Professional Documents
Culture Documents
النشاط الزراعي بقبيلة البرانس PDF
النشاط الزراعي بقبيلة البرانس PDF
المجال ...واالنسان
ينحصر المجال البرنوسي من األرض الخصبة والصالحة للزراعة في مساحة ضيقة ،ففي المقدمة ،هناك الجبال واألحراش والغابات ،ثم الهضاب
التي كان على السكان تطويعها ،وجعلها قابلة للحرث ،بإخضاعها لعملية أولية إلزالة األحجار والدوم وكل نباتات البرية ،مثل الكندول والسدرة
...أما "السهول" فضيقة جدا ،وال توجد إال على شكل أشرطة ساحلية قرب المجاري الموسمية للماء.
هدا المجال الضيق ال يمكن أن يساير التكاثر المضطرد للسكان ،ما جعل العديد من العائالت تهاجر في فترات متفرقة من ربعي أوربة وبني بوعال،
وحتى من قبيلتي مرنيسة وصنهاجة والريف إلى ربعي بني فقوص والطايفة على الخصوص .وسيعمل هؤالء المهاجرون على تطويع األرض
الجديدة المكونة من الغابات واألحراش ،كي تكون صالحة للزراعة وغرس األشجار .وهنا يحضر نموذج فرقة اوالد جرو الممتدة من جوار باب
المروج الى قبيلة مكناسة الشرقية/سبت بوقالل التي استقبلت
العديد من العائالت في وقت سابق يناهز قرنين من الزمن.
عدا عن مختلف األشجار المثمرة وتربية الماشية والدواجن،
نجد النشاط الزراعي يركز على الحبوب والقطاني (شعير ،قمح،
ذرة ،فول ،عدس ،حمص ،كرسانا)ونادرا ما تكون األرض
محفظة ،لكن نجد الملكية وبشكل كبير موثقة برسوم عدلية تعود
الى الجد األول أو الثاني ...تقتسم بين الورثة كعائلة وليس
كأفراد ،كل عائلة وريثة تأخذ نصيبها في كل البقع األرضية مما
عرض األرض إلى بداية مسلسل التفتيت.
كان هذا الشكل من القسمة سائدا قبل أن تنقرض العائلة الموسعة
وتحل محلها األسرة النووية .وهناك شكل آخر يسمى قسمة
الخبزة ،أي أن كل وريث يحرث قطعا أرضية بكاملها تناسب
نصيب الوريث اآلخر ،مما يخفف من عملية التفتيت .لكن نادرا ما
يلجأ الورثة إلى توثيق هده القسمة.
في هده الدراسة ،ومن خالل محاور :اإلعداد للحرث وجريان
1
العملية ...سيتم التركيز على الجانب التوثيقي ،نظرا لما حصل في طقوس الحرث وأدواتها من انقراض لفائدة نمط جديد من الممارسة تتميز بحلول
المحراث الحديدي والجرار محل المحراث الخشبي.لذا من األهمية بمكان توثيق كل مظاهر عملية الحرث ،من أدوات ،وأسماء ،وطقوس.
*( المحراث 1يعود الى مرحلة أمازيغ ما قبل الرومان بشمال افريقيا ،المحراث 2يعود الى المرحلة الرومانية ،المحراث 3ال زال صامدا الى اليوم
أما الصورة 4فهي من منطقة باب المروج بالبرانس خالل العقد الثاني من القرن .)22
ظلت الملكية الجماعية لألرض هي السمة الغالب ة وتقتسم بين أفراد األسرة والعائلة ،وأحيانا تؤدي الخالفات إلى صراعات دامية عند بداية موسم
الحرث.ولتفادي هده االزمة يتدخل الوجهاء والشرفاء وشيخ الفالّحة في النزاعات العادية بين المالكين من قبيل رسم الحدود ،إتالف المزروعات
من طرف الدواب وحق المرور ...
تقاس األرض بالخ ّدام ،ويفصل بين القطع والملكيات بعالمات ثابتة ،عادة ما تكون نبات البرواك ،ألنه دائم ويتجدد باستمرار مع أولى األمطار في
الخريف.
هناك مهن وحرف مرتبطة بالفالحة ،من حرث وحصاد ودرس وتشذيب األشجار أبرزها الحدادة لصناعة :الفأس ،سكة الحرث ،منجل الحصاد،
حدوات (الصفايح) البغال والحمير ،القادوم والمقدة ...وكذلك النجارة لصناعة المحراث ،المذراة الخشبية...
إلى حدود أوائل سبعينيات القرن الماضي ظلت الدولة تقدم دعما ال بأس به للفالحين بالبرانس ،في سياق السياسة االجتماعية لحكومات بداية
االستقالل (خاصة حكومة عبد هللا إبراهيم) ،بتوفير البذور واألسمدة في بداية موسم الحرث ،على أساس استخالص ثمنها في الصيف الموالى بعد
جمع المحاصيل .وأحيانا كانت تلك الديون تلغى.
-4فتل الحبال للحرث :تكون مناسبة للتعاون والترفيه ،ويشترك فيها األقارب والجيران واألصدقاء بعد أن يكون الشخص قد هيأ الدوم من
أزالكاون -كمية من الدوم مربوطة بحبل بطريقة ال تخلو من إبداع-التي جفت فوق السطح خالل الصيف .ولكي يكون الدوم متينا ،يجب أن يقلع بعد
شهر غشت (بالغ).
-0صنع المحراث :يتطلب األمر وجود شخص مختص( ْمعلّم) له خبرة في الحرث وفي النجارة وهندسة التوازن.
3
الس ّكة والفأس :قبل موعد الحرث ،يتفقد الفالح االدوات الحديدية كي يحملها إلى ل ْمعلّ ْم /الحداد ،إما في مشغله بالدوار نفسه،أو إلى
-6ت ْهنادْ ّ
السوق األسبوعي ،وهي حرفة الزمت منذ القديم النشاط الفالحي وغيره .وجعل الفأس والسكة حادتين يسهل عملية الحرث والتفواس ويقلص من
الجهد المبذول من طرف "الزوج" والفالح ،وبالتالي االقتصاد في الجهد والوقت .
-7ت ْغيار ال ْبغال والفرس :يصطحب الفالح الدابة الى الحداد بهدف تغيير صفائح حوافرها كي تكون جاهزة للحرث .لكن العملية لم تكن تشمل
الكثير من الحمير وقد يكون السبب هو قلة االمكانيات عند البعض ،فضال عن الحجم الصغير لحوافرها.
س ّكة ،الم ْكتر ،الودْ ناين ،الدّ ير ،ال ْبريدْ عة ، -8مكونات المحراث الخشبي :ال ْنعالة ،ال ّت ّمون ،الج ّباد ،تا ْف ُروت ،ال ْف ُطولي ،ال ْ
شبابة ،ال ّتابع ،ال ّ
اي ،الخ ْ
شبة .وهي مواد مصنوع بعضها من الجلد وبعضها من الخشب واآلخر من شب ْ الرد ،ال ّط ْ
ارفة ،زاكل ُو ،أ ْ أ ْسغانس ،الع ّناقْ ،
الجاليلْ ،حبل ّ
الحديد ثم الدوم.
المحراث البريدعة
4
-الع ّناق وهو مشتق من كلمة العنق ومفادها وجود أداة عبارة عن حبل طرفه األول به قطعة من عود شكلها نصف دائري تلتف حول
عنقه والطرف االخر مربوط برأسي الدابتين .
الجاللة :هي حبل صغير مربوط بحبل الرد وذيل الدابتين .تساعد الجاللة الفالح على التحكم في قيادة الدواب عبر التحكم في حبل الرد
ْ -
كي ال يسقط على االرض ...
-9البدّ ارة :قفة مستطيلة الشكل مصنوعة من ضفيرة الدوم ،توضع بها حصة من الزريعة (البذور) ،تعلق بحبل على كتف الفالح الذي يزرع
بانتظام حسب ما تتطلبه المساحة األرضية مع احترام الحدود .وغالبا ما يقوم بهده العملية شخص ذو خبرة.
-15بوف ْنشيل :عبارة عن قطعة حديد مقوسة من األعلى بزاوية قائمة ،مثبتة في طرف عصا ،وفي الطرف اآلخر من العصا حبل ،يسمى
سيوطة (من السوط) .ويستعمل بوفنشيل في تنظيف ما علق من تراب وأعشاب بالجانب السفلي للمحراث الملتصق باألرض أي السكة
ل ْم ْ
واألذنين ...بينما يستعمل الحبل للهش على الزوج وتوجيهها.
من بين العادات اإليجابية التي ال زالت قائمة ،نجد السكان المجاورين لألرض يتكلفون بإطعام الفالح طوال الفترة التي يقضيها هناك.وكرد فعل
ايجابي على هذا الكرم يسمح لألقرب برعي مواشيه فيها ولم ال حرثها في الموسم الالحق ببذور القطاني .في بعض األحيان التي تكون فيها العالقة
غير سليمة نجد صاحب االرض يكلف شخصا اخر باستغاللها في الرعي أوالحرث أو هما معا وهو ما يعتبر إعالن حرب مفتوحة على جار األرض
التي يعتبرها مجاال حيويا له.دخول البراني/األجنبي الى هذا المجال هو بمثابة اعتداء على الشرف وبالتالي تكون تداعياته خطيرة قد تصل الى
القتل في حال عدم تدخل ذوي النيات الحسنة من جماعة الدوار او الشرفاء.
- 7حبال ّ
الز ّريعة :لضبط كمية الحبوب المزروعة يقوم الفالح بفتل حبال
بحسب عدد أنواع الحبوب ويعلقها في خزانة األواني المنزلية أي المرفع،
وكلما زرع كمية معينة ،يعقد ما يناسبها من العقد بالحبل المخصص لها
– مد يساوي عقدة -وبهذه الطريقة ،يتوفر على سجل طوال موسم الحرث
يستغله في المقارنة بين ما زرعه وبين المحصول بعد الدرس خالل فصل الصيف.
7
اساطير وحكايات:ضبط المجتمع
ارتبطت بالنشاط الفالحي قصص وحكايات وأساطير تعكس تصور اإلنسان للعالقة مع األرض والطبيعية ،من جملتها أن دعوة الفالح ،وهو عرقان-
العرق -من الجهد ،تكون مستجابة ،وأن الغش واالحتيال تكون له عواقب وخيمة على صاحبه.فكثيرا ما كان يلجأ الشخص الذي يعتبر نفسه
مظلوما بفعل اعتداء ما على حديقته أو اشجاره مثال الى الفالّحة أي الناشطين في الفالحة كي يرفعوا معروف أو دعوة النص ...إنها الدعوة التي
يهابها الجميع وقد كانت إلى وقت قريب الية فعالة في ضبط السلوكات وتنظيم المجتمع المحلي والحد من االعتداءات والنزاعات .
كانت القُوب ْع (القبرة) تسكن أسفل جرف صخري (صف) ،وتمارس الفالحة إلعالة أسرتها .مرت سنون على تلك الحال ،وهي في غاية السعادة،
أوهم الذئب ضحيته القوبع أن الجرف على وشط السقوط ،وفي ذلك هالك لها ولفراخها .قررت الرحيل لكنه زعم أنها لن تجد أرضا خصبة وآمنة
في مكان آخر .ما العمل إذن ؟إقترح عليها أن يتولى إسناد الجرف كي ال يقع بينما تستمر هي في الفالحة ،وفي الصيف يقتسمان المحصول.تظل
القوبع تعمل وتكد ،والذئب نائم أسفل الجرف ،يهضم ما اصطاده من طرائد خالل الليل.في الصيف ،يأخذ الذئب القسم األكبر من المحصول ،وال
يترك للقوبع إلى ُك ْرفة -ما تبقى في النادر/البيدر بعد عملية خزن الحبوب -
لما ضاقت درعا بهذا الوضع ،اشتكت أمرها إلى السلوقي ،فاتفقا على خطة ،وقال لها "موعدنا في النادر".
كالعادة ،أخذ الذئب لنفسه ما أراد ،فطلبت منه القوبع أن يقسم بما تحت القفة بأن تلك القسمة عادلة .بكثير من الثقة في النفس واجهها الذئب
هاذ القُ ّفة؟ وقذفها بقائمته.
شنا ماشي ْي ُكونْ ت ْحت ْ ْ
قائال :ا ْ
لما رأى السلوقي تحتها انطلق هاربا ،فلحق به إلى أن أمسكه وفتك به ،وتحررت القوبع من االستغالل.
مغزى القصة :الغش مرفوض ،والغشاش منبوذ ،ومصيره الهالك.
هي أسطورة فعال لكنها غالبا ما تنتج أثرها في الواقع اليومي لحياة الناس .فمالك األرض الذي يشغل الخماس طوال السنة والمقاطع خالل فترة
الحصاد والدراس قد يجد نفسه وبشكل تلقائي مضطرا الحترام بنود االتفاق الشفوي الذي يربطه باآلخرين.
القرن الماضي .كان هناك فريقان غير متكافئين من حيث العدد .فرقة بني افتح البالغ عددها عشرة اشخاص بقيادة الشيخ عالل ددريس
و(فرقة) مكونة من شخص واحد فقط اي الشيخ امحمد الرهيف الوربي .كان على هذا األخير وفي غياب سطره/مجموعته الخاصة أن يصد كل
هجمات مجموعة بني افتح.
:في زرعة/قصيدة عالل الهجومية ينشد:
...
ُكلْ ها ْودي أ ْيسلّ ْم ْعلى جيرانو
ماضينْ ْسنانو
ْ الهرنان
8
آااال ْبناتْ ز ْغ ْرتو ْ
باش الليلة د ْزيا ْنلو
وحلينْ ْيقُ ْتلو ْ
آاالطليبة ع ْينا ْك ُك ْ
ومرينْ ْيه ْبلو
ف ُح ْ ْوداك ال ْ
شناي ْ
ْحبيبكْ كي د ْعمعلو
خ ّر ْج ْ
الكال ْم منْ فا ْك و ْيجيني ْحلو
اصب ْرلو
ير ْ
الرهيف،هاد ال ْحرش غ ْ
امزاوك ْ
أنا ْ
كارواتْ ن ْزلو
ْأوليدي أل ْحبيب ال ُب ّد ْ
وب ْحرا ْنش ّب ْط ا ْل ْبق ْر ْفزاكلو
إلى أن يقول:
الرهيف واجدْ ْعلي ُك ْم
ْ
شبا ُك ْم وحدة ما د ْ
حتى ْ
راها العين أدهْ ُر ْب ُز ّولْ لي ْل ُك ْم
آاالرهيف ،أنا طاي ْع وا ْمس ّل ْم ل ْك
وم ْعلو ْم جيتْ لع ْندكْ
وبني ا ْفت ْح وعالل جاتْ دْ ْ
عاونكْ
باز ل ْك أدْ كابلْ ا ْلبْالدْ ُب ْ
وحد ْك ألرهيف. ْ
في هذه الزرعة/القصيدة الطويلة وكما هو معروف عن الشيخ عالل شاعر الغزل بامتياز،الدبلوماسي اللبق والتاجر السابق في األثواب باألسواق
يحاول اقتحام قبيلة اوربة /المجال الخاص للشيخ الرهيف عبر توظيف االليات التالية:
-دعوة النساء الحاضرات في العرس لتشجيع الشيخ عبدالقادر الهرنان الفرايجي المسالم والمتميز بالصوت القوي والجميل وذلك عبر إطالق
الزغاريد كلما زرع /نظم قصيدة.
-استعطاف الشيخ الرهيف كي ال يواصل مواجهته للشيخ الحرش المختص في الم ْعيور /اللّ ّخ ْ
يخ اي الهجاء الذي قد يصل الى ما ال تحمد عقباه :
ت ْخ ْ
سار العرس اي نهاية الحفل الذي قد تحدث فيه أعمال عنف...
-اإلعالن عن الطاعة واالستسالم للشيخ الرهيف خاصة وأن فرقة بني افتح ضيفة بالكوزات بقبيلة اوربة التي استضافت في السابق إدريس األول
وال زال فرعها بالبرانس يحيي هذه الذكرى كل سنة في موسم يعرف حاليا باسم الب ّر ّية شمال تازة.
-اللجوء الى االستعارة كأسلوب أدبي متميز في اإلبداع كي يتمكن من غزو العقول والقلوب والمشاعر:
كارواتْ ن ْزلو
ْأوليدي أل ْحبيب ال ُب ّد ْ
وب ْحرا ْنش ّب ْط ا ْل ْبق ْر ْفزاكلو
...
وبني ا ْفت ْح وعالل جاتْ دْ ْ
عاونكْ
بازل ْك أدْ كابلْ ا ْلبْالدْ ُب ْ
وحدكْ ْ
عالل ددريس الفنان والتاجر فالح كذلك وعلى علم بتفاصيل عملية الحرث وأدواتها – ْ
الروى اي المطر،ال ْن ُزولْ اي بداية الحرث،البقر ،زاكلو...
ولهذا يستعين بها كي يواصل غزو/حرث أرض الكوزات في أمان.
-النزول أي البداية في الحرث تتطلب نسبة معينة من األمطار /األرض مروية.
-استعمال زوج البقر في عملية الحرث افضل من زوج البغال لكون االولى لها أظالف منقسمة الى شقين وتسهل تمسك الثور والبقرة باألرض رغم
صعوبات التضاريس عكس البغال التي ال تقاوم مما يؤثر سلبيا على سير عملية الحرث.
-حرث األرض ذات المساحات الكبيرة أو تأمين حدودها من طرف شخص واحد شبه مستحيل مما يفرض عليه االستعانة بالغير .هنا يتدخل -
9
الشيخ عالل كي يقدم خدماته على رأس فرقة بني افتح مستغربا /متعجبا كيف يستطيع الشيخ الرهيف القيام بذلك لوحده !
الرهيف واجد ْعلي ُكم" ،في قول عالل جاءت في سياق "حراسة النساء" ضد األغراب
شوا ْعلى خاط ْر ُك ْم ،راه ْ
وحدكْ " "،عي ُ "ب ْ
از لكْ أدْ كابل ال ْبالد ُب ْ
والدخالء ،وليس األرض.
رد الشيخ الرهيف في الحين لم يخل من االستعانة بكلمات استقاها من قاموس الفالحة والحرب ليوظفها في الزجل البرنوسي .يرفض إشراك بني
افتح في حرث األرض ويشهر المقاومة المسلحة وترسانتها العصرية للدفاع عن العرض والشرف قائال؟؟؟ :
أوليدي أعالل بالمعنى هْ ض ْرت ْعر ْفتك
أوليدي أعالل راني عارف شاينْ ْفبالكْ
باش ْنش ْرك ْك وقيال أنت ْ
اطم ْعت ْ
خاي الهرنان خ ّليني أو ّدي
ا ْ
جيتْ ْنكاف ْح ْعلى أرضي
ب ْعد ْنموت فالبارود غير ُب ْ
وحدي
باش ْنرا ْندي
ض ّنشاي ْ
هادي ال ا ّ
وانا البارود منْ س ْعدي
ْوخلّيني ْنزيد ْبي ّدي
وفاينْ را ْك الحاج أك ْبدي
ز ّولي الدّ ور منْ ي ّدي
ق ْبل ال ْنموتْ أب ْردي
والمدفع ماشي ع ْندي
ْودابا دْ صي ْبتكْ منْ س ْعدي
أجي فاينْ راك أل ْمك ْحال لي س ْعدي
و ْك أدْ س ْمعو بالرهيف بوا ْندي
أجي ألم ْرشومة ْبحال الف ْردي
ُوخ ا ْنب ْرمكْ ف يدّي
د ْ
واردي
ب ْحرا دْ ع ْرفو بالرهيف ْب ْ
ضو -وال مجال للكالم فيهما.
وعلى عرا ُ
ضو ْ الراجلْ أ ْي ُموتْ ْعلى ْ
أر ُ العرض/الشرف واألرض مجاالن متالزمين في ثقافة المجتمعات التقليدية – ّ
يتجاوز الكالم هنا االرض كشيء ملموس ليأخذ البعد االخر اي نساء قبيلة أوربة .ولهذا ال مجال لتلبية رغبة الشيخ عالل وفرقته في ولوج
المناطق المحرمة والخاصة واستباحة النساء والشرف .وإن اقتضى األمر من الشيخ الرهيف حارس المقدسات اللجوء الى أحدث األسلحة التي
الزالت قبيلة البرانس تتذكرها ايام المقاومة ضد االستعمار الفرنسي :البارود،الفردي،المدفع ،نراندي ،بواردي...
ومرة أخرى يحاول عالل تثبيت نهجه الهجومي الغزلي معلنا عن قرب سقوط قلعة الشرف أي ال ّد ْمنة قائال:
و ْلد عبدهللا فاألل ُوفاتْ أي ْغ ُر ْم
للرجال ْمس ّل ْم
أنا طاي ْع ْ
بني افت ْح وو ْربة جينا ل ْع ْند ْم
ع ْندي شي ْكال ْم ْمن ّظ ْم
س ْم
أنت م ْسق ّية بال ّ
باهلل يا دْ ع ّطتو ْعليه ْم ال ْخدم
ااالحاج ُمو ُحو كابلْ هاذ ْبناد ْم
10
احنا ْقرابين للدّ ْمنة ْفت ْنقالْ ْ
الرج ْم ر ْ
وج الح ْولة المكونة من البغل والثور في حرث االرض كيفما كانت تضاريسها : ولمواجهة جرأة عالل يوظف الرهيف الجانب اإليجابي ّ
للز ْ
ش ْ
يخ المشكور أيا ال ّ
قور
ُب ْحديتي ْوراني م ْح ْ
ْوق ْلبي ْقبالة م ْع ْ
قور
خلّيني نكرنْ ال ْبغلْ ْمع أل ّت ْ
ور
ور ب ْحرا م ْنخلّ ْ
شاي ف ْبالدي ال ُب ْ
قلّكْ ياخاي الهرنان
ن ْرب ْط ال ْبغلْ وال ّت ْ
ور
ْون ْحرتْ ْحتى ا ْلدْ ُيور
ّور
ونصيبي هاد الد ْ
اطية خلّ ْيوها ْ
للطرا ْك ْ
طور وال ْمو ْ
لم تكن عملية الحرث قبل عقود خلت بطقوسها وأدواتها مجرد عمل روتيني سنوي هدفه االنتاج المادي وإشباع حاجيات فيزيولوجية فقط بل
شكلت كال متكامال في حياة الناس الواقعية والمعنوية والفنية.
---------------------------------------------
* الصورة 1و : 2انظر كتاب كابك لر كامبس :أصول بالد البرابر ،ماسينيسا أو بداية التاريخ .تعريب العربي عقون .منشورات المجلس االعلى
للغة العربية .الجزائر .ص 109:و .112
11