You are on page 1of 1

‫كيفية تجديد اإليمان هناك العديد من األعمال التي تجدّد اإليمان في قلب المؤمن وتقوّ يه‪ ،‬وفيما يأتي

بيانٌ لبعضها‪ :‬التوبة والرجوع إلى هللا‬


‫ك مِن َبعدِها لَ َغفو ٌر َرحي ٌم)‪ ]١[،‬فإن كانت التوبة خالصةً‬ ‫ت ُث َّم تابوا مِن َبعدِها َوآ َمنوا ِإنَّ َر َّب َ‬ ‫ذين َع ِملُوا ال َّس ِّيَئ ا ِ‬ ‫(والَّ َ‬ ‫‪-‬سبحانه‪ ،-‬قال هللا ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫وصادقة هلل ‪-‬عز وجل‪ ،-‬مع العزم على عدم العودة للمعصية‪ ،‬فإ ّنها سببٌ لمغفرة وتكفير الذنوب‪ ،‬لِذا ينبغي على المؤمن أن يحرص على‬ ‫ً‬
‫شى في المجتمع المعاصي‬ ‫مراجعة نفسه والتوبة إلى هللا باستمرار‪ ،‬ويدعو هللا ‪-‬عز وجلّ‪ -‬أن يتقبّل توبته‪ ،‬فإنها رحمة من هللا‪ ،‬ولوالها لتف ّ‬
‫والظلم‪ ،‬كما أن السيّئات والمعاصي ُت ضعف اإليمان في القلب‪ ،‬لذا فالقلب بحاجة لتجديد إيمانه بالتوبة‪ ،‬لذلك أتبع هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬اإليمان‬
‫بالتوبة في اآلية السابقة‪ ]٢[.‬التواضع؛ فتواضُع المؤمن في هيئته وكالمه وأسلوبه؛ يد ّل على تواضع قلبه وخشيته هلل ‪-‬سبحانه‪ ،-‬وقد ورد‬
‫اإليمان)‪ ]٣[،‬والبذاذة تعني‬ ‫ِ‬ ‫اإليمان‪ ،‬إنَّ البذاذ َة َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أنه قال‪( :‬أال تس َمعون‪ ،‬أال تس َمعون‪ ،‬إنَّ البذاذ َة َ‬
‫من‬
‫باس تواضعًا هَّلل ِ‪َ ،‬وه َُو يق ِد ُر عليهِ‪ ،‬دعاهُ هَّللا ُ يو َم‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ك‬
‫تر َ‬ ‫تواضع المؤمن في اللّبس والكالم وال ّتعامل‪ ،‬وقال ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ ( :-‬من َ‬
‫اإليمان شا َء يل َبسُها)‪ ]٤[،‬وقد كان الصحابيّ عبد الرحمن بن عوف ‪-‬رضي هللا عنه‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫الخالئق‪ ،‬ح َّتى يخي َِّره من أيِّ ح ِ‬
‫ُلل‬ ‫ِ‬ ‫رؤوس‬
‫ِ‬ ‫القيا َم ِة على‬
‫ال يُميّز بين العبيد الذين يعملون عنده لشدّة تواضعه‪ ]٥[.‬محبة هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬وخشيته‪ ،‬والتق ّرب إليه بالرجاء وحسن الظن به والتوكل‬
‫عليه‪ ،‬والرضا بقضائه‪ ،‬والمداومة على شكره وذكره‪ ،‬والتأ ّد ب معه ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بالصدق واليقين والثقة به‪ ،‬والحرص على عدم هجر‬
‫ت لِ َغ ٍد‬ ‫نظرْ َن ْفسٌ مَّا َق َّد َم ْ]‬ ‫ِين آ َم ُنوا ا َّتقُوا اللَّـ َه َو ْل َت ُ‬ ‫الهداية‪ ]٥[.‬محاسبة] النفس‪ ،‬لقوله تعالى‪َ ( :‬يا َأ ُّي َها الَّذ َ‬ ‫كتابه الكريم‪ ،‬واالستقامة على طريق ِ‬
‫‪-‬عز وجلّ‪ -‬بالدعاء بتجديد اإليمان بقلب المؤمن‪ ]٧[،‬والحرص على االبتعاد عن الفِتن والشهوات التي‬ ‫ّ‬ ‫َوا َّتقُوا اللَّـ َه)‪ ]٦[.‬التوجّ ه إلى هللا‬
‫ُتضعِف اإليمان في القلب‪ ]٨[.‬المحافظة] على األعمال الصالحة التي ُتقوّ ي اإليمان وتجدّده في القلوب‪ ،‬ومنها المحافظة على ذكر هللا‬
‫وأذكار الصباح والمساء‪ ]،‬واإلكثار من الصالة على النبيّ ‪ ،‬واالستغفار‪ ،‬وتف ّق د أحوال األيتام واألرامل‪ ،‬والصدقة على الفقراء والمحتاجين‪،‬‬
‫وزيارة المرضى‪ ،‬وزيارة المقابر للعِظة واالعتبار‪ ،‬وتذ ّكر أحوال اآلخرة‪ ]٩[.‬حاجة اإليمان للتجديد المؤمنُ شديد الحاجة لتجديد إيمانه‪،‬‬
‫فتور في حياته‪ ،‬وهذا ليس بغريبٍ‪ ،‬فالدنيا دار فتن ٍة وموطن‬ ‫ٍ‬ ‫فاإليمان ال يبقى كما هو؛ فقد يقلّ‪ ،‬أو يضعف‪ ،‬أو يتعرّ ض المؤمن لفترة‬
‫شهواتٍ‪ ،‬كما أن قلّ ة ذكر هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬واالنشغال بالمُلهيات عن الطاعة والعبادة‪ ،‬واإلكثار من ارتكاب المعاصي والذنوب؛ يؤدّي إلى‬
‫ضعف اإليمان والبعد عن هللا ‪-‬سبحانه‪ ،-‬وكل ذلك يحتاج إلى توب ٍة وتجدي ٍد لإليمان في قلب العبد الصالح‪ ،‬وقد ورد دليل ذلك في السنة‬
‫اإليمان في‬
‫َ‬ ‫هللا تعالَى أنْ ي َُج ِّد َد‬ ‫الثوبُ ‪ ،‬فاسْ ألُوا َ‬ ‫اإليمان لَ َي ْخلَ ُق في َج ْوفِ أح ِد ُك ْم َكما َيخلَ ُق ّ‬ ‫َ‬ ‫النبوية‪ ،‬فقال الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪( :-‬إنَّ‬
‫لوبك ْم)‪ ] ١٠[،‬فينبغي على المؤمن أن يحرص على تجديد إيمانه‪ ،‬والعودة إلى هللا ‪-‬تعالى‪ -‬بالتوبة النصوح‪ ،‬والتق ّرب منه‪ ،‬فالقلوب متقلّبةٌ‬ ‫قُ ِ‬
‫وال تبقى على حالها وعلى نفس درجة إيمانها‪ ،‬وقد كان معاذ ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬يحرص على دعوة أصحابه ليؤمنوا؛ ويقصد بذلك أن‬
‫يجلسوا فيذكروا هللا ‪-‬سبحانه‪ ،-‬وكان أبو بكر الصديق ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬كثير الذكر أثناء حديثه‪ ،‬فال يختم كالمه إال بقول "ال إله إال هللا"‪[.‬‬
‫الث ْو ب‪ ،‬بدليل قول النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬في الحديث السابق‪ ،‬لِذا جدي ٌر بالمؤمن‬ ‫‪ ]١٢[]١١‬واإليمان يبْلى في قلب المؤمن كما يبْلى ّ‬
‫أن يحرص على تزكية نفسه باستمرار‪ ،‬والمحافظة على أذكاره‪ ،‬وطاعته هلل ‪-‬سبحانه‪ ،-‬وأداء النوافل والسُّنن‪ ،‬ح ّتى يقي نفسه من الفِتن‬
‫سحابة كسحاب ِ]ة‬ ‫ٌ‬ ‫شهوات والتقصير‪ ،‬وقد ورد في السنة النبوية أيضا ً أن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قال‪( :‬ما من القلوب قلبٌ إال و له‬ ‫وال ّ‬
‫ت)‪ ]١٣[،‬فقد شبّه الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قلب المؤمن بالقمر‪ ،‬والقمر‬ ‫سحابة‪ ،‬فأظلَم‪ ،‬إذ تجلَّ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫القمر‪ ،‬بينما القم ُر يُضي ُء إذ َعلَ ْته‬ ‫ِ‬
‫ُغطى من قِبل ال ُّسحب في بعض األوقات‪ ،‬وإذا ذهبت هذه السُّحب عاد مُضيئاً‪ ،‬وكذلك قلب المؤمن؛ تأتيه فتر ًة يكون ُنور إيمانه خافتا ً من‬ ‫ي َّ‬
‫المعاصي‪ ،‬فيتج ّد د إيمانه باهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬بذكره‪ ،‬و باالستعانة به‪ ،‬والرجوع إليه‪ ،‬فيرجع مضيًئ ا بنور هللا ‪-‬عز وجل‪ ]١٥[]١٤[.-‬أهمّية‬
‫مؤمن يرجو التقرّ ب من خالقه ونيل رضاه‪ ،‬فقد جاء األمر به وبإحكام الصلّة باهلل ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُلحّة لك ّل‬‫تجديد اإليمان إن تجديد اإليمان ضرورةٌ م ٌ‬
‫َ‬
‫ب الذِي َنز َل َعلى َرسُولِ ِه‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِين آ َمنوا آ ِمنوا ِباللـ ِه َو َرسُولِ ِه َوال ِك َتا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َأ‬
‫سبحانه‪ -‬في الكتاب والسنة النبوية‪ ،‬قال هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪َ ( :-‬يا ُّي َها الذ َ‬
‫ضاَل اًل َبعِي ًدا)‪ ]١٦[،‬وقال الرسول ‪-‬صلى هللا‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ض‬‫َ‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِر‬ ‫خ‬ ‫ب الَّذِي َأ َ‬
‫نز َل مِن َق ْب ُل َو َمن َي ْكفُرْ ِباللَّـ ِه َو َماَل ِئ َك ِت ِه َو ُك ُت ِب ِه َو ُر ُس ِل ِه َو ْال َي ْو ِم اآْل ِ‬ ‫َو ْال ِك َتا ِ‬
‫لوبك ْم)‪ ]١٧[]١٠[،‬فتجديد‬ ‫اإليمان في قُ ِ‬ ‫َ‬ ‫هللا تعالَى أنْ ي َُج ِّد َد‬ ‫ّ‬
‫اإليمان لَ َي ْخلَ ُق في َج ْوفِ أح ِد ُك ْم َكما َيخلَ ُق الثوبُ ‪ ،‬فاسْ ألُوا َ‬ ‫َ‬ ‫عليه وسلم‪( :-‬إنَّ‬
‫ّ‬
‫اإليمان يقي القلب من الملل ومن الفتور‪ ،‬ويُعين على السير إلى هللا ‪-‬عز وجل‪ ]١٨[،-‬ويمأل قلب المؤمن باهلل‪ ،‬فال يتوكل على أح ٍد سِ واه‪[ .‬‬
‫‪]١٩‬‬

‫‪: https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D8%AA%D8%AC%D8%AF‬إقرأ المزيد على موضوع‪.‬كوم‬


‫‪%D8%AF_%D8%A5%D9%8A‬‬
‫‪%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%83#.D8.A3.D9.87.D9.85.D9.91.D9.8A.D8.A9_.D8.AA.D8.AC.D8.AF.D9.8A.‬‬
‫‪D8.AF_.D8.A7.D9.84.D8.A5.D9.8A.D9.85.D8.A7.D9.86‬‬

You might also like