You are on page 1of 7

‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا

فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي‬

‫له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمًد عبده ورسوله‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫حاجة المسلم إلى االستغفار في كل حين‬

‫إن حال المسلمين ‪-‬يا عباد هللا‪ -‬حال شديدة‪ ،‬وإننا أمام الدنيا في ضعف‪ ،‬وأمام الكفار في ضعف‪ ،‬وقد انغمس المسلمون في الشهوات‪،‬‬

‫واشتغلوا بالدنيا‪ ،‬واسلموا إخوانهم لألعداء‪ ،‬وهذا الحال يحتاج إلى تغيير‪ ،‬والبد أن يكون لنا مع هللا تعالى وقفة؛ لنصلح ما أفسدنا بيننا‬

‫وبين الرب ‪ ‬هذا تقصيرنا واضح‪ ،‬قد أدى فيما أدى إليه‪ ،‬من ذهاب بعض بالد المسلمين‪ ،‬وحصول تداعي أعداء هللا علينا‪ ،‬إن المخرج‬

‫الصلح مع هللا تعالى‪ ،‬والبد للمسلمين اليوم من أن يؤبوا إلى ربهم‪ ،‬وأن يصلحوا فيما بينهم وبينه‪ ،‬هذا القحط‪ ،‬والجدب‪ ،‬واحتباس المطر‪،‬‬

‫وانقطاع الغيث‪ ،‬أليس تذكرة من هللا؛ ليرجع العباد إليه تائبين مستغفرين؟ واالستغفار االستغفار‪ ،‬العودة إلى هللا‪َ :‬و اَّلِذ يَن ِإَذ ا َفَعُلوا َفاِح َش ًة َأْو‬

‫َظَلُم وا َأْنُفَسُهْم َذ َك ُر وا َهَّللا َفاْس َتْغَفُر وا ِلُذ ُنوِبِهْم َو َم ْن َيْغ ِفُر الُّذ ُنوَب ِإَّال ُهَّللا [سورة آل عمران‪ ،]135:‬ونحن ال نخلوا من المعاصي والتقصير‪،‬‬

‫فنحن في حاجة إًذ ا إلى التوبة‪ ،‬واالستغفار ليس شيًئا باللسان يقال‪ :‬فقط‪.‬‬

‫وإنما هو يقع في القلب‪ ،‬ومن قال بلسانه‪ :‬استغفر هللا‪ ،‬وهو غير مقلع بقلبه فهو داع بلسان‪ ،‬لكن القلب غير حاضر‪ ،‬ولذلك فإن استغفاره‬

‫يحتاج إلى استغفار‪ ،‬طلب المغفرة‪ :‬وقاية شر الذنوب مع سترها‪ ،‬وإذا غفر هللا لعبد فقد وقاه شر ذنبه‪ ،‬وغطى عنه ذلك الذنب‪ ،‬وهو سؤال‬

‫للرب تعالى‪ ،‬وطلب بعد رؤية قبح المعصية‪ ،‬واالعراض عنها‪ ،‬وهللا يذكر عباده بالشدائد‪ ،‬وما يحدث لنا اليوم شدائد‪ ،‬لما وقع الزلزال في‬

‫زمن عمر بن عبد العزيز؛ كتب إلى عماله في البلدان‪ ،‬أمرهم أن يأمروا المسلمين بالتوبة إلى هللا‪ ،‬والضراعة‪ ،‬واالستغفار من ذنوبهم‪ ،‬إنه‬

‫استغفار فيه لجوء إلى الرب‪ ،‬وهللا ‪ ‬ال يعذب القوم المستغفرين‪ ،‬كما قال‪َ :‬و َم ا َك اَن ُهَّللا ُم َعِّذ َبُهْم َو ُهْم َيْس َتْغ ِفُروَن [سورة األنفال‪:‬‬

‫‪ ،]33‬االستغفار‪ :‬استصالح القول الفاسد قواًل وفعل‪ ،‬االستغفار‪ :‬الطلب‪ ،‬طلب المغفرة من الغفار‪ ،‬ومن أسمائه أيًض ا الغفور ‪ ‬كثر ستره‬

‫لعباده‪ ،‬وتجاوزه عن خطاياهم‪ ،‬والعبد أحوج شيء إلى االستغفار؛ ألنه يخطئ بالليل والنهار طلب إقالة العثرات‪َ :‬غ اِفِر الَّذ ْنِب َو َقاِبِل‬

‫الَّتْو ِب [سورة غافر‪.]3:‬‬


‫االستغفار من أعظم الطاعات وأنفع القربات‬

‫إنه من أعظم الطاعات وأنفع القربات االستغفار‪ ،‬ختام األعمال الصالحة مع كونها صالحة‪ ،‬فتختم الصلوات باالستغفار‪ ،‬وقيام الليل‬

‫باالستغفار‪ ،‬وكذلك في الحج‪ُ :‬ثَّم َأِفيُض وا ِم ْن َح ْيُث َأَفاَض الَّناُس َو اْس َتْغ ِفُر وا َهَّللا [سورة البقرة‪.]199:‬‬

‫وختام المجالس االستغفار‪ ،‬االستغفار باألسحار بعد قيام الليل في الطاعات أيًض ا‪ ،‬وليس في المعاصي فقط؛ ألن العبد ال يخلو من التقصير‪،‬‬

‫وأما إذا ظلم نفسه‪ ،‬فإنه يستغفر ربه‪َ :‬ذ َك ُر وا َهَّللا َفاْس َتْغَفُر وا ِلُذ ُنوِبِهْم [سورة آل عمران‪ ،]135:‬وقد أمرنا هللا تعالى به فقال‪َ :‬و اْس َتْغ ِفُر وا َهَّللا‬
‫ِإَّن َهَّللا َغُفوٌر َر ِح يٌم [سورة المزمل‪َ ،]20:‬أْن اْس َتْغ ِفُر وا َر َّبُك ْم ُثَّم ُتوُبوا ِإَلْيِه [سورة هود‪َ ،]3:‬فاْس َتِقيُم وا ِإَلْيِه َو اْس َتْغ ِفُر وُه [سورة فصلت‪:‬‬

‫‪ ،]6‬وهكذا أمر األنبياء أقوامهم‪َ :‬و َيا َقْو ِم اْس َتْغ ِفُر وا َر َّبُك ْم ُثَّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ُيْر ِس ْل الَّس َم اَء َع َلْيُك ْم ِم ْد َر اًر ا َو َيِز ْد ُك ْم ُقَّو ًة ِإَلى ُقَّوِتُك ْم [سورة هود‪:‬‬

‫‪ ،]52‬كما قال هود لقومه‪ ،‬وكذلك قال صالح ‪َ :‬يا َقْو ِم اْع ُبُدوا َهَّللا َم ا َلُك ْم ِم ْن ِإَلٍه َغ ْيُرُه ُهَو َأنَش َأُك ْم ِم ْن اَألْر ِض َو اْس َتْع َم َر ُك ْم ِفيَها َفاْس َتْغ ِفُر وُه ُثَّم‬

‫ُتوُبوا ِإَلْيِه ِإَّن َر ِّبي َقِر يٌب ُمِج يٌب [سورة هود‪ ،]61:‬وقال شعيب لقومه‪َ :‬و اْس َتْغ ِفُر وا َر َّبُك ْم ُثَّم ُتوُبوا ِإَلْيِه ِإَّن َر ِّبي َر ِح يٌم َو ُدوٌد [سورة هود‪:‬‬

‫‪ ،]90‬وقال النبي ﷺ‪ :‬يا عائشة‪ ،‬إن كنت ألممت بذنب فاستغفري هللا‪ ،‬فإن التوبة من الذنب الندم واالستغفار[‪ ،]1‬ندم بالقلب مصحوب‬

‫باستغفار اللسان طلب المغفرة من هللا‪.‬‬

‫إن هنالك أناًس ا يأتون يوم القيامة في غاية السرور والحبور لماذا؟ قال ﷺ‪ :‬طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاًر ا كثيرا[‪ ،]2‬رواه ابن ماجة‬

‫وهو حديث صحيح‪ ،‬بل إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول‪ :‬أنى هذا؟ من أين لي هذا؟ ال يراه في عمله‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا هذا؟ فيقال‪:‬‬

‫باستغفار ولدك لك[‪ ،]3‬وهو حديث حسن‪ ،‬وكذلك قال ﷺ ‪ :‬من أحب أن تسره صحيفته‪ ،‬فليكثر من االستغفار‪ ،‬فهنيًئا إًذ ا للمستغفرين‪ ،‬وهنيًئا‬

‫آلباء المستغفرين الذين يستغفرون لهم‪ ،‬بل النبي ﷺ وهو العليم بأحوال النساء قال‪ :‬يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من االستغفار فإني‬

‫رأيتكن أكثر أهل النار‪ ،‬إن االستغفار ينتج عماًل عظيًم ا‪ ،‬ويغفر الذنب الكبير‪ ،‬قال ﷺ ‪ :‬من قال استغفر هللا الذي ال إله إال هو الحي القيوم‬

‫وأتوب إليه‪ ،‬غفر له وإن كان قد فر من الزحف[‪ ، ]4‬إن الفرار من الزحف كبيرة ؛ لكن االستغفار يرقع ذلك كله‪ ،‬من قال‪ :‬استغفر هللا الذي ال‬

‫إله إال هو الحي القيوم وأتوب إليه‪ ،‬كلمات جامعات‪ ،‬أستغفر هللا الذي ال إله إال هو الحي القيوم وأتوب إليه‪ ،‬غفر له وإن كان قد فر من‬

‫الزحف[‪ ]5‬كلما أذنب استغفر ربه؛ ألنه يعلم أن له رًب ا يغفر الذنب‪ ،‬ويأخذ بالذنب يغفر‪ :‬هذا رجاء‪ ،‬يأخذ‪ :‬هذا خوف‪ ،‬فهو جامع بين الخوف‬

‫والرجاء‪ ،‬كلما أذنب ذنبا استغفر ربه؛ ألنه يعلم‪ ،‬ويؤمن‪ ،‬ويوقن‪ ،‬بأن هللا يغفر الذنب‪ ،‬ويأخذ بالذنب‪ ،‬ولذلك فإن هللا ‪ ‬يغفر له ذنبه‪،‬‬

‫وهو ‪ ‬ينزل إلى سماء الدنيا ليقول للعباد‪ :‬هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح‪.‬‬

‫والنبي ﷺ إمامنا‪ ،‬وقدوتنا‪ ،‬وحبيبنا‪ ،‬وأعظم األمة‪ ،‬وأعبد العباد قال‪ :‬إنه ليغان على قلبي‪ ،‬ليغان من الغين‪ ،‬والغين بمعنى واحد‪ :‬ما يتغشى‬

‫القلب‪ ،‬ما يغطيه‪ ،‬ما يغان على قلبي‪ ،‬وإني الستغفر هللا في اليوم مائة مرة‪ ،‬هل النبي ﷺ يفعل المعاصي ليغان على قلبه؟ ال‪ ،‬لكن قالوا‪ :‬بما‬

‫يشتغل به من مصالح أمته‪ ،‬والمباحات أحياًنا‪ ،‬وما يكون من محاربة العدو‪ ،‬وتأليف المؤلفة‪ ،‬ونحو ذلك يشتغل به عن علي المقام‪ ،‬فيراه‬

‫ذنًب ا بالنسبة إلى عظيم منزلته مع أن هذه األمور من الطاعات‪ ،‬لكن لما كان ﷺ قلبه مشغول دائًم ا بالحضور مع هللا‪ ،‬ومراقبة هللا‪ ،‬وهو يذكر‬

‫ربه‪ ،‬وهو مع ربه‪ ،‬فتأتي هذه األمور التي هي من الطاعات لكن فيها اشتغال بالتفكير في العدو‪ ،‬التفكير بتأليف المؤلفة قلوبهم‪ ،‬ونحو ذلك‬

‫من مصالح األمة التي يفكر بها فيعتبر أن هذا االنصراف عن الحضور‪ ،‬حضور الذهن والقلب مع هللا إلى اشتغال القلب والذهن بمصالح‬

‫األمة؛ يعتبره غيًن ا على قلبه‪ ،‬هل رأيتم هذه الدقة والحساسية؟ التي جعلته يكثر من االستغفار حتى ال ينزل عن المستوى العالي‪ ،‬ونحن اليوم‬

‫ننزل من مستوى أسفل إلى أسفل‪ ،‬والنبي ﷺ يريد أن يحافظ على المستوى األعلى‪ ،‬ومصالح البد من القيام بها‪ ،‬ولكنه يريد أيًض ا أن يكون‬

‫في المقام األعلى‪ ،‬فهو ال يزال يستغفر في اليوم مائة مرة‪.‬‬


‫المؤمن ال يقنط أبًدا من رحمة هللا تعالى‬

‫عباد هللا‪:‬‬

‫إن مغفرة هللا عظيمة يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء عنان السماء ارتفاع كم؟ لو بلغت ذنوبك عنان السماء‪ ،‬ثم استغفرتني غفرت‬

‫لك وال أبالي؛ ألن هللا ال يعجزه شيء؛ ألن هللا ال يثقل عليه شيء‪ ،‬ال يصعب على هللا شيء يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك‬

‫على ما كان فيك وال أبالي‪ ،‬إن االستغفار لجوء العبد إلى هللا؛ ولذلك لو كان الصحابة ال يذنبون لذهب هللا بهم‪ ،‬ولجاء بقوم يذنبون‪،‬‬

‫فيستغفرون هللا فيغفر لهم‪ ،‬فاهلل يريد من العباد أن يستغفروه‪ ،‬يريد منهم أن يلجأوا إليه‪ ،‬يريدهم أن يطلبوا منه المغفرة‪ِ :‬إَّن اْلُم ْسِلِم يَن‬

‫َو اْلُم ْسِلَم اِت َو اْلُم ْؤ ِمِنيَن َو اْلُم ْؤ ِم َناِت َو اْلَقاِنِتيَن َو اْلَقاِنَتاِت َو الَّص اِدِقيَن َو الَّص اِد َقاِت َو الَّص اِبِر يَن َو الَّص اِبَر اِت [سورة األحزاب‪ ،]35:‬هؤالء في‬

‫الخشوع‪ ،‬والتصدق‪ ،‬والصيام‪ ،‬وحفظ الفرج‪ ،‬وذكر هللا؛ ألن هللا ‪ ‬أعد لهم مغفرة‪ ،‬هؤالء هللا ‪ ‬يغفر لهم على أعمالهم هذه هؤالء‬

‫هللا ‪ ‬يوفقهم ألنهم من المستغفرين باألسحار‪َ :‬و َم ا َك اَن ُهَّللا ِلُيَعِّذ َبُهْم َو َأْنَت ِفيِهْم َو َم ا َك اَن ُهَّللا ُم َعِّذ َبُهْم َو ُهْم َيْس َتْغ ِفُروَن [سورة األنفال‪:‬‬

‫‪ ،]33‬االستغفار‪ ،‬يقول أبو موسى‪ :‬كان فيكم أمانان‪ ،‬كان فيكم ‪-‬أيها الصحابة‪ -‬أمانان‪ ،‬كانت فيكم يا ‪-‬أيها األمة‪ -‬في صدرها أمانان‪َ :‬و َم ا َك اَن‬

‫ُهَّللا ِلُيَعِّذ َبُهْم َو َأْنَت ِفيِهْم [سورة األنفال‪ ،]33:‬هذا األمان وجود النبي في األمة‪َ :‬و َم ا َك اَن ُهَّللا ُم َعِّذ َبُهْم َو ُهْم َيْس َتْغ ِفُروَن [سورة األنفال‪ ،]33:‬هذا‬

‫األمان الثاني‪ ،‬االستغفار‪ ،‬قال‪ :‬أما النبي فقد مضى لسبيله‪ ،‬األمان األول انتهى‪ ،‬األمان األول زال بوفاة محمد ﷺ ‪ ،‬قال‪ :‬وأما االستغفار فهو‬

‫كائن بينكم إلى يوم القيامة‪ ،‬فبقي االستغفار معنا‪ ،‬فإذا ذهب هلكنا‪ ،‬هذا االستغفار الذي يعوض النقص‪ ،‬قال أبو هريرة‪ :‬الغيبة تخرق الصيام‪،‬‬

‫واالستغفار يرقعه‪ ،‬من اغتاب خرق‪ ،‬ومن استغفر رقع‪.‬‬


‫وقد أجد‪ ،‬وقد أغنى وأفتقر‬ ‫ولقد لعبت مع الفتيان ما لعبوا‬
‫كل امرئ بامرء البد مؤتزر‬ ‫استغفر هللا من جدي ومن لعبي‬

‫اإلنسان تقع منه أشياء‪ ،‬تختلف به األحوال‪ ،‬وتتقلب‪ ،‬االستغفار هو االستغفار الحقيقي الذي فيه الندم‪ ،‬واإلقالع عن الذنب‪ ،‬أما استغفار بال‬

‫إقالع‪ ،‬قال العلماء‪ :‬توبة الكذابين‪ ،‬سئل سهل عن االستغفار الذي يكفر الذنوب قال‪ :‬أول االستغفار االستجابة‪ ،‬ثم اإلنابة‪ ،‬ثم التوبة‪،‬‬

‫فاالستجابة أعمال الجوارح‪ ،‬واإلنابة أعمال القلوب‪ ،‬والتوبة‪ :‬اإلقبال على المولى؛ رجاء أن يغفر له ما فعل‪ ،‬القرآن يدلنا على الداء والدواء‪،‬‬

‫الداء الذنوب‪ ،‬والدواء االستغفار‪ ،‬ما جاور عبد في مقبره من جار أحب من االستغفار‪ ،‬قال الحسن‪ :‬أكثروا من االستغفار في بيوتكم‪ ،‬وعلى‬

‫موائدكم‪ ،‬وفي طرقاتكم‪ ،‬وفي أسواقكم‪ ،‬وفي مجالسكم‪ ،‬فإنكم ال تدرون متى تنزل المغفرة‪ ،‬قال ابن دينار‪" :‬كان األبرار يتواصون بثالثة‪:‬‬

‫بسجل اللسان‪ ،‬وكثرة االستغفار‪ ،‬والعزلة" أي‪ :‬عدم مخالطة الخلق إال فيما ينفع‪ ،‬قال بكر‪ :‬أنتم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من‬

‫االستغفار‪ ،‬فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين كل سطرين استغفار سره مكان ذلك‪ ،‬إذا رأيت بين كل سطرين في صحيفتك استغفاًر ا‪ ،‬فأنت‬

‫ال تفعل شيًئا إال وتستغفر بعده إن كانت طاعة استغفرت من التقصير من العجب من الريا‪ ،‬وإن كانت معصية استغفرت منها؛ لئال يعاقبك‪.‬‬
‫االستغفار سبب لتنزل الخيرات والرحمات‬
‫جاء سفيان إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال‪ :‬ال أقوم حتى تحدثني قال‪ :‬أنا أحدثك وما كثرت الحديث لك بخير يا سفيان‪ :‬إذا أنعم‬

‫هللا عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها‪ ،‬فأكثر الحمد والشكر‪ ،‬فإن هللا قال‪َ :‬لِئْن َش َك ْر ُتْم َألِز يَد َّنُك ْم [سورة إبراهيم‪ ،]7:‬يا سفيان‪ :‬إذا استبطأت‬

‫الرزق فأكثر من االستغفار‪ ،‬فإن هللا قال‪ :‬اْس َتْغ ِفُر وا َر َّبُك ْم ِإَّنُه َك اَن َغَّفاًر ا ۝ ُيْر ِس ْل الَّس َم اَء َع َلْيُك ْم ِم ْد َر اًر ا [سورة نوح‪ ،]11 ،10:‬يا سفيان‪:‬‬

‫إذا حزبك أمر من سلطان‪ ،‬أو غيره فأكثر من ال حول وال قوة إال باهلل فإنها مفتاح الفرج‪ ،‬وكنز من كنوز الجنة‪ .‬إبليس أهلك الناس‬

‫بالمعاصي وبأي شيء يهلكونه باالستغفار‪ ،‬وقال األعرابي‪ :‬من أقام في أرضنا فليكثر من االستغفار‪ ،‬فإن مع االستغفار القطار‪ ،‬وما هو‬

‫القطار‪ :‬السحاب العظيم القطر‪ .‬االستغفار الذي يحل عقدة اإلصرار هذا فائدة عظيمة لالستغفار‪ .‬الذين يصرون على المعاصي كيف حل عقدة‬

‫اإلصرار هذه؟ االستغفار االستغفار‪ ،‬ولذلك من كان قلبه مصًر ا على المعصية فاستغفاره يحتاج إلى استغفار‪.‬‬
‫لفظة بدرت خالفت معناها‬ ‫استغفر هللا من استغفر هللا من‬
‫سددت بالذنب عند هللا مجراها‬ ‫وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد‬

‫ولما سئل شيخ اإلسالم ابن تيمية – رحمه هللا‪" :-‬أيهما أنفع للعبد التسبيح أم االستغفار؟ قال‪ :‬إذا كان الثوب نقي فالبخور أنفع له‪ ،‬وإذا كان‬

‫الثوب دنًس ا فالصابون أنفع له"‪ .‬فإذا كانت الثياب متسخة إذا كانت المعاصي فاالستغفار هنا بالنسبة للعبد مقدم‪ ،‬والجمع بينها خير وهو‬

‫السنة‪ ،‬يا عباد هللا‪ :‬العبد بين ذنب ونعمة ال يصلح ذلك إال الحمد واالستغفار‪ ،‬فيحمد ربه على النعمة‪ ،‬ويستغفر ربه من الذنب‪ ،‬االستغفار‬

‫طاعة هلل‪ ،‬االستغفار سبب مغفرة الذنوب‪َ :‬فُقْلُت اْس َتْغ ِفُر وا َر َّبُك ْم ِإَّنُه َك اَن َغَّفاًر ا [سورة نوح‪ ،]10:‬االستغفار سبب نزول األمطار‪ُ :‬يْر ِس ْل‬

‫الَّس َم اَء َع َلْيُك ْم ِم ْد َر اًر ا [سورة نوح‪ ،]11:‬االستغفار مدد بالمال والبنين‪َ :‬و ُيْم ِد ْد ُك ْم ِبَأْمَو اٍل َو َبِنيَن [سورة نوح‪ ،]12:‬اْس َتْغ ِفُر وا َر َّبُك ْم ِإَّنُه َك اَن‬

‫َغَّفاًر ا [سورة نوح‪ ،]10:‬هذه الفائدة األولى لالستغفار يغفر الذنوب‪ ،‬اثنين‪ :‬نزول األمطار‪ُ :‬يْر ِس ْل الَّس َم اَء َع َلْيُك ْم ِم ْد َر اًر ا [سورة نوح‪:‬‬

‫‪ ،]11‬ثالثة‪ :‬الرزق باألموال‪َ :‬و ُيْم ِد ْد ُك ْم ِبَأْمَو اٍل [سورة نوح‪ ،]12:‬أربعة‪ :‬الذكور من األوالد الذين تشتهيهم النفوس يريد ذكًر ا‪ ،‬ولذلك‬

‫قال‪َ :‬و َبِنيَن [سورة نوح‪ ،]12:‬ولم يقل وأوالد؛ ألن األوالد يشمل البنين والبنات‪ ،‬والنفوس تهفو للبنين‪ ،‬قال‪َ :‬و ُيْم ِد ْد ُك ْم ِبَأْمَو اٍل َو َبِنيَن [سورة‬

‫نوح‪ ،]12:‬خمسة‪ :‬دخول الجنة‪َ :‬و َيْج َعْل َلُك ْم َج َّنات [سورة نوح‪ ،]12:‬ستة‪ ،‬كما في اآلية األخرى‪َ :‬و َيِزْد ُك ْم ُقَّو ًة ِإَلى ُقَّوِتُك ْم [سورة هود‪،]52:‬‬

‫قوة بدنية‪ ،‬قوة السالح‪.‬‬

‫القوة بجميع أنواعها‪ ،‬سبعة‪ :‬المتاع الحسن‪ُ :‬يَم ِّتْع ُك ْم َم َتاًعا َح َس ًنا [سورة هود‪ ،]3:‬ثمانية دفع البالء والعذاب‪َ :‬و َم ا َك اَن ُهَّللا ُم َعِّذ َبُهْم َو ُهْم‬

‫َيْس َتْغ ِفُروَن [سورة األنفال‪ ،]33:‬إنها أسباب تدفع للحرص على هذه العبادة‪.‬‬

‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا‪ ،‬وإسرافنا في أمرنا‪ ،‬اللهم اغفر لنا ما قدمنا‪ ،‬وما أخرنا‪ ،‬وما أسررنا‪ ،‬وما أعلنا‪ ،‬وما أسرفنا أنت المقدم‪ ،‬وأنت‬

‫المؤخر‪ ،‬وأنت على كل شيء قدير‪ ،‬أقول قولي هذا واستغفر هللا لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم‪ ،‬وأوسعوا إلخوانكم يوسع هللا‬

‫لكم‪.‬‬
‫الخطبة الثانية‬
‫الحمد هلل‪ ،‬الحمد هلل الغفور الغفار‪ ،‬الحمد هلل العزيز القهار‪ ،‬الحمد هلل التواب‪ ،‬مكور الليل على النهار‪ ،‬أشهد أن ال إله إال هو ال شريك له‪،‬‬

‫أنعم علينا بالسمع واألبصار‪ ،‬وأشهد أن محمًدا رسول هللا الرحمة المهداة‪ ،‬البشير والنذير‪ ،‬صلى هللا عليه ما تعاقب الليل والنهار‪ ،‬وعلى آله‬

‫وصحبه األطهار‪ ،‬وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬


‫االستغفار يجبر النقص ويكمل العبادات‬

‫عباد هللا‪ ،‬قال ﷺ مذكًر ا بالمناسبات التي تكون فيها هذه العبادة‪ ،‬كان إذا دخل المسجد صلى على محمد ﷺ ‪ ،‬وقال‪ :‬رب اغفر لي ذنوبي‪،‬‬

‫وافتح لي أبواب رحمتك[‪ ،]6‬وإذا خرج ﷺ ‪ ،‬وقال‪ :‬رب اغفر لي ذنوبي‪ ،‬وافتح لي أبواب فضلك‪ ،‬حتى في المسجد دخواًل وخروجا‪ ،‬وبعد‬

‫الوضوء مع أنه عباده علمنا أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محمًدا عبد هللا ورسوله تفتح أبواب الجنة الثمانية بهذا الدعاء العظيم‪" :‬سبحانك‬

‫اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت استغفرك وأتوب إليك"‪ ،‬فيقال ختام المجلس‪ ،‬ويقال بعد هذه العبادة أيًض ا‪ ،‬ويقال عند الخروج من‬

‫الغائط‪" :‬غفرانك"‪ ،‬وكذلك االستغفار في الركوع والسجود كان يقول‪" :‬سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي"‪ ،‬وبين السجدتين‪" :‬رب‬

‫أغفر لي رب أغفر لي"‪ ،‬وأيًض ا فإنه كان يقول هذا في التشهد األخير علمه للصديق‪" :‬اللهم إني ظلمت نفسي ظلًم ا كثيًر ا وإنه ال يغفر‬

‫الذنوب إال أنت‪ ،‬فاغفر لي مغفرة من عندك‪ ،‬وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم‪ ،‬وعقب الصالة‪ :‬أستغفر هللا أستغفر هللا‪ ،‬أستغفر هللا‪ ،‬ثالًثا‪،‬‬

‫وكذلك يودع الميت باالستغفار‪ ،‬وفي دعاء الجنازة استغفار للميت‪ ،‬وأعظم ما يصل للميت ما هو؟ الدعاء‪ ،‬الدعاء بالمغفرة والرحمة‪،‬‬

‫واالستغفار للمؤمنين والمؤمنات فضله عظيم‪ ،‬وأجره كبير‪ ،‬وربما يكون له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة‪ ،‬وإذا كان علمنا دعاء سيد االستغفار‬

‫لعظمته‪ ،‬وهو الدعاء المعروف الذي فيه‪ :‬أبوء لك يعني‪ :‬اعترف بنعمتك علي‪ ،‬وأبوء بذنبي‪ :‬اعترف بذنبي‪ ،‬فكان من عظمة الدعاء أنه‬

‫اشتمل على طلب المغفرة‪ ،‬وتوحيد الربوبية واأللوهية‪ ،‬واألسماء والصفات‪ ،‬واالعتراف بالذنب‪ ،‬واالعتراف بالنعمة‪ ،‬والطلب‪ ،‬واللجوء إلى‬

‫هللا ‪ ،‬عباد هللا‪ :‬إن هذه االستغفارات إن هذه األدعية العظيمة إنها تؤثر‪ ،‬وقد كان شخص أصابه عقم‪ ،‬فلجأ إلى هللا بهذا الدعاء لجأ إلى‬

‫ربه‪َ :‬و ُيْم ِد ْد ُك ْم ِبَأْمَو اٍل َو َبِنيَن [سورة نوح‪ ،]12:‬فرزقه هللا ‪ ،‬وامرأة عندها أيتام ترك لها زوجها مبلًغا قلياًل من المال‪ ،‬فهي في يأس وبأس‬

‫حتى سمعت حديًث ا في فضل االستغفار وما يكون فيه‪ ،‬فأكثرت منه وأمرت أوالدها‪ ،‬قالت‪ :‬وما مرت ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع لنا‬

‫على أمالك لنا قديمة‪ ،‬فعوضنا بماليين‪ ،‬وصار ابني متفوًقا‪ ،‬ومحل رعاية وعناية‪ ،‬إًذ ا االستغفار الذي يأتي بالفوائد العظيمة من وقاية من‬

‫شؤم الذنب‪ ،‬والوقاية من العذاب‪ ،‬وكذلك يأتي بهذه الفوائد الكثيرة يحتاجه اإلنسان‪ ،‬وخصوًص ا أننا نتقلب يومًيا في أحوال‪.‬‬

‫االستغفار الذي يأتي بالفوائد العظيمة من وقاية من شؤم الذنب‪ ،‬والوقاية من العذاب‪ ،‬وكذلك يأتي بهذه الفوائد الكثيرة يحتاجه اإلنسان‪،‬‬

‫وخصوًص ا أننا نتقلب يومًيا في أحوال‪.‬وتأمل في حديث‪ :‬اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي‪ ،‬واسرافي في أمري‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪ ،‬اللهم‬

‫اغفر لي جدي‪ ،‬وهزلي‪ ،‬وخطأي وعمدي‪ ،‬وكل ذلك عندي‪ .‬اللهم اغفر لي ما قدمت‪ ،‬وما أخرت‪ ،‬وما أسررت‪ ،‬وما أعلنت‪ ،‬وما أنت أعلم به‬

‫مني أنت المقدم‪ ،‬وأنت المؤخر‪ ،‬وأنت على كل شيء قدير[‪.]7‬‬


‫عباد هللا‪ ،‬إن هذا القحط‪ ،‬وتأخر نزول المطر ال شك بذنوبنا‪ ،‬والبد أن نرجع إلى هللا ‪ ‬فإنه ‪ ‬يرزق العباد إذا رجعوا إليه‪.‬‬

‫اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم اسقنا الغيث وال تجعلنا من القانطين‪ ،‬اللهم سقيا رحمة ال سقي عذاب‪ ،‬وال بالء‪ ،‬وال هدم‪ ،‬وال‬

‫غرق‪ ،‬اللهم أسقنا الغيث‪ ،‬أغثنا غيًثا مغيًثا‪ ،‬هنيًئا‪ ،‬مريًئا‪ ،‬غدًقا‪ ،‬مجلاًل ‪ ،‬عاًم ا‪ ،‬طبًقا‪ ،‬نافًعا غير ضار‪ ،‬عاجاًل غير ضار‪ ،‬يا أرحم الراحمين‪.‬‬

‫اللهم أحيي البالد والعباد‪ ،‬اللهم اسق عبادك وبهائمك وأحيي بلدك الميت‪ ،‬اللهم اسقنا الغيث وال تجعلنا من القانطين‪ ،‬اللهم إنا نسألك األمن‬

‫واإليمان والسالمة واإلسالم‪.‬‬

‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا‪ ،‬اللهم أحيينا مسلمين‪ ،‬وتوفنا مؤمنين‪ ،‬وألحقنا بالصالحين‪ ،‬اللهم ثبت إخواننا على الدين يا أرحم‬

‫الراحمين‪ ،‬اللهم فرج هم المهمومين‪ ،‬ونفس كرب المكروبين‪ ،‬اللهم إنا نسألك التثبيت إلخواننا المجاهدين‪ ،‬اللهم إنه قد نزل بإخواننا من‬

‫البالء ما ال يعلمه إال أنت‪ ،‬وأنت الرحيم الرحمن‪ ،‬وأنت على كل شيء قدير‪ ،‬اللهم أنت اللطيف بعبادك‪ ،‬اللهم ففرج عنهم ما نزل بهم‪،‬‬

‫واكشف ما نزل بهم من ضر يا أرحم الراحمين‪.‬‬

‫اللهم إنهم جياع فأطعمهم‪ ،‬وإنهم عراة فاكسهم‪ ،‬وإنهم حفاة فاحملهم‪ ،‬وإنهم مظلومون فانصرهم‪ .‬اللهم إنا نسألك إلخواننا الفرج العاجل يا‬

‫رب العالمين‪ ،‬اللهم سدد رميهم‪ ،‬ووحد صفهم‪ ،‬وانصرهم على عدوك وعدوهم‪ ،‬اللهم إن هؤالء الصليبيين قد أفسدوا في األرض‪ ،‬اللهم طغوا‬

‫وبغوا‪ ،‬وجاءوا بخيالئهم وفخرهم‪ ،‬اللهم إنهم يريدون دينك‪ ،‬وأنت صاحب الدين والشريعة‪ ،‬يا هازم األحزاب‪ ،‬يا منزل الكتاب‪ ،‬يا سريع‬

‫الحساب‪ ،‬اللهم اقض عليهم يا رب العالمين‪ ،‬اللهم زلزلهم زلزااًل شديدا‪ ،‬اللهم خذهم أخًذ ا أليما‪ ،‬اللهم ال تجعل لهم طائرة تحارب المسلمين إال‬

‫أسقطتها‪ ،‬وال سفينة إال أغرقتها‪ ،‬وال بارجة إال قصفتها‪ ،‬وال دبابة إال أحرقتها‪ ،‬وال مركبة إال قلبتها‪ ،‬اللهم اشدد وطأتك عليهم‪ ،‬اللهم مزق‬

‫ملكهم‪ ،‬اللهم أسقط علمهم وسلطانهم‪ ،‬اللهم أجعل أمرهم في سفال‪ ،‬وشأنهم إلى زوال أنت الكبير المتعال‪ ،‬ال يعجزك شيء في األرض وال في‬

‫السماء‪ ،‬اللهم أنزل عليهم سخطك وعذابك‪ ،‬اللهم عليك بأعدائنا من اليهود والصليبيين والمشركين‪ ،‬أحصهم عددا‪ ،‬وأقتلهم بددا‪ ،‬اللهم‬

‫هؤالء أعداؤك‪ ،‬اللهم اقطع دابرهم‪ ،‬واستأصل شأفتهم‪ ،‬وأبد خضراءهم‪ ،‬اللهم عليك بهم وبمن عاونهم‪ ،‬انزل بهم بأسك الذي ال يرد عن‬

‫المجرمين‪ ،‬ندرأ بك هللا في نحروهم‪ ،‬ونعوذ بك من شرورهم‪ ،‬اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك‪ .‬اللهم أنزل عليهم صاعة فإنهم ال يعجزونك‪ ،‬أنت‬

‫الملك فال ند لك‪ ،‬وأنت الرب فال شريك لك‪ ،‬أنت الجبار القهار‪ ،‬اللهم أنت العزيز الكبير القوي المتين‪ ،‬اللهم خذهم وشتتهم‪ ،‬اللهم اجعل‬

‫تدميرهم في تدبيرهم‪ ،‬أدر دائرة السوء عليهم‪ ،‬وانزل بهم بأسك الذي ال يرد عن القوم المجرمين‪ ،‬اللهم اجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين‪،‬‬

‫اللهم اجعل بالد المسلمين مقابر لهؤالء األعداء يا رب العالمين‪ ،‬اللهم أقر أعيننا بيوم قريب تعز به دينك‪ ،‬وتهزم به أعداءك‪ ،‬وتنصر فيه‬

‫أولياءك‪ ،‬يا سميع الدعاء‪ ،‬اجعلنا في بالدنا أمنين مطمئنين‪ ،‬اللهم اجعلنا في بالدنا أمنين مطمئنين‪ ،‬من أراد بلدنا هذا وبالد المسلمين بسوء‬

‫فامكر به واجعل كيده في نحره‪ ،‬أحسن خاتمتنا‪ ،‬واغفر ذنوبنا‪ ،‬وأحينا مسلمين‪ ،‬وأمتنا مؤمنين‪ ،‬وألحقنا بالصالحين‪ُ ،‬سْبَح اَن َر ِّبَك َر ِّب اْلِع َّز ِة‬

‫َع َّم ا َيِص ُفوَن ۝ َو َس الٌم َع َلى اْلُم ْر َسِليَن ۝ َو اْلَح ْم ُد ِهَّلِل َر ِّب اْلَعاَلِم يَن [سورة الصافات‪ ،]182 -180:‬وقوموا إلى صالتكم يرحمكم هللا‪.‬‬
‫^‬
‫‪1.‬‬ ‫‪.‬رواه أحمد‪)26279( :‬‬
‫^‬
‫‪2.‬‬ ‫‪.‬رواه ابن ماجه‪)3818( :‬‬
‫^‬
‫‪3.‬‬ ‫‪.‬رواه ابن ماجة‪)3660( :‬‬
‫^‬
‫‪4.‬‬ ‫‪.‬رواه أبو داود‪)1517( :‬‬
‫^‬
‫‪5.‬‬ ‫‪.‬رواه أبو داود‪ ،)1517( :‬حديث صحيح‬
‫^‬
‫‪6.‬‬ ‫‪.‬رواه الترمذي‪)314( :‬‬
‫^‬
‫‪7.‬‬ ‫‪.‬رواه البخاري‪ ،6399( :‬ومسلم‪)2719( :‬‬

You might also like