة
محل إقامتهم؛
- 1في دعاوى األمراض المهنية ،أمام محل إقامة العامل أو ذوي حقوقه.
41
يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا التي تختص بالنظر فيها إلى أقسام قضاء
األسرة وأقسام قضاء القرب ،وغرف مدنية وغرف تجارية وعقارية واجتماعية وزجرية.
ويمكن لكل غرفة أن تبت في كل القضايا المعروضة على المحكمة كيفما كان نوعها باستثناء
ما يتعلق بأقسام قضاء األسرة وأقسام قضاء القرب.
كما يمكن تكليف قاض أو أكثر من قضاة المحاكم االبتدائية بصفة قارة في مراكز توجد
داخل دائرة نفوذها وتحدد بقرار لوزير العدل.
و يمكن تصنيف المحاكم االبتدائية إلى محاكم ابتدائية مدنية ومحاكم ابتدائية اجتماعية
ومحاكم ابتدائية زجرية.
تق سم المحاكم االبتدائية المدنية إلى أقسام قضاء القرب وغرف مدنية وغرف تجارية
وغرف عقارية.
وتقسم المحاكم االبتدائية االجتماعية إلى أقسام قضاء األسرة وغرف حوادث الشغل
واألمراض المهنية وغرف نزاعات الشغل.
أما المحاكم االبتدائية الزجرية فتتألف من أقسام قضاء القرب وغرف جنحية وغرف
حوادث السير وغرف قضاء األحداث.
كما تحدث بالمحكمة االبتدائية غرفة االستينافات للبت في االستينافات المرفوعة ضد
األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحكمة االبتدائية .ويتعلق األمر بالقضايا التي ال تتعدى قيمتها
11111درهم.
وللمقارنة بين مشروع القانون والقانون الحالي للتنظيم القضائي ،تنص المادة 11من
مشروع القانون " :12-91تتألف المحكمة االبتدائية من:
رئيس؛
وكيل الملك؛
42
نائب للرئيس وقضاة؛
ويالحظ حذف مشروع القانون 12-91لكتابة النيابة العامة وقد بتت المحكمة الدستورية
في قراراها الصادر في 2فبراير 1191بعدم مطابقة هذا المقتضى للدستور"وحيث إن العمل
القضائي للنيابة العامة ،يتوقف على عمل كتابة الضبط لتدبير الشكايات الواردة عليها ولتحرير
محاضرها ،ولتنفيذ األوامر الصادرة عنها ،وهو عمل يقتضي ،من جهة ،مراعاة طبيعة عمل
كتابة الضبط لدى النيابة العامة المستمدة من خصوصية عمل هذه األخيرة ،ومن جهة
أخرى ،تبعية موظفي النيابة العامة للمسؤولين القضائيين ،بحكم أن تنفيذ السياسة الجنائية وسير
النيابة العامة موكول ،طبقا للمادة 991من القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة
القضائية ،لجهة قضائية تتمثل في الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة؛
وحيث إنه ،بناء على ما سبق بيانه ،يكون عدم مراعاة طبيعة عمل كتابة النيابة العامة،
في تنظيم كتابة الضبط في هيئة واحدة ،مخالفا للدستور".
كما أضاف مشروع القانون المتعلق بالتنظيم القضائي رقم 12-91إمكانية إحداث أقسام
جديدة في المحاكم االبتدائية متخصصة في القضايا التجارية واإلدارية ،حيث جاء في الفقرة
األولى من المادة 12منه:
وال ريب أن هاجس تقريب العدالة للمواطنين كان وراء التفكير في إحداث هذه األقسام
من طرف مشروع القانون بحكم وجود عدد قليل من المحاكم التجارية واإلدارية في المغرب
بالمقارنة مع عدد المحاكم االبتدائية الذي وصل إلى 21محكمة منتشرة في كامل المناطق
المغربية ،والجدير بالذكر أن تنصيص مشروع القانون على هذه المقتضيات جاء استجابة
43
لإلجراء 12و 911من ميثاق إصالح منظومة العدالة الذي أوصى بإحداث هذه األقسام
بالمحاكم االبتدائية وإحداث غرف إدارية متخصصة وكذا غرف تجارية متخصصة بمحاكم
االستئناف.66
تتكون الجمعية العامة للمحكمة االبتدائية من جميع القضاة أي قضاة النيابة العامة وقضاة
الحكم إلى جانب رئيس كتابة الضبط.
وتنعقد الجمعية العامة للمحكمة االبتدائية خالل الخمسة عشر يوما األولى من شهر
دجنبر من كل سنة وكلما اعتبر الرئيس ذلك ضروريا لتضطلع بالمهام المنوطة بها قانونا ال
سيما تحديد عدد الغرف والقضاة الذين يكونونها وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف إلى جانب
تحديد أيام وساعات الجلسات.
ونشير فيما يلي إلى بعض المستجدات التي وضعها مشروع القانون رقم 12-91بشأن
تدبير عمل المحاكم االبتدائية وتنظيمها:
أوال :إحداث منصب الكاتب العام للمحكمة الذي سيتولى التنسيق بين مصالح كتابة الضبط
بالمحكمة والمراكز القضائية التابعة لها ،كما يتولى اإلشراف المباشر على موظفيها ،ومراقبة
وتقييم أدائهم ،وتنظيم عملهم وتدبير الرخص المتعلقة بهم ،وحسب الفقرة الرابعة من المادة 11
من مشروع القانون ":12-91يخضع الكاتب العام للمحكمة إداريا لسلطة ومراقبة الوزير
المكلف بالعدل ،ويمارس مهامه تحت إشراف المسؤولين القضائيين بالمحكمة".
66أنظر تقرير الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة المقدم لجاللة الملك من طرف وزير العدل والحريات،
الصفحة 11و .17
44
ثانيا :إحداث مكتب يضم في عضويته رئيس المحكمة ونائبه ورؤساء األقسام ورؤساء الغرف
وأقدم القضاة بالمحكمة وأصغرهم سنا بها ووكيل الملك ونائبه المعين من قبله والكاتب العام
للمحكمة .ويتولى المكتب وضع مشروع برنامج تنظيم العمل بالمحكمة ،ويتضمن هذا المشروع
تحديد األقسام والغرف والهيئات وتأليفها ،وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة ،وضبط
عدد الجلسات وأيام وساعات انعقادها.
وقد اعتبرت المحكمة الدستورية في قرارها المذكور أعاله أن تخويل صالحيات تقريرية
للكاتب العام في أشغال مكتب المحكمة مخالف للدستور" :وحيث إن الكاتب العام ،الذي يشارك
بصفة تقريرية في أشغال مكتب المحكمة ،يُساهم في اتخاذ كل القرارات التي تهم مشروع
برنامج عمل المحكمة ،بما في ذلك ،تلك التي ال تكتسي طابعا إداريا أو ماليا ،كتأليف هيئات
الحكم وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة والتعيينات المشار إليها أعاله ،والتي تُعد
من الشؤون القضائية التي يجب أن يقتصر التداول بشأنها ،واتخاذ القرار بخصوصها على
المسؤولين القضائيين؛
وحيث إنه ،بناء على ما سبق ،فإن تخويل صالحيات تقريرية للكاتب العام ،الموضوع
تحت سلطة ومراقبة الوزير المكلف بالعدل ،في أشغال مكتب المحكمة ذات الطبيعة القضائية،
يعد مخالفا لمبدإ فصل السلط والستقالل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية المقررين في
الفصلين األول و 919من الدستور ،ويتعين بالتالي ،التصريح بعدم مطابقة المواد ( 19الفقرة
األولى) و( 12الفقرة األولى) و 11للدستور".
ثالثا :توسيع دور الجمعية العامة للمحكمة التي أصبح جدول أعمالها حسب المادة 11من
مشروع القانون المذكور يتضمن جميع القضايا التي تهم سير العمل بها ،والسيما:
عرض النشاط القضائي للمحكمة خالل السنة القضائية المنصرمة من قبل رئيس المحكمة
ووكيل الملك أو الرئيس األول والوكيل العام للملك حسب الحالة ،كل فيما يخصه؛
عرض رئيس المحكمة أو الرئيس األول ،حسب الحالة ،لمشروع برنامج تنظيم العمل
45
عرض الكاتب العام لتقرير يتضمن مالحظاته ومقترحاته ،فيما يرجع الختصاصاته؛
دراسة الطرق الكفيلة بالرفع من نجاعة األداء بالمحكمة وتحديث أساليب العمل بها؛
دراسة البرنامج الثقافي والتواصلي للمحكمة ،وحصر مواضيع التكوين المستمر؛
وتنعقد الجمعية العامة حسب الفقرة الثانية من المادة 11من مشروع القانون 12-91
بحضور أكثر من نصف أعضائها ،وفي حالة عدم اكتمال النصاب القانوني يؤجل االجتماع
الذي ينعقد في أول أيام العمل ،وفي هذه الحالة ،يعتبر االجتماع صحيحا بحضور ثلث األعضاء
على األقل.
وتنص المادة 11من مشروع القانون على األغلبية المتطلبة للمصادقة على مشروع
برنامج تنظيم العمل بالمحكمة ،حيث يمكن أال يتوفر النصاب المتمثل في أغلبية أعضاء
المحكمة ويتم الدعوة النعقاد جمعية ثانية للتصويت على البرنامج ":تصادق الجمعية العامة
على مشروع برنامج تنظيم العمل بالمحكمة بأغلبية أعضائها ،وفي حالة تعادل األصوات يعتبر
صوت الرئيس مرجحا ،وفي حالة عدم توفر هذه األغلبية ،يراجع مكتب المحكمة برنامج العمل
المذكور داخل أجل ستة أيام ،وفي هذه الحالة ،تصادق الجمعية العامة على المشروع
المعروض بأغلبية الحاضرين".
غير أن هذا مشروع القانون المذكور ال يوضح ما العمل في حالة عدم تمكن الجمعية من
عقد اجتماعها بسبب عدم حضور ثلث األعضاء أو عند رفض أغلبية الحاضرين المصادقة
على المشروع بعد مراجعته من قبل المكتب ،ولذلك صرح قرار المحكمة الدستورية بعدم
مطابقة تلك المقتضيات للدستور":وحيث إن ال ُمشرع ،في تنظيمه لموضوعي اجتماعات
الجمعية العامة والمصادقة على برنامج تنظيم عمل المحكمة ،لم يستشرف حاالت تتعلق بعدم
تمكن الجمعية من عقد اجتماعها بسبب عدم حضور ثلث األعضاء ،وكذا عدم مصادقتها على
مشروع برنامج العمل المعروض عليها بأغلبية الحاضرين؛
46
وحيث إن غياب مقتضيات مؤطرة لهذه الحاالت ،التي يتوقف عليها حسن سير العدالة
وضمان حق المتقاضين في الولوج إليها ،يشكل إغفاال تشريعيا ،يجعل المقتضيات القانونية
المرتبطة بهذا الموضوع غير مكتملة ،من الوجهة التشريعية ،وتؤدي ،بالنتيجة ،إلى عدم معرفة
المخاطبين بها ،بالحلول الممكنة في حال حدوثها؛
وحيث إن القواعد التي أغفلها المشرع تكتسي أهمية كبيرة في حسن سير العدالة ،مما
تكون معه المواد ( 11الفقرة األخيرة) 11و( 12الفقرة الرابعة) ،من الِوجهة التي تم بيانها،
غير مطابقة للدستور".
رابعا :إحداث لجنة للتنسيق ،وحسب المادة 11من مشروع القانون ":تحدث لجنة للتنسيق على
صعيد ك ل محكمة من أجل تدبير شؤونها ،وتعمل تحت إشراف رئيس المحكمة ،وعضوية
وكيل الملك لديها والكاتب العام.
خامسا :إحداث لجنة لبحث صعوبات سير العمل بالمحكمة ودراسة الحلول المناسبة لذلك،
وتعمل تحت إشراف رئيس المحكمة وعضوية وكيل الملك لديها والكاتب العام ونقيب هيئة
المحامين في دائرة نفوذ المحكمة أو من يمثله.
سادسا :إحداث مكتب للمساعدة االجتماعية بالمحاكم االبتدائية يعهد لهذا المكتب حسب المادة
11عدة مهام:
" يحدث بكل من المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف مكتب للمساعدة االجتماعية ،يعهد
إليه ،عالوة على المهام المسندة إليه بموجب النصوص التنظيمية والتشريعية الجاري بها
العمل ،ممارسة االختصاصات التالية:
القيام باالستقبال واالستماع والدعم والتوجيه والمرافقة ومواكبة الفئات الخاصة؛ -
إجراء األبحاث االجتماعية بطلب من السلطات القضائية؛ -
ممارسة الوساطة أو الصلح في النزاعات المعروضة على القضاء؛ -
القيام بزيارات تفقدية ألماكن اإليداع؛ -
القيام بزيارات تفقدية ألماكن اإليواء؛ -
47
تتبع تنفيذ العقوبات والتدابير؛ -
القيام بدراسات وبحوث ميدانية؛ -
تتبع وضعية ضحايا الجرائم؛ -
تعزيز التنسيق والتواصل داخل مكونات خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف مع باقي -
الفاعلين في مجال حماية الفئات الخاصة؛
إعداد تقارير دورية ترفع إلى السلطة الحكومية المكلفة بالعدل؛ -
إعداد وتتبع تنفيذ برامج ومشاريع نوعية للحماية والتكفل بالفئات الخاصة داخل اللجان -
الجهوية والمحلية.
48
الفرع الثاني :محاكم االستئناف
تعد محاكم االستئناف درجة ثانية للتقاضي ،إذ تنظر بصورة أساسية في األحكام
الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية التي تم الطعن فيها باالستئناف ،كما تبت في القضايا
األخرى التي تختص بالنظر فيها بمقتضى قانون المسطرة المدنية أو قانون المسطرة الجنائية
أو نصوص خاصة عند االقتضاء.
وسنتناول في البداية اختصاص هذه المحاكم (المبحث األول) قبل التطرق لتنظيمها
(المبحث الثاني).
فضال عن بعض القضايا التي تنظر فيها محاكم االستئناف ابتدائيا بموجب القانون ،تبت
محاكم االستئناف باألساس كدرجة ثانية في األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية،
وتبت عندئذ محاكم االستيناف في القضايا من جديد من الناحية الواقعية والقانونية من طرف
هيئة قضائية تتكون من ثالثة قضاة ،ويكونون بصفة عامة أكثر خبرة وكفاءة من قضاة محاكم
الدرجة األولى ،مما يسمح بتطبيق القانون بشكل سليم وإرجاع الحقوق ألصحابها.
وبناء عليه سنتناول في البداية اختصاصات محاكم االستئناف بموجب قانون المسطرة
المدنية (المطلب األول) ثم اختصاصاتها استنادا لنصوص أخرى(المطلب الثاني) ،ثم ننتقل
لدراسة اختصاصات الرئيس األول لمحكمة االستئناف(المطلب الثالث).
49
المطلب األول :اختصاص محاكم االستئناف المقرر في قانون المسطرة المدنية
حسب المادة 11من ق.م.م" :تختص محاكم االستيناف عدا إذا كانت هناك مقتضيات
بالنظر في استيناف أحكام المحاكم االبتدائية ،وكذا في استيناف األوامر 67
قانونية مخالفة
الصادرة عن رؤسائها.
استثناء من أحكام الفقرة السابقة تختص غرفة االستينافات بالمحكمة االبتدائية بالنظر في
االستينافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية في إطار البند األول
من الفصل 19أعاله".68
إذن تنظر محاكم االستئناف في أحكام المحاكم االبتدائية الصادرة ابتدائيا في الطلبات
التي تتجاوز قيمتها 11111درهما و في تلك التي تكون قيمتها غير محددة.
كما أن المادة 912من ق.م.م تنص على اختصاص محكمة االستئناف بالنظر في الطعن
باالستئناف في األوامر المبنية على طلب في حالة صدورها بالرفض ":يكون األمر في حالة
الرفض قابال لالستيناف داخل خمسة عشر يوما من يوم النطق به عدا إذا تعلق األمر بإثبات
حال أو توجيه إنذار .ويرفع هذا االستيناف أمام محكمة االستيناف".
كذلك جاء في المادة 911من ق.م.م اختصاص محكمة االستئناف بالنظر في الطعن
باالستئناف في األوامر االستعجالية" :يجب تقديم االستيناف داخل خمسة عشر يوما من تبليغ
األمر عدا في الحاالت التي يقرر فيها القانون خالف ذلك ،ويفصل في االستيناف بصفة
استعجالية".
أما بالنسبة لمسطرة األمر باألداء ،فاألمر بالرفض ال يقبل أي طعن ،ويبقى للطالب،
في حالة رفض الطلب أو قبوله جزئيا ،الحق في اللجوء إلى المحكمة المختصة وفق اإلجراءات
-67انظر المادة 92من القانون رقم 11.11القاضي بإحداث محاكم تجارية ،وكذا القانون رقم 21.11المحدث بموجبه محاكم استئناف إدارية،
سالفي الذكر.
- 68تم ت يير وتتميم الفصل 11أعاله بموجب القانون رقم ،05.43سالف الذكر.
50
العادية ،أما في حالة قبول األمر ،فيمكن الطعن فيه بالتعرض واالستئناف ،فقد نصت المادة
921على أن األمر باألداء يكون قابال للتنفيذ بمجرد صدوره ،وال يقبل أي طعن غير التعرض.
بينم ا يقبل الحكم الصادر عن المحكمة في إطار التعرض ،االستئناف داخل أجل خمسة عشر
يوما من تاريخ التبليغ حسب ما ورد في المادة 921من ق.م.م.
كما تنظر محاكم االستئناف باعتبارها درجة ثانية في األحكام التمهيدية التي تصدرها
المحاكم االبتدائية ،ويعرفها الفقه بأنها هي كل حكم ال يبت في نقطة تمس جوهر القضية يهدف
إلى التحقيق في القضية أو تسوية وضعية األطراف مؤقتا ،كالحكم بإجراء من إجراءات التحقيق
مثل استدعاء الشهود وإجراء خبرة أو معاينة األماكن .69غير أنه ال يمكن النظر في األحكام
التمهيدية بشكل منفصل عن األحكام الموضوعية وفق ما ورد في المادة 911من ق.م.م " :ال
يمكن استيناف األحكام التمهيدية إال في وقت واحد مع األحكام الفاصلة في الموضوع وضمن
نفس اآلجال .ويجب أن ال يقتصر مقال االستيناف صراحة على الحكم الفاصل في الموضوع
فقط بل يتعين ذكر األحكام التمهيدية التي يريد المستأنف الطعن فيها باالستيناف".
كما تختص محاكم االستئناف أيضا بالبت في تنازع االختصاص ،وحسب المادة 111
من ق.م.م ":يكون هناك مجال لتنازع االختصاص إذا أصدرت عدة محاكم في نزاع واحد
قرارات غير قابلة للطعن صرحت فيها باختصاصها أو عدم اختصاصها فيه" ،ويفصل في
التنازع في غرفة المشورة دون حضور األطراف.
وتكون محكمة االستئناف مختصة عندما تكون هي المحكمة األعلى درجة المشتركة بين
المحاكم التي وقع بينها التنازع ،مثال ذلك أن يقع تنازع االختصاص بين محكمتين ابتدائيتين
تابعتين لدائرة نفوذ محكمة استينافية معينة ،فيعود لهذه األخيرة البت في هذا التنازع بحكم أنها
المحكمة األعلى درجة المشتركة بينهما .وذلك حسب مقتضيات المادة 119من ق.م.م":يقدم
طلب الفصل في تنازع االختصاص بمقال أمام المحكمة األعلى درجة المشتركة بين المحاكم
69أدولف رييولط ،قانون المسطرة المدنية في شروح ،تعريب وتحيين ادريس ملين ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات
القضائية ،دار نشر المعرفة ،الرباط ،4771 ،ص.141.
51
التي يطعن في أحكامها أمامها ،وأمام محكمة النقض إذا تعلق األمر بمحاكم ال تخضع ألية
محكمة أعلى مشتركة بينها".
نص قانون المسطرة الجنائية على إسناد االختصاص لمحاكم االستئناف للبت في
استئناف أحكام المحاكم االبتدائية الصادرة في الجنح والمخالفات ،إذ تنص المادة 111من
ق.م.ج على اختصاص غرف الجنح االستئنافية بالنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحكام
الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية ،واستثناء من هذا المقتضى ،تختص غرف االستينافات
بالمحاكم االبتدائية بالنظر في االستينافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم
االبتدائية في الجنح التي ال تتجاوز عقوبتها سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين وفي
قضايا المخالفات التي يقضى فيها بعقوبات سالبة للحرية.
أيضا تنظر غرفة الجنح االستينافية لألحداث لدى محاكم االستئناف في استئناف األحكام
الصادرة عن المحاكم االبتدائية في قضايا جنح األحداث ،طبقا لمقتضيات المادة 121من ق.م.م
ماعدا تلك التي تعادل أو تقل عقوبتها عن سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين والتي
تنظر في استئنافها غرفة االستينافات لألحداث بالمحاكم االبتدائية ،وهي غرف أنشأت بموجب
المادة 121-9من القانون 12-91السالف الذكر.
كما تبت محاكم االستئناف ابتدائيا في الجنايات ،إذ تنص المادة 192من ق.م.ج على
أن غرفة الجنايات تختص بالنظر في الجنايات والجرائم التي ال يمكن فصلها عنها أو المرتبطة
بها ،وتنظر غرفة الجنايات االستئنافية لدى نفس المحاكم في الطعن باالستئناف في قرارات
غرف الجنايات حسب المادة 119من نفس القانون.
52
كما تنظر غرفة الجنايات لألحداث في الجنايات والجنح المرتبطة بها المرتكبة من طرف
األحداث طبقا لمقتضيات المادة 111من ق.م.ج ،ويطعن في قراراتها باالستيناف أمام غرفة
الجنايات االستينافية لألحداث لدى نفس المحكمة حسب المادة 111من نفس القانون.
فضال عن ذلك تختص محاكم االستئناف بالبت في الجرائم المالية المرتكبة من طرف
الموظفين العموميين والمتعلقة بالرشوة واالختالس واستغالل النفوذ والغدر وكذا والجرائم التي
ال يمكن فصلها عنها أو المرتبطة بها ،70وهي الجرائم التي كانت تبت فيها محكمة العدل
الخاصة قبل إلغائها.
ومن بين األمثلة أيضا على المقتضيات الخاصة التي تسند االختصاص لمحاكم
االستئناف نجد المادة 11من قانون المحاماة الذي يسند االختصاص لمحكمة االستئناف للنظر
في الطعون المقدمة ضد المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة وفي انتخاب النقيب ومجلس
الهيئة.
يمارس الرئيس األول بعض االختصاصات التي أسندت له في قوانين مختلفة ،ومن بينها:
أوال :االختصاص االستينافي للرئيس األول بموجب القانون المنظم لمهنة المحاماة
تنص المادة 12من القانون المنظم لمهنة المحاماة ":يحق لكل من المحامي ،وموكله،
الطعن شخصيا أمام الرئيس األول لمحكمة االستئناف في قرار النقيب المتعلق بتحديد وأداء
األتعاب ،وفي قرار اإلذن للمحامي باالحتفاظ بملف القضية ،وذلك بمقتضى مقال يودع بكتابة
الضبط بهذه المحكمة داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ.
53
يبت الرئيس األول بمقتضى أمر ،بعد استدعاء المحامي والطرف المعني ،للحضور
أمامه ،قصد االستماع إليهما ،وإجراء كل بحث مفيد ،عند االقتضاء".
األصل أن األتعاب تحدد باتفاق بين المحامي وموكله ،لكن إذا حدث خالف بينهما
حول مبلغ األتعاب ،فإن نقيب الهيئة مختص حسب القانون المنظم لمهنة المحاماة في
البت في كل المنازعات ،التي تثار بين المحامي وموكله بشأن األتعاب المتفق عليها
والمصروفات ،بما في ذلك مراجعة النسبة المحددة باتفاق بين المحامي وموكله .كما
يختص في تحديد وتقدير األتعاب في حالة عدم وجود اتفاق مسبق.
وللموكل أن ينازع في بيان الحساب المبلغ إليه داخل أجل ثالثة أشهر ،الموالية
لتاريخ توصله به تحت طائلة سقوط الحق .ويبت النقيب في الطلب داخل أجل شهر من
تاريخ تسلمه .ويبلغ قراره إلى المحامي وإلى الموكل داخل أجل خمسة عشر يوما من
صدوره ،ويحق لكل منهما الطعن في قرار النقيب أمام الرئيس األول لمحكمة االستيناف
داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ.
ويبت الرئيس األول بمقتضى أمر ،بعد استدعاء المحامي والطرف المعني،
للحضور أمامه ،قصد االستماع إليهما ،وإجراء كل بحث مفيد ،عند االقتضاء.
54
له من المصروفات ،واألتعاب ما لم يرخص له النقيب في ذلك ،بمقتضى قرار خاص
اعتمادا على ما يدلى به من مبررات.
يصدر هذا القرار ،في ظرف شهر من طرح النزاع ،ويبلغ إلى المحامي وموكله في
أجل خمسة عشر يوما من صدوره .و يمكن الطعن فيه أمام الرئيس األول داخل أجل خمسة
عشر يوما من تاريخ التبليغ.
يبت الرئيس األول بمقتضى أمر ،بعد استدعاء المحامي والطرف المعني ،للحضور
أمامه ،قصد االستماع إليهما ،وإجراء كل بحث مفيد ،عند االقتضاء.
ثانيا :اختصاص الرئيس األول بموجب القانون المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق
ينص القانون رقم 11.11المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق 71على اختصاص الرئيس األول
لمحكمة االستيناف بتعيين نائب عن الموثق في حالة تغيبه ألكثر من 91يوما أو لمرض أو
لعارض يمنعه من ممارسة المهنة ،فقد جاء في الفقرة الثانية من المادة 99من هذا القانون":إذا
كان الموثق مضطرا للتغيب ألكثر من خمسة عشر يوما ،عين الرئيس األول لمحكمة االستئناف
المعين بدائرة نفوذها بناء على ملتمسه موثقا آخر للنيابة عنه".
أما المادة 92فورد فيها ":يمكن للموثق إذا انتابه عارض أو مرض حال دون ممارسته
مهنته أن يلتمس من الرئيس األول لمحكمة االستئناف المعين بدائرة نفوذها ،اعتباره في حالة
انقطاع مؤقت عن ممارسة المهنة .ويعين الرئيس األول -في حالة الموافقة -موثقا آخر للنيابة
عن الموثق المعني باألمر بعد أخذ رأي الوكيل العام للملك لدى نفس المحكمة ورئيس المجلس
الجهوي".
عندما يكون النزاع معروضا في الجوهر على محكمة االستئناف ،يختص الرئيس األول
بالبت في اإلجراءات الوقتية ويكون له كافة صالحيات القضاء االستعجالي ويتعين لينعقد له
-71الجريدة الرسمية عدد 1112بتاريخ 19ذو الحجة 11( 9111نوفمبر ،)1199ص .1299
55
االختصاص توفر الشرطين األساسيين في هذا النوع من القضايا ،وهو عنصر االستعجال،
وعدم المساس بجوهر الحق.
وينتهي اختصاص الرئيس األول بمجرد صدور القرار االستئنافي ليعود االختصاص
لرئيس المحكمة االبتدائية بحكم أنه الجهة األصلية للمستعجالت حسب بعض الفقه ،72في حين
يرى اتجاه آخر في الفقه أن الرئيس األول هو المكلف بالصعوبات المتعلقة بتنفيذ القرار
االستينافي ،مثل األمر بالحراسة القضائية أو الحجز ،وإذا طعن في القرار االستينافي بالنقض
مع العلم أن هذا الطعن ال يوقف التنفيذ فإن الرئيس األول طبقا للفقرة الثالثة من الفصل 911
من ق.م.م هو الذي يبت في الصعوبات التي تعترض تنفيذ قرار محكمة االستيناف.73
ونرى أن الرأي األول حري باالتباع طالما أن وجود دعوى مستأنفة جارية شرط أساسي
النعقاد االختصاص للرئيس األول ويبقى مختصا في كافة القضايا االستعجالية إال أنه إذا طعن
في القرار االستينافي أمام محكمة النقض ينتفي الشرط المذكور لذا يعود االختصاص لرئيس
المحكمة االبتدائية ،بحكم أنه الجهة األصلية للقضاء االستعجالي.
سنتطرق في البداية لتأليف محاكم االستئناف(المطلب األول) قبل أن ننتقل لدراسة تدبير
عمل هذه المحاكم(المطلب الثاني).
72عبد العزيز الحضري ،التنظيم القضائي الم ربي ،مطبعة الجسور ،وجدة ،1340-1341 ،ص71.
73أدولف رييولط ،قانون المسطرة المدنية في شروح ،تعريب وتحيين ادريس ملين ،م،س،ص.453.
56
المطلب األول :تأليف محاكم االستئناف
تتكون محاكم االستئناف حسب ما يقضي به الفصل السادس من ظهير التنظيم القضائي
من:
-الرئيس األول؛
-عدد من الغرف المختصة من بينها غرفة استئنافية لألحوال الشخصية وغرفة الجنايات
؛
-كتابة الضبط؛
وتتألف محاكم االستئناف من عدة غرف تحدد عددها وتكوينها الجمعية العمومية
للمحكمة ،ومن بينها على األقل الغرفة المدنية وغرفة األحوال الشخصية والميراث والغرفة
الجنحية وغرفة الجنايات وغرفة الجنايات االستينافية وغرفة الجنح االستينافية لألحداث
وغرف جنايات األحداث والغرفة الجنائية االستينافية لألحداث.
وتجدر اإلشارة إلى أن محاكم االستئناف المحددة والمعينة دوائر نفوذها بمرسوم أصبحت
تضم أقساما للجرائم المالية بموجب القانون رقم 11-91الصادر في 99غشت .741199
- 74تم تغيير وتتميم أحكام الفقرة 1بمقتضى المادة الفريدة من القانون رقم 11.91الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.99.912بتاريخ 92من
رمضان 99( 9111أغسطس ،)1199سالف الذكر.
تنص المادة 121-9من قانون المسطرة الجنائية على ما يلي:
57
وتشتمل هذه األقسام على غرف للتحقيق وغرف للجنايات وغرف للجنايات االستئنافية ونيابة
عامة وكتابة للنيابة العامة.
ويالحظ أيضا اشتمال محكمة االستئناف بالرباط وحدها على قسم مختص للبت في جرائم
اإلرهاب ،75وهو األمر الذي ينص عليه الفصل السابع من الظهير الشريف رقم 9-11-911
الصادر في 12من ربيع األول 12( 9111ماي )1111بتنفيذ القانون رقم 03-03المتعلق
بمكافحة اإلرهاب" :بصرف النظر عن قواعد االختصاص المقررة في قانون المسطرة الجنائية
"استثناء من قواعد االختصاص المنصوص عليها في هذا الفرع تختص أقسام الجرائم المالية بمحاكم االستئناف المحددة والمعينة دوائر نفوذها
بمرسوم ،بالنظر في الجنايات المنصوص عليها في الفصول 119إلى 112من القانون الجنائي وكذا الجرائم التي ال يمكن فصلها عنها أو
المرتبطة بها".
الجدول الملحق بالمرسوم رقم 1.99.111صادر في 9ذي الحجة 1( 9111نوفمبر )1199بتحديد عدد محاكم االستئناف المحدثة بها أقسام
للجرائم المالية وتعيين دوائر نفوذها:
دوائر نفوذ محاكم االستئناف محاكم االستئناف المحدثة بها أقسام
الرباط – القنيطرة – طنجة -تطوان الرباط
الدار البيضاء – سطات – الجديدة – خريبكة – بني مالل الدار البيضاء
فاس – مكناس – الرشيدية – تازة – الحسيمة – الناضور -وجدة فاس
مراكش – آسفي – ورزازات – أكادير -العيون مراكش
الجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ 99ذو الحجة 91( 9111نوفمبر ،)1199ص .1191
-75حسب الفصل 192-9من مجموعة القانون الجنائي :تعتبر الجرائم اآلتية أفعاال إرهابية ،إذا كانت لها عالقة عمدا
بمشروع فردي أو جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف أو الترهيب أو العنف:
1 -االعتداء عمدا على حياة األشخاص أو على سالمتهم أو على حرياتهم أو اختطافهم أو احتجازهم ؛
2 -تزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام ،أو تزييف أختام الدولة والدمغات والطوابع والعالمات ،أو التزوير أو
التزييف المنصوص عليه في الفصول 360و 129و 121من هذا القانون ؛
3 -التخريب أو التعييب أو اإلتالف ؛
4 -تحويل الطائرات أو السفن أو أي وسيلة أخرى من وسائل النقل أو إتالفها أو إتالف منشآت المالحة الجوية أو البحرية
أو البرية أو تعييب أو تخريب أو إتالف وسائل االتصال ؛
5 -السرقة وانتزاع األموال ؛
6 -صنع أو حيازة أو نقل أو ترويج أو استعمال األسلحة أو المتفجرات أو الذخيرة خالفا ألحكام القانون ؛
7 -الجرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات ؛
8 -تزوير أو تزييف الشيكات أو أي وسيلة أداء أخرى المشار إليها على التوالي في المادتين 192و 119من مدونة
التجارة؛
9 -تكوين عصابة أو اتفاق ألجل إعداد أو ارتكاب فعل من أفعال اإلرهاب ؛
10 -إخفاء األشياء المتحصل عليها من جريمة إرهابية مع علمه بذلك".
ظهير شريف رقم 9-11-911صادر في 12من ربيع األول 12( 9111ماي )1111بتنفيذ القانون رقم 03-03المتعلق
بمكافحة اإلرهاب.
58
أو في نصوص أخرى ،تختص محكمة االستئناف بالرباط بالمتابعة والتحقيق والحكم في
الجرائم اإلرهابية.
يمكن للمحكمة المذكورة ،ألسباب تتعلق باألمن العمومي ،أن تعقد جلساتها بصفة
استثنائية بمقر أي محكمة أخرى".
والجدير بالذكر أن مشروع القانون رقم 12-91قد أدخل بعض التغييرات بخصوص
تأليف محكمة االستئناف ،ومن بينها ما جاء في المادة 22منه:
ويالحظ أن مشروع القانون قد أحسن في هذه الصياغة الجديدة باستبدال عبارة القضاة
الواردة في النص الحالي بالمستشارين ،وهذه الصياغة أسلم وأصح ،ألن قضاة األحكام بمحاكم
االستئناف يسمون بالمستشارين ،وهو ما يتطابق مع مقتضيات المادة الرابعة من القانون
التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة رقم ،912-91والتي جاء فيها:
59
-نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة استئناف؛
ومن المستجدات األخرى ،تنص المادة 21من مشروع القانون رقم 12-91على اشتمال
محكمة االستئناف على عدة أقسام تنقسم إلى غرف يمكن أن تضم هيئات بدل االقتصار على
الغرف في القانون الحالي ،وقد جاء فيها:
" مع مراعاة مقتضيات المادة 91بعده ،يمكن أن تشتمل كل محكمة استئناف على أقسام
وكل قسم على غرف يمكن أن تضم هيئات.
يمكن لكل قسم أن يبحث ويحكم في كل القضايا المعروضة على المحكمة كيفما كان
نوعها ،باستثناء اختصاصات قسم الجرائم المالية وقسم جرائم اإلرهاب ،المشار إليها بعده
واألقسام المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام
المتخصصة في القضاء اإلداري.
تحدد محاكم االستئناف ،المشتملة على قسم الجرائم المالية ،ودوائر اختصاصها المحلي
بمرسوم بعد استطالع رأي المجلس األعلى للسلطة القضائية.
تشتمل محكمة االستئناف بالرباط وحدها على قسم مختص للبت في جرائم اإلرهاب.
يشتمل قسم الجرائم المالية وقسم جرائم اإلرهاب على غرف التحقيق وغرف الجنايات
االبتدائية وغرف الجنايات االستئنافية ونيابة عامة وكتابة للضبط".
كذلك من مستجدات مشروع القانون رقم 12-91التنصيص على تأليف محاكم االستئناف
على أقسام متخصصة في القضاء التجاري واإلداري بالموازاة مع إحداثها ببعض المحاكم
االبتدائية ،فقد جاء في المادة 91منه:
60
قسم متخصص في القضاء التجاري؛
يمكن تقسيم كل قسم متخصص من األقسام المذكورة إلى غرف بحسب طبيعة القضايا
المعروضة عليه ،ويمكن لكل غرفة أن تبت في كل القضايا المعروضة على القسم المتخصص.
غير أنه يمنع أن يبت قسم متخصص في القضايا المسندة إلى قسم متخصص آخر ،أو أن
يبت أي قسم آخر من أقسام محكمة االستئناف أو تبت غرفة من غرفها في القضايا التي تختص
بها األقسام المتخصصة.
ويجب أن يراعى ،في كل األحوال ،مبدأ الفصل عند النظر في القضايا المدنية والقضايا
الزجرية.
إذا تبين لهيئة حكم أن القضية يرجع النظر فيها إلى هيئة أخرى بالمحكمة ،فإنها ترفع
يدها عنها بأمر والئي ،وتحيلها إلى الرئيس األول للمحكمة ،الذي يتولى هو أو نائبه إحالة ملف
القضية فورا إلى الهيئة المختصة".
61
المطلب الثاني :تدبير عمل محاكم االستئناف
تتشكل الجمعية العمومية من جميع قضاة المحكمة سواء كانوا قضاة حكم أم قضاة للنيابة
العامة ،وتعقد اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر يحضره رئيس كتابة
الضبط ،واجتماعات أخرى كلما اعتبر الرئيس األول ذلك ضروريا للقيام بالمهام المنوطة بها
قانونا ال سيما تحديد عدد الغرف والقضاة الذين يكونونها وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف
إلى جانب تحديد أيام وساعات الجلسات.
وتجدر اإلشارة إلى أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في كل القضايا المعروضة
على هذه المحكمة أيا كان نوعها.
كما يمكن لمحاكم االستيناف عقد جلسات تنقلية في المحاكم التابعة لدائرة نفوذها.
ونشير إلى أن مشروع القانون رقم 12-91بخصوص تدبير عمل المحاكم وتنظيمها
وضع نفس اإلجراءات التي أحدثها في المحاكم االبتدائية ،ومنها:
ثانيا :إحداث مكتب يتولى وضع مشروع برنامج تنظيم العمل بالمحكمة؛
رابعا :إحداث لجنة للتنسيق بين جناح الرئاسة وجناح النيابة العامة؛
62
وتجدر اإلشارة إلى أن مشروع القانون 12-91المذكور قد أقر نفس المستجدات
بخصوص محاكم االستئناف في كافة المحاكم ثاني درجة المتخصصة أي محاكم االستئناف
اإلدارية ومحاكم االستئناف التجارية ،باستثناء مكاتب المساعدة االجتماعية التي أقرها في
محاكم االستئناف فقط ،ولذلك لن نتناول مجددا هذه المستجدات على صعيد المحاكم االستئنافية
المتخصصة تفاديا للتكرار.
63
الفرع الثالث :محكمة النقض
أحدث المجلس األعلى غداة االستقالل بظهير رقم 9.19.111بتاريخ ربيع الثاني
9199الموافق ل 19سبتمبر .9119وفي سنة ،1199تم تغيير اسمه إلى محكمة النقض
بمقتضى الظهير الصادر في 11أكتوبر 1199بتنفيذ القانون رقم .12-99وتوجد محكمة
النقض في أعلى الهرم القضائي وتشرف على جميع محاكم المملكة ،وتتولى مهمة توحيد
االجتهاد القضائي ومراقبة مدى حسن تطبيق القانون أثناء النظر في مختلف األحكام الصادرة
عن محاكم المملكة.
وسنتناول في البداية اختصاص محكمة النقض (المبحث األول) ،قبل أن نعرج على
تنظيمها (المبحث الثاني).
إن اختصاصات محكمة النقض كثيرة ومتنوعة .لكن دورها ينحصر في مراقبة المسائل
المتعلقة بالقانون فقط وال تفصل في الوقائع ،فهي تراقب القرارات التي تصدرها محاكم المملكة
من حيث تطبيقها للقواعد القانونية.
64
المطلب األول :اختصاص محكمة النقض
حسب ما ورد في الفصل 111من قانون المسطرة المدنية ،تختص محكمة النقض
بالنظر في القضايا التالية:
-الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية التي تصدرها جميع محاكم المملكة باستثناء تلك
التي تقل قيمتها عن 11111درهم وتلك المتعلقة باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة
عنه أو مراجعة السومة الكرائية؛
-الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط في
استعمال السلطة؛
-البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها غير
محكمة النقض؛
-اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي أو لصالح حسن سير العدالة.
أوال :الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية التي تصدرها جميع محاكم المملكة
يعد الطعن بالنق ض في األحكام االنتهائية الصادرة عن محاكم المملكة أهم اختصاص
يميز محكمة النقض ،ويقصد باألحكام االنتهائية ،األحكام التي ال تقبل الطعن فيها بطرق الطعن
العادية وهي االستئناف والتعرض.
ويعد الطعن بالنقض من طرق الطعن الغير العادية التي تهدف إلى الكشف عن مدى
مواف قة األحكام االنتهائية للقانون ،فإن كان الحكم صحيحا أبرمته محكمة النقض ،وإال نقضته
65
وأحالت القضية على المحكمة المطعون في حكمها لتنظر فيها بهيئة جديدة أو محكمة أخرى
من نفس الدرجة.
وقد استثنى المشرع من طلبات الطعن بالنقض ضد األحكام االنتهائية تلك التي تقل
قيمتها عن 11111درهم وتلك المتعلقة باستيفاء واجبات الكراء والتحمالت الناتجة عنه أو
مراجعة السومة الكرائية.
وينبغي أن ينبني الطعن بالنقض على أحد األسباب القانونية الواردة حصرا في الفصل
111من ق.م.م ،وهي :
-1عدم االختصاص؛
وهناك نوع من النقض يسمى النقض لفائدة القانون ،وهو الطعن الذي يتقدم به الوكيل
العام للملك لدى محكمة النقض لتصحيح حكم انتهائي دون أن يستفيد منه األطراف ،وقد نصت
المادة 129من ق.م.م على هذا الطعن:
" إذا علم الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض أنه صدر حكم انتهائي على وجه مخالف
للقانون أو لقواعد المسطرة ولم يتقدم أحد من األطراف بطلب نقضه في األجل المقرر فإنه
يحيله على المحكمة.
إذا صدر عن المحكمة حكم بالنقض فال يمكن لألطراف االستفادة منه ليتخلصوا من
مقتضيات الحكم المنقوض".
66
ثانيا :الطعون الرامية إلى إلغاء المقررات الصادرة عن السلطات اإلدارية للشطط في
استعمال السلطة
وتختص المحاكم اإلدارية بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب
تجاوز السلطة ،غير أن محكمة النقض تظل مختصة بالنظر ابتدائيا وانتهائيا في طلبات اإللغاء
بسبب تجاوز السلطة ضد:
-قرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي لمحكمة
إدارية.
فضال عن دعاوى اإللغاء التي تبت فيها محكمة النقض ابتدائيا وانتهائيا ،تنظر محكمة
النقض في قرارات محاكم االستئناف التي يطعن فيها بالنقض بخصوص دعاوى اإللغاء ،وهو
ما تنص عليه المادة 92من القانون رقم 21-11المحدث بموجبه محاكم االستئناف اإلدارية":
تكون القرارات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة
النقض ،ما عدا القرارات الصادرة في تقدير شرعية القرارات اإلدارية.76
وإذا كانت القاعدة أن محكمة النقض عند تصريحها بنقض قرار انتهائي تحيل القضية
على المحكمة المطعون في حكمها لتنظر فيها بهيئة جديدة أو محكمة أخرى من نفس الدرجة،
فإن محكمة النقض في دعاوى اإللغاء تتصدى للبت في القضية ،وهو ما نصت عليه المادة 99
-76تم تغيير أحكام المادة 92أعاله بموجب المادة الفريدة من القانون رقم 12.12الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.11.11بتاريخ 11من صفر 92(9111فبراير ،)1111الجريدة
الرسمية عدد 1999بتاريخ 19صفر 11 (9111فبراير ،)1111ص .121
67
من القانون رقم ": 21-11يمكن لمحكمة النقض عند التصريح بنقض قرار صادر في دعوى
اإللغاء أن تتصدى للبت إذا كانت القضية جاهزة".
ثالثا :الطعون المقدمة ضد األعمال والمقررات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم
ورد هذا الطعن في المادة 121من ق.م.م ":يمكن لوزير العدل أن يأمر الوكيل العام
للملك لدى محكمة النقض بأن يحيل على هذه المحكمة بقصد إلغاء األحكام التي قد يتجاوز فيها
القضاة سلطاتهم.
يقع إدخال األطراف في الدعوى من طرف الوكيل العام للملك الذي يحدد لهم أجال لتقديم
مذكراتهم دون أن يكونوا ملزمين باالستعانة بمحام.
تقوم الغرفة المعروضة عليها القضية بإبطال هذه األحكام إن اقتضى الحال ويجري
اإلبطال على الجميع".
ويالحظ أن المشرع لم يعرف شطط القضاة ،ومن بعض الصور التي ذكرها الفقه التنكر
لمبدأ فصل السلط والقيام بممارسات منافية لسلطة القضاء وإنكار العدالة.77
رابعا :البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد محكمة أعلى درجة مشتركة بينها
غير محكمة النقض
عندما تصدر أحكام عن محاكم مختلفة تصرح فيها باختصاصها أو عدم اختصاصها
للنظر في النزاع ،وال تكون هناك محكمة أعلى درجة مشتركة بينها ،تبت محكمة النقض في
طلب الفصل في هذا التنازع.
وتنص المادة 122من ق.م.م على ":تنظر محكمة النقض في تنازع االختصاص بين
محاكم ال تخضع ألي محكمة أخرى مشتركة أعلى درجة".
-77محمد الكشبور ،رقابة المجلس األعلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية ،محاولة للتمييز بين الواقع والقانون،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،سنة ،1119ص .129
68
خامسا :مخاصمة القضاة والمحاكم غير محكمة النقض
عند إخالل القاضي بمقتضيات منصبه ،يمكن للشخص المضرور أن يرفع دعوى
المخاصمة ،كما إذا ادعى هذا األخير ارتكاب القاضي لغش أو تدليس أثناء تهيئ القضية أو
الحكم فيها أو قيامه بإنكار العدالة وغيرها من حاالت المخاصمة.
- 9إذا ادعى ارتكاب تدليس أو غش أو غدر من طرف قاضي الحكم أثناء تهيئ القضية
أو الحكم فيها أو من طرف قاض من النيابة العامة أثناء قيامه بمهامه؛
ويعتبر القاضي منكرا للعدالة إذا رفض البت في المقاالت أو أهمل إصدار األحكام في
القضايا الجاهزة بعد حلول دور تعيينها في الجلسة حسب ما جاء في المادة 111من ق.م.م.
ويبت في قبول مخاصمة القضاة من طرف غرفة بمحكمة النقض يعينها الرئيس األول.
وإذا رفض المقال يحكم على المدعي بغرامة ال تقل عن ألف درهم وال تتجاوز ثالثة آالف
درهم لفائدة الخزينة دون مساس بالتعويضات تجاه األطراف اآلخرين عند االقتضاء.
ويبت في دعوى المخاصمة من طرف غرف محكمة النقض مجتمعة باستثناء الغرفة
التي بتت في قبول الطلب .وتكون الدولة مسؤولة مدنيا فيما يخص األحكام بالتعويضات
الصادرة بالنسبة لألفعال التي ترتبت عنها المخاصمة ضد القضاة .أما إذا صدر الحكم برفض
طلب المدعي يمكن الحكم عليه بتعويضات لصالح القاضي.
69
سادسا :اإلحالة من أجل التشكك المشروع واإلحالة من أجل األمن العمومي أو لصالح
حسن سير العدالة
يتم التقدم بطلب اإلحالة من أجل التشكك المشروع سواء من أحد األطراف أو من طرف
وزير العدل عند وجود شك في نزاهة المحكمة ،وإذا قبلت محكمة النقض الطلب فإنها تصدر
قرارها برفع المحكمة المختصة يدها عن القضية وتحيل القضية على محكمة تعينها من درجتها
للنظر فيها ،أما إذا رفضته ،حكمت على المدعي بالمصاريف وغرامة مدنية لصالح الخزينة
ال تتجاوز ثالثة آالف درهم عند االقتضاء.
وتنص المادة 121من ق.م.م على طلب اإلحالة ":يمكن تقديم طلب اإلحالة من أجل
التشكك المشروع من أي شخص طرف في النزاع بوصفه مدعيا أو مدعى عليه أو متدخال أو
مدخال كضامن.
تطبق على هذا الطلب نفس مسطرة تنازع االختصاص أمام محكمة النقض.
إذا قبلت محكمة النقض دعوى التشكك المشروع أحالت القضية بعد استشارة النيابة العامة
على محكمة تعينها .وتكون من نفس درجة المحكمة المتشكك فيها.
إذا لم تقبل المحكمة الدعوى حكمت على المدعي غير النيابة العامة بالمصاريف .كما
يمكن الحكم عليه بغرامة مدنية لصالح الخزينة ال تتجاوز ثالثة آالف درهم.
و يمكن لوزير العدل تقديم طلبات اإلحالة من أجل التشكك المشروع بواسطة الوكيل العام
للملك أمام محكمة النقض عند عدم تقديم هذا الطلب من األطراف.
يبت في هذه الطلبات الرئيس األول ورؤساء الغرف مجتمعين في غرفة المشورة خالل
الثمانية أيام الموالية إليداع الطلب من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض.
70
كما يمكن التقدم بطلب اإلحالة من محكمة إلى أخرى من أجل األمن العمومي أو من أجل
حسن سير العدالة كلما خيف حدوث اضطراب أو مساس بالنظام العام إذا حكمت في الدعوى
المحكمة المختصة محليا ،ويحق لوزير العدل وحده أن يقدم بواسطة الوكيل العام للملك هذه
الطلبات.
يبت في هذه الطلبات الرئيس األول ورؤساء الغرف مجتمعين في غرفة المشورة خالل
الثمانية أيام الموالية إليداع الطلب من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض.
إذا قبلت محكمة النقض المقال رفع قرارها حاال ونهائيا يد المحكمة المقدم إليها الطلب
سابقا ويحال النزاع على محكمة من نفس الدرجة تعينها المحكمة.
سنتناول تأليف محكمة النقض (المطلب األول) ثم نتطرق إلى المسطرة أمامها(المطلب
الثاني).
يترأس محكمة النقض رئيس أول .وتمثل النيابة العامة فيها بوكيل عام للملك يساعده
المحامون العامون ،كما تشتمل محكمة النقض أيضا على رؤساء غرف ومستشارين وعلى
كتابة الضبط وعلى كتابة النيابة العامة.
وتنقسم محكمة النقض إلى ست غرف :غرفة مدنية (تسمى الغرفة األولى) ،وغرفة
لألحوال الشخصية والميراث وغرفة تجارية وغرفة إدارية وغرفة اجتماعية وغرفة جنائية.
يرأس كل غرفة رئيس ،ويمكن تقسيمها إلى أقسام ،غير أنه يجوز لكل واحدة منها أن تبت في
كافة القضايا المعروضة على المحكمة أيا كان نوعها.
71
يشرف على تسيير المصالح الداخلية لمحكمة النقض مكتبها الذي يتألف من الرئيس
األول ورئيس كل غرفة وأقدم مستشار فيها والوكيل العام للملك وقيدوم المحامين العامين.
وينعقد اجتماع المكتب في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من كل سنة
بحضور رئيس كتابة الضبط بهدف توزيع القضاة والقضايا على مختلف الغرف وتحديد عدد
أقسامها وكذا أيام وساعات الجلسات ويمكنه أن يجتمع كلما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا أو بطلب
من الوكيل العام للملك.
كما تعقد محكمة النقض جلسة افتتاحية رسمية في الخمسة عشر يوما األولى من شهر
يناير تستعرض خاللها منجزات السنة القضائية والقرارات القضائية التي من شأنها أن تهم
المحاكم األخرى ،ويحضرها وجوبا جميع قضاتها.
ومن خالل المقارنة بين مشروع القانون 12-91والقانون الحالي ،يظهر أنه من هناك
عدة مستجدات في مشروع القانون:
ثانيا :يمكن تقسيم غرف المحكمة إلى هيئات ،بينما في النص الحالي تقسم الغرف إلى
أقسام؛
وقد أعطي للكاتب العام لمحكمة النقض نفس االختصاصات الموكلة إليه في محاكم أولى
درجة وثاني درجة.
حسب مشروع القانون ،12-91يتولى مكتب محكمة النقض نفس المهام الموكلة إليه في
محاكم أولى درجة وثاني درجة ،وال يؤدي دور الجمعية العامة كما هو الوضع حاليا ،فحسب
الفقرة األولى من المادة 11من مشروع القانون" :يحدث بمحكمة النقض مكتب يتولى وضع
مشروع برنامج تنظيم العمل بمحكمة النقض ،وذلك بتحديد الهيئات وتأليفها وتعيين رؤساء
72
الغرف ورؤساء الهيئات المقسمة إليها وتأليفها ،وتوزيع القضايا والمهام على قضاة المحكمة،
وتحديد عدد الجلسات وأيام وساعات انعقادها".
غير أن المكتب يقوم بمهمة إضافية عما يوكل إليه في محاكم أولى درجة وثاني درجة
وهي وضع مشروع النظام الداخلي لمحكمة النقض ،فقد جاء في الفقرة الثانية من نفس المادة:
"يضع المكتب مشروع النظام الداخلي للمحكمة ،يعرض على الجمعية العامة للمصادقة عليه
بأغلبية الحاضرين" .
وحسب المادة 11من مشروع القانون " ،12-91يرأس مكتب محكمة النقض رئيسها
األول ،ويضم في عضويته باإلضافة إلى الوكيل العام للملك لديها:
لم يكن هناك وجود للجمعية العامة لمحكمة النقض ،وكان مكتبها هو من يشرف على
تسيير المصالح الداخلية لمحكمة النقض ،وقد نظمت المادة 11من مشروع القانون أعضاء
الجمعية العامة" :تتكون الجمعية العامة لمحكمة النقض ،باإلضافة إلى الرئيس األول والوكيل
العام للملك بها ،من جميع المستشارين والمحامين العامين العاملين بها.
وتنطبق بخصوص كيفية انعقاد الجمعية العامة لمحكمة النقض والمواضيع المدرجة
بجدول أعمالها وكيفيات المصادقة على مشروع برنامج تنظيم العمل بهذه المحكمة ،نفس المواد
والمقتضيات المتعلقة بمحاكم أول درجة وثاني درجة (المواد 11 ،11 ،11 ،19من مشروع
هذا القانون).
73
المطلب الثاني :المسطرة أمام محكمة النقض
تبت محكمة النقض بتشكيلة جماعية ،فالجلسات تعقد وتصدر القرارات من طرف
خمس مستشارين بمساعدة كاتب الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك وبحضور النيابة
العامة لزوما في سائر الجلسات .وفي بعض الحاالت تعزز هذه الصفة الجماعية ،فتصدر
األحكام بواسطة غرفتين مجتمعتين وفي بعض القضايا تبت جميع الغرف مجتمعة في جلسة
عامة.
فضال عن تبني التشكيلة الجماعية ،تعتمد محكمة النقض قواعد المسطرة الكتابية في
كافة القضايا وليس هناك أي استثناء على هذا المبدأ.
كما تكون جلسات محكمة النقض علنية ،ما عدا إذا قررت المحكمة سريتها.
74
الفصل الثاني :المحاكم المتخصصة
بعد إحداث القانون رقم 19.11الصادر بتاريخ 91شتنبر 9111للمحاكم اإلدارية ،لم
تعد المحاكم االبتدائية مختصة بالنظر في القضايا اإلدارية ،بل أصبحت هذه القضايا من
اختصاص المحاكم اإلدارية.
وفي سنة ،781112أحدث المشرع المغربي أيضا محاكم االستيناف اإلدارية ،ولذلك
سنبدأ بدراسة المحاكم اإلدارية (المبحث األول) ثم نتطرق بعد ذلك للمحاكم االستينافية
اإلدارية(المبحث الثاني).
78تم ذلك بموجب القانون رقم 21-11بتاريخ 91فبراير 1112الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.12.19في 91من
محرم 9119المحدث بموجبه محاكم استئناف إدارية.
75
المبحث األول :المحاكم اإلدارية
تعد المحاكم اإلدارية أول درجة من درجات التقاضي أمام القضاء اإلداري بالمغرب،
ولإللمام بهذه المحاكم ،سنتطرق بإيجاز الختصاصها(المطلب األول) وتنظيمها(المطلب
الثاني).
في هذا المجال ،ال بد من تناول االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية (الفقرة األولى)
واختصاصها المحلي(الفقرة الثانية).
تختص المحاكم اإلدارية بالنظر ابتدائيا في القضايا اإلدارية ،وقد أشارت المادة 2من
القانون المنظم لها إلى ذلك" :تختص المحاكم اإلدارية ،79مع مراعاة أحكام المادتين 1و99
من هذا القانون ،بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة
وفي النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية ودعاوي التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال
ونشاطات أشخاص القانون العام ،ماعدا األضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أيا
كان نوعها يملكها شخص من أشخاص القانون العام.
76
وتختص المحاكم اإلدارية كذلك بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص
التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمعاشات ومنح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة
والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة مجلس
المستشارين 80وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة باالنتخابات 81والضرائب
ونزع الملكية ألجل المنفعة العامة ،وبالبت في الدعاوي المتعلقة بتحصيل الديون المستحقة
للخزينة العامة والنزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة
والجماعات المحلية والمؤسسات العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي مجلس
المستشارين ،82وذلك كله وفق الشروط المنصوص عليها في هذا القانون.
وتختص المحاكم اإلدارية أيضا بفحص شرعية القرارات اإلدارية وفق الشروط
المنصوص عليها في المادة 11من هذا القانون.
كل قرار إداري يشكل تجاوزا في استعمال السلطة ،يحق للمتضرر الطعن فيه أمام
المحكمة اإلدارية المختصة ،وقد عرف القانون رقم 19-11المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية
الشطط في استعمال السلطة في المادة ":11كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو
لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون ،يشكل تجاوزا في
استعمال السلطة ،يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة".
- 80تم تتميم الفقرة الثانية من المادة 1أعاله بموجب القانون رقم 51.77بتاريخ 15أغسطس 4777الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 4.77.477بتاريخ 40من جمادى األولى 15( 4113أغسطس ،)4777الجريدة الرسمية عدد 1111بتاريخ 5جمادى اآلخرة
41( 4113سبتمبر ،)4777ص .1110
- 81انظر المادة 112من القانون رقم 1.19المتعلق بمدونة االنتخابات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.19.21بتاريخ
11من ذي القعدة 1( 9199أبريل ،)9119الجريدة الرسمية عدد 1191بتاريخ 11ذي القعدة 1( 9119أبريل )9119كما
تم تتميمه وتغييره:
"بصفة انتقالية واستثناء من أحكام المواد 12و 19و 22و 922و 911و 191و 192و 191من هذا القانون فإن الطعون
المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية وبالترشيحات تقدم أمام المحكمة االبتدائية المختصة وفقا للكيفيات وفي اآلجال المحددة في
المواد المشار إليها أعاله .وتبث المحكمة طبقا ألحكام المواد المذكورة.
غير أن األحكام االستثنائية المنصوص عليها في الفقرة السابقة ال تطبق في العماالت واألقاليم حيث يوجد مقر محكمة إدارية.
تستأنف األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية ،المشار إليها في الفقرة األولى من هذه المادة ،أمام محاكم االستئناف اإلدارية".
- 82تم تتميم الفقرة الثانية من المادة 1أعاله بموجب القانون رقم 11.33الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 4.33.017بتاريخ 11
شعبان 41 (4114نوفمبر ،)1333الجريدة الرسمية عدد 1151بتاريخ 11رمضان 14( 4114ديسمبر ،)1333ص .0141
77
والجدير بالذكر أن طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة يعفى من أداء الرسم القضائي
حسب ما تنص على ذلك المادة 19من القانون رقم ،19-11وهو ما من شأنه تخفيف عبء
المصاريف القضائية على المتقاضين وتسهيل الولوج إلى العدالة.
وإذا كانت المحاكم اإلدارية هي المختصة بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات
اإلدارية ،فقد استثنت المادة 1من القانون رقم 19-11منها القرارات الصادرة عن رئيس
الحكومة وقرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي
لمحكمة إدارية والتي أولت لمحكمة النقض كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،النظر فيها ابتدائيا
وانتهائيا.
لم يعرف المشرع المغربي العقد اإلداري ،ولذلك تولى الفقه والقضاء القيام بهذه المهمة،
وهكذا عرف بعض الفقه العقود اإلدارية أنها اتفاقات تبرم بين الخواص سواء كانوا أشخاصا
طبيعيين أم معنويين وبين اإلدارة كسلطة عامة من أجل إنجاز عمل فيه تحقيق للمنفعة العامة،83
في حين أشار اتجاه آخر في الفقه إلى أن العقود اإلدارية ال تقف فيها الدولة أو المؤسسات
العمومية على قدم المساواة مع الخواص ،ألنها تستطيع بإرادتها المنفردة تعديل بنود تلك العقود
كلما اقتضت المصلحة العامة ذلك.84
أما القضاء المغربي ،فقد قدم في عدة قرارات له بعض المعايير المعتمدة في تحديد
ماهية العقد اإلداري ،منها احتواء العقد على شروط غير مألوفة في القانون الخاص ،وأن يتعلق
األمر بتسيير مرفق عام يهدف إلى تحقيق المنفعة العامة وأن يكون أحد أطرافه شخصا عاما،
83نورة غزالن الشنيوي ،التنظيم القضائي للمملكة ،دراسة من صميم اإلصالح الشامل للقضاء الم ربي ،مطبعة الورود ،إنزكان،
الطبعة الثانية ،1340 ،ص.117 ،
84عبد العزيز الحضري ،التنظيم القضائي الم ربي ،مطبعة الجسور ،وجدة ،1340-1341 ،ص441.
78
كما ابتدع القضاء أيضا معيارا جديدا لتكييف عقد ضمن العقود اإلدارية ،وهو نيابة الشخص
الخاص عن اإلدارة في تسيير مرفق عام.85
ثالثا :دعاوى التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص القانون
العام ما عدا األضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص من
أشخاص القانون العام
وتهدف دعوى التعويض إلى جبر الضرر الذي أصاب شخصا ما بفعل أخطاء موظفي
الدولة أو مستخدمي أحد أشخاص القانون العام ،وفي الحالة التي تتحقق فيها مسؤوليتها ،يحكم
للمتضرر بتعويض يقدر بالنظر إلى جسامة الضرر.
المقصود بهذه النزاعات ،تلك الناشئة عن تطبيق القوانين المتعلقة بأنظمة المعاشات
الخاصة بفئات متنوعة من الموظفين والمستخدمين المدنيين والعسكريين.
حسب المادة 12من القانون 19-11تختص المحاكم اإلدارية بالنظر في الطعون ضد
العمليات االنتخابية الخاصة بمجالس الجماعات ومجالس العماالت واألقاليم ومجالس الغرف
الفالحية وغرف الصناعة التقليدية وغرف التجارة والصناعة والخدمات وممثلي الموظفين في
85نورة غزالن الشنيوي ،التنظيم القضائي للمملكة ،مرجع سابق ،ص.103 ،
79
اللجان اإلدارية والثنائية والمنصبة على القيد في اللوائح االنتخابية والترشيحات ونتائج
االقتراع.
وتبقى المحاكم االبتدائية مختصة بالنظر في الطعون التي ترفع بشأن انتخابات أخرى
غير منصوص عليها في المادة 12من القانون 19.11المذكور ومنها انتخابات هيئة األطباء
والخبراء المحاسبيين والمهندسين المعماريين.
وتعفى الطعون االنتخابية من المصاريف القضائية وتتميز بقصر آجال البت فيها من
طرف المحكمة اإلدارية المختصة لطابعها الخاص الذي يستلزم سرعة الحسم فيها.
يمكن للملزم بالضريبة عرض النزاع أمام المحكمة اإلدارية التي يوجد بدائرة
اختصاصها المكان المستحقة الضريبة فيه ،أما بالنسبة للنزاعات المتعلقة بتحصيل ديون
الخزينة ،تبت المحكمة اإلدارية التي يوجد بدائرة اختصاصها المكان الذي يجب أن يتم فيه
تحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة.
وتختلف الجهة التي توجه إليها الدعوى بحسب الوظيفة التي تقوم بها اإلدارة المعنية،
فمديرية الضرائب تتولى تحديد وعاء الضريبة وتصفيتها ،بينما تعنى الخزينة العامة بعملية
التحصيل ،ولذلك تم التأكيد على هذا المبدأ في أحدى قرارات محكمة النقض":أية منازعة تتعلق
باستخالص ديون الدولة يجب أن ترفع ضد الخازن العام وليس ضد مدير الضرائب الذي ال
عالقة له باستخالص ديون الدولة ،ولو كانت عبارة عن ضرائب".86
86قرار المجلس األعلى رقم 5140صادر في 1نونبر ،4775منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى العدد ، 53/17ص13.
80
سابعا :النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين والعاملين في مرافق الدولة
والجم اعات المحلية والمؤسسات العمومية وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة
مجلس المستشارين
تتعلق هذه النزاعات بعالقة اإلدارة بموظفيها ،حيث يمكن لهؤالء مقاضاة اإلدارة عندما
يكون هناك قرار مرتبط بوضعيتهم الفردية يمس حقا مخوال لهم من طرف القانون ،ويجب أال
يكون الموظف من األشخاص المعينين بظهير أو بمرسوم.
يخول القانون 19.11للمحاكم اإلدارية تقدير شرعية القرارات اإلدارية التي تدخل في
اختصاصها ،ذلك أنه إذا أثير فحص شرعية قرار إداري على القضاء العادي ،فإن المحكمة
تؤجل الحكم في القضية وتحيل القضية إلى المحكمة اإلدارية المختصة لتقرير شرعية القرار،
أما إذا كان النزاع معروضا على محكمة زجرية ،فلها كامل الوالية لتقدير شرعية القرار.
وهذا ما نصت عليه المادة ": 11إذا كان الحكم في قضية معروضة على محكمة عادية
غير زجرية يتوقف على تقدير شرعية قرار إداري وكان النزاع في شرعية القرار جديا،
يجب على المحكمة المثار ذلك أمامها أن تؤجل في القضية وتحيل تقدير شرعية القرار اإلداري
محل النزاع إلى المحكمة اإلدارية أو إلى محكمة النقض بحسب اختصاص كل من هاتين
الجهتين القضائيتين كما هو محدد في المادتين 2و 1أعاله ،ويترتب على اإلحالة رفع المسألة
العارضة بقوة القانون إلى الجهة القضائية المحال إليها البت فيها.
للجهات القضائية الزجرية كامل الوالية لتقدير شرعية أي قرار إداري وقع التمسك به
أمامها سواء باعتباره أساسا للمتابعة أو باعتباره وسيلة من وسائل الدفاع".
وقد انتقد بعض الفقه هذا التمييز بين القضاء المدني والجنائي في منح االختصاص
بالبت في تقدير شرعية القرار اإلداري ،واعتبره غريبا عن نظامنا القضائي الذي يقوم على
81
مبدأ وحدة المحكمة وانعدام تخصص القضاة .حيث نفس القاضي يتاح له البت في شرعية
القرار اإلداري عندما يحضر في جلسة جنائية ويمنع من ذلك عندما يشارك في قضية مدنية.87
وبمناسبة فحص شرعية قرار إداري من طرف المحكمة اإلدارية أو القضاء الجنائي،
وعند ثبوت عدم مطابقته للدستور ،فإن ذلك ال يؤدي إلى إلغائه بل استبعاد تطبيقه في القضية
المعروضة على المحكمة.
إضافة إلى هذا االختصاص الموضوعي للمحاكم اإلدارية ،أسندت المادة 91من القانون
رقم 19.11المذكور لرئيس المحكمة اإلدارية أو من ينيبه عنه بصفته قاضيا للمستعجالت
واألوامر القضائية النظر في الطلبات الوقتية والتحفظية.
تاسعا :النزاعات المتعلقة بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت
نصت المادة 19من القانون رقم 19-11على نقل اختصاص المحاكم االبتدائية إلى
المحاكم اإلدارية فيما يتعلق بتلقي وثائق إجراءات نزع الملكية من أجل المنفعة العامة
واالحتالل المؤقت المنصوص عليها في القانون رقم 9.29الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 9.21.111بتاريخ 99من رجب 2( 9111ماي 88)9121وكذلك فيما يخص النظر في
النزاعات الناشئة عن تطبيق القانون المذكور.
ومن المعلوم أن نزع الملكية ال يمكن أن يتم بدون إصدار حكم قضائي من طرف المحكمة
اإلدارية التي يوجد العقار المنزوع ملكيته في دائرة اختصاصها ،وتهدف دعوى نزع الملكية
إلى نقل ملكية العقار إلى الدولة مع تقدير التعويض المناسب لمالكي العقار وتخضع للقواعد
المسطرية الواردة في ق.م.م ما عدا بعض االستثناءات ،ومن بينها أن مصاريف الدعوى
يتحملها دائما نازع الملكية.
87عبد العزيز الحضري ،التنظيم القضائي الم ربي ،مطبعة الجسور ،وجدة ،1340-1341 ،ص 440.هامش .15
- 88القانون رقم 1.14المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت ،الجريدة الرسمية عدد 0115بتاريخ 0رمضان
45( 4130يونيه ،)4710ص ،713كما تم ت ييره وتتميمه.
82
والجدير بالذكر أن محكمة النقض تختص بالنظر في طلبات إلغاء القرار اإلداري
بإعالن المنفعة العامة والتخلي ،ألن هذا القرار يصدر بمرسوم ،ومن المعلوم أن محكمة النقض
هي المختصة بالنظر في جميع المقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن رئيس الحكومة
حسب المادة التاسعة من القانون رقم .19-11
كما نصت المادة 12من القانون رقم 19-11أن رئيس المحكمة اإلدارية أو القاضي
الذي ينيبه عنه لهذه الغاية يتولى اختصاصات قاضي المستعجالت.
تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي المنصوص عليها في الفصل
19وما يليه إلى الفصل 11من قانون المسطرة المدنية ما لم ينص مقتضى خاص على خالف
ذلك.
وهكذا تطبق القاعدة العامة المنصوص عليها في الفصل 19والتي تعطي االختصاص
المحلي لمحكمة موطن أو إقامة المدعى عليه ،غير أن هناك استثناءات واردة على هذه القاعدة،
ومن بينها:
-بالنسبة لدعاوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة ،يرجع االختصاص للمحكمة اإلدارية التي
يوجد موطن طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو التي صدر القرار بدائرة اختصاصها؛
83
وال شك أن االستثناء األول جاء لمصلحة طالب اإللغاء لكن أثره يبقى جزئيا بالنظر
التساع دائرة نفوذ المحاكم اإلدارية ،89وهو ما جعل مشروع القانون رقم 12-91يقرر إحداث
أقسام إدارية بالمحاكم االبتدائية وذلك لتقريب القضاء من المواطنين.
أما االستثناء الثاني فيهم الدعاوى المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين بظهير
أو مرسوم كالوالة والقضاة ،وال ترمي هذه الدعاوى إلى إلغاء هذه الظهائر أو المراسيم ،بل
إلى المطالبة ببعض الحقوق التي يقررها القانون لهم.
تتكون المحكمة اإلدارية من رئيس وعدة قضاة وكتابة ضبط ،كما يعين رئيس المحكمة
من بين قضاتها مفوض ملكي أو عدة مفوضين ملكيين للدفاع عن القانون والحق باقتراح من
الجمعية العمومية لمدة سنتين.
89عبد العزيز الحضري ،التنظيم القضائي الم ربي ،مطبعة الجسور ،وجدة ،1340-1341 ،ص.411.
84
ويظهر من خالل تأليف المحكمة اإلدارية عدم وجود النيابة العامة ،فالمفوض الملكي
بالرغم من قيامه بالدفاع عن القانون والحق إال أنه معين من بين قضاة الحكم بالمحكمة اإلدارية
من طرف الرئيس باقتراح من الجمعية العمومية لمدة مؤقتة تتمثل في سنتين.
ويجوز تقسيم هذه المحكمة إلى أقسام بحسب أنواع القضايا التي تعرض عليها ،غير أن
القانون 19.11ال ينص على أنه يمكن لكل قسم أن يبت في كل القضايا التي تعرض على هذه
المحكمة ،وبناء عليه يرى بعض الفقه أنه من المستحسن أن يحذو المشرع نفس النهج الذي
سلكه المشرع المغربي بالنسبة للمحاكم االبتدائية والتجارية وذلك لتفادي البطء في اإلجراءات
وتعطيل البت في القضايا من طرف المحاكم اإلدارية.90
كما تعقد الجمعية العمومية التي تتألف من قضاة المحكمة والمفوضين الملكيين بحضور
رئيس كتابة الضبط اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من أجل تحديد عدد
األقسام وتكوينها وأيام وساعات الجلسات وتوزيع القضايا بين مختلف األقسام ،كما تقوم
باقتراح ت عيين المفوضين الملكيين للدفاع عن القانون والحق ويمكنها عقد اجتماعات أخرى
عند الضرورة إذا ما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا.
من خصوصيات المسطرة أمام المحاكم اإلدارية ،علنية الجلسات واألحكام ،فضال عن
أخذها بنظام القضاء الجماعي ،حيث تعقد هذه المحاكم جلساتها بثالثة قضاة يساعدهم كاتب
الضبط ويرأس الجلسة رئيس المحكمة أو قاض تعينه الجمعية العمومية السنوية للقيام بهذه
المهمة.
- 90عبد الكريم الطالب؛ التنظيم القضائي الم ربي؛ المطبعة والوراقة الوطنية الداوديات مراكش؛ الطبعة الرابعة 1341؛ ص
.14
85
كما يحضر الجلسة المفوض الملكي الذي يعرض على هيئة الحكم مستنتجاته سواء فيما
يتعلق بظروف الوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها ،والتي يحق لألطراف الحصول على
نسخة منها قصد االطالع ،إال أنه ال يشارك في إصدار األحكام ،وهو ما تنص عليه المادة 1
من القانون ":19.11تعقد المحاكم اإلدارية جلساتها وتصدر أحكامها عالنية وهي متركبة من
ثالثة قضاة يساعد هم كاتب ضبط ،ويتولى رئاسة الجلسة رئيس المحكمة اإلدارية أو قاض
تعينه للقيام بذلك الجمعية العمومية السنوية لقضاة المحكمة اإلدارية.
ويعرض المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق آراءه المكتوبة والشفهية على هيئة
الحكم بكامل االستقالل سواء فيما يتعلق بظروف الوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها.
ويعبر عن ذلك في كل قضية بالجلسة العامة ،ويحق لألطراف أخذ نسخة من مستنتجات
المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق بقصد االطالع.
أيضا أكد قانون إحداث المحاكم اإلدارية على مجانية دعوى اإللغاء ،حيث نص في
المادة 11منه على إعفاء طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسوم القضائية.
كما نص قانون إحداث المحاكم اإلدارية على اعتماد المسطرة الكتابية في المرافعات
أمام هذه المحاكم.
86
المبحث الثاني :محاكم االستئناف اإلدارية
الجدير بالذكر أن الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض بقيت مختصة في استئناف أحكام
المحاكم اإلدارية إلى أن صدر القانون رقم 21.11الصادر في 91فبراير 1112المحدث
لمحاكم االستئناف اإلدارية ،ولذلك سنتناول فيما يلي اختصاص محاكم االستئناف
اإلدارية(المطلب األول) قبل أن نعرج على تنظيمها(المطلب الثاني).
تختص محاكم االستئناف اإلدارية حسب المادة الخامسة من قانون إحداثها بالنظر في
استئناف أحكام المحاكم اإلدارية التي تدخل في دائرة نفوذها وكذا البت في استئناف األوامر
الصادرة عن رؤساء المحاكم اإلدارية ما عدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية مخالفة.
كما تنظر محاكم االستئناف في طلبات استئناف قرار رئيس المحكمة اإلدارية برفض
المساعدة القضائية.
كما يمارس الرئيس األول لمحكمة االستئناف اإلدارية أو نائبه مهام قاضي المستعجالت
إذا كان النزاع معروضا عليها كما أكدت ذلك المادة السادسة من القانون رقم 12.11المذكور،
ويمكنه البت في طلبات المساعدة القضائية طبقا للمادة السابعة من نفس القانون.
87
المطلب الثاني :تنظيم محاكم االستئناف اإلدارية
سنبدأ بتأليف المحكمة(الفقرة األولى) قبل االنتقال إلى تناول المسطرة المتبعة أمام
محاكم االستئناف(الفقرة الثانية).
تتكون محكمة االستئناف اإلدارية من رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين وكتابة
ضبط ،كما يعين رئيس محكمة االستئناف اإلدارية من بين المستشارين مفوضا ملكيا أو أكثر
للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد.
ويجوز تقسيم محكمة االستئناف اإلدارية إلى عدة غرف بحسب أنواع القضايا التي
تعرض عليها.
كما تعقد الجمعية العمومية التي تتألف من المستشارين والمفوضين الملكيين بحضور
رئيس كتابة الضبط اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من أجل تحديد عدد
الغرف وتكوينها وأيام وساعات الجلسات وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف ،كما تقوم باقتراح
تعيين المفوضين الملكيين للدفاع عن القانون والحق ويمكنها عقد اجتماعات أخرى عند
الضرورة إذا ما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا.
88
الفقرة الثانية :المسطرة المتبعة أمام محاكم االستئناف اإلدارية
تعقد محكمة االستئناف جلساتها وتصدر قراراتها عالنية وهي متركبة من ثالثة
مستشارين من بينهم رئيس يساعدهم كاتب الضبط ،مما يعني اعتماد القضاء الجماعي.
كما ينبغي أن يحضر الجلسة المفوض الملكي الذي يعرض مستنتجاته على هيئة الحكم
سواء فيما يتعلق بالوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها ،والتي يحق لألطراف الحصول
على نسخة منها قصد االطالع ،إال أنه ال يشارك في إصدار األحكام.
وتجدر اإلشارة إلى أن قرارات محاكم االستئناف تقبل الطعن بالنقض أمام محكمة
النقض باستثناء القرارات الصادرة في تقدير شرعية القرارات اإلدارية.
تعتمد المسطرة الكتابية أمام محاكم االستئناف اإلدارية ،ذلك أن القضايا ترفع بمقال
موقع من طرف محام مسجل في جدول هيئة من هيئات المحامين ،مع اإلشارة إلى أن تنصيب
المحامي يعد أمرا اختياريا بالنسبة للدولة واإلدارات العمومية.
وتعفى طلبات االستئناف أمام محاكم االستئناف اإلدارية من أداء الرسوم القضائية.
وتخضع هذه المحاكم بصورة عامة للقواعد المنصوص عليها في قانون المسطرة
المدنية وقانون إحداث المحاكم اإلدارية.
89
الفرع الثاني :المحاكم التجارية
بخالف المحاكم اإلدارية التي تم إنشاء محاكم الدرجة الثانية في وقت الحق ،قام المشرع
المغربي في وقت واحد بإحداث المحاكم التجارية (المبحث األول) والمحاكم االستينافية
التجارية (المبحث الثاني) بموجب القانون رقم 11-11الصادر في 91فبراير.9119
وقد تم إحداث المحاكم التجارية في سياق تحديث وعصرنة مناخ األعمال وتطوير دور
القضاء في حل النزاعات التجارية ،فهو الذي يضمن حقوق المتعاملين ويصون مصالحهم،
وبالتالي فهو يساهم في تدعيم جو الثقة الضروري لتنمية االستثمار وتقوية حركة النشاط
االقتصادي.
في هذا المجال ،ال بد من تناول اختصاص المحاكم النوعي (الفقرة األولى)
واالختصاص المحلي (الفقرة الثانية).
90
الفقرة األولى :اختصاص المحاكم التجارية النوعي
بحسب المادة الخامسة من قانون إحداث المحاكم التجارية ،تختص المحاكم التجارية
بالنظر في الدعاوى المتعلقة ب:
لم يعرف المشرع هذه العقود ،إال أن هناك تنظيم ألهم العقود التجارية الشائعة في مدونة
التجارة (المواد من 111إلى )111ومنها عقد السمسرة والوكالة التجارية والوكالة بعمولة
والنقل وغيرها ،أما بالنسبة للعقود التجارية األخرى التي لم يقم المشرع بتنظيمها ،فهنا تطرح
عملية تكييف ما إذا كان العقد تجاريا أم ال نفسها على االجتهاد القضائي ،ويمكن اعتبار العقد
تجاريا إذا كان محله القيام بأعمال تجارية أو إذا أجراه التاجر لحاجات تجارته ما لم يثبت
خالف ذلك.
يعتبر أهم اختصاص يبرز الطابع الشخصي لهذه المحاكم وذلك بكونها محدثة لحل
النزاعات القائمة بين التجار بمناسبة ممارسة نشاطهم التجاري ،أما إذا كانت المنازعة بين
تاجر وغير التاجر ،فيرجع لقواعد االختصاص المتعلقة بالعقود المختلطة.
فمن حيث المبادئ العامة ،ي حق لغير التاجر أن يرفع دعواه في مواجهة التاجر أمام
المحاكم التجارية أو أمام المحاكم االبتدائية ،أما التاجر فال يمكنه رفع دعواه في مواجهة غير
التاجر سوى أمام المحاكم االبتدائية ،غير أنه يمكن االتفاق بين التاجر وغير التاجر على إسناد
االختصاص للمحكمة التجارية فيما قد ينشأ بينهما من نزاع بسبب عمل من أعمال التاجر.
ومن البديهي أن النزاعات القائمة بين التجار ليست دائما ذات طبيعة تجارية ،كنشوء
نزاع حول عقد كراء لمحل سكني أو بخصوص جميع العقود االستهالكية ،فهذه تعتبر أعماال
مدنية للتاجر وال تدخل في اختصاص المحاكم التجارية.
91
وهكذا يشترط الختصاص المحاكم التجارية أن يكون النزاع القائم بين التجار متعلقا
بأعمالهم التجارية ،سواء كانت هذه األعمال بطبيعتها أو كانت أعماال تجارية تبعية ،وسواء
كانت هذه المنازعة ذات طبيعة تعاقدية أو تقصيرية ،على أن هناك استثناء على هذه القاعدة
أورده المشرع المغربي صراحة في المادة الخامسة ويتعلق األمر بحوادث السير التي ال تنظر
فيها المحاكم التجارية.
تختص المحاكم التجارية بالنظر في دعاوى األوراق التجارية سواء كانت الورقة
كمبيالة أو سندا ألمر أو شيكا.
يثبت االختصاص للمحكمة التجارية فيما يتعلق بالنزاعات بين الشركاء في شركات
تجارية ،ولو لم يكونوا تجارا بحكم أن األمر يهم شركات تجارية شكلية.
تعرفه مدونة التجارة بأنه مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة
لممارسة نشاط تجاري منها الزبناء واالسم التجاري والشعار والحق في الكراء واألثاث
التجاري والبضائع والمعدات وغيرها من األموال الضرورية الستغالل األصل.
وتختص المحاكم التجارية بالنظر في النزاعات المتعلقة بالعقود الواردة على األصل
التجاري ومنها البيع والرهن والكراء.
من جهة أخرى ،أصبحت المحاكم التجارية تختص في الطلبات التي تتجاوز قيمتها
11111درهم ،وهي تنظر في كافة القضايا بشكل ابتدائي فقط ،لذا فجميع الطلبات التي تنظر
فيها تقبل االستئناف ،أما الطلبات التي تقل قيمتها عن 11111درهم فهي من اختصاص
المحاكم االبتدائية.
92
فضال عن هذا االختصاص الموضوعي للمحاكم التجارية ،يختص رئيس المحكمة
التجارية بنفس االختصاصات المسندة إلى رئيس المحكمة االبتدائية منها النظر في األوامر
المبنية على طلب والمعاينات والقضايا االستعجالية فضال عن البت في طلب األمر باألداء
الذي يتجاوز مبلغه 11111درهم والمبني على ورقة تجارية أو سند رسمي أو اعتراف بدين
ناتجين عن المعامالت التجارية.
كما تشير قوانين أخرى إلى اختصاصات أخرى لرئيس المحاكم التجارية ،منها على
سبيل المثال الفصل في المنازعات المتعلقة بالسجل التجاري والنظر في التدابير الكفيلة
بت صحيح وضعية شركة أو مقاولة تجارية تواجه صعوبات من شأنها اإلخالل باستمرارية
استغاللها.
اعتمد قانون إحداث المحاكم التجارية على نفس القاعدة المكرسة في قانون المسطرة
المدنية المتمثلة في اختصاص محكمة موطن أو محل إقامة المدعى عليه ،غير أنه تم وضع
استثناءات على هذه القاعدة ،وذلك في المادة 99من قانون المحاكم التجارية ومن بينها:
-بالنسبة للشركات ،ينعقد االختصاص للمحكمة التجارية التابع لها مقر الشركة أو
فروعها؛
-بالنسبة لصعوبات المقاولة ،يرجع االختصاص للمحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة
التاجر الرئيسية أو المقر االجتماعي للشركة.
-فيما يخص اإلجراءات التحفظية ،ترفع الدعوى أمام المحكمة التجارية التي يوجد
بدائرتها موضوع هذه اإلجراءات.
93
وتجدر اإلشارة إلى أن المادة 91من قانون إحداث المحاكم التجارية تعطي الحرية
لألطراف لالتفاق كتابة على اختيار المحكمة التجارية المختصة.
لإلحاطة بتنظيم المحاكم التجارية سنتطرق أوال إلى تأليفها (الفقرة األولى) ثم ندرس
المسطرة المتبعة أمام هذه المحاكم(الفقرة الثانية).
تتألف المحاكم التجارية من رئيس ونواب للرئيس وقضاة ونيابة عامة يمثلها وكيل الملك
ونائب أو عدة نواب وكتابة للضبط وكتابة للنيابة العامة.
ويمكن تقسيم المحكمة التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا المعروضة عليها،
غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في القضايا المعروضة على المحكمة.
كما يعين رئيس المحكمة التجارية باقتراح من الجمعية العمومية قاضيا مكلفا بمتابعة
إجراءات التنفيذ ،وذلك توخيا للسرعة في تنفيذ األحكام ومن أجل التخفيف من حدة المشاكل
التي يثيرها تنفيذ الملفات.
كما تعقد الجمعية العمومية التي تتألف من جميع القضاة بحضور رئيس كتابة الضبط
اجتماعا في الخمسة عشر يوما األولى من شهر دجنبر من أجل تحديد عدد الغرف وتكوينها
وأيام وساعات الجلسات وتوزيع القضايا بين مختلف الغرف ،ويمكنها عقد اجتماعات أخرى
عند الضرورة إذا ما اعتبر الرئيس ذلك مفيدا.
94
وبالمقارنة مع مشروع القانون ،12-91تنص المادة 21بخصوص تأليف المحكمة
التجارية على ما يلي:
نائب لوكيل الملك أو أكثر يعينهم وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يوجد بدائرتها
مقر المحكمة االبتدائية التجارية ،للقيام بمهام النيابة العامة أمام هذه المحكمة؛
وقد اعتبرت المحكمة الدستورية في قرارها المذكور أعاله أن تعيين نائب وكيل الملك
بالمحكمة التجارية من قبل وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية مخالف للدستور وأن هذا التعيين
موكول للمجلس األعلى للسلطة القضائية طبقا للمادتين 19و 11من القانون التنظيمي المتعلق
بالنظام األساسي للقضاة ،ومما جاء في القرار ":وحيث إن تخصص القضاء التجاري يقتضي
أيضا تخصص مسؤوليه القضائيين ،وهو ما ال يتأتى عبر جعل ممثل النيابة العامة لدى المحاكم
االبتدائية التجارية ُمعينا من قبل وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية ،الذي يغدو رئيسه التسلسلي
عوض ممثل النيابة العامة لدى محاكم االستئناف التجارية؛
وحيث إنه ،بناء على ما سبق ،يكون تخويل وكيل الملك لدى محكمة أول درجة والوكيل العام
للملك لدى محكمة االستئناف ،تعيين ،بالتتابع ،نائب لوكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية
التجارية ونائب للوكيل العام لدى محكمة االستئناف التجارية ،مخالفا ألحكام الدستور والقانونين
التنظيميين المتعلقين بالمجلس األعلى للسلطة القضائية والنظام األساسي للقضاة".
95
الفقرة الثانية :المسطرة المتبعة أمام المحكمة التجارية
من خصوصيات المسطرة أمام المحاكم التجارية اعتماد المشرع للقضاء الجماعي،
حيث تعقد هذه المحاكم جلساتها وهي متركبة من ثالث قضاة من بينهم رئيس يساعدهم كاتب
الضبط ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
كما تعتمد المسطرة الكتابية أمام المحاكم التجارية ،فالدعوى ترفع بمقال مكتوب وموقع
من محام مسجل في إحدى هيئات المحامين.
سنتناول أوال اختصاص محاكم االستئناف التجارية (المطلب األول) ثم ندرس بعد ذلك
تنظيمها (المطلب الثاني).
تختص محاكم االستئناف التجارية بالنظر في استئناف كافة األحكام الصادرة عن
المحاكم التجارية ،ذلك أنه بعد التعديل الذي أدخل على قانون إحداث المحاكم التجارية بموجب
96
القانون الصادر في 91يونيو ،1111أصبحت كل األحكام الصادرة عن المحاكم التجارية
قابلة لالستئناف.
كما تختص محاكم االستئناف التجارية بالنظر في استئناف األوامر الصادرة عن رؤساء
المحاكم التجارية.
تتألف محاكم االستئناف التجارية حسب المادة الثالثة من القانون المحدث للمحاكم
التجارية من رئيس أول ورؤساء غرف ومستشارين ومن نيابة عامة يمثلها الوكيل العام للملك
ونوابه وكتابة للضبط وكتابة للنيابة العامة.
ويمكن تقسيم محكمة االستئناف التجارية إلى عدة غرف بحسب طبيعة القضايا
المعروضة عليها ،غير أنه يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في القضايا المعروضة على
المحكمة.
وال تختلف محاكم االستئناف التجارية عن المحاكم التجارية من حيث كيفية تنظيم
الجمعية العمومية التي تتألف من جميع المستشارين وقضاة النيابة العامة أو من حيث المسطرة
المتبعة أمامها ،فتتميز باعتماد المشرع للقضاء الجماعي ،حيث تعقد هذه المحاكم جلساتها وهي
متركبة من ثالث قضاة ،فضال على تبني المسطرة الكتابية أمام هذه المحاكم.
97
الباب الثاني :األشخاص المشكلون للمحاكم
سنتناول فيما يلي الفئتان األساسيتان المشكلتان للمحاكم ،تتمثل األولى في القضاة ،سواء
القضاء الواقف أو الجالس (الفصل األول) ،والثانية هي هيئة كتابة الضبط (الفصل الثاني).
كان القضاة يخضعون لنظام أساسي خاص بهم يسمى النظام األساسي لرجال القضاء
92
صدر بتاريخ 99نونبر ،919191وقد بقي هذا القانون ساري المفعول إلى حين صدور
الظهير الشريف رقم 9.92.19الصادر في 91من جمادى اآلخرة 11( 9119مارس )1192
بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 912.91المتعلق بالنظام األساسي للقضاة.93
كما أحدث دستور 1199المجلس األعلى للسلطة القضائية الذي يسهر على تطبيق
الضمانات الممنوحة للقضاة ،والسيما فيما يخص استقاللهم وتعيينهم وترقيتهم وتقاعدهم
وتأديبهم .وقد صدر فعال بموجب الظهير الشريف رقم 9-92-11صادر في 91من جمادى
اآلخرة 11( 9119مارس )1192بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 911-91المتعلق بالمجلس
األعلى للسلطة القضائية ،وقد أنيط به تدبير وضعية القضاة المهنية وفق مبادئ تكافؤ الفرص
واالستحقاق والكفاءة والشفافية والحياد والسعي نحو المناصفة.
وبصدور القانون التنظيمي 911-91تم تكريس مبدأ استقالل السلطة القضائية عن
السلطتين التشريعية والتنفيذية ،فقد أصبح المجلس األعلى للسلطة القضائية يمارس مهامه
-91ظهير شريف بمثابة قانون رقم 9 .91 .129بتاريخ 12شوال 99 -9111نونبر 9191يكون النظام األساسي لرجال القضاء ،الجريدة الرسمية
عدد 1119بتاريخ 12شوال 91(9111نونبر ،)9191ص 1191 :
-92هناك بعض المقتضيات التي لم تلغى وبقيت سارية المفعول لحين تعويضها أو نسخها.
-93الجريدة الرسمية عدد 2112بتاريخ 2رجب 91( 9119أبريل ،)1192ص .1921
98
بصفة مستقلة تطبيقا ألحكام الفصول 919و 991و 992من الدستور ،وإذا كان الملك هو الذي
يرأس المجلس األعلى للسلطة القضائية ،إال أن من ينوب عنه ليس وزير العدل كما كان عليه
األمر في السابق ،بل أضحى الرئيس األول لمحكمة النقض هو الرئيس المنتدب للمجلس،
وبذلك تم وضع لبنة أساسية في إصالح منظومة العدالة بفصل السلطة القضائية عن وزارة
العدل.
وحسب المادة الثالثة من القانون التنظيمي رقم 912.91المذكور ،فإن السلك القضائي
يتألف من هيئة واحدة تشمل قضاة األحكام والنيابة العامة سواء كانوا في وضعية القيام بمهامهم
أو اإللحاق أو االستيداع.
وستناول فيما يلي األحكام العامة المتعلقة بالقضاة وخاصة المرتبطة بولوج السلك
القضائي ووضعياتهم (المبحث األول) ،قبل االنتقال لدراسة بعض الخصوصيات المميزة للنيابة
العامة (المبحث الثاني).
سوف نتناول فيما يلي دراسة طريقة ولوج السلك القضائي(المطلب األول)
ووضعياتهم(المطلب الثاني) وحقوق وواجبات القضاة(المطلب الثالث).
ميز القانون التنظيمي بين 1طرق لولوج السلك القضائي ،الفئة األولى تجتاز مباراة
الملحقين القضائيين ،ويخضع الناجحون فيها لتكوين بمؤسسة تكوين القضاة ،ثم يجتازون
امتحان نهاية التكوين ،ويعين القضاة من بين الملحقين القضائيين الناجحين فيه (الفقرة األولى)،
والفئة الثانية ،يتم تعيين القضاة من بعض المترشحين المنتمين لبعض فئات المهنيين والموظفين
99
الذين يتعين عليهم اجتياز مباراة لولوج سلك القضاء مع تلقي تكوين بمؤسسة تكوين القضاة (
الفقرة الثانية) ،وأما الفئة الثالثة ،فيتم تعيين القضاة من بعض المترشحين بدون مباراة مع تلقي
تكوين بمؤسسة تكوين القضاة كاألساتذة الباحثين والمحامين وبعض الموظفين(الفقرة الثالثة).
كما يعين الملك الرئيس األول لمحكمة النقض والوكيل العام للملك لديها لمدة خمس
سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ،غير أنه يمكن وضع حد لهذا التعيين قبل انتهاء المدة المذكورة
وفقا ألحكام المادة 11من القانون التنظيمي 912-91المتعلق بالنظام األساسي للقضاة.
يعين القضاة بصورة أساسية من بين الملحقين القضائيين ،وقد وضع الفصل الرابع من
ظهير 99نونبر 9191مجموعة من الشروط الجتياز مباراة الملحقين القضائيين:
-94أنظر المادة 29و 22من الظهير الشريف رقم 9-92-11صادر في 91من جمادى اآلخرة 11( 9119مارس )1192بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 911-91المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية.
100
أن يكون في حالة صحيحـة تجاه القوانين المتعلقة بالتجنيد العسكري والخدمة -4
المدنية.
أما المادة السابعة من القانون التنظيمي 912-91فنصت على أنه :يشترط في المترشح
لولوج السلك القضائي :
-أال يكون مدانا قضائيا أو تأديبيا بسبب ارتكابه أفعاال منافية للشرف والمروءة
أو حسن السلوك ولورد اعتباره؛
-أن يكون متوفرا على شروط القدرة الصحية الالزمة للقيام بالمهام القضائية.
وعالوة على الشروط العامة المنصوص عليها في المادة السابقة ،تشترط المادة الثامنة
من القانون التنظيمي في المترشح الجتياز مباراة الملحقين القضائيين:
-أال تتجاوز سنه خمسا وأربعين ( )11سنة في فاتح يناير من سنة إجراء المباراة؛
-أن يكون حاصال على شهادة جامعية يحدد القانون نوعها والمدة الالزمة للحصول عليها.
وتنص المادة الخامسة من ظهير 9191بخصوص كيفية تعيين الملحقين القضائيين ،على
أنه " :يوظف الملحقون القضائيون بحسب ما تقتضيه حاجات مختلف المحاكم على إثر مباراة
101
يشارك فيها األشخاص المتوفرون على الشروط المشار إليهـا في الفصل الرابع من النظام
األساسي لرجال القضاء والحاملون لشهادة جامعية ال تقل عن اإلجازة.95
كما نصت المادة السادسة من ظهير 9191على تعيين المترشحين الناجحين في تلك
المباراة ملحقين قضائيين بقرار لوزير العدل ويقضون بهذه الصفة تدريبا تحدد مدته بنص
تنظيمي على أال تقل عن سنتين ،ويحدد بنص تنظيمي نظام وكيفية ومدة التكوين النظري
بمؤسسة تكوين القضاة والتدريب بمختلف المحاكم واإلدارات المركزية والمصالح المحلية
والمؤسسات العامة أو الخاصة.
وقد احتفظ القانون التنظيمي بنفس مبدأ تعيين القضاة من بين الملحقين القضائيين
الناجحين في امتحان نهاية التكوين ،أما بالنسبة لنوع الشهادة المتطلبة الجتياز المباراة ،فظهير
9191ونصوصه التنظيمية تشترط حصول الشخص على اإلجازة على األقل الجتياز مباراة
الملحقين القضائيين ،أما القانون التنظيمي الجديد فقد أحال أمر تحديدها على القانون المتعلق
بسير وتنظيم مؤسسة تكوين القضاة ،ولحين صدوره ،فإن مقتضيات المواد من 1إلى 91تبقى
سارية المفعول حسب ما تنص عليه المادة 999من القانون التنظيمي .912-91
- 95عدل الفصل 1أعاله بموجب المادة الفريدة من القانون رقم 11.12الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 9.12.91بتاريخ 11من شوال 11( 9111أكتوبر ،)1112
الجريدة الرسمية عدد 1221بتاريخ 92ذو القعدة 99( 9111نوفمبر ،)1112ص ،1111وقد كان النص األصلي قبل تعديله ينص على شهادة جامعية ال تقل المدة الالزمة
للحصول عليها عن أربع سنوات.
- 96ويتعلق األمر حسب قـرار للوزير المكلـف بتحديث القطاعات العامة رقم 1119.12بتاريخ 11من رمضان 11(9119أكتوبر )1112بتحديد قائمة الشهادات المقبولة
للمشاركة في مباراة الملحقين القضائيين ،كما تم تتميمه وتغييره؛ الجريدة الرسمية عدد 1121بتاريخ 11شوال 11( 9119أكتوبر ،)1112ص 1111بالشهادات التالية:
شهادة جامعية مسلمة من طرف الجامعات المغربية ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أربع سنوات (شعبة القانون العام أو العلوم االقتصادية)؛ -
شهادة جامعية ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أربع سنوات (شعبة القانون الخاص)؛ -
شهادة جامعية في الشريعة ال تقل المدة الالزمة للحصول عليها عن أربع سنوات مسلمة من إحدى كليات الشريعة التابعة لجامعة القرويين. -
- 97قرار وزير العدل رقم 2356.06بتاريخ 11من رمضان 11( 9119أكتوبر ) 1112بتحديد إجراءات ومقاييس االنتقاء األولي للمترشحين المقبولين في اختبارات مباراة
الملحقين القضائيين ،كما تم تتميمه وتغيره؛ الجريدة الرسمية عدد 1121بتاريخ 11شوال 11( 9119أكتوبر ،)1112ص .1119
102
كما أقر القانون التنظيمي نفس مسطرة تعيين الملحقين القضائيين الواردة في ظهير
،9191إذ بعد النجاح في مباراة الملحقين القضائيين ،يتلقى الملحقون القضائيون بالمعهد العالي
للقضاء التكوين الالزم لممارسة مهامهم ،ثم يجتازون امتحان نهاية التكوين ،ويعين القضاة من
الناجحين فيه ،كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من المادة الثامنة" :يعين قضاة في السلك
القضائي الملحقون القضائيون الناجحون في امتحان نهاية التكوين بمؤسسة تكوين القضاة،
طبقا للمقتضيات التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل ".
الفقرة الثانية :تعيين القضاة من بعض المهنيين والموظفين بعد اجتياز مباراة
نص القانون التنظيمي على تعيين فئات جديدة تحدد بقانون من المهنيين والموظفين في
سلك القضاء بعد اجتياز مباراة ،فقد جاء في المادة 11من القانون التنظيمي 912.91ما يلي":
يمكن أن يعين قضاة بالسلك القضائي،و بعد اجتياز مباراة ،المترشحون المنتمون إلى بعض
فئات المهنيين والموظفين اللذين ال تتجاوز سنهم عند تقديم الطلب 11سنة و اللذين مارسوا
مهنتهم أو مهامهم بصفة فعلية لمدة ال تقل عن 91سنوات .
يحدد القانون 98فئات المهنيين والموظفين المخول لهم اجتياز المباراة و كذا نوع الشهادات
الجامعية المطلوبة".
ويبدو من خالل المادة التاسعة المذكورة أنه يشترط في هذه الفئة الجديدة من المهنيين
والموظفين الجتياز المباراة عدم تجاوز سن المترشحين خمسا وخمسين ( )11و ممارسة
مهنتهم أو مهامهم بصفة فعلية لمدة ال تقل عن 91سنوات ،أما المادة 99و 91من القانون
التنظيمي ،فتنص على توجيه هؤالء المترشحين لطلبات الترشيح لولوج السلك القضائي إلى
103
الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية ،كما يتوجب عليهم تلقي تكوين بمؤسسة
تكوين القضاة يحدد القانون مدته.99
نص الفصل الثالث من ظهير 99نونبر 9191على إعفاء األساتذة والمحامين والموظفين
المشار إليهم أدناه من اجتياز مباراة الولوج إلى سلك القضاء ،حيث جاء في الفقرتين األولى
والثانية من هذا الفصل ":يعين القضاة من بين الملحقين القضائيين وفق الشروط المنصوص
عليها في هذا القانون.
بيد أنه يمكن أن يعين مباشرة في الدرجة األولى أو الثانية أو الثالثة بالسلك القضائي عند
توافر الشروط المبينة في الفصل التالي:
-9أساتذة الحقوق الذين قاموا بتدريس مادة أساسية طوال عشر سنوات؛
-1فيما يخص المحاكم اإلدارية :الموظفون المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور
رقم 99أو درجة في حكمها بشرط أن يكونوا قد قضوا ما ال يقل عن عشر سنوات في الخدمة
العامة الفعلية وأن يكونوا حاصلين على إجازة في الحقوق أو شهادة تعادلها.
"يعفى من المباراة المترشحون الحاصلون على شهادة دكتوراه الدولة في القانون أو
الشريعة ،أو شهادة الدكتوراه في القانون أو الشريعة ،أو ما يعادلهما طبقا للمقتضيات التنظيمية
104
الجاري بها العمل ،الذين ال تتجاوز سنهم ،عند تقديم الطلب ،خمسا وخمسين ( )11سنة،
والمنتمون إلى بعض فئات المهنيين والموظفين التالي بيانهم:
األساتذة الباحثون الذين مارسوا مهنة التدريس الجامعي في فرع من فروع القانون لمدة
ال تقل عن عشر( )91سنوات؛
المحامون الذين مارسوا مهنة المحاماة بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر( )91سنوات؛
موظفو هيئة كتابة الضبط المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم 99على األقل
والذين زاولوا مهام كتابة الضبط بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر( )91سنوات؛
موظفو اإلدارات المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم 99على األقل والذين
قضوا مدة ال تقل عن عشر ( )91سنوات من الخدمة العمومية الفعلية في مجال الشؤون
القانونية.
ويبدو أن القانون التنظيمي قد وسع من الفئة المعفية من المباراة ،كما نص على شروط
جديدة بالنسبة لهذه الفئة من المترشحين ،وحدد مسطرة تعيين هذه الفئة ،وهو ما سنتناوله فيما
يلي:
باإلضافة إلى إبقاء القانون التنظيمي على إعفاء األساتذة والمحامين من المباراة ،أعفى
القانون التنظيمي فئات جديدة من المباراة في مادته العاشرة لم تكن واردة في النظام األساسي
لرجال القضاء لسنة 9191وهم موظفو هيئة كتابة الضبط وبعض موظفي اإلدارات المتوفرين
على الشروط المحددة أعاله ،ولذلك فالقانون التنظيمي قد وسع من فئات الموظفين اللذين يحق
لهم ولوج سلك القضاء ،بينما كان ولوج الموظفين لمهنة القضاة حكرا على قضاة المحاكم
اإلدارية فقط .
105
حدد القانون التنظيمي بعض الشروط في المترشحين كعدم تجاوز سنهم عند تقديم الطلب،
خمسا وخمسين ( ) 11سنة ،والحصول على شهادة دكتوراه الدولة في القانون أو الشريعة ،أو
شهادة الدكتوراه في القانون أو الشريعة ،كما يشترط في موظفي هيئة كتابة الضبط وبعض
موظفي اإلدارات أن يكونوا منتمين إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم 99على األقل.
أما بالنسبة للمدة المتطلبة لممارسة المهنة أو المهام ،فقد حددها في عشر سنوات بالنسبة
لجميع المترشحين المعفيين ،ويالحظ أن القانون التنظيمي قد خفض من المدة المتطلبة لممارسة
المحامين لمهنتهم لولوج سلك القضاء ،حيث كان ظهير 9191يحددها في 91سنة وأضحت
في القانون 912.91عشر سنوات ،لتتساوى بذلك المدة المتطلبة للمحامين واألساتذة الباحثين،
وهي نفس المد ة المتطلبة بالنسبة لموظفي هيئة كتابة الضبط وبعض موظفي اإلدارات
العمومية ،ويشترط في موظفي هيئة كتابة الضبط أن يزاولوا خالل هذه المدة مهام كتابة الضبط
بصفة فعلية وفي بعض موظفي اإلدارات أن يقضوا هذه المدة من الخدمة العمومية الفعلية في
مجال الشؤون القانونية.
تنص المادة 99و 91من القانون التنظيمي ،على توجيه هؤالء المترشحين لطلبات
الترشيح لولوج السلك القضائي إلى الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية ،كما
يتوجب عليهم تلقي تكوين بمؤسسة تكوين القضاة يحدد القانون مدته.
سنتناول فيما يلي وضعيات القضاة التي نصت عليها المادة 19من القانون
التنظيمي ": 912.91يوجد كل قاض في إحدى الوضعيات التالية:
-وضعية اإللحاق؛
106
-وضعية االستيداع.
وتجدر اإلشارة إلى أن الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية هو الذي يبت
في الطلبات المتعلقة بإلحاق القضاة أو وضعهم في حالة استيداع أو رهن اإلشارة ،بعد استشارة
لجنة خاصة تتألف من الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض إضافة إلى أربعة أعضاء يعينهم
المجلس كالتالي:
حسب المادة 12من القانون التنظيمي ": 912.91يعتبر القاضي في وضعية القيام بالمهام
إذا كان يمارس فعليا مهامه بإحدى محاكم المملكة.
ويعتبر في نفس الوضعية القاضي الموضوع رهن اإلشارة وكذا القاضي المستفيد من
الرخص المذكورة في المادة 11بعده".
إذن سنتناول فيما يلي الحاالت الثالث التي يكون فيها القاضي في وضعية القيام بالمهام:
يمكن تعيين القضاة ،خالل مسارهم المهني ،إما قضاة أحكام أو قضاة للنيابة العامة بمحاكم
أول درجة ومحاكم االستئناف ومحكمة النقض ،كما يمكنهم أن يعينوا كمسؤولين قضائيين
بمختلف هذه المحاكم.
أما المادة الخامسة من نفس القانون التنظيمي فتحدد مهام المسؤولية القضائية كما يلي:
108
حسب المادة 92من القانون التنظيمي ،912.91يكون القاضي موضوعا رهن اإلشارة
عندما يبقى تابعا للسلك القضائي ويتمتع بكل الحقوق بما فيها الحق في الترقية والتقاعد وشاغال
لمنصبه المالي به ويزاول مهامه بإدارة عمومية.
كما يمكن وضع القاضي رهن اإلشارة في الحاالت المقررة في النصوص التشريعية
الجاري بها العمل من أجل القيام بمهام معينة خالل مدة محددة.
يستفيد القاضي الموضوع رهن اإلشارة من مختلف التعويضات التي تمنحها اإلدارة
المستقبلة.
تقوم اإلدارة التي يوضع القاضي رهن إشارتها ،سنويا ،برفع تقرير تقييم أداء القاضي
إلى المجلس قصد تمكينه من تتبع نشاط القاضي المعني.
يحتفظ القاضي الموضوع رهن اإلشارة بمنصبه القضائي الذي كان معينا به.
- 100المادة 21من القانون التنظيمي " : 912.91يحق لكل قاضي وجد في وضعية القيام بالمهام أن يستفيد من رخصة سنوية مؤدى عنها.
تحدد مدة الرخصة في اثنين وعشرين ( )11يوم عمل برسم كل سنة زاول أثناءها مهامه".
- 101المادة 21من القانون التنظيمي " : 912.91يمكن للمسؤولين القضائيين المذكورين في المادة 29أعاله ،كل فيما يخصه،أن يمنحوا
رخصا استثنائية،أو أن يرخصوا بالتغيب،مع التمتع بكامل األجرة دون أن يدخل ذلك في حساب الرخص االعتيادية:
-للقضاة الذين يعززون طلبهم بمبررا ت عائلية أو أسباب وجيهة واستثنائية،على أال تتجاوز مدة هذه الرخصة عشرة ( )91أيام في السنة؛
-للقضاة الراغبين في أداء فريضة الحج ،وال تمنح هذه الرخصة إال مرة واحدة لمدة شهرين ( )1طيلة مسارهم المهني على أال يستفيد القضاة
المذكورون من الرخصة المنصوص عليها في المادة 21أعاله خالل السنة التي استفادوا فيها من رخصة أداء فريضة الحج.
تحدد قائمة الرخص االستثنائية التي يستفيد منها القضاة بنص تنظيمي.".
109
ورخص المرض الطويلة األمد(مدتها القصوى 1سنوات) و الرخص بسبب أمراض
أو إصابات ناتجة عن مزاولة العمل أو بمناسبته.
وتنص المادة 21من نفس القانون على أنه يمكن إلحاق القضاة ،وفق الشروط
المنصوص عليها في القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية ،في الحاالت
التالية:
- 102المادة 99من القانون التنظيمي " : 912.91تتمتع المرأة القاضية الحامل برخصة والدة مدتها أربعة عشر ( )91أسبوعا ،تتقاضى خاللها
كامل أجرتها".
- 103المادة 21من القانون التنظيمي " : 912.91يمكن للقاضي ،بطلب منه وبعد موافقة الرئيس المنتدب للمجلس،أن يستفيد مرة واحدة كل سنتين
( )1من رخصة بدون أجر ال تتعدى شهرا واحدا غير قابل للتجزئة.".
110
الفقرة الثالثة :وضعية االستيداع
حسب المادة 22من القانون التنظيمي ،912.91يعتبر القاضي في حالة االستيداع إذا
وضع خارج السلك القضائي مع بقائه تابعا له دون أن يتمتع بحقوقه في الترقية والتقاعد .ال
يتقاضى القاضي في هذه الحالة أي أجر باستثناء الحاالت المنصوص عليها في هذا القانون
التنظيمي.
ويكون القضاة في وضعية االستيداع الذي تختلف مدته بحسب الحاالت ،إما تلقائيا كالحالة
التي لم يستطع فيها القاضي بعد انتهاء رخصته ألسباب صحية استئناف عمله ،أو بطلب منه،
ألسباب معينة منها:
-ألسباب شخصية.
سنركز فيما يلي على الحقوق والواجبات التي يشترك فيها كل القضاة ،وتجدر اإلشارة
إلى تخصيص القانون التنظيمي 912 -91قسمه الثاني لحقوق وواجبات القضاة منظما إياها
في ثالثين مادة(من الفصل 12إلى الفصل ،)12وسنقتصر على أهم هذه الحقوق (الفقرة
األولى) ،ثم نتناول التزاماتهم األساسية التي يتعين عليهم التقيد بها تحت طائلة التعرض
للعقوبات التي ينص عليها القانون(الفقرة الثانية).
111
الفقرة األولى :حقوق القضاة
يرتب القضاة عند تعيينهم حسب الفقرة األولى من المادة السادسة من القانون 912-91
في درجات متسلسلة104على النحو التالي:
-الدرجة الثالثة؛
-الدرجة الثانية؛
-الدرجة األولى؛
-الدرجة االستثنائية؛
-خارج الدرجة.
يتقاضى القضاة أجرة تتضمن حسب المادة 12من القانون التنظيمي " 912-91المرتب
والتعويضات العائلية والتعويضات األخرى كيفما كانت طبيعتها المحدثة بموجب النصوص
التنظيمية الجاري بها العمل" ،والتي تختلف بحسب درجة ورتبة القاضي والمهام المخولة له
من جهة ثانية.
- 104تنص الفقرة الثانية من المادة 2من القانون التنظيمي ":912.91تحدد بنص تنظيمي الرتب التي تشتمل عليها كل درجة من الدرجات
المذكورة وتسلسل األرقام االستداللية المطابقة لها".
112
ثانيا :الحق في الترقية
يرقى القضاة من رتبة إلى رتبة 105ومن درجة إلى درجة ،بكيفية مستمرة ،غير أنه ال
يمكن ترقية القضاة من درجة إلى درجة أعلى إال بعد التسجيل في الئحة األهلية للترقية ،ويتولى
المجلس األعلى للسلطة القضائية تهيئ هذه الالئحة التي تنشر بالمحاكم وبالموقع اإللكتروني
للمجلس وبكل الوسائل المتاحة قبل متم شهر يناير من كل سنة.106
يراعي المجلس حسب الفصل 91من القانون التنظيمي 911-91عند ترقية القضاة:107
- 105تنص الفقرة الثالثة من المادة 11من القانون التنظيمي ":912.91تحدد بنص تنظيمي أنساق الترقي من رتبة إلى رتبة أعلى".
- 106نصت المادة 91ابتداء من الفقرة الثالثة من القانون التنظيمي 911.91على إمكانية تقدم القضاة بطلب تصحيح هذه الالئحة ،وعند بت
المجلس في هذه الطلبات ،يمكن لهم الطعن في قرار المجلس برفض تصحيح الئحة األهلية للترقي ،أمام الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض .
- 107عالوة على ذلك ،يراعي المجلس على الخصوص بالنسبة لقضاة النيابة العامة:
113
ثالثا :الحق في التعبير
نص الفصل 999من الدستور ":للقضاة الحق في حرية التعبير ،بما يتالءم مع واجب
التحفظ واألخالقيات القضائية.
يمكن للقضاة االنخراط في جمعيات ،أو إنشاء جمعيات مهنية ،مع احترام واجبات التجرد
واستقالل القضاء ،وطبقا للشروط المنصوص عليها في القانون.
وتطبيقا لهذا الفصل ،سمحت المادة 12من القانون التنظيمي 912-91للقضاة بإنشاء
جمعيات مهنية بما يتضمنه ذلك ،من تسيير هذه الجمعيات التي تقتصر العضوية فيها على
القضاة دون سواهم ،في حين لم يخول لهم ،فيما يخص سائر الجمعيات األخرى ،سوى حق
االنخراط ،فواجب التجرد واستقالل القضاء ،بما يستلزمه دستوريا من ضرورة حرص
القاضي على استقالله وحرمته ،قد ال يتالءم مع إنشاء القاضي لجمعيات غير مهنية يمتد
نشاطها إلى المجال االقتصادي واالجتماعي والثقافي وتولي مهام التسيير فيها ،بما قد يترتب
عن ذلك من مسؤولية ومساءلة.108
تحمي الدولة القضاة من أي اعتداء عليهم كيفما كانت طبيعته ،كما تضمن لهم تعويضا
عن األضرار التي قد تلحقهم أثناء مباشرة مهامهم أو بسبب القيام بها ،وهو ما ينص عليه
الفصل 11من القانون : 912-91يتمتع القضاة بحماية الدولة وفق مقتضيات القانون الجنائي
والقوانين الخاصة الجاري بها العمل ،مما قد يتعرضون له من تهديدات أو تهجمات أو إهانات
أو سب أو قذف وجميع االعتداءات أيا كانت طبيعتها أثناء مباشرة مهامهم أو بسبب القيام بها.
-108أنظر في شأن المادة 12الفقرة األخيرة من قرار المجلس الدستوري رقم 111/92م .د صادر في 1من جمادى اآلخرة 91( 9119مارس
)1192؛الجريدة الرسمية عدد 2111بتاريخ 19جمادى اآلخرة 19( 9119مارس ،)1192ص ":1221إن ما تنص عليه المادة 01في فقرتها
األخيرة من أنه يمنع على القاضي تأسيس جمعيات غير مهنية أو تسييرها بأي شكل من األشكال ،مطابق للدستور".
114
وتضمن لهم الدولة التعويض عن األضرار الجسدية التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء
مباشرة مهامهم أو بس بب القيام بها والتي ال تشملها التشريعات المتعلقة بمعاشات الزمانة
ورصيد الوفاة ،وفي هذه الحالة تحل الدولة محل الضحية في الحقوق والدعاوى ضد المتسبب
في الضرر.
حسب المادة 11من القانون التنظيمي ، 912-91يؤدي كل قاض عند تعيينه ألول مرة
في السلك القضائي وقبل الشروع في مهامه اليمين التالية:
"أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهامي بحياد وتجرد وإخالص وتفان ،وأن أحافظ على
صفات الوقار والكرامة ،وعلى سر المداوالت ،بما يصون هيبة القضاء واستقالله ،وأن ألتزم
بالتطبيق العادل للقانون ،وأن أسلك في ذلك مسلك القاضي النزيه".
كما اعتبرت هذه المادة كل إخالل بااللتزامات الواردة في اليمين المذكورة إخالال
بالواجبات المهنية ،ومنه نستشف أهم التزامات القضاة:
احتراما لموقف الحياد الذي يجب أن يتصف به القضاة ،يحظر التشريع المغربي على
القضاة ممارسة أي نشاط سياسي ،ولذلك منعهم الفصل 999من الدستور من االنخراط في
األحزاب السياسية والمنظمات النقابية ،فضال عن منعهم كما سبقت اإلشارة لذلك من تأسيس
جمعيات غير مهنية أو تسييرها.
ثانيا :المحافظة على صفات الوقار والكرامة واحترام قواعد مدونة األخالقيات القضائية
115
يمارس القضاة وظيفة اجتماعية سامية ويناط بهم حماية حقوق األفراد وحرياتهم
وأمنهم ،وهذا ما جعل القانون يلزمهم بالمحافظة على صفات الوقار والكرامة وعلى سرية
المداوالت واالتسام بالنزاهة أثناء ممارسة مهامهم أو مسؤولياتهم.
وفي هذا الصدد ،يلزم القانون القاضي باحترام المبادئ والقواعد الواردة في مدونة
األخالقيات القضائية ،كما يحرص على احترام تقاليد القضاء وأعرافه والمحافظة عليها،
وتجدر اإلشارة إلى تنصيص القانون التنظيمي 911-91على تكليف المجلس األعلى للسلطة
القضائية ،بعد استشارة الجمعيات المهنية للقضاة ،بوضع مدونة األخالقيات القضائية تتضمن
القيم والمبادئ والقواعد التي يتعين على القضاة االلتزام بها أثناء ممارستهم لمهامهم
ومسؤولياتهم القضائية ،وذلك من أجل :
-الحفاظ على استقاللية القضاة وتمكينهم من ممارسة مهامهم بكل نزاهة وتجرد
؛ ومسؤولية
-صيانة هيب ة الهيئة القضائية التي ينتسبون إليها والتقيد باألخالقيات النبيلة للعمل القضائي
وااللتزام بحسن تطبيق قواعد سير العدالة ؛
-حماية حقوق المتقاضين وسائر مرتفقي القضاء والسهر على حسن معاملتهم في إطار
االحترام التام للقانون ؛
كما يشكل المجلس طبقا للمادة 912من القانون التنظيمي ،911-91لجنة لألخالقيات
القضائية تسهر على تتبع ومراقبة التزام القضاة بالمدونة المذكورة.
تنص المادة 19من القانون التنظيمي 912-91على منع القضاة من ممارسة أي نشاط
خارج مهامهم باستثناء التأليف والمشاركة في األنشطة العلمية ،مع إمكانية مخالفة هذا المنع
بقرارات للرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية ":يمنع على القضاة أن يمارسوا
116
خارج مهامهم ،ولو بصفة عرضية ،أي نشاط مهني ،كيفما كانت طبيعته بأجر أو بدونه؛ غير
أنه يمكن منح استثناءات فردية بموجب قرار للرئيس المنتدب للمجلس ،وذلك لضرورة
التدريس أو البحث العلمي أو القيام بمهام تكلفهم بها الدولة.
ال يشمل هذا المنع إنتاج المصنفات األدبية أو العلمية أو الفنية ،غير أنه ال يجوز
ألصحابها أن يذكروا صفاتهم كقضاة إال بإذن من الرئيس المنتدب للمجلس.
يمكن للقاضي المشاركة في األنشطة والندوات العلمية شريطة أال يؤثر ذلك على أدائه
المهني ،مع مراعاة مقتضيات المادتين 19و 11أعاله ،وتعتبر اآلراء التي يدلي بها القاضي
المعني بمناسبة هذه المشاركة آراء شخصية ،وال تعتبر معبرة عن أي رأي لجهة رسمية إال
إذا كان مرخصا له بذلك".
يلتزم القضاة نيابة عامة وقضاة األحكام بتطبيق القانون ،وحسب أحكام الفصل 999من
الدستور ،يجب على كل قاض أن يسهر ،خالل مزاولته لمهامه القضائية ،على حماية حقوق
األشخاص والجماعات وحرياتهم وأمنهم القضائي وتطبيق القانون.
ومما يلتزم به القضاة أثناء ممارسة مهامهم ،الحرص على إصدار األحكام في أجل
معقول ،مع ضمان جودة هذه األحكام ،وذلك بالدراسة القبلية للملفات والسهر على تجهيزها،
وهي معايير من بين أخرى تراعى من طرف المجلس األعلى للسلطة القضائية عند ترقية
القضاة لضمان تقيد القضاة بالتطبيق السليم والعادل للقانون.
117
المبحث الثاني :قضاة النيابة العامة
كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ،يتألف السلك القضائي من هيئة واحدة ،تشمل قضاة األحكام
وقضاة النيابة العامة ،ويشترك قضاة األحكام و قضاة النيابة العامة في أغلب األحكام المنظمة
للسلك القضائي ،إال أن هناك بعض الخصائص التي تتفرد بها النيابة العامة ،خاصة مع صدور
دستور ،1199الذي كرس استقاللها عن السلطة التنفيذية المتمثلة في وزارة العدل ،وهو ما
سنتناوله في مطلب أول.
ويتمثل دور النيابة العامة في الدفاع عن المصلحة العامة وحماية النظام العام والسهر
على حسن تطبيق القانون ،وتختلف مهامها بحسب ما إذا كان األمر يتعلق بالقضايا المدنية أو
القضايا الجنائية ،إذ تعتبر النيابة العامة دائما خصما رئيسيا أمام القضاء الجنائي ،ألنها حسب
قانون المسطرة الجنائية المغربي تتولى إقامة وممارسة الدعوى العمومية ومراقبتها وتطالب
بتطبيق القانون ،ولها أثناء ممارسة مهامها الحق في تسخير القوة العمومية.
أما في المجال المدني ،فتختلف وظيفتها بحسب ما إذا كانت طرفا رئيسيا في الدعوى أم
طرفا منضما ،وهو ما سنراه بتفصيل في المطلب الثاني.
في ظل ظهير 9191وخاصة الفصل 12منه ،كان قضاة النيابة العامة يعملون تحت
سلطة وزير العدل ومراقبة وتسيير رؤسائهم التسلسليين ،ولهذا كان هناك مطالبة قوية
بضرورة استقالل النيابة العامة بشكل تام عن السلطة التنفيذية المتمثلة في وزارة العدل ،وهذا
ما تحقق بعد تبني دستور ،1199وصدور القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة
118
(الفقرة األولى) ،كما يخضع قضاة النيابة لمبدأ التسلسل (الفقرة الثانية) ،ومبدأ الوحدة الفقرة
الثالثة).
كانت النيابة العامة تابعة لسلطة وزير العدل ،وهذا ما كان يتنافى مع مبدأ استقالل
القضاء ،لذلك نادى الفاعلون في مجال العدالة بضرورة استقالل النيابة العامة عن وزارة
العدل ،وقد كرس الدستور المغربي لسنة 1199في فصله 991خضوع النيابة العامة للتعليمات
الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة ا لتي يتبعون لها لكنه لم يوضح ما إذا كانت هذه السلطة
التي ستتبع لها النيابة العامة قضائية أم تنفيذية بل ترك أمر تحديدها لقوانين أخرى.
وبالفعل بدأت القوانين الصادرة بعد ذلك تؤكد استقاللية هذه السلطة ،وهذا ما جاء في
المادة 11من القانون التنظيمي رقم 912.91المتعلق بالنظام األساسي للقضاة« :يوضع قضاة
النيابة العامة تحت سلطة ومراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورؤسائهم
التسلسليين".
كما صدر القانون رقم 99.11المتعلق بنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة
بالعدل الى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة وبسن قواعد
لتنظيم رئاسة النيابة العامة 109حيث أصبح الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض هو المسؤول
القضائي األول عن النيابة العامة بمختلف محاكم المملكة والمشرف على مراقبتها عند
ممارستها لصالحياتها المرتبطة بممارسة الدعوى العمومية في إطار احترام مضامين السياسة
الجنائية الوطنية طبقا للتشريعات الجاري بها العمل وتتبع القضايا التي تكون طرفا فيها والسهر
على حسن سير الدعاوى في مجال اختصاصها.
-109ظهير شريف رقم 11.99صادر في 2ذي الحجة 9112الموافق ل 11غشت ، 1199الجريدة الرسمية عدد 2211بتاريخ 92شتنبر 1199
ص .1911
119
ويأتي نقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى
محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة في سياق تنزيل األوراش الكبرى إلصالح منظومة
العدالة بغية تعزيز استقاللية السلطة القضائية وفق ما جاء به دستور .1199
نص الدستور في فصله 991على خضوع النيابة العامة للتعليمات الكتابية القانونية
الصادرة عن السلطة التي يتبعون لها ،كما وضع الفصل 11من القانون التنظيمي قضاة النيابة
العامة تحت سلطة ومراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ورؤسائهم التسلسليين .ويلزم
قضاة النيابة العامة بالخضوع للتعليمات الكتابية القانونية لرؤسائهم ،لكن يمكنهم التعبير شفويا
عن آرائهم المخالفة لهذه التعليمات.
إذن يوجد كل قضاة النيابة العامة تحت سلطة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض،
ويخضع قضاة النيابة العامة بمحاكم االستئناف وبالمحاكم االبتدائية التابعة لها لسلطة الوكيل
العام بمحكمة االستيناف .كما يوجد نواب وكيل الملك تحت سلطة وكيل الملك بالمحاكم
االبتدائية.
يترتب على خضوع قضاة النيابة العامة لرؤسائهم عدم استقاللهم في الرأي ،كما أن كل
عضو يعمل باسم الهيئة عكس قضاة األحكام الذين يمارسون مهامهم وفق ما تمليه عليهم
ضمائرهم ،وإذا كان ال يجوز أن يصدر الحكم إال من القاضي أو الهيئة التي أشرفت على
120
مناقشة القضية ،فإنه يجوز ألي عضو للنيابة العامة أن ينهي عمال بدأه قاض آخر ،ألن النيابة
العامة تعتبر وحدة غير قابلة للتجزئة.
باإلضافة إلى دورها غير القضائي ،كمراقبة سجالت الحالة المدنية ،ومصلحة الحسابات
بالمحاكم ،تلعب النيابة العامة دورا في المجال المدني يختلف بحسب صفتها في الدعوى ،وهكذا
ينص الفصل السادس من قانون المسطرة المدنية على أنه يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا
رئيسيا أو أن تتدخل كطرف منضم وتمثل األغيار في الحالة التي ينص عليها القانون.
إذن قد تقوم النيابة العامة بتحريك الدعوى أو توجه ضدها فتعتبر حينئذ طرفا
رئيسيا(الفقرة األولى) ،وقد تحال عليها القضايا إلزاميا أو اختياريا ،أو تطلب النيابة العامة
التدخل فيها بعد إطالعها على الملف ،فتعد آنذاك طرفا منضما (الفقرة الثانية) ،وبعد تناول هذه
الحاالت ،سنتطرق آلثار التمييز بين وضعيتي النيابة العامة كطرف رئيسي ومنضم (الفقرة
الثالثة).
تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا ،عندما تقوم برفع الدعوى أو توجه ضدها ،فيكون لها
ما لألطراف من حقوق وواجبات ،إذ تقوم بدور الخصم ،فيحق لها التقدم بكل الطلبات والدفوع
واإلدالء بكل المستندات ،وحسب الفصل السابع من ق.م.م تكون النيابة العامة مدعية أو مدعى
عليها في األحوال المحددة بمقتضى القانون.
121
وقد وردت الحاالت التي تكون فيه النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى في نصوص
قانونية متفرقة ،ومن بين هذه الحاالت:
-النقض لفائدة القانون المنصوص عليه في المادة 129من ق.م.م ،وهو الطعن الذي
يتقدم به الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض لتصحيح حكم انتهائي صدر على وجه مخالف
للقانون أو لقواعد المسطرة ولم يتقدم أحد من األطراف بطلب نقضه في األجل المقرر.
-إحالة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض لألحكام التي قد يتجاوز فيها القضاة
سلطاتهم على محكمة النقض بقصد إلغائها والواردة في الفصل 121من ق.م.م.
-الدعاوى المتعلقة بالجنسية ،111إذ قد تحرك النيابة العامة الدعوى وقد توجه ضدها.
نص الفصل الثامن من ق.م.م على الحاالت التي تكون فيها النيابة العامة طرفا منضما
":تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها ،وكذا
في الح االت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد إطالعها على الملف ،أو عندما تحال
عليها القضية تلقائيا من طرف القاضي .وال يحق لها في هذه األحوال استعمال أي طريق
للطعن".
- 110وفقا للفصل السابع من الظهير الشريف رقم 9.12.192الصادر في 91نونبر 9112المتعلق بتنظيم حق تأسيس الجمعيات كما تم تتميمه
وتغييره.
- 111أنظر الفصل 11وما بعده من الظهير الشريف رقم 9-12-111بتاريخ 19صفر 9192بسن قانون الجنسية المغربية (ج .ر .بتاريخ 1ربيع
األول 91 - 9192شتنبر )9112كما تم تتميمه وتغييره.
122
أوال :القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إلى النيابة العامة
ينص الفصل التاسع من ق.م.م على القضايا التي يجب على المحكمة إحالتها على النيابة
العامة واإلشارة في الحكم إلى إيداع مستنتجات النيابة أو تالوتها بالجلسة وإال كان باطال .يتعلق
األمر بالدعاوى اآلتية:
- 1القضايا المتعلقة بفاقدي األهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل
قانوني نائبا أو مؤازرا ألحد األطراف؛
- 2القضايا التي تتعلق بتنازع االختصاص ،تجريح القضاة واإلحالة بسبب القرابة أو
المصاهرة؛
-9مخاصمة القضاة؛
كما ينص الفصل 122من ق.م.م على إلزامية تبليغ كل القضايا للنيابة العامة أمام محكمة
113
النقض ،ويتعين على النيابة العامة أن تقدم مستنتجاتها في القضية داخل أجل ثالثين يوما
- 112تم تغيير وتتميم وتعويض الفصل 1أعاله بموجب القانون رقم 91.11الصادر األمر بتنفيذه بمقتضى الظهير الشريف رقم 9.11.11بتاريخ
91من ذي الحجة 1( 9111فبراير )1111؛ الجريدة الرسمية عدد 1921بتاريخ 91من ذي الحجة 1( 9111فبراير ،)1111ص .111
- 113يخفض هذا األجل إلى النصف فيما يخص طلبات النقض المرفوعة ضد بعض األحكام كتلك الصادرة في قضايا االنتخابات والقضايا االجتماعية،
ويجوز للمستشار المقرر في جميع القضايا أن يحدد أجال أقل إن تطلب ذلك نوع القضية أو ظروفها.
123
من أمر التبليغ .ويحدد الرئيس تاريخ إدراج القضية بالجلسة عند انصرام هذا األجل سواء
قدمت النيابة العامة مستنتجاتها أم ال ،كما أن حضور النيابة العامة يعتبر إلزاميا في سائر
الجلسات أمام محكمة النقض ،كما تنص على ذلك الفقرة الثانية من الفصل 99من ظهير 91
يوليوز 9191المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة.
ويساعد تدخل النيابة العامة في كافة القضايا كطرف منضم محكمة النقض على تطبيق
القانون بشكل سليم وتوحيد االجتهاد القضائي في القضايا المعروضة عليها.
يمكن للنيابة العامة أن تتدخل كطرف منضم بعد إطالعها على الملف ،وذلك في الحاالت
التي لم يلزم فيها القانون المحكمة بتبليغها بهذه الدعاوى ،غير أن النيابة العامة إذا طلبت
التدخل ،يتعين على المحكمة اطالعها على القضية ،ويجوز لها تقديم مستنتجاتها إذا رأت فائدة
في ذلك.
قد تقرر المحكمة إحالة الملف على النيابة العامة بشكل اختياري ،وهنا تتدخل النيابة
العامة كطرف منضم ويتعين عليها تقديم مستنتجاتها.
يترتب عن التمييز بين وضعيتي النيابة العامة كطرف رئيسي أو منضم آثار قانونية هامة
تتمثل في ما يلي:
عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا ،تقوم بدور الخصم ،وتباشر كل اإلجراءات
المسطرية التي يقوم بها المدعي أو المدعى عليه ،أما عندما تكون طرفا منضما ،فيقتصر
دورها على االطالع على الملف وتقديم المستنتجات.
124
ثانيا :فيما يتعلق بممارسة طرق الطعن
عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى ،يحق لها أن تمارس كل طرق الطعن
ما عدا التعرض كما جاء في الفصل 9من قانون المسطرة المدنية ،أما في الحاالت التي تتدخل
كطرف منضم ،فال يمكنها استعمال أي طريق من طرق الطعن ،ولو كانت القرارات مخالفة
لمستنتجاتها.
ينص الفصل العاشر من ق.م.م على أن حضور النيابة العامة في الجلسات المدنية يعتبر
غير إلزامي إال إذا كانت طرفا رئيسيا أو كان حضورها محتما قانونا ،و يكون حضورها
اختياريا في األحوال األخرى.
إذن حضور النيابة العامة يكون إلزاميا عندما تكون طرفا رئيسيا وفي الحاالت التي
يستوجب القانون حضورها كم ا هو الحال في القضايا المعروضة أمام محكمة النقض .أما
الحاالت التي يستوجب فيها المشرع تبليغها إليها ،فإنها ملزمة بتقديم مستنتجاتها دون إلزامية
حضور الجلسات.
ينص الفصل 111من ق.م.م " :تطبق أسباب التجريح 114المتعلقة بقاضي األحكام على
قاضي النيابة العامة إذا كان طرفا منضما ،وال يجرح إذا كان طرفا رئيسيا".
125
إذن في الحاالت التي تكون فيها النيابة العامة طرفا رئيسيا ،تعتبر عندئذ خصما وال يمكن
تجريح قضاتها ،أما إذا كانت طرفا منضما ،فيمكن تجريحهم كما هو شأن قضاة األحكام ،للتأثير
الذي قد تحدثه مستنتجاتها في األحكام الصادرة عن المحكمة.
126
الفصل الثاني :هيئة كتابة الضبط
تقوم هيئة كتابة الضبط ،بدور أساسي داخل المحاكم بمختلف درجاتها ،وبالرجوع للمادة
الثانية من المرسوم رقم 1.99.191صادر في 91من شوال 91( 9111سبتمبر )1199
بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة الضبط ،115نجدها تنص بخصوص هيئة كتابة الضبط
المحدثة بوزارة العدل" :يعتبر الموظفون المنتمون لهيئة كتابة الضبط في وضعية عادية للقيام
بالوظيفة بمختلف محاكم المملكة وبالمصالح المركزية والالممركزة لوزارة العدل.
ويخضعون للسلطة الحكومية المكلفة بالعدل التي تقوم بتدبير شؤونهم وفقا للمقتضيات
التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل".
وقد اعتبرت المادة الثالثة من نفس المرسوم أن موظفي هيئة كتابة الضبط من مساعدي
القضاء ":يمارس الموظفون المنتمون لهيئة كتابة الضبط ،تحت سلطة رئيس اإلدارة ،المهام
التي تدخل في مجال اختصاصهم بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل،
ويساعدون القضاء على أداء رسالته.
يمكن باإلضافة إلى المهام المذكورة أعاله ،تحديد مهام أخرى لكل إطار من أطر هيئة
كتابة الضبط بقرار لوزير العدل".
كما تنص المادة الخامسة من نفس المرسوم على تكوين هيئة كتابة الضبط ،لذلك سنتناول
فيما يلي أوال تكوين هيئة كتابة الضبط (المبحث األول) ،ثم مهام هذه الهيئة (المبحث الثاني).
وينبغي الوقوف هنا على المستجد الهام الذي جاء به مشروع القانون رقم 12.91فيما
يتعلق بإحداث مؤسسة بالكاتب العام ،وهي المؤسسة "التي أثارت نقاشا عميقا بين مختلف
المهتمين بالشأن القضائي ،ال سيما لما يمكن أن يترتب عن ذلك من ازدواجية في تسيير عمل
المحاكم ،وهو األمر الذي جعل الهيئات والجمعيات المهنية للقضاة تطالب منذ البداية بعدم
وقد بتت المحكمة الدستورية بخصوص هذه المسألة في قرارها المؤرخ في 2فبراير
1191في اتجاه تعزيز استقالل السلطة القضائية" :وحيث إن الكاتب العام للمحكمة ،طبقا
للمادة ( 11الفقرتين الثالثة واألخيرة) من القانون ال ُمحال ،يُعين من بَين أطر كتابة الضبط،
ويمكنه أن يُباشر مهام كتابة الضبط ،وهو بهذه الصفة أيضا موضوع تحت سلطة ومراقبة
الوزير المكلف بالعدل،
" وحيث إن المقتضيات المذكورة ستجعل من أحد أعضاء كتابة الضبط ،في أدائه لعمل
ذي طبيعة قضائية ،موضوع تحت سلطة ومراقبة السلطة التنفيذية وليس السلطة القضائية،
وهو ما يشكل مسا باستقالل السلطة القضائية وانتهاكا لمبدإ فصل السلط".
كما جاء في المادة الثانية من نفس القرار على أنه" :يقوم موظفو المحاكم بأعمال كتابة
الضبط وكتابة النيابة العامة ويرأسهم رئيس لكتابة الضبط ورئيس لكتابة النيابة العامة".
- 116عبد الرحمان الشرقاوي؛ التنظيم القضائي بين العدالة المؤسساتية والعدالة المكملة أو البديلة ،الطبعة الخامسة،1347،
مطبعة المعارف الجديدة -الرباط.ص474:
ويشدد الفقه على أهمية اختيار كفاءات متميزة لاللتحاق بكتابة الضبط ،لدورهم األساسي
في المساطر القضائية وه ي من أكثر األمور تعقيدا وصعوبة خالفا لما يتميز به القانون
الموضوعي الذي يحدد الحقوق وااللتزامات أو الجرائم وعقوباته ،ففي نظره ال يمكن أن تتحقق
النجاعة القضائية وإصالح منظومة العدالة إال باختيار كفاءات قادرة على تنفيذ النصوص
القانونية بما يحقق العدالة اإلجرائية والموضوعية على حد سواء.118
ولذلك سنتعرف فيما يلي على الموظفين المكونين لهيئة كتابة الضبط ،والمتمثلين في
إطار المنتدبين القضائيين (المطلب األول) ،وإطار المحررين القضائيين (المطلب الثاني)
وإطار كتاب الضبط ( المطلب الثالث).
- 118عبد الكريم الطالب؛ التنظيم القضائي الم ربي؛ مكتبة المعرفة بمراكش ،الطبعة الخامسة ،1341ص .133
129
-منتدب قضائي من الدرجة الثانية؛
وتنص المادة 11و 11من المرسوم رقم 1.99.191المذكور على الشروط المتطلبة
لتوظيف المنتدبين القضائيين من الدرجة الثالثة والثانية ،فقد جاء في المادة 11أنه ":يوظف
المنتدبون القضائيون من الدرجة الثالثة :
.9من بين خريجي سلك التكوين في التدبير اإلداري للمدرسة الوطنية لإلدارة.
أما المادة 11فقد نصت على أنه ":يوظف المنتدبون القضائيون من الدرجة الثانية :
-119تم تتميم مقتضيات المادة 11أعاله ،بمقتضى المادة األولى من مرسوم رقم 1.92.111صادر في 99من
ربيع اآلخر 11( 9111ديسمبر )1192بتتميم المرسوم رقم 1.99.191بتاريخ 91من شوال 91( 9111سبتمبر
130
-السلك العالي في التدبير اإلداري للمدرسة الوطنية لإلدارة ؛
بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين الحاصلين على : .1
والجدير بالذكر أنه يمكن لوزير العدل إضافة تخصصات أخرى بالنسبة للمنتدبين
القضائيين بمقتضى المادة 11المكررة 120من المرسوم رقم 1.99.191المذكور ،والتي جاء
فيها:
" يمكن ،إذا استدعت ضرورة المصلحة بذلك ،تحديد تخصصات أخرى إضافة إلى
التخصصات المحددة في المواد 11و 11و 12أعاله ،وذلك بقرار لوزير العدل.121
)1199بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة كتابة الضبط؛ الجريدة الرسمية عدد 2919بتاريخ 19جمادى األولى
12( 9111يناير ،)1191ص .191
-120تمت إضافة المادة 11المكررة أعاله ،بمقتضى المادة الثانية من مرسوم رقم ،1.92.111السالف الذكر.
-121أنظر المادة األولى من قرار لوزير العدل رقم 221.91بتاريخ 1شعبان 99( 9111أبريل )1191بتتميم
قائمة التخصصات المطلوبة للتوظيف في بعض درجات أطر هيئة كتابة الضبط ،الجريدة الرسمية عدد 2991
بتاريخ 11شعبان 11( 9111ابريل ،)1191ص .1921
المادة األولى
تطبيقا لمقتضيات المادة 11المكررة من المرسوم المشار إليه أعاله رقم 1.99.191الصادر في 91من شوال
91( 9111سبتمبر ،) 1199تحدد ،على النحو التالي ،قائمة التخصصات المضافة إلى التخصصات المطلوبة
للتوظيف في الدرجات المنصوص عليها في المواد 11و 11و 12من المرسوم المذكور:
* درجة منتدب قضائي من الدرجة الثانية:
-العلوم والتقنيات؛
131
وتطبيقا لمقتضيات المادة 11المكررة من المرسوم المشار إليه أعاله رقم 1.99.191
حددت المادة األولى من قرار لوزير العدل رقم 221.91بتاريخ 1شعبان 99( 9111أبريل
) 1191بتتميم قائمة التخصصات المطلوبة للتوظيف في بعض درجات أطر هيئة كتابة
الضبط ،قائمة التخصصات المضافة إلى التخصصات المطلوبة للتوظيف في :
-العلوم والتقنيات؛
-العلوم والتقنيات؛
حسب المادة 99من المرسوم رقم 1.99.191المذكور أعاله " ،يشتمل إطار المحررين
القضائيين على خمس درجات:
أما بالنسبة لشروط توظيف المحررين القضائيين ،فقد نظمت المادة 12من المرسوم
مختلف الشواهد المتطلبة الجتياز مباراة للتوظيف في إطار المحررين القضائيين من الدرجة
الرابعة ،فقد جاء في المادة :12
" يوظف المحررون القضائيون من الدرجة الرابعة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه
المترشحين الحاصلين علي:
133
ويمكن لوزير العدل إضافة تخصصات أخرى بالنسبة المحررين القضائيين من الدرجة
الرابعة بمقتضى المادة 11المكررة من المرسوم رقم 1.99.191المذكور كما سبقت اإلشارة
إلى ذلك.
وتطبيقا لمقتضيات المادة 11المكررة ،حددت المادة األولى من قرار لوزير العدل رقم
221.91بتاريخ 1شعبان 99( 9111أبريل )1191بتتميم قائمة التخصصات المطلوبة
للتوظيف في بعض درجات أطر هيئة كتابة الضبط ،قائمة التخصصات المضافة إلى
التخصصات المطلوبة للتوظيف في درجة محرر قضائي من الدرجة الرابعة في :
-العلوم والتقنيات؛
أما المادة ،19ففيها شروط اجتياز مباراة للتوظيف في إطار المحررين القضائيين من
الدرجة الثالثة:
"يوظف المحررون القضائيون من الدرجة الثالثة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه
المترشحين الحاصلين علي :
134
المطلب الثالث :إطار كتابة الضبط
حسب المادة 99من المرسوم رقم 1.99.191المذكور أعاله " ،يشتمل إطار كتاب
الضبط على خمس درجات:
أما بالنسبة لشروط التوظيف في إطار كتاب الضبط ،فقد نظمت المادة 12من المرسوم
رقم 1.99.191المذكور أعاله شروط اجتياز مباراة توظيف كتاب الضبط من الدرجة الرابعة:
"يوظف كتاب الضبط من الدرجة الرابعة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين
الحاصلين علي :
135
أما المادة 11من المرسوم رقم 1.99.191المذكور أعاله فقد نظمت شروط اجتياز
مباراة توظيف كتاب الضبط من الدرجة الثالثة:
"يوظف كتاب الضبط من الدرجة الثالثة بعد النجاح في مباراة تفتح في وجه المترشحين
الحاصلين علي شهادة الباكالوريا أو إحدى الشهادات المعادلة لها المحددة بقرار للسلطة
الحكومية المكلفة بتحديث القطاعات العامة طبقا لمقتضيات المرسوم رقم 1.11.11الصادر
في 91من ربيع األول 1( 9111ماي )1111المشار إليه أعاله".
ال يوجد نص واحد يحدد مهام هيئة كتابة الضبط ،وإنما هناك نصوص تشريعية متفرقة
تشير إلى اختصاصات هذه الهيئة ،ومنها قانون المسطرة المدنية والجنائية ،وهناك قرار لوزير
العدل 122صادر في 9شتنبر 9129أشار إلى مهام كتابة الضبط بشكل عام في مادته الثالثة
والتي جاء فيها:
"تتكلف كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة بإنجاز جميع األعمال التي تدخل في
اختصاصاتها قانونا أو التي تأمر بها المحكمة".
إذن تتكلف هيئة كتابة الضبط بجميع المهام الموكلة إليها قانونا أو التي تأمر بها
المحكمة ،وفيما يلي بعض اختصاصات هيئة كتابة الضبط على سبيل المثال ال الحصر:
حضور الجلسات و تحرير محاضرها ؛
القيام بالتبليغات التي ينص عليها القانون في المادتين المدنية والجنائية؛
القيام بمهام التنفيذ؛
الحضور في المعاينات واإلجراءات القضائية التي يتطلبها سير الدعوى؛
وتجدر اإلشارة إلى تنظيم قرار وزير العدل الصادر في 9شتنبر 9129لمهام رئيس
كتابة الضبط ورئيس كتابة النيابة العامة في المادة الرابعة:
" يعهد إلى رئيس كتابات الضبط ورئيس كتابات النيابة العامة بمهام التسيير والمراقبة
وتنسيق أعمال كتابات الضبط تحت إشراف رئيس المحكمة أو رئيس النيابة العامة كل حسب
اختصاصه".
137
نماذج لالمتحانات:
امتحان 8
السؤال األول :رفع كمال تاجر التجهيزات المنزلية دعوى ضد فرح لمطالبتها بأداء 81111درهم ثمن المشتريات
التي اقتنتها لمنزلها .ما هي المحكمة المختصة بالنظر في القضية؟
الجواب.............................................................................................................................
التعليل.....................................................................................................................................
...............................................................................................................................................
.....................................................................................................................................السؤال
الثاني -:في القضية أعاله ،هل يمكن سلوك الطعن بالنقض؟
الجواب.............................................................................................................................
التعليل...............................................................................................................................
.........................................................................................................................................
................................................................................................................................
السؤال الثالث :ما هي المحكمة المختصة بالنظر في النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين
بظهير شريف أو بمرسوم ؟
الجواب.......................................................................................................................
التعليل................................................................................................................................
.........................................................................................................................................
...............................................................................................................................
السؤال الرابع:تحدث باختصار عن مستجدات مشروع قانون التنظيم القضائي بالمغرب بخصوص محكمة
النقض
138
امتحان 9
السؤال األول :اشترى التاجر سعيد شقة من جمال التاجر في مجال العقارات وذلك بنية بيعها بعد ذلك
وتحقيق ربح ،غير أنه رفض أداء المتبقي من الثمن المتمثل في 82111درهما .يريد جمال مطالبة سعيد
بهذا المبلغ - ،أوال :ما هي المحكمة المختصة للنظر في هذا النزاع ؟
الجواب....................................................................................................................:
التعليل......................................................................................................................:
........................................................................................................................
السؤال الثالث :اذكر مستجدات مشروع قانون التنظيم القضائي بخصوص المحاكم االبتدائية(على شكل
نقط بدون
تفصيل).......................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
139
امتحان 4
السؤال األول :لم يحصل األجير محمد على أجرته الشهرية المتمثلة في 4111درهم.
الجواب................................................................................................................
التعليل.................................................................................................................
.................................................................................................................................
.........................................................................................................................
-9هل يمكن استئناف الحكم الصادر في القضية المذكورة أعاله أمام محكمة االستئناف؟
الجواب..................................................................................................................
التعليل.................................................................................................................
.................................................................................................................................
.........................................................................................................................
السؤال الثاني :وقعت جريمة إرهابية بمدينة وجدة ،ما هي المحكمة المختصة للنظر فيها؟
الجواب..................................................................................................................
التعليل...........................................................................................................................
...................................................................................................................................
...................................................................................................................................
....................................................................................................................
السؤال الثالث :ما هي مظاهر تكريس استقالل النيابة العامة بالمغرب(اذكرها مختصرة على شكل نقط
بدون
تفصيل).......................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
.................................................................................................................................
140
امتحان 3
السؤال األول :صدر حكم انتهائي في طلب المكري بمراجعة السومة الكرائية ،هل يمكن الطعن بالنقض
في هذا الحكم؟
الجواب.....................................................................................................................
التعليل.........................................................................................................................
.................................................................................................................................
......................................................................................................................
السؤال الثاني :هل حضور النيابة العامة إلزامي في الدعوى المتعلقة -8الجنسية -9تنازع االختصاص؟
الدعوى األولى...........................................................................................................
الدعوى الثانية...........................................................................................................:
التعليل.........................................................................................................................
.................................................................................................................................
......................................................................................................................
السؤال الثالث :هل يبت قاضي فرد أم هيئة جماعية في دعوى الطالق؟
الجواب.......................................................................................................................
التعليل.........................................................................................................................
.................................................................................................................................
....................................................................................................................
السؤال الرابع:اذكر مستجدات القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة (على شكل نقط بدون
تفصيل)
.................................................................................................................................
.........................................................................................................................
141