Professional Documents
Culture Documents
إنارة الفكر
إنارة الفكر
جمع وإعداد
عبدالله بن محمد بن طاهر بن حسين الكاف
()1
عنوان الكتاب رقم الإيداع بالهيئة
إنارة الفكر في أحكام صلاة الوتر العامة للكتاب
على مذهب الإمام الشافعي ( )
لعام 2021م
جمع وإعداد الجمهورية اليمنية
عبدالله بن محمد بن طاهر الكاف محافظة حضرموت
()2
f
الحمد لله الواحد األحد الفرد اللطيف ،الودود الرحيم الرحمن
ِّ
المان على عباده باإليجاد واإلمداد ،فهو الكريم الوهاب الرزاق الرؤوف،
الجواد ،الذي ج َّلت نعمه عن اإلحصاء باألعداد ،يداه مألى سحاء يعطي
بال نفاد ،مبسوطة في الوجود موائده ومحاسنه ،شاهد ذلكَ ﴿ :وإِن ِّمن َش ْيء
إِالَّ ِعندَ نَا َخزَائِنُ ُه﴾ .
وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له الملك الحق المبين ،وأشهد
أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين ،وأشرف المرسلين ،وسيد
الغر المحجلين ،وآله األطهار ،وصحابته
األولين واآلخرين ،وقائد ِّ
األخيار ،ومن تبعهم بإحسان وعلى نهجهم سار.
أما بعد :فهذا كتاب لطيف جمعت فيه ما يتعلق بصالة الوتر على مذهب
إمامنا الم َّطلبي محمد بن إدريس الشافعي من حيث الفضائل واآلداب
واألحكام ،ووجدت فيها مسائل نافعة عزيزة ،وفروع فقهية وجيزة ،ال
()3
يستغني عنها طالب علم ،وقد عرضته على سيدي الحبيب عمر بن محمد
بن سالم بن حفيظ حفظه الله ونفعنا به طلب ًا لتسميته ،وسماه" :إِ َنار ُة ِ
الف ْك ِر َ
الو ْت ِر" ،وأصل هذا الكتاب استكمال لمتطلبات درجة فِي َأح َكا ِم َصلَةِ ِ
()4
المبحث الرابع :الفصل والوصل.
الفصل الخامس :سنن في الوتر ،وفيه خمسة مباحث:
المبحث األول :التهجد.
المبحث الثاني :ما يقرأ في الوتر.
المبحث الثالث :الجماعة في الوتر.
المبحث الرابع :القنوت في الوتر.
المبحث الخامس :ما يسن قوله وفعله بعد الوتر.
الفصل السادس :وفيها مسائل في صالة الوتر.
أسأل الله تعالى الكريم الوهاب أن يكتب فيه القبول والثواب ،ويجعله
التواب ،وأن يكتبنا من الهداة المهتدين غير ضالين خالصاً لوجهه الكريم َّ
ب لَنَا ِمن لَّدُ َ
نك َر ْح َم ًة وال مضلينَ ﴿ ،ر َّبنَا الَ ت ُِز ْغ ُق ُلو َبنَا َب ْعدَ إِ ْذ َهدَ ْيتَنَا َو َه ْ
نت الْ َو َّهاب﴾ برحمتك يا أرحم الراحمين ،وجزى الله خيراً كل من َّك َأ َ
إِن َ
انتفعت به وتعلمت منه ،وأسأل الله تعالى أن يطيل أعمارهم في عافية تامة.
** ** **
()5
)6(
الفصل الأول :تعريف صلاة الوتر ،وسبب تسميته ،وحكمه.
معنى الصلاة:
الصلة لغ ًة :الدعاء ،والصالة من الله تعالى الرحمة ،والصالة واحدة
الصلوات المفروضة ،وهو اسم يوضع موضع المصدر ،يقال :صلى صالة،
وال يقال :تصلية.
قال ابن األعرابي :الصالة من الله ..رحمة ،ومن المخلوقين المالئكة
( )6
) )6قال السدِّ ي :قالت بنو إسرائيل لموسى :أيصلي ربنا؟ َف َكبُ َر هذا الكالم على موسى ،فأوحى الله إليه:
أن قل لهم :إني أصلي ،وإن صالتي رحمتي ،وقد وسعت رحمتي كل شيء .ذكره البغوي في «تفسيره»
(.)647 /3
()7
قال أبو العباس :في قوله تعالىُ ﴿ :ه َو الَّ ِذي ُي َص ِّلي َع َليْك ُْم َو َملَئِ َكتُ ُه﴾
(األحزاب )34:فيصلي يرحم ،ومالئكته يدعون للمسلمين والمسلمات.
معنى الوتر:
ال ِوتر :بالكسر ..الفرد ،أو ما لم يتشفع من العدد ،بفتح الواو وكسرها
لغتان فصيحتان قرئ بهما في السبع ،والفتح لغة أهل الحجاز :الفرد.
وصلاة الوتر في الاصطلاح:
هي صالة تفعل ما بين صالة العشاء وطلوع الفجر ،تختم بها صالة الليل.
سبب تسميته:
ألنها تختم بركعة واحدة ،على خالف الصلوات األخرى ..فسميت
الوتر .
( )6
والصارف عن وجوبها:
()8
والصلَةِ الْ ُو ْسطَى﴾ (البقرة:
َّ
قوله تعالى﴿ :حافِظُو ْا ع َلى الص َلو ِ
ات َّ َ َ َ
،(548إذ لو وجب ..لم يكن للصلوات وسطى.
وعن سيدنا علي بن أبي طالب وكرم وجهه قال( :الوتر ليس
بحتم كهيئة الصالة المكتوبة ،ولكن سنة سنها رسول الله
. )
( )6
ما يقول حتى دنا ،فإذا هو يسأل عن اإلسالم ،فقال رسول الله
« :خمس صلوات في اليوم والليلة» فقال :هل علي
غيرها؟ قال« :ال ،إال أن تطَّ َّوع» ،وحديث علي مرفوع ًا« :إن الله
( )4
()9
وهنا جاء بصيغة األمر ال للوجوب فيه ،بل إلرادة مزيد التأكيد ،وقال اإلمام
أحمد :من ترك الوتر عمد ًا ..فهو رجل سوء ،وال ينبغي أن تقبل له شهادة.
قال الخطابي :تخصيصه أهل القرآن باألمر فيه يدل على أن الوتر غير
واجب ،ولو كان واجب ًا لكان عام ًا ،وأهل القرآن في عرف الناس :القراء
والحفاظ دون العوام.
وذهب أبو حنيفة ـ خالفاً لصاحبيه ـ إلى أن الوتر واجب ،وليس بفرض،
مستدلين بحديث «الوتر حق ،فمن لم يوتر فليس منا» .
( )6
()11
وعند الدارقطني (وركعتا الفجر) بدال ً من (صالة الضحى) .
( )6
** ** **
()11
الفصل الثاني :فضل صلاة الوتر.
المبحث الأول :فضل صلاة الوتر في السنة.
عن علي بن أبي طالب قال :قال رسول الله
« :إن الله وتر يحب الوتر ،فأوتروا يا أهل القران» .
( )6
( )4
فليوتر بواحدة».
) )6سنن الترمذي ( .)461/5الوتر :الفرد ،ومعناه في حق الله تعالى :الواحد الذي ال شريك له وال
نظير ،ومعنى (يحب الوتر) تفضيل الوتر في األعمال وكثير من الطاعات ،فجعل الصالة خمساً،
والطهارة ثالث ًا ثالث ًا ،والطواف سبع ًا والسعي سبع ًا ورمي الجمار سبع ًا ،وأيام التشريق ثالث ًا واالستنجاء
ثالث ًا وكذا األكفان ،وفي الزكاة خمسة أوسق وخمس أواق من الورق ونصاب اإلبل وغير ذلك ،وجعل
كثير ًا من عظيم مخلوقاته وتر ًا منها السماوات واألرضون والبحار وأيام األسبوع وغير ذلك .شرح
النووي على مسلم (.)1/62
) )5حق :مشروع ،وتسميته واجب ًا في الحديث كتسمية غسل الجمعة واجب ًا ،فالمراد به :مزيد التأكيد،
ولذا كان أفضل مما ال تسن فيه الجماعة .بشرى الكريم (ص.)465
) )4سنن الدارقطني ( )431/5وقال :قوله« :واجب» ليس بمحفوظ.
()12
وعن بريدة بن الحصيب قال :سمعت النبي
يقول« :الوتر حق ..فمن لم يوتر فليس منا ،الوتر حق ..فمن لم يوتر فليس
منا ،الوتر حق ..فمن لم يوتر فليس منا» .
( )6
وكان رسول الله يصلي الوتر حتى في السفر ،فقد روي عن عبدالله بن
عمر قال« :كان النبي يصلي في السفر على
راحلته ،حيث توجهت به يوميء إيماء صلة الليل إال الفرائض ويوتر على
راحلته» .
( )5
()13
وقـال خـارجـة بـن حـذافـة :خـرج عـلـينـا رســول اللــه
فقال « :إن الله عز وجل قد أمدكم بصالاللة ،وهي خير
لكم من حمر النعم ،وهي الوتر ،فجعلهالا لكم فيما بين العشالالاء إلى طلوع
الفجر» .
( )6
** ** **
ذكر في حاشية إعانة الطالبين ( :) 593/6قال الشنواني :وليست هذه الوصية خاصة بأبي هريرة
،فقد وردت وصيته بالثالث أيض ًا ألبي ذر كما عند النسائي،
وألبي الدرداء كما عند مسلم ،وقيل في تخصيص الثالث للثالثة :لكونهم فقراء ال مال لهم،
فوصاهم بما يليق بهم وهو الصوم والصالة ،وهما من أشرف العبادات البدنية.
) )6سنن أبي داود (.)16/5
) )5المعجم الكبير (.)23/64
()14
المبحث الثاني :فضل صلاة الوتر في أقوال السلف وأعمالهم
قال اإلمام الشافعي :ال أرخص لمسلم ترك صالة الوتر وإن لم أوجبها
وإن تركها كان أسوأ حاالً من ترك جميع النوافل أي النوافل التي تصلى
منفردة.
وقال اإلمام أحمد بن حنبل :من ترك الوتر عمد ًا ..فهو رجل سوء ،وال
ينبغي أن تقبل له شهادة.
وكان محمد بن سيرين يستحب الوتر في كل شيء ،حتى إنه ليأكل وتر ًا.
قال يحيى بن سعيد :ال نرى أن يترك أحد الوتر متعمد ًا ،فإن فعل رأينا أن
قد ترك سنة من سنن رسول الله .
وقال التابعي عامر بن شراحيل الشعبي :الوتر تطوع وهو من أشرف
التطوع ،وقال أحد السلف :لم أعلم من التطوع شيئاً كان أعز عليهم أن
يتركوا من الوتر .
( )6
) )6مختصر المزني ( ،)664/8صالة الوتر للمروزي ( 512/6و ،)522المغني البن قدامة
(.)668/5
()15
مسألة :أيهما أفضل ..الوتر أم سنة الفجر؟
وجوبه ،وسنة الفجر مجمع على كونها سنة ،فكان الوتر أوكده.
وقال في القديم :سنة الفجر آكده؛ لقوله َ « ال تَدَ ُعوا
َر ْك َعتَيِ الْ َف ْج ِرَ ،وإِ ْن َط َر َد ْتك ُُم الخَ ْي ُل» ،وألنها محصورة التحتمل الزيادة
( )4
()16
.66سنة الطواف .65 ،تحية المسجد .64 ،سنة اإلحرام .63 ،سنة
الوضوء .62 ،سنة الزوال .61 ،النفل المطلق .
( )6
** ** **
()17
الفصل الثالث :وقت صلاة الوتر.
وقت صلة الوتر :ما بين أداء صالة العشاء وطلوع الفجر الثاني ،ودليله
حديث خارجة بن حذافة أنه قال :خرج علينا رسول الله
حمر
فقال« :إن الله أمدكم بصلة هي خير لكم من ْ
النعم الوتر ،جعله الله لكم فيما بين صلة العشاء إلى أن يطلع الفجر» .
( )6
()18
ويحتمل أن يكون اختالف وقت الوتر باختالف األحوال ،فحيث أوتر
في أوله ..لعله كان وجع ًا ،وحيث أوتر وسطه ..لعله كان مسافر ًا ،وأما وتره
في آخره ..فكأنه كان غالب أحواله لما عرف من
مواظبته على الصالة في أكثر الليل.
والسحر هو قبيل الصبح ،وحكى الماوردي أنه السدس األخير ،وقيل:
َّ
الفجر األول لرواية« :كان رسول الله يوتر عند األذان
األول» .
( )6
** ** **
) )6صالة الوتر للمروزي (528/6و ،)581فتح الباري البن حجر (.)382/5
()19
مسائل في وقت الوتر
المسألة الأولى :في الكلام عن وقت أول الوتر ،وآخره ،ووقت اختياره.
()21
وحكى المتولي ً
قوال للشافعي :أنه يمتد إلى أن يصلي فريضة الصبح .
( )6
وقيل :إلى طلوع الشمس ،وفي وجه آخر يمتد إلى صالة الظهر.
وفي وجه آخر :أنه يصح الوتر قبل العشاء.
وعن علي بن أبي طالب قال( :ما بينك وبين صالة الغداة ..وتر،
متى أوترت فحسن).
وقت االختيار :في حق من لم يرد تهجداً أو لم يعتمد االستيقاظ آخر
الليل ..فوقت اختياره إلى ثلث الليل كما قاله ابن حجر في التحفة والرملي
في النهاية،
وقال المحاملي في المقنع بأن وقت اختياره إلى نصف الليل ،والباقي
وقت جواز ..وتبعه الخطيب في المغني.
( )5
) )6روي هذا القول عن عبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس وعبادة بن الصامت وأبي الدرداء وحذيفة
وعائشة ،ورجحه ابن عبدالبر .االستذكار (.)655/5
) )5صالة الوتر للمروزي ( ،)441/6المجموع ( ،)63/3شرح النووي على مسلم ( ،)52/1بداية
المحتاج ( ،)466/6تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني ( ،)539/5نهاية المحتاج ( ،)663/5نيل
األوطار (.)21/4
()21
المسألة الثانية :إذا فاتته صلاة العشاء ..فهل له تقديم الوتر عليها؟
()22
الرأي الثاني :أنه يجوز؛ ألن الوتر تابع للعشاء في وقته ،فحيث خرج
وقته ..لم يكن تابعاً.
شراح اإلرشاد.
( )6
وعلى هذا القول ..بعض َّ
المسألة الثالثة :إذا جمع العشاء مع المغرب تقديمًا ..فهل له أن يقدم
الوتر كذلك؟
جاز له أن يصلي الوتر قبل دخول وقت العشاء؛ ألنه قد فعل العشاء ،هذا
وإن لم يفعل سنتها ،لكن األفضل تأخير الوتر عن سنة العشاء.
فلو صار مقيماً بعد فعل العشاء وقبل فعل الوتر ،فهل يجوز له فعل الوتر
حينئذ أو ال بد من تأخيره إلى وقته الحقيقي؟
الذي في شرح العباب ..أنه ال بد من تأخيره إلى وقته الحقيقي .
( )5
المسألة الرابعة :إذا خرج وقت صلاة الوتر ..فهل يجوز قضاؤها؟
()23
القول األول :أنها ال تقضى ،ووجهه أنها صالة نافلة فوجب أن تسقط
بفوات وقتها كالكسوف والخسوف؛ وألن الصالة إنما تفعل لتعلقها
بالوقت ،أو لتعلقها بالذمة ،أو تبع ًا لفعل فريضة ،والوتر لم يتعلق بالوقت؛
ألن وقته قد فات ،وهي غير متعلقة بالذمة؛ ألن النافلة ال تتعلق بالذمة،
وليس يفعالن على طريق التبع؛ ألن متبوعها قد سقط فعلم أنه ال يفعل..
وهو رأي المزني ونقله في المذهب القديم.
والقول الثاني :تقضى وهو المعتمد؛ ووجهه عموم قوله
« :من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر وإذا
استيقظ» ؛ وألنها صالة لها وقت راتب فوجب أن ال تسقط بفوات وقتها ( )6
كالفرائض.
وقد ذهب إلى ذلك من الصحابة :علي بن أبي طالب وسعد بن أبي
وقاص وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعبادة بن
الصامت وعامر بن ربيعة وأبو الدرداء ومعاذ بن جبل .
()24
ومن التابعين :عمرو بن شرحبيل وعبيدة السلماني وإبراهيم النخعي
ومحمد بن المنتشر.
ومن األئمة :سفيان الثوري وأبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد .
( )6
) )6ثم اختلف هؤالء :إلى متى يقضي؟ على ثمانية أقوال:
أحدها :ما لم يصل الصبح ،وهو قول عبدالله بن عباس وعطاء بن أبي رباح ومسروق والحسن
البصري وإبراهيم النخعي وقتادة ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق.
ثانيها :أنه يقضي الوتر ما لم تطلع الشمس ولو بعد صالة الصبح ،وبه قال النخعي.
ثالثها :أنه يقضي بعد الصبح وبعد طلوع الشمس إلى الزوال ،روي ذلك عن الشعبي وعطاء
وطاووس ومجاهد ،وروي أيضا عن عبدالله بن عمر .
رابعها :أنه ال يقضيه بعد الصبح حتى تطلع الشمس فيقضيه نهار ًا حتى يصلي العصر ،فال يقضيه بعده
ويقضيه بعد المغرب إلى العشاء ،وال يقضيه بعد العشاء لئال يجمع بين وترين في ليلة ،حكي ذلك عن
األوزاعي.
خامسها :أنه إذا صلى الصبح ال يقضيه نهار ًا ألنه من صالة الليل ،ويقضيه ليالً قبل وتر الليلة
المستقبلة ،ثم يوتر للمستقبلة ،روي ذلك عن سعيد بن جبير.
سادسها :أنه إذا صلى الغداة أوتر حيث ذكره نهار ًا ،فإذا جاءت الليلة األخرى ولم يكن أوتر لم يوتر
ألنه إن أوتر في ليلة مرتين صار وتره شفع ًا ،حكي ذلك عن األوزاعي أيض ًا.
سابعها :أنه يقضيه أبد ًا ليالً ونهار ًا ،وهو الذي عليه فتوى الشافعية.
ثامنها :التفرقة بين أن يتركه لنوم أو نسيان ،وبين أن يتركه عمد ًا.
()25
ما ينبني على القول بال(عدم قضاء الوتر) :هل يسقط فعل الوتر بدخول
وقت الفجر أم بأداء صلة الفجر؟ فيها وجهان:
الوجه األول :يسقط بدخول وقت الفجر.
الوجه الثاني :بفعل صالة الفجر فعلى هذا يجوز أن يصلي الوتر بعد
دخول وقت الفجر وقبل الصالة فإذا صالها سقط فعل الوتر.
وما ينبني على القول المعتمد وهو (جواز قضاء الوتر) :أنه هل يقضى
الوتر قبل فعل الفجر أم بعده أم بعد طلوع الشمس قدر رمح؟
يرى ابن حجر في فتاويه :المبادرة في قضاء الوتر قبل فعل الصبح إن
وسع الوقت ،وإال قضى بعد مضي وقت الكراهة وإن جاز فعله فيه ،
( )6
فإن تركه لنوم أو نسيان قضاه إذا استيقظ ،أو إذا ذكر في أي وقت كان ،ليالً أو نهار ًا ،وهو ظاهر
الحديث ،واختاره ابن حزم .نيل األوطار (.)11-29/4
) )6ونص ابن حجر :إذا قضاه ..فاألولى أن يبادر به ،كما أن المبادرة بقضاء الفرائض التي فاتت بعذر
سنة ،وإذا سن له المبادرة به ..فاألولى قضاؤه قبل فعل الصبح إن وسع الوقت ،وإال ..فبعد مضي وقت
يتحر به الوقت المكروه .الفتاوى الفقهية الكبرى
َّ الكراهة وإن جاز فعله فيه؛ ألنه ذو سبب ما لم
(.)689/6
()26
أما الشبراملسي فيرى تأخير القضاء إلى وقت صالة الضحى .
( )6
من فاته الوتر في النصف الثاني من رمضان األخير فقضاه في غيره ،هل
يأخذ حكم أيام رمضان أم ال؟
أفتى الريمي وابن ظهيرة وابن قاسم :أن من فاته الوتر في نصف رمضان
األخير فقضاه في غيره ..أنه يسن له القنوت ،وكذلك يسن له الجماعة كما
نص على ذلك عبارة السيد عمر البصري على كالم ابن حجر.
َّ
ولو قضى وتر غير رمضان فيه ..لم يقنت؛ ألن ظاهر كالمهم أن المراد
وتر رمضان ال الوتر الواقع فيه .
( )5
** ** **
قال الشبراملسي :ويمكن توجيهه بأنه إن فعله قبل الفرض ..كان من التنفل بعد الفجر وقبل فعل الفرض
وهو مكروه ،أو بعد الفجر كان من التنفل في وقت الكراهة ،وهو ال ينعقد عند بعض المذاهب فطلب
تأخيره إلى وقت ال يكره فيه التنفل اتفاق ًا وهو وقت الضحى .حاشية الشبراملسي (.)663/5
) )6الحاوي الكبير ( ،)588/5الفتاوى الفقهية الكبرى ( ،)689/6حاشية الشبراملسي (.)663/5
) )5حاشية على بغية المسترشدين (.)694/5
()27
الفصل الرابع :كيفية صلاة الوتر.
وفيه مباحث:
المبحث الأول :صور الوتر.
للوتر ثلث صور:
أ .الوتر أول الليل ثم التهجد بركعتين ركعتين فيكون وتر ًا بما مضى
ويسمى (تكميل الوتر).
ب .الوتر بركعة ،فإذا استيقظ شفع وتره بركعة لتنقض ثم يتهجد ما شاء
ثم يوتر بركعة .ويسمى (نقض الوتر).
ج .األفضل تأخير الوتر ليكون آخر صالته . 1
( )
** ** **
()28
المبحث الثاني :النية في الوتر.
النوافل ..ضربان:
الضرب األول :النوافل المطلقة ..فيكفي فيها :نية فعل الصالة؛ ألنها
أدنى درجات الصالة ،فإذا قصد الصالة ..وجب أن يحصل له.
الضرب الثاني :النوافل المتعلقة بوقت أو سبب ..فيشترط فيها أيضاً نية
فعل الصالة كـ"أص ِّلي" ،والتعيين ،فيقول" :أصلي سنة الوتر" أو "ركعتي
الفجر" أو "راتبة الظهر" أو "سنة العشاء" أو "سنة االستسقاء" أو " سنة
الخسوف" أو "سنة عيد الفطر" أو "سنة التراويح" أو "سنة الضحى"
وهكذا.
فإن أوتر بواحدة أو بثالث فأكثر ووصل ..نوى الوتر "أصلي ركعة
الوتر"" ،أصلي ثالث ركعات الوتر"" ،أصلي خمس ركعات الوتر"
وهكذا.
()29
وإن سلم من كل ركعتين ..نوى بكل تسليمة "أصلي ركعتين من الوتر"،
هذا هو المختار ،أو ينوي "مقدمة الوتر" ،أو "سنة الوتر" ،أو "صالة
الليل" .
( )6
ولفظ "ركعتين من الوتر" أفضل مما بعدها ،وال يضيفها إلى العشاء،
فإنها مستقلة بنفسها.
( )6نية صالة ال ليل :يصح كما في المجموع والروضة للنووي واألسنى لشيخ اإلسالم زكريا األنصاري
والمغني للخطيب والنهاية للرملي ،وخالف القليوبي حيث اتجه فيها عدم صحتها ـ أي :نية صالة الليل
ـ لعدم تعيين الوتر ،وال يصح بنية الشفع ،وال بنية صالة الليل ،وال بنية راتبة العشاء؛ ألنها إذا أطلقت
تبادر منها ما هو سنة العشاء .المجموع ( ،)586/4الروضة ( ،)552/6أسنى المطالب (،)634/6
نهاية المحتاج ( ،)322/6حاشية القليوبي ( ،)534/6حاشية البجيرمي على شرح الخطيب (،)1/5
تقرير الشربيني على ابن قاسم (.)492/5
()31
يسن في نية الوتر :التعرض الستقبال القبلة ،ولعدد الركعات ،
( )6
والتعرض لإلضافة إلى الله تعالى ،والتعرض لكونها أدا ًء أو قضا ًء ،وأن
( )4 ( )5
يتلفظ بالنية قبيل التكبير ؛ ليساعد اللسان القلب؛ وألنه أبعد عن ( )3
والحكم إن نوى في الوتر قضا ًء إن كانت الصالة قضا ًء ،وأدا ًء إن كانت
أدا ًء ..سنة ،واألصح أنه يصح األداء بنية القضاء ،و [يصح] عكسه
( )1
) )6قال النووي :التعرض الستقبال القبلة ،وعدد الركعات ..المذهب :أنه ال يشترط ،وقيل :يشترط،
وهو غلط ،لكن لو نوى الظهر ثالثا أو خمسة ..لم تنعقد؛ لتالعبه أو مخطئ ًا ..فكذلك على الراجح؛ ألن
ما وجب التعرض له جمل ًة أو تفصيالً ..يضر الخطأ فيه .الروضة ( ،)552/6نهاية المحتاج (.)324/6
) )5وهو األصح عند االكثرين؛ ألن العبادة ال تكون إال لله تعالى ،وقال ابن القاص :يشترط التعرض
لإلضافة إلى الله تعالى؛ ليتحقق معنى االخالص .فتح العزيز (.)318/6
) )4والثاني :ال يصح بل يشترطان ليتميز كل منهما عن اآلخر .نهاية المحتاج (.)324/6
) )3قال أبو عبدالله الزبيري و الماوردي وغيره :أنه يشترط النطق بما ينويه في كل صالة؛ ليساعد اللسان
القلب .كفاية النبيه (.)21/4
) )2فيقول :أصلي ركعتين (من) الوتر مستقبالً القبلة لله تعالى أدا ًء ..الله أكبر.
) )1عند جهل الوقت بغيم أو نحوه ـ كأن ظن خروج الوقت فصالها قضاء فبان بقاؤه ـ .مغني المحتاج
(.)435/6
()31
[القضاء بنية األداء] ..وهو قول األكثرين؛ الستعمال كل بمعنى اآلخر،
( )6
تقول :قضيت الدين وأديته بمعنى واحد ،قال تعالى ﴿ َفإِ َذا َق َضيْتُم
من ِ
َاس َكك ُْم﴾ (البقرة (511:أي :أديتم .
( )5
َّ
القول الثاني :يشترطان؛ ليتميز كل منهما عن اآلخر.
القول الثالث :يشترط التعرض لنية القضاء دون األداء ،ألن األداء يتميز
بالوقت بخالف القضاء.
القول الرابع :إن كان عليه فائتة مثلها ..اشترط التعرض لنية األداء ،وإال..
فال ،وبه قطع الماوردي والقفال .
( )4
** ** **
) )6ـ كأن ظن بقاء الوقت فصالها أداء فبان خروجه ـ .مغني المحتاج (.)435/6
) )5أما إن فعل ذلك عالماً ..فالتصح صالته؛ لتالعبه كما نقله النووي في المجموع ،نعم إن قصد بذلك
المعنى اللغوي ..لم يضره كما قاله [األردبيلي] في األنوار .مغني المحتاج (.)435/6
) )4النجم الوهاج ( ،)82/5مغني المحتاج (.)435/6
()32
مسائل في النية.
المسألة الأولى :هل تشترط نية النفلية في الوتر كما أن الفرض تشترط
فيه نية الفرضية؟
()33
المسألة الثانية :إذا أطلق في نية الوتر.
اتفقوا على أنه لو نوى عدد ًا في الوتر ..وجب عليه التزامه ،فيصلي بقدر
ما نوى.
وأما إذا لم ينو عدد ًا بل نوى الوتر مطلقاً ..فهل يلغو إلبهامه ،أو يصح
وينصرف إلى عدد معين؟
اختلف في هذه المسألة على رأيين:
الرأي األول :أن له اختيار ما شاء بعد بدئه ،فيحمل على ما يريده من
األوتار دون األشفاع كركعة أو ثالث أو خمس ،واعتمد هذا القول الشيخ
زكريا األنصاري في أسنى المطالب والعالمة السنباطي وابن حجر
والخطيب.
الرأي الثاني :أنه يحمل على الثالث ..واعتمده الغزالي والرملي
ووالده .
( )6
( ) 6عقب ابن قاسم على كالم الرملي فقال بما نصه :أن من الزم الحمل على الثالث ..اإلتيان بها
موصولة ،وقد ورد النهي عن ذلك ،إال أن يجاب بحمل النهي على ما إذا قصد الثالث ،بخالف ما إذا
حمل اإلطالق عليها فليتأمل اهـ حاشية ابن قاسم على تحفة المحتاج (،)65/5
قال الشرقاوي تعليالً على كالم الرملي واعتماده :والفرق بين صلة الوتر وبين الكسوف:
()34
ويوجه الرأي الثاني بأنه أقل ما طلبه الشارع فيه ،فصار بمثابة أقله؛ إذ
الركعة يكره االقتصار عليها كما قيل ،فلم تكن مطلوبة له بنفسها ،وذكر ابن
قاسم عن الرملي قوالً آخر بأنه يحمل على التخيير .
( )6
المسألة الثالثة :لو نذر أن يصلي الوتر ولم ينوِ عدداً ،فكم ركعة تلزمه؟
أن في الوتر اختالف ًا في الذات ـ أي :العدد ـ ،فيحتاج الزائد إلى نية ابتداء ولم توجد ،فيحمل على
أدنى الكمال ،وفي الكسوف اختالف في الصفة فسومح فيه .أي :أن الكسوف ركعتان ولكن صفتها
تختلف فقد يكون ركعتين كسنة الصبح ،أو ركعتين بركوعين وقيامين في كل ركعة من غير تطويل ،أو
مثل هذه الطريقة ولكن بتطويل ..فلها ثالث كيفيات ،فعند الرملي :يتخير بين الكيفيات الثالث ،بخالف
ابن حجر :فيحمل على أدناها وهي ركعتين كسنة الصبح .حاشية الشرقاوي ( ،)598/6المنهل النضاخ
(ص.)656
( )6أسنى المطالب ( ،)143/1تحفة المحتاج ( ،)551/5نهاية المحتاج ( ،)321/6مغني المحتاج
( ،)421/6الفتاوى الفقهية الكبرى ( ،)695/6حاشية القليوبي ( ،)535/6حاشية الشرواني
( ،)66/5فتاوى ابن حامد (ص.)549
()35
فتاويه ،إال أن بافضل في فتاوى ..نص على هذه المسألة باالتفاق بين ابن
حجر والرملي .
( )6
الرأي الثاني :تخير بين واحدة إلى إحدى عشرة ،مثل حكم مسألة
اإلطالق في النية ،وهذا القول هو ما عليه عبدالحميد الشرواني في حاشيته
على التحفة.
وهذه نصوص المسألة المذكورة:
عبارة فتاوى بافضل( :وإذا أحرم بالوتر وأطلق ..تخير بين واحدة إلى
إحدى عشرة قاله ابن حجر ،وقال الرملي :يقتصر على ثالث ،أما إذا نذر
الوتر وأطلق ..لزمه ثلث باالتفاق).
يفهم من هذا النص أن اإلطالق في النذر ال خالف فيه بين ابن حجر
والرملي.
( )6لعل المتأخرين اعتمدوا في نقلهم على حاشية الشبراملسي؛ ألن ابن حجر والرملي والخطيب لم
ينصوا على هذه المسألة ،والله أعلم( .عبدالله الكاف)
()36
وذكر الشرواني في حاشيته خالف ما قاله الشيخ فضل بافضل في فتاويه،
فالشرواني يريد أن يجعل مسألة النذر مثل مسألة اإلطالق في الخالف
قياس ًا عليه.
وهذه عبارة الشرواني( :لو نذر الوتر وأطلق ..فهل يحمل على ثالث
قياس ًا على ذلك ،أو على ركعة ،أو إحدى عشرة ،أو تلغو نيته؟ ..فيه نظر،
واألقرب األول .اهـ "قاله علي الشبراملسي" أي :قياساً على ما جرى عليه
النهاية تبعاً لوالده ،وأما على ما مر عن شيخ اإلسالم زكريا األنصاري
والخطيب في المغني وعن ابن قاسم عن الرملي ..فاألقرب التخيير كما هو
ظاهر) اهـ شرواني.
وفي عبارة الشرواني إشكاالت:
.6أن الشرواني لم يذكر ابن حجر فيمن يقول بمسألة التخيير في مسألة
النذر ،مع أنه يقول بذلك في مسألة إطالق النية مثل قول شيخ اإلسالم زكريا
األنصاري والمغني.
.5أنه اليتصور شرع ًا التخيير في عدد ركعات الوتر المنذور ،فلو كان
كل يوم ينذر الوتر فهل يمكن أن يختار في اليوم األول الثالث ،واليوم الثاني
()37
الخمس ،وهكذا ،فإذا اختار الخمس ثم أراد أن يزيد في اختياره أو ينقص
فهل يمكن ذلك ،لكن الصحيح أن النذر ينحط على األقل الذي ال كراهة
فيه وهو الثالث ،وما زاد فهو مندوب.
.4أن النذر الينعقد في ركعة الوتر عند شيخ اإلسالم زكريا األنصاري
والخطيب في المغني؛ ألن االقتصار عليها مكروه ،سواء قلنا الكراهة فيها
لذاته أو لعارض ،والذي يظهر أن الكراهة لعارض.
حيث قال ابن حجر( :قال القاضي أبو الطيب :يكره اإليتار بركعة،
ومراده :أنه يكره االقتصار عليها ،ال أن فعلها ال ثواب فيه ،ومن ثم قال في
الجواهر :مراده أن االقتصار خالف األولى وهذا أبلغ؛ وحمل الكراهة على
خالف األولى ،وهو متجه ويؤيده حديث عائشة « أن النبي
كان يوتر بواحدة» ،وحكم على الركعة بخالف
( )6
()38
فيفهم من كالم ابن حجر أن ركعة الوتر الكراهة فيها لعارض ال لذاتها.
فإذا قلنا :أن الكراهة لذاتها ..فال ينعقد النذر باالتفاق بين التحفة والنهاية
والمغني.
وإذا قلنا :أن الكراهة لعارض ـ وهو الظاهر ـ ..ففيه خالف في انعقاد
النذر:
فعند ابن حجر في التحفة أنه ينعقد النذر،
وعند شيخ اإلسالم زكريا األنصاري في شرحي الروض والمنهج
والخطيب في المغني أنه ال ينعقد النذر.
فيترتب على هذا إشكال يرد في كالم الشرواني؛ ألنه قال عند شيخ
اإلسالم زكريا األنصاري والمغني يتخير في النذر ،ومن التخيير الركعة،
فإذا قلنا أن الركعة الكراهة فيها لعارض ..فال ينعقد النذر عند شيخ اإلسالم
زكريا األنصاري والخطيب في المغني.
()39
وممن يذكر أن ركعة الوتر ال يتناوله النذر ..الشبراملسي في حاشيته ،
( )6
المسألة الرابعة :إذا أطلق في نذر الوتر وأراد أن يزيد على الثلاث ..فهل
له ذلك؟
) )6وعبارة حاشية الشبراملسي (( :)665/5لو نذر أن يصلي الوتر ..لزمه ثالث ركعات؛ ألن أقله وهو
واحدة يكره االقتصار عليها فال يتناوله النذر ،فأقل عدد منه مطلوب ال كراهة في االقتصار عليها هو
الثالث فينحط النذر عليه).
) )5عبارة بشرى الكريم (ص( :)465ولو نذر الوتر ..لزمه ثالث؛ ألن االقتصار على واحدة مكروه،
فال يتناولها النذر).
) )4تحفة المحتاج ( ،)531/5اإليعاب (ص ،)554حاشية الشبراملسي (665/5و ،)664حاشية
الشرواني (65-66/5و ،)29/61فتاوى بافضل (ص.)613
()41
الزيادة عليه على ما اعتمده الرملي ،وإن أحرم بركعتين ركعتين أو باإلحدى
عشرة دفعة واحدة ..لم يمتنع ،ويقع بعض ما أتى به واجباً وبعضه مندوب ًا .
( )6
المسألة الخامسة :إذا أحرم بالوتر ولم ينو عدداً ..فهل تنصرف إلى الشفع
أم إلى الوتر؟
()41
هي وتر ،نعم ..لو لم ينو الوتر ـ بأن نوى من الوتر ـ ..فظاهر أن له تعيين
الشفع ـ كاألربع ـ ويسلم منها حينئذ.
والفرق :أن األربع تسمى (من الوتر) ،وال تسمى (الوتر) ،فلزمه في نية
الوتر أن يعين عدد ًا هو وتر حقيقة بخالفه في نية من الوتر فيجوز له أن يعين
شفع ًا ،هذا ما يتعلق بنية الوتر من غير تعيين عدد) .اهـ
يفهم من هذا النص :أنه إذا نوى الوتر ..لم يحمل على عدد شفع ،وإذا
نوى (من الوتر) ..جاز له أن يصلي عدد ًا سواء كان وتر ًا أو شفع ًا.
وفي فتاوى ابن حامدَّ ..فرق بين كتب ابن حجر في هذه المسألة فقال في
التحفة :يحمل على األوتار ال األشفاع؛ ألن مقتضى العبارة يفهم منها ذلك،
يجوز أن يحمل على األوتار واألشفاع كما فهمه
بخالف فتح الجواد فإنه ِّ
صاحب الفتاوى من نصهما.
وهذه النصوص:
قال ابن حجر في التحفة( :ولو أحرم بالوتر ولم ينو عد ًدا ..صح ،واقتصر
على ما شاء منه على األوجه) اهـ
قوله( :منه ) أي :الوتر :أن االقتصار يكون على األوتار ،ال األشفاع.
()42
وعبارة فتح الجواد( :واألَولى لمن فصل في غير األخيرة نية سنة الوتر،
وتصح نية الوتر من غير عدد ويحمل على ما يريده على األوجه) اهـ.
ولم يقل( :منه) كـ(التحفة) ..فدل كالمه أن نية الوتر مطلق ًا تشمل الشفع،
ف له أن يختاره عند اإلطالق ،بدليل أن الكالم في غير األخيرة .
( )6
()43
( )6 ِ
األولو َّية . قال الشيخ عبدالله الجرهزي :المعتمد أن الخالف في
المسألة السابعة :إذا عين عدداً في الوتر ..فهل له أن يزيد عنه أو ينقص
كما في النوافل المطلقة؟
إذا نوى عدد ًا في الوتر ..فليس له أن يزيد عنه أو ينقص؛ ألن ذاك إنما هو
في النفل المطلق ،والفرق بين النفل المطلق وبين غيره ..أن الشارع لما لم
يجعل له عدد ًا وفوضه إلى خيرة المتعبد كان أمره أخف من غيره فجاز لمن
نوى منه عدد ًا أن يزيد عليه وأن ينقص عنه ،بشرط تعيين النية قبل الزيادة
والنقص.
وأما غير النفل المطلق من الرواتب أو صالة الوتر أو غيرها ..فمتى نوى
عدد ًا منه ال يجوز نقصه ،وال الزيادة عليه.
وإذا أحرم بركعتين أنهما من الراتبة أو ثالث ركعات لصالة الوتر ،ثم زاد
على المذكور :إن زاد على ما نواه جاهالً ..وقع له جميع ما أتى به نفالً
) )6بغية المسترشدين ( ،)81/5عمدة المفتي والمستفتي ( ،)612/6فتاوى ابن حامد (ص،)548
تقرير الشربيني على ابن قاسم (.)492/6
()44
مطلق ًا ،ولم يحسب له عن الراتبة أو الوتر ،وإن زاد عالم ًا بعدم جواز
الزيادة ..بطل جميع ما أتى به ،ولم يأت بشيء من الراتبة أو الوتر .
( )6
المسألة الثامنة :لو قال :أصلي خاتمة الوتر ..هل تصح نيته؟
إذا صلى الوتر ركعة واحدة فقال :نويت خاتمة الوتر ..صحت صالته،
وإن لم ِّ
يصل قبلها ما يكون به خاتمة الوتر؛ ألن المعني الركعة التي يختم
بها الوتر ويحصل سببه ،وهذا المعنى صادق على الركعة األخيرة وإن لم
ِّ
يصل قبلها؛ ألنها في حد ذاتها وتر .
( )5
** ** **
تسع ،ثم إحدى عشرة ،على المعتمد هذا أكثره لألخبار الصحيحة في ذلك
()45
منها :أنه سئلت عائشة كيف كانت صالة رسول الله
في رمضان؟ فقالت« :ما كان يزيد في رمضان وال في
غيره على إحدى عشرة ركعة» .
( )6
وهناك قول عند الشافعية أن أكثره ثالث عشرة ركعة ،لكنه مختلف فيه
كما سيأتي الكالم عليه بالتفصيل.
وقد ورد في الحديث األعداد التي ذكرها رسول الله
لصالة الوتر حيث قال« :الوتر بثلث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع
وخمس وثلث وواحدة» .
( )5
وعن أبي أيوب ،خالد بن زيد األنصاري قال :قال رسول الله
« :الوتر حق على كل مسلم ،فمن أحب أن يوتر بخمس
()46
فليفعل ،ومن أحب أن يوتر بثلث فليفعل ،ومن أحب أن يوتر بواحدة
فليفعل» .
( )6
وعن عبدالله بن أبي قيس قال :قلت لعائشة :بكم كان رسول
الله يوتر؟ قالت« :كان يوتر بأربع وثلث ،وست
()47
وثلث ،وثمان وثلث ،وعشر وثلث ،ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ،وال
بأكثر من ثلث عشرة» .
( )6
** ** **
()48
فروع في عدد ركعات الوتر.
الفرع الأول :حكم صلاة الوتر بواحدة.
()49
وقد َّفرق الشرقاوي بين االقتصار والمداومة ،فقال :االقتصار على
ركعة ..خالف األولى ،والمداومة عليها ..مكروه .
( )6
) )6تحفة المحتاج ( ،)531/5نهاية المحتاج ( ،)665/5اإليعاب (ص ،)554حاشية إعانة الطالبين
(.)588/6
) )5صحيح ابن حبان (.)681/1
()51
وفي رواية :لم يصب من قال ذلك ،إنما البتيراء أن يقوم الرجل فيصلي
الركعة يقرأ فيها ويتم ركوعها وسجودها ،ثم يقوم في الثانية ..فال يقرأ فيها
وال يتم ركوعها وسجودها ،فتلك البتيراء.
وممن كان يوتر بركعة من الصحابة:
الخلفاء األربعة وسعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو
موسى األشعري وأبو الدرداء وحذيفة وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن
عمر وعبدالله بن عباس ومعاوية بت أبي سفيان وتميم الداري وأبو أيوب
األنصاري وأبو هريرة وفضالة بن عبيد وعبدالله بن الزبير ،ومعاذ
بن الحارث القاري ـ وهو مختلف في صحبته ـ.
ومن التابعين :سالم بن عبدالله بن عمر وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة
والحسن البصري ومحمد بن سيرين وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير
ونافع بن جبير بن مطعم والزهري وربيعة بن أبي عبد الرحمن وغيرهم.
()51
ومن األئمة :مالك والشافعي وأحمد واألوزاعي وإسحاق وأبو ثور
( )6
الفرع الثالث :الكلام في عدد الوتر ثلاث عشرة ،وخمس عشرة ركعة.
) )6أجاز الشافعي وأحمد وأبو ثور وداود الظاهري الوتر بواحدة ليس قبلها شيء من صالة النافلة إال
أنهم يستحبون أن يكون قبلها صالة ،أما اإلمام مالك فكان يكره أن يوتر أحد بركعة ال صالة نافلة قبلها،
ويقول :أي شيء توتر له الركعة؟ ،وكره ابن مسعود الوتر بركعة ليس قبلها شيء ،وسماها "البتيراء".
االستذكار (.)668/5
) )5الحاوي الكبير ( ،)594/5صالة الوتر للمروزي ( 585/6و ،)581نيل األوطار (.)36/4
()52
الوتر ..لم يصح الكل في الوصل ،ولم يصح اإلحرام األخير في الفصل إن
علم وتعمد ،وإال ..صحت نفالً مطلق ًا.
الوجه الثاني :يجزيء في الوتر الزيادة ،فإن رسول الله
ورد بإقامتها على أنحاء ووجوه ،ففصل بينهما وبين
السنن التي كان ال يقيمها قط سفر ًا أو حضر ًا إال على عدة واحدة ،فدل على
عدم انحصاره.
وأجاب الجمهور عن هذا ،بأن اختالف األعداد إنما هو فيما لم يجاوز
ثالثة عشرة ولم ينقل مجاوزتها ،فدل على امتناعها.
وقال جمع :أن أكثره ثالث عشرة ركعة ،منهم الرافعي في شرح السنة؛
لحديث أم سلمة أنها قالت« :كان النبي يوتر
بثلث عشرة ،فلما كبر وضعف أوتر بسبع» ،وحكاه جمع من
( )6
()53
قال السبكي :وأنا أقطع بحل اإليتار بثالث عشرة ركعة وصحته ،ولكن
أحب االقتصار على إحدى عشرة فأقل؛ ألنه غالب أحواله
.
فتأول األحاديث
وأما حجية من يقول :أن الوتر إحدى عشرة ركعةَّ ،
الواردة عن النبي بالثالث عشرة كما سيأتي ،ور َّد
النووي تأويله ،وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق أن عائشة
قالت« :كان النبي يصلي من الليل ثلث
عشرة ركعة ،منها الوتر ،وركعتا الفجر» .
( )6
ويؤيد هذا ما روته عائشة أنها سئلت «كيف كانت صلة رسول
الله في رمضان؟ فقالت :ما كان يزيد في رمضان وال
في غيره على إحدى عشرة ركعة» .
( )5
) )6صحيح البخاري ( ، )26/5وهذا الحديث يبين أن الوتر إحدى عشرة ركعة ،والركعتان هما ركعتا
الفجر ،فمجموعهما :ثالث عشرة ركعة؛ ألن الظاهر أنه كان يصلي الوتر آخر الليل ويبقى مستيقظ ًا إلى
الفجر ،ويصلي ركعتين سنة الفجر متصالً بتهجده ووتره.
) )5صحيح البخاري (.)32/4
()54
وعلى القول الراجح :فلو زاد على اإلحدى عشرة ركعة بنية الوتر ..لم
يصح الكل في الوصل ،ولم يصح اإلحرام األخير في الفصل إن علم
وتعمد ،وإال ..صحت نفالً مطلق ًا.
وفي حديث آخر عن عائشة أنه صلى ثالث عشرة ركعة بلفظ:
«كان رسول الله يصلي بالليل ثلث عشرة ركعة ،ثم
يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين» ..فهناك احتماالن لتأويل
( )6
هذه الرواية:
االحتمال األول :أن تكون أضافت إلى صالة الليل سنة العشاء؛ لكونه
كان يصليها في بيته .قال النووي :وهو تأويل ضعيف مباعد لألخبار.
االحتمال الثاني :أنه كان يفتتح به صالة الليل.
قال الحافظ ابن حجر :وهذا أرجح في نظري؛ لما قد ثبت عن سعد بن
هشام عن عائشة قالت« :كان رسول الله إذا
قام من الليل ليصلي ..افتتح صلته بركعتين خفيفتين» .
( )5
()55
قال القرطبي :أشكلت روايات عائشة على كثير من أهل العلم،
حتى نسب بعضهم حديثها إلى االضطراب ،وهذا إنما يتم فيما لو كان
الراوي عنها واحد ًا ،أو أخبرت عن وقت واحد ،لكن الصواب :أن كل شيء
ذكرته من ذلك ..فهو محمول على أوقات متعددة ،وأحوال مختلفة،
بحسب النشاط وبيان الجواز .
( )6
** ** **
) )6نهاية المطلب (422/5و ،)428التمهيد ( )19/56المجموع ( ،)65/3فتح الباري البن حجر
( ،)56/4مغني المحتاج ( ،)214/6اإليعاب (ص ،)553عون المعبود (.)625/3
()56
مسائل في أعداد الوتر.
المسألة الأولى :هل يشترط إذا أراد أن يوتر بركعة أن يسبق بنفل؟
األصح أنه ال يشترط ،بل يكفي كونه وتر ًا في نفسه أو وتر ًا لما قبله فرضاً
كان أو سنة.
وقيل :من شرط اإليتار بركعة ..أن يسبق نفل بعد العشاء من سنتها أو
غيرها ،بناء على أن الوتر يوتر النفل قبله .
( )6
لو صلى الوتر عشر ركعات أو أقل شفعاً ما عدا ركعة الوتر ..فالظاهر أنه
أثيب عليه ثواب بعض الوتر ال ثواب النفل المطلق ؛ ألن الوتر نفل فيجوز
( )5
االقتصار على بعضه وال يلزم تكميله ،وألنه ال فرق بين أن يقصد االقتصار
ابتدا ًء على الشفع وبين أن يع َّن له الشفع بعد عزمه على اإليتار.
المسألة الثالثة :ما حكم لو زاد في الوتر على الإحدى عشرة ركعة؟
المعتمد أن أكثر الوتر إحدى عشرة ركعة ،فلو زاد على اإلحدى عشرة
بنية الوتر ..لم يصح الكل إن كانت الصالة وصالً ،ولو أحرم من كل
ركعتين ..صح ماعدا اإلحرام السادس ،فإنه ال ينعقد إن كان عامد ًا عالم ًا،
فإن كان ناسي ًا أو جاهالً ..وقع نفالً مطلق ًا.
وقيل :يصح الوتر ثالث عشرة ركعة ،وهو قول جمع منهم :البغوي في
شرح السنة وصاحب التهذيب وآخرون ،قال السبكي :وأنا أقطع ِّ
بحل
اإليتار بذلك وصحته ،ولكن أحب االقتصار على إحدى عشرة فأقل؛ ألنه
غالب أحواله .
( )5
) )6تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني (532/5و ،)538حاشية ابن قاسم على الغرر (،)492/5
حاشية البجيرمي على شرح المنهج (.)522/6
) )5تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني ( ،)531/5مغني المحتاج ( ،)325/6حاشية البجيرمي على
شرح المنهج ( ،)522/6اإليعاب (ص.)553
()58
المسألة الرابعة :سئل الإمام ابن حجر الهيتمي :قال الجلال السيوطي في
كتاب الأشباه والنظائر :إن الإيتار بثلاث ركعات أفضل من الإيتار بخمس
أو سبع كما قال فما سبب قلة الفضيلة بزيادة الأعمال؟
وفي الحديث «فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ،ومن أحب أن
يوتر بثلاث فليفعل ،ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل» فهل
يدل الحديث على أن الزيادة أفضل أو على أن الكل سواء؟
فأجاب نفع الله به بقوله :ما ذكر من تفضيل الثالث على الخمس مثالً
ليس بصحيح على إطالقه ،وكأن قائله نظر إلى قول اإلمام أبي حنيفة ال
يصح ما زاد على الثالث لكن يلزم عليه تفضيل الثالث على األحد عشر،
وليس كذلك باتفاق من يعتد به؛ لحديث أبي هريرة عن رسول الله
قال« :ال توتروا بثلث ،وأوتروا بخمس ،أو بسبع وال
تشبهوا بصلة المغرب» .
( )6
وبهذا يعلم ضعف ما ذهب إليه السادة األحناف من تعيين الثالث وكونها
موصولة لمخالفته لهذه السنة الصحيحة؛ ولما صح عنه
من اإليتار بخمس وبسبع وبتسع موصولة ومفصولة
()59
وبثالث ،وأخذ ابن خزيمة وتبعه السبكي واإلسنوي واألذرعي والزركشي
من النهي عن الثالث أنه يكره اإليتار بثالث موصولة ،ولم ينظروا إلى ما
ذكر عن أبي حنيفة ،والفصل في كل عدد أفضل من الوصل.
وأن ما دل عليه الحديث المذكور في السؤال من تساوي الكل في الفضل
غير مراد ،وإنما المراد التساوي في الجواز ،وعليه محمل الحديث ،بل هو
مدلوله كما ال يخفى .
( )6
()61
المسألة السادسة :لو صلى الوتر موصولة ..فهل الأفضل كثرة العدد مع
خروج الوقت أم قلته مع كونه في الوقت؟
إذا صلى خمس ًا أو سبعاً أو تسعاً موصولة أدركها في الوقت ،وإذا صلى
أكثر من ذلك خرج بعضها عن الوقت ..فاألفضل الزيادة في العدد؛ لتبعية
ما بعد الوقت لما وقع فيه ،فكأنه صالها كلها في الوقت.
قال في اإليعاب :واألوجه أنه لو لم يسع الوقت إال ثالثة موصولة ..كان
أفضل من ثالثة مفصولة؛ ألن في قضاء النوافل خالفاً ،وبأن ثواب األداء
أكثر من ثواب القضاء.
قال ابن قاسم :ولو أحرم بالجميع وأدرك ركعة في الوقت ..ينبغي أن
يصير أداء؛ ألنه صار صالة واحدة .
( )6
يتيمم تيمم ًا واحد ًا ،إال إن نذر السالم من كل ركعتين ..فيتيمم لكل
ركعتين .
( )5
** ** **
()61
المبحث الرابع :الفصل والوصل.
هناك طريقتان لصلة الوتر :إما أن تكون فصلً أو وصلً.
ضابط الفصل :كل إحرام فصلت فيه الركعة األخيرة عما قبلها.
مثال للفصل :لو صلى الوتر عشر ًا بإحرام واحد ،والركعة األخيرة
بإحرام ..فهو فصل؛ لفصل الركعة األخيرة عما قبلها.
وضابط الوصل :كل إحرام جمعت فيه الركعة األخيرة مع ما قبلها.
مثال للوصل :لو صلى الوتر إحدى عشرة ركعة وصالً بدون سالم .
( )6
** ** **
) )6وحكى العمراني (صاحب البيان) وجه ًا :أن األفضل الوصل إال أن تكون ركعتان لصالة وركعة
للوتر فاألفضل الفصل .قال اإلسنوي :وهو غريب يستفاد منه جواز الجمع بين الوتر وغيره .قال ابن
العماد :هذا الذي ذكره من جواز الجمع بين الوتر وغيره مخالف للقواعد فإنه ال يجوز الجمع في النية
الواحدة بين عبادتين من جنسين ال تتأدى إحداهما باألخرى ،وليس فيما ذكره [العمراني] صاحب البيان
حجة له؛ إلمكان حمله على ما إذا نوى باثنتين مقدمة الوتر وبالثالثة الوتر .أسنى المطالب (.)514/6
) )5صحيح مسلم (.)218/6
()63
وعن عبدالله بن عمر قال «أن رسول الله
كان يفصل بين الشفع والوتر» ،وألن النبي كان يصلي ( )6
من الليل مثنى مثنى ،فاستدل به على فضل الفصل؛ لكونه أمر بذلك وفعله،
وأما الوصل فورد من فعله فقط.
وممن قال بالفصل :عثمان بن عفان وسعد وزيد بن ثابت وعائشة
وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وأبي موسى األشعري ومعاوية
وعبدالله بن الزبير .
القول الثاني :الوصل بتسليمة واحدة أفضل ..قاله :الشيخ أبو زيد
المروزي؛ للخروج من خالف أبي حنيفة ،فإن أبا حنيفة اليصحح
( )5
()64
أم سلمة قالت« :كان النبي يوتر بسبع
وبخمس ،ال يفصل بينهن بسلم وال كلم» .
( )6
وعن معمر عن قتادة عن الحسن البصري أنه قال« :كان أبي بن كعب
يوتر بثالث ال يسلم إال في الثالثة ،وتر ًا مثل المغرب» .
( )5
وممن قال بالوصل :عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن
عباس ـ على اختالف عنه ـ وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وأنس بن
مالك وأبي أمامة ،وبه قال عمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وأصحابه
.
( )4
القول الثالث :الفصل أفضل في حق المنفرد دون اإلمام؛ ألن اإلمام قد
يقتدي به حنفي ،ومذهب الحنفية عندهم :الوتر ثالث ركعات ال يفصل
بينهن بسالم؛ لما روت السيدة عائشة « أن النبي
كان يوتر بثلث».
()65
القول الرابع :الوصل أفضل في حق المنفرد عكس القول الثالث ،وهو
قول اإلمام الروياني فقال :أنا أصل منفرد ًا وأفصل إماماً؛ لئال يتوهم خلل
فيما ذهب إليه الشافعي رحمه الله وهو ثابت صحيح.
وهذا كله في اإلتيان بثالث ،فإن زاد ..فالفصل أفضل قطع ًا ،كما جزم به
النووي في التحقيق .
( )6
في حالتين :الحالة األولى :إن ساواه عدد ًا؛ أما إذا زاد عدد ركعات
الوصل على الفصل ..كان الوصل أفضل ،فإن ثالث ركعات فأكثر
( )5
( )6صالة الوتر للمروزي ( ،)589 /6المجموع ( ،)64 /3فتح الباري البن حجر ( ،)381 /5الهداية
شرح بداية المبتدي ( ،)11 /6حاشية عميرة ( ،)534 /6حاشية الترمسي ( ،)261 /4حاشية الجمل
(.)383 /6
( )5قال ابن حجر :فإن تفاوت العدد ـ كخمس أو ثالث مفصولة وإحدى عشرة موصولةـ ،ففي األولى:
الفصل ،وهو األكثر من فعله ،وفي الثانية [الوصل] :زيادة العمل ،فترجيح كل
محتمل ،وأوجه من ذلك أن األولى :األ ولى من حيثية زيادة الفصل ،والثانية أفضل من حيثية زيادة
العمل ،ولعل زيادة العمل أكثر ثواب ًا ؛ ألن تلك وإن كانت أوفق ألكثر أحواله إال أن
هذه أيض ًا موافقة لبعض أحواله ،ومجرد التفاوت في موافقة األكثر ال يقتضي أن تعدل زيادة العمل،
()66
الحالة الثانية :إن اتسع الوقت لإلتيان بها مفصولة ،أما إذا لم يسع الوقت
إال ثالثة موصولة كان أفضل من ثالثة مفصولة؛ ألن في قضاء النوافل
خالف ًا؛ وبأن ثواب األداء أكثر من ثواب القضاء.
فيكون ال على المعتمد :الوصل ال أفضل في حالتين هما:
إذا زاد العدد الموصول على المفصول ،وإذا ضاق الوقت .
( )6
بخالف ما هو موافق لالتباع ،فإنه أفضل من األكثر الذي ال يوافقه؛ ألن في زيادة االتباع ما يزيد على
زيادة العمل .اإليعاب (ص)552
( )6مغني المحتاج ( ،)325/6اإليعاب ( ،)552حاشية البجيرمي على شرح الخطيب (.)361 /6
) )5صحيح مسلم (.)218/6
()67
فلو صلى عشر ركعات بتسليمة ..جاز له التشهد بعد كل ركعتين ،أو أربع
من العشرة بدون سالم؛ ألن هذا من الفصل فيجوز الزيادة على التشهدين،
ولو وصل ست ًا بإحرام وخمس ًا بإحرام ..جاز له بالنسبة للست التشهد بعد
كل ركعتين ،وال يزيد في الخمس على تشهدين..
وعبارة الزيادي :لو صلى عشر ًا بإحرام واحد والحادية عشرة بإحرام
واحد ..فله أن يتشهد كل ركعتين فيما يظهر؛ ألن هذا فصل ال وصل ولم أر
في هذه المسألة نقالً فليتأمل.
واختار الجوجري :أنه لو أوتر بإحدى عشرة ..سلم ست تسليمات ،وال
يجوز أنقص من ذلك ،ـ كأن يصلي أربعاً بتسليمة وستاً بتسليمة ثم يصلي
الركعة ـ ،وإن وجد مطلق الفصل؛ ألن المرجع في ذلك ..االتباع ،ولم يرد
إال كذلك .
( )6
) )6سئل اإلمام الرملي في فتاويه ( )518/6عن قول الجوجري في شرح اإلرشاد بأن الفصل بين الشفع
والوتر أولى وذلك بأن يسلم من كل ركعتين ،وقضيته أنه لو أوتر بإحدى عشرة ركعة ..سلم ست
تسليمات ،وال يجوز أنقص من ذلك ـ كأن يصلي أربع ًا بتسليمة وست ًا بتسليمة ثم يصلي الركعة وإن وجد
مطلق الفصل؛ ألن المرجع في ذلك ..اإلتباع ،ولم يرد إال كذلك ..فهل المعتمد القضية المذكورة أم
()68
وأما إيقاع التشهد بعد ثالث أو خمس من الركعات ،أو إيقاع التشهد في
الثالثة والرابعة ..فالظاهر امتناعه.
( )6
أجيب على هذا اإلشكال :بأن الجماعة في التراويح أصلية؛ ألنه ال
يتصور لها زمن تطلب فيه فرادى ال جماعة ،بخالفها في الوتر؛ فإنه مع
مشروعيته في غير رمضان ،فال تشرع فيه الجماعة ،فلم يلزم من مشابهة
التراويح للفرض لقوة الجماعة فيها مشابهة الوتر له [أي :الفرض] ،وكذلك
ال؟ فأجاب :بأن المعتمد خالفها ـ وهو الجواز ـ بل ليست هذه قضيته ،وإنما قضيته أن ذلك خالف
األولى.
ووافق جواب الرملي ابن حجر في اإليعاب (ص )553قال :فاألوجه :أن له ذلك لما يأتي أن له جمع
سنة الظهر األربع قبلها بتسليمة فالوتر مثلها ،وإذا جاز جمع األربع ..جاز جمع الست كذلك.
) )6ألن في الثالثة والرابعة اختراع هيئة لم تعهد .تقرير الشربيني على ابن قاسم (.)316/5
) )5أي :أنه في التراويح يشترط أن يتشهد في كل ركعتين ،وال يصلي أربع ًا بتسليمة.
()69
صح فيه الوصل من فعله ،بخالف التراويح..
بأن الوتر َّ
لم يرد فيها إال الفصل .
( )6
) )6تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني ( ،)532/6نهاية المحتاج ( ،)662/5فتح الجواد (،)668/6
حاشية ابن قاسم على الغرر ( ،)316/5حاشية الجمل ( )384/6بتصرف.
السمن ،وقيل :معناه :ضعف ،وكان ذلك قبل موته بنحو سنة ،على ما
)" )5أخذه اللحم" .قيل :أيِّ :
قيل .ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (.)529/62
) )4سنن أبي داود (.)36/5
()71
ينهض وال يسلم ،ثم يقوم فيصلي التاسعة ،ثم يقعد فيذكر الله ويحمده
ويدعوه ،ثم يسلم تسليماً يسمعنا» ،هذا دليل الوصل بتشهدين.
( )6
فمن وصل الوتر ـ كأن صلى الوتر إحدى عشرة ركعة بإحرام واحد ـ..
فله أن يتشهد تشهدين في الركعتين األخيرتين ،وكذلك له أن يتشهد تشهد ًا
واحد ًا في الركعة األخيرة فقط لالتباع ،فال يزيد على تشهدين في الوصل،
( )4
ومحل البطالن بالزيادة ،أو التشهد في غير األخيرتين ..إن قعد قاصداً
اإلتيان به ،وإن لم يزد على جلسة االستراحة .
( )5
المسألة الرابعة :ما الحكم إذا وصل الوتر وجلس في غير الركعتين
الأخيرتين؟
فيها حالتان:
الحالة األولى :إن جلس في غير الركعتين األخيرتين ولم يقصد في
جلوسه التشهد :
( )4
) )6وال وجه لما قيل :إنه ينقلب نفالً مطلق ًا؛ إذ الظاهر عدم انقالبه بعد انعقاده وتر ًا ،خالف ًا لصالة النافلة
المطلقة ..فيصح؛ ألنه ال حصر لركعاتها وتشهداتها ،بخالف الوتر .حاشية الشربيني على الغرر البهية
(.)496/6
) )5حاشية الشربيني على الغرر البهية ( ،)496/6حاشية الجمل (.)384/6
) )4فتعتبر بذلك هذه الجلسة ..جلسة االستراحة ،وتكون قدر جلسة االستراحة بقدر أقل الجلوس بين
السجدتين ،فإن زاد على ذلك ..كره؛ إذ هي من السنن التي أقلها أكملها كسكتات الصالة.
()72
عند ابن حجر :بطلت صالته إن طالت الجلسة ،
( )1
بطلت صالته مطلق ًا عند الرملي ،وإن لم يزد ما فعله على جلسة
( )3
االستراحة.
وتردد ابن حجر في هذه المسألة بين :أن تكون كالفرض في جلوسه
لجلسة االستراحة ..فتبطل إن طالت الجلسة وإال ..فال،
وبين :أن يف َّرق بين الفرض والنفل ..فتبطل في النفل بالزيادة على قدر
الطمأنينة فيه مع العمد.
) )6ومقدار الزيادة على جلسة االستراحة :هو إطالة جلسة االستراحة فوق قدر الذكر المشروع في
الجلوس بين السجدتين بمقدار أقل التشهد وكان عامد ًا عالم ًا ،ففي هذه الحالة :تبطل الصالة عند ابن
حجر ،وال تبطل عند الخطيب والرملي ووالده .اهـ تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني (84/5و)83
بتصرف.
) )5في غير الركعتين األخيرتين ـ بأن كان سيصلي سبع ركعات موصولة وجلس في الثالثة بقصد
التشهد.
) )4كما نقل عنه الشبراملسي في حاشيته ( ،)659/5وعبدالرحمن الشربيني في حاشيته على الغرر
(.)492/6
()73
ذكر صاحب فتاوى ابن حامد عن (النفل المؤقت والمطلق ،فابن حجر
يفرق بينهما :بأن
في التحفة تردد بين أن يكون حكمه كالفرض ،وبين أن َّ
كيفية الفرض استقرت فلم ينظر إلحداث ما لم يعهد فيها بخالف النفل،
وعليه :فتبطل بالزيادة على قدر الطمأنينة فيه مع العمد) .اهـ ونص ابن حجر
في التحفة( :وظاهر كالمهم امتناعه في كل ركعة ،وإن لم يطول جلسة
االستراحة وهو مشكل؛ ألنه لو تشهد في المكتوبة الرباعية مثالً في كل
ركعة ولم يطول جلسة االستراحة لم يضر ،كما هو ظاهر فإما أن يحمل ما
هنا على ما إذا طول بالتشهد جلسة االستراحة لما مر أن تطويلها مبطل أو
يفرق بأن كيفية الفرض إلحداث ما لم يعهد فيها بخالف النفل) .
( )6
المسألة الخامسة :حكم وصل الوتر سواء ختم وتره بتشهد أو بتشهدين
وقع فيه خالف بين أهل العلم ،ومنشأ اختلفهم هو فهمهم للحديث
الوارد عن أبي هريرة أن رسول الله قال« :ال
()74
توتروا بثلث ،وأوتروا بخمس أو بسبع ،وال تشبهوا بصلة المغرب» ،
( )6
()75
الرأي الثاني :إن فعلت ثالثة ركعات ..فمكروه سواء صالها بتشهد أو
تشهدين.
وزاد األستاذ أبو الحسن البكري :إن زاد عن ثالث ركعات ..فخالف
األولى ..ذكره المز َّجد في "العباب" واألستاذ أبو الحسن البكري في
"الكنز".
الرأي الثالث :أن الشبه للمغرب حيث وصل الوتر ،سواء فعلت بتشهد
أو بتشهدين ،بثالثة ركعات أم بأكثر؛ لمخالفته للسنة الصحيحة؛ وأنه ال
يمكن وقوع الوتر وصالً متفق ًا على صحته ..وهو ظاهر كالم ابن حجر في
"التحفة" كما يفهم من كالمه .
( )6
) )6عبارة تحفة المحتاج ( : )521/5والفصل أفضل من الوصل؛ ألن أحاديثه أكثر؛ وألنه أكثر عمال،
كره بعض أصحابنا
والمانع له الموجب للوصل مخالف للسنة الصحيحة ..فال يراعى خالفه ،ومن ث َّمَّ ..
الوصل ،وقال غير واحد منهم :إنه مفسد للصالة؛ للنهي الصحيح عن تشبيه صالة الوتر بالمغرب،
ٍ
وحينئذ فال يمكن وقوع الوتر متفق ًا على صحته أصالً .اهـ
()76
الرأي الرابع :اليصح اإليتار بثالث ركعات موصولة من المتعمد
العالم ..وهو قول القفال والقاضي حسين .
( )6
المسألة الثامنة :التكبير في صلاة الوتر أيام عيد الأضحى وأيام التشريق.
في عيد األضحى وهو يوم النحر [ 61من ذي الحجة] ،أو في أيام
التشريق [ 66و 65و 64من ذي الحجة] يكبر بعد صالة الوتر ،سواء كانت
الصالة مفصولة فيكبر بعد كل سالم ،أو موصولة فيكبر بعد سالمه منه،
وهذا ما يسمى بـ"التكبير المقيد".
ووقت التكبير بعد صلة الوتر:
للحاج :من ظهر يوم النحر إلى صبح آخر أيام التشريق .
( )5
وغير الحاج :من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق .
( )4
()78
المسألة التاسعة :أيهما أفضل أن يصلي الوتر مفصولًا بدون جماعة أم
موصولًا بجماعة؟
استشكال :وقد استشكل على هذا بأن القفال يقول ببطلن الثلث
الموصولة من المتعمد العالم ،وبه أفتى القاضي حسين ،فكيف يكون
أفضل؟
يجاب عن ذلك :بأن كالا منهما فيه خالف فتساقطا ،وبقي تميز الثالث
بكونها أكثر عمالً ،وشبهة القفال ضعيفة؛ لمخالفته للسنة الصحيحة وهي
القولين فإنه يكبر بعد صالة العصر وينتهي به عند ابن حجر ،وينتهي بالغروب عند الرملي .بشرى الكريم
(ص ،)358المنهل النضاخ (ص.)656
) )6اإليعاب (ص.)553
( )5وقيل :الفردة أفضل حتى من إحدى عشرة موصولة ،قال إمام الحرمين :وهو غلو ،وقد روي عن
عمر وعلي وأبي بن كعب وابن مسعود ..اإليتار بثالث متصلة .اإليعاب (ص ،)551نيل األوطار
(.)36/4
()79
الوصل والنهي الصارف عن تشبيه الوتر بالمغرب ،حمل إلى أنه نهي تنزيه
فلم يراع خالفه .
( )6
في وتر غير رمضان :قال صاحب التتمة :يجهر في نوافل الليل ـ غير
التراويح ـ ،وقال القاضي حسين وصاحب التهذيب :يتوسط بين الجهر
واإلسرار ،وأما السنن الراتبة مع الفرائض ..فيسر بها كلها ،كما أفاده كالم
المجموع وغيره ،وأفتى به العز بن عبد السالم ،خالفاً لما أفتى به البغوي
من أنه يتوسط فيها بين اإلسرار والجهر.
في وتر رمضان :يسن الجهر بالقراءة ـ لغير مأموم ـ في صالة التراويح
وفي الوتر بعدها ،سواء فصله أو وصله بتشهد أو تشهدين ،ويسن أن تجهر
المرأة حيث اليسمع أجنبي ،ويكون جهرها دون جهر الرجل.
وإذا أوتر في رمضان ووصل ..جهر في األوليين ،وأسر في الثالثة،
وعللوا أن فصل الثالث أفضل؛ ألنه يجهر بالثالثة في رمضان ،ولو كانت
موصولة بالركعتين لما جهر فيها كالثالثة من المغرب ،والجهر الذي اقتضاه
** ** **
()81
الفصل الخامس :سنن في الوتر.
وفيه مباحث:
المبحث الأول :التهجد .
( )6
) )6ذكرت مبحث التهجد؛ لورود أحاديث بأن الوتر فعله في آخر الليل أفضل :منها قوله
« :من خاف أن ال يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ،ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر
الليل ،فإن صلة آخر الليل مشهودة ،وذلك أفضل» صحيح مسلم ( ،)251/6وقول عائشة :
«من ِّ
كل الليل قد أوتر رسول الله ،من أول الليل ،وأوسطه ،وآخره ،فانتهى وتره إلى
السحر» صحيح مسلم ( ،)265/6وألن بين الوتر والتهجد عموم وخصوص من وجه كما سيأتي.
) )5التهجد :هو التنفل بعد نوم .كذا أطلقه في التحفة والمغني والنهاية.
وقيَّد ابن قاسم والشرواني على التحفة وحاشية القليوبي بعد فعل العشاء ،ويحصل التهجد لو جمع
العشاء مع المغرب جمع تقديم ونام قبل وقت العشاء ،وقال الماوردي :يشترط في التهجد أن يكون في
ٍ
وقت الناس فيه نيام ًا ،واختار السبكي :أن ما يفعل في وقت النوم المعتاد ..تهجد وإن لم يسبقه نوم،
ووقته عادة عقب العشاء وتابعها .اإليعاب (ص ،)559حاشية القليوبي ( ،)534/6حاشية ابن قاسم
والشرواني (.)512/5
()82
إخراج فعل الفرائض هو ما عليه المغني والتحفة والنهاية ،لكن الذي
عليه المحشون أن النفل ليس بقيد ،فتقييده بالنفل إنما هو جري على
الغالب ،فالصالة بعد فعل العشاء وبعد نوم ..تهجد ،سواء كانت نفالً راتباً
أو غيره ،أو فرضاً قضا ًء أو نذر ًا .
( )6
هذه الرواية «ثلث األخير» ،وفي رواية أخرى «إذا مضى شطر الليل أو
ثلثاه» ،وفي رواية «ثلث الليل األول» فهي ثالث روايات.
()83
وعن أبي هريرة قال :قال رسول الله « :إذا
مضى شطر الليل ،أو ثلثاه ،ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ،فيقول:
هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟
حتى ينفجر الصبح» .
( )6
()84
يسألني ..فأعطيه ،من ذا الذي يستغفرني ..فأغفر له ،فل يزال كذلك حتى
يضيء الفجر» .
( )6
قال النووي :قوله في الحديث( :فاليزال كذلك حتى يضيء الفجر) ،فيه
دليل على امتداد وقت الرحمة واللطف التام إلى إضاءة الفجر ،وفيه الحث
على الدعاء واالستغفار في جميع الوقت المذكور إلى إضاءة الفجر ،وفيه
تنبيه على أن آخر الليل للصالة والدعاء واالستغفار وغيرها من الطاعات
أفضل من أوله.
وعن جابر بن عبدالله قال :سمعت النبي
يقول« :إن في الليل لساعة ال يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر
الدنيا واآلخرة ،إال أعطاه إياه ،وذلك كل ليلة» .
( )5
فيه إثبات ساعة اإلجابة في كل ليلة ويتضمن الحث على الدعاء في
جميع ساعات الليل رجاء مصادفتها.
()85
وعن عائشة قالتِ « :م ْن ُك ِّل الليل قد أوتر رسول الله
من أول الليل ،وأوسطه ،وآخره ،فانتهى وتره إلى
السحر» .
( )6
األمر هنا من باب الندب واالختيار ،وليس بإيجاب ،والدليل على ذلك
صالة النبي بعد الوتر.
وقوله( :اجعلوا آخر صلتكم) أي :تهجدكم فيه( ،وتر ًا) وهو الفرد ما لم
يشفع من العدد ،والمراد :صالة الوتر؛ وذلك ألن أول صالة الليل المغرب
وهي وتر ،فناسب كون آخرها وتر ًا.
وعن جابر بن عبدالله قال :قال رسول الله
« :من خاف أن ال يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ،ومن
()86
طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ،فإن صلة آخر الليل مشهودة ،وذلك
أفضل» .
( )6
وقد ورد أن (صدقة السر تضاعف على صدقة العالنية بسبعين ضعف ًا).
()87
قال اإلمام عبدالله بن علوي الحداد :أن من صلى بعد العشاء ..فقد قام
من الليل ،وقد كان بعض السلف يصلي ورده من أول الليل ،ولكن في القيام
بعد النوم إرغام للشيطان ومجاهدة للنفس وسر عجيب ،وهو التهجد الذي
ك﴾أمر الله به رسوله في قوله تعالى ﴿ َو ِم َن ال َّل ْي ِل َفت ََه َّجدْ بِ ِه نَافِ َل ًة لَّ َ
(اإلسراء )29:وأنه يقبح بطالب اآلخرة أن ال يكون له قيام بالليل ،وفي
بعض كتب الله المنزلة" :كذب من ادعى محبتي ،فإذا جنَّه الليل ..نام عني،
أليس كل محب يحب الخلوة بحبيبه؟"
وقال الشيخ إسماعيل الجبرتي :جمع الخير كله في الليل ،وما عقدت
لولي والية إال بالليل ،وقال سيدي عبدالله بن أبي بكر العيدروس :من أراد
الصفاء الرباني فعليه باالنكسار في جوف الليل.
وللعارفين بالله في قيامهم بالليل منازالت شريفة ،وأذواق لطيفة
يجدونها في قلوبهم من نعيم القرب من الله ،ولذة األنس به وطيب المناجاة
والمحادثة مع الله ،حتى قال آخر" :أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو
في لهوهم" ،وقال آخر" :منذ أربعين سنة ما غمني شيء إال طلوع الفجر"،
وهذا النعيم اليكون إال بعد تجرع المرارات ،وتحمل المشقات في القيام،
()88
كما قال عتبة الغالم :كابدت قيام الليل عشرين سنة وتنعمت به عشرين سنة
أخرى.
فإن قلت :ماذا أقرأ في صالتي بالليل وكم ركعات ينبغي أن أصلي؟
فاعلم أن رسول الله لم يواظب في تهجده على قراءة
شيء مخصوص ،ومن الحسن أن تتبع القرآن فتقرأه شيئ ًا فشيئاً في قيامك
حتى تختم في شهر أو أقل أو أكثر حسب نشاطك.
واعلم أن قيام الليل من أثقل شيء على النفس وال سيما بعد النوم ،وإنما
يصير خفيف ًا باالعتياد والمداومة ،والصبر على المشقة ،والمجاهدة في أول
األمر ،ثم بعد ذلك ينفتح باب األنس بالله تعالى وحالوة المناجاة له ،ولذة
الخلوة به عز وجل ،وعند ذلك ال يشبع اإلنسان من القيام ،فضالً عن أن
يستثقله أو يكسل عنه ،كما وقع ذلك للصالحين من عباد الله حتى قال
بعضهم" :إن كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه ..إنهم لفي عيش طيب".
اهـ
** ** **
()89
الأسباب التي بها يتيسر قيام الليل
هناك أسباب ظاهرة وأسباب باطنة:
أوالً :األسباب الظاهرة ..أربعة:
.6عدم اإلكثار من األكل والشرب؛ ألنه إذا كثر األكل كثر الشرب فيكثر
النوم ويثقل عليه قيام الليل.
.5أن اليتعب نفسه باألعمال في النهار التي تعيا بها الجوارح وتضعف بها
األعصاب.
.4أن اليترك القيلولة بالنهار وهي النوم قبل الزوال ،وعند المحدثين :أنها
الراحة قبل الزوال ولو بال نوم ،فإنها سنة لالستعانة بها على قيام الليل.
.3أن اليحتقب [اليرتكب] األوزار بالنهار فيقسو قلبه.
ثانياً :األسباب الباطنة..أربعة:
.6سالمة القلب عن الحقد واألوزار على المسلمين ،وعن فضول
الدنيا ،فالمستغرق بهموم الدنيا ال يتيسر له قيام الليل.
.5خوف غالب يلزم القلب مع قصر األمل ،فإنه إذا تفكر في أهوال
اآلخرة ودركات جهنم طار نومه وعظم حذره.
()91
.4أن يعرف فضل قيام الليل بسماع اآليات واألخبار.
.3وهو أشرف البواعث ،الحب لله وقوة اإليمان بأنه في قيامه اليتكلم
بحرف إال وهو مناجٍ ربه.
ويستحب أن يمسح النوم عن وجهه وأن ينظر إلى السماء ويقرأ عشر
آيات الخواتم من سورة آل عمران كما ورد في الصحيحين «استيقظ رسول
الله ،فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ،فخرج فنظر
في السماء ،ثم قرأ العشر اآليات الخواتم من آل عمران من قوله تعالى﴿ :إِ َّن
ار آل َيات ِّألُ ْولِي ض واخْ تِل ِ
َف ال َّل ْي ِل َوالن ََّه ِ ِ
الس َم َاوات َواألَ ْر ِ َ
ِ
في َخ ْل ِق َّ
األلْبَاب﴾ (آل عمران. )691:
( )6
** ** **
) )6صالة الوتر للمروزي ( ،)461/6إحياء علوم الدين ( 421/6و ،)422المجموع ( ،)51/3شرح
النووي على مسلم ( 42/1و 42و ،)48أسنى المطالب ( ،)518/6نهاية المحتاج ( ،)645/5المنهاج
القويم ( ،)642/6رسالة المعاونة ( 31و ،)36النصائح الدينية (631و ،)636عون المعبود
( ،)551/3فيض القدير ( ،)629/6حاشية البيجوري ( ،)522/6حاشية الترمسي (،)265/4
الرحيمية (ص.)319
()92
مسائل في التهجد.
المسألة الأولى :لو أوتر ثم أراد صلاة أخرى ،فما الحكم؟
أوالً :اليكره التهجد بعد الوتر ..نص عليه الدميري في النجم الوهاج
وشروح المنهاج الثالثة [التحفة والنهاية والمغني] ،لكن اليستحب تعمده،
ونص الجمل في حاشيته والبجيرمي على شرح المنهج على أن تقديم الوتر
على التهجد ..خالف األولى.
نعم قد يستثنى من ذلك المسافر إذا خاف أن اليستيقظ للتهجد فيصلي
ركعتين بنية التهجد كما سيأتي قريباً.
ثانياً :روي عن عبدالله بن عمر أن النبي
قال« :اجعلوا آخر صلتكم بالليل وتر ًا» ،واألمر هنا من باب الندب
( )6
()93
وقوله( :اجعلوا آخر صلتكم) أي :تهجدكم فيه( ،وتر ًا) وهو الفرد ما لم
يشفع من العدد ،والمراد :صالة الوتر؛ وذلك ألن أول صالة الليل المغرب
وهي وتر ،فناسب كون آخرها وتر ًا.
ثالثاً :لو أوتر ثم أراد صال ًة في الحال ..فاألولى أن يؤخره قليالً ..نص
عليه في البويطي؛ ولعل حكمته :المحافظة بحسب الظاهر على جعل الوتر
آخر صالة الليل صور ًة؛ فإنه لما فصل بين الركعة األخيرة وما بعدها ..كان
ذلك كأنه ليس من صالة الليل؛ لفصله ،وبتقدير أنه منها :ين َّزل ذلك منزلة
من أراد االقتصار على الوتر ،ثم عرض له ما يقتضي التهجد بعده.
واستدلوا بحديث ثوبان بن بجدد مولى رسول الله أنه قال :كنا
مع رسول الله في سفر ،فقال« :إن هذا السفر جهد
وثقل ،فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين ،فإن استيقظ وإال كانتا له» .
( )6
()94
استشكال :إن قيل :ثبت في صحيح البخاري :أن رسول الله
قال« :إذا مرض العبد ،أو سافر ،كتب له مثل ما كان
يعمل مقيماً صحيحاً» ،فإذا كان يكتب للمسافر ما كان يعمل حالة
( )6
اإلقامة ..فما فائدة االعتناء بالصورة التي دل عليها حديث ثوبان وأكثر ما
فيها تحصيل الحاصل أو بعضه؟
رد الحافظ ابن حجر على هذا االستشكال:
بأن وجهه تحصيل زيادة األجر بالمباشرة؛ ألن لحركات الجوارح
بالعبادة قولية وفعلية مزية على ما يحصل من أصل األجر المشار إليه في
الخبر ،ومن كانت عادته القيام للنافلة بالليل فغلبته عينه فنام ..فقد ثبت أن
الله يكتب له أجر صالته ،ونومه عليه صدقة ،وقد ورد من حديث عائشة
أن رسول الله قال« :ما من امرئ تكون له
صلة بليل ،يغلبه عليها نوم ،إال كتب له أجر صلته ،وكان نومه عليه
صدقة» .
( )5
()95
وقال الحافظ ابن عبدالبر :فيه ما يدل على أن المرء يجازى على ما نوى
من الخير وإن لم يعمله كما لو أنه عمله وأن النية يعطى عليها كالذي يعطى
على العمل إذا حيل بينه وبين ذلك العمل ،وكانت نيته أن يعمله ،ولم
تنصرف نيته حتى غلب عليه بنوم أو نسيان أو غير ذلك من وجوه الموانع،
فإذا كان ذلك ..كتب له أجر ذلك العمل وإن لم يعمله فضالً من الله
ورحمة ،جازى على العمل ،ثم على النية إن حال دون العمل حائل .
( )6
) )6التمهيد ( ،)513/65فتح الباري البن حجر (51 /4و ،)52كشف الستر (ص32و ،)32تحفة
المحتاج مع حاشية الشرواني ( ،)526/5نهاية المحتاج ( ،)662/5مغني المحتاج (،)323/6
الحواشي المدنية ( ،)451/6حاشية الترمسي ( ،)298/4حاشية الجمل ( ،)383/6حاشية البجيرمي
على شرح المنهج (.)528/6
()96
الوجه الثاني :أن ركعتي الفجر آكد من صالة التهجد ،وعليه أصحابنا .
( )6
المسألة الثالثة :هل يسن بعد الوتر أن يصلي ركعتين قاعداً أم لا يسن؟
قال ابن المحاملي في اللباب :ويصلي بعد الوتر ركعتين قاعد ًا متربع ًا يقرأ
في األولى بعد الفاتحة ﴿إِ َذا ُزلْ ِزلَ ِ
ت األَ ْر ُض ِزلْزَالَ َها﴾ ،وفي الثانية ﴿ ُق ْل َيا
َأ ُّي َها الْكَافِ ُرون﴾ ،فإذا ركع ..وضع يديه على األرض ويثني رجليه كما ( )5
()97
ال يقعد إال في آخرهن ،وصلى ركعتين وهو قاعد بعد ما يسلم» ،وحديث
( )6
()98
بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة ،ثم قال :وال تغتر بقولها ـ أي :السيدة
عائشة ـ (كان يصلي) فإن المختار الذي عليه األكثرون
والمحققون من األصوليين أن لفظة (كان) اليلزم منها الدوام وال التكرار ،
( )6
وإنما هي فعل ماض يدل على وقوعه مرة ،فإن دل دليل على التكرار ..عمل
به وإال فال.
وتأول النووي حديث الركعتين؛ ألن الروايات المشهورة مصرحة بأن
آخر صالته في الليل كانت وتر ًا ،وقد يستثنى من ندب عدم التنفل بعد
الوتر ..المسافر ،فقد ذكر ابن حبان في صحيحه األمر بالركعتين بعد الوتر
لمسافر خاف أن اليستيقظ للتهجد ..قاله في شرح العباب .
( )5
) )6قالت السيدة عائشة ( كنت أطيِّب رسول الله لح ِّله قبل أن يطوف)،
ومعلوم أنه لم يحج بعد أن صحبته عائشة إال حجة واحدة وهي حجة
الوداع ،فاستعملت (كان) في مرة واحدة .شرح النووي على صحيح مسلم (.)56/1
) )5شرح النووي على صحيح مسلم ( ،)56/1اللباب (ص ،)642كشف الستر (ص26و ،)25مغني
المحتاج ( ،)211/6شرح عمدة السالك للجفري (ص ،)412حاشية ابن قاسم على تحفة المحتاج
(.)541/5
()99
المسألة الرابعة :إذا تعارض الجماعة في أول الليل ،أو الانفراد في آخره..
ماذا يقدم؟
أفتى الشهاب الرملي :فيمن يصلي وتر رمضان جماعة ويكمله بعد
تهجده بأن األفضل تأخير كله ،فقد قالوا :إن من له تهجد لم يوتر مع
الجماعة بل يؤخره إلى الليل.
وقال الزيادي :لو تعارض عليه [في الوتر] الجماعة والتأخير ..قدم
التأخير ،وهذه المسألة تقع كثير ًا ويتوهمون أن الجماعة أفضل من التأخير،
قال الحلبي :وال يقال :يصلي بعضه أول الليل جماعة ،ويؤخر بعضه ،بل
األفضل تأخيره كله.
استشكال:
استشكل بأن فعله في جماعة أولى من تأخيره إذا كان يصليه منفرد ًا،
وإنما لم يراع ذلك؛ لحديث عبدالله بن عمر عن النبي
قال« :اجعلوا آخر صلتكم بالليل وتر ًا» ،وإن أراد
( )6
الصالة معهم ..صلى نافلة مطلقة ،سواء كان إمام ًا أو مأموم ًا ،لكن إن كان
()111
إمام ًا وصلى وتر رمضان بنية النفل ..كره القنوت في حقه ،وأوتر آخر
الليل
( )6
وألنه إذا قدم نومه كان ذلك أسكن لجسده ،وأخلى لقلبه ،وأنقى لروعه،
وأمكن له في عادته ،ولقلة المعاصي فيه.
وأما إن اختار أن يجزئ ليله أثالث ًا ،فيجعل ثلثاً لنومه وثلثاً لصالته وثلث ًا
لنظره في أمره ،فالثلث األوسط أحب أن يجعله لصالته؛ قال تعالى ﴿إِ َّن
()111
َاشئَ َة ال َّليْ ِل ِه َي َأ َشدُّ َو ْطئًا َو َأ ْق َو ُم قِيلً﴾ (المزمل ،)1 :يعني :ناشئة ما تنشأ
ن ِ
()112
المسألة السادسة :أيهما أفضل كثرة العدد في أول الوقت أم قلته في
آخر الليل؟
()113
وهذه الوصية ألبي هريرة ..ورد مثلها ألبي الدرداء
فيما رواه مسلم ،وألبي ذر فيما رواه النسائي .
( )5 ( )6
وقال إمام الحرمين والحجة الغزالي :تقديم الوتر في أول الليل أفضل،
وهذا خالف ما قاله غيرهما من األصحاب.
قال الرافعي :يجوز أن يحمل قولهما على من ال يعتاد قيام الليل ،ويجوز
أن يحمل على اختالف ٍ
قول ،واألمر فيه قريب ،وكل سائغ ،والصواب
والمعتمد التفصيل:
وهو أنه يستحب لمن له تهجد ..أن يؤخر الوتر ،ويستحب أيضاً لمن لم
يكن له تهجد ووثق باستيقاظه أواخر الليل إما بنفسه وإما بإيقاظ غيره ..أن
يؤخر الوتر ليفعله آخر الليل؛ لحديث السيدة عائشة قالت« :كان
النبي يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه ،فإذا أراد أن
يوتر أيقظني فأوترت» ،وفيه استحباب إيقاظ النائم إلدراك الصالة في آخر
( )4
()114
وإن كان الرجل ممن ال تهجد له ..فينبغي أن يوتر بعد فريضة العشاء
وراتبتها ،وعليه يحمل حديث أبي هريرة ( أن أوتر قبل أن أنام) أي:
على من لم يثق بيقظته آخر الليل ،جمع ًا بين األخبار.
وقال بعضهم :يمكن حمل (أن أوتر قبل أن أنام) على النومة الثانية آخر
الليل المأخوذة من قوله « أحب الصلة إلى الله صلة
داود ،كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ،وينام سدسه» ،وعليه ..فال
( )6
تعارض .
( )5
ذكر أبو الوليد النيسابوري أن المتهجد يشفع في أهل بيته ،وروي أن
الجنيد رئي في النوم فقيل له :ما فعل الله بك؟ فقال :طاحت تلك
اإلشارات ،وغابت تلك العبارات ،وفنيت تلك العلوم ،ونفدت تلك
الرسوم وما نفعنا إال ركعات كنا نركعها عند السحر ،والمقصود من ذلك أن
هذه األمور لم نجد لها ثواب ًا؛ القترانها برياء أو نحوه إال الركيعات المذكورة
()115
لإلخالص فيها ،وإنما قال ذلك ،حثاً على التهجد ،وبيان ًا لشرفه ،وإال فيبعد
على مثله اقتران عمله برياء أو نحوه مع كونه سيد الصوفية .
( )6
** ** **
()116
المبحث الثاني :ما يقرأ في الوتر.
مسائل في وقت الوتر.
المسألة الأولى :لو أوتر بركعة ..ماذا يقرأ؟
إن أوتر بركعة واحدة ..س َّن له قراءة ﴿ا ِ
إلخلَص﴾ و﴿المعوذتين﴾ .
( )6
يسن في الوتر لمن أوتر بثالث ،أن يقرأ بعد الفاتحة في األولى ﴿ َسبِّحِ
ك األَ ْع َلى﴾ ،وفي الثانية ﴿ ُق ْل َيا َأ ُّي َها الْكَافِ ُرون﴾ ،وفي الثالثة ﴿ ُق ْل
اس َم َر ِّب َ
ْ
ُه َو الل ُه َأ َحد﴾ ثم ﴿ال َف َلق﴾ ثم ﴿النَّاس﴾ مرة مرة ،وإن وصل ،وإن أدى
ذلك إلى تطويل الثالثة على الثانية .
( )5
()117
األَ ْع َلى﴾ ،وفي الثانية ﴿ ُق ْل َيا َأ ُّي َها الْكَافِ ُرون﴾ ،وفي الثالثة بال﴿ ُق ْل ُه َو الل ُه
َأ َحد﴾ و ﴿المعوذتين﴾» .
( )6
وورد في الركعة الثالثة قراءة ﴿ ُق ْل ُه َو الل ُه َأ َحد﴾ فقط؛ لحديث عبدالله بن
عباس قال« :كان النبي يقرأ في الوتر :بال
ك األَ ْع َلى﴾ ،و ﴿ ُق ْل َيا َأ ُّي َها الْكَافِ ُرون﴾ ،و ﴿ ُق ْل ُه َو الل ُه
﴿ َسبِّحِ ْاس َم َر ِّب َ
َأ َحد﴾ في ركعة ركعة» .
( )5
﴿ألْ َهاك ُُم التَّكَا ُثر﴾ ،و﴿إِنَّا َأن َزلْنَا ُه فِي لَ ْي َل ِة الْ َقدْ ر﴾ ،و ﴿إِ َذا
في الركعة األولىَ :
ِ
﴿والْ َع ْصر﴾ ،و ﴿إِ َذا َجاء ن َْص ُر ُزلْ ِزلَت األَ ْر ُض ِزلْزَالَ َها﴾ ،وفي الركعة الثانيةَ :
()118
َاك الْك َْو َثر﴾ ،وفي الركعة الثالثةُ ﴿ :ق ْل َيا َأ ُّي َها
الله َوالْ َفتْح﴾ ،و ﴿إِنَّا َأ ْعطَيْن َ
( )6
ت َيدَ ا َأبِي لَ َهب َوتَب﴾ ،و ﴿ ُق ْل ُه َو الل ُه َأ َحد﴾» .الْكَافِ ُرون﴾ ،و ﴿ َت َّب ْ
وعن علي بن أبي طالب موقوف ًا «أنه كان يوتر بسورة ﴿إِنَّا َأن َزلْنَا ُه
فِي لَ ْي َل ِة الْ َقدْ ر﴾ ،و ﴿إِ َذا ُزلْ ِزلَت﴾ ،و ﴿ ُق ْل ُه َو الل ُه َأ َحد﴾» .
( )5
وعن سعيد بن جبير قال« :لما أمر عمر بن الخطاب أب َّي بن كعب
أن يقوم بالناس في رمضان ..كان يوتر بهم فيقرأ في الركعة
األولى﴿ :إِنَّا َأن َزلْنَا ُه فِي لَ ْي َل ِة الْ َقدْ ر﴾ ،وفي الثانية :بـ﴿ ُق ْل َيا َأ ُّي َها الْكَافِ ُرون﴾
وفي الثالثةُ ﴿ :ق ْل ُه َو الل ُه َأ َحد﴾» .
( )4
()119
المسألة الثالثة :لو أوتر بأكثر من ثلاث ..ماذا يقرأ فيما قبل الثلاث
الأخيرة؟
لو أوتر بأكثر من ثالث ـ كخمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة ـ فيسن
له أن يقرأ في الثالثة األخيرة ما ورد ولو في حالة الوصل ،وال يرد هذه
( )6
اإلشكاالت؛ لئال يلزم خلو ما قبلها عن السورة ،أو تطويلها على ما قبلها،
أو القراءة على غير ترتيب المصحف أو على غير تواليه ،وكل ذلك خالف
السنة.
فقد ردها ابن حجر في تحفة المحتاج وقال :نعم ،يمكن أن يقرأ فيما لو
اال ْن ِش َقاق﴾ في الركعة األولى ،و
أوتر بخمس مثالً﴿ :المط ِّففين﴾ و ﴿ ِ
) )6قال في القالئد ( :)654/6وهناك قول أنه يقرأ ما ورد في الثالث األول وهو قول محمد أبو شكيل.
()111
﴿ال َف َلق﴾ ،ثم ﴿النَّاس﴾ مرة مرة ،ولو أوتر بأكثر من ثالث ..قرأ في الثالثة
األخيرة ما ذكر فيما يظهر" اهـ ،وظاهره :وإن وصلها بما قبلها ،ومثلها
الخطيب في مغني المحتاج.
وماذا يقرأ فيما قبل الثلث األخيرة؟
يراعي فيها :ترتيب المصحف والتوالي وعدم تطويل المتأخرة عما قبلها،
مثاله ما مر من كالم ابن حجر ،وذكر الحبيب طاهر بن حسين بن طاهر في
كتابه (المسلك القريب) :ويصلي الوتر إحدى عشرة ركعة ،يقرأ في كل
ركعتين؛ مقرأين ،أو ثالثة ،أو أقل ،أو أكثر ،إن كان حافظ ًا للقرآن يبتدئ
( )6
) )6المقرأ من القرآن :تجزئة قديمة عند أهل حضرموت أقل من ربع حزب.
()111
وذكر بعضهم لمن زاد على الثالث أن يقرأ في األولى من كل ركعتين في
األولى سورة ﴿إِنَّا َأن َزلْنَا ُه فِي لَ ْي َل ِة الْ َقدْ ر﴾ ،وفي الثانية ﴿ ُق ْل َيا َأ ُّي َها
الْكَافِ ُرون﴾ ،ما عدا األخيرتين وركعة الوتر ،فإنه يقرأ ما ورد.
وقال الحبيب علي بن محمد الحبشي :أن الحبيب أبا بكر بن عبدالله
العطاس كان يقرأ في الركعتين األوليين بعد الفاتحة في األولى :سورة ( )6
) )6والحبيب أبوبكر بن عبدالله العطاس أخذها عن الحبيب حسن بن صالح البحر الجفري.
) )5تحفة المحتاج ( ،)538/5المسلك القريب (ص ،)42فتح العالم ( ،)42/5فتح المعين
( ،)591/6فيوضات البحر الملي (ص.)29
) )4حاشية إعانة الطالبين ( )628/6بتصرف.
()112
المسألة الرابعة :هل يسن التعوذ في صلاة الوتر؟
()113
المسألة الخامسة :لو صلى أربعاً ـ مثلاً ـ بتشهدين ..فهل تستحب قراءة
سورة بعد التشهد الأول؟
()115
القسم الثاني :ال يقرأ بعد التشهد األول مطلق ًا سواء اقتصر على ثالث أم
زاد عليها؛ للقاعدة بأنُ ( :ك َّل ُسنَّة تشهد فيها بتشهدين ال يقرأ السورة فيما
بعد التشهد األول).
قال الكاظمي :وفي كالم المرقوم :لو زاد على ركعتين بتشهد واحد..
أتى بالسورة في كل الركعات ،وإن أتى بتشهدين ..لم يقرأها بعد األول.
قال في بشرى الكريم :فلو صلى عشر ًا بإحرام ..ففصل؛ لفصلها عن
الركعة األخيرة ،وله التشهد بعد كل ركعتين أو أربع؛ ألن هذا فصل اليمتنع
فيه ذلك ،وإذا صاله بتشهدين ..لم يأت بسورة بعد التشهد األول .
( )6
إن كانت الصالة وصالً في الركعات الثالث ،فالقياس أنه يتدارك ذلك
في الثالثة ،وأما إذا فصلها ..فالظاهر :أنه اليتدارك،
) )6نهاية المحتاج مع حاشية الشبراملسي ( ،)664/5حاشية البجيرمي على شرح المنهج (،)583/6
الرحيمية (ص ،)325حاشية الشرواني ( ،)524/5بشرى الكريم (ص.)463
()116
ويفرق بأنه بالوصل ..صارت الثالثة فيها صالة واحدة ،فلحق بعضها
نقص بعض ،فشرع فيها التدارك جبر ًا لذلك البعض ،بخالف الفصل ،فإن
الثالثة بالفصل ..صارت كأجنبية عن األوليين ،فلم يشرع تدارك فيه.
ونص الفقهاء على أنه لو ترك إحدى المعينتين في األولى ..أتى بهما في
الثانية؛ لئال تخلو صالته من الوارد فيها ،ويكمن هنا استشكال وهو أنه (إن
قيل) هذا يؤدي إلى تطويل الركعة الثانية على األولى وهذا خالف السنة،
(فالجواب) أن ذلك األدب ال يقاوم فضيلة السورتين ،فمحل ذلك فيما لم
يرد الشرع بخالفه كما هنا ،وعليه :فيقرأ ﴿األَ ْع َلى﴾ مع ﴿الْكَافِ ُرون﴾.
ولو قرأ في األولى ما في الثانية ..قرأ في الثانية ما في األولى ،وعليه :فلو
قرأ في صالة الوتر سورة ﴿الْكَافِ ُرون﴾ في محل سورة ﴿األَ ْع َلى﴾ ..قرأ في
الثانية سورة ﴿األَ ْع َلى﴾ وال يعيد سورة ﴿الْكَافِ ُرون﴾ كي ال تخلو صالته
عنهما.
قال ابن حجر في التحفة :فإن ترك ﴿ألم﴾ (السجدة) في األولى ..أتى
نس ِ
ان﴾ بهما [أي﴿ :ألم﴾ و ﴿ َه ْل َأتَى﴾] في الثانية ،أو قرأ ﴿ َه ْل َأتَى َع َلى ا ِ
إل َ
()117
في األولى ..قرأ ﴿ألم﴾ (السجدة) في الثانية؛ لئال تخلو صالته عنهما،
وكذا في كل صلة ُس َّن في ُأولييها سورتان معينتان .
( )6
ولو شرع في الركعة سورة غير معينة ولو سهو ًا ..سن له أن يقطعها ويأتي
بالمعينة ،أما إذا ضاق الوقت عنهما ..فيأتي بسورتين قصيرتين على األوجه
وهو أفضل من بعض السورتين الطويلتين المعينتين ،ولو لم يحفظ إال
( )5
إحدى المعينتين قرأها ويبدل األخرى بسورة حفظها وإن فاته الوالء .
( )4
المسألة السابعة :من اقتدى بإمام في ثانية الوتر ،فهل يقرأ إذا قام
لثانيته سورة ﴿الأَ ْعلَى﴾ أو ﴿الْكَافِرُون﴾ أو غيرهما؟
لو ترك سورة ﴿األَ ْع َلى﴾ في أولى الوتر ،وقرأ بدلها سورة
﴿الْكَافِ ُرون﴾ ..قرأ سورة ﴿األَ ْع َلى﴾ في الثانية ،وال يعيد سورة
()118
﴿الْكَافِ ُرون﴾ كي ال تخلو صالته عنهما ،وإن قرأ في أولى الوتر ـ التي مع
اإلمام بأن لم يسمع قراءته ـ سورة ﴿الْكَافِ ُرون﴾ ..قرأ في ثانيته سورة
﴿األَ ْع َلى﴾ ،وال يعيد سورة ﴿الْكَافِ ُرون﴾.
ولو سمع قراءة اإلمام في أواله ـ أعني :المأموم ـ فهو كقراءته ،فإن كان
اإلمام قرأ سورة ﴿الْكَافِ ُرون﴾ ..قرأ المأموم في ثانيته سورة ﴿األَ ْع َلى﴾،
وإن كان قرأ غيرها ..قرأ المأموم سورة ﴿األَ ْع َلى﴾ وسورة ﴿الْكَافِ ُرون﴾؛
ألن قراءة اإلمام التي يسمعها المأموم بمنزلة قراءته ،فإن أدركه في ركوع
الثانية ..فكما لو لم يقرأ شيئ ًا فيقرأ سورة ﴿األَ ْع َلى﴾ وسورة ﴿الْ َكافِ ُرون﴾
في الثانية؛ كيال تخلو صالته عنهما ،وقد نقل في إعانة الطالبين عبارة ابن
حجر في فتاويه عن مسألة تشابهها وقد ذكر قريب ًا وهي ما يلي:
(سئل) عمن اقتدى بإمام في ثانية صبح الجمعة ،هل يقرأ إذا قام لثانيته
يل﴾ أو ﴿ َه ْل َأتَى﴾ أو غيرهما؟
( )6 ﴿ألم * ت ِ
َنز ُ
ب فِ ِيه ِمن َّر ِّب الْ َعالَ ِمين﴾ (سورة السجدة) يل الْكِت ِ
َاب الَ َر ْي َ ) )6يسن في صبح الجمعة قراءة ﴿ألم * ت ِ
َنز ُ
و ﴿ه ْل َأتَى ع َلى ا ِإلنس ِ ِ
ُورا﴾ (سورة اإلنسان). ان حين ِّم َن الدَّ ْه ِر لَ ْم َيكُن َش ْيئًا َّم ْذك ً َ َ َ
()119
الج ُم َعة﴾ أو
فأجاب بقوله :يؤخذ حكم هذا من قولهم :لو ترك سورة ﴿ ُ
﴿ َس ِّبح﴾ في أولى الجمعة عمد ًا أو سهو ًا أو جهالً ،وقرأ بدلها
( )6
ِ ِِ
ين﴾ أو ﴿الْغَاشيَة﴾ ..قرأ ﴿ ُ
الج ُم َعة﴾ أو ﴿ َسبِّح﴾ في الثانية ،وال المنَافق َ
﴿ ُ
َاش َية﴾ كي ال تخلو صالته عنهما ،وال نظر يعيد ﴿المنَافِ ِقين﴾ أو ﴿الْغ ِ
َ ُ
لتطويل الثانية على األولى ،ألن محله فيما لم يرد الشرع بخالفه كما هنا ،إذ
ِ ِِ
المنَافق ْو َن﴾ و ﴿الْغَاش َية﴾ أطول من ﴿ ُ
الج ُم َعة﴾ و ﴿ َس ِّبح﴾ اهـ ،فقضية ﴿ ُ
هذا أنه إن قرأ في أواله -التي مع اإلمام بأن لم يسمع قراءته – ﴿ َه ْل َأتَى﴾..
يل﴾ ،وال يعيد ﴿ َه ْل َأتَى﴾ ،ولو سمع قراءة اإلمام قرأ في ثانيته ﴿ألم * ت ِ
َنز ُ
في أواله -أعني المأموم -فهو كقراءته ،فإن كان اإلمام قرأ ﴿ َه ْل َأتَى﴾..
قرأ المأموم في ثانيته ﴿ألم * ت ِ
َنز ُ
يل﴾ ،وإن كان قرأ غيرها ..قرأ المأموم
يل﴾ و ﴿ َه ْل َأتَى﴾؛ ألن قراءة اإلمام التي يسمعها المأموم ﴿ألم * ت ِ
َنز ُ
بمنزلة قراءته ،فإن أدركه في ركوع الثانية ..فكما لو لم يقرأ شيئ ًا فيقرأ ﴿ألم
()121
يل﴾ و ﴿ َه ْل َأتَى﴾ في الثانية ،أخذاً من قولهم :كيال تخلو صالته *ت ِ
َنز ُ
عنهما .
( )6
** ** **
()121
المبحث الثالث :الجماعة في الوتر.
الوتر إما أن تفعل في رمضان وإما في غيره،
ففي غير رمضان :ال تسن الجماعة على المعتمد ،بل حكمها :االباحة
( )6
فال كراهة وال ثواب ،نعم ..إن قصد تعليم المصلين وتحريضهم ..كان له
ثواب بالنية الحسنة ،هذا إن لم يقترن بذلك محذور كنحو إيذاء ،أو اعتقاد
العامة مشروعية الجماعة ،وإال ..فال ثواب ،بل يحرم ،ويمنع منها.
وفي رمضان :األصح أنها تسن الجماعة في الوتر سواء أفعل الوتر قبل
صالة التراويح أم بعدها ،وسواء أفعلت التراويح جماعة أم ال ،بل وإن لم
تفعل التراويح تبع ًا للرافعي والغرر ،وهو كالم التحفة والنهاية وهو
المعتمد.
ومقتضى كالم البهجة كالروضة والروض :عدم مشروعية الجماعة في
الوتر إال إن فعل التراويح ،بناء على أن سنة الجماعة في الوتر ..مبني على
سن الجماعة في التراويح.
) )6وحكى الرافعي ـ وهو قول ضعيف ـ عن حكاية أبي الفضل بن عبدان وجهين في استحبابها فيه
مطلق ًا .المجموع (.)62/3
()122
وسنة الجماعة في الوتر مبني على سن الجماعة في التراويح ..وهو
األصح والمعتمد ،ومقابل األصح عدم سن الجماعة في التراويح ،فال تسن
في الوتر؛ لبعده عن الرياء ونحوه.
وبناء على المعتمد باستحباب الجماعة في الوتر سواء أفعل التراويح أم
ال ،فإن كان اإلمام يصليه ثالثاً وأراد أن يصليه إحدى عشرة ..فعليه أن يحرم
مع اإلمام في الثالثة بركعتين؛ لينال فضيلة الجماعة في تلك الركعة ،وله
ذلك وتحصل له الفضيلة فيما يظهر ..قاله عبدالله بلحاج.
تنبيه:
.6قال الزيادي :لو تعارض عليه الجماعة في وتر رمضان والتأخير..
قدَّ م التأخير ،وهذه المسألة تقع كثير ًا ويتوهمون أن الجماعة أفضل من
التأخير ،اهـ .قال الحلبي :وال يقال :يصلي بعضه أول الليل جماعة،
فيستحقها إمامها.
()123
.4تصح قدوة المؤدي بالقاضي ،والمفترض بالمنتفل ،وفي الظهر
المسألة الأولى :ما حكم الصلاة في حالة قدوة المؤدي بالقاضي أو
المفترض بالمتنفل؟
نص الشافعية على أنها ال تسن لكن اختلفت نقوالتهم في صيغة الحكم
بين خالف السنة وخالف األولى والكراهة:
القول األول :خالف السنة ..قال الخطيب في المغني بأنها ال تسن،
وكذلك الشرواني في حاشيته ،ومحمد نووي جاوي في نهاية الزين بأنها
خالف السنة.
القول الثاني :خالف األولى ..عند الشبراملسي ،قال في إعانة الطالبين
أنها خالف األولى :وإن لم تتفق مقضياتهما شخص ًا ..فهي خالف األولى
وال تكره.
) )6تحفة المحتاج ( ،)445/5نهاية المحتاج ( ،)492/5حاشية البجيرمي على شرح المنهج
( ،)528/6حجة المشمرين (ص ،)619حاشية على بغية المسترشدين (694/5و)552
()124
القول الثالث :مكروهة ..قاله القليوبي في حاشيته ،والبجيرمي في
حاشيته على المنهج وفي حاشيته على الخطيب ،والجمل في حاشيته عن
عطية األجهوري ،وباعشن في بشرى الكريم .
( )6
) )6مغني المحتاج ( ،)311/6حاشية القليوبي ( ،)584/6حاشية البجيرمي على شرح المنهج
( ،)589/6حاشية البجيرمي على شرح الخطيب ( ،)626/6حاشية الجمل ( ،)214/6حاشية
الشرواني ( ،)526/5حاشية إعانة الطالبين ( ،)2/5بشرى الكريم (ص ،)452نهاية الزين (ص.)662
) )5تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني ( ،)445/5نهاية المحتاج مع حاشية الشبراملسي
(564/5و ،)563مغني المحتاج ( ،)214/6حاشية القليوبي ( ،)584/6حاشية الجمل (.)214/6
()125
المسألة الثالثة :إن فاته وتر رمضان ..فهل له قضاؤها جماعة؟
إن فاته وتر رمضان ..صلى جماعة في قضائه مطلق ًا سواء قضاه في
رمضان أم خارجه؛ ألن القضاء يحكي األداء ،وإن فاته وتر غيره وقضاه
فيه ..فال يسن جماعة .
( )6
** ** **
()126
المبحث الرابع :القنوت في الوتر.
وفيه فروع:
الفرع الأول :تعريف القنوت.
) )6فتح الباري البن حجر ( ،)391/5إعانة الطالبين ( ،)682 /6قال في حاشية الشرواني (:)12/5
اشترط الرملي مع الدعاء ..الثناء ،ولم يشترطه ابن حجر.
()127
تقضي وال ُي قضى عليك ،وإنه ال يذل من واليت ،وال يعز من عاديت،
تباركت ربنا وتعاليت» .
( )6
زاد في الروضة :قال جمهور أصحابنا :ال بأس بهذه الزيادة (فلك الحمد
على ما قضيت ،أستغفرك وأتوب إليك) ،وقال أبو حامد والبندنيجي
وآخرون :أنها مستحبة.
معاني مفردات القنوت:
قوله( :اهدني فيمن هديت) :أي :مع من دللته إلى الطريق التي توصل
إليك.
(في) :بمعنى (مع).
(وعافني فيمن عافيت) :أي :مع من عافيته من بالء الدنيا.
(وتولني فيمن توليت) :أي :كن ناصر ًا لي وحافظ ًا لي من الذنوب مع من
نصرته وحفظته.
(وبارك لي فيما أعطيت) :أي :أنزل يا الله البركة ،وهي الخير اإللهي فيما
أعطيته لي ،و (في) هنا على حقيقتها ،ال بمعنى (مع).
()128
(وقني شر ما قضيت) :أي :شر ما يترتب على القضاء من السخط وعدم
الرضا بالقضاء ،وإال فالقضاء المحتم البد من نفوذه.
(فإنك تقضي وال يقضى عليك) :أي :تحكم وال يحكم عليك ،ال معقب
لحكمه.
إنه (ال َي ِذ ُّل) من واليت :ـ بفتح فكسر ـ أي :ال يحصل له ذلة في نفسه،
أو بضم ففتح (ال يذل) أي :ال يذله أحد،
وضبطه بعضهم بفتح ثم ضم (ال يذل)،
والوجه الثاني والثالث فيه نظر ،واقتصر المصباح والمختار على األول
(ال يذل).
(وال يعز من عاديت) :أي :ال يحصل لمن عاديته عز.
(تباركت) :أي :تزايد برك وخيرك وإحسانك وارتفعت عما ال يليق بك.
(فلك الحمد على ما قضيت) :أي :من حيث نسبته إليك؛ ألنه ال يصدر
منك إال الجميل ،وإنما يكون شراً بنسبته لنا .
( )6
()129
ضبط ألفاظ القنوت:
الحديث الوارد عن النبي من رواية سيدنا الحسن بن
علي في قوله( :فإنك تقضي) بإثبات الفاء في رواية الترمذي،
وبإسقاطها في رواية أبي داوود.
(وإنه ال َي ِذ ُّل من واليت) أغلب الروايات بإثبات الواو (وإنه) ،وفي بعض
الروايات بإسقاط الواو كرواية ابن ماجه وأحمد.
(وال يعز من عاديت ) بعض الروايات تذكر هذه الجملة كما في رواية
سنن أبي داود ،والسنن الكبرى للبيهقي ،وأغلب الروايات بعدم ذكرها.
وممن زاد رواي ًة بإثبات الصالة على النبي ..اإلمام
النسائي .
( )6
** ** **
( )6مسند أحمد ( ،)532/4سنن الترمذي ( ،)458/5سنن أبي داود ( ،)14/5سنن النسائي
( ،)538/4سنن ابن ماجه ( ،)425/6السنن الكبرى (.)591/5
()131
الفرع الثالث :القنوت الوارد عن سيدنا عمر ،ومعانيه.
قال أبو رافع :صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح فقنت بعد
الركوع قال :فسمعته يقول:
(اللهم إنا نستعينك ،ونستغفرك ،ونثني عليك وال نكفرك ،ونؤمن بك
ونخلع ونترك من يفجرك ،اللهم إياك نعبد ،ولك نصلي ونسجد ،وإليك
نسعى ونحفد ،ونرجو رحمتك ونخاف عذابك إن عذابك الجد بالكفار
ملحق ،اللهم عذب الكفرةِ ،
وألق في قلوبهم الرعب ،وخالف بين كلمتهم،
وأنزل عليهم رجزك وعذابك ،اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين
يصدون عن سبيلك ،ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك ،اللهم اغفر
للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم ،وألف
بين قلوبهم ،واجعل في قلوبهم اإليمان والحكمة ،وثبتهم على ملة نبيك،
وأوزعهم أن يوفوا بالعهد الذي عاهدتهم عليه ،وانصرهم على عدوك
وعدوهم ،إله الحق ،واجعلنا منهم) .
( )6
()131
وكان سيدنا الحسين بن علي يدعو في وتره( :اللهم إنك تَرى
وال تُرى ،وأنت في المنظر األعلى ،وإن لك اآلخرة واألولى ،وإن إليك
الرجعى ،وإنا نعوذ بك أن نذل ونخزى).
وكان الشيخ أبو حامد [األسفراييني] يقول في قنوته :ال َّل ُه َّم َال ُت ِع ْقنَا َعن
الْ ِع ْل ِم بِ َعائِقَ ،و َال ت َْمنَعنَا َعن ُه بِ َمانِع .
( )6
( )6صالة الوتر للمروزي ( ،)453/6حاشية الشبراملسي ( ،)213/6وذكر التاج السبكي في طبقاته
( )23/2هذا الدعاء عن والد إمام الحرمين الجويني في دعاء قنوت الصبح.
()132
( ِ
الجد) نقيض الهزل ،والمراد به الحق.
ملحق) :يجوز بالكسر اسم فاعل بمعنى :الحق ،ويجوز بالفتح اسم( ِ
()133
الفرع الرابع :زمن القنوت في الوتر.
يبد من أحد إنكار عليه فكان ذلك إجماعاً ،وروي عن عمر أنه
قال :السنة إذا انتصف الشهر من رمضان أن يلعن الكفرة في الوتر بعدما
يقول :سمع الله لمن حمده ،اللهم قاتل الكفرة( ،وكان عبدالله بن عمر
اليقنت في الوتر إال في النصف اآلخر من رمضان).
ولو قنت شافعي بعد االعتدال في غير الفجر والنصف اآلخر من
رمضان ..كره وسجد للسهو .
( )5
** ** **
يسن لإلمام أن يأتي بالدعاء بلفظ الجمع ،فيقول :اللهم اهدنا فيمن
هديت ،ويكره تخصيص نفسه بالدعاء كأن يقول :اهدني ،فعن ثوبان
قال :قال رسول الله « :ال يؤم رجل قوماً
فيخص نفسه بالدعاء دونهم ،فإن فعل ..فقد خانهم».
( )6
ولما روى البيهقي في إحدى روايتيه بلفظ الجمع ،وحمل على اإلمام،
فعن عبدالله بن عباس قال« :كان رسول الله
يعلمنا دعاء ندعو به في القنوت من صلة الصبح :اللهم اهدنا فيمن هديت،
وعافنا فيمن عافيت ،وتولنا فيمن توليت ،وبارك لنا فيما أعطيت ،وقنا شر
ما قضيت ،إنك تقضي وال يقضى عليك ،إنه ال يذل من واليت ،تباركت ربنا
وتعاليت» .
( )5
()136
يستثنى من ذلك :ما ورد النص به لخبر «أنه كان إذا
كبر في الصلة :يقول :اللهم نقني ،اللهم اغسلني».
وثبت أن دعاءه في الجلوس بين السجدتين وفي
فرق عند الجمهور بين اإلمام وغيره إال في
التشهد بلفظ اإلفراد ،ولم ي َّ
القنوت ،فليكن الصحيح اختصاص التفرقة به دون غيره من أدعية الصالة.
وعند اإلمام الغزالي والقاضي حسين :يستحب لإلمام أن يدعو بصيغة
الجمع في الجلوس بين السجدتين ،وفي التشهد.
وفي كفاية األخيار :ثم سائر األدعية في حق اإلمام كذلك ،أي :يكره له
إفراد نفسه بالدعاء ..صرح به الغزالي في اإلحياء ،وهو مقتضى كالم
النووي في األذكار.
ور َّد على هذا القول :بأن المصلي مأمور بالدعاء في هذه المواطن،
بخالف القنوت ..فإن المأموم يؤمن فقط.
()137
فلو فعل اإلمام ذلك ـ بأن خصص نفسه بدعاء القنوت ـ ،فهل يطلب من
المأمومين التأمين أو القنوت؟ فيه نظر ،واألقرب أنه يؤمن؛ ألنه وارد ،وإن
قصر اإلمام بتخصيصه .
( )6
َّ
التنبيه الثاني :يندب القنوت في آخر وتره بثلاث أو أكثر،
يشتمل على دعاء وثناء ،فالدعاء ..من أوله حتى قوله :وقني شر ما
قضيت ،ومنه إلى آخره ..ثناء ،فيؤ ِّمن المأموم في الدعاء ويشارك في الثناء
على المعتمد ،وفيه خالف كما سيأتي بيانه.
** ** **
( )6مغني المحتاج ( ،)491/6نهاية المحتاج ( ،)213 /6حاشية الجمل ( ،)421/6كفاية األخيار
(ص.)664
) )5الرحيمية (.)325
()138
مسائل في القنوت
المسألة الأولى :في الدعاء الوارد عن النبي والدعاء
الوارد عن سيدنا عمر بن الخطاب .
()139
ج .لو أراد االقتصار على أحدهما ..فيأتي بالوارد عن النبي
باالتفاق.
د .لو أتى بقنوت عمر دون القنوت المشهور ،أو بالعكس ..لم يسجد
للسهو؛ ألنه قد أتى بقنوت كامل ،ولو أتى بأحدهما وبعض اآلخر كأن أتى
بالوارد عن النبي وبعض من دعاء عمر فيسجد؛ ألنهما
ٍ
حينئذ كقنوت واحد ،وهو يسجد بترك بعضه ولو كلمة .
( )6
المسألة الثانية :هل للقنوت في الوتر زمن معين؟ وهل يترتب على
الخلاف شيء؟
()141
وشروحه الثالثة التحفة والنهاية والمغني ،وكذلك المجموع للنووي
وغيرها.
والقول الثاني :يقنت في أخيرة الوتر في جميع السنة ،وهو ما اختاره
الروياني ،وذكر :أنه اختيار مشايخ طبرستان ،وقال أبو حاتم القزويني :إن
عليه إجماع العامة وبه الفتوى ،واختاره النووي في التحقيق ،وقال
( )6
( )6وهو قول أربعة من كبار أصحابنا وهم :أبو عبدالله الزبيري وأبو الوليد النيسابوري وأبو الفضل بن
عبدان وأبو منصور بن مهران وهذا الوجه قوي في الدليل ،ووقع في الروضة حكاية وجه ثالث :أنه يقنت
في جميع رمضان وهو وهم؛ فإن الرافعي إنما حكاه عن مالك ،ويدل له ما في (الموطأ) عن األعرج قال:
ما أدركت الناس إال وهم يلعنون الكفرة في رمضان .المجموع ( ،)62/3النجم الوهاج (.)599/5
()141
تباركت ربنا وتعاليت» والحديث مطلق لم يقيد بوقت ،ولما روي :أنه
( )6
لكن لو ترك ..ال يسجد للسهو ،بخالف ما لو تركه في النصف األخير من
رمضان ..فإنه يسجد للسهو.
()142
النازلة ،فهو محل التطويل في الجملة ،وعليه ..فال سجود؛ ألنه لم يفعل ما
يبطل عمده .
( )6
إن ترك اإلمام أو المنفرد القنوت ساهياً ..سجد للسهو؛ ألنه سنة مقصودة
في محلها ،فتعلق السجود بتركها ،بل لو ترك كلم ًة أو حر ًفا أو أبدله أو ترك
الصالة على النبي ،أو على آل النبي
،ولو عمد ًا من القنوت الراتب ..فيسجد للسهو.
( )5
إن ترك اإلمام أو المنفرد القنوت عامد ًا ..سجد للسهو ،ومنهم من قال:
ال يسجد؛ ألنه مضاف إلى السهو ،فال يفعل مع العمد ،والمذهب األول؛
ألنه إذا سجد لتركه ساهياً فألن يسجد لتركه عامد ًا أولى.
()143
ولو أبدل (مع) بدل (في) في الدعاء الوارد عن النبي
..سجد للسهو؛ ألنه بالشروع فيه يتعين؛ وإلبداله بعضاً
من أبعاض الصالة.
( )1
قال النووي في المنهاج :لو نسي قنوتاً فذكره في سجوده ..لم يعد له ،أو
قبله ..عاد ويسجد للسهو إن بلغ حد الراكع.
فإذا ترك اإلمام أو المنفرد القنوت ثم تذكر:
أ .فإما أن يترك القنوت ناسي ًا جاهالً،
ب .وإما أن يترك القنوت عامد ًا عالم ًا،
أ .فإن ترك ال اإلمام أو المنفرد ال القنوت ناسياً جاهلً ،أو وقف ولم يقنت
شيئاً ثم هوى للسجود ،ثم تذكر أو علم ..فله ثالث أحوال:
الحالة األولى :يندب له العود للقيام ،وذلك إن تذكر قبل أن يضع أعضاء
السجود السبعة ،أو قبل وضع الجبهة وإن وضع غيرها؛ لعدم تلبسه بفرض.
()144
الحالة الثانية :يكره له العود للقيام ،وذلك إن تذكر بعد وضع الجبهة وقبل
ٍ
حينئذ. وضع بقية األعضاء؛ للخالف في البطالن بذلك
ففي الحالتين :إذا عاد للقنوت قبل أن يضع األعضاء السبعة ..فهل يسجد
للسهو أم ال؟
والجواب :إن بلغ حد الراكع ..سجد للسهو؛ لزيادته ما يبطل عمده،
وإن لم يبلغ حد الراكع ..لم يسجد للسهو.
الحالة الثالثة :يحرم له العود للقيام وتبطل الصالة ،وذلك إن تذكر بعد
وضع األعضاء السبعة في السجود.
وسبب بطلن الصلة إن عاد إلى القيام عامد ًا عالماً بتحريمه:
هو أنه تل َّبس بفرض ثم قطعه لسنَّة ،فإن عاد ناسياً ..ال تبطل الصالة،
ويلزمه أن يهوي للسجود عند تذكره ثم يسجد للسهو.
وفي هذه الحالة :لو سجد المأموم مع اإلمام فعاد اإلمام للقنوت ..لم
يجز للمأموم العود ،بل ينوي مفارقته أو ينتظره ،والمفارقة أولى.
ب .وإن ترك ال اإلمام أو المنفرد ال القنوت عامد ًا:
()145
فإن بلغ حد الراكع ..لم يعد ،فإن عاد ..بطلت صالته ،وإال ..فال تبطل
. ( )6
إن ترك اإلمام القنوت ..ندب للمأموم التخلف للقنوت إن أدركه في
السجدة األولى ،ويجوز له التخلف للقنوت إن لم يسبقه بركنيين فعليين .
( )5
أما إذا علم أنه ال يلحقه إال بعد هويه للسجدة الثانية ..وجب عليه ترك
القنوت ويتابع إمامه أو ينوي المفارقة ويأتي بالقنوت .
( )4
( )6منهاج الطالبين (ص ،)43بشرى الكريم (ص ،)592رسالة الشيخ محمد الخطيب في سجود السهو
( ص. )4
) )5أي :ـ إن كان يدركه في الجلوس بين السجدتين ـ.
( )4رسالة الشيخ محمد الخطيب في سجود السهو (ص.)4
) )3رسالة الشيخ محمد الخطيب في سجود السهو (ص.)4
()146
المسألة الثامنة :إذا ترك المأموم القنوت ساهياً أو عامداً وفعله الإمام:
-إن قنت اإلمام وتركه المأموم سهو ًا ..وجب عليه العود للقنوت مع
اإلمام ،فإن لم يعد المأموم عامد ًا عالم ًا ..بطلت صالته ،وإال فال.
-وإن قنت اإلمام وتركه المأموم عمد ًا ..فال يلزمه العود ،بل يخ َّير بين
العود ،أو االنتظار في السجود ،أو نية المفارقة .
()1
إن فاته وتر رمضان ..قنت في قضائه مطلقاً سواء قضاه في رمضان أم
خارجه؛ ألن القضاء يحكي األداء ،وإن فاته وتر غيره وقضاه في رمضان..
فال يقنت .
( )5
) )6اعتمد ابن حجر في التحفة ..لزوم العود إلى اإلمام مطلقاً.
فإن نوى المأموم المفارقة أو لحقه في السجود ،فإن علم المأموم ـ أو تذكر ـ واإلمام في االعتدال،
أو السجود األول ..عاد المأموم لالعتدال .وإن رفع اإلمام رأسه من السجدة األولى ..فيوافقه المأموم،
ويأتي بركعة بعد سالم اإلمام .واعتمد الرملي ..عدم لزوم العود عليه إال إذا لم ينو المفارقة ولم يلحقه
في السجود .رسالة الشيخ محمد الخطيب في سجود السهو (ص.)4
( )5حاشية على بغية المسترشدين (.)694/5
()147
القول األول :وهو المعتمد أنه في االعتدال [بعد الركوع] ،ودليلهم عن
محمد بن سيرين ،قال :سئل أنس بن مالك :أقنت النبي
في الصبح؟ قال :نعم ،فقيل له :أوقنت قبل الركوع؟
قال« :بعد الركوع يسير ًا» ،وألن النبي قنت بعد
( )6
الركوع في الصبح،
وروي فعله بعد الركوع عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان
وعلي وابن مسعود وعبدالله بن عباس وأبي موسى األشعري والبراء وأنس
بن مالك .
ومن التابعين :عمر بن عبدالعزيز وعبيدة السلماني وحميد الطويل
وعبدالرحمن بن أبي ليلى ،وبهذا قال مالك وإسحاق.
وألن ما قبل الركوع محل القراءة ،والقنوت دعاء فهو في موضع الدعاء
حيث يقول( :سمع الله لمن حمده) أليق.
()148
القول الثاني :قبل الركوع ،وبه قال ابن سريج :والقياس يقتضي المخالفة
بين النفل والفرض ،كما فرقوا في الخطبتين فجعلوهما في الجمعة قبل
الصالة ،وفي العيدين واالستسقاء بعدها.
قال أنس بن مالك :أول من جعل القنوت قبل الركوع ـ أي:
دائم ًاـ ..عثمان بن عفان ،لكي يدرك الناس الركعة.
القول الثالث :يتخير إن شاء قنت قبل الركوع ،وإن شاء بعده ..حكاه ابن
المنذر عن أنس وأيوب السختياني وأحمد.
وبناء على القول بأنه قبل الركوع ..فقيل :يكبر بعد القراءة ثم يقنت وقد
روي عن عمر وعلي فعل ذلك ،وقيل :وهو األصح يقنت من غير تكبير .
( )6
يسن القنوت في اعتدال الركعة األخيرة للوتر بعد ذكر االعتدال .
( )5
) )6فتح العزيز ( ،)539/3المجموع ( ،)211/4فتح الباري البن حجر ( ،)396/5النجم الوهاج
(.)599/5
( )5تحفة المحتاج (.)18/5
()149
المسألة الثانية عشرة :ما مقدار ذكر الاعتدال؟
()151
القول الثالث :يزيد المنفرد وإمام محصورين رضوا بالتطويل بشروطهم
السابقة (أهل اثناء والمجد أحق ...إلى قوله :وال ينفع ذا الجد منك الجد)..
كما في البجيرمي عن الحلبي ،وذكره في بشرى الكريم .
( )6
()151
وقيل :يجزئه،
وقيل :تبطل صالته وهو غلط .
( )6
المسألة الرابعة عشرة :إذا قدم ركعة الوتر ثم أراد إكماله ..فهل يقنت؟
فيها وجهان :الوجه األول :الصحيح المشهور وبه قطع الجمهور :أنها
مستحب في آخره ويسجد تاركها للسهو؛ لحديث الحسن بن علي
قال :علمني رسول الله هؤالء الكلمات في
()152
الوتر قال« :قل :اللهم اهدني فيمن هديت ،وقال في آخرها :تباركت ربنا
وتعاليت ،وصلى الله على النبي محمد» .
( )6
الوجه الثاني :اليجوز ،فإن فعلها ..بطلت صالته؛ ألنه نقل ركناً إلى غير
موضعه ،قاله القاضي حسين وحكاه عنه البغوي ،وهو غلط صريح .
( )5
()153
وقال في التحفة :ويظهر أن يقاس بهم الصحب؛ لقولهم :يستفاد سن
الصالة عليهم من سنها على اآلل؛ ألنها إذا سنت على اآلل ،وفيهم من
ليسوا صحابة ..فعلى الصحابة أولى ،وقد استشهد اإلسنوي لسن السالم
بـ"اآلية الواردة" ،واستشهد الزركشي لسن اآلل بخبر« :كيف نصلي
عليك. »...
( )6
القول الثاني :لم يرتضوا ذكر السالم والصالة على اآلل واألصحاب في
القنوت ..قاله صاحب اإلقليد والتاج الفزاري.
وأنكر ابن الفركاح زيادة (وسلم) وكذلك ما اعتيد من ذكر (اآلل
واألصحاب واألزواج) وقال :ال أصل له ..كما في أسنى المطالب.
وعن أبي الحسن البكري واألشخر :أن للذكر من األصول العامة ما
يقتضي عدم التحجر فيه ،وأن زيادات العلماء ـ أي :في القنوت ونحوه من
( )6استشكال :إن قلت :ينافيه إطباقهم على عدم ذكر الصحب في التشهد األول.
قلت :يفرق بأنهم ثم اقتصروا على الوارد ،وهنا لم يقتصروا عليه ،بل زادوا ذكر اآلل بحث ًا ،فقسنا بهم
األصحاب لما علمت .وإن قلت :لِ َم لم يسن ذكر اآلل في التشهد األول؟ وما الفرق بين التشهد األول
وبين القنوت؟ قلت :يفرق بأن القنوت محل دعاء فناسب ختمه بالدعاء لهم بخالف التشهد األول .اهـ
تحفة المحتاج ()11/5
()154
األذكار ـ يكون اإلتيان بها أولى ،وأنها من البدع الداخلة في حيز
المسنون .
( )6
فيها وجهان :الوجه األول :تتعين ككلمات التشهد فإنها متعينة باالتفاق،
وبهذا قطع إمام الحرمين والغزالي ،وصححه صاحب المستظهري وقال:
ولو ترك من هذا كلمة أو عدل إلى غيره ..ال يجزئه ،ويسجد للسهو.
الوجه الثاني :وهو الصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور أنه ال تتعين،
بل يحصل بكل دعاء.
وعليه يستشكل كيف اليتعين وقد نصوا على أن من ترك كلم ًة أو حرف ًا..
سجد للسهو؟ يجاب :بأن محله فيما لو أتى بالوارد وترك كلمة؛ ألنه يتعين
بالشروع فيه.
( )5
()155
المسألة الثامنة عشرة :إن لم يتعين في القنوت الدعاء الوارد ..فبأي دعاء
يحصل أصل السنة؟
عند ابن حجر :يحصل أصل السنة بدعاء محض ،ولو كان هذا الدعاء
غير مأثور ـ إن كان بأخروي وحده أو [أخروي] مع دنيوي ـ كما في حاشية
الشرواني نقالً عن ابن حجر في شرح بافضل وااليعاب.
وعند األذرعي ،وتبعه الجمال الرملي ووالده ،واعتمده أصحاب
الحواشي كالبيجوري والبجيرمي أنه البد في البدل أن يكون دعاء وثناء
كـ(اللهم اغفر لي يا غفور ـ أو اللهم ارحمني يا رحيم ـ ،وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم).
فالدعاء حصل بـ"اغفر وارحم" ،والثناء حصل بـ"غفور ورحيم"
وعند باعشن في بشرى الكريم :أن يكون القنوت بدعاء ولو دنيوي غير
مأثور .
( )6
فيه تفصيل :فإما أن تتضمن آية فيها معنى الدعاء ـ كآخر البقرة ـ،
()156
وإما أن ال تتضمن ذلك،
فإن تضمنت آية فيها معنى الدعاء ..ففيه تفصيل:
فإن قصده بها ..أجزأت ؛ لحصول الغرض بها،
( )6
) )6قال ابن حجر :وال بد من قصده بها؛ لكراهة القراءة في غير القيام ،فاحتيج لقصد ذلك حتى يخرج
عنها .التحفة (.)12/5
) )5المجموع ( ،)399 /4أسنى المطالب ( ،)611 /6تحفة المحتاج مع حاشية الشرواني (.)12/5
()157
المسألة العشرون :حكم رفع اليدين في القنوت؟
()158
بين الفقه والحديث اإلمام الحافظ أبوبكر البيهقي ،واعتمده اإلمام النووي
في "المجموع" ،واحتجوا بما روي عن أنس بن مالك عن النبي
في قصة القراء ،قال« :لقد رأيته كلما صلى الغداة رفع
يديه يدعو ال يعني :على الذين قتلوهم ال» ،وكذلك احتجوا بأن عدد ًا من
( )6
تحصل السنة برفع اليدين مكشوفتين إلى السماء ،وخ َّير في التحفة
والنهاية سواء كانتا متفرقتين أم ملتصقتين.
وفي فتاوى الجمال الرملي :الضم أولى.
وسواء كانت األصابع والراحة مستويتين أم األصابع أعلى منها،
وغاية حد الرفع لليدين :إلى المنكب إال إن اشتد األمر.
()159
ويسن أن اليرفع بصره إلى السماء كما قاله الغزالي ،وقال غيره :األولى:
رفع بصره إلى السماء في غير الصالة ورجح ذلك ابن العماد .
( )6
المسألة الثانية والعشرون :كيفية رفع اليدين عند قوله( :وقني شر ما
قضيت)؟
إن دعا لطلب شيء ..فإنه يسن أن يجعل بطن كفيه إلى السماء.
وإن دعا لالستعاذة من شيء والوقاية منه ..ففيه تفصيل:
أ .أنه يسن جعل بطن كفيه إلى األرض ،وظهرهما إلى السماء ..إن دعا
برفع الشر أو عدم حصوله سواء أكان البالء واقع ًا أم ال ،وهو رأي
الجمال الرملي والشوبري والحلبي.
ب .أنه اليسن جعل بطن كفيه إلى األرض ،وهو رأي الشهاب الرملي
والخطيب الشربيني؛ ألن الحركة في الصالة ليست مطلوبة.
ج .أنه يسن جعل ظهر كفيه إلى السماء ..إذا دعا لرفع بالء وقع ،سواء
كان في نفسه أم في غيره ،ويسن جعل بطن كفيه إلى السماء ..إذا دعا
()161
لتحصيل شيء ـ كرفع بالء عنه فيما بقي من عمره ـ ،وهذا هو رأي
ابن حجر .
( )6
المسألة الثالثة والعشرون :حكم مسح الوجه أو غيره بعد الدعاء في
القنوت.
()161
الوجه الثاني :يسن مسح الوجه ..وبه قطع القاضي أبو الطيب والشيخ أبو
محمد الجويني وابن الصباغ والمتولي والشيخ نصر في كتبه والغزالي
والعمراني (صاحب البيان) ،وقال النووي في المجموع :أنه األشهر.
الوجه الثالث :إن قلنا ال يرفع اليدين ..فاليشرع المسح بال خالف.
والحاصل في المسألة ثلثة أوجه:
الوجه األول :وهو الصحيح يستحب رفع يديه دون مسح الوجه.
الوجه الثاني :يستحبان.
الوجه الثالث :ال يستحبان.
وأما مسح الوجه خارج الصلة ..فيندب ،كما جزم به النووي في
( )6
التحقيق ،ولم يندبه في المجموع.
أما مسح غير الوجه ـ كالصدر وغيره ـ ..فال يسن مسحه قطع ًا ،بل نص
جماعة على كراهته ـ كما قاله الرملي والخطيب وابن حجر في المنهج
()162
القويم ـ ولو في خارج الصالة ،وقال الشبراملسي عن تقبيل اليد بعد الدعاء:
أما ما يفعله العامة من تقبيل اليد بعد الدعاء ..فال أصل له .
( )6
وإن جهر اإلمام في القنوت ..فليكن جهره به دون جهره بالقراءة ،وقيَّد
الحفني :ما لم يزد المأمومون بعد القراءة وقبل القنوت ،وإال ..جهر به بقدر
ما يسمعون ،وإن كان مثل جهره بالقراءة .
( )5
(ِ )6ر ْعل :بطن من بني سليم ينسبون إلى رعل بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن لهيعة بن سليم،
وأما ذكوان :فينسبون إلى ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم ،وبئر معونة :موضع في بالد هذيل بين مكة
وعسفان وهذه الوقعة تعرف بسرية القراء .فتح الباري (.)429/2
( )5دعا النبي على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة غدر ًا ،قال أنس بن مالك
: كنا نسميهم القراء ،يحطبون بالنهار ويصلون بالليل ،وأنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن
قرأناه ،ثم نسخ بعد( :بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ،ورضينا عنه) ،والذين استشهدوا ببئر معونة
كانوا من األنصار .شرح البخاري البن بطال (.)58/2
()165
الوجه األول :وهو األصح :يقنت المأموم سر ًا كسائر األذكار والدعوات
التي اليسمعها كما نص عليه في أسنى المطالب والمنهج القويم.
الوجه الثاني :يؤ ِّمن المأموم على دعاء إمامه.
ب .وعلى اعتبار القول المقابل لألصح وهو عدم الجهر بالنسبة لإلمام..
فالمأموم يقنت ويسر .
( )6
ور َّد على هذا االستدالل؛ بأن طلب استجابة الصالة عليه بآمين في معنى
الصالة عليه ،فهو في قوة أن يقول :استجب يا رب صالة اإلمام ،وهو األليق
بالمأموم؛ ألنه تابع للداعي فناسبه التأمين على دعائه؛ قياساً على بقية
القنوت ،وال شاهد في الخبر؛ ألنه في غير المصلي.
واألولى :الجمع ،فيؤمن ويشارك؛ ألن فيه العمل بالرأيين .
( )5
يسن أن يجهر اإلمام في الثناء ،وهو عند قوله (فإنك تقضي وال يقضى
سراً ..وهو األولى على
عليك )...إلخ ،يسن للمأموم أن يأتي بالثناء َّ
األصح ،فيشاركه في قوله؛ ألنه ثناء وذكر ال يليق فيه التأمين.
وقيل :يؤ ِّمن فيه أيض ًا.
وقيل :يسكت مستمع ًا.
وقيل :يقول (أشهد) كما قاله الغزالي في اإلحياء وتبعه القمولي.
وقيل :يقول (بلى ،وأنا على ذلك من الشاهدين).
وقيل :يقول (صدقت وبررت ).
( )6
)َ ( )6و َب ِر ْرت) بكسر الراء األولى ،وحكي فتحها ،وهو من البر .فتح الباري (.)531/61
()168
وعند الرملي في النهاية ووالده تبع ًا للغزالي :ال يبطل الصالة؛ ألن قوله
ذلك متضمن للثناء ،فهو المقصود منه هنا لذاته ،فهو بمعنى( :فإنك تقضي
وال يقضى عليك).
وعلى هذه األقوال استشكل السيد عمر البصري ..هل يكررها لكل
مضمون ال أي عند كل جملة من الثناء ال ،أو ال يزال يكررها ،أو يأتي بها مرة؟
قال الشرواني :لعل األقرب أنه يكررها عند كل جملة من الثناء .
( )6
** ** **
()169
المبحث الخامس :ما يسن قوله وفعله بعد الوتر.
ويستحب بعد الوتر أن يستاك ،ويقول :سبحان الملك القدوس (ثالثاً)،
سبحان الملك القدوس ،رب المالئكة والروح ،جللت السماوات
واألرض بالعظمة والجبروت ،وتعززت بالقدرة ،وقهرت العباد بالموت.
«اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ،وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك،
وأعوذ بك منك ال أحصي ثناء عليك ،أنت كما أثنيت على نفسك».
( )6
دليل ذلك :ما ورد عن النبي أنه كان يقول بعد الوتر
«سبحان الملك القدوس» ثالث ًا ،ويرفع صوته بالثالثة ،وفي رواية( :مدَّ ) أي:
طول صوته بالثالثة حتى ينقطع نفسه .
( )5
َّ
(سبحان الملك القدوس ،رب المالئكة والروح ،ج َّللت السموات
واألرض بالعظمة والجبروت ،وتعززت بالقدرة ،وقهرت العباد بالموت)..
ذكره أبو طالب المكي في قوت القلوب ،والغزالي في اإلحياء.
()171
وورد عن علي بن أبي طالب أن النبي كان
يقول في وتره« :اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ،وأعوذ بمعافاتك من
عقوبتك ،وأعوذ بك منك ال أحصي ثناء عليك ،أنت كما أثنيت على
نفسك» .
( )6
) )6سنن الترمذي ( ،)216/2قال الخطابي :في هذا معنى لطيف ،وذلك أنه سأل الله أن يجيره برضاه
من سخطه ،وبمعافاته من عقوبته ،والرضا والسخط ضدان متقابالن ،وكذلك المعافاة والمآخذة
بالعقوبة ،فلما صار إلى ذكر ما ال ضد وهو الله تعالى أظهر العجز واالنقطاع وفزع منه إليه فاستعاذ به
منه.
وفي قوله (كما أثنيت على نفسك) اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء ورد ذلك إلى المحيط علمه بكل
شيء جمل ًة وتفصيالً ،فكما أنه تعالى ال نهاية لسلطانه وعظمته ،فكذلك ال نهاية للثناء عليه تبارك وتعالى.
) )5صحيح مسلم (.)218/6
()171
بعد سنة الفجر ،قال النووي :فلعله كان يضطجع قبل
وبعد.
وورد من دعاء اإلمام الشافعي بعد الوتر( :إلهي تعرضك في هذا الليل
المتعرضون ،وقصدك القاصدون ،وأ َّمل معروفك الطالبون ،ورغب إلى
جودك وكرمك الراغبون ،ولك في هذا الليل نفحات وعطايا ومواهب
وجوائز تمن بها على من تشاء من عبادك ،فاجعلنا يا رب ممن سبقت له
العناية ،هأنا أدعوك كما أمرتني ،فاستجب لي كما وعدتني ،إنك ال تخلف
الميعاد) .
( )6
** ** **
) )6قوت القلوب ( ،)31/6إحياء علوم الدين ( ،)434/6شرح النووي على مسلم ( ،)51/1الوسائل
()172
الفصل السادس :مسائل في صلاة الوتر.
المسألة الأولى :إعادة الوتر وتكميل الوتر.
أ .مسألة إعادة الوتر :أن يصلي ركعة الوتر ثم يعيد الركعة مرة أخرى.
حكمه :ال يجوز عند ابن حجر والرملي؛ لخبر «ال وتران في ليلة» ،
( )6
وذلك في حالة األداء ،أما في حالة القضاء ..فال مانع من وترين أو أكثر في
ليلة .
( )5
ب .مسألة تكميل الوتر :بأن يصلي الوتر ثالث ًا مثالً ثم يكمل ما تبقى من
الركعات.
حكمه :اختلف في هذه المسألة على رأيين:
الرأي األول :عدم جواز تكميل الوتر.
) )6سنن النسائي ( ،)559/4سنن أبي داود ( ،)12/5سنن الترمذي ( .)443/5وهي لغة بني الحارث
وليست لغة أهل الحجاز ،إذ الجاري على القواعد العربية "ال وترين" إال أن يقال :إنه على لغة من يلزم
المثنى األلف في جميع األحوال ،فيكون مبني ًا على فتحة مقدرة على األلف ،منع من ظهوره التعذر.
حاشية البجيرمي على شرح المنهج (.)528/6
) )5حاشية القليوبي (.)533/6
()173
وهو قول الرملي ووالده ،ونص عليه ابن قاسم في حاشية المنهج ،وهو ( )6
ملحظة :قد اختلف متأخرو الشافعية في فهم عبارة التحفة ،وهل هي
عائدة على التكميل أو اإلعادة:
( )6عبارة فتاوى الرملي( :سئل ):عمن صلى الوتر ركعة أو ثالث ًا في أول الليل ثم قام في آخر الليل أو
أوسطه وصلى باقيه إلى تمام اإلحدى عشرة فهل يكون فعله لذلك وتر ًا ثاني ًا أو يكون وتر ًا واحد ًا...؟
(فأجاب ):بأنه ال يكون ما فعله ثاني ًا وتر ًا مطلقاً؛ لخبر «ال وتران في ليلة» ،ثم إن نوى بالثاني الوتر عامداً
عالم ًا لم ينعقد ،وإال صح نفالً مطلقاً568/6( .و)569
( )5فتاوى ابن الصالح ( ،)548/6حاشية الشبراملسي ( ،)665/5حاشية الجمل ( ،)384/6حاشية
الشرواني (.)551/5
( )4الفتاوى الفقهية الكبرى ( ،)682/6ترشيح المستفيدين (96و ،)95حاشية الشرواني (.)551/5
()174
فعبارة التحفة مع المنهاج (( :)559/5فإن أوتر ثم تهجد) أو عكس أو
لم يتهجد أصالً( ..لم يعده) أي :لم يندب ـ أي :يشرع له إعادته ـ فإن أعاده
بنية الوتر ..فالقياس بطالنه من العالم بالنهي اآلتي ،وإال انعقد نفالً مطل ًقا،
وذلك للخبر الصحيح« :ال وتران في ليلة» .اهـ.
فالطائفة األولى :فهمت من هذه العبارة أنه ال يجوز تكميل الوتر عند ابن
حجر في التحفة ،وذهب إلى هذا الفهم :الشرواني في حاشيته وفتاوى
بافضل والمنهل النضاخ.
والطائفة الثانية :فهمت من هذه العبارة أنه ال يجوز اإلعادة ولم يفهموا
أنه ال يجوز التكميل ،وقد صرحوا أنه لم يتكلم في التحفة عن التكميل بل
ذكرها في الفتاوى واإليعاب بجواز ذلك ،وذهب إلى هذا الفهم مع
التصريح الذي قلناه :السيد علوي بن أحمد السقاف في ترشيح
المستفيدين.
()175
ونصوص الطائفة األولى (القائلين :بعدم جواز تكميل الوتر):
نقل الشرواني في حاشيته (( :)551/5فرع) لو صلى واحدة بنية الوتر..
حصل الوتر ،وال يجوز بعدها أن يفعل شيئ ًا بنية الوتر؛ لحصوله وسقوطه،
فإن فعل عمد ًا ..لم تنعقد ،وإال انعقدت نفالً مطلق ًا ،وكذا لو صلى ثالث ًا بنية
الوتر وسلم ..كذا نقل الرملي عن والده .اهـ
وضعف الشرواني ما استقربه علي الشبراملسي من فتوى ابن حجر
( )6
بالجواز خالف ًا للرملي بعدم الجواز ،فقال الشرواني :بأن ذلك [أي :جواز
تكميل الوتر] مخالف لما اتفق عليه الشروح الثالثة ـ أي :التحفة والنهاية
والمغني ـ.
وفي فتاوى بافضل (ص :)614لو أوتر بثالث أول الليل ثم أراد التكميل
فالذي اعتمده ابن حجر في التحفة والرملي في النهاية ..اليجوز ،واعتمد
ابن حجر في فتاويه الكبرى والبكري والعمودي ..الجواز .اهـ.
( )6تتمة كالم الشبراملسي في حاشيته ( :) 665/5وقد ينازع في قول الرملي لسقوط الطلب بأن سقوط
الطلب ال يقتضي منع البقية ،أال ترى أن فرض الكفاية يسقط الطلب فيه بفعل واحد ولو فعله غيره بعده..
أثيب عليه ثواب الفرض.
()176
وفي المنهل النضاخ (ص :)611لو صلى ثالث ًا بنية الوتر وسلم ..امتنع
عليه أن يفعل باقيه ،كما في التحفة والنهاية والمغني ،لكن صرح في الفتاوي
بجوازه .اهـ.
ونص الطائفة الثانية (القائلين :بجواز تكميل الوتر):
قال السيد علوي السقاف في ترشيح المستفيدين (ص :)95-96إذا
صلى ثالث ًا ثم أراد أن يكملها ...ولم أر في التحفة ما يخالف ذلك ،فادعاء
محشيها الشرواني أنها موافقة للنهاية والمغني في منع ذلك ،وأن ما استقربه
الشبراملسي ضعيف مخالف للتحفة أيض ًا وهم عجيب وفهم غريب .اهـ.
( )6
وممن نص على أن ابن حجر يجيز التكميل دون تفريق بين كتبه:
ابن قاسم العبادي في حاشيته على المنهج ،
( )5
( )6ال يفهم من نص التحفة أنه تكلم عن التكميل بل عن اإلعادة ،وهناك فرق بينهما ،ولعل الراجح هو
ما ذهب إليه السيد علوي السقاف في فهمه لكالم التحفة ،وذلك أن عدد ًا من الحواشي والفتاوى عندما
جوز ذلك ،دون أن يفرقوا في كالمه بين التحفة أو
يتكلمون عن مسألة التكميل يذكرون أن ابن حجر ّ
الفتاوى ،فدل ذلك على عدم نصه في التحفة ،والله أعلم( .عبدالله الكاف)
( )5لو صلى واحدة بنية الوتر ..حصل الوتر ،وال يجوز بعدها أن يفعل شيئ ًا بنية الوتر؛ لحصوله
وسقوطه ،...،كذا نقل الرملي عن والده ،ورأيت شيخنا ابن حجر أفتى بخالف ذلك [(ابن قاسم في
()177
والبجيرمي في حاشيته على الخطيب ،
( )6
حاشيته على المنهج)] ..أي :إذا صلى ركعة من الوتر أو ثالثة مثالً ..جاز له أن يفعل باقيه .حاشية
الشرواني ()551/5
( )6قال البجيرمي في حاشيته على شرح الخطيب ( :)361/6ولو صلى ثالث ًا ثم أراد تكميل اإلحدى
عشرة أو جعله خمس ًا مثال فهل له ذلك أو ال؛ ألنه لما صلى ركعة الوتر ،فالواقع بعدها ليس من الوتر؟
كل محتمل ،واألول أقرب ،وتعليل الثاني ممنوع .اهـ .ابن حجر .وقوله( :واألول أقرب) :الذي اعتمده
الرملي خالفه وعلله بالحديث« :ال وتران في ليلة» (حفني).
( )5قال بافرج في فتح العلي (ص :)226لو أوتر بثالث ركعات مثالً له أن يصلي الباقي منه بنية الوتر
كما استظهره ابن حجر ،وخالفه الرملي فقال :ال ينعقد من عامد عالم وإال انعقد نفالً مطلق ًا.
( )4قال باصبرين في إثمد العينين (ص :)52أفتى ابن حجر بأن من صلى الوتر ثالث ًا ..له أن يصلي باقية
بنية الوتر ،خالف ًا للرملي.
()178
أما السيد عبدالرحمن المشهور في (بغية المسترشدين) فنقل عن
الفتاوى ولم ينقل عن التحفة شيئ ًا ،وكذلك السيد محمد بن حامد السقاف
( )6
(صاحب فتاوى ابن حامد) صرح بقول ابن حجر في فتاويه ورجح قوله .
( )5
نقله عنه ابن قاسم في حاشيته على المنهج كما تقدم في حاشية الشرواني.
( )6قال السيد العالمة عبد الرحمن المشهور في بغية المسترشدين ( :)696/5ولو أوتر بثالث ثم أراد
التكميل ..جاز ،قاله البكري وابن حجر في فتاويه والعمودي ،وقال الرملي :ال يجوز.
( )5قال السيد العالمة محمد بن حامد السقاف في فتاويه :بأن ابن حجر صرح في فتاويه تبع ًا للمجموع
يتمم ما أراده إلى أكمله ،وعليه عمل سلفنا وخلفنا ونحن نجري مجراهم ،وما شربنا في العمل إال
بأنه ِّ
من مائهم ،وهم لنا قدوة وإن لم نقف لهم على دليل من أهل الفتوة؛ لما نعلم أنهم ال يتجاوزون الشرع،
وقد يعملون بالمرجوح عند أهل الظاهر وهم يرونه الراجح بنور السرائر .فتاوى ابن حامد (ص.)531
( )4عبارة الرملي في نهاية المحتاج (( :)662/5فإن أوتر ثم تهجد أو عكس) أو لم يتهجد ً
أصال (لم
يعده) أي :ال تطلب إعادته ،فإن أعاده بنية الوتر عامدً ا عال ًما حرم عليه ذلك ،ولم ينعقد كما أفتى به الوالد
لخبر (ال وتران في ليلة) وهو خبر بمعنى النهي.
()179
المسألة الثانية :هل تسن إعادة الوتر في رمضان؟
وعبارة مغني المحتاج (212/6و( :)211فإن أوتر ثم تهجد) وكذا إن لم يتهجد (لم يعده) أي :الوتر
ثاني ًا ،أي :ال يسن له إعادته لخبر «ال وتران في ليلة» واألصل في الصالة إذا لم تكن مطلوبة ..عدم
االنعقاد ،فلو أوتر ثاني ًا ..لم يصح وتره.
()181
قال الشرواني :وهو األقرب ،فلو أعاده بنية الوتر عامد ًا عالماً ..لم تنعقد،
وإال ..انعقد نفالً مطلق ًا .
( )6
المسألة الثالثة :ما حكم لو صلى بعض الوتر ولم يختمها بركعة ثم أراد
صلاة أخرى ثم أراد أن يكمل الباقي من صلاة الوتر؟
كيفية نقض الوتر :إذا أوتر وختم وتره بركعة ،وأراد أن يصلي بعد قيامه
وتهجده ..صلى ركع ًة حتى يصير وتره شفع ًا ..فيحصل نقض الوتر ،ثم
يتهجد ثم يختم الوتر بركعة؛ ليقع الوتر آخر صالته.
حكمه :فيه خلف على قولين:
القول األول :المعتمد أنه ال يجوز نقض الوتر؛ لحديث طلق بن علي
قال :سمعت رسول الله يقول« :ال وتران في
()181
ليلة» ؛ وألن الرجل إذا أوتر أول الليل ..فقد قضى وتره ،فإذا هو نام بعد
( )6
ذلك ثم قام وتوضأ وصلى ركعة أخرى ،فهذه الصالة غير الصالة األولى،
وغير جائز في النظر أن تتصل بهذه الركعة األولى التي صالها في أول
الليل ،فال يصيران صالة واحدة وبينهما نوم وحدث ووضوء وكالم في
الغالب ،وقد كتبها الملك الحافظ وتر ًا فكيف تعود شفع ًا؟ ،فهما صالتان
متباينتان كل واحدة غير األولى ،والشك أن من فعل ذلك ..فقد أوتر
مرتين ،ثم إن وتره أيض ًا في آخر صالته وتر ثالث ،والنبي
يقول «ال وتران في ليلة» وهذا قد أوتر ثالثاً ،وقال
« اجعلوا آخر صلتكم بالليل وتر ًا» ،وهذا قد جعل
( )5
()182
،لما بلغه فعل عبدالله بن عمر ..لم يعجبه ،وقال عبدالله
بن عباس عن( :عبدالله بن عمر أنه يوتر في ليلة ثالث
مرات).
وممن قال بمنع نقض الوتر:
أبوبكر الصديق وعمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عباس
والسيدة عائشة وعائذ بن عمرو ورافع بن خديج .
ومن التابعين :علقمة وأبو مجلز وطاووس وإبراهيم النخعي ،وهو قول
مالك واألوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي ثور ،وحكاه القاضي
عياض عن أكثر العلماء.
وينبني على هذا القول :إذا قام من الليل ..صلى مثنى مثنى.
القول الثاني :يجوز نقض الوتر؛ ليقع الوتر آخر صالته؛ لحديث عبدالله
بن عمر عن النبي قال« :اجعلوا آخر صلتكم
بالليل وتر ًا» ،فالمسلم مأمور أن يجعل الوتر آخر صالته من الليل ،فمن
( )6
()183
قام يصلي من الليل مثنى مثنى ولم يوتر ..فقد جعل آخر صالته شفعاً ال
وتر ًا.
وممن قال بجواز نقض الوتر:
عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبو هريرة وعبدالله بن مسعود
وعبدالله بن عمر ،وإسحاق بن راهويه وعمرو بن ميمون وابن
سيرين ،وهو وجه حكاه إمام الحرمين وغيره من الخراسانيين .
( )6
) )6صالة الوتر للمروزي ( ،)418/6المجموع ( 62/3و ،)53شرح عمدة السالك للجفري
(ص ،)413الفوائد والدرر في حكم نقض الوتر (ص98و.)611
()184
المسألة الخامسة :هل الوتر من الرواتب؟
فيها قوالن :القول األول :أنه ليس من الرواتب ،وعلى هذا القول :اإلمام
النووي في المنهاج وابن حجر في التحفة والرملي في النهاية والقليوبي في
حاشيته؛ ألنه التصح إضافته في النية إلى الفرائض ،فال يصح أن ينوي:
أصلي سنة العشاء أو راتبتها.
وأما إذا قال :نويت وتر سنة العشاء فإنه يصح؛ لحصول التعيين.
القول الثاني :أنه من الرواتب ،وعلى هذا القول :اإلمام النووي في
الروضة والشيخ زكريا في المنهج والخطيب في المغني؛ ألن وقته وقت
راتبة العشاء حتى لو خرج وقت العشاء وأراد فعل الوتر قضاء قبل فعلها لم
يصح؛ ألن القضاء يحكي األداء.
وقد يعترض على هذا القول :أن التهجد والتراويح وقتهما وقت راتبة
العشاء.
والجواب عن هذا االعتراض :بعدم طلبهما دوام ًا مؤكد ًا بخالف صالة
الوتر.
()185
وبناء على الرأي الثاني فإن الوتر صالة مستقلة ،فال يضاف إلى العشاء،
إنما الخالف في التسمية بين أن الوتر من الرواتب أم ال؟
( )6
القول األول :ركعتا الفجر آكد وعليه المذهب القديم؛ لما روت عائشة
« أن النبي لم يكن على شيء من النوافل أشد
معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح».
( )4
()186
فكانت بالفرائض أشبه؛ وألنها تبع لصالة الصبح ،والوتر تبع للعشاء،
والصبح آكد من العشاء.
القول الثاني :الوتر آكد ..وهو المعتمد وعليه المذهب الجديد؛ لحديث
أن خارجة بن حذافة قال :خرج علينا رسول الله ،فقال:
حمر النعم :الوتر جعله الله لكم
«إن الله أمدكم بصلة هي خير لكم من ْ ( )1
فيما بين صلة العشاء إلى أن يطلع الفجر» وهذا أمر وأقل أحواله
( )5
حمر النعم :بتسكين ميم حمر جمع أحمر أو حمراء وأما بضمها فجمع حمار،
) )6أمدكم أي :أتحفكمْ ،
واألحمر من ألوان اإلبل المحمودة أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء ،وقد تقرر
فذرة من اآلخرة خير من األرض بأسرها وأمثالها
أن تشبيه أمور اآلخرة إنما هو للتقريب إلى األفهام ،وإال َّ
معها لو صورت ،قيل :المراد خير لك من التصدق بها ،وقيل :المراد قنيتها وتملكها .قاله في فتح الباري.
حاشية الجمل (.)385/6
) )5سنن أبي داود (.)16/5
()187
أما بالنسبة للحديث ،فحديث ركعتا الفجر أعظم وأبلغ من الوتر فاألولى
في االستدالل على األفضلية أن يقال لالختالف في وجوبه ،فإن قيل أن
ركعتي الفجر ذهب الحسن البصري إلى وجوبها ،وبعض السلف إلى
وجوب ما يقع عليه اسم قيام الليل ،أجيب :بأن أبا حنيفة أوجب الوتر وهو
أحد األئمة األربعة فقوله قوي ،ولحديث «أفضل الصالة ،بعد الصالة
المكتوبة ،الصالة في جوف الليل) .
( )6
وعلى كل القولين فإن الكل متفق على أن الوتر وركعتي الفجر أفضل
مما سواهما مما يتبع الفرائض ،وعليه نص الشافعي حيث قال :وال أرخص
لمسلم في ترك واحد منهما وإن لم أوجبهما ،ومن ترك واحدة منهما كان
أسوأ حاالً ممن ترك جميع النوافل .
( )5
()188
يندب النداء بقوله (الصالة جامعة) في النفل الذي تطلب فيه الجماعة
( )6
) )6برفعهما على االبتداء والخبر ،أو نصبهما باإلغراء في األول والثاني بالحالية ،ورفع أحدهما على
أنه مبتدأ حذف خبره أو عكسه .نهاية المحتاج (.)314/6
) )5صحيح البخاري (.)42 /5
()189
أما قول (حي على الصالة) ..فيكره عند ابن حجر ،وال يكره عند
الرملي .
( )6
المسألة الثامنة :هل النداء المذكور بدل عن الأذان والإقامة أو بدل عن
الإقامة فقط؟
( )5تحفة المحتاج (315 /6و ،)314نهاية المحتاج ( ،)313 /6حاشية القليوبي (،)634 /6
حاشية الشرواني (316/6و315و ،)314حاشية اعانة الطالبين (.)526/6
) )5فإن قيل :اإلقامة تسن ولو منفرد ًا وال يسن النداء للمنفرد ..فكيف يكون النداء ً
بدال عنها؟ أجاب
على ذلك البيجوري حيث قال( :ألنه بدل عنها في األصل والغالب ،وقال الجرداني في فتح العالم:
يمكن أن يجاب بأن البدل قد ال يعطى حكم المبدل منه من كل وجه ..واستظهر الشبراملسي أنه ذكر
شرع لهذه الصالة استنهاضاً للحاضرين وليس بدالً عن شيء .حاشية الشبراملسي ( ،)314/6حاشية
البيجوري ( ،)461/6فتح العالم (.)613/5
()191
كما يدل عليه كالم النووي في األذكار ،واعتمده الزيادي وقليوبي
والشوبري ،وقال البيجوري :هو المشهور.
وابن قاسم جمع بين قول ابن حجر والرملي حيث قال:
إن احتيج لجمع الناس سن مرتان :واحدة بدال ً عن األذان لجمع الناس،
وأخرى بدالً عن اإلقامة ،وإن لم يحتج لجمع الناس لحضورهم ..سن
المرة الثانية فقط .اهـ
ويسن النداء لوتر رمضان لو تراخى فعل صالة الوتر عن التراويح.
فإن فعلت صالة الوتر عقب التراويح ففيه خالف على رأيين:
الرأي األول :يسن النداء مطلق ًا سواء تراخى عن التراويح أم لم يتراخ؛
ألنه نائب عن االقامة ،وهذا عند الرملي واعتمده الزيادي والشوبري.
الرأي الثاني :اليسن النداء؛ ألن النداء للتراويح نداء للوتر وهذا عند ابن
حجر.
تنبيه :يكره النداء بـ (الصالة جامعة) لنحو الجنب.
()191
ويسن إجابة نداء (الصالة جامعة) بـ (الحول وال قوة إال بالله) ،وال يكره
اإلجابة في حق الجنب والحائض ،وال يسن للنوافل أذان وال إقامة؛ لعدم
ورودهما .
( )6
فيجوز في السفر المباح ـ ما عدا الحرام ـ التنفل لغير القبلة؛ ألن بالناس
حاجة ،بل ضرورة إلى األسفار ،فلو كلفوا االستقبال ..لتركوا أورادهم أو
معاشهم؛ لمشقته فيه.
وإذا جاز التنفل راكب ًا :فإن كان فيما يسهل فيه االستقبال وإتمام الركوع
والسجود ـ كأن كان في هودج أو سفينة ـ ..أتم وجوب ًا ركوعه وسجوده
( )4
) )6حاشية ابن قاسم ( ،)315/6حاشية القليوبي ( ،)634 /6حاشية البجيرمي على شرح المنهج (/6
،)621حاشية البيجوري ( ،)461/6حاشية الشرواني (.)315 /6
) )5صحيح البخاري (.)52/5
) )4الهودج :أداة ذات قبة توضع على ظهر الجمل لتركب فيها النساء .المعجم الوسيط (.)921/5
()192
وسائر األركان ،أو بعضها إن عجز عن الباقي واستقبل وجوباً؛ لتيسر ذلك
عليه ،ومحل ذلك في غير مالح السفينة.
أما ملح السفينة :وهو من له دخل في سيرها ،بأن يختل سيرها إذا اشتغل
عنها ..فال يلزمه التوجه في جميع صالته ،وال إتمام األركان ،بل يلزمه
التوجه في التحرم فقط إن سهل ـ كراكب الدابة ـ ،وألحق بـ"المالح":
مس ِّير الدابة.
فإن كان راكباً على ما ال يسهل فيه االستقبال وإتمام األركان أو بعضها ـ
كدابة ـ ..استقبل وجوب ًا في إحرامه فقط إن سهل عليه ،ويومئ الراكب
( )6
) )6فـ"السهلة" أن تكون الدابة واقفة وأمكن انحرافه عليها أو كانت سائرة وبيده زمامها ،و"غير السهلة"
أن تكون مقطرة أو صعبة .المجموع ( ،)543/ 4بشرى الكريم (511و.)518
()193
وهذا التنفل على الراحلة من غير استقبال ،جائز في السفر الطويل
والقصير؛ ألن التنفل مبني على التخفيف .
( )6
وعن عمار بن ياسر وقد سئل عن الوتر ،فقال :أما أنا فأوتر قبل
أن أنام ،فإن رزقني الله شيئ ًا ،صليت شفعاً شفع ًا إلى أن أصبح.
الليل ثم ينام.
قال القاضي الحسين :المختار ـ عندنا ـ فعل الصديق ؛ ألنه أبعد
من اآلفة ،وأحوط ألمر العبادة.
وممن استحب االتيان بالوتر في أول الليل:
أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وأبو الدرداء وأبو هريرة ورافع بن خديج
والشعبي التابعي .
()195
وممن استحب تأخير الوتر إلى آخر الليل:
عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود ومالك
والثوري وأصحاب الرأي ﵅ ،وهو الصحيح؛ لكثرة األدلة في ذلك.
وقد سأل حبيب بن أبي عمرة عن الوتر سعيد بن جبير؟
فقال :األكياس يوترون أول الليل ،وذوو القوة يوترون آخر الليل ،فقلت:
فكيف أنت ،قال :آخر الليل ،قلت :فإن أناساً يوترون أول الليل ثم يقوم
أحدهم فيشفع بركعة؟ قال :قال عبدالله بن عباس :ذاك الذي
يلعب بوتره.
جزأ الليل أثالث ًا،
إلي من أوله ،وإن َّ
وقال الشافعي :وآخر الليل أحب َّ
إلي أن يقومه.
فاألوسط أحب َّ
وعمل اإلمام عبدالله بن علوي الحداد تأخير الوتر إلى قريب الفجر ،وأما
قيامه ..فقيام داوود عليه الصالة والسالم ،فينام بعد القيام ثم يقوم ويتوضأ
ويوتر ويصلي الفجر.
وقال ميمون بن مهران :مثل الذي يوتر من أول الليل ،وآخر الليل ،مثل
رجلين خرجا في سفر ،فلما أمسيا مرا بقرية ،فقال أحدهما :أنزل في هذه
()196
القرية ،فأكون في حصن حصين ،وقال اآلخر :أتقدم فأقطع عني من
الطريق ،فآتي قرية كذا وكذا ،فأبيت بها ،فربما أدرك المنزل وربما لم يدركه.
وكان عبدالله بن عمر يوتر وينام ،ثم يقوم ويصلي ركعة فردة
يصير بها ما يتقدم شفع ًا ثم يصلي متهجد ًا ،ثم يوتر بركعة فردة ،وكان يسمي
ذلك "نقض الوتر" ،ولما بلغ عبدالله بن عباس فعل عبدالله بن
عمر ..لم يعجبه ،وقرأ عثمان بن عفان القرآن في ركعة
( . )6
أوتر بها
** ** **
) )6األم للشافعي ( ،)618/6صالة الوتر للمروزي ( 529/6و 586و 581و ،)418نهاية المطلب
( ،)416/5المجموع ( ،)56/3عون المعبود ( ،)569/3غاية القصد والمراد (.)22/6
()197
)198(
الخاتمة
الحمد لله تعالى الواحد األحد الفرد الصمد على توفيقه ومعونته ،وعلى
تيسيره ومنته على إتمام هذا البحث ،وصالة الله تعالى وسالمه األتمان
األكمالن على أشرف خلقه الخاتم سيدنا محمد المبعوث للخلق رحمة،
المربي األعظم ،والمرقي األكرم .
وفي ختام هذا البحث نرجو أن يكون بحث ًا نافعاً قيم ًا فيما يتعلق بـ"صلة
الوتر" من حيث عدد ركعاتها وأوقاتها وآدابها وفضائلها وكيفيتها ،وفيما
يتعلق بفعل القنوت فيها ،إضافة إلى الكثير من المسائل المتناثرة واألقوال
المتفرقة التي جمعتها خالل فترة البحث واالطالع في كتب عديدة ورسائل
مفيدة ليصل الكتاب للقاريء الكريم واضح ًا مشرق ًا.
وقد كان هذا البحث بمثابة الرحلة العلمية الممتعة لالرتقاء بموضوع
البحث وإحياء لسنة من سنن المصطفى المشهورة،
وفي كتب الحديث والفقه مذكورة ،ولذلك بذلنا جهداً في إخراجه على
المستوى المطلوب ،ولكننا ال نجزم أن نقول أنه بحث شامل ويتصف
()199
بالكمال؛ ألن كل شيء ناقص ويحتاج إلى المزيد ليصل إلى المستوى
المنشود إليه من العلم والمعرفة.
وأخير ًا بعد أن انتهينا من هذا البحث نرجو من الله تعالى أن نكون قد
وفقنا في الوصول إلى الصواب ،وأن ينال ذلك رضا المولى تعالى وهو
المبتغى وإليه المنتهى ،ورضا من تعلمت منه وانتفعت به وتأدبت بأدبه من
الشيوخ الفضالء والمعلمين العقالء حفظهم الله ودام فضلهم وجزاهم
خير ًا ،كما أنني أشكر كل من أعانني على إنجاز هذا البحث وتذليل
معضالت عبائره وتوجيهه أو مراجعته والمرور عليه ،وأخص بالذكر الشيخ
الفاضل الفقيه محمد بن علي باعطيه ،والشيخ الفقيه حسين بن محمد عبده
الحداد البيضاوي ،وأخواي السيدان عمر وأحمد ،وصلى الله وسلم على
أشرف الخلق سيدنا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين.
** ** **
()211
.6القرآن الكريم.
.5اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان ،اإلمام ابن حبان ،مؤسسة
الرسالة ،ط 6318 -6/هـ6988 ،م.
.4االستذكار ،اإلمام ابن عبد البر ،دار الكتب العلمية – بيروت،
ط6356/6هـ5111-م.
.3اإلبريز الخالص عن الفضة في إبراز معاني خصائص المصطفى التي
في الروضة ،القاضي جالل الدين عبدالرحمن ابن سراج الدين البلقيني،
أروقة ،ط6341/6هـ.
.2إحياء علوم الدين ،اإلمام أبو حامد محمد الغزالي ،دار المعرفة –
بيروت.
.1إثمد العينين في بعض اختالف الشيخين ،الشيخ علي باصبرين.
.7أسنى المطالب في شرح روض الطالب ،شيخ اإلسالم زكريا بن محمد
األنصاري ،دار الكتاب اإلسالمي.
()211
.8إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين ،الشيخ أبو بكر (الشهير
بـ"البكري") بن محمد شطا ،دار الفكر ،ط6368 -6/هـ6992 ،م.
.9األم ،اإلمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي ،دار المعرفة –
بيروت6361 ،هـ6991،م.
.61اإليعاب شرح العباب ،الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي ،مخطوط.
.66اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ،الشيخ محمد بن أحمد الخطيب
الشربيني ،المحقق :مكتب البحوث والدراسات -دار الفكر ،بيروت.
.65بداية المحتاج في شرح المنهاج ،الشيخ محمد األسدي ابن قاضي
شهبة ،دار المنهاج ،ط6345-6/هـ5166 ،م.
.64بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم ،الشيخ سعيد بن محمد باعشن،
دار المنهاج ،ط6352-6/هـ5113 ،م.
.63بغية المسترشدين في تلخيص فتاوى بعض األئمة من العلماء
المتأخرين ،السيد عبدالرحمن بن محمد المشهور ،دار الفقيه ،ط-6/
6341هـ5119 ،م.
()212
.62البيان في مذهب اإلمام الشافعي ،اإلمام يحيى العمراني اليمني،
المحقق :قاسم محمد النوري ،دار المنهاج – جدة ،ط 6356-6/هـ،
5111م.
.61تفسير البغوي ،اإلمام الحسين بن مسعود البغوي ،دار احياء التراث
العربي.
.67تحفة األحوذي شرح جامع الترمذي ،الشيخ محمد عبد الرحمن
المباركفوري ،دار الكتب العلمية ،بيروت.
.68التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ،اإلمام ابن
حجر العسقالني ،مؤسسة قرطبة ،ط6361-6/هـ6992 ،م.
.69التمهيد لما في الموطأ من األسانيد ،اإلمام أبو عمر ابن عبدالبر،
وزارة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية – المغرب6482 ،هـ.
.51التجريد لنفع العبيد حاشية البجيرمي على شرح المنهج ،الشيخ
سليمان البجيرمي المصري ،مطبعة الحلبي6419 ،هـ6921 ،م.
()213
.56تحفة الحبيب على شرح الخطيب حاشية البجيرمي على شرح
الخطيب ،الشيخ سليمان البجيرمي المصري ،دار الفكر6362 ،هـ،
6992م.
.55حاشية البيجوري ،الشيخ إبراهيم بن محمد البيجوري ،دار الكتب
اإلسالمية ،ط6358 -6/هـ5112 ،م.
.54تحفة المحتاج في شرح المنهاج ،الشيخ أحمد بن محمد بن حجر
الهيتمي ،متبوعاً بحاشيتين :حاشية الشيخ عبدالحميد الشرواني ،وحاشية
الشيخ أحمد بن قاسم العبادي ،المكتبة التجارية الكبرى -مصر 6422هـ،
6984م.
.53ترشيح المستفيدين ،السيد علوي بن أحمد السقاف ،دار العلوم.
.52حاشية الجرهزي على المنهج القويم ،الشيخ عبدالله بن سليمان
الجرهزي ،دار المنهاج ،ط6344-6/هـ5165 ،م.
.51حاشية الشرقاوي على تحفة الطالب بشرح تحرير تنقيح اللباب،
الشيخ عبدالله بن حجازي األزهري المعروف بـ"الشرقاوي" ،دار إحياء
التراث العربي.
()214
.57حاشيتا القليوبي وعميرة ،الشيخ أحمد بن سالمة القليوبي والشيخ
أحمد البرلسي عميرة ،دار الفكر -بيروت6362 ،هـ6992،م.
.58حجة المشمرين وعدة الطالبين السالكين المهتدين ،السيد علي بن
عبدالله بن شهاب الدين ،مخطوط.
.59الحاوي الكبير ،اإلمام علي بن محمد البصري الشهير
بـ"الماوردي" ،دار الكتب العلمية ،ط6369 -6/هـ6999 ،م.
.41الحواشي المدنية ،الشيخ محمد بن سليمان الكردي المدني ،مكتبة
الغزالي.
.46الرحيمية في القيام بوظائف العبودية ،السيد حسن خليل الحسيني
الكاظمي ،مخطوط.
.45حاشية ابن عابدين ،الشيخ محمد أمين عابدين الدمشقي الحنفي ،دار
الفكر-بيروت ،ط6365-5/هـ6995 ،م.
.44رسالة في أحكام سجود السهو ،الشيخ محمد بن علي الخطيب.
()215
.43روضة الطالبين وعمدة المفتين ،اإلمام أبو زكريا يحيى بن شرف
النووي ،تحقيق :زهير الشاويش ،المكتب اإلسالمي ،بيروت -دمشق-
عمان ،ط6365-4/هـ6996 ،م.
.42رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة ،اإلمام عبدالله بن علوي
الحداد ،دار الحاوي.
السجستاني ،المكتبة
.41سنن أبي داود ،اإلمام أبو داود سليمان َّ
العصرية.
.47سنن الترمذي ،اإلمام محمد بن عيسى الترمذي ،مطبعة البابي
الحلبي ،ط6492 -5/هـ6922 ،م.
.48سنن ابن ماجه ،اإلمام أبو عبدالله محمد القزويني ،دار إحياء الكتب
العربية.
.49سنن الدارقطني ،اإلمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ،مؤسسة
الرسالة ،ط 6353-6/هـ 5113 ،م.
.31السنن الصغرى للنسائي ،اإلمام أحمد بن شعيب النسائي ،مكتب
المطبوعات اإلسالمية – ط6311 -5/هـ6981 ،م.
()216
.36السنن الصعرى للبيهقي ،اإلمام أحمد بن الحسين البيهقي ،جامعة
الدراسات اإلسالمية ،كراتشي ـ باكستان ،ط6361 -6/هـ6989 ،م.
.35سفينة النجاه ،الشيخ سالم بن سمير الحضرمي ،دار المنهاج ،ط-5/
6358هـ.
.34شرح عمدة السالك وعدة الناسك ،السيد علوي بن سقاف الجفري،
دار الميراث النبوي ،ط6345-6/هـ5166 ،م.
.33شرح سنن النسائي ،المسمى بـ"ذخيرة العقبى في شرح المجتبى"،
الشيخ محمد بن علي الو َّلوي ،دار المعراج الدولية للنشر.
.32شرح معاني اآلثار ،الطحاوي ،عالم الكتب ،ط6363/6هـ.
.31صحيح البخاري ،اإلمام البخاري ،دار طوق النجاة ،ط-6/
6355هـ.
.37صحيح مسلم ،اإلمام مسلم بن الحجاج ،دار إحياء التراث العربي –
بيروت.
.38عون المعبود شرح سنن أبي داود ومعه حاشية ابن القيم ،الشيخ
محمد أشرف العظيم آبادي ،دار الكتب العلمية ،ط6362-5/هـ.
()217
.39عمدة المفتي والمستفتي ،السيد محمد بن عبد الرحمن األهدل ،دار
طوق النجاة ،ط6368-6/هـ6998 ،م.
.21الغرر البهية شرح البهجة الوردية ،شيخ اإلسالم زكريا بن محمد
األنصاري ،وعليها حاشيتا الشيخ عبدالرحمن الشربيني ،والشيخ ابن قاسم
العبادي ،وتقرير الشيخ عبدالرحمن الشربيني على الشيخ ابن قاسم ،دار
الكتب العلمية ،بيروت ،ط6368-6/هـ6992 ،م.
.26غاية القصد والمراد في مناقب اإلمام الحداد ،الحبيب محمد بن زين
بن سميط.
.25فتاوى ابن الصالح ،اإلمام عثمان بن عبدالرحمن ـ المعروف بـ"ابن
الصالح" ،مكتبة العلوم والحكم ،ط6312-6/هـ.
.24فتاوى شيخ اإلسالم زكريا األنصاري ،المكتبة العربية ،دمشق.
.23فتاوى الرملي ،الشيخ شهاب الدين أحمد الرملي ،جمعها :ابنه الشيخ
جمال الدين محمد الرملي ،المكتبة اإلسالمية.
.22الفتاوى الفقهية الكبرى ،الشيخ أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي،
جمعها :تلميذه الشيخ عبدالقادر الفاكهي المكي ،المكتبة اإلسالمية.
()218
.21فتح الجواد بشرح اإلرشاد ،الشيخ أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي،
إحياء الكتب العربية البابي الحلبي.
.27فتح العزيز بشرح الوجيز ،والشرح الكبير ،اإلمام عبدالكريم بن
محمد الرافعي القزويني ،دار الفكر.
.28فتح العالم بشرح مرشد األنام ،الشيخ محمد بن عبدالله الجرداني،
ابن حزم ،ط6368-3/هـ6992 ،م.
.29فتح الباري شرح صحيح البخاري ،اإلمام أحمد بن علي بن حجر
العسقالني ،دار المعرفة6429 ،هـ.
.11فتح العلي بجمع الخالف بين ابن حجر والرملي ،السيد عمر بن
حامد بافرج باعلوي الحسيني الحضرمي ،دار المنهاج ،ط6346-6/هـ،
5161م.
.16فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطالب المعروف بـ"حاشية
الجمل" ،الشيخ سليمان العجيلي المعروف بـ"الجمل" ،دار الفكر.
.15فيوضات البحر الملي من كالم الحبيب علي بن محمد الحبشي،
السيد طه بن حسن السقاف ،دار الحاوي ،ط6351-6/هـ5112 ،م.
()219
.14الفوائد والدرر في حكم نقض الوتر ،الشيخ محمد المصطفى
األنصاري ،دار الزمان ،ط6346-6/هـ5161 ،م.
.13فيض القدير شرح الجامع الصغير ،اإلمام عبد الرؤوف المناوي،
المكتبة التجارية الكبرى ،ط6421 -6/هـ.
.12القاموس المحيط ،مجد الدين الفيروزآبادي ،مؤسسة الرسالة
للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت – لبنان ،ط 6351 -8/هـ 5112 ،م.
.11قوت القلوب في معاملة المحبوب ،اإلمام أبو طالب المكي،
المحقق :عاصم الكيالي ،دار الكتب العلمية ،ط 6351-5/هـ 5112،م.
.17قالئد الخرائد ،الشيخ عبدالله بن محمد باقشير الحضرمي ،دار القبلة
للثقافة اإلسالمية ،ومؤسسة القبلة للثقافة اإلسالمية ،ط6361-6/هـ،
6991م.
.18كفاية األخيار في حل غاية االختصار ،اإلمام تقس الدين الحصني،
دار المنهاج ،ط6359/5هـ.
.19كفاية النبيه شرح التنبيه ،الشيخ أحمد بن محمد األنصاري المعروف
الرفعة" ،دار الكتب العلمية ،ط5119-6/م.
بـ"ابن ِّ
()211
.71كشف الستر عن حكم الصالة بعد الوتر ،اإلمام ابن حجر العسقالني،
دار ابن حزم ،ط6363-6/هـ6994 ،م.
.76اللباب في الفقه الشافعي ،الشيخ أحمد بن محمد المحاملي ،دار
البخاري ،المدينة المنورة ،ط6361-6/هـ.
.75لسان العرب ،اإلمام ابن منظور ،دار صادر ،بيروت ،ط-4/
6363هـ.
.74المجموع شرح المهذب ،اإلمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي،
دار الفكر.
.73المجموع لمهمات المسائل من الفروع ،السيد طه بن عمر الصافي
السقاف ،دار القبلة للثقافة اإلسالمية.
.72منهاج الطالبين ،اإلمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي ،دار الفكر.
.71مختصر المزني ،اإلمام إسماعيل بن يحيى المزني ،دار المعرفة،
6361هـ6991،م.
.77مناهل العرفان ـ المعروف بـ ـ "فتاوى بافضل" ،الشيخ فضل بن
عبدالرحمن بافضل ،دار المنهاج ،ط6358 -6/هـ5112 ،م.
()211
.78مغني المحتاج إلى معرفة معاني المنهاج ،الشيخ محمد الخطيب
الشربيني ،دار الحديث6352 ،هـ5111 ،م.
.79المنهل العميم بحاشية المنهج القويم المسماة "حاشية الترمسي"،
الشيخ محمد محفوظ بن عبدالله الترمسي ،دار المنهاج ،ط-6/
6345هـ5166 ،م.
.81المنهل النضاخ في اختالف األشياخ ،الشيخ عمر الشهير بابن القره
داغي ،طبعة دار البشائر اإلسالمية -ط6358 -6/هـ5112 ،م.
.86المهمات في شرح الروضة والرافعي ،اإلمام عبد الرحيم اإلسنوي،
ابن حزم ،ط6341-65/هـ5119 ،م.
.85مختار الصحاح ،محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي،
المكتبة العصرية -الدار النموذجية ،بيروت – صيدا ،ط6351 -2/هـ ،
6999م
.84المسلك القريب لكل ناسك منيب ،السيد طاهر بن حسين بن طاهر
باعلوي ،دار العلم والدعوة ،ط6364-5/هـ.
()212
.83مختصر قيام الليل ،اختصره اإلمام أحمد المقريزي ،اإلمام محمد بن
نصر المروزي ،دار حديث أكاديمي ،ط 6318-6/هـ6988 ،م.
.82المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العربية بالقاهرة (الشيخ إبراهيم
مصطفى/الشيخ أحمد الزيات/الشيخ حامد عبد القادر/الشيخ محمد
النجار) ،دار الدعوة.
.81المستدرك على الصحيحين ،اإلمام الحاكم محمد بن عبدالله
النيسابوري ،دار الكتب العلمية ،ط 6366-6/هـ6991 ،م.
.87مسند اإلمام أحمد بن حنبل ،مؤسسة الرسالة ط 6356-6/هـ،
5116م.
.88مصنف عبدالرزاق ،اإلمام عبدالرزاق الصنعاني ،المكتب اإلسالمي،
ط6314-5/هـ.
.89المصنف في األحاديث واآلثار ،اإلمام ابن أبي شيبة ،مكتبة الرشد،
ط6319-6/هـ.
.91المعجم الطبراني الكبير ،اإلمام أبو القاسم الطبراني ،مكتبة ابن تيمية.
.96المعجم األوسط ،اإلمام أبو القاسم الطبراني ،دار الحرمين.
()213
.95المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ،اإلمام أبو زكريا يحيى بن
شرف النووي ،دار إحياء التراث العربي ،ط6495-5/هـ.
.94نيل األوطار ،اإلمام محمد بن علي الشوكاني ،دار الحديث -مصر،
ط6364-6/هـ6994 ،م.
.93النجم الوهاج في شرح المنهاج ،الشيخ محمد الدميري ،دار المنهاج
المحقق :لجنة علمية ،ط6352 -6/هـ5113 ،م.
.92نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ،الشيخ محمد بن أحمد الرملي،
متبو ًعا بحاشيتي :الشيخ نور الدين علي الشبراملسي ،الشيخ أحمد
المعروف بـ"المغربي الرشيدي" ،دار الفكر ،بيروت6313 ،هـ6983 ،م.
.91نهاية المطلب في دراية المذهب ،إمام الحرمين الجويني ،دار
المنهاج ،ط6358-6/هـ5112 ،م.
.97نيل المرام لنفع األنام" ،فتاوى ابن حامد" ،السيد محمد بن حامد
السقاف ،الميراث النبوي.
.98النصائح الدينية والوصايا اإليمانية ،اإلمام عبدالله بن علوي الحداد،
دار الحاوي.
()214
.99الهداية شرح بداية المبتدي ،الشيخ أبي الحسن بن أبي بكر
المرغيناني الحنفي ،دار الحديث6359 ،هـ5118 ،م.
.611الوسائل الشافعة ،السيد محمد بن علي خرد باعلوي ،دار الحاوي،
ط6369 -5/هـ6999 ،م.
** ** **
()215
)216(
3. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
01 . . . . . . . . . . . . املبحث الثاني :فضل صالة الوتر يف أقوال السلف وأعماهلم
11 . . . . . . . . . املسألة األوىل :يف الكالم عن وقت أول الوتر ،وآخره ،ووقت اختياره.
11 . . . . . . . . . املسألة الثانية :إذا فاتته صالة العشاء ..فهل له تقديم الوتر عليها؟
13 . . . . . املسألة الثالثة :إذا مجع العشاء مع املغرب تقدميًا ..فهل له أ يقدم الوتر ذلل؟؟
13 . . . . . . . . . . املسألة الرابعة :إذا خرج وقت صالة الوتر ..فهل جيوز قضاؤها؟
17 . . . . . . . . . . . املسألة اخلامسة :هل قضاء وتر رمضا يأخل حكمه يف غريه؟
املسألة األوىل :هل تشرتط نية النفلية يف الوتر ذما أ الفرض تشرتط فيه نية الفرضية؟ 33 . . . .
()217
33 . . . . . . . . . . . . . . . . . املسألة الثانية :إذا أطلق يف نية الوتر.
املسألة الثالثة :لو نلر أ يصلي الوتر ومل ينوِ عدداً ،فكم رذعة تلزمه؟ 31 . . . . . . . . .
31 . . . . . . املسألة الرابعة :إذا أطلق يف نلر الوتر وأراد أ يزيد على الثالث ..فهل له ذل؟؟
30 . . . . املسألة اخلامسة :إذا أحرم بالوتر ومل ينو عدداً ..فهل تنصرف إىل الشفع أم إىل الوتر؟
33 . . . . . . . املسألة السادسة :هل يلزم استحضار (مِن) التبعيضية يف عدد رذعات الشفع؟
33 . . املسألة السابعة :إذا عني عدداً يف الوتر ..فهل له أ يزيد عنه أو ينقص ذما يف النوافل املطلقة؟
31 . . . . . . . . . . . املسألة الثامنة :لو قال :أصلي خامتة الوتر ..هل تصح نيته؟
11 . . . . . . . . . الفرع الثالث :الكالم يف عدد الوتر ثالث عشرة ،ومخ س عشرة رذعة.
17 . . . . . . . . . . املسألة األوىل :هل يشرتط إذا أراد أ يوتر برذعة أ يسبق بنفل؟
17 . . . . . . . . . . . . . . املسألة الثانية :من صلى الوتر ومل خيتمها برذعة.
18 . . . . . . . . . . املسألة الثالثة :ما حكم لو زاد يف الوتر على اإلحدى عشرة رذعة؟
املسألة الرابعة :سئل اإلمام ابن حجر اهليتمي :قال اجلالل السيوطي يف ذتاب األشباه والنظائر :إ اإليتار
14 . . . بثالث رذعات أفضل من اإليتار خبم س أو سبع ذما قال فما سبب قلة الفضيلة بزيادة األعمال؟
11 . . . . . . . . . . . . املسألة اخلامسة :أيهما أفضل ذثرة العدد أم طول القيام؟
املسألة السادسة :لو صلى الوتر موصولة ..فهل األفضل ذثرة العدد مع خروج الوقت أم قلته مع ذونه يف
10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الوقت؟
()218
املسألة السابعة :من نلر صالة الوتر فكم مرة يتيمم؟ 10 . . . . . . . . . . . . . .
11 . . . . . . . . . . . . . املسألة الثانية :متى يكو فصل الوتر أفضل من وصله؟
71 . . . . . . . املسألة الرابعة :ما احلكم إذا وصل الوتر وجل س يف غري الرذعتني األخريتني؟
73 . . . . . . . . . املسألة اخلامسة :حكم وصل الوتر سواء ختم وتره بتشهد أو بتشهدين
77 . . . . . . . . . . املسألة السابعة :ما حكم صالة الوتر إ فعلت موصولة بتشهدين؟
78 . . . . . . . . املسألة الثامنة :التكبري يف صالة الوتر أيام عيد األضحى وأيام التشريق.
74 . . . . املسألة التاسعة :أيهما أفضل أ يصلي الوتر مفصوالً بدو مجاعة أم موصوالً امماعة؟
املسألة العاشرة :أيهما أفضل وصل الثالثة أم رذعة فردة؟ 74 . . . . . . . . . . . . .
43 . . . . . . . . . . . . . املسألة األوىل :لو أوتر ثم أراد صالة أخرى ،فما احلكم؟
41 . . . . . . . . . . . املسالة الثانية :هل صالة التهجد أوذد من رذعيت الفجر أم ال؟
47 . . . . . . . . . املسألة الثالثة :هل يسن بعد الوتر أ يصلي رذعتني قاعداً أم ال يسن؟
011 . . . . . املسألة الرابعة :إذا تعارض اجلماعة يف أول الليل ،أو االنفراد يف آخره ..ماذا يقدم؟
()219
010 . . . . . . . . . . . . . . . . املسألة اخلامسة :ما هو أفضل وقت للتهجد؟
013 . . . . . . . املسألة السادسة :أيهما أفضل ذثرة العدد يف أول الوقت أم قلته يف آخر الليل؟
013 . . . . . املسألة السابعة :اجلمع بني األحاديث املتعارضة يف األفضل للوتر أول الليل أم آخره.
001 . . . . . . . املسألة الثالثة :لو أوتر بأذثر من ثالث ..ماذا يقرأ فيما قبل الثالث األخرية؟
003 . . املسألة اخلامسة :لو صلى أربعاً ـ مثالً ـ بتشهدين ..فهل تستحب قراءة سورة بعد التشهد األول؟
املسألة السادسة :من نسي قراءة سورة من السور الواردة يف الوتر ،ومن ترك سورة ﴿األَعْلَى﴾ و ﴿ا ْلكَافِرُو ﴾
001 . . . . . . . . . . . . . . . . . . يف حملهما ،فهل يقرؤها يف الثانية؟
املسألة السابعة :من اقتدى بإمام يف ثانية الوتر ،فهل يقرأ إذا قام لثانيته سورة ﴿األَعْلَى﴾ أو ﴿ا ْلكَافِرُو ﴾
008 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أو غريهما؟
املسألة األوىل :ما حكم الصالة يف حالة قدوة املؤ دي بالقاضي أو املفرتض باملتنفل؟ 013 . . . . . .
011 . . . . . . . . . . . . املسألة الثانية :هل جيد أجر اجلماعة يف هله احلاالت ؟
011 . . . . . . . . . . املسألة الثالثة :إ فاته وتر رمضا ..فهل له قضاؤها مجاعة؟
()221
017 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الفرع األول :تعريف القنوت.
038 . . . . . . . . . . . . التنبيه الثاني :يندب القنوت يف آخر وتره بثالث أو أذثر،
املسألة األوىل :يف الدعاء الوارد عن النيب والدعاء الوارد عن سيدنا عمر بن اخلطاب
034 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
املسألة الثانية :هل للقنوت يف الوتر زمن معني؟ وهل يرتتب على اخلالف شيء؟ 031 . . . . . . .
املسألة الثالثة :ماذا يفعل اإلمام أو املنفرد لو ترك القنوت ساهياً033 . . . . . . . . . . .
املسألة الرابعة :ماذا يفعل اإلمام أو املنفرد لو ترك القنوت عامداً033 . . . . . . . . . . .
033 . . . . . . . . . . . املسألة اخلامسة :إذا ترك اإلمام أو املنفرد القنوت ثم تلذر:
031 . . . . . . . . . . . املسألة السادسة :إ ترك اإلمامُ القنوت ..ماذا يفعل املأموم؟
031 . . . . . . . . . . . . املسألة السابعة :إ سجد املأموم مع اإلمام ثم عاد للقنوت:
037 . . . . . . . . . املسألة الثامنة :إذا ترك املأموم القنوت ساهياً أو عامداً وفعله اإلمام:
037 . . . . . . . . . . . . املسألة التاسعة :إ قضى وتر رمضا بعد خروج رمضا .
()221
املسألة العاشرة :حمل القنوت يف صالة الوتر037 . . . . . . . . . . . . . . . . .
034 . . . . . . . . . . . . املسألة احلادية عشرة :القنوت قبل ذذر االعتدال أم بعده؟
املسألة الرابعة عشرة :إذا قدم رذعة الوتر ثم أراد إذماله ..فهل يقنت؟ 011 . . . . . . . . .
املسألة اخلامسة عشرة :حكم الصالة على النيب بعد القنوت011 . . . . . . .
013 . . . . . . . . املسألة السادسة عشرة :حكم اإلتيا بالسالم واآلل والصحب يف القنوت.
011 . . . املسألة السابعة عشرة :هل يتعني يف القنوت الدعاء الوارد عن النيب ؟
املسألة الثامنة عشرة :إ مل يتعني يف القنوت الدعاء الوارد ..فبأي دعاء حيصل أصل السنة؟ 011 . . .
املسألة التاسعة عشرة :ما حكم القنوت بآية من القرآ ؟ 011 . . . . . . . . . . . . .
011 . . . . . . املسألة الثانية والعشرو :ذيفية رفع اليدين عند قوله( :وقين شر ما قضيت)؟
010 . . . . . . . املسألة الثالثة والعشرو :حكم مسح الوجه أو غريه بعد الدعاء يف القنوت.
011 . . . . . . . . . . . . . . املسألة الرابعة والعشرو :ما حكم مسح غري الوجه؟
017 . . . . . املسألة الثامنة والعشرو :حكم التأمني يف الصالة على النيب .
()222
081 . . . . . . . . . . . . . . املسألة الثانية :هل تسن إعادة الوتر يف رمضا ؟
املسألة الثالثة :ما حكم لو صلى بعض الوتر ومل خيتمها برذعة ثم أراد صالة أخرى ثم أراد أ يكمل الباقي من
صالة الوتر؟ 080 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
املسألة السادسة :أيهما أفضل صالة الوتر أم سنة الفجر؟ 081 . . . . . . . . . . . . .
041 . . . . . املسألة الثامنة :هل النداء امللذور بدل عن األذا واإلقامة أو بدل عن اإلقامة فقط؟
110 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
107 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
()223
)224(