You are on page 1of 15

‫تخزيــن الحبـوب ببالد املغرب خالل العصر الوسيط‬

‫‪ ‬د‪ .‬م ــوس ى هـ ـ ــواري‬


‫قسم التاريخ كلية العلوم إلانسانية‬
‫جامعة الجزائر ‪ -2-‬أبو القاسم سعد‬
‫هللا‬

‫املخلص ‪:‬‬

‫يتناول هذا املقال عملية تخزين الحبوب في بالد املغرب خالل العصر الوسيط‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُوي َبين َّ‬
‫أن هذه العملية كانت تمارس من قبل ألافراد وحتى الدول التي تعاقبت على‬ ‫ِّ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حكم الـمنطقة‪ ،‬ثم يتعرض ألسباب اللجوء إلى التخزين‪ ،‬ويعالج بعد ذلك الطرق‬
‫أنواٍ‬ ‫ُ َّ‬
‫التي كانت تتم بها العملية‪ ،‬وهي تقسُم بحسب أماكن وضع الحبوب إلى ثالثة ؛‬
‫سمى "املطامير"(جمع مطمورة)‪ ،‬وهذا َّ‬
‫النوٍ هو‬ ‫ألاول تخزينها في ُح َفر بباطن ألارض ت َّ‬
‫؛‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫كبيرة‪ ،‬لفترات‬
‫؛‬ ‫كميات‬
‫؛‬ ‫ألاكثر انتشارا‪ ،‬لصعوبة اكتشافه‪ ،‬كما أنه يم ِّكن من حفظ‬
‫ً‬
‫صيصا لهذا الغرض ُوت َّ‬ ‫ُ‬
‫سمى ُب ُيوت ألاهراء‪،‬‬ ‫بيوت تبنى ِّخ‬
‫طويلة‪ ،‬والثاني تخزينـها في ؛‬
‫ُ‬ ‫ويتركز هذا النوٍ في املغرب ألاقص ى أكثر من غيره‪ ،‬أما َّ‬
‫النوٍ الثالث فهو خزن ــها في بعض‬
‫َ ُ ُ‬
‫سه ُل نقلها وتغيير مكانها باستمر ؛ار‪.‬‬ ‫ألاواني بحيث ي‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الحبوب‪ ،‬تخزين‪ ،‬القمح‪ ،‬املغرب‪ ،‬مطمورة‪ ،‬ألاهراء ‪.‬‬

‫‪Article Summary:‬‬

‫‪This article examines grain storage process in the Maghreb‬‬


‫‪during the medieval period، it shows that this process was practiced by‬‬
‫‪individuals and even nations that came to rule the area، and then‬‬
‫‪exposed the reasons for resorting to storage، and handling after the‬‬
‫‪storage methods that were carried out and which are divided into‬‬
‫‪three types; the first storage method is to bury the grain in holes‬‬
‫‪called "Matmurah"، this type is the most widespread because it is‬‬
‫‪difficult to be found and it can store large amounts of grain for long‬‬
‫‪periods، the second method is to store in houses specially built for‬‬
‫‪this purpose called the barns houses، this type is mostly‬‬
‫‪concentrated in Morocco، the third and last type of grain storage is‬‬
‫‪the use of pots which are easily transported.‬‬
‫‪key words : Grain، Storage، wheat، Maghreb، buried، barns.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫خاصة‪ ،‬في العصر الوسيط‬ ‫؛‬ ‫بصفة‬


‫؛‬ ‫عامة والحبوب‬ ‫بصفة ؛‬ ‫؛‬ ‫انتشر تخزين الغذاء‬
‫َّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫بمختلف نواحي بالد املغرب كغيرها من مناطق العالم إلاسالمي ‪ ،‬وهذا ألن الـمنطقة‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مسك أخرى‪ ،‬مما جعل إنتاج‬ ‫تعرف تذبذبا مناخيا تجود فيه السماء أعواما‪ ،‬وت ِّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الغذاء متذبذبا هو آلاخر‪ ،‬إذ َيكثر محصول الحبوب في بعض ألاعوام لدرجة َّأن أصحابه‬
‫سنوات أخرى حتى ال َيكون هناك حصاد(‪ ،)3‬وقد‬ ‫؛‬ ‫ال َيجدون أين يجعلونه(‪ ،)2‬بينما ُّ‬
‫يقل في‬ ‫ِّ‬
‫َ َ ُ َّ َ‬
‫َع َّبر ابن خلدون عن التغير في كمية إلانتاج بتغير السنوات بقوله‪...":‬وليس صالح الزرٍ وثمرته‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬ ‫ُ َْ‬
‫واحدة‪ ،‬فطبيعة العالم في كثرة ألامطار و ِّقل ِّتها مختلفة‪،‬‬ ‫؛‬ ‫وتيرة‬
‫مر الوجود‪ ،‬وال على ؛‬ ‫ِّبم ْست ِّ‬
‫والضرٍ‪ ،‬على ِّنسبته"(‪ ،)4‬والحل‬ ‫والزرٍ‪ ،‬والثمار‪َّ ،‬‬ ‫قل َوي ْك ُثر‪َّ ،‬‬ ‫ف‪َ ،‬وي ُّ‬ ‫َ َ ْ َى َ ْ ُ ُ‬
‫واملطر يقو ويضع‬
‫ِّ‬
‫الوحيد الذي يضمن للناس البقاء في السنين العجاف ‪-‬حسب نفس املؤلف‪ -‬هو تخزين‬ ‫َّ‬
‫وقع َّ‬ ‫َ ُ َ َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الناس للمجاعات‪،‬‬ ‫سميه الاحتكار‪.." ،‬فإذا ف ِّقد الاحتكار عظم ت‬ ‫الطعام‪ ،‬والذي ي ِّ‬
‫ً‬
‫اص ِّة فهلكوا‪ ،‬وكان بعض السنوات الاحتكار مفقودا‬ ‫ص َ‬ ‫وع َجز عنه ُأولو َّ‬
‫الخ َ‬ ‫الزرٍ‪َ ،‬‬ ‫َف َغ َال َّ‬
‫الج ُ‬
‫اس ُ‬ ‫فشم َل َّ‬
‫الن َ‬ ‫َ‬
‫وٍ"(‪.)5‬‬ ‫ِّ‬

‫لكن التذبذب املناخي لم يكن السبب الوحيد لخزن الحبوب ببالد املغرب‪،‬‬ ‫َّ‬
‫فهناك أسباب أخرى منها الاستعداد ألوقات الحروب‪ ،‬والاحتياط للفتن التي كانت‬
‫َّ‬
‫تتسبب في توقف الحياة‬ ‫حين آلخر(‪ ،)6‬فاالضطرابات السياسية‬ ‫تعرفها املنطقة من ؛‬
‫َّ‬
‫الاقتصادية‪ ،‬بما فيها الزراعة بسبب حالة الالأمن التي تنتج عنها(‪ ،)7‬حيث يقبض‬
‫َْ‬ ‫َّ‬
‫الفلح (الزراعة) بسبب ما يقع من العدوان والفتن وكثرة‬ ‫الناس أيديهم عن‬
‫َ‬
‫الزرٍ ال ُـمخ َّزن هو املصدر الوحيد للعيش‪.‬‬
‫الخوارج(‪ ،)8‬ويصبح َّ‬

‫ويعد التخزين من أوجه الاستعداد للحروب‪ ،‬وقد كانت رباطات الجهاد‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫املنتشرة عبر سواحل املغرب ت َج َه ُز بمخازن الحبوب مثلما هو الحال مع رباط‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫"املنستير الذي ش ِّي َد في حدود سنة(‪181‬هـ‪796 /‬م)‪ ،‬والذي كانت مخازنه مملوءة‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قمحا وشعيرا(‪ ،)9‬لكن هذه املخازن ُح ِّولت عن هدفها ألاصلي الذي أنشئت ألجله‬
‫وصارت مخازن لبعض التجار‪ ،‬فأفتى إلامام املازري(ت‪536.‬هـ‪1141 /‬م) بعدم جواز‬
‫ذلك َّ‬
‫ألن هذه املخازن إنما ُح ِّبست على املرابطين(‪.)11‬‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫ومن أسباب اللجوء إلى التخزين أيضا الخوف على الغذاء من نهب اللصوص‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫حتى من مصادرة السلطة إذا كانت جائرة(‪ ،)11‬مثلما حدث مع أهل مدينة فاس باملغرب‬
‫ألاقص ى‪ ،‬عندما سيطر عليها الـمغراويون الزناتيون في منتصف القرن الخامس‬
‫ً‬
‫أعمالها‪ ،‬خاصة أيام حكم‬ ‫ِّ‬ ‫الهجري(‪11‬م)‪ ،‬حيث انعدمت ألاقوات في الـمدينة وفي‬
‫"الفتوح بن دوناس" (ت‪457.‬هـ‪1165/‬م) وابن عمه "معنصر" (ت‪461.‬هـ‪1168 /‬م)‬
‫املسمى "تميم" (ت‪461.‬هـ‪1169/‬م) وقد وصف ابن أبي َز ْر ؛ٍ هذه ألايام‬‫َّ‬ ‫وأيام ولد معنصر‬
‫َّ‬
‫فقال‪ ...":‬فكان رؤساء "مغراوة" و"بني يفرن" يدخلون على الناس فيأخذون ما يجدون‬
‫فيها من الطعام ‪ .. ...‬وفي أيام جورهم اشتد الجوٍ باملغرب‪ ،‬فاتخذ أهل فاس املطامير‬
‫في بيوتهم وديارهم للخزن والطحن والطبيخ لئال يسمعوا دوي الرحا"(‪.)12‬‬
‫ً‬
‫محصورا على ألافراد‪ ،‬فمعظم ُّ‬
‫الدول‬ ‫ولم يكن خزن الحبوب ببالد املغرب‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫املتعاقبة على ُحكم املنطقة اتخذت مخازن تد ِّخر فيها الزرٍ ألوقات الحاجة‪ ،‬وأولها‬
‫الدولة الرستمية‪ ،‬التي اتخذ مؤسسها ألامير عبد الرحمن بن رستم(ت‪171.‬هـ‪787/‬م)‪،‬‬
‫أهر ًاء للطعام كان يأمر بإحصاء ما فيها إذا حان وقت الصدقات(‪ ،)13‬ويذكر ابن‬
‫الرستمي أبا اليقظان محمد بن أفلح (ت‪281.‬هـ‪894/‬م) كان‬ ‫الصغير املالكي‪َّ ،‬أن ألامير ُّ‬
‫الدواب في بيت املال(‪ِّ ،)14‬م َّما يوحي بأنه اتخذ مخازن للعلف والحبوب في‬ ‫يجمع علف َّ‬
‫بيت املال‪.‬‬

‫وكان الخليفة ألاول للدولة الفاطمية عبيد هللا املهدي(ت‪322.‬هـ‪934/‬م)‪،‬‬


‫ً‬
‫حريصا على اتخاذ ألاهراء لخزن الطعام عند بناء عاصمته الجديدة "املهدية" سنة‬
‫‪313‬هـ‪915 /‬م)‪ ،‬واعتبر ذلك من التحصينات الضرورية‪ ،‬ومن الـمرافق التي ال غنى‬
‫دورا ً‬‫ً‬ ‫ً‬
‫مهما في صمود‬ ‫للمدينة عنها(‪ ،)15‬وقد كان مصيبا في رأيه‪ ،‬حيث لعبت أهراء املهدية‬
‫الدولة الفاطمية أمام ثورة إلاباض ي أبي يزيد بن مخلد املعروف بـ ــ‪":‬صاحب الحمار"‬
‫ولعل هذا ما جعل الفاطميين ُيدركون أهمية مخازن ألاقوات‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫(ت‪336.‬هـ‪947/‬م)(‪،)16‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويعتنون بها عناية خاصة‪ ،‬حيث أنشأوا بعد انتقالهم إلى مصر ديوانا سموه "ديوان‬
‫ألاهراء"(‪ ،)17‬وال شك أن فكرة هذا الديوان تبلورت في املغرب‪ ،‬وليس من املستبعد‬
‫أنهم انشأوا هذا الديوان في املهدية قبل انتقالهم إلى مصر‪.‬‬
‫ً‬
‫واتخذ الـموحدون أيضا مخازن جمعوا فيـها ألاقوات فقد ذكر الحسن‬
‫أن الخليفة يعقوب املنصور املوحدي(ت‪595.‬هـ‪1199/‬م) "‪ ...‬اتخذ مخازن‬ ‫الوزان َّ‬
‫ً‬ ‫الشعير للخيل والقمح َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫للناس"(‪ ،)18‬واملستفاد من هذا القول‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫للحبوب يوضع فيها ِّ‬
‫الرستمي أبي اليقظان الذي كان يجمع علف‬ ‫ما ذكره ابن الصغير الـمالكي عن ألامير ُّ‬
‫ُ‬ ‫الدواب في بيت الـمال(‪َّ ،)19‬أن مخازن امللوك كانت ُّ‬
‫تضم إلى جانب الحبوب التي ت َّدخر‬ ‫َّ‬
‫الدواب‪ ،‬حيث تزداد الحاجة إلى العلف في فترة الحرب أكثر من‬ ‫الناس‪ ،‬علف َّ‬‫ليقتات منها َّ‬
‫مضاعفة‪ ،‬وتزيد الحاجة إلى َّ‬
‫قوتها ونشاطها‪ ،‬لهذا‬ ‫مجهودات‬ ‫غيرها‪َّ ،‬‬
‫ألن الحيوانات تبذل‬
‫؛‬ ‫؛‬
‫ً‬
‫كان ألامراء يجمعونه استعدادا للحرب(‪.)21‬‬

‫طـرق التخـزيـن‪:‬‬
‫ُ‬
‫اختلفت ط ُرق تخزين الحبوب ببالد الـمغرب باختالف أماكنه‪ ،‬ويمكن حصر‬
‫هذه ألاخيرة في ثالثة أنواٍ‪ ،‬ألاول َخ ُزن ــها في ُح َفر بباطن ألارض ُت َّ‬
‫سمى "املطامير"‪ ،‬والثاني‬ ‫؛‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بيوت تبنى ِّخصيصا لهذا الغرض وتسمى بيوت ألاهراء‪ ،‬والنوٍ الثالث هو‬ ‫خزنـها في ؛‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ويسمح بتغيير مكانها باستمر ؛ار‪.‬‬ ‫سه ُل نقلها‬ ‫خزن ــها في بعض ألاواني بحيث ي‬

‫‪ -1‬املطم ــورة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫الـمط ُمورة مفرد وجمعها مطامير وهي ُح َفرة ت ْحفر في ألارض خ ْف ًيا‪ ،‬توسع‬
‫الحبوب(‪ ،)21‬وتبقى بداخلها ب ْك ًرا دون أن َت َت َغ َّير َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ألن الهواء ال‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫أسا ِّفلها ُلتخبأ فيها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صي ُبها ‪ ،‬واملطمورة ال تحفر من أجل تخزين الحبوب لفتر ؛‬
‫(‪)22‬‬
‫قصيرة كاألربعة أشهر‬ ‫؛‬ ‫ات‬ ‫ي ِّ‬
‫ُ‬
‫بكثير(‪ ،)23‬وذ ِّكرت في املصادر بأسماء مختلفة‪ ،‬فهي تسمى‬ ‫والخمسة‪ ،‬بل ألكثر من ذلك ؛‬
‫"اله ْري وجمعه ألاهراء(‪ ،)24‬وسماها ابن حوقل النصيبي باملواجن‪ ،‬حين تحدث‬ ‫أحيانا ُ‬
‫عن مدينة "سفاقس" الواقعة بإفريقية فقال‪":‬وشرب أهلها من مواجل بها‪َ ،‬وم َو ِّاج ُن َها‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫استود َع ْت"(‪ ،)25‬فجعل املواجل للماء واملواجن لتخزين‬ ‫َ‬ ‫ص ِّالحة الط ُع ِّوم َحا ِّفظة ملا‬ ‫َ‬
‫الطعام‪ ،‬أما أبو زكريا إلاباض ي فقد قال في معرض حديثه عن أحد شيوخ املذهب‬
‫إلاباض ي‪ ،‬ويسمى أبا أيوب بن كالبة الزواغي‪" ،‬وبلغنا أنه نزلت به رفقة ليمتاروا‪ ،‬ففتح‬
‫مطمورة‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ً‬
‫الج ُّب‪ ،)26("...‬فاستعمل مصطلح املطمورة ثم شرحه فقال أنها تعني‬ ‫لهم‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الجب‪ ،‬ويبقى مصطلح املطمورة هو ألاكثر شيوعا في املصادر‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ َّ‬
‫فرة تحفر في ألارض‪ ،‬فهي ت َتطلب شيئا من املعرفة‪،‬‬ ‫واملطمورة ليست َّ ُ‬
‫مجرد ح ؛‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بحيث يكون فمها ضيقا وأسفلها واسعا(‪ ،)27‬وهي تحتاج بعد الحفر إلى املعالجة‪،‬‬
‫بالطين املمزوج بالشعير ودقاق التبن(‪ ،)28‬وقد تبنى جدرانها‬
‫ً‬ ‫ُ َ َّ ُ ُ‬
‫فتطين جدرانها أحيانا ِّ‬
‫الجدران من‬ ‫يتم تمليط هذه ُ‬ ‫الداخلية بالحجارة والطين املمزوج بالتبن‪ ،‬ثم ُّ‬
‫متماسكة‪ ،‬فتلك‬ ‫ولعل هذا ال يكون إال في حال كانت املطمورة في تر ؛بة غير‬ ‫الداخل(‪َّ ،)29‬‬ ‫َّ‬
‫؛‬
‫بناء‪ ،‬وربما ُيجعل في أسفل املطمورة‬ ‫صلبة‪ ،‬ال تحتاج إلى ؛‬ ‫أرض صخر ؛ية‬ ‫ُ‬
‫؛‬ ‫التي ح ِّفرت في ؛‬
‫ً‬ ‫البر بارتفاٍ ذراعين‪ُ ،‬وي َ‬ ‫ُْ ُ‬
‫جع ُل منه أيضا‪ ،‬على جوانبها‪ ،‬وعلى ِّف َيها بعد وضع الحبوب‬ ‫ِّتبن ِّ‬
‫الح ِّب‪ ،‬ومالمسة جوانب املطمورة(‪ ،)31‬ولهذا احتاج حفر‬ ‫وقبل إغالقها‪ ،‬ليحول التبن بين َ‬
‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬
‫أناس تخصصوا‬ ‫مهرة يتولون إنشائها‪ ،‬وقد تحدث ابن خلدون عن ؛‬ ‫رجال ؛‬‫املطمورة إلى ؛‬
‫‪)31‬‬ ‫ً‬
‫في هذا العمل وكانوا يفقدون حياتهم في حفرها أحيانا لنقص التهوية داخلها( ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بعناية‪،‬‬
‫؛‬ ‫ولحفر املطمورة في ألارض شروط منها‪ ،‬أن تـختار التربة التي تـحفر فيها‬
‫مناسبة لتخزين الحبوب وحفظها‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫فضل ابن العوام‬ ‫فليست كل التربة‬
‫َّ‬
‫إلاشبيلي‪" ،‬ألارض البيضاء ال ُـم ْس َت ْح ِّص َفة(*) الجافة الباردة"(‪ ،)32‬وكان بعض أهل املغرب‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫كل من ابن ألاثير‬ ‫يت ِّخذون املطامير في ألارض الصخرية الصلبة‪ ،‬فاملتأمل لحديث ؛‬
‫َّ‬ ‫ََ‬
‫واملقريزي‪ ،‬عن املهدي الفاطمي حين قاال‪":‬ونق َر في أرضها أهر ًاء للطعام"(‪ُ ،)33‬يالحظ‬
‫الحجر وغيره‬
‫ِّ‬ ‫ضرب‬‫ُ‬ ‫والن ْق ُر‬
‫الح ْفر "‪َّ ،‬‬ ‫" َ‬ ‫لفظ‪":‬الن ْقر" وليس‬‫َّ‬ ‫َّأنهما استعمال‬
‫كالفأس(‪ ،)34‬وهذا ُيؤكد َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫أن مطامير مدينة املهدية ُحفرت في‬ ‫ِّ‬ ‫قار‪ ،‬وهو حديدة‬ ‫بالـمِّـن ِّ‬
‫ً‬ ‫محفورة في َّ‬ ‫ً‬
‫الصخر أيضا‪ ،‬حيث‬ ‫صخرية‪ ،‬كما كانت مطامير مدينة "قسنطينة"‬ ‫؛‬ ‫أرض‬
‫؛‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ورتان وثالث وأربع‬ ‫دار منها مطم ِّ‬ ‫يقول إلادريس ي"‪...‬وأرضها كلها حجر صلد‪ ،‬وفي كل ؛‬
‫وخ َّ‬ ‫َ َ (‪َ )35‬‬
‫صص أهل مدينة فاس القسم الشمالي من املدينة لحفر‬ ‫منقورة في الحج ِّر" ‪،‬‬
‫ً‬ ‫(‪)36‬‬ ‫ْ‬
‫أرض‬
‫حجر ِّكل ِّس ؛ي" ‪ ،‬فكانت مطاميرهم أيضا في ؛‬ ‫؛‬ ‫جبل من‬ ‫املطامير ألنه"‪...‬واقع في ؛‬
‫صخرية‪ ،‬ويبدو أن التخزين في هذا النوٍ من ألارض كان أفضل من التخزين في غيرها‬ ‫؛‬
‫وإال ملا تحملوا عناء الحفر فيها رغم صعوبته‪.‬‬

‫ويجب على الحافر بعد أن يختار التربة املناسبة للمطمورة‪ ،‬أن يختار مواضع‬
‫كبس فيها الحنطة والشعير‪ ،‬بقرب‬‫حفرها‪ ،‬بحيث يجب أن ال تكون "‪...‬املواضع التي ُت َ‬
‫منتنة أو ش ؛يء يكون له رائحة عفنة‪ ،‬أو موضع ندي‪ ،‬أو اصطبل فيه دواب أو‬‫؛‬ ‫ائحة‬
‫ر ؛‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ل ُ‬
‫جمال أو غنم‪ ،‬أو أحد الحيوانات التي تقوم في املواضع فتبو وتبعر دائما‪ ،‬فإن روائح‬
‫هذه الحيوانات َّكلها وسائر الحيوانات مع روائح أبوالها وأرواثها ُت ُّ‬
‫ضر بالحبوب ِّكلها‬
‫ً‬ ‫َ َ ً‬
‫ض َّرة عظيمة"(‪.)37‬‬‫م‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وت َّتخذ املطامير عادة في الحقول وألاراض ي الفالحية(‪ ،)38‬إذا توفرت فيها بعض‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫الشروط‪ ،‬كالتربة املناسبة والقدرة على مراقبتها وحمايتها من اللصوص‪ ،‬وإن لم يستطيع‬
‫الفالح حفرها في أرضه استأذن غيره‪ ،‬واتخذ املطمورة في أرض الغير(‪َّ ،)39‬‬
‫ألن املطمورة‬
‫ً‬ ‫وغط َّيت ال ُتعيق مالك ألارض في عمله‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ولكن صاحبها كان يواجه مشكلة في‬ ‫إذا أغلقت ِّ‬
‫َ‬
‫أرض ُه‬
‫وصاحب ألارض قد حرث َ‬ ‫ُ‬ ‫حال َرغ َب في وضع َ‬
‫الح ِّب داخلها‪ ،‬أو استخر ِّاجه منها‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وز َر َع َها‪ ،‬فهو في هذه الحالة سيؤذي الزرٍ ال محالة‪ ،‬ألنه سيحتاج إلى أن يجوز إليها‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫أن عليه أن ينزٍ ما‬ ‫الحب وحمله‪ ،‬كما َّ‬ ‫بدابة أو أكثر‪ ،‬ومعه من يساعده في استخراج َ‬
‫ِّ‬ ‫؛‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نبت عليها ليصل إليها‪ ،‬وهو يحتاج إلى موضع ق ْر َب فمها يضع فيه َ‬
‫الح َّب قبل تخزينه أو‬ ‫ِّ‬ ‫؛‬
‫ً‬
‫عند إخراجه(‪ ،)41‬وهذا ُيضر بصاحب ألارض كثيرا‪ ،‬ويزداد إلاضرار به إذا ما اختلط‬
‫ألامر على صاحب املطمورة فنس ي موضعها‪ ،‬أو إذا مات وجاء ورثته‪ ،‬أو غاب وجاء‬
‫أولياؤه يبحثون عن الـمطمورة وهم ال يعرفون مكانها بالتحديد(‪ ،)41‬حيث يكون الحل‬
‫الوحيد‪ ،‬هو الحفر في ألاماكن التي يشكون بوجود املطمورة فيها‪ ،‬فيفسدون أرض الغير‬
‫ألنهم وإن كان لهم‬ ‫بتكرار الحفر(‪ ،)42‬وهذا ألامر لم ُيجزه لهم بعض فقهاء إلاباضية‪َّ ،‬‬
‫الحق في الحب الذي في املطمورة‪ ،‬فليس لهم الحق في إيذاء صاحب ألارض(‪.)43‬‬

‫واتخذ بعضهم مخازن الطعام داخل املنازل‪ ،‬فقد ذكر إلادريس ي أن في كل ؛‬


‫دار‬
‫من ديار مدينة قسنطينة "‪ ...‬مطمورتان وثالث وأربع‪ ،)44("...‬بينما َّ‬
‫قدر محمد بن القاسم‬
‫ً‬
‫مطمورة"‪...‬مفترقة‬
‫؛‬ ‫ألانصاري السبتي‪ ،‬عدد املطامير في مدينة "سبتة"‪ ،‬بأربعين ألف‬
‫(‪)45‬‬
‫شك‪ ،‬ولكنه يعكس‬ ‫بالديار وببعض الحوانيت" ‪ ،‬وهذا العدد الكبير مبالغ فيه بغير ؛‬
‫كثرة املطامير داخل الديار بهذه املدينة‪.‬‬

‫الدار من منافعها‪ ،‬فهي تدخل في حقوق‬ ‫واعتبرت املطمورة التي ُتحفر داخل َّ‬
‫الدار‪ ،‬أو ُمكتريها‪ ،‬إال أن يشترط صاحبـها في عقد الكراء استثناءها‪ ،‬ويحتفظ‬ ‫ُمشتري َّ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫الرجل مطمورة في دار غيره ُليخ ِّزن فيها حبوبه(‪،)47‬‬‫بحق استغاللها(‪ ،)46‬وقد يحفر َّ‬
‫مناسبة‪.‬‬ ‫وربَّـما يرجع هذا َّ‬
‫ألن التربة في داره غير‬
‫؛‬
‫ُوي َر َّجح أن السبب الرئيس ي لحفر مخازن الزرٍ داخل الديار‪ ،‬هو إخفاؤها والقدرة على‬
‫حمايتها‪ ،‬حيث يزيد اللجوء إلى هذا النوٍ من املطامير عندما ينعدم ألامن(**)‪ ،‬مثلما كان‬
‫الحال مع أهل مدينة فاس زمن حكم املغراويين‪ ،‬يقول ابن أبي زرٍ‪ ...":‬وفي أيام ُجـورهم‬
‫اشتد الجوٍ باملغرب‪ ،‬فاتخذ اهل فاس املطامير في بيوتهم وديارهم للخزن والطحن‬ ‫َّ‬
‫والطبيخ‪ِّ ،)48("...‬م َّما يعني َّأنهم لم يكونوا يحفرونها في منازلهم حتى أصابهم ظلم‬
‫املغراويين‪.‬‬

‫أ‪-‬مدة الصزن في املطمورة‪ :‬تتفاوت قيمة املطامير بحسب قدرتها على‬


‫تفسد‪ ،‬وقد اشتهرت بالد املغرب‬ ‫مدة دون أن ُ‬ ‫الـمحافظة على الحبوب داخلها ألطول َّ‬
‫طويلة‪ ،‬يقول ابن فضل هللا‬ ‫؛‬ ‫ات‬‫أكثر من غيرها‪ ،‬بقدرة أرضها على حفظ الطعام لفتر ؛‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املغرب(***) مخصوصة ِّبطول ُمكث املخزونات بها‪ ،‬فإنه ُرَّب َما بقي‬ ‫ِّ‬ ‫‪...‬بالد‬ ‫العمري‪":‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫القمح والشعير في بعض أماكنها ِّس ِّتيـن سنة ال يتغير وال يسوس‪ ،‬ثم ُي َ‬
‫خرج بعد خز ِّن‬ ‫ِّ‬
‫ً‬
‫زرٍ َوي ْن ُبت‪ ،‬وخصوصا تلمسان في ِّبر العدوة" ‪ ،‬ومن املناطق‬
‫(‪)49‬‬ ‫مدة الطويلة‪ُ ،‬في َ‬ ‫هذه الـ َّ‬
‫التي اشتهرت بطول مدة الخزن‪ ،‬مدينة "قسنطينة"‪ ،‬التي ذكر كل من إلادريس ي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫تفسد ‪َ ...‬لب ِّردها واعتدال‬ ‫سنة ال ُ‬ ‫والحميري أن الحنطة‪..." ،‬تقيم في مطاميرها مائة ؛‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫هوائها"(‪ ،)51‬ومنها أيضا مدينة فاس‪ ،‬التي "تحفظ فيها الحبوب سنين عديدة"(‪ ،)51‬أما‬
‫مطاميرها"‪...‬الس ِّتين‬ ‫أن الزرٍ يمكث في‬ ‫مدينة سبتة فقد ذكر ابن القاسم السبتي َّ‬
‫ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الب ْق َع ِّة واعتدال الهواء وكونها‬ ‫سنة وال يلحقه تغير لطيب ُ‬ ‫والسبعين‬ ‫َّ‬ ‫سنة‬
‫جبلية‪ ،)52("...‬واملستنتج من كالم املصادر هذا‪ ،‬هو َّ‬ ‫ً‬
‫أن أرض بعض املناطق كانت‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫تحفظ الحبوب لفترات طويلة‪ ،‬ولكنـها ال تصل أبدا إلى الـمدة التي ذكرتها هذه‬
‫املدة الـمثالية لحفظ مختلف أنواٍ الحبوب هي‬ ‫ألن التجربة أثبتت َّ‬
‫أن َّ‬ ‫الكتابات‪َّ ،‬‬
‫ُ َّ َ‬ ‫ً‬
‫خزنة‪ ،‬ونوعية‬ ‫قليلة أخرى تبعا لطبيعة املواد امل‬ ‫؛‬ ‫ألعوام‬
‫؛‬ ‫سنوات‪ ،‬وقد تطول‬ ‫؛‬ ‫ثالث‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫(‪)53‬‬
‫التربة ‪ ،‬فالحبوب املحفوظة في املطامير ي ِّصيبها دائما تغير‪ ،‬وكان الناس في بيعهم‬
‫َ َْْ َ ْ‬ ‫َُ‬
‫وت‬ ‫يع ِّان ألاه َر ِّاء وال ُب ُي ِّ‬ ‫وشر ِّائهم للطعام املخ َّزن يعلمون َّأن الجزء الذي يكون في ِّق‬ ‫ِّ‬
‫َي ُفسد ال محالة ‪ ،‬ويدل حديث أبي زكرياء إلاباض ي عن الشيخ أبي أيوب الزواغي‪ ،‬الذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ (‪)54‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫َسئل ولده عندما فتح املطمورة وأدخله فيها‪" :‬ماذا فعلت املطمورة يابني؟ فقال‬
‫ً‬ ‫َُ‬
‫حسن ْت يا َأب ِّت"(‪َّ ،)55‬أنه لم يكن متأكدا من سالمة الحب املوجود داخلها‪.‬‬ ‫الغالم‪:‬‬
‫يتغير ُ‬ ‫َّ‬
‫والشعير إذا طالت ُم َّدة خزنهما َّ‬
‫لونهما وطعمهما(‪ ،)56‬وقد‬ ‫ِّ‬ ‫كما أن القمح‬
‫َّ‬
‫أكد لنا الفالحون الذين مارسوا عملية التخزين في املطامير بالجزائر‪ ،‬أن هذين‬
‫يتحول ُ‬
‫طعمها نحو الـمرارة التي‬ ‫سنوات َّ‬ ‫مدة تخزينهما عن الخمس‬ ‫النوعين إذا زادت َّ‬
‫؛‬
‫َ‬ ‫تزيد مع مرور َّ‬
‫السنوات‪ ،‬حتى تأبى البهائم أكل ُهما‪ ،‬وهي نفس التصريحات التي جمعها‬
‫العبدالوي محمد من بعض املسنين بجبال الريف باملغرب ألاقص ى(‪.)57‬‬
‫ُ ُ‬
‫ـخزنون محاصيلهم في‬
‫ب‪-‬مشاكل املطمورة‪ :‬واجه الفالحون الذين كانوا ي ِّ‬
‫سوس(‪ ،)58‬وقد كان أصحابها يقومون‬ ‫ُ‬
‫املطامير بعض املشاكل‪ ،‬فمن املطامير ما كانت ت ِّ‬
‫ً‬
‫بعض ألاعمال لتطهيرها‪ ،‬كأن يتركوها مفتوحة في الصيف بعد إفراغها بهدف التهوية‬
‫أنواٍ من ألاعشاب اليابسة داخلها‪ ،‬وذلك‬ ‫َّ ْ ْ َ ُ‬
‫والتش ِّميس‪ ،‬وي ِّتم في بعض ألاحيان إحراق ؛‬
‫بهدف تعقيمها وقتل أو طرد الحشرات والجرذان(‪.)59‬‬
‫ً‬
‫أيضا َّ‬
‫أن أصحاب املطامير اعتادوا أن يفتحوها ويتركوها بعد‬ ‫ومن املشاكل‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫فيخرج منها الهواء الساخن ويدخل إليها‬ ‫الفتح مدة لتبرد‪ ،‬إذا أرادوا إخراج الحب منها‪،‬‬
‫َّ‬
‫ويتأذون َّ‬ ‫ً‬
‫وربما يموت بعضهم(‪ ،)61‬وقد‬ ‫الهواء البارد(‪ ،)61‬وكثيرا ما يسقط فيها أناس‬
‫تقع فيها بعض الحيوانات وتموت(‪ِّ ،)62‬مـما ُيدخل صاحب املطمورة في نز ؛اٍ مع ُمالك‬
‫ً‬
‫تعقيدا إذا طال بقاء الحيوان امليــت داخلها حتى َّ‬
‫يتعفن‬ ‫الحيوانات‪ ،‬وتزيد مشكلتهم‬
‫َّ‬
‫جزء منه(‪.)63‬‬
‫ويتحلل‪ ،‬حيث يؤدي إلى نجاسة الحب أو ؛‬

‫‪ -2‬البيوت املخصصة لصزن الحبوب‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وهي بيوت تتخذ لحفظ القمح والشعير وسائر الحبوب‪ ،‬ت ْبنى من طابقين أو‬
‫سمى عادة باملخازن أو ألاهراء(‪،)65‬‬‫فيوضع الحب في الطوابق العلوية منها‪ُ ،‬وت َّ‬ ‫أكثر(‪ُ ،)64‬‬
‫وعرفت في مدينة سبتة باسم "الفنادق"(‪ ،)66‬ويعتمد التخزين فيها ‪-‬عكس التخزين في‬
‫ُ‬
‫خزنة للتهوية باستمر ؛ار(‪ ،))67‬حيث تجعل لها نوافذ "‪...‬‬‫املطامير‪ -‬على تعريض الحبوب املُ َّ‬
‫من جهة املشرق ومن جهة املغرب وعن يمين القبلة‪ُ ،‬ليرضيها ريح هذه النواحي فيذهب‬
‫الطعام آلافات‪ ،‬وال يكون لها من جهة الجنوب منها ش يء‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫لشدة ريح‬ ‫عما فيها من‬
‫الجنوب"(‪ ،)68‬ومن فوائد هذه النوافذ والفتحات أنها تسمح بدخول القطط وخروجها‬
‫حبات‬ ‫الداخلية بطين ُيخلط ببعض املواد مثل َّ‬ ‫ملطاردة الجرذان‪ُ ،‬وت َط َّين ُجدرانها َّ‬
‫؛‬
‫ً‬ ‫الشعير أو الكبريت أو َّ‬
‫الرماد(‪ ،)69‬ويشترط في بنائها أن يكون موقعها بعيدا عن ألافران‬
‫واملطابخ‪ ،‬ومرابط َّ‬
‫الدواب حتى ال يتأذى الحب بحرارتها(‪.)71‬‬

‫ومن أشهر هذه املخازن التي ذكرتها املصادر‪ ،‬الهريان اللذان َّاتخذهما‬
‫الخليفة املنصور املوحدي قرب أحد قصوره بمراكش‪ ،‬ليخزن فيهما أقوات الحاشية‬
‫َّ‬
‫والجند‪ ،‬والشعير الذي ُي ِّعلفه لخيله‪ ،‬وقد وصفهما الحسن الوزان فقال‪ ":‬هريان مبنيان‬
‫َّ‬ ‫كذلك بسقف ُم َقوس‪ ،‬وفي كل َهري طبقة علوية‪ُ ،‬ي َ‬
‫وضع العلف في الطبقة ألارضية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫؛‬ ‫؛‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُوي َّ‬
‫خزن في إحدى الطبقتين العلويتين الشعير للخيل‪ ،‬ويخزن القمح في ألاخرى‪ ،‬وتسع كل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫عدت طاقات في سقف هاتين‬ ‫طبقة أكثر من ثالثين ألف ك ؛يل من الحبوب‪ ،‬وقد أ ِّ‬ ‫؛‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مدرج من الحجر‪ ،‬تصعد فيه الدواب محملة إلى هذا‬ ‫البنايتين يرقى إليهما بواسطة ؛‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحب ثم ُي ُّ‬
‫الحب أكتفي‬ ‫ِّ‬ ‫صب من هذه الطاقات‪ ،‬وإذا أ ِّريد إخراج‬ ‫ُّ‬ ‫السطح‪ ،‬حيث ُيكال‬ ‫َّ‬
‫الحب منهما ووضعه فيهما دون‬ ‫ُ‬ ‫الثقب املوجود في أسفل َ‬ ‫َّ‬
‫مكن أخذ ِّ‬ ‫الهري‪ ،‬وهكذا ي ِّ‬ ‫بفتح‬
‫(‪)71‬‬
‫عناء" ‪.‬‬ ‫؛‬
‫ومن املخازن التي تحدثت عنها املصادر‪ ،‬الفندق الكبير ُّ‬
‫املعد الختزان الزرٍ‬
‫في مدينة سبتة‪ ،‬والذي وصفه محمد بن القاسم ألانصاري السبتي فقال‪":‬وهذا‬
‫الفندق من بناء محمد أبي القاسم العزفـي‪ ،‬ومن آثاره الغربية بسبتة‪ ،‬يحتوي على‬
‫ً‬
‫وبيت‪ ،‬تسع تلك املخازن من قفزان الزرٍ آلاالف‬ ‫اثنين وخمسيـن مخزنا ما بين هري ؛‬
‫أن له بابين‪ :‬باب إلى صحنه وآلاخر إلى‬ ‫العديدة التي ال تبلغ الحصر‪ ،‬ومن ضخامته َّ‬
‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫املحملة الدائرة بالطبقة الثانية‪ ،‬لكون ألارض مرتفعة من تلك الجهة‪ ،‬ت ْدخل‬ ‫َّ‬ ‫الشوارٍ‬
‫ُ‬ ‫والاتساٍ الكبير‪ ،‬فإذا أبصر َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫الرا ِّئي ما يدخل‬ ‫على البابي ِّن الجمال بأحمالها مع الارتفاٍ ِّ‬
‫منها على الباب ألاعلى ودورانها في تلك الشوارٍ بأقتابها‪ ،‬وغرائر الزرٍ املحملة عليها‬
‫هاله ذلك وتعجب منه"(‪ ،)72‬واملالحظ على هذين البيتين هو أن كالهما في املغرب‬
‫ً‬ ‫مما ُي َرجح َّ‬‫ألاقص ى‪َّ ،‬‬
‫أن هذا النوٍ من التخزين كان معروفا بهذه الـمنطقة أكثر من‬ ‫ِّ‬
‫أن طريقة وضح الحبوب داخل هذه املخازن‬ ‫غيرها من جهات بالد الـمغرب‪ ،‬كما يالحظ َّ‬
‫وإخراجها منها متشابهة‪.‬‬

‫‪ -3‬وسائل التخزين ألاخرى‪:‬‬


‫كانت الحبوب تحفظ في مخازن وصفها العبدالوي بغير الثابة(‪ ،)73‬وهي‬
‫الـمخازن املنقولة التي يمكن لصاحبها نقلها معه في ِّترحاله‪ ،‬أو في حاالت الخوف‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والجرار‬
‫يمك ِّنه تغيير مكانها باستمر ؛ار‪ ،‬وتتمثل أساسا في ألاكياس املصنوعة من الجلود‪ِّ ،‬‬
‫والقدور املصنوعة من الطين أو من مواد نباتية((‪ ،)74‬وهي كثيرة وتختلف أشكالها‬ ‫ُ‬
‫وأحجامها باختالف مناطق بالد املغرب‪ ،‬لكنها في معظمها تكون أكبر من تلك‬
‫املخصصة لحفظ السوائل أو نقل املاء‪.‬‬

‫ومن ألامور الطريفة في هذا الباب‪ ،‬ما ذكره صاحب كتاب "سير ألائمة‬
‫وأخبارهم"‪ ،‬عن عامل الخليفة الفاطمي عبيد هللا املهدي‪ ،‬الذي طارد الرستميين‬
‫إلاباضيين بعد سقوط تاهرت سنة (‪296‬هـ‪919/‬م)‪ ،‬إلى وارجالن بالـمغرب ألاوسط‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيث وجد في ديارهم في هذه الـمنطقة بيض َّ‬
‫النعام مملوءة شعيرا(‪ ،)75‬وقد حمل هذا‬
‫ً‬
‫العامل بيضة معه إلى إفريقية‪ ،‬وأراها للخليفة الفاطمي "املهدي" وقال له‪":‬هذه‬
‫مطاميرهم"(‪ ،)76‬مما يعني أن السكان تعودوا في هذه املنطقة أن يستغلوا بيض النعام‬
‫في تخزين الحبوب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لكن هذه ألادوات جميعها سواء أكانت قدورا أو جرارا أو حتى بيض النعام‪،‬‬
‫ً‬
‫طويلة‪ ،‬ولكن ُت َ‬
‫ست َ‬
‫عمل في التخزين الـمؤقت من‬ ‫لك تكن تستعمل للتخزين لفترات‬
‫ً‬ ‫أجل الاستهالك‪َّ ،‬‬
‫كميات كبيرة ولكن من إيجابياتها إمكانية‬
‫؛‬ ‫ألنها ال تستطيع أن تحمل‬
‫نقلها وتغيير أمكنتها إذا اقتضت الضرورة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ً‬ ‫املستخلص في ألاخير هو َّ‬
‫أن تخزين الحبوب باختالف أنواعها كان ضرورة‬
‫فرضتها على سكان املغرب في العصر الوسيط‪ ،‬الظروف املناخية التي يستمر فيها‬
‫ً‬
‫لسنوات‪ ،‬كما َّأدى إليها الخوف من الاضطرابات السياسية التي كانت‬
‫؛‬ ‫الجفاف أحيانا‬
‫ً‬
‫تعرفها الـمنطقة من حين آلخر‪ ،‬وقد كان التخزين معتمدا من طرف ألافراد والدول على‬
‫ً‬
‫حد سواء‪ ،‬وتنوعت وسائل التخزين وطرقه بين املطامير وهي ألاكثر انتشارا‪ ،‬فقد‬ ‫؛‬
‫اشتهرت بعض املدن بكثرة مطاميرها وطول فترة حفظها للحبوب‪ ،‬وبين البيوت املعدةَّ‬
‫ً‬
‫خصيصا لتخزين والتي كانت تسمى ألاهراء‪ ،‬وهي أكثر انتشارا في املغرب ألاقص ى‪،‬‬
‫ً‬
‫إضافة إلى املخازن املؤقتة واملنقولة‪ ،‬والتي كنت تخصص لكميات قليلة بهدف‬
‫الاستهالك اليومي‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫(‪ -)1‬حركات إبراهيم‪:‬النشاط الاقتصادي إلاسالمي في العصر الوسيط‪ ،‬مطابع إفريقيا الشرق‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬اململكة املغربية‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ط‪:،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.79-78.‬‬
‫(‪ -)2‬التادلي أبو يعقوب يوسف بن يحيى املعروف بـ‪ :‬ابن الزيات‪ :‬التشوف إلى رجال التصوف وأخبار‬
‫أبي العباس السبتي‪ ،‬تحقيق أحمد التوفيق‪ ،‬منشورات كلية آلاداب بالرباط‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪ : ،1997 ،2.‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.278-277.‬‬
‫(‪ -)3‬التسولي أبو الحسن علي بن عبد السالم‪ :‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬تحقيق محمد عبد القادر‬
‫شاهين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة ‪1418‬هـ‪1998/‬م‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪ 337.‬العبدالوي‬
‫محمد‪ :‬تأمالت في بعض طرق ووسائل الصزن التقليدية للمنتوجات الفالحية بجبال الريف‪ ،‬مقال‬
‫منشور ضمن‪ :‬تحوالت ألارياف في جبال الريف باملغرب‪ ،‬مجموعة البحث الجغرافي حول جبال الريف‪،‬‬
‫مطبعة الخليج العربي‪ ،‬تطوان‪ ،‬اململكة املغربية‪ ،‬طبعة ‪1426‬هـ‪2115 /‬م‪ ،‬ص‪.88.‬‬
‫(‪ -)4‬تاريخ ابن خلدون املسمى ديوان املبتدأ والصبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم‬
‫من ذوي السلطان ألاكبر‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة‪1421‬هـ‪2111/‬م‪ ،‬مج‪ ،1.‬ص‪.312.‬‬
‫(‪ -)5‬نفسـه‪.‬‬

‫(‪ -)6‬العبدالوي‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.88.‬‬


‫(‪ -)7‬العروي عبد هللا‪ :‬مجمل تاريخ املغرب‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب ألاقص ى‪،‬‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الخامسة‪1996 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.223.‬‬
‫(‪ -)8‬ابن خلدون‪:‬املصدر السابق‪ ،‬مج‪ ،1.‬ص‪.312.‬‬
‫(‪ -)9‬املازري أبو عبد هللا محمد التميمي‪:‬فتاوى املازري‪ ،‬جمع وتحقيق الطاهر املعموري‪ ،‬الدار‬
‫التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬طبعة ‪1994‬م‪ ،‬ص‪ 189-188.‬البرزلي أبو القاسم بن أحمد البلوي‬
‫التونس ي‪ :‬فتاوى البرزلي جامع مسائل ألاحكام ملا نزل من القضايا باملفتين والحكام‪ ،‬تحقيق محمد‬
‫الحبيب الهيلة‪ ،‬دار الغرب إلاسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة ‪ ،2112‬ج‪ ،5،‬ص‪ 422.‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)11‬املازري‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 189-188.‬البرزلي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،5،‬ص‪ 422.‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)11‬العبدالوي‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.88.‬‬
‫(‪ -)12‬ألانيس املطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك املغرب وتاريخ مدينة فاس‪ ،‬منشورات‬
‫املنصور للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬اململكة املغربية‪ ،‬طبعة‪1972‬م‪ ،‬ص‪.114-113.‬‬
‫(‪ -)13‬املالكي ابن الصغير‪ :‬ابن الصغير املالكي‪ :‬أخبار ألائمة الرستميين‪ ،‬تحقيق محمد ناصر وإبراهيم‬
‫َ ْ‬
‫ضخ م‬ ‫اله ْر ُي وهو بيت كبير‬
‫بحاز‪ ،‬املطبوعات الجميلة‪ ،‬الجزائر‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‪( 33.‬ألاهراء جمع ُ‬
‫ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ‬
‫طان وهو يطلق على مخازن الزرٍ بصفة عامة‪.‬ابن منظور محمد بن مكرم‪:‬‬ ‫يجمع فيه طعام السل ِّ‬
‫لسان العرب املحيط‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ط‪ ،‬مج‪ ،3.‬ص‪)811.‬‬
‫(‪ -)14‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫(‪ -)15‬ابن ألاثير أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني‪ :‬الكامل في التاريخ‪ ،‬تحقيق أبو الفداء عبد هللا‬
‫القاض ي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1418 ،‬هـ‪1987/‬م‪ ،‬مج‪ ،6.‬ص‪ 489.‬ابن‬
‫خلدون‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4.‬ص‪ 38.‬املقريزي تقي الدين أحمد بن علي‪ :‬اتعاظ الحنفاء بأخبار‬
‫ألائمة الفاطميين الصلفا‪ ،‬تحقيق جمال الدين الشيال‪ ،‬مؤسسة ألاهرام جمهورية مصر العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1416‬هـ‪1997/‬م‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬ص‪.71.‬‬
‫(‪ -)16‬ابن ألاثير‪:‬املصدر السابق‪ ،6 ،‬ص‪ 489.‬ابن خلدون‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4.‬ص‪ 38.‬املقريزي‪:‬‬
‫املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.79.‬‬
‫(‪ -)17‬نفس املصدر‪ ،‬ج‪ ،3.‬ص‪.342.‬‬
‫(‪ -)18‬وصـف إفريـقيـا‪ ،‬ترجمه عن الفرنسية محمد حجي ومحمد ألاخضر‪ ،‬دار الغرب إلاسالمي‪،‬‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1983 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.133-132.‬‬
‫(‪ -)19‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫(‪ -)21‬حول تعليف الحيوانات ببالد املغرب أنظر‪ :‬موس ى هواري ‪:‬تربية الحيوانات ببالد املغرب من‬
‫الفتح إلاسالمي إلى سقوط دولة املوحدين(ق‪7-1‬هـ‪13-7/‬م)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في‬
‫التاريخ الوسيط مخطوطة‪ ،‬اشراف د‪.‬محمد بن عميرة‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2119-2118‬‬
‫ص‪ 124.‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ -)21‬الحموي ياقوت بن عبد هللا‪:‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪،1995‬‬
‫مج‪ ،5.‬ص‪ 148.‬ابن منظور‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4.‬ص‪. 512.‬‬
‫(‪ -)22‬ابن العوام‪ ،‬أبو زكريا يحيى بن محمد بن أحمد إلاشبيلي‪ :‬كتاب االفالحة‪ ،‬مدريد‪ ،‬طبعة ‪،1812‬‬
‫ج‪ 679-678 ،1.‬النابلس ي عبد الغني النقشبندي القادري‪ :‬كتاب علم املالحة في علم الفالحة‪،‬‬
‫منشورات دار آلافاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.257.‬‬
‫(‪ -)23‬الونشريس ي أحمد بن يحيى‪ :‬املعيار املعرب والجامع املغرب عن فتاوي علماء إفريقية وألاندلس‬
‫واملغرب‪ ،‬تحقيق محمد حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب إلاسالمي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬طبعة ‪1411‬هـ‪1981/‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،9.‬ص‪.118.‬‬
‫(‪ -)24‬ابن ألاثير ‪:‬املصدر السابق‪ ،6 ،‬ص‪ 489.‬ابن خلدون‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4.‬ص‪38.‬‬
‫املقريزي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.79.‬‬
‫(‪ -)25‬كتاب صورة ألارض‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة‪ ،1979‬ص‪.73.‬‬
‫(‪ -)26‬كتاب سير ألائمة وأخبارهم املعروف بتاريخ أبي زكرياء‪ ،‬تحقيق وتعليق إسماعيل العربي‪،‬‬
‫املكتبة الوطنية‪ ،‬الجزائر‪1333 ،‬هـ‪1979/‬م‪ ،‬ص‪.132.‬‬
‫(‪ -)27‬ياقوت‪:‬املصدر السابق‪ ،‬مج‪ ،5.‬ص‪ 148.‬ابن منظور‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،4.‬ص‪.512.‬‬
‫(‪ -)28‬قسطوس بن اسكولستيكه‪ :‬كتاب الزرع‪ ،‬تحقيق بوراوي الطرابلس ي‪ ،‬املجمع التونس ي للعلوم‬
‫ابن وحشية‪ ،‬أبو بكر أحمد بن علي بن قيس‬ ‫وألاداب والفنون‪ ،‬تونس ‪ ،2111‬ص‪95.‬‬
‫الكسداني‪ :‬الفالحة النبطية‪ ،‬تحقيق توفيق فهد‪ ،‬منشورات املعهد العلمي للدراسات العربية‬
‫بدمشق‪ ،‬دمشق ‪ ،1993‬ج‪ ،1.‬ص‪ 429.‬ابن العوام‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.333.‬‬
‫(‪ -)29‬العبدالوي‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫(‪ -)31‬قسطوس‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ .95.‬ابن العوام‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ 679-678 ،1.‬النابلس ي‪ :‬املصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.257.‬‬
‫(‪ -)31‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.36.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫(*) ْ َ ْ َ َ‬
‫اس َتحك َم‪ ،‬وكل ُم ْحكم ال خل َل فيه َح ِّصيف(ابن منظور‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،9.‬‬ ‫صف الش يء‬ ‫‪ -‬استح‬
‫ص‪ )48.‬واملقصود هنا ألارض املتماسكة الصلبة‪.‬‬
‫(‪ -)32‬ابن العوام‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪.334 ،2.‬‬
‫(‪ -)33‬ابن ألاثير ‪:‬املصدر السابق‪ ،6 ،‬ص‪ 489.‬املقريزي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.79.‬‬
‫(‪ -)34‬ابن منظور‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،5.‬ص‪.227.‬‬
‫(‪ -)35‬إلادريس ي الشريف أبو عبد هللا محمد بن محمد بن عبد هللا‪ :‬كتاب نزهة املشتاق في اختراق آلافاق‪،‬‬
‫مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪1422‬هـ‪2112/‬م‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪( 266.‬قارن بـ‪ :‬الحميري محمد‬
‫بن عبد املنعم‪ :‬الروض املعطار في خبر ألاقطار‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬مؤسسة ناصر للثقافة‪،‬‬
‫مطابع دار السراج‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1981 ،‬م‪ ،‬ص‪.)481-481.‬‬
‫(‪ -)36‬الوزان‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.248.‬‬
‫(‪ -)37‬ابن وحشية‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪( 429.‬قارن بـ‪ :‬ابن العوام‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،2.‬‬
‫ص‪.333.‬‬
‫(‪ -)38‬الفرسطائي أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر النفوس ي‪ :‬القسمة وأصول ألارضين‪ ،‬تحقيق‬
‫بكير بن محمد الشيخ بلحاج ومجمد بم صالح ناصر‪ ،‬الـمطبعة العربية غرداية الجزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1418‬هـ‪1997/‬م‪ ،‬ص‪ 326.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،11.‬ص‪.86-85.‬‬
‫(‪ -)39‬الفرسطائي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 327-326.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،11.‬ص‪.86-85.‬‬
‫(‪ -)41‬الفرسطائي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.326.‬‬
‫(‪ -)41‬الفرسطائي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 326.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،11.‬ص‪.86-85.‬‬
‫(‪ -)42‬الفرسطائي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.326.‬‬
‫(‪ -)43‬نفسـه‪.‬‬
‫(‪ -)44‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪( 266.‬قارن بـ الحميري‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪)481-481.‬‬
‫(‪ -)45‬اختصار ألاخبار عما كان بثغر سبتة من سني آلاثار‪ ،‬تحقيق عبد الوهاب بن منصور‪،‬‬
‫املطبعة امللكية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1413‬هـ‪1983 /‬م‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ -)46‬البرزلي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،3.‬ص‪ 627.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪،11.‬ص‪.413-412.‬‬
‫(‪ -)47‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،9.‬ص‪.118.‬‬
‫(**)‪ -‬استغرب الفالحون الجزائريون الذين عاصروا الخزن في املطامير‪ ،‬اتخاذها في الحقول والبساتين‪،‬‬
‫ً‬
‫واعتبروا ذلك مغامرة وتفريطا في املخزون‪ ،‬وقالوا أنها ال تكون إال داخل الديار حيث تسهل حمايتها‪.‬‬
‫(‪ -)48‬ابن أبي زرٍ‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.114-113.‬‬
‫(***)‪ -‬يستعمل العمري هنا لفظ بالد املغرب للداللة على املغرب وألاندلس‪.‬‬
‫(‪ -)49‬مسالك ألابصار في ممالك ألامصار‪ ،‬تحقيق حمزة أحمد عباس‪ ،‬املجمع الثقافي أبو ظبي‬
‫إلامارات العربية املتحدة‪ ،‬طبعة ‪1424‬هـ‪2113/‬م‪ ،‬ج‪ ،4.‬ص‪.216-215.‬‬
‫(‪ -)51‬إلادريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪ 266.‬الحميري‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.481-481.‬‬
‫(‪ -)51‬الوزان‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.248.‬‬
‫(‪ -)52‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ -)53‬العبدالوي‪:‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫(‪ -)54‬العبدري‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،7.‬ص‪.231.‬‬
‫(‪ -)55‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.132.‬‬
‫(‪ -)56‬قسطوس‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.95.‬‬
‫(‪ -)57‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫(‪ -)58‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،6.‬ص‪.231.‬‬
‫(‪ -)59‬العبدالوي‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.89.‬‬
‫(‪ -)61‬أبو زكرياء إلاباض ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 132.‬البرزلي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪396.‬‬
‫الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،9.‬ص‪.557-556.‬‬
‫(‪ -)61‬البرزلي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪ 396.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،9.‬ص‪.557-556.‬‬
‫(‪ -)62‬البرزلي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪ 151.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.8-7.‬‬
‫(‪ -)63‬البرزلي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪ 151.‬الونشريس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.8-7.‬‬
‫(‪ -)64‬السبتي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 35.‬الوزان ‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.133-132.‬‬
‫الوزان ‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.133-132.‬‬ ‫(‪ -)65‬السبتي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪35.‬‬
‫(‪ -)66‬السبتي‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.35.‬‬
‫(‪ -)67‬ابن العوام‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ 679-678 ،1.‬النابلس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.257.‬‬
‫(‪ -)68‬ابن العوام‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ 679-678 ،1.‬قارن بـ(قسطوس‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪93.‬‬
‫ابن‬ ‫ابن وحشية‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪428.‬‬ ‫النابلس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪).257.‬‬
‫العوام‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2.‬ص‪ 333.‬النابلس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 141-139.‬الحصري‬
‫أديب عمر‪ :‬مصباح الفالح في الطب والزراعة وهو مختصر كتاب الفالحة لرض ي الدين الغزي‪ ،‬دار‬
‫البشائر إلاسالمية‪ ،‬بيروت لبنان‪1417 ،‬هـ‪1997/‬م‪ ،‬ص‪.97 .‬‬
‫(‪ -)69‬قسطوس‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 93.‬إلاشبيلي ابن حجاج أحمد بن محمد‪ :‬املقنع في الفالحة‪،‬‬
‫تحقيق صالح جرار وجاسر أبو صفية‪ ،‬منشورات مجمع اللغة العربية ألاردني‪ ،‬عمان‪1412 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1982‬م‪ ،‬ص‪ 16.‬أبو الخير الشجار ألاندلس ي‪:‬كتاب في الفالحة‪ ،‬نشره التهامي الناصري الجعفري‪،‬‬
‫املطبعة الجديدة‪ ،‬فاس‪ ،‬املغرب‪ ،‬طبعة ‪1357‬هـ‪ ،‬ص‪ ، 17.‬النابلس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.141.‬‬
‫(‪ -)71‬قسطوس‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 93.‬ابن حجاج‪:‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 16.‬أبو الخير‪ :‬املصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪ ، 17.‬النابلس ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.141.‬‬
‫(‪ -)71‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪.133.‬‬
‫(‪ -)72‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.35.‬‬
‫(‪ -)73‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.96.‬‬
‫(‪ -)74‬نفسـه‪.‬‬
‫(‪ -)75‬أبو زكرياء إلاباض ي‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.114-113.‬‬
‫(‪ -)76‬نفسـه‪.‬‬

You might also like