You are on page 1of 421

‫لكيات رسائل النور‬

‫صيقل ا إلسالم‬

‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النّوريس‬
‫ترمجة‬
‫اإحسان قامس الصاحلي‬
‫هذه اجملموعة‬
‫امحلد هلل رب العاملني والصالة والسالم عىل رسول هللا ومن والاه‪.‬‬
‫بعد ان اكرمنا املوىل الكرمي بعممي فضهل ومجيل توفيقه عىل اكامل ترمجة "لكيات رسائل النور" ونرشها يف س بعة‬
‫جمدلات‪ ،‬آثرت ان اعرج عىل مؤلفات الاس تاذ النوريس القــدمية اليت الّفــها يف عهد "سعيد القدمي" اي قبل‬
‫رشوعه بتأليف رسائل النور س نة ‪ . 7291‬وذكل لن لهذه الرسائل "القدمية" امهيهتا التأرخيية من هجة‪ ،‬وقميهتا‬
‫الفكرية من هجة اخرى‪ ،‬مثلام ب ّبه اياها الاس تاذ املؤلف بفسه يف مواعع كيةرة من متاتببه اليت ارسلها اىل لالب‬
‫النور‪ .‬حىت ابه ادمج قسامً من هذه الرسائل مضن موعوعات وفصول اترخي حياته "سةرة ذاتية" بل اشار اىل‬
‫لالبه القيام بنرش قسم مهنا عىل صورة كتببات مس تقةل وذكل بعد اإعادة النظر فاها وقراءهتا اببعام يف عوء‬
‫موازين رسائل النور وقواعدها واسسها‪ ،‬فاجرى تصحيحات دقيقة يف الرسائل اليت متس احلياة الاجامتعية‬
‫والس ياس ية مس تخرج ًا مهنا فقرات ومقر ًا اخرى ومضيف ًا اياها مج ًال وحاذف ًا اخرى‪ ،‬عالوة عىل وعع هوامش‬
‫يف كيةر من املواعع لتوعيح ما مغض واس تجالء ما اس ترت من املعاين‪ .‬مبعىن ابه بقّح هذه الرسائل تنقيح ًا دقيق ًا‬
‫وشذهبا تشذيب ًا اكم ًال حىت جعلها جاهزة للنرش يس تفيد مهنا العلامء وعامة الناس ايض َا‪.‬‬
‫وحنن بدوران جعلنا تكل النسخ املصححة املنقحة يه املعول علاها يف اثناء ترمجة الرتكية مهنا اىل العربية‪ ،‬او يف‬
‫حتقيق العربية مهنا ‪.‬‬
‫فـلهل امحلد واملنة او ًل وآ ً‬
‫خرا‪.‬‬
‫وتضم هذه اجملموعة الرسائل التية‪:‬‬
‫‪#6‬‬

‫‪ -7‬حماكامت عقلية يف التفسةر والبالغة والعقيدة ‪:‬‬


‫ويه املسامة بـ "صيقل الاسالم" او"رجتة العلامء"‪.‬‬
‫‪ -9‬قزل اجياز ‪:‬‬
‫حاش ية الاس تاذ النوريس عىل "السمل املنورق "املنظوم لش يخ الاسالم عبدالرمحن الاخرضي (‪289‬هـ) يف‬
‫عمل املنطق ‪،‬مع رشح املال عبد اجمليد ‪.‬‬
‫‪ - 9‬تعليقات عىل برهان اللكنبوي ‪:‬‬
‫ويه رساةل يف عمل املنطق ايض ًا عبارة عن تعليقات وتقريرات الاس تاذ النوريس عىل كتاب "الربهان" للعامل‬
‫احملقق اسامعيل بن مصطفى اللكنبوى (‪7921‬هـ)‪.‬‬
‫وهااتن الرسالتان ‪ -‬يف عمل املنطق ‪ -‬آلفهام الاس تاذ النوريس ابللغة العربية‪ .‬ومل آجر فاهام غةر التنس يق والتنظمي‬
‫‪2‬‬
‫عىل آمل ان هيئ املوىل القدير من يتناوهلام ابلرشح والتوعيح ليع ّم النفع‪ .‬والرسائل اليالث رسائل علمية‬
‫ختالب العلامء ورمبا اخلواص مهنم‪.‬‬
‫اما بقية الرسائل فالطابع الغالب علاها اهنا رسائل تسلط الاعواء عىل الاوعاع الاجامتعية والس ياس ية يف فرتة‬
‫ما قبل احلرب العاملية الاوىل‪ ،‬اي اهنا الفت وادلوةل العامثبية تعاين ما تعاىن ىف اايهما الاخةرة‪ ،‬وقد دبت فاها‬
‫امراض ش ىت وعلل متنوعة‪ ،‬ذلا فهئي تداوى تكل الامراض وتقدم احللول الوافية والعالجات الشافية لها‪ ،‬ويف‬
‫الوقت بفسه تضمد اجلروح الغائرة اليت اصيبت هبا الامة الاسالمية مجعاء وتضع البلسم الشايف علاها ابسمل‬
‫وس يةل‪.‬‬
‫مبعىن ان هذه الرسائل لبست رسائل قدمية قد عفا علاها الزمن‪ ،‬بل تنطوي عىل دروس اجامتعية وموازين‬
‫س ياس ية تنبض ابجلدة وتتدفق لراوة وبداوة حيث اهنا حقائق اثبتة‪.‬‬
‫والرسائل يه‪:‬‬
‫‪ -4‬الساحنات‪.‬‬
‫‪ -1‬املناظرات‪.‬‬
‫‪#7‬‬

‫‪ -6‬احملمكة العسكرية العرفية‪:‬‬


‫ويه دفاع الاس تاذ النوريس امام احملمكــة العسكرية العرفيــة يف عهد الاحتاديني‪ ،‬واملسامة بـ "شهادة َم ْد َر َس َ ْيت‬
‫املصيبة" اذ عندما لالب الاس تاذ اصالح التعلمي وتأسبس جامعة يف رشيق الاانعول ابمس مدرسة الزهراء‬
‫القي يف مستشفى اجملاذيب‪،‬وبعده اقتيد اىل احملمكة العسكرية بهتمة مطالبته بعودة الرشيعة‪ .‬حيث قال هل‬
‫رئبس احملمكة خورش يد ابشا وهو يشةر اىل اجليث املعلقة عىل اعواد املشابق‪:‬‬
‫‪ -‬وابت ايض ًا تطالب ابلرشيعة!!‬
‫وهكذا يعدّ الاس تاذ النوريس مستشفى اجملاذيب مدرسة مصيبة اوىل والسجن مدرسة مصيبة اثبية‪.‬‬
‫‪ -1‬اخلطبة الشامية‪.‬‬
‫‪ -8‬اخلطوات الست‪.‬‬
‫وقد قدمت معيل ترمج ًة وحتقيق ًا يف مس هتل لك رساةل من الرسائل الامثن لهذه اجملموعة مع بيان امهية الرساةل‬
‫وسبب اتليفها‪.‬‬
‫مث ان هذه اجملموعة ل تضم مؤلفات سعيد القدمي مجيعها‪ ،‬بل هناك رسائل اخرى نرشت وقت تأليفها‪ ،‬الا ان‬
‫املؤلف مل ينرشها يف عهد سعيد اجلديد‪ .‬او مل َير داعي ًا اىل نرشها‪ ،‬رمبا لبدراج كيةر من مفاهميها مضن رسائل‬
‫‪3‬‬
‫اخرى ويه‪" :‬للوعات‪ ،‬اشارات‪ ،‬بطق‪ ،‬رموز‪ "...‬علامً ان قسامً ًً آخر من مؤلفات سعيد القدمي قد نرش‬
‫مس تق ًال مثل‪" :‬اشارات الاجعاز يف مظان الاجياز" و"املينوي العريب النوري" وكذا "اللوامع" اليت نرشت‬
‫ملحقة مبجموعة "اللكامت"‪.‬‬
‫وقد ارتأينا ان نس تعةر امس اإحدى رسائل هذه اجملموعة وهو "صيقل الإسالم" عنوا ًان لتامل هذه اجملموعة‪.‬‬
‫وهللا نسأل ان يوفقنا اىل حسن القصد وحصة الفهم وصواب القول وسداد العمل‪.‬‬
‫وص ّل اللهم عىل س يدان محمد وعىل آهل وحصبه وسمل‪.‬‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#9‬‬
‫‪%‬‬

‫حماكامت‬
‫يف التفسةر والبالغة والعقيدة‬
‫آو‬
‫صيقـل الاسالم‬
‫"رجتة العلامء"‬
‫وصفة لبية‪ :‬لعرص مريض‪ ،‬وعنرص عليل‪ ،‬وعضو سقمي‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النوريس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#11‬‬

‫تقدمي‬
‫العامل الفاعل الاس تاذ ادلكتور‬
‫عبداملكل السعدى‬
‫امحلد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل س يد املرشدين‪ ،‬وعىل آهل واحصابه الهداة املهديني‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فالمام النوريس آشهر من آن ي ُ ّعرف به؛ اذ قد تسد يف ذاته مجيع ما اللق عليه من الفاظ‪ ،‬فهو سعيد‬
‫‪4‬‬
‫اسامً ومعىن‪ ،‬وبديع زمابه هجاد ًا وتضحية‪ ،‬وبور ش َّع يف ظروف تركية اسالمي ًا يه ابمس احلاجة اىل ابوار عقليته‬
‫اجلبارة وتوجاهاته السديدة‪.‬‬
‫مبرص ًا‪ ،‬وواعظ ًا مؤثر ًا‪ ،‬وجماهد ًا مثابر ًا‪،‬‬
‫فت النوريس من خالل ثروته العلمية عامل ًا انبغ ًا‪ ،‬ومرشد ًا ّ‬ ‫فقد عر ُ‬
‫وصابر ًا عىل املتاره جليد ًا‪ ،‬ومؤلف ًا ابرع ًا ‪.‬‬
‫كيف ل‪ ..‬وهو اذلي افىن حياته بني جسن وإابعاد‪ ،‬واايمه بني عغط واعطهاد‪.‬‬
‫وهو اذلي زين خزاانت العمل مبؤلفاته ورسائهل‪.‬‬
‫لقد ظهر النوريس يف ظروف وكهنا تنتظره لإصالح ما فسد هبا واعالء ما اخنفض فاها‪.‬‬
‫وما هو وهجاد ُه اإل حملة من حملات (اإان حنن نزلنا اذلكر وإاان هل حلافظون) وببأ ٌ من ابباء خلود الرساةل احملمدية يف‬
‫ارض هللا‪.‬‬
‫فقد ظهر يف عرص رفع الكفر رآسه فيه‪ ،‬وارشآبت اعناق التضليل لتطل بنظراهتا املسمومة عىل دوةل لها عراقهتا‬
‫يف احلضارة الاسالمية ولها دورها الفعال يف تدعمي راكئز العقيدة يف بالد الاانعول‪.‬‬
‫فقد وقف وقفة الشجاع الصامد‪ ،‬والهزبر اجلسور امام امئة العلامبية ودعاهتا فألقم حبججه وكتابته ومناظراته جحر ًا‬
‫للفواه النتنة املمتشدقة ابلطعن ابلسالم ولغة القرآن واهتمهتا ابلرجعية والتخلف‪.‬‬
‫‪#12‬‬

‫اجرها واجر َمن معل هبا اىل يوم القيامة؛ اذ قابل الرش ابخلةر‪،‬‬ ‫سن يف تركيا املسلمة س نة حس نة هل ُ‬‫فالمام ّ‬
‫وحتف ًّز مهته وتوقد‬
‫وعاجل الفكر ابلفكر‪ ،‬فدعوته اكبت وما زالت بعده تغرس العقيدة يف بفس الشعب الرتيك ّ‬
‫جذوة الاميان يف قلبه لكام اراد اهل الرش الفاءها‪.‬‬
‫ومل تكن حركة هذا الامام مقصورة عىل الشعب الرتيك املسمل حفسب بل ابترشت اىل العامل وذاع صيهتُ ا‬
‫وخرجت اىل ارجاء العامل حتمل بني يدهيا الامل والبرشى للمؤمنني وايقنوا ان شعب ًا ختدل فيه حركة كحركة‬
‫حري به ان حتقق اهدافه يف مواصةل ادلرب اذلي وععهم الامام عليه ‪.‬‬ ‫النوريس ّ‬
‫فقد حصل لهذا الرائد الكبةر واملصلح امللهم اتباع حيملون ذكل املشعل اذلي اوقده ابيدهيم داخل تركية‬
‫وخارهجا ليواصلوا املسةرة حىت يرفعوا راية الاسالم عىل ربوع بالد الفاحت‪.‬‬
‫وقد قيّض هللا لنرش مؤلفاته وترمجهتا رجا ًل خملصني لرهبم ودليهنم ولعقيدهتم‪ ،‬ومن بني هؤلء الرجال الاخ‬
‫املاجد الاس تاذ احسان قامس الصاحلي اذ قد ترمج هل العديد من مؤلفاته اىل العربية ومل هبا اسواق العراق‬
‫وخزاانت العلامء‪ ،‬جفزاه هللا خةر ًا عن املؤلف وعن املسلمني وابرك هل يف هجوده‪.‬‬
‫رشف انظري يف كتاب من كتب هذا ادلاعية الكبةر‪ ،‬واك ّحل‬ ‫عيل ان ُا ّ‬
‫والاس تاذ الصاحلي هو اذلي عرض ّ‬

‫‪5‬‬
‫اجفاين مبا ابطوى عليه من ِح ٍمك مجة ومعرفة واسعة وعمل غزير‪.‬ذكل الكتاب هو "حماكامت عقلية"‪.‬‬
‫الط ْرف يف سطوره وجنباته واللعت عىل كنوز ذخائره وخزابته‪:‬‬ ‫تصفحت صفحاته وقلبت لرف َ‬ ‫ُ‬ ‫وبعد ان‬
‫وجدته كتا ًاب قد احتوى عىل معلومات لها وزهنا دلى اهل العمل واملعرفة ولها قميهتا عند اهل الفضل والعرفان‪.‬‬
‫اإل اين وجدت الش يخ رمحه هللا قد تأثر يف اسلوبه ببالغة بلغاء اكلستايك والتفتازاين واجلرجاين وغةرمه حيث‬
‫اكبت ظاهرة الغموض تضفو عىل اسلوبه‪ .‬وعالمات التعقيد تظهر عىل عباراته مع ابه قد اته اتاه ًا روحي ًا‬
‫دقيق ًا متحد ًاي كيةر ًا من اعداء العقيدة مقر ًان حتدايته ابلتوجيه والنصح والتحذير مما قد ينأى بعيد ًا ابلقارئ عن‬
‫عنوان املوعوع‪.‬‬
‫‪#13‬‬

‫ذلا فان حمكي عىل الكتاب اببه‪ :‬كتاب علمي رصني ولبس كتا ًاب ثقافي ًا يسهل تناول ما فيه للك من هل خلفية‬
‫اسالمية‪ ،‬بل يس تفيد منه اهل التخصص هبذا الشأن ولبس للعامة فيه بصبب‪.‬‬
‫ومع هذا فان املكتبة الاسالمية العربية حباجة اىل اخراجه من حزي العدم اىل حزي الوجود ليتبوآ متابته مع‬
‫اخواته مصنفات املؤلف بفسها واملصنفات الاخرى اليت املهتا قراحئ فطاحل هذه المة وافذاذها من رجال‬
‫الفكر والتأليف‪.‬‬
‫فللخوة القامئني بنرش تراث هذا الرجل العظمي مين لك اجالل وتقدير مع دعايئ هلم ابلتوفيق من العيل‬
‫القدير‪.‬ولهذا احلرب من ابناء امة محمد صىل هللا عليه وسمل الرمحة والرعوان من الرمحن الرحمي‪.‬واخر دعواان ان‬
‫امحلد هلل رب العاملني وصىل هللا عىل س يدان محمد وعىل آهل وحصبه امجعني‬
‫د‪ .‬عبد املكل عبد الرمحن السعديالعراق‬
‫‪ -‬الرمادي ‪ -‬اجلامع الكبةر‬
‫حترير ًا يف ‪7472/1/96‬‬
‫‪7222/9/99‬م‬
‫‪#15‬‬

‫لكمة للقارئ الكرمي‬


‫امحلد هلل والصالة والسالم عىل رسول هللا ومن والاه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫لقد ّمسى الاس تاذ بديع الزمان سعيد النوريس مؤلَّفه هذا بـ"رجتة العلامء" آي الوصفة الطبية للعلامء‪ .‬وذكل ملا‬
‫اكن يشعر به ويلمسه من حاجة العلامء ولس امي علامء عرصه‪ ،‬اىل تناول مثل هذه العالجات الىت يضمها‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فكتب مؤلفه هذا ابللغة الرتكية مث ترمجها اىل لغة العمل السائدة دلى اهل العمل ويه اللغة العربية‪ .‬ا ّل ابه امجل‬
‫فيه ما ّفصل هناك‪ .‬حىت غدا النص العريب غامض ًا مغلق ًا ‪ -‬الا للعلامء ‪ -‬مما اعطر اىل كتابة "تنبيه" يف مس هتل‬
‫الرتمجة العربية يف لبعهتا الاوىل وكام مايأيت‪:‬‬
‫"وجب عليك ان ل تتعجل يف مطالعهتا وان تسأل اهل اذلكر ان كنت ل تعمل‪ ،‬وعليك برفيقهتا الرتكية فاهنا‬
‫رشحت معمياهتا وقربهتا اىل افواه افهام العوام"‪.‬‬
‫ويف ختام التنبيه ّكرر قوهل‪:‬‬
‫تفصل ما امجل‪ ،‬فعليك ابلصحبة معها"‪.‬‬ ‫"واسرتفق رفيقة تركية ِّ‬
‫القد ّ‬
‫ُض اىل عضوية دار احلمكة الاسالمية التابعة للمش يخة الاسالمية‬ ‫ونرى ايض ًا ان الاس تاذ النوريس عندما ُ َّ‬
‫لدلوةل العامثبية‪ ،‬جسّل هذا الكتاب مضن كتبه الرتكية يف جسل ادلار املذكورة‪.‬‬
‫مبعىن ان الكتاب قد آلّف اص ًال ابللغة الرتكية مث خل ّصه املؤلف بفسه يف عبارات مجمةل جد ًا ابللغة العربية‪.‬‬
‫اخلص من هذا ان السبب اذلي دعاين اىل ترمجة الكتاب وحتقيقه وعدم الاكتفاء برتمجة املؤلّف العربية هو‬
‫الغموض الشديد يف النص العريب اىل حد اس تعصاء الفهم ‪ -‬ا ّل للعلامء ‪ -‬ببامن املؤلف الرتيك يس تفيد منه العلامء‬
‫وكيةر من املهمتني وامليقفني‪.‬‬
‫‪#16‬‬

‫والسبب الخر والامه اذلي دعاين اىل القيام ابلرتمجة والتحقيق هو ابين ملا اكرمين املوىل القدير بتحقيق آاثر‬
‫الاس تاذ النوريس العربية "املينوي العريب النوري" مث "اشارات الاجعاز" و "اخلطبة الشامية" رآيت ابه من‬
‫عيل تقدمي هذا الكتاب للقارئ الكرمي ابسلوب مفهوم حيث املؤلف عدّ ه مقدم ًة لتفسةره اجلليل‬ ‫الواجب ّ‬
‫"اشارات الاجعاز يف مظان الاجياز"‪ .‬فـلهل امحلد واملنة عىل توفيقه الكرمي وهل الفضل او ًل وآخر ًا‪.‬‬
‫والكتاب حبد ذاته حيوز امهية ابلغة للمهمتني ابلفكر الاسال ي والعلوم الاسالمية اذ يربز ما اكن يدور يف‬
‫اذهان العلامء وكتب التفاسةر املتداوةل يف ذكل العرص ‪ -‬اواخر ادلوةل العامثبية ‪ -‬فض ًال عن ان املوازين والقواعد‬
‫اليت وععها املؤلف لتقومي املفاهمي الغريبة وادلخيةل يف كتب متداوةل دلى العلامء‪ ،‬ماتزال حتتفظ تكل الوازين‬
‫جبدهتا وحيويهتا وحقيقهتا‪ ،‬ولعل هذا هوالسبب اذلي ادّى اىل تسمية الكتاب بـ "حماكامت عقلية اوصيقل‬
‫الاسالم" ام ًال من املؤلف ان يشحذ به س يف الاسالم وجيليه من ادران وصدآ‪.‬‬
‫اكن هنجي يف الرتمجة والتحقيق اليت‪:‬‬
‫او ًل‪ :‬ترمجة النص الرتيك املطبوع يف دار سوزلر للنرش ابس تاببول س نة ‪7211‬م مع الاعامتد عىل نسخة من‬
‫الطبعة الاوىل "مطبوعة س نة ‪7277 -7991‬م مبطبعة "ابو الضياء ابس تاببول" وعىل هذه النسخة تصحيحات‬

‫‪7‬‬
‫عيل الاخوة العاملون يف دار سوزلر‪ ،‬جزامه هللا خةر ًا‪.‬‬ ‫املؤلف بفسه‪ .‬تفضّ ل هبا ّ‬
‫اثبي ًا‪ :‬مقابةل الرتمجة بعد الانهتاء مهنا برتمجة املؤلف املوجزة بطبعهتا الاوىل املنشورة حتت امس "رجتة العلامء"‪.‬‬
‫وبطبعهتا اليابية املنشورة مضن كتاب "الصيقل الاسال ي" مبطبعة النور اببقرة س نة ‪7218‬م‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬اقتباس بعض عبارات املؤلف العربية من ترمجته‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬عبط الايت الكرمية وبيان مواععها من السور‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬خترجي الاحاديث الرشيفة مبعاوبة الاخ الكرمي فالح عبد الرمحن‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬كتابة هوامش لرشح بعض الاصطالحات العلمية الواردة يف الكتاب‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬وعع ترامج خمترصة يف الهوامش لعدد من الاعالم اليت وردت‬
‫‪#17‬‬

‫يف الكتاب وملؤلفاهتم ممن مل ينالوا حظ ًا من الشهرة عند القارئ مع اغفال املشاهةر املعروفني عندمه‪.‬‬
‫وبعد ان مت العمل بفضل هللا وددت ان لو قام احد العلامء الافاعل مبراجعة ما مقت به من حتقيق وترمجة‪ّ .‬عهل‬
‫يرشدين اىل ما فيه الاصوب‪ .‬فشاء هللا ان يكون ذكل العامل هو الش يخ اجلليل والعامل املب ّجل والاس تاذ القدير‬
‫ادلكتور عبد املكل السعدي مفا ان عرعت عليه الفكرة حىت رحب هبا وقبلها بتواعع مج‪ .‬فقرآ الكتاب قراءة‬
‫عامل مدقق ونّبّ ين عىل بقاط قد غفلت عهنا ووعع هوامش ذيّلهتا ابمسه‪ .‬مث لكل هجدي مبقدمة قيّمة انفعة ابذن‬
‫هللا جفزاه هللا عنا خةر جزاء‪.‬‬
‫وهللا نسال ان يوفقنا اىل حسن القصد وحصة الفهم وصواب القول وسداد العمل وص ّل اللهم عىل س يدان محمد‬
‫وعىل آهل وحصبه وسمل‪.‬‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#19‬‬

‫حماكامت‬
‫يف التفسةر والبالغة والعقيدة‬
‫آو‬
‫صيقـل الاسالم‬
‫"رجتة العلامء"‬
‫وصفة لبية‪ :‬لعرص مريض‪ ،‬وعنرص عليل‪ ،‬وعضو سقمي‬
‫‪8‬‬
‫تألبف‬
‫بديع الزمان سعيد النوريس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#21‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫وبه نس تعني وابهلل التوفيق‬
‫التحيات للحامك احلكمي الرمحن اذلي مل يزل‪ ..‬اذلي فضلنا ابلسالم‪ ،‬وهداان اىل الرصاط املس تقمي برشيعته‬
‫الغراء‪ ،‬تكل اليت صدّ ق العقل والنقل مع ًا حقائقها اليابتة‪ ،‬الراخسة يف ارض احلقيقة اصولها‪ ،‬املنترشة يف سامء‬
‫الكاملت فروعها‪ ،‬احلامةل بسعادة ادلارين مثارها‪.‬‬
‫واذلي ارشدان اىل احلق املبني‪ ،‬بقرآبه املعجز البيان‪ :‬اذلي ّبني بقواعده ‪ -‬من كتاب العامل ‪ -‬قوابني هللا العميقة‬
‫املسطرة بقمل احلمكة عىل صفحة الوجود‪ ،‬فيحقق ابحتامه العادةل ريق البرشية ومسو بظاهما‬ ‫اجلارية بيد القدر‪ّ ،‬‬
‫ودقة اتزاهنا‪ ،‬فاصبح حق ًا مرشد ًا وهاد ًاي اىل سواء السبيل‪.‬‬
‫والصالة ادلامئة عىل س يد الكوبني وخفر العاملني اذلي‪ :‬يشهد لرسالته ويدل عىل معجزاته ويدعو اىل ما آىت به‬
‫من خزينة الغيب من كزن عظمي‪ :‬العامل اببواعه واجناسه‪ ،‬حىت لكن لك بوع ير ّحب مبقدمه بلسابه اخلاص‪ ،‬كام‬
‫فةرن ذكل الصدى‬ ‫يستنطق سلطان الازل آواتر الارض والسموات‪ ،‬فينشد لك وتر بلسان بغامت معجزاته‪ّ ،‬‬
‫امجليل اىل البد ما دامت هذه القبة الزرقاء‪.‬‬
‫فالسامء تبارك رسالته‪ ،‬بألس نة معراهجا ومالئكهتا ومقرها‪.‬‬
‫والارض تفخر مبعجزاته‪ ،‬بألس نة جحرها وجشرها وحيواهنا‪.‬‬
‫وجو الفضاء يبرش بنبوته‪،‬جبنّه‪ ،‬ويظللها وحيماها بسحائبه‪.‬‬
‫واملايض يبرش ابلفجر الصادق ذلكل الرساج املنةر‪ ،‬بتصديق الاببياء وتلوحيات الكتب ورموز الكهان‪.‬‬
‫واحلال احلارضة ‪ -‬اعىن خةر القرون‪ ،‬قرن السعادة النبوية ‪ -‬تشهد عىل ثبوت ببوته بلسان احلال‪ ،‬ابلبقالب‬
‫العظمي اذلي احدثته يف لبائع العرب‪ ،‬وحتويلهم دفع ًة من البداوة الرصفة اىل املدبية احملضة‪.‬‬
‫‪#22‬‬

‫واملس تقبل يشكر بلسان احلمكة ارشاداته ويس تقبل موكبه املميون ابحداثه وبتحقيقاته‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫والبرشية قالبة بعلامهئا وحمققاها تشهد ابه مرسل من عنده تعاىل‪ ،‬ول س امي املس متعون اىل محمد صىل هللا عليه‬
‫وسمل بلسابه الفصيح وبالكمه البليغ‪ ،‬واذلي هو اكلشمس يض بفسه كام يض غةره‪.‬‬
‫وهللا س بحابه وتعاىل بلسان قرآبه احلكمي يعلن رسالته ويس تقرهئا‪.‬‬
‫مجهل شةران هجان بس تهء اين سلسهل ابد‬
‫‪7‬‬
‫روبه ازحيهل جه سان بكسدل اين سلسهل را‬
‫اما بعد‬
‫فان هذا الفقةر‪ ،‬الغريب‪ ،‬النوريس‪ ،‬اذلي يس تحق ان يُطلق عليه امس بدعة الزمان ا ّل ابه اش هتر ‪ -‬دون رعاه‬
‫‪ -‬بـ(بديع الزمان)‪ .‬فهذا املسكني يس تغيث آمل ًا من حرقة فؤاده عىل تدين الامة ويقول‪ :‬آه‪ ..‬آه‪ ...‬واآسفى‪..‬‬
‫لقد اخندعنا فرتكنا جوهر الاسالم ولبابه‪ ،‬وحرصان النظر يف قرشه وظاهره‪.‬‬
‫وآسأان الفهم‪ ،‬فأسأان الدب معه‪ ،‬وجعزان عن ان بوفيه حقّه حق الايفاء وما يس تحقه من الاحرتام‪ ،‬حىت ر ِغ َب‬
‫عنّا‪ ،‬وب َ َفر منّا‪ ،‬وتسرت بسحائب الاوهام واخليالت‪ .‬واحلق معه‪ ،‬اذ‪ّ :‬نزلنا الارسائيليات مزنةل آصوهل‪ ،‬وادخلنا‬
‫احلتاايت يف عقائده‪ ،‬ومزجنا جمازاته حبقائقه‪ .‬فبخس نا حقه‪ ،‬جفازاان ابلذلل والسفاةل يف ادلبيا‪ ..‬ول خالص‬
‫لنا ا ّل ابللواذ برمحته‪.‬‬
‫آهيا الاخوة املسلمون‪ ،‬هيا لنعتذر اليه‪ ،‬وبطلب رعاه فمندّ اليه مع ًا متفقني يد الصداقة ببايعه وبعتصم حببهل‬
‫املتني‪.‬‬
‫آعلن بال حرج ولتردد‪ :‬ان اذلي دفعين وجشعين اىل مبارزة افتار العصور اخلوايل‪ ،‬والتصدي للخيالت‬
‫تقوت واحتشدت منذ مئات الس نني‪ ..‬امنا هو اعتقادي ويقيين بأن‪:‬‬ ‫والاوهام اليت ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ببت شعر ابللغة الفارس ية ورد يف "مكتوابت الامام الرابين"ابلفارس ية رمق ‪ 91‬و ‪ 18‬من اجلزء الاول‪ .‬ويف الرتمجة‬
‫العربية ص ‪ 12 ،96‬من ج‪.7‬‬
‫قيدت هبا ُآســـد ادلبيا بأســـرمه (املرتمج)‬
‫ْ‬ ‫هل يقـطع الثــــعلب احملــتال ســلس ًةل‬
‫‪#23‬‬

‫احلق سبمنو‪ ،‬منو البذرة النابتة‪ ،‬وإان تسرتت حتت الرتاب‪ .‬وان اههل س ينترصون وان اكبوا قةل وععفاء بظمل‬
‫الاحوال‪.‬‬
‫واعتقادي‪ :‬ان حقيقة الاسالم يه اليت ستسود قارات العامل وتس تويل علاها‪.‬‬
‫بعم! ان الاسالم هو اذلي س يعتيل عرش احلقائق واملعارف‪ ،‬فال يكشفها ول يفتحها ا ّل الاسالم‪ ...‬المارات‬

‫‪10‬‬
‫تبدو هكذا‪..‬‬
‫استيالء اتم ًا يف املايض ‪ -‬يف تكل الصحراء املوحشة واجلهل‬
‫ً‬ ‫ذكل لن اذلي حال دون استيالء الرشيعة الغراء‬
‫املطبق اذلي تربع عىل عرشه التعصب اذلممي‪ ،‬ورضب فيه التقليد آلنابه‪ ،‬يف بالد اجلهل ايخممي ابلسفساف‬
‫والاستبداد املقيت ‪ -‬آقول ان اذلي حال دون همينة الرشيعة يف املايض همينة اتمة يه آمور مثابية‪ ،‬وقد حمقت‬
‫‪ -‬وكذكل الن متحق ‪ -‬ثالث حقائق‪.‬‬
‫هذه املوابع يه اليت ادت اىل كسوف مشس الاسالم‪.‬‬
‫اما املوابع اليت يف الاجابب فهئي‪ :‬التقليد واجلهل وتعصّبم وس يطرة القسس علاهم‪.‬‬
‫آما املوابع اليت عندان فهئي‪ :‬الاستبداد املتنوع‪ ،‬وسوء اخللق‪ ،‬والحوال املضطربة‪ .‬واليأس اذلي تنجم منه‬
‫العطاةل‪.‬‬
‫اما املابع اليامن‪ ،‬وهو آمه املوابع‪ ،‬والبالء النازل فهو تومهنا ‪ -‬حنن والاجابب ‪ -‬خبيال ابلل؛ وجود تناقض‬
‫وتصادم بني بعض ظواهر الاسالم وبعض مسائل العلوم‪ .‬مفرىح جلهود املعرفة الفياعة وابتشارها‪ ،‬و ٍخب ٍخب‬
‫لعناء العلوم الغيورة‪ ،‬اللتني آمدّ ات حتري احلقائق وحشنتا الانسابية‪ ،‬وغرس تا ميل الابصاف يف البرشية جفهزات‬
‫قضاء اتم ًا‪.‬‬
‫تكل احلقائق ابلعتدة دلفع املوابع‪ ،‬فقضت وس تق ي علاها ً‬
‫بعم! ان اعظم سبب سلب منا الراحة يف ادلبيا‪ ،‬وحرم الاجابب من سعادة الخرة‪ ،‬وجحب مشس الاسالم‬
‫وكسفها هو‪ :‬سوء الفهم وتومه مناقضة الاسالم وخمالفته حلقائق العلوم‪.‬‬
‫عدو س يده‪ ،‬واخلادم خصم رئبسه‪ ،‬وكيف يعارض الابن وادله!! فالسالم س يد‬ ‫فيا للعجب! كيف يكون العبد ّ‬
‫العلوم ومرشدها ورئبس العلوم احلقة ووادلها‪.‬‬
‫‪#24‬‬

‫ولكن‪ ،‬اي للسف‪ ..‬هذا الفهم اخلطأ‪ ،‬هذا الفهم البالل‪ ،‬قد آجرى حمكه اىل الوقت احلارض‪ ،‬فألقى بش ّباته‬
‫يف النفوس‪ ،‬وآوصد آبواب املدبية واملعرفة يف وجه الكراد وآمثاهلم‪ .‬فذعروا من تومه املنافاة بني ظواهر من‬
‫ادلين ملسائل من العلوم‪ .‬فكروية الرض ‪ -‬مث ًال ‪ -‬ويه اوىل مرتبة من مراتب اجلغرافية اليت يه آول مزنل من‬
‫منازل العلوم‪ ،‬هذه املسأةل البدهيية تومهوها منافية للمسائل الست اليت س نذكرها‪ ،‬ومل يتحرجوا من املتابرة فاها‬
‫والارصار علاها‪.‬‬
‫فيامن ميعن النظر يف كتايب هذا‪.‬‬
‫اعمل! ان ماآريد ان آسديه هبذا الكتاب من خدمة هو‪:‬‬
‫رد ش ّبات اعداء ادلين اذلين يبخسون الاسالم حقه‪ ،‬ابظهار الطريق املس تقمي اذلي عليه الاسالم ودفع‬

‫‪11‬‬
‫آوهام آهل الافراط والغلو املغرمني بظاهر الاسالم دون حقيقته‪ ،‬واذلين يس تحقون لقب "الصديق الامحق"‬
‫ببيان اجلابب الخر من ذكل الطريق السوي‪ ..‬وامداد علامء الاسالم الاوفياء الصادقني العقالء ومه املرشدون‬
‫احلقيقيون الاصالء اذلين يسعون يف اظهار هذا الرصاط القومي‪ ،‬حيدومه الامل التامل يف النرص‪ ،‬وميهدون‬
‫السبيل اىل مس تقبل عامل الاسالم الزاهر‪.‬‬
‫زبدة الالكم‪:‬‬
‫ان ما آقصده هبذا الكتاب‪ :‬صقل ذكل الس يف الملايس وحشذه‪.‬‬
‫فان سألت‪:‬‬
‫‪ِ -‬ل َم هذا الاعطراب والقلق‪ ،‬وماجدوى رسد الرباهني عىل ماصار اكلعلوم املتعارفة؟ اذ املسائل اليت متخضت‬
‫عن تالحق الافتار‪ 7‬وكشفيات التجارب صارت واحضة وعوح البدهية‪ .‬فايراد الرباهني علاها من قبيل الاعالم‬
‫ابملعلوم؟!‬
‫آقول جوا ًاب‪:‬‬
‫معارصي ‪ -‬مع السف ‪ -‬وان اكبوا آبناء القرن اليالث عرش الهجري الا اهنم تذاكر القرون الوسطى من‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ان‬
‫حيث الفكر والريق‪ .‬وكهنم فهرس‪ ،‬ومنوذج‪ ،‬واخالط ممزتجة لعصور خلت ‪ -‬من القرن اليالث اىل اليالث‬
‫عرش الهجري ‪ -‬حىت غدا كيةر من بدهييات هذا الزمان مّبمة دلهيم‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬تالحق الافتار آي تعاقّبا وترتب بعضها عىل بعض‪( .‬املرتمج)‬
‫‪#25‬‬

‫املقدمة‬
‫هذا الكتاب مبين عىل ثالث مقالت وثالثة كتب‪:‬‬
‫املقاةل الاوىل‪ :‬تبحث يف عنرص احلقيقة آو يف صقل الاسالم مبقدمات ومسائل‪.‬‬
‫املقاةل اليابية‪ :‬تكشف عن عنرص البالغة‪.‬‬
‫املقاةل اليالية‪ :‬تبني عنرص العقيدة والاجوبة اليااببية‪.7‬‬
‫آما الكتب‪ :‬فهئي حتقيق علمي وبوع تفسةر ملا آشار اليه القرآن من عمل السامء‬
‫وعمل الارض وعمل البرش‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حرض القائد العام الياابين اس تاببول س نة ‪ 7221‬م آي اواخر حمك السلطان عبد امحليد الياين وو ّجه مجةل من الاس ئةل‬

‫‪12‬‬
‫ادلينية اىل املش يخة الاسالمية‪ ،‬فو ّجه العلامء بدورمه تكل الاس ئةل مع اس ئةل اخرى اىل الاس تاذ النوريس‪ ،‬اورد قسامً‬
‫وخص (الشعاع اخلامس) لالجوبة اليت ختص ارشاط‬ ‫من اجوبته اليت ختص العقيدة يف املقاةل اليالية من هذا الكتاب ّ‬
‫الساعة وادلجال ‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬مل يتبرس للمؤلف تأليف هذه الكتب اليالثة‪ ،‬اذ ابرش بتأليف تفسةره »اشارات الاجعاز« يف خضم معارك احلرب‬
‫العاملية الاوىل‪ ،‬ومل يمته ايض ًا حيث رصفه املوىل القدير اىل تأليف رسائل النور ابقاذ ًا لالميان‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#27‬‬

‫املقاةل الاوىل‬
‫عنرص احلقيقة‬
‫مقدمات ومسائل‬
‫ان من دساتةر آهل العمل احملققني الاستناد اىل مقدمات‪ ،‬بلوغ ًا اىل‬
‫الهدف والقصد‪ .‬ذلا بنصب سلامً ذا اثنيت عرشة مرتبة‪:‬‬
‫‪#29‬‬

‫املقدمة الاوىل‬
‫من الاصول املقررة ابه‪:‬‬
‫يؤول النقل‪ ،‬ولكن ينبغي ذلكل العقل ان يكون عق ًال حق ًا‪.‬‬ ‫اذا تعارض العقل والنقل‪ ،‬يعدّ العقل آص ًال و ّ‬
‫مث قد حتقق آيض ًا‪:‬‬
‫ان مقاصد القرآن الاساس ية وعنارصه الصلية املنبثة يف لك هجاته آربعة‪ :‬اثبات الصابع الواحد‪ ،‬والنبوة‪،‬‬
‫واحلرش اجلسامين‪ ،‬والعدل‪.‬‬
‫آي‪ :‬ان القرآن هو وحده الكفيل ابلجابة عن الاس ئةل اليت تسألها احلمكة (الفلسفة) من التائنات‪ :‬من آين؟‬
‫وبأمر َمن تأتون؟ َمن سلطانمك ودليلمك وخطيبمك؟ ما تصنعون؟ واىل آين تصةرون؟ ولهذا ف ِذ ُكر التائنات يف‬
‫القرآن الكرمي ‪ -‬مما سوى املقاصد ‪ -‬امنا هو ذكر اس تطرادي لبيان لريق الاس تدلل عىل الصابع اجلليل اببتظام‬
‫الصنعة‪ .‬بعم! الابتظام يشاهد‪ ،‬بل يُظهر بفسه بلك وعوح‪ .‬فالصنعة املنتظمة تشهد عىل وجود الصابع وعىل‬
‫قصده وارادته شهادة صادقة قالعة‪ ،‬اذ ترتاءى يف لك هجة من هجات الكون وتتلل من لك جابب‪ ..‬وتعرض‬
‫جامل اخللق اىل آبظار احلمكة‪ .‬حىت لكن لك مصنوع لسان يس ّبح حبمكة صابعه‪ ،‬لك بوع يشهد مشةر ًا ابصبعه‬
‫اىل حمكة الصابع‪.‬‬
‫مفادام املقصد هو هذا‪ ،‬وما دمنا بتعمل من كتاب التائنات الرموز والاشارات ادلاةل عىل الابتظام‪ ،‬وان النتيجة‬

‫‪13‬‬
‫احلاصةل واحدة‪ ،‬فكيفام اكن ّ‬
‫تشلك التائنات يف ذاهتا‪ ،‬فال علينا‪ ،‬اذ ل تتعلق بنا‪.‬‬
‫ولكن لك فرد من آفراد التائنات‪ ،‬اذلي دخل ذكل اجمللس القرآين الرفيع ٌ‬
‫موظف بأربع وظائف‪.‬‬
‫‪#30‬‬

‫الاوىل‪ :‬اعالن عظمة اخلالق اجلليل اببتظامه واتفاقه مع غةره‪.‬‬


‫الك من الافراد موعو ٌع وخالصة ٍ‬
‫لعمل من العلوم‬ ‫اليابية‪ :‬اظهاره ان الاسالم زبدة العلوم احلقيقية‪ ،‬حيث ان ً‬
‫احلقيقية ‪.‬‬
‫اليالية‪ :‬اثبات تطابق الاسالم مع القوابني والنوامبس الالهية اجلارية يف العامل وابطباقه علاها ليمنو الاسالم‬
‫ويرتعرع ابمداد تكل النوامبس الفطرية‪ ،‬حيث ان لك فرد من التائنات منوذج لنوع‪.‬‬
‫بعم! ان الاسالم‪ ،‬ادلين املبني‪ ،‬يمتزي هبذه اخلاصية عن سائر الاداين املرتددة بني الهوى والهوسات‪ ،‬لفقداهنا‬
‫اجلذور العريقة املمدة لها‪ .‬فتارة تض واخرى تنطف ‪ ،‬وتتغةر برسعة‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬توجيه الافتار اىل حقائق الاش ياء واحلث علاها والتنبيه اياها‪ ،‬من حيث ان لك فرد مهنا منوذج حلقيقة‬
‫من احلقائق‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬ان ال َق َسم ابلجرام العلوية والسفلية يف القرآن الكرمي‪ ،‬امنا هو لتنبيه الغافلني دوم ًا وحهثم عىل التفكةر‪.‬‬
‫فال َق َسم القرآين قرع العصا ملن غطّ يف بوم الغفةل‪.‬‬
‫فاذلي حتقق الن هو اليت‪:‬‬
‫ان القرآن الكرمي اذلي هو معجز‪ ،‬ويف آمسى بالغة وآرفعها‪ ،‬يسكل بال ريب آوحض لرق الاس تدلل وآصوهبا‬
‫وآقرصها وآوفقها لساليب اللغة العربية‪ ،‬اي ابه يراعي حس ّيات العوام لجل افهاهمم وارشادمه‪ ،‬اي يذكر‬
‫ادلليل وهو ابتظام الكون بوجه يكون معروف ًا دلهيم وتأنس به عقوهلم‪ ..‬وخبالفه يكون ادلليل آخفى من املدّ عى‬
‫مما ينايف لريق الارشاد ومهنج البالغة ومذهب الاجعاز‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬لو قال القرآن‪ :‬آهيا الناس! ابظروا اىل الكرة الارعية الطائرة يف اجنذاب ونشوة والسائرة يف جو الفضاء‪،‬‬
‫وتأملوا يف الشمس املس تقرة مع حركهتا والاجرام العلوية املرتبط بعضها ببعض ابجلاذبة العامة‪ ،‬وتدبّروا يف‬
‫العنارص الكثةرة املرتبط بعضها ببعض بأوارص كميياوية يف جشرة اخللقة املنترشة فروعها يف الفضاء غةر احملدود‪..‬‬
‫لتتصوروا عظمة الصابع!! او ابظروا مبجهر عقولمك اىل قطرة ماء‪ ،‬اليت تس توعب عامل ًا من احليواانت‪ ،‬بأن هللا‬
‫عىل لك ش قدير‪!!.‬‬
‫‪#31‬‬
‫فلو قال القرآن هذا‪ ،‬آما اكن ادلليل اخفى وآمغض من املدّ عى واحوج اىل التوعيح؟ آما اكن ذكل تنويراً‬
‫للحقيقة بش مظمل ابلنس بة هلم! آو تلكيفهم بأمر غةر معقول هو مغالطة ابفسهم تاه بداهة ّ‬
‫حسهم!‬

‫‪14‬‬
‫ان اجعاز القرآن اج ّل والهر من ان يقع عىل ذيهل الصايف الالمع غبار اإخالل الافهام‪ .‬ولقد ّلوح القرآن الكرمي‬
‫اىل املقصد احلقيقي يف معالف الايت الببنات وتالفيفها‪ ،‬كام جعل قسامً من ظواهر الايت منار ًا ومرشد ًا اىل‬
‫املقصد‪ ،‬اكلكناية عليه‪.‬‬
‫ومن الصول املقررة آيض ًا‪:‬‬
‫ان الصدق والكذب‪ ،‬آو التصديق والتكذيب يف الكناايت وآمثالها ليرجعان اىل صورة املعىن‪ ،‬اي اىل "املعاين‬
‫الاوىل" كام يعرب عهنا فن البيان‪ ،‬بل يتوهجان اىل املقصد والغرض‪ ،‬اي اىل "املعاين اليابوية"‪ .‬فكام اذا قيل ‪:‬‬
‫"لويل النجاد" فاحلمك حصيح والالكم صدق ان اكن الشخص لويل القامة وان مل يكن هل س يف‪ .‬وكام تكون‬
‫اللكمة الواحدة يف الكم‪ ،‬قرينة اجملاز‪ 7‬لالس تعارة‪ ،‬فان لائفة من الايت الكرمية‪ ،‬كهنا لكمة واحدة لالكم هللا‪،‬‬
‫تكون قرائن حلقائق وجواهر سائر آخواهتا‪ ،‬وترجامن وادلء عىل ما يف عامئر جاراهتا من آرسار‪.‬‬
‫حاصل الالكم‪:‬‬
‫من مل يضع هذه احلقيقة بصب العني‪ ،‬وجعز عن موازبة الاايت‪ ،‬ومل يمتكن من احلمك ببهنا حكامً عد ًل‪ ،‬يكون‬
‫اكلبكتايش اذلي قال لتسويغ تركه الصالة؛ ان القرآن يقول‪( :‬ل تقربوا الصالة)‪ ..‬آما ما بعده فلست حافظ ًا‬
‫للية! آل يكون هذا موعع هزء يف بظر احلقيقة؟!‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬آي الاشارة اليت ختص اجملاز‪ ،‬آي اليت تعل اللكمة جماز ًا حامتً ويه القيد اذلي حيول اللكمة عن معناها احلقيقي‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#32‬‬

‫املقدمة اليابية‬
‫‪7‬‬
‫قد يكون بدهيي ًا ما هو بظري يف املايض‪ .‬هكذا حتقق‪ ،‬ففي العامل ميل لالس تكامل وبه يتبع العا ُمل قا َ‬
‫بون التتامل‪.‬‬
‫ولن الانسان من مثرات العامل واجزائه ففيه كذكل ميل الرتيق املس متد من امليل لالس تكامل‪ .‬وميل الرتيق هذا‬
‫يمنو ويرتعرع مس متد ًا من تالحق الافتار اذلي ينبسط بتمكل املبادئ واكامتل الوسائل‪ ،‬وتمكل املبادئ يلقي‬
‫‪ -‬من صلب اخللقة ‪ -‬بذور علوم الكوان ملقح ًا رمح الزمان اليت تريب تكل البذور وتنبهتا‪ ،‬فتس توي ابلتجارب‬
‫املتعاقبة التدرجيية‪.‬‬
‫بناء عىل هذا‪ ،‬فان مسائل كيةرة يف هذا الزمان قد آصبحت يف عداد البدهييات والعلوم املعتادة‪ ،‬ببامن اكبت‬ ‫و ً‬
‫يف السابق آمور ًا بظرية‪ ،‬شديدة اخلفاء والغموض‪ ،‬وحمتاجة اىل رسد الرباهني‪ ،‬اذ نرى كيةر ًا من مسائل‬
‫اجلغرافية والفكل والكميياء والهندسة العملية؛ يعرفها حىت صبيان هذا الزمان‪ ،‬بل يلعبون هبا لعّبم ابملالعيب‬
‫وذكل بتمكل املبادئ وبريق الوسائط وبكشفيات تالحق الافتار‪ ،‬علامً اهنا اكبت بظرية وخفية عىل "ابن سبنا"‬
‫وامثاهل من الفالسفة‪ .‬مع ابه لو وزن "ابو الفلسفة" مبئات من فالسفة هذا الزمان لرحجهم يف اذلاكء وقوة الفكر‬
‫‪15‬‬
‫وكامل احلمكة وسعة القرحية‪ .‬فالنقص اذ ًا لبس يف "ابن سبنا" فهو ابن الزمان‪ ،‬بل يف آبيه الزمان‪.‬‬
‫آلبس بدهيي ًا ابه لو مل تكتشف ادلبيا اجلديدة (آمريتا) ‪ -‬واش هتر به كولومبس ‪ -‬لقتدر عىل اكتشافها واحلاقها‬
‫هبذه ادلبيا القدمية آبسط املالحني؟ اذ بد ًل من تبحر فكر املكتشف الول واقتحامه املهاكل تكفي الن سفينة‬
‫صغةرة وبوصةل‪.‬‬
‫ومع هذا يلزم اخذ احلقيقة التية بنظر الاعتبار ويه‪:‬‬
‫ان املسائل قسامن؛ قسم يؤثر فيه تالحق الافتار‪ ،‬بل يتوقف عليه‪ ،‬اكلتعاون يف املادايت لرفع خصرة كبةرة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬البدهيئي ما ل حيتاج اىل بظر واس تدلل ‪ ،‬والنظري هو ما حيتاج اىل بظر واس تدلل‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#33‬‬

‫والقسم الياين؛ ل تأثةر للتعاون وتالحق الافتار فيه من حيث الاساس‪ .‬فالواحد والالف سواء‪ .‬اكلقفز يف‬
‫اخلارج من مرتفع اىل آخر‪ ،‬او املرور من موعع عيق‪ .‬فلك فرد واللك سواء‪ ،‬ول جيدي التعاون‪.‬‬
‫ف ً‬
‫بناء عىل هذا القياس‪:‬‬
‫فان قسامً من العلوم هو كرفع الصخر‪ ،‬حباجة اىل التعاون وتالحق الافتار‪ .‬واغلب هذا القسم هو من العلوم‬
‫املادية‪.‬‬
‫آما القسم الياين‪ ،‬وهو الشبيه ابمليال الياين‪ ،‬فتمكّهل دفعي‪ ،‬او شبيه ادلفعي‪ .‬وآغلب هذا القسم هو من‬
‫املعنوايت ومن العلوم الالهية‪.‬‬
‫ولكن عىل الرمغ من ان تالحق الفتار ليغةر ماهية هذا القسم الياين ول يمكهل ول يزيده‪ ،‬ا ّل ابه يفيض‬
‫وعوح ًا وظهور ًا وقوة يف مساكل براهينه‪.‬‬
‫وجيب مالحظة مايأيت‪:‬‬
‫ان من توغل كيةر ًا يف ش ‪ ،‬آدّى به يف الغالب اىل التغايب يف غةره‪.‬‬
‫فبناء عىل هذا‪:‬‬
‫تبدل يف املعنوايت وظل سطحي ًا فاها‪.‬‬ ‫من توغل يف املادايت ّ‬
‫فنظر ًا اىل هذه النقطة‪:‬‬
‫ليكون حمك احلاذق يف املادايت جحة يف املعنوايت بل غالب ًا ليس تحق سامعه‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬اذا ما راجع مريض همندس ًا بد ًل من لببب‪ ،‬ظن ًا منه ان الطب اكلهندسة‪ .‬وآخذ بوصفة املهندس‪ ،‬فقد‬
‫وعزى آقرابءه‪.‬‬ ‫آخذ لنفسه تقرير ًا بنقهل اىل مستشفى مقربة الفناء‪ّ ،‬‬

‫‪16‬‬
‫وكذكل مراجعة احتام املاديني يف املعنوايت اليت يه احلقائق احملضة واجملردات الرصفة واستشارة اراهئم‬
‫وافتارمه‪ ،‬تعين الاعالن عن سكتة القلب اذلي هو اللطيفة الراببية‪ ،‬وعن سكرات العقل اذلي هو اجلوهر‬
‫النوراين‪.‬‬
‫بعم! ان اذلين يبحيون عن لك ش يف املادايت عقوهلم يف عيوهنم‪ ،‬والعني عاجزة عن رؤية املعنوايت‪.‬‬
‫‪#34‬‬

‫املقدمة اليالية‬
‫ان دخول لائفة من الارسائيليات وقسم من الفلسفة اليوانبية مضن دائرة الاسالم وظهورها بزي ادلين‬
‫امجليل‪ ،‬شوشت الافتار‪ .‬وذكل‪:‬‬
‫تىل احلق فاهم وتيقظ اس تعداد حس ياهتم‬ ‫ان اولئك القوم‪ ،‬العرب النجباء‪ ،‬اكبوا آمة آمية يف اجلاهلية‪ .‬ولكن ملّا ّ‬
‫وهجوا رغباهتم وميوهلم لكها يف معرفة ادلين وحده‪ .‬ومل يك بظرمه املتوجه اىل الكون من‬ ‫مبشاهدة ادلين املبني‪ّ ،‬‬
‫بوع التفصيل الفلسفي بل بظر اس تطرا ٍد لالس تدلل لبس ا ّل‪.‬‬
‫وما اكن يلهم ذوقهم املرهف الطبيعي ا ّل حميطهم الواسع الرفيع املنسجم مع فطرهتم‪ ،‬والقرآن الكرمي هو وحده‬
‫املريب ل ِف َطرمه الاصيةل النقية ومعلمها‪ ..‬ولكن الامة العربية ‪ -‬بعد ذكل ‪ -‬آخذت حتتضن الاقوام الاخرى‬
‫فدخلت معلومات سائر امللل وعلوهما ايض ًا حظةرة الاسالم‪ ،‬مث وجدت الارسائيليات ا ّ‬
‫حملرفة منفذ ًا اىل خزائن‬
‫جمرى اىل تكل اخلزائن‪ ،‬ابسالم عدد من علامء اهل الكتاب كـ"وهب و كعب"‬ ‫خيال العرب‪ ،‬فأسالت ً‬
‫فامزتجت الارسائيليات ابلفتار الصافية‪ ،‬فض ًال عن ذكل وجدت الاحرتام والتقدير‪ ،‬لن اذلين اهتدوا من‬
‫علامء اهل الكتاب قد تتاملوا برشف الاسالم وانلوا به متابة فائقة‪ ،‬ذلا غدت معلوماهتم امللفقة كهنا مقبوةل‬
‫ومسمل هبا فمل تردّ‪ ،‬بل وجدت اذا ًان صاغية لها من دون تنقيد‪ ،‬وذكل لعدم مصادمهتا ابصول الاسالم ولهنا‬ ‫ّ‬
‫اكبت تروى كحتاايت لآمهية لها‪ ..‬ولكن اي للسف‪ .‬قبلت تكل احلتاايت بعد فرتة من الزمن كهنا حقائق‬
‫وآصبحت سبب ًا لكثةر من الش ّبات والشكوك‪.‬‬
‫اإذ ان هذه الارسائيليات قد تكون مرجع ًا لبعض امياءات الكتاب والس نة‪ ،‬ومصدر ًا لبعض مفاهميهام ‪ -‬بوجود‬
‫عالقة ‪ -‬ا ّل اهنا ل تكون معىن للايت الكرمية والاحاديث الرشيفة‪ .‬بل لو حصت رمبا تكون افراد ًا من معاين‬
‫مايصدُ ق عليه مفهوم‬
‫‪#35‬‬
‫‪7‬‬
‫الية واحلديث‪ .‬ولكن املفتوبني ابلظاهر اذلين مل جيدوا ‪ -‬بسوء اختيارمه ‪ -‬مصدر ًا غةره‪ ،‬ومل ّ‬
‫يتحروا عنه‪،‬‬
‫ّفرسوا قسامً من الاايت والاحاديث بتطبيق الارسائيليات علاهام‪ .‬واحلال ان اذلي يفرس القرآن لبس ا ّل‬
‫القرآن واحلديث الصحيح‪ ،‬وا ّل فال يفرس القرآن ابلجنيل والتوراة املنسوخة احتاهمام واحملرفة قصصهام‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ان املعىن ش ومايصدُ ق عليه املعىن ش آخر‪ .‬غةر ابه اقمي ما ميكن ان يكون مصداق ًا لش مقام املعىن‪،‬‬
‫فاختلط كيةر من الامتاانت والاحامتلت مع الوقائع‪.‬‬
‫مث ملا ترمجت الفلسفة اليوانبية يف عرص املأمون‪ ،‬لضمها اىل الفكر الاسال ي‪ ،‬تكل الفلسفة الناش ئة من منبع‬
‫كيةر من الاسالةر واخلرافات‪ ،‬محلت معها شبئ ًا من العفوانت‪ ،‬وتداخلت يف افتار العرب الصافية‪ ،‬فشوشت‬
‫الافتار اىل ح ٍد ما‪ ،‬وفتحت لريق ًا من التحقيق اىل التقليد‪ ،‬كام اهنا رصفهتم عن الاس تنباط بقراحئهم الفطرية‬
‫من معدن ماء حياة الاسالم اىل الافتقار ابلتتلمذ عىل تكل الفلسفة املابعة للكامل‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬فكام ان العلامء احملققني ّدوبوا قواعد علوم العربية‪،‬عندما فسدت ابختالط العامج‪ ،‬حفاظ ًا عىل سالمة‬
‫َملَكة الالكم املُرضى‪ ،‬كذكل حاول قسم من علامء الاسالم الناقدين فرز الفلسفة ومتيزي الارسائيليات ملّا‬
‫دخلتا دائرة الاسالم‪.‬‬
‫ولكن اي للسف مل يوفقوا لكي ًا‪ ،‬فمل يبق المر عند حده‪ ،‬اذ ملا رصفت اهلمة اىل تفسةر القرآن الكرمي‪ ...‬ل ّبق‬
‫عدد من الظاهريني منقوهل عىل بعض الارسائيليات‪ ،‬ووفقوا بني قسم من معقوهل والفلسفة املذكورة‪ ،‬ملا رآوا‬
‫من مشوهل عىل املنقول واملعقول‪ ،‬وكذا احلديث النبوي‪ ،‬فبد ًل من ان يس تخرج املقاصد من عني الكتاب‬
‫والس نة اس تنبط لائفة مطابق ًة وعالق ًة بني بعض بقلياهتام الصادقة وبعض الارسائيليات احملرفة‪ ،‬وبني عقلياهتام‬
‫املموهة‪ ،‬ظن ًا مهنم ان هذه املطابقة واملشاهبة تفسةرٌ ملعاين الكتاب والس نة‬
‫احلقيقية وهذه الفلسفة املوهومة ّ‬
‫وبيان ملقاصدهام!‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ترد يف ثنااي الكتاب اصطالحات مشاهبة لهذا‪ ،‬فتارة‪ :‬الظاهريون‪ ،‬واخرى ‪ :‬اهل الظاهر ‪ ،‬واخرى‪ :‬املغرمون‬
‫ابلظاهر‪ ..‬اخل‪ .‬واملقصود‪ :‬اولئك اذلين يولون امهية لظاهر الش دون حقيقته‪ ،‬ول ميكهنم درك حقيقة الش ‪ ،‬آو ل يعرفوهنا‬
‫معرفة جيدة‪ ،‬او يتوقفون يف ظاهر الش او النص دون تأويهل وتوجاهه‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#36‬‬
‫يفرس بعضه بعض ًا‪ ،‬ومعناه فيه‪َ ،‬‬
‫وصدَ فُه ّدر مثهل ل‬ ‫الك‪ ..‬مث الك! لن مصداق الكتاب املبني اجعاز ُه‪ .‬والقرآن ّ‬
‫قرش‪ .‬وحىت لو فُرض ان القصد من اظهار هذه املطابقة هو تزكية ذكل الشاهد الصادق‪ ،‬فهو عبث آيض ًا‪ ،‬اذ‬
‫القرآن املبني آمسى وآغىن من آن يفتقر اىل تزكية العقل والنقل الذلين آلقيا اليه املقاليد‪ ،‬لبه اإن مل يزكهام فشهادهتام‬
‫ل تسمع‪.‬‬
‫بعم! جيب البحث عن الرثاي يف السامء ل يف الارض‪ .‬فاحبث عن معاين القرآن يف آصدافه‪ ،‬ل يف جيبك احلاوي‬
‫عىل اخالط‪ ،‬فابك لن تد شبئ ًا‪ ،‬وحىت لو وجدت فالقرآن يرفضه‪ ،‬اذ لحيمل لغراء البالغة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ومن املقرر‪ :‬ان املعىن هو ما ص ّبته الالفاظ يف الصامخ انفذ ًا يف اذلهن‪ ،‬منترش ًا منه اىل الوجدان‪ ،‬مفتح ًا منه‬
‫آزاهةر الافتار‪ .‬وا ّل فلبس هو ماترسب يف خياكل من احامتلت لكرثة توغل امور اخرى‪ ،‬او مارسقته وملت‬
‫جيبك من آابليل الفلسفة واسالةر احلتاايت‪ ،‬مث آخفيته يف معالف الاايت والاحاديث مث اظهرته ممستاً‬
‫به يف يدك تربزه وتنادي‪ " :‬هذا هو املعىن‪ ،‬هلموا لخذه!!" فيأتيك اجلواب‪ :‬ايهذا! ان املعىن اذلي اس تخرجته‬
‫مزيف‪ ،‬عليه عالمة التقليد يردّه بق ّاد احلقيقة‪ ،‬وسلطان الاجعاز يطرد من رضب سكته‪ ،‬وحكمي البالغة‬
‫يسجن ومهك يف خياكل بشكوى الاية عليك‪ ،‬ملا تعرعت اىل بظاهما وبظام احلديث‪ .‬ولالب احلقيقة ل يقبهل‬
‫منك حامتً اذ يقول كل‪ :‬ان معىن الاية ّدر وهذا َمدَ ر ومفهوم احلديث همج وهذا مهج‪.‬‬
‫َمثل للتنوير‪ :‬من آمثال الكراد الادبية‪ :‬ان رج ًال امسه (علو) اكن يرسق العسل‪ ،‬فاشةر عليه بأن س تظهر‬
‫رسقتك وينكشف آمرك‪ .‬جفمع الزانبةر يف كوارة‪ ،‬لجل اخلداع وايمتويه‪ ،‬فتان يرسق العسل ويدّ خره يف‬
‫الكوارة‪ ،‬واذا ماسأهل آحد يقول‪ :‬هذا العسل صنعته حنيل‪ ،‬همندسة العسل‪ .‬مث حيدث الزانبةر بلغة مشرتكة‬
‫ببهنام "فز فز ز وه هه نكفني ز من" آ ي‪ :‬عليمك ادلوي والطنني ومىن العسل!‬
‫املؤول ابلتشهئي والهوى‪ ،‬ل تتسل هبذا التشبيه‪ ،‬فهذا رضب للميل‪ .‬اذ املعىن اذلي آوردته لبس عس ًال‬ ‫فيا آهيا ّ‬
‫بل ّمس ًا‪ ،‬فان تكل الالفاظ ‪ -‬القرآبية والنبوية ‪ -‬لبست حن ًال بل اكملالئكة تويح آرواح احلقائق اىل القلب‬
‫والوجدان ملن اكن هل قلب آو القى السمع وهو شهيد‪ ..‬ان احلديث النبوي معدن احلياة‪ ،‬وملهم احلقائق‪.‬‬
‫‪#37‬‬

‫حنصل مما س بق‪:‬‬


‫ان الافراط والتفريط الكهام مرضان‪ ،‬ورمبا التفريط اكرث رضر ًا ا ّل ان الافراط اكرث ذبب ًا‪ ،‬لبه يسبب التفريط‪.‬‬
‫بعم! لقد فتح ابب السامح ابلفراط‪ ،‬فاختلطت الاش ياء املزيفة بتكل احلقائق الرفيعة‪ .‬وملا شاهد اهل التفريط‬
‫والنقد غةر املنصفني هذه املزيفات بني تكل احلقائق اليت ل تقدر بمثن‪ ،‬ذعروا وامشأزوا‪ ،‬وظنوها لكها مزيفة‬
‫اتفهة ملوثة‪ ،‬ظلامً واحجاف ًا‪ ..‬الك وحاش هلل‪...‬‬
‫ترى لو وجدت بقود مزيفة يف كزن‪ ،‬ادخلت اليه من اخلارج‪ ،‬او لو شوهد تفاح فاسد سقط اىل بس تان من‬
‫غةره‪ ،‬آمن احلق والابصاف عدّ الكزن لكه مزيف ًا‪ ،‬او البس تان لكه فاسد ًا‪ ،‬ومن مث تركهام لهنام ملواثن معيوابن‬
‫مشوابن؟!‬
‫خامتة‪:‬‬
‫آقصد من هذه املقدمة‪ :‬ان الافتار العامة تريد تفسةر ًا للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫مفرس‪ .‬آما الاحوال والاحداث فهئي كشافة‪ .‬وان اذلي يس تطيع ان‬ ‫بعم! ان للك زمان حمكه‪ ،‬والزمان كذكل ّ‬

‫‪19‬‬
‫يكون اس تاذ ًا عىل الافتار العامة هو الافتار العلمية العامة ايض ًا‪.‬‬
‫بناء عىل هذا واستناد ًا اليه آريد تشكيل جملس شورى علمي‪ ،‬منتخب من العلامء احملققني‪ ،‬لك مهنم‬ ‫ف ً‬
‫مفرس‬
‫متخصص يف عمل‪ .‬ليقوموا بتأليف تفسةر للقرآن الكرمي ابلشورى ببهنم‪ ،‬حتت رايسة الزمان اذلي هو ّ‬
‫عظمي‪ ،‬وجيمعوا احملاسن املتفرقة يف التفاسةر‪ ،‬وهي ّذبوها ويذهّبوها‪.‬‬
‫وهذا الامر مرشوط ابن تكون الشورى هممينة يف لك ش ‪ .‬والافتار العامة مراقبة‪ .‬وجحية الاجامع جحة‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪#38‬‬

‫املقدمة الرابعة‬
‫الشهرة ّمتكل الانسان ما ل ميكل؛ اذ من جسااي البرش؛ اس ناد الش الغريب او ايمثني اىل من اش هتر جبنسه‪،‬‬
‫يروج الكمه ويزينه آو لئال يك َّذ ًَب‪ ،‬او لغراض اخرى‪ ،‬حييل بتاجئ افتار آمة‬ ‫لإظهاره اصي ًال‪ .‬آي‪ :‬لجل ان ّ‬
‫او حماسن الوارها اىل خشص ما ‪ -‬ظلامً وعدوا ًان ‪ -‬ويشاهد صدورها عنه! ببامن ذكل الشخص بفسه من شأبه‬
‫امر‪ ،‬وقيل هل‬‫ر ّد تكل الهدية املهداة هل ظلامً وتعسف ًا؛ اذ لو عرض عىل شهةر يف صنعة مجيةل او خصةل راقية ٌ‬
‫حاش هلل‪ ،‬ذكل لن بظره‬ ‫‪ -‬بغةر حق ‪ :-‬ان هذا من صنع يدك ‪ -‬مث ًال‪ -‬فابه يردّه حامتً ويتربآ منه ويشمزئ‪ ،‬قائ ًال َ‬
‫النافذ يف ماوراء احلسن الظاهر يبرص اخالل ذكل الامر جبامل تكل الصنعة الناش من تناسقها وابتظاهما‪.‬‬
‫بناء عىل هذه السجية‪ ،‬واستناد ًا اىل القاعدة املشهورة‪" :‬اذا ثبت الش ثبت بلوازمه" يضطر الناس اىل اس ناد‬ ‫ف ً‬
‫قوة عظمية وعظمة فائقة وذاكء خارق‪ ..‬وامثالها من لوازم خوارق العادات اىل ذكل الشخص الشهةر‪ ،‬ليوامئ‬
‫مايف خياهلم‪ ،‬ويميكّن هل ان يكون مرجع ًا ومصدر ًا مجليع ما ينسب اليه من آمور خارقة‪ .‬فيتجسم ذكل الشخص‬
‫يف اذهاهنم اجعوبة من اعاجيب اخللق‪.‬‬
‫فان شئت فابظر اىل صورة "رس مت بن زال" املعنوية‪ ،‬اذلي منا يف خيال العجم‪ ،‬ترى العجب العجاب‪ .‬فابه ملا‬
‫اش هتر ابلشجاعة اغتصب مفاخر الايرابيني وآغار علاها بقوة الشهرة‪ ،‬وحبمك الاستبداد اذلي مل يتخلص منه‬
‫الايرابيون قط‪ .‬وهكذا خضمت تكل الشخصية واس تعظمت يف اخليالت‪.‬‬
‫وملا اكن الكذب يردفه كذب ويسوق اليه‪ ،‬اس تلزمت هذه الشجاعة اخلارقة للعادة‪ ،‬معر ًا خارق ًا‪ ،‬وقامة خارقة‪،‬‬
‫وما يكتنفهام من لوازهمام!‪ ..‬حىت تسم ذكل اخليال يف اذلهن وهو يرصخ‪" :‬اان بوع منحرص يف خشص"‪ .‬لمن‬
‫ابناء البرش بل كتائن خرايف يدور يف حتاايت الناس ويتقدم اخلرافات فاحت ًا الطريق اىل امثاهل‪.‬‬
‫‪#39‬‬

‫جمردة! ابعم النظر يف هذه املقدمة؛ لن ابب اخلرافات ينفتح من هذا املوعع‪ ،‬وابب‬
‫اي من يريد رؤية احلقيقة ّ‬
‫التحقيق (العلمي) ينسد به‪ ،‬زد عىل ذكل ففي هذه الارض القاحةل اجلرداء يضيع عىل الانسان آخذ العربة‬

‫‪20‬‬
‫من القصة‪ ،‬ويفوته البناء عىل اسس املتقدمني كام ميليه الرتيق‪ ،‬وليتجرآ عىل الترصف يف مةراث الاسالف‬
‫ول الزايدة عليه‪.‬‬
‫فان شئت قل للخواجة برص ادلين الشهةر بـ(حجا الرو ي)‪ :‬آهذه الاقوال الغريبة لكها كل؟ فس يكون جوابه‪:‬‬
‫"هذه الاقوال متل اجملدلات‪ ،‬وحتتاج اىل معر مديد‪ .‬واقوايل لكها لبست من بوادر اللكم‪ ،‬فأان عامل من العلامء‬
‫تسعين زاكة ما نس بوا ّايل من اقوال‪ .‬اما البايق فارفضه واردّه لهنا تقلب ظرافيت اىل التصنع"‪.‬‬
‫فيا هذا! من هذا العرق تنبت اخلرافات واملوعوعات‪ ،‬ومنه تتفرع‪ ،‬وهو اذلي يزيل قوة الصدق‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ان احسا ًان يزيد عىل الاحسان الالهئي لبس ابحسان‪.‬‬
‫ان حبة من حقيقة تفضل بيدر ًا من اخليالت‪.‬‬
‫الالمئنان والقناعة ابلحسان الالهئي يف التوصيف فرض‪.‬‬
‫جيب ا ّل خيل بنظام اجملمتع َمن اكن داخ ًال فيه‪.‬‬
‫آصل الش تببّنه مثرته‪ .‬رشف الش يف ذاته ل يف نسهل‪.‬‬
‫اذا اختلطت يف بضاعة‪ ،‬بضاع ٌة اخرى‪ ،‬فاهنا تنقص من قمية الاوىل وان اكبت اليابية قيّمة وبفبسة‪ ،‬بل تسبب‬
‫جحزها‪.‬‬
‫بناء عىل هذه النقاط‪ ،‬آقول‪:‬‬‫والان‪ً ،‬‬
‫ان اس ناد قسم من الاحاديث املوعوعة اىل "ابن عباس" ريض هللا عنه وامثاهل من الصحابة الكرام‪ ،‬لجل‬
‫الرتغيب او الرتهيب‪ ،‬ااثر ًة للعوام وحض ًا هلم‪ ،‬امنا هو هجل عظمي‪.‬‬
‫بعم! ان احلق مس تغن عن هذا‪ ،‬واحلقيقة غنية عنه‪ .‬فنورهام اكفيان لإانرة القلوب‪ .‬تسعنا الاحاديث الصحيحة‬
‫املفرسة احلقيقية للقرآن الكرمي وبيق هبا وبطمنئ اىل التوارخي الصحيحة املوزوبة مبزيان املنطق‪.‬‬‫ّ‬
‫‪#40‬‬

‫املقدمة اخلامسة‬
‫اذا وقع اجملاز من يد العمل اىل يد اجلهل ينقلب اىل حقيقة‪ ،‬ويفتح الباب للخرافات‪ 7‬اذ اجملازات والتشباهات‬
‫اذا ما اقتطفهتام يسار اجلهل املظمل من ميني العمل املنور‪ ،‬او اس مترات ولال معرهام‪ ،‬ابقلبتا اىل "حقيقة" مس تفرغة‬
‫من الطراوة والنداوة‪ ،‬فتصةر رسا ًاب خادع ًا بعدما اكبت رشا ًاب زل ًل‪ ،‬وتصبح جعوز ًا مشطاء بعدما اكبت فاتنة‬
‫حس ناء‪.‬‬
‫بعم! ان شعةل احلقيقة امنا تتلمع من اجملاز بشفافيته‪ .‬ولكن بتحوهل اىل حقيقة يصبح كييف ًا قامت ًا حيجب احلقيقة‬
‫‪21‬‬
‫الاصلية‪ .‬فهذا التحول قابون فطري‪ ،‬فان اردت شاهد ًا عليه راجع ارسار تدد اللغات وتغةراهتا‪ ،‬والاشرتاك‬
‫والرتادف يف الامور‪ .‬ابصت اياها جيد ًا تسمع حامتً‪:‬‬
‫ان كيةر ًا من اللكامت او احلتاايت او اخليالت او املعاين اليت اكن السلف يتذوقوهنا‪ ،‬مل توافق الرغبات الشابة‬
‫ىل اخللف‪ ،‬لهنا غدت جعوز ًا ل زينة لها‪ .‬ذلا اصبحت سبب ًا دلفعهم اىل ميل التجدد والرغبة يف الاجياد‪ ،‬واجلرآة‬
‫عىل التغيةر‪ .‬هذه القاعدة جارية يف اللغات مثلام يه جارية يف اخليالت واملعاين واحلتاايت‪ .‬ولهذا لينبغي احلمك‬
‫عىل اي ش بظاهره؛ اذ من شأن احملقق‪:‬‬
‫سرب غور املوعوع‪ ..‬والتجرد من املؤثرات الزمابية‪ ..‬والغوص يف اعامق املايض‪ ..‬ووزن الامور مبوازين املنطق‪..‬‬
‫ووجدان منبع لك ش ومصدره‪.‬‬
‫ومما اللعين عىل هذه احلقيقة ودلّين علاها هو حدوث خسوف القمر زمن صباي‪ ،‬اذ سألت وادليت عنه‪،‬‬
‫فاجابت ‪ :‬لقد ابتلع اليعبان القمر‪ .‬فقلت‪ :‬فَ ِ َمل يشاهد القمر؟ قالت‪ :‬ان ثعابني السامء ش به شفافة‪.‬‬
‫فابظر كيف حتول التشبيه اىل حقيقة! حفجبت حقيقة احلال‪ ،‬اذ ش ّبه آهل الفكل تقالع مائل القمر مبنطقة‬
‫الربوج يف الرآس واذلبب‪ ،‬بيعبابني او تنبنني؛ حيث ان‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬فصلت هذه املسأةل يف اللمعة الرابعة عرشة من مجموعة اللمعات‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#41‬‬

‫القمر او الشمس اذا اىت احدهام اىل الراس والاخر اىل اذلبب وتوسطهتام الارض‪ ،‬خيسف القمر‪.‬‬
‫اي من ليسأم من الك ي ايخمتلط هذا! ابعم النظر ايض ًا يف هذه املقدمة وابظر اياها بدقة متناهية‪ ،‬فكثةرجد ًا من‬
‫اخلرافات‪ ،‬واخلالفات‪ ،‬امنا تنشأ من هذا الاصل‪ .‬فينبغي الاسرتشاد ابملنطق والبالغة‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫جيب ان يكون للمعىن احلقيقي خمت خاص وعالمة واحضة ممتزية‪ .‬واملشخّص لتكل العالمة هو احلُسن اجملرد‬
‫الناش من موازبة مقاصد الرشيعة‪.‬‬
‫آما جواز اجملاز فيجب ان يكون عىل وفق رشوط البالغة وقواعدها‪ ،‬وا ّل فرؤية اجملاز حقيقة واحلقيقة جماز ًا‪،‬‬
‫او اراءهتام هكذا‪ ،‬امدا ٌد لس يطرة اجلهل لبس ا ّل‪.‬‬
‫ان ميل التفريط من شأبه محل لك ش عىل الظاهر‪ ..‬حىت لينهتئي الامر تدرجيي ًا اىل نشوء مذهب الظاهرية‬
‫مع الاسف‪ .‬وان حب الافراط من شأبه النظر اىل لك ش بنظر اجملاز‪ ،‬حىت لينهتئي الامر تدرجيي ًا اىل نشوء‬
‫مذهب البالنية البالل‪ .‬فكام ان الاول مرض فالياين اكرث رضر ًا منه بدرجات‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫واذلي يبني احلد الاوسط وحيد من الافراط والتفريط امنا هو فلسفة الرشيعة مع البالغة‪ ،‬واحلمكة مع املنطق‪.‬‬
‫رش جزيئ‪ .‬ومن الاصول املسلمة ابه يلزم‬ ‫بعم! آقول‪ :‬احلمكة (الفلسفة) لهنا خةر كيةر مع تضمهنا الرش‪ ،‬ا ّل ابه ٌ‬
‫اختيار آهون الرشين‪ ،‬اذ ترك ما فيه خةر كيةر لجل رش جزيئ فيه‪ ،‬يعين القيام برش كيةر‪.‬‬
‫بعم! ان احلمكة القدمية (الفلسفة القدمية) خةرها قليل‪ ،‬خرافاهتا كيةرة‪ ،‬حىت هنئى السلف ‪ -‬اىل حد ما ‪ -‬عهنا‪،‬‬
‫حيث الاذهان اكبت غةر مس تعدة‪ ،‬والافتار مقيدة ابلتقليد‪ ،‬واجلهل مس تول عىل العوام‪ .‬ببامن الفلسفة‬
‫احلارضة خفةرها كيةر ‪ -‬من هجة املادة ‪ -‬ابلنس بة للقدمية‪ ،‬وكذهبا وابللها قليل‪ .‬والافتار حرة يف الوقت‬
‫احلارض‪ ،‬واملعرفة مس يطرة عىل امجليع‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬ل بد ان يكون للك زمان حمكه‪.‬‬
‫‪#42‬‬

‫املقدمة السادسة‬
‫مفي ًال‪ :‬ان لك مايرد يف التفسةر ل يلزم ان يكون منه‪ ،‬اذ العمل ميدّ بعضه بعض ًا‪.‬‬
‫مفا ينبغي التحمك (يف الرآي)‪ .‬اذ من املسلّامت‪ :‬ان املاهر يف همنة الهندسة‪ ،‬رمبا يكون عامي ًا ولفيلي ًا يف همنة‬
‫اخرى اكلطب‪ ،‬ودخي ًال فاها‪.‬‬
‫ومن القواعد الاصولية‪ :‬ابه ل يعدّ من الفقهاء َمن مل يكن فقاه ًا‪ ،‬وان اكن جمهتد ًا يف آصول الفقه‪ ،‬لبه عا ي‬
‫ابلنس بة اياهم‪.‬‬
‫وكذكل من احلقائق التارخيية‪ :‬ان الشخص الواحد ليس تطيع ان يتخصص يف علوم كيةرة؛ ا ّل من اكن فذ ًا‪،‬‬
‫فبس تطيع ان يتخصص يف اربعة او مخسة من العلوم‪ ،‬ويكون صاحب ملكة فاها‪.‬‬
‫مفن ادّعى اللك فاته اللك‪ .‬لن للك عمل صورة حقيقية‪ ،‬وابلتخصص تمتيل صورته احلقيقية‪ .‬اذ املتخصص يف‬
‫عمل ان مل جيعل سائر معلوماته ممتمة وممد ًة هل‪ ،‬متيلت من معلوماته الهزيةل صورة جعيبة‪.‬‬
‫مصور اىل هذه الارض من عامل اخر مل يكن قد شاهد صورة اكمةل‬ ‫لطيفة افرتاعية للتوعيح‪ :‬لو افرتض جم ّ‬
‫لالنسان ول غةر انسان من الاحياء‪ .‬ورمبا رآى عضو ًا من اعضاء لك مهنا‪ .‬فاذا آراد هذا املصور تصوير‬
‫انسان‪ ،‬مما شاهد منه من يد ورجل وعني واذن وبصف الوجه وآبف وعاممة وامثالها‪ .‬آو اراد تصوير حيوان‬
‫مما صادف بظره من ذيل حصان وعنق مجل ورآس آسد‪ .‬فاملشاهدون يهتمون املصور يف معهل لن عدم وجود‬
‫تناسق وانسجام وامزتاج بني الاعضاء حيول دون وجود اكئن يح كهذا وس يقولون‪ :‬ان رشوط احلياة ل تسمح‬
‫مليل هذه الاعاجيب‪.‬‬
‫فهذه القاعدة بفسها تري يف العلوم‪ ..‬والعالج هو‪ :‬اختاذ املرء احد العلوم اساس ًا وآص ًال‪ ،‬وجعل سائر معلوماته‬
‫حوع ًا ختزن فيه‪.‬‬
‫‪#43‬‬

‫‪23‬‬
‫ومن العادات املس مترة‪ :‬ان علوم ًا كيةرة تزتامح يف كتاب واحد‪ ،‬فبسبب تعابقها وتاوهبا ابمداد بعضها بعض ًا‬
‫وابتاج بعضها بعض ًا‪ ،‬حيصل تشابك اىل حد كبةر‪ ،‬حبيث ل تكون نس بة مسائل العمل اذلي الّف الكتاب فيه‬
‫الرس تؤدي ابلظاهري او الغوغايئ املغالط اىل ان يقول حمتج ًا به‪" :‬الرشيعة يه‬ ‫ا ّل زاكة حمتواه‪ .‬فالغفةل عن هذا ّ‬
‫هذه‪ ،‬وهذا هو التفسةر!" اذا ما يرى مسأةل ذكرت اس تطراد ًا يف تفسةر او كتاب فقه‪ .‬وان اكن صديق ًا يقول‪:‬‬
‫" َمن مل يقبل هبذا فلبس مبسمل!!" وان اكن عدو ًا يقول حمتج ًا به‪" :‬الرشيعة آو التفسةر خطأ" َ‬
‫حاش هلل‪.‬‬
‫املفرلون! ان التفسةر والرشيعة ش وما الّف فاهام من كتب ش اخر‪ ،‬فالكتاب يسع الكثةر‪.‬‬ ‫اهيا املفرلون و ّ‬
‫ففي حابوت الكتاب اش ياء اتفهة غةر اجلواهر النادرة‪.‬‬
‫فان اس تطعت ان تفهم هذا‪ ،‬تنجو من الرتدد‪ .‬فابتبه! فكام ل تشرتى لوازم الببت املتنوعة من صناع واحد‬
‫فقط‪ ،‬بل جيب مراجعة ايخمتص يف صنعة لك حاجة من احلاجات؛ كذكل لبد من توفيق الاعامل واحلراكت‬
‫مع ذكل القابون الشامخ ابلكاملت (قابون الفطرة)‪ .‬آل يشاهد ان من انكرست ساعته‪ ،‬اذا راجع خيال ًا‬
‫خليالهتا فال يقابَل ا ّل ابلهزء والاس تخفاف؟‬
‫اشارة‪ :‬اإن اساس هذه املقدمة هو‪ :‬ان الامتيال والطاعة لقابون التتامل والريق للصابع اجلليل ‪ -‬اجلاري يف‬
‫الكون عىل وفق تقس مي الاعامل ‪ -‬فرض وواجب‪ ،‬ا ّل ان الطاعة لشارته ورعاه س بحابه التامنني يف ذكل‬
‫القابون مل يوف حقها‪ .‬علامً ان يد عناية احلمكة الالهية ‪ -‬اليت تقت ي قاعدة تقس مي الاعامل ‪ -‬قد آودعت يف‬
‫ماهية البرش اس تعدادات وميو ًل‪ ،‬لداء العلوم والصناعات اليت يه يف حمك فرض الكفاية لرشيعة اخللقة‬
‫(السنن الكوبية) ‪.‬‬
‫مفع وجود هذا الامر املعنوي لداهئام‪ ،‬اععنا بسوء ترصفنا الشوق ‪ -‬املمد للميل‪ ،‬املنبعث من ذكل الاس تعداد‬
‫‪ -‬والفأان جذوته هبذا احلرص التاذب‪ ،‬وهبذه الرغبة يف التفوق اليت يه رآس الرايء! فال شك ان جزاء العايص‬
‫هجمن‪ .‬ف ُع ّذبنا جبهمن اجلهل‪ .‬لبنا مل نمتيل اوامر الرشيعة الفطرية اليت يه قابون اخللقة‪ ..‬وما ينجينا من هذا‬
‫العذاب ا ّل العمل عىل وفق قابون (تقس مي الاعامل)‪ .‬فقد دخل اسالفنا جنان العلوم ابلعمل عىل وفق تقس مي‬
‫الاعامل‪.‬‬
‫‪#44‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫كام ل يكفي جمرد دخول غةر املسمل املسجدَ لعتناقه الاسالم‪ ،‬كذكل دخول مسأةل من مسائل الفلسفة او‬
‫اجلغرافية اوالتارخي وامثالها‪ ،‬يف كتب التفسةر او الفقه‪ ،‬ل جيعل تكل املسأةل من التفسةر او الرشيعة قطع ًا‪.‬‬
‫مفرس او فقيه ‪ -‬برشط التخصص ‪ -‬يعدّ جحة يف التفسةر فقط او يف الفقه حفسب‪ .‬وا ّل فهو لبس‬ ‫مث ان حمك ّ‬
‫حبجة يف الامور اليت دخلت خلسة يف كتب التفسةر او الفقه‪ .‬لبه ميكن ان يكون دخي ًال يف تكل الامور‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫ول عتاب عىل الناقل‪ .‬ومن اكن جحة يف عمل وانق ًال يف علوم اخرى‪ ،‬فاختاذ قوهل فاها جحة او ايمتسك بقوهل فاها‬
‫من قبيل ادلعوى ما هو ا ّل اإعراض عن القابون الالهئي املستند اىل تقس مي احملاسن وتوزيع املساعي‪ .‬مث ابه‬
‫مسمل منطقي ًا‪ :‬ان احلمك يقت ي تصور "املوعوع" و "احملمول_" بوجه ما فقط‪ ،‬اما سائر التفاصيل والرشوح‬ ‫ّ‬
‫لبس من ذكل العمل‪ ،‬وامنا من مسائل عمل آخر‪.‬‬
‫ابي من ادلللت اليالث اخلاصة‪ .7‬مفي ًال‪ :‬ان اعظم جمافاة للمنطق‬ ‫ومن املقرر ابه‪ :‬ل يدل العام عىل اخلاص ٍ‬
‫النظر اىل تأويل الاية الكرمية (بني الصدفني) (الكهف‪ )26 :‬يف تفسةر البيضاوي‪ ،‬بظرة جازمة ابه‪ :‬بني جبال‬ ‫ُ‬
‫آرمينيا واذربيجان‪ .‬اذ هو اساس ًا انقل‪ .‬فض ًال عن ان تعيبنه لبس مدلول القرآن‪ ،‬فال يعدّ من التفسةر‪ .‬لن‬
‫ذكل التأويل ترشحيٌ مستند اىل عمل آخر لقيد واحد من قيود الاية الكرمية‪.‬‬
‫وكذكل ظمل واحجاف حبق ذكل املفرس اجلليل وبرسوخ قدمه يف العمل يف تفسةره املذكور اختاذ امثال هذه‬
‫النقاط الضعيفة فيه ذريعة لبث الش ّبات حوهل‪ .‬حفقائق التفسةر الاصلية والرشيعة واحضة جلية‪ ،‬ويه تتلل‬
‫اكلنجوم‪ .‬مفا اذلي يدفع عاجز ًا مثيل عىل اجلرآة غةر ما يف تكل احلقائق من وعوح وقوة‪ .‬فادّعي واقول‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ويه دلةل املطابقة والتضمن والالزتام‪ ،‬لن اللفظ ادلال ابلوعع يدل عىل متام ما وعع هل ابملطابقة‪ ،‬وعىل جزئه ابلتضمن‬
‫‪ ،‬وعىل ما يلزمه يف اذلهن ابللزتام؛ اكلنسان‪ ،‬فابه يدل عىل متام احليوان النالق ابملطابقة‪ ،‬وعىل جزئه ابلتضمن‪ ،‬وعىل‬
‫قابل العمل ابللزتام (التعريفات) ‪ -‬املرتمج‬
‫‪#45‬‬

‫اذا دقق النظر يف لك حقيقة من احلقائق الاساس ية يف التفسةر والفقه‪ ،‬يشاهد‪ :‬اهنا انبعة من احلقيقة‪ ،‬موزوبة‬
‫حق‪ .‬فالش ّبات الواردة ‪ -‬همام اكبت ‪ -‬انش ئة من اذهان همذار مث اختلطت‬
‫مبزيان احلمكة‪ ،‬ومتىض اىل احلق ويه ٌ‬
‫بتكل احلقائق‪ .‬مفن اكبت دليه ش ّبة حول حقائق التفسةر الاصلية‪ ،‬فهذا ميدان التحدي‪ ،‬فليربز اىل امليدان‪.‬‬
‫‪#46‬‬

‫املقدمة السابعة‬
‫املبالغة تشوش الامور وتبلبلها‪ ،‬لن من جسااي البرش‪ :‬مزج اخليال ابحلقيقة‪ ،‬مبيل اىل الاسزتادة يف الالكم فامي‬
‫اإلتذ به‪ ،‬والرغبة يف الالق الالكم جزاف ًا فامي يصف‪ ،‬والاجنذاب اىل املبالغة فامي حيىك‪ .‬وهبذه السجية السبئة‬
‫يكون الاحسان اكلفساد‪ ،‬ومن حيث ل يعمل يتودل النقصان من حيث يزيد‪ ،‬وينجم الفساد من حيث‬
‫يصلح‪ ،‬وينشأ اذلم من حيث ميدح‪ ،‬ويتودل القبح من حيث ُحيسن‪ ..‬وذكل لإخالهل ‪ -‬من حيث ل يشعر ‪-‬‬
‫ابحلسن الناش من الانسجام واملوازبة (يف املقاصد)‪.‬‬
‫قلب هل اىل داء‪ ،‬كذكل املبالغون يف الرتغيب والرتهيب‪ ،‬املس تغين عهنام‬ ‫فكام ان الاسزتادة من دواء شاف ٌ‬

‫‪25‬‬
‫احلق‪ ،‬كجعل الغيبة اكلقتل او اظهار التبول وقوف ًا بدرجة الزان او التصدق بدرمه متائف حل ّجة‪ ...‬وامثالها من‬
‫اللكامت غةر املوزوبة اليت يطلقها املبالغون امنا يس تخفون ابلزان والقتل ّ‬
‫وهيوبون شأن احلج‪.‬‬
‫بناء عىل هذا‪ :‬ل بد ان يكون الواعظ حكاميً‪ ،‬وذا دراية ابحملاكامت العقلية‪.‬‬
‫ف ً‬
‫بعم! ان الوعاظ اذلين ل ميلكون موازين‪ ،‬ويطلقون الكهمم جزاف ًا‪ ،‬قد سببوا جحب كيةر من حقائق ادلين ّ‬
‫النةرة‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬الزايدة اليت زيدت يف معجزة انشقاق القمر الباهرة ابملبالغة يف الالكم‪ ،‬ويه ان القمر قد نزل من السامء‬
‫ودخل حتت آبط الرسول صىل هللا عليه وسمل مث رجع اىل السامء‪ .‬هذه الزايدة‪ ،‬جعلت تكل املعجزة الباهرة‬
‫اكلشمس‪ ،‬خمفي ًة كنجم السهئى‪ ،‬وجعلت ذكل الربهان للنبوة اذلي هو اكلقمر‪ ،‬خمسوف ًا‪ ،‬وفتحت ابواب جحج‬
‫اتفهة للمنكرين‪.‬‬
‫حاصل الالكم‪:‬‬
‫حمب لدلين وعاشق للحقيقة‪ :‬الالمئنان بقمية لك ش وعدم الالق الالكم جزاف ًا وعدم التجاوز‪.‬‬
‫جيب عىل لك ّ‬
‫اذ املبالغة افرتاء عىل القدرة الالهية‪ .‬ويه فقدان‬
‫‪#47‬‬

‫اليقة ابلكامل واحلسن يف العامل واس تخفاف هبام والذلين آجلأ الامام الغزايل اىل القول‪" :‬لبس يف الامتان آبدع‬
‫مما اكن"‪.‬‬
‫آهيا الس يد ايخمالب! قد يؤدي ايمتييل آيض ًا ما يؤديه الربهان من معل‪ .‬فكام ان للك من الاملاس واذلهب‬
‫والفضة والرصاص واحلديد قميهتا اخلاصة‪ ،‬وخاصيهتا اخلاصة هبا‪ ،‬وهذه اخلواص ختتلف‪ ،‬والقمي تتفاوت‪ .‬كذكل‬
‫مقاصد ادلين تتفاوت من حيث القمية والادةل‪ .‬فان اكن وعع آحدها اخليال‪ ،‬مفوعع الخر الوجدان والخر‬
‫يف رس الارسار‪ .‬ان من آعطى جوهرة آو لةرة ذهبية يف موعع فلس او عرش ابرات‪ ،‬حيجر عليه لسفهه‪ ،‬ومينع‬
‫من الترصف يف آمواهل‪ .‬واذا ابعكست القضية فال يسمع ا ّل لكامت الاس هتزاء والاس تخفاف‪ ،‬اذ بد ًل من ان‬
‫يكون اتجر ًا صار حمتا ًل يسخر منه‪ .‬كذكل الامر يف من ل ميزي احلقائق ادلينية وليعطي للك مهنا ما يس تحقه‬
‫من حق واعتبار‪ ،‬ول يعرف سكة الرشيعة وعالمهتا يف لك حمك‪ .‬لك حمك شبيه جبزء ترس يدور عىل حموره‬
‫ملعمل عظمي‪ .‬فاذلين ل ميزيون يعرقلون تكل احلركة‪ .‬مثلهم يف هذا مكيل جاهل شاهد ترس ًا صغةر ًا لطيف ًا يف‬
‫ماكنة جس مية‪ ،‬وحاول الاصالح وتغيةر ذكل الوعع املتناسق‪ .‬ولكن لعدم رؤيته الانسجام احلاصل بني حركة‬
‫الرتس الصغةر واملاكنة الكبةرة وهجهل بعمل املتائن‪ ،‬فض ًال عن غرور النفس اذلي يغريه وخيدعه بنظره السطحي؛‬
‫تراه خي ّل بنظام املعمل من حيث ل يشعر ويكون واب ًل عىل بفسه‪.‬‬
‫زبدة الالكم‪:‬‬
‫ان الشارع س بحابه وتعاىل قد وعع سكته وخمته املعمتد عىل لك حمك من احتام الرشع‪ .‬ولبد من قراءة تكل‬
‫‪26‬‬
‫غىن عن تزيني وترصف اذلين‬ ‫السكة واخلمت‪ .‬فذكل احلمك مس تغن عن لك ش سوى قميته وسكته‪ .‬فهو يف ً‬
‫يلهيون وراء املبالغني واملغالني واملمنقني للّفظ‪ .‬وليعمل هؤلء اذلين يطلقون الالكم جزاف ًا‪ ،‬مك يكوبون ممقوتني يف‬
‫بظر احلقيقة يف بصحهم الخرين‪ .‬مفي ًال‪ :‬مل يكتف احدمه ابلزجر الرشعي لتنفةر الناس عن املسكرات فقال‬
‫الكم ًا امام مجع غفةر من الناس اجخل من كتابته‪ ،‬وقد شطبته بعد كتابته‪.‬‬
‫‪#48‬‬

‫فيا هذا! ابك بالكمك هذا تعادي الرشيعة! وحىت ان كنت صديق ًا فال تكون ا ّل صديق ًا آمحق‪ ،‬و ّ‬
‫ارض عىل‬
‫ادلين من عدوه‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫اهيا الظاملون اذلين حياولون جرح الاسالم وبقده من بعيد‪ ،‬من اخلارج‪ .‬بزوا الامور ابحملامكة العقلية‪.‬‬
‫ولتنخدعوا ولتكتفوا ابلنظر السطحي‪ .‬فهؤلء اذلين آصبحوا سبب ًا لعذارمك الواهية ‪ -‬يف بقد الاسالم ‪-‬‬
‫يس ّمون بلسان الرشيعة "علامء السوء"‪ .‬فابظروا اىل ما وراء احلجاب اذلي ّودله عدم موازنهتم الامور‪ ،‬وتعلقهم‬
‫الشديد ابلظاهر‪ ،‬سرتون‪ :‬ان لك حقيقة من حقائق الاسالم برهان ّبةر اكلنجم السالع‪ ،‬يتلل عليه بقش‬
‫الازل والابد‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان اذلي نزل من الالكم الازيل مي ي اىل الابد واخللود‪ .‬ولكن ‪ -‬اي لالسف ‪ -‬يلقي احدمه ذبوبه عىل‬
‫الاخرين ليربئ بفسه‪ ،‬وما ذكل ا ّل من حبه لها واحنيازه اياها ومن جعزه واانببته وغروره‪ .‬وهكذا يس ند الكمه‬
‫اذلي حيمتل اخلطأ او فعهل القابل للخطأ اىل خشص معروف‪ ،‬او اىل كتاب موثوق‪ ،‬بل حىت احيا ًان اىل ادلين‪،‬‬
‫وغالب ًا اىل احلديث الرشيف‪ ،‬ويف هناية املطاف اىل القدر الالهئي‪ .‬وما يريد هبذا الا تربئة بفسه‪.‬‬
‫حاش هلل‪ .‬فال يرد الظال ُم من النور‪ .‬وحىت لو سرت النجوم املشاهدة يف مرآته ل يس تطيع سرت جنوم‬
‫حاشلهل مث َ‬
‫السامء‪ .‬بل هو العاجز عن الرؤية والابصار‪.‬‬
‫آهيا الس يد املعرتض! ابه ظمل فاحض جعل الش ّبات الناش ئة من سوء فهم الاسالم والاحوال املضطربة الناش ئة‬
‫من خمالفة الرشيعة‪ ،‬ذريعة لتلويث الاسالم‪ .‬وما هذا ا ّل اكلعدو اذلي يتذرع لي سبب اكن لالبتقام واليأر‪.‬‬
‫او مثل الطفل اذلي يروم البتاء لتفه سبب‪ .‬اذ ان لك صفة من صفات املسمل ل يلزم ان تكون انش ئة من‬
‫الاسالم‪.‬‬
‫‪#49‬‬

‫املقدمة اليامنة‬
‫متهيد‪:‬‬
‫ل متل من هذه املقدمة الطويةل التية‪ ،‬لن ختاهما يف منهتئى الامهية‪ ،‬فض ًال عن اهنا تزيل اليأس املبيد للك‬
‫‪27‬‬
‫كامل‪ .‬وتبعث احلياة يف الامل‪ ،‬اذلي هو جوهر لك سعادة ومخةرهتا‪ ..‬وتبرش ابن املس تقبل س يكون لنا‬
‫واملايض لغةران‪ ..‬رعينا ابلقسمة وها هو ذا موعوعها‪:‬‬
‫عقد موازبة بني ابناء املايض واملس تقبل‪ ،‬فاملدارس العليا ل تقرآ فاها اللفباء‪ ،‬وهمام عظمت ماهية العمل فان‬
‫صورة تدريسها غةر ماهيهتا ‪.7‬‬
‫بعم! ان املايض مدرسة الاحاسبس واملشاعر املادية‪ ،‬ببامن املس تقبل هو مدرسة الافتار‪ .‬فهام لبسا عىل لراز‬
‫واحد‪.‬‬
‫واقصد من ابناء املايض او ًل ‪ :‬القرون الاوىل والوسطى ملا قبل القرن العارش لغةر املسلمني‪ .‬اما الامة‬
‫الاسالمية فهئي خةر امة يف القرون اليالث الاوىل‪ ،‬وامة فاعةل عامة اىل القرن اخلامس‪ ،‬وما بعده حىت القرن‬
‫اعرب عنه ابملايض‪ .‬اما املس تقبل فاعدّ ه مابعد القرن الياين عرش‪.‬‬ ‫الياين عرش ّ‬
‫وبعد هذا مفن املعلوم ان الغالب عىل تدبةر شؤون الانسان‪ .‬اإما العقل او البرص‪ ،‬وبتعبةر اخر‪ :‬اإما الافتار‬
‫او الاحاسبس املادية‪ .‬او‪ :‬اإما احلق او القوة‪ .‬آو‪ :‬اإما احلمكة آو احلكومة‪ .‬آو‪ :‬اإما امليول القلبية آو الامتيالت‬
‫العقلية‪ .‬او‪ :‬اما الهوى او الهدى‪.‬‬
‫وعىل هذا نشاهد ان‪ :‬اخالق ابناء املايض احلامةل شبئ ًا من الصفاء‪ ،‬واحاسبسهم اخلالصة اىل درجة‪ ،‬قد‬
‫اس تخدمت افتارمه غةر املنورة وس يطرت علاها‪ ،‬فربزت الشخصيات وسادت الاختالفات‪ .‬ببامن افتار ابناء‬
‫املس تقبل املنورة ‪ -‬اىل حد ‪ -‬قد تغلبت عىل احاسبسهم املظلمة ابلهوى والشهوة وخسرهتا لمرها‪ ،‬فتحققت‪:‬‬
‫ان الس يادة تكون للحقوق العامة‪ .‬فتجلت الانسابية اىل حد ما‪ .‬وهذا يبرش ابن الاسالم‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لعل املقصود ان لريقة تقدمي العمل ختتلف بأختالف الازمان‪ ،‬مفا يتعلمه املبتدئون غةر ما يتعلمه الواصلون اىل املراحل‬
‫العليا‪ ،‬وما عرفه ابناء املايض غةر ما ينبغي ان يعرفه ابناء احلارض واملس تقبل‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#50‬‬

‫اذلي هو الانسابية الكربى سبسطع اكلشمس يف رابعة ايهنار يف سامء املس تقبل وعىل جنان آس يا‪.‬‬
‫وملا اكبت الاحاسبس املادية وامليول والرغبات والقوة اليت انشأت الاغراض النفسابية واخلصومات وميل‬
‫التفوق عىل الاخرين مس يطرة عىل اودية املايض اكن الاقناع اخلطايب اكفي ًا لرشاد اهل ذكل الزمان‪ ،‬لن‬
‫تصوير املدّ عى وتزيبنه وهتويهل وتأببسه اىل اخليال يداعب الاحاسبس ويؤثر يف امليول والرغبات‪ ،‬فتان هذا‬
‫يسد مسدّ الربهان‪ .‬بيد ان قياس ابفس نا علاهم يعين التحرك اىل اخللف‪ ،‬واحقام ًا لنا يف زوااي ذكل الزمان‪ .‬اذ‬
‫للك زمان حمكه‪ .‬حنن بطلب ادلليل‪ .‬ول بنخدع بتصوير املدعى وتزيبنه‪.‬‬
‫وملا اكن مصدر تبخر حقائق احلمكة يف حصراء الوقت احلارض والباعث ابلسحاب املمطر اىل جبال املس تقبل‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫هو الافتار والعقل واحلق واحلمكة واليت ّودلت حديي ًا ميل التحري عن احلقيقة‪ ،‬وعشق احلق‪ ،‬وترجيح املنفعة‬
‫العامة عىل اخلاصة‪ ،‬وظهور رغبات انسابية؛ ذلا ل ييبت املدّ عى بغةر الرباهني القالعة‪ .‬فنحن ابناء احلال‬
‫احلارضة واملرحشني للمس تقبل ليش بع اذهابنا تصوير املدّ عى وتزيبنه بل بطلب الربهان‪.‬‬
‫فلنذكر قلي ًال من حس نات وسبئات املايض واملس تقبل الذلين هام يف حمك سلطابني‪.‬‬
‫ففي داير املايض اكن السائد يف الاغلب هو‪ :‬القوة‪ ،‬والهوى‪ ،‬والطبائع‪ ،‬وامليول‪ ،‬والاحاسبس‪ ،‬ذلا فان احدى‬
‫حتمك واستبداد وظهور حمبة خشص عىل‬ ‫سبئاته ابه اكن هناك يف لك امر من اموره ‪ -‬ولو بصورة عامة ‪ّ -‬‬
‫حساب خصومة آخر‪ ..‬وغلبة خصومة مسكل الخرين عىل حمبة مسلكه‪ ..‬ومداخةل الالزتام والتعصب‪..‬‬
‫والاحنياز املابع عن كشف احلقيقة‪.‬‬
‫حاصل الالكم‪:‬‬
‫ملا اكبت امليول متفاوتة فان تدخل الشعور ابلحنياز يف لك ش ‪ ،‬ونشوء التبلبل ابلختالفات جعل احلقيقة‬
‫هترب وختتفي‪.‬‬
‫‪#51‬‬

‫مث ان من سبئات استبداد الاحاسبس‪ :‬تأسس املساكل واملذاهب غالب ًا عىل التعصب‪ ..‬وتضليل الاخرين‪،‬‬
‫او عىل السفسطة‪ ..‬ببامن هذه اليالثة مذمومة يف بظر الرشع‪ ،‬منافية لالخوة الاسالمية‪ ،‬مفرقة لالبتساب‬
‫اجلنيس (الانساين) خمالفة للتعاون الفطري دلرجة ان احد هؤلء يضطر يف ايهناية اىل تبديل مذهبه ومسلكه‬
‫دفع ًة‪ ،‬مصدق ًا اجامع الناس وتواترمه اتراكً التعصب والسفسطة‪ .‬ببامن اذا ما معل ً‬
‫ابتداء ابحلق بد ًل من‬
‫التعصب‪ ،‬وابلربهان بد ًل من السفسطة‪ ،‬وابلتوفيق والتطبيق بد ًل من تضليل الاخرين‪ ،‬ول ّبق الشورى‪،‬‬
‫فال ميكن ان يبدّ ل مذهبه ومسلكه احلق ولو جبزء مهنام حىت لو اتفقت ادلبيا عليه‪.‬‬
‫وملا اكن املهمين هو احلق والربهان والعقل والشورى يف خةر القرون وعصور السلف الصاحل‪ ،‬مل يك للشكوك‬
‫والش ّبات موعع‪ .‬كذكل نرى ابه بفضل ابتشار العلوم يف الوقت احلارض وهمينهتا بصورة عامة ويف املس تقبل‬
‫همينة اتمة ان شاء هللا س يكون املهمين هو احلق بد ًل من القوة‪ ،‬والربهان بد ًل من التعصب والسفسطة‪،‬‬
‫وامحلية بد ًل من الاحاسبس املادية‪ ،‬والعقل بد ًل من الطبع‪ ،‬والهدى بد ًل من الهوى كام اكن احلال يف القرون‬
‫الاوىل واليابية واليالية وحىت اىل القرن اخلامس عامة‪ .‬اما بعد القرن اخلامس اىل الان فقد غلبت القو ُة ا َ‬
‫حلق‪.‬‬
‫ومن حماسن سلطان الافتار ان ختلصت مشس الاسالم مما اكن حيجّبا من غيوم الاوهام واخليالت‪ .‬بل‬
‫اخذت لك حقيقة مهنا بنرش بورها‪ ،‬حىت املتعفنني يف مستنقع الاحلاد آخذوا يس تفيدون من ذكل النور‪.‬‬
‫ومن حماسن مشاورة الافتار تأسس املعتقدات واملساكل عىل الرباهني القالعة‪ ،‬وربط احلقائق ابحلق اليابت‬
‫املمدّ للكاملت لكها‪ .‬مما يؤدي اىل عدم متويه الافتار وخداعها ابإلباس البالل لباس احلق!‬
‫‪29‬‬
‫اهيا الاخوة املسلمون!‬
‫ان الوعع احلارض يبرشان بلسان احلال ان مضمون‪( :‬جاء احلق وزهق البالل) (الارساء‪ )87 :‬قد آرشآب‬
‫بعنقه ويشةر بيده اىل املس تقبل مناد ًاي بأعىل صوته‪:‬‬
‫ان احلامك عىل ادلهر وعىل لبائع البرش اىل يوم القيامة هو "حقيقة الاسالم" اليت يه ّ‬
‫تيل العداةل الازلية يف‬
‫عامل الكون‪ ،‬واليت يه الانسابية الكربى‪ .‬وما‬
‫‪#52‬‬

‫تنورها عن‬ ‫حماسن املدبية اليت يه الانسابية الصغرى ا ّل مقدمهتا! آل يشاهد ابه قد خفف تالحق الافتار و ّ‬
‫اكهل حقائق الاسالم لبقات تراب الاوهام واخليالت‪ ..‬وهذا يبني ان ستنكشف متام ًا تكل احلقائق اليت يه‬
‫جنوم سامء الهداية وستتلل وتسطع عىل رمغ ابوف الاعداء‪.‬‬
‫واذا شئت فاذهب اىل املس تقبل وادخل فيه وشاهد‪ :‬كيف هيذر ويهنزم يف ميدان احلقائق ‪ -‬اليت حتمكها‬
‫وترعاها احلمكة ‪ -‬من يتحرى التوحيد يف التيليث فامي لو ابرز املمتسكني ابلعقيدة احلقة‪ ،‬املتقدلين س يف‬
‫الربهان‪ ،‬تكل العقيدة اليت يرعاها التوحيد اخلالص‪ ،‬والاعتقاد التامل‪ ،‬والعقل السلمي‪.‬‬
‫آقسم ابلقرآن العظمي ذي الاسلوب احلكمي‪،‬ابه ما آلقى النصارى وامثاهلم يف وداين الضالةل انخف ًا فاهم الهوى ا ّل‬
‫عزل العقل ولرد الربهان وتقليد الرهبان‪..‬‬
‫وماجعل الاسالم يتجىل دوم ًا‪ ،‬وتنكشف حقائقه وتنبسط بنس بة اببساط افتار البرش ا ّل تأ ّسسه عىل‬
‫احلقيقة وتقدله الربهان ومشاورته العقل واعتالؤه عرش احلقيقة ومطابقته دساتةر احلمكة املتسلسةل من الازل‬
‫اىل الابد وحمااكته لها‪.‬‬
‫الا يشاهد كيف حييل القرآن الكرمي يف فواحت اكرث الاايت وخوامتها البرش اىل مراجعة الوجدان واستشارة‬
‫العقل بقوهل تعاىل (افال ينظرون) و(فابظروا) و (آفال يتدبرون) و(آفال تتذكرون) و(تتفكروا) و (ما‬
‫يشعرون) و(يعقلون) و(ل يعقلون) و(يعلمون) و(فاعتربوا اي اويل الابصار)‪.‬‬
‫وآان آقول ايض ًا‪ :‬فاعتربوا اي اويل الالباب‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫فيا اويل الالباب! ابفذوا من الظاهر اىل احلقيقة فهئي تنتظرمك‪ .‬واذا ما شاهدمتوها فال تؤذوها‪ .‬هكذا ينبغي‪،‬‬
‫وهذا هو الالزم‪.‬‬
‫‪#53‬‬

‫املقدمة التاسعة‬

‫‪30‬‬
‫لقد حتققت دلى العقول السلمية‪:‬‬
‫ان اخلةر هو الاصل يف العامل‪ ،‬اما الرش فهو تبعي‪ .‬فاخلةر لكي والرش جزيئ‪ .‬اذ‪:‬‬
‫تكون ـ وما زال يتكون ـ ع ٌمل خاص للك بوع من ابواع العامل؛ والعمل عبارة عن قواعد لكية‪ .‬فاذا‬ ‫يشاهد ابه قد ّ‬
‫كشافة عن حسن الابتظام يف ذكل النوع‪ .‬اي ان لك عمل من العلوم شاهد صادق‬ ‫اكبت اللكية قاعدة‪ ،‬فهئي اذ ًا ّ‬
‫عىل حسن الابتظام‪.‬‬
‫بعم! اللكية دليل عىل الابتظام‪ ،‬لن مال ابتظام فيه ل لكية حلمكه‪ ،‬بل يكون هزي ًال لكرثة اس تثناءاته‪ .‬واذلي‬
‫يزيك هذا الشهود الاس تقراء التام ‪ 7‬بنظر احلمكة‪ .‬ا ّل ابه احيا ًان ل يُرى الابتظام‪ ،‬لسعة دائرته عن آفق النظر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فال ميكن الاحالة به ول تصوره‪ ،‬وعندئ ٍذ يصعب ان يبني النظا ُم بفسه‪.‬‬
‫بناء عىل ما س بق‪:‬‬
‫و ً‬
‫فقد ثبت بشهادة العلوم مجيعها‪ ،‬وبتصديق الاس تقراء التام الناش من بظر احلمكة‪ :‬ان احلسن واخلةر واحلق‬
‫والكامل‪ ،‬هو املقصود ابذلات والغالب املطلق يف خلق العامل‪ .‬اما الرش والقبح والبالل‪ ،‬فهئي امور تبعية‬
‫ومغلوبة ومغمورة‪ ،‬وحىت لو اكبت لها الصوةل فهئي صوةل موقتة‪.‬‬
‫وقد ثبت ايض ًا‪:‬‬
‫ان آكرم اخللق بنو آدم؛ تشهد هل اس تعداداته وهماراته‪.‬‬
‫وان ارشف بين آدم مه املسلمون الصادقون‪ ،‬ومه اهل احلق واحلقيقة‪ ،‬تشهد هلم حقائق الاسالم‪ ،‬كام‬
‫س تصدقهم وقائع املس تقبل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬الاس تقراء التام‪ :‬احلمك عىل اللكي مبا يوجد يف جزئياته مجيعها او يف بعض اجزائه (التعريفات)‪ .‬املرتمج‬
‫‪#54‬‬

‫وثبت ايض ًا‪:‬‬


‫ان امكل اللك هو محمد صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬تشهد هل معجزاته واخالقه السامية‪ ،‬كام يصدّ قه علامء البرش‬
‫احملققون‪ ،‬بل ّ‬
‫يسمل هل اعداؤه‪ ،‬وعلاهم ان يسلّموا‪.‬‬
‫فاذ هذه اليالثة هكذا‪ ،‬آيقتدر بوع البرش بشقاوته عىل جرح شهادة تكل العلوم‪ ،‬وبقض الاس تقراء التام‪،‬‬
‫وايمترد عىل مشبئة ربه؟‪ ..‬الك‪ ..‬ل يقتدر ولن يقتدر‪.‬‬
‫آقسم ابمس الرمحن الرحمي العادل احلكمي‪ :‬ان البرشية لن تس تطيع ان هتضم بسهوةل وسالمة‪ ،‬الرش والقبح‬
‫والبالل‪ ،‬ولن تسمح لها احلمكة الالهية‪ .‬لن من يتعدى عىل حقوق التائنات العامة ليعفى عنه‪ ،‬وليسمح‬

‫‪31‬‬
‫بعدم انزال العقاب عليه‪.‬‬
‫بعم! ان تغلب الرش لوال الوف الس نني‪ ،‬ل يؤدي ا ّل اىل مغلوبية مطلقة للف س نة يف الاقل‪ ،‬حمصورة يف‬
‫ادلبيا‪ .‬اما يف الاخرة فس يحمك اخلةر عىل الرش ابلعدام البدي! وا ّل لو مل يكن الامر هكذا‪ ،‬فان سائر الابواع‬
‫والاجناس املنظمة املمكةل املنقادة لالوامر الالهية املنتظمة‪ ،‬ليقبلون بني ظهراناهم هذا الانسان الشقي‬
‫الكنود‪ ،‬بل يسقطون حق وجوده ببهنم‪ .‬وينفوبه اىل مأوى العدم والظلامت‪ ،‬ويطردوبه من وظيفة اخللق‬
‫الفطرية‪ .‬لن غلبة الرش عىل اخلةر تس تلزم عبثية القابليات وامليول املودعة يف اس تعدادات البرش لبسود العامل‬
‫وينال السعادة الابدية يف الاخرة! واحلال ان العبث مناقض لالس تقراء التام‪ ،‬كام ابه مناف حلمكة الصابع‬
‫احلكمي‪ ،‬وخمالف حلمك النيب الصادق الامني صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫وس يصفّي املس تقبل قسامً من هذه ادلعاوي‪ ،‬اما تصفيهتا ايهنائية فستشاهد يف الاخرة‪ ،‬ذكل لن املس تقبل هو‬
‫ميدان تغلب احلسن واحلق النوعي والعمو ي ‪ -‬بغض النظر عن الاشخاص ‪ -‬فان متنا‪ ،‬فامتنا ابقية‪ ..‬لنرىض‬
‫ابلظهور والنرص لربعني س نة بل نريد آلف ًا من الس نني يف الاقل‪.‬‬
‫آما ميدان تغلب احلسن واحلق واخلةر والكامل الشخيص والعام‪ ،‬واجلزيئ واللكي‪ ،‬وحممكته الكربى اليت تازى‬
‫فاها البرش ‪ -‬كسائر اخوابه من التائنات املنقادة ‪ -‬ويتافأ مبا يوافق وينسجم مع اس تعداداته‪ ،‬فهو‪ :‬ادلار الاخرة‪،‬‬
‫اذ يتجىل فاها احلق والعداةل احملضة‪.‬‬
‫‪#55‬‬

‫بعم! ان هذه ادلبيا الضيقة لتسع ولتالمئ منو وتزاهر ما آودع يف جوهر البرش من اس تعدادت غةر حمدودة‬
‫رّب وتمكل تكل امليول والاس تعدادات‪.‬‬ ‫وميول ورغبات خملوقة لالبد‪ .‬ذلا يبعث اىل عامل آخر يك تُ ّ‬
‫ان جوهر الانسان جليل‪ ،‬وماهيته رفيعة‪ ،‬وجنايته كذكل عظمية ولاعته وابقياده هممة‪ ،‬فهو ليش به سائر‬
‫التائنات‪ ،‬ذلا ل ميكن ان لينتظم مع التائنات ولينقاد للوامر‪.‬‬
‫بعم! ان املرحش للبد عظمي‪ ،‬لن يُرتك سدى‪ ،‬وليكون عبي ًا‪ ،‬ولحيمك عليه ابلفناء املطلق‪ ،‬ولهيرب اىل العدم‬
‫الرصف‪ ..‬بل هجمن فاغرة فاها‪ ،‬واجلنة قد فتحت ذراعاها اللطيفتني لحتضابه‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ان مس تقبل الاسالم وآس يا‪ ،‬ابهر ويف غاية السطوع واللمعان‪ ،‬كاميرتاءى من بعيد‪ .‬لن هناك آربع ًا او مخس ًا‬
‫من القوى‪ ،‬تتفق ‪ -‬مبا ل ميكن مقاومهتا ‪ -‬عىل س يادة الاسالم املهمين او ًل وآخر ًا عىل آس يا‪:‬‬
‫القوة الاوىل‪:‬‬
‫قوة الاسالم احلقيقية املدمعة ابملعرفة واملدبية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫القوة اليابية‪:‬‬
‫احلاجة اجملهّزة بتوافر الوسائل وتمكّل املبادئ والاس باب‪.‬‬
‫القوة اليالية‪:‬‬
‫املنافسة والغبطة والغيظ املضمر‪ ،‬يه آمور هتئي الصحوة العامة الناش ئة من رؤية آس يا يف منهتئى السفاةل‬
‫وغةرها يف منهتئي الرفاه‪.‬‬
‫القوة الرابعة‪:‬‬
‫اس تعداد الفطرة اجملهّز‪ :‬بتوحيد اللكمة‪ ،‬اذلي هو دس تور املو ّحدين‪ ..‬وبدماثة اخللق والاعتدال‪ ،‬اذلي هو‬
‫خاصة الوعع احلارض‪ ..‬وبتنوير الاذهان‪ ،‬اذلي هو عياء‬
‫‪#56‬‬

‫الزمان‪ ..‬وبتالحق الفتار‪ ،‬اذلي هو قابون املدبية‪ ..‬وبسالمة الفطرة‪ ،‬اليت يه لزمة البداوة‪ ..‬وابخلفة‬
‫والاقدام‪ ،‬وهام مثرة الرضورة‪.‬‬
‫القوة اخلامسة‪:‬‬
‫الرغبة يف التحرض وايمتدن والزنوع اىل التجدد والتقدم املادي ‪ -‬اذلي يتوقف عليه اعالء لكمة هللا يف هذا‬
‫الوقت ‪ -‬اليت يأمر هبا الاسالم‪ ،‬ويدفع اياها الزمان‪ ،‬ويلج اياها الفقر الشديد‪ ،‬والمل الباعث للحياة مبوت‬
‫اليأس القاتل للك رغبة‪.‬واذلي يدمع هذه القوى وميدّ ها‪ :‬تغلّب مساوي املدبية عىل حماس هنا‪ ،‬تكل املساوي اليت‬
‫بثت الفوىض يف الاجابب وارهقت احلضارات وش ّيبهتا‪ ..‬مث عدم كفاية السعي للسفاهة (اي عدم سدّ ه‬
‫ملتطلباته)‪ ،‬ولهذا سببان‪:‬الاول‪ :‬فسح اجملال للسفاهة‪ ،‬وتلبية شهوات النفس‪ ،‬بعدم جعل ادلين والفضيةل‬
‫دس تور ًا للمدبية‪ .‬الياين‪ :‬التباين الاجامتعي الرهيب يف احلياة املعش ية‪ ،‬الناش من فقدان الرتامح النامج من‬
‫حب الشهوات وجمافاة ادلين‪.‬‬
‫فوىض يف املدبية الاوروبية‪ ،‬وقلّبا رآس ًا عىل عقب‪ ،‬حبيث ّودل‬
‫بعم! ان هذا الاحلاد وجمافاة ادلين قد سبب ً‬
‫كيةر ًا من املنظامت الفوعوية وهيئات الافساد والإعالل‪ .‬فلو مل يُلجأ اىل حقيقة الرشيعة الغراء‪ ،‬ومل يُتحصن‬
‫بذكل احلبل املتني ومل يوعع سدٌّ تاه هذه املنظامت الفوعوية كسد ذي القربني‪ ،‬فس تد ّمر تكل املنظامت عامل‬
‫مدببهتم وتق ي علاها‪ ،‬كام هيددوهنا حالي ًا‪.‬‬
‫ترى لو صارت الزاكة اليت يه مسأةل واحدة من الف من مسائل حقيقة الاسالم‪ ،‬دس تور املدبية وآساس‬
‫التعاون فاها‪ ،‬آل تكون دو ًاء انجع ًا وترايق ًا شافي ًا للتباين الفظيع يف احلياة املعاش ية‪ ،‬اذلي هو حجر احليات والسم‬
‫الزعاف والبالء املد ّمر؟‬

‫‪33‬‬
‫بىل! س يكون ادلواء الناجع الساري املفعول آبد ًا‪.‬‬
‫واذا قيل‪:‬‬
‫" ِل َم ل يكون السبب اذلي ادّى اىل تغلب آورواب اىل الان سبب ًا لس متراره"؟‬
‫‪#57‬‬

‫فاجلواب‪:‬‬
‫لالع مقدمة هذا الكتاب‪ ،‬مث آدم النظر يف هذا‪:‬‬
‫اكن سبب رقاها هو‪ :‬التأين يف اخذ لك ش او تركه‪ ..‬والصالبة يف الامر‪ ،‬اليت يه من شأن برودة بالدمه‪..‬‬
‫ومنو الفكر واملعرفة والتوجه اىل الصناعة لكرثة الستان وعيق املتان واملساكن‪ ..‬والتعاون والتتبع احلاصلني من‬
‫وجود الوسائط املساعدة اكلبحر واملعادن وامثالها‪ ..‬آما الان فقد تطورت وسائل النقل اىل درجة كبةرة حبيث‬
‫اصبح العامل اكملدينة الواحدة‪ ،‬وغدا آههل يف مداويهتم الامور اكهنم يف جملس واحد‪ ،‬حبمك التقدم يف وسائل‬
‫ايخمابرات واملطبوعات‪ .‬حنصل من هذا‪ :‬ابنا س نلحق هبم‪ ،‬بل نس بقهم‪ ،‬اإن حالفنا التوفيق الالهئي لن محلهم‬
‫ثقيل ومحلنا خفيف‪.‬‬
‫ان ما يفتح حظ آس يا َوسعد الاسالم هو الشورى واحلرية‪ ،‬املرشولتان برتبية الرشيعة الغراء_‪.‬تنبيه‪:‬ان‬
‫حولَ ْت اىل شلك آخر‪.‬‬‫الامور التيتسمى مبحاسن املدبية ما يه ا ّل مسائل رشعية ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬اي اخوة النور! ان حزب القرآن اذلين خالّبم الاس تاذ احلببب يف ذكل الوقت مه الن لالب النور‪ .‬فابتّبوا! ان مايف‬
‫هذه الصفحات خيالبنا حنن ابذلات‪ ،‬فاجعلوا وسائل العمل واملدبية يف خدمة الاسالم‪ ،‬واعلنوا حضارة الاسالم للعامل‬
‫امجع (مصطفى صنغور) ‪.‬‬
‫‪#58‬‬

‫املقدمة العارشة‬
‫ل يؤاخذ املتلكم فامي يتلكم من الكم‪ ،‬بلك ما يرد اىل ذهن السامع؛ لن املفاهمي واملعاين ‪ -‬سوى ما س يق هل‬
‫الالكم ‪ -‬يه يف عهدة املتلكم ابلرادة‪ ،‬فان مل يردها ليعاتب‪ ،‬ا ّل ابه عامن حامتً ابلغرض والقصد‪.‬‬
‫وقد تقرر يف عمل البيان‪ :‬ان الصدق والكذب يعقبان قصد املتلكم وغرعه‪ ،‬فالتبعة واملؤاخذة يف املقصود وفامي‬
‫س يق هل الالكم‪ ،‬عىل املتلكم‪ .‬آما اذلبب واخللل يف مس تتبعات الالكم ‪ -‬اي يف تلوحياته وتلميحاته ‪ -‬ويف‬
‫وسائهل واسلوب عرعه ‪ -‬اي يف صور املعاين ولرز الافادة واملعاين الاوىل ‪ -‬فلبس عىل املتلكم‪ ،‬بل عىل‬
‫العرف والعادة والقبول العام‪ ،‬اذ ُحيرتم العرف والقبول العام لجل التفهمي‪ .‬مث اذا اكن الالكم حتاية‪ ،‬فاخللل‬
‫واخلطأ يعودان اىل احمليك عنه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫بعم! ل يؤاخذ املتلكم يف الصور واملس تتبعات‪ ،‬اذ تناوهلام لبس جلين ايمثرات وامنا للتسلق مهنام اىل آغصان‬
‫مقاصد آعىل‪ .‬فان شئت فتأمل يف الكناايت‪ ،‬مفي ًال‪ :‬عندما يقال‪ :‬لويل النجاد كيةر الرماد‪ .‬فالالكم صادق ان‬
‫اكن الشخص لويل القامة خسي الطبع ولو مل يكن هل س يف ول رماد‪.‬‬
‫وان شئت فأدم النظر يف امليال والمثال الافرتاعية ترى‪ :‬ان تكل الامثال لها ابلشهرة يف مداوةل الافتار‬
‫والعقول قمية وقوة‪ ،‬حىت اهنا تس تعد للقيام مبهمة السفارة ببهنا‪ .‬بل ان آصدق مؤلف واعمل حكمي كصاحب‬
‫املينوي (جالل ادلين الرو ي)‪ 7‬وسعدي الشةرازي‪ 9‬يس تخدمان ذكل امليل الافرتايض‪ ،‬ومل يراي مشاحة وبأس ًا‬
‫يف اس تعامهل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬جالل ادلين الرو ي‪619-624( :‬هـ) (‪7919-7921‬م) عامل بفقه احلنفية واخلالف وابواع العلوم‪ ،‬مث متصوف (ترك‬
‫ادلبيا والتصنيف) صاحب (املينوي) املشهور ابلفارس ية املس تغين عن التعريف‪ ،‬وصاحب الطريقة املولوية‪ .‬ودل يف بلخ‬
‫(بفارس) اس تقر يف (قوبية) س نة ‪ 699‬هـ عرف ابلرباعة يف الفقه وغةره من العلوم الاسالمية‪ ،‬فتوىل التدريس بقوبية يف‬
‫اربع مدارس بعد وفاة ابيه س نة ‪ 698‬هـ (الاعالم ‪ 92/1‬كشف الظنون ‪)7181‬‬
‫‪ 2‬سعدى الشةرازى‪182( :‬هـ ‪7929 - 7782( )627‬م) من شعراء الصوفية الكبار‪ ،‬ومن ارقهم تعبةر ًا ودل يف مدينة‬
‫(شةراز)‪ ،‬قدم بغداد اس تكام ًل دلراساته يف علوم ادلين يف املدرسة النظامية اكن من مريدي الش يخ عبد القادر الكيالين‪،‬‬
‫قىض ثالثني س نة من معره يف الاسفار وبظم الشعر‪ ،‬وكتابه لكس تان مشهور‪.‬‬
‫‪#59‬‬

‫تنور كل هذا الرس‪ ،‬فاقتبس منه واذهب اىل زوااي القصص واحلتاايت‪ ،‬وقس فان ما جيري يف اجلزء‬ ‫فاذا ّ‬
‫قد جيري يف اللك ايض ًا‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫سرتد قاعدة يف "املقاةل اليالية" حول املشالكت القرآبية ومتشاهباته‪ ،‬ولكن لقتضاء املقام بذكر هنا ببذة مهنا‪:‬‬
‫ان املقصود الامه من الكتاب احلكمي هو ارشاد امجلهور اذلين مييلون اكرثية الناس‪ ،‬لن خواص الناس ميكهنم‬
‫ان يس تفيدوا من مسكل العوام‪ ،‬ببامن العوام ليس تطيعون فهم ما خيالب به اخلواص حق الفهم‪ ،‬علامً ان معظم‬
‫امجلهور مه عوام الناس والعوام ليقتدرون عىل مشاهدة احلقائق احملضة وادراك اجملردات الرصفة متجردين عن‬
‫مألوفاهتم ومتخيالهتم‪ .‬فاذلي يضمن رؤيهتم وحيقق ادراكهم‪ :‬اإلباس اجملردات واكساءها زي مألوفاهتم‪ ،‬تأببس ًا‬
‫لذهاهنم‪ ،‬يك يروا اجملردات ويعرفوها مبشاهدهتا خلف صور خيالية‪.‬‬
‫وملا اكن الامر هكذا‪ ،‬تلبس احلقيقة احملضة مألوفاهتم‪ .‬ولكن جيب ا ّل يقرص النظر يف الصورة ولينحرص فاها‪.‬‬
‫بناء عىل هذا‪ :‬فان ما يف آساليب اللغة العربية من مراعاة الفهام ومماشاة الاذهان‪ ،‬قد جرت يف القرآن احلكمي‬
‫و ً‬

‫‪35‬‬
‫املعجز البيان‪ ،‬واليت تعرب عهنا بـ " التزنلت الالهية اىل عقول البرش"‪ .‬مفي ًال‪:‬‬
‫قوهل تعاىل (مث اس توى عىل العرش) (الاعراف‪ )1 :‬و (يد هللا فوق ايدهيم) (الفتح‪ )72 :‬و (جاء ربك) (الفجر‪:‬‬
‫‪ )99‬وامثالها من الاايت الكرمية‪.‬‬
‫وآيض ًا (تغرب يف عني محئة) (الكهف‪ )86 :‬و(والشمس تري ملس تقر لها) (يس‪ )98 :‬وبظائرهام من الاايت‪...‬‬
‫لكها روافد لهذا الاسلوب‪( ..‬ذكل الكتاب ل ريب فيه)‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ان اغالق الالكم املعقد وإاشتاهل ينشأ‪ :‬اإما من ركّة اللفظ وععف الاسلوب‪ ،‬فهذا ل يدبو من القرآن املبني‪..‬‬
‫آو من دقة املعىن‪ ،‬ومعقه‪ ،‬وجودته‪ ،‬وعدم مألوفيته‪،‬‬
‫‪#60‬‬

‫وبدرته‪ ،‬حىت لكن املعىن يتدلل عىل الفهم ويّبم تاهه‪ ،‬لييةر الشوق‪ ،‬لالب ًا لالهامتم واملتابة‪ ،‬مفشالكت القرآن‬
‫من هذا القبيل‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ومطلع‪ ،‬وللك مهنام جشون وغصون‪ .‬كام ورد حديث رشيف هبذا املعىن‬ ‫ان للك آية ظهر ًا وبطن ًا‪ ،‬وللك مهنا حد ّ‬
‫(‪ )7‬والشاهد الصادق عليه‪ :‬العلوم الاسالمية‪.‬فللك مرتبة من هذه املراتب درجهتا وقميهتا ومقاهما‪ ،‬ل تزتامح هذه‬
‫املراتب‪ ،‬وامنا تشتبك فينشأ الاشتباه‪ ،‬ول بد من ايمتيزي‪ ،‬اذ كام لو مزجت دائرة الاس باب بدائرة الاعتقاد‬
‫تتودل البطاةل والكسل حتت امس التولك‪ ،‬او ينتج مذهب الاعزتال ابمس مراعاة الاس باب‪ ،‬فان املراتب‬
‫وادلوائر هذه ان مل تفرز تنتج مثل هذه النتاجئ‬
‫‪---‬‬
‫(‪( )7‬انزل القرآن عىل س بعة احرف) رواه امحد والرتمذي عن آيب ريض هللا عنه وامحد عن حذيفة‪ ،‬وهو عند الطرباين‬
‫من حديث ابن مسعود بزاية‪ ..‬ويف رواية اخرى عنده‪ :‬للك حرف مهنا ظهر وبطن وللك حرف حدّ وللك ح ّد مطلع‪.‬‬
‫(ابختصار عن كشف اخلفاء للعجلوين ‪.)922/7‬‬
‫وللك ح ّد ّمطلع‪ ،‬اي‪ :‬للك حدّ مصعد يصعد اليه من معرفة علمه‪ .‬ويف امليل » احلديث ذو ٌ‬
‫جشون« آي فنون واغراض‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬آي يدخل بعضه يف بعض‪ ،‬آي‪ :‬ذو شعب وامتساك بعضه ببعض‪ ..‬واصل الشجنة ابلكرس والضم شعبة من غصن‬
‫من غصون الشجرة‪.‬‬
‫(لسان العرب ابختصار)‬
‫‪.‬‬
‫‪#61‬‬

‫‪36‬‬
‫املقدمة احلادية عرشة‬
‫قد يتضمن الالكم الواحد احتام ًا عدة‪ ،‬فرمبا حيوي الصدف الواحد كيةر ًا من ادلرر‪ .‬واملقرر دلى ارابب العقول‪:‬‬
‫ان القضية الواحدة تتضمن قضااي عدة؛ لك يمثر مثر ًا مباين ًا للخر‪ ،‬كام ببع ونشأ من آصل خمتلف‪ ..‬فالعاجز عن‬
‫ايمتيزي جيابب احلق ويغرتب عنه‪.‬‬
‫مثال ذكل‪:‬‬
‫(بعيت اان والساعة كهاتني) ‪ .7‬اي‪ :‬لبيب بعدي اىل قيام الساعة‪ ..‬فاملقصود ‪ -‬آ ًاي اكن‬
‫ورد يف احلديث الرشيف‪ُ :‬‬
‫‪ -‬من احلديث فهو حق‪.‬‬
‫فهذا احلديث الرشيف يتضمن ثالث قضااي‪:‬‬
‫اولها‪ :‬ان هذا الالكم هو الكم النيب صىل هللا عليه وسمل‪ ..‬هذه القضية يه بتيجة التواتر ان اكن‪" .‬اي ‪ :‬ان‬
‫اكن احلديث متواتر ًا"‪.‬‬
‫اثببهتا‪ :‬ان املعىن املراد من هذا الالكم حق وصدق‪ ..‬هذه القضية يه بتيجة للربهان املستند اىل معجزاته صىل‬
‫هللا عليه وسمل "اذ ليصدر عنه غةر الصدق"‪ .‬فينبغى التفاق يف هاتني القضيتني‪ ،‬لبه من ينكر الاوىل فهو‬
‫اكذب متابر‪ .‬اما اذلي ينكر اليابية فهو عال قد هوى يف الظلامت‪.‬‬
‫القضية اليالية‪ :‬ان املراد من هذا الالكم هو هذا "آي اذلي اسوقه"‪ ..‬فها هو ادلر املوجود يف هذا الصدف‪.‬‬
‫هذه القضية يه بتيجة الاجهتاد‪ ،‬ل التشهئي؛ اذ من املعلوم ان اجملهتد لبس ملكف ًا بتقليد غةره من اجملهتدين‪.‬‬
‫هذه القضية اليالية يه منبع الاختالفات‪ .‬واصدق شاهد عىل ذكل هو مانراه من الاقوال املتضاربة "يف مسأةل‬
‫واحدة"‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حديث حصيح اخرجه البخاري ‪ 6121‬من حديث ايب هريرة ريض هللا عنه‪ .‬وهو حديث متواتر‪ .‬ابظر النظم املتناثر‬
‫يف احلديث املتواتر ص ‪ 749‬برمق ‪.781‬‬
‫‪#62‬‬

‫فاذلي ينكر هذه القضية ل يكون متابر ًا ول عا ًل‪ ،‬ول ينساق اىل الكفر‪ ،‬ان اكن انتاره انبع ًا من الاجهتاد؛‬
‫اذ العام ل ينتفي اببتفاء اخلاص‪ ،‬ومك من قطعي املنت ظين ادللةل‪ ..‬فال بد من ادلخول اىل البيوت من ابواهبا‪،‬‬
‫للك اب ًاب‪ ،‬وللك قفل مفتاح ًا‪.‬‬
‫فان ٍ‬
‫خامتة‪:‬‬
‫هذه القضااي اليالث تري يف الية جرايهنا يف احلديث الرشيف حيث اهنا قضااي عامة‪ .‬الا ان الاوىل مهنا فاها‬

‫‪37‬‬
‫فرق دقيق‪.‬‬
‫وهكذا يتضمن الالكم احتام ًا كيةرة‪ ،‬الا اهنا احتام خاصة‪ ،‬لك مهنا خيتلف عن الاخر يف الاصل مثلام يمثر‬
‫مثرة مباينة للخر‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قد جيد من يريد ان يغالط يف مثل هذه املقامات ذرائع اتفهة وجحج ًا واهية انمجة من حب النفس‪:‬‬
‫اكلزتام الطرف ايخمالف‪..‬‬
‫والتعصب اذلممي‪..‬‬
‫وحب الظهور‪..‬‬
‫والشعور ابلحنياز اىل هجة‪..‬‬
‫وتسويغ الاوهام واخليالت ابس نادها اىل اصل‪..‬‬
‫ورؤية الامور الواهية قوية‪ ،‬ملوافقهتا رغباته الشخصية‪.‬‬
‫واظهار كامهل بتنقيص الخرين وايهتوين من شأهنم‪..‬‬
‫وابراز كوبه صادق ًا بتكذيب الخرين‪..‬‬
‫وبيان اس تقامته ابعالهلم‪..‬‬
‫وغةرها من الامور السافةل املنحطة!‬
‫واىل هللا املش تىك‪.‬‬
‫‪#63‬‬

‫املقدمة اليابية عرشة‬


‫من مل جيد اللب يهنمك يف القرش(‪ ..)7‬ومن مل يعرف احلقيقة يز ّل اىل اخليالت‪ .‬ومن مل ير الرصاط املس تقمي يقع‬
‫يف الافراط والتفريط‪ ..‬ومن ل ميكل مزيا ًان ولموازبة هل خيدع وينخدع كيةر ًا‪.‬‬
‫ان سبب ًا خادع ًا للظاهريني هو‪ :‬اإلتباس عالقة القصة ابلعربة املرادة مهنا‪ ،‬واقرتان املقدمة ابملقصود يف اذلهن‪،‬‬
‫والاقرتان احلاصل يف الوجود اخلاريج‪.‬‬
‫لحظ هذه النقطة فابك حتتاج اياها فامي بعد‪.‬‬
‫مث ان احد الاس باب املودلة للفوىض واملوقعة يف الاختالفات واملوجدة للخرافات واملنتجة للمبالغات ‪ -‬بل آمه‬
‫سبب لها ‪ -‬هو عدم القناعة والالمئنان مبا خُلق يف العامل من حسن وعظمة ومسو‪ .‬واذلي يعين الاس تخفاف‬

‫‪38‬‬
‫حاش هلل‪.‬ان حسن الابتظام والعظمة والعلو املودعة يف حقائق العامل‪ ،‬اليت لك مهنا آهبر‬ ‫ابلنظام بذوق فاسد‪َ .‬‬
‫معجزة من معجزااتلقدرة الالهية يف بظر العقل واحلمكة‪ ،‬قد آبدعهتا يد احلمكة الالهية ابداع ًا يف غاية الروعة‬
‫مامير يف خيال عشاق اخليال واملبالغني من حسن وكامل خارقني‪ ،‬لبقيت تكل اخليالت‬ ‫حبيث لو قورن هبا ّ‬
‫اخلارقة‪ ،‬اعتيادية جد ًا‪ .‬ولبدت تكل السنن الالهية خارقة حق ًا‪ ،‬يف غاية احلسن ومنهتئى الكامل والعظمة‪ .‬ا ّل ان‬
‫اللفة ‪ -‬اليت يه آخت اجلهل املركب وآم النظر السطحي ‪ -‬يه اليت عصبت عيون املبالغني‪.‬‬
‫ول يفتح تكل العيون املعصوبة ا ّل آمر القرآن الكرمي ابلتدبر والتأمل يف الفاق والبفس املألوفتني‪.‬‬
‫بعم! ان جنوم القرآن الياقبة يه اليت تفتح الابصار وترفع ظالم اجلهل وظلامت النظرة العابرة‪ .‬اذ متزق الايت‬
‫الببنات بيدها البيضاء جحاب الالفة والنظر السطحي‬
‫(‪ )7‬يقول الش يخ الكيالين‪ " :‬لك معل ل اإخالص فيه فهو قرش" الفتح الرابين‪ -‬اجمللس‪94‬‬
‫‪#64‬‬

‫وآس تار التشبث ابلظاهر احملسوس‪ ،‬فتو ّجه العقول وترشدها اىل حقائق الفاق والبفس‪.‬‬
‫مث ان مما يودل الرغبة يف املبالغة‪ ،‬حاجة الانسان الفطرية اىل اخراج ميهل من لور القوة اىل لور الفعل‪ 7 .‬اذ‬
‫من ميوهل‪ :‬رؤية العجائب احمل ّةرة واراءهتا والرغبة يف التجدد والاجياد‪ .‬و ً‬
‫بناء عىل هذا‪:‬‬
‫ملا جعز الانسان بنظره السطحي ان يتذوق ما يف جفان التائنات وحصوهنا من غذاء رويح مغطى بغطاء‬
‫الالفة‪ ،‬س مئ من لعق اجلفان ولَ ْحس الغطاء‪ .‬ومل يفده سوى عدم القناعة‪ ،‬والتلهف اىل خوارق العادات والرغبة‬
‫يف اخليالت‪ ،‬مما ّودل دليه الرغبة يف املبالغة للتجدد آو الرتوجي‪ ..‬تكل املبالغة شباهة بكرة اليلج املتدحرجة من‬
‫آعىل مقة اجلبل‪ ،‬لكام تدحرجت كربت‪ ،‬فالالكم املتدحرج آيض ًا من ذروة اخليال اىل اللسان ومنه اىل لسان‬
‫ولسان‪ ،‬تُشتت حقيقته اذلاتية‪ ،‬ا ّل آبه جيمع حوهل خيالت من لك لسان مبيل املبالغة‪ ،‬فيكرب ويكرب حىت‬
‫فيجرده من توابعه‪ ،‬ويرجعه عار ًاي جمرد ًا اىل‬
‫ليسعه القلب بل الصامخ بل حىت اخليال‪ ،‬مث جي النظر ابحلق ّ‬
‫آصهل‪ ،‬فيظهر رس (جاء احلق وزهق البالل)‪.‬‬
‫حتاية جرت يف هذه الاايم تكون مثا ًل عىل هذا‪:‬‬
‫ان آساس مسليك منذ آايم صباي ‪ -‬ول خفر ‪ -‬ازاةل الش ّبات اليت تلوث حقائق الاسالم سو ًاء ابلفراط ام‬
‫ابلتفريط‪ ،‬وصقل تكل احلقائق الاملاس ية‪ .‬والشاهد عىل هذا اترخي حيايت يف كيةر من حوادثه‪.‬‬
‫ففي هذه الاايم ذكرت مسأةل بدهيية كـ"كروية الارض"‪ ،‬ولابقت علاها مايوافقها ويتعلق هبا من مسائل‬
‫دينية‪ ،‬دفع ًا لعرتاعات الاعداء وازاةل لش ّبات احملبني لدلين‪ .‬كام س يأيت مفص ًال يف "املسائل"‪.‬‬
‫مث ظهراملغرمون ابلظاهر املعتادون عىل اخليالت املهوةل‪ ،‬وكن عقوهلم ل تقبل هذه املسأةل‪ ،‬ا ّل ان السبب‬
‫الاساس غةر هذا بال شك‪ ،‬فترصفوا ترصفات جنوبية‪ ،‬مكن يريد ان جيعل ايهنار لي ًال ابغامض العني‪ ،‬او يطف‬
‫‪39‬‬
‫الشمس ابلنفخ! ويف ظهنم كن اذلي حيمك بكروية الارض خيالف كيةر ًا من مسائل ادلين‪ .‬فتذرعوا هبذا‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لور القوة اي التامن املس ترت يف الش ‪ .‬اما لور الفعل فهو الوعع املشاهد الظاهر‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#65‬‬

‫وافرتوا فرية كبةرة‪ ،‬ومل يبق الامر يف هذا احلد بل تاوز اىل تضخمي الفرية حيث وجدوا لها جو ًا مالمئ ًا يف‬
‫الاذهان املراتبة‪ ،‬بل خضموها اىل حد كبةر كووا هبا كبد اهل ادلين‪ .‬وآي ّسوا اهل امحلية يف ريق الاسالم‪.‬‬
‫مايرض به العدو‪،‬‬
‫يرض ادلين مبيل ّ‬ ‫ولكن اكن هذا درس ًا عظاميً يل‪ ،‬اذ ايقظين اىل‪ :‬ان الصديق اجلاهل ميكنه ان ّ‬
‫ولهذا فلقد كنت منذ بداية الكتاب اتو ّجه اىل حيث يكون العدو‪ ،‬آقطع ابلس يف الاملايس اذلي يف اليد‬
‫خبسهم حق الاسالم‪ ..‬آما الان فالجل تربية امثال هؤلء الاصدقاء‪ ،‬اعطر اىل ان ل آمس ‪ -‬بذكل الس يف‬ ‫َ‬
‫‪ -‬الا قلي ًال من خيالهتم املفرلة اليت يتلهف لها العوام‪.‬‬
‫وعىل الرمغ من ان امور ًا خشصية كهذه ل تس توجب مثل هذه املباحث‪ ،‬فان المر مل يعد امر ًا خشصي ًا‪ ،‬بل‬
‫اصبحت مسأةل عامة تتعلق حبياة املدارس ادلينية‪.‬‬
‫آل فليعمل اولئك الظاهريون! اهنم عبي ًا حياولون‪ ..‬فلقد تركوان حىت الن يف غيابة اجلهل هبذرمه وسفسطهتم هذه‬
‫اليت يغرم هبا العوام ويريدون ان يدعوان جاهلني‪ ،‬لبس تغلوا هجلنا‪.‬‬
‫هاهات! ل‪ ..‬ولن يكون هذا‪ ..‬ستُبعث احلياة يف املدارس ادلينية! والسالم‪.‬‬
‫مث ابه مما يشوش افتار الظاهريني‪ ،‬وخي ّل خبيالهتم‪ ،‬اعتقادمه ان دلئل صدق الاببياء علاهم السالم‪ ،‬حمصورة‬
‫مضن خوارق العادات‪ .‬واعتبارمه ان مجيع احوال رسولنا الكرمي صىل هللا عليه وسمل وحراكته ‪ -‬او معظمها ‪-‬‬
‫ل بد ان تكون خارقة‪ .‬وهذا ما ليسمح به الواقع‪ ،‬ذلا ليس تقمي وليصلح هلم ما يتخيلون‪ .‬اذ ان اعتقاد ًا كهذا‬
‫غفةل عظمية عن رس احلمكة الالهية يف الوجود‪ ،‬وعن تسلمي الاببياء علاهم السالم مقاليد الابقياد اىل قوابني‬
‫هللا اجلارية يف العامل‪.‬‬
‫بعم! ان لك حال من احواهل صىل هللا عليه وسمل ولك حركة من حراكته دليل عىل صدقه‪ ،‬وتشهد عىل متسكه‬
‫ابحلق‪ ،‬مع ابه يتبع السنن الالهية وينقاد اياها (س ين ّبه اىل هذا يف املقاةل اليالية)‪.‬‬
‫مث ان اظهار اخلوارق ما هو ا ّل لتصديق النبوة‪ ،‬والتصديق حيصل عىل امكل وجه مبعجزاته الظاهرة‪ ،‬فاذا زادت‬
‫عن احلاجة‪ ،‬فاما ان تكون عبي ًا‪ ..‬او منافية لرس‬
‫‪#66‬‬

‫التلكيف ‪ -‬اذلي هو امتحان يف الامور النظرية دون البدهييات او ما يقرب مهنا حيث يتساوى الادىن مع‬
‫الاعىل ‪ -‬او تكون خمالفة للتسلمي والابقياد جلراين احلمكة‪ .‬ببامن الاببياء علاهم السالم ملكّفون ابلعبودية‬

‫‪40‬‬
‫والتسلمي اكرث من اي احد‪.‬‬
‫فيالالب احلق‪ ،‬الناظر اىل لكاميت املشتتة!‬
‫ان امليول املزروعة يف ماهيتك ستمنو وتفتح الازاهةر بشمس احلقيقة اليت تري ويه ساكنة يف املقدمات‬
‫الثنيت عرشة املذكورة‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫من يدّ عي ابه س يد ‪ -‬من اهل الببت ‪ -‬وهو لبس مهنم‪ ،‬ومن ينكر ابتسابه اياهم وهو س يد‪ ،‬الكهام مذبب‪.‬‬
‫فادلخول يف السادة واخلروج مهنم كام ابه حرام‪،‬كذكل النقصان والزايدة يف القرآن الكرمي واحلديث الرشيف‬
‫ممنوع‪ ،‬بل الزايدة ارض لإفسادها النظام وفتحها آبوا ًاب ملرور الاوهام؛ لن اجلهل رمبا يكون عذر ًا للنقصان‪ ،‬ببامن‬
‫الزايدة لتكون ا ّل ابلعمل‪ ،‬والعامل ليعذر‪ ،‬فكام ان هذا هكذا‪ ،‬فالوصل والفصل يف ادلين ل جيوز ايض ًا‪ ،‬بل ان‬
‫ادخال زيف احلتاايت وخبث الارسائيليات واابليل التشباهات يف آملاس العقيدة وجوهر الرشيعة ودرر‬
‫الاحتام امنا هو حطّ لقميهتا وتنفةر لطالباها من متحري احلقيقة‪ ،‬ودفعهم للندامة‪.‬‬
‫خامتة اخلامتة‪ :‬ان ترك املس تعد ملا هو آهل للقيام به‪ ،‬وتشبثه مبا لبس اه ًال هل‪ ،‬عصيان كبةر وخرق فاحض لطاعة‬
‫الرشيعة الكوبية (رشيعة اخللقة)‪ .‬اذ من شأن هذه الرشيعة‪ :‬ابتشار اس تعداد الانسان وبفوذ قابليته يف الصنعة‬
‫واحرتام مقايبس الصنعة وحمبهتا وامتيال بوامبسها وايمتيل هبا‪ .‬وخالصة الالكم‪ :‬ان شأن هذه الرشيعة؛ الفناء‬
‫يف الصنعة‪.‬‬
‫واذ وظيفة اخللقة هذه‪ ،‬فان الانسان مبخالفته هذه الرشيعة؛ يغةر الصورة الالئقة ابلصنعة وخيل بنوامبسها‪.‬‬
‫يشوه صورة الصنعة غةر الطبيعية ‪ -‬اليت تشبث القيام هبا ‪ -‬مبيهل التامن للصنعة الاخرى لعدم الامزتاج بني‬ ‫و ّ‬
‫امليل والصنعة‪ ،‬فيختلط احلابل ابلنابل‪.‬‬
‫‪#67‬‬

‫بناء عىل هذا‪ :‬فان كيةر ًا جد ًا من الناس مي ي مبيل الس يادة والمرية والتفوق عىل الاخرين‪ ،‬فيجعل العمل‬ ‫و ً‬
‫املشوق املرشد الناحص اللطيف‪ ،‬وس يةل قرس واكراه لستبداده وتفوقه‪ ،‬فبد ًل من ان خيدم العمل يس تخدمه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وعىل هذا فقد دخلت الوظائف بيد من لبسوا لها آه ًال‪ ،‬ولس امي الوظائف يف املدارس ادلينية‪ ،‬فألت اىل‬
‫الابدراس بتيجة هذا الامر‪.‬والعالج الوحيد لهذا‪ :‬تنظمي املدرسني اذلين مه يف حمك العاملني يف دائرة واحدة‪،‬‬
‫لك يف جمال اختصاصه‪ ،‬ليذهب لك واح ٍد بسوق انساببته‪ ،‬وبتوهجه‬ ‫يف دوائر كيةرة كام هو احلال يف اجلامعة‪ٌ ،‬‬
‫حنو حقه‪ ،‬ين ّفذ قاعدة تقس مي الاعامل مبيهل الفطري امتيا ًل للمر املعنوي للحمكة الازلية‪.‬تنبيه‪:‬ان السبب املهم‬
‫اذلي ادّى اىل تدين علوم املدارس ادلينية‪ ،‬ورصفها عن جمراها الطبيعي هو‪:‬ان العلوم اللية _ ملا ارجت يف‬
‫عداد العلوم املقصودة‪ ،‬آصاب الاهامل العلوم العالية‪ ،‬اذ س يطر عىل الاذهان ح ّل العبارة العربية اليت لباسها‬
‫‪41‬‬
‫(لفظها) يف حمك معناها‪ ،‬وظل العمل اذلي هوآصل القصد تبعي ًا‪ .‬زد عىل ذكل‪ ،‬ان الكتب اليت آصبحت يف‬
‫سلسةل التحصيل العلمي رمسية‪ ،‬وعباراهتا متداوةل اىل حد ما‪ .‬هذه الكتب حرصت الاوقات والافتار يف‬
‫بفسها ومل تفسح اجملال للخروج مهنا‪.‬‬
‫***‬
‫اي آخا الوجدان!‬
‫كين بك قد اش تقت اىل رؤية ماهية الكتب اليالثة اليت س ترتتب عىل هذه املقدمات‪ .‬صرب ًا! سأذكر كل‬
‫موعوع ًا مييل مجمل ما فيه‪ ،‬او بتعبةر اخر مييل صورهتا املصغرة آو خريطهتا ايخمترصة‪ .‬ولكين سأابدر بتقدمي تسع‬
‫مسائل مما يف تكل الكتب‪ ،‬عىل آمل آن آفصل املوعوع تفصي ًال عقب املقاةل اليالية ان شاء هللا ووفّق الرب‬
‫الكرمي‪ .‬فها هو ذا املوعوع!‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬العلوم اللية‪ :‬اكلنحو والرصف واملنطق وامثالها من العلوم اليت تكون وس يةل لفهم العلوم العالية اليت يه اكلتفسةر‬
‫واحلديث والفقه وامثالها من العلوم‪ .‬املرتمج‬
‫‪#68‬‬

‫سأعرج اىل علوم الساموات بسةر روحاين‪ ،‬ابلوسائل اليت يرهيا القرآن الكرمي وبقوة الفلسفة الصائبة‪ .‬لننظر من‬
‫هناك ونشاهد‪:‬‬
‫ان الكرة الارعية عبارة عن كرة خضمة تديرها يد القدرة للصابع احلكمي‪ ،‬ونرى بعني احلمكة ابه يقذفها كحجر‬
‫املقالع‪ ،‬اىل ان يشتهتا‪ ،‬ليبدّ لها اىل افضل مهنا‪ .‬مث بتدىل وبتدرج من جو السامء حىت بزنل اىل همدان‪ ،‬الارض‬
‫اليت بسطها وهيأها اخلالق الرمحن لراحتنا‪ ..‬مث بنظر ابإبعام اىل الانسان‪ ،‬كيف ابه ير ي مبهده بعد تاوزه مرحةل‬
‫الطفوةل‪ ،‬فابه يرسل اىل قصور السعادة الابدية كذكل بتخريب الارض‪.‬‬
‫وبعد ان بدمي التأمل يف هذا‪ ،‬بدخل ميدان املايض ابلسةر الروحاين اذلي ليقيده زمان ولمتان وبتحاور مع‬
‫ابناء جنس نا‪ ،‬آبناء املايض بأمواج الربقيات التارخيية‪ ،‬وبتعمل العرب والاحداث اليت وقعت يف تكل الزوااي الفةل‪،‬‬
‫وبصنع مهنا قطار ًا للفتار‪ .‬مث نرجع عائدين ونزور ابناء جنس نا وبتوجه اىل مرشق املس تقبل لرنى ‪ -‬ونري‬
‫الخرين ‪ -‬جفر سعادته الصادق اذلي يرتاءى من بعيد‪ .‬مث نركب قطار "الريق والتقدم" وسفينة "السعي" املسامة‬
‫ابلتوفيق‪ ،‬حاملني يف آيدينا مصباح الربهان وبدخل معه "الزمان" اذلي يبدو مظمل البداية‪ ،‬ا ّل ان وراءه‬
‫سطوع ًا‪ ،‬ليك بصاحف آبناء املس تقبل وهننهئم بسعادهتم الىت يرفلون فاها‪.‬‬
‫وهكذا ففي هذه الصورة الفولوغرافية املصغرة تندرج صورة مجيةل‪ ،‬س تظهر كل حمرر ًا‪.‬‬
‫والن‪ ..‬يف هذه الارض تنبت اجشار الكتب املذكورة وتسقى جبداول املقالت اليالث‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫قبل ان آخذ بيدك واوصكل اىل خزينة احلقائق‪ ،‬اابدر اىل رسد بضع مسائل وعدتك اايها‪ ،‬لدفع هبا غشاوة‬
‫اخليالت عن برص بصةرتك‪ ،‬تكل اخليالت اليت صارت اكلغول تضع ايدهيا عىل عينك فتغمضها‪ ،‬وتدفع صدرك‬
‫وختوفك‪ ..‬وان آرتك شبئ ًا‪ :‬فالنور ٌانر و ّ‬
‫ادلر َمدَ ٌر‪ .‬فاحذرها‪.‬‬
‫‪#69‬‬

‫واعمل! ان آعظم منشأ يودل ش ّباتك‪ ،‬مسائل تتعلق‪:‬‬


‫بكروية الرض‪ ..‬مث اليور واحلوت‪ ..‬وجبل قاف‪ ..‬وسد ذي القربني‪ ..‬واواتدية اجلبال‪ ..‬ووجود هجمن حتت‬
‫و(يزنل من السامء من جبال‬
‫الارض‪ ..‬والايت الكرمية‪( :‬دحاها) و(سطحت) و(الشمس تري ملس تقر لها) ّ‬
‫فاها من برد) (النور‪ )49 :‬وامثالها من املسائل‪ .‬سأبني كل حقيقهتا يك تسد عيون الاعداء وتفتح ابصار‬
‫الاصدقاء‪.‬‬
‫وها آبذا آس هتل بـ ‪:‬‬
‫‪#70‬‬

‫املسأةل الاوىل‬
‫من املعلوم ذلهنمك املنصف‪:‬‬
‫ان علامء الاسالم متفقون عىل كروية الارض‪ ،‬ولو اتفاق ًا سكوتي ًا‪ .‬فان اكن دليك ريب فاذهب اىل "املقاصد"‬
‫و"املواقف" تقف عىل املقصد وتطلع عليه‪ ،‬وترى ان"سعد ًا" ‪" 7‬وس يد ًا" ‪ 9‬قد تناول الكرة الارعية‪ ،‬تناول‬
‫الكرة الاعتيادية‪ ،‬ينظرون مبتعة اىل لك جابب مهنا‪ .‬وان اس تعىص كل ذكل الباب عىل الفتح‪ ،‬فادخل التفسةر‬
‫الواسع لالمام الرازي املوسوم بـ"مفاتيح الغيب" واجلس يف حلقة تدريس ذكل الامام ادلاهية وابصت اىل‬
‫درسه‪ ،‬فان مل تطمنئ هبذا ومل تمتكن من ان تس توعب كروية الارض فاتبع "ابراهمي حقي" ‪ 9‬واذهب اىل جحة‬
‫الاسالم الامام الغزايل واس تفته قائ ًال‪ :‬هل يف كروية الارض مشاحة؟ فس يقول كل حامتً‪" :‬املشاحة ان مل تقبل‬
‫هبا" اذ قد بعث فتواه منذ عرصه ابه‪ :‬من آنكر امر ًا اثبت ًا ابلربهان القطعي ككروية الارض حبجة احلفاظ عىل‬
‫وفاء لالسالم بل خيابة هل‪.‬‬
‫ادلين‪ ،‬فقد جىن عىل ادلين جناية عظمى؛ اذ هذا لبس ً‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬سعد التفتازاين‪ 129-179( :‬هـ) (‪7922- 7979‬م) هو مسعود بن معر بن عبد هللا التفتازاين‪ ،‬من امئة العربية والبيان‬
‫واملنطق‪ ،‬ودل بتفتازان (من بالد خراسان) واقام برسخس‪ ،‬وابعده تميورلنك اىل مسرقند‪ ،‬فتويف فاها‪ ،‬ودفن يف رسخس‬
‫من كتبه (هتذيب املنطق) و(مقاصد الطالبني) يف عمل الالكم و(رشح الشمس ية) يف املنطق‪(.‬الاعالم‪.)972/1‬‬
‫‪ 2‬الرشيف اجلرجاين‪( :‬ت ‪898‬هـ‪7494/‬م) هو محمد بن عيل بن محمد بن عيل بورادلين ابن الرشيف اجلرجاين‪ ،‬فاعل‬

‫‪43‬‬
‫من اهل شةراز‪ .‬بقل اىل العربية رساةل يف (املنطق) كتّبا ابوه ابلفارس ية‪ ،‬وهل‪(:‬الرشاد يف رشح الارشاد) رشح رساةل‬
‫التفتازاين‪( ،‬ارشاد الهادي) يف النحو‪ ،‬وصنّف (الغرة) يف املنطق‪ .‬وهل رشح للـ(املواقف) يف عمل الالكم للعالمة‬
‫عضدادلين الجيي املتويف س نة ‪116‬هـ (الاعالم ‪.)988/6‬‬
‫‪ 3‬ابراهمي حقي‪7182 - 7129( :‬م) ودل يف احدى قرى اررضوم رشيق الاانعول تلقى العلوم عىل علامء اررضوم حىت‬
‫بلغ اىل آن بظم الشعر يف ثالث لغات‪ .‬ابتسب اىل الش يخ فقةر هللا يف (تيللو) من اقضية (سعرد) س نة ‪ 7198‬مث توىل‬
‫التدريس والوعظ والارشاد‪ .‬آلف عدة كتب مهنا (لب الكتاب) يف مشاهةر الشعراء واملفكرين يف س بع جمدلات واشهر‬
‫كتابه (معرفتنامه)‬
‫‪#71‬‬

‫وان كنت آمي ًا ل تيد قراءة الفتوى‪ ،‬فاس متع اىل معارصان وآخينا يف الفكر‪ ،‬الس يد حسني اجلرس ‪ 7‬ابه يعنّف‬
‫منكر الكروية ويقول بقوة احلق ودون تردد‪:‬‬
‫رض عىل ادلين من‬ ‫"من اكن ينكر كروية الاوض مستند ًا اىل ادلين يف سبيل حاميته‪ ،‬فهو صديق امحق‪ ،‬آ ّ‬
‫العدو الدل"‪.‬‬
‫فان مل يفق فكرك الباحث عن احلقيقة من رقدته‪ ،‬هبذا الصوت القوي ومل تس تطيع عينك الابفتاح‪ ،‬خفذ بيد‬
‫ابن هامم ‪ 9‬وخفر الاسالم ‪ 9‬وامثاهلم واذهب اىل الامام الشافعي‪ ،‬واس تفته يف مسأةل يف الفقه‪ :‬تؤدى الفرائض‬
‫امخلس يف وقت واحد وهناك قوم ل وقت عشاء هلم احيا ًان‪ ،‬كيف يصلون العشاء؟ وهناك قوم ل تغرب علاهم‬
‫ليايل‪ ،‬كيف يصومون؟ واس تفرسه‪ :‬كيف ينطبق تعريف الرشط الرشعي وهو‪ :‬ما‬ ‫الشمس آايم ًا او ل تطلع َ‬
‫يقارن لك ما سواه من الاراكن‪ ،‬عىل رشلية اس تقبال القبةل يف الصالة؟ علامً ان املقاربة يه يف القيام وحده‬
‫ويف بصف القعود؟ فالمنئ ابه ‪ -‬آي الامام الشافعي ‪ -‬جييبك عن املسأةل الاوىل بكروية ادلائرة املارة من‬
‫الرشق والغرب‪ ،‬وعن املسأةل اليابية واليالية بتقوس ادلائرة املمتدة من اجلنوب اىل الشامل‪ .‬آي يفتيك مبا‬
‫اعطاك الربهان العقيل‪.‬ويقول عن مسأةل القبةل‪" :‬ما القبةل ا ّل معود بوراين قد بظم الساموات اىل العرش وثقب‬
‫لبقات كرة الارض اىل الفرش"‪.‬‬
‫فلوكشف الغطاء لصاحف شعا ُع عينك القب َةل بفسها يف لك حركة من حراكت صلواتك‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حسني اجلرس (‪7991 - 7967‬هـ) (‪7222 - 7841‬م) عامل ابلفقه والادب‪ ،‬من ببت عمل يف لرابلس الشام‪ .‬هل بظم‬
‫كيةر‪ .‬دخل الازهر س نة ‪ 7912‬هـ واس متر اىل س نة ‪7984‬هـ‪ ،‬وعاد اىل لرابلس فتان رجلها يف عرصه‪ ،‬علامً ووجاهة‪،‬‬
‫وتويف فاها‪ .‬من كتبه (الرساةل امحليدية يف حقيقة ادلايبة الاسالمية) و(احلصون امحليدية) يف العقائد الاسالمية‪( .‬الاعالم‬
‫‪.)918/9‬‬
‫‪ 2‬ابن هامم‪122( :‬ـ ‪ 867‬هـ)(‪ 7988‬ـ ‪7411‬م)‬

‫‪44‬‬
‫محمد بن عبد الواحد بن عبد امحليد ابن مسعود‪ ،‬امام من علامء احلنفية‪ ،‬عارف ابصول ادلايانت والتفسةر والفرائض والفقه‬
‫واحلساب‪ .‬تويف يف القاهرة‪ .‬من كتبه (فتح القدير) يف رشح الهداية يف مثاين جمدلات يف فقه احلنفية و(التحرير) يف اصول‬
‫الفقه‪.‬‬
‫‪ 3‬خفر الاسالم الزبدوي‪489 - 422( :‬هـ) (‪7282 -7272‬م)‬
‫هو عىل بن محمد بن احلسني خفر الاسالم الزبدوي فقيه اصوىل من ااكبر احلنفية‪ ،‬من ستان مسرقند نسبته اىل بزده قلعة‬
‫بقرب (نسف)‪ .‬هل تصابيف مهنا‪( :‬كزن الوصول) يف اصول الفقه‪ ،‬يعرف ابصول الزبدوى‪ ،‬و(تفسةر القرآن) كبةر جد ًا‪،‬‬
‫و(غذاء الفقهاء) يف الفقه‪.‬‬
‫‪#72‬‬

‫آهيا الاخ!‬
‫ل قمية لوهامك العجيبة يك تدخل يف القلب‪ ،‬لبك مل تد لها موعع ًا سوى عامل اخليال‪ ،‬فض ًال عن ابك ل‬
‫تصدّ قه‪ ،‬بل ل تمتكن حىت من اقناع بفسك هبا‪ ..‬بيد ابك زغت‪ ..‬فان اكن قلبك املفتوح للخيالت واملقفل تاه‬
‫فوسع آفق بظرك ليتوسع ذهنك‪ ،‬مث شاهد‬ ‫احلقيقة‪ ،‬ليسع الكرة الارعية اليت يه اصغر بكثةر مما تتخيلها‪ّ ،‬‬
‫ستان الارض مكجلس واحد واسأهلم فان صاحب الببت ادرى مبا فيه‪ .‬فاهنم جييبوبك ابملشاهدة والتواتر‬
‫بلسان واحد‪:‬‬
‫"ايهذا ان كرتنا الارعية اليت يه همدان‪ ،‬وقطاران يف فضاء العامل‪ ،‬لبست جمنوبة فتشذ عن القاعدة اجلارية‬
‫والقابون الالهئي يف الاجرام العلوية‪ ".‬ويربزون كل اخلرائط دلئل جمسمة مفروشة آمامك‪.‬‬
‫ان رشيعة الفطرة الالهية املسامة بنظام خلق العامل‪ ،‬فرعت عىل الارض اليت تسةر سةر املريد املولوي العاشق‬
‫‪ 7‬ان لتشذ عن صف النجوم املقتدية ابلشمس‪ .‬اذ قالت الارض مع قرينهتا السامء (آتبنا لائعني)‬
‫(فصلت‪ ،)77:‬والطاعة يف امجلاعة آفضل وآحسن‪.‬‬
‫حنصل مما س بق‪:‬‬
‫ان هللا س بحابه وتعاىل خلق الارض كام يشاء واقتضهتا حمكته‪ ،‬ومل خيلقها كام تش هتئي خيالتمك اي آهل اخليال‪،‬‬
‫ومل جيعل عقولمك همندسة التائنات‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫من الامور املشةرة اىل ععف العقيدة آو اىل امليل اىل مذهب السوفسطايئ او اىل للب الاسالم حديي ًا ومل ّا‬
‫يمتلكه‪ ..‬هو اللكمة امحلقاء‪" :‬هذه احلقيقة منافية لدلين"! لن اذلي جيد احامت ًل ملنافاة ما هو اثبت ابلربهان القالع‬
‫مع ادلين اذلي هو احلق واحلقيقة‪ ،‬وخياف من هذه املنافاة لخيلو من‪:‬‬
‫اما ابه قد اختفى يف دماغه سوفسطايئ‪ ،‬يشوش هل الامور‪ .‬او اس ترت يف قلبه موسوس ييةر الشغب والفوىض‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫آو اصبح لالب ًا لدلين جمدد ًا يريد ان يمتلكه ابلتنقيد‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬تشبيه لطيف ابملريد املنتسب اىل املولوية‪ ،‬الطريقة الصوفية املعروفة يف تركيا‪ ،‬اذلي يدور حول بفسه ويف حلقة اذلكر‬
‫بنشوة اذلكر وجذبة التفكر انسجام ًا مع حركة املوجودات‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#73‬‬

‫املسأةل اليابية‬
‫ل خيفى ان "مسأةل اليور واحلوت" املشهورة ‪ 7‬دخيةل يف الاسالم ولفيلية عليه‪ ،‬آسلمت مع راوهيا‪ .‬فان شئت‬
‫راجع "املقدمة اليالية" لرتى من آي ابب دخلت‪.‬‬
‫آما نسبهتا اىل ابن عباس ريض هللا عهنام‪ ،‬فابظر اىل مرآة " املقدمة الرابعة" ترى ّ‬
‫رس احلاقها به‪ .‬وبعد هذا فان‬
‫كون "الارض عىل اليورواحلوت" يروى فيه حديث‪:‬‬
‫نسمل ابه حديث‪ ،‬لن عليه عالمة الارسائيليات‪.‬‬‫او ًل‪ :‬ل ّ‬
‫اثبي ًا‪ :‬ولو سلّمنا ابه حديث‪ ،‬فابه آحادي‪ ،‬يفيد الظن لضعف التصال‪ .‬فال يدخل يف العقيدة‪ ،‬اذ اليقني رشط‬
‫فاها‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬حىت لو اكن متواتر ًا وقطعي املنت‪ ،‬فلبس بقطعي ادللةل‪ .‬فراجع املقدمة احلادية عرشة‪ ،‬وتأمل يف املقدمة‬
‫اخلامسة لرتى كيف اس هتوت الظاهريني اخليالت حىت حرفوا هذا احلديث عن حمامهل الصحيحة ووجوهه‬
‫الصائبة‪.‬‬
‫فالوجوه الصحيحة هل ثالث‪:‬‬
‫الوجه الاول‪:‬‬
‫فكام ان َ َمحةل العرش املسامة بـ‪ :‬اليور‪ ،‬النرس‪ ،‬الانسان‪ ،‬وغةرمه مالئكة‪،‬كذكل هذا اليور واحلوت ملتان اثنان‬
‫حامالن لالرض‪ .‬وا ّل فان حتميل العرش العظمي عىل املالئكة‪ ،‬ببامن الارض عىل ثور عاجز ‪ -‬اكلرض ‪ -‬مناف‬
‫لنظام العامل! ويرد يف لسان الرشيعة‪ :‬ان للك بوع ملتاً مو ً‬
‫الك خاص ًا به يالمئه‪ ،‬وقد مسي ذكل املكل ابمس ذكل‬
‫بناء عىل هذه العالقة‪ ،‬ورمبا يمتيل بصورته يف عامل املالئكة‪ .‬وقد روي حديث هبذا املعىن‪ :‬ان الشمس‬
‫ً‬ ‫النوع‪،‬‬
‫تغرب يف لك مساء حتت العرش وتسجد عنده مث تس تأذن وتعود ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬فصلت «اللمعة الرابعة عرشة« هذه املسأةل‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬عن ايب ذر ريض هللا عنه قال‪ :‬دخلت املسجد ورسول هللا صىل هللا عليه وسمل جالس‪ .‬فلام غابت الشمس قال‪:‬‬
‫"اي ااب ذر! هل تدري اين تذهب هذه؟" قال‪ :‬قلت‪ :‬هللا ورسوهل اعمل‪ .‬قال‪ :‬فاهنا تذهب فتس تأذن يف السجود‪ ،‬فيؤذن‬
‫‪46‬‬
‫لها‪ ،‬وكهنا قد قيل لها‪ :‬ارجعي من حيث ِ‬
‫جئت فتطلع من مغرهبا‪ ..‬اخرجه مسمل ‪.792/7‬‬
‫‪#74‬‬

‫املولك عىل الشمس امسه الشمس ومثاهل الشمس‪ ،‬وهو اذلي يذهب ويؤوب‪.‬‬ ‫بعم ان املكل ّ‬
‫يعرب عهنم الرشع‪َ :‬م َكل اجلبال‬
‫جمردة حية انلقة متد الافراد‪ .‬و ّ‬ ‫ودلى الفالسفة الالهيني‪ :‬ان للك بوع ماهية ّ‬
‫و َم َكل البحار ومكل الامطار‪ ،‬ا ّل ابه ل تأثةر هلم تأثةر ًا حقيقي ًا اذ ل مؤثر يف الكون الا هللا‪ .‬اما احلمكة يف وعع‬
‫الاس باب الظاهرية فهئي يف اظهار العزة والعظمة ليك ليرى النظر املتوجه اىل دائرة الاس باب مبارش َة يد‬
‫القدرة لمور خسبسة ظاهرة من دون جحاب‪ .‬آما يف امللكوتية ويف حقيقة الامر ويه دائرة العقيدة‪ ،‬فان‬
‫مبارش َة يد القدرة بدون جحاب للك ش ‪ ،‬يالمئ العزة؛ اذ لك ش يف هذه اجلهة سام وعال‪ ...‬ذكل تقدير العزيز‬
‫العلمي‪.‬‬
‫الوجه الياين‪:‬‬
‫ان اليور هو امليةر للحرث وآمه واسطة لزراعة الارض وعامرهتا‪ .‬آما احلوت (السمك) فهو مصدر عبش اهل‬
‫السواحل‪ ،‬بل كيةر من الناس‪.‬‬
‫فاذا سأل احد‪َ ِ :‬مب تقوم ادلوةل؟ فاجلواب‪ :‬عىل الس يف والقمل‪ .‬او اذا سأل‪َ ِ :‬مب تقوم املدبية؟ فاجلواب‪ :‬عىل‬
‫املعرفة والصناعة والتجارة‪ .‬او اذا سأل‪َ ِ :‬مب تدوم البرشية وتبقى؟ فاجلواب‪ :‬ابلعمل والعمل‪.‬‬
‫كذكل اجاب س يد الكوبني وخفر العاملني صىل هللا عليه وسمل ‪ -‬وهللا اعمل ‪ -‬بناء عىل ماس بق ذكل السائل اذلي‬
‫مل يس تعد ذهنه دلرك احلقائق ‪ -‬بدلةل املقدمة اليابية ‪ -‬وسأل عن ش خارج بطاق وظيفته‪ :‬الارض عىل آي‬
‫ش ؟ فاجابه رسولنا الكرمي صىل هللا عليه وسمل مبا يلزمه آص ًال‪ :‬الارض عىل اليور‪ .‬اي ان عامرة الارض لنوع‬
‫البرش ومنبع احلياة لهل القرى مهنم‪ ،‬عىل الزراعة‪ ،‬والزراعة محموةل عىل اكهل اليور‪ .‬وان معظم معبشة القسم‬
‫الخر من البرش‪ ،‬ومعظم مصادر تارة اهل املدبية‪ ،‬يف جوف السمك وعىل احلوت‪ .‬حىت يصدق علاهم امليل‬
‫‪7‬‬
‫السائر‪ :‬لك الصيد يف جوف الفرا!‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬من آمثال العرب‪ ،‬رضبه النيب صىل هللا عليه وسمل مث ًال ليب سفيان حني قال هل‪ :‬آبت اي ااب سفيان! كام قيل‪ :‬ولك‬
‫الصيد يف جوف الفرا‪.‬‬
‫وامليل يرضب يف الواحد اذلي يقوم مقام الكثةر لعظمه (املس تقىص من آمثال العرب للزخمرشي ‪.)994/9‬‬
‫ويف ايهناية لإبن الثةر ‪ 499/9‬الفرآ همموز مقصور‪ :‬حامر الوحش‪ ،‬ومجعه فراء‪ .‬قال هل ذكل بتأليفه عىل الاسالم‪ ،‬يعين ‪:‬‬
‫آبت يف الصيد كحامر الوحش‪ ،‬لك الصيد دوبه‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#75‬‬

‫‪47‬‬
‫سمل ان السائل سأل‬‫حق حىت لو اكن مزاح ًا فابه صىل هللا عليه وسمل ل يقول ا ّل حق ًا‪ .‬ولو ّ‬
‫فهذا جواب لطيف ّ‬
‫عن كيفية اخللقة‪ .‬فقد [تلّقى السامع بغةر املرتقب] ‪ 7‬كام هو القاعدة يف عمل البيان‪ ،‬اذ تلقى الاجابة عن‬
‫الرضوري واملطلوب ابسلوب حكمي‪ .‬ومل جياوبه عىل وفق شهية السائل املريض التاذبة‪ .‬والية الكرمية‪:‬‬
‫(يسألوبك عن الهةل قل يه مواقيت للناس) (البقرة‪ )782 :‬براعة الاس هتالل لهذه احلقيقة‪.‬‬
‫الوجه اليالث‪:‬‬
‫ان اليور واحلوت برجان مقدّ ران يف مدار الارض الس نوي‪ .‬فتكل الربوج وان اكبت افرتاعية موهومة‪ ،‬ا ّل ان‬
‫السنن الالهية اجلارية يف العامل واليت تنظم وتربط الاجرام الساموية واملسامة لفظ ًا واصطالح ًا ابجلاذبية العامة‪،‬‬
‫قد متركزت يف تكل الربوج‪ ،‬ذلا فالتعبةر الفليك‪" :‬الارض عىل الربوج" جائز‪.‬‬
‫هذا الوجه هو يف بظر عمل الفكل احلديث‪ ،‬لن القدمي قد افرتض الربوج يف السامء‪ ،‬ببامن احلديث افرتعها يف‬
‫مدار الارض‪ ،‬ذلا حيوز هذا التأويل آمهية يف بظر الفكل احلديث‪.‬‬
‫مث ابه قد روي ان السؤال تعدد‪ ،‬مفرة آجاب‪" :‬عىل احلوت" واخرى ‪ -‬بعد شهر ‪ -‬آجاب‪" :‬عىل اليور"‪ .‬مبعىن‬
‫ان خيوط القابون املذكور واشعهتا املنترشة يف لك هجة من هجات الفضاء الواسع غةر احملدود‪ ،‬قد تمعت‬
‫ومتركزت يف برج احلوت‪ ،‬ذلا ابطلقت الكرة الارعية من برج ادللو ومسكت ابلقابون املتديل من برج احلوت‪،‬‬
‫وتعلقت مثر ًة ايبعة عىل غصن من جشرة اخللقة‪ ...‬آو اهنا ‪ -‬اي الارض ‪ -‬اكلطةر جمثت عىل برج اليور وبنت‬
‫عشها فيه‪.‬‬
‫وبعد ما عرفت هذا دقق النظر منصف ًا‪:‬‬
‫ابه حسب مضمون "املقدمة اخلامسة" ترى كيف تؤول تكل املسأةل العجيبة املشهورة اليت تدور بني آهل‬
‫اخليال املولعني ابخرتاع الغرائب بغةر اس ناد العبثية اىل احلمكة الازلية‪ ،‬وبغةر احاةل الارساف اىل الصنعة‬
‫الراببية‪ ،‬وبغةر اخالل النظام البديع اذلي هو برهان الصابع اجلليل؟‬
‫آل تب ًا وحسق ًا وبُعد ًا للجهل!!‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هذه العبارة وامثالها من امجلل والفقرات احملصورة بني قوسني مركنني [‪ ]...‬جاءت يف النص الرتيك ابللغة العربية‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#76‬‬

‫املسأةل اليالية‬
‫جبل قاف‬
‫اعمل ان العمل بوجود ش غةر العمل بنوعيته وماهيته‪ .‬فال بد من ايمتيزي بني هاتني النقطتني‪ .‬فمك من يقني الاصل‬

‫‪48‬‬
‫ترصف فيه الومه حىت آخرجه من الامتان اىل الامتناع‪ .‬فشاور فيه "املقدمة السابعة" تبك بلسان فصيح‪:‬‬ ‫ّ‬
‫بعم‪ .‬ومك من قطعي املنت تزامحت الظنون يف دللته‪ ،‬بل حتةرت الافهام ابلجابة عن السؤال‪ :‬ما املراد؟‪ .‬فشقق‬
‫صدف "املقدمة احلادية عرشة" تد هذه اجلوهرة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬وملا اكن هذا الامر هكذا‪ ..‬فال يشةر من قطعي املنت اىل "قاف" ا ّل (ق والقرآن اجمليد)‪ .‬ببامن جيوز ان‬
‫يكون (ق) كـ صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬فلبس هو يف رشق ادلبيا بل يف غرب الفم‪ .‬فبسقط ادلليل من اليقني هبذا‬
‫الاحامتل‪.‬‬
‫مث ان دلي ًال اخر بعدم وجود قطعي ادللةل غةر هذا‪ ،‬قول احد جمهتدي الرشيعة وهو القرايف ‪ :7‬ل آصل هل‪.‬‬
‫اما نس بة كيفيته املشهورة اىل ابن عباس ريض هللا عنه‪ ،‬فابظر يف مرآة "املقدمة الرابعة" ليمتيل كل وجه نسبهتا‪.‬‬
‫قبوهل للك ما بقهل‪ ،‬لن ابن عباس قد‬ ‫علامً ان لك ماقاهل ابن عباس كام ل يلزم ان يكون حديي ًا‪ .‬كذكل ل يلزم َ‬
‫التفت قلي ًال اايم ش بابه اىل الارسائيليات عن لريق احلتاايت اظهار ًا لبعض احلقائق‪.‬‬
‫واذا قلت‪ :‬ان لعلامء الصوفية تصويرات كيةرة حول "قاف"‪.‬‬
‫آقول جوا ًاب‪ :‬ان عامل امليال املشهور هو ميدان جولهنم‪ ،‬فكام بتجرد من مالبس نا‪ ،‬فهم يتجردون من اجسادمه‬
‫ويشاهدون ذكل املعرض احلاوي للعجائب والغرائب ابلسةر الروحاين‪ ،‬فـ"قاف" ممتيل يف ذكل العامل كام‬
‫يعرفوبه‪ .‬اذ كام‬
‫ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬القرايف (ت ‪684‬هـ ‪7981 -‬م) هو (شهاب ادلين) امحد بن ادريس عبد الرمحن القرايف من علامء املالكية‪ ،‬وهو مرصي‬
‫املودل واملنشأ والوفاة هل مصنفات جليةل يف الفقه والاصول مهنا (ابوار الربوق يف ابواء الفروق) اربعة اجزاء‪( ،‬اذلخةرة)‬
‫يف فقه املالكية س تة جمدلات (الاعالم ‪.)21 - 24/7‬‬
‫‪#77‬‬

‫تمتيل السموات والنجوم يف مرآة صغةرة‪ ،‬يمتيل اصغر الاش ياء من عامل الشهادة اكلبذرة‪ ،‬جشر ًة خضمة يف عامل‬
‫لب الكم حمي ادلين بن عريب‬ ‫امليال بتأثةر من تسم املعاين‪ .‬ولخيلط احتام هذين العاملني قط‪ .‬واملطلع عىل ّ‬
‫‪ 7‬يصدّ ق هذا‪.‬‬
‫اما ما اش هتر بني العوام و َمن مه مثلهم ان "قاف" جبل حميط ابلرض‪ ،‬متعدد‪ ،‬مابني لك اثنني منه مسافة‬
‫مخسامئة س نة‪ ،‬ذروته متس السامء‪ .‬اىل آخر خيالهتم‪ ،‬فاقتبس من "املقدمة اليالية" لتقومي هذه اخليالت‪ ،‬مث‬
‫ادخل يف هذه الظلامت لعكل تد زلل بالغهتا‪.‬‬
‫وان آردت ان تعرف عقيديت يف هذه املسأةل‪ ،‬فاعمل ابين اجزم بوجود "قاف" ولكن احيل كيفيته اىل ثبوت‬
‫حديث حصيح متواتر‪ .‬فان ثبت احلديث يف بيان كيفيته اؤمن به عىل ما آراد النيب صىل هللا عليه وسمل اذلي‬

‫‪49‬‬
‫هو صدق وحصيح وحق‪ ،‬ل عىل ماختيهل الناس‪ ،‬لبه قد يكون املفهوم غةراملراد‪ .‬واما ما فهمناه من هذه املسأةل‬
‫فنعطيكه‪:‬‬
‫او ًل‪ :‬ان جبل "قاف" هو سلسةل هاميلاي اليت يه آم اعظم جبال "جامولر" اليت يه سلسةل احالت مبعظم‬
‫الرشق‪ ،‬واليت اكبت حاجزة بني البدويني واملدبيني سابق ًا‪ ،‬ويقال‪ :‬ابه قد تشعب من عرق هذه السلسةل اكرث‬
‫جبال ادلبيا‪ ،‬ومن هذا الاصل نشأ الفكر املشهور ابحالة "قاف" لدلبيا‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬ان عامل امليال برزخ بني عاملي الشهادة وعامل الغيب فهو يش به الاول صورة والاخر معىن‪ ،‬هذا املفهوم‬
‫حيل ذكل املع ّمى واللغز‪.‬‬
‫مفن شاء ان يطلع قلي ًال عىل هذا العامل ‪ -‬عامل امليال ‪ -‬فهل ان ينظر اليه بنافذة الكشف الصادق‪ ،‬او مبنفذ الرؤاي‬
‫الصادقة‪ ،‬او مبنظار املواد الشفافة اوعىل الاقل بشاشة اخليال اخللفية‪ .‬فهناك دلئل كيةرة جد ًا عىل وجود هذا‬
‫العامل‪ ،‬عامل امليال‪ ،‬وتسم املعاين فيه‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حمي ادلين بن عريب‪ 698 - 162 :‬هـ ‪ 7942 - 7761/‬م ‪ :‬هو محمد بن عيل بن محمد ابن عريب‪ ،‬ابو بكر احلامتي الطايئ‬
‫البدليس‪ ،‬املعروف مبحي ادلين بن عريب‪ ،‬امللقب ابلش يخ الكرب‪ :‬فيلسوف‪ ،‬من آمئة املتلكمني يف لك عمل‪ .‬ودل يف مرس يه‬
‫(ابلبدلس) وابتقل اىل اشبيلية‪ .‬وقام برحةل فزار الشام وبالد الروم والعراق واحلجاز‪ .‬وانكر عليه اهل ادلاير املرصية‬
‫»شطحات« صدرت عنه‪ ،‬فعمل بعضهم عىل إاراقة دمه‪ .‬وحبس‪ ،‬فسعى يف خالصه عيل بن فتح البجايئ فنجا‪ .‬واس تقر‬
‫يف دمشق‪ ،‬فتويف فاها هل حنو اربعامئة كتاب ورساةل‪ ،‬مهنا (الفتوحات املكية) يف التصوف وعمل النفس و(فصوص احلمك)‪.‬‬
‫الاعالم ‪ 987/6‬فوات الوفيات ‪ 947/9‬مزيان الاعتدال ‪ 728/9‬جامع كرامات الاولياء ‪ 778/7‬شذرات اذلهب‬
‫‪.722/1‬‬
‫‪#78‬‬

‫وبناء عىل هذا ميكن ان يكون "قاف" املوجود يف هذه الكرة الارعية بذرة "قاف" ذي جعائب موجود يف عامل‬
‫امليال‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬ان ُمكل هللا واسع ل ينحرص يف هذه الكرة الفقةرة‪.‬وفضاء هللا اوسع ودبيا هللا اعظم من ان يضيق‬
‫بـ"قاف" ذي جعائب‪ .‬ولبس خارج ًا من الامتان العقيل‪ .‬ابه ينالح براسه كتف السامء ‪ -‬اليت يه موج مكفوف‬
‫‪ - 7‬رمغ بعده مخسامئة س نة من اايم هللا عن كرتنا الارعية‪ ،‬اذ جيوز ان يكون "قاف" شفاف ًا وغةر مريئ‬
‫اكلسامء‪.‬‬
‫رابع ًا‪ِ :‬ل َم ل جيوز ان يكون "قاف" سلسةل عظمية تلت يف دائرة الافق‪ ،‬مثلام ان امس الافق يكون مصدر ًا‬
‫لـ"قاف" لبه ايامن بظر املرء ترتاءى هل دائرة من سالسل جبلية اكدلوائر املتداخةل‪ ،‬وهكذا ابلتدرجي والتعاقب‬
‫النظر ويبقى‪ ،‬مسلّامً آمره اىل اخليال‪ ،‬حىت يتخيل اخليال دائرة من سالسل جبلية حميطة ابلرض متس‬ ‫يَيْبت ُ‬
‫‪50‬‬
‫الراف السامء‪ .‬فتشاهد متصةل هبا بدلةل الكروية حىت لو اكن البعد مخسامئة س نة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬جزء من حديث اخرجه الامام امحد يف مس نده ‪ 912/9‬والرتمذي برمق ‪ 9928‬ويف حتفة الاحوذي برمق ‪ 9919‬وقال‪:‬‬
‫هذا حديث غريب من هذا الوجه‪ .‬وعزاه صاحب التحفة لمحد وابن حامت والزبار‪ .‬ويف مجمع الزوائد ‪ : 8/799‬جزء من‬
‫حديث رواه الطرباين يف الاوسط‪ ،‬وفيه ابو جعفر الرازي‪ ،‬وثّقه ابو حامت وغةره وع ّعفه النسايئ وغةره ‪ ،‬وبقية رجاهل ثقات‪.‬‬
‫وابظر فيه كذكل ‪ 797/1‬وتفسةر ابن كيةر سورة احلديد‪.‬‬
‫‪#79‬‬

‫املسأةل الرابعة‬
‫سد ذى القربني‬
‫كام علمت ان العمل بوجود ش غةر العمل مباهيته وكيفيته‪.‬‬
‫وان القضية الواحدة تتضمن احتام ًا كيةرة‪ ،‬مهنا رضورية‪ ،‬ومهنا بظرية خمتلف فاها‪.‬‬
‫وان املقدل املعابد اذا سأل احد ًا عام رآه يف كتاب‪ ،‬وان اكن حمرف ًا عىل وجه الامتحان والتجربة واجابه حىت عن‬
‫معلومه الغائب عنه‪ .‬فاجلواب حصيح من هجتني‪:‬‬
‫اما ابه حصيح مبارشة‪ ،‬يطابق الواقع‪ .‬او مبايطابق معلوم السائل املعابد ابذلات‪ ،‬او ابلتأويل‪ .‬فالك الوهجني‬
‫حصيح‪.‬‬
‫فاجلواب الواحد اذ ًا يريض الواقع‪ ،‬لبه حق‪ ،‬ويقنع السائل لبه يقدر عىل تطبيقه عىل معلومه‪ ،‬وان مل يكن‬
‫مراد ًا‪ .‬ويف الوقت بفسه لجيرح شأن املقام‪ ،‬لن فيه ‪ -‬اي يف اجلواب ‪ -‬عقدة احلياة اليت تس متد مهنا مقاصد‬
‫الالكم بواعث حياهتا‪.‬‬
‫وهكذا جواب القرآن‪.‬‬
‫س منزي بعد الن الرضوري من غةر الرضوري؛ ومن الاحتام الرضورية املفهومة يف اجلواب القرآين واليت لتقبل‬
‫الانتار‪" :‬ذو القربني" ‪ 7‬وهو خشص مؤيد من عند هللا‪ ،‬بىن سد ًا بني جبلني ابرشاده وتدبةره‪ ،‬دفع ًا لفساد‬
‫الظاملني والبدويني‪ ..‬ويأجوج ومأجوج قبيلتان مفسداتن وان السد س يد ّمر حاملا يأيت امر هللا‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫وعىل هذا القياس؛ مفا د ّل عليه القرآن من احتام‪ ،‬هو من رضورايت القرآن‪ ،‬آي اهنا قطعي ادللةل‪ ،‬ول ميكن‬
‫انتار حرف مهنا‪ ،‬ولكن تفصيالت تكل املواعيع وكيفياهتا ووجوهها وحدود ماهياهتا لبست قطعية ادللةل يف‬
‫القرآن بل ثبت ابه ليدل علاها حسب قاعدة‪" :‬ليدل العام عىل اخلاص بأ ٍي من ادلللت اليالث"‬
‫‪---‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ 1‬فصلت اللمعة السادسة عرشة ص‪ 766 - 764‬من اللمعات هذه املسأةل‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#80‬‬

‫وحسب دس تور عمل املنطق‪" :‬يكفي للحمك تصور وج ٍه ما بني املوعوع واحملمول" ولكن ميكن ان يقبلها القرآن‪.‬‬
‫حموةل اىل دلئل اخرى‪ ،‬فهئي مظنة الاجهتاد‪ ،‬وفاها جمال‬ ‫اي ان تكل التفصيالت يه من الاحتام النظرية ّ‬
‫للتأويل‪ .‬وادلليل عىل بظريهتا (ظنبهتا)‪ :‬اختالف العلامء‪.‬‬
‫ولكن ايللسف‪ ،‬فابه بتخيل لزوم مطابقة اجلواب لامتم السؤال‪ ،‬ومن دون اهامتم خبلل السؤال‪ ،‬آخذوا‬
‫الاحتام الرضورية والنظرية للجواب ابمجعها من مصدر السائل ومنبت السؤال واصبحوا مفرسين هل‪ ،‬لبل‬
‫معىن هل‪ ،‬ل بل آ ّولوا ماجيوز ان يصدُ ق عليه‬
‫م ّؤولني ملا جيوز ان يدل عليه اجلواب‪ ،‬ل بل اظهروا افراد املعىن ً‬
‫مع ش من الامتان مدلو ًل مفهوم ًا هل‪ .‬فتلقاه الظاهريون ابلقبول‪ ،‬والعلامء ابلصغاء دون تنقيد لعدم امهيته‬
‫اكحلتاايت كام وحض يف "املقدمة اليالية" ولكن لو قبل بتكل التفصيالت كام ورد يف التوراة والاجنيل ّ‬
‫احملرفني‬
‫فاهنا ختالف عصمة الاببياء اليت يعتقد هبا آهل الس نة وامجلاعة‪ ،‬الشاهد عىل هذا قصة لوط وداود علاهام‬
‫السالم‪.‬‬
‫ولكن ملا اكن يف الكيفية جمال لالجهتاد والتأويل‪ ،‬فأان اقول وابهلل التوفيق‪:‬‬
‫الاعتقاد اجلازم مبا اراد هللا تعاىل ورسوهل صىل هللا عليه وسمل واجب مطلق ًا‪ .‬لبه من رضورايت ادلين‪ .‬اما‬
‫املراد ما هو؟ فاختلف يف تعيبنه‪.‬‬
‫فذو القربني ‪ -‬ل آقول اسكندر لن الامس ليسمح بذكل ‪ -‬قال بعض املفرسين يف حقه ابه‪َ :‬م َكل‪ ،‬وقيل ِمكل‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫وقيل‪ :‬بيب‪ ،‬وقيل‪ :‬ويل‪ ..‬اىل آخر ماقيل‪.‬‬
‫وعىل لك فهو مؤيد من عند هللا ومرشد لبناء سد الصني‪.‬‬
‫اما السد فقال بعضهم ابه‪ :‬سد الصني‪ ،‬وقيل‪ :‬غةره حتول جب ًال‪ ،‬وقيل‪ :‬سد خمفي ل يطلع عليه‪ ،‬سرتته ابقالابت‬
‫احوال العامل‪ ..‬وقيل‪ ..‬وقيل‪..‬‬
‫وعىل لك فهو ردم عظمي وجدار جس مي بين دلفع رش املفسدين‪.‬‬
‫آما يأجوج ومأجوج‪ ،‬فقيل‪ :‬قبيلتان من ودل "ايفث" وقيل‪" :‬املغول واملاجنور" وقيل‪ :‬اقوام رشقية شاملية‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬لائفة من جامعة عظمية من بين آدم يش يعون الفتنة والفوىض يف ادلبيا واملدبية‪.‬وقيل‪ :‬خملوقات هلل تعاىل‬
‫آدميون او غةرمه‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬فصلت »اللمعة السادسة عرشة« هذه املسأةل‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#81‬‬

‫‪52‬‬
‫يف ظهر الرض او يف بطهنا‪ ،‬يسببون فساد العامل عند قيام الساعة‪ .‬اما هجة التفاق والامر القالع‪ :‬فهام لائفتان‬
‫من خملوقات هللا اكبتا اهل غارة وفساد عىل احلضارة واملدبية كجل القضاء علاها‪.‬‬
‫اما خراب السد؛ فقيل‪ :‬عند القيامة‪ ،‬وقيل‪ :‬قريب مهنا‪ ،‬وقيل‪ :‬خيرب حبيث يعدّ آمارهتا وان اكن بعيد ًا‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫وقع اخلراب ولكن مل يدكّ ‪ .‬وقيل وقيل‪...‬‬
‫لك؛ فاهندامه عالمة عىل كهوةل الارض وشبب البرش‪.‬‬ ‫وعىل ٍ‬
‫توز ان السدّ املذكور يف القرآن هو سدّ الصني‪ ،‬الطويل بفراخس‪،‬‬ ‫فان وازبت بني ما ذكر آبف ًا وقاربته ميكنك ان ّ‬
‫ومن جعائب ادلبيا الس بعة املشهورة قد بين ابرشاد مؤي ٍد من عند هللا لصدّ رشور اهل البداوة عن اهل املدبية‬
‫يف ذكل الزمان‪.‬‬
‫بعم! مفن اولئك اهلمج قبيةل "الهون" اذلين د ّمروا اورواب‪ .‬و"املغول" اذلين خربوا آس يا‪.‬‬
‫مث ان خراب السد من عالمات الساعة‪ ،‬ولس امي دكه غةر خرابه‪ .‬واذا ما قال النيب صىل هللا عليه وسمل ابه‬
‫من ارشاط الساعة‪" :‬اان والساعة كهاتني"كيف يس تغرب كون خراب السد من عالمات القيامة بعد خةر‬
‫القرون؟ مث ان اهندام السد ابلنس بة لعمر الارض هو ابقباض وجه الارض لشبّبا‪ ،‬بل كنس بة وقت الاصفرار‬
‫اىل متام ايهنار‪ ،‬حىت لو اكبت القيامة بعيدة بألوف من الس نني‪.‬‬
‫محى تصبب البرشية لهرهما‪.‬‬ ‫يودله يأجوج وماجوج هو يف حمك ً‬ ‫كذكل فان الفوىض والاعطراب اذلي ّ‬
‫وبعد هذا ينفتح كل ابب لتأويل آخر من فاحتة "املقدمة اليابية عرشة" وهو‪ :‬ان القرآن يقص القصص لخذ‬
‫العرب مهنا‪ ،‬وينتقي مهنا النقاط اليت يه اكلعقد احلياتية اليت تناسب مقصد ًا من مقاصد القرآن ويربطها به‪ ..‬فهام‬
‫‪ -‬آي القصة والعربة ‪ -‬تتعابقان يف اذلهن والاسلوب وان مل ترتاء انراهام او بوراهام مع ًا ومل حيصال يف اخلارج‬
‫سوية‪ .‬وملا اكبت القصة للعربة فال يلزمك تفصيالهتا ول عليك كيف اكبت‪ .‬خذ حظك مهنا وامض اىل شأبك‪..‬‬
‫واس تظهر من "املقدمة العارشة" ترى ان اجملاز يفتح اب ًاب للمجاز فـ (تغرب يف عني محئة) (الكهف‪ )86 :‬تنعي عىل‬
‫الظاهريني وتطردمه‪.‬‬
‫‪#82‬‬

‫واعمل! ان مفتاح جحة هللا املتجلية يف اساليب العرب هو؛ البالغة اليت يه آصل الاجعاز واملؤسسة عىل‬
‫الاس تعارة واجملاز‪ ،‬ل ما يلتقط من خر ٍز ‪ -‬ابحلدس التاذب ‪ -‬من املشهورات وختتئب يف آصداف الايت دون‬
‫رعاها‪ .‬فاس تنشق خامتة "املقدمة العارشة" فاهنا مسك وذقها ففاها عسل‪.‬‬
‫وجيوز ان يكون السد وهو جمهول الكيفية يف موعع آخر جمهول مس تور عنا كسائر عالمات الساعة‪ .‬ويبقى‬
‫اىل القيامة‪ ،‬جمهو ًل ببعض ابقالابته‪ ،‬وسبهندم يف القيامة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اشارة‪ :‬معلوم ان املسكن يدوم آزيد من ساكنيه‪ ،‬ومعر القلعة الول من معراملتحصنني هبا‪ .‬فالسكىن والتحصن‬
‫ّعةل وجودها ل عةل بقاهئا ودواهما‪ .‬وحىت ان اكان كذكل فال يقتضيان اس مترارها ولعدم خلوها‪ .‬فلبس من‬
‫رضورايت دوام الش دوام الغرض املرتتب عليه‪ ..‬فمك من بناء يبىن للسكىن او للتحصن وهو خا ٍو وخالٍ ‪.‬‬
‫ومن عدم فهم هذا الرس فتح الطريق للوهام‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان القصد من هذا التفصيل ‪ :‬فتح لر ٍيق يمتيزي وفرز‪ :‬التفسةر عن التأويل‪ ..‬والقطعي عن الظين‪ ..‬والوجود عن‬
‫الكيفية‪ ..‬واحلمك عن التفصيالت اجلاببية‪ ..‬واملعىن عن افراد املعىن‪ ..‬والوقوع عن الامتان‪.‬‬
‫‪#83‬‬

‫املسأةل اخلامسة‬
‫ان ما اش هتر من "ان هجمن حتت الارض"‪ ،‬فنحن معارش اهل الس نة وامجلاعة ل بعني موععها عىل القطع‬
‫‪7‬‬
‫واليقني‪ ،‬ولكن "التحتية" يه الظاهرة‪.‬‬
‫بناء عىل هذا اقول وابهلل التوفيق‪:‬‬ ‫و ً‬
‫او ًل‪ :‬ان كرتنا الارعية مثرة من مثرات جشرة العامل العظمية‪ ،‬عظمة جشرة لوّب‪ ،‬كام امثرت سائر جنوهما‪ .‬مفا حتت‬
‫ايمثرة يشمل حتت مجيع اغصان تكل الشجرة‪ .‬وبناء عىل هذا فـ "هجمن" حتت الارض بني تكل الاغصان‪ُ ،‬مفكل‬
‫هللا تعاىل واسع‪ ،‬وجشرة اخلليقة منترشة‪ ،‬ايامن اكبت هجمن فلها موعع ببهنا ول تقت ي مسافة التحتية لو ًل ول‬
‫اتصا ًل ابلرض‪.‬‬
‫يشف عن‪ :‬ان اصل هذه النار‬ ‫ويف بظر احلمكة اجلديدة‪ :‬ان النار مس تولية عىل اكرث ما يف الكون‪ ،‬وهذا ّ‬
‫واساسها هجمن‪ ،‬ترافق الانسان اىل اخللود ويف لريقه اىل الابد‪ ،‬وس متزق يوم ًا ما الس تار‪ ،‬وتربز اىل امليدان‬
‫قائةل‪ :‬هتيأوا!‬
‫وآود ان الفت بظرمك اىل هذه النقطة‪:‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬ان حتت الكرة واسفلها هو مركزها وجوفها‪ ،‬فعىل هذا فان الارض حبىل ببذرة جشرة زقوم هجمن‪ ،‬س تدلها‬
‫يوم ًا ما‪ .‬بل الارض الطائرة يف الفضاء س تبيض شبئ ًا كهذا‪،‬حىت ان مل تكن هجمن بامتهما يف تكل البيضة فان‬
‫رآسها او اي عضو مهنا مطوية فاها حبيث تتحد مع ادلراكت وسائر الاعضاء مهنا يوم القيامة وتربز عىل اهل‬
‫العصيان هجمن همو ًل جعيب ًا‪.‬‬
‫فيا هذا! احلساب والهندسة ميكهنام ان يأخذاك اىل موعع هجمن وان مل تذهب آبت اياها‪ .‬وذكل‪:‬‬
‫ان درجة احلرارة تزتايد درجة واحدة تقريب ًا يف الارض بلك ثالثة وثالثني مرت ًا يف ابلن الارض‪ ،‬مبعىن ان درجة‬

‫‪54‬‬
‫احلرارة تكون يف املركز ما يقرب من مئيت الف درجة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هذه املسأةل ّفصلها السؤال اليالث من املكتوب الاول ص‪ . 79 - 2‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#84‬‬

‫‪ -‬يف الاغلب ‪ -‬فنس بة هذه النار املركزية اىل درجة حرارتنا البالغة الف درجة يه مئتا مرة‪ .‬وهذه تيبت بفس‬
‫ماورد يف احلديث املشهور ‪ - 7‬ما معناه ‪ -‬من ان انر هجمن آشد من انران مبئيت مرة‪.‬‬
‫مث ان قسامً من هجمن "زهمرير"‪ ،‬والزهمرير حيرق بربودته‪ .‬اذ قد ثبت يف العمل الطبيعي؛ ان احلرارة تصل اىل درجة‬
‫تعل املاء ثلج ًا‪ ،‬وحترق ابلربودة‪ ،‬حيث متص احلرارة مص ًا‪ .‬اي ان النار اليت تشمل مجيع املراتب‪ ،‬قسم مهنا‬
‫"زهمرير"‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان العامل الاخروي الابدي ليقاس مبقياس هذه ادلبيا الفابية‪ ،‬ول بسعهتا‪ ،‬فاس تعد سبتجىل كل ش ٌ من‬
‫الاخرة يف ختام "املقاةل اليالية"‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬من السعادة الاخروية‪ ،‬من تكل اجلنة الوارفة الظالل‪ ،‬تنفتح امام بظر العقل مثابية ابواب وانفذاتن‬
‫وذكل‪:‬‬
‫بشهادة الابتظام يف مجيع العلوم‪ ..‬وابرشاد الاس تقراء التام للحمكة‪ ..‬وبرمز جوهر الانسابية‪ ..‬وابمياء عدم‬
‫تنايه ميول البرش‪ ..‬وبتلميح القيامة النوعية املكررة يف كيةر من الابواع‪ ،‬اكلليل وايهنار‪ ..‬وبدلةل عدم العبثية‪..‬‬
‫وبتلوحي احلمكة الازلية‪ ..‬وابرشاد الرمحة الالهية املطلقة‪ ..‬وبلسان النيب الصادق الفصيح‪ ..‬وهبداية القرآن‬
‫املعجز البيان‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬عن ايب هريرة ريض هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪ :‬اش تكت النار اىل رهبا‪ ،‬فقالت‪" :‬ايرب! آلك‬
‫بفس يف الش تاء وبفس يف الصيف‪ .‬فشدّة ما تدون من الربد من زهمريرها‪ ،‬وشدة ما‬ ‫بع ي بعض ًا‪ ،‬جفعل لها بفسني‪ٌ .‬‬
‫تدون من احلر من مسوهما" رواه البخاري ‪ -‬كتاب الاميان‪ ،‬ابن ماجه ‪ 4972‬والرتمذي ‪. 9129‬‬
‫وعن ايب هريرة ريض هللا عنه ان رسول هللا صىل هللا عليه وسمل قال‪" :‬هذه النار جزء من مائة جزء من هجمن"‪ .‬رواه‬
‫امحد ‪( 764 / 94‬الفتح الرابين) واورده الهيمثي يف اجملمع ‪ 981 / 7‬وقال‪ :‬رواه امحد ورجاهل رجال الصحيح‪.‬‬
‫‪#85‬‬

‫املسأةل السادسة‬
‫ان اخلاصية املمزية للتزنيل‪ ،‬الاجعاز‪ ،‬والاجعاز يتودل من ذروة البالغة‪ ،‬والبالغة مؤسسة عىل مزااي وخصائص‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫لس امي الاس تعارة واجملاز‪ .‬مفن مل ينظر مبنظارهام ل يفوز مبزاايها‪ ..‬فمك يف التزنيل من "تزنلت الهية اىل عقول‬
‫تعرب عن مراعاة الافهام واحرتام‬ ‫البرش" تس ّيل ينابيع العلوم يف اساليب العرب تأببس ًا للذهان‪ .‬واليت ّ‬
‫احلس يات ومماشاة الاذهان‪.‬‬
‫وملا اكن الامر هكذا‪ ..‬فال بد لهل التفسةر ا ّل يبخسوا حق القرآن بتأويهل مبا مل تشهد به البالغة‪.‬‬
‫ولقد حتقق اجىل من آية حقيقة اكبت‪ ،‬ان معاين القرآن الكرمي حق‪ ،‬كام ان صور افادته للمعاين‪ ،‬بليغة ورفيعة‪.‬‬
‫مفن ل يُرجع اجلزئيات اىل ذكل املعدن ول يلحقها بذكل النبع يكن من املبخسني حقه‪ .‬وس نبني مثا ًل يلفت‬
‫النظر‪.‬‬
‫(واجلبال آواتد ًا) (النبأ‪ّ )1 :‬يلوح مبجاز بديع ‪ -‬هللا آعمل مبراده ‪ -‬اذ جيوز ان يكون اجملاز املشار اليه يوم اىل‬
‫تصور كهذا‪:‬‬
‫ّ‬
‫او ًل‪ :‬ان الكرة الارعية الشباهة ابلسفينة والغواصة العامئة يف حبر الفضاء الواسع قد حافظت عىل توازهنا‪،‬‬
‫وارسبت اثناء اشتباكها ابلهواء يف جوف احمليط الهوايئ‪ ،‬جببالها الشباهة ابلمعدة والاواتد مبعىن ان اجلبال يف‬
‫حمك الامعدة والسارية لتكل السفينة‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬ان الاهزتازات النامجة من ابقالابت الارض ادلاخلية هتدآ وتسكن ابجلبال؛ اذ يه اكملسامات لالرض‪،‬‬
‫مفىت ماحصل فوران وغضب يف اجلوف تتنفس الارض مبنافذ جبالها‪ .‬فتسكن غضّبا وهتدآ حدّ هتا‪ .‬اي ان‬
‫اس تقرار الارض وهدوءها جببالها‪.‬‬
‫‪#86‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬ان معود عامرة الارض‪ ،‬الانسان وحياة الانسان متوقفة عىل حمافظة منابعها من ماء وتراب وهواء‪ ،‬مع‬
‫عامن الاس تفادة مهنا‪ .‬واجلبال يه اليت حتقق ذكل‪ .‬بتضمهنا يخمازن املاء وتصفيهتا الهواء وتلطيفها احلرارة‬
‫والربودة ويه سبب يف تنقية الهواء ومنبع ترامك الغازات املرضة ادلاخةل فيه‪ .‬ويف الوقت بفسه ترتمح عىل الرتاب‬
‫فتحفظه من التوحل والتعفن وتقيه من استيالء البحر‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬ان وجه املشاهبة واملناس بة من حيث البالغة هو‪:‬‬
‫لو فرعنا خشص ًا ركب منطاد اخليال‪ ،‬فصعد اىل السامء بعيد ًا عن الارض‪ .‬فاذا بظر اىل سلسةل اجلبال من‬
‫هناك وختيل الطبقة الرتابية خيام البدو املفروشة عىل الاواتد‪ ،‬واجلبال املنفردة خمية منصوبة عىل عامد‪ ..‬آتراه‬
‫لبدوي تكل السالسل اجلبلية ‪ -‬مع املس تقةل بذاهتا ‪ -‬ايم‬ ‫وصورت ّ‬ ‫قد خالف لبيعة اخليال؟ ولو تصورت ّ‬
‫قبائل الاعراب رضبت يف حصراء الارض مع ختللها خيام ًا مفردة‪ ،‬مل تبعد عن اساليب العرب اخليالية‪ ..‬او لو‬
‫تصورت ابك قد تردت من هذا العامل املش يد‪ ،‬وبدآت تتامل يف الارض اليت يه همد البرشية مبنظاراحلمكة‬

‫‪56‬‬
‫ويف السامء اليت يه السقف املرفوع وختيلت بعد ذكل ان السامء احملددة بدائرة الافق املامسة معها‪ ،‬اكلفسطاط‬
‫املرضوب عىل الارض‪ ،‬املرتبط ابواتد اجلبال‪ .‬فابك ل تهتم يف خياكل هذا ‪.‬‬
‫سةرد مثال اومثالن لهذا الامر يف ختام املسأةل اليامنة‪.‬‬
‫‪#87‬‬

‫املسأةل السابعة‬
‫ان (دحاها) و(سطحت) و(فرش ناها) و(تغرب يف عني محئة) وما شاهبها من الايت املذكورة يف القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬يتشبث هبا اهل الظاهر اراباكً لالذهان‪ ،‬وحنن لس نا حباجة اىل ادلفاع‪ ،‬لن املفرسين العظام قد‬
‫كشفوا رسائر ما يف عامئر هذه الايت‪ ،‬ما فيه الكفاية‪ ،‬فمل تبق لنا حاجة‪ .‬وقد اعطوا درس ًا للعربة‪ ،‬وسطروا‬
‫السطر الاساس لنحذو حذومه‪.‬‬
‫وهاهات ذو رمح يرق لبتايئ‬ ‫ولكن بكوا قبيل فه ّيجوا يل البتاء‬
‫ان اعالم املعلوم‪ ،‬لس امي ان اكن مشاهد ًا عبث‪ ،‬كام هو معلوم‪ .‬اي لبد من وجود بقطة غرابة خترجه من‬
‫العبثية‪.‬‬
‫فلو قيل‪ :‬ابظروا اىل الارض كيف جعلناها مسطحة وهمد ًا مع كرويهتا‪ ،‬وقد جنت من تسلط البحار‪..‬‬
‫او اذا قيل‪ :‬ابظروا كيف تري الشمس لتنظمي معبش تمك مع اس تقرارها‪.‬‬
‫آو مثل‪ :‬ابظروا كيف تغرب الشمس يف عني محئة ويه بعيدة عنا الوف الس نني‪..‬‬
‫عند ذكل خترج معاين الايت من الكناية اىل الرصاحة‪.‬‬
‫بعم! ان بقاط الغرابة هذه يه نتات بالغية‪.‬‬
‫‪#88‬‬

‫املسأةل اليامنة‬
‫ان مما ورط الظاهربني‪ ،‬بل السبب الاول اذلي دفعهم اىل القلق والرتدد‪ ،‬هو‪:‬‬
‫التباس الامتاانت ابلوقوعات ‪ ،7‬واخللط ببهنام‪ .‬فيقولون مث ًال‪ :‬اذا اكن الش هكذا‪ ،‬فهو ممكن يف القدرة‬
‫الالهية‪ ،‬وهو اد ّل عىل عظمته تعاىل يف عقولنا‪ ،‬فهو اذ ًا واقع!‪ ...‬هاهات! اهيا املسكني! اين عقولمك من ان‬
‫تكون همندسة الكون؟ فابمت عاجزون عن ان حتيطوا ابحلسن اللكي بعقلمك اجلزيئ هذا! لواكن ابف بطول ذراع‬
‫من ذهب رمبا يس تحس نه من حرص فيه النظر!!‬
‫حةرمه‪ ،‬هو تومههم منافاة الامتان اذلايت لليقني العلمي‪ ،‬فيتقربون اىل مذهب "الالآدرية" ‪ 9‬برتددمه‬
‫مث ان اذلي ّ‬
‫وتشككهم يف العلوم العادية اليقينية‪ .‬بل لخيجلون‪ ،‬اذ يلزم مسلكهم هذا ان يتشكك الانسان يف امور بدهيية‬

‫‪57‬‬
‫كوجود حبةرة "وان" وجبل "س بحان" لن هذا ممكن يف مسلكهم‪ ،‬اي ان تنقلب حبةرة "وان" اىل دبس‪،‬‬
‫وينقلب جبل "س بحان" اىل عسل مغطى ابلسكر!! او اهنام يذهبان اىل حبرالعدم ‪ -‬كقسم من اصدقائنا اذلين‬
‫مل يرعوا بكروية الارض فسافروا فزلت اقداهمم ‪ -‬مبعىن‪ :‬يلزم عدم التصديق ابحلال السابقة للبحةرة واجلبل!!‬
‫اهيا احملرومون من املنطق! اين ابمت؟ تأملوا! فقد تقرر يف عمل املنطق‪ :‬ان الومهيات اليت يف احملسوسات‪ ،‬من‬
‫البدهييات ‪ 9‬فان انكرمت هذه البداهة‪ ،‬فلبس يل‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬الوقوعات‪ :‬حصول الش ووجوده بعد ان اكن معدوم ًا ‪ ،‬ول يلزم من امتان وجود الش وجوده فع ًال‪ ،‬فشمس اثبية‬
‫ميكن وجودها ولكهنا غةرموجودة‪.‬‬
‫‪ 2‬هو فرقة من السوفسطائيني يقولون‪ :‬ان حقائق الاش ياء ل تدري هل اهنا موجودة او معدومة‪ ،‬وحنن ل بدري هل‬
‫بدري او ل بدري‪.‬‬
‫‪ 3‬يعين هبذا ان من البدهيئي ان ل حيصل الومه يف احملسوسات لن ما يُدرك هبا يسمى علامً ل وهامً‪ ،‬وهذه يه عقيدة آهل‬
‫جيوزون الومه يف احملسوسات ويقولون‪ :‬اإن حبة العنب اذا وععت يف ما ٍء داخل‬ ‫الس نة وامجلاعة آما السوفسطائيون فاهنم ّ‬
‫قارورة زجاجية فاهنا تُرى كبةرة اكرب مهنا اذا اكبت خارهجا‪ ،‬فهذا و ٌمه حصل ابملبرصات‪ .‬فيجابون ابن احلبة مل تتغةر امنا‬
‫عرض علاها املاء داخل القارورة فاصبحت تُرى هكذا‪ ،‬وإا ّل فهئي مل تتغةر‪.‬‬
‫د‪ .‬عبداملكل‬
‫‪#89‬‬

‫ا ّل ان اقدم لمك التعازي بدل النصاحئ ‪ ،‬مبوت العلوم العادية ببامن السفسطة قد بعيت دليمك‪.‬‬
‫شوش اهل الظاهر هو‪ :‬التباس الامتان الومهي ابلمتان العقيل ‪ .7‬علامً ان الامتان الومهي‬ ‫البالء الرابع‪ :‬اذلي ّ‬
‫متودل من عرق التقليد‪ ،‬ل من اساس‪ .‬وهو اذلي يودل السفسطة‪ ،‬وحيث لدليل هل‪ ،‬يفتح يف البدهييات‬
‫لريق ًا اىل الشك والاحامتل والظن‪ ،‬هذا الامتان الومهي غالب ًا ما ينتج من عدم احملامكة العقلية‪ ،‬ومن ععف‬
‫عصىب قليب‪ ،‬ومن مرض عصيب عقيل‪ ،‬ومن عدم تصور املوعوع واحملمول‪ .‬ببامن الامتان العقيل هو تردد يف‬
‫امر ل يظفر بدليل قطعي عىل وجوده وعدمه ما مل يكن واجب ًا ول ممتنع ًا‪ .‬فان اكن الامتان انش ئ ًا عن دليل‬
‫فهو مقبول وا ّل فال اعتبار هل‪.‬‬
‫ومن احتام الامتان الومهي هذا‪ :‬ان قسامً من املتشككني يقولون رمبا ل يكون الامر عىل ما اظهره الربهان‪،‬‬
‫لن العقل ليس تطيع ان يدرك لك ش ‪ .‬وعقلنا يعطي لنا هذا الاحامتل‪ .‬بعم‪ ...‬ل‪ ..‬بل اذلي يعطيمك هذا‬
‫الاحامتل هو شكمك وومهمك‪ .‬لن العقل من شأبه امل ي عىل برهان‪.‬‬
‫حصيح ان العقل ل يمتكن ان يدرك ويوازن لك ش ‪ ،‬ولكن مثل هذه املادايت ولس امي ما ل يفلت من البرص‬
‫همام اكن صغةر ًا فابه يزبه ويدركه‪ .‬ولو مل نمتكن من دركه نكون يف تكل املسأةل غةر ملكفني‪ ،‬اكللفال‪..‬‬

‫‪58‬‬
‫تنبيه‪ :‬ان خماليب الفكري اذلي اخالبه ابلظاهري وذي النظر السطحي واذلي افضحه واعنفه و ّ‬
‫اوخبه هو يف‬
‫غالب الاحوال عدو ادلين ممن يبخس حقه ول يرى جامل الاسالم وينظر اليه من بعيد بنظر سطحي عابر‪..‬‬
‫ولكن احيا ًان هو من اهل الافراط والغلو ممن يفسد ادلين من حيث يريد الاصالح‪ ،‬ومه اصدقاء ادلين‬
‫اجلاهلون‪.‬‬
‫البالء اخلامس‪ :‬هو حتري احلقيقة يف لك موعع من لك جماز مما اخذ بيد اهل التفريط والافراط اىل الظلامت‪..‬‬
‫بعم لبد من وجود حبة من حقيقة ليمنو وينشأ مهنا اجملاز ويتسنبل‪ .‬آو ان احلقيقة يه الفتيةل اليت تعطي الضوء‪.‬‬
‫آما اجملاز فهو‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬الفرق ببهنام هو ان الإمتان الومهي قد يوجد وقد ل يوجد‪ ،‬ببامن الإمتان العقيل ل يتخلف‪ .‬د‪.‬عبداملكل‪.‬‬
‫‪#90‬‬

‫زجاهجا اذلي يزيد عياءه‪ .‬بعم‪ ،‬احملبة يف القلب‪ ...‬والعقل يف ادلماغ وللّبام يف اليد والرجل عبث‪.‬‬
‫البالء السادس‪ :‬هو قرص النظر عىل الظاهر‪ ،‬مما لمس عىل النظر‪ ،‬وسرت البالغة فال يتجاوزون اىل اجملاز‪،‬‬
‫مادامت احلقيقة ممكنة يف العقل‪ .‬وحىت لو صاروا اىل اجملاز ميسكون عن معناه‪ .‬وبناء عىل هذا فان تفسةر او‬
‫ترمجة الاايت والاحاديث ليببنان حسن بالغهتام‪ .‬وكن دلهيم ان قرينة اجملاز امتناع احلقيقة عق ًال‪ ..‬ببامن القرينة‬
‫املابعة كام ميكن ان تكون عق ًال ميكن ان تكون حس ًا وعاد ًة ومقام ًا وابش ياء اخرى‪.‬‬
‫فان شئت فادخل من الباب الواحد والعرشين بعد املئتني من "دلئل الاجعاز" تكل اجلنة الفردوس‪ ،‬تر ان‬
‫ذكل ادلاهية عبدالقاهر اجلرجاين قد اخذ اىل جاببه امثال هؤل املتعسفني يوخبهم ويعنفهم‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫املعرف ولزم انتار الوصف اجلاري‬ ‫ّ‬ ‫نكر‬ ‫مما‬ ‫ينية‬‫ال‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫اذلايت‬ ‫عىل‬ ‫اكحلركة‬ ‫البالء السابع‪ :‬هو حرصمه ال َع َر َض‬
‫عىل غةر َمن هو هل‪ .‬وهبذا حادت مشس احلقيقة عن جرايهنا‪ .‬اما بظر هؤلء اىل اساليب العرب‪ ،‬كيف يقولون‪:‬‬
‫صادفتنا اجلبال‪ ،‬مث فارقتنا‪ ..‬تراءت لنا وب ُعدَ ت عنا‪ ..‬والبحر ايض ًا ابتلع الشمس ‪ ...‬اخل‪ .‬ومك يقلبون اخليال‬
‫برس ادلوران ‪.4‬‬ ‫لرسار بيابية كام يف املفتاح للستايك‪ ،‬وهذا لطافة بيابية مؤسسة عىل مغالطة ومهية‪ّ ،‬‬
‫وسأبني هنا مثالني هممني لينسج عىل منواهلام‪( :‬ويزنل من السامء من جبال فاها من َب ًَ َرد) (النور‪)49 :‬‬
‫(والشمس تري ملس تقر لها) (يس‪.)98 :‬‬
‫هااتن اليتان الكرميتان جديراتن ابملالحظة والتدبر‪ .‬لن امجلود عىل الظاهر حجود حبق البالغة‪ ،‬اذ الاس تعارة‬
‫البديعة يف الية الاوىل تتوقد حبيث تذيب امجلود املتجمد‪ ،‬وتشق اكلربق س تار حسب الظاهر‪ .‬اما البالغة يف‬
‫الية اليابية فهئي مس تقرة وقوية ولمعة حبيث تقف الشمس ملشاهدهتا‪.‬‬
‫‪---‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ 1‬العرض‪ :‬هو اذلي ل يبقى زمابني او ما هل ّ‬
‫حتزي اتبع حملل‪ ،‬اكحلركة والسكون وامحلرة والصفرة يف وجه الانسان مث ًال‪.‬‬
‫حتزي مس تقل بنفسه‪ ،‬آي يأخذ قدر ًا من الفراغ بنفسه‪.‬‬ ‫‪ 2‬اذلايت‪ :‬يراد به هنا ما هل ّ‬
‫‪ 3‬الاينية‪ :‬يراد هبا املتان واحملل‪ ،‬لبه يسأل عنه بـ "آين"‪.‬‬
‫‪ 4‬لعهل ادلوران عند علامء الاصول‪ ،‬وهو ‪ :‬يوقف املعلول عىل علته وجود ًا وعدم ًا‪ ،‬آي لكام وجدت العةل وجد املعلول‬
‫ولكام ابعدمت ابعدم وهللا اعمل‪.‬‬
‫د‪ .‬عبد املكل‪.‬‬
‫‪#91‬‬

‫فالية الاوىل بظةرهتا‪( :‬قوارير من فضة) (الانسان‪ )76 :‬اليت تضمنت اس تعارة بديعة مثلها‪ ،‬وذكل‪ :‬كام ان اواين‬
‫اجلنة لبست زجاج ًا فهئي لبست فضة كذكل‪ ،‬بل مباينة الزجاج للفضة قرينة الاس تعارة البديعة‪ .‬اي ان الزجاج‬
‫بشفافيته والفضة ببياعها وملعاهنا كهنام منوذجان لتصوير اقداح اجلنة‪ ،‬ارسلهام الرمحن اىل هذا العامل ياهيجا الرغبة‬
‫دلى املش تاقني اىل اجلنة ممن يبذلون ابفسهم وامواهلم يف للّبا‪ .‬ومثل هذا متام ًا‪ ،‬تتقطر اس تعارة بديعة من الية‬
‫الكرمية‪( :‬من جبال فاها من برد)‬
‫ان موعع هذه الاس تعارة مبين عىل تصور التسابق واحملااكة بني الارض والسامء حبمك اخليال ويه اكليت‪:‬‬
‫كام ان الارض تزتين جببالها املزتمةل حبلل اليلج والربد او تتعمم هبا‪ ،‬وتتربج ببساتبهنا‪ ،‬فالسامء كذكل تقابلها‬
‫وحتاكاها فتتجمل متربقع ًة ابلسحاب املتقطع جبا ًل والواد ًا واودية وتتلون ابلوان خمتلفة مصورة لبساتني‬
‫الارض‪.‬‬
‫فال خطأ اذ ًا يف التشبيه اإن قيل ان تكل السحب املتقطعة شباهة ابجلبال او ابلسفن او بقافةل الابل او‬
‫ابلبساتني والوداين‪ ،‬اذ خييل ‪ -‬يف بظر البالغة ‪ -‬ان قطعات السحاب س يارة وس ّباحة يف اجلو كن الرعد راعاها‬
‫وحادهيا‪ ،‬لكام ّهز عصا برقه عىل رؤوسهم يف البحر احمليط الهوايئ اهزتت تكل القطعات وارتت وتراءت جبا ًل‬
‫اكلعهن املنفوش‪ .‬وكن السامء تدعو ذرات خبار املاء ابلرعد لتسمل السالح واجلندية مث بأمر الاسرتاحة يذهب‬
‫ٌ‬
‫لك اىل متابه وخيتفي‪.‬‬
‫وكيةر ًا ما لبس السحاب زي اجلبال ويتشلك هبيلكه ويتلون ببياض الربد واليلج ويتكيف ابلرلوبة والربودة‪.‬‬
‫ولهذا فبني اجلبال والسحب جماورة وصداقة‪ ،‬فاس تحق ‪ -‬يف بظر البالغة ‪ -‬ان يتبادل ويس تعةرا لوازهمام‪،‬‬
‫فيعرب عن السحاب ابجلبل مع تنايس التشبيه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ويف مواعع من القران تظهر هذه الاخوة والتبادل اذ قد يظهر هذا يف زي ذاك وذاك يف زي ذكل ويف بريقه‪..‬‬
‫ومن منازل التزنيل مصاحفة اجلبال والسحب مثلام هناك معابقة ومصاحفة مشهودة عىل حصيفة كتاب العامل‪ .‬اذ‬
‫نرى السحاب موعوع ًا عىل جبل وكن اجلبل مرىس لسفن السحاب‪.‬‬
‫‪#92‬‬

‫‪60‬‬
‫الية اليابية‪( :‬والشمس ترى ملس تقر لها)‬
‫بعم! ان لكمة تري تشةر اىل اسلوب بياين كام ان لكمة (ملس تقر) تلوح اىل حقيقة‪ .‬مبعىن ابه جيوز ان يكون‬
‫الاسلوب البياين املشار اليه بـ (تري) هو الايت‪:‬‬
‫ان الشمس كسفينة مدرعة مصنوعة من ذوب اذلهب تري وتس بح يف حبر السامء الثةري ‪ّ -‬‬
‫املعرب عنه مبوج‬
‫مكفوف ‪ -‬ويه وان ارسبت يف مس تقرها ا ّل ان ذكل اذلهب اذلائب جيري يف ذكل البحر العظمي‪ ،‬حبر السامء‪.‬‬
‫ولكن ذكل اجلراين امنا هو ابلنظر احليس اذلي يراعى لجل التفهمي‪ ،‬فهو جراين تبعي وعريض‪ .‬ا ّل ان للشمس‬
‫جرايبني حقيقيني؛ ولبد ان يكون لها جراين‪ ،‬لن املقصد ‪ -‬من الية ‪ -‬بيان الابتظام‪ ،‬وحسب اساليب‬
‫العرب ويف بظر النظام ان اكن اجلراين ذاتي ًا او تبعي ًا فالمر سواء‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬ان الشمس يف مس تقرها وعىل حمورها متحركة‪ ،‬ذلا فان اجزاءها اليت يه من ذوب اذلهب تري ايض ًا‪،‬‬
‫هذه احلركة احلقيقية يه حبة من تكل احلركة اجملازية املذكورة بل يه حمركها‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬ابه من مقتىض احلمكة ان جراين الشمس وجنودها اليت يه س ياراهتا يف فضاء العامل يف جراين مشاهد‪،‬‬
‫لن القدرة الالهية قد جعلت لك ش حي ًا ومتحراكً ومل تعل شبئ ًا حمكوم ًا عليه ابلسكون املطلق‪ ،‬ومل تسمح‬
‫الرمحة الالهية ان يتقيد اي ش اكن ابلعطاةل املطلقة اليت يه اخت املوت وابنة مع العدم‪ .‬ذلا فالشمس ايض ًا‬
‫لليقة برشط الاعهتا للقابون الالهئي‪ ،‬فلها احلرية يف اجلراين‪ ،‬ولكن برشط ا ّل تتدخل يف حرية غةرها‪ .‬ان‬
‫الشمس سلطان الفضاء ويه املمتيةل للمر الالهئي‪ ،‬واملنفذة للمشبئة الالهية يف لك حراكهتا‪.‬‬
‫بعم ان جراين الشمس كام يكون عىل سبيل احلقيقة ميكن ان يكون عىل سبيل اجملاز ايض ًا‪ ،‬وكام ان جراين‬
‫الشمس حقيقي وذايت ميكن ان يكون عرعي ًا وحس ي ًا ايض ًا‪ .‬واملنار عىل اجملاز لكمة (تري) وامللوح للعقدة‬
‫احلياتية لفظ (ملس تقر لها)‪.‬‬
‫‪#93‬‬

‫حنصل مما س بق‪ :‬ان املقصد الالهئي يف هذه الاية الكرمية‪ :‬ابراز النظام والابتظام فالنظام سالع اكلشمس‪،‬‬
‫لك العسل ولتسل" فان احلركة املنتجة للنظام سواء اكبت من الشمس او من دوران‬ ‫وبناء عىل قاعدة‪ِ ُ " :‬‬
‫حتري السبب الاصيل لبه ل خي ّل ابلقصد الاساس يف ذكر الية‪.‬‬ ‫الارض‪ ،‬اميا اكبت‪ ،‬فلس نا مضطرين اىل ّ‬
‫شبيه ذكل‪ :‬الالف مث ًال يف قال‪ ،‬حتصل هبا اخلفة‪ ،‬فأ ًاي اكن اصل الالف‪ ،‬فاخلفة حاصةل والالف الف‪ ،‬حىت‬
‫لواكن اصلها قاف ًا بدل الواو‪..‬‬
‫اشارة‪ :‬مفع هذه التصويرات فان امجلود البارد والتعصب عىل الظاهر ينايف حرارة البالغة ولطافهتا كام ابه جيرح‬
‫وخيالف اس تحسان العقل الشاهد عىل احلمكة الالهية اليت يه اساس بظام العامل الشاهد عىل الصابع‪ .‬وذكل‪:‬‬
‫اذا اس تقبلت مث ًال جبل (س بحان) من بعد فراخس‪ ،‬وآردت ان يتبدل وععه ابلنس بة جلهاتك الاربع‪ ،‬او‬
‫‪61‬‬
‫تشاهده يف لك هجة من هجاتك‪ .‬فبد ًل من ان تتخطى خطوات يسةرة حنوه‪ ،‬تلكف جب ًال خضامً ذكل اجلرم‬
‫العظمي ان يأيت اليك من هجاتك الاربع وقطعه دائرة عظمية حتار يف تصورها‪ .‬فهذا امليال العجيب لالرساف‬
‫والعبثية واختيار الطريق الالول وترك الاقرص‪ ،‬اعدّ ه جناية عىل بظام العامل‪.‬‬
‫والان ابظر بنظر احلقيقة املنصفة اىل هذا التعصب البارد‪ ،‬كيف يعارض حقيقة ابهرة اثبتة بشهادة الاس تقراء‬
‫التام‪ .‬تكل احلقيقة يه‪:‬‬
‫ل ارساف ول عبث يف اخللقة‪ ،‬واحلمكة الازلية لترتك الطريق القصةر املس تقمي‪ ،‬ول ختتار الطريق الطويل‬
‫املتعسف‪ ،‬ذلا ِ َ‬
‫فمل ل جيوز ان يكون الاس تقراء التام قرينة اجملاز؟ وما املابع اذلي يتصور؟‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان شئت فادخل املقدمات‪ .‬واجعل املقدمة الاوىل يه الصغرى واملقدمة اليالية يه الكربى لتنتج كل‪ :‬ان‬
‫اذلي يشوش اذهان الظاهريني‪ ،‬اجنذاهبم اىل الفلسفة اليوانبية‪ ،‬حىت بظروا اياها بظر املسلّامت يف فهم الايت‪..‬‬
‫ومما يضحك اليلكى‪ :‬ان بعض ًا فهموا من الكم َمن هو اجل من ان ل ميزي جوهر احلقيقة عن زخارف الفلسفة‪،‬‬
‫هجارن ِز وانن مكل) اي‪ :‬ان املالئكة اجسام بورابية خملوقة من عنارص‪ ،‬ل كام يزمعه‬ ‫قوهل ابلكردية (عنارص َ‬
‫جمردون عن املادة‪ .‬ففهموا من هذا الالكم ومن هذا الترصحي ان العنارص اربعة ويه من‬ ‫الفالسفة من اهنم ّ‬
‫الاسالم!!‬
‫‪#94‬‬

‫فيا للعجب! ان كوهنا اربعة‪ ،‬وكوهنا بس يطة يه من اصطالحات الفالسفة‪ ،‬ومن اسس العلوم الطبيعية امللوثة‪،‬‬
‫ول عالقة لها آص ًال ابصول الاسالم‪ .‬بل يه قضية حيمك علاها بظاهر املشاهدة‪.‬‬
‫بعم! ان لك ما ميس ادلين ل يلزم ان يكون من ادلين‪ ،‬فان قبول لك مادة متزتج مع الاسالم اهنا من‬
‫عنارصالاسالم‪ ،‬يعين اجلهل خبواص عنرص الاسالم بفسه‪ ،‬لن العنارص الاربعة الاساس ية لالسالم‪ ،‬ويه‬
‫الكتاب والس نة والاجامع والقياس‪ ،‬لتودل مثل هذه املواد ولتركّبا‪.‬‬
‫حاصل الالكم‪ :‬ان تكل العنارص‪ ..‬يه عنارص‪ ،‬ويه بس يطة‪ ،‬ويه اربعة‪ ،‬ويه من مستنقع الفلسفة‪ ،‬ولبست‬
‫من معدن الرشيعة اخلالص‪ ،‬ولكن دلخول اخطاء الفلسفة يف لسان سلفنا‪ ،‬وجدوا محم ًال حصيح ًا لها‪ .‬لن‬
‫السلف عندما قالوا اربعة فهئي ظاهر ًا اربعة‪ ،‬او يه حقيقة اربعة‪ ،‬ويه اليت تودل الاجسام العضوية‪ :‬مودل املاء‬
‫وامحلوعة والزوت والكربون‪ .‬وان كنت حر ًا يف تفكةرك فابظر اىل رش هذه الفلسفة‪ ،‬كيف آلقت الذهان اىل‬
‫قضاء مربم ًا‪.‬‬
‫السفاةل والرس‪ .‬مفرىح للفلسفة اجلديدة املتحررة اليت قضت عىل تكل الفلسفة اليوانبية املستبدة ً‬
‫حتقق اذ ًا مما س بق‪ :‬ان مفتاح دلئل اجعاز الاايت وكشاف ارسار البالغة‪ ،‬هو يف معدن البالغة العربية‪ ،‬ولبس‬
‫يف مصنع الفلسفة اليوانبية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫اهيا الخ! ملا اكن الاهامتم واللهفة يف كشف الارسار آبلغنا هذا املقام‪ .‬وجعلناك تصحبنا وبقلق فكرك‪ ،‬ونشعر‬
‫بطوف بك يف ميادين عنرص البالغة ومفتاح الاجعاز يف املقاةل اليابية‪.‬‬ ‫مبا تعابيه من اتعاب فالن ّ‬
‫واايك ان ينفرك اغالق اسلوهبا‪ ،‬وظاهر مسائلها املهلهل‪ .‬لن دقة معاناها يه اليت اغلقهتا‪ .‬وجامل معاناها بذاهتا‬
‫هو اذلي جعلها مس تغنية عن الزينة الظاهرية‪.‬‬
‫خلعت علاها من مالبس خيالف‬ ‫بعم! ان صداق املس تغنية املتغنجة‪ ،‬ابعام النظر‪ ،‬ومنازلها سويداء القلب‪ .‬مفا ُ‬
‫لراز هذا العرص‪ ،‬ذكل لبين قد ترعرعت يف اجلبال‪ ،‬ويه مدرسة رشيق الاانعول فمل اتعمل اخليالة احلديية!‬
‫معمى‪ ،‬مشلك احلل‪.‬‬ ‫مث ان اسلوب بيان الشخص مييل خشصيته‪ .‬واان كام ترون وتسمعون‪ً :‬‬
‫تـم… مت…‬
‫‪#95‬‬

‫املقاةل اليابية‬
‫عنرص البالغة‬
‫هذه املقاةل ت ّبني بضع مسائل تتعلق بروح البالغة‬
‫‪#96‬‬

‫‪4‬‬
‫‪#97‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫الطيبات هلل والصلوات عىل ببيه‬
‫املسأةل الوىل‬
‫خيربان التأرخي بأسف ابلغ ابه‪ :‬ملا اجنذب الاعامج جباذبة سلطنة العرب فَ َسد ابلختالط َملَكة الالكم امل ُ َرضي‪،‬‬
‫حولوا اذلوق البالغي من‬ ‫اليت يه اساس بالغة القرآن؛ اذ ملا تعالى الاعامج وادلخالء صنعة البالغة العربية ّ‬
‫جمراه الطبيعي للفكر‪ ،‬وهو بظم املعاين‪ ،‬اىل صنعة اللفظ وذكل‪:‬‬
‫ان اجملرى الطبيعي لهنار الفتار واملشاعر والاحاسبس امنا هو بظم املعاين‪ ..‬وبظم املعاين‪ :‬هو اذلي يش يد‬
‫بقوابني املنطق‪ ..‬واسلوب املنطق‪ :‬متوجه اىل احلقائق املتسلسةل‪ ..‬والفكر الواصل اىل احلقائق‪ :‬هو اذلي ينفذ‬
‫يف دقائق املاهيات و َنس ّبا‪ ..‬ودقائق املاهيات ونس ّبا يه الروابط للنظام المكل يف العامل‪ ..‬والنظام الامكل‪ :‬هو‬
‫املندمج فيه احلسن اجملرد اذلي هو منبع لك حسن‪ ..‬واحلسن اجملرد هو روعة ازاهةر البالغة اليت تسمى‬
‫لطائف ومزااي‪ ..‬وتكل اجلنة املزهرة ودقائق املاهيات ونس ّبا‪ :‬يه اليت تول فاها بالبل عاشقة لالزاهةر املسامة‬

‫‪63‬‬
‫ابلشعراء والبلغاء وعشاق الفطرة‪ ..‬وبغامت تكل البالبل ميدّ ها ً‬
‫صدى روحاين هو بظم املعاين‪.‬‬
‫ولكن ملا حاول ادلخالء والاعامج ادلخول يف صفوف الادابء‪ ،‬فلت المر‪ .‬لن مزاج المة مثلام ابه منشأ‬
‫يعرب عن تكل املشاعر ويعكس تكل الاحاسبس‪ .‬وحيث ان آمزجه‬ ‫احاسبسها ومشاعرها‪ ،‬فان لساهنا القو ي ّ‬
‫الامة خمتلفة‪ ،‬فاس تعداد البالغة يف آلسنهتا متفاوت ايض ًا‪ ،‬ول س امي اللغة العربية الفصحى املبنية عىل قواعد‬
‫النحو‪.‬‬
‫‪#98‬‬

‫وبناء عىل هذا فان بظم اللفظ اذلي هو ارض قاحةل جرداء لتصلح لن تكون مس ي ًال جلراين الافتار ومنبت ًا‬
‫لزاهةر البالغة‪ ،‬اعرتض جمرى البالغة الطبيعي وهو بظم املعىن فشوش البالغة‪.‬‬
‫وحيث ان املبتدئني ومن لهمارة هلم احوج من غةرمه اىل ترتبب اللفظ وحتسبنه وحتصيل املعاين اللغوية ‪ -‬بسوء‬
‫اختيارمه آو َبسوق احلاجة ‪ -‬فقد رصفوا ج ّل اهامتهمم اىل اللفظ ورغبوا فامي هو آسهل جمرى وآظهر للنظر العابر‬
‫وآنس للعوام وآوىل بأن ينجذبوا اليه وينفعلوا به وجيمتعوا حوهل‪ .‬ذلا اجنذبوا اىل تمنيق الالفاظ صارفني اذهاهنم‬
‫عن تنس يق املعاين والتغلغل فاها‪ ،‬تكل املعاين اليت لكام قطعت هبا مفازة تراءت حصارى شاسعة ابهرة مهنا‪..‬‬
‫وهكذا سار المر هبم حىت افرتقت اذهاهنم فداروا حيث دار اللفظ بعد تصور املعاين‪ .‬بل حىت غلب اللفظ‬
‫املعىن وخسّره لنفسه‪،‬فاتسعت املسافة بني لبيعة البالغة‪ ،‬ويه كون اللفظ خادم ًا للمعىن‪ ،‬وصنعة العاشقني‬
‫للفظ‪.‬‬
‫فان شئت فادخل يف "مقامات احلريري" فابه مع جالةل قدره يف الدب‪ ،‬فقد اس هتواه حب اللفظ وبذكل آخ ّل‬
‫بأدبه الرفيع‪ ،‬فاصبح قدوة للمغرمني ابللفظ‪ ،‬حىت خصص اجلرجاين ‪ -‬ذكل العمالق ‪ -‬ثلث كتابيه دلئل‬
‫الاجعاز وارسار البالغة‪ ،‬دو ًاء لعالج هذا ادلاء‪.‬‬
‫بعم! ان حب اللفظ داء‪ ،‬ولكن ليعرف ابه داء!‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫كام ان حب اللفظ مرض‪ ،‬كذكل حب التصوير (الفين)‪ ،‬وحب الاسلوب‪ ،‬وحب التشبيه‪ ،‬وحب اخليال‪،‬‬
‫وحب القافية مرض مثهل‪ .‬بل س تكون هذه الامراض ابلفراط امراع ًا مزمنة يف املس تقبل‪ ،‬كام تبدو البوادر‬
‫من الن‪ .‬حىت يضحى ابملعىن يف سبيل ذكل احلب‪ ،‬بل بدآ كيةر من الادابء ابساءة الادب والاخالق لجل‬
‫اندرة ظريفة‪ ،‬آو لإمتام قافية رانبة‪.‬‬
‫بعم! اللفظ يُزيّن ولكن اذا اقتضته لبيعة املعىن وحاجته‪ ..‬وصورة املعىن ت ُّعظم وتعطى لها همابة ولكن اذا آ ِذن‬
‫هبا املعىن‪ ...‬والاسلوب ي ُ ّنور ويل ّمع ولكن اذا‬

‫‪64‬‬
‫يلطف وجي ّمل ولكن اذا تأسست عىل عالقة املقصود وارتىض به‬ ‫ساعده اس تعداد املقصود‪ ..‬والتشبيه ّ‬
‫املطلوب‪ ..‬واخليال يُنشط ويس ّيح ولكن اذا مل يؤمل احلقيقة‪ ،‬ومل ييقل علاها‪ ،‬وان يكون مثا ًل للحقيقة متسنب ًال‬
‫علاها‪.‬‬
‫املسأةل اليابية‬
‫تجسم املعاين وبنفخ الروح يف امجلادات وذكل ابإلقاء احلوار فامي ببهنا ابلسحر البياين‬ ‫ان حياة الالكم ومنوه‪ :‬ب ّ‬
‫احلاصل بقوة اخليال؛ املبنية عىل املغالطة الومهية‪ ،‬املؤسسة عىل ادلوران ‪ -‬اي ظن احد الش يئني ّعةل للخر‬
‫يف الوجود والعدم كام هو الاعتقاد العريف ‪ -‬فالسحر البياين اذا تىل يف الالكم ب َ َع َث احلياة يف امجلادات‬
‫تنجر اىل احملبة او ايخمامصة‪ ،‬ف ّ‬
‫يجسم املعاين وحيياها ويدرج فاها احلرارة الغريزية‪.‬‬ ‫اكلساحر‪ ،‬ويوقع ببهنا حماورة قد ّ‬
‫فاذا شئت فادخل يف الببت الصاخب‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫مال واليأس يف صدري‬ ‫فتختصم ال ُ‬ ‫إخالف من حتت ُم ْط ِ ِهل‬ ‫يناجيين ال ُ‬
‫آي‪ :‬اإن خلف الوعد حياورين من حتت س تار املاملةل يف احلق‪ ،‬ويقول‪ :‬لتنخدع‪ .‬فتتخامص المال واليأس‬
‫وهيدّ ان مزنل صدري املزتلزل‪.‬‬
‫فرتى كيف مث ّل الشاعر الساحر احملاربة وايخمامصة بتجس ميه المل واليأس وبعيه احلياة فاهام وجعلهام يف رصاع‬
‫مع مثةر الفنت‪ ،‬اخالف الوعد‪ .‬حىت جعل الببت كبه مشهد سبامنيئ يرتاءى آمام عقكل‪ .‬بعم ان هذا السحر‬
‫البياين بوع من التنومي‪.‬‬
‫او اس متع اىل شكوى الارض وعشقها اىل املطر يف هذا الببت‪:‬‬
‫رشف الرعاب‬‫ماءه َ‬ ‫ترشف َ‬‫و ُ‬ ‫الارض غَ ْيبته اليه‬
‫تشىك ُ‬‫ّ‬
‫يضع امام خياكل حاةل قبس وليىل‪ ،‬فالرض قبس ومعشوقها السحاب ليىل!‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان اذلي ّمجل هذا الشعر هو مشاهبة ما فيه من اخليال اىل ح ٍد ما ابحلقيقة‪ .‬اذ الارض ُحتدث صو ًات وآزيز ًا اذا‬
‫تأخر عهنا املطر فمتص ماءه مص ًا‪ .‬واذلي يشاهد‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لإبن املعزت (دلئل الاجعاز ‪ )67‬ويف ديوان ابن املعزت‪ُ :‬تاذبين الالراف ابلوصل والقىل‪..‬ص‪996‬‬
‫‪#100‬‬

‫عهنا هذه احلاةل ينتقل خياهل اىل تأخر املطر وشدة حاجة الارض اليه‪ ،‬وبرس ادلوران املعلوم وبترصف الومه‬
‫بفسه يف صورة عشق وحوا ٍر ببهنام‪.‬‬ ‫يُفرغ ُ‬
‫اخليال َ‬

‫‪65‬‬
‫آشارة‪ :‬لبد يف لك خيال من بواة من حقيقة‪ ،‬مثل هذه النوية‪.‬‬
‫املسأةل اليالية‬
‫ان حلل الالكم آو جامهل وصورته‪ :‬ابسلوبه‪ ،‬آي بقالب الالكم‪.‬‬
‫اذ الاسلوب يتنور ويترشب ويتشلك ابختاذه تالحق قطعات الاس تعارة ايمتييلية‪ ،‬املرتكبة من الصور‪،‬‬
‫احلاصةل خبصوصيات من متايالت اخليال‪ ،‬املتودلة بسبب تلقيح الصنعة (البيابية) آو املبارشة آو التوغل او دقة‬
‫املالحظة‪ .‬فالسلوب هبذا قالب الالكم كام هو معدن جامهل ومصنع حلهل الفاخرة‪ .‬فكن املتلكم ينادي ابرادته‬
‫‪ -‬اليت تنبه العقل ‪ -‬فيوقظ املعاين الراقدة يف زوااي القلب املظلمة‪ ،‬فتخرج حفا ًة عرا ًة وتدخل اخليال اذلي هو‬
‫حمل الصور‪ .‬فتلبس ‪ -‬املعاين ‪ -‬ما تده من صور يف خزينة اخليال تكل‪ ،‬فتخرج بعالمة همام قلت‪ ،‬حىت قد‬
‫ّتلف عىل رآسها مندي ًال آو خترج لبسة بع ًال‪ ،‬آو خترج ابزرار آو بلكمة تدل عىل آهنا تربّت هناك‪.‬‬
‫فاذا ابعمت النظر يف اسلوب الالكم ‪ -‬الالكم الطبيعي الفطري ‪ -‬ترى املتلكم يف مرآة الاسلوب‪ ،‬حىت كن‬
‫ب َ ْف َسه يف آبفاسه وبرباته‪ ،‬وماهيته يف بفثاته‪ ،‬وصنعته ومزاجه ممزتجان يف الكمه‪ ،‬فلو ختيلت الامر هكذا ملا‬
‫عوتبت يف مذهب اخلياليني‪.‬‬
‫فزر مستشفى قصيدة "بردة املدحي"‪ .‬وابظر كيف كتب احلكمي‬ ‫فان اكن يف خياكل مرض من الشك يف هذا‪ْ ،‬‬
‫البوصةري وصفته الطبية ابس تفراغ ادلمع ومحية الندم‪:‬‬
‫من احملارم و َالز ْم ِمحي َة النَدَ م‬ ‫واس تف ِر ًِغ ادلم َع من عنيٍ قد امتل ْت‬
‫وان اش هتيت رشب زلل املعىن من زجاج احلقيقة ‪ -‬آي الاسلوب ‪ -‬وترى امزتاهجام فاذهب اىل ا ّمخلار واسأهل‪:‬‬
‫ما الالكم البليغ؟ فس يقول كل بدافع من صنعته‪ :‬الالكم البليغ ما لبخته مراجل العمل وبقي يف دانن احلمكة‬
‫متّش فيه الارسار‪ ،‬فاهزتت به‬ ‫وصفّته مصفاة الفهم‪ ،‬فدار به الساقون الظرفاء‪ ،‬فرشبته الافتار‪ ،‬و ّ‬
‫الاحاسبس‪.‬‬
‫‪#101‬‬

‫وان مل يَ ُرق كل الكم هؤلء الستارى‪ ،‬فاس متع اىل همندس املاء‪ ،‬هدهد سلامين عليه السالم‪ ،‬يف النبأ اذلي‬
‫آىت به من س بأ‪ ،‬كيف وصف اذلي ّعمل القرآن وآبدع السموات والارض‪ ،‬اذ يقول الهدهد‪ :‬اين رآيت قوم ًا‬
‫ليسجدون هلل‪( :‬اذلي خيرج اخلبء يف السموات والارض) (ايمنل‪ )91 :‬فابظر كيف اختار من بني الاوصاف‬
‫الكاملية ما يشةر اىل هندسة الهدهد‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬مرادي ابلسلوب‪ :‬قالب الالكم وصورته‪ ،‬وآخرون يقولون غةر هذا‪ .‬وفائدته البالغية‪ :‬التحام تفاريق‬
‫يهتزت القصة لكها بتحريك جزء مهنا حسب القاعدة (اذا ثبت الش ثبت بلوازمه)‪ .‬اذ‬‫القصة وقطعها املشتتة‪ّ ،‬‬

‫‪66‬‬
‫لو وعع املتلكم بيد السامع لرف ًا من الاسلوب فايخمالب ميكن ان يرى متامه بنفسه ولو مع ش من الظلمة‪.‬‬
‫فابظر ايامن اكن لفظ "ابرز" فابه اكلنافذة تريك ميدان احلرب‪.‬‬
‫بعم هناك كيةر من امثال هذه اللكامت لو قيل اهنامشاهد سبامن اخليال فالحرج‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان مراتب الاسلوب متفاوتة جد ًا؛ بعضها ارق من النس مي اذا رسى يف السحر‪ .‬وبعضها اخفى من دسائس‬
‫دهاة احلرب يف هذا الزمان‪ ،‬ليش ّمه ا ّل ذوو ادلهاء‪ ،‬اكستشامم الزخمرشى من الاية الكرمية (من حي ى العظام‬
‫ويه رممي) (يس‪ )18 :‬اسلوب من يربز اىل امليدان!‬
‫معىن‪.‬‬
‫بعم ! ان العايص هلل امنا يبارز خالقه وحياربه ً‬
‫املسأةل الرابعة‬
‫لك بقدره مشةر ًا اىل الغرض الاصيل ويضع‬
‫ان قوة الالكم وقدرته‪ :‬ان تتجاوب قيوده‪ ،‬وتتعاون كيفياته‪ ،‬وميد ٌ‬
‫اصبعه عىل املقصد‪ .‬فيكون مثا ًل ومصداق ًا دلس تور‪:‬‬
‫و ٌ‬
‫لك اىل ذاك امجلال يشةر‬ ‫عباراتنا ش ىت وحس نك واح ٌد‬
‫وكن القيود مس يل ووداين‪ ،‬واملقاصد حوض يف وسطها يس متد مهنا‪.‬‬
‫‪#102‬‬

‫حاصل الالكم‪ :‬يلزم التجاوب والتعاون والاس متداد‪ ،‬لئال تتشوش صورة الغرض املرتسمة عىل ش بكة اذلهن‬
‫وامللتقطة بنظر العقل‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬ينشأ التناسب ويتودل احلسن ويلمع امجلال بنشوء الابتظام من هذه النقطة‪.‬‬
‫مس هتم بفحة من عذاب ربّك‪( )..‬الاببياء‪ )46 :‬املسوقة للهتويل‪ ،‬وختويف‬ ‫فتأمل يف الكم رب العزة (ولنئ َّ‬
‫بناء عىل القاعدة البيابية‪" :‬ينعكس الضد من الضد" ترى الاية الكرمية تبني‬
‫الانسان‪ ،‬وتعريفه بعجزه وععفه‪ .‬ف ً‬
‫تأثةر القليل من العذاب بقصد ايهتويل والتخويف‪ ،‬فلك لرف من الالكم ميدّ املقصد‪ ،‬وهو التقليل عن هجته‬
‫وذكل بـ‪:‬‬
‫التشكيك والتخفيف يف لفظ "ا ْإن"‪.‬‬
‫مست"‪.‬‬ ‫املس وحده دون الاصابة يف " ّ‬ ‫و ّ‬
‫والتقليل والتحقةر يف مادة "بفح ٌة" وصيغهتا وتنكةرها‪.‬‬
‫والتبعيض يف " ِمن"‬
‫وايهتوين يف "عذاب" بد ًل من نتال‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫وامياء الرمحة يف "ربك"‪.‬‬
‫لك ذكل هيول العذاب ويعظمه ابراءة القليل‪ ،‬اذ ان اكن قليهل هكذا فكيف بعظميه‪ ..‬نسأل هللا العافية!‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫هذا منوذج نسوقه كل‪ .‬ان قدرت فقس عليه‪ .‬فان مجيع الايت القرآبية يتلل علاها هذا الابتظام والتناسب‬
‫واحلسن‪ .‬ولكن قد تتداخل املقاصد وتتسلسل‪ ،‬وتصبح توابع‪ ،‬لك مهنا مقاربة مع الاخرى دون اختالط‪.‬‬
‫فالبد من احلذر والابتباه‪ .‬لن النظرة العابرة كيةر ًا ما تزل يف هذه املواعع‪.‬‬
‫‪#103‬‬

‫املسأةل اخلامسة‬
‫ان اصل الالكم وصورة تركيبه يفيد املقصد بفسه‪ ،‬كام ان غناه وثروته وسعته هو يف بيان لوازم الغرض وتوابعه‬
‫هيز عطف اخليالت‬ ‫وهزه بتلميحات مس تتبعاته وابشارات الاساليب؛ اذ التلميح او الاشارة اساس همم ّ‬ ‫ّ‬
‫الساكنة ويستنطق جوانّبا الساكتة‪ ،‬فاه ّيج الاس تحسان يف اقىص زوااي القلب‪.‬‬
‫بعم! ان التلميح او الاشارة امناهو ملشاهدة الراف الطريق ومطالعهتا‪ ،‬ولبس للقصد والطلب والترصف‪ .‬مبعىن‬
‫ان املتلكم ليكون مسؤو ًل فيه‪.‬‬
‫فان احببت فادخل يف هذه الابيات لرتى ما يس تحق املشاهدة‪:‬‬
‫فابظر اىل شعرات حلية الش يخ اذلي اعتىل فرسه واراد ان يعرض فتوته تاه حس ناء‪ ،‬تد فاها مفاتيح بالغة‬
‫كيةرة‪..‬‬
‫فدوبك الابواب افتحها‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫هذا غبار وقايع ادلهر‬ ‫بت ُ‬
‫قلت لها‬ ‫كربت ِوش َ‬
‫قالت َ‬ ‫ْ‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫فان ذاك ابتسام الرآي والدب‬ ‫يروعك امياض القتةر بــه‬
‫ول ّ‬
‫اي لخيوفك ابيضاض شعرات فان بور العقل والادب قد سال من ادلماغ اىل اللحية‪.‬‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫فمل تنتبه ا ّل بصبح مشبب‬ ‫بليل ش ببب ٍة‬
‫انمت ِ‬‫وعي ُنك قد ْ‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫فاقتص منه وخاض يف احشائه‬ ‫ّ‬ ‫وكمنا لَط ًََم الـصـــباح جـببنه‬

‫‪68‬‬
‫يصف الشاعر فرسه فةريد‪ :‬ان ّغرته امنا يه آثر من لطمة الصباح عىل جبينه‪ ،‬وحتجيهل امنا هو من خوض قوامئه‬
‫الاربع يف احشاء الصباح‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬قول ابن املعزت (ارسار البالغة ‪)999‬‬
‫‪ 2‬وفـي رواية الـديوان‪ :‬فال يؤرقك اميـاض القتةر‪ ...‬والقتةر‪ :‬الشـيب‪ .‬والببت للطايئ الكبةر ميدح احلسن بن سهل‪.‬‬
‫‪ 3‬قاهل ابن بباتة السعدي يف وصف فرس اهداه اايه س يف ادلوةل‪ .‬ابظر ادليوان ‪ 919/7‬واسـرار البالغة ‪.991‬‬
‫‪#104‬‬

‫وايض ًا‪:‬‬
‫وقَلّْبَ ا قُلّْبُ ا يف الصمت واخلرس‬ ‫ْ‬
‫خطرت‬ ‫كن قليب ُ‬
‫وشاُحا اذا‬
‫اي يتحرك قلب الشاعر كوشاح يف خرص املعشوق‪ ،‬ببامن قلّبا يف سكون ومصت كسوارها‪ .‬فلنئ اش تاق قليب‬
‫اىل ذكل الزبد القوي واخلرص النحيف فان قلّبا مس تغن عين‪ ،‬فالشاعر مجع يف الببت الواحد احلسن والعشق‬
‫والاس تغناء والاشتياق‪.‬‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫نزول الاميين ذي العياب احمل ّمل‬ ‫والقى بصـحراء الغبيط بعـاعــه‬
‫اي ان الس يل القادم من املطر‪ ،‬القى بضاعته اكلتاجر الاميين يف حصراء الغبيط‪ ،‬فاخذت الازاهةر تتلون بتكل‬
‫الاخالط التجارية املمزوجة ابلصباغ والالوان وتلبس احللل الزاهية حىت حتمر رؤوسها‪ ،‬مثلام لونزل اتجر يف‬
‫لك من ببته يف زينة وجامل وحىت راعي‬ ‫مساء واشرتى منه اهلها بضاعته املتلوبة املتنوعة‪ ،‬خيرج يف الصباح ٌ‬
‫قرية ً‬
‫القوم يعصب رآسه بعصابة محراء‪.‬‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫بفرجت مسافة اخللف بني القول والعمل‬ ‫غار الوفاء وفاض الغدر وا ْ‬
‫فان شئت التفت اىل ما قبل هذه املقاةل‪ ،‬تد امثةل كيةرة حول هذه املسأةل مهنا‪" :‬ان مفتاح دلئل اجعاز‬
‫الاايت وكشاف ارسار بالغهتا‪،‬البالغة العربية ل الفلسفة اليوانبية" او راجع الاشارة اليت يه يف خامتة املسأةل‬
‫الاوىل من املقاةل الاوىل‪ ،‬فان فاها ‪" :‬ان رشيعة اخلليقة او الرشيعة الفطرية قد فرعت عىل الارض اجملذوبة‬
‫الساحئة الا تشذ عن صف النجوم املقتدية ابلشمس"‪.‬‬
‫بعم ان الارض مع قرينهتا قالتا‪( :‬آتبنا لائعني) (فصلت‪ )77 :‬والطاعة يف امجلاعة افضل‪.‬‬
‫فتأمل الن يف هذه الامثةل‪ ،‬فان لك مثال يُريك من امامه ومن خلفه مقامات‪ ،‬حبيث تربز مقامات اخرى‬

‫‪69‬‬
‫خلفها‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حصراء الغبيط‪ :‬احلزن ‪ ،‬ويه ارض بين يربوع‪ .‬بعاعه ‪ :‬ثقهل‪ ،‬وما معه من متاع‪ .‬واملعىن ‪ :‬ارسل السحاب ماءه وثقهل‬
‫كهذا التاجر الاميين حني القى متاعه يف الارض ونرش ثيابه ‪ ،‬فتان بعضها امحر وبعضها اصفر وبعضها اخرض‪ ،‬كذكل ما‬
‫اخرج املطر من النبات والزهر فالوابه خمتلفة كختالف الوان اليياب الاميبية (رشح القصائد الس بع الطوال اجلاهليات لبن‬
‫الابباري‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد السالم هارون ‪ -‬دار املعارف ص ‪)728‬‬
‫‪ 2‬يف ديوان الطغرايئ‪ :‬غاض الوفاء‪ ...‬اخل (الغيث املسجم يف رشح لمية العجم ‪ 949/9‬رشح صالح الصفدي ‪ -‬دار‬
‫الكتب العلمية بةروت ‪.7211‬‬
‫‪#105‬‬

‫املسأةل السادسة‬
‫ان مثرات الالكم يه‪ :‬املعاين املتودلة يف صور متعددة واملتفجرة يف لبقات متفاوتة‪ .‬فكام هو معلوم دلى‬
‫الكميياويني‪ :‬ان اذلهب عند اس تحصاهل‪ ،‬ميرر يف اانببب معامل متعددة ويرسب ترس بات خمتلفة يف لبقات‬
‫حيصل عىل قسم من اذلهب‪ .‬كذكل الالكم اذلي هوخريطة‬ ‫متفاوتة ويشلك ابشتال متنوعة‪ .‬ويف اخلتام ّ‬
‫خمترصة اخذت من صورة املعاين املتفاوتة‪ ،‬فاملفاهمي املتفاوتة تتشلك صورها اكليت‪:‬‬
‫ابه ابهزتاز قسم من احاسبس القلب بتأثةرات خارجية‪ ،‬تتودل امليول‪ .‬وبتكّون معان هوائية مهنا وتعلّقها بنظر‬
‫العقل تو ِ ّجه العقل اىل بفسها‪ ..‬مث بتتاثف قسم من ذكل املعىن البخاري يبقى قسم من امليول والتصورات‬
‫معلقة‪ ..‬مث بتقطر قسم آخر يرغب فيه العقل‪ ..‬مث القسم املائع يتحصل منه ويُصلّب‪ ،‬فيضمه العقل مضن‬
‫الالكم‪ ..‬مث ذكل املتصلب لبه يتجىل ويمتيل برمس خاص به‪ ،‬يُظهره العقل بالكم خاص حسب قامته‬
‫ايخمصوصة‪.‬‬
‫مبعىن ان املتشخص من املعىن يأخذه العقل مضن صورة خاصة للالكم‪ .‬ومامل يصلّب يسلّمه ليد الفحوى‪ ،‬ومامل‬
‫يتحصل حيمهل عىل اشارات الالكم وكيفياته‪ ،‬ومامل يتقطر حييهل اىل مس تتبعات الالكم‪ ،‬ومامل يتبخر يربطه‬
‫ابهزتازات الاسلوب والوار املتلكم اليت ترافق الالكم‪.‬‬
‫ومن هذا النبع ينفجر مس ّمى (الامس)‪ ،‬ومعىن (الفعل)‪ ،‬ومدلول (احلرف) ومظروف (النظم)‪ ،‬ومفهوم‬
‫(الهيئة)‪ ،‬ومرموز (الكيفية)‪ ،‬ومشار (املس تتبعات) وحمرك (الالوار املشايعة للخطاب) ومقصود (ادلال‬
‫ابلعبارة) ومدلول (ادلال ابلشارة) واملفهوم القيايس (لدلال ابلفحوى) واملعىن الرضوري (لدلال ابلقتضاء)‬
‫وامثالها من املفاهمي لك مهنا ينعقد يف لبقة من لبقات هذه السلسةل‪.‬‬
‫فان اش تقت فتطلع يف وجدابك تشاهد هذه املراتب‪ ،‬وذكل اذا ما آلقى حمبوبك شعاع حس نه وبريقه من انفذة‬

‫‪70‬‬
‫العني اىل الوجدان؛ فذكل العشق املسمى ابلنار املوقدة‪ ،‬حيرق مبارشة احلس يات ويلهّبا‪ ،‬فتهتيج المال‬
‫وامليول‪ ،‬فتيقب تكل الامال مبارشة سقف ذكل اخليال اذلي يف الطبقة العليا‪ .‬ويس تغيث فتسعى اىل تكل‬
‫المال‬
‫‪#106‬‬

‫اخليالت املمسكة بيدها حماسن احملبوب او املش بعة مبحاسن غةرها‪ ،‬فهتامج مع ًا وتنطلق من تكل اخليالت اىل‬ ‫ُ‬
‫اللسان وتسرتدف ميل زلل الوصال‪ ،‬وتضع عىل مييهنا آلم الفراق‪ ،‬وتضع يف يسارها التعظمي والتأدب‬
‫والاشتياق‪ ،‬وتضع اماهما حماسن احملبوب املقت ي للعطف والرتمح‪ ،‬فتنرش حتية ثناهئا‪ ،‬وتنظم قالئد مدُحا‪،‬‬
‫املتجلية من اللك بوصف الفضائل املس تجلب لزلل الوصال‪ ،‬املطف للنار املوقدة عىل الافئدة ‪ .‬فابظر مك من‬
‫املعاين ترفع رآسها من غةر الطبقات اليت تعرفها‪.‬‬
‫فان مل ختف فابظر اىل وجدان لك من ابن الفارض وايب الطيب املنّبر اكرث من عيوهنام‪ ،‬وتأمل يف ترجامن‬
‫الوجدان يف‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫حق لطريف ان جيين اذلي غرسا‬ ‫ٌ‬ ‫غرست ابللحـظ ورد ًا فـوق وجـنهتا‬ ‫ُ‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫تال عائدي اليس واثلث تبت‬ ‫فللعني والاحشــــاء اول هل آىت‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫وهواك قليب صار منه جذاذ ًا‬ ‫صـــــ ٌّد َمحى ظمأي ل ُـامكَ ملاذا‬
‫وايض ًا‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫روض من احلسن ترتع‬ ‫وعيناي يف ٍ‬ ‫حشاي عىل مجر ذيك من الغضا‬
‫فشاهد واس متع كيف ان عيوهنم تتجول يف جنة ُ‬
‫وسعةر وجداهنم تُع ِّذب‪.‬‬
‫ولقد ّبني الشعراء خيالت رقيقة جد ًا ابلشارة اىل حماسن احملبوب‪ ،‬وابلرمز اىل اس تغنائه‪ ،‬وابلمياء اىل التأمل‬
‫من فراقه‪ ،‬وابلترصحي ابلشوق اليه‪ ،‬وابلتلوحي بطلب الوصال‪ ،‬وابلنص عىل احلسن اجلالب للعطف‪ ..‬مع ما‬
‫حيرك احلس يات من الوار‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ويف رواية ادليوان‪ :‬غرست ابللحظ ورد ًا فوق وجنته‪ ...‬ص‪ 711‬دار صادر ‪ -‬بةروت‪.‬‬
‫‪ 2‬اول هل اىت ‪ :‬اراد به سورة من القرآن الكرمي اولها (هل آىت ‪ )...‬تال‪ :‬من التالوة‪ ،‬والقراءة‪ .‬واثلث تبت‪ :‬اراد هبا‬
‫اثلث لفظة من سورة (تبت يدا ايب لهب‪ )...‬ويه‪ :‬ابو لهب‪ .‬يريد الشاعر‪ :‬ابه اصبح كبه مل يكن شبئ ًا مذكور ًا ‪ ،‬وصارت‬
‫احشاؤه تكىن بأيب لهب‪ ،‬لشدة اش تعالها بنار الوجد (ص ‪ 49‬من ادليوان)‬
‫‪71‬‬
‫‪ 3‬الصدّ ‪ :‬الإعراض‪ .‬محى ‪ :‬منع‪ .‬لُامك‪ :‬مسر ُة شفتيك ‪ .‬وهواك ‪ :‬آي قسامً هبواك‪ .‬منه‪ :‬آي من صدك ‪ .‬جذاذ ًا ‪ :‬قطع ًا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ذيك من الهوى‪...‬‬
‫ويف رواية ادليوان‪ :‬حشاي عىل مجر ٍ‬
‫‪#107‬‬

‫اشارة‪ :‬كام يلزم يف بظام اية دوةل اكبت‪ ،‬ان يكون اجر املوظف حسب وظيفته ومبقدار خدماته وعىل وفق‬
‫قابليته واس تعداده‪ ،‬كذكل يلزم تقس مي العناية وتوزيع الاهامتم توزيع ًا عاد ًل‪ ،‬حبيث تأخذ لك معىن من املعاين‬
‫املزتامحة يف مثل هذه املراتب املتفاوتة بصيبه وحظه بنس بة قربه من مركز الغرض اللكي اذلي س يق هل الالكم‪،‬‬
‫وبنس بة خدمته للمقصود الاساس‪ .‬وذكل ليحصل بتكل املعادةل‪ :‬الابتظام‪ ،‬ومن الابتظام‪ :‬التناسب‪ ،‬ومن‬
‫التناسب‪ :‬حسن الوفاق‪ ،‬ومن حسن الوفاق‪ :‬حسن املعارشة‪ ،‬ومن حسن املعارشة‪ :‬مزيان التعديل لكامل‬
‫الالكم‪.‬‬
‫وخبالف هذا فان دخول َمن هو خادم وظيف ًة وصيب لبع ًا يف مراتب كبةرة يتكرب فيفسد التناسب ويشوش‬
‫املعارشة‪ .‬اي يلزم اخذ اس تعداد قيود الالكم بنظر الاعتبار‪.‬‬
‫بعم! جيب ان يرفع مقام لك ش بقدر اس تعداده؛ اذ العني والابف وما شاهبهام من الاعضاء همام اكن مجي ًال‬
‫فابه يتشوه اذا جاوز احلد ولواكن ذهب ًا‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫قد يذهب جندى بس يط اىل مواعع من العدو لس تكشاف مال يقدر عليه املشةر‪ ،‬او يؤدي تلميذ صغةر من‬
‫لك كبةرٌ يف صنعته‪.‬‬ ‫العمل ما ليؤديه عامل كبةر‪ .‬اذ الكبةر ليلزم ان يكون كبةر ًا يف لك آمر‪ ،‬بل ٌ‬
‫وكذكل قد يرتآس معىن صغةر بني تكل املعاين املزتامحة‪ ،‬فيأخذ قمية اعىل‪ ،‬لن وظيفته ذات امهية كام س نبيهنا‪.‬‬
‫واذلي يشةر اىل تكل املعاين املزتامحة‪ ،‬واملنار عىل قميهتا عدم صالحية رصحي احلمك املنصوص ولزمه القريب‬
‫لسفارة الالكم وسوق اخلطاب وارسال اللفظ لجهل‪ .‬اما لكوبه بدهيي ًا معلوم ًا مشهود ًا‪ ..‬او خفيف ًا وععيف ًا ل هيُ مت‬
‫به يف الغرض الاساس‪ ..‬او لفقدان من يتقبهل و يس متع اليه‪ ..‬آو ليوافق حال املتلكم وليفي بداعي الرغبة يف‬
‫التلكم‪ ..‬آو ل ميزتج ول يقبل الامزتاج مع حييية ايخمالب ومزنلته‪ ..‬آو يبدو غريب ًا يف مقام الالكم وتوابع‬
‫املس تتبعات‪ ..‬آو لبس هل اس تعداد للحفاظ عىل الغرض وهتيئة لوازمه‪ .‬مبعىن‪ :‬ان لك مقام يس متع اىل سبب‬
‫واحد من بني هذه الاس باب‪ .‬ولكن لو احتدت معوم ًا ترفع الالكم اىل اعىل لبقة‪.‬‬
‫‪#108‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫هناك معان معلقة‪ ،‬لبس لها شلك خمصوص ولولن معني‪ .‬فهئي اكملفتش اذلي ميكنه ادلخول اىل اية دائرة‬
‫اكبت وبعضها ّ‬
‫يقدل لفظ ًا خاص ًا هبا‪ .‬هذه املعاين املعلقة قسم مهنا معان حرفية هوائية‪ ،‬قد تس ترت يف لكمة‪ ،‬او‬

‫‪72‬‬
‫يترشهبا الكم او تتداخل يف مجةل او قصة‪ ،‬فان عرصت ّ‬
‫تقطر ذكل املعىن اكلروح فاها كام يف معاين "التحرس"‬
‫و"الاشتياق" و"ايمتدح" و"التأسف" وغةر ذكل‪.‬‬
‫املسأةل السابعة‬
‫ان العقدة احلياتية للبالغة‪ ،‬او بتعبةر اخر "فلسفة البيان" او "حمكة الشعر" يه ايمتيل بنوامبس احلقائق‬
‫اخلارجية ومقايبسها‪ .‬اي‪ :‬متكني قوابني احلقائق اخلارجية يف املعنوايت والاحوال الشاعرة من حيث القياس‬
‫ايمتيييل وبطريق ادلوران وبترصف الومه‪ .‬اي ان البليغ يمتيل اشعة احلقائق املنعكسة من اخلارج اكملرآة وكبه‬
‫ّ‬
‫يقدل اخللقة وحيايك الطبيعة بصنعته اخليالية وبنقش الكمه‪.‬‬
‫بعم! لو مل تكن يف الالكم حقيقة ففي الاقل لبد فيه من شبيه للحقيقة وما يس متد من بظاهما والتسنبل عىل‬
‫بواهتا‪ .‬ولكن للك حبة سنبلها اخلاص فال تتسنبل احلنطة جشرة‪.‬‬
‫فان مل تؤخذ فلسفة البيان بنظر الاعتبار‪ ،‬فالبالغة تكون اكخلرافة ل تغين السامع غةر احلةرة‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬ان للنحو فلسفته كام للبيان فلسفته‪ .‬هذه الفلسفة تبني حمكة الواعع ويه مؤسسة عىل املناس بات‬
‫املشهودة املشحوبة هبا كتب النحو‪ ،‬مفي ًال ليدخل عامالن عىل معمول واحد‪ .‬وان لفظ (هل) ما ان يرى الفعل‬
‫ا ّل ويطلب الوصال بال صرب‪ ،‬وان الفاعل قوي‪ ،‬والقوى يضم الضمة لنفسه‪ .‬فهذه وامثالها بظائر القوابني اجلارية‬
‫يف التائنات ويف اخلارج‪.‬‬
‫‪#109‬‬

‫تنبيه‪:‬‬
‫ان هذه املناس بات النحوية والرصفية ‪ -‬اليت يه حمكة الواعع ‪ -‬وان اكبت ل تبلغ درجة فلسفة البيان ا ّل ان‬
‫لها قمية رفيعة جد ًا‪ .‬مفي ًال‪ :‬حتول العلوم النقلية اليابتة ابلس تقراء اىل صور العلوم العقلية‪.‬‬
‫املسأةل اليامنة‬
‫ان تلقيح املعاين البيابية وابقالابهتا‪ ،‬امنا هو‪ :‬بترشب معىن اللكمة احلقيقي بغرض الالكم او جذبه مبعىن من‬
‫املعاين املعلقة اىل جوفه‪ ،‬وحاملا يدخل فيه يرجع املعىن اىل احلقيقة والاساس اليت يه صاحب الببت‪ .‬اما‬
‫املعىن اذلي هو صاحب اللفظ الاصيل فةرجع اىل صورة حياتية متدّ ه‪ ،‬وتس متد من املس تتبعات‪ .‬هذا هو الرس‬
‫يف وجود معان عدة للكمة واحدة ومنه ينبع التلقيح والتبادل والابقالب‪.‬‬
‫مفن مل يفهم هذه النقطة فاتته بالغة عظمية‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬ومك من ش يركب عليه فبس تحق لفظ "عىل" ولكن ما ان يكون ظرف ًا‪ ،‬فابه يس تدعي لفظ "يف" كـ‪:‬‬
‫"تري يف البحر"‪ ..‬او آةل تس تلزم لفظ "ابء" كـ‪" :‬صعدت السطح ابلسمل" ولكن لكوهنا متا ًان او مركو ًاب تقت ي‬

‫‪73‬‬
‫ايض ًا "يف" و"عىل"‪ ..‬او يكون غاية فيطلب "اىل" و "حىت" ولكن لكوبه ع ًةل وظرف ًا يناس به "الالم" و "يف" كـ‬
‫(والشمس تري ملس تقرلها)‪ .‬فقس‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫امس لغرعك واقرب رحامً اىل القصد‪ ،‬وش ّيع البايق و ّ‬
‫مضنه‪ .‬وا ّل‬ ‫قدّ م مضن هذه املعاين املتداخةل و ّ ِ‬
‫رصح ما اكن ّ‬
‫اكن املعىن عراي ًان عال ًال من ّ‬
‫حةل البيان‪.‬‬
‫املسأةل التاسعة‬
‫ان آعىل مراتب الالكم وكامهل اذلي يُعجز الارادة اجلزئية والتصور البس يط لالنسان هو‪ :‬تضمن الالكم‬
‫واس تعداده بتعدد املقاصد املتداخةل املتسلسةل‪،‬‬
‫‪#110‬‬

‫وبتسلسل املطالب املرتبطة املتناسةل‪ ،‬وابجامتع الاصول املودلة لنتيجة واحدة‪ ،‬وابس تنباط الفروع الكثةرة‬
‫املودلة يمثرات متباينة‪ .‬وذكل‪:‬‬
‫ان اذلي يعطي الالكم عظمة وسعة هو‪ :‬ان املقاصد القادمة من ابعد هدف واعاله ‪ -‬وهو مقصد املقاصد ‪-‬‬
‫يرتبط بعضها ببعض‪ ،‬ويمكل احدها بقصان الاخر‪ ،‬ويؤدي الواحد مهنا حق جاره‪ ،‬حىت كن وعع هذا يف‬
‫لك يأخذ حمهل املالمئ هل؛ فتنصب تكل‬ ‫موععه ميكّن الخر يف متابه‪ ،‬و ّيقر الاخر يف مس تقره‪ ..‬وهكذا ٌ‬
‫املقاصد يف قرص الالكم املش يد مبالحظة نسب ميني هذا وشامهل ولك هجاته‪ .‬وكن املتلكم اس تعار عقو ًل اىل‬
‫عقهل للتعاون‪ ،‬وغدا لك مقصد من تكل املقاصد جزء ًا تشرتك فيه التصاوير املتداخةل‪ ،‬مبيل ما اذا وعع رسام‬
‫بقطة سوداء يف صور متداخةل‪ ،‬فاهنا تكون عني هذا ومنخر ذاك ومف هذا وشامة ذكل‪ ..‬وهكذا ففي الالكم‬
‫ارفيع بقاط امثال هذه ‪..‬‬
‫النقطة اليابية‪:‬‬
‫ان املطالب تتسلسل وتتناسل برسالقياس املركب املتشعب حىت كن املتلكم يشةر اىل جشرة النسب لبقاء‬
‫املطالب وتناسلها‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬العامل مجيل‪ ،‬فصابعه اذ ًا حكمي‪ ،‬ل خيلق عبي ًا‪ ،‬وليرسف يف ش ‪ ،‬ولهيمل الاس تعدادات والقابليات‪،‬‬
‫اي س يمكّل الابتظام دوم ًا‪ .‬اي ليسلط عىل الانسان الهجران الابدي والعدم اذلي ميحي الكاملت ويقتل‬
‫الامل‪ ..‬فال بد اذ ًا من سعادة ابدية‪.‬‬
‫وافضل مثال لهذا‪ :‬اجلهة اليالية من الفرق بني الانسان واحليوان من مباحث النبوة يف مقدمة الشهادة اليابية‬
‫من املقاةل اليالية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫النقطة اليالية‪:‬‬
‫ان اذلي جيعل النتيجة الواحدة تودل بتاجئ متعاقبة هو‪ :‬مجع الاصول املتعددة وذكرها‪ ،‬لن للك اصل من‬
‫الاصول‪ ،‬وان مل يكن هل ارتباط ابذلات وقص ٌد ابلنتيجة الرفيعة‪ ،‬ففي الاقل هيزها ويكشفها اىل حد ما‪ .‬فكن‬
‫ومسوه‪،‬‬ ‫الالكم يشةر بتباين الاصول ‪ -‬اليت يه مظاهر ومرااي ‪ -‬وبوحدة النتيجة و ّ‬
‫املتجىل‪ ،‬اىل ترد املقصد ّ‬
‫‪#111‬‬
‫واتصال قوته احلياتية حبقيقة احلياة اللكية‪ ،‬حياة العامل املسامة ابدلوران العمو ي‪ .‬فاملقصد الاول من املقاصد‬
‫اليالثة اليت يف ختام املقاةل اليالية مثال لهذا؛ وكذكل الاشارة والارشاد والتنبيه ومسكل احملامكة العقلية اليت‬
‫يف املساةل الرابعة من املقاةل اليالية مثال جيد لهذا ايض ًا‪[ ..‬فابظر اىل الكم الرمحن اذلي عمل القرآن‪ .‬فبأي آايت‬
‫ربك ل تتجىل هذه احلقيقة؟ فويل حينئ ٍذ للظاهريني اذلين حيملون ما ل يفهمون عىل التكرار]‪.‬‬
‫النقطة الرابعة‪:‬‬
‫يه افراغ الالكم افراغ ًا اتم ًا‪ ،‬ومنحه اس تعداد ًا اكم ًال‪ ،‬حبيث يتضمن بذور كيةر من الفروع‪ ،‬ويكون مصدر‬
‫كيةر من الاحتام‪ ،‬ويصبح دلي ًال عىل وجوه عديدة ومعاين خمتلفة‪ .‬وكن الالكم بتضمنه هذا الاس تعداد ّيلوح‬
‫اىل مافيه من قوة للمنو‪ ،‬ويبني كرثة غلته وحمصوهل‪ .‬اذ جيمع يف املسأةل تكل الفروع والوجوه ليوازن بني مزاايه‬
‫يعني لك وجه يف وظيفة‪[ :‬فابظر اىل قصة موىس فاهنا آجدى من‬ ‫وحماس هنا‪ ،‬ويسوق لك فرع اىل غرض و ّ‬
‫خفرت حسرة البيان ساجدين لبالغته]‪.‬‬ ‫تفاريق العصا‪ ،‬آخذها القرآن بيده البيضاء‪ّ ،‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫ان اخليال البالغي املوجود يف هذه املساةل يرمس كل ‪ -‬مبيل هذه الاساليب ‪ -‬جشرة حقيقة عظمية‪ ،‬عروقها‬
‫اجلس مية متشابكة‪ ،‬وعقدها الطويةل متناسقة‪ ،‬واغصاهنا املتشعبة متعابقة‪ ،‬ومثراهتا وفواكهها متنوعة‪ .‬فتأمل يف‬
‫املسأةل السادسة فهئي مثال لهذه املسأةل وان اكبت مشوشة‪.‬‬
‫تنبيه واعتذار‪:‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫اعمل يقين ًا ان هذه املقاةل تبدو كل غامض ًة مغلق ًة‪ ،‬ولكن ما احليةل فان شأن املقدمة الاجامل والاجياز‪ .‬وسبتجىل‬
‫كل الامر يف الكتب اليالثة‪.‬‬
‫‪#112‬‬

‫املسأةل العارشة‬
‫حس اىل اخر‪ ،‬مع تقليد الطبيعة ومتيل اخلارجيات‪،‬‬
‫ان سالسة الالكم‪ ،‬بعدم التشابك‪ ،‬عدم الطفر من ّ‬

‫‪75‬‬
‫والسداد اىل مس يل الغرض‪ ،‬و ّمتزي املقصد واملس تقر‪ ،‬اكليت‪:‬‬
‫حس اىل آخر قبل ان يمت الاول‪ ،‬ومن بعد ذكل مزجه مع الاخر خيل ابلسالسة ويغةرها‪ ،‬فيلزم‬ ‫ان الوثوب من ّ‬
‫التدرج يف املعاين املتسلسةل واحلذر من الاشتباك العشوايئ بدون بظام‪.‬‬
‫وينبغي ايض ًا مساوقة الطبيعة والتتلمذ علاها بصنعة املتلكم اخليالية‪ ،‬يك تنعكس قواببهنا يف صنعته‪.‬‬
‫وكذا جيب حمااكة تصوراته مع اخلارجيات ومشالكهتا معها‪ ،‬حبيث لو تسمت تصورات املتلكم يف اخلارج ‪-‬‬
‫هاربة من ادلماغ ‪ -‬ليردّه اخلارج وليس تلحقها اىل املتلكم‪ ،‬ولينكر نس ّبا اليه‪ .‬بل يقول‪ :‬يه اان‪ ،‬او كهنا اان‬
‫او يه من صليب‪.‬‬
‫وكذا جيب السداد وعدم الامتيل ميين ًا وشام ًل‪ ،‬للحيلوةل دون التفرق يف مس يل الغرض والتشتت يف جمرى‬
‫القصد‪ ،‬وذكل لئال هتون اجلوابب من الغرض بترشب قوته‪ ،‬بل متده اجلوابب ‪ -‬اكحلوض ‪ -‬مبا تتضمه من‬
‫الطراوة واللطافة‪.‬‬
‫تعني ملتقى الغرض‪.‬‬ ‫ويلزم ايض ًا ‪ -‬لسالمة السالسة ‪ّ -‬متزي مس تقر القصد‪ ،‬و ّ‬
‫املسأةل احلادية عرشة‬
‫ان سالمة البيان وحصته‪ :‬اثبات احلمك بلوازمه ومبادية وبألت دفاعه‪ ،‬اكليت‪ :‬جيب عدم الاخالل بلوازم احلمك‪،‬‬
‫وعدم افساد راحته‪ ،‬مع رعايته‪ ،‬والرجوع اىل مبادئه لس متداد احلياة‪ ..‬وذكل ابلتقدل بقيود الاجابة عن لك‬
‫سؤال مقدر يف ر ّد الاوهام ودفع الش ّبات‪ ..‬اي ان الالكم جشرة ممثرة بضدت فاها اشواكها محلايهتا من اجتناء‬
‫مثراهتا والتجين علاها‪ .‬فكن الالكم بتيجة لكثةر من املناظرات‬
‫‪#113‬‬

‫واملناقشات وزبدة كيةر من احملاكامت العقلية‪ .‬فال يسرتق منه السمع ش يالني الاوهام وليسعهم النظر اليه‬
‫بظرة سوء‪ .‬لن املتلكم قد احاط جبهاتالكمه الست وش ّيد حوهل سور ًا‪ ،‬اي ّهجزه بتقييد املوعوع او احملمول‬
‫او ابلتوصيف او جبهة اخرى دفاع ًا عن لك سؤال مقدر ووععها يف بقاط يتوقع جهوم الاوهام مهنا‪ .‬وان شئت‬
‫مثا ًل لهذا‪ ،‬فهذا الكتاب لكه مثال لويل هل‪ ،‬ولس امي املقاةل اليالية فهئي مثاهل السالع‪.‬‬
‫املسأةل اليابية عرشة‬
‫ان سالمة الالكم ومالس ته واعتدال مزاجه‪ :‬بتقس مي العناية وتوزيع خلع الاساليب حسب ما يس تحقه لك‬
‫قيد‪ .‬فان اكن الالكم حتاية‪ ،‬فيجب عىل املتلكم فرض بفسه يف موعع احمليك عنه‪ ،‬اذ ل بد من احللول يف‬
‫احملىك عنه والزنول عيف ًا اىل قلبه والتلكم بلسابه دلى تصوير افتاره وحس ياته‪ .‬واذا ترصف يف ماهل فيجب‬
‫العداةل فيتقس مي الرعاية والاهامتم ‪ -‬ادلالني عىل القمية واملتابة ‪ -‬ابخذ لك قي ٍد للالكم واس تعداده ورتبته‪ ،‬بنظر‬

‫‪76‬‬
‫الاعتبار‪ ،‬والباس الاساليب عىل قامة اس تعداد لك قيد‪ .‬حىت يتحىل املقصد مبا يناس به من اسلوب‪ ،‬اذ‬
‫اسس الاساليب ثالثة‪:‬‬
‫الاول‪ :‬الاسلوب اجملرد‪ ،‬اكلسلوب السلس للس يد الرشيف اجلرجاين وبصةر ادلين الطويس‪.‬‬
‫الياين‪ :‬الاسلوب املزين‪ ،‬اكلسلوب الباهر السالع لعبد القاهر اجلرجاين يف دلئل الاجعاز وارسارالبالغة‪.‬‬
‫اليالث‪ :‬الاسلوب العايل‪ ،‬كبعض الالكم املهيب للستايك والزخمرشي وابن سبنا او بعض الفقرات العربية لهذا‬
‫الكتاب‪ ،‬ولس امي يف املقاةل اليالية‪ ،‬فهئي تبدو مشوشة الا اهنا حتوي فقرات رصينة‪ ،‬ذكل لن علو املوعوع‬
‫قد افرغ هذا الكتاب يف اسلوب عالٍ ‪ .‬وما صنعيت اان ا ّل جزئية فيه‪.‬‬
‫‪#114‬‬

‫اخلالصة‪:‬‬
‫كنت يف حبث الالهيات وتصوير الاصول‪ ،‬فعليك ابلسلوب العايل‪ ،‬ففيه الشدة والقوة والهيبة‪ ،‬بل عليك‬‫ان َ‬
‫ا ّل تغادر هذ الاسلوب‪.‬‬
‫وان كنت يف حبث اخلطاب والاقناع‪ ،‬فعليك ابلسلوب املزيّن ذي احليل واحللل والرتغيب والرتهيب‪ .‬ل تدع‬
‫هذا الاسلوب ما اس تطعت‪ ،‬برشط ا ّل يداخهل التصنع والتظاهر‪ ،‬وما ييةرالعوام‪.‬‬
‫وان كنت يف املعامالت واحملاورات ويف العلوم اللية‪ ،‬فعليك ابلسلوب اجملرد وحده فهو اذلي حيقق وفاء‬
‫املوعوع واختصار البحث وسالمة القصد وجيري عىل وفق السليقة حىت ابه يبني جامهل اذلايت بسالس ته‪.‬‬
‫خامتة هذه املساةل‪:‬‬
‫اعمل ان قناعة الالكم واس تغناءه وعصببته‪ ،‬ان لمتدّ عينيك اىل اسلوب خارج املقصد‪ .‬فلو اردت ان ّ‬
‫تفصل‬
‫اسلو ًاب عىل قامة معىن من املعاين‪ ،‬فاملعىن بفسه واملقام والصنعة والقصة والصفة يعينك بتفاريق لوازهما وتوابعها‪،‬‬
‫فتخيط من تكل التفاريق لباس اسلوبك‪ .‬فال متد بظرك اىل اخلارج ا ّل مضطر ًا‪ .‬او بتعبةر اخر قالع اموال‬
‫الاجابب‪ ،‬فهو اساس همم للحيلوةل دون تبعرث ثروة البالد‪ .‬مفقالعة الاجابب تزيد قوة الالكم‪ ،‬اي‪ :‬ان املعىن‬
‫واملقام والصنعة يفيد الالكم بدللته الوععية‪ ،‬اذ كام يُظهر الالكم املعىن بدللته الوععية‪ ،‬مفيل هذا الاسلوب‬
‫يشةر بطبيعته اىل املعىن‪.‬‬
‫وان شئت مثا ًل فابظر يف املسأةل التاسعة اىل‪[ :‬فابظر اىل الكم الرمحن اذلي ّعمل القرآن‪ ،‬فبأي آايت ربك‬
‫لتتجىل هذه احلقيقة؟ فويل حينئذ للظاهريني اذلين حيملون ما ليفهمون عىل التكرار] وفاها ايض ًا‪[ :‬فابظر اىل‬
‫خفرت حسرة البيان ساجدين لبالغته]‪.‬‬ ‫قصة موىس‪ ،‬فاهنا اجدى من تفاريق العصا‪ ،‬اخذها القرآن بيده البيضاء ّ‬
‫وان شئت فابظر اىل ديباجة كتب العلوم اللية‪ ،‬فان مافاها من براعة الاس هتالل ‪ -‬وان مل يكن بالغهتا دقيقة‬

‫‪77‬‬
‫ولطيفة ‪ -‬براعة اس هتالل لهذه احلقيقة‪.‬‬
‫وايض ًا ففي ديباجة هذا الكتاب امثةل‪ :‬اذ اظهر ّ‬
‫النيب الكرمي معجزة لنبوته‪ ..‬ويف ديباجة املقاةل اليالية‪ :‬قد بُينت‬
‫مجلتا لكمة الشهادة‪ ،‬لك مهنا شاهدة عىل‬
‫‪#115‬‬

‫الاخرى‪ ..‬وكذا قيل يف املقدمة السابعة لولئك اذلين قالوا بزنول القمر اىل الارض بعد انشقاقه‪ :‬لقد اصبحمت‬
‫سبب ًا خلسف معجزة القمر الظاهر اكلشمس السالعة برها ًان عىل النبوة وجعلمت تكل املعجزة الظاهرة خمفية‬
‫كنجم السهئى!‬
‫وقياس ًا عىل هذا تد امثةل كيةرة لهذه احلقيقة‪ ،‬لن مسكل هذا الكتاب مقالعة اموال اخلارج‪ ،‬وعدم الاخذ‬
‫مهنا ا ّل للرضورة كام هو حايل اان‪ .‬بل مقالعهتا يف املسائل والامثةل والاساليب‪ ،‬لكن رمبا يرد توافق يف‬
‫اخلوالر‪ .‬اذ احلقيقة واحدة‪ ،‬مفن اي ابب دخلت علاها تدها تاهك‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫لقد قيل‪ :‬ابظر اىل القول دون القائل! ولكين اقول‪ :‬ابظر اىل َمن قال؟ وملن قال؟ وف َمي قال؟ و ِل َم قال؟ اذ يلزم‬
‫مراعاة هذه الامور مكراعاة القول بفسه يف بظر البالغة بل هذا هو الالزم‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬اعمل ان رشل ًا همامً ملزااي عمل املعاين وفن البيان ‪ -‬من حيث البالغة ‪ -‬هو‪ :‬القصد والعمد‪ ،‬بنصب‬
‫الامارات والاشارات ادلاةل عىل هجة الغرض‪ ،‬فال تقام للعفوية وز ًان‪.‬‬
‫اما رشط عمل البديع واحملس نات اللفظية فهو عدم القصد‪ ،‬والعفوية‪ ،‬او القرب من لبيعة املعىن الشباهة‬
‫ابلعفوية‪.‬‬
‫تلوحي‪ :‬لخيفى ان شأن اللت اليت تيقب السطح انفذة اىل احلقيقة‪ ،‬وتدل عىل الطبيعة واحلقيقة اخلارجية‪،‬‬
‫وتربط احلمك اذلهين ابلقابون اخلاريج‪ ،‬بل ابفذ تكل الالت يه "ا ّإن" التحقيقية‪ .‬بعم! ان "ا ّإن" ً‬
‫بناء عىل‬
‫خاصيته هذه اس تعملت كيةر ًا يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫ان القوابني اللطيفة اليت تضمها هذه املقاةل ليورلك يف مغالطة‪ ،‬لتربئهتا وبفورها عن هذه الاساليب اخلش نة‬
‫الواهية! فال يذهب بك الظن اىل القول‪ :‬لو اكبت هذه القوابني صاحلة وصائبة لتابت تلقّن واععها درس ًا قو ًاي‬
‫ا ي واساليبه مهترئة‪ ..‬دع عنك هذا الظن‪ ،‬لبه‬ ‫يف البالغة فتابت تلبس اساليب مجيةل‪ ،‬ببامن اذلي وععها ّ‬
‫‪#116‬‬

‫لك عامل ماهر ًا فيه‪ .‬فض ًال عن ان القوة املركزية اجلاذبة اقوى من القوة ادلافعة‪ ،‬ولن‬
‫ل يلزم للك عمل ان يكون ُ‬
‫لالذن قرابة مع ادلماغ وصةل رمح مع العقل‪ ،‬ببامن القلب اذلي هو منبع الالكم ومعدبه بعيد عن اللسان وغريب‬
‫‪78‬‬
‫عنه‪ .‬وكيةر ًا ليفهم اللسان فهامً اتم ًا لغة القلب‪ ،‬ل س امي ان اكن القلب ينئ يف غور املسائل ويف اعامق بعيدة‬
‫كغيابة اجلب فال يسمعه اللسان‪ ،‬وكيف يرتمجه؟‬
‫وحاصل الالكم‪ :‬الفهم اسهل من الافهام ‪....‬‬
‫والـسالم‬
‫اعتذار‪:‬‬
‫اهيا الاخ الصابر اجلدل! وايمن يرافقين يف هذه املساكل الضيقة املظلمة! لاحس بك ا ّل متفرج ًا حائر ًا يف هذه‬
‫املقاةل اليابية‪ ،‬ومل تك مس متع ًا لبك مل تفهمها‪ ،‬وكل احلق يف ذكل؛ اذ املسائل معيقة جد ًا‪ ،‬وجداولها لويةل‬
‫جد ًا‪ .‬ببامن العبارات غامضة خمترصة‪ .‬ولغيت الرتكية مشوشة وقارصة ووقىت عيق‪ ،‬واان اكتب ابس تعجال‪،‬‬
‫وحصيت معتةل فاان مصاب ابلزاكم‪ .‬ففي مثل هذه الاحوال ل يصدر ا ّل مثل هذه الوريقات‪[ ..‬والعذر عند كرام‬
‫الناس مقبول]‪.‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫امزج عنرص احلقيقة ‪ -‬قوة كربى ‪ -‬وعنرصالبالغة ‪ -‬قوة صغرى ‪ -‬وامرر يف املزجي احلدس الصادق اذلي هو‬
‫كشعاع الكهرابء‪ .‬لينتج كل عنرص العقيدة املضيئة‪ ،‬ويمينح ذهنك اس تعداد ًا لفهمها‪.‬‬
‫سنبحث عن عنرص العقيدة يف املقاةل اليالية ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫فارشع واقول ‪ :‬خنو‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لكمة كردية ابللهجة الكرماجنية الشاملية‪ ،‬تعين‪ :‬اذن ‪ .-‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#117‬‬

‫املقاةل اليالية‬
‫عنرص العقيدة‬
‫‪#119‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫اشهد ان ل اهل الا هللا واشهد ان محمد ًا رسول هللا‬
‫هذه اللكمة السامية اساس الاسالم‪ ..‬وابور رايته واعالها اليت ترفرف عىل التائنات لر ًا‪.‬‬
‫بعم! ان الاميان اذلي هو عهدان ابمليياق الازيل قد درج يف هذا الالكم املقدس‪.‬‬
‫وان الاسالم اذلي هو املاء الباعث عىل احلياة‪ ،‬قد ببع من عني حياة هذه اللكمة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫فهذه اللكمة ميياق ازيل‪ُ ،‬س ِ ّ َـمل بيد امل َّبرشين ابلفوز ابلسعادة الابدية واملعنيني لها‪ ،‬من بني البرشية املرحشة‬
‫للخلود‪.‬‬
‫بعم! ان هذه اللكمة مهناج رابين‪ ..‬وترجامن بليغ لوامره تعاىل‪ ،‬تتنور به اللطيفة الراببية املوعوعة عىل انفذة‬
‫قلب الانسان املطل عىل عوامل الغيوب‪.‬‬
‫هذه اللكمة مهناج آزيل‪ ،‬ينطق به اللسان‪ ،‬املبلّغ المني عن الاميان ابهلل احلكمي‪ ..‬وخطاب فصيح ينشده‬
‫الوجدان املل ابلرسار تاه التائنات‪.‬‬
‫ان لكميت الشهادة لك مهنا شاهد صادق عىل الاخرى‪ .‬فاللوهية برهان "لـ ّم ّي" للنبوة ومحمد صىل هللا عليه‬
‫اين" لاللوهية ‪.7‬‬
‫وسمل بذاته وبلسابه برهان " ّ ّ‬
‫ان حقائق العقائد الاسالمية جبميع تفرعاهتا رصحية ومربهنة يف مظاهنا من الكتب‪ ،‬ويه يف متناول اليد‪ .‬ولكن‬
‫ملا اكن ايضاح الظاهر يوم اىل تهيل ايخمالب او خفاء الظاهر‪ ،‬فال ّابني من عنارص العقيدة سوى ثالثة او‬
‫اربعة مهنا‪ ،‬واحيل بقيهتا اىل كتب حفول العلامء‪ ،‬فقد آوفوها حقها‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬الربهان إاما »ملّي« وهو الاس تدلل ابملؤثر عىل الثر‪ ،‬وإاما »ا ِ ّإين« وهو الاس تدلل ابلثر عىل املؤثر‪ ،‬وهذا اسمل‪.‬‬
‫(اشارات الاجعاز ص‪.)712‬‬
‫‪#120‬‬

‫مقدمة املقصد الاول‬


‫من املعلوم دلى املدققني ان مقاصد القرآن اربعة‪ :‬اثبات الصابع الواحد‪ ،‬النبوة‪ ،‬احلرش اجلسامين‪ ،‬العدل‪.‬‬
‫فاملقصد الول خيص ادللئل عىل الصابع اجلليل‪ ،‬ومحمد صىل هللا عليه وسمل آحد براهينه‪.‬‬
‫هذا وان وجود الصابع ووحداببته اج ّل واظهر واغىن من ان حيتاج اىل اثبات‪ ،‬ولس امي دلى خمالبة املسلمني‪،‬‬
‫ذلا وهجت الك ي هذا اىل الاجابب‪ ،‬وخباصة اليااببيني؛ اذ قد سألوا يف السابق مجموعة من الاس ئةل‪ ،‬فأجبهتم‬
‫عهنا يف حينه‪ ،‬وادرج هنا قسامً من تكل الجوبة‪.‬‬
‫مهنا‪[ :‬ما ادلليل الواحض عىل وجود الهل‪ ،‬اذلي تدعوبنا اليه؟ واخللق من اي يشء؟ آمن العدم آو املادة آو‬
‫ذاته؟ اىل آخر اس ئلهتم املرددة]‪.‬‬
‫ارجو املعذرة عن الغموض اذلي يكتنف الك ي‪ ،‬اذ لميكن حرص معرفة هللا اليت ل حدود لها يف مثل هذا‬
‫الالكم احملدد‪.‬‬
‫ان القصد من الالكم اليت‪ :‬اجنالء احلقيقة يف اجملموع‪ ،‬ابظهار لريق احملامكة العقلية وعقد املوازانت‪ ،‬لن حترى‬

‫‪80‬‬
‫النتيجة بامتهما يف لك جزء من اجزاء اجملموع سرتٌ للحقيقة ابلوهام والشكوك‪ ،‬بسبب من جزئية اذلهن‬
‫وس يطرة قوة الومه‪.‬‬
‫ان اذلي حيجب ظهور احلقيقة‪ :‬الرغبة يف املعارعة‪ ..‬وإالزتام جابب املعارض‪ ..‬وإاعذار املرء بفسه ‪ -‬ابلزتامه لها‬
‫‪ -‬وارجاع آوهامه اىل آصل موثوق‪ ..‬وتتبع الهفوات والعيوب‪ ..‬والتحجج حبجج واهية صبيابية‪ ..‬وامثالها من‬
‫الامور‪.‬‬
‫فان اس تطعت ان ترد بفسك مهنا‪ ،‬فقد وفيت برشلي‪ ،‬فاس متع اذ ًا بقلب شهيد‪:‬‬
‫‪#121‬‬

‫املقصد الاول‬
‫ان لك ذرة من ذرات التائنات‪ ،‬ببامن يه مرتددة يف اإمتاانت واحامتلت غةر حمدودة‪ ،‬بذاهتا وصفاهتا وسائر‬
‫وجوهها‪ ،‬اذا هبا تسكل مسلتاً معين ًا‪ ،‬وتتجه وهجة خمصصة‪ ،‬فتنتج مصاحل وفوائد تتحةر مهنا اللباب‪ .‬مما تدل‬
‫عىل وجوب وجوده س بحابه‪ ،‬وتشهد شهادة صادقة عليه‪ ،‬ويف الوقت بفسه تزيد سطوع الاميان املودع يف‬
‫اللطيفة الراببية لالنسان املميةل يمنوذج عوامل الغيب‪.‬‬
‫بعم! كام ان لك ذرة من ذرات الكون تدل عىل اخلالق الكرمي بذاهتا وبوجودها املنفرد‪ ،‬وبصفاهتا‪ ،‬وخواصها‪،‬‬
‫فاهنا تدل عليه دللت اكرث‪ :‬مبحافظهتا عىل موازبة القوابني العامة اجلارية يف الكون‪ ،‬اذ تنتج يف لك نس بة‬
‫مصاحل متباينة‪ ،‬ويف لك مقام منه فوائد جليةل‪ ،‬لكوهنا جزء ًا من مركبات متداخةل متصاعدة يف اجزاء الكون‬
‫الواسع؛ وذكل من حيث الامتاانت والاحامتلت اليت تسلكها يف لك مرتبة‪ ،‬حىت اهنا تس تقرئ دلئل الوجود‬
‫فاها‪ ..‬ذلا غدت ادللئل عىل وجوده س بحابه اكرث بكثةر من اذلرات بفسها‪.‬‬
‫فاذا قلت‪ِ :‬ل َم اذ ًا ليراه لك فرد بعقهل؟‬
‫اجلواب‪ :‬لكامل ظهوره ج ّل وعال‪.‬‬
‫بعم! ان هناك اجرام ًا مادية لترى من شدة ظهورها ‪ -‬اكلشمس ‪ -‬فكيف ابلصابع اجلليل ّ‬
‫املزنه عن املادة!‬
‫من املل الاعىل اليك رسائل‬ ‫تأمل سطور التائنات فاهنا‬
‫سطر البارئ املصور يف تكل الابعاد الشاسعة سلسةل‬ ‫تأمل يف حصائف العامل بعني احلمكة‪ ،‬فابظر كيف ّ‬
‫احلوادث‪ .‬وابعم النظر يف تكل الرسائل التية من املل الاعىل يك ترفعك اىل اعىل عليي اليقني‪.‬‬
‫‪#122‬‬
‫ان وجدان الانسان لينىس هللا قط‪ .‬ملا غُرز فيه من "بقطيت الاس متداد والاستناد" بل حىت لو ّ‬
‫عطل ادلماغ‬
‫اعامهل‪ ،‬فالوجدان ل ينىس؛ لبه مهنمك بتكل الوظيفتني املهمتني؛ اكليت‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫ان قلب الانسان مثلام ينرش احلياة اىل ارجاء اجلسد‪ ،‬فالعقدة احلياتية يف الوجدان ‪ -‬ويه معرفة هللا ‪ -‬تنرش‬
‫لك مبا يالمئه‪ّ ،‬‬
‫فتقطر فاها الذلة‬ ‫احلياة اىل آمال الانسان وميوهل املتشعبة يف مواهبه واس تعداداته غةر احملدودة‪ٌ .‬‬
‫والنشوة‪ ،‬وتزيدها قمية وترفعها شأ ًان‪ ،‬بل تبسطها وتصقلها‪ .‬هذه يه بقطة الاس متداد‪.‬‬
‫ودواماهتا‪ ،‬وتزامح املصايب وتواىل النكبات‪.‬‬
‫مث ان معرفة هللا بقطة استناد وحيدة لالنسان‪ ،‬تاه تقلبات احلياة ّ‬
‫امر ُه لكه حمكة وبظام‪ ،‬واس ند الامور واحلوادث اىل املصادفات‬ ‫اذ لو مل يعتقد الانسان ابخلالق احلكمي اذلي ُ‬
‫العمياء‪ ،‬وركن اياها واىل ما ميلكه من قوة هزيةل ل تقاوم شبئ ًا‪ ،‬فس ينتابه الفزع والرعب ويهنار من هول ما حييط‬
‫به من بالاي‪ .‬وسبشعر حبالت آيمية تذكّر بعذاب هجمن‪ ..‬وهذا ما ليتفق وكامل روح الانسان املكرم‪ ،‬اذ‬
‫يس تلزم سقوله اىل هاوية اذلل واملهابة‪ ،‬مما ينايف روح النظام املتقن القامئ يف الكون لكه‪.‬‬
‫وهذه يه بقطة الاستناد‪ ..‬بعم! ل ملجأ ا ّل مبعرفة هللا!‬
‫اذن فالوجدان يطل عىل احلقائق بذاهتا من هاتني النافذتني‪ ،‬فةرى همينة النظام عىل العامل لكه‪ ،‬واخلالق الكرمي‬
‫ينرش بور معرفته ويبهثا يف وجدان لك انسان من هاتني النافذتني‪ ..‬مفهام البق العقل جفنه‪ ،‬وهمام امغض عينه‪،‬‬
‫فالفطرة تراه وعيون الوجدان مفتحة دامئ ًا‪ ،‬والقلب انفذة مفتوحة‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان اصول العروج اىل عرش الكاملت وهو معرفة هللا ج ّل جالهل اربعة‪:‬‬
‫اولها‪ :‬مهناج علامء الصوفية‪ ،‬املؤسس عىل تزكية النفس والسلوك الارشايق‪.‬‬
‫اثناها‪ :‬لريق علامء الالكم املبين عىل احلدوث والامتان‪.‬‬
‫هذان الاصالن وإان تشعبا من القرآن الكرمي‪ ،‬ا ّل ان فكر البرش قد افرغهام يف صور اخرى فاصبحتا لويةل‬
‫وذات مشالك‪.‬‬
‫‪#123‬‬

‫اثيهثا‪ :‬مسكل الفالسفة‪.‬‬


‫هذه اليالثة لبست مصوبة من الش ّبات والاوهام‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬املعراج القرآين اذلي يعلنه ببالغته املعجزة‪ ،‬فال يوازيه لريق يف الاس تقامة والشمول‪ ،‬فهو اقرص لريق‬
‫واوحضه واقربه اىل هللا وامشهل لبىن الانسان‪.‬‬
‫وحنن قد اخرتان هذا الطريق‪ .‬وهو بوعان‪:‬‬
‫الاول‪ :‬دليل العناية‬
‫ان مجيع الايت الكرمية اليت تعدد منافع الاش ياء‪ ،‬توم اىل هذا ادلليل وينظم هذا الربهان‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫وزبدة هذا ادلليل‪ :‬رعاية املصاحل واحلمك يف بظام العامل الامكل‪ .‬مما ييبت ْقصد الصابع وحمكته وينفي ْ َ‬
‫ومه‬
‫املصادفة‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫عىل الرمغ من آن لك انسان ل يس تطيع ان يس تقرئ اس تقر ًاء اتم ًا رعاية املصاحل والابتظام يف العامل ول ميكنه‬
‫ان حييط هبا‪ ،‬فقد تشلك ‪ -‬بتالحق الافتار يف البرشية عامة ‪ -‬ع ٌمل خيص لك بوع من ابواع التائنات‪ ،‬ذكل‬
‫العمل انش من القواعد اللكية املطردة يف الكون‪ ،‬وما زالت العقول تكشف عن علوم اخرى‪ ..‬وحيث آن احلمك‬
‫ل جيري بلكيته يف ما ل بظام فيه‪ ،‬فلكية القاعدة اذن دليل عىل حسن ابتظام النوع‪ ..‬فبناء عىل لكية القاعدة‬
‫هذه غدا لك عمل من علوم الاكوان برها ًان عىل النظام الامكل يف العامل ابلس تقراء التام‪.‬‬
‫بعم! ان اظهار املصاحل املتعلقة بسلسةل املوجودات بوسالة العلوم‪ ،‬وبيان فوائد ايمثرات املتدلية مهنا‪ ،‬وابراز‬
‫احلمك والفوائد املنترشة مضن تالفيف ابقالابت الاحوال‪ ..‬يشهد شهادة صادقة عىل قصد الصابع احلكمي‪،‬‬
‫ويشةر اليه‪ ،‬ويطرد ش يالني الاوهام اكلنجم الياقب‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬اذا جردت بفسك من جحاب اللفة اليت يه سبب اجلهل املركب‪ ،‬واليت تنش دلى الانسان النظر‬
‫السطحي العابر‪ ..‬وافرغت بفسك من حماوةل اإلزام اخلصم‪،‬‬
‫‪#124‬‬

‫بعدم الابصياع اىل احلق لبس ا ّل‪ ،‬تكل احملاوةل اليت تلقح الاوهام والشكوك وتسد الطريق اىل العقل‪ ..‬و َ‬
‫بظرت‬
‫اىل حيوان صغةر ل يرى ا ّل ابجملهر‪ ،‬ورآيت ما تشف تكل املاكنة الصغةرة ادلقيقة‪ ،‬املاكنة الالهية البديعة‪ ،‬عن‬
‫وجود منتظم متناسق فيه‪ ،‬فال تس تطيع ان تقنع بفسك وتطمئهنا‪ ،‬اىل آن هذه اللت ادلقيقة انش ئة من مصنع‬
‫الاس باب الطبيعية اجلامدة اليت ل شعور لها ول حدّ جملالها ول اولوية لإمتاانهتا‪ ،‬ا ّل اذا اس تطعت من رفع‬
‫احملالت الناش ئة من اجامتع الضدين‪ ،‬آي وجود القوة اجلاذبة وادلافعة يف تكل اذلرة اليت ل تتجزآ‪.‬‬
‫فان اكبت بفسك تد احامت ًل يف هذه احملالت‪ ،‬فسرتفع امسك من جسل الانسابية!‪.‬‬
‫ولكن جيوز ان يكون اجلذب وادلفع واحلركة اليت يه اساس لك ش ‪ -‬كام يظنون ‪ -‬اسامء وعناوين قوابني هللا‬
‫اجلارية يف الكون‪ .‬ولكن برشط ا ّل تتحول القوابني اىل لبيعة فاعةل‪ ،‬وا ّل خترج من كوهنا امر ًا ذهني ًا اىل آمر‬
‫خاريج مشاهد‪ ،‬وا ّل تتحول من كوهنا شبئ ًا اعتبار ًاي اىل حقيقة ملموسة‪ ،‬ول من كوهنا آةل تتأثر اىل مؤثر‬
‫حقيقي‪.‬‬
‫(فارجع البرص هل ترى من فطور) (املكل‪ )9 :‬الك! فاملبرص ليرى بقص ًا‪ ،‬ا ّل ان اكن امعى البرص والبصةرة‪،‬‬
‫آو مصا ًاب بقرص النظر!‬

‫‪83‬‬
‫فان شئت فراجع القرآن الكرمي‪ ،‬تد دليل العناية بأمكل وجه‪ ،‬يف وجوه املمكنات‪ ،‬لن القرآن الكرمي اذلي‬
‫يأمر ابلتفكر يف الكون‪ ،‬يعدّ د ايض ًا الفوائد ويذكّر ابلنعم الالهية‪ ..‬فتكل الايت اجلليةل مظاهر لهذا الربهان‪،‬‬
‫برهان العناية‪.‬‬
‫نفرسه يف الكتب اليالثة اليت عقدان العزم عىل كتابهتا لبحث‬‫اس متسك مبا ذكرانه‪ ،‬فابه اجامل‪ ،‬آما التفصيل‪ ،‬ف ّ‬
‫عمل السامء والارض والانسان‪ ،‬مكهنج تفسةر يف الفاق والبفس‪ ،‬ان شاء هللا ووفق‪ ،‬وعندها تد هذا‬
‫الربهان بوعوح اتم‪.‬‬
‫ادلليل القرآين الياين‪ :‬دليل الاخرتاع‬
‫وخالصته‪ :‬ان هللا تعاىل قد اعطى لك فرد‪ ،‬ولك بوع ‪ ،‬وجود ًا خاص ًا‪ ،‬هو منشأ آاثره ايخمصوصة‪ ،‬ومنبع كاملته‬
‫الالئقة‪ .‬فال بوع يتسلسل اىل الزل‪ ،‬لبه من‬
‫‪#125‬‬

‫املمكنات‪ .‬فض ًال عن آن حدوث قسم مهنا مشاهد وقسم آخر يراه العقل بنظر احلمكة‪.‬‬
‫ان ابقالب احلقائق حمال‪ .‬وسلسةل النوع املتوسط ل تدوم‪ .‬آما حتول الاصناف فهو غةر ابقالب احلقائق‪.‬‬
‫وملا اكن للك بوع آدم وجدّ اكرب‪ ،‬فالومه البالل الناش من التناسل يف سلسةل لك بوع ليرسي اىل اولئك‬
‫الادميني والاجداد الاوائل‪ .‬اذ اإن الفلسفة وعمل اجليولوجيا وعمل احليوان والنبات‪ ،‬يشهد آن الابواع اليت يزيد‬
‫عددها عىل مئيت آلف بوع‪ ،‬لك مهنا هل مبدآ وآصل معني‪ ،‬وجدّ اكرب‪ ،‬مبيابة آدم ذلكل النوع‪ ،‬ولك مبدآ مهنا‬
‫قد حدث حدو ًاث مس تق ًال عن غةره‪ .‬ولك فرد من هذه الابواع الوفةرة كبه ماكنة بديعة جعيبة تّبر الفهام‪ ،‬فال‬
‫ميكن ان تكون القوابني املوهومة الاعتبارية والاس باب الطبيعية العمياء اجلاهةل‪ ،‬موجدة لهذه السالسل‬
‫العجيبة من الافراد والابواع‪،‬بل يه عاجزة جعز ًا مطلق ًا عن اجيادها‪ ..‬اي آن لك فرد‪ ،‬ولك بوع‪ ،‬يعلن بذاته‬
‫آبه صادر صدور ًا مس تق ًال عن يد القدرة الالهية احلكمية‪.‬‬
‫بعم ! ان الصابع اجلليل قد خمت يف جّبة لك ش خمت احلدوث والامتان‪.‬‬
‫ان اعطاء احامتل تشلك الابواع من آزلية املادة وحركة اذلرات العشوائية‪ ،‬وغةرها من الامور البالةل‪ ،‬اإمنا هو‬
‫جملرد اقناع النفس بش آخر غةر الاميان ابهلل‪ ،‬ولينشأ هذا الاحامتل ا ّل من عدم الادراك‪ ،‬ومن فساد الفكر‪،‬‬
‫ابلنظر السطحي العابر‪ .‬ولكن ما ان قصدَ الانسان وتو ّجه ابذلات اىل اقناع بفسه‪ ،‬فالبد آبه س يقف عىل‬
‫حمالية الفكرة وبُعدها عن املنطق والعقل‪ .‬ولو اعتقدها‪ ،‬فال يعتقد ا ّل اعطرار ًا ابلتغافل عن اخلالق س بحابه‪.‬‬
‫ان الانسان ‪ -‬املكرم من حيث جوهر انساببته ‪ -‬يبحث دوم ًا عن احلق‪ ،‬ويتحرى احلقيقة دامئ ًا‪ ،‬وينشد‬
‫السعادة عىل ادلوام‪ .‬ولكن اثناء حبيه عن احلق يعرث عىل البالل والضالل دون ان يشعر‪ ،‬واثناء تنقيبه عن‬
‫احلقيقة يقع البالل عىل رآسه بالاختيار منه آي لكام خاب يف احلصول عىل احلق ويئس من وجدان احلقيقة‬
‫‪84‬‬
‫قَبل مضطر ًا آمر ًا حما ًل وغةر معقول‪ ،‬يقبهل ابلنظر السطحي والتبعي‪ ،‬مع آبه يعرف يقين ًا بفطرته الاصلية‬
‫ووجدابه وفكره ابه حمال‪.‬‬
‫‪#126‬‬

‫خذ هذه احلقيقة بنظر الاعتبار وععها بصب العني‪:‬‬


‫ان ما يتومهوبه من آزلية املادة واحلركة‪ ،‬من جراء تغافلهم عن بظام العامل‪ ..‬وما يتخيلوبه من مصادفة عشواء يف‬
‫الصنعة البديعة اليت تّبر العقول‪ ..‬وما يعتقدوبه من تأثةر حقيقي لالس باب اجلامدة‪ ،‬رمغ شهادة مجيع ا ِحل َمك عىل‬
‫عدم تأثةرها‪ ..‬وما يغالطون به ابفسهم ويتسلّون به من اس ناد لك ش اىل الطبيعة املوهومة املتخيةل املتجسمة‪،‬‬
‫بسبب اس مترار اغواء الومه‪ ..‬فان فطرهتم ترد هذه احملالت والاوهام وترفضها‪.‬‬
‫ولكن مىت ما توجه الانسان اىل احلق يقصده‪ ،‬تعرض هل عىل جابيب الطريق هذه الاوهام‪ ،‬من دون دعوة منه‬
‫ول للب‪ .‬مفن سدد النظر اىل غرعه وبصب هدفه امام عينه‪ ،‬بظر اىل الاوهام البالةل بظر العابر السطحي‪،‬‬
‫من دون ان ينفذ ابلهنا املل ابللواثت‪ .‬واذا ما توجه اياها شار ًاي لها يراها ل تس تحق حىت الالتفات اياها فكيف‬
‫ابلرشاء! بل يشمزئ وجدابه مهنا ويس تحيلها عقهل وميجها قلبه‪ ،‬ا ّل ان يشاغب‪ ،‬وتس تفزه السفسطة؛ فيقبل يف‬
‫لك ذرة عقل احلكامء وس ياسة احلتام! يك تتشاور لك ذرة وتتحاور مع اخواهتا عىل التفاق والابتظام‪ .‬فهذا‬
‫املسكل وهذا شأبه ليقبهل حىت احليوان! ولكن ما احليةل فان لزم الببنة من املسكل بفسه‪ ،‬وهذا املسكل ل‬
‫ّيصور الا هبذه الصورة‪.‬‬
‫بعم ان شأن البالل هو آبه اذا بظر اليه الانسان بظر التبعي العابر يعطى هل حصة الاحامتل‪ ،‬ببامن اذا ابعم النظر‬
‫فيه يُرفع ذكل الاحامتل ويدفع‪.‬‬
‫ان ما يسموبه ابملادة ل تتجرد عن الصورة املتغةرة ول عن احلركة احلادثة الزائةل‪ ،‬اى ان حدوهثا حمقق‪ .‬فيا ترى‬
‫ان من يضيق عقهل عن ادراك ازلية هللا س بحابه‪ ،‬ويه صفة لزمة رضورية لذلات اجلليةل‪ ،‬كيف يتسع عقهل‬
‫لزلية املادة اليت تنايف الازلية منافاة مطلقة‪ ..‬حق ًا ان هذا ش جعاب‪ .‬حىت ان الانسان يندم عىل انساببته لكام‬
‫فكر يف هؤلء اذلين حييلون هذه املصنوعات البديعة اىل املصادفة العمياء وحركة اذلرات ويس تغربون‬
‫صدورها عن الصابع اجلليل املتصف جبميع الصفات الكاملية‪.‬‬
‫ان القوى والصور احلاصةل من حركة اذلرات كام يدّ عون‪ ،‬لتشلك املباينة اجلوهرية لالبواع‪ ،‬بسبب َع َرعيهتا‪،‬‬
‫فالعرض ليكون جوهر ًا قط‪ .‬مبعىن آن فصول‬
‫‪#127‬‬

‫هذه الابواع واخلواص املمزية لعموم الاعراض امنا يه خمرتع من العدم الرصف‪ .‬والتناسل يف التسلسل امنا هو‬
‫الرشائط الاعتيادية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫فهذا اجامل دليل الاخرتاع وان شئت تفصيهل بوعوح فادخل جنان القرآن الكرمي فابه ل رلب ول ايبس اإل ّ‬
‫وتفتح يف كتاب مبني زهر ًة زاهية او برعامً لطيف ًا‪.‬‬
‫فاإن شاء هللا تعاىل‪ ،‬ووفقين‪ ،‬وساعد الجل‪ ،‬سأعرض اللل اليت تزين هذا الربهان مس تخرج َا ًً اايها من‬
‫اصداف الفاظ القرآن‪.‬‬
‫اذا قلت‪ :‬ما هذه الطبيعة والقوابني والقوى اليت يسلّون هبا آبفسهم؟‬
‫فاجلواب‪ :‬آن الطبيعة يه رشيعة الهية فطرية‪ ،‬اوقعت بظام ًا دقيق ًا بني آفعال وعنارص واعضاء جسد اخلليقة‬
‫املسمى بعامل الشهادة‪ ،‬هذه الرشيعة الفطرية يه اليت تسمى ابلطبيعة واملطبعة الالهية‪.‬‬
‫بعم! ان الطبيعة يه حمصةل وخالصة مجموع القوابني الاعتبارية اجلارية يف الكون‪ .‬آما ما يسموبه بـ"القوى" فلك‬
‫مهنا حمك من آحتام هذه الرشيعة‪ .‬آما القوابني فلك مهنا عبارة عن مسأةل من مسائلها‪ ،‬ولكن لس مترار احتام‬
‫هذه الرشيعة والراد مسائلها‪ ،‬وهتيؤ النفوس اليت ترى اخليال حقيقة وترهيا هكذا‪ ،‬تسلّط اخليال وعيق الفهم‪،‬‬
‫فتجسمت الطبيعة حىت اصبحت موجود ًا خارجي ًا وتزنلت من اخليال اىل امليال‪ .‬ومك للومه من حيل تروج‪.‬‬
‫ل يقنع العقل ول ينجذب الفكر ول يأنس بظر احلقيقة اىل كون آاثر القدرة ‪ -‬اليت تتحةر مهنا العقول ‪ -‬صادرة‬
‫من صنعة هذه الطبيعة الشباهة ابملطبعة‪ ،‬او من امور يسموهنا قوى عامة‪ .‬علامً اهنا تفتقر اىل قابلية لتكون‬
‫مصدر ًا آو ّعةل لوجود هذه التائنات‪ .‬فلبس اذ ًا ا ّل التغافل عن هللا احلكمي وا ّل الاعطرار املتودل من اإجلاءات‬
‫الابتظام اجلاري يف الكون فيتخيلون الطبيعة مصدر ًا‪ ،‬ويه لبست ا ّل ِمسطر ًا‪ ،‬وما حماوةل ابتاج امللزوم‬
‫الاخص من الالزم الامع ا ّل قياس عقمي‪ .‬وهذا القياس العقمي فتح الطرق الكثةرة اىل وداين الضالةل واحلةرة‪.‬‬
‫ان الرشيعة ‪ -‬والقابون ‪ -‬يه ّبظام الافعال الاختيارية‪ ،‬مفع كرثة ايخمالفات واخلرق‪ ،‬يتصور كيةر من اجلهةل كن‬
‫الرشيعة حامك روحاين‪ ،‬ويتصورون النظام كبه سلطان معنوي‪ ،‬فيتخيلون ان هلام تأثةر ًا‪.‬‬
‫‪#128‬‬

‫فالبدوي اذلي مل ير احلضارة‪ ،‬اذا ما شاهد حراكت اجلنود يف لابور‪ ،‬حركة مطردة والوار ًا منسقة واحوا ًل‬
‫مرتبطة‪ ،‬ظن ان هؤلء الافراد العديدين آو الهيئة العسكرية مرتبط بعضهم ببعض حببل معنوي!‬
‫آو آن خشص ًا عامي ًا آو ذا لبع شاعري‪ ،‬تراه يتصور النظام اذلي يربط الناس بعضهم ببعض موجود ًا معنو ًاي‪،‬‬
‫آو يتصور ان الرشيعة خليفة روحابية‪ ،‬وهكذا يغاىل من يتصور الرشيعة الفطرية الالهية املتعلقة ابحوال‬
‫التائنات‪ ،‬اهنا الطبيعة‪ ،‬تكل الرشيعة اليت مل خترق ا ّل تكرمي ًا لالببياء وتصديق ًا لالولياء اذ يه مس مترة دامئة‪.‬‬
‫فكيف لتتجسم الاوهام عىل هذا ايمنط من التصورات؟‬
‫كام ان اس امتع الانسان وتلكمه ومالحظته وتفكره جزئية تتعلق بش فش عىل سبيل التعاقب‪ ،‬كذكل مهته‬
‫جزئية ل تش تغل ابلش ياء ا ّل عىل سبيل التناوب فبوسالة التعاقب يتعلق بش حفسب وينشغل به‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫مث ان قمية الانسان بنس بة ماهيته‪ ،‬وماهيته بدرجة مهته‪ ،‬ومهته مبقدار امهية املقصد اذلي يش تغل به‪.‬‬
‫مث ان الانسان اىل آي ش تو ّجه يفىن فيه‪ ،‬وينحبس عليه‪ ،‬وكبه يكون مصداق‪" :‬الفناء يف املقصد" فبناء عىل‬
‫هذه النقطة ترى الناس ‪ -‬يف عرفهم ‪ -‬ليس ندون شبئ ًا خسبس ًا وآمر ًا جزئي ًا اىل خشص عظمي‪ ،‬بل اىل الوسائل‪،‬‬
‫ظن ًا مهنم ان الاش تغال ابلمر اخلسبس ل يناسب وقاره‪ ،‬وهو ل يتزنل هل‪ ،‬وليسع الامر احلقةر مهته العظمية‪،‬‬
‫وليوازن الامر اخلفيف مع مهته العظمية‪.‬‬
‫مث ان من شأن الانسان اذا تفكر يف ش ‪ ،‬يتحرى مقايبسه واسسه يف بفسه‪ ،‬وان مل جيدها ففامي حوهل ويف‬
‫ابناء جنسه‪ .‬حىت ابه اذا تفكر يف واجب الوجود ّ‬
‫املزنه عن الش به ابملمكنات‪ ،‬تلجئه قوته الوامهة لن جيعل‬
‫هذا الومه الس املذكور دس تور ًا‪ ،‬والقياس اخلادع منظار ًا‪ ،‬مع ان الصابع جل جالهل ل يُنظر اليه من هذه‬
‫النقطة‪ ،‬اذ ل احنصار لقدرته‪ .‬لن قدرته وعلمه وارادته جل جالهل كضياء الشمس ‪ -‬وهلل امليل الاعىل ‪ -‬شامةل‬
‫للك ش ‪ ،‬وعامة للك آمر‪ ،‬فكام تتعلق ابعظم ش تتعلق بأصغره واخسه‪ .‬مفقياس عظمته تعاىل ومزيان كامهل‬
‫س بحابه مجموع آاثره‪ ،‬ل لك جزء منه‪ ،‬اذ ل يصلح ان يكون مقياس ًا‪.‬‬
‫‪#129‬‬

‫وهكذا فقياس واجب الوجود ابملمكنات قياس مع الفارق‪ ،‬ومن اخلطأ احملض احملامكة العقلية ابلومه البالل‬
‫املذكور‪.‬‬
‫فبناء عىل هذا اخلطأ املشني لالدب‪ ،‬وتسلط الومه البالل‪ ،‬اعتقد الطبيعيون تأثةر الاس باب تأثةر ًا حقيقي ًا‪،‬‬
‫وادّعى املعزتةل ان احليوان خالق لفعاهل الاختيارية‪ ،‬وبفى الفالسفة عمل هللا ابجلزئيات‪ ،‬وقال اجملوس‪ :‬ان للرش‬
‫خالق ًا غةره تعاىل‪ .‬اذ ظنوا وتومهوا ان هللا تعاىل بعظمته وكربايئه وتزنهه‪ ،‬كيف يتزنل اىل الاش تغال مبيل هذه‬
‫الامور اجلزئية اخلسبسة‪ .‬فتب ًا لعقوهلم اليت حبست بفسها اسةرة يف هذا الومه البالل‪.‬‬
‫اهيا الاخ! ان هذا الومه ان مل يرد من هجة الاعتقاد‪ ،‬فقد يس تحوذ عىل املؤمنني من حيث الوسوسة‪.‬‬
‫اذا قلت‪ :‬ان دليل الاخرتاع هواعطاء الوجود‪ ،‬واعطاء الوجود يصاحب اعدام املوجود‪ ،‬ببامن عقولنا ل‬
‫تس توعب ظهور الوجود من العدم الرصف‪ ،‬وابقالب الوجود احملض اىل العدم احملض‪.‬‬
‫فاجلواب‪ :‬اي هذا! ان ما تس تصعبوبه وتس تغربون منه يف تصورمك هذه املسأةل‪ ،‬هو النتيجة الوخمية لقياس خادع‬
‫مضل‪ .‬اذ تقبسون الاجياد والابداع الالهئي بكسب العبد وصنعته‪ ،‬والعبد عاجز عن اماتة ذرة واحياهئا‪.‬‬
‫ولبس هل ا ّل الصنعة والكسب يف الامور الاعتبارية والرتكيبة‪.‬‬
‫بعم ان هذا القياس خدّ اع ل ينجو الانسان منه‪.‬‬
‫وحاصل الالكم‪ :‬ملا مل ير الانسان يف التائنات قدرة وقوة تمتلكها املمكنات اىل درجة تمتكن هبا الاجياد من‬
‫العدم احملض‪ ،‬ويبين حمكه عىل مشاهداته وينش ئه مهنا‪ ،‬اذ ينظر اىل الاثر ا إللهية من هجة املمكنات‪ ،‬ببامن عليه‬
‫‪87‬‬
‫ان ينظر اياها من هجة القدرة ا إللهية اليابتة بأاثرها احملةرة لاللباب‪ .‬فرتاه يفرض الصابع اجلليل يف قوة وقدرة العباد‬
‫اليت ل تأثةر لها ا ّل يف الامورالاعتبارية‪ .‬اي يف قوة موهومة‪ .‬فينظر اىل املسأةل من هذه الزاوية‪ ،‬مع ابه جيب‬
‫عليه ان ينظر اياها من جابب القدرة التامة للواجب الوجود‪.‬‬
‫‪#130‬‬

‫اشارة‪ :‬فلو اخذت آاثر احد من الناس بنظر الاعتبار يف حمامكة عقلية‪ ،‬جيب اخذ خاصته ايض ًا‪ .‬ولكن لبه مل‬
‫تؤخذ هذه القاعدة يف هذه املساةل‪ ،‬فقد بظر اياها من خالل جعز العبد حتت س تار القياس ايمتيييل لقدرة‬
‫املمكنات‪ .‬ببامن نرى يف تكوين العامل ان هللا س بحابه وتعاىل خيلق قسامً من املمكنات ابلبداع ‪ -‬اي بدون مادة‬
‫‪ -‬وقسامً آخر ابلخرتاع ‪ -‬آي ينشؤه من املادة ‪ -‬وهكذا بث يف الوجود هذه الاثر املعجزة الباهرة‪ ،‬واظهر قدرته‬
‫املطلقة جبالء‪.‬‬
‫فالنسان اذا رصف بظره عن هذا‪ ،‬ورآى الغائب بصورة الشاهد بقياس خادع او وعع ابناء جنسه يف احملامكة‬
‫العقلية‪ ،‬اي لو بظر اىل واجب الوجود من هذه الزاوية احملددة‪ ،‬تومه ان كيةر ًا من الامور املعقوةل اليت‬
‫يس تصوهبا العقل السلمي غةر معقوةل‪.‬‬
‫فلو رصفنا النظر عن ايخمرتعات‪ ،‬فان القوابني العجيبة للضوء ‪ -‬وهو بور عني العامل وابور املصنوعات ‪ -‬وبوامبسه‬
‫البديعة املصغرة يف برص الانسان يف ترس اميهتا عىل ش بكيته اليت اعيا عىل العقول حلها‪ ..‬اقول اذا قبست هذه‬
‫اليت تُعد بعيدة عن العقل بكامل القدرة الالهية لرآها الانسان مأبوسة مألوفة وبني اهداب عني العقل وبرصه‪.‬‬
‫وكام ان النظرايت تس تنتج من الرضورايت‪ ،‬كذكل رضورايت آاثر هللا وصنعته دليل‪،‬اي دليل‪ ،‬عىل خمفيات‬
‫صنعته‪ .‬والكهام مع ًا ييبتان هذه املسأةل‪.‬‬
‫فهل ميكن ان يتصور العقل ادق واجعب واغرب من صنعة هللا يف بظام العامل‪ ،‬وابعد من جنس املمكنات‬
‫وقدرهتا؟ لشك ليتصور‪ ،‬لن احلمك والفوائد اليت بينهتا العلوم تشهد ابلرضورة عىل قصد الصابع وصنعته‬
‫وحمكته‪ .‬حىت اعطرت العقول اىل قبولها‪ .‬وا ّل فالعقل مبفرده ليقبل اصغر حقيقة من هذه البدهييات‪.‬‬
‫بعم! ان اذلي محل الارض ورفع السموات بغةر معد وخسر الاجرام وادخل املوجودات حتت بظام‪ ،‬فال‬
‫يعصوبه يف امره كيف ي ُس تغرب منه ان حيمل ما هو اخف واسهل بدرجات ل تقدر‪.‬‬
‫بعم ان الشك يف قدرة من يرفع اجلبل عن ان يرفع خصرة لبس ا ّل سفسطة‪.‬‬
‫يفرس ماوراءه من اتقان وحمكة‪.‬‬ ‫احلاصل‪ :‬كام ان القرآن يفرس بعضه بعض ًا‪ ،‬كذكل سطور كتاب العامل ّ‬
‫‪#131‬‬

‫اذا قلت‪ :‬يظهر من الكم قسم من املتصوفة معىن التصال والاحتاد واحللول‪ .‬فيتومه من الكهمم وجود عالقة‬
‫مع مذهب وحدة الوجود اذلي يتبناه قسم من املاديني‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫اجلواب‪ :‬ان شطحات حمققي الصوفية‪ ،‬اليت يه من قبيل املتشاهبات‪ ،‬مل يفهمها هؤلء‪ ،‬اذ ان مسلكهم املبين‬
‫عىل الاس تغراق وحرص النظر يف اذلات الالهية والتجرد من املمكنات قد ساقهم اىل ان يكون مطمح بظرمه‬
‫فعربوا عن جراين‬‫رؤية النتيجة مضن ادلليل‪ ،‬اي سلكوا مسكل رؤية الصابع اجلليل من خالل العامل!‪ّ .‬‬
‫التجليات الالهية يف جداول الاكوان ورساين الفيوعات الالهية يف ملكوتية الاش ياء ورؤية تيل اسامئه‬
‫وصفاته س بحابه يف مرااي املوجودات‪ .‬عربوا عن هذه احلقائق ‪ -‬لضيق الالفاظ ‪ -‬ابللوهية السارية واحلياة‬
‫السارية‪ .‬هذه احلقائق مل يفهمها اولئك‪ ،‬اذ لبقوا شطحات احملققني الصوفيني عىل وهام واهية انش ئة من سوء‬
‫الفهم وفقر الاس تعداد‪ ..‬فسحق ًا وبعد ًا لعقوهلم‪.‬‬
‫ان الافتار اجملردة للعلامء احملققني اليت يه بسمو الرثاي ابعد بكثةر من افتار سافةل للمقدلين املاديني اليت يه‬
‫يف دراكت الرثى‪.‬‬
‫بعم! ان حماوةل تطبيق هذين الفكرين‪ ،‬يف هذا العرص‪ ،‬عرص الريق‪ ،‬دليل عىل اصابة العقل البرشي بسكتة‬
‫دماغية‪ ،‬وتنظر الانسابية اىل هذا الامر بظر الاسف والاىس وتضطر اىل ان تقول بلسان مواهّبا وقابلياهتا‬
‫للريق والتحقيق العلمي‪[ :‬الك‪ ..‬وهللا‪ ..‬اين الرثى من الرثاي‪ ،‬واين الضياء من الظلمة ادلامسة]‪.‬‬
‫يعرب عهنم جماز ًا ابهل "وحدة الوجود" حيث ان وحدة‬ ‫اشارة‪ :‬ان هؤلء مه احصاب "وحدة الشهود"‪ ،‬ولكن قد ّ‬
‫الوجود عىل حقيقته مسكل ابلل لقسم من الفالسفة القدماء‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫لقد قال رئبس هؤلء املتصوفة وكبةرمه‪" :‬من ادّعى التصال او الاحتاد اواحللول‪ ،‬مل يشم من معرفة هللا شبئ ًا‪.‬‬
‫كيف يتصل او يتحد املمكن ابلواجب؟ بل آي قمية للممكن حىت حيل فيه الواجب‪ ،‬تعاىل هللا وتقدس مما تومه‬
‫املتومهون" بعم يتجىل‬
‫‪#132‬‬

‫فيض من فيوعات هللا يف املمكن‪ .‬مفسكل هؤلء ل عالقة هل ول مناس بة فيه مع اولئك‪ ،‬ولمتاس ببهنام قطع ًا‪،‬‬
‫لن مسكل املاديني حرص النظر يف املادة والاس تغراق فاها‪ ،‬حىت تردت افتارمه وتعرت اذهاهنم عن فهم‬
‫الالوهية وابتعدوا عنه‪ ،‬بل اعطوا للامدة قمية وامهية عظمية حىت رآوا فاها لك ش ‪ .‬بل وجل قسم مهنم يف مسكل‬
‫دئن حيث مزجوا الالوهية ابملادة‪.‬‬
‫اما اهل "وحدة الشهود" ومه احملققون الصوفيون فقد حرصوا بظرمه يف واجب الوجود حىت مل يروا للممكنات‬
‫قمية‪ ،‬فقالوا‪ :‬هو املوجود‪..‬‬
‫الابصاف الابصاف اهيا الناس! فالبعد بني املذهبني بعد الرثى عن الرثاي‪ .‬اقسم ابهلل اذلي خلق املادة اببواعها‬
‫اخس وابعى عىل صاحبه ابحنراف مزاج عقهل من الرآى الامحق اذلي ينتج‬ ‫واشتالها‪ ،‬ل ارى يف ادلبيا ابشع و ّ‬
‫‪89‬‬
‫الامتس بني هذين املسلكني‪.‬‬
‫تنوير‪:‬‬
‫لو افرتض ‪ -‬مث ًال ‪ -‬ان الكرة الارعية قد تشلكت من قطع زجاجية صغةرة جد ًا خمتلفة الالوان‪ ،‬فال شك ان‬
‫لك قطعة مهنا ستس تفيض من بور الشمس حسب تركيّبا وجرهما ولوهنا وشلكها‪.‬‬
‫فهذا الفيض اخليايل لبس الشمس بذاهتا ول عياءها بعينه‪ .‬اذ لو بطقت الوان الازهار الزاهية املتجددة ‪ -‬واليت‬
‫يه تليات عياء الشمس‪ ،‬وابعتاسات الوابه الس بعة ‪ -‬لقال لك لون مهنا‪ :‬ان الشمس مثيل‪ .‬او ان الشمس‬
‫ختصين اان‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫عكس همرواين بوس تان خداست‬ ‫آن خيالىت كه دام اولياست‬
‫ولكن مرشب اهل وحدة الشهود هو‪ :‬الصحو وايمتيزي والابتباه‪ ،‬ببامن مرشب اهل وحدة الوجود هو‪ :‬الفناء‬
‫والسكر‪ .‬واملرشب الصايف هو مرشب الصحو وايمتيزي‪.‬‬
‫فكيـــف كيفية اجلــبار ذي القــدم‬ ‫حقيقــــــة املرء ليــس املرء يدركها‬
‫‪9‬‬
‫فكيف يدركه مس تحدث النسم؟‬ ‫هو اذلي ابدع الاشــياء وانشــأها‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ببت شعر ابللغة الفارس ية يعين‪( :‬ان اخليالت اليت يه ش باك الاولياء امنا يه مرآة عاكسة تعكس الوجود النةر يف‬
‫حديقة هللا)‪ .‬والشعر للرو ي يف مثنويه ج‪ / 7‬ص‪ 9‬ط‪ .‬بومباي‪.‬‬
‫‪ 2‬ينسب اىل الامام عيل كرم هللا وهجه ‪ -‬ديوان الامام عيل ص‪ - 718‬بةروت‪.‬‬
‫‪#133‬‬

‫تنبيه‪:‬‬
‫هذه يه ادللئل الاجاملية لوجود الصابع‪ ،‬سرتد تفاصيلها يف الكتب اليالثة‪.‬‬
‫اذا قلت‪ :‬اريد بيان دلئل التوحيد ولو اجام ًل‪.‬‬
‫اقول‪ :‬ان دلئل التوحيد اكرث بكثةر من ان يضمها هذا الكتاب‪ .‬وما تضمنته الية الكرمية (لو اكن فاهام الهة الا‬
‫هللا لفسدات) (الاببياء‪ )99 :‬من برهان الامتبع دليل اكف‪ ،‬ومنار سالع عىل هذا املهناج‪.‬‬
‫بعم! الاس تقالل خاصة ذاتية ولزم رضوري لاللوهية‪.‬‬
‫ان تشابه آاثر العامل‪ ،‬وتعابق الرافه‪ ،‬واخذ بعضه بيد بعض‪ ،‬وتمكيل بعضه ابتظام البعض الخر‪ ،‬وتاوب‬
‫اجلوابب‪ ،‬وتلبية بعض لسؤال بعض‪ ،‬وبظر اللك اىل بقطة واحدة‪ ،‬وحركة اللك ابلبتظام عىل حمور بظام‬
‫واحد‪ّ ،‬تلوح بوحدابية الصابع بل ترصح‪ :‬ابن صابع هذه املاكنة الواحدة واحد‪ .‬وتتلو عىل اللك‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫تدل علــى ابه واحـــد‬ ‫ويف لك ش هل آيــــة‬
‫ان الابعاد الشاسعة غةر املتناهية للفاق حصائ ُف كتاب العامل‬
‫سطور اكئنات ادلهر‬
‫والااثر اليت ل تعد ُ‬
‫لقد ُلبعت يف لوح الطبيعة احملفوظ‪:‬‬
‫ان لك موجود لفظ جمسم حكمي‪.‬‬
‫ل شك ان الشاعر الفاعل "حتسني" ‪ 7‬ل يقصد بغةر املتنايه وغةر املعدود معناه احلقيقي وامنا امر نس يب‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬ان الصابع اجلليل متصف جبميع الاوصاف الكاملية‪ .‬لبه من املقرر‪ :‬ان ما يف املصنوع من فيض الكامل‪،‬‬
‫مقتبس من ظل تيل كامل صابعه‪ .‬فبالرضورة يوجد يف الصابع جل جالهل من امجلال والكامل واحلسن ما هو‬
‫اعىل بدرجات غةر متناهية حامتً من معوم ما يف التائنات من احلسن والكامل واجلالل‪ .‬اذ الاحسان‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬اصهل من آلبابيا درس العلوم احلديية يف ابريس مث اصبح مدير ًا دلار الفنون (اجلامعة) ابس تاببول‪ .‬عامل فاعل وشاعر‬
‫رقيق ا ّل ابه مل يطبع هل ديوان‪ .‬تويف س نة ‪ 7927‬رو ي‪ - .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#134‬‬

‫فرع لرثوة احملسن ودليل علاها‪ ،‬والاجياد‪ ،‬لوجود املوجد‪ ،‬والاجياب لوجوب املوجب‪ ،‬والتحسني حلسن‬
‫احملسن املناسب هل‪.‬‬
‫مزنه عن مجيع النقائص‪ ،‬لهنا تنشأ من عدم اس تعداد ماهيات املادايت‪ ،‬وهو تعاىل جمرد عن‬
‫وكذكل ان الصابع ّ‬
‫املادايت‪ .‬وكذكل ابه تعاىل مقدس عن لوازم واوصاف نشأت من امتان ماهيات التائنات‪ ،‬وهو س بحابه‬
‫واجب الوجود لبس مكيهل ش جل جالهل‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫ان قلت‪ :‬لقد ذكر يف ادليباجة ان اللكمة اليابية من لكميت الشهادة شاهدة عىل الاوىل ومشهودة‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬بعم ! ان آقوى مهنج من بني املناجه املؤدية اىل معرفة هللا‪ ،‬كعبة الكاملت‪ ،‬واكرثها اس تقامة‪ ،‬هو‬
‫احملجة البيضاء اليت سلكها صاحب املدينة املنورة صىل هللا عليه وسمل‪ .‬ذكل املهنج اذلي ترمجه لسابه الصادق‬
‫املبارك العاكس اكملرآة ملا يف قلبه الرشيف ‪ -‬اذلي هو مكشتاة مطةل عىل عوامل الغيب ‪ -‬فهو صىل هللا عليه وسمل‬
‫روح الهداية‪ ،‬واصدق شاهد يح وافصح برهان انلق واقطع جحة عىل الصابع اجلليل؛ اذ من حيث اخلليقة‪،‬‬
‫ذاته برهان ابهر‪ ،‬ومن حيث احلقيقة لسابه شاهد صادق‪.‬‬
‫بعم! ان محمد ًا صىل هللا عليه وسمل جحة قالعة عىل وجوده تعاىل وعىل النبوة وعىل احلرش وعىل احلق وعىل‬

‫‪91‬‬
‫احلقيقة‪ .‬كام س يأيت تفصيهل‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬ل يلزم ادلور؛ لن صدقه اثبت ابدةل لتتوقف عىل ادةل الصابع‪.‬‬
‫متهيد‪ :‬ان رسولنا الكرمي صىل هللا عليه وسمل برهان عىل وجوده تعاىل‪ ،‬لهذا جيب اثبات صدق هذا الربهان‪،‬‬
‫وبتاجه وحصته صورة ومادةً‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪#135‬‬

‫املقصد الياين‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫اللهم صل عىل س يدان محمد اذلي دل عىل وجوب وجودك‬
‫اما بعد‪:‬‬
‫فياعاشق احلقيقة! ان كنت تتحرى احلقائق مبطالعة وجداين اان‪ ،‬فطهّر قلبك‪ ،‬تكل اللطيفة الراببية‪ ،‬من الصدآ‪،‬‬
‫اي‪ :‬الرغبة يف املعارعة واخلالف‪ ..‬والزتام لرف ايخمالف واملعارض‪ ..‬واعذار النفس ابرجاع اوهامك اىل اصل‬
‫لتحقيقها‪ ..‬وللب رؤية بتيجة اجملموع يف لك فر ٍد‪ ،‬اذلي يضعف اببفراده عن محل النتيجة‪ ،‬فيجلب كل‬
‫اس تعداد ًا سبئ ًا لر ّد النتيجة‪ ..‬او التطلع بطبيعة الصبيان‪ ،‬او جسية الاعداء‪ ،‬اي التشبث حبجج واهية‪ ..‬او‬
‫تقمص لبيعة املشرتي اذلي يتحرى العيوب والنقائص‪ ..‬وامثالها من الامور‪.‬‬
‫اجلواةل الناتة من امزتاج اكرث الامارات‬
‫فاصقل تكل املرآة ولهرها مهنا‪ ،‬مث ابدا ابملوازبة واملقابةل واجعل الشعةل ّ‬
‫قرينة من ّ ِورة عىل اقلها‪ ،‬يك تتنور هذا القليل من اوهامك املظلمة ويندفع‪.‬‬
‫مث اس متع بقلب شهيد واببصاف ورويّة‪ ،‬ول تعرتض حىت يبلغ الالكم آجهل‪ ،‬فابه اىل اخلتام مجةل واحدة‪ ،‬حمك‬
‫واحد‪ ،‬ومن بعد ذكل ان بقي كل ماتقول فاذكره‪.‬‬
‫اس متع اىل ما اقول فاين ابدآ ابلصغر‪ :‬برهان النبوة مطلق ًا‪ ،‬مث الاكرب‪ :‬ببوة محمد صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫اعمل! ان حمكة الصابع اجلليل‪ ..‬وعدم العبثية يف افعاهل‪ ..‬ومراعاته النظام يف اقل ما يف العامل‪ ..‬وعدم اهامهل ّ‬
‫اخس‬
‫مافيه‪ ..‬ورضورة حاجة البرشية اىل مرشد‪ ..‬لك ذكل يس تلزم قطع ًا النبوة يف بوع البرش‪.‬‬
‫‪#136‬‬

‫ان قلت‪ :‬مل افهم هذا الاجامل‪ ،‬ير ى التفصيل‪:‬‬


‫اقول‪ :‬امسع‪ ،‬فابك تشاهد ان النبوة املطلقة اليت يه مبيابة معدن بظام البرشية املادي واملعنوي‪ ،‬ومركز ابتظام‬
‫احوال كيةر من الابواع اليت مضهتا حتت ترصفها قوة العقل‪ ..‬هذه النبوة املطلقة برهاهنا‪ :‬ريق الانسان عىل‬
‫احليوابية يف ثالث بقط‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫النقطة الاوىل‪:‬ادراك الانسان وكشفه عن الرتتبب يف الاش ياء‪ ،‬الناش من العلل املرتتبة املتسلسةل يف‬
‫اخللقة‪ ..‬وقابليته العلمية والرتكيبية ومعرفته احلاصةل من حتليهل مركبات بذور كاملت الانسابية اىل بس يطات‪،‬‬
‫وارجاعها اىل اصلها‪ ..‬وقدرته عىل حمااكة الطبيعة‪،‬ومساوقة بوامبس هللا اجلارية يف الكون بصنعته وهمارته‪،‬‬
‫ابلرس التامن يف القاعدة‪( :‬بداية الفكر هناية العمل‪ ،‬هناية الفكر بداية العمل)‪.‬فالنسان اذلي هذه قابلياته‪،‬‬
‫يدرك قصور بظره يف صنعت‪ ،‬وزمحة الاوهام عليه‪ ،‬وافتقاره يف جبلته الانسابية‪ ..‬مما يدهل عىل حاجته املاسة‬
‫اىل بيب مرشد‪ ،‬حيافظ عىل موازبة النظام املتقن يف العامل‪.‬‬
‫النقطة اليابية‪:‬‬
‫يه اس تعداد الانسان غةر املتنايه‪ ،‬وآماهل ورغباته غةر احملصورة‪ ،‬وافتاره وتصوراته غةر احملدودة‪ ،‬وقوته‬
‫الشهوية والغضبية غةراحملددّة‪.‬‬
‫سف ويتأفف ويقول‪ :‬ليت كذا وكذا‪ ،‬حىت لو منح ماليني الس نني من العمر ومتتع بذلائذ‬ ‫فرنى الانسان يتأ ُ‬
‫ادلبيا وحمك حكامً انفذ ًا يف لك ش ‪ ..‬وذكل حبمك الالتناهية املغروزة يف اس تعداده‪ ،‬فكن عدم الرعا هذا يرمز‬
‫ويشةر اىل ان الانسان مرحش للبد‪ ،‬وخملوق للسعادة الابدية‪ .‬يك يمتكن من حتويل اس تعداده غةر احملصور‬
‫من لور القوة اىل لور الفعل يف عامل غةر متنا ٍه وغةر حمدود حبدود‪ ،‬واوسع بكثةر من عامله هذا‪.‬‬
‫ان عدم العبثية‪ ،‬وثبوت حقائق الاش ياء تومئان اىل‪ :‬ان هذه ادلبيا ادلبية الضيقة احملصورة‪ ،‬وتزامح كيةر من‬
‫الاعراض فاها واليت لختلو من التحاسد والاعطراب‪،‬‬
‫‪#137‬‬
‫لتسع كاملت الانسابية‪ ،‬بل حتتاج تكل الكاملت اىل عامل ارحب ل تزامح فيه‪ ،‬يك يتسنبل اس تعداد البرش‬
‫ويمنو منو ًا اكم ًال‪ ،‬فيكون منسجامً مع بظام العامل اببتظام احوال كاملته‪.‬‬
‫ولقد ُاوم اىل احلرش اس تطراد ًا‪ ،‬وس ُيربهن ابلربهان القالع يف موععه‪ .‬ولكن اذلي اريد قوهل هو‪:‬‬
‫ان اس تعداد الانسان مسدّ د حنو البد‪ .‬فان شئت فتأمل يف جوهر الانسابية‪ ،‬وقمية انلقيته‪ ،‬ومقتىض‬
‫اس تعداده‪ ،‬مث ابظر اىل اخليال اذلي هو اصغر خادم جلوهر الانسابية‪ ،‬واذهب اليه وقل‪ :‬اهيا اخليال الس يد‪،‬‬
‫آبرش فس يوهب كل معر ًا يزيد عىل ماليني الس نني مع سلطنة ادلبيا وما فاها‪ ..‬ولكن عاقبتك الفناء والعدم‬
‫وعدم العودة اىل احلياة‪ .‬مث ابظر كيف يقابكل اخليال؟ آابلبشارة والرسور ام ابحلرسة والندامة؟‬
‫ينئ يف اعامق الوجدان‪:‬‬ ‫بل ان جوهر الانسابية س ّ‬
‫آه‪ ..‬واحرساته‪ ..‬عىل فقدان السعادة الابدية‪ .‬وس يعنف اخليال ويزجره‪ :‬اي هذا ل ترض هبذه ادلبيا الفابية‪.‬‬
‫فيااهيا الاخ!‬
‫‪93‬‬
‫ان اكبت سلطنة ادلبيا الفابية ل تش بع خادم سلطان الانسابية او شاعره او صناعه او مصوره ‪ -‬وهو اخليال‬
‫‪ -‬ول ترعيه‪ ،‬فكيف تش بعه وهو الس يد اذلي يعمل بني يديه الكثةرون من امثال ذكل اخلادم؟‬
‫بعم اهنا ل تش بعه‪ ،‬ولن تش بعه الا السعادة الابدية املكنوبة يف َصدَ ف احلرش اجلسامين‪.‬‬
‫النقطة اليالية‪:‬‬
‫يه اعتدال مزاج الانسان‪ ،‬ولطافة لبعه‪ ،‬وميهل اىل الزينة‪ ،‬اي ميهل الفطري اىل العبش الالئق ابلنسابية‪.‬‬
‫بعم ! ان الانسان ليعبش عبش احليواانت‪ ،‬وليسعه ذكل فهو حمتاج لتحصيل حاجاته يف مألكه وملبسه‬
‫ومسكنه اىل تلطيفها واتقاهنا بصنائع مجة‪ ،‬ل يقتدر هو‬
‫‪#138‬‬

‫اببفراده علاها لكها‪ ،‬ولهذا احتاج اىل الامزتاج مع ابناء جنسه‪ ،‬ليتشاركوا فيتعاوبوا‪ ،‬مث يتبادلوا مثرات سعاهم‪.‬‬
‫ولكن لتجاوز قوى الانسابية عىل الاخرين ‪ -‬برس عدم التحديد ‪ -‬حتتاج امجلاعة اىل العداةل يف تبادل مثرات‬
‫السعي‪ ..‬مث لن عقل لك واحد ل يكفي يف درك العداةل‪ ،‬احتاج النوع اىل وعع قوابني لكية‪ ..‬مث حملافظة تأثةرها‬
‫ودواهما‪ ،‬لبد من مقنن جيرهيا‪ ..‬مث لدامة حامكية ذكل املقنن يف الظاهر والبالن حيتاج اىل امتياز وتفوق ‪ -‬مادة‬
‫ومعىن ‪ -‬و حيتاج ايض ًا اىل دليل عىل قوة املناس بة ببنه وبني ماكل املكل صاحب العامل‪ ..‬مث لتأسبس الاعة‬ ‫ً‬
‫الاوامر واتمني اجتناب النوايه حيتاج اىل ادامة تصور عظمة الصابع وصاحب املكل يف الاذهان‪ ..‬مث لإدامة‬
‫التصور ورسوخ العقائد حيتاج اىل مذكّر مك ِرر ومعل متجدد‪ ،‬وما املذ ِكّر املك ّ ِرر ا ّل العبادة‪ ...‬وهذه العبادة‬
‫توجه الافتار اىل الصابع احلكمي‪ ،‬وهذا التوجه يؤسس الابقياد‪ .‬والابقياد هو لاليصال اىل النظام الامكل‬
‫والارتباط به‪ .‬وهذا النظام الامكل يتودل من رس احلمكة‪ ،‬ورس احلمكة يشهد علاها اتقان الصنع وعدم العبثية‪.‬‬
‫فاذا علمت هذه اجلهات اليالث من متايز الانسان عن سائر احليواانت ابتج كل ابلرضورة‪ :‬ان النبوة املطلقة‬
‫يف بوع البرش قطب بل مركز وحمور تدور عليه احوال البرش وذكل اكليت‪:‬‬
‫دقق النظر يف اجلهة الاوىل‪:‬‬
‫ابه ملا مل يكف ميل الانسان الطبيعي وسوق انساببته‪ ،‬وقرص بظره‪ ،‬واختالط الاوهام يف لريق عقهل‪ ..‬احتاج‬
‫البرش اشد احلاجة اىل مرشد ومعمل‪ ..‬فذكل املرشد هو النيب صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫مث تدبر يف اجلهة اليابية‪:‬‬
‫ان الالتناهية املغروزة يف الانسان‪ ،‬وميهل اىل التجاوز يف لبيعته‪ ،‬وعدم حتدد قواه‪ ،‬وعدم ابضباط آماهل‪ .‬هذه‬
‫الالتناهية يف امليول والمال ليسعها قابون البرش اذلي ل ينطبق عىل قامة اس تعداده النامية كمثرة مليهل اىل‬
‫الرتيق اذلي هو غصن من جشرة ميل الاس تكامل يف العامل‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫فعدم كفاية هذا القابون البرشى احلاصل بتيجة تالحق الافتار والتجارب التدرجيية‪ ،‬لإمناء بذور مثرة‬
‫اس تعدادات الانسان‪ ،‬احتاج اىل رشيعة الهية حية خادلة حتقق هل سعادة ادلارين مع ًا ماد ًة ً‬
‫ومعىن‪ ،‬وتتوسع‬
‫حسب قامة اس تعداداته ومنوها‪...‬‬
‫‪#139‬‬

‫فاذلي اىت ابلرشيعة هو النيب صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬


‫اذا قلت‪ :‬ابنا نشاهد ان احوال امللحدين او ذوي الاداين املنحرفة تري عىل وفق العداةل والابتظام‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬ان تكل العداةل والابتظام امنا نشأ بتذكةر اهل ادلين وارشاداهتم‪ .‬فاسس العداةل والفضيةل ش ّيدها‬
‫الاببياء علاهم السالم‪ .‬اي ان الاببياء مه اذلين ارسوا تكل القواعد والاسس‪ .‬مث اخذ هؤلء ابلفضيةل ومعلوا‬
‫هبا ما معلوا‪ ،‬زد عىل ذكل فان بظاهمم ‪ -‬وكذا سعادهتم ‪ -‬لبس دامئ ًا بل موقت ًا‪ ،‬فهو ان اكن قامئ ًا ويس تقمي من‬
‫هجة فهو منحرف ومائل من هجات كيةرة‪ .‬اي‪ :‬همام يبدو منتظامً يف صورته ومادته ولفظه ومعاشه ا ّل ابه يف‬
‫سةرته ومعناه وروحه فاسد وخمتل‪.‬‬
‫اهيا الاخ! الن بدآ دور اجلهة اليالية‪ .‬تفكر جيد ًا يف اليت‪:‬‬
‫ان الافراط والتفريط يف الاخالق يفسدان الاس تعدادات واملواهب‪ .‬وهذا الافساد ينتج العبثية‪ ،‬وهذه‬
‫العبثية مناقض للحمكة الالهية املهمينة برعاية املصاحل واحلمك حىت عىل اصغر ش يف العامل‪.‬‬
‫ان مايقال من " َملَكة مع ِرفة احلقوق" اي التحسس احساس ًا ماد ًاي برضر لك ماهو فاسد‪ ،‬وكذا مايقال من‬
‫"ملكة رعاية احلقوق" احلاصةل من تنبيه الافتار العامة وبث الوعى فاها‪ .‬هذان الامران جيعلهام امللحدون بدي ًال‬
‫عن الرشيعة الالهية‪ .‬ان تصورمه هذا واس تغناءمه عن الرشيعة تومه ابلل لبس ا ّل‪ .‬لبه مل يظهر حلد الن يشء‬
‫من هذا المر يف ادلبيا وقد هرمت‪ ،‬بل حىت مقدماته! وامنا حص العكس‪ ،‬اذ لكام رقت احملاسن رقت املساوي‬
‫ايض ًا وتزينت ابرغب زي واخدعه‪.‬‬
‫بعم! ان بوامبس احلمكة ل تس تغين عن دساتةر احلكومة‪ ،‬كام حتتاج البرشية اشد احلاجة اىل قوابني الرشيعة‬
‫والفضيةل احلامكة عىل الوجدان‪.‬‬
‫وهكذا مفلكة تعديل الاخالق املوهومة ل تكفي للمحافظة عىل القوى اليالثة يف احلمكة والعفة والشجاعة‪ ،‬ذلا‬
‫فالنسان ابلرضورة حمتاج اىل بيب ميسك مبزيان العداةل الالهية النافذة واملؤثرة يف الوجدان والطبائع‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬لقد ظهر الوف الاببياء علاهم السالم واعلنوا النبوة واثبتوا ببوهتم مبعجزاهتم اليت تربو عىل الالوف‪ .‬جفميع‬
‫اولئك الاببياء الكرام يعلنون مبعجزاهتم‬
‫‪#140‬‬

‫بلسان واحد وجود النبوة املطلقة يف بوع البرش‪ ،‬فهئي برهان قالع عىل النبوة املطلقة‪ ،‬صغرى الرباهني‪ .‬وهذا‬

‫‪95‬‬
‫مايسمى ابلتواتر ابملعىن او ّمسوه ماشئمت من الاسامء‪ ،‬فهو دليل قوى‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان هجة الوحدة لهذه احملاكامت العقلية يه ‪:‬‬
‫ابه اذ ُاخذت العلوم مجيعها وب ُظر اىل ما كشفته بقواعدها اللكية من اتساق وابتظام‪ ..‬ودُقق النظر يف افعال‬
‫واهية وامور ععيفة ترتابط وتتصل خبمةرة تمع مصاحلها اجلزئية املتفرقة‪ ،‬تكل يه الذلة او احملبة او امر آخر‬
‫اودعته العناية الالهية يف تكل الافعال والامور كام يف املألك واملنكح‪ ..‬واذا عُمل عدم العبثية اليابت بشهادة‬
‫احلمكة‪ ،‬وعدم الاهامل‪ ...‬فان النتيجة احلاصةل ابلس تقراء التام يه‪:‬‬
‫ان النبوة اليت يه قطب املصاحل اللكية وحمورها ومعدن حياهتا رضورية لنوع البرش‪ .‬فلو مل تكن النبوة لهكل‬
‫النوع البرشي‪ .‬اذ كبه آلقي من عامل خمتل اىل عامل منظم‪ ،‬فيخل ابلقوابني اجلارية العامة‪..‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫اهيا الخ! فلو قبل هذا الفرض فكيف تابه الانسابية سائر ايخملوقات يف العامل؟‪ ..‬اذا ابتقش يف ذهنك صغرى‬
‫براهني الصابع‪ ،‬فهتيأ لندخل اىل مبحث كربى براهينه وهو ببوة محمد صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫اشارة وارشاد‪:‬‬
‫الربهان الاكرب صادق‪ .‬فاذا ما لالعت آاثر الاببياء املنقوشة يف حصيفة العرب يف العامل ‪ ،‬واس متعت اىل احواهلم‬
‫اجلارية بلسان التارخي واس تطعت ان ترد احلقيقة ‪ -‬اي هجة الوحدة ‪ -‬من تأثةر صور الزمان واملتان‪ ..‬ترى‪:‬‬
‫ان امور ًا دفعت البرشية اىل تسميهتم ابلببياء يه‪:‬‬
‫ان حقوق هللا وحقوق العباد اليت يه عياء العناية الالهية وشعةل احملاسن اجملردة‪ ،‬قد اختذها الاببياء علاهم‬
‫السالم دس تور حركهتم‪ ..‬ومعامةل الاببياء مع اممهم‪ ..‬وتلقي الامم هلم‪ ..‬وتركهم منافعهم الشخصية لجل دعوهتم‪..‬‬
‫وامور ًا اخرى غةرها دفعت البرشية اىل الالق النبوة علاهم‪.‬‬
‫‪#141‬‬

‫اما الاسس اليت يه مدار النبوة فهئي تظهر ابمكل وجه واظهره فيه صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬اذ هو اس تاذ ابناء‬
‫البرش يف سن كامل البرش‪ ،‬ومنبع العلوم العالية يف مدرسة جزيرة العرب ومعلهام‪.‬‬
‫مبعىن ابه ابلس تقراء التام ولس امي يف النوع الواحد‪ ،‬ولس امي بتأييد القياس الاولوي‪ ،‬وابعابة القياس اخلفي املبين‬
‫عىل الابتظام املطرد تنتج‪ :‬ببوة محمد صىل هللا عليه وسمل‪ .‬وبتجريد اخلصوصيات املسامة بتنقيح املناط‪ ،‬فان‬
‫مجيع الاببياء علاهم السالم‪ ،‬يشهدون بلسان معجزاهتم عىل صدق محمد صىل هللا عليه وسمل الربهان الباهر عىل‬
‫وجود الصابع اجلليل‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫اعتذار‪:‬‬
‫اين ل اورد الك ي يف مجل قصةرة‪ ،‬فتكون غامضة مع ش من الاغالق‪ ،‬اذ ملا اكبت هذه احلقائق قد مدت‬
‫جذورها يف لك هجة فان املسأةل تطول‪ ،‬ذلا ل اريد تزئة صورة املسأةل والاخالل هبا وايالم احلقيقة‪ .‬وامنا اريد‬
‫احالة احلقيقة بسور دائري حوهل‪ ،‬يك تنحرص احلقيقة ول تفلت‪ ،‬فان مل اس تطع مسكها فلميسكها غةري‪ .‬وان‬
‫حر فامي يراه‪ ،‬ول سبيل اىل الاكراه ‪.‬‬ ‫اعذرمتوين فّبا وبعمت‪ ،‬وا ّل ٌ‬
‫فلك ّ‬
‫‪#142‬‬

‫صىل هللا عليه وسمل"‬ ‫"براهني ببوة محمد‬


‫مقدمة‬
‫ان لك حال من احواهل صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬ولك حركة من حراكته دليل عىل صدقه ‪.‬‬
‫بعم! ان عدم الرتدد يف لك حركة من حراكته‪ ،‬وعدم مبالته ابملعرتعني‪ ،‬وعدم ختوفه من ايخمالفني‪ ..‬شاهد عىل‬
‫صدقه وجديته‪.‬‬
‫وان اصابته روح احلقيقة يف اوامره لكها تدل عىل ابه عىل احلق املبني‪.‬‬
‫حنصل من هذا‪ :‬ابه يف الوقت اذلي هو مربآ من التخوف والرتدد والاعطراب وامثالها من الامور اليت توم‬
‫اىل احليةل وعدم اليقة وفقدان الالمئنان‪ ،‬تراه يلفت بظر اهل ادلقة اىل لك فعل من افعاهل واىل لك لور من‬
‫الواره‪ ،‬يلفهتم ابملبدآ عىل صدقه ويف املنهتئى عىل اصابته احلق؛ اذ يعمل يف اخطر املواقع دون حترج وبقوة‬
‫المئنان ابلغ‪ ،‬ومن بعدذكل بلوغه الهدف يف اخلتام بتأسبسه القواعد احلية املمثرة لسعادة ادلارين‪ ،‬ولس امي اذا‬
‫لوحظ مجموع حراكته وامزتاجا‪ ،‬فاجلدية واصابته احلق تشعان اكلشعةل اجلواةل‪ ،‬ويتجىل لعينك برهان ببوته من‬
‫ابعتاساهتا وموازانهتا‪.‬‬
‫اشارة‪ :‬ان الزمان املايض والزمان احلارض ‪ -‬اي عرص السعادة النبوية ‪ -‬واملس تقبل يتضمنان براهني ّبةرة عىل‬
‫النبوة‪ ،‬ويرددان بلسان واحد برهان ذاته صىل هللا عليه وسمل اببه معدن الاخالق العالية وداعي الصدق‬
‫ودلل النبوة‪ .‬فهذه الازمنة تدل وتعلن عن ببوته وتببهنا حىت ملن فقد برصه‪ ،‬ولهذا س نطالع هذه الصحف‬
‫اليالث واملساةل العظمى من ذكل الكتاب‪ ..‬ويه ذاته املباركة صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬فزنوره وببني مدّ عاان اذلي‬
‫هو الربهان الاكرب‪.‬‬
‫وبناء عىل هذه النقاط مفساكل النبوة اربعة‪ .‬واخلامسة مهنا مشهورة مس تورة‪.‬‬
‫‪#143‬‬

‫املسكل الاول للنبوة‬

‫‪97‬‬
‫يعين ل بد من معرفة اربع نكت لرنى ذاته الرشيفة‪:‬‬
‫احداها‪ :‬ابه " لبس الكحل اكلتكحل" اي ل يصل الصنعي والتصنعي ‪ -‬ولو اكان عىل امكل الوجوه ‪ -‬مرتبة‬
‫الطبيعي والفطري‪ ،‬ول يقوم مقامه ‪ ،‬بل توم فلتات هيئته العامة اىل التصنع والتلكف‪.‬‬
‫اثببهتا‪ :‬ان الاخالق العالية امنا تتصل ابرض احلقيقة بـ "اجلدية" وان ادامة حياهتا وابتظام مجموعها امنا يه‬
‫بـ"الصدق"‪ .‬ومىت ما ابقطعت عرى الصدق واجلدية مهنا صارت كهش مي تذروه الرايح‪.‬‬
‫اثليهتا‪:‬من القواعد وجود امليل واجلذب يف الامور املتناس بة ووجود ادلفع والتنافر يف الامور املتضادة‪ ،‬فكام‬
‫ان هذه القاعدة جارية يف املادايت‪ ،‬جارية ايض ًا يف الاخالق واملعنوايت‪.‬‬
‫للك‪ ..‬ان آاثر محمد صىل هللا عليه وسمل وسةرته املباركة واترخي حياته تشهد ‪ -‬مع تسلمي‬ ‫رابعهتا‪ :‬لللك حمكٌ لبس ٍ‬
‫اعدائه ‪ -‬اببه لعىل خلق عظمي‪ ،‬وابه قد اجمتعت فيه اخلصال العالية اكفة‪ .‬ومن شأن امزتاج كرثة من تكل‬
‫الاخالق وتمعها واحالهتا‪ ،‬توليد عزة النفس‪،‬اليت تودل رشف ًا ووقار ًا يرتفعان عن سفساف الامور‪ ،‬كرتفع‬
‫املالئكة وتزنههم عن الاختالط ابلش يالني‪ ،‬فالخالق السامية كذكل لتسمح اص ًال بتداخل احليةل والكذب‬
‫ببهنا‪ ،‬بل تتزنه وتتربآ وترتفع عهنا‪ ،‬حبمكة التضاد فامي ببهنا‪.‬‬
‫مث ان حياة هذه الاخالق الرفيعة وروُحا يه‪ :‬الصدق واصابة احلق‪ ،‬فهام يضيئان اكلشعةل املنورة ويعلنان عهنا‪.‬‬
‫اهيا الاخ! آل ترى ان الشخص املش هتر ابلشجاعة وحدها يرتفع عن الكذب‪ ،‬لئال خيل ابملقام اذلي تعطيه تكل‬
‫الصنعة‪ ،‬فكيف اذا اجمتعت مجيع اخلصال الرفيعة؟ بعم‪ ،‬لللك حمك لبس ٍ‬
‫للك‪.‬‬
‫نشاهد يف الوقت احلارض‪ :‬ان املسافة بني الصدق والكذب لتتجاوز الاصبع‪ ،‬فالكهام يباعان يف سوق‬
‫واحدة‪ ،‬ولكن للك زمان حمكه‪ ،‬اذ مل حيدث قط يف آي وقت مىض ان اتسعت الشقة بني الصدق والكذب‬
‫اتساعه اذلي حدث يف عرص السعادة النبوية‪ .‬فقد اجنىل الصدق بّبائه احلقيقي وبكامل الاحتشام والهيبة‬
‫واعتىل‬
‫‪#144‬‬

‫محمد صىل هللا عليه وسمل الصادق الامني اعىل عليي الصادقني‪ ،‬واوقع ابقال ًاب عظاميً يف العامل فاظهر بُعدَ الصدق‬
‫عن الكذب بُعد مابني املرشق واملغرب‪ .‬فراج سوق الصدق ومتاعه يف ذكل القرن‪.‬‬
‫اما الكذب الشبيه ابشالء الاموات واجليث‪ .‬فقد ظهر قبحه وسامجته‪ ،‬وتردّى مبن متسك به من امثال‬
‫مس يلمة الكذاب اىل اسفل سافيل الانسابية‪ .‬فكسد سوقه ومل ترج بضاعته يف ذكل القرن‪.‬‬
‫وهكذا مفن لبائع العرب الاعزتاز والتفاخر‪ ،‬والرغبة يف الراجئ من املتاع‪ ،‬ذلا تسارعوا وتسابقوا للتجمل‬
‫ابلصدق والبعد عن الكذب‪ ،‬ونرشوا راية العدل عىل العاملني‪ .‬ومن هنا نشأت عداةل الصحابة عق ًال‪ .‬اذا ابعم‬

‫‪98‬‬
‫الانسان النظر يف السةرة والتارخي والاثر‪ ،‬ودقق حاهل صىل هللا عليه وسمل من الرابعة من معره اىل الاربعني‪،‬‬
‫مع ان شأن الش بابية وتوقد احلرارة الغريزية تظهر ما خيفى‪ ،‬وتلقى اىل الظاهر ما اس ترت يف الطبيعة من احليل‪،‬‬
‫تراه صىل هللا عليه وسمل قد تدرج يف سنيه وعارش ابس تقامة اكمةل‪ ،‬ومتابة ابلغة‪ ،‬وعفة اتمة‪ ،‬مع الراد‬
‫وابتظام‪ ،‬وما اومأ حا ٌل من احواهل اىل حيهل‪ ،‬لس امي يف مقابةل املعابدين الاذكياء‪.‬‬
‫وببامن تراه صىل هللا عليه وسمل كذكل اذ تنظر اليه وهو عىل راس اربعني س نة اذلي من شأبه جعل احلالت‬
‫َملَكة والعادات لبيعة اثبتة لختالف‪ ،‬قد اوقع ابقال ًاب عظاميً يف العامل‪ ..‬مفا هو ا ّل من هللا‪.‬‬
‫مفن مل يصدق ابه من احلق وعىل احلقيقة احملضة‪ ،‬فقد اختفى اذ ًا يف ذهنه سوفسطايئ‪ .‬الا ترى ابه صىل هللا‬
‫عليه وسمل كيف اكن حاهل يف امثال واقعة الغار اذلي ابقطع حبسب العادة امل اخلالص‪ ،‬اذ يترصف بكامل‬
‫الوثوق وغاية الالمئنان واجلدية‪..‬‬
‫لك ذكل شاهد اكف عىل ببوته وجديته ودليل قالع عىل متسكه ابحلق‪.‬‬
‫املسكل الياين‬
‫ان حصيفة املايض برهان عىل ببوته‪ ،‬مبالحظة اربع نكت‪:‬‬
‫احداها‪ :‬ان من يأخذ اساسات عمل وفن ‪ -‬او يف القصص ‪ -‬ويعرف روحه والعقد احلياتية فيه وحيسن اس تعاملها‬
‫يف مواععها مث يبين مدّ عاه علاها‪ ،‬فان ذكل يدل عىل همارته وحذاقته يف ذكل العمل‪.‬‬
‫‪#145‬‬

‫اثببهتا‪ :‬اهيا الاخ ! ان كنت عارف ًا بطبيعة البرش‪ ،‬ل ترى احد ًا يتجارس بسهوةل عىل خمالف ٍة ٍ‬
‫وكذب ولو حقةر ًا‪،‬‬
‫دعوى ولو حقةرة‪ ،‬حبيثية ولو ععيفة‪ .‬فكيف مبن هل حييية يف غاية العظمة‪ ،‬وهل دعوى‬ ‫يف قوم ولو قليلني‪ ،‬يف ً‬
‫يف غاية اجلالةل‪ ،‬ويعبش بني قوم يف غاية الكرثة‪ ،‬ويقابهل عناد يف غاية الشدة‪ ،‬ومع ابه ا ّمي ليقرآ وليكتب‪،‬‬
‫ا ّل ابه يبحث يف امور ليس تقل فاها العقل وحده‪ ،‬ويظهرها بكامل اجلدية‪ ،‬ويعلهنا عىل رؤوس الاشهاد‪ ..‬افال‬
‫يدل هذا عىل صدقه؟‬
‫اثليهتا‪ :‬ان كيةر ًا من العلوم املتعارفة عند املدبيني ‪ -‬بتعلمي العادات والاحوال وتلقني الوقوعات والافعال ‪-‬‬
‫جمهو ٌةل بظري ٌة عند البدويني‪ .‬فالبد ملن حيامك حمامكة عقلية‪ ،‬ويتحرى حال البدويني ان يفرض بفسه يف تكل‬
‫البادية‪.‬‬
‫فان شئت راجع املقدمة اليابية‪ ،‬فقد اوحضت هذه النكتة‪.‬‬
‫اىم علامء عمل‪ ،‬مث ّبني رآيه يف مسائهل مصدق ًا يف مظان التفاق‪ ،‬ومصحح ًا يف مطارح‬ ‫رابعهتا‪ :‬لو انظر ّ‬
‫الاختالف‪ ،‬يدكل ذكل عىل تفوقه‪ ،‬وان علمه وهيب ل كس يب‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫فبناء عىل هذه النكتة بقول‪:‬‬
‫ان الرسول الكرمي صىل هللا عليه وسمل مع اميته‪ ،‬كبه ابلروح اجلواةل الطليقة لوى الزمان واملتان‪ ،‬فدخل يف‬
‫اعامق املايض‪ ،‬و ّبني اكملشاهد لحوال الاببياء علاهم السالم‪ ،‬ورشح ارسارمه عىل رؤوس العامل‪ ،‬يف دعوى‬
‫عظمية تلب اياها ابظار الاذكياء‪ .‬وقد قص قصصهم بال مبالة ول تردد ويف غاية اليقة والالمئنان‪ ،‬واخذ‬
‫العقد احلياتية فاها واساساهتا‪ ،‬مقدمة ملدّ عاه مصدق ًا فامي اتفقت عليه الكتب السالفة ومصحح ًا فامي اختلفت فيه‪.‬‬
‫فثبت ان حاهل هذه دليل عىل ببوته‪.‬‬
‫ان مجموع دلئل ببوة الاببياء علاهم السالم‪ ،‬دليل عىل صدقه صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬ومجيع معجزاهتم معجزة‬
‫معنوية هل‪.‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫قد حيل ال َق َسم حمل الربهان‪ ،‬لبه يتضمن الربهان ذلا‪[ :‬واذلي قص عليه القصص للحصص‪ّ ،‬‬
‫وسةر روحه يف‬
‫اعامق املايض ويف شواهق املس تقبل‪ ،‬فكشف هل‬
‫‪#146‬‬

‫الارسار يف زوااي الواقعات‪ ،‬ان بظره النقاد ادق من ان يُدلَّس عليه‪ ،‬ومسلكه احلق اغىن من ان يُد ِل َس عىل‬
‫الناس]‪.‬‬
‫بعم! ان اخليال ليس تطيع ان يظهر بفسه حقيقة لنور بظره صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬ومسلكه احلق اغىن من ان‬
‫يدلس او يغالط الناس‪.‬‬
‫املسكل اليالث‬
‫يف بيان حصيفة احلال احلارضة ‪ -‬اعين عرص السعادة النبوية ‪ -‬فها هنا ايض ًا اربع نكت؛ وبقطة ل بد من ابعام‬
‫النظر فاها‪:‬‬
‫احداها‪ :‬ابك اذا تأملت يف العامل ترى ابه قد يتعرس ويستشلك رفع عادة ولو حقةرة‪ ،‬يف قوم ولو قليلني‪ ،‬آو‬
‫خصةل ولو ععيفة يف لائفة ولو ذليلني‪ ،‬عىل مكل ولو عظاميً‪ ،‬هبمة ولو شديدة‪ ،‬يف زمان مديد بزمحة كيةرة‪،‬‬
‫فكيف ابت مبن مل يكن حاكامً‪ ،‬تشبث يف زمان قليل هبمة جزئية ابلنس بة اىل املفعول‪ ،‬وقلع عادات ورفع اخالق ًا‬
‫قد اس تقرت بامتم الرسوخ واس تأنست هبا هناية اس تئناس واس مترت غاية اس مترار‪ ،‬فأرىس جفأة بدلها عادات‬
‫واخالق ًا تمكلت دفعة يف قلوب قوم يف غاية الكرثة وملألوفاهتم يف هناية التعصب‪ ،‬آفال تراه خارق ًا للعادات؟ فان‬
‫مل تصدق هبذا فسأورد امسك يف قامئة السوفسطائيني‪.‬‬
‫تشلكها تدرجيي ‪ -‬كمنو الطفل ‪ -‬وغلبهتا لدلول العتيقة ‪ -‬اليت صارت‬‫اثببهتا‪ :‬يه ان ادلوةل خشص معنوي‪ ،‬ل‬

‫‪100‬‬
‫احتاهما اكلطبيعة اليابتة مللهتا ‪ -‬ممتهةل تدرجيية ايض ًا‪ .‬آفال يكون حينئذ من اخلارق لعادة تشلك ادلول‪ ،‬تشكيل‬
‫محمد صىل هللا عليه وسمل حلكومة عظمية‪ ،‬يف زمان قصةر‪ ،‬وغلبهتا لدلول العظمى دفعة‪ ،‬مع ابقاء حامكيته ل عىل‬
‫الظاهر فقط بل ظاهر ًا وابلن ًا وماد ًة ً‬
‫ومعىن‪ .‬فان مل تس تطع رؤية هذه الامور اخلارقة‪ ،‬فابت يف لائفة العميان!‬
‫اثليهتا‪ :‬يه ابه ميكن ابلقهر واجلرب حتمك ظاهري‪ ،‬وتسلط سطحي‪ ،‬لكن الغلبة عىل الافتار والتأثةر ابلقاء‬
‫حالوته يف الارواح والتسلط عىل الطبائع مع حمافظة حامكيته عىل الوجدان دامئ ًا ل يكون ا ّل من خوارق‬
‫العادات‪ .‬ولبس ا ّل اخلاصة املمتازة للنبوة‪ .‬فان مل تعرف هذه احلقيقة فابت غريب عهنا‪.‬‬
‫‪#147‬‬

‫رابعهتا‪ :‬يه ان تدوير افتار العموم وارشادها حبيل الرتهيب والرتغيب‪ ،‬امنا يكون تأثةرها جزئي ًا سطحي ًا موقت ًا‬
‫يسدّ لريق احملامكة العقلية يف زمان‪ .‬آما من بفذ يف اعامق القلوب ابرشاده‪ ،‬وهيج دقائق احلس يات‪ ،‬وكشف‬
‫اكامم الاس تعدادات‪ ،‬وايقظ السجااي التامنة‪ ،‬واظهر اخلصال املس تورة‪ ،‬وجعل جوهر انساببهتم فوارة‪ ،‬وابرز‬
‫قمية انلقيهتم‪ ،‬فامنا هو مقتبس من شعاع احلقيقة ومن اخلوارق للعادة‪.‬‬
‫بعم! ان صقل القلوب وتطهةرها من امثال القساوة املتجسمة يف وآد البنات‪ ،‬وجعل تكل القلوب ترق وترتمح‬
‫حىت عىل ايمنل الصغةر‪ ،‬امنا هوابقالب عظمي‪ .‬لس امي دلى اولئك البدويني‪ .‬حبيث ان ارابب البصائر يصدقوبه‬
‫حامتً‪ ،‬ويقولون ابه خارق للعادة ل يشملها قابون لبيعي‪.‬‬
‫فان كنت ذا بصةرة تصدّ ق هذا بال ريب‪.‬‬
‫والن اس متع اىل هذه "النقطة"‪:‬‬
‫ان اترخي العامل يشهد ان ادلايه الفريد‪ ،‬هو اذلي اقتدر عىل ابعاش اس تعداد معو ي‪ ،‬وايقاظ خصةل معومية‪،‬‬
‫هباء منيور ًا ومؤقت ًا ل يدوم‪.‬‬
‫والتسبب لنكشاف حس معو ي‪ ،‬اذ من مل يوقظ هكذا حس ًا انمئ ًا يكن سعيه ً‬
‫وهكذا فان اعظم ادلهاة قد وفق ليقاظ واحد او اثنني او ثالث من هذه احلس يات العمومية‪ :‬كحس احلرية‪،‬‬
‫وكحس امحلية امللية‪ ،‬وحس احملبة‪ .‬افال يكون اذ ًا من اخلوارق ايقاظ الوف من احلس يات العالية املس تورة‬
‫النامئة‪ ،‬وجعلها دفع ًة فوارة منكشفة يف قوم بدويني منترشين يف جزيرة العرب‪ ،‬تكل الصحراء الواسعة‪.‬‬
‫ان من مل يُدخل هذه النقطة يف عقهل‪ ،‬بتحداه جبزيرة العرب فهئي ماثةل آمام عينه‪ ..‬بعد ثالثة عرش عرص ًا‪ ،‬وبعد‬
‫تريق البرش يف مدارج ايمتدن!‪ .‬فلينتخب املعابدون مئة من امكل الفالسفة‪ ،‬ولبسعوا مائة س نة‪ ،‬فهل يفعلون‬
‫جزء ًا من مئة جزء مما فعهل النيب صىل هللا عليه وسمل ابلنس بة اىل زمابه؟‬
‫اشارة‪ :‬ان من اراد التوفيق يلزمه مصافا ٍة مع عادات هللا‪ ،‬ومعارفة مع قوابني الفطرة‪ ،‬ومناس بة مع روابط الهيئة‬
‫الاجامتعية‪ .‬وا ّل اجابته الفطرة بعدم املوفقية جواب استات! اما النوامبس العامة اجلارية فتقذف من خيالفها اىل‬
‫حصراء العدم‪ .‬تأمل يف‬
‫‪101‬‬
‫‪#148‬‬

‫هذا‪ ،‬تر‪ :‬ان حقائق الرشيعة اليت يه قوابني دقيقة معيقة جارية يف فطرة العامل‪ ،‬مك حافظت عىل موازبة قوابني‬
‫الفطرة وروابط الاجامتعيات اليت بدقهتا لترتاءى لعقول اولئك القوم!!بعم! ان احملافظة عىل حقائق الرشيعة‪،‬‬
‫يف هذه الاعصار املديدة‪ ،‬مع تكل املصادمات العظمية بل انكشافها اكرث‪ ،‬يدل عىل ان مسكل الرسول الكرمي‬
‫صىل هللا عليه وسمل مؤسس عىل احلق اذلي ليزول‪.‬فاذا عرفت هذه النكت الاربع مع هذه النقطة‪ ،‬فاس متع‬
‫بذهن متفتح واسع ميكل قوة يف احملامكة العقلية ودقة يف املالحظة‪ ،‬اىل ما يأيت‪:‬ان محمد ًا الهامشي صىل هللا عليه‬
‫وسمل مع ابه ا ي مل يقرآ ومل يكتب‪ ،‬ومع عدم قوته الظاهرية وعدم ميهل اىل حتمك وسلطنة‪ ..‬قد تشبث بقلبه ‪-‬‬
‫بوثوق والمئنان‪ ،‬يف موقع يف غاية اخلطر ويف مقام همم ‪ -‬ابمر عظمي‪ ،‬فغلب عىل الافتار‪ ،‬وحتبب اىل‬
‫الارواح‪ ،‬وتسلط عىل الطبائع وقلعمن اعامق قلوهبم العادات والاخالق الوحش ية املألوفة الراخسة املس مترة‬
‫الكثةرة‪ .‬مث غرس يف موععها يف غاية الاحتام والقوة ‪ -‬كهنا اختلطت بلحمهم ودهمم ‪ -‬اخالق ًا عالية وعادات‬
‫حس نة‪ ..‬وقد بدّ ل قساوة قلوب قوم خامدين يف زوااي الوحشة حبس يات رقيقة واظهر جوهر انساببهتم‪ ،‬مث‬
‫وصةرمه معلمي عاملهم‪ ،‬واسس هلم دوةل عظمية يف زمن‬ ‫اخرهجم من زوااي النس يان ورىق هبم اىل اوج املدبية ّ‬
‫قليل‪ .‬فاصبحت اكلشعةل اجلواةل والنور النوار بل كعصا موىس تبتلع سائر ادلول ومتحوها‪ .‬فاظهر صدقه وببوته‬
‫ومتسكه ابحلق اىل لك َمن مل تعم بصةرته‪.‬‬
‫فان مل تر صدقه ذاك فسوف يشطب امسك من جسل الانسان!‬
‫املسكل الرابع‬
‫يف مسأةل حصيفة املس تقبل‪ ،‬لس امي مسأةل الرشيعة‪ .‬لبد من مالحظة اربع نكت فاها‪:‬‬
‫احداها‪ :‬ان خشص ًا ليكون متخصص ًا‪ ،‬وصاحب َملَكة‪ ،‬يف اربعة علوم او مخسة مهنا‪ ،‬ا ّل اذا اكن خارق ًا‪.‬‬
‫‪#149‬‬

‫اثببهتا‪ :‬ان مسأةل واحدة قد تتفاوت بصدورها عن متلكمني‪ ،‬اذ احدهام ملا بظر اىل مبدهئا ومنهتاها‪ ،‬ولحظ‬
‫مالءمهتا مع الس ياق والس باق‪ ،‬واس تحرض مناسبهتا مع اخواهتا‪ ،‬ورآى موعع ًا مناس ب ًا فاحسن اس تعاملها فيه‪،‬‬
‫وحترى ارع ًا منبت ًة فزرعها فاها‪ ..‬مما دل الكمه عىل ماهريته وحذاقته‪ ..‬اما الاخر فالبه امهل هذه النقاط‪ ،‬دل‬
‫الكمه يف املساةل عىل سطحيته وتقليده وهجهل‪ ،‬علامً ان الالكم هو الالكم بفسه‪ .‬فان مل ّميزي عقكل هذا فروحك‬
‫حتس به‪.‬اثليهتا‪ :‬ان كيةر ًا من الكشوف اليت اكبت تعدّ من اخلوارق قبل عرصين‪ ،‬لو اكبت يف هذا العرص لعدّ ت‬
‫من الامور الاعتيادية‪ ،‬وذكل بسبب تمكل املبادئ والوسائط‪ ،‬حىت يلعب هبا الصبيان كام ذكر يف املقدمة‬
‫اليابية‪ .‬اس تحرض هذا واجعهل بصب عينك‪ ،‬مث ارجع خبياكل اىل ما قبل ثالثة عرش قر ًان وترد من‬
‫التأثةرااتلزمابية واملتابية‪ ،‬وابظر اىل الامور يف جزيرة العرب تر‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫انسا ًان وحيد ًا لخربة سابقة هل يف امور الابظمة واجملمتع‪ ،‬ومل تعنه احوال زمابه وبيئته‪ ،‬ا ّل ابه اسس بظام ًا‪،‬‬
‫وارىس عداةل‪ ،‬تكل يه الرشيعة‪ ،‬اليت يه كخالصة مجيع قوابني العلوم وكهنا حصيةل تارب كيةرة‪ ،‬بل ليبلغ‬
‫اذلاكء همام توسع‪ ،‬تكل الرشيعة متوهجة اىل الازل‪ ،‬معلنة اهنا آتية من الالكم الازيل‪ ،‬وحمققة سعادة‬ ‫ادراكها َ‬
‫ادلارين‪.‬‬
‫فان ابصفت تد ان هذا لبس يف لوق برش‪ ،‬يف ذكل الزمان‪ ،‬بل خارج عن لوق النوع البرشي قالبة‪ .‬ا ّل‬
‫اذا افسدت اوها ٌم سبئة ابلتغلغل يف املادايت لرف فطرتك املتوهجة حنو هذه احلقائق‪.‬‬
‫رابعهتا‪ :‬كام ذكر يف املقدمة العارشة وكام س يأيت يف جواب بقطة الاعرتاض اكليت‪ :‬ان الارشاد امنا يكون انفع ًا‬
‫اذا اكن عىل درجة اس تعداد افتار امجلهور الاكرث‪ ،‬وامجلهور ابعتبار الكرثة التاثرة منه عوام والعوام ليقتدرون‬
‫عىل رؤية احلقيقة عرايبة‪ ،‬وليس تأنسون هبا ا ّل بلباس خياهلم املألوف‪ .‬فلهذا صورت الرشيعة تكل احلقائق‬
‫مبتشاهبات وتشباهات فاهبمت واللقت يف مسائل العلوم الكوبية‪ ،‬اليت يعتقد امجلهور ابحلس الظاهري خالف‬
‫الواقع رضور ًاي‪ .‬وذكل لعدم ابعقاد املبادي والوسائط‪ ..‬ولكن مع ذكل اومأت اىل احلقيقة بنصب آمارات‪.‬‬
‫‪#150‬‬

‫تنبيه‪:‬‬
‫ان الصدق يلمع يف لك فعل ولك حال من افعاهل واحواهل صىل هللا عليه وسمل‪ .‬ا ّل ان هذا ليلزم ان تكون‬
‫افعاهل واحواهل خارقة‪ ،‬لن اظهار اخلوارق واملعجزات لتصديق املدّ عى ان مل تكن حاجة اليه‪ ،‬يكون الابقياد‬
‫لقوابني عادات هللا ابلنس ياق للنوامبس اجلارية العامة‪.‬‬
‫اهيا الاخ! ان هذا التنبيه من لائفة مقدمة املسكل الاول‪ ،‬ا ّل ابه بسبب النس يان عاع يف الطريق فدخل‬
‫هاهنا‪.‬‬
‫تفطن لهذه النكت‪ ،‬وحنن بدخل النتيجة‪:‬‬
‫ان ادلايبة والرشيعة الاسالمية املؤسسة عىل الربهان ملخصة من علوم وفنون تضمنت العقد احلياتية يف مجيع‬
‫العلوم الاساس ية‪ ،‬مهنا‪ :‬فن هتذيب الروح‪ ،‬وعمل رايعة القلب‪ ،‬وعمل تربية الوجدان‪ ،‬وفن تدبةر اجلسد‪ ،‬وعمل‬
‫ادارة املزنل‪ ،‬وفن س ياسة املدبية‪ ،‬وعمل ابظمة العامل‪ ،‬وفن احلقوق‪ ،‬وعمل املعامالت‪ ،‬وفن الداب الاجامتعية‪،‬‬
‫وكذا وكذا‪...‬‬
‫فالرشيعة ّفرست واوحضت يف مواقع اللزوم ومظان الاحتياج‪ ،‬وفامي ل يلزم او مل تس تعد هل الاذهان او مل‬
‫امجلت خبالصة ووععت اساس ًا‪ ،‬احالت الاس تنباط منه وتفريعه ونشو منائه عىل مشورة‬ ‫يساعد هل الزمان‪ْ ،‬‬
‫العقول‪ .‬واحلال ليوجد يف خشص لك هذه العلوم‪ ،‬ول ثلهثا بعد ثالثة عرش عرص ًا‪ ،‬يف املواقع املمتدبة‪ ،‬ول يف‬
‫الاذكياء‪ .‬مفن زين وجدابه ابلبصاف يصدق ابن حقيقة هذه الرشيعة خارجة عن لاقة البرش دامئ ًا ولس امي يف‬
‫‪103‬‬
‫ذكل الزمان‪.‬‬
‫والفضل ما شهدت به الاعداء‪:‬‬
‫فهذا "اكرليل" ‪ 7‬فيلسوف العامل اجلديد‪ ،‬بق ًال عن احد حكامء الاملان واحد س ياسبيه‪ ،‬ابه قال بعد ما ابعم النظر‬
‫يف حقائق الاسالم‪" :‬ان اكن الاسالم هكذا فيا‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬توماس اكرليل (‪ )7887 - 7121‬اكتب ومؤرخ وفيلسوف انلكزيي‪ ،‬اراد وادله البنّاء ان يكون اإبنه قسبس ًا إا ّل ان‬
‫كرثة شكوكه حول ادلين حالت دون ذكل‪ّ ،‬مر مبعاانة بفس ية دامت زهاء س بع س نوات‪ ،‬انهتئى به املطاف ابلس تقرار‬
‫عىل مسائل الاميان‪ .‬آلقى سلسةل من احملارضات‪ ،‬تناول يف احداها عظمة الرسول صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬وآثىن عليه و ّبني‬
‫ابه النيب احلق ودحض افرتاءات كيةرة‪ .‬مجع تكل احملارضات يف كتابه املشهور »الابطال«‪ .‬اوىص بتوزيع ثرواته اىل‬
‫الطالب الفقراء‪ ،‬وايداع مكتبته يف جامعة هارفرد الامريكية‪ .‬ترك آاثر ًا معيقة يف ثقافة الانلكزي وبظرهتم اىل‬
‫العامل(ابختصارمن ‪ YENI LUGAT‬عن دائرة املعارف الرتكية)‪.‬‬
‫‪#151‬‬

‫ترى آميكن للمدبية احلارضة ان تعبش مضن الار الاسالم؟‪ .‬فاجاب بفسه‪ :‬بعم‪ ".‬بل احملققون الن يعبشون‬
‫مضن تكل ادلائرة‪.‬‬
‫مث قال اكرليل‪" :‬مااكد يظهر الاسالم حىت احرتقت فيه وثنيات العرب وجدليات النرصابية ولك مامل يكن حبق‬
‫فاهنا حطب ميت آلكته انر الاسالم فذهب"‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ابه منذ ثالثة عرش قر ًان حافظ الاسالم عىل حقائقه رمغ التحولت والابقالابت واملصادمات بل اكبت‬
‫تكل خم ِفف ًة عن اكههل مما تساقط من تراب الاوهام والريوب‪.‬‬
‫بعم ان الوجود واحلال احلارضة للعامل شاهد عىل هذا‪.‬‬
‫ول بد من اخذ مقدمات املقاةل الاوىل بنظر الاعتبار‪.‬‬
‫ان قلت ‪ :‬ان معرفة خالص ٍة وفذلك ٍة من لك عمل ممكن لشخص‪.‬‬
‫اجلواب ‪ :‬بعم‪ ،‬ل‪ ..‬لن اخلالصة حبسن الاصابة يف موقعها املناسب‪ ،‬واس تعاملها يف ارض منبتة‪ ،‬مع امور‬
‫تشف اكلزجاجة عن َملَكة اتمة يف ذكل العمل والالع اتم فيه‪ .‬فتكون اخلالصة يف حمك‬‫وبقاط ُذكرت سابق ًا‪ّ ،‬‬
‫العمل‪ ،‬ول ميكن لشخص امثال هذه‪.‬‬
‫ان الكم ًا واحد ًا يصدر عن متلكمني اثنني‪ ،‬يدل ‪ -‬لبعض الامور املذكورة غةر املسموعة ‪ -‬عىل هجل هذا‪،‬‬
‫وحذاقة ذاك‪.‬‬
‫اي اخا الوجدان! ايمن يرافقين خبياهل من اول منازل هذا الكتاب! ابظر مبنظار واسع ووازن الامور و ّكون يف‬

‫‪104‬‬
‫خياكل جملس ًا رفيع ًا لجراء حماكامت عقلية‪ .‬واس تحرض ما تنتقيه من املقدمات الثنيت عرشة‪ .‬مث شاور القواعد‬
‫التية‪:‬‬
‫ان خشص ًا ليتخصص يف علوم كيةرة‪ ...‬وان الكم ًا واحد ًا يتفاوت من خشصني‪ ..‬وان العلوم بتيجة تالحق‬
‫الافتار‪ ،‬وتتمكل مبرور الزمن‪ ..‬وان البدهيئي يف املس تقبل قد يكون بظر ًاي يف املايض‪ ..‬وان معلوم املدين قد‬
‫يكون جمهول البدوي‪ ..‬وان قياس حال املايض عىل املس تقبل قياس خادع مضل‪ ..‬وان بسالة اهل البادية‬
‫والوبر ل تتحمل حيل ودسائس اهل املدينة واملدر‪ .‬بعم‪ ،‬ان احليل رمبا تتسرت حتت جحاب املدبية‪ ..‬وان كيةر ًا‬
‫من العلوم امنا يتحصل بتلقني العادات والوقوعات‪..‬‬
‫‪#152‬‬

‫وان بور بظر البرش ل ينفذ يف املس تقبل وليرى الكيفيات ايخمصوصة به‪ ..‬وان لقابون البرش معر ًا لبيعي ًا ينقطع‬
‫وينهتئي كام ينهتئي معره‪ ..‬وان للمحيط الزماين واملتاين تأثةر ًا عظاميً يف احوال النفوس‪ ..‬وان كيةر ًا من اخلوارق‬
‫عمل‪ ،‬فكيف‬ ‫املاعية قد يكون اعتياد ًاي الن بسبب تمكل املبادئ‪ ..‬وان اذلاكء ولو اكن خارق ًا ل يكفي يف كامل ٍ‬
‫يف علوم عدة!‬
‫فيا اهيا الخ! شاور هذه القواعد‪ ،‬مث جرد بفسك‪ ،‬وانزع عنك لباس اخليالت احمليطة والاوهام الزمابية‪ ،‬مث‬
‫غص من ساحل هذا العرص يف حبر الزمان‪ ،‬حىت خترج اىل جزيرة عرصالسعادة النبوية‪ ..‬فأول ما يتجىل‬
‫لعينك؛ ابك ترى‪:‬انسا ًان وحيد ًا ل انرص هل ول سلطان‪ ،‬يبارز العامل وحده‪ ،‬وقد محل عىل اكههل حقيقة اج ّل‬
‫من كرة الارض‪ ،‬واخذ بيده رشيعة يه اكفةل لسعادة الناس اكفة‪ .‬وتكل الرشيعة كهنا زبة مجيع العلوم الالهية‬
‫وخالصة الفنون احلقيقية‪ .‬وتكل الرشيعة ذات حياة ‪ -‬ل اكللباس بل اكجلدل ‪ -‬تتوسع بمنو اس تعداد البرش وتمثر‬
‫سعادة ادلارين‪ ،‬وتنظم احوال بوع البرش كهنم يف جملس واحد‪ .‬فاإن سألت قواببهنا‪ :‬من آين اىل آين؟ لقالت‬
‫بلسان اجعازها‪ :‬جن من الالكم الازىل‪ ،‬ونرافق فكر البرش لضامن سالمته وبتوجه اىل الابد‪ .‬وبعد ما بقطع‬
‫وغذاء روحي ًا للبرشية‪ ،‬مع ابنا بفارقهم صورة‪.‬‬
‫هذه ادلبيا الفابية‪ ،‬تبقى معنوايتنا دلي ًال ً‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ان الش ّبات والريوب منبعها ثالثة امور ويه‪ :‬ابك لو تاهلت عن مقصود الشارع‪ ،‬وعن كون الارشاد بنس بة‬
‫اس تعداد الافتار‪ ،‬واعرتعت مبغالطة ‪ -‬يه وكر الاوهام السبئة ‪ -‬ابن القرآن الكرمي اذلي هو اساس الرشيعة‬
‫فيه ثالث بقاط‪:‬‬
‫اولها‪ :‬وجود املتشاهبات واملشالكت يف القرآن‪ ،‬وهذا مناف لجعازه املؤسس عىل البالغة‪ ،‬املبنية عىل ظهور‬
‫البيان ووعوح الافادة‪.‬‬
‫اثببهتا‪ :‬الالالق والاهبام يف العلوم الكوبية‪ ،‬مع ابه مناف ملسكل التعلمي والارشاد اذلي هو املقصود احلقيقي‬
‫‪105‬‬
‫للرشيعة‪.‬‬
‫‪#153‬‬

‫اثليهتا‪ :‬ان قسامً من ظواهر القرآن آ َميل اىل خالف ادلليل العقيل‪ ،‬فيحمتل خالف الواقع‪ ،‬وهو خمالف لطريق‬
‫القرآن اذلي هو التحقيق والهداية‪.‬‬
‫اهيا الاخ! اقول وابهلل التوفيق‪ ،‬ان ما تتصوروبه سبب ًا للنقص ‪ -‬يف هذه النقاط اليالثة ‪ -‬لبس كذكل‪ ،‬بل هو‬
‫اصدق شاهد عىل اجعاز القرآن‪.‬‬
‫اما اجلواب عن الريب الاول‪ :‬وقد رآيت هذا اجلواب مضن ًا مرتني‪:‬‬
‫اعمل ان امجلهور الاكرث مه عوام‪ ،‬والاقل اتبع لالكرث يف بظر الشارع‪ .‬لن اخلطاب املتوجه حنو العوام يس تفيد‬
‫منه اخلواص ويأخذون حصهتم منه‪ ،‬ولوعكس لبقي العوام حمرومني‪ .‬وان مجهور العوام لجيردون اذهاهنم عن‬
‫املألوفات والتخيالت‪ ،‬فال يقتدرون عىل درك احلقائق اجملردة واملعقولت الرصفة ا ّل مبنظار متخيالهتم‬
‫وتصويرها بصورة مألوفاهتم‪ .‬لكن برشط ان ل يبقى بظرمه عىل الصورة بفسها حىت يلزم احملال‪ ،‬اكجلسمية او‬
‫اجلهة بل مير بظرمه اىل احلقائق‪.‬‬
‫مث ًال‪ :‬ان امجلهور امنايتصورون حقيقة الترصف الالهئي يف التائنات بصورة ترصف السلطان اذلي اس توى عىل‬
‫رسير السلطنة‪ ،‬كام يف قوهل س بحابه وتعاىل ‪( :‬الرحـمن عىل العرش استـوى) (له ‪ ،)1:‬واذ اكبت حس يات‬
‫امجلهور يف هذا املركز‪ ،‬فاذلي يقتضيه مهنج البالغة ويس تلزمه لريق الارشاد‪ ،‬رعاية افهاهمم واحرتام حس ياهتم‬
‫ومماشاة عقوهلم ومراعاة افتارمه‪ .‬فهذه املنازل اليت يراعى فاها عقول البرش وحيرتم تسمى بـ "التزنلت الالهية"‬
‫فهذا التزنل لتأببس اذهاهنم‪ .‬راجع املقدمة العارشة‪.‬‬
‫فلهذا وعع صور املتشاهبات اليت تراعي امجلهور املقيدين ابحاسبسهم ومتخيالهتم منظار ًا عىل بظرمه لرؤية‬
‫احلقائق اجملردة‪ .‬ولهذا فقد اكرث الناس يف الكهمم من الاس تعارات لتصور املعاين العميقة او لتصوير املعاين‬
‫املتفرقة‪ ،‬يف صورة سهةل بس يطة‪ ،‬مبعىن ان هذه املتشاهبات من اكرث اقسام الاس تعارات مغوع ًا‪ ،‬اذ اهنا صور‬
‫مثالية لخفى احلقائق الغامضة‪ ،‬مبعىن ان الاشتال امنا هو من دقة املعىن ومعقه ل من اغالق اللفظ وتعقيده‪.‬‬
‫فيا اهيا املراتب! ابظر اببصاف ! الا يكون من عني البالغة ‪ -‬اليت يه مطابقة مقتىض احلال ‪ -‬تقريب مثل هذه‬
‫احلقائق العميقة البعيدة عن افتار الناس ولس امي‬
‫‪#154‬‬

‫العوام‪ ،‬تقريّبا اىل افهام العوام بطريق سهل واحض‪ ..‬اهذا مطابق املعىن بوعوح اتم آم الومه اذلي يف ذهنك؟‬
‫كن ابت احلامك يف هذا‪.‬‬
‫اما اجلواب عن الريب الياين‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫وقد ّمر تفصيهل يف املقدمة اليابية‪.‬‬
‫فاعمل ان يف جشرة العامل ميل الاس تكامل‪ ،‬وتشعب منه يف الانسان ميل الرتيق‪ ،‬وقد تشلكت العلوم اليت يه‬
‫كدرجات سمل الرتيق من مثرات ميل الرتيق ابلتجارب الكثةرة وتالحق الافتار‪ .‬هذه العلوم مرتتبة ومتعاوبة‬
‫ومتسلسةل‪ ،‬حبيث لينعقد املتأخر ا ّل بعد تشلك املتقدم‪ ،‬ول يكون املتقدم متقدم ًة للمؤخر ا ّل بعد صةرورته‬
‫اكلعلوم املتعارفة‪.‬‬
‫فبناء عىل هذا الرس‪ :‬فان العمل اذلي تودل وظهر يف هذا الزمان بتيجة تارب كيةرة لو اكن قبل عرشة عصور‪،‬‬
‫وحاول اح ٌد آن يفهّمه للناس لشوش علاهم واوقعهم يف السفسطة واملغلطة‪.‬مفي ًال‪ :‬لو قيل" ابظروا اىل سكن‬
‫الشمس وحركة الارض واجامتع مليون حيوان يف قطرة‪ ،‬لتتصوروا عظمة الصابع!" ومجهور العوام بسبب‬
‫احلس الظاهري او غلط احلس يرون خالف ما قيل هلم من البدهييات‪ ،‬اذ ًا لنساقوا اىل التكذيب او مغالطة‬
‫بفوسهم‪ ،‬او املتابرة تاه ش خمصوص‪ ،‬واحلال ان تشويش الاذهان ـ لس امي يف مقدار عرشة اعرص مناف‬
‫ملهناج الارشاد‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ان امثال هذه املسائل لتقاس ابلنظرايت اليت تظهر يف املس تقبل لن احلس الظاهري ليتعلق ابلش ياء اليت‬
‫تعود للمس تقبل‪ ،‬ذلا فاحامتل اجلهتني وارد‪ .‬لبه مضن دائرة املمكنات‪ ،‬فميكن الاعتقاد والالمئنان هبا‪ .‬حفقها‬
‫الرصحي الترصحي هبا‪ ،‬ولكن "ماحنن فيه" ملاخرج من درجة الامتان والاحامتل اىل درجة البداهة اي اىل اجلهل‬
‫املركب‪ ،‬حفقه يف بظر البالغة اذلي ل ميكن انتاره هو‪ :‬الاهبام والالالق لئال تتشوش الاذهان‪ .‬ولكن مع‬
‫ذكل لبد من الرمز والامياء او التلوحي اىل احلقيقة‪ ،‬وفتح الابواب لالفتار ودعوهتا لدلخول كام معلت الرشيعة‬
‫الغراء‪ .‬فيا هذا آ ِمن‬
‫‪#155‬‬

‫الابصاف وحتري احلقيقة ان تتومه ما هو ارشاد حمض وعني البالغة ولب الهداية ابه مناف لالرشاد ومباين‬
‫هل‪ .‬وان تتخيل ماهو عني الكامل يف البالغة بقص ًا فاها؟!‪.‬‬
‫فيا هذا آهكذا البالغة يف ذهنك السقمي‪ :‬تلكيف بتغليط الاذهان وتشويش الافتار‪ ،‬ومبا ل هتضمه العقول‪،‬‬
‫لعدم مالءمة احمليط واعداد الزمان‪ ..‬الك بل [لكم الناس عىل قدر عقوهلم] دس تور حكمي‪ .‬فان شئت فراجع‬
‫املقدمات‪ ،‬ولس امي املقدمة الاوىل وتأمل فاها جيد ًا‪.‬‬
‫اما اجلواب عن الريب اليالث‪:‬‬
‫وهو اماةل بعض ظواهر الاايت اىل منايف ادللئل العقلية‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫تدبر يف املقدمة الاوىل‪ .‬مث اس متع اىل‪ :‬ان املقصد الاصيل للشارع احلكمي من ارشاد امجلهور حمصور يف اثبات‬
‫الصابع الواحد والنبوة واحلرش والعداةل‪ .‬ذلا فذكر التائنات يف القرآن امنا هو تبعي واس تطرادي‪ ،‬لالس تدلل‪.‬‬
‫اي الاس تدلل ابلنظام البديع يف الصنعة ‪ -‬الظاهرة لفهام امجلهور ‪ -‬عىل النظام احلقيقي جل جالهل‪ .‬واحلال ان‬
‫اثر الصنعة وبظاهما يرتاءى يف لك ش ‪ .‬وكيف اكن التشلك فالعلينا اذ ل يتعلق ابملقصد الاصيل‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫من املقرر ان ادلليل ينبغي ان يكون معلوم ًا قبل املدّ عى‪ ،‬ذلا قد ُاميل ظواهر بعض النصوص لتضاح ادلليل‬
‫واس تئناس الافتار ابملعتقدات احلس ية للجمهور‪ ،‬ل ليدل علاها بل قد بصب القرآن يف تالفيف آايته امارات‬
‫وقرائن لبشةر اىل ما يف تكل الاصداف من جواهر واىل مايف تكل الظواهر من حقائق لهل التحقيق‪.‬‬
‫بعم ! ان الكتاب املبني اذلي هو الكم هللا امنا يفرس بعضه بعض ًا‪ .‬اي ان بعض الاايت تبني ما يف عامئر‬
‫اخواهتا‪ .‬ذلا قد تكون بعض الاايت قرينة لخرى‪ ،‬فاملراد لبس املعىن الظاهري‪.‬‬
‫فلو قيل يف مقام الاس تدلل‪ :‬تفكروا يف سكون الشمس مع حركهتا الظاهرية‪ ،‬وحركة الارض اليومية‬
‫والس نوية مع سكوهنا الظاهر‪ .‬وتأملوا يف غرائب اجلاذبية العمومية بني النجوم‪ ،‬وابظروا اىل جعائب الكهرابء‪،‬‬
‫واىل غرائب الامزتاجات‬
‫‪#156‬‬

‫الكميياوية بني العنارص اليت تزيد عىل الس بعني لتعرفوا الصابع اجلليل‪..‬لتان ادلليل ‪ -‬اذلي هو الصنعة ‪ -‬اخفى‬
‫وامغض من النتيجة اليت يه الصابع‪ .‬وما هذا الا مناف لقاعدة الاس تدلل‪ ،‬ذلا ُامليت بعض الظواهر وفق‬
‫الافتار‪ ،‬لن هذا من قبيل مس تتبع الرتاكيب وبوع من الكناايت‪ ،‬فال تكون معاناها مدار صدق وكذب‪.‬‬
‫الاترى ان "قال" آلفه ان اكن اصلها واو ًا اوقاف ًا ليؤثر يف ش ‪.‬‬
‫اهيا الاخ!‬
‫ابصف! الا تكون هذه النقط اليالث دلئل واحضة عىل اجعاز القرآن اذلي نزل مجليع الناس يف مجيع الاعصار‪.‬‬
‫ادق واجل واجىل وابفذ من ان يلتبس‬ ‫بعم [واذلي ّعمل القرآن املعجز ان بظر البشةر النذير وبصةرته النقادة ّ‬
‫او يشتبه عليه احلقيقة ابخليال وان مسلكه احلق اغىن واعىل وانزه وارفع من ان يُد ِل َس او يغالط عىل‬
‫الناس]‪.‬بعم! ّاىن للخيال ان يبني بفسه حيقة تاه القرآن اذلي يتفجر بور ًا‪.‬‬
‫بعم! ان مسكل القرآن هو احلق بفسه ومذهبه عني الصدق‪ ،‬واحلق اغىن من ان يدلس او يغالط الناس‪.‬‬
‫املسكل اخلامس‬
‫هذا املسكل خيص اخلوارق املعروفة املشهورة واملعجزات الظاهرة‪ .‬وكتب السةرة والتارخي مشحوبة هبا‪ .‬وقد‬

‫‪108‬‬
‫اوىف العلامء الكرام حقه من التدوين والتفسةر جفزامه هللا خةر ًا‪ ،‬وقد احلنا التفصيل عىل كتّبم لن تعلمي املعلوم‬
‫معل عائع‪.‬‬
‫ان اخلوارق الظاهرة وان اكن لك فرد مهنا غةر متواتر‪ ،‬ولكن جنسها‪ ،‬وكيةر ًا من ابواعها متواتر ابملعىن‪.‬‬
‫مث ان هذه اخلوارق عىل ابواع عدة‪:‬‬
‫مهنا‪ :‬الارهاصات املتنوعة وكن ذكل العرص اذلي ودل فيه صىل هللا عليه وسمل اس تفاد واس تفاض منه فصار‬
‫حساس ًا ذا كرامة ف ّبرش ابلرهاصات‪ ،‬بقدوم خفر العامل حبس قبل الوقوع‪.‬‬
‫‪#157‬‬

‫ومهنا‪ :‬الاخبارات الغيبية الكثةرة حىت لكن روحه اجملرد الط ّيار صىل هللا عليه وسمل ّمزق قيد الزمان املعني‬
‫واملتان املشخص جفال يف جوابب املايض واملس تقبل‪ ،‬فقال لنا ماشاهده يف لك انحية مهنام وببنه لنا‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬اخلوارق احلس ية اليت اظهرها وقت التحدي وادلعوى وقد بلغ هذا النوع اىل مايقرب الالف‪ .‬مبعىن ان‬
‫مجموع هذا النوع متواتر ابملعىن وان اكن افراده آحاد ًاي‪.‬‬
‫فوران زلل الهداية الباعث لالرواح من‬ ‫ومهنا‪ :‬ببعان املاء من اصابعه املباركة‪ ،‬وكبه يصور تصوير ًا حس ي ًا َ‬
‫لسابه اذلي هو منبع الهداية بنبعان املاء الباعث عىل احلياة من يده املباركة اليت يه معدن السخاء‪.‬‬
‫ومهنا ‪ :‬تلكم الشجر واحلجر واحليوان‪ ،‬وكن احلياة املعنوية يف هدايته صىل هللا عليه وسمل قد رست اىل‬
‫امجلادات واحليواانت فابطقهتا‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬انشقاق القمر‪ .‬وكن القمر اذلي مييل قلب السامء قد انشق اشتياق ًا اليه ابشارة من اصبعه املبارك ّعهل‬
‫جيد عالقة مع قلبه الرشيف صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫ان انشقاق القمر اثبت بنص الاية الكرمية‪ ،‬وهو متواتر ابملعىن حىت ان (وانشق القمر) (القمر‪ )7 :‬هذه الاية‬
‫الكرمية مل يترصف يف معناها من انكر القرآن ايض ًا‪ .‬ومل يؤل وحيول معناها ا ّل لحامتل ععيف‪.‬‬
‫ان اختالف املطالع ووجود السحاب وعدم الرتصد للسامء كام يف هذا الزمان‪ ،‬ولكون الانشقاق يف وقت‬
‫الغفةل‪ ،‬وحلدوثه يف الليل ولكوبه آبي ًا‪ ،‬ليلزم ان يراه لك الناس او اكرثمه‪.‬‬
‫مث ابه قد ثبت يف الرواايت ابه قد رآه كيةر من القوافل اذلين اكن مطلعهم ذكل املطلع ‪.‬‬
‫مث ان اعظم هذه املعجزات واكربها واولها هو القران الكرمي املربهن اجعازه جبهات س بع‪ ،‬اشةر اياها سابقا‪....‬‬
‫وهكذا واحيل ســائر املعجزات اىل الكتب املعتربة‪.‬‬
‫‪#158‬‬

‫خامتة‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫اهيا الافاعل املطالعون لالك ي‪ ،‬ارجو ان تتأملوا يف مجموع الك ي‪ ،‬اي املساكل امخلسة‪ ،‬بفكر واسع وبظر حاد‬
‫وبصةرة ذات موازبة وتعلوه مضن ُسور حميط به‪ .‬واجعلوا ببوة محمد صىل هللا عليه وسمل يف مركزها مث ابظروا‬
‫اياها اكلعساكر املتنوعة املصطفة حول السلطان‪ ،‬وذكل ليك يمتكن سائر اجلوابب من رفع الاوهام املهامجة من‬
‫الالراف‪.‬‬
‫وهكذا جفوا ًاب عن سؤال اليااببيني‪:‬‬
‫"ما ادلليل الواحض عىل وجود الاهل اذلي تدعوبنا اليه‪."..‬‬
‫اقول‪:‬‬
‫ابه محمد صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫اشارة وارشاد وتنبيه‪:‬‬
‫ملا توجه بوع البرش حنو املس تقبل سأل فن احلمكة املرسل من قبل التائنات‪ ،‬ومن جابب حكومة اخللقة‬
‫مستنطق ًا‪ :‬ايبين آدم! من اين؟ واىل اين؟ ما تصنعون؟ من سلطانمك؟ من اين مبدؤمك واىل اين املصةر؟‪ .‬فبيامن‬
‫احملاورة‪ ،‬اذ قام س يد بوع البرش محمد صىل هللا عليه وسمل وخطيّبم ومرشدمه‪ :‬اهيا السائل حنن معارش‬
‫املوجودات اتبنا ابمر السلطان الازيل‪ ،‬مأمورين مضن دائرة القدرة الالهية‪ ،‬وقد آلبس نا واجب الوجود‬
‫املتصف جبميع صفات الكامل‪ ،‬وهو احلامك الازيل‪ ،‬حةل الوجود هذه‪ ،‬ومنحنا اس تعداد ًا هو رآسامل السعادة‪..‬‬
‫وحنن معارش البرش بنشغل الن بهتيئة اس باب تكل السعادة الابدية‪ ..‬وحنن عىل جناح السفر‪ ،‬من لريق‬
‫احلرش اىل السعادة الابدية‪ .‬فيا ايهتا احلمكة اشهدي وقويل مثلام ترين‪ ،‬ول ختلطي الامور ابلسفسطة‪.‬‬
‫‪#159‬‬

‫املقصد اليالث‬
‫وهو احلرش اجلسامين‬
‫بعم! ان اخللق بدوبه عبث‪ ،‬بل ل يكون‪ .‬فاحلرش حق وصدق‪ ،‬وآوحض براهينه محمد صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫املقدمة‬
‫لقد اوحض القرآن الكرمي احلرش اجلسامين ايضاح ًا جلي ًا مل يدع جما ًل دلخول اية ش ّبة اكبت‪ .‬وحنن هنا نشةر اىل‬
‫قسم من مقاصده ومواقفه‪ ،‬معمتدين عىل براهني القرآن للقيام بش من تفسةر جزيئ للحرش اجلسامين‪.‬‬
‫املقصد الاولان يف التائنات بظام ًا امكل‪ ..‬وان يف اخللقة حمكة اتمة‪ ..‬وان لعبثية يف العامل‪ ..‬وان ل ارساف‬
‫يف الفطرة‪ ..‬والاس تقراء التام اليابت جبميع العلوم‪ ..‬والقيامة النوعية املكررة يف كيةر من الابواع اكليوم‬

‫‪110‬‬
‫والس نة‪ ..‬وجوهر اس تعداد البرش‪ ..‬وعدم تنايه آمال الانسان‪ ..‬ورمحة الرمحن الرحمي‪ ..‬ولسان الرسول‬
‫الصادق الامني صىل هللا عليه وسمل‪ ..‬وبيان القرآن املعجز‪ ..‬لك ذكل شهود صدق وبراهني حق وحقيقة عىل‬
‫احلش اجلسامين‪.‬‬
‫موقف واشارة‪:‬‬
‫‪ -7‬لو مل تنجر التائنات اىل السعادة الابدية لصار ذكل النظام‪ ،‬صورة زائفة خادعة واهية‪ ،‬وتذهب مجيع‬
‫هباء منيور ًا‪ .‬مبعىن ان اذلي جعهل بظام ًا هو السعادة الابدية‪.‬‬
‫املعنوايت والروابط والنسب يف النظام ً‬
‫‪#160‬‬

‫‪ -9‬ان احلمكة الالهية اليت يه مثال العناية الازلية تعلن السعادة الابدية‪ ،‬لهنا جمهزة برعاية املصاحل واحلمك يف‬
‫التائنات‪ ،‬لبه لو مل تكن السعادة الابدية للزم انتار هذه احلمك والفوائد اليت اجربتنا البداهة عىل الاقرار هبا‪.‬‬
‫‪ -9‬ان عدم العبثية اليابت بشهادة العقل واحلمكة والاس تقراء‪ ،‬يشةر اىل السعادة الابدية يف احلرش‬
‫اجلسامين‪ ،‬بل يدل علاها‪ ،‬لن العدم الرصف حييل لك ش اىل عبث‪.‬‬
‫‪ -4‬ان عدم الارساف يف الفطرة‪ ،‬اليابت بشهادة عمل منافع الاعضاء ولس امي يف العامل الاصغر ‪ -‬الانسان ‪ -‬يدل‬
‫عىل عدم الارساف يف الاس تعدادات املعنوية لالنسان وآماهل وافتاره و ميوهل‪ .‬وهذا يعين ابه مرحش للسعادة‬
‫الابدية‪.‬‬
‫‪ -1‬بعم! لول السعادة الابدية لتقلصت لك املعنوايت ومضرت وذهبت هباء ًا منيور ًا‪ .‬فيا للعجب‪ ،‬ان اكن‬
‫الاهامتم والعناية بغالف جوهر الروح ‪ -‬وهواجلسد ‪ -‬اىل هذه ادلرجة‪ ،‬حىت حيافظ عليه من وصول الغبار‬
‫اليه‪ ،‬فكيف تكون العناية جبوهر الروح بفسه؟ وكيف ميحى ويفىن اذن؟ الك‪ ...‬بل العناية ابجلسد امنا يه‬
‫لجل تكل الروح‪.‬‬
‫‪ -6‬ان النظام املتقن اليابت ابلس تقراء التام اذلي انشأ العلوم اكفة ‪ -‬كام ذكر سابق ًا ‪ -‬يدل عىل السعادة الابدية‪،‬‬
‫اذ اذلي ينجي الابتظام من الفساد والاخالل‪ ،‬واذلي جيعهل متوهج ًا اىل العمر الابدي والتتامل هو السعادة‬
‫الابدية مضن احلرش اجلسامين‪.‬‬
‫‪ -1‬كام ان الساعة الاعتيادية اليت فاها دواليب خمتلفة دوارة متحركة وحمركة لالميال العادّة لليواين وادلقائق‬
‫والساعات والاايم‪ ،‬خترب لك مهنا عن اليت تلاها‪ ،‬كذكل اليوم والس نة ومعر الانسان ودوران ادلبيا شباهة بتكل‬
‫الساعة لك مهنا مقدمة لالخرى‪ .‬مفج الصبح بعد لك ليةل‪ ،‬والربيع بعد لك ش تاء خيرب عن ان بعد املوت قيامة‬
‫ايض ًا‪.‬‬
‫بعم ان خشص الانسان كنوع غةره‪ ،‬اذ بور الفكر اعطى لمال البرش وروحه ُوسعة واببسال ًا بدرجة لو ابتلع‬

‫‪111‬‬
‫الازمان لكها ل يش بع‪ ،‬ببامن ماهية افراد سائر الابواع‬
‫‪#161‬‬

‫وقميهتا وبظرها وكاملها وذلائذها وآلهما جزئية وخشصية وحمدودة وحمصورة وآبية‪ ،‬يف الوقت اذلي ماهية البرش‬
‫عالية لكية رسمدية فالقيامات النوعية املكررة احلاصةل يف اليوم والليةل ترمز وتشةراىل القيامة الشخصية يف‬
‫الانسابية بل تشهد لها‪.‬‬
‫‪ -8‬ان تصورات البرش وافتاره اليت لتتناىه‪ ،‬املتودلة من آماهل غةر املتناهية‪ ،‬احلاصةل من ميوهل غةر‬
‫املضبولة‪ ،‬الناش ئة من قابلياته غةر احملدودة‪ ،‬املس ترتة يف اس تعداداته غةر احملصورة‪ ،‬املزروعة يف جوهر روحه‬
‫اذلي كرمه هللا تعاىل‪ ،‬لك مهنا يشةر يف ماوراء احلرش اجلسامين ابصبع الشهادة اىل السعادة الابدية ومتد بظرها‬
‫اليه‪.‬‬
‫‪ -2‬بعم! ان رمحة الرمحن الرحمي والصابع احلكمي تبرش بقدوم السعادة الابدية‪ ،‬اذ هبا تصةر الرمحة رمحة والنعمة‬
‫بعمة‪ ،‬وتنجاها من كوهنا بقمة وختلص التائنات من بياحات الفرق‪ .‬لبه لو مل ت السعادة الابدية ويه روح‬
‫النعم‪ ،‬لتحول مجيع النعم بقامً وللزم املتابرة يف انتار الرمحة اليابتة بشهادة معوم التائنات ابلبداهة وابلرضورة‪.‬‬
‫فيا اهيا الاخ! ابظر اىل آلطف آاثر الرمحة الالهية‪ ،‬اعين احملبة والشفقة والعشق‪ ،‬مث تأمل يف الفراق الابدي‬
‫والهجران الاليزايل‪ .‬كيف تتحول تكل احملبة اىل مصيبة كربى‪ .‬اي ان الهجران الابدي ل يعادل احملبة ول‬
‫يوازهيا‪ .‬فالسعادة الابدية س تصفع ذكل الفراق الابدي وتلقيه اىل العدم والفناء‪.‬‬
‫‪ -72‬لسان الرسول الكرمي صىل هللا عليه وسمل اليابت ببوته املربهن علاها ابملساكل امخلسة السابقة‪ ،‬هذا‬
‫اللسان املبارك مفتاح السعادة الابدية املكنوزة يف احلرش اجلسامين‪.‬‬
‫‪ -77‬بعم! ان القرآن الكرمي اذلي اثبت اجعازه بس بعة وجوه خالل ثالثة عرشة عرص ًا كشاف للحرش اجلسامين‬
‫ومفتاحه‪.‬‬
‫‪#162‬‬
‫املقصد الياين‬
‫سوف يُفرس آيتني تببّنان احلرش وتشةران اليه‪.‬‬
‫خنو ‪ :‬بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫يقول الاس تاذ بديع الزمان سعيدالنوريس املؤلف‪ ،‬يف مس هتل الشعاع التاسع من لكيات رسائل النور اليت الفها‬
‫بعد ثالثني س نة‪:‬‬
‫"ابه لعناية راببية لطيفة ان كتب "سعيد القدمي" قبل ثالثني س نة يف ختام مؤلفه "حماكامت" اذلي كتبه مقدمة‬
‫‪112‬‬
‫يفرس آيتني تببنان احلرش وتشةران‬
‫لتفسةر "اشارات الاجعاز يف مظان الاجياز" مايأيت‪( :‬املقصد الياين‪ :‬سوف ّ‬
‫اليه)‪ .‬ولكنه ابتدآ بـ خنو‪ L‬بسم هللا الرمحن الرحمي) وتوقف ومل تتح هل الكتابة‪ .‬فالف شكر وشكر للخالق الكرمي‬
‫وبعدد دلئل احلرش واماراته ان وفقىن لبيان ذكل التفسةر بعد ثالثني س نة"‪.‬‬
‫‪#163‬‬
‫‪%‬‬

‫قزل اجياز‬
‫عىل سمل املنطق‬
‫حاش ية الاس تاذ بديع الزمان سعيد النوريس‬
‫عىل منت "السمل املنورق للش يخ عبدالرمحن الخرضي"‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫مع رشح اخيه عبد اجمليد النوريس‬
‫‪#164‬‬

‫ايضاح‬
‫تبت هذا الاثر‪..‬لجل تعويد الذهان عىل ادلقة يف املالحظة والإبعام يف النظر‪.‬‬ ‫عىل لك حال فقد ك ُ‬
‫وحيث آبه قد ُآلّف‪ ..‬فل ُينرش‪ ..‬وليالحظ يف الاقل املباحث املبدؤة بـ"اعمل"‪.‬‬
‫سعيد‬
‫مالحظة‪ :‬قام الس يد الفاعل محمد زاهد املالزكردي بتصحيح هذه الرساةل ولبعها لول مرة يف مطبعة براكت‬
‫بدمشق وذكل يف حمرم احلرام س نة ‪7981‬هـ‪ .‬فض ًال عن قيامه برتمجة ونرش عدد من مجموعات رسائل النور‪.‬‬
‫جفزاه هللا خةر ًا كيةر ًا‪.‬‬
‫وقد آعدت النظر يف هذه الطبعة من الرساةل وقابلهتا مع لبعهتا الاوىل من غةر رشح‪ ،‬ومل ّ‬
‫اغةر مهنا سوى ما‬
‫يس توجبه التنس يق والتنظمي‪ ،‬فوععت حاش ية الاس تاذ النوريس يف آعىل الصفحة عقب منت الناظم وجعلت‬
‫رشح اخيه املال عبداجمليد يف اسفل الصفحة‪.‬‬
‫وآميل يف هللا عظمي آن يق ّيض من علامئنا املتبحرين يف عمل املنطق من يقدر هذه الرساةل واليت تلاها "تعليقات"‬

‫‪113‬‬
‫حق قدرهام ويس تجىل ما مغض فاهام من بفائس عمل املنطق لتكوان رسالتني يس تفيد مهنام اخلواص والعوام مع ًا‬
‫غةر قارصتني عىل اخلواص من العلامء‪.‬‬
‫وامس الرساةل "قزل اجياز" قد ييةر القارئ الكرمي فهو امس مركب من الرتكية والعربية آو عىل الاقل اللكمة تركية‬
‫الرتكيب‪ .‬فلكمة "قزل" تعين ابلعربية‪ :‬العرج الشديد‪ ،‬آي ان امس الرساةل يعين‪ :‬الاجياز الشديد العرج‪.‬‬
‫آما اذا اعتربان امس الرساةل اسامً تركي ًا فهو يعين‪ :‬الاجياز املتقد‪ ،‬الاجياز الامحر اىل حدّ امجلرة‪.‬‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#165‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫"مقدمة املال عبداجمليد النوريس"‬
‫صيل كام ُا ّ‬
‫سمل عىل من ملا‬ ‫آشكر عىل محدي لواحد آحد لبس هل اثن‪ .‬كام اثين موحد ًا ملن هل لك يوم شأن‪ .‬و ُا ّ‬
‫اكن يف ذاته محمود ًا اكن امسه محمد ًا‪ .‬وعىل آهل وحصبه من بعد‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فاعمل آين بعدما جنوت بني تاللم امواج البليات من خمالب س باع املصيبات‪ .‬ساقين القدر عىل رآس الفني اإل‬
‫مخسني س نة اىل ولية مولان جالل ادلين الرو ي وسكنت يف جواره بعيد ًا عن الاس تاد‪ .‬لهو يراين ول اان‬
‫آراه اإل يف غفالت النوم والرقاد‪ .‬اىل ان قىض الاس تاذ حنبه وارحتل اىل دار السعادة شهيد ًا‪ .‬وبقيت آان يف‬
‫احلرسات غريب ًا ووحيد ًا‪.‬‬
‫فأدى يب الوحشة اىل الوحدة وترك الامتس ابلناس‪ .‬وترجيح التوحش عىل ا إلس تئناس‪ .‬ومل آجد لزيل به كربيت‬
‫ويكون تسلي ًة يف وحديت شبئ ًا اإل الاش تغال بتحش ية (قزل اجياز) ورشح ما فيه من الالغاز‪ .‬رجاء آن يش تغل‬
‫به البال عام فيه من شدة احلال‪.‬‬
‫فبعدما آردت ان اكرس خصور آلفاظه بفأس فكري‪ .‬آّب وامتنع ذكل الفكر اللكيل عن امري‪ .‬فرصت لكام آرضهبا‬
‫بذكل الفاس ببا ذكل الفأس من الصخرة اىل الرآس‪ .‬فبقيت حائر ًا ذا يأس يف يأس‪ .‬فاغلظت عىل الفكر شدة‬
‫الامر‪ .‬وآجربته بعد الفر اىل الكر‪ .‬مشوق ًا هل قائ ًال ‪ -‬ها ابابم ها‪ -‬فاس تح ى عن غلظة الامر‪ .‬فاجهتد لك يوم‬
‫من الصبح اىل العرص‪ .‬اىل ان صار مظهر ًا للتحسني والتقدير‪ .‬بعدما اكن معروع ًا للتحقةر والتكدير‪.‬‬
‫‪#166‬‬

‫فشكرت سعيه وقبلت عذره‪ .‬لكن لكهولته جعز عن قلع بعض الصخور‪ .‬مع ان بعض مافصل وحصل مااكن‬
‫بريئ ًا من اخلطأ والقصور‪.‬‬
‫فاحلت فض ما بقي ابكرة من مواعع عديدة واصالح ما وقع من اخلطأ والغلط اىل ذوي الاذهان الياقبة من‬
‫‪114‬‬
‫ش بان الاس تقبال‪.‬‬
‫عبداجمليد‬
‫بدلة (قوبيــة)‬
‫‪7981‬هــ ‪7261 -‬م‬
‫‪#167‬‬

‫بسم [‪ ]7‬هللا [‪ ]9‬الرمحن [‪ ]9‬الرحمي‬


‫[‪ ]7‬الباء للمصاحبة ل لالس تعابة‪ .‬لن الكسب اتبع للخلق‪ ،‬واملصدر رشط للحاصل ابملصدر ‪.7‬‬
‫البني ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬مس تجمع مجليع الصفات الكاملية‪ .‬للزوم ّ‬
‫[‪ ]9‬هذا مقام التنبيه ل الامتنان‪ ،‬فتكون صنعة التديل يف التعديد امتنا ًان صنع َة الرتيق تنباه ًا ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬الباء للمصاحبة ل لالس تعابة) اذ يلزم حينئذ ان يكون العبد آصيال يف الفعل‪ ،‬واخلالق معين ًا واتبع ًا هل يف الفعل واحلال‬
‫ان العبد لبس الا مصدر ًا للكسب‪ .‬واحلاصل ابملصدر آي املكسوب لبس اإل خبلق اخلالق‪ .‬فالكسب ‪ -‬آي كسب العبد‬
‫‪ -‬لبس اإل مقار ًان ومصاحب ًا ورشل ًا يف حصول ذكل الفعل‪ ،‬خبلق اخلالق‪ .‬فالعبد اتبع‪ ،‬آي وكس به رشط ل اصيل‪ .‬كام هو‬
‫رآي آهل الاعزتال من كون العبد خالق ًا يف فعهل‪.‬‬
‫فاملناسب يف ابء البسمةل املصاحبة‪ ،‬اذ لبس فاها ما يف الاس تعابة من ذكل الإهيام‪ ،‬لهنا تدل مبادهتا وجوهرها عىل ان‬
‫املس تعني آصيل‪ ،‬واملس تعان منه اتبع‪ ،‬خبالف لفظة املصاحبة‪ ،‬اذ لبس فاها تكل ادللةل فال احامتل ذلكل الاهيام‪.‬‬
‫قد ظهر من هذا ان ابتشار كون الباء لالس تعابة يف تأليف بعض آهل الس نة امنا ترحش عن الغفةل من هذا املذهب‪ ،‬آي‬
‫الاعزتال‪.‬‬
‫مبجرد تصور امللزوم اىل الالزم‪ .‬ومنه اىل‬ ‫البني ابملعىن الخص بني اذلات والصفات‪ .‬وهو الابتقال ّ‬ ‫‪() 2‬للزوم ّ‬
‫البني) آي ّ‬
‫اللزوم ببهنام‪ .‬فلفظة اجلالل داةل عىل اذلات ابملطابقة وعىل الصفات ابللزتام مفن ذكر لفظ اجلالل اكن ذاكر ًا مجليع صفات‬
‫الكامل‪.‬‬
‫‪( 3‬هذا مقام التنبيه) حاصهل‪ :‬ان الرمحن اشارة اىل عظام ال ِن َعم‪ ،‬والرحمي اىل صغارها‪ .‬فالبتقال من الاعظم اىل الاصغر‬
‫لبس مبناسب‪ ،‬لبه من صنعة التديل‪ .‬ويه لبست مقبوةل اإل يف مقام تعديد النعم لالمتنان‪ .‬واملقام هنا لبس لتعديدها‬
‫لالمتنان‪ .‬فأشار بتقدمي الرمحن اىل ان هذا املقام مقام التنبيه‪ ،‬دلفع غفةل السامع عن النعم الصغار‪.‬‬
‫فالتديل هنا يُعدّ من الرتيق‪ .‬عىل ان الغفةل عن النعم الصغار اقوى احامت ًل فال اشتال‪.‬‬
‫‪#168‬‬

‫بتاجئ الفكر[‪ ]4‬لرابب احلجا‬ ‫امحلد[‪ ]7‬هلل اذلي[‪ ]9‬قد اخرجا[‪]9‬‬


‫لك جحاب من حساب اجلهل‬ ‫وحط[‪ ]1‬عهنم من سامء العقل‬
‫‪115‬‬
‫[‪ ]7‬كتصور العةل الغائية ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬وصف ليكون ثوابه اكرث‪ ،‬اذ الواجب اكرث ثوا ًاب ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬اي ترتب النتيجة عىل املقدّ مات عادي‪ ،‬ل اس تعدادي ول تودلي ‪.9‬‬
‫[‪ ]4‬خص هذه النعمة ل َي ْ َرب َع مس ّ‬
‫هتهل لرباعة الاس هتالل‪ .‬كن املعىن اذا مر يف خزابة اخليال ما وجد ما يلبس‬
‫إا ّل صورة صنعته ‪.4‬‬
‫[‪ ]1‬الوىل قشع للسحاب او كشف للحجاب وإال فالبل ينص تليهل حتت "حط عهنم" ‪.1‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬كتصور العةل الغائية) آي ان ذكر امحلد يف آوائل التأليفات اشارة اىل ان املقصد والغاية مهنا امحلد والطاعة هلل تعاىل‪.‬‬
‫‪( 2‬وصف) آي بنعمة الإخراج ليكون حامد ًا عىل النعمة فيكرث ثوابه‪ ،‬اذ امحلد عىل النعمة لزم وثواب الالزم اكرث‪.‬‬
‫‪( 3‬اي ترتب النتيجة) اإشارة اىل ان الاوىل ذكر الرتتب بدل الاخراج‪ ،‬لن حصول النتيجة من املقدمات »عادي«‬
‫كخروج املاء ابحلفرايت ل »اس تعدادي« كخروج ايمثرة من الشجرة‪ ،‬ول »تودلي« اكلودل من الانسان فاملناسب تبديل‬
‫الاخراج ابلرتتب‪.‬‬
‫‪( 4‬لرباعة الاس هتالل) آي ل ُيعمل يف اول التأليف بوع ما يُذكر فيه من املسائل‪.‬‬
‫‪ 5‬هذه مناقشة لفظية بني الاس تاذين‪ .‬حاصلها‪ :‬ان احلط مس تعمل للابل ول اإبل هنا‪ .‬فالوىل تبديل احلط ابلقشع‪ ،‬بظر ًا‬
‫اىل لفظ السامء‪ ،‬او ابلكشف ملناسبته للفظ احلجاب‪ .‬وإا ّل فالسامع يتحرى الابل الناصب عنقه القاعد حتت »حط«‪ .‬ول‬
‫اإبل هنا فيقع يف اليأس‪.‬‬
‫‪#169‬‬

‫رآوا خمدراهتا [‪ ]9‬منكشفة‬ ‫حىت بدت هلم مشوس [‪ ]7‬املعرفة‬


‫[‪ ]7‬التشبيه قياس واملقبس عليه حقه الوجود وما هلم اإل مشس‪ .‬اإل ان اخليال املايض حقيقة الن‪ .‬او لن‬
‫السامء تدل من بطن لك ليةل مشس ًا ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬هذا التلون والابدماج يف الاسلوب‪ ،‬يردد اذلهن بني ان يتصور الرآس سامء تتلل بةراهتا يف مطالعها‬
‫وبني ان يتصورها قرص ًا تترشف خمدراته من بروجه‪ .‬اإل آن يف جنان اجلنان رقيبات لشموس العقل وازاهةرها‬
‫من جنومه ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬التشبيه قياس) اي تشبيه املسائل ابلشموس قياسها علاها‪ ،‬فيلزم من ذكل القياس وجود املقبس عليه وتعدده واحلال‬
‫ابه هنا واحد‪ .‬فاجاب قائال (اإن اخليال املايض) آي الشموس الفةل املاعية يف الزمان املايض‪ ،‬اجملمتعة ابلتخيل يف خزينة‬
‫اخليال‪ ،‬اكحلقيقة املوجودة‪ .‬او ان الشموس املس تقبةل املوجودة يف بطن السامء بظر ًا اإىل آهنا تدل لك يو ٍم واحدة والشموس‬
‫اكملوجودة الن فال اشتال‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪( 2‬هذا التلون والابدماج) آي التفنن يف العبارة بتشبيه املسائل اترة ابلشموس وآخرى ابيخمدرات‪( ..‬يردد اذلهن) آي‬
‫مع اس تحسابه وتقديره اإىل ان يتصور الرآس سامء مرة وقرص ًا مرة اخرى‪ .‬يترشف من ذكل النةر ُات ًُ ومن هذا ايخمدر ُات‬
‫مباهيا هبام‪.‬‬
‫(الا ان يف جنان اجلنان) يعىن كام ان املسائل ش ّبت ابلشموس وايخمدر ُات الرآس ية لزم آيضا تشباهها ابلزاهةر القلبية‪.‬‬
‫اإذ آزاهةر القلوب رقيبات لشموس العقول يف الفضل والرشف‪.‬‬
‫فالتشبيه بواحدة دون الخرى جاعل ذلكل الاسلوب غةر حمبوب ذلوي القلوب‪.‬‬
‫‪#170‬‬

‫بنعمة الاميان والاسالم‬ ‫حنمده [‪ ]7‬جل عىل الابعام‬


‫[‪ ]7‬كرره لالثبات بعد اليبوت‪ ،‬والانشاء بعد اخلرب‪ ،‬والعمل بعد العمل‪ .‬ومل يتلكم وحده‪ ،‬لبه وان اكن واحد ًا‬
‫لبس وحده‪ .‬بل معه لوائف اعضائه وقبائل اجزائه وجامعات ذراته ذوات الوظائف واحلياة‪ .‬فلتضمني امحلد‬
‫معىن الشكر العريف اجلامع تلكم مع الغةر ‪.7‬‬
‫اعمل!‬
‫آهيا الناظر لبأس عليك ان تتلقى هذا املبحث مس تقال برآسه‪ ،‬لرشح ًا لهذه امجلةل‪ .‬فان املناس بة ععيفة لن‬
‫الةراع اجتذب اللجام من يدي فهرول حيث شاء‪ .‬سعيد‪.‬‬
‫ان الشخص مع ان روحه واحد‪ ،‬جسمه جامعة‪ .‬بل جامعات من ذوات احلياة‪ .‬حىت ان لك جحةرة من جحةراته‬
‫حيوان برآسه ذات مخس قوى حساسات‪.‬‬
‫فالشخص كصورة (يس) ُكتب فيه سورة (يس) وشدة احلياة وقواها تزتايد بتصاغر اجلرم معكوس ًا‪ .‬ان شئت‬
‫وازن بني حواس الانسان وبني حواس ُحوينة ميقرسقوبية تَر جعب ًا‪ .‬اذ ذكل احليوان الصغةر مع ابه ل يُرى الا‬
‫بعد تكبةر جسمه الف دفعة يرى رآس اصبعه ويسمع صوت رفيقه‪ ،‬وقس سائر حواسه وقواه‪ .‬واين لالنسان‬
‫ان يرى اصبع ذكل احليوان آو يسمع صوته‪ .‬فبنس بة تصاغر املادة تش تد احلياة وحتد وحتتد وترق وتروق‪.‬‬
‫فهذا احلال يدل حدسا عىل ان الاصل احلامك واملبدآ النافذ وايخملوق الاول هو الروح واحلياة والقوة‪ .‬وما املادة‬
‫ا ّل تصلّبا او زبدها‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬كرره‪ ..‬اخل) حاصهل‪ :‬ان امحلد املذكور آو ًل لمسية امجلةل هناك‪ ،‬اكبت داةل عىل ثبوت امحلد والاخبار عنه والعمل به‬
‫فكرره اثبي ًا ابمجلةل الفعلية لتدل عىل الثبات والانشاء والعمل‪ ،‬وليكون الناظم احلامد ابذلات مثبت ًا منش ئ ًا حامد ًا‪ ،‬اي‬
‫متلكام ومصدر ًا للحمد ابلفعل‪.‬‬
‫(لبه واحد لبس وحده) آي لبه وان اكن منفرد ًا يف حد ذاته‪ .‬لكنه لبس منفرد ًا يف فعل امحلد‪ ،‬بل معه لوائف كيةرة من‬

‫‪117‬‬
‫اعضائه واجزائه وذراته‪.‬‬
‫(تلكم مع الغةر) اإشارة اإىل ان امحلد هنا متضمن وعبارة عن الشكر العريف اذلي هو عبارة عن رصف العبد مجيع ما ابعم‬
‫هللا عليه اإىل ماخلق هل‪.‬‬
‫‪#171‬‬

‫فكام ي ُس تخدم روح واحد جامعات من املادايت احليوابية‪ ،‬جاز ان يس تخدم روح آخر اصغر املادايت‪ .‬واليه‬
‫يستند فقط‪ .‬فكام آن بواة يف عامل الرتاب ش صغةر مع اهنا يف عامل الهواء خنةل عظمية‪ ،‬كذكل تكل املادة الصغةرة‬
‫ذات احلياة يف عامل الشهادة تكون متسنبةل يف عامل امليال واملعىن‪ ،‬بسبب استناد الروح اياها ‪.7‬‬
‫وخةر [‪ ]9‬من خاض املقامات العال‬ ‫من خصنا[‪ ]7‬خبرب من قد ارسال [‪]9‬‬
‫[‪ ]7‬لن املضاف اىل املعرفة معرفة جبهة واملنسوب اىل الرشيف يترشف ‪. 9‬‬
‫[‪ ]9‬آي خةر اخللق؛ لبه خيار من خيار س تة مرات ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬آي لبه عىل خلق عظمي‪ .‬عطف ادلليل عىل املدلول‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬آهيا الناظر ل تقل مله هذا التطويل الغةر املناسب للمقام فان القمل قد يطغى فليكن مسأةل من (قزل الناب) مسافرة‬
‫يف (قزل اجياز) ( س )‬
‫‪( 2‬لن املضاف اىل املعرفة) آي لبنا قد خُصصنا ابلعافة والابتساب اىل خةر الرسل ذي الشهرة واملعرفة‪ .‬والتخصيص‬
‫ابلعافة اىل املعرفة وان مل يكن م ّعرف ًا للنكرة حقيقة‪ ،‬لكن يقرهبا اىل املعرفة و ّيرشفها هبا‪ .‬بعم‪ ،‬لتكل الاعافة والابتساب‬
‫رصان خةر امة اخرجت للناس‪ .‬واملنسوب اإىل الرشيف رشيف‪.‬‬
‫‪( 3‬س تة مرات) آي ان هللا تعاىل اختار من ايخملوقات ذوي احلياة ومهنم بين آدم ومهنم اولد اسامعيل ومهنم قريش ًا ومهنم‬
‫بين هامش ومهنم محمد ًا عليه الصالة والسالم هذا مأل حديث (مازلت خيار ًا من خيار)‪.‬‬
‫‪#172‬‬

‫العريب [‪ ]9‬الهامشي [‪ ]4‬املصطفى [‪]1‬‬ ‫محمد[‪ ]7‬س يد لك [‪ ]9‬مقتفى‬


‫خيوض يف [‪ ]1‬حبر املعاين جلجا‬ ‫صىل [‪ ]6‬عليه هللا مادام احلجا‬
‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬آى اسام ومسمى‪ .‬الياين سبب لالول‪ ،‬لكن ابلول‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬لن كتابه مجع اجلوامع لبه متأخر‪ .‬لبه متقدم‪.‬‬
‫[‪ ]9‬ويف آبنائه الصدق واذلاكء‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]4‬ويف ببته الشهامة والسامحة واملنسوب منسوب اليه‪.‬‬
‫[‪ ]1‬كـ "قفا" و "ارجعوين" مكرر ًا‪ ،‬مع ابفراده حبذف لفظ "من"‪ .‬فهو مش تق من مخسة افعال وىه "اصطفى"‬

‫‪118‬‬
‫‪.4‬‬
‫[‪ ]6‬صورة املايض دلت عىل كامل الوثوق والشوق وامحلل عىل املس ئول بلطف لن رد اخلرب اشد من‬
‫‪1‬‬
‫رد الانشاء‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫[‪ ]1‬تبطن "يف" "من" لدلخول واخلروج‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي اسامً ومسمى الياين سبب الاول لكن ابلول) آي يف ذاته خلق محمد ًا و ّمسى به ليطابق الامس املسمى‪ .‬فاذلايت‬
‫سبب لالمسى لكن ابلول‪ .‬وهو مصدر اكلقول من آل يؤل‪ .‬مبعىن الرجوع‪ .‬اي كوبه كيةر امحلد يف اخللقة‪ .‬سةرجع ويصةر‬
‫سبب ًا لكوبه كيةر امحلد من بعد‪.‬‬
‫‪( 2‬لن كتابه مجع اجلوامع) آي لن القرآن لكوبه نزو ًل متأخر ًا من الكتب الساموية جام ٌع مجليع ما فاها ولكوبه متقدما علاها‬
‫يف الفضل والرشف تأخر عهنا‪ ،‬لن السلطان مييش خلف اجلنود‪.‬‬
‫‪( 3‬املنسوب منسوب اليه) آي المر ابلعكس معىن لن محمد ًا عليه الصالة والسالم كام ابه منسوب اليه لتافة اخللق‪،‬‬
‫منسوب اليه لهامش ايضا‪.‬‬
‫‪( 4‬كقفا وارجعوين) يعين كام ان التينية وامجلع يف هذين اللفظني راجعان اإىل الفعل‪ ،‬ل اإىل الفاعل‪ .‬اذ املراد مهنام قف قف‪.‬‬
‫ارجع ارجع ارجع‪ .‬كذكل ان الإفراد يف (املصطفى) عائد اإىل انئب الفاعل ولبس راجع ًا اإىل الوصف لبه يف النية مكرر مجموع‬
‫قد اش تق من (اصطفى) مخس مرات عىل ما آشار اليه حديث الاصطفاء‪.‬‬
‫‪( 5‬صورة املايض) يعين ان الطلب والسؤال بلفظ املايض جيرب املس ئول عىل ان ليكذب السائل وحيمهل عىل ان يويف‬
‫ابملس ئول عنه حبيةل‪ ،‬لن املايض اإخبار ورد الإخبار قبيح‪.‬‬
‫‪ ( 6‬تبطن "يف" "من" آي كام يدل عل ذكل التبطن مادة اخلوض‪ ،‬لبه ابدلخول‪ ،‬وهو يقت ي اخلروج‪ .‬من‪ .‬مفعول تبطن‪.‬‬
‫‪#173‬‬

‫من ش ّبوا [‪ ]9‬ابجنم [‪ ]4‬يف الاهتدا [‪]1‬‬ ‫وآهل وحصبه [‪ ]7‬ذوي الهدى [‪]9‬‬
‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬امس مجع حصايب‪ .‬وتذكرمه ابلصالة حق علينا‪ .‬لهنم الوسائط بيننا وببنه صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫[‪ ]9‬آي اكتس بوا الهدى اكملال‪ ،‬احلاصل ابملصدر املكسوب هلم‪ .‬فان الهدى هو اذلي حيتذى عليه ل املصدر‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫لبه كسب‪.‬‬
‫[‪ ]9‬اي بلسان من "آفصح من بطق ابلضاد" ابهنم ممكَّلون وم ِمكّلون‪.‬‬
‫[‪ ]4‬اي العرش الس يارة فان بورها مس تفاد من الشمس ‪.9‬‬
‫[‪ ]1‬بتيجة التشبيه لوجه الش به لبه لبد ان يكون اظهر اوصاف املش به به‪ ،‬والاظهر يف احلديث النورابية‬
‫‪4‬‬
‫وما يقارهبا‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬امس مجع حصايب) وهو منسوب اىل حصاب‪ ،‬وهو مصدر اكذلهاب‪ .‬ولبس الصحب جبمع لن »فعل« لبس من اوزان‬
‫امجلوع‪ .‬هو امس للك من رآى النيب او النيب رآه ومات عىل الاميان‪.‬‬
‫‪( 2‬آي اكتس بوا الهدى) مفعول احلاصل صفة هل‪ ،‬املكسوب صفة للمصدر‪ .‬يعىن املراد من الهدى هنا احلاصل ابملصدر‪،‬‬
‫ل املعىن املصدري اذلي هو الكسب‪.‬‬
‫‪( 3‬يه العرشة الس يارة) ويه العطارد والزهرة واملرخي واملشرتي والزحل والنبتون والاورانس والارض والقمر و‪. .‬‬
‫‪( 4‬بتيجة التشبيه ل وجه الش به) يعين ان وجه الش به النورابية عىل ماهو املتبادر من حديث (ابهيم اقتديمت اهتديمت)‪.‬‬
‫‪#174‬‬

‫نسبته اكلنحو للسان‬ ‫وبعد [‪ ]7‬فاملنطق [‪ ]9‬للجنان‬


‫[‪ ]7‬اعمل! آبه تأكيد وتشويق مبين عىل حب النفس املس تلزم حلب صنعهتا املقتىض لفناهئا فاها‪ ،‬املؤدي اىل ظن‬
‫احنصار الكاملت فاها لزومية او ادعائية هكذا آي ش وجد لزم بقائه لعدم العبثية‪ .‬وبقاؤه مس تلزم للخلقة لبه‬
‫جزؤها واخللقة مس تلزمة لنتيجهتا ويه الانسان‪ .‬ووجود الانسان برس احلمكة مس تلزم لنتيجته‪ ،‬ويه كامهل‬
‫ومعرفة الصابع‪ .‬والوصول اىل الكامل مس تلزم لإصابة العقل وسداده‪ .‬وسداد ُه مس تلزم للمنطق املتصف مبا ذكر‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫مفهام وجد ش فاملنطق كذا‪.‬‬
‫[‪ ]9‬اعمل! كام ان النحو رشيعة املوجودات الطيارة اللسابية‪ .‬اذلين آدهمم الهابط من ذروة اخليال املسمى ابللفظ‬
‫موجود يف فضاء اللسان‪ .‬كذكل ان املنطق رشيعة املوجودات اذلهنية الساكنة يف اجلنان‪ ،‬آي اللطيفة الراببية‪،‬‬
‫اذلين آدهمم النازل من اعىل ادلماغ املسمى ابملعىن موجود يف اجلنان‪ .‬ان الدم لالدم نسبب والرشع للرشع‬
‫‪9‬‬
‫قريب‪ .‬لهنام لكاهام وعع اإلهئي سائق ذلوى العقول ممن يف اجلنان واللسان اىل الرصاط املس تقمي‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬لزومية او ادعائية) خرب مبتدآ حمذوف آي هذه رشلية لزومية اخل‪.‬‬
‫(وبقاؤه لزم للخلقة) آي البقاء جزء للخلقة لن الوجود كام ابه مس تلزم لها ولولها مل يوجد الوجود‪ ،‬كذكل البقاء مس تلزم‬
‫للخلقة ولولها مل يكن البقاء‪ .‬وايض ًا البقاء تكرر الوجود ودوامه‪ .‬فالوجود والبقاء الكهام مس تلزمان للخلقة‪ ،‬وجزآن لها‪.‬‬
‫فاخللقة عبارة عن الاجياد والابقاء مع ًا‪ .‬فالبقاء جزء لها اكلوجود‪.‬‬
‫(واخللقة مس تلزمة لنتيجهتا ويه الانسان) بعم (لولك لولك ملا خلقت الافالك) يدل عىل ان الغاية من اخللقة وبتيجهتا‬
‫احلياة وذوو احلياة وارشفهم الانسان فهو بتيجة اخللقة‪.‬‬
‫(مبا يذكر) آي يف هذا الكتاب من القواعد‪.‬‬
‫(مفهام وجد فاملنطق كذا) هذه بتيجة ملا آشار اليه الاس تاذ من القياسات الكثةرة املطوية الغةر املتعارفة‪.‬‬
‫‪( 2‬كام ان النحو اخل) حاصهل‪ :‬ان النحو واملنطق ابحثان عن اللفظ واملعىن‪ .‬آما اللفظ‪ :‬فهو »آدم«‪ ،‬اي اكلب للمسائل‬

‫‪120‬‬
‫النحوية‪ ،‬حمهل اخليال ومقر فعاليته اللسان‪ ..‬واما املعىن فهو »حواء« آي اك ُلم للمسائل املنطقية مسكنه القلب‪ .‬لك مهنام‬
‫خادم لترشيع القواعد يمتيزي الصحيح عن الفاسد‪ .‬فبيهنام متافأة اتمة‪ .‬فاذا وصال اىل حد البلوغ يصعد املعىن من القلب اإىل‬
‫اخليال ويزتوج مبا يف خزينة اخليال من الالفاظ مايشاء مث ينحدران اىل اللسان فيتودل ويتناسل من اجامتعهام القواعد‪،‬‬
‫وتصةر تكل القواعد رشيعة مب ّينة للحالل واحلرام والصحيح والفاسد‪.‬‬
‫فتبني ان الانسان ماهو الا القلب واللسان كام قيل‪:‬‬‫ّ‬
‫فمل يبق اإل صورة اللحم وادلم‬ ‫بصف و ٌ‬
‫بصف فؤاده‬ ‫لسان الفىت ٌ‬
‫‪#175‬‬

‫فيعصم [‪ ]7‬الفتار[‪ ]9‬عن غي اخلطا وعن دقيق الفهم يكشف الغطا‬


‫فـهـاك [‪ ]9‬من اصـولـه قـواعـدا تـجـمـع من فنـوبـه فـوائـدا‬
‫[‪ ]7‬آي ان راعى‪ ،‬وما دام مل تس تخلف الطبيعة الصنعة‪ .‬يشةر اإىل العةل الغائية ورمسه‪ ،‬وإاىل هجة احلاجة‬
‫‪7‬‬
‫وآليته‪.‬‬
‫[‪ ]9‬الفكر هو الكشاف لرتتب العلل املتسلسةل يف اخللقة للتقليد‪ ،‬فيحلل فيعمل‪ ،‬فةركب فيصنع‪ .‬اي بتخرجي‬
‫‪9‬‬
‫السلسةل املتناتة وتلقيحها‪.‬‬
‫[‪( ]9‬فهاك) جزاء ملا دلت عليه الفاء اجلزائية‪ .‬اجلزاء هو الوجوب الالزم لالمر عرف ًا ابقامة امللزوم مقام الالزم‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫وإال فالمر انشاء ليلزم‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫صاحب ادلليل ترتببه عىل ما امر به املنطق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪( 1‬آي ان راعى) آي ان بىن‬
‫(ومل تس تخلف اخل) اي ومل يكن تصنيعه لدلليل اتبع ًا لطبيعته وسليقته يف الصحة والاس تقامة‪ .‬آي حاصال مهنا حبيث‬
‫ان مل يكن صاحب ادلليل مراعي ًا للقواعد ايضا مل ينحرف دليهل عن الصحة والاس تقامة‪ .‬وان اكبت سالمة دليهل انش ئة‬
‫عن سليقته لعن القواعد ليعد من املنطقيني‪.‬‬
‫‪( 2‬الفكر هو الكشاف) حاصهل‪ :‬ان الودل كام ابه بتيجة علل مرتتبة يف اخللقة اكجلد والاب ولبد لوجوده من تكل العلل‪،‬‬
‫كذكل املعرف بتيجة علل مرتتبة اكجلنس البعيد والقريب والفصل لبد ملعرفته من وجود هذه العلل وترتبّبا‪.‬‬
‫فالفكر مقدل اخللقة حيلل سالسل العلل ويأخذ مهنا ما يناسب مطلوبه فةركب ويصنع ما يصنع‪.‬‬
‫(آي بتخرجي السلسةل) اي بتحصيل املبادئ املناس بة للمطلوب وادخال بعضها يف بعض‪ .‬اكدخال احلد الاصغر حتت احلد‬
‫الاوسط وادخاهل حتت احلد الاكرب‪.‬‬
‫‪( 3‬جزاء ملا دل) تقديره‪ :‬اإذا اكن املنطق عاصامً فهاك‪ ،‬آي خذ من قواعده اخل‪. . .‬‬
‫(اجلزاء هو الوجوب عرف ًا) اإشارة اإىل ما ير ّد ما يرد وجه الورود‪ ،‬ان هاك آمر‪ ،‬والامر لبس خبرب‪ ،‬واجلزاء لبد ان يكون‬
‫خرب ًا حىت يكون ويصلح جزاء للرشط‪ .‬والامر لكوبه اإنشاء ليكون ابقيا فكيف يكون لزم ًا‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫وجه الرد ان الامر مس تلزم عرف ًا للوجوب‪ .‬فالمر ملزوم والوجوب لزم‪ .‬وقد اقمي امللزوم مقام الالزم‪.‬‬
‫(تقديره اإذا اكن املنطق عاصام وجب الاخذ من قواعده) اي لزم لزوم ًا عرفي ًا كام يقال بني الناس‪ :‬ينبغي ان تفعل كذا او‬
‫ل ينبغي‪.‬‬
‫‪#176‬‬

‫يرىق به سامء عمل [‪ ]9‬املنطق‬ ‫مسيته[‪ ]7‬ابلسمل [‪ ]9‬املنورق‬


‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬آهيا الناظم! ياهنك القطوف اجلواد اذلي لييقل احلاذ يف تسميته ترمس متيييل‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬عمل الشخص‪ ،‬لن املصباح املمتيل يف املرااي الكثةرة مع ابه الف واحد‪.‬‬
‫[‪ ]9‬املرمس مبقوى النطق اللفظي‪ ،‬ومسدد النطق الادرايك‪ ،‬وممكل القوة النطقية‪ .‬شعبات فصل الانسان ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ياهنك) مضارع هنأ حمذوف الالم جبزم الالم تربيك وهتنئة لقطوف الناظم‪.‬‬
‫ابلسمل تشباهه به‪ .‬ويس تفاد من التشبيه جعل ّ‬
‫السمل اذلي هو آةل للصعود‬ ‫(ويف تسميته ترمس) اذ يس تفاد من تسميته ّ‬
‫اىل الفوق مثا ًل للتأليف‪ .‬والايضاح ابلمثةل رمس كام اشةر اليه آبف ًا‪ .‬فاملراد من الرمس التعريف مطلقا ل الرمس‬
‫الاصطاليح‪.‬‬
‫‪( 2‬عمل الشخص) كبه قيل‪ :‬ان امثال هذه الاسامء لإلالقها عىل كيةرين‪ ،‬لكيات ذوات جزئيات‪ .‬فأشار اىل اجلواب‪،‬‬
‫الك من اوعاعه لواحد ل لكثةرين‪ .‬بعم‪ ،‬مع ان كون‬ ‫بأن الامس اذا وعع ابوعاع متعددة لشخاص ل يقت ي اللكية‪ ،‬لن ً‬
‫املصباح مرئي ًا يف املرااي الكثةرة ل خي ّل وحدته لهنا صور ل ذوات‪.‬‬
‫‪( 3‬املرمس) صفة العمل‪ .‬آي هبذا العمل يتقوى الانسان يف بطقه اللفظي‪ ،‬ويتسدد يف بطقه الادرايك‪ ،‬ويزداد يف قوته العقلية‪.‬‬
‫هذا اشارة اىل ان النالق اذلي هو فصل الانسان متضمن لهذه النطوق اليالثة‪ .‬فاملرمس اي املعرف ل الرمس‬
‫الاصطاليح‪. .‬‬
‫‪#177‬‬

‫لوهجه [‪ ]4‬الكرمي لبس انقصا‬ ‫وهللا [‪ ]7‬آرجو ان يكون [‪ ]9‬خالص ًا [‪]9‬‬


‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬التقدمي يقوى جناح "خالصا"‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬لن الاخالص ل يكفي يف حصول اخلالصية‪ ،‬او لعدم المن من دسائس النفس‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬اذ لمناص ابلنص الا يف املس تثىن اليالث يف احلديث‪.‬‬
‫[‪ ]4‬هذا من آساليب التزنيل التزنيلية‪ ،‬املبين عىل النورابية اكلشمس‪ ،‬مث ًال وهجها عني ذاهتا‪ ،‬كام ان ذاهتا عني‬
‫‪4‬‬
‫وهجها‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬التقدمي يقوى) آي تقدمي املفعول يفيد احلرص‪ ،‬وهو يرد توجيه الرجاء اىل غةره تعاىل فيحصل اخللوص به ايضا فيتكرر‬

‫‪122‬‬
‫اخللوص فيتقوى‪.‬‬
‫‪( 2‬لن الاخالص) اي الاخالص مصدر من العبد‪ ،‬واخلالصية اي احلاصل ابملصدر من هللا تعاىل‪ .‬ول لزوم ببهنام‪.‬‬
‫فلبست اخلالصية الا فضال من هللا تعاىل فالتقدمي للتقوية لزم‪.‬‬
‫‪( 3‬اإل يف املس تثىن اليالث يف احلديث) وهو‪ :‬هكل الناس الا العاملون هكل العاملون الا العاملون‪ ،‬هكل العاملون الا‬
‫ايخملصون‪.‬‬
‫‪( 4‬هذا) اي التعبةر عن هللا تعاىل ابعافة الوجه اليه‪.‬‬
‫(من الاساليب اخل) اي من التعبةرات اليت اس تعملها القرآن تزن ًل للتقريب اىل فهم البرش‪.‬‬
‫(اكلشمس مثال) اي بال تشبيه‪ .‬اي ان الشمس كام آهنا لكوهنا بورابية ليفرق بني ذاهتا ووهجها‪ ،‬بل الكهام واحد‪ ..‬كذكل‬
‫وجه هللا تعاىل عني ذاته وذاته عني وهجه‪ .‬مفىت ُآعيف الوجه اليه تعاىل يُراد اذلات‪ .‬اي يكون الاعافة من قبيل اعافة‬
‫املس ّمى اىل الامس‪ .‬فال اإشتال‪.‬‬
‫‪#178‬‬

‫فصل يف جواز الاش تغال به‬


‫به عىل ثالثة آقوال‬ ‫واخللف [‪ ]7‬يف جواز [‪ ]9‬الاش تغال‬
‫[‪ ]7‬ما اعظم رضر الالالق يف مقام التقييد‪ ،‬والتعممي يف مقام التخصيص! ومن هذا تتعادى الاجهتادات‬
‫‪7‬‬
‫املتأخية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬سلب الرضورة الاختيارية‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ما اعظم رضر الالالق اخل) يعين ان جواز الاش تغال ابلالكم مقيد بقيد الاس تعداد‪ ،‬وخاص بذوي القرحية‪ .‬فلو‬
‫اعترب هذا القيد مل يبق اخلالف والشقاق بني ذوي الاجهتادات؛ اذ ل خيفى ان عدم اجلواز اإمنا هو بدون هذا القيد وجوازه‬
‫معه‪ .‬مفن عدم اعتبار هذا القيد هنا وقع بني ذوي الاجهتادات ابيخمالفة ماوقع من العداوة‪.‬‬
‫املعرب عنه ابلببغاء بني الناس حيامن يقول بعضهم لبعض‪:‬‬‫‪( 2‬سلب الرضورة اخل) اي املراد ابجلواز هنا عدم اللزوم العريف ّ‬
‫ينبغي ان يكون الامر هكذا وهكذا‪ ،‬آي يلزم‪.‬‬
‫ولخيفى ان الرضورة الاختيارية اذا انسلبت بقي اجلواز الاختياري العريف فال مابع لالش تغال به عرف ًا‪.‬‬
‫‪#179‬‬

‫فابن الصالح والنواوي [‪ ]7‬حرما وقال قوم [‪ ]9‬ينبغي [‪ ]9‬آن يعلام[‪]4‬‬


‫[‪ ]7‬آي لدائه اىل ترك الواجب‪ ،‬او لجنراره اىل الفاسد‪ ،‬او لختالله ابلبالل‪ ،‬او لحنراف املزاج اذلي يأخذ‬
‫‪7‬‬
‫من لك يشء سبئه‪ .‬وإا ّل فتعصب ابرد‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬عرف يف الاول‪ ،‬لبه نكرة آو معرفة‪ .‬ونكّر يف الياين لبه معرف آو منكر‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫[‪ ]9‬اي ينطلب اي الاببغاء لزوم لبيعي لعقيل آي فطرته مسخرة للعمل‪ .‬فكام آن مقتىض الفطرة يف آفعال‬
‫اجلامدات يوجه ابلرضورة‪ ،‬كذكل مقتضاها يف مظان الاختيار يوجه (ابلرضورة آيض ًا)‪ ،‬لكن من عامل الامر‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪4‬‬
‫[‪ ]4‬لبه مقدمة الواجب‪ ،‬ولبه دليل ترك الرش‪ ،‬وإال فتعصب الصنعة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ان الاس تاذ يشةر اىل آس باب التحرمي‪( .‬آي لدائه اىل ترك الواجب) آي ان مل جيعل مقدمة لعمل التوحيد (او لجنراره‬
‫اىل الفاسد) كجامع احلطب ابلليل‪( .‬او لختالله ابلبالل) اذ املركب من الصحيح والبالل ابلل والاش تغال ابلبالل‬
‫حرام (او لحنراف املزاج) آي احنراف فكره وذهنه عن صوب الصحة‪.‬‬
‫‪( 2‬عرف يف الاول) آي القول القائل ابلتحرمي‪ .‬حيث ذكره ابلكنية والنس بة اىل العمل‪( ،‬لبه معرفة) بني الناس‪( ..‬آو نكرة)‬
‫عند السامع فعرفه هل‪( ..‬ونكر يف الياين) وهو القائل ابجلواز‪( ..‬لبه معرف) آي ابلببت اليت‪( ..‬او منكر) اي لن السامع‬
‫ليعرفهم ولبس لالب ًا ملعرفهتم‪.‬‬
‫‪( 3‬آي ينطلب) من ابب الابفعال اي للب العمل لبيعي ليُطلب بقصد بل ينطلب بنفسه‪( ..‬اذ فطرته مسخرة للعمل)‬
‫اي لتنفك عن العمل‪ .‬فكام ان مقتضاها يف اجلامدات يو ّجه ابلرضورة مثل النار حمرقة ابلرضورة كذكل يف مظان الاختيار‬
‫يوجه هبا مثل الانسان عامل ابلرضورة‪ .‬اي حبسب الفطرة‪( ..‬لكن هذا من عامل الامر) آي والاول من عامل اخللق اذ‬
‫املادايت ابخللق وغةرها من عامل الامر اكلروح‪.‬‬
‫‪( 4‬لبه مقدمة الواجب) وهو التوحيد ور ّد الكفرايت ‪( ..‬ولبه دليل الرش) آي دليل عىل معرفة الرش‪ ،‬لن من مل‬
‫يش تغل ابلالكم ل يفّرق بني الاقوال الساملة والبالةل‪ .‬فلزم الاش تغال به ليعرف البالل ليتوىق منه؛ اإذ ل يتحفظ ممن‬
‫ومما ليعرف‪ .‬كام قال من قال‪:‬‬
‫فت الرش ل للرش لكن لتوقيه ومن ل يعرف الرش من اخلةر يقع فيه‬ ‫عر ُ‬
‫‪#180‬‬

‫جوازه[‪ ]9‬لتامل القرحية[‪]9‬‬ ‫والقوةل املشهورة الصحيحة[‪]7‬‬


‫ياهتدى[‪ ]1‬به اىل الصواب‬ ‫ممارس[‪ ]4‬الس نة[‪ ]1‬والكتاب[‪]6‬‬
‫[‪ ]7‬لن تلقى الامة ابلقبول امارة ترد احلقيقة‪.‬‬
‫ممكّ ٌل ‪" ..‬مكروه" لبه قد يشوش‪" ..‬مباح" لن عمل الش خةر من هجهل‪" ..‬فرض‬ ‫[‪ ]9‬آي "مندوب" لبه َ ِ‬
‫‪7‬‬
‫كفاية" لبه اجملهز‪" ..‬حرام" لغةر املس تعد‪ ،‬للمفهوم ايخمالف‪.‬‬
‫[‪ ]9‬واملس تعد ايضا ‪.9‬‬
‫اعمل! ان من حماسن اخللقة والفطرة تقس مي احملاسن‪ ،‬ومنه ابقسام املشارب‪ ،‬ومنه تفريق املساعي‪ ،‬ومنه امتيال‬
‫فروض الكفاية يف اخللقة‪ ،‬ومنه تقس مي الاعامل‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫بعم‪ :‬برتكه نزرع اكرث من السلف ونس تغل الاقل‪.‬‬
‫[‪ ]4‬اي جمهز ابملنطقني املنجبني‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]1‬آي الس نة الصغرى جبوانّبا الاربعة‪ ،‬تفسةر كبةر لس نة هللا الكربى املنبثة يف العامل الاصغر والاكرب‪.‬‬
‫[‪ ]6‬آي (ذكل الكتاب لريب فيه) اذلي هو متيال س نة هللا يف الفطرة‪ ،‬اليت ل تبديل لها ولحتويل‪ .‬آي املنطق‬
‫الاعظم لالنسان الاكرب‪ ،‬اذلي قوته املفكرة بوع العامل الاصغر وهو الانسان‪.‬‬
‫[‪ ]1‬آي لئال يزل الناظر لنفسه‪ ،‬ول يضل الناظر لغةره‪ .‬فان الاس تدلل للنفي غالب ‪،‬دون الثبات يف العقائد‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي مندوب) اإشارة اإىل ابه جيمتع فيه الاحتام الرشعية‬
‫(لبه اجملهز) آي جيهز العقائد احلقة‪ .‬وتصفيهتا يف لك قطعة من فروض الكفاية‪.‬‬
‫( للمفهوم ايخمالف) آي عكس اكمل القرحية‪ ،‬ابن مل يكن هل قرحية ول كاملها‪.‬‬
‫‪( 2‬واملس تعد ايضا) عطف عىل اكمل القرحية يف املنت‪ .‬اي من هل اس تعداد ابلقوة فقط‪.‬‬
‫‪( 3‬الس نة الصغرى) ويه الس نة احملمدية اليت جوانّبا الاربعة عبارة عن احلديث القدىس والقويل والفعيل والتقريري‪.‬‬
‫وتكل الس نة كشافة للس نة الكربى املنترشة بني ابواع ذوي احلياة وبني لبقات التائنات من القوابني والارتبالات اليت‬
‫لتبديل لها ولحتويل‪.‬‬
‫‪( 4‬فان الاس تدلل اخل) حاصهل‪ :‬ان احلق والصواب يف املسائل آقل‪ ،‬وغةر الصواب اكرث واغلب‪ .‬فالحتياج اىل ادللئل‬
‫النافية لغةر الصواب اكرث وآغلب من امليبتة للصواب‪.‬‬
‫‪#181‬‬

‫فصل يف ابواع العمل احلادث‬


‫ودرك[‪ ]4‬نس بة[‪ ]1‬بتصديق ومس‬ ‫ادراك[‪ ]7‬مفرد[‪ ]9‬تصور ًا [‪ ]9‬عمل‬
‫[‪ ]7‬للنفس يف الادراك فعل‪ ،‬يس تتبع اعافة‪ ،‬تس تلزم ابفعا ًل‪ ،‬يس تودل كيفية‪ ،‬تسرتدف صورة‪ .‬مع اهنا عمل‬
‫‪7‬‬
‫معلوم ايضا‪ .‬والاول صفة‪ .‬والياين مظروف لذلهن‪.‬‬
‫[‪ ]9‬اي ولو حكام ابجاملية النس بة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬الالالق املس تفاد من الالالق تقييد‪ .‬اي التصور املطلق ل مطلق التصور‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ّ ]4‬غةر ملغايرة النوعني يف التعلق ل يف املتعلق فقط؛ فان الاول اكحلل‪ ،‬والياين اكلربط والعقد‪.‬‬
‫[‪ ]1‬آي درك ان النس بة واقعة مفصةل مسرتدف الاذعان‪ .‬ل درك نس بة؛ فابه رشط او شطر‪ .‬ول درك وقوع‬
‫النس بة؛ فابه اتبع ‪.4‬‬
‫‪125‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬مع اهنا عمل معلوم ايضا) آي الادراك عبارة عن الصورة احلاصةل يف اذلهن‪ .‬فتكل الصورة من حيث ينتقش ويتصف‬
‫هبا اذلهن تكون علامً وصفة‪ .‬ومن حيث حصولها يف اذلهن تكون مظروفة لذلهن ومعلوم ًا لتعلق ذكل الابتقاش به‪.‬‬
‫‪( 2‬آي التصور املطلق لمطلق التصور) دف ٌع ملا يومهه قول الناظم من عدم املطابقة بني التعريف واملعرف‪ ،‬اذ املتبادر‬
‫من قوهل (تصور ًا عمل) مطلق التصور آي سواء اكن ذكل التصور مع احلمك او ل‪ .‬وهذا عام يشمل التصور مع احلمك ايضا‪،‬‬
‫لن حمل حصوهل اذلهن‪ .‬وهبذا الاعتبار يكون املعرف امع من التعريف‪.‬‬
‫وجه ادلفع ان املعرف هنا اعين (تصورا) لكوبه غةر مقيد‪ ،‬مقيد ابللالق‪ ،‬آي التصور املطلق‪ .‬وهو خاص ليشمل‬
‫التصور مع احلمك‪ .‬فاملعرف يساوي التعريف فال اشتال‪.‬‬
‫‪( 3‬غةر ملغايرة اخل) آي بدّ ل الادراك ابدلرك‪ ،‬لن التصور والتصديق كام تغايرا يف املتعلق لبه يف الاول املفرد ويف الياين‬
‫احلمك تغايرا يف التعلق ايضا‪ .‬لن التعلق يف الاول بطرىف القضية ويف الياين ابلنس بة ببهنام‪ .‬ولخيفى ان وجود النس بة‬
‫يتوقف عىل العقد والربط بني الطرفني والاول يدل عىل الابفصال بني الطرفني واحنالهلام عن النس بة‪.‬‬
‫‪( 4‬اي درك ان النس بة واقعة) يعين ان الظاهر من هذا القول‪ :‬ان الناظم ذاهب اىل مذهب القدماء من آن التصديق‬
‫عندمه عبارة عن درك النس بة التامة اخلربية آي درك اليبوت بني الطرفني‪ .‬بناء عىل ان اجزاء القضية عندمه ثالثة‪:‬‬
‫املوعوع واحملمول وثبوت الياين لالول‪ .‬لكن عند املتأخرين عبارة عن درك وقوع اليبوت ببهنام‪ .‬فالجزاء عندمه اربعة ان‬
‫جعل اليبوت املسمى عندمه ابلنس بة بني بني شطر ًا اي جزء او ثالثة ان جعل رشلا‪.‬‬
‫وصف الاس تاذ ذكل الادراك ابلذعان يف سائر رسائهل اي الالمئنان القليب اإشارة اإىل ان القائل »للكمة التوحيد« من‬
‫غةر اذعان والمئنان مبفهوهما ليفوز حبقيقة الاميان‪.‬‬
‫‪#182‬‬

‫لبه[‪ ]9‬مقدم ابلطبع[‪]9‬‬ ‫وقدم الاول[‪ ]7‬عند الوعع‬


‫[‪ ]7‬وإان اكن متأخر ًا يف ايهناية‪ ،‬لبه النتيجة‪ .‬اذ التصديقات معرفة نسب الش ‪ .‬ونسب الش رمس صورته‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫[‪ ]9‬اذ لبس للجعل ان يعزل مابصبه اخللق‪ .‬وان الصنعة تلميذ الطبيعة‪ ،‬بورها مس تفاد مهنا‪ .‬وان الاختيار‬
‫‪9‬‬
‫ممتم الفطرة مابع املابع ولينوب عهنا‪.‬‬
‫[‪ ]9‬اي رشط او جزء‪ ،‬ولجيوز تقوم الش ابلنقيضني‪ ،‬او اشرتاله بنقيضه؛ لن التصور لبس جنسا ولذاتي ًا‬
‫‪9‬‬
‫للتصورات‪ ،‬بل عرض عام اكملصطلحات لفرادها‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حاصهل‪ :‬ان التصديق لكوبه يتوقف عىل تصور اجزاء القضية يكون التصور مقدم ًا عليه‪.‬‬
‫وكذا ان التصديق عبارة عن معرفة نس بة املوعوع اإىل محمولته‪ ،‬كنس بة زيد اإىل التاتب والشاعر وغةرهام وتكل النس بة‬
‫رمس انقص هل وهو يفيد حصول صورته يف اذلهن‪ .‬وما هذا إا ّل تصور‪ .‬فالتصديق ينجر وينهتئي اىل التصور‪ .‬فالتصور‬
‫‪126‬‬
‫بتيجة للتصديق متأخر عهنام‪.‬‬
‫‪( 2‬اإذ لبس للجعل) حاصهل‪ :‬آن التصور رشط آو جزء للتصديق وهام مقدمان عىل اللك‪ ،‬واملرشوط لبعا وفطرة‪ .‬فلبس‬
‫للواعع آن خيالف مقت ي اخللقة ابختياره عاز ًل للفطرة‪ ،‬لن الاختيار امنا هو تلميذ يتلو تلو اس تاذه ولينوب منابه‪ .‬وإامنا‬
‫وظيفته دفع املوابع لإكامل اخللقة‪.‬‬
‫‪( 3‬آي رشط آو جزء) دفع ملا يقال‪ :‬من آن التصور والتصديق عدان آو بقيضان‪ ،‬فكيف يكون احدهام جزء ًا آو رشل ًا‬
‫للخر؟‬
‫وحاصل ادلفع‪ :‬آن الرشط او اجلزء للتصديق امنا هو التصور اخلاص ل التصور اذلي هو عرض عام‪ .‬وإامنا يلزم ذكل لو‬
‫اكن ذاتي ًا للتصورات‪.‬‬
‫‪#183‬‬

‫والنظري[‪ ]7‬ما احتاج[‪ ]9‬للتأمل[‪ ]9‬وعكسه[‪ ]4‬هو [‪ ]1‬الرضورى[‪ ]6‬اجليل‬


‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬آي مهنام‪ ،‬آي الادراك وادلرك مبعىن املدرك‪ ،‬آي ماصدق عليه يف زمان ما‬
‫[‪ ]9‬آي ابلعموم وإا ّل فالإلهام والتعلمي والتصفية من لرقه ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬آي اس تكشاف الرتب متحراكً لتحصيل املادة‪ ،‬مسرتدف ًا لتجريد اذلهن عن الغفالت‪ ،‬مس تتبع ًا لتحديق‬
‫العقل حنو املعقولت‪ ،‬مس تصحب ًا ملالحظة املعلوم لتحصيل اجملهول‪ ،‬منهتي ًا اىل البسائط‪ .‬مث متحراكً لتحصيل‬
‫الصورة‪ ،‬مس تصحب ًا للتفطن‪ ،‬مس تلزم ًا لرتتبب الامور‪ ،‬مودل ًا للمرتبية احلاصةل ابملصدر‪" .‬هذه احلقيقة مزقها‬
‫العوام شذر ًا مذر ًا" ‪.9‬‬
‫‪4‬‬
‫[‪ ]4‬آي ل منطق ًا ول لغة‪.‬‬
‫[‪" ]1‬هو" للجمع و "ال" للمنع او للبداهة كوادلك العبد ‪. .1‬‬
‫[‪ ]6‬آي اذلهين ل اخلاريج مقابل الإمتان ‪. .6‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي مهنام) راجع للتصور والتصديق‪ .‬لمفرس مبا بعده‪ ،‬لبه غةر مذكور‪.‬‬
‫(مبعىن املدرك) اول ابمس املفعول ليصح امحلل‪ .‬ولشمول التعريف ملا يدرك بعد معم الزمان بقوهل (يف زمان ما)‪.‬‬
‫‪( 2‬اي ابلعموم) اي ادلرب الكبةر والطريق العام‪ .‬وإال فهل لرق اخرى اكللهام والتعلمي والتصفية‪.‬‬
‫‪( 3‬اي اس تكشاف الرتب) حاصهل ان لذلهن لحضار ادلليل حركتني احداهام ابه يدور يف ساحة املعلومات واملعقولت‬
‫يبحث عام يناسب لإثبات مدعاه‪ .‬فاذا وجد تكل املقدمات املناس بة مجعها وخيمت حركته الاوىل للامدة‪ .‬مث يعود اثبي ًا‬
‫الك من املقدمات يف موععها مراعيا للرشائط‪ ،‬فتتشلك الصورة ايضا فيمت ادلليل ويصل اىل‬ ‫لتحصيل الصورة‪ ،‬فيضع ً‬
‫املطلوب‪. .‬‬
‫‪( 4‬اي ل منطقا ول لغة) اي املراد من العكس هنا املعىن العريف اذلي هو عبارة عن الضدية فقوهل (عكسه) اي عده‬

‫‪127‬‬
‫ل العكس املنطقي‪ ،‬اذلي هو عبارة عن تبديل الطرفني‪ ،‬ول اللغوي اي الابتقال من هجة اىل هجة مثل الابعتاس‪.‬‬
‫‪( 5‬هو للجمع) اي لالشارة اىل جامعية التعريف‪ ،‬لن (هو) يدل عىل حرص املعرف يف التعريف (وال للمنع) آى لدللةل‬
‫عىل كون التعريف مابعا عن الاغيار لبه للعهد اخلاريج او للبداهة كام ان (ال) يف (وادلك العبد) للبداهة‪. .‬‬
‫‪( 6‬اي اذلهين) اي البدهيئي لبه هو الضد للنظري‪ .‬اما اخلاريج فمبعىن الوجوب اذلي هو مقابل وعد لالمتان‪. .‬‬
‫‪#184‬‬

‫ومابه[‪ ]7‬اىل تصور[‪ ]9‬وصل[‪ ]9‬يدعى[‪ ]4‬بقول شارح[‪ ]1‬فلنبهتل‬


‫[‪ ]7‬هذا قول شارح للقول الشارح‪:‬‬
‫ان ادخلت يف "ما" القاموس‪ ،‬وقسم من التقس اميت‪ ،‬واكرث التفسةرات‪ ،‬ولك ايمتييالت ومجيع الامثةل مل ميتل‬
‫‪...7‬‬
‫مايف الباء من الس ببية عةل معدة حضور ًا وجمامعة حصول ‪..9‬‬
‫آي ذا ًات او صفة او لزم ًا موعوع ًا او مفهوم ًا بنوعيه‪ ،‬او مدلول بأبواعه‪ ،‬او مراد ًا‪ ،‬او ماهية حقيقية او اعتبارية‬
‫او اصطالحية مفصال او مجمال اتما‪ ،‬او انقصا ابلعلل او املعلولت او بلكاهام ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬اي متصور ًا بوجه‪ ،‬فاإن اجملهول املطلق كام ميتنع احلمك عليه ميتنع تعريفه‪...‬‬
‫[‪ ]9‬مصدره انئب فاعل‪ ،‬مزيابه ومفهومه روح لك محمولته وجنس عال لها‪ .‬كام ان املعلوم اب ملوعوعاته و‬
‫"املعلوم موصل" ام مسائهل ‪...4‬‬
‫[‪ ]4‬اي ادلعاء‪ .‬هذا آخر صــــورة انهتت اياها هذه النســــبة منـاد عىل امسية التـعريـف لإحضــار ذات وقول‪.‬‬
‫اي مركب ولو ذهنــا‪ .‬لن البســائط لتـعرف بل‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ان دخلت يف ما) يعين آن لـ (ما) بطنا لو آدخل فيه مجيع ماذكر ‪-‬لكن من قسم التصورات‪ -‬مل ميتل ومل يش بع‪.‬‬
‫يعين آن لك مايف جوف (ما) مما ذكر تعريفات توصل اىل معرفات‪..‬‬
‫‪( 2‬ما يف الباء من الس ببية) يدل عىل آن التعريف عةل لحضار املعرف‪ ،‬حبيث لوله مل حيرض‪ .‬وبعد الاحضار واحلصول‪،‬‬
‫عةل جمامعة ومقاربة معه لتنفك عنه للزوم ببهنام‪.‬‬
‫‪( 3‬آي ذاات او صفة اخل) اإن شئت اإيضاح هذه الاقسام مع الامثةل فراجع قرب الاس تاذ ريض هللا عنه وآرعاه (وهو‬
‫يف ربوة رفيعة من رّب ولية اس بارلة مس تور جمهول ممنوع عن الناس!!!)‪.‬‬
‫‪( 4‬آي مصدره انئب فاعل مزيابه) آي فعل الوصول عىل آبه من ابب التضمني (ومفهومه) هو الوصول‪ :‬حاصهل‪ :‬آن‬
‫التعريف اكلب ملقح للمعرف‪ .‬آي انخف لروح الوصول يف رمح املعرف‪ .‬فالتعريف موعوع واملعرف محمول والوصول روح‬
‫منفوخ منه يف رمحه‪ .‬فلك املسائل داخةل يف (املعلوم موصل) آي املعلومات موصةل اىل اجملهولت‪...‬‬
‫‪#185‬‬

‫‪128‬‬
‫حتدس حدسا ‪..7‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]1‬اي مس تقرئ موال النشو‪ ،‬ومدارج الاس تكامل‪ ،‬وحملل يرد الش اىل اصهل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي ادلعاء) اى مصدره ادلعاء مبعىن النداء آي يسمي وينادي‪..‬‬
‫(هذا) آي بدائه ابلقول الشارح وتسميته به آخر صورة ينجر وينهتئي اياها النس بة التضائفية بني العرف واملعرف‪ ،‬اذ ببهنام‬
‫تضايف‪ .‬آي التسمية امنا تتحقق بعد متام الوصول لن الامس بعد متام املسمى‪( ..‬هذا) مبتدآ (آخر) خربه الاول (مناد)‬
‫خربه الياين‪ .‬آى يدل عىل ان التعريف امس ملا اكن مركبا من ذات وصفة ولو ذهنا‪ ،‬اكلنالق يف احلد الناقص‪ .‬اذ البس يط‬
‫ل يعرف وامنا يعرف ابحلدس آى الابتقال دفعة وجفأة من املعلوم اىل اجملهول‪..‬‬
‫‪ 2‬آي (مس تقرئ) اي التعريف مفتش يبحث عام ينشأ وحيصل عنه املعرف من الاجناس والفصول واخلواص‬
‫والاعراض‪ .‬وكذا حملل شارح يرد املعرف اىل آصهل‪ .‬مثال‪ :‬ان من يريد آن يعرف الانسان يتحرى آول ما يرتكب منه من‬
‫الاجناس اكجلوهر واجلسم واجلسم النا ي واحليوان‪ .‬ومن الفصول اكلقابل لالبعاد اليالثة والنا ي واحلساس والنالق‪ .‬مث‬
‫جيمعها ساترا لها يف بطن احليوان النالق فيتودل الانسان‪.‬‬
‫‪#186‬‬

‫حبجة[‪ ]1‬يعرف[‪ ]6‬عند العقال[‪]1‬‬ ‫وما [‪ ]7‬لتصديق[‪ ]9‬به[‪ ]9‬توصال[‪]4‬‬


‫[‪" ]7‬ما" موصوفة‪ ،‬اي تصديق‪ ،‬اي لتصور‪ .‬لن النوعني غةر متجانسني فال يتوادلان وإان تالزما‪...‬‬
‫[‪ ]9‬كام تضمن الالم "اىل" تضمن "توصل" "تلكف"‪ .‬فالول متعلق ابلياين‪ ،‬اذ هذا التصديق مدعي‪ .‬والياين‬
‫ابلول‪ ،‬اذ هو بتيجة ابول وابللالق آو التخييل آيض ًا ‪...7‬‬
‫[‪ ]9‬وابجلزيئ عىل اجلزيئ‪ ،‬او اجلزيئ عىل اللكي‪ ،‬او ابللكي عىل اجلزيئ ‪.9‬‬
‫[‪ ]4‬زاد هنا وجرده يف التصور ل إالشتال يف الشتال‪ ،‬والاشتباك يف ادلليل‪" .‬ومصدر اجملرد انئب فاعل‬
‫املزيد" اي وصول لزم ًا اىل معلوم‪ ،‬او مظنون ذلات ادلليل‪ ،‬او صورته او موهوم او متخيل او هجل مركب‬
‫‪..9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬كام تضمن (الالم) معىن (اىل) اي لن الوصول يتعدى ابإىل (تضمن توصل معىن تلكف) لن الوصول حيصل ابللكفة‬
‫فناسب تضمني التوصل‪ .‬فالالم يف (لتصديق) هل معنيان‪ :‬معناه الاصيل‪ ،‬ومعىن (اىل)‪( .‬فالول) اي اذا بظر اليه ابملعىن‬
‫الاصيل (متعلق ابلياين) التلكف املتضمن للتوصل (اذ هذا التصديق) اي مدخول الالم (مدعى) ويف اثبات املدعي‬
‫اجملهول لكفة‪ ،‬فناسب تعلقه ابلتلكف (والياين) اى الالم ابملعىن الياين (متعلق ابلول) اي التوصل املتضمن (اذ هو) اي‬
‫التصديق املدخول لالم (بتيجة ابول) آي س يؤول وسةرجع ويصةر بتيجة‪ .‬ويف بتاهجا ل يوجد اللكفة فاملناسب تعلقه‬
‫ابلتوصل ل ابلتلكف‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫(وابللالق آو التخييل آيض ًا)‪ ،‬آي ذكل التصديق املدخول لالم لكوبه غةر مقيد شامل للقسمني‪ .‬آي ما اكن مدعى وما‬
‫اكن بتيجة‪ ،‬وابلتخييل والتقدير ايضا ميكن الشمول للقسمني‪.‬‬
‫‪( 2‬وابجلزيئ عىل اجلزيئ) آي الوصول قد يكون ابجلزيئ عىل اجلزيئ‪ ،‬مثل‪ :‬هذا زيد‪ ،‬وزيد عاحك‪ ،‬فهذا عاحك‬
‫(وابجلزيئ عىل اللكي) كام يف احلدس يات‪ ،‬اكلبتقال من بعض الامارات اىل املطلوب اللكي (وابللكي عىل اجلزيئ)‬
‫مثل ‪:‬لك انسان حيوان ولك انسان اكتب فبعض احليوان اكتب‪.‬‬
‫‪( 3‬زاد هنا) قائ ًال توصل من املزيد (وجرد هناك) قائ ًال وصل من الياليث (لالشتال يف الشتال) بكرس آول الاول‬
‫وفتحه يف الياين‪ .‬يعين آن الإشتالت الواقعة يف الاشتال والرضوب والقياسات آجربت عىل ترجيح املزيد عىل اجملرد‬
‫اشارة اىل زايدة اللكفة هنا‪.‬‬
‫(ومصدر اجملرد انئب فاعل املزيد) يعين آن (توصل) لكوبه بناء اجملهول يقت ي انئب الفاعل ول مفعول ينوب منابه لكوبه‬
‫غةر متعد فأشار الاس تاذ اىل آن مصدر اجملرد آعين الوصول انئب عن فاعهل‪.‬‬
‫مفعىن توصل (وقع الوصول) (آي وصول) مفعول مطلق بوعي (لزما) صفة لالشارة اىل اللزوم بني ادلليل والنتيجة (اىل‬
‫معلوم) متعلق ابلوصول آي بتيجة ذات يقني (او مظنون) آي من الظنيات (ذلات ادلليل او صورته) آي سبب الظنية‬
‫ما وجد يف ادلليل او صورته من موجبات الظن (او موهوم) آي من الومهيات‪.‬‬
‫‪#187‬‬
‫[‪ ]1‬اعمل!‬
‫اهنا نسابة انسال احلاداثت‪ ،‬ورسادة سالسل مناس بات التائنات‪ ،‬ومتيال جماري احلياة من جرثوم احلقيقة‬
‫العظمى اىل ايمثرات ‪..7‬‬
‫[‪ ]6‬جماز من "يتحد" وهو من "حيمل" وهو من "حيدد" واملعرفة يه كيفية هذه النس بة‪ ،‬اشارة اىل اس تغناء‬
‫هذه ادلعوى عن ادلليل‪...‬‬
‫[‪ ]1‬الالم عوض الصفة اي املنطقيني‪ .‬ل الاعافة لن "عاقال" من ذي كذا ‪.9‬‬
‫واعمل!‬
‫ان اللك اكلنسان مثال‪ :‬يف حمك مصدره جزئه مس ترت حتت جزئه او خلفه اكلعني للمفتش والاذن للجاسوس‬
‫والعقل للمنطقي ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اعمل اهنا نسابة لنسال‪ ..‬اخل) الضمةر عائد للحجة‪( .‬نسابة) صفة مبالغة من النس بة‪ .‬مبعىن كيةر املعرفة ابلنساب‪.‬‬
‫والنسال مجع نسل مبعىن اذلرية‪ .‬آى احلجة الالهية كهنا اترخي جامع للحاداثت الكوبية وعارف بتناسل بعضها عن بعض‪.‬‬
‫(ورسادة سالسل) آى مركز لجامتع تكل السالسل كهنا »سابرتال« حمل ومرابط لتكل السالسل‪.‬‬
‫‪( 2‬الالم) اي الالف والالم يف العقالء (عوض) اي بدل (عن الصفة) اي عقالء منطقيني (ل الاعافة) اي عقالء‬
‫‪130‬‬
‫املنطق‪ .‬لن العاقل لبس ابمس فاعل حىت يضاف اىل مفعوهل (بل هو من ذي كذا) اي من ابب ذي كذا‪ .‬فاملعىن عند‬
‫ذوي العقول من املنطقيني‪.‬‬
‫‪ 3‬واعمل!‬
‫(ان اللك اكلنسان) اي املركب من اجزاء اكلعني والاذن وغةرهام اذا وقع (يف حمك) اي فعل (مصدره) امس متان مضةره‬
‫عائد للحمك مبتدآ خربه (جزؤه) والضمةر راجع لللك‪ .‬وامجلةل صفة احلمك مثل (تسس زيد) فان التجسس يكون ابلذن‪.‬‬
‫فالقاعدة يف التعبةر عن ذكل احلمك والفعل اما استتار الفاعل اي اللك يف ذكل اجلزء او اعافة اللك اليه بواسطة (ذو)‬
‫فيقال للشخص املنطقي عاقل او ذو عقل لن املنطق يصدر من العقل وللمفتش عاين او ذو عني هكذا‪ .‬واىل هذا آشار‬
‫بقوهل (مس ترت حتته او خلفه) اكلعني للمفتش والاذن للجاسوس والعقل للمنطقي‪.‬‬
‫‪#188‬‬

‫ابواع ادلللت الوععية‬


‫دلةل[‪ ]7‬اللفظ[‪ ]9‬عىل ما [‪ ]9‬وافقه[‪ ]4‬يدعوهنا[‪ ]1‬دلةل املطابقة[‪]6‬‬
‫[‪ ]7‬هذه يه اليابية من احوال اللفظ الاربعة اليت يقسمها اللفظ واللغة واملنطق والبيان والاس تنباط الاصويل‬
‫من الوعع وادللةل وا إلس تعامل والفهم ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬اعمل!‬
‫ماآدق حمكة هللا يف اللفظ وما آجعب شأبه وما آلطفه بقشا! ان الرابط بني مأخذي جنس الانسان وفصهل هو‬
‫النَ َفس ذو الرآسني‪ ،‬املوظف بوظيفتني‪ ،‬صاحب ايمثرتني‪ ،‬املوجه اىل القبلتني‪ ،‬املمثر اسافهل لنار حياة احليوان‬
‫مع تصفية ماهئا‪ ،‬واملودل آعاليه حلراكت بطق النالق‪.‬‬
‫فبدخوهل اىل عامل الغيب يصفي ادلم امللوث اببقاض احلجةرات احمللةل‪ ،‬برس امزتاج (مودل امحلوعة الهوايئ‬
‫بكربوبه) بسبب العشق الكمييوي‪ .‬فاذ ميزتج العنرصان يتحد لك جزئني مهنام‪ .‬واذ يتحدان يتحراكن حبركة‬
‫واحدة‪ .‬فتبقى احلركة الاخرى معلقة ابقية‪ .‬فبرس "حتول احلركة حرارة واحلرارة حركة" تنقلب تكل احلركة‬
‫الباقية املعلقة حرارة غريزية‪ .‬اعين انر حياة احليوان‪ .‬فبيامن خيرج النَ َفس من عامل الغيب اىل عامل الشهادة تعب ًا اذ‬
‫يتداخل يف ايخمارج متكيفا ابلصوت والصوت يتفرق عىل املقالع متحول حروف ًا "اجدى من تفاريق العصا"‪ .‬ببامن‬
‫يه قطعات صوت لحراك لها‪ .‬اذ صارت آجسام ًا لطيفة جعيبة النقوش‪ ،‬غريبة الاشتال‪ ،‬حامةل‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اليت ابقسمها اللفظ واللغة اخل) ان قيل املقسوم آربعة واملقسوم عليه مخسة فكيف يصح التقس مي؟ قلت‪ ،‬بعم‪ ،‬لكن‬
‫التقس مي آيض ًا عىل آربعة‪ ،‬اذ اللفظ خارج عن املقسوم عليه‪ ،‬اذ الوعع انظر اىل اللغة وادللةل اىل املنطق والاس تعامل‬
‫للبيان والفهم لالصول‪ .‬لكن لتظنن آن اللفظ بقي خارجا عن التقس مي‪ ،‬بل هو اكلم لهذه الاربعة تأخذ من حصة لك‬

‫‪131‬‬
‫واحد‪ ،‬اإذ بيده رآس حصة لك مهنا‪ ،‬حيث يقول اللغوى وعع اللفظ لهذا املعىن واملنطقي دلةل اللفظ عىل هذا املعين‬
‫مطابقة وهكذا‪..‬‬
‫فاللفظ داخل يف حصة لك‪ .‬وهبذا الاعتبار تأخذ الام من حصص الاولد اربعا‪..‬‬
‫‪#189‬‬

‫لالغراض واملقاصد‪ ،‬تتطاير مرتمنة من آواكرها‪ ،‬مرسةل اىل ماقدر لها صابعها احلكمي سفراء بني العقول‪ .‬فاللفظ‬
‫زبد الفكر‪ ،‬صورة التصور‪ ،‬بقاء التأمل‪ ،‬رمز اذلهن‪ .‬فبسبب اخلفة والتعاقب وقةل املؤبة وعدم املزامحة وعدم‬
‫القرار تر ّجح اللفظ لهذه النعمة العظمى‪ :‬مفا آهجل من يكذب او يرسف بقمية هذه النعمة!‪.‬‬
‫[‪" ]9‬آي املفرد" لن دلةل املركب عىل جزء معناه مطابقة‪ .‬واللفظ امارة ورمز عىل ما يف اذلهن عىل مذهب‪،‬‬
‫وعىل مايف اخلارج عىل مذهب ‪..7‬‬
‫[‪ ]4‬آي مقدار قامات املعاين‪ ..‬ل يش تىك قرص مهنا ول لول ‪.9‬‬
‫[‪ ]1‬فيه مامر يف "يدعى" فان نس بة احلمك لها صور متفاوتة واس تحالت متسلسةل ‪.9‬‬
‫[‪ ]6‬وإان قارهنا دلةل التضمن والالزتام بتسلمي بقاء الضعيف مع القوي‪ ،‬ووجود ادللةل بدون الارادة؛ لن‬
‫احليثية مرادة يف "مقول الاعافة" برس ان احلمك عىل املش تق وما يف معناه يدل عىل التقييد ‪...4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي املفرد) لن الالم يف اللفظ للعهد والاشارة اىل املفرد فال يرد عىل حرص التقس مي ومجعه دلةل املركب عىل جزئه‬
‫مطابقة عىل ماس يج فال تبقى خارجة عن التقس مي وعن اقسام ادللةل‪ ،‬لن املقصود من الوعع يف ادللةل املطابقية لبس‬
‫وعع اللفظ لعني املعىن بل ما اكن للوعع فيه مدخل‪..‬‬
‫‪( 2‬اي مقدار قامات) اقتباس من شعر الشاعر‪:‬‬
‫عىل مقدار قامات املعاين‬ ‫والفاظ رقاق النسج قدت‬
‫‪( 3‬فان نس بة احلمك) بعم‪ .‬ان دلةل اللفظ عىل املعىن لها صور وعنواانت متخالفة اكلتطابق والتضمن والالزتام وابقالابت‬
‫متسلسةل بتبدل املواعع والرتاكيب‪ .‬مثال‪ :‬ان النالق يكون اترة مدلو ًل تضمني ًا واترة الزتامي ًا وهكذا‪..‬‬
‫‪( 4‬لن احليثية مرادة) عةل ملقدر‪ :‬كبه قيل بعد تسلمي املقاربة والبقاء ليصح ولخيص التسمية ابملطابقة فأجاب‪ :‬ابن احليثية‬
‫مرادة واجملوز إلرادهتا ترتب احلمك عىل املش تق كام هنا‪ .‬اي من حيث وافقه‪..‬‬
‫‪#190‬‬

‫فهو الزتام ان بعقل[‪ ]4‬الزتم[‪]1‬‬ ‫وجزئه[‪ ]7‬تضمن ًا[‪ ]9‬وما[‪ ]9‬لزم‬


‫[‪ ]7‬مبقدمتني بقلية وعقلية‪ .‬ببقية ارادة واحدة‪ ،‬لمس تقةل‪ .‬والا مفطابقة جماز او حقيقة قارصة‪ .‬ول ابرادة‬
‫مشرتكة وإا ّل مفجاز وحقيقة‪ .‬وابدلخول يف جواب ما هو‪ ،‬ل الوقوع يف لريق ما هو‪ .‬مفا ذكر عند املنطقيني وإا ّل‬
‫مفطلق ‪.7‬‬

‫‪132‬‬
‫[‪ ]9‬هذا والالزتام مصدران جعليان مش تقان من ادللةل التضمنية والالزتامية ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬آي خارج وإا ّل تداخل القسامن ‪.9‬‬
‫[‪ ]4‬آي عقلي ًا ببّنا آخص عند املنطقي‪ .‬وا ّل فسواء عقلي ًا او عاد ًاي او عرفي ًا او رشعي ًا او اصطالحي ًا او دامئ ًا او‬
‫موقت ًا للكمة او الكم آو قصة‪ .‬او الالزم لتصور آو تصديق او ختييل او معىن من املعاين احلرفية اليت لولن‬
‫لها‪ ،‬تبعيا او قصداي ‪.4‬‬
‫[‪ ]1‬اي وان اكن عد ًا اإذ كيةر ًا ما يكون اقرب الاش ياء اىل الش خطور ًا عده‪ ،‬لس امي اذا ابضاف اىل الضدية‬
‫الاعافية‪ .‬حىت قيل ان النقيض بظةر بقيضه ‪.1‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬مبقدمتني) اي دلةل اللفظ عىل جزء املعىن اثبتة مبقدمتني بقال وعقال‪ .‬آما بقال‪ :‬فلن دلةل اللفظ عىل جزء املعىن‬
‫لبست همجورة‪ ،‬بل يه اثبتة عند العلامء ومعتربة يف الاحتام‪ .‬وآما عقال‪ :‬فلن وجود املركب امنا هو بوجود الاجزاء‬
‫ولولها مل يوجد‪ ،‬فاس تلزامه لها ودللته علاها رضورية‪.‬‬
‫(وابدلخول يف جواب ماهو) عطف عىل (ببقية) اشار به اىل لزوم تصور ذكل اجلزء ابجلزئية والا مل تكف ادللةل تضمنا‪.‬‬
‫وامنا يعمل ذكل التصور بصالحية ذكل اجلزء لدلخول يف جواب ماهو لن تعبةر ادلخول خاص ابلجزاء والوقوع عام‬
‫فاحليثية مرادة‪ .‬اي من حيث هو جزء‪ .‬وإاىل هذا آشار بقوهل (ل الوقوع يف لريق)‪.‬‬
‫‪( 2‬وهذا) آي التضمن (والالزتام مصدران) توجيه ملا يقال‪ :‬من ان التسمية ابلتضمن والالزتام لبست بصحيحة اذ لجيوز‬
‫محلهام عىل ادللةل‪.‬‬
‫وجه التوجيه‪ :‬اهنام مصدران جعليان اي مش تقان اي مشقوقان اي متغةران اي حمرفان من التضمنية والالزتامية‪ .‬مثل‬
‫»مشو من مشس ادلين«‪.‬‬
‫‪( 3‬اي خارج) ليخرج ادلاخل من مشول (ما) (وا ّل تداخل القسامن) آي التضمن والالزتام لن اجلزء ادلاخل لزم‪.‬‬
‫‪( 4‬اي عقليا ببنا) هذه الاقسام املذكورة املتساوية عند غةر املنطقي‪ ،‬ايضاُحا ابلمثةل لبس يف وسع (عبد اجمليد) الن‬
‫بل مدفون مع الاس تاذ !‪.‬‬
‫‪( 5‬حىت قيل ان النقيض بظةر بقيضه) اكلنور والظلمة والليل وايهنار‪ ،‬فان تصور لك خيطر الخر ابلبال‪.‬‬
‫‪#191‬‬

‫فصل يف مباحث الالفاظ‬


‫اإما مركب[‪ ]9‬وإاما مفرد[‪]9‬‬ ‫مس تعمل[‪ ]7‬الالفاظ حيث يوجد‬
‫[‪ ]7‬مسور لكية هذه القضية الاس تغراق املكسوب من املضاف اليه‪ ،‬لوصفية املضاف‪ .‬لبه محلية‪ .‬والسور‬
‫"حيث" من حيث آهنا شباهة املنفصةل ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬املركب املركب مع مع مفرد ومع من مركب من ‪...9‬‬
‫‪133‬‬
‫[‪ ]9‬اي مع عدم اعتبار الغةر ل اعتبار عدم الغةر‪ .‬آخّره مع تقدمه لن مافيه من العدم حادث ل آصيل‪ .‬اذ وعع‬
‫الالفاظ لليفيد معاناها لتعيهنا او ًل‪ ،‬بل ليفيد مايعرعها ابلرتكيب‪ .‬فاملركب مقدم‪ .‬كام يف دلئل الاجعاز ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬مسور لكية هذه القضية) حاصهل‪ :‬ان تشلك هذا التقس مي يف شلك قضية محلية لكية شباهة ابملنفصةل‪ .‬موعوعها‬
‫(مس تعمل)‪ ،‬محمولها املردد بني اإما و او‪.‬‬
‫لكيهتا حملافظة حرص التقس مي ومجعه‪ .‬اذ لولها مل يكن جامعا لالقسام‪.‬‬
‫وسورها الاس تغراق املس تفاد من الالم يف املضاف اليه‪ ،‬اذ ل يكتسب الاس تغراق من املوعوع املضاف لبه وصف‬
‫ل افراد هل ذلاته‪.‬‬
‫وش ّبها ابملنفصةل يف كون الرتدد بني جزيئ احملمول ل بني قضيتني‪ .‬مث ان محمول هذه القضية امحللية لكوبه اكملنفصةل لبد‬
‫ان يكون لكية مسورة اكمحللية ايضا حمافظة حلرص التقس مي لكن الاس تغراق يف الرشليات ابعتبار الازمان والاوعاع‪.‬‬
‫وسور هذه املنفصةل (حيث) مفعىن تكل القضية‪ :‬لك لفظ مس تعمل يف لك زمان وعىل لك وعع اما مفرد او مركب‪.‬‬
‫‪( 2‬املركب املركب مع مع مفرد) لن واحدا من جزيئ املركب وقع بعد مع‪ ،‬ومل يبق فيه الا جزء واحد فهو قبل ذكر ما وقع‬
‫بعد مع مفرد‪( .‬واملركب مع من مركب من‪ ). .‬لن من بيان وتفسةر ملا قبهل‪ ،‬فلو مل يالحظ اجلزآن يف املركب قبل ذكر (من)‬
‫يبقى املفرس بال مفرس‪ .‬فقبل ذكر (من) يالحظ اجلزان فيه البتة‪ ،‬فهو مركب من آى (من) اجزائه‪.‬‬
‫‪( 3‬اي مع عدم اعتبار الغةر) اي وارداته‪ .‬سواء اكن الغةر موجودا او ل ليدخل عبد اجمليد علام (ل اعتبار عدم الغةر) اذ‬
‫حينئذ خيرج هذا الفقةر عن التعريف (اخّره مع تقدمه) اي عىل املركب لبه جزؤه (لن مافيه من العدم حادث) لن وجود‬
‫عدم وجود دلةل اجلزء يف مفهوم املفرد‪ ،‬اإمنا وجد بعد وجودها يف ش آخر‪ ،‬اعين املركب‪ .‬مع ان الوجودي مقدم عىل‬
‫السليب والاصيل عىل احلادث‪.‬‬
‫‪#192‬‬

‫فأول[‪ ]7‬ما[‪ ]9‬دل[‪ ]9‬جزئه[‪ ]4‬عىل[‪]1‬‬


‫جزء[‪ ]6‬ملعناه[‪ ]1‬بعكس[‪ ]8‬ما تال‬
‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬من ديدهنم ترديف التقس مي القطعي ابلعقيل لالثبات‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬اي واريدت‬ ‫[‪ ]9‬آي لفظ‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬
‫[‪ ]1‬آي ابذلات‬ ‫[‪ ]4‬اي املرتب يف السمع‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫املعين‬
‫[‪ ]1‬آي ّ‬ ‫[‪ ]6‬آي هل وقع‬
‫[‪ ]8‬آي بقيضه ‪...8‬‬
‫اعمل! ان ملفهوم املركب فرد ًا فرد ًا هو وجود مجيع الاجزاء‪ .‬وللمفرد افراد ًا بعدد عدم الامع‪ .‬فالخص‪ ،‬مث الاخص‬
‫اىل عدم الارادة‪ .‬واخص اللك الامع‪ ،‬اذ عدم الاخص آمع‪ ،‬فيعم احد ًا وثالثني عقال وس تة واقع ًا ‪.2‬‬
‫‪134‬‬
‫‪---‬‬
‫‪(1‬التقس مي القطعي ابلعقيل) آي من عادة العلامء اهنم بعد التقس مي القطعي آي اليابت ثبوته يف الواقع‪ ،‬يقسمون ابلعقىل‬
‫آيض ًا لالثبات‪ .‬آي ليحصل اليبوت يف اذلهن آيض ًا‪..‬‬
‫‪( 2‬اي لفظ) جنس وابيق القيود فصل فغةره لبس مبفرد ولمركب اكلشارات‪..‬‬
‫‪( 3‬اى واريدت) اي ان دلت ومل ترد مففرد اكحليوان النالق علام‪ِ ..‬‬
‫‪(4‬آي املرتب يف السمع) فالفعل ادلال مبادته عىل احلدث وهبيئته عىل الزمان مفرد لمركب ‪...‬‬
‫‪( 5‬آى ابذلات) فادلال ابلواسطة لبس مركبا‪ ،‬اكلنسان ادلال عىل قابل العمل بواسطة اللزوم‪.‬‬
‫‪( 6‬لبس هل وقع) آى تأثةر وفائدة فال عربة بأرادة دلةل (زاء زيد) عىل يده مثال‪..‬‬
‫‪7‬‬
‫املعىن) كعبد اجمليد فان مدلول جزئه لبس جزء ًا للمعىن املقصود اإذا اكن علام فلبس مركبا‪..‬‬
‫(آي ّ‬
‫‪( 8‬آي بقيضه) اي لن (د ّل) بقيض (ما دل) فاملفرد واملركب بقيضان مفهوما‪...‬‬
‫‪( 9‬اعمل ان ملفهوم اخل) حاصهل‪ :‬ان للمركب فرد ًا فرد ًا آى اجزاء حيصل ويتشلك املركب ابجامتعها فقط‪ .‬وللمفرد آفراد ًا آى‬
‫جزئيات واقساما حاصةل من بفي لك واحد من القيود املذكورة املرشولة لتشلك املركب‪.‬فبابعدام لك قيد مع بقاء الخر‬
‫فرعا حيصل للمفرد قسم عقال‪ .‬فاذا رضبنا القيود املنفية يف املفرد يف الس تة املرشولة املوجودة يف املركب ‪ -‬املذكورة آبفا‬
‫‪ -‬حيصل للمفرد س تة وثالثون قسام عقال‪ .‬ولكن القيد الاول ‪ -‬آعين اللفظ ‪ -‬خارج عن الرضب لكوبه مقسام للمفرد‬
‫واملركب‪ .‬فيبقى احد وثالثون قسام‪ .‬هذا عقيل‪ .‬وآما اخلاريج فس تة‪ :‬واىل هذا آشار بقوهل (بعدد عدم الامع ‪..‬اخل)‪ .‬بعم‪،‬‬
‫بناء عىل ان لك قيد ذى قيد اخص من مطلقه‪ ،‬اكلنسان التاتب مع النسان‪..‬‬
‫واحلاصل‪ :‬ابه لكام يزتايد القيود يتخصص‪ .‬يعين يكون الياين آخص من ِالاول‪ ،‬واليالث من الياين‪ ،‬والرابع من اليالث‪،‬‬
‫واخلامس من الرابع‪ ،‬والسادس من اخلامس‪ .‬فالخص من اللك اليالث؛ اذ ل اخص حتته‪ .‬وهو مع كوبه اخص اللك؛ هبذا‬
‫الاعتبار يكون امع اللك اذ ل اخص حتته فهو مطلق واملطلق آمع من املقيد‪...‬‬
‫‪#193‬‬

‫وهو عىل[‪ ]7‬قسمني آعين[‪ ]9‬املفردا[‪ ]9‬لكي[‪ ]4‬آو جزيئ[‪ ]1‬حيث وجدا‬
‫[‪" ]7‬عىل" حامةل بـ "اىل" ظرفان لغوان‪ .‬آي ينقسم اىل قسمني ويقوم واقف ًا علاهام ‪…7‬‬
‫[‪ ]9‬كام آن "آى" للمطابقي و "املراد" لاللزتاىم ‪-‬كذكل "اعين" وما يرادفه للتضمين‪ .‬اذ املذكور مركب ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬ل مقابل املضاف وامجلةل والنس بة‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]4‬منسوب اىل لكه اذلي هو جزئيه‬
‫[‪ ]1‬منسوب اىل جزئه اذلي هو لكه‪ .‬فالناقص زائد والزائد انقص ‪.4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬عىل حامةل بـ اىل )‪ .‬بعم‪ ،‬ان جمرور (عىل) آي (القسمني) مبادته وجوهره يقت ي تقدير (ينقسم) وهو اإمنا يتعدى بـ‬

‫‪135‬‬
‫(اىل) وبتثنيته املفيدة للحرص‪ ،‬اذ ل اثلث هلام يقتىض تقدير (ينحرص) او ما يقوم مقامه‪ .‬ففي بطن (عىل) (اىل)‪.‬‬
‫(لغوان) آي سواء اكن (عىل) او (اىل) فهام ظرفان لغوان لظرف مس تقر لتعلقهام ابلفعال اخلاصة‪.‬‬
‫‪( 2‬كام ان اى)‪ .‬حاصهل‪ :‬ان املعىن اجملهول ان اكن املعىن املوعوع هل يفرس بـ (اى) وان اكن جزؤه فبـ (عىن) وان اكن‬
‫لزمه فبـ (املراد)‪..‬‬
‫اختار الناظم التفسةر بـ (اعين) اإشارة اإىل آن الضمةر يف اول الببت آى يف قوهل (وهو عىل قسمني) راجع اإىل املذكور‪.‬‬
‫وفيه املفرد واملركب‪ .‬فلفظ (املذكور) املراد مركب واملفرد من اجزائه‪ .‬فاختيار الناظم التفسةر ابعين مناسب يف موععه‪.‬‬
‫واىل هذا آشار الاس تاذ بقوهل (اإذ املذكور مركب) يعىن ان مضةر (هو) راجع اإىل املذكور وهو مركب من املفرد واملركب‪...‬‬
‫ِ‪( 3‬منسوب اإىل لكه اذلي هو جزئيه) الضمةر للمنسوب؛ لن اجلزيئ عبارة عن اللكي‪ ،‬والتشخصات فاللكي جزء للجزيئ‬
‫واجلزيئ لك لللكي فالنس بة ببهنام من قبيل نس بة اجلزء اإىل اللك‪..‬‬
‫‪( 4‬منسوب اىل جزئه اذلي هو لكه) لن اللكى‪ .‬داخل يف حقيقة اجلزىئ فالنس بة ببهنام من قبيل نس بة اللك اىل جزئه‪.‬‬
‫فاجلزيئ لك واللكي جزء‪.‬‬
‫(فالناقص) آي اجلزء املنسوب اليه الناقص بعدد حروفه من املنسوب (زائد) عىل املنسوب ابعتبار لكيته ومشوهل للغةر‪.‬‬
‫وكذا ان الزائد آي املنسوب الكثةر احلروف من املنسوب اليه (انقص) ابعتبار تشخصه وعدم مشوهل للغةر‪.‬‬
‫‪#194‬‬

‫اكسد[‪ ]9‬وعكسه[‪ ]9‬اجلزيئ[‪]4‬‬ ‫مففهم اشرتاك[‪ ]7‬اللكى‬


‫[‪ ]7‬اعمل!‬
‫ان هذا الاشرتاك اشرتاك متيييل واحتاد ومهي‪ .‬اذ الاشرتاك والاحتاد بلكي معنباهام غةر متصور هنا‪ .‬بل املراد‬
‫تطابق النسب‪ .‬كتساوى بقط احمليط لنقطة املركز‪ .‬لو ذهبت احداها اياها اكبت اايها وابلعكس‪ .‬آعين آن‬
‫اللكي لو خرج ابلفرض من عامله ودخل ابب اإحدى جزئياته ‪ -‬فبرس عدم العبثية ‪ -‬يفىن هو ويبقى ما يف اجلزىئ‬
‫من ظهل فيتومه الاحتاد‪ ..‬وكذا لو تطاير ابلفرض متصاعد ًا اإحدى جزئياته من عاملها اىل مقام اللكى‪ ،‬فبالوصول‬
‫اىل اببه ينادهيا "آان زعميمك هنا كام آبمت بوايب يف مملكتمك"‪ .‬مث ينطفى‪ .‬فيتومه الاشرتاك‪ ،‬ولو ممتنع ًا‪ .‬اذ الفرض ممكن‬
‫‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬اي من املبادئ التصورية‪ .‬اي رمس انقص ليطمنئ قلوب احلواس حلمك العقل فيقرآوا ما يف امليال من آيته‬
‫‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬آي ل يشرتك ابلمتان اشرتاك الوجود الظيل‪ ،‬لوجوداته الاصلية‪ .‬املميل عكسه بتخييل بقطة املركز‬
‫مصباحا وبقاط احمليط زجاجات ‪..9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اعمل! آن هذا الاشرتاك) حاصهل‪ :‬آن اللكي ظل ذهين للجزئيات اخلارجية ويه مثالت هل‪ .‬فالنس بة ببهنام كنس بة بقطة‬

‫‪136‬‬
‫املركز اىل بقط احمليط‪ .‬لكن ان ارتفع اجلزيئ من اخلارج ودخل اذلهن تنطفى تشخصاته وتنسلب عنه فيكون لكيا‪ .‬وكذا‬
‫ان سقط اللكي ووقع يف اخلارج ينضم اليه التشخصات فيصةر جزئيا‪.‬‬
‫ففي املزنلتني ليُرى الا واحد مهنام فيتومه ببهنام الاشرتاك والاحتاد‪..‬‬
‫‪( 2‬اي من املبادى) اى قسم من القول الشارح لبه مثال والامثةل رسوم انقصة‪...‬‬
‫‪( 3‬آي ليشرتك ابلمتان‪ ..‬اخل) اظن ان هذه القضية موهجة (واجلهة) الامتان و(ل) انفية لها و (اشرتاك) منصوب اما‬
‫بزنع اخلافض ‪ -‬اي اكشرتاك ‪ -‬آو عىل ابه مفعول مطلق بوعي‪ .‬حاصهل‪ :‬ان اجلزيئ لميكن ان يشرتك ذكل النوع من‬
‫الاشرتاك كام اكن يف اللكي اذ لوجود هل ظليا لوجدات يف اذلهن اصلية يف اخلارج‪ .‬بل اخلارج مركز لوجوده الاصيل‪.‬‬
‫وهو مصباح يف اخلارج يرى يف زجاجات الاذهان عكس اللكي‪...‬‬
‫س ‪ -:‬مالفرق بني اجلزيئ واللكي يف فرض الافراد حىت تفرض لللكي ل للجزيئ؟‬
‫فاجاب املرحوم‪ :‬ابن الفرض ممكن يف اللكي ممتنع يف اجلزيئ‪ .‬مثال‪ :‬ان (هللا) عمل لذلات لحيد‪ ،‬اذ لجنس هل ولفصل‬
‫فلبس هل مفهوم حىت يفرض هل الافراد ابعتبار املفهوم‪ .‬فالفرض فيه ممتنع‪.‬‬
‫واما فرض الافراد للجزيئ اللكي يف (اجلزيئ لكي) فهو فرض ممكن؛ اذ هل حد‪ .‬ويف حده جنس ويف جنسه معوم‪ .‬فهل‬
‫مفهوم عام ميكن فرض قوهل عىل كيةرين ل وجود لها‪.‬‬
‫(كام ان الفعل امس) دف ٌع ملا يقال‪ :‬من ان اجلزيئ واللكي عدان كيف حيمل احدهام عىل الخر‪ ..‬وجه ادلفع‪ :‬ان محل اللكي‬
‫هنا لبس عىل اجلزيئ الفردي اخلاريج‪ ،‬بل عىل مفهومه‪ .‬وهو ايضا لكي من اللكيات لكن من املعقولت الاوىل‪ .‬واللكي‬
‫احملمول عليه يف امليال من املعقولت اليابية فال اشتال‪ .‬كام ل اشتال يف محل الامس عىل الفعل؛ لن الامس محمول عىل‬
‫لفظ الفعل وهو امس من الاسامء (اكلمس)‪.‬‬
‫‪#195‬‬

‫[‪ ]4‬كــ [هللا] جل جالهل‪ :‬واجلزيئ لكي كام ان الفعل امس‪ .‬وافرتق اجلزيئ واللكي الفريض‪ ،‬ابن الاول فرض‬
‫ممتنع والياين فرض ممكن‪..‬‬
‫فأو ًل[‪ ]7‬لذلات ان[‪ ]9‬فاها[‪ ]9‬ابدرج[‪]4‬‬
‫فانس به[‪ ]1‬او[‪ ]6‬لعارض[‪ ]1‬اذا[‪ ]8‬خرج[‪]2‬‬
‫[‪ ]7‬آي الوىل "اول" اذ ل اثين هنا‪ ،‬لن اجلزيئ كام لينضبط احوا ًل ليفيدان كام ًل حمكي ًا "لذلات" كذات‬
‫"يدك وآانئك" فان املاهية مظروفة الوجود‪ .‬واذلات يه مع اعافة الوجود‪ .‬واحلقيقة يه برشط الوجود‪ .‬والهوية‬
‫يه مع الوجود ‪...7‬‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬‬
‫فذكر ذكل وترك هذا احسن‬‫آي الاوىل (اول) يعين ان صنيع الناظم يف هذه العبارة حيث اختار (اول) عىل (الاول) ُ‬
‫وآسمل‪ .‬لن لفظ الاول والياين من الاعداد ومن املتضايفات‪ ،‬ذكر احدهام خييل الخر‪ .‬فلو ذكر الناظم لفظ الاول لبقي‬

‫‪137‬‬
‫السامع ‪-‬حبمك التضايف الضدي‪ -‬منتظر ًا اإىل آن يذكر (الياين)‪ .‬ول (اثين) هنا لن احوال اجلزيئ لتنضبط ول فائدة لنا‬
‫فاها‪ .‬كذكل آحتامه لتفيد كامل ول فائدة‪ ،‬حىت يلزم ذكرها فيحتاج اإىل ترديف (الاول) (ابلياين)‪ ،‬فاختار (اول) ختليص ًا‬
‫للسامع عن الابتظار لن املفهوم من (اول) الابتدائية ل اول الاعداد‪.‬‬
‫(لذلات) (كذات يدك و(اان) ئك)‪ .‬آشار هبذين امليالني اإىل آن (اذلات) ينسب اليه آجزاء املاهية اكجلنس ومتاهما اكلنوع‪.‬‬
‫وان اذلات كام يطلق عىل اللك يطلق عىل اجلزء ايضا‪ .‬فاليد يف امليال الاول لكوبه جزء لامتم ذي اليد مثال للجنس اذلي‬
‫هو جزء املاهية‪ .‬ومرجع (آان) اذلي هو متام ذي اليد مثال للنوع اذلي هو متام املاهية‪( .‬واانئك) مركب اعايف عىل لغة‬
‫"الاكراد" من مضةري املتلكم وايخمالب‪ .‬عطف عىل (يدك) واملعىن آي كذاتك اذلي تعرب عنه بـ »اان« مفرجع »اان« متام‬
‫جسد ذي اليد واليد جزؤه‪.‬‬
‫(فان املاهية‪ ..‬اخل) حاصهل‪ :‬ان الهوية واحلقيقة واذلات اعيان للامهية ابقسمت يه اياها ابختالف الاعتبارات واحليثيات‪،‬‬
‫اإذ الوجود لو اعترب مع املاهية اي شطر ًا فهوية‪ .‬ولو اعترب رشلا حفقيقة‪ .‬ولو اعترب مع الاعافة فذات‪ .‬لكن املضاف اليه‬
‫غةر داخل‪..‬‬
‫‪#196‬‬

‫[‪ ]9‬فالتشكيك خلفاء اذلاتية عكس العروض‪.‬‬


‫[‪ ]9‬اي يف تفصيلها ذهن ًا‪ ،‬للزوم الاحتاد يف اخلارج للحمل‪ .‬واختالف العبارات ابختالف الاعتبارات‪ .‬آو يف‬
‫اخلارج مأخذها‪ .‬وقيل متعددة فيه‪ ،‬وحصة امحلل لاللتحام ‪...7‬‬
‫[‪ ]4‬اي مل خيرج ‪..9‬‬
‫[‪ ]1‬اي مسه ذاتيا‪ .‬ول يلزم مشول وجه النس بة ‪ -‬مناس بة التسمية ‪ -‬للك الافراد ‪..9‬‬
‫[‪ ]6‬للتقس مي ل للتخيةر اذلي يفيده الانشاء فابه اخبار ‪..4‬‬
‫[‪ ]1‬عدل عن عرض‪ ،‬اشارة اإىل امحلل ‪..1‬‬
‫[‪ ]8‬للظهور ابلنس بة ‪..6‬‬
‫[‪ ]2‬فالنوع اكلفصل خاصة اجلنس وعارعه كام يف املناس بات ‪...1‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي يف تفصيلها) آي حتليل املاهية اإىل آجزاهئا‪ .‬وإامنا ذكل يف اذلهن‪ ،‬ولول الاحتاد يف اخلارج ملا جاز امحلل ببهنام‪.‬‬
‫(واختالف العبارات) اكلبدماج وادلخول وعدم اخلروج (ابختالف الاعتبارات)‪ .‬ومن الاعتبارات مراعاة النظم‬
‫والوزن‪..‬‬
‫‪( 2‬اي مل خيرج) سواء اكن جزء املاهية او متاهما لبشمل النوع‪...‬‬
‫‪( 3‬ول يلزم مشول وجه النس بة) فال بأس خلروج النوع من وهجها‪..‬‬
‫‪( 4‬فابه اخبار) اإذ التقس مي واقع يف الازمنة اخلالية‪ .‬لكن الناظم اراد ان خيرب وحيىك عن ذكل اخلرب بلفظ الانشاء‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪( 5‬اشارة اىل امحلل) اذ العرض لحيمل بل احملمول العارض ‪ ..‬وفيه مافيه‪ ..‬تأمل!‪.‬‬
‫‪( 6‬للظهور ابلنس بة) اي ذكر آول (اإن) ادلال عىل الشك‪ .‬وهنا (اذا) ادلال عىل القطع‪ .‬اشارة اىل ان كون التسمية‬
‫ابلعارض اظهر من التسمية ابذلايت يف امجلةل‪..‬‬
‫‪( 7‬فالنوع اكلفصل) آي فعيل هذا ليكون النوع ذاتيا‪ ً،‬بل يكون خاصة للجنس وعارعه‪ ،‬اي غةر شامل كام ان الفصل‬
‫كذكل كام س يأيت‪..‬‬
‫‪#197‬‬

‫واللكيــات[‪ ]7‬مخســة[‪ ]9‬دون ابـتـقاص‬


‫جنس[‪ ]9‬وفصل[‪ ]4‬عرض[‪ ]1‬بوع[‪ ]6‬وخاص[‪]1‬‬
‫[‪ ]7‬يف التعريف اس تعظام‪ .‬يه اكخواهتا ببامن هن معقولت اثبية‪ ،‬حرفية املعاين‪ .‬وتبعيهتا مرااي للمعقولت‬
‫الاوىل؛ اذ صارت لبائع امسية يتطاير من جوانّبا ما يتوعع علاها‪ ،‬وخيرج ما اكبت لبسة هل‪ ،‬ويتودل مهنا من‬
‫يدعى ابه اب لبيه كام آن اللكي بوع اجلنس اذلي هو بوع اللكي وقس ‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬اي ابتج آربعة تقس اميت‪ ،‬مخسة آقسام متقابةل ان احتد املنسوب اليه‪ .‬فأن تعدد فقد تمتع يف واحد وقد‬
‫‪9‬‬
‫تتحد يف بوع اكلنوع الاعايف‪.‬‬
‫ً ‪9‬‬
‫[‪ ]9‬آي اذلايت الامع بس يط ًا او مركبا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫[‪ ]4‬اي اذلايت املمزي قريبا او بعيد ًا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫[‪ ]1‬اي اخلارج العام مطلقا او مقيد ًا‪.‬‬
‫ً ‪6‬‬
‫[‪ ]6‬اي اجلواب التام حقيق ًا او اعافيا‪.‬‬
‫[‪ ]1‬آي اخلارج املمزي للجنس او النوع‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬يف التعريف اس تعظام) اى العظمة واحلشمة ترتحش من ايرادها ابمجلاعة »حرفية املعاين« آى مدلولهتا مكدلول احلرف‬
‫غةر مس تقةل »وتبعيهتا« اى تبعية املعاين اى معاناها اتبعة وآهل للغةر »اذ« جفائية »امسية« آى حقائق مس تقةل اكلمس‬
‫»خيرج ما اكبت لبسة هل« او ًل من العنوان الاول وتزتاي بعنوان آخر »يتودل مهنا اخل« مث ًال‪ :‬ان اللكي بعدما اكن بوع ًا‬
‫للجنس وإابن ًا هل ولبس ًا لعنوان النوعية اذ خيرج من ذكل العنوان ويتلبس بعنوان اللكية ويصةر آاب ملن اكن آ ًاب هل‪...‬‬
‫‪( 2‬ان احتد املنسوب اليه) آى ان لوحظ اللكي حني الابقسام ابعتبار املفهوم فالشك يكون الاقسام متقابةل »وان‬
‫تعدد« اى لوحظ اللكي يف مضن الافراد »فقد تمتع« امخلسة »يف واحد« فال تقابل ببهنا اكمللون فابه جنس لالسود‬
‫والابيض‪ .‬وبوع للمكيف‪ .‬وفصل للكثيف‪ .‬وخاصة للجسم‪ .‬وعرض عام للحيوان‪» .‬وقد تتحد« اى بعضها »يف بوع اكلنوع‬
‫الاعايف« اكحليوان فابه جنس ملا حتته وبوع ملا فوقه‪..‬‬
‫‪( 3‬اى اذلايت الامع) هو اجلنس العايل اكجلوهر واجلسم املطلق‪..‬‬

‫‪139‬‬
‫‪( 4‬آى اذلايت املمزي) اى الفصل القريب والبعيد‪...‬‬
‫‪( 5‬آى اخلارج العام) هو العرض املطلق عن اللزوم او املقيد به‪.‬‬
‫‪( 6‬آي اجلواب التام) هو النوع عرب عنه هبذا لبه جواب اتم لسؤال »ماهو«‪ .‬آما اجلنس ‪ -‬ولو يقال يف جواب ما هو‬
‫‪ -‬لكنه جواب انقص‪...‬‬
‫‪#198‬‬

‫اعمل! ان ببهنا مشاراكت مثىن وثالث ورابع وخامس‪ .‬ومباينات ومناس بات ككون اجلنس عرع ًا عام ًا للفصل‬
‫والفصل‪ ..‬خاصة للجنس‪ ..‬والنوع خاصهتا‪..‬‬
‫مث آعمل! آن هذه املصطلحات لها اكمثالها حقائق اعتبارية ل وجود لفرادها وامنا مناط احلمك النقط اليت تتسنبل‬
‫علاها حدودها‪...‬‬
‫جنس قريب[‪ ]9‬آو بعيد[‪ ]9‬آو وسط[‪]4‬‬ ‫وآول[‪ ]7‬ثالثة بال شطط‬
‫[‪ ]7‬آى الاول اوىل‪ .‬واوليته هنا لبه اول يف التعريف لبه جزء املادة الا عرف لبه آمع ولوليته يف الوجود‬
‫لبه اكملادة اكلهيوىل ‪...7‬‬
‫[‪ ]9‬آى يكون فذلكة سلسةل الاجناس والفصول غةر الفصل القريب ‪...9‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬آى املبدء البس يط للسلسةل ويه العرشة املشهورة اليت يه آوادم املوجودات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫[‪ ]4‬آى كام ابه جنس بوع‪ .‬وايض ًا النوع اكجلنس‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي الاول آوىل) اما اولويته فلن (اول) نكرة لتكون مبتدآ اإل آن يكون تنوينه عوع ًا عن (ها)‪ .‬وآما اوليته فالبه‬
‫يف التعريف آول‪ ،‬لبه عبارة عن جزآين آوهلام اجلنس لبه المع‪.‬‬
‫‪( 2‬آى يكون فذلكة) آى خالصة حتتوى عىل مافوقه من الاجناس والفصول غةر الفصل القريب‪ ،‬لبه حتته فال يكون‬
‫آخذا هل يف مفهومه‪..‬‬
‫‪( 3‬اى املبدآ البس يط) آى غةر املركب من اجلنس والفصل اذ لحد هل (للسلسةل) آى سلسةل املوجودات اليت يه عبارة‬
‫ِ‬
‫عن عرشة اصول تتدىل هجهتا الاعىل من اجلوهر واجلسم املطلق واجلسم النا ي واحليوان والانسان‪ .‬فهذه مخسة ولو عد‬
‫معها فصولها اعين النالق واحلساس والنا ي وقابل الابعاد اليالثة لتابت تسعة‪ .‬ولو زيد علاها الصنف يمتت عرشة اكمةل‪.‬‬
‫وهذه الاصول منشأ ايخملوقات كام آن آدم اصل ذلوى احلياة‪...‬‬
‫‪( 4‬بوع) اى اعايف ابلنس بة اىل ما فوقه (وايضا النوع) اى الاعايف ابلنظر اىل ماحتته‪...‬‬
‫‪#199‬‬

‫فصل يف نس بة الالفاظ للمعاين‬


‫مخسة[‪ ]4‬اقسام[‪ ]1‬بال بقصان‬ ‫ونس بة[‪ ]7‬الالفاظ[‪ ]9‬للمعاين[‪]9‬‬

‫‪140‬‬
‫[‪ ]7‬اعمل! ان اللسان اكلنسان عاش آدوار ًا وحتول آلوار ًا وترىق اعصار ًا‪ .‬فان بظرت الن اإىل ما تبطن "الن"‬
‫للسان اليت تفتت يف س يل الزمان لرآيت مهنا اترخي حياة اللسان ومنشؤه‪ .‬فادلور اذلي‬ ‫من آلالل وابقاض ا ِ‬
‫جنم اللسان اإىل الوجود‪ ،‬اإمنا هو دور حبات احلروف الضعيفة الابعقاد‪ ،‬املغمورة يف الاصوات‪ ،‬ادلال اكرثها‬
‫بطبيعة احملااكة‪ .‬مث بتلخص املعاين ارتقى اىل الهجاء‪ .‬مث بتكرث الغراض تدرج اىل الرتكييب "ولها آايت يف‬
‫الرشق"‪ .‬مث بتشعب املقاصد تصاعد اىل الترصيفي‪ .‬مث ابمزتاج احلس يات الرقيقة والغراض اللطيفة تعارج اىل‬
‫النحوى‪ ،‬وهو العريب اذلي اخرص الاختصارات‪ ،‬املوجز املطنب‪ ،‬القصةر الطويل‪ .‬مث برس قلب اجملاز‬
‫تودل الاشرتاك‪ .‬وحبمكة نس يان املناس بة وابقالب الصفة ابمجلود تودل الرتادف‪ ..‬وقس‪..‬‬ ‫ابلس مترار حقيق ًة‪ّ ،‬‬
‫فالتناسب بتيجة التناسل‪...‬‬
‫[‪ ]9‬آي اللفظ مع اللفظ واللفظ مع املعىن واملعىن مع الفرد ‪...7‬‬
‫[‪ ]9‬والفرد معىن‪ .‬فيه احتباك‪" :‬ذكر يف لك ماترك يف لك" ‪..9‬‬
‫[‪ ]4‬آي اببدراج التساوي يف الرتادف‪ .‬والنقل واجملاز يف الاشرتاك ‪.9‬‬
‫[‪ ]1‬اي امخلسة بتيجة مخسة‪ ،‬او س بعة تقس اميت ابلقياس املقسم‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي اللفظ مع اللفظ اخل) حاصهل‪ :‬ان الاقسام امخلسة التية حاصةل من نس بتني‪ :‬احداهام‪ :‬نس بة اللفظ اإىل اللفظ‬
‫حيصل من هذا الرتادف والتشكك‪ .‬والاخرى‪ :‬نس بة اللفظ اىل املعىن حيصل من هذا التوالؤ والاشرتاك والتخالف‪.‬‬
‫لكن الناظم احتبك يف العبارة؛ ابن حذف من الاوىل آخرها ومن اليابية آولها‪ .‬وتقدير العبارة هكذا‪ :‬ونس بة الالفاظ‬
‫لاللفاظ ونس بة الالفاظ للمعاين‪ .‬فرتك من الول اثبيه ومن الياين اوهل‪.‬‬
‫(واملعىن مع الفرد) اي نس بة املعىن املطابقي اإىل جزئه او لزمه‪ .‬حيصل من هذا قسامن آخران‪ :‬التباغض والتالزم‪ .‬ترك‬
‫الناظم هذا لس بقه يف ادللةل‪.‬‬
‫‪( 2‬والفرد معىن) اي جزء املعىن املطابقي آو لزمه من املعاين‪ .‬فنسبته اىل آحدهام من نس بة املعىن اإىل املعىن‪...‬‬
‫ِ‬
‫‪( 3‬آي اببدراج التساوي اخل) والا يكون القسام س بعة والتقس اميت املنتجة لها آيضا س بعة‪...‬‬
‫‪#200‬‬

‫توالؤ[‪ ]7‬تشكك[‪ ]9‬ختالف[‪ ]9‬والاشرتاك[‪ ]4‬عكسه[‪ ]1‬الرتادف[‪]6‬‬


‫[‪ ]7‬آي تساوى احلصص ذاات‪ ،‬وإان تفاوتت كام ًل وانكشاف ًا‪ ،‬اذ قابون تودل الاحتاد والامزتاج من الاختالف‬
‫حتمك‪ .‬ومك من مرتمج عن تأثره ينئ قائال‪:‬‬
‫لكن منا وزدت يف النقصان‬ ‫ولاملا كنا كغصىن ابن‬
‫آمل تر‪ :‬بواتني توآمني اإذ سعت "ات" انكشفت خنةل‪ .‬وان عصت "يت" انمكشت خنرة ‪...7‬‬

‫‪141‬‬
‫[‪ ]9‬آي التشكك مشلك بني املشرتكني‬
‫اعمل! ان التشكك مع امتناعه قد يتومه فامي لبس بفسه‪ ،‬والبست ماهيته هويته‪ ،‬ولبست ذاته صفته اسامً‬
‫ورسامً اكلبياض لليلج والعاج‪ .‬وآما وجود الواجب واملمكن فال يشرتاكن اإل يف العرض العام اذلي هو الوجود‬
‫الغةر اذلايت للموجودات‪...‬‬
‫[‪ ]9‬فيدخل غةر التغاير من التقابل والتضاد والتناقض والتضايف والتنايف والتباين وعدم امللكة‪...‬‬
‫[‪ ]4‬آي املتودل يف الكرث ابلس مترار آو بتنايس رس التشبيه‪ :‬آمل تر لو ختيلت وجه السامء جّبة وبصف وجه‬
‫آفطس آعور آو آرمد لرآيت الشمس عينه البارصة املبرصة‪ .‬آو تومهت السامء آرعا آو لود ًا مظلني لبرصت‬
‫الشمس عيهنام اجلارية مباء احلياة وهو الضياء وقس ‪...9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي تساوى احلصص) آي املراد من التوالؤ تساوي الفراد ذاات ومفهوما ل احتادا يف الكامل والانكشاف‪ ،‬لن الاحتاد‬
‫لميكن يف الافراد املتخالفة‪( :‬آل ترى) الشاعر كيف ينئ ويتأوه من بقصه وتريق رفيقه مع اهنام من بوع واحد‪.‬‬
‫وابظر اإىل النوااتت يكون بعضها خنةل وبعضها خنرة مع آن الاصل واحد‪ .‬فالتوالؤ يف اذلات فقط‪ - .‬اكلبياض لليلج ‪ -‬اإذ‬
‫ليفرق بني ماهيته وهويته وذاته وصفته ومفهومه وآفراده فيقع التشكك يف محل البياض عىل اليلج اإما عىل مفهومه آو عىل‬
‫آفراده‪...‬‬
‫‪ 2‬فان لفظ العني يف تكل العبارة مشرتك بني اجلارية والبارصة قد نُيس عالقة التشبيه بني اجلارية والبارصة فصار حقيقة‪...‬‬
‫‪#201‬‬
‫‪7‬‬
‫[‪ ]1‬آي عكس عكسه املنعكس منتكسا آي "ذا" يتشعب عروقا و "هذا" فروع ًا‪.‬‬
‫[‪ ]6‬آي التساوى امه‪ .‬فمك من مش تق يتجمد ‪..9‬‬
‫واللفظ[‪ ]7‬اما[‪ ]9‬للب[‪ ]9‬او خرب[‪ ]4‬واول ثالثة[‪ ]1‬س تذكر[‪]6‬‬
‫[‪ ]7‬آى ذو النس بة التامة ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬اعمل!‬
‫ان ابن آدم حملتاج يف تنظمي النابه املمتدة اإىل التائنات وإاصالح روابطه املنترشة اياها اإىل انشائيات تسد‬
‫حاجاته الفطرية‪ .‬فلتطمني هتوسه "يمتين"‪ .‬ولتسكني حرصه "يرت ى"‪ .‬ولرتبية ميل الاس تكامل فيه "يس تفهم"‪.‬‬
‫ومليل الاحتياج اإىل التعاون "ينادى"‪ .‬ولظهار ارتباله ابحلق "يقسم"‪ .‬ولتأمني ميل احملاسن "يأمر"‪ .‬ولتولني‬
‫بفرة املساوى "يهنئى"‪ .‬ولسد احلاجات بتوسع اجملال "حيل ويعقد"‪ .‬وقس‪ ..‬مث خلالر ميل جولن الروح يف‬
‫الازمنة والامكنة مع النفوذ يف ارسار التائنات "خيرب"‪:‬‬
‫احلاصل‪ :‬ان لبن آدم وبنت حواء علامً فعلي ًا يكون فكرهام مبدآ خلارجياهتام الاعتبارية‪ .‬ومصورها "الانشاء"‬

‫‪142‬‬
‫وعلام ابفعاليا يكون اخلارج منشأ ذهنياهتام‪ .‬وزعميه "اخلرب"‪...‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي عكس عكسه املنعكس منتكسا اخل) اإذ يف الاشرتاك اللفظ واحد واملعىن متعدد‪ .‬ويف الرتادف ابلعكس‪.‬‬
‫فالرتادف ابلصعود من هجة املعىن اإىل اللفظ يتفرع‪ .‬والاشرتاك ابلنكوس والتسفل من اللفظ اإىل املعىن يتعرق‪...‬‬
‫‪( 2‬والتساوى امه) آي الرتادف قسم من التساوى ومتودل منه فكيف جعل قسام آخر؟‬
‫فاجاب‪( :‬فمك من مش تق يتجمد) آى يصةر جامد ًا وخيرج عن الوصفية وينفرد عن آبيه وآمه مس تقال برآسه‪...‬‬
‫‪( 3‬آي ذو النس بة التامة) لن القسام من املركبات التامة ل من املفردات ول من الرتكيبات الناقصة‪...‬‬
‫‪#202‬‬

‫[‪ ]9‬آي احلرف املنبث يف غةره‪ .‬ويف التنبيه والقسم للب ما واملطلوب حمال او ممكن‪ .‬عدم آو وجود‪ .‬والوجود‬
‫يف اذلهن آو يف اخلارج‪ .‬وهو اما حقيقي آو اعتبارى‪ ..‬هذا ‪..7‬‬
‫[‪ ]4‬آي ماميكن عقال يف احملصل آن يكذب بتخلف املدلول ويصدق مبطابقة املدلول للمعىن كام هو يصدق لبه‬
‫تصديق ‪..9‬‬
‫ورس الفرق بني الاخبار والنشاء‪ :‬اإن اخلارج يف الول ملا اكن اكلعةل اجملامعة ملا يف اذلهن‪ ،‬مفىت جاء اذلهىن‬
‫ِ‬
‫ابخلالف! ويف الياين مايف اذلهن اكلعةل املعدة‪ .‬مفا دام مل يمت ل خارج هل‪ .‬وإاذا جاء اخلارج‬ ‫قابهل اإما ابلوفاق آو‬
‫ذهب من حيث هو اإنشاء‪...‬‬
‫[‪ ]1‬اي آو ثالثة عرش ‪..9‬‬
‫[‪ ]6‬ما اقبح النظم احملوج يف ايخمترص اىل املطول بال لائل‪.‬‬
‫آمر[‪ ]7‬مع اس تعال[‪ ]9‬وعكسه[‪ ]9‬دعا[‪]4‬‬
‫ويف[‪ ]1‬التساوي[‪ ]6‬فالامتس [‪ ]1‬وقعا‬
‫[‪ ]7‬اعمل! ابه يتفرع من الامر ‪-‬اكيهنئي‪ -‬ايهتديد والتعجزي والتسخةر والتسوية وايمتىن والتأديب والارشاد‬
‫والامتنان والاكرام والامهتان والاحتقار والوجوب واحلرمة والندب والكراهة والاابحة والتخيةر والاجياد‪.‬‬
‫وكذا التعجب وغةرها‪،‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي احلرف املنبث يف غةره) يعين آن (آما) هذه لبست للرشط بل يه حرف للرتديد لمدلول لها مس تق ًال بل آةل للغةر‪.‬‬
‫(ويف التنبيه والقسم) آي بوع من الطلب‪ .‬واملطلوب يف الاول ايقاظ ايخمالب ويف الياين اثبات املدعى آو تأكيده مث ًال‪.‬‬
‫‪( 2‬ويصدق مبطابقة املدلول للمعين) حاصهل‪ :‬ان صدق القضية مبطابقة مدلول اللفظ للمعىن املراد‪ .‬لكن هذه املطابقة‬
‫لتكفي وحدها لصدق القضية بل يلزم تطابق تكل املطابقة للواقع آيض ًا كام قال الاس تاذ (كام هو يصدق) آي يلزم آن‬

‫‪143‬‬
‫يكون تكل املطابقة آيضا صادقة اي مطابقة للواقع (لبه تصديق) آي مصدق يعين هذه املطابقة مصدقة للمطابقة الاوىل‬
‫لول هذه املطابقة مل تكف الوىل لصدق القضية‪.‬‬
‫‪( 3‬آي آو ثالثة عرش)‪ .‬بعم‪ ،‬قد زاد الاس تاذ عىل ثالثة الناظم عرش ًا من الرتيج وايمتين‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫‪#203‬‬

‫وامثالها من املعاين الهوائية اليت يترشهبا لفظ المر آو ايهنئى والامر ابعتبار املقامات‪.‬‬
‫مث ان المر للوجوب‪ ،‬لن روح الاوامر "كن" وهو اتمة لالجياد‪ .‬ويتضمن الناقصة آيض ًا‪.‬‬
‫آما الاوامر املتعلقة بأفعال امللكفني‪ ،‬فلالبقاء عىل الاختيار استبدل الاجياد ابلجياب‪ ،‬لهنام صنوان والاجياب‬
‫ينتج الوجوب يف آمر اخلالق دون اخللق‪ ،‬جلواز ختلف مطلوهبم عن للّبم ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬آي وإان مل يكن عالي ًا‪.‬‬
‫[‪ ]9‬آي الاس تعالء للغةر‪(.‬ولقد سفل من اس تعىل غةر ًا غةر عال)‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ما آهجل من مل خيص ابدلعاء من اختص ابمر الاجياد‪.‬‬
‫[‪ ]1‬اذا عرصت "يف" و"فا" تقطرت "ان" فال اشتال ‪.9‬‬
‫[‪ ]6‬آي من هجة ما به التساوي اذ قد يتساوى املتباينان ‪.9‬‬
‫[‪ ]1‬آي يد ًا بي ٍد لبرآس ل بذيل ‪.4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آما الاوامر املتعلقة اخل) دفع ملا يرد عىل ماقال‪ :‬من (آن روح الاوامر (كن) وهو اتم مبعىن الاجياد)‪ :‬ابه لو اكن مبعىن‬
‫الاجياد لزم آن يكون المر املتعلق ابفعال امللكفني آمر ًا اإجياداي‪ .‬ويرتحش من هذا (اجلرب) واحلال (ل جرب ول تفويض)‪.‬‬
‫وجه ادلفع‪ :‬آن ذكل المر استبدل يف حق العبد ابلجياب فهو آمر اإجيايب‪ ،‬آي يتعلق المر بفعل العبد لها ابلختيار‪ ،‬ل‬
‫ِ‬ ‫اإجيادي يتعلق بنفس الفعال‪.‬‬
‫‪( 2‬اإذا عرصت »يف« »وفا«‪ :‬يعين بعدما تأملت يف كون »الفاء« فصيحة ويف كون »يف« ظرفية يتقطر من ذكل آن (اإن)‬
‫مع رشله مقدر‪ :‬تقديره اإن اكن التساوي فالامتس‪ ،‬فيخلص الرتكيب عن الشتال‪.‬‬
‫‪( 3‬اإذ املتساواين قد يتباينان) اكملؤمن والتافر يف التجارة مثال‪ ،‬فالمر الصادر من آحدهام للخر الامتس من هجة التجارة‪.‬‬
‫‪( 4‬يد ًا بيد) ليبعد ان يكون هذا القول اإشارة اإىل آن املأمور به رشع ًا املصاحفة ابليد ل ابلرآس كفعل اياهود‪ .‬ول ابذليل‬
‫كام يفعهل الراكعون الرافعون لجعازمه واخلافضون للرؤوس للتعظمي‪.‬‬
‫‪#204‬‬

‫فصل يف بيان اللك واللكية واجلزء واجلزئية‬


‫كلك[‪ ]4‬ذاك [‪ ]1‬لبس ذا [‪ ]6‬وقوع‬ ‫اللك[‪ ]7‬حمكنا[‪ ]9‬عىل اجملموع[‪]9‬‬

‫‪144‬‬
‫[‪ ]7‬اعمل! ان يف مجةل العامل ‪ -‬ابلختالط والارتباط ‪ -‬تركيبا متداخ ًال متسلس ًال هو مصدر الاثر‪ .‬ويف التائنات‬
‫من اللك بظام ًا منبث العروق منترش الفروع‪ ،‬هو مدار الاحتام‪ .‬مفا من لك إا ّل ويلمح بمثرة من مثرات الرتكيب‪.‬‬
‫وما من لكية إا ّل ويه تلوح بقابون من قوابني النظام‪ ...‬فتأمل!‪.‬‬
‫[‪ ]7‬وهو اكللكية دون اللكي تصديق واللكي خشص ابلنس بة اإىل اللكية‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬يف امحلل تسامح ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬اي سواء للك جزء بفس احلمك آيضا‪ ،‬آو يف جزء منه دخل فيه‪ ،‬آو يف وجوده‪ .‬آو ل ‪.9‬‬
‫[‪ ]4‬حديث ابملعىن‪ .‬املشهور‪ ،‬لعموم السلب لتأخر النفي ‪-‬ولسؤال ذي اليدين بـ "آم" رحج سلب العموم لتزنيه‬
‫الكهمصىل هللا عليه وسمل عن تومه الكذب ولو سهو ًا يف النس يان‪ .‬ولن "لبس لك" مثل "لك لبس" عند بعض‬
‫‪.4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬و(هو) راجع اإىل اللك مع تعريفه احملمول عليه‪( .‬اكللكية) آي اكلقضية اللكية آي يف حمكها (دون اللكي) آي لبس اللك‬
‫هنا بلكي ذي جزئيات حىت يكون مع محموهل قضية‪ .‬بل املراد منه املفهوم اكلنسان يف »الإنسان حيوان انلق« فهو مع‬
‫محموهل قضية خشصية ذات (تصديق)‪( .‬واللك) آي حبسب مفهومه (خشص) آي جزيئ (ابلنس بة اإىل اللكية) آي اإذا قوبل‬
‫هبا‪...‬‬
‫‪( 2‬يف امحلل تسامح) لن اللك لبس بفس احلمك حىت حيمل عليه‪ ،‬واملتحد به امنا هو اجملموع‪.‬‬
‫‪( 3‬اي سواء) ثبت احلمك (للك جزء ايضا) كام يف احلديث‪ ،‬عىل تقدير آن يكون السلب فيه معوم السلب (او يف جزء‬
‫منه) اكحلديث آيض ًا عىل تقدير كون سلبه سلب العموم‪...‬‬
‫‪( 4‬حديث ابملعىن) آي ل ابللفظ (املشهور) ان السلب يف احلديث (لعموم السلب) وهو آمع من سلب العموم (لتأخر‬
‫النفي) لن (لبس) بعد (لك) لكن ابلنظر لسؤال (ذي اليدين ‪-‬بأم‪ )-‬رحج سلب العموم آي ل وقع ل ذا ولذاك‪( .‬يف‬
‫النس يان) اشارة اىل آن السهو ما وقع من النيب (عليه الصالة والسالم) الا وقت النس يان‪...‬‬
‫‪#205‬‬

‫[‪ ]1‬آي القرص والنس يان‪" .‬ذا‪ .‬ذاك وكذكل" اكمليل ليتغةرن ‪.7‬‬
‫[‪ ]6‬آي عندي آو يف ظين‪..‬‬
‫فابه[‪ ]4‬لكية قد علام‬ ‫و[‪ ]7‬حيامث[‪ ]9‬للك[‪ ]9‬فرد حكام‬
‫[‪ ]7‬اعمل! ان القضية اللكية فذلكة قضااي مضنية بعدد افراد موعوعها‪ .‬مثال‪" :‬لك عاحك متعجب" ان (لك)‬
‫آي لك فرد ل اللك اجملموعي ول املنطقي "ماصدق"‪ .‬اى لحقيقته ول صفته "عليه الضاحك" ابلفعل‪ ،‬ل‬
‫ابلمتان "الفريض"‪ .‬آي ل اخلاريج فقط "من جزئياته"‪ .‬آي ل مع مسامه "الإعافية"‪ .‬آي ل الشخصية فقط‬

‫‪145‬‬
‫"يتحد آو يش متل ذلاته"‪ .‬آي ل ملفهومه "متعجب"‪ .‬آي مفهومه لذاته‪ .‬وإا ّل مل ينتج الشلك الول بفقدان آهيا‬
‫اكن‪.‬‬
‫[‪ ]9‬مما آفاض "ما" عىل "حيث" من العموم والرشط يفيض جامعية التعريف واس تلزامه للمعرف ‪...9‬‬
‫[‪ ]9‬آي عىل العنوان هل ولو يف "ال" والاعافة واملوصول وغةره ‪..9‬‬
‫[‪ ]4‬ان "آن" امارة كون مدخولها من احلقائق‪ .‬وماترشبت من التحقيق هجة الإثبات‪ ،‬كام ان الرضورة هجة‬
‫اليبوت ‪..4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ذا وذاك وكذكل) هذه اللكامت اليالث (اكمليل) آي مثل رضوب الامثال ل يتغةرن‪ .‬فال يرد ماقيل‪ :‬من آن املشار‬
‫اليه هنا اثنان وايخمالبون كيةرون‪.‬‬
‫‪( 2‬مما آفاض "ما" عىل "حيث") يريد ان »حيث« مىت حلق به »ما« التافة يدخل يف عداد السامء الرشلية ويفيد‬
‫جامعية التعريف وحيافظ اس تلزامه للمعرف‪...‬‬
‫‪» 3‬آي عىل العنوان هل« اي حمك عىل مفهومه املشرتك بني الافراد‪" .‬ولو يف "ال" والاعافة اخل« آي ولو حصل‬
‫الاس تغراق مهنا‪..‬‬
‫‪( 4‬اإن "آن" امارة) آي كام اإن (آن) ابلفتح تأكيد ملدخولها اإن »اإن« ابلكرس حتقيق ملدخولها‪ ،‬آي لإثبات كوبه حق ًا فأن‬
‫اجلهة اى الرضورة لليبوت‪ .‬وحتقيق "اإن" لالثبات يف اذلهن‪...‬‬
‫‪#206‬‬

‫واحلمك[‪ ]7‬للبعض[‪ ]9‬هو[‪ ]9‬اجلزئية[‪ ]4‬واجلزء[‪ ]1‬معرفته[‪ ]6‬جلية‬


‫[‪ ]7‬آى هل‪ ،‬وكذا عنده وعنه‪ .‬إا ّل آن البعض فاهام من الاوعاع ‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬عىل بفسه آو ما يرادفه لر ًا آو ًل وآ‪9‬خر ًا‪ ،‬ركن ًا او قيد ًا‪ ،‬اإسام آو حرف ًا‪ .‬ومايشاهبه ً‬
‫معىن كذكل‪" .‬كمك" والعهد‬
‫اذلهين يف "ال" والاعافة واملوصول ‪...‬‬
‫[‪ ]9‬و[هو] هو رافع املوعوع اىل احملمول لينطبعا او يتحدا‪ .‬وذات املوعوع يف احملمول‪ ،‬خرج للجمود‪ .‬ورابطة‬
‫تضمنت صورة القضية ‪.9‬‬
‫[‪ ]4‬منسوب اىل موعوعها اي امحللية اجلزئية‪ .‬اما احلمك عىل اجلزيئ ولو اعتبار ًاي كامتم الافراد ومجيع مراتب‬
‫العداد فشخصية ‪...4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آى هل وكذا عنده) الول اإشارة اإىل امحللية‪ .‬والياين اإىل املتصةل واليالث اإىل املنفصةل‪ .‬لكن احلمك يف الخةرين عىل‬
‫الوعاع والزمنة‪.‬‬
‫‪( 2‬عىل بفسه) آى بفس البعض كبعض النسان اكتب‪( .‬او مايرادفه) آى يدل عىل مادل عليه البعض من البعضية مثل‬
‫ِ‬
‫‪146‬‬
‫لر ًا واو ًل وآخر ًا وركن ًا وقيد ًا‪ .‬فهؤلء اللكامت وان اكبت داةل عىل البعضية لكن لتس تعمل يف آسوار القضية اإل اندر ًا‪.‬‬
‫(ومايشاهبه معىن كذكل) ابن اكن بني املعنيني مشاهبة لترادف (كمك) آى اخلربية مثل‪» :‬مك كتا ًاب قرآته« فان الكتب‬
‫املقروئة ايخمرب عهنا بمك بعض قلي ًال آو كيةر ًا (والعهد اذلهين يف (ال) والعافة واملوصول) هذا الاخةر عطف عىل العهد‬
‫ِ‬ ‫ل عىل (ال) اإذ دللته عىل البعضية لبست ذلاته بل ابلصةل‪.‬‬
‫‪( 3‬وهو) آى لفظه‪ .‬وهل يف القضية ثالث وظائف‪:‬‬
‫احداها‪ :‬رفع املوعوع وجره اإىل احملمول (لينطبعا) اإذا اكن الياين آمع (او يتحدا) اإذا اكن مساو ًاي‪:‬‬
‫الوظيفة اليابية‪ :‬ابه (ذات املوعوع) آى راجع اإىل ذات املوعوع آى ل اإىل وصفه‪ .‬ساكن ًا ومس ترت ًا (يف احملمول) لكن‬
‫(خرج) من مسكنه كام هنا (للجمود) آى لكون احملمول جامد ًا‪.‬‬
‫الوظيفة اليالية‪ :‬ابه (رابطة) بني الطرفني يدل وحيافظ عىل صورة القضية كام حيافظ الطرفان مادهتا‪.‬‬
‫‪( 4‬منسوب اإىل موعوعها) العائد للجزئية‪ .‬تقدير الالكم‪ :‬امحللية اجلزئية يه احلمك للبعض‪ .‬فامحللية موعوع واجلزئية صفة‬
‫لها‪ ،‬آى امحللية املنسوبة اإىل اجلزء آى البعض‪( ..‬آما احلمك عىل اجلزيئ)‪ .‬هذا مقابل للحمك عىل لك فرد وعىل البعض‪ .‬آى‬
‫احلمك عىل اجلزئىة خشصية (ولو) اكن كوبه جزئيا (اعتباراي) آى فرعيا (كامتم الفراد) فابه جزيئ فريض (ومراتب العداد‬
‫اخل) فان العرشين وآمثاهل لبس من امجلوع‪ .‬فاحلمك عليه خشصية‪...‬‬
‫‪#207‬‬

‫[‪ ]1‬آما التصوري فظاهر‪ .‬واما التصديقي فامنا هو يف مضن اللك‪ .‬وإال ففي الترصحي اإما خشصية آو لكية آو‬
‫لبيعية آو جزئية ‪.7‬‬
‫[‪ ]6‬آى اجلزئية ابلتفرع يف مضن اللك اى يف مضن التصوري‪ .‬وآما التصديقي فتحقيقه تلو ابلقياس الغةر‬
‫املتعارف املس تعمل يف ادراج مسائل العلوم يف تعريف العلوم‪ .‬كـ "يده" داخل فيه ولكه حسن فيده لها دخل‬
‫يف احلسن ‪…9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آما التصوري فظاهر) آي آما احلمك عىل اجلزء اذلي لحمك فيه فظاهر آبه خشصية‪( .‬وآما التصديقي) آى احلمك عىل‬
‫اجلزء التصديقى اذلي اكن موعوع ًا حملمول »كيده حسن« فقد عمل حمكه يف مضن اللك يف قول الناظم‪» :‬وحيامث للك‬
‫فرد«‪...‬‬
‫وإان مل تكتف مبعرفته الضمنية فقد يكون خشصية »كعينه كحالء«‪ .‬او لكية »كلك عني ابرصة«‪ .‬او لبيعية »اكلعني آةل‬
‫للرؤية«‪ .‬او جزئية »كبعض العني شهالء«‪..‬‬
‫‪( 2‬ابلتفرع) آي انكشفت معرفة اجلزئية تبع ًا يف مضن اللك‪( .‬ابلقياس الغةر املتعارف) وهو اذلي ليكون احلد الوسط‬
‫من املوعوعات واحملمولت‪ .‬بل من متعلقاهتام‪( ..‬املس تعمل يف آدراج اخل) مث ًال‪ :‬هذه املسأةل جزء من املنطق واملنطق‬
‫يبحث عن الايصال فهذه املسأةل لها دخل يف الايصال‪..‬‬
‫‪#208‬‬

‫‪147‬‬
‫فصل يف املعرفات‬
‫حد[‪ ]4‬ورمسي[‪ ]1‬ولفظي[‪ ]6‬عمل‬ ‫معرف[‪ ]7‬عىل ثلية[‪ ]9‬قسم[‪]9‬‬
‫آعمل! آن يف حببوحة فطرة الانسان احتياج ًا ذا آلس نة مضنية ذات مخسة اس ئةل‪ ،‬يقابل هبا احلاداثت‪ .‬وينعي‬
‫هبا الواقعات‪ .‬وينادي هبا التائنات‪ ..‬املشهور مهنا "ما" املودل للمبادئ التصورية‪ .‬و"مله" املدون للمبادئ‬
‫التصديقية يف العلوم‪ ..‬وتيّبا احلمكة بلسان التائنات املفرس بعضها بعضا ‪ -‬ابلتعريفات ‪ -‬يف مقابةل سؤال "ما"‪.‬‬
‫وابلدةل يف جواب سؤال "مله"‪.‬‬
‫[‪ ]7‬هو لتعريف احلدود الوسطى‪ ،‬لإدراج اجلزئيات حتت اللكيات‪ ،‬فبرسى اياها حمكها فتسهل الصغرى ‪...7‬‬
‫[‪ ]9‬اكتفى مبا ّمر من التقس مي عن التعريف لن بيان املصطلحات لبس من اساىس العمل بش ‪ .‬واما التقس مي‬
‫مفن املسائل‪ ..‬مث اهنم رحجوا "عىل" عىل "اىل" بظر ًا للمبدآ والتحصيل ل احملصل والتعلمي‪ .‬فان اس تقراء اجلزئيات‬
‫والقسام هو اذلي يفيد ترتب املقسم عىل القسام ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬تقس مي اللكي اىل اجلزئيات حمصل حلدود الاقسام‪ ،‬ان اكن عقلي ًا‪ .‬واما تقس مي اللك اىل الاجزاء فلتحصيل‬
‫ماهية املقسم يف اخلارج‪...‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬هو لتعريف احلدود الوسطى) آى القول الشارح لتعريف القسام الربعة‪ ،‬آى احلدين والرمسني‪ ،‬آى يعرفهام للطالبني‪،‬‬
‫ليعلموا كيفية حتصيل تكل القسام وترتبّبا حبيث جيمع حتهتا الافراد وخيرج الاغيار‪ .‬فينتقلوا بواسطة ذكل الرتتبب بسهوةل‬
‫اإىل املعرفات اجملهولت‪ .‬قوهل (فتسهل الصغرى) اإشارة اىل املقدمة الاوىل من ادلليل اذلي هو خالصة »عمل املنطق«‬
‫وقد مر‪ . .‬واملراد بقوهل (احلدود الوسطى) آقسام التعريف‪..‬‬
‫‪( 2‬اكتفى مبا مر اخل) يعىن ترك الناظم التعريف اكتفاء مبا ذكر من التقس مي لن التعريف من املصطلحات وبياهنا لبس من‬
‫آساىس العمل بش آى التصور والتصديق‪( .‬مث اهنم رحجوا »عىل« اخل) يعين ان بظر اإىل آن اجلزئيات والقسام حصلت‬
‫ابلس تقراء‪ .‬مث وقع التقس مي عىل املوجودات اذلهنية يرتحج (عىل) عىل (اإىل) لن (عىل) يفيد ترتب املقسم عىل القسام‬
‫املوجودة احلارضة‪ .‬وان بظر اإىل آن التقس مي وقع قبل الاس تقراء فالوىل (اإىل)‪...‬‬
‫‪#209‬‬

‫[‪ ]4‬آي ما اش متل عىل حدّ ي الش الذلين تضمهنام "من آين اإىل آين" يف النرش ‪..7‬‬
‫[‪ ]1‬هو بظةر "برهان ال ّإن"‪ .‬كام آن احلد "برهان المل" ‪.9‬‬
‫[‪ ]6‬هو اكلمسي انظر اىل الوعع‪ ،‬كام يف "القاموس" وتعريفات املصطلحات ‪..9‬‬
‫فاحلد ابجلنس[‪ ]7‬وفصل وقعا[‪]9‬‬
‫والرمس[‪ ]9‬ابجلنس[‪ ]4‬وخاصة[‪ ]1‬معا[‪]6‬‬

‫‪148‬‬
‫[‪ ]7‬آي فذلكة ماعدا الفصل القريب معه ولو تركب ًا‪ .‬والفصل خاصية الش اجلوهرية‪ .‬والفصول العرفية مشةرة‬
‫اياها بنفسها مفردة آو مركبة مفيدة لبس يط‪ .‬واجلنس اكلهيويل‪ ،‬والفصل اكلصورة‪ ،‬وهام اكملادة‪ .‬والرتتبب‬
‫اكلصورة يف الوجود اذلهين‪ ..‬عرف يف الول لبه آعرف‪ ..‬لبه آمع‪ ..‬فهو الول‪ ..‬ونكر يف الياين‪ ،‬لبه آخفى‪..‬‬
‫لبه آخص ‪...4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آى ما اش متل عىل حدّي الش ) آى اوهل وآخره ومنشؤه ومنهتاه (يف النرش) آي الرشح والفصل‪ ..‬بعم‪ .‬اإذا فصل احلد‬
‫مثال‪ :‬ينفصل اإىل اجلنس والفصل‪ .‬واجلنس اإشارة اىل املنشأ واملبدآ والفصل اإىل املنهتئى والخر‪ ..‬فاذا سألت عن الإنسان‬
‫(من آىن) ُجياب‪ :‬من احليوابية و (اإىل آين) جياب‪ :‬اإىل النالقية آى الإنسابية فاحلد لش امتهل عىل اجلواب لسؤال املبدآ‬
‫واملنهتئى ّمسي حد ًا‪...‬‬
‫‪( 2‬هو بظةر برهان ال ّإن) آي الاس تدلل من العةل اإىل املعلول (برهان ملي)‪ .‬ومن املعلول اإىل العةل (ا ّإين) اكلس تدلل‬
‫ابلنار عىل ادلخان ليال‪ .‬وابلعكس هنار ًا‪ .‬والتعريف ابحل ّد يش به الول وابلرمس يش به الياين‪...‬‬
‫‪( 3‬انظر اإىل الوعع) آي ل اإىل املعىن (كام يف القاموس) آي لك ما يف القاموس من بيان اللغات (وتعريفات املصطلحات)‬
‫لهنا من التعريفات اللفظية اليت يه اكلسا ي‪...‬‬
‫‪( 4‬آى فذلكة) آي اجلنس القريب فذلكة وخالصة ملا فوقه من الاجناس العالية واملتوسطة‪ ،‬مع فصولها البس يطة واملركبة‬
‫»اي كفصل احليوان فابه مركب من جزئني احلساس واملتحرك اب إلرادة« غةر ماحتته اكلنالق‪ .‬والفصل اذلي ميزي البواع‬
‫عبارة عن جوهر خاص يف ذات النوع‪ .‬والفصول الظاهرة آعراض مشةرة اإىل ذكل اجلوهر البس يط‪...‬‬
‫‪#210‬‬

‫[‪ ]9‬هو كحصل ووجد وثبت احلرفية‪ .‬شأبه الاس تقرار‪ .‬ولكن لغى للنظم‪ .‬او لسلوب لطيف‪ ،‬كن احلد مثرة‬
‫‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬الالم للكامل ‪..9‬‬
‫[‪ ]4‬الالم عوض الصفة ‪.9‬‬
‫[‪ ]1‬ولو مركبة من آعراض عامة‪ .‬ولدور؛ لن التعريف املفيد لبتقال لبيعة الفكر يتوقف عىل وجود‬
‫الاختصاص يف بفس المر‪ ،‬ل عىل العمل ابلإختصاص حىت يدور؛ لن الإبتقال لبس ابختياري‪ ،‬وعمل العمل‬
‫لبس لزما ‪.4‬‬
‫[‪ ]6‬اإشارة اإىل التفطن اذلي هو مزج الجزاء لتوليد الطلب‪ :‬وكذكل يف القياس‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬هو كحصل اخل) يعين ان حصل وامثاهل من الافعال العامة لبست بذات معان مس تقةل بل معاناها حرفية لرتباط‬
‫اللكامت بعضها مع بعض‪( .‬شأبه ا إلس تقرار) يعين املناسب معىن تبديل الوقوع ابلس تقرار حىت يكون مس تقر ًا ل لغو ًا لكن‬

‫‪149‬‬
‫(لغى) رضورة للنظم (او لسلوب) يعين ان الوقوع هنا مبعىن السقوط‪ :‬فكبه اإشارة اإىل آن احلد اكيمثرة واملناسب للمثرة‬
‫الوقوع ل ا إلس تقرار‪..‬‬
‫‪( 2‬الالم للكامل) اإشارة اإىل الرمس التام ل الناقص‪.‬‬
‫‪( 3‬الالم عوض الصفة) آي جنس قريب‪.‬‬
‫‪( 4‬ولدور) وجه ادلور‪ :‬ان العمل ابلتعريف موقوف عىل العمل بأجزائه‪ .‬ومهنا اخلاصة واخلاصة لتعمل اإل بعد ذي اخلاصة‪.‬‬
‫وجه ادلفع‪ :‬اإن العمل ابلتعريف اإمنا يتوقف عىل وجود الإختصاص يف بفس المر ل عىل علمه‪ .‬وكذا اإن الإبتقال لبس‬
‫ابختياري حىت يتوقف عىل العمل ابلإختصاص‪..‬‬
‫‪#211‬‬

‫جنس[‪ ]4‬بعيد ل قريب[‪ ]1‬وقعا‬ ‫وانقص[‪ ]7‬احلد بفصل[‪ ]9‬ومعا[‪]9‬‬


‫[‪ ]7‬آي املساوى ماصدقا ل مفهوما ‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬آي املقوم للنوع‪ ،‬واملقسم للجنس‪ .‬واحملصل حلصة اجلنس يف النوع‪ .‬فاإن تأول ابملركب فذاك‪ ...‬وإال‬
‫فالتعريف حديس ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬اي وبعدمه‪ ،‬آو بعده مع ًا ‪..9‬‬
‫[‪ ]4‬آي متام املشرتك بني النوع وبني بعض مشاركيه ل لكه‪.‬‬
‫[‪ ]1‬آي ل‪ ..‬ول متوسط ‪..4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي املساوى ما صدقا) آي افرد ًا (لمفهوما) اشارة اإىل آن احلد الناقص ‪ -‬اإذا اكن ابلفصل البعيد آو ابلفصلني البعيدين‬
‫عند من جيوز التعريف ابلمع ‪ -‬آمع من املعرف‪...‬‬
‫‪( 2‬فاإن تأول ابملركب) آي الفصل القريب اكلنالق مثال‪ :‬اذا تأول بـ (ذات من ثبت هل النطق) (فذاك) ليب آي ليرد‬
‫عىل جامعية التعريف (وإال) اي وان آبقى عىل افراده بال تأويل فالتعريف حديس ل منطقي عند من فرس القول ابملركب‬
‫يف (القول الشارح)‪.‬‬
‫‪( 3‬آي وبعدمه آو بعده مع ًا) الاول راجع للجنس القريب‪ .‬والياين للبعيد‪ .‬حاصهل‪ :‬آن احلد الناقص اما ابلفصل القريب‬
‫بدون اجلنس‪ .‬اشار اىل هذا بقوهل (وبعدمه) اي اجلنس اكلنالق‪ ...‬وإاما ابلفصل مع اجلنس البعيد آي برشط وقوع الفصل‬
‫بعد اجلنس كام قال (آو بعده مع ًا) فاملعية بعدية اكجلسم النالق ل قبلية بأن يقال النالق اجلسم‪..‬‬
‫‪( 4‬آى ل‪ ..‬ول متوسط) آي ل آبعد ول متوسط ليفرتق عن الرمس الناقص‪.‬‬
‫‪#212‬‬
‫آو مع جنس آبعد قد ارتبط[‪]4‬‬ ‫وانقص[‪ ]7‬الرمس خباصة[‪ ]9‬فقط[‪]9‬‬
‫[‪ ]7‬ولقد آفرزوا هل آدىن املراتب‪ .‬ولكنه قد حاز اعالها لبه الول اخوابه ابع ًا ‪ -‬اي يدا ‪ -‬وآوسعهم جمال‬

‫‪150‬‬
‫‪7‬‬
‫واعظمهم وكر ًا وآكرثمه هلل ذكر ًا‪..‬‬
‫[‪ ]9‬آي شامةل او ل‪ .‬لزمة او ل‪ .‬حقيقية اول‪ .‬بس يطة او ل‪ .‬حمصةل ولو من امليال او ايمتييل او التقس مي او‬
‫التفسةر وقس‪ ..‬وهذا القسم من الرمس هو امللجأ يف تعريف البسائط والاجناس العالية والفصول البس يطة‬
‫وغةرهام الاليت لحتد‪ .‬وان حدت‪ .‬اما الاشخاص فال حتد ول حتد ‪ -‬الا العلوم والقرآن ‪ -‬فاهنام حيدان بتزنيل‬
‫‪9‬‬
‫آجزاهئام مبزنةل اجلزئيات‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]9‬لو سكت لسقط‪..‬‬
‫[‪ ]4‬آي بنس بة تفيد املزج اكلتوصيفي‪ ،‬ل الإعايف املفيد دخول الاعافة وخروج املضاف اليه‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬وآكرثمه هلل ذكر ًا) لن توصيف هللا تعاىل بصفاته داخل يف مشول هذا القسم من التعريف‪..‬‬
‫‪( 2‬الاليت لحتد) اإذ لجنس لها‪ .‬واحلد لبد هل من جنس (وان حدت) اي تكون حد ًا آو جزء حد للغةر‪...‬‬
‫‪( 3‬لو سكت لسقط) لن الرمس الناقص اإما ابخلاصة وحدها او مع اجلنس‪ .‬فلو اكن سكت عن قيد (فقط) ومل يذكره‬
‫لتان مطلق ًا‪ .‬واملطلق آمع يشمل القسم الياين آيض ًا فيكون ذكره سقولا عن الفائدة‪...‬‬
‫‪#213‬‬

‫وما بلفظي [‪ ]7‬دلهيم[‪ ]9‬شهرا[‪ ]4‬تبديل[‪ ]4‬لفظ برديف[‪ ]1‬اشهرا‬


‫‪7‬‬
‫[‪ ]7‬هذه يه اثلية الااثيف‪ .‬خفـذ ما شئت مهنا من آقوال رشاح املتون "آي‪ .‬آي‪"..‬‬
‫[‪ ]9‬آي يف صنعة املنالقة‪..‬‬
‫[‪ ]9‬آي لن الوعع وادللةل آقرب اإىل اللفظ مهنام اإىل املعىن‪ ،‬عكس الفهم والاس تعامل ‪..9‬‬
‫[‪ ]4‬آي تعقيب‪ ..‬هذا تعريف الصورة للتعريف‪ ،‬مبعىن املصدر ‪..9‬‬
‫[‪ ]1‬وان تفاوات مطابقية‪ ،‬تضمنية‪ ،‬الزتامية‪ ،‬افراد ًا وتركيب ًا ‪...4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اثلية الاثيف) ش به اقسام التعريف اليالثة ابلجحار اليالثة اليت تسمى ابلاثيف وتطبخ علاها الالعمة (خفذ ماشئت)‬
‫آي اللب بيان آي قسم من قول آي شارح شئت‪.‬‬
‫‪( 2‬لن الوعع وادللةل اخل) اإشارة اإىل وجه تسمية هذا القسم ابللفظي‪ :‬حاصهل‪ :‬ان بني اللفظ واملعىن حالت‪ :‬الوعع‬
‫وادللةل والاس تعامل والفهم‪ .‬ومدار هذا القسم من التعريف الوعع وادللةل‪ .‬وهام آقرب اإىل اللفظ مهنام اإىل املعىن‪...‬‬
‫‪( 3‬آي تعقيب‪ )..‬يعين الاوىل تبديل التبديل ابلتعقيب لن التعريف اللفظي لبس عبارة عن رفع لفظ واقامة لفظ آخر‬
‫مقامه‪ .‬بل ترديف لفظ بأشهر منه مع بقائه يف مقامه‪ .‬ولفظ التبديل ليفيد هذا املعىن‪..‬‬
‫يعمل صورة التعريف اللفظي ل مادته‪ .‬فلفظ التعريف املضاف (مبعىن‬ ‫(هذا تعريف الصورة للتعريف) آي ان هذا التعريف ّ‬
‫املصدر)‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪( 4‬وان تفاوات اخل) اي التعريف اللفظي ومعرفه ابن اكن احدهام مفرد ًا والخر مركب ًا‪ .‬ودلةل احدهام عىل املعىن مطابقية‬
‫والخر تضمنية او الزتامية‪..‬‬
‫‪#214‬‬

‫ورشط[‪ ]7‬لك ان يرى[‪ ]9‬مطردا[‪]9‬‬


‫منعكسا[‪ ]4‬وظاهراً[‪ ]1‬ل آبعدا[‪]6‬‬
‫آعمل!‬
‫ابه ملا اقتضت العناية ا إللهية ترىق البرش واس تكامهل ابملسابقة واجملاهدة؛ لجرم ما آخذت عىل آيدي جساايه‬
‫وماقيدت ميوهل وما حددت اخالقه‪ .‬بل اللقهتا يرسح ايامن شاء‪ ...‬فتشعبت عىل البرش الطرق حصة وفساداً‬
‫قر ًاب وبعد ًا‪ ..‬فاذا جرى ذوو السجااي السلمية اإىل احلق رجعوا اإىل بدهئم‪ .‬فوععوا تعماميً ملسلكهم يف الطبقات‬
‫السافةل عىل مظان البالل والضالل‪ ،‬عالمات للتحرز عن البالل مسوها رشول ًا‪ .‬وإاذ امتاز املنطق بتكفل‬
‫معاجلة القوة العقلية وعع للفكر رشولا ‪ -‬اجلامع لها معلوم الصحة وفاقدها فاسد وجمهول الصحة‪.‬‬
‫[‪ ]7‬اي للتحقق او الصحة ‪ -‬كام يف احلد التام اتفاقا ‪ -‬او للعمل ابلصحة ‪ -‬كام يف غةره عىل املشهور ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬لن ظهور العمل ابلرشط رشط للعمل ابلصحة‪.‬‬
‫[‪ ]9‬آعمل!‬
‫ان اساس هذه الرشوط املساواة صدق ًا ومفهوم ًا‪ .‬وعدم املساواة معرفة وهجاةل‪ ..‬مث ان مرجع املساواة لكيتان‪،‬‬
‫هام مدار امجلع واملنع‪" ..‬مطردا" اي العدم عند العدم ‪ -‬الالزم بعكس النقيض ‪ -‬لـ "احلد لك احملدود" كربى‪.‬‬
‫لبدراج اجلزيئ حتت اللكي ‪..9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي للتحقق) اذ الالراد يدل عىل وجود التحقق وهو يس تلزم وجود الصحة‪ .‬فهو رشط اإما للملزوم آي التحقق‪ .‬آو‬
‫الالزم آي الصحة‪ :‬كام قال (للتحقق آو الصحة)‪ .‬هذا يف احلد التام لبه املتكفل لبيان حقيقة املعرف‪ .‬آما غةره فغةر متكفل‬
‫ببياهنا فاللراد فيه للعمل ابلصحة فقط‪.‬‬
‫‪( 2‬اعمل آن آساس اخل) حاصهل‪ :‬ان املعرف والتعريف لبد آن يكوان متساويني ما صدق ًا‪ .‬وعالمة املساواة ببهنام صدق‬
‫موجبتني لكيتني من الطرفني‪ ،‬لكن اللكيتني يف امحللية ابعتبار الافراد وامحلل علاها‪ .‬ويف الرشليات ابعتبار التحقق يف‬
‫الزمان والاوعاع‪ .‬والتعريف مع املعرف لكوهنام من التصورات تنعقد اللكيتان يبهنام ابعتبار التحقق ل ابعتبار امحلل‪.‬‬
‫(مث ان مرجع املساواة اخل) حاصهل‪ :‬آن احلد ليصح ابلخص ول المع من احملدود بل يلزم يبهنام املساواة يف الافراد‪.‬‬
‫وعالمة حتققها ببهنام صدق موجبتني لكيتني من الطرفني‪ :‬احداهام تدل عىل كون احلد (مطرد ًا) آي جامع ًا لفراد احملدود‪.‬‬
‫ّعرب عهنا بـ (احلد لك احملدود) دا ًل عىل عدم الخصية والمعية ببهنام مع دللته عىل الالراد‪ .‬وفرسها (ابلعدم عند العدم)‬

‫‪152‬‬
‫آي جعل بقيض احلد موعوعا وبقيض احملدود محمول‪ :‬مثل (لك لانلق ل اإنسان) يف تعريف الانسان ابلنالق حد ًا‬
‫انقص ًا‪ ..‬وملا اكن التفسةر غةر دال عىل مجع الافراد مبنطوقه مع خمالفته للتعبةر يف ترتبب الطرفني ‪-‬دفعه توصيفا ابلالزم لــ‬
‫(احلد لك احملدود) ‪ :‬يعين آن التفسةر وإان مل يطابق التعبةر لكنه لزم هل‪ .‬وادللةل عىل الالزم معتربة عند املنطقي‪ ...‬و َّجه‬
‫اللزوم ببهنام بقوهل (كربى) اي جيعل (احلد لك احملدود) كربى ولك جزيئ داخل يف موعوعه اذلي هو (احلد) اللكي‬
‫الشامل مجليع احلدودات (صغرى) مثل (احليوان النالق حد‪ .‬واحلد لك احملدود فهو لك احملدود)‪ ..‬وهكذا آمثاهل‪ ..‬وهبذا‬
‫ييبت اللزوم‪ ..‬وامجلةل اليابية ادلاةل عىل عكس احلد آي دفعه للغيار (احملدود لك احلد)‪ .‬فرسها بـ (الوجود عند الوجود)‬
‫آي وجود احملدود عند وجود احلد‪ .‬مثل (لك انلق انسان) املنعكس لغة اإىل (لك اإنسان انلق) املنعكس بعكس بقيضه‬
‫آي لك ل انلق ل اإنسان (اىل الطرد) آي دفع الغيار اي حتقق املعرف عند حتقق التعريف‪ .‬هذا هو املنع‪ ..‬وقد آشار‬
‫اىل هذا بقوهل (احملدود لك احلد)‪.‬‬
‫‪#215‬‬

‫[‪ ]4‬اي الوجود عند الوجود ‪ -‬املدلول لـ "احملدود لك احلد" املنعكس لغة بعكس املس توى‪ ،‬املنعكس بعكس‬
‫النقيض اإىل الطرد‪...‬‬
‫[‪ ]1‬اذ العةل متقدمة‪ ،‬والتقدم هنا ابلظهور ‪.7‬‬
‫[‪ ]6‬آي ولبنفسه ول ابملضايف بل بذات املضايف ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اذ العةل متقدمة) آي التعريف عةل للمعرف وتقدهما امنا يعمل ابلظهور معىن‪...‬‬
‫‪( 2‬اي ولبنفسه) عطف عىل (مبفهومه) املقدر بعد قوهل (ل ابعدا) اي لبد آن يكون التعريف غةر بعيد عن الفهم‬
‫لمبفهومه ولبذاته‪ .‬وكذا اإذا اكان من املتضايفات لزم ان يكون عنوان التعريف التضايفي غةر بعيد عن الفهم ل ذاته‪.‬‬
‫‪#216‬‬

‫بال قرينة هبا حترزا[‪]4‬‬ ‫ول مساو ًاي[‪ ]7‬و[‪ ]9‬لتوزا[‪]9‬‬


‫[‪ ]7‬اي اكملضايف فاملساواة صدقا اكلتضايف ذاات‪ .‬وهو معرف ًة كهو مفهوما مابع ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬لتترشب "الواو" هذه الالآت العدولية ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬اي غةر املتعارف وإال فاملتعارف اكحلقيقة العرفية ‪-‬كام ابه ابلغ ‪ -‬حسن‪.‬‬
‫[‪ ]4‬فبدون املابعة ابلل وبدون املعينة قبيح ‪.9‬‬
‫مشرتك عن القرينة[‪ ]9‬خال‬ ‫ولمبا يدرى[‪ ]7‬مبحدود ول‬
‫[‪ ]7‬اي يدور رصحيا او مضن ًا وادلور تسلسل حبركة الوعع ‪.4‬‬
‫[‪ ]9‬ويه يف املشرتك املعينة فقط‪ .‬ويف الكناية املنتقةل‪ .‬ويف املعينة ويف اجملاز املابعة‪.‬‬
‫‪---‬‬

‫‪153‬‬
‫‪( 1‬آي اكملضايف) التاف للتشبيه ل للمتييل آي كام ان املساواة من هجة املعرفة بني التعريف واملعرف مابع خيل ‪ -‬كذكل‬
‫التضايف ببهنام مابع‪ .‬لكن املساواة صدقا والتضايف ذاات لمفهوما غةر مرض‪( .‬ويه) اي املساواة (معرفة) آي من هجة‬
‫املعرفة (كهو) اي اكلتضايف (مفهوما) اي من هجة املفهوم‪...‬‬
‫‪( 2‬لتترشب الواو اخل) آي خيتل املعىن ان مل يكن يف تكل املعطوفات (ل) لن حرف العطف لتتضمن (ل) ولتفيد‬
‫ما آفاده (الالآت العدولية) آي صارت اكجلزء ملدخولهتا اكملعدوةل احملمول‪..‬‬
‫‪( 3‬فبدون املابعة) يعىن ان وجد يف التعريف جماز فالبد من وجود قرينه مابعة للمعىن احلقيقي‪ .‬واخرى معينة للمعىن املراد‬
‫فان مل يوجد املابعة فبالل آو املعينة فقبيح‪..‬‬
‫‪( 4‬وادلور تسلسل حبركة الوعع) آي بفرض ان يتحرك وعع الواعع ويتكرر من آحد الطرفني اإىل الخر مرة بعد آخرى‬
‫رجاء آن يزول ويقف التوقف اإىل غةر ايهناية فينقطع التسلسل‪...‬‬
‫‪#217‬‬

‫وعندمه[‪ ]7‬من مجةل[‪ ]9‬املردود[‪ ]9‬ان تدخل[‪ ]4‬الاحتام[‪ ]1‬يف احلدود‬


‫[‪ ]7‬اعمل! ان املقصود من التعريفات تصوير موعوعات الاحتام‪ .‬فادراهجا فاها بظةر املصادرة ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬آي مهنا ايضا ذكر الالفاظ الغريبة الوحش ية‪ ،‬والتطويل من غةر لائل‪ .‬والطائل توعيح او حتصيل ماهية‬
‫او متيزي ‪.9‬‬
‫[‪ ]9‬اي يرده بظام الصنعة‪.‬‬
‫[‪ ]4‬اي لبد ان يكون يف التعريف هيوىل الاحتام‪ ،‬ل صورهتا اكملزارعة او النوات ‪.9‬‬
‫كام ينبغي تصوير املوعوع بوجه صاحل قابل للمحمول ومفيد ل آقرب ول آبعد‪ .‬فتصور الانسان يف "الانسان‬
‫حيوان" ابحليوابية لغو‪ .‬وابلش يئية غةر مفيد‪ .‬ول يرض معوم آةل التصور‪ ،‬فان احملمول يصلحه لنفسه‪.‬‬
‫[‪ ]1‬اى مطلق ًا فاها ويف الرسوم الاحتام املطلوب اثباهتا‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬فادراهجا فاها) آي الاحتام يف احلدود(بظةر املصادرة) اليت يرتكّبا الظاملون‪..‬‬
‫‪( 2‬آي مهنا) اي من مجةل املردود (والطائل توعيح) آي ان اكن التطويل لتوعيح الالفاظ الغريبة او حتصيل حمك آخر‬
‫يف التعريف آو ايمتيزي لك ايمتيزي فلبس داخال فامي ل لائل‪..‬‬
‫‪( 3‬ان يكون يف التعريف هيوىل)‪ :‬املراد من الهيوىل املادة اكجلنس والفصل ومن الصورة ترتبّبا‪.‬‬
‫(كام ينبغي) مش به به لـ (لبد) اي لبد ان يكون اخل كام ينبغي اخل‪( .‬وليرض معوم آةل التصور) كتصور الانسان يف ذكل‬
‫امليال ابجلسمية‪...‬‬
‫‪#218‬‬

‫ولجيوز[‪ ]7‬يف احلدود[‪ ]9‬ذكر آو [‪]9‬‬

‫‪154‬‬
‫وجائز[‪ ]4‬يف الرمس[‪ ]1‬فادر مارووا‬
‫[‪ ]7‬آي يف رشيعة الصنعة احلاكية عن الطبيعة املابعة عن اجامتع امليلني وتعدد احلقيقة ‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬آى احلقيقة ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬آما التشكييك فلضديته للتعريف‪ .‬وآما ما يرى من "او" التقس ميي‪ ،‬فللتقس مي مث لتحديد الاقسام‪..‬‬
‫[‪ ]4‬اي جاز ووقع‪...‬‬
‫[‪ ]1‬اإذ قد يكون منقسم كذا خاصة ‪...9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي املابعة عن اجامتع امليلني) آي احلد عبارة عن حقيقة الش ‪ .‬وللك ش حقيقة واحدة لتعدد فاها ول متاثل‪ .‬وينفهم‬
‫من (او) تعدد احلقيقة‪ .‬ومن تعددها اجامتع امليلني‪ .‬والكهام ابلل‪.‬‬
‫‪( 2‬اي احلقيقة) آي املراد ابحلد احلقيقة اي املاهية‪.‬‬
‫‪( 3‬منقسم كذا) ابن يذكر خشص خبواصه بـ (آو) مثل »هو الزراع آو التاتب« وهذان املذكوران بـ (او) خاصة للرجل‬
‫اي ان مل يوجد موصوف هبام غةره والتعريف ابخلاصة رمس‪.‬‬
‫‪#219‬‬

‫فصل يف القضااي واحتاهما‬


‫ببهنم قضية وخربا‬ ‫ما[‪ ]7‬احمتل[‪ ]9‬الصدق[‪ ]9‬ذلاته[‪ ]4‬جرى[‪]1‬‬
‫آعمل! ان يف العامل اختالفا وتغةر ًا وبظام ًا شام ًال‪ .‬فالختالف هو اذلي آظهر احلقائق النسبية اليت يه اكرث بكثةر‬
‫من احلقائق احلقيقية‪ .‬والنس بة لها وقع عظمي قد التفت رعايهتا بوجود رشور مغمورة‪ .‬فلول القبح لبتفى حسن‬
‫احملاسن الكثةرة‪ ..‬مث ان التغةر هو اذلي كرث تكل احلقائق النسبية‪ ،‬مث النظام هو اذلي سلسلها وفنهنا‪ .‬ومتاثيل‬
‫تكل النسبيات يه القضااي الكوبية اليت يه تفاريق القضااي‪ ،‬اليت يه "تفاصيل القدر الإلهئي"‪...‬‬
‫مث اعمل ايضا! ان غاية فكر البرش صةرورة النفس النالقة خريطة معنوية للتائنات ابرتسام حقائقها يف النفس‪.‬‬
‫ومعرفة كيةر من احلقائق ابلنسب‪ .‬ويه قضااي‪ ..‬ويه بتاجئ‪ .‬ويه ابدللئل‪ ..‬ويه بأجزاهئا‪ .‬ويه او اجزاهئا‬
‫موعوعات او محمولت‪ .‬ويه بتصوراهتا‪ ..‬ويه ابلتعاريف‪ .‬ويه بأجزاهئا‪ ..‬ويه اللكيات امخلس‪..‬‬
‫[‪ ]7‬آي ملفوظ ومعقول ‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬اى بسبب متياليته ملا يف بفس الامر هل خاصية قابلية املطابقة وعدهما‪ .‬لكن ابملطابقة‪ .‬والا مفا من تصور‬
‫اإل ويس تلزم تصديقا او تصديقات ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ملفوظ ومعقول) آي القضية لكوهنا معقوةل (معقول)‪ .‬ولكوهنا ل تفاد اإل ابللفظ (ملفوظ) فـ (ما) ملفوظ ومعقول‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫‪( 2‬مفا من تصور اإل ويس تلزم اخل) بعم‪ ،‬تصور زيد مثال‪ :‬عبارة عن حصول صورته يف اذلهن‪ .‬ولخيفى ان هذا يس تلزم‬
‫(صورته حاصةل ‪ -‬و‪ -‬هذه الصورة لزيد) وغةرهام من التصديقات‪ .‬فلو مل يشرتط دلةل تكل اخلاصية عىل املطابقة وعدهما‬
‫ابملطابقة‪ .‬بل اكبت مرسةل لتابت شامةل لغةرها ايضا ولتابت التصورات ابعتبار ذكل الاس تلزام داخةل يف مشول احامتل‬
‫الصدق‪..‬‬
‫‪#220‬‬

‫[‪ ]9‬آي دل عىل الصدق لفظ ًا وجاز الكذب عق ًال‪ ،‬بناء عىل ختلف املدلول(‪.)9‬‬
‫[‪ ]4‬آي ابلنظر اإىل احملصل كـ "ج ب"(‪..)4‬‬
‫[‪ ]1‬جماز عن "يسمى" جماز عن "يعرف" جماز عن "هو هو"(‪.)1‬‬
‫مث القضااي عندمه [‪ ]7‬قسامن[‪ ]9‬رشلية[‪ ]9‬محلية[‪ ]4‬فالياين[‪]1‬‬
‫[‪ ]7‬التقييد ابمثال هذا القيد دلفع املناقشة والتربي عن املسؤولية‪ ،‬اذ الاصطالح ليس ئل عنه‪...‬‬
‫[‪ ]9‬وهام آساسان لالقرتاين والاقرتابيات‪..‬‬
‫[‪ ]9‬ويه آو السلب عنه يف املنفصةل‪ .‬او عنده يف املتصةل اتفاق ًا او ًل‪ ..‬اإل ان املتصةل عند اكرث اهل العربية‬
‫والشافعية حمكها يف اجلزاء‪ .‬وهو العةل والرشط قيد‪ ..‬وعند احلنفية وآهل املنطق احلمك بني اجلزاء والرشط‪..‬‬
‫ولقد تفرع وتشعب من هذا الاختالف مسائل كيةرة‪ :‬مهنا املشهورة كـ "ان تزوجت بك فأبت لالق‪ ..‬وان‬
‫متلكت هذا فهو وقف" فهذا لغو عند الشافعية لوجود العةل حيث لحمل‪ ،‬دون احلنفية لن العةل اذا ابعقدت‬
‫تصلح احملل ومهنا الاختالف يف املفهوم ايخمالف ‪...7‬‬
‫[‪ ]4‬آي اليبوت والسلب هل ابلحتاد او الاش امتل ‪.9‬‬
‫[‪ ]1‬آي هو الاول ‪..9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ويه آو السلب اخل) آي احلمك بني الطرفني يف املنفصةل ابلبعد والابفصال‪ .‬ويف املتصةل ابملقاربة والتصال (اتفاقا) آي‬
‫اتفاقية بال لزوم (اول) آي مع اللزوم بني الطرفني‪ .‬ويف امحللية ابمحلل واليبوت‪..‬‬
‫‪( 2‬آي اليبوت والسلب هل) الضمةر لليبوت (ابلحتاد) اذا اكان متساويني (آو الاش امتل) اإذا اكن آحدهام آمع‪..‬‬
‫‪( 3‬آي هو الاول) لن امحللية لكوهنا جزء للرشلية حقها يف البيان الاولية‪..‬‬
‫‪#221‬‬

‫احملرفات‬
‫مقدمة يف َّ‬
‫اعمل!‬
‫حرفت لبيعة املسائل عن قابوهنا‪ ..‬فمك من‬
‫ان آرحجية الافادة والاعالم ‪ -‬لتصوير الش عىل ماهو عليه ‪ّ -‬‬

‫‪156‬‬
‫"رشلية" تلت يف لباس "امحللية"‪ .‬و‪" ..‬محلية" تزينت بزهيا‪ .‬و‪" ..‬متصةل" ا ّ‬
‫محرت حتت "املنفصةل"‪ .‬و‪"..‬لكية"‬
‫اس ترتت حتت "اجلزئية"‪ .‬و‪" ..‬موجبة" تربقعت "ابلسلب"‪ .‬ورب قياس ابدمج يف "قضية"‪ .‬و"القضية" اختفت‬
‫ترشبت‬
‫يف "صفة او قيد بل حرف"‪" .‬ومك" من املعاين الطيارة‪ :‬توععت عىل آحد آغصان الالكم‪ ..‬ومك من لكمة‪ّ :‬‬
‫لائفة من تكل املعاين‪..‬‬
‫وحتقيقه‪ :‬ان لك عمل يبحث‪ -‬آي ابمحلل اليبويت ‪ -‬عن الاعراض ‪ -‬آي الصفات التامة ‪ -‬اذلاتية ‪ -‬آي الالزمة‬
‫الشامةل الواجب اليبوت ‪ -‬للش ‪ -‬اعين املوعوع‪ ..‬فتابت مسائل لك عمل "قضااي محلية موجبة لكية رضورية‬
‫يف اخلارج بظرية يف اذلهن"‪" ..‬مفا ترى" من الرشليات والسوالب واجلزئيات واملمكنات والبدهييات ‪ -‬فاإما من‬
‫املبادئ التصورية‪ ،‬آو املبادئ التصديقية‪ .‬آو الاس تطرادايت‪ .‬آو متأوةل بوجه من وجوه التالزم‪ .‬آو مقدمة من‬
‫مقدمات دليل املسأةل آقميت مقاهما ‪..‬تأمل!‪.‬‬
‫‪#222‬‬

‫اما مسور[‪ ]9‬واما هممل[‪]9‬‬ ‫لكية[‪ ]7‬خشصية والول‬


‫وآربع[‪ ]8‬آقساهما حيث جرى[‪]2‬‬ ‫والسور[‪ ]4‬لكي ًا[‪ ]1‬وجزئي ًا[‪ ]6‬يرى[‪]1‬‬
‫[‪ ]7‬آي مافيه اشرتاك‪ ..‬فان بظر اىل الطبيعة فاما مع جواز رسايته اىل الافراد‪ ،‬اكمحلل يف التعاريف عىل القول‬
‫ِ‬
‫بقضيهتا‪ .‬آو بدون الرساية مع مالحظة الافراد‪ .‬كحمل املعقولت اليابية عىل الاوىل‪ ،‬يف لك ما يرى آو بدون‬
‫املالحظة وبدون الرساية كـ "الانسان مفهوم ذهين"‪ .‬فهذه اليالثة لبيعية‪..‬‬
‫ومهنا اللك اجملموعي ولك مراتب الاعداد‪ .‬ويه يف حمك اللكية يف كربى "الشلك الول" ‪..7‬‬
‫[‪ ]9‬آى اليت مناط احلمك بصب العني مكيهتا ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬وهو يف املقام اخلطايب يف حمك اللكية‪ .‬والاس تدلل يف حمك اجلزئية ‪.9‬‬
‫[‪ ]4‬اعمل! آن للسور مقامات خمتلفة وصور ًا متفاوتة‪ .‬فقد يدخل عىل احملمول ويصةر القضية منحرفة اللطائف‬
‫ومضني ًا وقيد ًا‪..‬‬
‫مث ان القضية تتضمن قضااي مضنية بعدد القيود‪ ..‬فكن احلمك ملا تداخل بني القيود اببت يف لك قيد حكامً مضني ًا‬
‫يشار اليه ابلعراب‪ .‬ففي "لك مؤمن حقه الصدق ابلرضورة" او ًل‪ :‬اثبات حقية الصدق للمؤمن‪ .‬مث ثبوت حقية‬
‫الصدق للمؤمن معو ي‪ .‬مث ثبوت حقية الصدق لعموم املؤمن رضوري‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي ما فيه اشرتاك) "ما" موصوفة شامةل للك اللكيات كام قال (فان بظر اخل) آي اإىل ذكل املفهوم املشرتك اإذا حمك‬
‫عليه‪ .‬فأما جواز رساية احلمك اإىل الافراد ‪ -‬كام يف محل التعاريف عىل املعرفات ‪ -‬كحمل (احليوان النالق) عىل الإنسان‪.‬‬
‫آو مع عدم جواز الرساية‪ .‬لكن مع مالحظة قبول الافراد ومناسبهتا ذلكل احلمك كحمل املعقولت اليابية عىل الاوىل مثل‬
‫‪157‬‬
‫(النسان بوع)‪ .‬او لرساية ول مالحظة مثل (النسان ذو مفهوم ذهين)‪ .‬فهذه اليالثة من اللكيات الطبيعية‪...‬‬
‫(ومهنا) آي من اللكية ل الشخصية (اللك ِ‬
‫اجملموعي) لن هل اجز ًاء مبزنةل اجلزئيات للغةر‪( .‬ومراتب الاعداد) اكلعرشة‬ ‫ِ‬
‫واملائة وماببهنام لهنا وان مل تكن من امجلوع لكهنا يف كربى (الشلك الول) يف حمك اللكية‪...‬‬
‫‪( 2‬آي اليت مناط احلمك اخل) تذكةر (املسور) وتأببث الضمةر يف (مكيهتا) دليل عىل ان (اليت) صفة (اللكية) اي اللكية‬
‫اليت مناط احلمك مكيهتا‪.‬‬
‫‪( 3‬يف املقام اخلطايب) اي يف الظنيات‪..‬‬
‫‪#223‬‬

‫آعمل! آن العكسني والتناقض والقياس ‪ -‬كام تنظر اىل القضية الوىل ‪ -‬تنظر اىل القضيتني الاخةرتني وتتنوع‬
‫بسبّبام‪ ..‬فاإن آحببت آن ترى تفاصيل السور وتفاسةر اجلهة‪ ،‬فابظر يف "تعليقايت" عىل "اللكنبوي"‪ :‬اذ آهنا‬
‫اجدى من تفاريق العصا ‪...7‬‬
‫[‪ ]1‬اي ل اجملموعي بل الإفرادي ل البديل بل الالاليق‪.‬‬
‫[‪ ]6‬آي يدل عىل البعض ولو يف مضن اللك‪ ،‬لن اهل الاس تدلل لينظرون اإىل املفهوم ايخمالف‪ّ ،‬‬
‫برس‬
‫‪9‬‬
‫(لتَ ْق ُف َما لَبْ َس َ َكل ِب ِه ِع ْ ٌمل) ( الارساءء‪)96 :‬‬
‫[‪ ]1‬اي فينقسم‪ ،‬فيكون‪ ،‬فةرى اذ وجود املقسم بوجود الاقسام ‪..9‬‬
‫[‪ ]8‬آي ينقسم ابعتبار الكيف‪ ،‬فترتبع الاقسام فأيامن صادفته فهو آحد الاربعة‪...‬‬
‫[‪ ]2‬آي ليتشعب ابجلراين ولينقسم بتنوع العروض‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬كام تنظر اإىل القضية الاوىل اخل) يعىن »ان املوعوع واحملمول« يف القضية الاصلية ‪ -‬كام اهنام منظوران يف العكسني‬
‫والتناقض ‪ -‬كذكل القيودات ادلاةل عىل المكية والكيفية واجلهة يف القضية الاصلية معتربة وملحوظة فاها‪ .‬وبسبّبا تتنوع‬
‫احملصورات واملوهجات‪..‬‬
‫‪( 2‬لن اهل الاس تدلل) دفع ملا يقال‪ :‬اإذا قلت (بعض الإنسان حيوان) ينفهم من املفهوم ايخمالف ان البعض الخر لبس‬
‫حبيوان‪ .‬وجه ادلفع‪ :‬اإهنم لينظرون اليه‪..‬‬
‫‪( 3‬اى فينقسم اخل) اإشارة اإىل مايرد عىل الناظم‪ :‬من ان رؤية الاقسام بوجودها وهو بعد ابقسام القسم‪ .‬وليكفي ابفهام‬
‫القسام ابلرؤية واجلراين بني الناس‪ .‬بل لبد من التقس مي رصاحة‪..‬‬
‫‪#224‬‬

‫اما بلك[‪ ]7‬او ببعض[‪ ]9‬او بال يشء[‪ ]9‬ولبس بعض[‪ ]4‬او ش به جال[‪]1‬‬
‫فهئي[‪ ]2‬اذن اإىل الامثن[‪ ]72‬آيبه[‪]77‬‬ ‫ولكها[‪ ]6‬موجبة[‪ ]1‬وسالبة[‪]8‬‬
‫[‪ ]7‬آي وكذا مايرادف؛ "اكتع‪ .‬لر ًا‪ .‬قالبة‪ .‬اكفة‪ .‬والالم‪ .‬والعافة‪ .‬واملوصول الس تغراقية" ‪..7‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪158‬‬
‫[‪ ]9‬آي وكذا مايرادف؛ "قطعة‪ .‬لائفة‪ .‬واحدة‪ .‬قليل‪ .‬ش ئي‪ .‬كيةر‪ .‬والتنوين‪ .‬والتقليل‪ .‬والعهد اذلهين" يف‬
‫الالم واخويه ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬اي وكذا مامياثل "لواحد‪ .‬ولقطعة"‪ .‬وقس عىل "ل" "ما‪ .‬لبس‪ .‬ان" ‪ -‬وعىل "يشء" لك ماهو سور‬
‫املوجبة اجلزئية برشط التنكةر وعدم الاعافة ‪..9‬‬
‫[‪ ]4‬آي وكذا لك ما دخهل النفى مطلق ًا من السور املوجبة اجلزئية‪ ،‬لكن برشط الاعافة والتعريف‪ .‬وكذا‬
‫دخول النفى عىل لك املوجبة اللكية‪ .‬لكن برشط تقدم النفي ‪..4‬‬
‫[‪ ]1‬مثل "يف الاغلب‪ .‬وعىل الاكرث‪ .‬وابمجلةل‪ .‬ويف امجلةل‪ .‬واندر ًا‪ .‬وقليال‪ ".‬وقس‪...‬‬
‫[‪ ]6‬اي وغةر املسورتني اكملسورتني ‪.1‬‬
‫[‪ ]1‬والاجياب وجود‪ ،‬امنا يتحقق بوجود مجيع الاجزاء‪ .‬والسلب عدم‪ ،‬يصدق بعدم اي جزء اكن‪ .‬والغالب‬
‫بعدم الخص‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اكتع) بدل (ما) ل مفعول لةرادف (الاس تغراقية) صفة لليالثة الاخةرة اي اذا اريد مهنا الاس تغراق والعموم‪..‬‬
‫‪( 2‬واخويه) آي الاعافة واملوصول‪.‬‬
‫‪( 3‬وعىل ش ) متعلق بلفظ (قس) (برشط التنكةر وعدم الاعافة) اي ليكون آمع فال ختتل اللكية‪.‬‬
‫‪( 4‬النفي مطلقا) اى آ ّي بفي اكن (برشط الاعافة) اي اذا اكبت لالس تغراق والعموم لن بفي الاس تغراق جزيئ‪...‬‬
‫‪( 5‬وغةر املسورتني اكملسورتني) اي الشخصية واملهمةل يف الإبقسام اإىل الاجياب والسلب‪...‬‬
‫‪#225‬‬

‫[‪ ]8‬وسلب الطرف عدول يقت ي قابلية احملل‪ .‬ووجود املوعوع؛ لبه عنوان امر حمصل‪ .‬وسلب النس بة‪ .‬مث‬
‫جعهل محمو ًل سالبة احملمول وسمخسة الاجزاء ومكررة‪ ،‬مالحظة النس بة‪ ،‬ومعدوةل ذهنية يف اخلارجية ‪..7‬‬
‫[‪ ]2‬آي فالربعة قبل الامثبية‪ .‬اذ ًا "اكلنامئ مستيقظ" ‪.9‬‬
‫[‪ ]72‬اي السوالب حمصةل‪ ،‬لهنا تصديقات الاعدام لتكذيبات الوجودات‪ .‬فان تصديق العدم احملصل‪ ،‬غةر‬
‫تكذيب الوجود الغةر احملصل وان اس تلزمه‪.‬‬
‫[‪ ]77‬اهيا الناظم! اظنك تظننا صبياان لالبني ملبادئ احلساابت‪.‬‬
‫والول[‪ ]7‬املوعوع[‪ ]9‬يف امحللية والخر[‪ ]9‬احملمول ابلسوية[‪]4‬‬
‫[‪ ]7‬اي حقه الاول لن املراد منه اذلات‪..‬‬
‫[‪ ]9‬وموعوعية املوعوع غةر محموليته وغةر موعوعية احملمول؛ لختالف اجلهة‪ .‬كام يف محل الواجب الامع عىل‬

‫‪159‬‬
‫اخلاصة املفارقة يف "لك عاحك اإنسان"‪ .‬وجزء القضية موعوعية املوعوع؛ لن اجلهة تنظر اياها‪.‬‬
‫[‪ ]9‬آي ماشأبه "الخر" كام يف آصل امحلل ؛ لن املراد منه املفهوم وان اكن ذاات مثل "زيد جحر"‪.‬‬
‫[‪" ]4‬السوية" سبئة الرضورة‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬وسلب الطرف) آي اإذا اكن محمول القضية مسلواب فهئي معدوةل‪ .‬ورشلها آن يكون املوعوع موجود ًا وقابال للمحمول‬
‫املسلوب آي قبل السلب فال يصح (العنقاء ل لائر) لعدم املوعوع ول (زيد لجحر) لعدم قابلية احملل (وسلب النس بة)‬
‫اإشارة اإىل القضية السالبة احملمول‪ .‬ويه آن يسلب النس بة بني الطرفني‪ .‬مث جيعل احملمول املسلوب النس بة محمول ّ‬
‫فيصةر‬
‫اجزاءها مخسة‪ .‬الطرفان‪ .‬واليبوت ببهنام‪ .‬وسلب ذكل اليبوت‪ .‬وثبوت ذكل املسلوب للموعوع (ومكررة مالحظة‬
‫اليبوت) ابعافة املكررة‪ .‬اي يالحظ اليبوت مرتني قبل السلب وبعده‪ ..‬ويفرق بني تبنك القضيتني عىل الاكرث يف‬
‫الينائية بـ (ل) يف املعدوةل وبـ (لبس) يف السالبة‪ .‬ويف اليالثية بتقدمي الرابطة عىل النفي يف املعدوةل وتأخةرها عنه يف‬
‫السالبة (ومعدوةل ذهنية يف اخلارجية) مثال‪( :‬املاء لبس جبامد) قضية خارجية لكن محمولها ذهين‪..‬‬
‫‪( 2‬فالربعة قبل الامثبية) اشارة اىل آن يف الكم الناظم سقطة‪ ..‬اذ القسام تكون اربعة مث تنهتئي اىل الامثبية فهئي مثل (النامئ‬
‫مستيقظ) اذ اليقظة قبل النوم‪...‬‬
‫‪#226‬‬

‫وان[‪ ]7‬عىل التعليق[‪ ]9‬فاها قد حمك فاهنا[‪ ]9‬رشلية وتنقسم‬


‫[‪ ]7‬آعمل! ان الرشلية ‪ -‬الىت مرت الاشارة اياها ‪ -‬تنقسم ابعتبار "النس بة"‪ :‬اتصال وابفصال‪" ...‬واجلهة"‪:‬‬
‫لزوما واتفاقا‪ .‬عنادا وتصادفا‪" ..‬واملطابقة"‪ :‬صدقا مع صدق الطرفني وكذهبام وكذب الاول آي املقدم اي لمع‬
‫كذب التايل ايضا لكوهنا حمل احلمك‪ ..‬لو اكبت اكذبة اكبت القضية بامتهما اكذبة‪ .‬وكذاب مع كذب الطرفني وصدقهام‬
‫والاختالف‪" ..‬والكيفية"‪ :‬اإجيااب مع سلب الطرفني وإاجياهبام والاختالف‪ .‬وسلبا مع اجياب الطرفني وسلّبام‬
‫والاختالف‪" .‬والرتكيب" اإىل املركبة من محليتني ومتصلتني او منفصلتني آو خمتلفتني‪" ..‬والصورة" اإىل‪:‬‬
‫الاصلية واملنحرفة‪ ،‬واملش ّبة ابمحللية بتقدمي املوعوع عىل آدوات الرشط‪" ..‬وإاعافة النس بة" اإىل متخالف‬
‫الطرفني بظةر الولدة يف املتصةل فاها الرتتبب الطبيعي ‪ -‬آي بأن يكون الاول منشأ وعةل للخر كطلوع الشمس‬
‫ووجود ايهنار ‪ -‬وإاىل متشابه الطرفني بظةر الاخوة يف املنفصةل‪" ..‬والمكية" اإىل‪ :‬اللكية ابعتبار الاوعاع‬
‫الشامةل لالحوال والازمنة والامكنة‪ .‬وسورها يف املتصةل املوجبة "لكام‪ .‬همام‪ .‬مىت‪ .‬حيامث‪ .‬كيفام‪ .‬ابد ًا‪ .‬دامئ ًا‪".‬‬
‫وقس علاها مايناظرها ومايتضمهنا‪ .‬ويف املنفصةل املوجبة"البتة‪ .‬بتة بتةل‪ .‬مس مترا‪ .‬دامئ ًا‪ .‬ابد ًا"‪ .‬وكذا اجلهات ادلامئة‬
‫يف امحللية سور اللكية يف املنفصةل وقس علاها مايشاهبها وما يتضمهنا حرفا وفعال واسام‪ .‬ويف السالبة اللكية فاهام‬
‫"لبس البتة‪ .‬ما ابدا‪ .‬لدامئا‪ ".‬وقس عىل النفي مايشاهبه وعىل مدخوهل مامياثهل‪ .‬وإاىل املوجبة اجلزئية‪ .‬وسورها‬
‫فاهام "قد يكون"‪ .‬واىل السالبة اجلزئية‪ .‬وسورها قد ليكون وقس عىل "قد" ما يتضمنه من التقليل والتكثةر‬

‫‪160‬‬
‫مامياثهل وعىل "يكون" ما يشاهبه من الافعال العامة والناقصة التامة وقس عىل احلرف الفعل والامس‪ .‬وإاىل‬
‫الشخصية ابلتقييد بوقت معني اكلن واليوم وغدا وهكذا‪ ...‬وإاىل املهمةل‪ :‬ففي املتصةل بـ "لو‪ .‬وان‪ .‬وإاذا"‪ .‬ويف‬
‫املنفصةل بـ " آما وآو! ‪...7‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬فاها الرتتبب الطبيعي اخل) حاصهل‪ :‬ان املتصةل يراعى فاها الرتتبب الطبيعي لن آحد جزئاها عىل الاكرث منشأ وعةل‬
‫للخر اكلب والودل فيقدم الاب ويؤخر الودل (كطلوع الشمس ووجود ايهنار)‪ ..‬ويف املنفصةل الطرفان متشاهبان يف‬
‫العناد والإبفصال‪ :‬كام ان هذا معابد ذلاك هو ايضا معابد لهذا‪ ..‬حىت لبس العناد يف آحدهام زائد ًا آو انقص ًا كهنام اخوان‬
‫ابقسم العناد ببهنام عىل السوية فلبس فرق يرحج تقدمي آحدهام عىل الخر‪ .‬بل الرتتبب يف اجزاهئا عىل ارادة القائل‪.‬‬
‫(وإاىل متشابه الطرفني) آي يف العناد والإبفصال اكهنام اخوان ليزيد آحدهام عىل الخر يف العناد‪ .‬ويف الإبفصال متشاهبان‬
‫لجيمتعان اكلزوج والفرد‪( .‬والازمنة) عطف عىل الاوعاع لعىل الاحوال‪( .‬وكذا اجلهات ادلامئة) اكلرضورة وادلوام‬
‫(سور اللكية) خرب للجهات (مامياثهل) فاعل ليتضمنه (من الافعال العامة) كحصل‪ .‬ثبت‪ .‬وقع‪ .‬وجد‪ .‬اكن‪ .‬لبس‪ .‬اس تقر‬
‫(والناقصة التامة) كتان مبعىن وجد‪ .‬لكن توصيفها ابلناقصة حتاية عن حالها املايض‪..‬‬
‫‪#227‬‬

‫[‪ ]9‬آي حمك ابلتعليق فبىن الالكم عىل التعليق‪ .‬وبرس التالزم وتضمن املنفصةل للمتصةل يشملها التعليق ‪.7‬‬
‫[‪" ]9‬الفاء" للزوم و"ان" لليقني و"الهاء" للربط بني اجلزئني والاحتاد بني احلد واحملدود‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي حمك ابلتعليق) آي الارتباط بني اجلزئني آي فتان حق العبارة تعديته ابلباء آي كام اكن احلمك يف امحللية ابليبوت لعىل اليبوت‬
‫كذكل احلمك هنا ابلتعليق لعىل التعليق‪ .‬والا لزم ان يكون التعليق حمكوما عليه ولبس كذكل‪..‬‬
‫(فبىن الالكم عىل التعليق) آى التأخةر والرتدد ادلال علاهام (ان)‪..‬‬
‫(وبرس التالزم اخل) دفع ملا يرد‪ :‬من آن التعريف غةر جامع خلروج املنفصةل عنه اإذ احلمك فاها ابلإبفصال ل اب إلرتباط‪ .‬وجه ادلفع‪ :‬اإن لك‬
‫جزء من املنفصةل يس تلزم بقيض الخر‪ .‬فّبذا الاعتبار يكون املنفصةل مس تلزمة للمتصةل ومتضمنة لها‪ .‬بعم‪( :‬العدد اإما زوج او فرد)‬
‫يس تلزم (لكام اكن زوجا فهو ل فرد)‪ .‬فّبذا الاعتبار يشملها التعليق فال تبقي خارجة عن التعريف‪.‬‬
‫‪#228‬‬

‫ومثلها[‪ ]9‬رشلية منفصةل[‪]9‬‬ ‫آيض ًا اإىل رشلية متصةل[‪]7‬‬


‫[‪ ]7‬اما "لزومية" ادعائية او حقيقية‪ .‬كام بني لك املتضايفات ولك املتساوايت‪ .‬وبني الاصل مقدم ًا وبني‬
‫العكسني‪ .‬وبني التعريف واملعرف‪ .‬وبني ادلليل مقدم ًا والنتيجة‪ .‬وبني الاخص مقدم ًا والامع‪ .‬وبني العةل‬
‫والسبب والعالمة مقدم ًا وبني املعلول وغةره وقس‪..‬‬
‫"او اتفاقية" آي العالقة بني اجلزئني مس ترتة لبست ابرزة لظاهر النظر‪ .‬اإذ الصدفة عقيدة فاسدة‪ .‬والسلب‬
‫سلب الإتصال ل اإتصال‪ ،‬السلب‪ .‬اإذ حمكة التسمية ل يلزم ان تطرد ‪...7‬‬

‫‪161‬‬
‫[‪ ]9‬اى يف التعليق‪ ،‬لس تلزاهما لها او لتأولها هبا او لنكشافها عهنا ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬اما عنادية كام يف العنادايت اى املتناقضات واملتضادات واملتقابالت‪ ،‬ولك ماذكر من مظان التصال مع‬
‫تبديل احد الطرفني بنقيضه وقس!‪ ..‬واما اتفاقية بأن مل تظهر العالقة وان اكبت‪...‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬كام بني لك املتضايفات) اكلب والابن وجه التسمية‪ :‬ان الك يضاف يف املعرفة اىل الخر اذ يقال‪ :‬الب من هل ابن‬
‫وابلعكس‪( .‬وبني الصل مقدما) اذ لو اكن العكس مقدما والاصل اتليا ليطرد اللزوم‪ .‬وكذا ان اكن النتيجة او الامع او‬
‫املعلول مقدما وادلليل او الاخص او العةل اتليا مل يطرد اللزوم وا إلس تلزام بني الطرفني مثال‪ :‬ليقال لكام حتقق احليوان‬
‫حتقق الانسان (اى العالقة بني اجلزئىن مس ترتة) شذ الاس تاذ هنا عام عليه اهل املنطق من عدم العالقة بني جزيئ‬
‫التفاقية مشةر ًا اىل ان ل اتفاقية الا وفاها عالقة مس ترتة لتظهر لظاهر النظر‪ .‬مس تدل ابن التصادف كام مل يكن ومل ميكن‬
‫يف مادايت التائنات لزم ان ليوجد يف املسائل العلمية ايضا‪..‬‬
‫غاية ما يف الباب ان بعض العالئق مس تورة عن بعض الابصار والبصائر (والسلب سلب التصال) اإشارة اىل مايرد‪:‬‬
‫من ابه اذا اكن السلب يف السالبة مضاف اىل التصال لجيوز عدها من املتصالت وان اكن مضاف ًا اليه لالتصال ليكون‬
‫سالبة بل يه اذا موجبة معدوةل‪ ..‬وجه ادلفع‪ :‬ان وجه التسمية ليلزم وجوده يف لك الاقسام‪..‬‬
‫‪( 2‬اى يف التعليق إلس تلزاهما لها) و ّجه وجه امليلية‪ :‬ابن يف املنفصةل ايضا تعليقا بني اجلزئني لس تلزام املنفصةل للمتصةل‬
‫كام مر‪ ..‬او لتأولها هبا جيعل لك جزء مهنا مقدما لنقيض الخر‪..‬‬
‫‪#229‬‬

‫اما بيان[‪ ]4‬ذات[‪ ]1‬التصال‬ ‫جزآهام[‪ ]7‬مقدم[‪ ]9‬والتايل[‪]9‬‬


‫وذات الابـفـصــال دون مـيـن‬ ‫ما[‪ ]6‬اوجبت تالزم[‪ ]1‬اجلزئني‬
‫[‪ ]7‬ابدجمت اربع قضااي يف واحدة‪ ،‬اذ التينيتان يف حمك التكرير ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬اى لبع ًا يف املتصةل‪ ،‬لتخالف لريف اللزوم‪ .‬ووعع ًا يف اخهتا‪ ،‬لتشابه لريف املعابدة ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬اكملقدم ‪..9‬‬
‫آعمل! ان الرشلية تتعدد يف السالبة بتعدد املقدم‪ .‬ويف املوجبة بتعدد التايل رصحي ًا او مضن ًا‪ .‬ويف امحللية بتعدد‬
‫الك الطرفني رصحي ًا او مضن ًا‪ .‬قيل‪ :‬او معىن‪..‬‬
‫[‪ ]4‬اى التعريف ابعتبار اجلزء الصورى اذلي هو مأخذ الفصل ‪...4‬‬
‫[‪ ]1‬اشار اىل ان لفظ املتصةل من "ذى كذا" اذ املتصةل من املصطلحات‪ .‬واملصطلح لبس من املش تقات ولو‬
‫يف صورة املش تق بل جامد ينسب اليه ‪.1‬‬
‫‪---‬‬

‫‪162‬‬
‫‪( 1‬آربع قضااي) يه املتصةل املوجبة والسالبة واملنفصةل كذكل (يف واحدة) آى قضية واحدة‪ .‬بل يف لكمة واحدة اعين‬
‫(جزآهام) اذ فاها تينيتان اذا رضب احدهام يف الخر حيصل اربعا‪.‬‬
‫‪( 2‬اى لبعا) اى تقدم املقدم عىل التايل امر لبيعي يقتضيه الطبيعة (يف املتصةل) لن لريف اللزوم فاها متخالفان‪ :‬احدهام‬
‫لزم‪ .‬والخر ملزوم‪ .‬والالزم بعد امللزوم (ووععا) اى عىل كيف الواعع يف املنفصةل اذ الطرفان فاها متساواين يف العناد‬
‫ل فرق ببهنم يكون سبب ًا للرتجيح يف التقدمي والتأخةر‪..‬‬
‫‪( 3‬اكملقدم) اى تأخر التايل لبيعى اكملقدم ملا ذكر‪ ..‬اعمل! ان السالبة الرشلية اذا تعدد املقدم يتحصل بتعدده وعىل مقدار‬
‫عدده قضااي بظر ًا اىل جواز سلب التايل الواحد عن مقدمات كيةرة‪ .‬ويف املوجبة حيصل التعدد حبسب تعدد التايل جلواز‬
‫لوازم كيةرة لش واحد ول الراد يف العكس‪.‬‬
‫‪( 4‬اي التعريف ابعتبار اخل) يعين‪ :‬ان للتعريف مادة يه اجلزآن‪ .‬وصورة يه تالزم اجلزئني‪ .‬الاوىل اكجلنس‪ .‬والاخرى‬
‫اكلفصل‪.‬‬
‫‪( 5‬املتصةل من ذى كذا) آي من ابب ذي كذا‪ .‬يعين‪ :‬ان تكل اللكمة لبست مبش تقة عىل مايتبادر اإىل النظر لهنا من‬
‫مصطلحات املنطقيني‪ .‬واملصطلحات مبزنةل اجلامدات عقمية لتتودل من ش ولمهنا ش بل ينسب اياها او يؤول مبا يدل‬
‫عىل النس بة‪ .‬اكمثال (ذي) او (ذات)‪ .‬فاملتصةل مبعىن ذات اتصال‪..‬‬
‫‪#230‬‬

‫[‪ ]6‬اى فهو ما اوجبت بأعتبار ادللةل ظاهر ًا‪ ً،‬اذ التفاقية لزومية بعد التفاق ‪.7‬‬
‫[‪ ]1‬اى تشارك يف اللزوم مصدر للمعلوم واجملهول‪.‬‬
‫آعمل! ان اللزوم عقيل‪ .‬او حىس‪ .‬او عادي‪ .‬او عريف‪ .‬او اصطاليح‪ .‬او رشعي "جزئيا او لكيا"‪.‬‬
‫فان قيل ‪ -‬ان اكن اللزوم "ل" فال لزوم‪ .‬وان اكن تسلسل ولزم املوجب ابذلات‪..‬‬
‫قلت‪ :‬اللزوم وكذا لك مابوعه فرده‪ .‬وذاته صفته اكلوجود وحنوه ‪ -‬بوعه منحرص يف خشص موجود‪ ،‬برس عدم‬
‫العبثية ول اعتبار بتسلسل الاعتبارايت‪ ،‬اذ ليلزمك ان تالحظ اللزوم امسي ًا‪ .‬وفرق بني "وجوده ل" وبني‬
‫"لوجود هل" اكلفرق بني احلرف والامس‪ .‬والوجوب واللزوم ابلختيار لينايف الاختيار ‪..9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اي فهو ما اوجبت) اشارة اىل تقدير جواب (اما) واىل دفع مايرد من ان التفاقية مع اهنا رشلية للزوم فاها فتبقى‬
‫خارجة‪ ..‬وجه ادلفع‪ :‬ان التفاقية بعد التفاق لزومية كام س يج ‪...‬‬
‫‪( 2‬مصدر للمعلوم) اي الالزم (واجملهول) آي امللزوم يعين‪ :‬ان التالزم يقع بني ش يئني لك مهنام لزم وملزوم للخر‪.‬‬
‫فاملعلوم اإشارة اإىل الالزم واجملهول اإىل امللزوم‪( ..‬فان قيل اخل) حاصل ماقيل‪:‬ان اللزوم اإن اكن معدوما فال لزوم‪ ،‬فكيف‬
‫يبحث عن اللزوم‪ .‬وإان اكن موجود ًا جيب آن يكون هل مأخذ‪ .‬وهل آيض ًا من مأخذ وهكذا‪ ..‬يتسلسل اإىل ان ينهتئي اإىل‬
‫لزوم موجب ابذلات آى غةر حمتاج اإىل لزوم آخر‪ .‬هذا حمال‪( ..‬قلت اخل) حاصل املقول‪ :‬ان اللزوم ‪ -‬اكلوجود والنور‬
‫وغةرهام مما لفرق بني الفرد والنوع ‪ -‬من اللكيات املنحرصة يف خشص موجود اإذ لحمل للعبثية اإذ لو مل يكن لتكل اللكيات‬
‫‪163‬‬
‫فرد موجود لتابت من العبثيات‪ ،‬فاللزوم لكي منحرص وجوده يف فرد فال اشتال‪ ..‬ولو سمل التسلسل‪ :‬اي لزومه عىل‬
‫تقدير عدم وجوده فال اعتبار لتسلسل الامور الاعتبارية‪ .‬وليلزم علينا ان بنظر اإىل اللزوم امسيا آي غةر اعتباري فال‬
‫اشتال‪( .‬وفرق بني وجوده ل اخل) هذا لريق آخر دلفع ذكل الإيراد‪ .‬حاصهل‪ :‬ان الوجود قسامن‪ :‬احدهام ععيف اتبع للغةر‬
‫كوجود معىن احلرف‪ .‬والخر قوي مس تقل لحاجة هل للغةر مكعىن الامس‪ .‬فقوهل (وجوده ل) اي هل وجود ععيف اتبع للغةر‬
‫لول الغةر مل يوجد‪ .‬و(ل وجود هل) بفي للجنس آي لوجود هل ل ععيفا ول قواي‪ .‬فاللزوم انظر اإىل الاول ل اإىل الياين‬
‫اي هل وجود اتبع للطرفني لولهام مل يوجد‪.‬‬
‫(والوجوب واللزوم ابلختيار ل ينايف الاختيار) بل يس تلزمه او لول الاختيار مل يوجد الوجوب لن املوجب خمتار يف‬
‫افعاهل فالوجوب من افعاهل الصادرة عنه ابختياره‪..‬‬
‫‪#231‬‬

‫ما اوجبت تنافرا[‪ ]7‬ببهنام[‪]9‬‬


‫اقسامه[‪ ]9‬ثالثة فليعلام‬
‫خلو[‪ ]1‬او هام[‪]6‬‬ ‫مابع مجع[‪ ]4‬او ّ‬
‫وهو احلقيقي[‪ ]1‬الخص[‪ ]8‬فاعلام[‪]2‬‬
‫[‪ ]7‬آي سواء اكن تضاد ًا او تعابد ًا او تباين ًا او تنافي ًا او عدم ملكة او تناقضا‪ ..‬واملنفصةل واملتصةل سالبة لك‬
‫مكوجبة الاخرى يف آكرث الاحتام‪ ،‬اإذ العناد بني الش يئني كام يس تلزم سلب اللزوم ببهنام يس تلزم اللزوم بني‬
‫احدهام وبقيض الخر‪ .‬ولن املمكن لبد ذلاته واحواهل من عةل اتمة‪ ،‬وبعد الوجود جيب‪ ،‬اكبت التفاقية عنادية‬
‫‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬آي "فقط" اذ كيةرة الاجزاء منفصالت كيةرة امزتجت ‪..9‬‬
‫[‪ ]9‬هذا التقس مي كلك تقس مي كيةر الجزاء‪ ،‬بني لك جزئني منع امجلع‪ .‬وابعتبار اجملموع منع ّ‬
‫اخللو حقيقة او‬
‫ادعاء او اس تقراء‪..‬‬
‫[‪ ]4‬اي فقط او مطلق ًا‪ .‬وهو مس تلزم ملتصلتني من عني احد اجلزئني مقدم ًا‪ ،‬مع بقيض الخر اتلي ًا‪ .‬وسالبة لك‬
‫من املتالزمتني مس تلزمة ملوجبة الاخرى من منع امجلع وما يس تلزمه من املتصلتني ‪..9‬‬
‫[‪ ]1‬اكمجلع يف التقييد والالالق واس تلزام املتصلتني‪ ،‬اإل آن املقدم بقيض والتايل عني فاهام ‪.4‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ولن املمكن لبد اخل) متعلق بتابت التية‪ .‬وعةل لكون التفاقية عنادية (بعد الوجود جيب) يعىن‪ :‬اإذا مت العةل لوجود‬
‫ش من املمكنات جيب وجوده اإذ ل خيتلف املعلول عن العةل التامة (اكبت التفاقية عنادية) لن التفاق بني ش يئني ش‬
‫ممكن فاذا فرض هل عةل اتمة جيب ذكل التفاق واذا وجب لزم وإاذا لزم التفاق بني الش يئني خيرج التفاقية من التفاقية‬
‫اإىل العنادية‪..‬‬
‫‪164‬‬
‫‪( 2‬اي فقط) انظر اإىل تينية (هام) يعين‪ :‬ان بدل التينية ابمجلع مل يصح امحلل بني التعريف واملعرف‪..‬‬
‫‪( 3‬اي فقط او مطلق ًا) آي اإذا اللق ومل يقيد بقيد فقط اكن شامال للحقيقة ايضا وإاذا قيد به ليشملها‪..‬‬
‫‪( 4‬والالالق) اى بدون فقط او به (واس تلزام املتصلتني) آي ومثل مابعة امجلع يف اس تلزام املتصلتني اإل آن املقدم بقيض‬
‫والتايل عني هنا عكس منع امجلع مثل (لكام اكن جحر ًا فهو لجشر ولكام اكن جشر ًا فهو لجحر) هذا امليال يصلح لالك‬
‫القسمني‪..‬‬
‫‪#232‬‬

‫[‪ ]6‬اي فبس تلزم تكل املتصالت الاربع ‪..7‬‬


‫[‪ ]1‬آي حقيقة الابفصال بدهيية اذ الاولن بتيجتا اقرتابيني من حقيقية صغرى ومتصةل كربى‪ .‬مثال‪ :‬اما جحر‬
‫او جشر‪ .‬بتيجة لـ ‪ :‬آما جحر واما لجحر‪ ،‬ولكام اكن جحر ًا فهو لجشر‪ .‬اذ ما ل جيامع الالزم ل جيامع امللزوم وقس‬
‫اخللو ‪..9‬‬
‫منع ّ‬
‫[‪ ]8‬آي عىل رآي‪ .‬اذ اللك اخص من اجلزء‪ ،‬آي آو املباين‪ .‬كام هو شأن التقس مي من ابه يوقع املباينة بني‬
‫الاقسام ‪.9‬‬
‫[‪ ]2‬آي تتبع مامل ارصح به من تقاس ميها وتفاصيلها‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬اى فبس تلزم تكل املتصالت الاربع) ثنتان من هجة منع امجلع والاخراين من هجة منع اخللو‪..‬‬
‫‪( 2‬والاولن بتيجتا اقرتابيني) آى لك من منع امجلع ومنع اخللو بتيجة لقياس اقرتاين صغراه منفصةل حقيقية وكرباه متصهل‬
‫مثل (اما لجحر آو جحر ولكام اكن جحرا فهو لجشر) ينتج (اما لجحر آو ل جشر) هذا املنع اخللو‪ .‬وامليال ملنع امجلع (آما جحر‬
‫آو لجحر ولكام اكن جحرا فهو لجشر) ينتج (اما جحر او جشر (لن ما لجيامع الالزم ل جيامع امللزوم‪ ).‬كام هنا اذ الشجر‬
‫لكوبه بقيضا لالجشر اذلي جيامع احلجر ل جيامع هو احلجر اإذ يلزم حينئذ مجع النقيضني فهو معابد هل فثبت املطلوب‪ .‬وقس‬
‫منع اخللو‪..‬‬
‫‪( 3‬آي او املباين) عطف عىل الخص (كام هو شأن التقس مي) من كوبه متباين الاقسام اإذ لك قسم قس مي للخر‪...‬‬
‫‪#233‬‬

‫فصل يف التناقض‬
‫تناقض[‪ ]7‬خلف القضيتني[‪ ]9‬يف كيف[‪ ]9‬وصدق[‪ ]4‬واحد امر قفى‬
‫[‪ ]7‬آعمل! ان الثنبنية ان اكن فاهام الاحتاد؛ ففي املاهية وآخص الصفات "الامتثل"‪ ..‬ويف اجلنس "التجانس"‪..‬‬
‫ويف الكيف "التشابه"‪ ..‬ويف المك املتصل "التوازي"‪ ..‬ويف املنفصل "التساوي"‪ ..‬ويف الوعع "التشالك"‪ ..‬ويف‬
‫املكل "التالبس"‪ ..‬ويف الاين "التجاور"‪ ..‬ويف الإعافة "التناسب"‪ ..‬ويف مىت "التعارص"‪.‬‬
‫وان اكن فاهام الاختالف ‪ -‬مفطلقا "التغاير" مث "التخالف"‪ ..‬ومع امتناع الاجامتع "التقابل"‪ ..‬ومع وجود الطرفني‬

‫‪165‬‬
‫مع ادلور املعي"التضايف"‪ ..‬وبدوبه "التضاد"‪ ..‬ويف الوجود "التعابد" ويف الصدق "التباين"‪ ..‬ومع عدم احد‬
‫الطرفني برشط قابلية احملل"عدم وملكة"‪ ..‬وبدون الرشط يف املفرد "التنايف"‪ ..‬ويف امجلةل "التناقض" وقد يعمم‪..‬‬
‫مث اعمل! آن بقيض لك ش رفعه‪ ،‬والرفع لحيتاج اإىل بيان‪ ،‬اإل آن الرفع ملا مل يتحصل دامئ ًا ‪ -‬وقد احتجنا للقياس‬
‫اخللفي اإىل بقائض حمصةل‪ ،‬آى معينة مضبولة ‪ -‬وععوا رشائط وقيود ًا لتحصيل النقائض‪...‬‬
‫[‪ ]9‬آي هنا اذ املراد ما لجيمتعان ول يرتفعان‪ ،‬ويف املفردات قد يرتفعان "اكحلجر والشجر عن الإنسان" ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬آي برشط الاختالف والاحتاد يف واحد او ثالثة‪ ،‬او مثابية‪ ،‬او ثالثة عرش‪ ،‬فالختالف يف الكيف‪،‬‬
‫والمك‪ ،‬واجلهة‪ ،‬مث النتيجة يف الصدق‪ ،‬والاحتاد يف النس بة‪،‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬آي هنا) دفع بعالوة هذا القيد مايرد‪ :‬من آن التعريف آمع اذ (اخللف) يشمل احلجر والشجر‪ .‬ولتناقض ببهنام‪ .‬فاشار‬
‫اإىل آن املقصد بيان التناقض يف القضااي لمطلقا فال اشتال‪...‬‬
‫‪#234‬‬

‫او احملكوم عليه وبه‪ ،‬والزمان‪ ،‬واملتان‪ ،‬والرشط‪ ،‬والاعافة‪ ،‬واجلزئية او اللكية‪ ،‬والقوة او الفعل يف الطرفني‬
‫‪.7‬‬
‫[‪ ]4‬آي املس تلزم ابذلات لكذب الاخرى ‪..9‬‬
‫فان[‪ ]7‬تكن خشصية[‪ ]9‬آو هممةل[‪]9‬‬
‫فنقضها[‪ ]4‬يف الكيف ان تبدهل[‪]1‬‬
‫وان[‪ ]6‬تكن حمصورة[‪ ]1‬ابلسور[‪]8‬‬
‫فابقض بضد سورها املذكور‬
‫[‪ ]7‬آعمل! ابك قد علمت ان القضية ابعتبار منطوقها كام تفيدان حكامً كذكل ابعتبار المكية تتضمن قضية‬
‫آخص‪ .‬وابعتبار اجلهة قضية آخرى اخص مهنام‪ .‬مفناط العكسني والتناقض يف املسورة املوهجة الضمنية‪ ..‬فان‬
‫تردت عن اجلهة والسور ومل يقصدا فالنظر اإىل آصل القضية‪.‬‬
‫آعمل! ان الفعال الناقصة صور النس بة الفعلية‪ .‬وان افعال املقاربة تصاوير النس بة الامتابية‪ .‬وان افعال القلوب‬
‫كيفيات اليبوت وهجات الثبات‪ ..‬فكن صورة النس بة ظهرت للتوصل جلعل الامسية فعل رشط ‪.9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬يف واحد) آي النس بة احلمكية (آو يف ثالثة) آي املوعوع واحملمول والزمان (هذا عند الفارايب)‪( ..‬او مثابية) ىه وحدة‬
‫املوعوع واحملمول والزمان واملتان والرشط والإعافة واجلزء آو اللك والقوة او الفعل (آو ثالثة عرش) يه ادلامئتان‬
‫والعرفيتان واملرشولتان والوقتيتان والوجوديتان واملمكنتان واملطلقة العامة (يف الصدق) متعلق ابلإختالف املقدر بعد‬

‫‪166‬‬
‫(مث) املضاف اإىل (النتيجة)‪..‬‬
‫‪( 2‬آي املس تلزم ابذلات) احرتاز عن قولنا (هذا اإنسان هذا لبس بنالق) اذ الواسطة هنا مساواة احملمولني ل ذلاته‪..‬‬
‫‪( 3‬واعمل ان الافعال الناقصة اخل) حاصهل‪ :‬ان تكل الافعال لبست من آجزاء القضية بل داةل عىل وععية النس بة بني‬
‫لريف القضية‪ .‬مثال‪ :‬ان (اكن) يف (اكن زيد قامئ ًا) اإمنا يفيد زمان وقوع نس بة القيام اإىل زيد‪ .‬وان املنسوب واملس ند اإىل‬
‫زيد القيام ل (اكن)‪ .‬لكن لتان فائدة آخرى‪ :‬اذ اهنا جموزة جلعل امجلةل الامسية فعل رشط يف (ان اكبت الشمس لالعة‬
‫فايهنار موجود) اإذ لو مل يكن (اكن) مل تكن تكل امجلةل رشلا‪ ..‬وان افعال املقاربة ايض ًا لبست آجزاء حقيقية‪ .‬وإامنا يه‬
‫مصورة ومقربة للنس بة التائنة بني الطرفني من الامتان اإىل الوقوع‪ ..‬وان افعال القلوب كيفيات تتعلق ابليبوت الواقع بني‬
‫الطرفني يف اخلارج وهجة مؤكدة لثبات ذكل اليبوت يف اذلهن‪.‬‬
‫‪#235‬‬

‫[‪ ]9‬آي موعوعها خشص حقيقة او اعتبار ًا اكللك اجملموعي‪..‬‬


‫[‪ ]9‬اي فاإن مل ينظر اإىل كوهنا يف قوة املسورة فذاك‪ ..‬وإال فالبعض املّبم يف حزي النفي يعم ‪..7‬‬
‫[‪ ]4‬آي فهو قليل املؤبة‪ .‬فاس تغن مبا اعطاك التعريف ‪..9‬‬
‫[‪ ]1‬اي لبد من الاحتاد ثالثية والاختالف يف الكيف ‪..9‬‬
‫[‪ ]6‬اعمل! ان التناقض امنا ينظر اإىل اجلهة والسور‪ ،‬اذا بظرا اإىل النس بة‪ .‬وآما اإذا دخل "ذا" احملمول حفرف او‬
‫املوعوع قبل احلمك فشخص اللكية‪ .‬او دخلت "اتك" عقد الوعع او صارت جزء احملمول فال‪..‬‬
‫آعمل! ان بقيض الرضورة ‪ -‬ذا ًات او صفة او وقت ًا ‪ -‬الامتان كذكل‪ .‬وادلوام ‪ -‬ذا ًات آو صفة ‪ -‬الالالق كذكل‪.‬‬
‫فان شئت تفاصيل اجلهات فعليك بتعليقايت يف املنطق ‪.4‬‬
‫[‪ ]1‬آي منصوصة اللكية املقصودة ‪..1‬‬
‫[‪ ]8‬آي اكلسوار الصحيح آو املنكرس ‪..6‬‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬والا فالبعض املّبم اخل) حاصهل‪ :‬ان املهمةل يف الإجياب من اجلزئيات آي يف حمك املوجبة اجلزئية ويف السلب من‬
‫اللكيات آي يف حمك السالبة اللكية‪ ،‬لن موعوعها بعض مّبم والبعض يف حزي النفي يعم آي يفيد معىن لكيا‪ :‬هذا اإذا قصد‬
‫من املهمةل املسورة‪ ..‬فهئي حينئذ من احملصورات اجياهبا من اجلزئيات وسلّبا من اللكيات‪( .‬يعم) آي فيكون املهمةل خارجة‬
‫من املهمالت داخةل يف عداد احملصورات‪..‬‬
‫‪( 2‬آي فهو قليل املؤبة) لحيتاج معرفته اإىل زايدة لكفة واش تغال بل يكفي ملعرفته ما آفاده التعريف اذلي هو عبارة عن‬
‫تبديل الطرفني ابلجياب والسلب‪..‬‬
‫‪( 3‬آى لبد من الاحتاد ثالثية) آى لزم احتاد النقيضني يف املوعوع واحملمول والزمان والاختالف يف الاجياب والسلب‬
‫فقط (هذا عند الفاراّب)‪..‬‬

‫‪167‬‬
‫‪( 4‬اعمل ان التناقض اإمنا ينظر اخل) آى التناقض بني القضيتني من املوهجات واحملصورات انظر اإىل السور واجلهة‪ .‬فان‬
‫مل يكوان يف موععهام الطبيعي‪ :‬بأن دخل (ذا) آى السور ‪-‬احملمول (حفرف) آى جعل القضية منحرفة‪ .‬وان دخل املوعوع‬
‫(فشخص) آى جعل القضية خشصية قبل جم احلمك ومالحظته‪ .‬وان دخلت (اتك) آى اجلهة عقد املوعوع آى قيد ًا‬
‫للموعوع مثل (لك اإنسان ابلرضورة فهو حيوان) آو اكبت جزء احملمول‪ :‬مثل زيد عاحك عىل ادلوام (فال) آى خيتل‬
‫التناقض بذكل التبدل‪..‬‬
‫‪( 5‬آى منصوصة) آى املقصود من احملصورية جعل اللكية مثال مقصودة معينة ابلنص حبيث ليبقى يف ذكل خفاء‪..‬‬
‫‪( 6‬آى اكلسوار الصحيح) اإشارة اإىل سور اللكية (واملنكرس) اإىل سور اجلزئية‪..‬‬
‫‪#236‬‬

‫فنقضها[‪ ]4‬سالبة جزئية‬ ‫فان[‪ ]7‬تكن موجبة[‪ ]9‬لكية[‪]9‬‬


‫[‪ ]7‬النب ابلرشلية بدل امحللية‪ ،‬اإذ املقصود تعلمي العمل العميل‪ ،‬ل العمل فقط‪ .‬وجلعل اليابت واجب ًا ‪.7‬‬
‫[‪ ]9‬اى ولو معدوةل او سالبة احملمول‪.‬‬
‫[‪ ]9‬آى ولو هممةل خطابية ‪..9‬‬
‫‪9‬‬
‫[‪ ]4‬آى الالزم احملصل‪ ،‬ل احلقيقي الغةر احملصل‪ .‬وهو سالب اللك‪ .‬وعدم الفاء دليل وجود "فاعمل ان" يف‬
‫النية‪..‬‬
‫فنقضها موجبة جزئية‬ ‫وان تكن سالبة لكية‬
‫آعمل! ان العمل غداء لبد هل من هضم فاذلهن العجول الرحوان يتذلق عن احلقائق "اى مير هبا وليأخذها او‬
‫يفوز هبا ويأخذها" لكن تتقطع احلقيقة يف يده "اى يف يد ذهنه" ول تمنو ول تتوسع فيه بل خترج هاربة من‬
‫اذلهن مث جيمع كرسات حقائق انسلبت خاصية ايمنو عهنا يف حافظته فال تهنضم ول تنبت بل قد يتقيؤ هو او‬
‫تنفسخ ىه‪" .‬وسطحية اذلهن اشد مرض املّ بنا" فلتشويق الاذهان اىل ادلقة ‪ -‬اجعزتمك اهيا الناظرون مبا‬
‫اوجزت يف هذه الرساةل‪.‬‬
‫ما تـمـت‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬النب ابلرشلية) آى آلال‪ .‬حاصهل‪ :‬ان امحللية داةل عىل اليبوت بني الطرفني وهو حمل تعلق العمل لمعل ولتعلمي‬
‫فيه‪ .‬والرشلية اكيهتجي تعلمي وتفصيل ذلكل اليبوت وتعلقاته‪ .‬واملقصود هنا التعلمي ل العمل وحده‪ ..‬وآيضا ان الرشلية تدل‬
‫عىل ان حتقق اجلزاء مرشوط وموقوف عىل حتقق الرشط حبيث مىت حتقق الرشط حتقق اجلزاء‪ .‬فّبذا الاعتبار يكون‬
‫اليبوت اليابت يف امحللية لزما وواجبا يف الرشلية‪ .‬وترك الواجب للعمل ابلس نة‪ :‬لبس من دآب آهل الس نة‪ :‬فذلا اختار‬
‫الرشلية عىل امحللية‪..‬‬
‫‪( 2‬ولو اكبت هممةل خطابية) اى لن املهمةل يف الظنيات واخلطابيات يف حمك اللكية واللكية بقيضها جزئية‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫‪( 3‬الالزم احملصل) حاصهل‪ :‬ان بقيض الش رف ُعه فنقيض املوجبة اللكية رفعها وهو سالب اللك‪ .‬وهذا ولو اكن بقيضا‬
‫حقيقا لكنه غةر حمصل فأقمي لزمه مقامه اعين السالبة اجلزئية‪..‬‬
‫‪#237‬‬
‫اعتذار‬
‫ووهن ًا يف بيـاين للمعـاين‬ ‫لنئ ادركت يف رشيح فتور ًا‬
‫عىل مقدار تسعيد الزمان‬ ‫فال تس ند لنقىص ان رقىص‬
‫لين زماان ما حرشت مارحش من فكرى رشحا عىل حاش ية الاس تاذ‪ .‬كنت فاقد ًا للراحة والش باب مفلوج‬
‫اذلهن غائب ًا عن الامثال والاقران‪ .‬رشيد ًا عن الولن وقد رصت اكلهامئ‪ .‬بل اكيّبامئ‪ .‬بل اكلبوم‪ .‬دائر ًا عائش ًا‬
‫يف الاقفار‪ .‬هاراب عن رشور الارشار‪ .‬ختطرت حيامن تصورت ماقاهل ابن الفارض‪:‬‬
‫ش بايب وعقيل وارتيايح وحصيت‬ ‫وآبعدين عن اربعى بعد اربع‬
‫وابلوحش انىس اذ من الانس وحش يت‬ ‫فىل بعد اولاين سكون اىل الفال‬
‫بعم‪ ،‬من اكن راكب ًا عىل اكهل الغربة‪ .‬واكن آببسا ابلوحشة‪ .‬وجلبسه الوحدة‪ .‬ومسةره الكربة‪ .‬ومولنه اخلربة‪ .‬هل‬
‫يف الامتان ان ختلو كتبته عن اخلطأ والسقطة‪ .‬لس امي اذا اكن املرشحة اكمثال "قزل اجياز" ابلغة من الاغالق‬
‫والاجياز‪ .‬اىل حيث دون حلها خرط القتاد‪ ،‬وخرق الاجعاز‪ .‬فاملرجو من النظار‪ .‬ذوي دقة الافتار‪ .‬وحدة‬
‫لك‬ ‫الابصار‪ .‬ان يصلحوا خطيئايت‪ .‬ويصححوا غلطايت‪ .‬ويببنوا ما جعز عن حهل فكرى‪ .‬وعاق عنه صدرى‪ .‬و ّ‬
‫عن بيان متنه متين‪ .‬ومعي عن رؤىته لرىف وعيين‪ ...‬عىل اين ما كنت من رجال هذا الرهان‪ .‬ولبذى شان‬
‫يف هذا البيان‪ .‬آوان ش بايب واان ابن ثالثني‪ .‬فكيف يب هذا الامتحان واان ابن مثابني‪ .‬ولهذا قد بقى مواعع ابكرة‬
‫غةر مفضوعة بفكرى احلهتا ذلوى الافتار الياقبة من دهاة اذكياء الاس تقبال بعد مخسامئة س نة‪.‬‬
‫عبداجمليد‬
‫‪#238‬‬

‫ومما يدل عىل درجة دقة الاس تاذ مستا ومعقا يف اوائل ش بابته‪:‬‬
‫ان س ئل ‪ -‬وهو ابن عرشين ‪ -‬عن ثنيت عرشة لكمة عىل هذا الشلك" يفل" بال بقطة ول حركة‪ .‬وقيل هل‬
‫"والقائل الش يخ امني البتلبسي" ان اصبت يف تنقيطها وحتريكها وتفسةرها حنن بعدك من الاذكياء والا‪ ..‬فال‬
‫يبقى كل بني الاذكياء" لرفع‪ ،‬ول بصب‪ ،‬ولجر"‪ .‬واكن الاس تاذ حينئذ حافظا ملا يف القاموس من اللغات اىل‬
‫ابب السني‪ ..‬فبالس متداد مبا حفظ اجاب بعد ثالثة اايم‪ :‬ولقد اصاب فامي اجاب ‪ -‬هكذا‪ :‬كتب اول الاشتال‬
‫[فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪.‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬فبل‪ .‬مث وعع عىل احلرف الاول من لكها بقطتني‬

‫‪169‬‬
‫وحتت احلرف الاوسط ايضا بقطتني من لك تكل الاشتال الا اخلامس وعع حتته بقطة واحدة مث حركها‬
‫هكذا‪ِ :‬قي َل[‪ ]7‬قَـ ّي ْل[‪ ]9‬قَ ْي َل[‪ ]9‬قَ ْي ٍل[‪ ]4‬قَ ْب َل[‪ ]1‬قَ ْي ٍل[‪ِ ]6‬ق ْي َل[‪ ]1‬قَ ْي ٍل ًٍ[‪ِ ]8‬قي َل[‪ ]2‬قَ ْي ُل[‪ ]72‬قَ ْي ٍل[‪]77‬‬
‫قُ ِيّل[‪]79‬‬
‫مث َفرسها هكذا‪ِ [ ]7[ :‬قي َل] مايض جمهول من القول‪[ ]9[ .‬قَيّ ْل] امر من ابب التفعيل مبعىن الاعطاء‪]9[ .‬‬
‫[قَ ْي َل] امس بعةر‪[ ]4[ .‬قَ ْي ٍل] امس رجل والرتكيب اعايف‪[ ]1[ .‬قَ ْب َل] ظرف‪[ ]6[ .‬قَ ْي ٍل] اى العرص‪ .‬والرتكيب‬
‫اعايف‪ِ [ ]1[ .‬ق ْي َل] اى اللنب‪[ ]8[ .‬قَ ْي ٍل] امس من اسامء الابل‪ِ [ ]2[ .‬ق ْي َل] ماض جمهول‪[ ]72[ .‬قَ ْي ُل] البعةر‪.‬‬
‫[‪[ ]77‬قَ ْي ٍل] اى ذكل الرجل‪[ ]79[ .‬قُيّ ْل] اعطى هل اللنب‪.‬‬
‫‪#239‬‬
‫‪%‬‬

‫تـعـليـقـات‬
‫عىل برهان اللكنبوى‬
‫يف املنطق‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النوريس‬
‫‪#241‬‬

‫مقدمة‬
‫امحلد هلل والصالة والسالم عىل رسول هللا ومن والاه؛ وبعد‬
‫فهذه الرساةل يه ايخمطولة الوحيدة‪ ،‬واكبت تُظن اهنا مفقودة‪ ،‬ذلا مفا ان اعلن عن العيور علاها حىت ابدر العامل‬
‫الفاعل زين العابدين المدي اىل تببيضها بوعوح عىل ايمنط القدمي‪ .‬آما الخ الكرمي عبدالقادر ابدلىل فهل‬
‫قصب الس بق يف تببيض الرساةل وتنس يقها وتنظميها ووعع ارقام لهوامشها‪ ،‬فقد بذل هجود ًا مضنية ورصف‬
‫من وقته اايما بل شهور ًا وس نني عدة يف فرز امجلل املتداخةل والهوامش املرتاكبة‪ ،‬وترمج بعض فقراهتا اىل‬
‫الرتكية‪ .‬فهيأ نسخة منسقة حمققة‪ ،‬واهدى يل نسخهتا املصورة‪ ..‬جفزاهام هللا عنّا خةر اجلزاء واجزل ثواهبام؛ ذلا‬
‫اقترص معيل يف الرساةل عىل الىت‪:‬‬
‫‪ - 7‬عرض النسخ بعضها عىل بعض ويه‪:‬‬
‫آ‪ -‬النسخة اخلطية الاصلية خبط املال حبيب‪.‬‬
‫ب‪ -‬نسخة خطية مب ّيضة للعامل زين العابدين المدي‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫جـ ‪ -‬نسخة خطية مبيضة منسقة لالس تاذ عبدالقادر ابدلىل‪.‬‬
‫د‪ -‬نسخة خطية تبدآ من ص ‪ 12 - 44‬آهداها يل الاخ الكبةر سعيد اوزدمةر‪.‬‬
‫‪ -9‬تنس يق الرساةل جمدد ًا بوعع متهنا يف آعىل الصفحة تتخلهل متون "اللكنبوي" حبروف سوداء ابرزة ووعع‬
‫الهوامش املذيّةل يف النسخة الاصلية بـ "تقرير" يف اسفل الصفحة حبروف كبةرة نسبي ًا ‪.‬‬
‫‪ -9‬وعع الهوامش اجلزئية املوجودة بني الاسطر‪ ،‬آو غةر امل ّذيةل بـ "تقرير" يف النسخة الاصلية ‪،‬حتت املنت‬
‫مبارشة‪ ،‬اذ رمبا وععت يف اثناء التدريس‪.‬‬
‫‪ -4‬اكتفيت مبقابةل الاخ ابدليل ملنت الـ "لكنبوي" فلك هامش يشةر اىل صفحاته منقول مبارشة من نسخة‬
‫الاخ الفاعل كام ان لك هامش مذيل بـ "ع‪ .‬ب" فهو منه ايض ًا‪.‬‬
‫وحيث ان ابعي قصةر يف عمل املنطق‪ ،‬مل امق بعمل علمي دقيق يُذكر خال ما ذكرت‪ ،‬بل تركت ذكل ملن ّ‬
‫من‬
‫املوىل القدير عليه ابللالع الواسع عىل هذا العمل‪ ،‬فيمكل ما قرصت عنه من تنس يق وهتمبش او وعع فهرس‬
‫حتليىل لها ولسابقهتا "قزل اجياز" لينتفع الكثةرون من هاتني الرسالتني‪ .‬وامحلد هلل او ًل وآخر ًا‪.‬‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#242‬‬

‫يف الصفحة الاوىل من ايخمطوط ما ترمجته‪:‬‬


‫"اىل حرضة الاخ الكبةر! اقدم حلرضتمك تقريراتمك يف اثناء تدريسمك للـ "برهان" واملسامة بـ "تعليقات"‬
‫خبط املرحوم الشهيد املال حبيب راجي ًا دعواتمك مق ّب ًال اايديمك الكرمية" ‪ ...‬ويف صفحة اتلية‪:‬‬
‫مسودات رساةل يف املنطق آلّفها الاس تاذ‬
‫"اهيا الناظر اىل هذه الاوراق اليت تتقطر عرب ًا‪ ..‬هذه صفحات ّ‬
‫بديع الزمان سعيد النوريس يف مدينة "وان"‪ ،‬يف اثناء تدريسه لطالبه‪ ،‬ول س امي لخيه ولالبه املال حبيب‬
‫ول َ ّما امت ّها حيث ابدلعت احلرب العاملية الاوىل‪..‬ويف خضم س يل الزمان اجلارف فارق الاخوان احدهام الخر‪.‬‬
‫واكبت هناية املطاف ان صار الاخ الصغةر املسمى عبداجمليد مفتي ًا ىف "آوركوب" س نة ‪ 7242‬فاس تقر فاها‪..‬‬
‫واكن حيتفظ هبذه املسودات ذكرى تكل الاايم اليت خلت‪ .‬ولكن هاهات‪ ..‬هاهات‪ ..‬مىض ذاك وذهب‪ ..‬ومىض‬
‫ومر الزمان ومىض! فيا ترى هل س يظهر من يتصفح هذه املسودات ويقرآوها؟ وهل س يأىت‬ ‫الخر وذهب‪ّ .‬‬
‫ذكل الزمان؟ هاهات‪ ..‬هاهات‪.‬‬
‫سأجول مع مهو ي واحزاىن حىت احملرش‬
‫فهذه اقداران بتحملها‪ ..‬اهيا احلببب!‬
‫عبد اجمليد"‬
‫‪171‬‬
‫ويف هناية ايخمطوط ما ترمجته‪:‬‬
‫"ان هذه الرساةل املوسومة بـ "تعليقات" يه ما كتبه بديع الزمان سعيد الكردي من حو ٍاش عىل كتاب‬
‫ودوهنا احب لالبه اليه واملالزم هل يف ادلرس املال حبيب فسجل هذه التقريرات من بديع‬ ‫"برهان لكنبوى" ّ‬
‫الزمان عىل صورة حو ٍاش وهوامش‪ ..‬اكن ذكل يف س نة ‪7992‬هـ مث ابدلعت احلرب العاملية الاوىل وذهب‬
‫بديع الزمان واملال حبيب كواعظني مع فرقة "وان" اىل جّبة القتال يف" اررضوم"‪ ،‬وعادا مع ًا بعد عام وقد‬
‫احتلت "وان" من قبل الرمن‪ ،‬فانسحبنا اىل قضاء "كواش" واستشهد املال حبيب هناك‪ ،‬حفملت الرساةل‬
‫اليت خطها لوال س ين الهجرات من مدينة اىل اخرى ومن قصبة اىل اخرى حىت حللنا يف مدينة "ماللية"‬
‫س نة ‪ 7242‬ومن هناك مفتي ًا يف قضاء "اوركوب"‪.‬‬
‫وجدلهتا‪ ،‬عىل امل ان يأيت زمان ويُبعث العمل وادلين من جديد‪،‬‬ ‫اكبت الرساةل اوراق ًا متفرقة جف ّمعهتا ّ‬
‫ويظهر يف امليدان اانس يقرآون امثال هذه الرسائل‪ .‬وعندئ ٍذ يقدّ ر قدرها ويُعمل ما فاها من فكر معيق وذاكء‬
‫انفذ‪.‬ولكن هاهات‪ ..‬فال ذاك الزمان يأيت‪ ،‬ول اولئك القراء يظهرون‪ .‬والسالم ‪..‬‬
‫عبد اجمليد ‪"7217‬‬
‫‪#243‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫امحلد هلل‪ ..‬والصالة عىل رسول هللا‬
‫اذلهن عن اخلطأ يف الفكر‪ .‬لبد ملن يبتدئ بش من العلوم‪:‬‬ ‫اعمل! ان املنطق آةل قابوبية‪ ،‬تعصم مراعاهتُ ا َ‬
‫من معرفة الرؤوس الامثبية اس تحسا ًان‪ :‬ويه الفهرس تة ‪ ،7‬وبيان املسائل اجام ًل‪ ،‬وامس الفن‪ ،‬وموعوعه‪،‬‬
‫وغايته‪ ،‬وتعريفه‪ ،‬ورشفه ابعتبا ٍر ّما؛ اإما ابعتبار املوعوع او الغاية‪ ،‬او ادلليل والرتبة‪ .‬هل هو من موجود‬
‫احملصل عىل مافرعه الرشف والرتبة‪.‬‬ ‫النقش‪ ،‬او اللفظ‪ ،‬او اذلهين‪ ،‬او اخلاريج؟ ليكون حتصيل ّ‬
‫ومن ثالث عرف ًا‪ :‬ويه املوعوع‪ ،‬والغاية‪ ،‬والتعريف‪.‬‬
‫التصور بوج ٍه ّما‪ .‬والتصديق بفائد ٍة ّما‪.‬‬
‫ومن اثنني عق ًال‪ :‬وهام ّ‬
‫‪4‬‬
‫فالالزم ان ببتدئ ‪ 9‬او ًل ابلتعريف‪ ،‬وهو بوعان‪ :‬اإما حبسب املوعوع ‪ 9‬او الغاية‪.‬‬
‫احملصل‪ .‬فهذا‪ ،‬آي املنطق عمل آ ّيل‪ .‬وتعريفه‬
‫والتعريف حبسب الغاية آوىل؛ اذ العمل ابلغاية يزيد شوق ّ‬
‫حبسب الغاية موقوف عىل معرفة وجه آل ّيته‪ .‬ومعرفة وجه الل ّية موقوفة عىل هجة احتياج ما حيتاج اليه‪ .‬وهو‬
‫لك العلوم ‪ 1‬وهجة الاحتياج‬

‫‪172‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬كام صار عادة عىل ظهر الكتب املطبوعة وبعض املكتوبة‪ ،‬فيقال مث ًال‪ :‬ابب‪ ،‬او فصل‪ ،‬او بيان النسب‪ ،‬او احلدّ‪ ،‬او‬
‫القياس‪ .‬وقد يقال مث ًال‪ :‬بيان احلدّ يفيد احملدود‪ .‬او القياس ينتج‪ ،‬فهو بيان املسائل اجام ًل‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬لن للك فعل اختياري لبد من مباد آربعة‪ :‬التصور بوجه ما‪ ،‬لن للب اجملهول املطلق حمال‪ .‬فالتصديق بفائدة ما‪،‬‬
‫لهنا الباعث لالرادة الناش ية من امليل‪ ،‬الناش من الشهوات‪ ،‬املتوقف علاها‪ .‬فالرادة‪ ،‬وهو القصد للتخصيص‪ ،‬فالرشوع‬
‫لالخراج‪(...‬تقرير)‬
‫‪ 9‬وهو اكحلدّ ‪.‬‬
‫‪ 4‬وهو اكلرمس‪.‬‬
‫‪ 1‬حىت بفسه‪.‬‬
‫‪#244‬‬

‫عصمة اذلهن عن اخلطأ يف الفكر‪ .‬وتصوير سلسةل الاحتياج هكذا‪ :‬الفكر لبس بصحيح ابدلوام‬
‫اللك‪ ،‬آي العقل العمو ي اذلي هو املنطق ‪ ،7‬املفرس‬ ‫لك‪ ،‬بل مراعاة ّ‬ ‫لالختالف الكثةر‪ ،‬وليكفي للمتيزي عق ُل ّ‬
‫بعضه بعض ًا؛ اذ لريق الاكتساب العمو ي الفكر‪ .‬اذ البعض بدهيئي والبعض بظري‪ ،‬يكتسب التصور من‬
‫التصور‪ ،‬والتصديق من التصديق؛ اذ رشط الولدة اجملانسة ‪ .9‬فان العمل اإما تصور وإاما تصديق‪ .‬فاصعد من‬
‫هنا يف هذه السلسةل السلم ّية‪.‬‬
‫مث تعريف [العمل هو الصورة احلاصةل من الش عند العقل ‪ 4 ]9‬ويه اإما تصور ‪ 1‬او تصديق‪ .‬فال يرد‬
‫بلزوم اعتبار وحدة املقسم‪.‬‬
‫ان التصديق مركب من املوعوع واحملمول والنس بة واحلمك‪ 6 .‬لن احلمك ربّطها ‪ 1‬ولك مهنام اإما بدهيئي‪ ،‬او‬
‫بظري مكتسب ابلنظر‪ .‬لن التقس مي لخيلو من‬
‫‪---‬‬
‫جوهري امسي‪ ،‬حيتاج ل ٍةل‪ .‬فألته‬
‫ّ‬ ‫‪ 7‬لن املنطق من حيث هو آةل للعلوم حريف‪ ،‬اكملعقول الياين لالول‪ .‬ومن حيث هو عمل‬
‫بعضه البدهيئي للبعض النظري‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 9‬والتصور والتصديق مغايران يف املتعلق واملتعقل لكاهام‪ ،‬اذ الاول اكلعقد‪ ،‬والياين اكلكشف‪.‬‬
‫‪ 9‬غةر من حصول الصورة احلاصةل‪ ،‬لن العمل من مفعول الكيف‪ ،‬واحلصول من مقول الابفعال‪ ،‬ويأيت قريب ًا‪ :‬ان اذلي‬
‫حصل يف اذلهن فهو ابعتبار تكيف اذلهن واتصافه به يسمى علامً‪ .‬وابعتبار ظرفية اذلهن هل يسمى معلوم ًا‪ ،‬فالعمل كيفيته‪.‬‬
‫واما التعبةر ابلهيول مفجاز‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬لكنبوي ص‪ 9/‬س‪99 /‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ 1‬وهو الاحص‪ .‬اذ التصور متوقف عىل اإما الوجود وهو اخلارجيات الوجود‪ .‬او اليبوت وهو الاعتبارايت‪ ،‬وتسمى‬
‫الاحوال‪ .‬واحملال لماهية هل‪ ،‬لذاك ولذاك‪ .‬فاليتصوره اذلهن ذاته ا ّل بنوع متييل مبامثةل يف بعض وقت الثبات‪ ،‬اي‬
‫مامر يف اجملهول املطلق‪ .‬بأن العنوان من الطرفني كةل املالحظة واملعقول الياين‪ .‬فيأخذه‬
‫احلمك‪ .‬واما حتليل الاجامتع فتذكر ّ‬
‫ويفرض وراءه آفراد ًا غةر مرئية يف اخلارج‪ ،‬فيحمك عليه يف اذلهن‪ .‬فثبت لفراده فيه ابلمتناع‪ .‬والتصاف به يف اخلارج‪،‬‬
‫فالثبات هل يف اذلهن‪ .‬واليبوت يف اذلهن ملصداقه يف اخلارج‪ ،‬والتصاف به يف اخلارج‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 6‬قلت‪:‬‬
‫‪ 1‬وو ّحدها‪.‬‬
‫‪#245‬‬
‫‪9‬‬
‫لك ليكتسب من بدهيئي‬ ‫بظري ٍ‬
‫ّ‬ ‫لك بدهيي ًا ‪ 7‬او اللك بظر ًاي‪ ،‬او مب ّعض ًا‪ ،‬لن‬‫ان يكون اللك من ٍ‬
‫الخر‪ .‬فالولن ‪ 9‬ابلالن‪ .‬لبه لو اكن اللك بدهيي ًا ‪ 4‬ملا هجلنا شبئ ًا ‪ .1‬ولو اكن اللك بظر ًاي‪ ،‬دلار او تسلسل‪.‬‬
‫فالالزم فاهام ابلل‪ ،‬وامللزوم كذا‪ ..‬فبقى ‪ 6‬بعض التصور بدهيي ًا‪ ،‬وبعضه بظر ًاي‪ .‬والتصديق كذا‪ ..‬فاملبعضية‬
‫اثبت ٌة؛ لن الش ييبت ببطالن بقيضه‪ .‬فببطالن لك التصور بدهيئي‪ ،‬ييبت بقيضه‪ .‬وهو لبس لك التصور‬
‫‪1‬‬
‫بدهيي ًا ولزمه‪ ،‬وهو لبس بعض التصور بدهيي ًا ولزمه‪ ،‬وهو بعض التصور لبس بدهيي ًا ولزمه؛ اذا اكن‬
‫املوعوع موجود ًا‪ .‬وهو بعض التصور لبدهيئي وبظةره‪ .‬وهو بعض التصور بظري‪ .‬وقس البوايق‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫فعرف املصنف رمحه‬ ‫[وقد يقع اخلطأ يف الاكتساب‪ ،‬والعقل غةر اكف‪ .‬فالبد من قابون وهو املنطق] ّ‬
‫هللا حبسب الغاية واملوعوع‪.‬‬
‫اإن قلت‪ :‬قد آخطأ املنطقيون ما اخطأوا‪ ،‬فكيف يكون عاصامً؟‬
‫قلت‪ :‬اقاموا الصنعة املسهّةل مقام الطبيعة‪ ،‬الصناعة‪ .‬والصنعة ولو اكن عىل امكل ماميكن‪ ،‬لتساوي‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫مث مراتب العمل هيولين‪ ،‬وابمللكة وابلفعل ومس تفاد وحديس وقديس‪.‬‬
‫مث النظر‪َ ،‬كشَ َف ترتب العلل املتسلسةل يف اخللقة‪ ،‬فيحلّل ويركب ‪ ،‬فيكون قابل العمل والصنعة‪.‬‬
‫وقيل ابعتبار الرشط‪ :‬تريد اذلهن عن الغفالت‪ ..‬وقيل ابعتبار التحليل‪ :‬حتديق العقل حنو املعقولت‪،‬‬
‫كتحديق البرص حنو املبرصات‪ ..‬وقيل ابعتبار الرتكيب‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬هذا قياس اقرتاين مقسم‪.‬‬
‫‪ 9‬دليل الصغرى‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ 9‬كربى‪.‬‬
‫‪ 4‬هذا قياس اس تثنايئ دليل الكربى‪.‬‬
‫‪ 1‬اي هج ًال حموج ًا اىل النظر‪ ،‬لمطلق ًا‪ .‬لان جاهلني ببعض البدهييات‪.‬‬
‫‪ 6‬بتيجته‪.‬‬
‫‪ 1‬يعين‪ :‬ان السالبة مس تلزم للمعدوةل احملمول‪ ،‬اذا اكن املوعوع موجود ًا يف احدهام‪ ،‬وإا ّل فالسالبة آمع‪.‬‬
‫‪ 8‬مأخوذ من لكنبوي‪ /‬ص‪ 4‬واصل العبارة ‪":‬فاحتيج اىل قابون‪ ...‬من حيث ايصال عامص عن اخلطأ وهو املنطق"‬
‫ابعتبار خلق هللا فيه ميل احملااكة والتقليد‪(.‬تقرير)‬
‫‪#246‬‬

‫مالحظة ‪ 7‬املعقول لتحصيل اجملهول‪ ..‬وقيل ابعتبار الصورة‪ :‬ترتبب امور معلومة للتأدي اىل اجملهول‪.‬‬
‫مث لريق حصول املطلوب؛ اإما ابللهام ‪ ،9‬كعمل الاببياء والاولياء‪ .‬او التعلمي لالوائل عند املالحدة‪ .‬او‬
‫التصفية عند الارشاقيني‪ .‬او النظر عند احلكامء‪ .‬فاليالث ا ُلول لميكن للك احد‪ ،‬فبقي النظر ‪ 9‬وحصول‬
‫املطلوب به توليدي عند املعزتةل‪ ،‬وعقيل عند الرازي‪ ،‬واعدادي عند احلكامء‪ ،‬وعادي عند مجهور اهل الس نة‪.‬‬
‫فللفكر حركتان‪ :‬حتلييل وتركييب‪ .‬فللك مبدآ ووسط ومنهتئى‪ .‬مفبدآ التحليلية املادية‪ 4 ،‬املطلوب بوجه ّما‪.‬‬
‫ووسطها املبادى الغةر املرت ّبة‪ .‬ومنهتاها الاجناس العالية والفصول ‪ 1‬البس يطة والاوليات ‪.6‬‬
‫ومبدآ احلركة الرتكيبية الصورية ‪ 1‬منهتئى الاول‪ .‬ووسطها املبادى املرتبة‪ .‬ومنهتاها املطلوب عىل وجه‬
‫الكامل ‪.8‬‬
‫اكلسور‪ .‬واحلال ان الضبط ابلتعريف‪،‬‬ ‫مث العمل واحد اعتباري‪ ،‬لبد هل من عابط‪ ،‬ليتحد اكخليط او ّ‬
‫ورشله املساواة‪ .‬ومرجعها القض ّيتان اللكيتان ‪ ..2‬وهام لك ما صدق عليه تعريف املنطق صدق عليه املنطق‪.‬‬
‫ولك ما صدق عليه املنطق صدق عليه تعريفه‪ .‬فبالول "املابعية" وابلياين "اجلامعية"‪ .‬لئال يطلب ما ليعين‬
‫عىل عدم املابعية وليرتك ما يعين عىل عدم اجلامعية‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬مع التفطن وتذكر هدف‪.‬‬
‫‪ 9‬يعم الويح‪.‬‬
‫‪ 9‬اعمل! ان النظر بور خلقه هللا يف البرش‪ ،‬يكشف به ترتب العلل املتسلسةل يف اخللقة‪ ..‬فالرتتبب اشارة الفاعلية‬
‫والصورية‪ ..‬وبور ل املادية‪ ،‬وللتأدي اىل الغائية ‪ .‬والرس واحلمكة يف حسن التعريف املش متل عىل الاربعة العلل مجيعها‬
‫فيه‪ .‬لكن حيمل صفات مأخوذة من العلل عىل احملدود‪ .‬اذ لجيوز ذكل‪ ،‬فاليقال‪ :‬الكريس جلوس السلطان‪ ،‬بل جملسه‪.‬‬
‫مع ان احلدود واحملدود او املكىن به اليه مطلق ًا ما جيب اهلمل ببهنام متحدان‪( .‬تقرير)‬
‫‪175‬‬
‫‪ 4‬العلمي‪.‬‬
‫‪ 1‬للتعريف‪.‬‬
‫‪ 6‬لدلليل‪.‬‬
‫‪ 1‬الصنعية‪.‬‬
‫‪ 8‬اي املطلوب‪.‬‬
‫‪ 2‬والاشهر‪ ،‬بدل الاول عكس بقيض الياين لإخراج الاغيار‪( .‬تقرير)‬
‫‪#247‬‬

‫لكي‪.‬‬
‫لك‪ ،‬ل ّ‬ ‫فان قلت‪ :‬الغرض من احلد حتصيل الاوسط‪ ،‬لدراج اجلزيئ حتت اللكي‪ .‬واحلال ان العمل ّ‬
‫ئيات‪ .‬مع ان امس العمل عَ َمل ‪ 7‬الشخص‪ ،‬والشخص ليُعرف الا ابلشارة احلس ية؟‬ ‫هل اجزاء‪ ،‬لجز ٌ‬
‫قلنا‪ :‬ان اجزاء العمل لعدم امزتاهجا ‪ -‬اكجزاء املأة ‪ -‬صارت اكجلزئيات‪ .‬فلام صار اجلزء اكجلزيئ‪ ،‬صار اللك‬
‫اكللكي ‪ ،9‬فثبت بزايدة هل دخل عىل الصغرى‪ ،‬ومن عىل الكربى‪ ،‬فييبت الادراج بقياس اوسطه حده‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مث املوعوع‪ :‬املعلومات التصورية والتصديقية‪ ،‬فعرق لك عمل موعوعه‪ ..‬وماسواه تفرعات تنبت عليه‪.‬‬
‫لن النصب ابلفتحة مث ًال‪ ،‬وصف املعرب‪ .‬وهو وصف الامس‪ .‬وهو وصف اللكمة‪ .‬فوصف وصف الش‬
‫وصفه‪ .‬الصفة‪ ،‬ان اكبت جمهوةل اكبت جزء ًا‪ .‬وبعد اجلزئية اكبت صفة واذا اس مترت صارت عنوا ًان‪ 9 .‬ومقدمة‬
‫الرشوع ‪ 4‬التصديق ‪ 1‬مبوعوعية املوعوع‪ ،‬لتعريف عنوان املوعوع فابه من صناعة ‪ 6‬الربهان ‪ 1‬ولتعريف‬
‫ما صدقه‪ ،‬فابه من املبادى التصورية ‪ .8‬ول التصديق بوجوده‪ ،‬فابه من املبادى التصديقية‪ ،‬ويه الادةل‪.‬‬
‫ومايتوقف عليه الثبات‪ 2،‬يعين اليبوت يف بفسه ‪ ،72‬وتعريف بعض لعنوان املوعوع‪ ..‬وهو مايبحث فيه عن‬
‫‪79‬‬
‫عوارعه اذلاتية‪ .‬فلتحصيل احلد الاوسط ‪ 77‬لهذا التصديق‪،‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لن الاعالم غالب ًا منقوةل‪ ،‬فبقاعدة‪ :‬ان املعاين اللغوية اساس ّ‬
‫وحب لالصطالحيات‪ ،‬و َتوعّ ُع الاصطالحيات علاها‪،‬‬
‫ويمكّلها ابعتبار الرشائط ّاايها‪ ،‬يعمل ابلتفكّر فاها ان املقصد الاس ىن من املسمى هبذا‪ ،‬آ ّي‪(..‬تقرير)‬
‫اكللكي‪( .‬تقرير)‬
‫يصح محل ما اكجلزيئ عىل ما ّ‬ ‫‪ 9‬اي ّ‬
‫‪ 9‬فذلا يتشعب املوعوع‪ ،‬وبكرثة اوصافه تكرث املسائل‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 4‬والكتاب داكن الزباز فيه هذه الاش ياء‪.‬‬
‫‪ 1‬هذا هو يف لك موعع‪.‬‬
‫‪ 6‬يه تطبيق العلوم اليل‪.‬‬
‫‪ 1‬ويه تطبيق املنطق يف لرق اكتساب العلوم‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫‪ 8‬اي تعريفات املصطلحات وموعوعات املسائل‪ ،‬وايمتييالت والتشباهات وغةرها‪..‬‬
‫‪ 2‬اي اثبات الاوصاف للموعوع‪.‬‬
‫‪ 72‬وهو وجود املوعوع‪.‬‬
‫‪ 77‬مايتوقف هبذا حاصل اخل‪.‬‬
‫‪ 79‬اي مبوعوعية‪.‬‬
‫‪#248‬‬

‫والغاية فتلزم ان تكون معتدة ‪ 7‬ومعتربة‪ 9 ،‬ومقصودة ‪ 9‬وهمم ًة ‪ ،4‬وخمصوصة ‪.1‬‬


‫مث ملا اكن الافادة والاس تفادة ابللفظ‪ ،‬احتجنا اىل البحث عن اللفظ ادلّ ال‪ .‬مث بني املوجود اذلهين‬
‫واللفظي روابط اربع‪ ،‬يه مناط لك الاوصاف‪ :‬الوعع ‪ ،6‬ادللةل ‪ ،1‬الاس تعامل ‪ ،8‬الفهم ‪ ،2‬مسائل لك عمل‬
‫قضاايمحلية موجبة لكية رضورية بظرية‪ .‬وماعداها مؤول هبا‪ .‬لن املوعوع مايبحث يف العمل عن عوارعه‬
‫اذلاتية؛ اإما بذاهتا او مع املقابل احملصل املبحوث يف ذكل العمل ‪ .72‬يعين حيمل العوارض اذلاتية هل‪ ،‬او لبواعه‪،‬‬
‫او لصناف ابواعه لكي ًا‪ .‬لن اذلاتية شامةل ابلجياب‪ ،‬لهنا هل‪ ،‬عليه او عىل ابواعه او عوارعه ابلرضورية‪ .‬لهنا‬
‫ذاتية ابدلليل للبحث سلسةل املنطق‪ .‬النتيجة تتوقف عىل ادلليل‪ .‬وادلليل ابعتبار الافادة؛ اإما يقيين‪ ،‬وهو‬
‫القياس ‪ ،77‬واما ظين‪ ،‬وهو ايمتييل ‪ 79‬والاس تقراء ‪ .79‬والقياس ابعتبار املادة‪ :‬الصناعات امخلس؛ اعين‪:‬‬
‫الربهان‪ ،‬واجلدل‪ ،‬واخلطابة‪ ،‬والشعر‪ ،‬واملغالطة‪ ..‬وابعتبار الصورة‪ :‬ويه الاشتال الاربع‪ .‬فان اكن من‬
‫امحلليات فاقرتاين‪ ..‬ومن الرشليات فاقرتابيات‪ .‬وابعتبار الاجزاء‪ :‬صغرى وكربى‪ .‬والاجزاء قضي ٌة‪ ،‬ولها‬
‫احتام‪ :‬يه العكس والتناقض‪ ..‬وابعتبار احلمك‪ :‬رشلية ومحلية ‪ .74‬وابعتبار الكيف‪ :‬موجبة وسالبة‪ ..‬وابعتبار‬
‫مسور‪ .‬وتتوقف عىل‬‫مسور وغةر ّ‬ ‫المك‪ّ :‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لئال يكون سعيه عبي ًا‪..‬‬
‫‪ 9‬لئال يكون عبي ًا عنده وعند غةره‪.‬‬
‫‪ 9‬لئال يقع يف ذهنه فتور‪..‬‬
‫‪ 4‬لزييد شوقه‪.‬‬
‫‪ 1‬اي تكل الفائدة خمصوصة به‪ ،‬ولو ابلنس بة لئال يرتدد ببهنا‪ ،‬فيلزم الرتجيح بال مرحج‪.‬‬
‫‪ 6‬مفهنا العموم واخلصوص يرد الاشرتاك والتأويل‪..‬‬
‫‪ 1‬الظاهر والنص واملفرس واحملمك واخلفي واملشلك واجململ واملتشابه‪.‬‬
‫‪ 8‬احلقيقة واجملاز والرصحي والكناية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫‪ 2‬العبارة والاشارة ومفهوم اقتضاء الصدق او الصحة‪.‬‬
‫‪ 72‬الا ابه ملا ابقسم املوعوع تشعب احملمول لتوزيع الاقسام عىل الاقسام‪.‬‬
‫‪ 77‬هو اس تدلل اللكي عىل اجلزيئ‪.‬‬
‫‪ 79‬اس تدلل اجلزيئ عىل اجلزيئ‪ .‬اما اس تدلل اللكي عىل اللكي فهو داخل يف الاول‪ .‬تأمل!‬
‫‪ 79‬اس تدلل اجلزيئ عىل اللكي‪.‬‬
‫‪ 74‬اما اليبوت هل "محلية"‪ ،‬او عنه "منفصةل"‪ ،‬او عنده ّ‬
‫"متصةل"‪..‬‬
‫‪#249‬‬

‫تصور احملمول واملوعوع‪ ،‬وهام من املفردات‪ .‬وتصورها بتعريفها‪ ،‬وتعريفها هو القول الشارح يرتكب من‬
‫اللكيات امخلس‪ .‬واللكيات اقسام اللكي (وهو) قسم املفهوم ‪ 7‬واملفهوم هو املعلوم ‪ ،9‬هو موعوع املنطق‪.‬‬
‫مث ادللةل‪ :‬ادللةل‪9 :‬لبيعية وعقلية ووععية‪ .‬والوععية‪ :‬مطابقية وتضمنية ‪ 4‬والزتامية‪ .‬ولك من التضمن‬
‫والالزتام يتصور بوجوه ثالثة‪ ،‬ابرادة ‪ 1‬مس تقةل او مشرتكة ‪ 6‬او ابلتبع‪ .‬واليالث هو املراد يف املنطق‪،‬‬
‫واليالثة يف البيان‪ .‬واملطابقة ‪ 1‬لتس تلزهمام كام يف البسائط ‪ ،8‬وما ليعمل هل لزم ‪ّ 2‬بني ابملعىن الاخص‪ .‬وعند‬
‫الامام ّالرازي الالزتام لزم للمطابقة‪ .‬لن املاهية اخلارجية لها تشخص ‪ 72‬وهذيّة‪ .‬ويه اذلهن ‪ 77‬لها تعني‬
‫وهوية‪ .‬وهام هو هو ‪ 79‬لبس غةر‪ .‬وسلب الغةر لزم لتكل املاهية البتة‪ُ .‬ور ّد ابن احلصول ليس تلزم احلضور‪..‬‬
‫البني وهو ابملعىن الاخص الالزم لاللزتام حضوري‪ .‬وهام يس تلزماهنا‪ ،‬لهنام اتبعان‪ .‬والتابع من حيث‬ ‫واللزوم ّ‬
‫‪ 79‬ليوجد بدون‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬املفهوم واملعلوم واملدلول واملعىن واملسمى واملقصود واحد‪.‬‬
‫‪ 9‬بني هذين معوم من وجه‬
‫‪ 9‬اعمل! ان اليالثة عقلية‪ .‬اذ الاش ياء تدرك ابلعقل عىل الاحص‪ .‬لكن ملا اكن دخل الوعع فيه‪ ،‬نسب اليه‪ .‬وملا اكن دخل‬
‫الطبع فيه ايض ًا نسب اليه‪ .‬مث الاقوال يف هذا الاخةر ثالثة‪ .‬اما املعترب فيه لبع اللفظ‪ ،‬او ايخمالب‪ ،‬او املتلكم‪ .‬اي ان‬
‫املتلكم يراجع بفسه حني سامعه‪..‬اح‪ ..‬مث ًال‪ ،‬ابين امنا قلت ذكل حني وجع صدري‪ .‬ويقبس ايخمالب عىل بفسه‪.‬‬
‫تأمل!‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬وان اكن املقسم فاها الوعع‪ .‬لكن الاخةرين عقليان‪ ،‬يتصورهام العقل‪ .‬فال دخل للوعع فاهام‪ ،‬الا يف الاول وابعتبار‬
‫القسم الاعظم وفيه دخل الوعع‪ ،‬اعترب الوعع يف املقسم‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 1‬وهو املطابقة اجملازية‪.‬‬
‫‪ 6‬وهو امجلع بني احلقيقة واجملاز‪ ،‬لكنه جائز عىل مذهب‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ 1‬اي امع مهنا مطلق ًا‪.‬‬
‫‪ 8‬لالفرتاق عن التضمن‪.‬‬
‫‪ 2‬لالفرتاق من الالزتام‪.‬‬
‫‪ 72‬كيفيّته حيصل من احالة املقولت به‪.‬‬
‫‪ 77‬لن كيةر ًا من الاش ياء حاصل يف اذلهن لكن لبس حارض ًا عند تصور وذكر بعض لغفةل الانسان عهنا وهو مهنا‪.‬‬
‫تأمل!(تقرير)‬
‫‪ 79‬اي وجوده عني ذاته‪.‬‬
‫‪ 79‬ابه اتبع‪.‬‬
‫‪#250‬‬

‫املتبوع ‪ . 7‬واعرتض ‪ 9‬ابن الكربى ممنوع ابلتابع المع ‪ ،9‬وإان قُ ّيد ابحليثية‪ .‬فاملتبوع مثلها ايض ًا؟‬
‫اجيب‪ :‬ابن احليثية لاللالق تتضمن علّية الاحتياج ابعتبار اذلات ل الصفة الاعافية فقط‪ .‬مث ادلال‬
‫مفرد‪ ،‬اإن مل يقصد جبزئه دلةل عىل جزء معناه املقصود‪ ،‬وا ّل مفركب‪ .‬ولن املفرد عد ي يوجد بعدم جزء من‬
‫الاجزاء‪ .‬فعدم الخص ‪ 4‬وهو القصد يع ّم ‪.1‬‬
‫واملركب وجودي يتوقف عىل وجود مجيع الاجزاء‪ .‬فلهذا اكن للمركب فرد‪ ،‬وللمفرد افراد ‪ 6‬ومن هنا‬
‫‪8‬‬
‫‪ 1‬يقال‪" :‬التخريب اسهل من التعمةر"‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬يعين آن متبوع التابع املقيّد ابحليثية‪ ،‬بأن يقال‪" :‬املتبوع من حيث هو متبوع ذكل التابع ليوجد بدوبه" واحلال‪ :‬آن‬
‫املطابقة آ ّمع مطلق ًا مهنام؟‬
‫آجيب‪ ...‬اخل‪ ..‬يعين آن احليثيات ثالثة للتقييدة كام يف املوعوعات يف التعاريف‪ .‬والتعليل‪ :‬كزيد من حيث ابه عامل ّ‬
‫مكرم‪.‬‬
‫ولاللالق‪ :‬اكلنسان من حيث ابه انسان‪ ،‬حيوان انلق‪ .‬فاذلي للتعليل ابعتبار الصفة‪ ،‬اي اثبات صفة يكون عةل‬
‫للحمك‪ .‬واذلي لاللالق كام هنا‪ .‬يعين آن التابع من حيث ابه اتبع اي ذاته حمتاج للمتبوع وموصوف ابلتابعية‪ ..‬وآما حييية‬
‫املتبوع ابعتبار الصفة الاعافية فقط‪ ،‬يعين آن ذاته لحيتاج اىل املتبوع‪ ،‬فيوجد بدوبه‪ .‬بل ابعتبار اتصافه هبذا الوصف‬
‫وهو املتبوعية‪ .‬تأمل!‪( ..‬تقرير)‬
‫‪ 9‬امنا اكن الاول داخ ًال والياين خارج ًا‪ .‬لن السلب نس يب ليكون داخ ًال يف املاهيات‪ .‬تأمل!(تقرير)‪.‬‬
‫‪ 9‬اكلضياء مث ًال‪.‬‬
‫‪ 4‬فلزم ان يكون هل تعاريف‪ ،‬وهو غةر حسن‪ .‬بل لبد من تعريف واحد‪ ،‬وهو لحيصل ا ّل بعدم الخص‪.‬‬
‫والاخص اكلخوين يقتسامن الاش ياء ببهنام مفا بقص‬
‫ّ‬ ‫الاخص آمع من بقيض المع‬
‫‪ 1‬اي يعم بقيض سائر القيود لن بقيض ّ‬

‫‪179‬‬
‫خص من احليوان‪(.‬تقرير)‪.‬‬ ‫حصة الخر وما عاق من واحد اتّسع الخر مثال الانسان آ ّ‬ ‫من ح ّصة واحد زاد بقدره من ّ‬
‫‪ 6‬س تة واقع ًا‪ ..‬وواحد ًا وثالثني عق ًال‪.‬‬
‫‪ 1‬هذه النكتة‪.‬‬
‫‪ 8‬يعين ان فطرة لك انسان وخلقته مائةل اىل الرايء واراءة بفسه اخللق‪ ،‬وحريص عليه يطلبه من ما امكن‪ .‬ولشدة حرص‬
‫بعض اايه‪ .‬وان التخريب اسهل لكرثة لرقه‪ ،‬اذ يوجد بعدم لك جزء يرى بفسه بذكل‪ ،‬وان مل يكن وصف ًا حس ن ًا‪ .‬والبعض‬
‫صاحب الرثوة يُرى ابلتعمةر‪ .‬فامسع وامعل به فابه درس الاخالق‪(.‬تقرير)‪.‬‬
‫‪#251‬‬

‫مث ان املفرد امس‪ ،‬ولكمة‪ ،‬واداة‪ .‬اذ منبع الوجود ‪ 7‬ذات وحركة ‪ 9‬ونس بة‪ .‬فاذلي حيىك عن اذلات امس‪،‬‬
‫واذلي خيرب عن احلركة فعل‪ ،‬واذلي ينئب عن النس بة حرف‪ .‬وقد تتودل احلركة من اذلات والنس بة‪ .‬كام مهنام‬
‫اذلات‪ .‬ومايقع يف اجلواب ‪ 9‬مهنا مس تقل وما ل غةره‪.‬‬
‫مث ان حقائق اليالثة متخالفة ابذلات‪ ،‬متشاهبة يف التعبةر‪ .‬فالس تعابة حتت "الباء" ويف "اس تعني"‪ .‬ومن‬
‫الاس تعابة اكلهواء واملاء وامجلد‪ .‬او اكملاء والرتاب واحلجر‪ .‬وان من املعاين احلرفية ما ل ولن لها‪ ،‬بل اكلس ّياح‬
‫الرسرسي الطفييل ‪ 4‬يتداخل يف ليارات اخويه‪ ،‬وقد يترشاببه ‪ .1‬فان عرصهتام تقطر ‪ 6‬بل تقطرت‪ ،‬اي‬
‫معان‪.‬‬
‫فان قيل‪ :‬ان احلرف جسم لطيف هوايئ‪ ،‬ليقدر آن يأخذ معناه ‪ .1‬اذا ادىل د ََلو ُه ‪ 8‬رجع ايبس ًا ‪ 2‬فيكون‬
‫عاجز ًا عن الادلء وادللةل؟‬
‫اجيب ‪ :72‬ابن العجز من عدم قابلية احملل‪ ،‬ليدل عىل بقصان قدرة الفاعل‪.‬‬
‫مث املركب اإما انقص ‪ 77‬او اتم‪ ،‬يصح سكوت املتلكم عليه ‪ 79‬ابلنس بة لصل املراد ‪ 79‬والتام اإما خرب‬
‫او انشاء‪ ،‬وهام اكلعمل الفعيل والابفعايل‪ .‬ففي الاول‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬ويف لسان احلمكة؛ صلب ومايع وهوايئ‪.‬‬
‫‪ 9‬اي صفة‪.‬‬
‫‪ 9‬اي الاس تفهام‪.‬‬
‫‪ 4‬هو اذلي يتبع املدعوين بدون دعاء ادلاعي‪ .‬كبنا بدعو الفاظ ًا خمصوصني مبعاناها‪ .‬وتكل املعاين احلرفية تتبعها بغةر دعائنا‪.‬‬
‫(تقرير)‬
‫‪ 1‬اي الفعل والامس تكل املعاين‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫حترس ًا اومتدّ ح ًا مث ًال‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 6‬اي معىن اكن تضمن قصيدة واحدة ّ‬
‫‪ 1‬مع ابه من ادلوال اللفظي الوععي‪.‬‬
‫‪ 8‬يف قليب القلب‪.‬‬
‫معىن‪.‬‬
‫‪ 2‬اي بدون ً‬
‫‪ 72‬اي ليلزم جعز احلرف من عدم اخذه معناه‪ .‬اذ املعىن لبس قاب ًال لصفة احلرف وحده اايها‪ .‬اذ كوبه هوائي ًا اكرث واشد‬
‫من احلرف تأمل!‪ ..‬وآجيب هبذا عام يقال يف حق الواجب‪ :‬من ابه ليقدر عىل مجع النقيضني مث ًال‪ ،‬تأمل !‪(..‬تقرير)‬
‫‪ 77‬وهو نس يب او توصيفي‪ .‬والاول اعايف ومزيج وهو تضمين وصويل‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫‪ 79‬حبيث لينتسب اىل القصور‪.‬‬
‫‪ 79‬ل ابعتبار مطلوب السامعني‪.‬‬
‫‪#252‬‬

‫اذلهن مبدئ معدّ ي ‪ ،7‬اي عةل للخارج‪ .‬اي يتوقف وجود اخلارج عىل عدمه‪ ،‬وهو املعلول‪ ،‬كام يتوقف‬
‫عىل وجوده‪ .‬ويف الياين ابلعكس‪ ،‬اعين ‪ 9‬اخلارج مبدآ‪ 9 ،‬مقارين ‪ 4‬فالنشاء اكلول ‪ ،1‬فال يتقابالن حىت‬
‫يقع الارتباط ببهنام ابلصدق والكذب‪ .‬ومايتصور بعد اخلارج ‪ 6‬شبيه ‪ 1‬واخلرب اكلياين فيحمتل الصدق‪ ،‬اي‬
‫يدل عليه‪ ،‬لبه تصديق‪ .‬وحيمتل الكذب عق ًال‪ ،‬بناء عىل جواز ختلّف املدلول عن ادلال الوععي ‪ 8‬واملراد ان‬
‫حمصل القضية ‪ 2‬حيمتل الصدق لفظ ًا‪ ،‬والكذب عق ًال‪.‬‬
‫مث اللك‪ :‬اما حقيقة او جماز ‪ 72‬ومن فوائده‪ :‬التعظمي‪ ،‬والتحقةر‪ ،‬والرتغيب‪،‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬العةل املعدي هو ان يكون املعلول متوقف ًا عىل وجود العةل وعدمه‪ ،‬كحراكت الانسان مث ًال‪ .‬والعةل املقارين هو ان يكون‬
‫املعلول متوقف ًا عىل وجودها فقط اكلشمس مث ًال‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اي عةل‪.‬‬
‫‪ 9‬اي عةل‪.‬‬
‫‪ 4‬لذلهين‪.‬‬
‫‪ 1‬لبفسه‪.‬‬
‫‪ 6‬اي الوجود‪.‬‬
‫‪ 1‬ملا عدم‪ ،‬وخمرتع ماوجد‪.‬‬
‫‪ 8‬اما الطبيعي والعقيل فالجيوز التخلف مهنام‪.‬‬
‫‪ 2‬اي روحه وهو‪ :‬ج ب مث ًال‪ .‬او املوعوع محمول‪ .‬اي مع قطع النظر عن لبسه البدهيئي وصورته التشخصية وادللئل‬

‫‪181‬‬
‫اخلارجية‪.‬‬
‫‪ 72‬اعمل! ان املعىن احلقيقي يف اجملاز والكناية واقساهمام ليذهب ابللكية اص ًال‪ .‬بل اما متوعع علاها‪ ،‬او جل او جدل‪ .‬وهو‬
‫اما حمال‪ ،‬او ممكن موجود‪ ..‬او ل‪ .‬اما يف الكناية فهو مطلوب وجدل‪ ،‬فالبد من الامتان‪ .‬اذ احملال ليكون مطلو ًاب‪ ،‬لكنه‬
‫اتبع للمكىن به‪ ،‬اي كحجاب شفاف يتصورها‪ ،‬فينقل اىل املكىن اليه فاليلزم وجوده‪ .‬اذ املمكن يتصور‪ ،‬وان مل يكن‬
‫موجود ًا مث ًال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬زيد كيةر الرماد ولويل النجاد‪ ...‬فاهنام كنايتان عن السخاوة ولول القدّ‪ .‬واحلال ابه لرماد ولس يف هل يف الواقع‪.‬‬
‫لكهنام ممكنان‪.‬‬
‫يتصور‪ ..‬ليتصور سلسةل اخلاريج‪ ،‬و ّمير فيه اىل ايصال املعىن املتجاوز اليه‪ ،‬اكمطرت السامء ببا ًات‬ ‫واما يف اجملاز فالبد ان ّ‬
‫مث ًال‪ ،‬وقس عليه‪ .‬فيجوز ان يكون حما ًل‪ ،‬اذ يتصور‪ .‬لبه غةر مطلوب من حيث هو معىن ‪ .‬بل لفائدة البالغة فقط‪ ،‬فهو‬
‫صورة‪ .‬ويف الاس تعارة لبس‪ .‬فهو متخيل لفائدهتا ايض ًا‪.‬‬
‫واعمل! ايض ًا ان املعىن الغةر احلقيقي للّفظ لبد ان يكون مطمح ًا للنظر‪ ،‬ومقصود ًا من الالكم ابعتبار قصد املقام‪ .‬مث ًال‬
‫اكلسخاوة لكرثة الرماد‪ ،‬والشجاعة لالسد‪ ،‬والعني للرقيب‪ ،‬والاذن للجاسوس وقس‪ .‬فتنتقل من املعىن احلقيقي للّفظ‬
‫اليه‪ .‬سواء اكن اتبع ًا هل حقيقة مكن كرثة الرماد (ابن قلت ‪" :‬زيد كيةر الرماد" ابتقلت منه اىل السخاوة)‪ ..‬او اعتبار ًا مكن‬
‫السخاوة‪( .‬اي بأن اكن املقصود من املقام اليابت كرثة الرماد لزيد مثال‪ ..‬واعالم ايخمالب ّاايه ابلكناية فتقول‪" :‬زيد خسى")‬
‫ابعتبار املقام‪ .‬فتكون كناية او اكن متبوع ًا حقيقة؛ مكن الاسد مث ًال‪ .‬او اعتبار ًا مكن العني والاذن مثال‪ .‬فيكون جماز ًا‪ .‬لكنه‬
‫قليل يف الاس تعارة اي الابتقال من املتبوع الاعتباري اىل التابع الاعتباري‪ ،‬قليل‪ .‬والغالب من احلقيقي‪.‬‬
‫اما املشهور فهو‪ :‬ان يف اجملاز قرينة مابعة من احلقيقي دون الكناية‪ .‬وان اجملاز اس تعامل يف الالزم دون الكناية بل هو يف‬
‫اكلالزم فاحفظها اي غالم (اوه فرقا س يدايه)"مجةل كردية من املال حبيب تعين‪ :‬هذه يه مزية الاس تاذ"‪(.‬تقرير)‬
‫‪#253‬‬

‫والتنفةر‪ ،‬والزتيني‪ ،‬والتشويه‪ ،‬والتصوير‪ ،‬والضبط‪ ،‬والثبات‪ ،‬والاقناع‪ ،‬ومطابقة متام املرام‪.‬‬
‫[ومنه‪ :‬اجملاز املرسل‪ .‬ان اكبت العالقة غةر املشاهبة مثل احللول ‪ 7‬والكون‪ ،‬والاول‪ ،‬والس ببية ‪،9‬‬
‫واجلوار ‪ ،9‬واملظهرية وغةرها ‪]4‬‬
‫ومنه [الاس تعارة ‪ 1‬ايمتييلية‪ :‬اكس تعامل الامثال ‪ 6‬املرضوبة يف اش باه ‪ 1‬معاناها ‪ ]8‬ومن ايمتييلية صور‬
‫الالكم واساليبه احملتشمة‪ .‬او كناية‪ ،‬ويه اما يف الصفة او املوصوف او النس بة ‪ .2‬والابتقال ‪ 72‬من التابع اىل‬
‫‪79‬‬
‫املتبوع ‪ -‬حقيقة او اعتبار ًا ‪ -‬كناية‪ .‬كذكل‪ ،‬ومن املتبوع ‪ -‬حقيقة او اعتبار ًا ‪ 77 -‬اىل التابع ‪ ..‬كذكل جماز‬
‫والكهام ابلغ‪ .‬اذ هام اكثبات املدعى ابدلليل‪...‬‬
‫مث ان املعىن احلقيقي لكوبه مطلو ًاب يف الكناية لبد هل من الامتان‪ .‬ولكوبه تبعي ًا اكحلرف ليلزم ان‬
‫يوجد‪...‬‬
‫‪182‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬كهم يف رمحة هللا او يف اجلنة‪.‬‬
‫‪ 9‬اكس نام الابل يف السحاب‪.‬‬
‫‪ 9‬اكلرادية‪.‬‬
‫‪ 4‬ومنت اللكنبوي ص‪ 4/‬س‪ 92/‬هو ‪" :‬واجملاز ان اكن بغةر عالقة املشاهبة مثل احللول والس ببية واجلوار او العموم‪."...‬‬
‫‪ 1‬مل يتعرض للمجاز العقيل تقليد ًا ابملتعلق‪.‬‬
‫‪ 6‬هذه منابع فادخل امليل‪ .‬تأمل‪.‬‬
‫‪ 1‬ككثةر الرماد وعريض القفا‪.‬‬
‫‪ 8‬مع فرق لفيف مع منت لكنبوي ص‪ 4/‬س‪99/‬‬
‫‪ 2‬اكن السامحة‪.‬‬
‫‪ 72‬كرآيت اسد ًا‪ .‬فالبتقال من الاسد وهو املتبوع احلقيقي اىل الشجاع وهو التابع احلقيقي‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 77‬كعريض الاظفار‪.‬‬
‫‪ 79‬بيان الفرق بني اجملاز والكناية ابعتبار غةر املشهور‪.‬‬
‫‪#254‬‬

‫ويف اجملاز‪ 7‬لكوبه متصور ًا لفائدة ‪ 9‬البالغة فقط‪ ،‬غةر مطلوب من حيث هو معىن‪ .‬فالبد فيه من قرينة‬
‫مابعة للمعىن احلقيقي عق ًال او حس ًا او عادة‪ ..‬ومن قرينة معينة للمراد‪ ،‬وقد تتحدان ‪ .9‬ويف الكناية من قرينة‬
‫‪ 4‬منتقةل ومعينة‪ ،‬ويف املشرتك املعينة فقط‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اللكي واجلزيئ]‬
‫[فصل يف ّ‬
‫[اذا علمت شبئا حيصل يف ذهنك منه صورة ‪ ، 6‬ويه من حيث قياهما‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اعمل ان املعىن اجملازي لبد ان يكون مقصود ًا من الالكم ومطمح ًا للنظر‪ ،‬اما اكن احلقيقة يقال‪ ،‬ابعتبار ابه مدار احلمك؛‬
‫اكلذن للجاسوس والعني للرقيب‪.‬‬
‫والفرق هو‪ :‬ان الابتقال من احلقيقة اتبع ًا او متبوع ًا اىل مثهل ‪ -‬كذكل ظاهر اكلبتقال من الاسد اىل الشجاع يف‬
‫الاس تعارة‪ ،‬ومن الاصابع اىل الاانمل يف املرسل‪ ،‬ومن كيةر الرماد اىل السخاوة وقس!‪..‬‬
‫واما الابتقال من التابع او املتبوع اعتبار ًا اىل مقابلهتا‪ ..‬كذكل فباعتبار املقام ‪ ،‬ابن اكن التابع احلقيقي مقصود ًا من الالكم‬
‫ومدار ًا للحمك؛ اكلشجاع يف الاس تعارة‪ ،‬والاانمل يف املرسل‪ ،‬والسخاوة يف الكناية‪ .‬فتقول‪" :‬رآيت جشاع ًا واان ٌملهم يف‬
‫اذاهنم‪ ،‬وزيد خسي‪ ..‬وتريد مهنا الاسد والاصابع وكرثة الرماد لتكون الامثةل عىل متاهما‪ .‬والا فيتداخل امثةل الاقسام‪.‬‬
‫ولكن الغالب يف الاس تعارة والكناية من احلقيقي اىل مثهل‪ .‬اما يف اجملاز فكثةر‪(.‬تقرير)‬
‫‪183‬‬
‫‪ 9‬يف املرسل‪ ..‬ومتخيل يف الاس تعارة‪.‬‬
‫‪ 9‬بل تتحد‪.‬‬
‫‪ 4‬وهو يكون منتقةل‪.‬‬
‫‪ 1‬املفرد واملركب قسامن‪ .‬للفظ او ًل وابذلات‪ .‬وللمعىن اثبي ًا وابلعرض‪ .‬واللكي اجلزيئ ابلعكس‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 6‬اعمل! ان الصورة احلاصةل من الش عند العقل ابعتبار تكيف اذلهن واتصافه هبا عمل‪( .‬يعين كام ان املرآة بنجرة عامل امليال‬
‫مبلكة قطعة زجاج اكلقرلاس؛ فزيين ويتكيف بفسه وصورته بأي لون من اي ش قابلته‪ .‬ومبلكوته الواسع والعميق ترتسم‬
‫الاش ياء الغةر املتناهية فيه‪ ،‬فيكون ظرف ًا لها‪ ..‬كذكل اذلهن بنجرة عامل الغيب مبلكة موجود اخلارج‪ .‬لبه قطعة حلم من‬
‫البدن‪ ،‬اما يف الرآس او الصدر‪ ،‬يزين ويتصف ويتكيف بلوبه املأخوذ من الاش ياء‪ ..‬ومبلكوته واسع اخل)‪ .‬وابعتبار‬
‫مظروفيته لها معلوم ومفهوم ومدلول ومعىن ومسمى ومعقول ومقصود لرتادفها‪ .‬وهو موعوع هذا العمل‪ ،‬فلزم البحث عنه‪،‬‬
‫فهو قسامن‪ :‬جزيئ ولكي‪ ...‬وذكر اجلزيئ يف املنطق اس تطرادي‪ ،‬لبه يبحث عن املضبولات‪ .‬واجلزيئ لكوبه غةر متنايه‬
‫ومتغةر احوا ًل‪ ،‬غةر اثبت‪ .‬فاليفيد الكامل (يعين النقطة وادلرجة املقدرة لالنسان هو الكامل احلمكي‪ ،‬وهو التش ّبه‬
‫يعربون عنه ابلتّش به ابملبادى العايل‪ ..‬اخل‪ .‬وحنن "ابللوح احملفوظ" اي ان الانسان كتاغد بيض قابل‬ ‫ابلواجب‪ .‬واحلكامء ّ‬
‫لالرتسام)‪ .‬احلمكي‪ ،‬املعرب ابلتش به ابملبادى العايل والعقول العرشة (ومه امللئكة العظام) املائةل اياهم لك النفوس اليت تكون‬
‫خريطة للعامل‪ .‬وامنا ذكر لن الاش ياء امنا تعرف ابعدادها‪ .‬لن الامور النسبية اكحلسن والشجاعة مثال لتوجد ولتتصور‬
‫بدون تصور القبح واجلبابة‪.‬‬
‫(قوهل ‪ :‬احتاده مع كيةرين‪ ..‬اخل) اي اشرتاكه ‪ -‬كام ّعرب به الكثةرون‪..‬‬
‫جزيئ ‪،‬‬
‫اللكي بلكه يف جزئياته‪ .‬وإان اكن الاشرتاك بلكه مع لك ٍ‬ ‫التجز ّي يلزم ان ليوجد ّ‬ ‫اإن قيل ‪ :‬اإن املراد ابلشرتاك ّ‬
‫جزيئ ‪ ،‬يلزم احتاد اجلزئيني يف اخلارج‬ ‫يلزم ثبوت الش الواحد يف امكنة متعددة يف آن واحد‪ .‬وإان اكن الاحتاد مع لك ٍ‬
‫ابلواسطة‪ ..‬؟‬
‫قلنا‪ :‬املراد اشرتاك اجلزئيات فيه ختييال واحتاده معهن‪ .‬وهام مكطابقة روابط املركز اىل بقطات اخلطّ احمليط هل‪ .‬او كتساوي‬
‫نسب موزوانت احلقّة‪ .‬اي كن فرع ًا آن تلبس تفصيل الاشرتاك اىل بقطة املركز او احلقة لبس بقطة من بقطات احمليط‬
‫او املوزوانت‪ ،‬او ابتقل املركز من موععه وسار يف رابطة بقطة يصةر عند الوصول بفسه وعينه (تفصيل لالحتاد)‪.‬‬
‫فان اللك ّيات متقررة يف اذهابنا‪ ،‬والكء فاها للجزئيات‪ .‬كام آ ّ‬
‫هنن ّبواب لها‬ ‫وبقاعدة احلقائق لتتحد (ولالعبث يف الاش ياء) ّ‬
‫مهنن يفنني‪ ،‬فنظن اهنام احتدا‪ ،‬ولبس كذكل‪.‬‬ ‫يف اخلارج‪ ،‬وهام متغايران ذا ًات‪ ،‬فالتتحدان‪ .‬فاذا قربّنا اجلزئيات ابملالحظة ّ‬
‫اللكي قسامن‪ ،‬ممتنع آفراده‪ ،‬كرشيك الباري‪.‬‬ ‫ومهي‪ ،‬والتجزي مردود‪ .‬و ّ‬ ‫معهن ّ‬ ‫اللكي ّ‬
‫فاشرتاك اجلزئيات فيه خيايل‪ .‬واحتاد ّ‬
‫لالول وهو‬‫لكي احملالت وبقائض الامور العامة لإجامع النقيضني (عىل فرض الافراد) بوصول الش يئية للياين (ل ّ‬ ‫بل ّ‬
‫رشيك الباري) وممكن آفراده‪ ،‬ليقال‪ :‬ان الواجب داخل فيه‪ ،‬فكيف يقابل املمتنع‪ .‬مع ان َسلبه الرضورة من جابب فاهام‪.‬‬
‫لن (عةل للنفي) للممكن ابلمتان العام ثالث‪ ،‬صور سلّبا من جابب الوجود‪ ،‬ومن جابب العدم‪ ،‬ومطلق ًا‪ .‬فاملمتنع من‬
‫لك ش خمالف‬ ‫الاول‪ ،‬والواجب من الياين‪ .‬واليالث غةر معترب‪ ،‬وهو قسامن ايض ًا‪ .‬معدوم افراده يف اخلارج اكلعنقاء‪ .‬بل ّ‬ ‫ّ‬
‫للعادة اجلاري (بني التائنات) ولقابون العامل‪( ،‬عةل العدم)‪ .‬لن رشائط احلياة لتساعده‪ .‬وموجود‪ ،‬وهو قسامن‪ :‬اإما املوجود‬

‫‪184‬‬
‫للك ماهية يف اذلهن ّ‬
‫تعني وهويّة‪ ..‬ويف اخلارج‬ ‫واحد مع امتناع الغةر ‪ -‬كواجب الوجود ‪ -‬او اإمتابه ‪ -‬اكلشمس ‪ -‬لن ّ‬
‫تشخّص وهذيّة‪ .‬فاذا فرعنا الافراد لالول يف اخلارج تعلّق هبا تشخّصه‪ ،‬وهو لزم املاهية فيه‪ ،‬فتتعلق به ايضا‪ ،‬فيصةر‬
‫املفروض بفس املوجود‪ .‬فمل حيصل املراد‪ .‬واذا فرعنا للياين تعلق هبا تشخصه‪ ..‬وهو اكلالزم فيكون ممكن ًا‪ .‬ولكن مبوافقة‬
‫ابتظام عادة هللا وعدم العبث يف خلق الاش ياء‪ ،‬لتوجد لس تغناء بظةره عنه‪ .‬او متعدد حمصور‪ ،‬اكلكواكب الس ّيارة‪.‬‬
‫العلوي كذكل‪ .‬بل بعض‬ ‫يوانين لبس يف العربية مرادفه‪ .‬ولك مانسب للعامل ّ‬
‫اللكي ّ‬‫لللكي بل ِمصداقه ‪ .‬و ّ‬
‫ولبس امليال ّ‬
‫مصنوعات النفوس النالقة لقةل الاس باب املشخصة لها‪ .‬او متعدد غةر حمصور عندان‪ ،‬وغةر متنايه عند احلكامء‪ .‬وذكل‬
‫لتعدد الاس باب املشخصة لها‪(.‬تقرير)‬
‫‪#255‬‬

‫خبصوصية ذهنك عمل‪ .‬ومع قطع النظر عن هذه احليثية معلوم ومفهوم‪ .‬فذكل‬
‫‪#256‬‬

‫جيوز العق ُل احتادَه مع كيةرين يف اخلارج فهو جزيئ حقيقي كـ"زيد‬


‫املفهوم مبجرد النظر اىل ذاته ‪ -‬ان مل ّ‬
‫املريئ"‪ ..‬وإال فلكي‪ .‬سواء امتنع فرده يف اخلارج ‪ 7‬كرشيك الباري تعاىل والالش ‪ ،‬ويسمى لكي ًا فرعي ًا‪ ،‬او‬
‫امكن ومل يوجد اكلعنقاء او وجد الواحد فقط مع امتناع غةره كواجب الوجود‪ ،‬او مع امتابه اكلشمس‪ ..‬او وجد‬
‫اللكي عىل جزئياته‬‫متعدد حمصور اكلكواكب الس يارة‪ .‬او غةر حمصور اكلنسان… وذكل الاحتاد هو معىن محل ّ‬
‫موالأة وصدقه علاها‪ .‬اإما يف الواقع ‪ ..‬اإن اكبت اجلزئيات موجودة فيه او يف الفرض‪ ..‬اإن مل توجد اإل يف جمرد‬
‫‪9‬‬
‫الفرض]‬
‫ومعىن امحلل هذان املفهومان املتغايران يف اذلهن‪ ،‬متحدان يف اخلارج‪.‬‬
‫اللكي ‪ 9‬احملمول ‪ 4‬حبمل املوالأة يعطي موعوعه اي افراده‪ ،‬حدّ ه وامسه‪.‬‬‫و ّ‬
‫‪---‬‬
‫الاصيل‪ ،‬ل‬
‫ّ‬ ‫اخلاريج‬
‫ّ‬ ‫اذلهين ّ ّ‬
‫الظيل يف‬ ‫تصوره جامعة‪ .‬لن املراد اشرتاك ّ‬ ‫‪( 7‬قوهل‪ :‬يف اخلارج‪ ).....‬احرتاز عن زيد اذا ّ‬
‫اذلهين‪ ،‬تأ ّمل!‪...‬‬
‫اذلهين‪ ،‬او اذلهين يف ّ‬
‫العكس‪ ،‬وهو اشرتاك اخلاريج يف ّ‬
‫اجلزيئ احلقيقي واللكي الفريض‪ :‬ان الياين فرض ممتنع ابلعافة‪ ،‬اي الفرض ممكن واملفروض ممتنع‪ .‬كباب‬ ‫والفرق بني ّ‬
‫مفتوح يف موعع غةر ممكن الوصول اليه والاول ابلتوصيف‪ ،‬اي الفرض ممتنع اكلفراد من حيث هل‪ .‬كباب مغلق يف موعع‬
‫ممكن الوصول اليه ل ادلخول‪ .‬وامنا ذكل‪ ،‬لن عىل تقدير الامتان جيمتع الضدّان لن الفرض مس تلزم وجود املفروض يف‬
‫للجزيئ‪ .‬وهو جزؤ اجلزيئ املوجود يف اخلارج‪ .‬وعدم اجلزء مس تلزم لسائر‬
‫ّ‬ ‫اذلهن‪ .‬ويس تلزم عدم التشخّص يف اخلارج‬
‫اللك‪ ،‬فاس تلزم الفرض وجود الش وهو اجلزيئ يف اذلهن وعدمه ابلواسطة وهو حمال‪(.‬تقرير)‬ ‫ّ‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ 1/‬س‪. 71/‬‬
‫اللكي حبمل املوالأة‪ ...‬اخل) اعمل ان امحلل قسامن‪ :‬اش تقاق‪ ،‬وهو ان حيتاج احملمول يف حصة امحلل اىل قيد زائد‪،‬‬
‫‪( 9‬قوهل‪ :‬و ّ‬

‫‪185‬‬
‫كـ"هدى للمتقني" مثال‪ .‬ان ذكل ذو هدى‪ ،‬يعين بفس بور الهداية‬ ‫ً‬ ‫بل مش تقه حيمل حصة كحمل املصادر عىل موصوفاهتا‬
‫ّعاء كحمل احلدود عىل احملدودات‪ .‬وابلعكس‪ ،‬لكنه قليل‪.‬‬ ‫اجملسمة‪ ..‬وموالأة‪ ،‬ويه احتادي‪ .‬اي هو هو حقيقة‪ ،‬او اد ً‬ ‫ّ‬
‫واملوصوفات عىل صفاهتا اكلنالق زيد‪ .‬واش امتيل‪ ،‬اي هو حتته لعمومه‪ ،‬كحمل املش تقات عىل موصوفاهتا كـ"زيد انلق‬
‫او عامل"مثال‪ .‬لكن الرازي مل جيعل الاش امتل قسم املوالأة بل قس ميه‪ .‬فالقسام عنده ثالثة‪ ،‬جبعل املوالأة احتاد ًاي‪ ..‬وس يدا‬
‫عىل مذهبه‪ .‬قرر تعليقه هذه فاحفظ‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬عىل جزئياته‪.‬‬
‫‪#257‬‬

‫اللك خبالفه‪ .‬حفمل اجلامد ‪ 7‬واملوصوف ‪ 9‬مولأة وغةرهام اإما اش تقاق ‪ 9‬آو‬ ‫ويتحد به عند الرازي‪ .‬و ّ‬
‫اش امتل ‪.4‬‬
‫‪6‬‬
‫ذهين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فريض ليتصور بذاته‪ ،‬بل بنوع متييل ‪ .1‬ولبس بوجود‬ ‫مث احملال ّ‬
‫اللكي اإن ثبت لفراده يف اخلارج ولو عىل تقدير وجودها فيه‪ ،‬فهو معقول آ ّول‪ .‬سواء ثبت لها يف‬ ‫ّ‬ ‫[مث‬
‫‪1‬‬
‫اكحلار للنار ]‬
‫اخلارج فقط‪ّ ،‬‬
‫يتصور مع النار وصف احلرارة‪ ،‬فتكون اثبت ًا لها يف اذلهن ايض ًا؟‬‫اإن قيل‪ّ :‬‬
‫آجيب‪ :‬ابن احلرارة امنا تكون اتبع ًا وانعت ًا اذا اكبت عرع ًا‪ .‬واليت يف اذلهن صورهتا‪ ،‬ويه جوهرية امس ّية‪،‬‬
‫تاور النار ‪ .8‬والزوجية هويهتا الاصلية بعيهنا تعرض لالربعة ‪ 2‬وصورهتا ‪ 72‬هوية الضياء للشمس ‪ 77‬ومثالها‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫لك من اخلارج واذلهىن‪ ،‬كذاتيات الاعيان احملققة] ‪79‬واملقدّ رة ولوازهما‪.‬‬


‫آو ثبت يف [ ّ‬
‫بناء عىل قول من يقول اهنا بعيهنا يف اذلهن‪.‬‬‫الاول‪ً ،‬‬ ‫اعمل! ان كون ماهيات الاعيان احملققة من املعقول ّ‬
‫اذلهين اثبت ‪ 74‬وان ما يف اذلهن ‪ 71‬مثال‬
‫وان الوجود ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬كسائر احلدود عىل احملدودات‪.‬‬
‫‪ 9‬عىل صفاهتا‪ ،‬حنو القامئ زيد‪.‬‬
‫‪ 9‬اي هو "ذو" كسائر مصادر‪.‬‬
‫‪ 4‬مكجمل املش تقات‪.‬‬
‫‪ 1‬اي ليكون معلوم ًا الا بنوع حمااكة‪.‬‬
‫‪ 6‬اي مبوجود‪..‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ 1‬لكنبوي‪ .‬ص‪ 42/‬س‪.94/‬‬
‫اخلاريج‪ ،‬مس تق ًال لعارض للنار ّ‬
‫اذلهين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اذلهين‪ .‬اي هو مأخوذ من النار‬ ‫‪ّ 8‬‬
‫‪ 2‬ويف اخلارج‪.‬‬
‫اذلهين‪.‬‬
‫‪ 72‬يف ّ‬
‫‪ 77‬يف اخلارج‪.‬‬
‫‪ 79‬يف املرآة‪.‬‬
‫‪ 79‬لكنبوي ص‪ 1/‬س‪91 /‬‬
‫اللكي املنطقي موجود فيه لبه موجود يف اذلهن‪ ،‬واذلهن موجود يف اخلارج‪ .‬فينتج آبه‬ ‫‪ 74‬اي اختلف فيه‪ .‬فقيل آن ّ‬
‫ادلرة يف احلقة اخل‪ ..‬ولبس كذكل‪ ،‬لعدم تكرر الاوسط يف قياسه‪ .‬لن للك ش ملتاً وملكو ًات‪،‬‬ ‫موجود يف اخلارج‪ .‬كام آ ّن ّ‬
‫ولذلهن ايض ًا كذكل‪ .‬فالش يف ملكه عمل‪ ،‬ويف ملكوتبته معلوم‪ .‬فيتكرر الاوسط يف الاول دون الياين‪ .‬مثال تصور ّذرة‬
‫زجاجة رقيقة‪ ،‬فالسامء مبسافهتا الطويةل مرتسمة يف ملكوته‪ ،‬ولذلرة مبلكه داخةل يف حبة خردل‪ .‬فتأمل!‪..‬‬
‫حص‪ .‬مث ذهب املشائيون‬ ‫الاول‪ ،‬مفوجود يف اخلارج‪ ..‬والا فلبس مبوجود فيه‪ .‬وهو الا ّ‬
‫اللكي املنطقي من قبيل ّ‬ ‫فان اعتربت ّ‬
‫واملتأخرون ‪ -‬كام يأيت ‪ -‬اىل وجود الطبيعي‪ .‬وتفصيهل‪ :‬اإن الافتار يف ابواع الاش ياء ثالثة‪ .‬احدها لهل الس نة‪ :‬وهو آن‬
‫رب‬ ‫للك بوع ملتاً مسلّط ًا عليه بأمر هللا يترصف فيه‪ ،‬لبس هل لبيعة مؤثرة‪ ..‬والياين لالرشاقيني‪ :‬وهو ان ّ‬
‫للك بوع ّ‬ ‫ّ‬
‫لبس مسلّطه‬ ‫يترصف يف مشخصات ذكل النوع‪ ،‬وتس متد الافراد منه‪ .‬وهو موافق ذلكل النوع بل متّحد معه‪ .‬لو تلبّس َ‬
‫جمردة موجودة يف اخلارج‪ ،‬منشأ ومرجع للمشخّصات‪ ،‬ويه لبيعة‬ ‫لتان عينه‪ .‬واليالث للمشائيني‪ :‬وهو ان ّ‬
‫للك بوع ماهية ّ‬
‫مؤثرة فاها‪ .‬واما املتأخرون فقاموا وذهبوا اىل وجود الطبيعي يف اخلارج‪ .‬ولكن لمبا قالوا‪ ،‬بل اثبتوا بدليل بظري‪ .‬وهو آبه‬
‫جزؤ املوجود‪ ،‬وجزؤ املوجود موجود‪ .‬واجلواب مذكور‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 71‬اي لبس رابطة بني العامل واملعلوم‪.‬‬
‫‪#258‬‬

‫لش بح‪ .‬وان ترصف اذلهن يف الوجود ‪ ،7‬ليف املاهية‪ ،‬فذاتياهتا ولوازهما بعيهنا يف اذلهن‪[ .‬وان ثبت لها‬
‫‪9‬‬
‫يف اذلهن فقط‪ ،‬فهو معقول اثن]‬
‫تفريق الاقسام املعقول الياين‪.‬‬
‫اإعمل! ان مايعرض يف اذلهن اإما لدخ َل هل يف الايصال ‪ 9‬اكلمور العامة‪ 4 ،‬يف الالكم ‪ 1‬ويه الوجود‪،‬‬
‫والوجوب‪ ،‬والامتان وغةرها‪ .‬وإاما هل دخل يف الايصال‪ .‬لكن لبس عنوا ًان للغةر‪ ،‬كتعاريف الامور العامة ‪ 6‬وإاما‬
‫اللكي املنقسم اىل اللكيات‬
‫موصل وعنوان فهو املعقول الياين املنطقي‪ ،‬مكفهوم القضية والقياس وغةرهام‪ .‬ومكفهوم ّ‬
‫امخلس املنطقية‪ ،‬العارض للامه ّية املنقسمة اىل امخلسة الطبيعية‪ ..‬ومجموع العارض واملعروض اىل امخلسة العقلية‪.‬‬
‫(اخلاريج) بدون التشخّص] ‪ 1‬وماقيل آن‬‫ّ‬ ‫[ولش من هذه اللكيات مبوجود يف اخلارج لس تحاةل الوجود‬
‫‪187‬‬
‫جزؤ املوجود ‪ 8‬موجود ‪2‬؛ فاملراد حيث اكن جزؤ ًا‪ ،‬آي يف اذلهن‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬والتشخّص‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ 6/‬س‪.7/‬‬
‫‪ 9‬اىل اجملهولت‪.‬‬
‫‪ 4‬املبحوث‬
‫‪ 1‬واحلمكة‪.‬‬
‫‪ 6‬وكتعارف الامس ّية ملصطلحات املنطق اليت تعرعها ويتوعّ ع علاها املنطق احلريف‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪ /‬س‪ . 72/‬وهو عدّ ّ‬
‫اللكي املشرتك‪.‬‬
‫اخلاريج‬
‫ّ‬ ‫‪8‬‬
‫‪ 2‬يف اخلارج‬
‫‪#259‬‬
‫‪7‬‬
‫يكرث ما ّاحتد وامزتج يف اخلارج‪.‬‬
‫يرشح و ّ‬
‫ّ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫يفص‬
‫ّ‬ ‫اذلي‬ ‫هو‬ ‫فان اذلهن‬
‫اعمل! ان املصطلحات ‪ 9‬يف العلوم لها حقائق اعتبارية لوجود ‪ 9‬لها يف‬
‫‪---‬‬
‫يفصل ‪ .‬اخل‪ ..‬اي ترصفه فيه ابلتفصيل ليكون كذ ًاب‪(.‬تقرير)‬ ‫‪ 7‬ليقال‪ :‬يلزم التغاير بني اخلاريج واذلهين‪ ،‬لن اذلهين ّ‬
‫‪ 9‬اعمل! ان مصطلحات املنطق عنوان لالفراد اكلزجاج واملرآة وموصل‪ ،‬كام ّمر‪ .‬اإما ابذلات ابعتبار بفس تكل الةل ‪ ،‬لهنا‬
‫تصل ذكل بواسطة قراءهتا‪ .‬او ابلواسطة‪ ،‬ابعتبار اهنا تكون مبرتبة‪ ،‬او مبراتب جزؤ املوصول‪ .‬وان املنطق من حيث هو‬
‫اللكي يف تعريف‬‫ايئ واسع‪ ،‬وقد تكون اميّ ًا لبيعة‪ .‬فاذ خيرج منه اكلطيور ويتوعّ ع عليه‪ ،‬فال يرد ّان ّ‬
‫تبعي حر ّيف هو ّ‬
‫آةل ّ‬
‫املعرف بدون‬
‫ذايت لها‪ ،‬وهو مقيد‪ .‬فيكون آخص من املعرف املطلق‪ ،‬فيلزم وجود المع وهو ّ‬ ‫اللكيات امخلسة جنس ّ‬
‫الاخص وهو كوبه جنس ًا وهو حمال‪ .‬لن مايقوم به هو الاجزاء ‪ .‬فبعدم جزؤ منه يكون معدوم ًا‪ .‬اذ الاعتبار خمتلف ‪.‬‬
‫الامسي‬
‫ّ‬ ‫فباعتبار آبه توعع و ّمع جزئيات املعرف وغةرها جنس وجزؤ ا ّمع ‪ ،‬فال اإشتال ‪ .‬وابعتبار آبه خرج من الطبيعي‬
‫خص ولبس جبزؤ‪ ،‬فابه هبذا الاعتبار ّ‬
‫مدعي‪ .‬كوبه ابن ابن ابن ابن ابنه‪ .‬او اب‪ ...‬اخل‪ .‬لبه خرج من‬ ‫احلر ّيف وتوعع مقيد ًا ّ‬
‫اجلنس وتوعّ ع عليه وهو جنس اجلنس وهو بوع جنس اللكيات وهو بوع اجلنس املطلق وهو بوع اذلايت‪ ،‬وهو بوع ّ‬
‫اللكي‬
‫ففصل !‪..‬‬‫ّ‬
‫اللكي يف تعريف اللكيات مبقول عىل كيةرين‪ .‬لئال يتومه ان اجلنس ينحرص يف النوع‪ ،‬اكلنوع يف الشخص‪.‬‬ ‫واعمل! ان تفسةر ّ‬
‫يعين ان املقول آخص‪ ،‬وكرر يف ّ‬
‫اللك للطرد‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫تسم وثبت‪ ،‬ازداد كامل النوعية وتكون حقيقي ًا‪ .‬ومىت اتّسع وابترش‪ ،‬خترج من لبيعته‪.‬‬ ‫ّمث اعمل! ّان النوع مىت عاق حىت ّ‬
‫وذلا يكون اعافي ًا‪ .‬وان اجلسم مىت اتسع وابترش حىت يكون هواء وعدما‪ ،‬ازداد يف كامل اجلنس ية‪ .‬فيرتتبان النوع نزو ًل‬
‫واجلنس صعود ًا‪ ،‬مراعاة لطبيعهتام‪ .‬فابقسام ثالثة ثالثة‪ :‬النوع العايل‪ ،‬ويسمى بوع الابواع ايض ًا‪ ،‬وهو مالبس فوقه بوع‪.‬‬
‫واملتوسط مافوق وحتته بوع‪ .‬والسافل مالبس حتته بوع‪ .‬واملفرد(اكلعقل اإن قيل اجلوهر جنسه وما حتته افراد) مالبس فوقه‬
‫ولحتته بوع‪ ،‬واجلنس كذكل‪ ،‬جنس السافل واملتوسط‪ .‬وجنس الاجناس‪ ،‬واجلنس املفرد (اكلعقل اإن قيل اجلوهر لبس‬
‫جنس ًا هل وما حتته ابواع منحرصة يف الشخص)؛ ليقال النوع جنس لهذه الاربعة‪ .‬وكذا اجلنس واحلال‪ .‬ان غةر املتوسط‬
‫عد ي املفهوم‪ ،‬فلسن مبوجود‪ .‬لن السلب من الامور النسبية‪ ،‬اعتباري متجدّ د‪ ،‬ليكون من اجزاء احلقائق اليت لتكون‬
‫ا ّل من الامور اليابتة املوجودة‪ .‬فيلزم احنصار اجلنس يف النوع‪ .‬لن كون احلقائق كذكل يف احلدود التامة ل الرسوم‪ .‬وهنا‬
‫قد ّلف علاها اللوازم‪ .‬فرسوهما وذاتياهتا موجودة يف اخلارج ‪.‬‬
‫مث اعمل! آن النوع املفرد مباين لسائر الاقسام‪ .‬وكذا اجلنس املفرد‪ ،‬وكذا النوع السافل‪ ،‬وكذا جنس الاجناس وكذا بني‬
‫الابواع‪ .‬وكذا بني الاجناس‪ .‬فبقي اجلنس السافل واملتوسط والنوع الياين واملتوسط‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 9‬لهنا انش ئة من اختيار البرش‪ .‬ولبس من ح ّد جزؤ الاختيار خلق الافراد‪(.‬تقرير)‬
‫‪#260‬‬

‫وماصةروها فصو ًل‬


‫اخلاريج ي ّتحد اجلنس والفصل والنوع‪ ،‬بل يتج ّمد‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫اخلارج‪ .‬لن يف الوجود‬
‫للمصطلحات‪ ،‬آعراض يف الاغلب او نس ّيب‪ .‬مفا يف اخلارج لبست آفرادها‪ ،‬بل للوجود يف اخلارج او يف اذلهن‬
‫معروض او موصوف ماتسنبل علاها معاناها‪ .‬فاملعقولت ‪ 7‬اليابية لبست عبارة عن املصطلحات املنطقية‪ ،‬فاهنا‬
‫لك مهنا نكتة او بقطة خفية ّ‬
‫تشلكت علاها حقيقهتا الاعتبارية للتفهمي‪ .‬وذكل‪،‬‬ ‫لبست بش يف احلقيقة‪ .‬بل يف ّ‬
‫معىن وعرض لالمور اذلهنية‪ ،‬اكملعاين احلاصةل للخارجيات بواسطة اوعاعها وكيفياهتا‪ .‬مثال خت ّيل عىل اجلدار‬
‫بقطة بيضاء‪ ،‬وعىل حميط دائرهتا بقط ًا بيضاء ومحراء!‪ ..‬فابظر اياها كيف ترى‪ ،‬فابك ترى بقطة عرعت هل‬
‫تتصور بسبب موافقة بياعها لبياعها املشالكة‪ ،‬ويه صفة‬ ‫املركزية بسبب ادلّ ائرة‪ .‬فهئي صفة من مقول الوعع‪ ،‬و ّ‬
‫من مقول الوعع والكيف‪ .‬فان اكبت محراء فلها صورة اخرى وصفة اخرى‪ .‬وبقطة واحدة عىل جدار آخر‪ ،‬لها‬
‫تعرض لها بوع املركزية او‬
‫هذه املعاين والاعراض‪ .‬مفاهية الانسان يف اخلارج اكلنقطة الواحدة ويف اذلهن ّ‬
‫فصةروها حقائق‪ ،‬فوععوا‬ ‫ش ّبها‪ ،‬وش به املشالكة‪ .‬فهذه معان تعرض يف اذلهن‪ ،‬تسنبل يف خيال املنطقيني ّ‬
‫لها مع ما ال ّتف هبا مصطلحات‪ّ ،‬‬
‫صةروها موعوعات املسائل‪ ،‬ي ُشار هبا اىل تكل املعاين‪ .‬واملصطلحات اكملعاين‬
‫احلرفيّة للمعقولت الاوىل‪ .‬وقد تصةر اكلمس‪ ،‬فتصةر لبايع فتعرض لنفسها كدود احلرير خيرج من ذاته‬
‫ماحييط به‪ .‬ولبس كعنوان املوعوع‪ ،‬فان هل دخ ًال ليذهب احلمك اىل املوعوع برآسه‪ .‬بل ّ‬
‫يسمل عليه‪ ،‬مث يأذن‬
‫فيحرك احملمول من جابب‪ ،‬حىت يقع عىل رآس املوعوع ‪ 9‬فهو كلك يف "لك انسان‬ ‫‪9‬‬
‫هل آما املعقولت اليابية ّ‬
‫‪4‬‬
‫ل مفهوم انسان"‬

‫‪189‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اي فاذا اكبت اعتبارية فكيف تكون مدار ًا للحقائق والاحوال ‪.‬فاملعقولت ‪..‬اخل(‪.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬يف الوقوع عىل آفراده‪.‬‬
‫‪ 9‬اي افراده‪.‬‬
‫‪ 4‬يعين آن جنس الانسان لبس اجلسم‪ ،‬والفصل لبس الروح‪ .‬بل اليابيان مأخذ لالولني‪ .‬يعين آن اجلنس والفصل قد‬
‫نش ئا مهنام‪ .‬مث بوعّ عا دفعة عىل اجلسم‪ .‬وا ّل لزم آن يكون مركب ًا‪ .‬واحلال ابه من اقسام املواد‪ .‬يعين آن مأخذ دللته عىل‬
‫الزمان هو الهيئة‪ .‬وكذا الخر‪ ،‬وهو آن يكون مأخذ دللته عىل احلدث هو املادة‪ .‬يعين ان ادللةل نشأت او ًل من هذين‬
‫علاها‪ ،‬مث توعع دفعة عىل مجموعة‪ .‬اي املادّة والهيئة مع ًا‪ ..‬وا ّل لزم ان يكون احلجر والشجر دا ّلن عىل الزمان‪ .‬واملشهور‬
‫يف اجلواب‪ :‬ان املراد‪ ،‬اجلزء املرتب يف السمع‪ .‬والهيئة من رضب لبس مرتب ًا يف املس متع بدفع املادّة‪(.‬تقرير)‬
‫‪#261‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫اعمل! ان بيان النسب من آمه مباحث املنطق‪ .‬فان آفراد املسائل متفرقة ومنترشة تض ّمنت فامي ببهنا‬
‫وتبطنت يف تالفيفها صور ًا بمتديد خطوط النسب؛ كتحصيل الصور الثنىت عرشية فامي بني جنوم املنطقة بمتديد‬
‫اخلطوط الومهية الهندس ية‪ ..‬وكتحصيل القبائل والبطون والخفاذ ابعتبار نسب النّسب ‪ 7‬فتأمل!‪..‬‬
‫بظري يكتسب من بدهي ّيه‪ .‬فتأمل يف لك ابب ترى السابق‬ ‫بدهيئي وبعضه ّ‬ ‫واعمل ايض ًا‪ ،‬آن املنطق بعضه ّ‬
‫مقدّ مة ومرجع ًا لثبات الالحق‪ .‬مث اللكّيان اإن اكن ببهنام تصادق ‪ 9‬يف الواقع ‪ 9‬ابلفعل ‪ 4‬لك ّي ًا من اجلاببني‬
‫مفتساواين‪ ،‬وكذا بقيضاهام‪ ،‬ففي لك ابب يس تفاد بظريّة من بدهي ّيه‪ .‬فاللكيتّان املتصادقتان يف الواقع‪،‬‬
‫متساويتان بدهيي ّا‪ .‬ومرجع املساواة صدق قض ّيتني لكّيتني من اجلاببني‪.‬‬
‫لك انلق انسان‪ ..‬وكذا بقيضاهام‪ ،‬مثل‪" :‬لك ل انسان ل انلق‪ .‬ولك لانلق‬ ‫مث ًال‪ :‬لك انسان انلق و ّ‬
‫لانسان" هام اساسا التساوي‪ .‬فصدق الاول من الياين اثبت بكذب بقيضها؛ املس تلزم املس تلزم املس تلزم‬
‫البدهيئي وهو الياين من الاول‪ .‬وصدق الياين من الياين بكذب‬ ‫املس تلزم املس تلزم املس تلزم املس تلزم‪ ..‬لكذب ّ‬
‫البدهيئي وهو الاول من الاول‪ .‬فالالزم ابلل واملطلوب حاصل‪...‬‬ ‫بقيضه الالاملس تلزم‪ .‬كذا لكذب ّ‬
‫خص مطلق ًا اكحليوان والانسان وبقيضاهام ابلعكس اك لالحيوان‬ ‫[او من احد اجلاببني فقط فأمع وآ ّ‬
‫‪1‬‬
‫خص‪ ،‬وبقيض الخص آ ّمع‪ .‬اي تصدّ ق‬ ‫خص ابلعكس‪ .‬يعين آن بقيض الا ّمع آ ّ‬ ‫والالانسان] اي بقيضا ال ّمع وال ّ‬
‫لك لحيوان لانسان"‬ ‫خص‪ .‬اي مث ًال‪ّ " :‬‬‫موجبة لك ّية موعوعها بقيض ال ّمع‪ ..‬وسالبة جزئية موعوعها بقيض ال ّ‬
‫لك انسان حيوان" وملزوم التاذب‬ ‫صادق‪ ..‬وا ّل لصدّ ق بقيضه امللزوم لنقيض القضية الصادقة املسلّمة‪ .‬وهو " ّ‬
‫اكذب‪ .‬واي "لبس بعض الالنسان لحيوان"‬

‫‪190‬‬
‫‪---‬‬
‫ورس تفاوت مراتب بعض العلامء عىل بعض‪ ،‬والالكم القدمي عىل غةره من هذه النقطة‪(.‬تقرير)‬ ‫‪ 7‬اشارة اىل ّان وجه ّ‬
‫‪ 9‬لتفارق وحتقق‪.‬‬
‫‪ 9‬اي ل يف تويز العقل وحبسب املفهوم‪.‬‬
‫‪ 4‬اي مرجعه موهجة ابللالق لابدلوام كام يف املتباينني‪..‬‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪ 4/‬س‪94/‬‬
‫‪#262‬‬

‫لـ"لك حيوان انسان" وهو‬ ‫لك ل انسان لحيوان" املس تلزم بعكس النقيض ُ ّ‬ ‫وا ّل لصدق بقيضه‪ ،‬وهو‪ّ " :‬‬
‫بقيض للسالبة الصادقة‪ ،‬وهو "بعض احليوان لبس ابنسان"‪ .‬وبقيض الصادق اكذب‪ ،‬مفلزوم التاذب كذا‪..‬‬
‫[او تفارق دامئ لك ّي ًا من اجلاببني‪ ،‬مفتباينان لك ّي ًا‪ ..‬اكلنسان والفرس‪ ،‬وكعني آحد املتساويني مع بقيض‬
‫الخر‪ ،‬وعني الخص املطلق مع بقيض ال ّمع‪ ..‬وبني بقيضهام مباينة جزئية‪ ،‬يه آ ّمع من املباينة اللك ّية‪ ،‬كام يف‬
‫(اكلسواد والبياض)‬‫بقي ي املتناقضني "اكلنسان والالانسان" ومن العموم من وجه‪ ،‬كام يف بقي ي املتضادّين ّ‬
‫وامثالها فبني النقيضني التباين اجلزيئ هو النس بة‪ .‬لبه ادلامئي وهو اكجلنس الالزم للتباين اللكي] ‪ ..7‬والعموم‬
‫لك مهنام ببعض املوادّ‪ .‬والتباين اجلزيئ‪ ،‬مرجعه سالبتان جزئبّتان‪ .‬اما صدقهام‪ ،‬فلمناقضة‬ ‫من وجه ا َلذلين خيتص ّ‬
‫الصادقتني يف العينني‪ ..‬مثل بعض الالانسان لبس بال فرس؛ وا ّل فلك ل‬ ‫عكس بقيض بقيضاهام للقضيتني ّ‬
‫لك فرس انسان"‪ ،‬ويه عدّ لالش من الفرس ابنسان‪.‬‬ ‫انسان ل فرس‪ .‬وهو ينعكس بعكس النقيض اىل " ّ‬
‫‪9‬‬
‫وقس عليه آخاه‪.‬‬
‫اللكي والعموم من وجه‪ ،‬فبالتخلّف‪ .‬لبه ليوجد‬ ‫فثبت ابخللف التباين اجلزيئ‪ .‬وآما عدم صدق التباين ّ‬
‫يف موادّه‪ .‬وابلعكس‪ .‬وقس عىل هذا‪ ،‬بقيض العموم واخلصوص من وج ٍه‪ ..‬والشخصية يف قوة اللكية [وان مل‬
‫خص من وجه ‪ .9‬وبني بقيضاهام مباينة‬ ‫تصادق‪ .‬ولتفارق لكيان‪ ،‬بل جزئيان من اجلاببني‪ .‬فأمع وآ ّ‬‫يكن ببهنام ٌ‬
‫جزئية‪ ،‬يه آ ّمع ايض ًا‪ .‬اذ بني بقيض مثل احليوان والالانسان مباينة لك ّية‪ .‬وبني بقيىض مثل الالانسان والابيض‬
‫‪4‬‬
‫معوم من وج ٍه‪ .‬واجلزيئ احلقيقي‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 6/‬س‪96/‬‬
‫‪ 9‬وهو بعض الالفرس لبس بالانسان‪.‬‬
‫‪ 9‬اكلنسان والابيض وتعني الا ّمع املطلق مع بقيض ال ّ‬
‫خص‪.‬‬
‫اللكي‪ ،‬ومرجعه خشصيتّه‬
‫‪ 4‬قوهل‪" :‬واجلزيئ احلقيقي‪ ..‬اخل" النسب فيه اثنان‪ .‬اما العموم املطلق وجزئبتان موعوعها ّ‬
‫‪191‬‬
‫اجلزيئ او التباين ومرجعها خشص ّيتان سالبتان‪ .‬ونسب اجلزئيتني ايض ًا كذكل‪ .‬آما التباين ومرجعها كام ّمر‪ .‬او‬
‫موعوعها ّ‬
‫التساوي‪ ،‬ومرجعها خشص ّيتان موجبتان‪ .‬واحلال‪ ،‬اانّ قلنا آن مرجع التساوي والتباين لك ّيتان والعموم املطلق لك ّيته مع‬
‫جزئ ّيتني‪ .‬واجلواب مقدم‪ .‬وهو آن الشخص ّية يف ّقوة اللكيّة بدليل اهنّ ا تكون صغرى الشلك ّ‬
‫الاول‪(.‬تقرير)‬
‫‪#263‬‬
‫اللكي الصادق عليه‪ .‬ومباين لسائر اللك ّيات‪ .‬واما اجلزئيان‪ :‬فهام اإما متباينان كزيد‬ ‫آخص مطلق ًا من ّ‬
‫ومعرو‪ ..‬وإاما متساواين‪ ،‬كام اذا آرشان اىل زيد هبذا الضاحك‪ ،‬وهذا التاتب‪ .‬فالهذيّتان متصادقتان‬
‫‪7‬‬
‫متساويتان‪ ..‬هذه يه النسب الاربع حبسب الصدق وامحلل]‬
‫[وقد تعترب تكل النسب حبسب الصدق ‪ 9‬والتحقق ابعتبار الازمان والاوعاع‪ ،‬ل ابعتبار الافراد‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫لك مهنام مع الخر يف مجيع الزمان‬ ‫لكي من اجلاببني؛ بأن يتحقق ّ‬ ‫ّ‬ ‫اتصال‬ ‫ببهنام‬ ‫اكن‬ ‫إن‬‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن يقال املفهومان‬
‫‪4‬‬
‫والاوعاع‪ ،‬املمكنة الاجامتع معه مفتساواين كطلوع الشمس ووجود ايهنار‪ ،‬او من احد اجلاببني فقط فأمع‬
‫ً ‪1‬‬
‫لكي من اجلاببني ابن ليتحقق ش مهنام مع الخر يف ش من الازمان‬ ‫ّ‬ ‫اق‬ ‫رت‬ ‫اف‬ ‫ببهنام‬ ‫اكن‬ ‫ان‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وآخص مطلقا‬
‫خص من وج ٍه ‪ 1‬وهذه يه النسب املعتربة بني القضااي] ‪8‬ومايفيده‬ ‫‪6‬‬
‫والاوعاع‪ ..‬مفتباينان لك ّي ًا وا ّل فأ ّمع وآ ّ‬
‫ادوات الرشط من الازمان‪" ،‬مكىت"‪ .‬والامكنة "كين"‪ .‬والاوعاع والاحوال "ككيف" والكيفيات "ككيفام"‬
‫يف حمك الافراد‪...‬‬
‫محيل ‪ -‬كام ّمر ‪ -‬وإاما وجودي‪ .‬ومرجعها قضااي رشلية متّصةل ‪ 2‬ولكاهّ ا وجزئاهّ ا ابعتبار‬ ‫ّ‬ ‫والنس بة اإما‬
‫مايدل عليه ادوات الرشط اللك ّية من الاوعاع‪ ،‬ولو اكبت حما ًل برشط الاجامتع ‪ 72‬مع اللزوم ‪ .77‬وإا ّل لكذب‬
‫لك لك ّية من الرشليات‪ .‬ومايناسب هذا املقام املغالطة املشهورة عىل ابتاج الشلك اليالث؛ بلكام حتقق‬ ‫ّ‬
‫النقيضان حتقق احدهام‪ .‬ولكّام حتقق النقيضان حتقق الخر‪ ،‬فينتج آن يكون اذا حتقق‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 1/‬س‪...2/‬‬
‫السالبة‪.‬‬
‫ومرجعها‪ :‬قضااي محلية موجبة‪ .‬واجلهة هنا الالالق يف املوجبة وادلوام يف ّ‬
‫‪ 9‬فالصدق يف الاول يتعدى بـ"عىل" وهنا بـ"يف"‪.‬‬
‫‪ 9‬ا ّمع من آن يكون قضااي او مفرد ًا‪.‬‬
‫‪ 4‬اي اجامتع الاوعاع مع اتصال التايل للمقدّم‪.‬‬
‫‪ 1‬اكعاءة املسجد وللوع الشمس‪.‬‬
‫‪ 6‬كطلوع الشمس ووجود الليل‪..‬‬

‫‪192‬‬
‫‪ 1‬كطلوع الشمس وهبوب الرحي‪.‬‬
‫‪ 8‬شبيه مبنت لكنبوي ص‪ 1/‬س‪77/‬‬
‫‪ 2‬اي لمنفصةل ول ّ‬
‫موهجة‪.‬‬
‫‪ 72‬اي اجامتع الاوعاع‪.‬‬
‫‪ 77‬اي لزوم التايل للمقدم‪.‬‬
‫‪#264‬‬

‫آحد النقيضني حتقق الخر‪ .‬وهذه النتيجة تفيد مالزمة بني النقيضني وهو حمال؟‬
‫واجلواب‪ :‬اإن اردت ابحدهام ‪ 7‬وحده‪ ،‬فالصغرى ‪ 9‬اكذبة‪ ،‬ومع الخر فالنتيجة صادقة‪ 9‬غةر مطلوبة‪ :4 .‬لن‬
‫الرشلية اللزومية تنظر اىل اللزوم‪ ،‬سواء اكان موجودين ‪ 1‬او حمالني‪ ..‬وموجبتني او سالبتني‪ .‬ويف التفاقية‬
‫اخلاصة صدق الطرفني ‪ 6‬ويف العامة صدق التايل فقط‪ .‬فالتصال‪ 1‬والافرتاق يف اللزوميات‪ ،‬والعامة يكفي‬ ‫ّ‬
‫حبسب الفرض‪.‬‬
‫[واعمل! آ ّن بني املفهومني مفردين اكان‪ ،‬او مر ّكبني‪ ،‬او خمتلفني نس ب ًا اخرى حبسب تويز العقل مبجرد‬
‫النظر اىل ذاهتام‪ ،‬مع قطع النظر عن اخلارج عهنام‪ .‬وتسمى نس ب ًا حبسب املفهوم‪ .‬بأن يقال‪ :‬اإن تصادقا حبسب‬
‫خص‬ ‫ذكل التجويز لك ّي ًا من اجلاببني‪ ،‬مفتساواين اكحلدّ التّام مع احملدود‪ .‬او من آحد اجلاببني فقط‪ .‬فامع وآ ّ‬
‫مطلق ًا‪ ،‬اكحلدّ الناقص مع احملدود‪ ،‬وان تفارقا لك ّي ًا من اجلاببني‪ .‬مفتباينان لك ّي ًا اكملتناقضني؛ حنو "الانسان‬
‫‪8‬‬
‫خص من وجه؛ اكلنسان مع الضّ احك او مع املايش]‪.‬‬ ‫والالانسان"‪ .‬وا ّل فأ ّمع وآ ّ‬
‫[تنبيه‪:‬‬
‫حقيقي‪،‬‬
‫جزيئ ّ‬ ‫فلك ّ‬ ‫الاخص ‪ 2‬ويس ّميان لكي ًا وجزئي ًا اعافيني ّ‬‫اللكي عىل الا ّمع‪ ،‬واجلزيئ عىل ّ‬ ‫قديطلق ّ‬
‫لكي آخر‪ .‬واما النس بة بني ّ‬
‫اللكي احلقيقي والاعايفّ‪،‬‬ ‫لكي آخص من ّ‬ ‫جزيئ اعا ّيف بدون العكس؛ كام يف ّ‬ ‫ّ‬
‫اللكي الاعا ّيف آخص مطلق ًا من احلقيقي‪.‬‬ ‫فبالعكس‪ .‬لن ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬يف الصغرى‬
‫‪ 9‬لعدم اللزوم‬
‫‪ 9‬واملقدّ متان صادقتان لوجود اللزوم‬
‫‪ 4‬كن يقال‪ :‬كيف يكون صادق ًا‪ ،‬مع آ ّن املقدمتني حمالن؟ فأجاب‪(:‬تقرير)‬
‫‪ 1‬اي الطرفني‬
‫‪ 6‬ل للزوم‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ 1‬اي اتصال التايل للمقدّم وافرتاقه منه‪.‬‬
‫‪ 8‬لكنبوي ص‪ 8/‬س‪8-7‬‬
‫‪ 2‬اي هو لك آخص حتت آ ّمع‪ ،‬سواء اكن ذكل الامع ذاتي ًا هل‪ ،‬او ل اي اكن فوقه ش آ ّمع مطلق ًا‪ ،‬فالينايف امع ّية احلقيقي‬
‫من الاعايف بذات هللا ّعز وجل‪ ،‬ابن يقال‪ :‬اإن لبس فوقه ا ّمع من لوازمه فاليكون آمع‪ .‬اذ فوقه املوجود واملمكن العام‪.‬‬
‫(تقرير)‬
‫‪#265‬‬
‫‪7‬‬
‫ايت والعريض‪]:‬‬ ‫فصل يف ّاذل ّ‬
‫ْاذلاتية والعرعية ابعتبار الوجود‪ 9 ،‬كام يف اجلوهر والعرض ‪ ،9‬والامس واحلرف‪ ..‬وابعتبار السبب ان‬
‫‪6‬‬
‫فعريض‪ .‬وابعتبار امحلل ان اكن املوعوع موعوع ًا ابلطبع ‪ 1‬اكجلزئيات‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫اكن دامئ ّي ًا او اكرث ًاي ّ‬
‫فذايت‪ ،‬والا‬
‫واذلوات ‪ 1‬اذا محلت علاهام صفاهتا‪ .‬ومن هنا ‪ 8‬الاحتياج اىل الاشتال اليالثة ‪ ،2‬وامحلل ابملوالأة‪ ،‬واحملمول‬
‫‪72‬‬
‫من لبيعة املوعوع‪ .‬واحملمول ال ّمع من املوعوع و ّ‬
‫املقوم هل ودامئ اليبوت هل وبالواسطة‪ ،‬اي ثبوته ذلاته او‬
‫لمر يساويه‪ ،‬فقد ّمر‪ .‬وابعتبار احملمول ماميتنع ابفتاكه عن الش ‪ ،77‬وماميتنع ابفتاكه عن املاهية‪ ..‬اي ماميتنع‬
‫اكلبني ابملعىن ال ّمع‪ .‬وماجيب اثباته للامهية اكللوازم الببّنة ابملعىن الخص‪ .‬ولك‬
‫ارتفاعه عن املاهية يف اذلهن؛ ّ‬
‫من هذه اليالثة آخص مما قبهل‪..‬‬
‫وابعتبار اجلزئيات مفا دخل آو مل خيرج هو ذاتي ًا‪ .‬ك ّن قائ ًال س ئل‪ :‬اذا ّفرست مادخل بمل خيرج‪ ،‬دخل‬
‫ايت فيه اىل بفسه؟‬ ‫ماعينه اكلنوع‪ .‬فالنس بة يف ّاذل ّ‬
‫العةل يف الوعع والاس تعامل اللغوي تصةر مرحج ًا يف املصطلح‪ .‬فالالزم وجودها يف الاكرث‪.‬‬ ‫فأجاب‪ :‬لن ّ‬
‫‪79‬‬
‫جزيئ‪ ،‬ان مل يكن خارج ًا عن ذاته وحقيقته‪ّ ،‬‬
‫فذايت هل‪ .‬سواء اكن‬ ‫لكي آو ّ‬ ‫[اللكي احملمول عىل ش آخر ّ‬ ‫ّ‬
‫عني حقيقته ‪ -‬اكحليوان النالق لالنسان ‪ -‬او‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 8/‬س‪8/‬‬
‫اخلاريج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 9‬واذلهين‪.‬‬
‫‪ 4‬اي ان اكن ترتب املسبب عىل السبب دامئي ًا او آكرث ًاي فالس ببية ذاتية‪ ،‬اكملوت عىل قطع احللق ورىم التّفنك‪ .‬والّ‬
‫فعرىض اكملوت عىل ا ّمحلى‪(.‬تقرير)‬
‫ّ‬
‫‪ 1‬وكذا احملمول‪.‬‬
‫‪ 6‬اذا محلت علاها لك ّياهتا‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫فذايت وا ّل فعريض‪.‬‬
‫‪ 1‬اي ّ‬
‫‪ 8‬اي هذه النقطة يعمل وحيصل الاحتياج ‪ ..‬اخل‬
‫‪ 2‬غةر الاول‪.‬‬
‫‪ 72‬حنو احلجر متحرك يف العلو‪.‬‬
‫‪ 77‬اي يف اخلارج‪.‬‬
‫‪ 79‬اراد مطلق ًا ليوافق املميل ايمتييل‪.‬‬
‫‪#266‬‬

‫جزؤها املساوي لها‪ّ ،‬ممزي ًا لها عن مجيع ماعداها‪ ،‬اكلنالق هل‪ .‬او جزؤها الا ّمع ّممزي ًا لها يف امجلةل‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫اكحلساس والنا ي‪ ،‬او غةر ّممزي اص ًال اكجلوهر واحليوان‪ 7 ..‬والا فعرض هل سواء اكن مساو ًاي لها‪ ،‬او آخص‬
‫ّممزي ًا عن مجيع ماعداها‪ ،‬اكلضاحك ابلقوة او ابلفعل‪ .‬او ا ّمع ّممزي ًا لها يف امجلةل ‪ 9‬او غةر ّممزي اص ًال‪ :‬اكلش ‪ 4‬مجيع‬
‫ذكل لالنسان]‪.‬‬
‫ذايت آخر خارج عنه‪ ،‬فهو مشرتك‬ ‫اذلايت املشرتك بني اجلزئيات‪ ،‬اإن اشرتكت تكل اجلزئيات يف ٍ ّ‬ ‫[مث ّ‬
‫انقص ببهنا‪ ،‬اكحليوان ابلنس بة اىل افراد الانسان‪ ،‬حيث اشرتكت يف النالق ايض ًا‪ .‬واكلنالق حيث اشرتكت‬
‫يف احليوان ايض ًا‪ ..‬وا ّل مفشرتك ات ّم‪ ،‬اكلنسان ابلنس بة اىل افراده‪ ..‬واكحليوان ابلنس بة اىل مجموع افراده‪ .‬فلك‬
‫ذايت سواه فهو مشرتك‬‫ذايت ّممزي للامه ّية يف امجلةل فهو مشرتك انقص مطلق ًا‪ ،‬ولو ابلنس بة اىل افراد بفسه‪ .‬ولك ّ‬ ‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫خص منه‪ ،‬اإن وجد الخص اكحليوان]‬ ‫ات ّم ابلنس بة اىل افراد بفسه‪ .‬وانقص ابلقياس اىل افرا ٍد ّ‬
‫ذايت آ ّ‬
‫ماالامسى واحلقيقي‪ ..‬وهل البس يط واملركب‪ ..‬وما مع هل كزلزل‪ ..‬وما‬ ‫ّ‬ ‫فاعمل! ان مايطلب به اجملهول‪،‬‬
‫املمزية‪ .‬ومل للقياس ‪ ،‬مفايطلب احلقيقة‪.‬‬ ‫للقول الشارح‪ ،‬وهل للقضااي‪ .‬واي للّوازم واذلاتيات ّ‬
‫وجريئ‪ ،‬فهو محمول وغةر محمول‪ ..‬وان اجلنس ية واجلزئية متنافيان؟‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكي‬
‫اذلايت ّ‬
‫فان قيل‪ّ :‬‬
‫اجيب‪ :‬ابهنام متّحدان ابذلات‪ ،‬خمتلفان ابلعتبار‪ .‬فبرشط ش يتضمن النوع‪ .‬وبرشط لش جزؤ‬
‫ولبرشط ش جنس‪ ،‬واجزاء املاهية‪ .‬قيل‪ :‬يف اخلارج متعدّ د‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لن ايمتيزي التفريق ‪ ،‬يقت ي الاشرتاك ولبس فوقه جنس حىت يشرتك الانسان معه ف ّميزي عنه‪ .‬واما الاحرتاز عن‬
‫العرض فالنسان ّممزي ابذلات عنه لبس ابجلوهر‪ .‬اما احليوان فهو ابعتبار اش امتهل عىل اجلوهر ‪ ،‬مل يبق موعع لالشرتاك ‪.‬‬
‫والانسان ممتاز من افراده ابعتبار اش امتهل عىل الفصول‪ .‬واما فصوهل مس تق ًال ف ّميزي الانسان‪(..‬تقرير)‬
‫‪ 9‬مطلق ًا‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ 9‬اكملايش‪.‬‬
‫‪ 4‬واملمكن واملوجود واملعلوم‪..‬‬
‫‪ 1‬لنبوي ص‪ 8/‬س‪72/‬‬
‫‪#267‬‬

‫الوجود‪ ..‬فامحلل لاللتحام‪ .‬وقيل‪ :‬يف اخلارج مأخذها‪ .‬وقيل‪ :‬اعتبارات ختتلف ابعتبار العبارات‬
‫والاعتبارات‪.‬‬
‫ايخمتصة بنوعه‪ ،‬وعن املتعدّ د‬
‫ايخمتصة به‪ ،‬مبعىن ّ‬ ‫[وان مطلوب السائل بلكمة ما عن الواحد متام حقيقته ّ‬
‫اذلايت املشرتك ببهنا‪ .‬فالسائل مبا هو عن زيد لالب لالنسان‪ ..‬وعن الانسان لالب للحيوان النالق‪ .‬ومبا‬ ‫متام ّ‬
‫هام‪ ،‬او مبامه عن زيد ومعرو‪ ،‬او مع بكر لالب لالنسان ايض ًا‪ .‬وعن الانسان والفرس لالب للحيوان‪ .‬وعهنام‪،‬‬
‫وعن الشجر لالب للجسم النا ي‪ .‬ومع احلجر لالب للجسم‪ ..‬ومع العقل العارش لالب للجوهر ومطلوب‬
‫ماميزي املطلوب بلكمة ما ‪ ،‬هناك متيزي ًا يف امجلةل‪ .‬آما ّممزيه ّاذل ّ‬
‫ايت اإن قيّده بقيد يف ذاته‪ ،‬او ّممزيه‬ ‫السائل بأي ش ّ‬
‫العريض اإن ق ّيده بقيد يف عرعه‪ .‬او ّ‬
‫املمزي املطلق اإن مل يقيده بش ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العريض اإن قيّده بقيد يف ذاته‪ ،‬او ّممزيه‬
‫ّ‬
‫فالسائل عن زيد وحده او مع معرو بأ ّي ش يف ذاته لالب للنالق‪ ،‬او احلساس‪ ،‬او النا ي‪ ،‬او القابل‬
‫لالبعاد‪ ..‬وبأ ّي ش يف عرعه لالب مليل الضاحك او املايش‪ ،‬والسائل عن زي ٍد‪ ،‬وهذا الفرس ابي ش هام‬
‫املتحزي‪ ،‬وقس‬‫للحساس‪ ،‬او النا ي‪ ،‬او القابل‪ ..‬وبأي ش يف َعرعهام لالب مليل املتنفّس‪ ،‬او ّ‬ ‫يف ذاهتام لالب ّ‬
‫‪7‬‬
‫عليه]‬
‫‪9‬‬
‫[فالفصل ايض ًا ّ‬
‫مقوم للامه ّية]‬
‫ومقسم للجنس‪ .‬واجلنس عرض عام للفصل‪ ،‬والفصل‬ ‫للحصة اجلنس ية ومقوم للنوع ّ‬ ‫حمصل ّ‬ ‫فالفصل ّ‬
‫خاصة اجلنس‪.‬‬‫خاصته‪ ،‬والنوع خاصهتام‪ ،‬والعرض ّ‬
‫[وليتكرر جزؤ واحد اخل] ‪9‬اي لجامتع امليلني املس تلزم لجامتع ‪ 4‬النقيضني وللعبث يف اخللقة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ولتعدد املأخذ املس تلزم لوجود روحني جلسد‪ ،‬وابلعكس‪ ...‬ومايتومه بعض الناس من تعددات خشصيات يف‬
‫اجلين املناسب لروحه بشخص ّيته‪.‬‬ ‫اكهن‪ ،‬فامنا هو غلط من التباس ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 2/‬س‪ 96/‬مع فروق لفيفة‪..‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ 77/‬س‪7/‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ 77/‬س‪2/‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ 1 4‬انء عىل ان اجامتع امليلني لبس بواجب‪ .‬مفمكن زوال مثل فيجئي بقيضه وجيمتع مع امليل الخر وهو حمال‪(.‬تقرير)‬
‫‪#268‬‬

‫[وليرتكب اخل] ‪7‬اكلنسان من الضاحك والنالق مثال‪ .‬لجامتع مااكلعلتني املس تقلتني ولجامتع‬
‫الاحتياج والاس تغناء‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الاولن بوعان‬‫واجيب‪ :‬ابن الك مهنام برشط ش ‪ ،‬وبرشط لش ‪ ،‬ولبرشط ش ‪ .‬فاليالث اكجلنس ّ‬
‫‪.‬‬
‫هل‪ .‬فالول بفس الانسان وفصهل اذلي ّميزيه عن النوع الاخر الضاحك مث ًال‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫اخلاريج هو امتناع اخل]‬
‫ّ‬ ‫[تنبيه‪ :‬اللزوم‬
‫اإن قيل‪ :‬اللزوم لو وجد لوجب ان يكون الواجب ‪ 4‬موجب ًا يف الالزم‪ ...‬اجيب‪ :‬اببه اجياب ‪ 1‬ابلختيار‬
‫شخص ‪ 8‬ايض ًا‪ ،‬لامتثل املعروض وتشخّصها‪ .‬وكينبّهتا‬ ‫‪1‬‬
‫‪ .‬وايض ًا للزم التسلسل‪ ..‬الا آن اللزوميات مامتثةل ابلت ّ ّ‬
‫‪6‬‬

‫ابملوعوع فيلزم العبث‪ ،‬فيلزم الاحنصار يف الشخص‪ ..‬وهو معىن قوهلم‪" :‬لزوم اللزوم بفسه"‪.‬‬
‫تبعي اكحلرف ليتسلسل ‪ 2‬ومن‬ ‫‪ 72‬واما الاعتبارايت‪ :‬فالتسلسل امنا يلزم من القصد وهو لبس بالزم‪ .‬وال ّ‬
‫البني لبس مبذهب" واعتباريّهتا ابعتبار وجودها‪ .‬اما بفسها فاخلارج ظرف لها‪.‬‬‫هنا يقال‪" :‬لزم املذهب الغةر ّ‬
‫اخلاريج جيوز ان يكون مبدآ احملمول معدوم ًا‪ .‬كزيد موجود يف اخلارج‪ .‬فيلزم التسلسل يف الامور‬
‫ّ‬ ‫ويف امحلل‬
‫‪ 77‬اليابتة يف بفس الامر‪ .‬واللزوم من الامور النسب ّية موجود عند احلكامء لهل الس نّة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 77/‬س‪.2/‬‬
‫‪ 9‬مل يقل ابلحتاد‪ ،‬لئال يلزم احنصار اجلنس يف النوع‪.‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ 77/‬س‪. 91/‬‬
‫‪ّ 4‬‬
‫ابذلات‪.‬‬
‫‪ 1‬اي الاجياب‪.‬‬
‫مقو لالختيار‪.‬‬
‫‪ 6‬وهو ّ‬
‫‪ 1‬اي آن الاعراض مشخصها قياهما ابمحلل‪ ،‬فتتبعها يف املامثةل‪.‬‬
‫‪ 8‬اي كام ابملاهيات‪.‬‬
‫‪ 2‬اي لحيمك عليه ‪.‬‬
‫‪ ) 72‬اي من هذه النقطة‪.‬‬
‫‪ 77‬لكن لزوم اللزوم بفسه‪.‬‬
‫‪#269‬‬

‫‪197‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫يييل ومن‬
‫ّ‬ ‫مت‬ ‫ا‬ ‫وهو‬ ‫ابملباين‬ ‫اما‬ ‫متيزي‪..‬‬ ‫ا‬ ‫او‬ ‫تحصيل‪،‬‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫او‬ ‫التوعيح‪،‬‬ ‫يف‬
‫ر‬ ‫التع‬ ‫من‬ ‫اد‬
‫ر‬ ‫امل‬ ‫[ابب احلدّ اخل]‬
‫ابلخص وهو امليايل كـ"اكلعمل‪ ،‬اكلنور"‬‫الرمس الناقص الناقص‪ ..‬ومنه لك التشباهات اكلعمل‪ ،‬اكلنور‪ ...‬واما ّ‬
‫ومنه امثةل القواعد وهو‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 79/‬س‪ً 92/‬‬
‫معىن‪.‬‬
‫‪ 9‬اعمل! ان التعريف اإما مبجرد اذلاتيات او ل‪ .‬والاول اإما ان يكون جبميعها اكجلنس والفصل القريبني‪ .‬او ببعضها اكلفصل‬
‫القريب‪ .‬او مع اجلنس البعيد‪ .‬الاول هو احلدّ التام ‪ ..‬الياين هو احلدّ الناقص‪.‬‬
‫ابخلاصة حدها‪ ..‬او مع اجلنس البعيد‪ .‬الاول هو ّالرمس التام‬
‫اخلاصة‪ ،‬اول بل ّ‬ ‫والياين‪ :‬إا ّما آن يكون ابجلنس القريب و ّ‬
‫لك من الاقسام الاربعة ‪ -‬مبا ذكروه ‪ -‬رضورة‪.‬‬ ‫والياين هو الرمس الناقص هذا‪ ،‬ولخيفى مافيه‪ .‬آما او ًل‪ ،‬فلعدم احنصار ّ‬
‫ان احلدّ التام كام حيصل ابلفصل واجلنس القريبني‪ ،‬فقد حيصل هبام مع الفصل البعيد‪ ..‬وهبام مع اجلنس البعيد‪ ..‬وهبام مع‬
‫خاصة‪ ،‬وبه مع اجلنس البعيد‪ ..‬فكذا‬ ‫اخلاصة‪ ..‬وهبام مع العرض العام وغةر ذكل‪ .‬واحلدّ الناقص‪ ،‬كام حيصل ابلفصل القريب ّ‬ ‫ّ‬
‫حيصل ابلفصل القريب واخلاصة‪ ..‬وبه مع العرض العام‪ ..‬وبه مع الفصل البعيد‪ ..‬وبه مع اجلنس البعيد و ّ‬
‫اخلاصة‪..‬وبه مع‬
‫اجلنس البعيد والعرض العام‪ ..‬وبه مع اجلنس البعيد والفصل البعيد وغةر ذكل‪.‬‬
‫وهكذا حال الرمس التام والناقص‪..‬‬
‫املعرف اإما بس يط‬‫قسمي اجلنس والفصل تصةر س بعة‪ .‬حفينئذ بقول‪ :‬ان ّ‬ ‫والتفصيل‪ :‬اللكيات مخسة‪ .‬ومع مالحظة لك من ّ‬
‫باعي‪ ..‬والبس يط‪ ،‬س بع صور‪ ..‬حصيحها اثنان‪.‬‬ ‫سدايس او س ّ‬
‫ّ‬ ‫خاميس او‬
‫رابعي او ّ‬ ‫ثاليث او ّ‬ ‫او ًل‪ ،‬وعىل الياين‪ ،‬اإما ّ‬
‫ثنايئ او ّ‬
‫والبوايق غةر حصيح‪ ،‬اإما للعموم او اخلصوص‪ ...‬والينايئ تسع واربعون صورة حاصةل من مالحظة الس بعة مع الس بعة‪،‬‬
‫بعضها غةر حصيح للعموم او للخصوص‪ ..‬او لتقدّ م الخص عىل الا ّمع خاصة‪ .‬او مع واحد من ّ‬
‫الاولني‪ ،‬وبعضها يرجع اىل‬
‫الصحاح عن الغةر‪ ..‬ويعمل منه حال البسائط ايض ًا‪ .‬وهو هذا‪ :‬والياين ثالمثائة‬ ‫البسائط‪ .‬ونرمس لها جدو ًل لبسهّل متيزي ّ‬
‫الس بع يرتقي اىل ست ومخسني‪ .‬وذكل لبه اذا ركب اجلنس القريب‬ ‫وست وثالثون صورة‪ .‬فان الرتكيب الياليث بني ّ‬
‫كيب والفصل البعيد والعرض العام واخلاصة مثال برتكيب آخر‪ ،‬فهام صوراتن ‪ .‬ولو بدّ لنا‬ ‫والبعيد والفصل القريب مثال برت ٍ‬
‫بلك جزء من اجزاء الاخر‪ ،‬حيصل مثان عرشة صورة‪ ،‬تكون الاولني عرشين‪ .‬ولو بدّلنا‬ ‫لك جزء من اجزاء احد الرتكيبني ٍ‬
‫لك جزؤ من اجزاء آحد الرتكيبني ابلنوع مثال‪ ،‬حيصل ستّ صور‪ .‬ولو بدّ لنا لك جزء من اجلزئني الخةرين غةر النوع من‬
‫هذه الصور الست املش متةل عىل النوع بلك واحد من اليالث الباقية‪ ،‬حيصل ست وثالثون صورة؛ تكون مع العرشين‬
‫السابقة س ت ًا ومخسني‪ .‬والاحامتلت يف لك تركيب مهنا حبسب تقدمي بعض اىل بعض ست‪ ..‬واحلاصل من مالحظة‬
‫ابعي ثالثة الاف ثالمثائة وس بعون‪ .‬فان‬‫الست مع الست وامخلسني‪ ،‬ثالث مائة وست وثالثون‪ ،‬وهو املطلوب‪ .‬و ّالر ّ‬
‫الرتكيب الرابعي بني الس بع‪ ،‬يرتقي اىل مائة واربعني‪= = .‬لبه اذا اريد ان ركب من الس بع تركيبان ليشرتاكن يف الاجزاء‬
‫عىل قدر الامتان‪ ،‬فالحماةل ان يشرتاك يف جزؤ واحد مرد ٍد بني الس بع‪ .‬فهذه اربع عرشة صورة‪ ،‬للك تركيب مهنا س بع‬
‫لك من الرتكيبني املفروعني‪ ،‬الس بع بلك جزؤ من‬ ‫صور‪ .‬ولو بدّل لك جزؤ من الاجزاء اليالثة الغةر املشرتكة من صور ّ‬

‫‪198‬‬
‫الاجزاء اليالثة الغةر املشرتكة من صور الرتكيب الاخر الس بع‪ ،‬حيصل مائة وست وعرشون صورة‪ .‬كام لخيفى تكون‬
‫مع الاربعة عرشة‪ ،‬مائة اربعني‪ ،‬وهو املطلوب‪ .‬الاحامتلت يف لك من هذه الرتاكيب اربعة وعرشون‪ .‬واحلاصل من‬
‫مالحظة عدد الرتاكيب مع عدد الاحامتلت‪ ،‬ثالثة الاف وثالث مائة وس تون‪ .‬و ّ‬
‫امخلايس‪ :‬مخسة الاف واربع مائة‪ .‬فان‬
‫الرتكيب امخلايس بني الس بع اربع مائة ومخسون رضورة‪ ،‬ابه لو ركب من الس بع تركيبان ليشرتاكن يف الاجزاء بقدر‬
‫ست ومخسني صورة‪ ،‬عىل ماتبني يف الرتكيب الياليث‪.‬‬ ‫الامتان‪ ،‬فالبد وان يشرتاك يف ثالثة اجزاء من الس بع‪ ،‬مرددة بني ّ‬
‫لك من اجلزئني الغةر املشرتكني يف لك‬ ‫فهذه مائة وثنتا عرشة صورة‪ ،‬للك من هذين الرتكيبني ست ومخسون‪ .‬ولو بدّل ّ‬
‫بلك من اجلزئني الغةر املشرتكني من صور الرتكيب الاخر‪ ،‬بلغ اربع مائة ومخسني‪ .‬والاحامتلت‬ ‫من صور آحد الرتكيبني ّ‬
‫لك من هذه الرتاكيب مائة وعرشون‪ .‬واحلاصل من مالحظة عدد الرتاكيب مع عدد الاحامتلت مخسة الاف‬ ‫املتصورة يف ٍ‬
‫ّ‬
‫الس باعي مخسة الاف واربعون صورة‪ .‬اما الاول‪ :‬فان الرتكيب السداس‬ ‫السدايس و ّ‬‫واربع مائة‪ .‬وهو املطلوب‪ .‬ولك من ّ‬
‫بني الس بع س بع كام هو ظاهر‪ .‬والاحامتلت يف لك مهنا س بعامئة وعرشون‪ .‬واحلاصل من مالحظة عدد الاحامتلت مع‬
‫عدد الرتاكيب مخسة آلف وهو املطلوب‪ .‬واما الياين وان اكبت هل صورة واحدة ‪ ،‬إا ّل ابه ان الاحامتلت فاها يرتقي اىل‬
‫ماذكره‪ .‬وملا مل يكن للواحد اثر يف الرضب‪ ،‬صارت عدد الاحامتلت هو عدد الرتكيب‪ .‬وعابط الاحامتلت يف الرتكيب ان‬
‫يرضب عدد الاحامتلت احلاصةل يف السابقة يف عدد اجزاء الالحقة‪ .‬فاحلاصل هو احامتلت الالحقة‪ .‬مث ان بعضها حصيح‬
‫وبعضها غةر حصيح للخصوص كام اذا اكن النوع احد الاجزاء او للعموم‪ ..‬كام اذا مل يكن فيه واحد من اخلاصة والفصل‬
‫الاخص عىل الا ّمع؛ هذا ليقال آن الغرض من التعريف اإما الالالع عىل الكنه‪ ،‬او الامتياز عن مجيع‬
‫القريب‪ ،‬او لتقدّ م ّ‬
‫ماعداه‪ .‬وهذا حيصل ابجلنس والفصل القريبني‪ ،‬او اجلنس القريب واخلاصة مثال‪ .‬فالحاجة اىل ُض اجلنس البعيد او‬
‫العرض العام‪ ،‬او الفصل البعيد مثال اياهام‪ .‬وهكذا قياس البوايق‪ .‬وذلا حرصوا احلد والرمس ّ‬
‫التامني او الناقصني فامي ذكروا‪.‬‬
‫‪#270‬‬

‫ايض ًا كَ "كَ "… واما ابملساوي‪ ،‬اإما بظر ًا للتوعّ ع وهو ا ّ‬


‫للفظي‪ .‬ومنه القاموس‪ ..‬واما للمدلول وهو‬
‫الامسي‪ .‬ومنه تعاريف املصطلحات والاعتبارايت واملعدومات‪ ..‬واما للمعىن وهو التعريف احلقيقي‪ .‬فاإما بامتم‬ ‫ّ‬
‫العلل اكحلد التام ‪ ،‬او بعضها اكلناقص او املعلولت اكلرمس الناقص‪ .‬او من القبلتني اكلرمس التام‪ .‬وجيري يف‬
‫التصورات امثال احلدس والفطرايت ابلبتقال دفعة وبالكسب‪.‬‬
‫‪#271‬‬

‫والتعريف ابلعلل اذلي هو احلدّ التام‪ ،‬يوصل اىل املطلوب‪ .‬اي احملدود قضية بدهي ّية ابلتجريد ّمعا يُنَ ّظر ُه‬
‫من لفّه يف الاصطالحات‪ .‬ويه مقدمة لكسب الرمس ‪ 7‬يوصل‪..‬‬
‫اللك امنا حيصل بتقس ميه اىل اجزائه‬ ‫وادلّ لةل الالزتامية همجورة ‪ ،9‬وإا ّل لصار الرمس حدّ ًا‪ ،‬وتعريف ّ‬
‫ابلعطف‪ ،‬اكلببت اذلي ابت فيه‪ ...‬لببت الشعر كببت الشعر‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫[قبل التعريف بوج ٍه ما اخل]‬
‫اعمل! آن بني العمل بوجه الش البدهيئي الالزم واملنايف لالشرتاط‪ ..‬وبني العمل ابلش بوج ٍه‪ ،‬فرق ّبني‪ .‬لن‬
‫‪199‬‬
‫اين‪ ،‬يتغلس ماحتته‬‫الاول امسي وقصدي‪ ،‬لينكشف آقل انكشاف ماحتته‪ .‬والياين حر ّيف تبعي عنو ّ‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬
‫اجاميل‬
‫ّ‬ ‫الياين‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫تفصييل ابلوجه‬
‫ّ‬ ‫بلك الاش ياء‪ .‬وايض ًا الاول عمل‬
‫ابس تضاءته‪ .‬فاليلزم من عمل ش العمل ّ‬
‫ابلش ‪ ،‬وهذا صورة امجليع وذاك مجيع الصور‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬الرمس يس تلزم اخلاصة‪ ،‬والتعريف ‪ 6‬هبا يقت ي العمل ابلختصاص‪ ،‬وهو يس تلزم معرفة لبيعة‬
‫احملدود‪ .‬وان هذا ا ّل ٌ‬
‫دور ظاهر؟‬
‫قلت‪ :‬اما الفعل الاختياري هو الرتتبب‪ ،‬ليتوقف لعليه ول عىل علمه‪ .‬واما الابتقال اذلي هو رضوري‬
‫غةر اختياري وبطبيعة اذلهن‪ ،‬فامنا يتوقف عىل وجود الاختصاص يف بفس الامر‪.‬‬
‫[كتعريف الاب مبا يش متل عىل الابن اخل‪1 ]..‬وابختالف العنوان خيتلف‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬احلد الناقص ايضا‪.‬‬
‫‪ 9‬يف املنطق‪.‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪79/‬س‪. 97/‬‬
‫‪ 4‬لبك اذا بظرت اليه قصد ًا ليكون عنوا ًان‪ ،‬واحلال ابه عا ّم‪ .‬فالبد ان تيبت للجمبع فرد ًا فرد ًا فيكون مفص ًال‪(..‬تقرير)‬
‫يعرب بصورة‪.‬‬‫‪ 1‬اي العمل الاجاميل ّ‬
‫‪ 6‬فللتعريف اعتباران‪ :‬الابتقال والرتتبب‪ .‬فالول رضوري يتوقف عىل الوجود‪ .‬والياين اختياري ليتوقف عىل ش ‪ .‬اذ‬
‫يكفي الاس امتع‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪74/‬س‪. 7/‬‬
‫‪#272‬‬

‫الاش ياء رضورية وبظرية وهبذا كام ينحل الاشتال الوارد عىل توقف لكية كربى ‪ 7‬الاول عىل بتيجته‪،‬‬
‫يرتفع التضاد بني قوهلم‪" :‬لبدّ يف تعريف املضاف من ذكر املضايف" وميتنع تعريفه به‪.‬‬
‫[مبجرد الاحامتل العقيل اخل] ‪9‬الامتان الغةر الناش عن دليل ليصةر امتا ًان ذهني ًا‪ ،‬حىت ينايف ‪ 9‬اليقني‬
‫العلمي احلاصل من الومهيات ‪ 4‬احملسوسة‪ ..‬بل امتان ذايت لينايف اليقني العلمي‪.‬‬
‫[ورشلوا فيه ايض ًا تقدمي اخل] ‪1‬ومن الرشائط املهمة بني اجلنس والفصل والصغرى والكربى املالحظة‬
‫التفطن اذلي هو املزج والاحتاد والضغط‪ ،‬حىت يتفلّت منه املطلوب‪.‬‬
‫مع ّ‬
‫عرف بل يشار اليه‪ ..‬وإاما‬‫اجلزيئ عىل وجه اخل] ‪6‬اجملهول اإما مشخّص‪ ،‬ويه لي ُ َع َّر ُف ولي ُ ُ‬
‫[ولتعريف ّ‬
‫ترمس وحتدّ دُ‪ .‬واما بوع حقيقي‪ ..‬ويه‬‫لحتَدل بل ّ ُ‬ ‫لكي وهو اما بس يط كجناس العالية والفصول السافةل‪ ..‬ويه ُ‬
‫ّ‬
‫‪200‬‬
‫وليعر ُف الا يف الاصناف‪ .‬واما ل هذا ‪ 1‬ولذاك ‪ 8‬فذاك ‪ 2‬وهذا ‪.72‬‬
‫حي َّد ُد ّ‬
‫‪77‬‬
‫[ابب القضااي‪ ...‬القضية‪ ....‬اخل]‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬مثال‪ :‬العامل متغةر‪ ،‬ولك متغةر حادث‪ .‬فالعامل حادث فالبد ان لينتج‪ .‬اذ اللك ّية متضمنّة لقضااي بعدد افراده‪ .‬مفا بقي فر ٌد‬
‫بدهيئي احلدوث‬ ‫جمهو ًل ليصح اللك ّية والعامل يف افراده‪ ،‬فال فائدة يف ابتاجه‪ .‬وحاصل اجلواب‪ّ :‬ان اذلات بعنوان املتغةر ّ‬
‫بظري‪ .‬وكذا ميتنع تعريف املضاف ابملضايف‪ ..‬اذ هام متساواين يف املعرفة واجلهاةل‪ .‬وجيب التعريف به‪ ،‬لبه‬ ‫وبعنوان العامل ّ‬
‫تتوقف عليه‪ .‬وحاصل اجلواب‪ :‬ابه جيب بغةر عنوابه ومبا صدقه‪ .‬لبه هبذا بدهيئي ليدور‪ .‬وميتنع بنفس العنوان‪ ،‬لبه بظري‬
‫مساو‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪74/‬س‪. 1/‬‬
‫‪ 9‬اي حىت يكون شتا لينايف‪ .‬اخل‪.‬‬
‫‪ 4‬اي البدهييات احملسوسة حني الاحساس‪ ،‬والومه ّيات احملسوسة حني الغيبة‪.‬‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪ 74/‬س‪1/‬‬
‫‪ 6‬لكنبوي ص‪ 74/‬س‪79/‬‬
‫‪ 1‬جنس بس يط‪.‬‬
‫‪ 8‬بوع حقيقي‪.‬‬
‫‪ 2‬حيدد‪.‬‬
‫‪ 72‬حيدد‪.‬‬
‫‪ 77‬لكنبوي ص‪ 74/‬س‪74/‬‬
‫‪#273‬‬

‫الفن الياين املباين ابملاهية عن الاول‪ ،‬لبه اكحلدّ وهو اكلعقد؛ التصديق وهل مقاصد‪ ..‬ويه القياس بأبواعه‬ ‫ّ‬
‫‪7‬‬
‫تعرف‪،‬‬‫الصوري… ومباد‪ ،‬ويه القضااي واحتاهما‪ .‬والقضية اليت يه اخلرب عند العر ّبيني‪ ،‬لبد ان ّ‬ ‫ّ‬ ‫املادي و‬
‫تقسم‪ ،‬لتتحصل موعوعات الفصول وحقيقهتا‪ ..‬قيل بدهي ّية‪ ،‬لن لبيعة من لبس اه ًال للنظر‬ ‫لتصةر موعوع ًا‪ .‬و ّ‬
‫تعرفها مبراعاته للوازهما حىت يصدق ويكذب يف موعوعه‪ .‬فالتعارف اليت تذكر رسوم تنباه ّية لزاةل اخلفاء احلاصل‬
‫‪9‬‬
‫يعرف بنحو اجلنس الفصل‪ ،‬كذكل هل وجود‬ ‫ذهين‬
‫ّ ّ‬ ‫وجود‬ ‫للش‬ ‫فكام‬ ‫ابملصطلحات‪ .‬وقد ّمر مايف تعريفها‪.‬‬
‫خاريج يعرف ابلتقس مي ابملادة ‪ 9‬والصورة‪ .‬فاملادة هنا‪ ،‬النس بة مع لرفاهام‪ .‬واحلمك والاس ناد يه الصورة اليت‬
‫يه مبدآ الااثر ايخمصوصة فبش متل عىل الطرفني ويبلعها ويلبس ً‬
‫الك مبا اش ّتق من بفسه‪.‬‬
‫[فان حمك فاها بوقوع اخل‪4 ]..‬الاس ناد واحلمك من مقول الاعافة‪ .‬وهو اما متخالف الطرفني كام يف امحللية‬

‫‪201‬‬
‫وامل ّت ‪1‬صةل‪ .‬مفن هذا ترت ّب اجزاهئام لبيع ّية‪ .‬وإاما متشابه الطرفني مثل الاخوة ‪ -‬كام يف املنفصةل ‪ -‬فرتتّبّ ا ّ‬
‫وععي‬
‫فقط ‪ .‬فاحلمك اإما هل‪ ،‬يعين مايالحظ لرفاه ابلجامل ولو اكن فاها نس بة‪ .‬وإاما عنده وعنه‪ ،‬يعين مايالحظ‬
‫لرفاه بنس بة تفصيلية‪ ،‬وان مل يكن قض ّيته‪ 6 ،‬لقبل التحليل ولبعده‪ .‬آما الاوىل مفشرتك بني اهل النقل‬
‫‪1‬‬
‫مفختص ابلياين‪ .‬واما الياين فاختلفوا فيه‪ .‬حىت الشافعي واحلنفي‪ ..‬فاهل النقل‪ :‬عىل ان‬ ‫ّ‬ ‫والعقل‪ .‬وآما اليالث‬
‫احلمك يف اجلزاء والرشط قيد‪ .‬واهل العقل قالوا‪ :‬بل احلمك ببهنام ابللزوم‪ ...‬فمثرة اخلالف كمثار جشرة‪ ،‬آمثاره اكرث‬
‫من اوراقه‪.‬‬
‫حر‪ ،‬آويه لالق مث ًال" فعند اهل‬ ‫مفهنا‪ :‬لو قلت‪" :‬ان متلكت هذا‪ ،‬فهو وقف او ٌ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اعمل‪ :‬ان اخلرب والانشاء والوجود والعمل فاها اقوال‪ .‬قيل يف غاية النظرية‪ ،‬حىت لميكن تعريفها‪ .‬وقيل‪ :‬مكتس بات‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫يف غاية البداهة‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 9‬يف املركب يف اجلزء والانشاء‪..‬‬
‫‪ 9‬اىل‬
‫‪ 4‬لكنبوي ص‪74 /‬‬
‫‪ 1‬وذلا لينعكس ايض ًا‪.‬‬
‫رضوري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 6‬اذ لبس مركبة مهنا ول احلمك‬
‫‪ 1‬والتقاس مي املذكور ايض ًا محيل يف صورة املنفصةل‪.‬‬
‫‪#274‬‬

‫العةل للقيد هو اجلزاء‪ .‬وقد وجدت ومل يصادف حم ًال يقبلها ‪ 7‬ورشط ابعقاد‬ ‫الشافعي لغو‪ .‬لن ّ‬
‫ّ‬ ‫النقل وفاهم‬
‫ّ‬
‫العةل قابلية احمل ّل‪.‬‬
‫احلنفي‪ :‬العةل يه الرشلية‪ .‬وامنا ّتقرر عند وجود املعلّق عليه‪ ،‬وعند وجوده‬ ‫وعند اهل املنطق ومهنم ّ‬
‫تنعقد العةل‪ ..‬واذ تنعقد ّ‬
‫العةل تصادف حم ًال ينتظرها منذ ابعقادها‪.‬‬
‫[فقد ظهر آن آجزاء اخل] ‪9‬القضية معلوم وعمل ‪ ..9‬فلالول بفس احلمك مع الطرفني‪ .‬وللياين هذه اليالثة‬
‫"تصور احملكوم عليه وبه" ‪4‬والنس بة‪ ،‬آي التامة اخلربيّة املضافة ‪ 1‬املدلوةل للرتكيب ‪،6‬‬
‫املعرب عهنا بـ ّ‬‫يف اذلهن ّ‬
‫ل ال ّبني الببّنة املعقوةل ‪ .1‬والاذعان اذلي بني اذلهن واخلارج‪ ،‬اكلنس بة التامة بني الطرفني‪ ،‬ويالزمه ابقياد‬
‫تصور احملكوم عليه بوجه‪ .‬لن‬‫املنطقي" ولبد يف الاذعان من ّ‬ ‫ّ‬ ‫النفس‪ ..‬ومن هنا يقال‪" :‬الاميان من التصديق‬
‫اجملهول ‪ 8‬املطلق ميتنع احلمك عليه‪ ..‬وردّ‪ :‬بأبه قد حمك عليه بـ "ميتنع احلمك عليه"‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫‪77‬‬
‫واجيب‪ :‬بأن اجملهول املطلق حبمك ‪ 2‬القاعدة اكملعقول الياين ‪ ،72‬اذلي يسقط احملمول عىل املعقول‬
‫الاوىل اذلي هو من موعوع القض ّية اذلهنية الفرع ّية ‪.79‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اي لجيوز الترصف يف مال الغةر‪..‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ ،71/‬س‪7/‬‬
‫‪ 9‬وابعتباره لبس بتصور ولتصديق بل متصور وابعتبار كوبه مادة للقضية ّ‬
‫مسي هبا‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬اليت يه اليبوت والتصال والابفصال‪ ،‬فلبس جبز ٍء عند القدماء‪ .‬بل رشط ومتعلق للتا ّمة‪ ،‬لعند املتأخرين‪ ،‬لكن ل‬
‫مس تق ًال‪ .‬فالجزاء ايض ًا اربعة‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬اي من مقول الاعافة‪(.‬تقرير)‬
‫الك لو ًان‬
‫‪ 6‬وحمصةل احلراكت الاعرابية‪ .‬اذ املعاين احلرفية النحوية ينس بك بني لبنات لكامت الالكم‪ ،‬فيتلون ابعطاهئا ً‬
‫ويعلمها احلراكت‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬اي بني الوجود والعدم‪ ،‬اي السلب والاجياب‪..‬‬
‫‪ 8‬ومنشأه من قاعدة وقض ّية املعلوم حيمك عليه بأخذ عكس بقيضه مث مرادف الطرفني‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 2‬اي حبمك ابه قاعدة‪ ،‬وموعوعات القواعد معقولت اثبية لالفراد‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 72‬اي لعنوان املوعوعات‪ .‬فان هل ّقوة يذهب احملمول يف لريقه عىل الافراد‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 77‬لبه ععيف لمعىن هل قابل للحمك‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 79‬وعالمته الاش امتل احملمول عىل الامتان والامتناع وغةرها من الامور اذلهنية‪(.‬تقرير)‬
‫‪#275‬‬

‫ليصح احلمك عليه يف هذا الرتكيب‪ ،‬ليتجمد‬ ‫الامسي‪ ،‬واملعقول الياين اىل الاول‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫حتول احلر ّيف اىل‬
‫وحبمك ّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫تصور املوعوع ووصوكل اىل احلمك‪ ،‬ويف آبه تنظر‬ ‫ليتج ّمد مع جدله‪ ،‬فيصةر من افراد املعلوم‪ ..‬كبك بعد ّ‬
‫اليه بظر ًا امس ّي ًا ومعقو ًل ‪ 9‬اوىل غةر اثبت ‪ .4‬وبوصوكل اىل احملمول ميزق جلبابه فيصةر معقو ًل اثبي ًا‪ ،‬انرش ًا‬
‫مص يف قوكل‪" :‬اان اكذب!" فامي اقول الان يعين‪" :‬اان اكذب" ولبد ان يكون‬ ‫جناحه‪ .‬مفن هنا ح ّل اخلرب الا ّ‬
‫فالتتصور اب ّمع الوجوه‪ .‬لبه ليفيد‪ ،‬ولمبا يدخل فيه احملمول ‪ ،1‬لبه عبث‬‫ّ‬ ‫يصح احلمك ويصةره مفيد ًا‪،‬‬
‫الوجه ممّا ّ‬
‫الاخص عىل الامع‪ ،‬لبه آةل املالحظة‪ ،‬بظةر آةل الوعع‪ ،‬ولبس يف حمك عنوان‬ ‫بل ابلوسط مبا ببهنام‪ .‬وليلزم ّ‬
‫احملكوم عليه ‪.6‬‬
‫دالني عىل مادة القض ّية‪ ،‬لبد آن لخيلو‬ ‫[واللفظ ادلّ ال عىل الوقوع اخل] ‪1‬ملّا اكن لفظ احملكوم عليه وبه ّ‬
‫من ادلّ ال عىل صورهتا اليت يه النس بة‪ .‬وادلّ ا ّل اإما ّ‬
‫مضين اكمجلةل الفعلية‪ ..‬وإاما مس تقل؛ وهو اإما غةر لفظ‬

‫‪203‬‬
‫املبين يف حمل الرفع للرابط‪ ..‬واما لفظ؛ فعىل السلبية آلهتا‪ ..‬وعىل‬
‫اكحلركة الاعرابية‪ .‬ولهذه النكتة يقال يف ّ‬
‫اليبوت يف الرشط ادواهتا‪ ...‬ويف ّ‬
‫امحليل الافعال الناقصة والافعال العامة‪ ،‬واملراد من مصادرها املعاين احلرفية‬
‫امسي‪ .‬فاحلر ّيف عني النس بة اليت يه اليبوت‪ ،‬اذلي هو‬
‫اليت تتّحد نس ّبا‪ .‬لن الكون والوجود وبظائرها حر ّيف و ّ‬
‫الوجود احلريف‪.‬‬
‫[واعمل آن املوعوع‪ ...‬اخل] ‪8‬ملّا اش متل املوعوع واحملمول عىل ذات ومفهوم؛ اكن املراد من الاول ّاذلات‪،‬‬
‫لبه يناخ عليه‪ ..‬ومن الياين املفهوم‪ ،‬لبه يوعع وحيمل عىل الاول‪ .‬فالبد آن يكون حبيث يقوم ابلغةر‪ .‬ولو اكن‬
‫املراد مهنا ّاذلات‪ ،‬لتان القضية اإما موجبة رضورية‪ ،‬او سالبة كذا لغةر وبال فائدة‪ ..‬او‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اي معناه الهوايئ‪.‬‬
‫‪ 9‬اي مع لفظ اجملهول‪.‬‬
‫‪ 9‬صفة الاقرب‪.‬‬
‫‪ 4‬اذ ينقض الان ثبوته‪..‬‬
‫خص‬‫‪ 1‬اي لجيوز بأ ّ‬
‫‪ 6‬حىت يس تغين عن احملمول‪.‬‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪ :71/‬س‪79/‬‬
‫‪ 8‬لكنبوي ص‪ :71/‬س‪92 /‬‬
‫‪#276‬‬

‫الاول صفة‪ ،‬فكحمل ا ِحلمل احلامل عىل خالف الطبيعة‪ .‬ويسمى املفهوم يف الاول‬ ‫صفتني‪ ،‬فكذكل‪ ..‬او ّ‬
‫عنوان املوعوع‪ ،‬وموعوع ًا ذكر ًاي‪ .‬فقد ي ّتحد اذلات احلقيقي حقيقة‪ ،‬كزيد كذا‪ ..‬او جبهته ‪ ،‬اكلنسان كذا‪ ..‬وقد‬
‫ل‪ ،‬اكلتاتب عاحك‪ .‬ولبد بني احلقيقي واذلكري من رابطة ونس بة وحقيقته ملخّص قضيته‪ّ ،‬تقررت نسبهتا‬
‫وعرفت‪ .‬مفن هنا يقال‪ :‬الصفات قبل ّتقرر ثبوهتا اخبار‪ ،‬وبعده اوصاف‪ ،‬وعنواانت حبذف املوصوف‪ ،‬ويسمى‬
‫عقد املوعوع‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫[فصل امحللية مطلق ًا اخل]‬
‫ملّا اكن اول اجزاء القضية املوعوع ابقسمت او ًل به‪ ،‬فهو ا ّما جزيئ حقيقة ‪ 9‬او حكامً ‪ ،9‬وهو الواحد‬
‫احلقيقي اجملموع‪ ،‬ل آق ّل ‪ .1‬لبه لبس مدلوهل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الاعتباري اي اللك‪ ..‬ومن هنا يقال‪ :‬يراد ابللفظ ‪ 4‬غةر الواحد‬
‫‪6‬‬
‫لكي فاحلمك اإما‬
‫ّ‬ ‫اما‬‫و‬ ‫اللكية‪..‬‬ ‫وتسمى خشص ّية‪ .‬وحملها يف احملاورات واملعامالت‪ ،‬ليف الفنون ا ّل بتأ ّولها يف قوة‬

‫‪204‬‬
‫عىل مس ّماه ‪ 1‬كام يف غةر املتعارفة‪ ..‬فأما ‪ 8‬مع جواز رسايته اىل الافراد اكمحلل يف ّ‬
‫لك التعريفات عىل القول‬
‫به او مع عدم الرساية‪ ..‬لكن مع املالحظة اكمحلل يف املسائل املنطقية ‪ ،2‬او بدون املالحظة‪ .‬اكلنسان مفهوم‬
‫تسمى قضية لبيعية‪ ،‬وموعوعها اس تقراءات العلوم الطبيعية يف البعض‪ .‬وإاما‬
‫ّ‬ ‫ذهين‪ .‬و‬
‫ّ‬ ‫ذهين ‪ 72‬او موجود‬
‫ّ‬
‫‪74‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪77‬‬
‫عىل ذاته‪ ،‬مفع الاهبام هممةل يف اخلطابيات يف قوة اللكية ‪ ..‬وفامي املطلوب منه‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ : 6/‬س‪1 /‬‬
‫‪ 9‬كزيد او هذا‪.‬‬
‫‪ 9‬اكسامء العلوم ومراتب الاعداد مطلق ًا‪.‬‬
‫‪ 4‬اي اجلزيئ الواحد احلقيقي فقط واللكي اما الواحد احلقيقي او اجملموع‪.‬‬
‫‪ 1‬اي اكرث من الواحد‪.‬‬
‫الك مجموعي ًا ابس مترار اللكية او تذكر خشصيات بعدد افراد‬
‫‪ 6‬وكوبه يف قوته بيالثة اوجه؛ اما بكوبه كربى الاول‪ ،‬او اكبت ً‬
‫اللكي‪ ..‬تأمل! (تقرير)‬
‫‪ 1‬ومن احملمول اذلات كام‪ .‬اخل‪.‬‬
‫‪ 8‬اي او مهنام املفهوم فهو اما اخل‪.‬‬
‫‪ 2‬فامي احملمول لكي ًا منطقي ًا‪.‬‬
‫‪ 72‬اي فامي احملمول معقو ًل اثبي ًا من الامور العامة‪.‬‬
‫‪ 77‬اي يس تعمل‪.‬‬
‫‪ 79‬وهو املبين عىل املبالغة اكلتغزل وايمتدح والتحرس والتأسف وغةرها‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 79‬فامي يكفي فيه الظن‪.‬‬
‫‪ 74‬وهو الاصول مطق ًا‪.‬‬
‫‪#277‬‬

‫اليقني‪ ،‬كام يف مقام الاس تدلل يف ّقوة اجلزئية‪ .‬لن البعض هو احملقق ومع التعيني‪ .‬فان اكن ابلحالة‬
‫"لرة‪ ،‬وقالبة" وبظائرهام ‪7‬؛ ركن ًا وقيد ًا‪ ،‬مقدّ م ًا ومؤخر ًا‪ .‬ولك الفاظ‬
‫فلك ّية وسورها لك وتوابعه ومرادفاته‪ ،‬كـ ّ‬
‫العموم ‪ ،9‬الوجويب ‪ 9‬الافرادي مطلق ًا‪.‬‬
‫فلنعني الالم‪ ،‬لهنا مثهل‪ .‬فالالم اإما اشارة اىل ّاذلات ‪ ،4‬واحد ًا او‬‫ومهنا‪ :‬املوصول‪ ،‬والاعافة‪ ،‬وال ّالم‪ّ .‬‬
‫اخلاريج اذلي يف ّقوة الشخص ّية‪ ..‬وإاما اىل اجلنس‪ ،‬لبرشط ش وهو لم اجلنس‬ ‫ّ‬ ‫مجموع ًا؛ وهو العهد‬
‫والعموم‪..‬او برشط لش ‪ ،1‬وهو اجلنس واحلقيقة‪ ..‬وهام يف قوة الطبيعة بقس َماها ‪ ،6‬او ابقساهما‪ ،‬او برشط‬
‫‪205‬‬
‫ش ‪ .1‬مفع عدم الاس تغراق‪ ،‬فالعهد اذلهين ادلا ّل عىل اجلنس والفرد من رضورة الوجود‪ .‬فالبتشار والنتارة‬
‫‪ 8‬لبسا منه‪ ،‬وهو يف ّقوة املهمةل ابعتبار‪ ،‬واجلزئية بأخر‪ .‬واما مع غرق الافراد يف املعىن‪ ،‬وهو اإما عريفّ‪ ..‬وا ّما‬
‫مجيعي ‪ .2‬وإاما اإفرادي متناوب ‪ .72‬او مطلق ًا‪ 77 .‬فالالم اذلي هو سور اللك ّية‬
‫مجموعي‪ ،‬او ّ‬
‫حقيقي‪ .‬ولك مهنام اإما ّ‬
‫خاصة‪ ،‬لواحد ولش ‪ .‬او "ما"‬ ‫هو املشار به اىل اجلنس برشط ش مع الاحالة الإفرادي مطلق ًا‪ ..‬وللسالبة ّ‬
‫او "لبس" وما يرادفها‪ ..‬او يرادفهام ولو يف صورة الفعل‪ ،‬او الامس‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اكفة‪ ،‬عامة‪ ،‬اتمة‪ ،‬مجيع ًا‪.‬‬
‫‪ِ 9‬مكن وما‪ ،‬وامجلع املعرف ابلالم وغةرها‪.‬‬
‫لالسليب‪...‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 9‬اي‬
‫‪ 4‬اي واحد ًا حقيقي ًا او اعتباراي خشصي ًا او بوعي ًا حضور ًاي او حصولي ًا‪ .‬فالقسام مثابية‪ .‬وهن عدم جواز الرساية مع‬
‫الك برشط ش ‪ .‬وجوازه‪ ،‬كبرشط لش ‪(.‬تقرير)‬ ‫املالحظة‪ ،‬او بدوبه‪ً ،‬‬
‫‪ 1‬اي عدم الافراد‪.‬‬
‫‪ 6‬وهام جواز الرساية وعدهما‪ .‬فالول هو الاول‪ ،‬والياين هو الياين‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬وهو الافراد‪.‬‬
‫‪ 8‬وهو الفرق ببنه وبني النكرة‪ .‬يعين ان لم العهد اشارة اىل اجلنس املعهود يف اذلهن‪ .‬ولبد للوجود من الافراد‪ .‬اذ املاهية‬
‫اجملردة لبس‪ ،‬فاملعهود هو اجلنس والفرد رضورة وجوده‪ .‬ولعدم تعيبنه اكن نكرة‪ .‬آما النكرة ّ‬
‫فداةل عىل املنترش آصاةل‪ .‬ولبد‬ ‫ّ‬
‫تعني المكية‪ .‬ك "ل‪ ،‬او بعض ًا" هممةل وابعتبار تعني عن لك بعض غةر معني جزئية‪(.‬تقرير)‬ ‫ّ‬
‫الصخرة"‪(.‬تقرير)‬ ‫‪ 2‬وهو اإما لدخل للك فرد يف احلمك‪" ،‬اكلعراب ارشف الاقوام"‪ .‬وإاما هل‪ ،‬كـ "الفقهاء حيملون ّ‬
‫لك القوم‪ .‬او متعاقب‪ ،‬لك القوم جاءين‪(.‬تقرير)‬ ‫‪ 72‬كهذه الرغيف يش بع ّ‬
‫‪ 77‬واللك معرفة غةر العهد اذلهين ابعتبار عدم تعني الافراد‪(.‬تقرير)‬
‫‪#278‬‬

‫لك‪ ،‬وعىل سور املوجبة اجلزئية‪ ..‬حنو‪" :‬بيف‪ ،‬ولائفة‪،‬‬ ‫لك مايد ّل عىل ّ‬
‫سلب ما عىل ّ‬ ‫وللجزئ دخول ٍ‬
‫اللكي فاها "لبس‬
‫ّ‬ ‫ورهط‪ ،‬وقطعة‪ ،‬وبعض" ومايرادفها‪ .‬ويف املنفصةل "دامئا وابد ًا" ومايرادفها‪ .‬ويف ّ‬
‫السلب‬
‫آلبتة" ومايرادفها‪ .‬ويف اجلزئيات "قد يكون وقد ل يكون وقد لحيصل‪ ،‬وليوجد‪ ،‬ولييبت" وما يرادفها ‪ 7‬من‬
‫الافعال العامةعىل صور النس بة‪.‬‬
‫ولاللك الطبيعي ‪..9‬‬
‫ّ‬ ‫لك فرد ‪ ،9‬ل ّ‬
‫اللك اجملموعي‬ ‫فلك اي ّ‬ ‫لك" و "ج" و "ب" ّ‬ ‫لك‪ .‬ج‪ .‬ب‪ .‬فلنا " ّ‬
‫( ّ‬
‫‪"4‬جف" اي ماصدق عليه "ج" ل ما حقيقته او صفته"ج"‪ 6 1 .‬وماصفته‪" .‬ج د" مفا صفته "د ج" او "ب" فهو‬

‫‪206‬‬
‫"ذ" فهمل جرا‪).‬‬
‫[وصدق عليه‪ ،‬اي ابلفعل الفريض] ‪ :1‬دلخل العنوان يف ماهية القضية وامزتاجه فاها‪ .‬ومصدريته غالب ًا‬
‫للمحمول‪ ،‬فالجيعل ظهر ًاي‪ ،‬كبه اجنيب‪ .‬فالبد آن يلتبسه اذلات ‪ -‬عىل مذهب الش يخ ولو خيا ًل‪.‬‬
‫[لابلفعل اخلاريج] ‪8‬اي يف احد الازمنة لإختصاصه ابخلارجية‪ .‬لبه يف احلقيقي اذلات ممكن‪ ،‬فكيف‬
‫يتّصف ابلفعل ‪ .‬ومالييبت ل ييبت هل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ابلقوة‪ ،‬ليدخل يف الانسان النطق‪.‬‬
‫[ول ابلمتان] (هو مذهب الفارايب) اي اذلايت ل ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكبس‪ ،‬بتة‪ ،‬وبتةل‪ ،‬واص ًال‪ ،‬وقطع ًا ومايرادفها‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اي مطلق ًا‪ ،‬لعىل سبيل البدلية‪.‬‬
‫‪ 9‬يعين الطبيعة‪.‬‬
‫برس عدم تكرر الاوسط حقيقة‪ :‬كزيد انسان‪ ،‬ولك انسان الف الف‬
‫‪ 4‬وامنا ابتفيا لعقم الرضب الاول من الشلك الاول‪ّ ،‬‬
‫بوع‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬وللعقم يف الاول‪ ،‬والتسلسل يف الياين‪ .‬مث ًال‪" :‬الانسان حيوان" وما حقيقته حيوان فالنالق خارج عنه‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 6‬واحلال ان النالق ذايت لالنسان‪.‬‬
‫‪ 1‬شبيه مبنت لكنبوي ص‪71 - 76 /‬‬
‫‪ 8‬لكنبوي ص‪71 ،76 /‬‬
‫‪ 2‬لكنبوي ص‪71 ،76 /‬‬
‫‪#279‬‬

‫[من جزئياته ل من مس ّماه] ‪7‬فلو اكن منه لتان اكرث اللكيات اكذبة‪ .‬مث ًال‪" :‬الانسان اكتب" مففهوم‬
‫الانسان وهو احليوان النالق لبس بتاتب‪.‬‬
‫[او مساويه] ‪ 9‬او ا ّمع منه للتكرار احملض والعبث البحت‪ .‬ففي "لك انسان انلق" النالق انلق‬
‫حص‪ .‬يف قوة قضااي متعددة بعدد ما صدقات موعوعها‪ .‬ومن هنا يقال‪" :‬للقضية‬ ‫بعنوان‪ .‬ل القضية اللك ّية عىل الا ّ‬
‫لك ّية لفروعاهتا"‪.‬‬
‫[الاعافية املناس بة ل احلقيقي] ‪ 9‬فقط‪ .‬لبه قد يكون اجلنس موعوع ًا وجزئياته لينحرص يف احلقيقة‬
‫املناس بة لمطلق ًا‪.‬‬
‫[ول الاعايف املطلق ذلاته لملفهومه] ‪4‬اذلي هو بوع ابلنس بة اياها‪ ،‬وا ّل لختلت ‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫[يصدق عليه مفهوم "ب"] ‪ 1‬وا ّل مل ينضبط حلصولها بعوارض وقيودات غةر حمصورة‪.‬‬
‫[ل ذاته] ‪ 6‬وا ّل لحنرص القضية موجبة وسالبة يف الرضورية وامحلل والاحتاد‪.‬‬
‫[ولالكهام] ‪ 1‬لن املمزتج من الطاهر‪ ..‬والنجس جنس ا ّل يف املنحرفات ‪ .8‬كـ "التاتب بعض الانسان"‪.‬‬
‫لك ذكل يف القضااي املتعارفة املس تعمةل يف الادةل‪ ..‬والا مفن املنفيات ‪ 2‬ايض ًا قضااي‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫[فصل‪ :‬امحللية مطلق ًا اخل ‪]..‬‬
‫امحللية تنقسم اىل خارجية وذهنية ابعتبار املوعوع‪ ،‬لكن ابلنظر اىل احملمول‪ .‬ففي اخلارج املس تفاد من‬
‫اخلارجية ظرف لنفس النس بة وامحلل‪ ،‬ل لوجوده حىت يوجد‪ .‬ومن هنا يقال‪ :‬ليلزم من امحلل اخلاريج آن‬
‫يكون مبدآ احملمول خارجي ًا‪.‬‬
‫مث ان ذات املوعوع بعد امتابه ‪ 77‬يف بفسه اإن وجد ‪ -‬ولو يف زمان ّما ‪ -‬خفارجية ‪ 79‬خارجيّته لبس‬
‫حقيقة‪ .‬ففي اخلارج ‪ 79‬ظرف لوجوده مع صدف‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪71 ،76 /‬‬
‫‪ 9‬بفسه‪.‬‬
‫‪ 9‬بفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬بفسه‪.‬‬
‫‪ 1‬بفسه‪.‬‬
‫‪ 6‬بفسه‪.‬‬
‫‪ 1‬بفسه‪.‬‬
‫‪ 8‬بناء عىل تأ ّول‪..‬‬
‫‪ 2‬اي قيوداته‪.‬‬
‫‪ 72‬لكنبوي ص ‪ :71/‬س‪79 /‬‬
‫‪ 77‬ولو اكن حما ًل عاد ًاي ل حقيقي ًا‪.‬‬
‫‪ 79‬لبس ذهنية‪.‬‬
‫الاول‪.‬‬
‫‪ 79‬غةر ّ‬
‫‪#280‬‬

‫العنوان عليه ابلفعل او ابلمتان‪ .‬فان مل يوجد وهو حبيث لو وجد ‪ 7‬لزوميّ ًة ‪ 9‬واتصف ابلعنوان‪ ،‬فهو حبيث لو‬
‫‪208‬‬
‫وجد ثبت ‪ 9‬هل امحلول‪ ،‬وما يس تفاد ‪ 4‬من هذه الرشل ّية من اللزوم وآمعيته للمحال ‪ 1‬غةر مراد‪.‬‬
‫فالول هجة القضية املس تفاد من ّاذلات ‪ 8‬مع‬ ‫‪1‬‬
‫فقد يقال ‪" :‬ج‪ .‬ب" ابلمتان ‪ ،‬ابلمتان‪ ،‬ابلمتان‪ّ .‬‬
‫‪6‬‬

‫وجوده‪ .‬والياين منه مع عنوابه‪ ،‬عند الفارايب‪ .‬واليالث منه مع احملمول‪ ...‬ورابع ًا للمحمول‪ .‬ويدل عىل خارجيته‬
‫اخلارجية كون احملمول من العوارض اخلارجية ‪ ،‬وان اكن العوارض اذلهنية‪ ،‬كام يف القضية السالبة ‪ 2‬احملمول‪.‬‬
‫"وزيد ممكن" فهو ذهنية‪ .‬وبعد وجوب ‪ 72‬وجود املوعوع يف اذلهن وقت الثبات مطلق ًا ‪ ،77‬تنقسم ابعتبار‬
‫اليبوت اىل ذهنية حقيقية وفرعية‪ ،‬كام يف احملالت ‪ 79‬اليت لتوجد يف اذلهن عىل الاحص‪ ،‬ا ّل بنوع تشبيه او‬
‫متييل‪ .‬او ليوجد مطلق ًا كـ "اجملهول املطلق" و"املعدوم املطلق"‪.‬‬
‫[فقوكل اجامتع اخل‪ 79 ]..‬ومن ممهّدات هذا املقام‪ :‬آن الاجياب وجود‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬فعل رشط مقدّ م‪.‬‬
‫‪ 9‬آى ابه لبس مبعدوم حىت تنقطع الروابط يف التائنات ولبس مبوجود حىت يلزم عىل اجلزء الغةر املتجزى موجودات كيةرة‬
‫من الروابط‪ ،‬بل للنس بة من الامور النسبية‪ ،‬اكلبوة والبنوة والاخوة وغةرها‪ ،‬لبس هذا ول ذكل‪( .‬تقرير)‬
‫‪3‬جزاء رشط اتيل‪.‬‬
‫‪ 4‬اي حتليل موعوع احلقيقي برشلية‪.‬‬
‫‪ 1‬بل التعبةر يف التقدير يكون كذكل‪.‬‬
‫‪ 6‬اى ان لو يش متل احلال احلقيقي وموعوع احلقيقي ل يكون كذكل وايض ًا يس تفاد مهنا اللزوم بني احملمول واملوعوع ومحمول‬
‫احلقيقي ا ّمع من كوبه لزم ًا وغةره‪ ،‬فأجاب‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬مقدّر بـ "لو"‬
‫‪8‬اي ذات املوعوع موجود‪.‬‬
‫‪ 2‬اي بأن تأخر اداة السلب غةر غةر‪ .‬ول كـ "لبس" وغةرها من الرابطة‪ .‬واكن احملمول من العوارض اذلهنية‪ ،‬فاهنا ذهنية‪.‬‬
‫فتأمل ‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 72‬اي لبد ان يكون املوعوع موجود ًا يف اذلهن‪ ،‬ولو بأمع الوجوه ابيمتييل يف بعض وبفس العنوان فقط‪ ،‬يف آخر وقت‬
‫اثبات احملمول هل‪ ،‬وبعده اليبوت ابلفعل متوقف عىل الوجود‪ .‬فان وجد ثبت‪ ،‬وهو احلقيقة‪ ..‬وإا ّل فال‪ ،‬وهو الفرعية‪.‬‬
‫(تقرير)‬
‫‪ 77‬حقيقة او فرعية‪.‬‬
‫‪ 79‬فاهنا لتقع فيه بعنوان الامتناع والاصاةل‪ ،‬بل يف اخلارج‪.‬‬
‫‪ 79‬لكنبوي ص‪ :71 /‬س‪99 /‬‬
‫‪209‬‬
‫‪#281‬‬

‫الامسي عىل آحد الوجوه ‪ 7‬الاربعة ‪ .9‬ووجود احملمول هل‬ ‫ّ‬ ‫وهو يوجد بوجود متام آجزائه‪ .‬يعين بوجود املوعوع‬
‫احلريف عىل احد الوهجني ‪ 9‬والسلب عدم‪ ،‬فيتحقق بعدم ّاي جزؤ اكن‪ .‬فلصدقه لريقان‪ :‬عدم املوعوع‬
‫الامسى‪ ..‬او عدم اليبوت احلريف‪ .‬ولبس السلب عني كذب املوجبة مفهوم ًا‪ .‬بل يتالزم معه‪ ،‬فابه حمك بصدق‬ ‫ّ‬
‫عدم‪ ،‬وذاك كذب صدق وجود‪.‬‬
‫ليتصور ا ّل بنوع حمااك ٍة وتشبيه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومهنا‪ :‬ان احملال‬
‫رضوري يف الاجياب والسلب‪ .‬وامنا‬‫ّ‬ ‫ومهنا‪ :‬آن وجود املوعوع‪ ،‬لس امي يف اذلهنيات يف اذلهن وقت احلمك‬
‫الفرق يف وقت اليبوت‪ .‬والفرق بني الوجودين يف الثبات واليبوت؛ اإن الاول يكتفى فيه بوجه ّما اجاملي ًا‪ ،‬ويف‬
‫الياين لبّد وجوده عىل هجة تصلح لالتصاف‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬آن ذات املوعوع لبد ان يكون ممكن ًا يف ذاته يف اخلارجيات ‪ .4‬ومايتومه من "لو" الفرعية‬
‫املس تعمةل يف تعريف احلقيقة فلبس مبراد هلم‪ .‬وامنا ارادوا هبا الاشارة‪ ..‬الا ان الش يخ يفرض املوعوع متصف ًا‬
‫ابلعنوان‪..‬‬
‫اجامتع النقيضني ممتنع حتليهل‪ ...‬اجامتع النقيضني املوجود يف اذلهن حتقيق ًا او فرع ًا هل‪ ،‬وهو يف اذلهن‬
‫ييبت ملصداقه وهو يف اخلارج يف اذلهن ‪ ،1‬ممتنع يف اخلارج‪ .‬ففي اخلارج قيد احملمول ل امحلل‪ .‬وكذا يف بعض‬
‫الاحيان يف اذلهن واجلهات‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬آن النقيض بظةر بقيضه ‪ 6‬يف الاحتام‪ .‬وا ّل مل يكن النقيض بقيض ًا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫[فصل يف العدول والتّحصيل ‪ ...‬اخل]‬
‫اعمل! آن بسبب العدول يف حتصيل العدول‪ ،‬والتحصيل عن املوجبة السالبة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬فة الوجود‪.‬‬
‫الفريض اذلهين‪(.‬تقرير)‬
‫‪2‬احملقق اخلاريج‪ ،‬واملمكن اخلاريج‪ ،‬واحملقق اذلهين‪ ،‬و ّ‬
‫اخلاريج واذلهين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 4‬اخلارجية واحلقيقة‪.‬‬
‫‪ 1‬متعلق بيثبت‪.‬‬
‫‪ 6‬لقرببّته يف اذلهين هل‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪ :72/‬س‪..79 /‬‬
‫‪#282‬‬

‫احملمول بظهنّ ا سالبة او معدوةل‪ ،‬اختل كيةر من قواببهنم‪ .‬حىت الاجياب يف صغرى ‪ 7‬الاول‪ .‬وحىت وجود‬
‫املوعوع يف الاجياب‪.‬‬
‫فنقول او ًل‪ :‬ملّا اكن املعترب يف القضية املوجبة ذات املوعوع‪ ،‬ومفهوم احملمول اكن لعدول احملمول تأثةر ًا هم ّما‬
‫يف صورة القضية‪ ،‬فلهذا اعتربوا العدول والسالبة احملمول؛ ابعتبار احملمول او ًل وابذلات‪ .‬وفاها اثبات‪ :‬والش‬
‫مامل ييبت يف بفسه ‪ ،‬فالصل آن لييبت لش ‪ .‬ومالييبت‪ ،‬لييبت هل ش ‪ .‬والاصل ثبوت مايظهره‪ .‬فثبت‬
‫ان الاصل حتصل عنوان املوعوع واحملمول‪ .‬فلنا ثالثة ملتبسة‪:‬‬
‫السالبة البس يطة‪ .‬واملوجبة السالبة احملمول‪ .‬واملوجبة املعدوةل‪ .‬فالخةرة تفارقهام معىن‪ ،‬بقابلية املوعوع‬
‫ملدخول النفي رصحي ًا او مضن ًا‪ ،‬اكلرصحي بشخصه يف زمان احلمك‪ .‬وقيل مطلق ًا‪ ..‬وقيل بنوعه‪ ..‬وقيل جبنسه‪..‬‬
‫ثبويت‪ .‬وهذا ‪ 9‬لزمه ّ‬
‫البني‬ ‫العد ي لاثبت‪ ،‬فبشف عن امر ّ‬ ‫مسي‪ .‬و ّ‬‫وايض ًا‪ ،‬لن اليبوت احلر ّيف فرع اليبوت الا ّ‬
‫ليتّسعه يف اليبوت‪ ،‬ولفظ ًا بعني وغةره‪ .‬وتفارقهام املوجبة السالبة احملمول‪ .‬ابهنا سمخّسة الاجزاء ‪ ،‬مكررة النس بة‬
‫السلبية يف املالحظة‪ .‬وقضية ذهنية ابعتبار ان احملمول هو السلب اذلي هو ذهين‪ .‬وليلزم يف موجّبا ا ّل‬
‫الظاهري خارجي ًا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وجود املوعوع يف اذلهن‪ ..‬ولو اكن احملمول‬
‫ومن هنا‪ ،‬ترامه يقولون‪" :‬يه اكلسالبة البس يطة‪ ،‬لتقت ي وجود املوعوع"‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫احملصةل تتالزم تعاكس ي ًا عند وجود املوعوع‪ ..‬وملزوم ًا فقط‬ ‫[تنبيه‪ :‬قد حيمك بثبوت اخل] ان املوجبة ّ‬
‫احملصةل‬
‫النفي‪ ،‬فهام مع عدمه فاها‪ .‬والسالبة ّ‬ ‫بدوبه‪ ،‬مع السالبة‪ ،‬السالبة احملمول والسالبة املعدوةل‪ .‬واب ّه تكرر ّ‬
‫تضادهام‪ ..‬وتتالزم تعاكس ي ًا‪ ،‬ا ّل يف اذلهن مع الاول‪ .‬وابلتفصيل مع الياين‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫["فصل" امحللية مطلق ًا اخل‪]..‬‬
‫اعمل! آن لبيعة القضية آن يقّدم عليه سوره‪ ،‬لبه مك ّيته‪ .‬مث النس بة‪ ...‬وتقدّ م‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬الشلك‪.‬‬
‫‪ 9‬اي العد ي‪.‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪ :92/‬س‪71 /‬‬
‫‪ 4‬لكنبوي ص‪ :92 /‬س‪91 /‬‬
‫‪#283‬‬

‫‪211‬‬
‫علاها هجهتا‪ ،‬لهنا كيف ّيهتا‪ .‬مث احملمول‪ ،‬وقد تعدل عن لبيعهتا‪ .‬وصدق املوجبة تقت ي صدق ثالث قضيات‬
‫مضنيات‪:‬‬
‫الاوىل‪ :‬ثبوت احملمول للموعوع‬
‫اليابية‪ :‬ثبوت احملمول للموعوع هبذا السور‪.‬‬
‫واليالية‪ :‬ثبوته هل هبذا السور رضوري مث ًال‪ .‬وصدق السلب بعدم احدها‪ ،‬والظاهر تو ّجه السلب اىل‬
‫السور‪ ،‬ويف املوهجات ابعتبار اجلهة‪.‬‬ ‫املسورات ابعتبار ّ‬ ‫آخص القيود‪ .‬فالكذب والصدق يف ّ‬
‫ليصةر القاعدة منحرصة يف امليال‪ ..‬كام خت ّبط فيه كيةر‪ .‬فان املنطق‬ ‫تنبيه‪ :‬وممّا يلزم للمحصل آن يراعيه آن ّ‬
‫يبحث عن الرضورة والالرضورة وادلّ وام‪ ،‬كذكل والامتان‪ .‬مع آن مرادمه الرضورة‪ ،‬يه‪ ،‬ومايرادفها من‬
‫الوجوب واللزوم والقطعية‪ ،‬حىت البداهة واليقين ّية‪ ..‬ومن الامتان‪ ،‬هو‪ ،‬ومايرادفه من الصحة واجلواز‬
‫لك وقت‪ ،‬ومس ّمتر‪ ،‬وعىل لك حال‬ ‫والاحامتل‪ ،‬حىت الشك‪ ..‬ومن ادلّ وام‪ ،‬هو‪ ،‬ومامياثهل‪ :‬كـ "ابد ًا‪ ،‬ويف ّ‬
‫وبظائرها‪ ..‬ومن "لدامئ ًا‪ ،‬ولابلرضورة" لبس خلصوص‪ ،‬لرضورة تأثةر‪ .‬بل قد يكون معىن ل يف قالب الفعل‬
‫رصحي ًا‪ ،‬كـ "لبس" او مضن ًا‪ ،‬كـ "امتنع"‪ .‬ومعىن الرضورة وادلوام قد يكون يف مضن الفعل واحلرف‪ .‬كـ "ينبغي‪،‬‬
‫واس متر‪ ،‬وقط‪ ،‬وعوض‪ ،‬و ّان"‪.‬‬
‫وايض ًا قد تكون هذه اجلهات هجا ًات لعقد الوعع‪ ..‬وقد تكون قيود ًا واجزاء ًا للمحمول‪ ..‬فتن ّبه وا ّل تقع يف‬
‫حيص بيص‪.‬‬
‫السلب‪ ،‬وسلب ادلوام بقيض دوام السلب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومما وجب التنبيه هل‪ :‬آن سلب الرضورة بقيض رضورة‬
‫وسلب الامتان معابد امتان السلب‪ .‬ففي القضية السالبة ‪ -‬اإن قدرت السلب بعد اجلهة ‪ -‬اكن سالبة ملوجبة‬
‫موهجة‪ ،‬لسالبة موهجة‪ ..‬وا ّل فهئي موهجة بتكل اجلهة‪.‬‬
‫مث اان جلهة كيفية النس بة ابعتبار‪ ،‬ومادّة للقضية ابخرى‪ .‬ولبد يف بفس الامر مهنا‪ .‬فان اكبت يف اللفظ‬
‫ايض ًا‪ ،‬مفوهجة‪ .‬ومن املوهجة املقيدة ابللالق‪ ..‬وا ّل مفطلقة‪.‬‬
‫‪#284‬‬

‫تنبيه‪ :‬للنس بة حالت‪ .‬مفن الامتان الاس تعدادي اىل الالالق سلسةل آفعال املقاربة‪.‬‬
‫مث لليبوت صور وكيفيات‪ .‬مفن صوره الافعال الناقصة‪ .‬ومن كيفيات اثباته افعال القلوب ومايشةر اليه‬
‫فان النس بة ثبوت وهو وجود حريفّ‪.‬‬ ‫احلروف املش ّبة وبظائرها‪ .‬واساسها يرجع اىل الطبقات اليالثة املشهورة‪ّ .‬‬
‫والوجود ابلنس بة اىل الش اإما واجب‪ ،‬او ممتنع‪ ،‬او ممكن‪ .‬وللوجوب والامتان مراتب متفاوتة النتاجئ‬
‫واجلهات‪ ،‬اليت ببّهنا املنطق ّيون‪ ،‬اليت كرث اس تعاملها قليةل العدد‪.‬‬
‫‪212‬‬
‫اعمل! ان اساس املوهجات ‪ 7‬اإما اثنان‪ ،‬اكلوجوب ‪ -‬وجود ًا وعدم ًا ‪ -‬والامتان‪ ..‬او اربعة‪ ،‬اكلرضورة‪،‬‬
‫والالرضورة‪ ،‬وادلوام‪ ،‬والالدوام‪ ..‬ومهنا السالسل‪ :‬او ثالثة عرش ًا‪ ،‬وبني مخسامئة وآلف‪.‬‬
‫مث القضية مرك ّبة وبس يطة‪ .‬واملركبة قيّدها قضية مضنية‪ .‬ويف مقابةل لك رضورة امتان‪ .‬واصول الرضورة‬
‫ست‪ :‬الرضورية الزلية‪ ،‬واذلاتية الناش ئة‪ ،‬واذلاتية املطلقة‪ ،‬والوصفية‪ ،‬والوقتية‪ ،‬وبرشط احملمول‪ .‬لن رضورة‬
‫ثبوت احملمول اإما غةر مقيّد قطع ًا ويه الازلية‪ ،‬او مق ّيدة بقيد داخل‪ :‬كامدا َم اذلات ذا ًات ويه الناش ئة‪ .‬ومادام‬
‫اذلات موجود ًا‪ ،‬ويه اذلات املطلقة‪ .‬او برشط احملمول‪ ،‬او بقيد خارج انعت‪ ،‬ويه الوصفية اببواعه اليالث‪،‬‬
‫بل عرشين او ل‪ .‬ويه الوقتية اببواعه الثنني‪ ،‬بل اربعة واربعني‪.‬‬
‫ان الرضورية الازلية مصداقها يف الاوصاف الالهية‪ :‬اليبوتية والسلبية ‪ 9‬ويف كيةر السوالب ‪ .9‬فابه اذا‬
‫سلب يف وقت ‪ 4‬وجود املوعوع‪ ،‬اس تلزم عند عدمه ابلطريق الوىل‪ ،‬وهو يس تلزم از ًل‪.‬‬
‫والرضورة الناش ئة‪ ،‬ويه ان تنشأ من اذلات‪ .‬اعين مادام احلقيقة حقيقة‪ .‬اي لتنقلب اىل حقيقة اخرى‬
‫اذلي هو حمال‪ ..‬لبد من احملمول ومصداقها يف‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ :99 /‬س‪ 72 /‬مضمو ًان‪ ،‬وعىل الرمغ من تضمن الكتاب مضامني كهذه فاملوعوع مس تقل اىل الاخةر‪ .‬ع‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫‪ 9‬والس بع‪.‬‬
‫‪ 9‬فامي عمل عدم اليبوت يف مدة الوجود‪ .‬تأمل!‪.‬‬
‫‪ 4‬كقوكل‪ :‬فالن لبس بعامل‪.‬‬
‫‪#285‬‬

‫املوجبات‪ ،‬الاوصاف الالهية ‪ 7‬لبس ا ّل ‪ .‬فان بعدم العمل مثال‪ ،‬ينقلب الواجب ممكن ًا‪ .‬وبعدم النالق لالنسان‬
‫يصةر معدوم ًا‪ ،‬وهو لبس مبحال‪.‬‬
‫وآما سلب الابواع او لوازهما من ابواع اخر‪ ،‬فتصدق فاها الناش ئة‪ .‬فان الانسان لبس بفرس‪ .9 ،‬اإن مل‬
‫يصدّ ق ابقلبت حقيقة الانسان اىل الفرس وهو حمال‪.‬‬
‫والرضورية ّاذلاتية‪ ،‬اي املطلقة‪ .‬لن القيدَ الوجو ُد عىل احد الاحناء‪ ،‬والوجود ‪ 9‬بفس ّاذلات‪ .‬فان اكن‬
‫القيد خارج ًا؛ فان اكن وصف ًا فهو مرشولية ظرفية‪ ..‬اإن اكن منشأ الرضورة ‪ 4‬اذلات ومرشولة رشل ّيته ان‬
‫احلار ذائب‪ .‬ومرشولة آجليت اإن اكن املنشأ الوصف‪ ،‬اكلتاتب متحرك‬ ‫اكن للوصف دخ ٌل‪،‬اكدلهن ّ‬
‫لك من هذه اليالثة قد يكون عنواهنا رضور ًاي ‪ 1‬لذلات‪ ،‬وقد ل ‪ ،6‬وإان اكن القيد وقت ًا‪ ،‬فوقتيتّه‬
‫الاصابع… و ّ‬

‫‪213‬‬
‫معني‪ ،‬او وقت منترش‪ .‬ولك مهنام اإما من اوقات اذلات‪ ،‬او من اوقات الوصف‪ .‬فان اكن برشط احملمول‬ ‫اإما ّ‬
‫لك ممكن موجود حماط بوجوبني ابلغةر ‪ :1‬وجوب سابق بوجود العةل التا ّمة‬ ‫فالرضورية برشله‪ .‬واساسه‪ :‬آن ّ‬
‫‪ ،8‬اليت ميتنع ختلّف املعلول عهنا‪ ..‬ووجوب لحق وهو وقت الوجود ‪ ،2‬ميتنع عدمه للزوم مجع النقيضني ‪.72‬‬
‫فالرضورية برشط احملمول انظرة اىل الوجوب الالحق رصحي ًا والسابق مضن ًا‪.‬‬
‫اللك‪ ،‬و ّامع من الناش ئة ابعتبار‪، .‬والناش ئة آخص ّ‬
‫اللك‪.‬‬ ‫خص ّ‬ ‫الازلية آ ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اليت يه عني اذلايت والس بع القدمي ل الغةر‪ .‬تأمل!‪.‬‬
‫‪ 9‬او لبس بباقر‪.‬‬
‫‪ 9‬فتابه غةر مقيد‪.‬‬
‫‪ 4‬اكلتاتب حيوان‪.‬‬
‫‪ 1‬اكلنسان حيوان‪.‬‬
‫‪ 6‬اكلمثةل‪.‬‬
‫‪ 1‬اي لممكن اثبت‪ ،‬اكلعتيادايت‪ .‬فابه لحياط بوجوب اص ًال‪ .‬لبه يقت ي العةل التامة‪ .‬ومن هنا ينكشف‬
‫اجلزء الاعتباري ‪ .‬فتأمل!(تقرير)‬
‫‪ 8‬اي ان الوجوب حاصل وملزوم للعةل التامة‪ ،‬وهو ارادة هللا جل وعال‪ .‬اذ املمكن ليوجدحىت يوجب‪.‬‬
‫ووجوبه هو تعلق الارادة اللك ّية‪ ،‬وهو العةل التا ّمة‪ .‬اذ ابلتعلق ميتنع التخلّف‪ ،‬فيصةر واجب ًا‪ .‬فتأمل حق‬
‫التأمل!‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 2‬اي يف آن الوجود‪ .‬وآما وقت البقاء فهو ابعتبار العةل التامة‪ .‬تأمل !‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 72‬اذ لو مل يكن واجب ًا‪ ،‬يكون ممتنع ًا فيجمع مع مقتىض العةل‪.‬‬
‫‪#286‬‬

‫اهر ‪.7‬‬
‫مث اذلاتية آخص ممّا بعده‪ ..‬ا ّل ان يف آخصيته ابلنس بة اىل املرشولة الاجلية والرشلية بظر ّ‬
‫اذلايت امع مطلق ًا ممّا يقابلها من‬
‫والصفية آخص من الوقتية‪ ..‬واملعينة آخص من املنترشة‪ ..‬ادلوام الازيل و ّ‬
‫الرضورة‪ .‬ومن وجه مما عداه‪ .‬واذلي يركب به القض ّية ما يدل عىل معىن ل دامئ ًا ول ابلرضورة‪ ،‬ابي لفظ وابي‬
‫صيغة اكبت‪ .‬والقضية ليق ّيد بنفي املساوي والا ّمع‪ ،‬بل يقيد ويركّب بنفي لك ما اكن آخص منه‪ ،‬او ا ّمع من‬
‫وجه‪ .‬وادلوام آزلية وذاتية ووصفية اكلرضورة‪ .‬الا ان الابفتاك ممكن غةر واقع الرضورة الازلية‪ ،‬ترتكب بنفي‬
‫الرضورة الناش ئة‪ .‬والناش ئة بس يطة ابد ًا‪ .‬واذلات ّية لها ثالث مركبات بنفي الرضورة الازلية والناش ئة وادلوام‬
‫‪214‬‬
‫الازيل‪.‬‬
‫واملرشولة‪ :‬بأقساهما اليالثة او الس تة ترتكب بنفي سوابقها مع ادلّ وامني ‪ .9‬فلها مخسة عرش او ثالثون‪.‬‬
‫والوقت ّية‪ :‬بأقساهما الاربعة ترتكب بنفي سوابقها‪ .‬وادلوامني‪ ،‬فلها اإما اربعة ‪ 9‬وعرشون او اربعة واربعون‬
‫‪.4‬‬
‫لك ما اكن آخص مهنا‪ .‬فلها ‪ 1‬مخسة عرش‪...‬‬ ‫وبرشط احملمول‪ :‬ترتكب بنفي ّ‬
‫خص‪ .‬ومن وجه‪ ،‬مفن وجه‪.‬‬‫خص آ ّمع‪ ،‬وبنفي الا ّمع آ ّ‬‫والضابط يف نس ّبا‪ :‬ان املقيد بنفي ال ّ‬
‫برس الرتتبب‪ ..‬والالرضورة يه الامتان ‪ 1‬ا ّل ان‬ ‫‪6‬‬
‫فاذا فرغنا من الرضورة ‪ ،‬فلنرشع يف الالرضورة ّ‬
‫الامتان اي هجة اكن فالالرضورة اليت يه معناه تترصف يف اجلابب الخر‪ ..‬وابلعكس فهام مرتادفان ‪،8‬‬
‫متخالفان ‪ .2‬ومن هنا يقال‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬يف الاصل ايخمطوط كذا‪ .‬ولعل معناه‪" :‬بظر ارعى الرعاة" ع‪.‬ب‪.‬‬
‫‪ 9‬اذلايت والازيل‪.‬‬
‫‪ 9‬بعد الوصفية واحدة‪.‬‬
‫‪ 4‬بعد الوصفية س تة‪.‬‬
‫‪ 1‬بعد الوصفية س تة‪ ،‬والوقتية اربعة مع ادلوامني‪.‬‬
‫‪ 6‬وايض ًا الرضورة عقيل ورشعي ووصفي‪ .‬والاول هو هنا‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬احلاصل‪ :‬اإن ذكرهتام وجعلهتام هجة فالمتان آ ّمع‪ ،‬اذ يقع عىل بفسه‪ .‬والالرضورة فيه يقع عىل جابب الاخر ايخمالف‪ .‬فان‬
‫بدلت الامتان ابلالرضورة ‪ ،‬جيمتع النقيضان‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 8‬مأ ًل‪.‬‬
‫‪ 2‬ابعتبار املتان‪.‬‬
‫‪#287‬‬

‫اكن الامتان بقيض الرضورة ‪ 7‬وا ّمع مهنا ‪ .9‬وان اكن ابلمتان متعلق ًا ابحملمول فالقضية رضورية ‪ ..9‬فزيد قامئ‬
‫تتصور بصور كيةرة؛ كام يف الرشلية ‪ 1‬ابللزوم‬ ‫ابلمتان ابلرضورة‪ .‬ملّا اكن الامتان لرضورة‪ ،‬والرضورة ّ‬
‫‪4‬‬

‫واذلهنية ابلبداهة‪ ..‬والقضية البس يطة ابلوجوب ‪ .6‬كذكل الامتان يتلون ‪ ،1‬والوجوب ذايت يف مادة الرضورة‬
‫‪ 8‬الازلية والناش ئة‪ ،‬وابلغةر يف غةرهام‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ابلقوة املس ّمى ابلس تعدادي‪ ،‬ولبس من ّ‬
‫املوهجات‪.‬‬ ‫وقد يكون الامتان مقاب ًال للمطلق ‪ .‬اي الامتان ّ‬
‫‪215‬‬
‫املسمى ابلشك‪ ،‬والاحامتل‬
‫ّ‬ ‫والامتان اذلايت املقابل للرضورة اذلاتية اخلارجية ليس تلزم الامتان اذلهين‬
‫املقابل للرضورة اذلهنية املس ّماة ابليقني والبداهة والعمل‪.‬‬
‫ومن هنا يقال يف بداهة الومهيات احملسوسة يف العلوم العادية ‪" : 72‬ان الامتان اذلايت لينايف اليقني‬
‫العلمي" ‪ ،77‬فبحر الـ "وان" لبس بـ "دوشاب" ‪79‬وجبل "سببان" لبس بـ "بشكر" يف الش تاء‪ ،‬وعسل يف‬ ‫ّ‬
‫‪74‬‬ ‫‪79‬‬
‫خاص‪ .‬والبس يط‪ :‬اإما مقابل املطلقة ‪ ،‬اي لدامئ ًا‪ ..‬اي‬
‫الصيف والامتان بس يط‪ ،‬اي عام ومركب‪ ،‬اي ّ‬
‫ابلفعل‪ ،‬فهو‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬ابعتبار ان معناه الالرضورة‪.‬‬
‫‪ 9‬فظاهر فزيد قامئ ابلرضورة ابلمتان‪.‬‬
‫‪ 9‬اما يف بفس الامر فقط او فاهام‪.‬‬
‫‪ 4‬اي القيام املمكن رضوري‪ .‬وكذا ان جعلت الالرضورة قيد احملمول فتكون املعىن‪ :‬آن القيام الواجب ممكن‪ .‬اي عدم‬
‫القيام الواجب لبس برضوري‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬الامتان املقابل هو التفاق‪.‬‬
‫‪ 6‬اذ الوجوب اذا اكن احملمول وجود ًا رضورة‪.‬‬
‫‪ 1‬اكلمتان والتفاق والشك‪.‬‬
‫ذايت‪.‬‬
‫‪ 8‬اي موجباهتام‪ ،‬اما سوايّبام فالعدم ّ‬
‫‪ 2‬اي للرضورة برشط احملمول وهو املطلقة‪.‬‬
‫‪ 72‬اي عمل هو العادة‪.‬‬
‫‪ 77‬لن اليقني العلمي احلاصل من الومهيات ليزول مامل جي عن دليل وامارة‪ .‬اذ الاصل البقاء عىل حاهل‪(.‬تقرير)‬
‫اذلايت‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 79‬اي الن ابليقني العلمي‪ ،‬وان اكن ابلمتان ّ‬
‫‪ 79‬الاوىل‪" :‬لبس مبِ ْعلَ ٍق (ابجغك)‪ ،‬او "لبس خبزب (ينان) ليناسب يف الالك ايض ًا‪ - .‬للتاتب‪.‬‬
‫‪ 74‬الالدوام والالالق وابلفعل وبرشط احملمول مرتادف‪ .‬ا ّل ان الامتان املقابل لالخةر غةر ما يقابل ماتقدم‪(.‬تقرير)‬
‫‪#288‬‬
‫الامتان الاس تعدادي ‪ .7‬ومايقابل البداهة فالمتان اذلهين‪.‬‬
‫مث مايقابل الازلية والناش ئة ‪ ،9‬فالمتان اذلايت‪ ،‬بظةر الوجوب اذلايت‪ .‬ومايقابل الرضورة اذلاتية‬
‫احليين ‪ 9‬اي يف حني ما من احيان‬
‫العا ي‪ .‬ومايقابل الوصفيّة بأقساهما‪ ،‬فالمتان ّ‬
‫والوجوب ابلغةر‪ .‬فالمتان ّ‬

‫‪216‬‬
‫‪ 4‬الوصف اليت ثبت الرشلية يف لكها‪ .‬وما يقابل الوقتية املعينة فاإمتان وقيت‪ ،‬وما يقابل املنترشة اي وقت ما‬
‫اكلنكرة فاذلي يقابلها ويضادها الامتان ادلامئي احمليط اذلي ليفلت من يده الفرد ما ايخمتفى‪ .‬ومايقابل الرضورة‬
‫برشط احملمول املس تلزم للمقابةل للك الرضورات‪ ،‬اإمتان وقوعي‪ .‬ويسمى امتا ًان ‪ -‬حبسب بفس الامر ‪ -‬ان اكن‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫خاص ًا‪.‬‬
‫كب اي ّ‬ ‫بس يط ًا وامتان اس تقبايل لبس ا ّل ان اكن مر ّ‬
‫ان لالمتان العام البس يط املتضمن لالرضورة ما‪ ،‬اذلاهب اىل جابب اخلالف مركبات بسبب كوبه آ ّمع‬
‫خص من الرضورات الاحدى عرش‪ ،‬وادلوام اليالث واملطلقات امخلسة ‪ ،1‬ومن اشهرها‬ ‫بنفي لك ما اكن آ ّ‬
‫اخلاص ‪ 8‬واجلواز‪ .‬ويف اذلهنية ابعتبار‬
‫الامتان املتضمن للالرضورة اذلايت‪ ،‬واملقيد ايض ًا‪ ،‬املسمى ابلمتان ّ‬
‫الوقوع‪ ،‬ويف غةرها ابعتبار الايقاع‪ ،‬املسمى ابلشك والرتدد والاحامتل‪.‬‬
‫فاذا فرغنا من الرضورة والالرضورة فلنمتسك ابذايل ادلوام والالدوام‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬وهو غةر الامتان الوقوعي الاليت‪ .‬لن يف هذا لجيوز امحلل‪ ،‬فاليقال‪" :‬النطفة انسان" ابلمتان الاس تعدادي خبالف‬
‫الوقوعي‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اذ الناش ئة والازلية بظةر الوجوب اذلايت وان مل يكن احملمول وجود ًا‪.‬‬
‫‪ 9‬اكلتاتب عاحك‪ .‬ابلمتان اي ان البتاء لبس برضورة هل مادام اكتب ًا‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬اذ مايقابل مجيع اوقات الوصف احلني‪.‬‬
‫‪ 1‬وهو الرصف احلايل يف اللك‪ ،‬ملقابلته املطلق‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 6‬فالس تقبال معترب يف احملمول‪ .‬لبه سلب مطلق الرضورة من اجلاببني‪ .‬وهو لميكن ا ّل يف الاس تقبال‪ .‬لبك اإن قلت‪:‬‬
‫"زيد قامئ" مثال ابلمتان اخلاص‪ ،‬واردت سلب الرضورة ابقسامه من اجلاببني‪ ،‬اكن املعىن‪" :‬ان الرضورة القيام مطلق ًا‪،‬‬
‫مسلو ًاب يف العدم والوجود وهو حمال‪ ..‬ا ّل ان تعترب يف الاس تقبال ‪ ،‬ابن تقول فاها‪" :‬غدا‪ ....‬مثال‪ .‬اي ان قيامه وعدمه‬
‫برضوري الن‪ ،‬لبه عدم ولحيمك عليه هبا‪(.‬تقرير)‬
‫ّ‬ ‫الين لبس‬
‫‪ 1‬الاربعة الوقتية واملطلقة‪.‬‬
‫لك واحد مهنا‪ ،‬اكلعا ّم‪ .‬وقد يقابل الرابع واخلامس والسادس والسابع مع ًا‪ .‬وهو لبس‬ ‫‪ 8‬ايض ًا اي الامتان اخلاص يقابل ّ‬
‫برصف‪( .‬تقرير)‬
‫‪#289‬‬

‫اعمل! ان ادلوام مشول الازمان‪ ،‬كلك لالفراد‪ .‬ويتضمن املوهجة ليالث قضيات‪ ،‬وقد يكون املقصود‬
‫احدها‪ .‬فينص علاها‪ .‬ويف ما اكن املراد القضية املس تفادة من اجلهة‪ ،‬يقال يف موعع هذا ذاك دامئ ًا‪" .‬مابرح‪،‬‬
‫الوصفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ماا ّ‬
‫بفك‪ ،‬مازال‪ ،‬مافئت" وبظائرها وامثالها يف ادلوام اذلايت‪ ...‬و"مادام" ومايرادفه يف ادلوام‬

‫‪217‬‬
‫الازيل‪ ..‬ويدل عليه از ًل وابد ًا ورسمد ًا‪ .‬ويف القدم‪ ،‬سواء اكبت قصد ًا‬‫مث ان لدلوام اقساما ثالثة‪ :‬ادلوام ّ‬
‫او قيد ًا‪ .‬وهذا ادلوام ملّا اكن آ ّمع مطلق ًا من ّاولييت الرضورايت‪ ،‬ومن وجه من الباقيات‪ :‬تقيد وتركب بنفي لك‬
‫مهنا‪.‬‬
‫وادلوام اذلايت‪ :‬ملا اكن آ ّمع مطلق ًا من اليالثة الاول من الرضورايت وادلوام الازيل‪ ،‬ومن وجه من بوايق‬
‫الرضورايت‪ ،‬يركّب مع بفي ّ‬
‫لك مهنا‪.‬‬
‫لك مهنا سواء‬ ‫وادلوام الوصفي‪ :‬سو ًاء اكن الوصف ايض ًا دامئ ًا لذلات‪ ،‬او ل آ ّمع مما س بق‪ ..‬يرتكب مع بفي ٍ‬
‫املرصح او قيده‪.‬‬
‫اكن هو ّ‬
‫اما الالدوام‪ ،‬املتضمن للمطلقة العامة اليت "الالالق" قيدها املرادف لبالفعل‪ .‬اما غةر منظور فاها اىل‬
‫وصفي او‬
‫الوقت‪ ،‬ويه املطلقة العامة العامة‪ .‬واما منظور فاها للوقت‪ ،‬وهو اإما معني او مّبم‪ .‬ولك مهنام اإما ّ‬
‫ذايت‪ .‬فالفرق بني وقت الرضورة ووقت املطلقة يف التعبةر؛ آن تقدمي املطلقة عىل الوقتية عالمة املطلقة‪ .‬وتقدمي‬ ‫ّ‬
‫الوقتية علاها‪ ،‬عالمة الرضورة‪ .‬والفرق بني مركب الرضورة وبس يطها؛ آن امس البس يط مركب مع املطلقة‪،‬‬
‫واملركبة بس يط‪.‬‬
‫مث ان للمطلقة "بأقساهما امخلسة" ال ّمع من لك ماس بق غةر‪ ،‬برشط احملمول والامتان العام حتصل لها‬
‫مركبات بعدد بفاها‪ .‬ومن اشهرها‪ :‬املقيدة ابلالدوام اذلايت املسامة ابلوجودية الالدامئة‪ ..‬وابلالرضورة اذلاتية‬
‫املس ّماة ابلوجودية الالرضورية‪.‬‬
‫فاعمل! ان النسب يف املنطق كببت العنكبوت‪ ..‬وبواسطهتا تصطاد الصفات العالية اليت لها تعلّق همم‬
‫ملقاصد املنطق‪ ،‬واليت اكلجناس للمتناس بات‪.‬‬
‫ومما جيب التنبيه هل؛ ان الامتان العام آ ّمع من الرضورة‪ ،‬وهو بفي الرضورة‪ .‬فأمعيته ابعتبار اجلابب‬
‫املوافق‪ ،‬وا ّل فنقيضه‪ .‬وهل حبسب الاس تعامل بوعان‪ :‬انظر اىل الوجود‪ ،‬هو آمع من الواجب‪ ..‬وانظر اىل‬
‫العدم‪ ،‬هو آ ّمع من املمتنع‪.‬‬
‫‪#290‬‬

‫املوهجات؛ لبرشط ش ‪ ،‬لبرشط لش او برشط ش ‪ ..‬والا لتان‬ ‫وايض ًا‪ :‬آن القيود يف تعاريف هذه ّ‬
‫املنترشة مباينة للوقتية‪ .‬فالهبام غةر ّ‬
‫متعني للقيدية‪.‬‬
‫وايض ًا‪ :‬كام آن القضية تنحرف عن لبيعهتا ابعتبار السور؛ ك "احليوان ّ‬
‫لك الانسان"‪ .‬وقد تكون همملهتا‬
‫يف ّقوة اجلزئية او اللكية ‪ .‬كذكل‪ ،‬املوهجة تنحرف عن لبيعهتا واملهمةل عن اجلهة‪ ،‬قد تكون يف قوة املرشولة‬
‫او العرفية؛ حبمكة‪" :‬آن احلمك عىل املش تق" او مايف حمكه يدل عىل علّية مأخذ الاش تقاق‪ ،‬او ظرفية للحمك‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫وقد تلتبس همملهتا عىل الاذهان‪ ،‬اليت حبسب الصورة من الرضورات الناش ئة‪ ..‬وحبسب احلقيقة من‬
‫العرفية واملرشولة‪ .‬ويه فامي تنقلب صورته النوعية حقيقة‪ ،‬او حكامً اىل غةره؛ ك "املاء اثقل من الهواء"‪ .‬او‬
‫"الالف لتتحرك"‪ .‬ومن هنا يقال‪ :‬العرفية واملرشولة مع كون العنوان عني اذلات‪ ،‬توجد بدون ادلوام اذلايت‬
‫والرضورة اذلاتية‪.‬‬
‫اعمل! آن الالكم الواحد قد يتضمن قضااي متعددّة‪ ،‬ابلنظر اىل قيوداته‪ .‬ففي اي قيد متركز القيد‪ ،‬تأصل‬
‫يتلون بأشتال متنوعه‪ ،‬حىت قد يس تخدم مااكن خمدومه‪.‬‬ ‫واس تتبع اخواته‪ ..‬ف ّ‬
‫وللضبط وعدم الابتشار اخترص لنا القضااي والاشتال اختصار ًا‪ .‬ففي شلك من املوهجات املرك ّبة اللكية‬
‫ُض القضااي الضمنية‬‫قد تشتبك اربعة اشتال يف شلك‪ ،‬والنتيجة الواحدة متزتج فاها اربعة بتاجئ‪ ،‬املس تخرجة من ّ‬
‫من الصغرى اىل الكربى او توابعها‪ .‬مفن هنا‪ ،‬قس ّموا املوهجة اىل املركبة ايض ًا‪.‬‬
‫مث ان اجلهة والسور معينان‪ ،‬لبس ببهنام ترت ّب لبيعي كام يف معاين عمل املعاين‪ ،‬فكام يقدّ م اجلهة عىل‬
‫السور؛ يتقدم هو علاها معىن‪ ،‬فتكون اجلهة كيفيّة للقضية املس تفادة من السور‪ .‬فيكون الالالق ابلنس بة اىل‬
‫الزمان املايض واحلارض‪ ..‬والامتان ابلنس بة اىل زمان الاس تقبال وقس!‪ ..‬وقد يتومه ان تقدم السور عىل‬
‫اجلهة‪ ،‬يس تلزم اللك الافرادي‪ .‬وتأخره يفيد اللك الاجامتعي‪ .‬وامتان الش حبسب الافراد‪ .‬مع قطعيته قد‬
‫يتطرق الشك اليه حبسب الاجامتع‪ .‬لن كيةر ًا مايتودلّ احملال من اجامتع املمكنني‪.‬‬
‫‪#291‬‬

‫ومما يدل عىل املرشولة اخلاصة‪ ،‬والعرفية اخلاصة‪ ،‬والوقتية واملنترشة‪ ،‬بل املركبات مطلق ًا املفهوم من‬
‫ابلظن‪ ،‬فيكون القضية بس يطة لفظ ًا‪ ،‬مركبة معىن‪ .‬وملا‬ ‫املفهوم ايخمالف بأبواعه ّ‬
‫املعرب يف املقام اخلطايب املكتفي ّ‬
‫اعطروا للتقييد والرتكيب لفظ ًا‪.‬‬
‫مل يكتف اهل الاس تدلل ابلظن‪ّ ،‬‬
‫[تنبيه‪ :‬الرضورة تطلق عندمه ‪ ...‬اخل] ‪7‬اعمل! آن موعوعية املوعوع غةر محموليته‪ ..‬وغةر محمولية احملمول‬
‫واجلهة كيفية لالول‪ .‬فان محمولية الواجب الا ّمع لبس برضورية مع رضورية القضية؛ كـ "الانسان حيوان" ويف‬
‫اخلاصة الفارقة موعوع ّيهتا رضورية‪ ،‬دون محمول ّيهتا‪ ..‬كـ "التاتب انسان" ابلرضورة‪.‬‬
‫ّ‬
‫مث اعمل! ان القضية كام ترتكب ابعتبار القيود املشهورة‪ ،‬كذكل ترتكب وتتعدد ابعتبار تعدد املوعوع او‬
‫احملمول لفظ ًا ‪ 9‬او يف حمكه ‪ 9‬وقيل او معىن‪ ..‬فان اكن اجلزؤ جزئي ًا‪ ،‬او جزء ًا محمو ًل؛ اكن قياس ي ًا‪ .‬برس ان‬
‫الك‪ ،‬وهو محمول عىل‬‫احملمول املتعدد ‪ -‬كام ذكر ‪ -‬يس تلزم ح ّل جزئه عليه ابلرضورة الوصفية‪ ..‬ابعتبار كوبه ّ‬
‫موعوع قض ّيتنا ‪ .‬فابتج ابلشلك الاول التابع بتيجته اإن اكن الكربى وصفيّة للصغرى يف اجلهة‪ ..‬ويه اصل‬
‫قضيتنا‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫فالقضااي املس تخرجة ابعتبار تعدد احملمول‪ ،‬توافق اصل القضية يف المك والكيف واجلهة‪ .‬واما ابعتبار‬
‫تعدد املوعوع فتس تخرج بصةرورة املوعوع "اللك موعوع ًا جلزئه" ‪4‬ابلبداهة‪ ..‬وهو موعوع احملمول القضية‪.‬‬
‫فثبت ابلشلك اليالث ثبوت احملمول للجزء بعض ًا‪ ،‬وهو املطلوب‪ ..‬الا ان هذه توافق الاصل يف الكيف فقط‪،‬‬
‫دون المك لبه ودل اليالث‪ ..‬ودون اجلهة‪ ،‬لن بتيجته اتبعه للعكس‪ .‬والعكس لحيفظ اجلهة بعيهنا‪.‬‬
‫اعمل! آن الوجوب والامتان‪ ،‬والامتناع املضافة اىل الوجود‪ ،‬والعدم‪ ،‬وبقائضها كيةر ّما تتبادل يف‬
‫التعاكىس يف بعضها‪ .‬كنظةر "زلزل"‪ ..‬من وجب وجوده وامتنع عدمه‪ .‬وميكن لجيب‬ ‫ّ‬ ‫املواعع‪ ..‬برس التالزم‬
‫تعاكىس‪ ،‬كام يف بعض املنفيات؛ كـ "لجيب وجوده ولميتنع عدمه"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ولميتنع‪ .‬وغةر‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪..99 /‬‬
‫‪ 9‬اكلقامئ القاعدحيوان‪.‬‬
‫‪ 9‬اكلزيدان القامئان‪.‬‬
‫‪ 4‬اكلقامئ القاعد قاعد‪ ،‬والقامئ القاعد حيوان‪.‬‬
‫‪#292‬‬
‫‪7‬‬
‫[فصل الرشل ّية اىل اخل]‬
‫اعمل! ان الرشلية عند اهل النقل‪ ،‬وكذا الشافع ّية‪ ،‬حمكها يف اجزاهئا‪ .‬وعند اهل العقل‪ ،‬وكذا احلنفية‪،‬‬
‫الاولون‪ :‬مبفهوم ايخمالف للرشط دون الاخرين‪..‬‬ ‫حمكها فامي ببهنا‪ .‬ومن هنا يتودل ببهنم اختالف هم ّم‪ .‬حىت قال ّ‬
‫ترصفه يف الايقاع"‪ .‬ومن هنا‬‫برس آن القول الاول‪" :‬عىل ان ترصف الرشط يف الوقوع والقول الياين "عىل ابه ّ‬ ‫ّ‬
‫لغو ‪ ..‬لن اجلزاء هو العةل‪ ..‬ومل يصادف‬ ‫حر"‪ .‬وعند الشافعي ٌ‬ ‫املكل‪ .‬اعين‪" :‬اإن ملكت هذا فهو ّ‬ ‫تتودل مس ئةل ُ‬‫ّ‬
‫برس تقييد الايقاع‪ ..‬وكذا‬‫حم ّال قاب ًال بسبب عدم تقييد الايقاع‪ .‬وعند الياين تنعقد العل ّية بعد وقوع الرشط‪ّ ،‬‬
‫برس التوحيد بلكمته‪ .‬وعند الاخر‪:‬‬ ‫اختالفهم يف املس تثىن‪ ..‬فعند الاول‪ :‬بقيض احلمك الوقوعي للمس تثىن‪ّ ،‬‬
‫بقيض احلمك الايقاعي ‪ ،9‬اي املس تثىن ‪ 9‬مسكوت عنه‪.‬‬
‫مث الرشل ّية تنقسم ابعتبار احلمك وكيفيّته‪ ،‬واملقدّ م والتايل‪ ،‬وابعتبار السور‪ ..‬فالنس بة ا ّما عنده‪ ،‬او عنه‪..‬‬
‫فالول‪ :‬اإما فيه ما يتأمهل اذلهن‪ ،‬لينتقل اىل التايل ببّن ًا‪ ..‬او غةر ّبني‪ ،‬فلزوميّة‪ ،‬ومظاهنّ ا‪ :‬ان احتد لرفا لك مهنام‪،‬‬
‫لك مادة مهنا‬‫الاخص واملساوي يف ّ‬ ‫املسورات واملوهجات‪ .‬جفعل ّ‬ ‫اي من املقدم والتايل عىل الرتتبب نسب ّ‬
‫مقدّ م ًا‪ ..‬والا ّمع واملساوي الخر اتلي ًا‪ ..‬او ل عىل الرتتبب‪ ،‬مفظاهنا العكوس‪ .‬فاجعل الاصل مقدم ًا والعكس‬
‫اتلي ًا‪ ،‬للزوم العكس لصهل‪ .‬وان احتدا يف لرف ‪ ،4‬فالبد ان يكون الطرفان الخران متساويني‪ .‬او آ ّمع او‬

‫‪220‬‬
‫ورس اللزوم اس تلزام محل الش عىل املساوي‪ .‬او وصفه هل محهل‪ .‬او وصفه للمساوي الاخر‪.‬‬ ‫اخص‪ّ .‬‬
‫ومن مظان اللزوم ايض ًا‪ ،‬جعل ادلليل مقدّ م ًا والنتيجة اتلي ًا‪ ،‬للزوهما ‪ 1‬ايض ًا‪ ..‬وان مل يتحدّ الالراف يف‬
‫املقدم والتايل مفظاهنا يف لك مايكون من مقول الاعافة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬لكنبوي ص‪ 94 /‬س‪.79/‬‬
‫‪ 9‬وهو السكوت‪.‬‬
‫‪ 9‬اي اثبت‪.‬‬
‫‪ 4‬ابن اكن موعوع املقدم والتايل واحد او احملمول‪(.‬تقرير)‬
‫لك عاحك حيوان‪ .‬ولكام اكن‬ ‫لك انسان انلق ًا‪ ،‬اكن لك انسان عاحتاً‪ .‬او كلكّام اكن ّ‬
‫لك انلق حيوا ًان‪ ،‬اكن ّ‬ ‫‪ 1‬كلكام اكن ّ‬
‫لك حيوان جسم‪ ،‬اكن لك انسان جسم‪ .‬ولكام اكن لك انسان انلق‪ ،‬اكن لك انسان حيوان‪(.‬تقرير)‬
‫‪#293‬‬

‫والنس بة؛ كفعال املتعدية‪ :‬اإن اكن هذا فاعهل‪ ،‬فذاك مفعوهل‪ .‬او فوق وحتت‪ ..‬او معابد ًا مفعابد‪ ..‬او آ ًاب فابن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن مظاهنا ايض ًا مافيه علّية عق ًال ‪ 7‬او رشع ًا ‪ 9‬عادة او س ببيّة ‪ 9‬وعالقتيته ‪ 4‬سواء اكبت الاوىل‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬
‫معلو ًل او اليابية ‪ ،‬او الكهام لش آخر‪ .‬واذا ّاحتد املقدم والتايل يف املنفصةل‪ ،‬مفظاهنا التناقض‪ .‬و ّ‬
‫برس آن‬
‫‪8‬‬
‫لك متصةل وعني اتياها مابعة‬ ‫متصةل‪ .‬وبقيض اتياها مابعة امجلع‪ ..‬وبقيض مقدّ م ّ‬
‫املنفصةل ترتكب من عني مقدم لك ّ‬
‫اخللو‪ ..‬وتعرف ابملقايسة ابواع املنفصالت مما ذكران‪ ،‬بدخول النفي عىل التايل او عىل املقدم يف املتصةل‪ .‬ومما‬
‫جيب التنبيه هل‪ ،‬آن الرشلية كيةر ما تتلبس بغةر لباسها‪ ..‬وكيةر ماتعرص فيتقطر مهنا روُحا‪ ،‬فيدخل يف لفظ‬
‫مفر ٍد لكزومه هل‪.‬‬
‫اعمل! آن الرتتبب بني جزيئ املتصةل ترت ّب لبيعي دون املنفصةل‪ .‬وذلا ل عكس لها‪ ،‬فال عليك كيف‬
‫برس آن احلمك املتصةل وهو اللزوم مث ًال من مقول الاعافة اليت ختتلف بوعاها‪ ،‬اكلولدة املتنوعة اىل‬ ‫رتبت‪ّ ..‬‬
‫الابوة والبنوة‪ ..‬والرضب اىل الضاربية واملرضوبية‪ .‬وعناد املنفصةل من املامتثةل الابواع‪ ،‬اكلخوة واملساواة‬
‫وقس!‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اكإذا للعت الشمس وجد ايهنار‪.‬‬
‫‪ 9‬اكإذا بلغ الصيب العاقل فالصالة واجبة‪.‬‬
‫‪ 9‬كن جئتين اكرمتك‪..‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ 4‬اكإذا ارتفع ادلخان‪ ،‬فالنار‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 1‬اي املقدم‪ ..‬اي يف اخلارج‪ .‬لن يف اذلهن ملزومية املقدم ولزمية التايل معلوم من لور الالكم دامئ ًا‪.‬‬
‫‪ 6‬العةل مااكن موجب ًا ومؤثر ًا‪ ،‬او السبب مااكن موص ًال وهم ّيئ ًا‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 1‬اي التايل‪.‬‬
‫بتعرف‪.‬‬
‫‪ 8‬متعلق ّ‬
‫‪#294‬‬

‫لك بقيض الخر للعناد يف‬ ‫مث املنفصةل حقيقيّة‪ ..‬اإن ذكر الش مع بقيضه او مساويه‪ .‬واس تلزم عني ّ‬
‫الصدق‪ ،‬وابلعكس للعناد يف الكذب‪..‬ويه بدهي ّية ‪ 7‬التصور؛ وان تعدّ د اجزاؤها يف الظاهر‪ ،‬فباحلقيقة‬
‫لك او بقيضه لعني احد الاجزاء او بقيضه‪ .‬ا ّل آن ينظر اىل اجملموع وهو غةر‬ ‫متعدّ دة‪ ...‬وا ّل لزم اس تلزام عني ّ‬
‫متعارفة‪.‬‬
‫الاخص من بقيضه ‪ ،9‬واس تلزام عني لك بقيض الخر ‪ ،9‬ل ابلعكس‪،‬‬ ‫مث مابعة امجلع؛ ماذكر الش مع ّ‬
‫التصور مس تفادة من مفصةل حقيقية صغرى‪ ،‬ومتصةل لزوميّة كربى‪.‬‬ ‫او مطلقة عىل املعىن الا ّمع‪ ،‬ويه بظرية ّ‬
‫هكذا‪ :‬يف "اإما انسان ‪ 4‬وا ّما فرس"‪ ،‬اإما ‪ 1‬انسان او ل انسان‪ .‬ولكام اكن فرس ًا‪ ،‬فهو ‪ 6‬ل انساان ‪ .1‬مفعابد الالزم‬
‫‪ ،8‬معابد امللزوم ‪ 2‬فاإما انسان وإاما فرس‪.‬‬
‫ومابعة اخللو؛ ماذكر الش مع الامع من بقيضه‪ ،‬واس تلزام بقيض لك عني الخر‪ .‬لابلعكس‪ ..‬او مطلق ًا‬
‫عىل املعىن الا ّمع‪ .‬وايض ًا بظرية مس تفادة من منفصةل حقيقية صغرى‪ ،‬ومتصةل لزومية كربى‪..‬‬
‫من بظةر الشلك الاول هكذا‪ :‬يف "اما ل انسان واما ل فرس" اما ل انسان وا ّما انسان ابلبداهة‪ .‬ولكام‬
‫برس الاخص ّية‪ .‬فابتج‪ :‬اإما ل انسان‪ ،‬اإما ل فرس‪.‬‬ ‫اكن انسا ًان فهو لفرس ّ‬
‫اعمل! ان الابفصال ابقساهما لخيتص ابلقضااي‪ ،‬بل قد يكون يف املفردات‪ .‬سواء اكن محمو ًل او قيد ًا من‬
‫قيوده‪ .‬واملنار علاها تأخّر اداة الابفصال عن املوعوع او احملمول‪ ..‬وكذا املتصةل قد تتأخر اداهتا‪ ،‬ا ّل آبه لفرق‬
‫بني التقدم والتأخر فاها‪ .‬ويف املنفصةل مع املرددة احملمول اإن تقدّ م اداة الابفصال‪ ،‬مفابعة امجلع‪ ..‬وان تأخرت‬
‫صارت حقيقية؛ كـ "اإما لك عدد زوج وإاما لك عدد فرد"‪ ،‬مابعة امجلع فقط‪ .‬ولك عدد اإما زوج وإاما فرد‪ .‬يف‬
‫املرددّة حقيقية‪ .‬وسرتى لهذا الفرق وقع ًا‪.‬‬
‫برس آن ملزوم اللك ملزوم‬ ‫مث املتصةل املوجبة تتعدد مع حمافظة المك والكيف‪ ..‬واللزوم بتعدّ د التايل‪ّ .‬‬
‫اجلزء الالزم لللك ابلبداهة‪ .‬ويف السلب ل الالجزئي ًا‪ ،‬ويف‬
‫‪---‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ 7‬اذ ابده البدهييات عند العقل عناد النقيضني‪.‬‬
‫‪ 9‬اكلفرس‪ ،‬فابه اخص من الال انسان‪.‬‬
‫‪ 9‬اذ فيه عناد الصدق فقط‪.‬‬
‫‪ 4‬مابعة امجلع‪.‬‬
‫‪ 1‬منفصةل صغرى‪.‬‬
‫‪ 6‬ملخص ادلليل‪.‬‬
‫‪ 1‬وهو الالانسان يف الصغرى‪.‬‬
‫‪ 8‬وهو الالانسان يف الكربى‪.‬‬
‫‪ 2‬وهو الفرس يف الكربى‪.‬‬
‫‪#295‬‬

‫تعدّ د املقدّ م ‪ 7‬ابلعكس‪ ،‬كزلزل‪ ..‬برس اس تلزام عدم اس تلزام اللك للش عدم اس تلزام اجلزء هل‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫اخللو املركبة من مخسة اجزاء‬
‫واملنفصةل‪ :‬فتذكر املزيان ‪ ،‬تتعدد بتعدد الاجزاء‪ .‬حىت ان املابعة امجلع‪ ،‬او ّ‬
‫عرشة قضااي ممزتجة وقس!‪..‬‬
‫اعمل! ان سلب ّ‬
‫املتصةل مساو ملوجبة املنفصةل‪ ،‬او آمع‪ .‬وسلب املنفصةل‪ ،‬اإما مساو ملوجبة املتصةل‪ ،‬او‬
‫آمع‪ .‬لن سلب اللزوم اإما عناد‪ ،‬او ابفصال‪ .‬وسلب العناد اإما لزوم‪ ،‬او ات ّصال اتفايق‪ .‬وسلب منع امجلع‪ ،‬جواز‬
‫امجلع‪ ،‬اي التصال‪ ،‬وسلب منع اخللو‪ ،‬جواز الكذب‪ .‬وماثبت للمساوى او الا ّمع ييبت للمساوي والاخص‪.‬‬
‫مث ان الرشلية‪ ،‬سورها كجهة امحلليات تنظر اىل الاوعاع احلاصةل من الازمنة؛ كام يف "مىت"‬
‫وبظائرها‪ .‬او الامكنة؛ كام يف "اين" ومرادفاهتا‪ .‬او الاحوال؛ كام يف "كيفام" وما يتضمهنا‪ .‬او احليثيات؛ كام يف‬
‫"حيامث" واش باهه‪.‬‬
‫واما "من" ‪9‬و"ما" مع اس تغراقهام ‪ ،4‬سور املقدم امحللية معىن‪ ..‬ل الرشلية‪ .‬فشخصيهتا ابعتبار الوقت‬
‫املعني ‪ 1‬بلفظ مس تقل؛ كام يف "الن" و "اليوم" وامثالها‪ .‬او ابلتضمن‪ ،‬ويه قوة اللكية يف ُكربوية الشلك‬
‫الاول‪.‬‬
‫وهجات الوقتية ‪ 6‬املطلقة واملطلقة الوقتية يف امحللية‪ ،‬سور الشخصية ‪ 1‬هنا‪ .‬فان مل يدل عىل بيان مكية‬
‫الاوعاع؛ كام "ان" و "اذا" و "لو" و "او"‬
‫و "اإما" ‪8‬بال تقييد‪ ،‬وبظائرها ومايفيدها مفهمةل يف قوة اجلزئية يف مقام الاس تدلل ‪ .2‬وقد تكون يف قوة‬
‫اللكية يف مقام اخلطاب‪ .‬فان‬

‫‪223‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اي السالبة انظرة اىل املقدم‪ ،‬فتتعدد بتعدده‪ ،‬دون التايل واملوجبة‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬فان الك يوزن مع لك من الاخرين‪.‬‬
‫فمل لتكون سور ًا؟ ‪ .‬ج‪ :‬لهنام لس تغراق الافراد‪ ،‬ل الاوعاع‪ ،‬فيكون سور ًا‬ ‫‪ 9‬اي ان من "ما" ايضا من لكامت الرشط ِ َ‬
‫للحملية اليت صارت مقدم ًا وعالمة للمهمةل كـ " من ترضب ارضبه"‪.‬‬
‫‪ 4‬يف عمل الاصول‪.‬‬
‫‪ 1‬حيث كـ "اين" للمتان‪ .‬لكنه ا ّمع من "حيث" اذ هو ملطلقه "ايامن اكن وحيث هل"‪ .‬لكن ابعتبار قيود ّممزية؛ كـ "اجلس"‬
‫حيث "زيد جالس" اي جملس عمل او تارة‪ ،‬او الوزراء او غةرها‪.‬‬
‫‪ 6‬ويه رضورة معين ًا ذاتي ًا او عرعي ًا وصفي ًا‪.‬‬
‫‪ 1‬وكذا "من" و "ما" املارين‪.‬‬
‫‪ 8‬يف املنفصةل‪.‬‬
‫‪ 2‬املراد منه اليقني‪.‬‬
‫‪#296‬‬

‫د ّل ‪ 7‬عىل اس تغراق مجيع الاوعاع ‪ -‬ولو حما ًل ‪ -‬لكن آمكن الاجامتع مع املقدم‪ .‬اي مل تنايف الاس تلزام او‬
‫سلبه ‪ ..‬او العناد او سلبه؛ فلك ّية وا ّل جفزئية‪.‬‬
‫فللموجبة املتصةل‪" :‬لكام" و "همام" و "مىت" و "حيامث" و "كيفام"‪ ..‬وكذا‪" :‬ايامن" ولك مايرادفها‪ ،‬او‬
‫يفيدها‪ ،‬او يتضمهنا ‪ 9‬من اجلهات ادلامئية او الرضورية‪ ..‬فان رس هذه كجهات ‪ 9‬امحلليات تنظر اىل الازمنة‬
‫وحنوها‪.‬‬
‫ويف املنفصةل املوجبة هجات ادلوام والرضورة ‪ ..4‬وكذا‪" :‬لحماةل‪ ،‬ولمناص‪ ،‬ولمندوحة‪ ،‬ولخالص‪،‬‬
‫ولبدّ ‪ ،‬وآلبتة‪ ،‬وب ّتة‪ ،‬وبتةل" ولك مايرادفها او يتضمهنا‪ .‬وسور املوجبة اجلزئية فاهام قد تكون‪ ..‬يعىن دخول‬
‫"قد" او مايدل عىل التقليل عىل لك الافعال العامة؛ كـ "حيصل وييبت"‪ .‬والافعال الناقصة؛ كـ "قد يصةر‪،‬‬
‫حىت‪ ،‬قلام‪ ،‬وكيةر ما" ومايرادفه ومايتضمهنا‪.‬‬
‫وكذا اجلهات غةر ادلوام والرضورة اذلاتينني‪ ..‬وللسالبة اجلزئية فاهام دخول حرف السلب عىل لك السور‬
‫اللكية‪ .‬وكذا قد ليكون ابملعىن اذلي ّمر‪ .‬وللسالبة اللكية فاهام لبس آلب ّتة‪ ..‬وكذا تأخر حرف السلب عن سور‬
‫اللكية‪ :‬كـ "دامئا لبس‪ ،‬وابد ًا لبس‪ ،‬وواجب ًا لبس" وقس!‪.‬‬
‫اعمل! ان منشأ اللزوم ‪ 1‬لبد ان يكون هو املقدم وحده‪ ،‬او مع الوعع او الوعع برشط عالقته‪ ،‬وتركيب‬

‫‪224‬‬
‫ببنه وبني املقدم‪ ..‬وا ّل فالوعع يكون اجنبي ًا‪ .‬مفع‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اذا اللفظ ادلال عىل الاوعاع ليكون مراد ًا منه البعض املعني‪ ،‬لتساوي الابعاض‪ ..‬فلزم الرتجيح بال مرحج‪ .‬فاما ان‬
‫يدل عىل اجملموع وهو الواحد الاعتباري‪ ،‬وادللةل عليه جماز‪ .‬واهل الاس تدلل ليرتكبه‪ ..‬واما ان يدل عىل الواحد‬
‫احلقيقي‪ ،‬وهو البعض املّبم وادللةل عليه حقيقة‪ .‬اذ ابلهبام يدور عىل اللك فبش متهل‪ ..‬فمل الرتجيح؟‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اي سواء اكن قيد ًا‪ ،‬او جزء ًا‪ ،‬او مركب ًا‪.‬‬
‫‪ 9‬اي ان امحللية مىت ابعزلت اىل الرشلية ‪ -‬فان اكبت موهجة جفهاهتا تكون سور ًا لها‪ .‬فالرضورة وادلوام اذلاتيان للموجبة‬
‫اللكية مهنام‪ ،‬وللرضورة الوصفية وادلوام كذكل‪ .‬وكذا الرضورة الوقتية املنترشة‪ ،‬والالدوام املّبم للموجبة اجلزئية فاهام ايض ًا‪.‬‬
‫والرضورة الوقتية املعينة والالدوام كذكل للشخصية‪ ..‬والالرضورة لالتفاق فاهام‪ ..‬وكذا اإن بدلت الرشلية ابمحللية تعل‬
‫سورها هجة لها عىل هذا املنوال‪ .‬تأمل!‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬ففاهام املنفصةل واملتصةل مشرتكتان‪.‬‬
‫‪ 1‬اي ان اللزوم لبد ان تكون من جاذبة من لرف‪ ،‬فهئي البتة ليكون من التايل‪ .‬فاإما ما يف املقدم فقط‪ ،‬او مع الوعع‪..‬‬
‫او الوعع وحده بظةر للمرشولية يف امحللية‪(.‬تقرير)‬
‫‪#297‬‬

‫اس تقالهل ابملنشأية كيف يكون وعع ًا‪ .‬مع ابه قد يكون عني التايل‪ ،‬اي اذا اكن الوعع اجنبي ًا‪ ،‬او اكن عني التايل‬
‫وجعلته منشأ لزوم؛ فلزم اس تلزام الش لنفسه وهذايبه‪.‬‬
‫اعمل! ان لفظ اللزوم ايامن صادفته فهو ملخّص قض ّية متصةل‪ ..‬والعناد ايامن صادفته فهو زبدة منفصةل‪.‬‬
‫واعمل ايض ًا! ان املنطق اساسه كشف اللزوم بني التعريف واملعرف ‪ ،7‬وادلليل والنتيجة‪ .‬مفن اللزوم‬
‫ماهو متفاوت الابواع بسبب الترصفات ‪ 9‬يف امللزوم‪ ،‬اكدلليل والتعريف‪ .‬ومنه مالبس هل كيةر ترصف وهو‬
‫لوازم القضااي ‪ 9‬منفردة‪ .‬مفن اللزوم ‪ 4‬ماهو قيايس‪ ،‬اي حتت الضبط‪ ..‬اي قابوين‪ ،‬لكزوم العكسني‪ .‬وكذا العناد‬
‫كعناد املتناقضني‪.‬‬
‫ومهنا‪ :‬ماهو غةر مضبوط‪ ..‬بل يعد عدّ ًا؛ كرشلية الرشليات‪ ،‬اإما ابلبفصال بني الرشليتني‪ ..‬او‬
‫ابلتصال وهو اذلي يسمى بتالزم الرشليات‪ .‬والتالزم‪ ،‬اإما بني متحدة اجلنس‪ ،‬ويه املتصةل ابلنس بة اىل‬
‫املتصةل‪ ..‬واحلقيقية ابلنس بة اىل احلقيقية‪ ..‬ومابعة امجلع ابلنس بة اىل مابعة امجلع‪ ..‬ومابعة اخللو ابلنس بة اىل مابعة‬
‫اخللو‪..‬‬
‫او خمتلفة اجلنس‪ ،‬اكملتصةل ابلنس بة اىل احلقيقية‪ .‬او مابعة امجلع‪ ،‬اما مابعة اخللو‪ .‬واحلقيقية ابلنس بة اىل‬
‫الاخةرين وبني الاخةرين‪ .‬فتكل عرشة اكمةل‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ان التخلف ‪ 1‬ولو يف مادة خيرب ‪ 6‬ببت اللزوم‪ ..‬وان آحتام املتساوية ‪ 1‬متساوية‪ ..‬وان لزم الالزم لزم ‪..8‬‬
‫وان ملزوم ‪ 2‬امللزوم ملزوم‪..‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اذ هام املقاصد‪.‬‬
‫‪ 9‬اي دخل اجلزؤ الاختياري فاهام وهو الرتتبب‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اكجلزئية لزم اللكية مثال‪ ،‬برس الاخص ّية والرضورة اذلاتية‪ ..‬وكذا ادلوام لزم الوصفية‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬الياين‪.‬‬
‫‪ 1‬اي ان ايخمالفة بني الفقهاء ‪ -‬ولو يف واحد ‪ -‬خيرب ببت الاجامتع‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 6‬ابن جيعهل هدف ًا للطوب املاوزرية‪.‬‬
‫‪ 1‬اي لك حمك ثبت للمساوي‪ ،‬ثبت للمساوي الاخر‪.‬‬
‫‪ 8‬فنفيه يس تلزم بفيه‪.‬‬
‫‪ 2‬وبفيه ليس تلزم بفيه جلواز امع ّيته الامعية‪.‬‬
‫‪#298‬‬

‫لالخص ‪ ..9‬وان الا ّمع لزم هل ‪ ..9‬وان سلب اللزوم ‪ 4‬اكلعناد‪ ،‬وسلب‬ ‫‪7‬‬
‫وان ماثبت لال ّمع لك ّيات اثبت ّ‬
‫العناد اكللزوم‪.‬‬
‫وإا ّن قولنا فامي بعد‪ :‬لزم ال ّالزم او مللزوم امللزوم‪ ،‬اشارة اىل قياسني تضمهنام القضية "امحللية"‪ .‬وان السالبة‬
‫تُشرتط بعكس مايشرتط يف املوجبة يف الاكرث‪.‬‬
‫فالقسم الاول اعىن املتحدة اجلنس من املتصةل املوجبة‪ ،‬اللك ّية اللزومية اإن تالزم لرفاهام‪ ..‬فان تعاكس‬
‫تالزما‪ ،‬فلك مهنام لزمة لالخرى برس ان احتام املتساوية متساوية‪ ،‬فايهتام عرفهتا تعرف الاخرى ايض ًا‪،‬‬
‫بقياسني ‪ 1‬مثاهلام ‪:6‬‬
‫ان ملزوم ‪ 1‬ملزوم ‪ 8‬ملزوم الش ‪ ،2‬ملزوم للش ‪ .72‬وان اكبت سالبة فبقياسني ‪ 77‬من الاول‪ ،‬والياين‬
‫مأهلام ‪ :79‬ان ملزوم ‪ 79‬معابد الالزم ‪ 74‬معابد للش ‪ .‬وقس اجلزئيتني‪ .‬وإان اكبت احداهام لزمة الطرفني‪.‬‬
‫والاخرى ملزومة الطرفني‪ ..‬فان اكبت موجبة لك ّية فال تالزم لصةرورة القياس الياين‪ ،‬من الشلك الياين من‬
‫املوجبتني وهو عقمي‪ ..‬وايض ًا ابلتخلف‪ ...‬وايض ًا اللزوم بني الالزمني الامعني يف الاغلب ليس تلزم اللزوم بني‬
‫امللزومني ‪ 71‬اكحليوان للجسم‪ ،‬دون‬

‫‪226‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬الاول بقياس من الشلك الاول‪ :‬مثال‪ :‬احتدا قضيتني يف املقدم‪ ،‬واختلفا معوما وخصوصا يف التايل؛ كلك انلق‬
‫انسان‪ ..‬ولك انلق حيوان‪ .‬فاردان اللزوم ببهنام‪ ،‬فالول بدهيئي‪ ،‬فاجعلها صغرى لالول والياين كربى هل‪ ..‬فينتج الياين‬
‫رصحي ًا وإاما الياين‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬دلخوهل حتته‪.‬‬
‫‪ 9‬فلكام صدّق الاخص صدق الامع‪.‬‬
‫‪ 4‬فلكام صدق العناد صدق سلبه‪.‬‬
‫‪ 1‬يف الاول مفصو ًل او موصو ًل‪.‬‬
‫‪ 6‬لكام انلق فهو انسان‪ ،‬لكام عاحك فهو متعجب‪.‬‬
‫‪ 1‬برس املساواة‪.‬‬
‫‪ 8‬برس البداهة‪.‬‬
‫‪ 2‬برس املساواة‪.‬‬
‫‪ 72‬متعجب‪.‬‬
‫‪ 77‬الاول‪.‬‬
‫‪ 79‬لبس آلبتة‪ ،‬اذا انلق‪ ..‬فرس‪.‬‬
‫‪ 79‬برس التالزم التعددي‪.‬‬
‫‪ 74‬لبس آلبتة عاحك‪ ..‬صاهل‪.‬‬
‫‪ 71‬اي ان اللزوم بني هذين الالزمني الامعني ليس تلزم اللزوم ببهنام اذ الامع‪(.‬تقرير)‬
‫‪#299‬‬

‫الانسان للفرس‪ ..‬وابلعكس ايض ًا‪ ..‬فان لزم املقدم قد يكون آ ّمع من لزم التايل ‪ 7‬فال يس تلزمه لكي ًا‪.‬‬
‫الضمين من الشلك اليالث وهو لينتج ا ّل جزئي ًا‪ .‬وان اكبتا سالبتني لك ّيتني‪ ،‬مفلزومة الطرفني‬
‫ّ‬ ‫ولن احد قياسه‬
‫لزمة ل ّالزمة الطرفني‪ ..‬وإان ختالفا يف التالزم‪ ،‬بأن تكون احداهام لزمة املقدّ م ملزومة التايل ‪ ،9‬مفلزومة املقدّ م‬
‫‪1‬‬
‫‪ .9‬وان اكن ‪ 4‬يف احد الطرفني و ّاحتدا يف الطرف الاخر‪ ،‬فالزمة التايل ملزومة املقدم‪ ،‬لزمة يف املوجبة‬
‫ملزومة يف السالبة‪.‬‬
‫فاملتصةل ابلنس بة اىل احلقيقية ‪ -‬اإن اتفقتا يف المك والكيف‪ ،‬واتفقتا او تالزما تعاكس ّيا يف جزؤ وتناقضا‬
‫ابذلات او ابلتالزم يف جزؤ آخر؛ ففي املوجبة يف احلقيقة تندمج اربع متّصالت‪ ،‬مقدم اثنني ‪ 6‬عني احد اجلزئني‬
‫‪ …1‬والتايل ‪ 8‬بقيض الاخ ‪ ..2‬برس تضمنه ملنع امجلع ‪ .72‬ومقدم اثنني الاخريني بقيض احد اجلزئني‪ .‬والتايل‬

‫‪227‬‬
‫برس تضمنه ملنع اخللو ‪ ،77‬اكإما فرد وإاما زوج‪.‬‬
‫الخر ّ‬
‫آما املتصةل فالتس تلزم املنفصةل‪ ،‬برس جواز آمعيتة الالزم؛ اكلنسان واحليوان‪ .‬ولعناد خلو ًا بني‬
‫الانسان والالحيوان‪ ..‬ومجع ًا بني الالانسان واحليوان‪ .‬ويف السالبة املتصةل مس تلزمة‪ .‬لن سلب اللزوم يفيد‬
‫جواز الابفتاك‪ .‬وابفتاك التايل يفيد اتصال بقيضه ولو ابلتفاق‪ ..‬وهو سلب العناد‪ ،‬دون العكس‪ .‬لن سلب‬
‫اخللوي بني الانسان والالحيوان‪ ..‬مع عدم صدق سلب اللزوم بني الانسان‬ ‫العناد حاصل ابلنظر اىل اجلزؤ ّ‬
‫واحليوان‪ .‬وان اختلفتا يف الكيف مع التفاق يف اجلزئني ابذلات او ابلتالزم‪ ،‬فاملوجبة ‪ 79‬مس تلزمة للسالبة دون‬
‫العكس‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬املوجبة عىل الاول والسالبة عىل الياين‪.‬‬
‫‪ 9‬والاخر ملزومة املقدّ م لزمة التايل‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬لزمة ل ّالزمة املقدم‪ ،‬ويه البدهيية وتكسب هبا الاوىل‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 4‬التالزم‪.‬‬
‫‪ 1‬اي لك مهنام لزمة الاوىل‪ ،‬مللزومة التايل‪ .‬واليابية لالزمة املقدم‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 6‬من املتصالت‪.‬‬
‫‪ 1‬من املنفصةل‪.‬‬
‫‪ 8‬من املتصةل ايض ًا‪.‬‬
‫‪ 2‬اي اجلزؤ الاخر من املنفصةل‪.‬‬
‫‪ 72‬وهو العناد يف الصدق‪ ..‬فاذا اثبتت عني احد اس تلزم ابلرضورة بقيض الاخر وهو رفعه‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 77‬وهو العناد يف الكذب‪ ..‬فاذا رفعت احدهام اس تلزمت ابلرضورة اثبات الاخر‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 79‬لكوبه اخص‪ .‬كام ّمر‪.‬‬
‫‪#300‬‬

‫اخللو‪ ..‬لن اللزوم او العناد بني الش يئني يس تلزم سلب العناد يف الاول‪،‬‬
‫وكذا يف مابعة امجلع ومابعة ّ‬
‫وسلب اللزوم يف الياين ابلبداهة‪ ،‬دون العكس‪ ..‬جلواز عدم اللزوم مع عدم العناد بني الش يئني‪ ،‬كام يف‬
‫التفاقيات‪.‬‬
‫مث املتصةل مع مابعة امجلع ‪ -‬موجبة او سالبة ‪ -‬متفقة يف الكيف‪ ..‬ويف احد اجلزئني ابذلات او ابلتالزم‪،‬‬
‫وهو يف املتصةل مقدم مع التناقض ابذلات‪ ،‬او ابلتالزم يف اجلزؤ الخر وهو يف املتصةل اتل‪ ،‬تالزمتا وتعاكس تا‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫فان عني لك جزؤ من مابعة امجلع يس تلزم بقيض ‪ 7‬الاخر‪ .‬اذلي هو الامع من العني املأخوذ مقدم ًا‪ .‬ولن عني‬
‫امللزوم ميتنع اجامتعه مع بقيض الالزم‪ ،‬ويف السالبة ‪ .9‬لن سلب منع امجلع جواز امجلع‪ ،‬وهو بوع اتصال بني‬
‫العينني‪ ،‬وسلب اللزوم بوع ابفصال‪.‬‬
‫لك من اجلزئني مقدم ًا‪،‬‬
‫اخللو ملتصلتني يركب من بقيض ّ‬ ‫اخللو‪ ،‬فكذا تس تلزم مابعة ّ‬
‫واما املتصةل مع مابعة ّ‬
‫لك متصةل تس تلزم مابعة اخللو من بقيض املقدم مع عني التايل‪ ..‬وا ّل لزم ختلّف الالزم‬ ‫وعني الخر اتلي ًا‪ .‬وكذا ّ‬
‫عن امللزوم‪ .‬فاذا اتفقتا يف المك والكيف‪ ،‬واتفقتا او تالزمتا يف جزؤ ‪ -‬وهو يف املتصةل اتل ‪ -‬وتناقضتا ابذلات‪،‬‬
‫او ابلتالزم يف اجلزؤ الخر ‪ -‬وهو يف املتصةل مقدم ‪ -‬تالزمتا وتعاكس تا بعني ادلليل السابق؛ اكإما ل انسان وإاما‬
‫لفرس‪ ،‬فلكّام اكن انسا ًان‪.‬‬
‫اعمل! آن املنفصلتني امل ّتحدتني اجلنس‪ ..‬اإن تالزما تعاكس ي ًا يف اجلزئني‪ ،‬او مع جزؤ مع الاحتاد يف الخر‪..‬‬
‫مفتالزمتان متعاكس تان‪ ..‬برس احتام املتساوية متساوية‪ ،‬املستند اىل قياس اقرتاين مركب من املتصةل‬
‫املساوي‪ ،‬صدق ذاك‪ .‬وإاما ذاك‪ ،‬وإاما ذاك‪ ،‬وإاما‬
‫ّ‬ ‫واملنفصةل‪ ،‬املنتج للمنفصةل املطلوبة‪ .‬هكذا‪ ،‬لكام صدق هذا‬
‫هذا‪ ..‬فابتج اإما هذا املساوي‪ ،‬واما ذاك ‪ .‬فقس!‪..‬‬
‫وكذا‪ ،‬يف احلقيقي‪ ..‬إان تناقضا يف اجلزئني ابذلات او ابلتالزم‪ .‬وآما مابعة امجلع ‪ -‬اإن اكن لرف ًا احدهام‪،‬‬
‫او احد لرفهام لزم ًا‪ ،‬والخر آحدها ملزوما مع احتاد الخر ‪ -‬فامللزومة الطرف‪ ،‬لزمة الالزمة الطرف يف‬
‫املوجبة حبمك اخللف دون العكس‪ ..‬برس التخلّف؛ مكنع امجلع بني الانسان والفرس‪ ،‬دون بني احليوان واجلسم‬
‫الالزمني‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اذ فيه عناد الصدق‪.‬‬
‫‪ 9‬ايض ًا تالزمتا تعاكس ي ًا‪.‬‬
‫‪#301‬‬

‫ويف السالبة الالزمة الطرف‪ ،‬لزمة ملزومة الطرف ابخللف‪ .‬لن جواز امجلع بني امللزومني يس تلزم جواز‬
‫امجلع بني الالزمني‪ ..‬وا ّل لزم احملال دون العكس ابلتخلف؛ كجواز امجلع بني احليوان واجلسم‪ ،‬مع عدم جواز امجلع‬
‫بني الانسان والفرس‪ ،‬امللزومني هلام‪ .‬و‪ ..‬واملابعتا اخللوان ‪ -‬اإن اكن لرفا احدهام‪ ،‬او احد لرفهام مع الاحتاد‬
‫يف الاخر لزم ًا‪ ،‬ولرفا الاخرى او احدها ملزوم ًا ‪ -‬ففي املوجبة الالزمة الطرف لزمة فقط‪ .‬ويف السالبة‬
‫برس التخلف‪ ..‬وامجلع واخللف اجيا ًاب وسلب ًا‪-‬‬
‫امللزومة الطرف لزمة فقط‪ ..‬اللزوم برس اخللف‪ ،‬وعدم العكس ّ‬
‫كزلزل‪ .‬واما ايخمتلفة اجلنس‪ ،‬فاحلقيقة مع مابعة امجلع ‪ -‬ان احتدات يف لرف واحد ‪ -‬لرف احلقيقة لزم لطرف‬
‫برس ان منع امجلع اذلي يف مضن احلقيقية بني‬ ‫مابعة امجلع‪ ،‬وملزوم لطرف مابعة اخللو فهام لزمتان يف الاجياب ّ‬
‫‪229‬‬
‫الش ولزم ش يس تلزم منع امجلع بني ش يئني‪ .‬وما يف مضن احلقيقة من منع اخللو بني الش ‪ ،‬وملزوم ش‬
‫يس تلزم منع اخللو بني ش يئني‪ ،‬دون العكس فاهام للتخلف‪ .‬ويف السالبة احلقيقية لزمة‪ ،‬برس ان سلب الامع‬
‫اخص‪ ،‬وسلب الاخص ا ّمع‪.‬‬ ‫ّ‬
‫اعمل! ان تعابد الرشليات بعد معرفة تالزهما سهل املأخذ‪ .‬ففي ّ‬
‫لك متالزم متعاكس ‪ -‬كام ّمر ‪ -‬بني عني‬
‫حقيقي‪ .‬ويف عني املتعاكس بني عني امللزوم وبقيض الالزم عناد امجلع‪ ..‬وبني بقيض‬
‫لك مع بقيض الاخر عناد ّ‬
‫امللزومة وعني الالزمة عناد اخللف‪.‬‬
‫خامتة اخلامتة‪:‬‬
‫كام تنحرف امحللية ‪ 7‬عن لبيعهتا وختتفي حتت قيد‪ ،‬حىت حتت حرف واحد؛ كذكل الرشلية تنحرف‬
‫عن صورهتا وتندمج حتت لكمة‪ ،‬او محلية تد ّل‬
‫‪---‬‬
‫امحلل قسامن‪ :‬اش تقاق اي يكون اشارة اىل ابه اببواع احواهل وحروفه ولكامته وعباراته وبظائره وقرائنه‪ ،‬وغةرها هداية‬
‫احتادي‪ ،‬فيه ادّعاء اي ابه هو كحمل التعريفات عىل املعرفات وابلعكس‪ ،‬لكنه قليل‪ ،‬واملوصوفات عىل‬ ‫وموالأة ويه ّ‬
‫صفاهئا اكلنالق زيد‪.‬‬
‫واش امتيل‪ :‬اي احملمول عام مش متل عليه كحمل املش تقات عىل موصوفاهتا؛ كزيد انلق او عامل مثال‪ :‬لكن الرازي مل جيعل‬
‫الاش امتل قسم املوالأة‪ ،‬بل يشمهل جبعل املوالأة احتاداي فقط‪ .‬والس يد رشيف جرجاين يشملها عىل ادللةل‪ .‬اوصافه مثان‪:‬‬
‫الظاهر‪ :‬اي دللته ظاهر ‪ ،‬اي قابل للتأويل‪ ،‬وحيمتل معىن آخر مامل حيمتل معىن‪ ،‬لكنه قابل هل‪ .‬والنسخ‪ :‬اكن قاب ًال هل‬
‫فقط‪ ،‬مامل يكن قاب ًال لش ‪ .‬هذه اقسام النظر تأمل!‪.‬‬
‫خفي‪ :‬ماد ّل لنوع ععيف من بفسه‪ ..‬ماد ّل بتأمل دقيق ايضا من بفسه‪ ..‬مادل بتعلمي الغةر‪ ..‬مادل لكن عند هللا فقط‪..‬‬ ‫ّ‬
‫هذه اقسام اخلفي ‪ .‬اي ان املعىن الغةر احلقيقي للفظ لبد ان يكون مطمح ًا للنظر ومقصود ًا من الالكم‪ ،‬ابعتبار قصد‬
‫املقام‪ ،‬اكلعني للرقيب‪ ،‬والاذن للجاسوس‪ ،‬والسخاوة لكرثة الرماد‪ ،‬والشجاعة لالسد وقس‪ .‬فتنقل من املعىن احلقيقي‬
‫للّفظ اليه‪ ،‬سواء اكن اتبع ًا هل حقيقة؛ مكن كرثة الرماد‪ ..‬او اعتبار ًا؛ مكن ّ‬
‫خسى اليه ابعتبار املقام‪ ،‬فيكون كناية‪ ..‬او اكن‬
‫متبوع ًا حقيقة مثال او اعتبار ًا؛ مكن العني او الاذن مثال‪ ،‬فيكون جماز ًا‪ .‬لكن يف الاس تعارة قليل‪.‬‬
‫العموم‪ :‬ماوعع ملس تغرق‪ ..‬ماوعع ملشخص‪ ..‬ماوعع ملعان‪ ..‬ماوعع ملعنيني قريب او بعيد‪.‬‬
‫الاس تعامل‪ :‬ما اس تعمل يف معىن واحض‪ ..‬مااس تعمل فامي اس ترث‪.‬‬
‫فهم‪ :‬عبارة مافهم من اشارة اللفظ اليه‪ .‬يعىن ان املعىن اإما ان يكون مفهوم ًا من بفس اللفظ‪ ،‬او من اشارته اىل ش او‬
‫من مفهوم معناه‪ ،‬او من مقتىض احلال‪ ..‬فان امحللية جربية‪ ،‬فهو اقتضاء الصدق‪ .‬وان املنشأيّة فهو اقتضاء الصحة‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫‪7‬‬
‫‪#302‬‬

‫علاها ابحدى الرابط العطفية او غةرها‪ ..‬وكذكل القياس الاس تثنايئ كيةر ًا مايندمج ويس ترت حتت "ملا"‬
‫وامثاهل‪ .‬وغةر املس تقمي حتت "لو" وامثالها‪ .‬مثال عطف مجةل موجبة عىل منفية بواو امجلع يتضمن مابعة امجلع‪.‬‬
‫لن النفي املتوجه اىل الواو بفي امجلع‪ .‬وقس عليه مايفيد هذا املعىن وعطف امليبت عىل املنفي بـ "او"‪ ،‬يتحرك‬
‫اخللو‪" .‬اىل" و"حىت" ومايفيدهام او يرادفهام‪ ،‬حت ّمر حتهتام املتصةل للزومية‪ .‬و"ملا جئتين اكرمتك" يدل‬
‫حتته منع ّ‬
‫عىل املقدمة الرشلية‪ ..‬والاس تثنائية والنتيجة دللةل "ملا" عىل حتقق املقدم‪ ،‬وكذا مايرادفها‪ .‬و"لو جئتين‬
‫لكرمتك" يدل عىل الرشلية‪ .‬واس تثناء بقيض التايل‪ ،‬والنتيجة عند املنطق ّيني‪ ،‬وابلعكس عند اهل العربية‪.‬‬
‫ومرة يف مقام منة ايخمالب عليه‪ .‬ففي الاول هو‬ ‫مثال‪" :‬لوخدمتين لكرمتك" يقال مرة يف مقام لَو ِم ايخمالب هل‪ّ ،‬‬
‫اهل العربية ‪ -‬عند الياين‪ ،‬ويف الياين عند الاول‪ .‬وكذا يقال ‪" 7‬لَو" لمتناع الامتناع" وامنا ّعةروا ابلمتناع‬
‫لك ‪9‬لك املايض‬
‫دون العدم‪ ،‬لن ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬النب ابلجياز اكلتزنيل‪ ،‬اي لمتناع الاول بدليل امتناع الياين عند الاول‪ ..‬ولمتناع الياين بدليل امتناع الاول عند‬
‫الياين‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اي الامتناع يس تعمل يف حمال‪ .‬واحلال ان اخلدمة لبس كذكل؟ ‪ .‬فاجاب‪ :‬ابن احملال عام‪ ...‬والتفصيل‪ ،‬ان الطبقات‬
‫ثالثة‪ .‬الوجوب‪ ،‬والامتناع ‪ ،‬والامتان‪ ،‬واحلال مبشخصاته مثال الوجوب بتعلق العةل العامة‪ ..‬وهو ارادة هللا بوجودها‪.‬‬
‫واملايض للياين‪ .‬اذ ما وجد بوجود العةل فعدمه حمال‪ .‬وما ل وجود هل حمال‪ .‬والاس تقبال للياين‪(.‬تقرير)‬
‫‪#303‬‬

‫عيل لهكل معر" ‪7‬فنقيض التايل هو‬ ‫ّ‬ ‫اإن اكن عدم ًا فوجودها حمال‪ .‬وان اكن وجودا فعدمه حمال‪ .‬اما "لول‬
‫التايل‪ ،‬فيصةر "لكام" ‪ .9‬واصل "لول"‪" ،‬للو"‪ .‬اي دخل "ل" عىل احد جزيئ منع امجلع فاس تلزمه ‪ .9‬اي النفي‬
‫عني الاخر فاس تجلب "لو" للزوم‪ ،‬وبرتكيبه "مع" للدللةل عىل وجود العني‪ .‬وابتاجه لتالينا‪ ،‬اليت فارقته‬
‫لصورة‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ومن املعقولت اليابية مايسمى ابلمور العامة‪ ،‬ومهنا الوحدة والكرثة‪ .‬فالوحدة اإما حقيقي او اعتباري‪.‬‬
‫اخص الصفات املامثةل‪ .‬ويف َ ْ‬
‫المك املنفصةل؛ املساواة‪.‬‬ ‫فالعتباري‪ :‬فالحتاد يف اجلنس اجملانسة‪ ،‬ويف الفصل‪ ..‬او ّ‬
‫ويف املتصةل؛ املوازاة او احملاذاة او املوافقة او املطابقة‪ .‬ويف الوعع املشالكة ويف املكل املشاركة‪ .‬ويف مقول‬
‫الاعافة والفعل والابفعال‪ ،‬املناس بة‪ .‬ويف "مىت" املعارصة‪ .‬ويف مقول "اين" اجملاورة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫واما الكرثة‪ ،‬والثنبنية‪ .‬ان مل يكن فاها الامتثل‪ ،‬فالتخالف‪ ..‬فان مل ّ‬
‫يعرب فاها الامتثل فالتخالف‪ ،‬فان مل تعرب‬
‫فاها منع الاجامتع‪ ،‬فالتغاير‪ ..‬وان اعترب منع الاجامتع من هجة واحدة يف زمان واحد ويف حمل احد‪ ،‬فالتقابل‪.‬‬
‫فان توقف تعقل احدهام عىل الاخرى فالتضايف‪ ..‬وا ّل فان اكن لرفاها وجوديني‪ ،‬فباعتبار الصدق التباين‪.‬‬
‫وابعتبار الوجود‪ ،‬التضادّ‪ ..‬وان اكن احد الطرفني عدمي ًا‪ ،‬فان اشرتط قابلية احمل ّل؛‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬ذخائر العقىب ‪ -‬احلافظ حمب ادلين امحد بن عبدهللا الطربي ص‪ - 89 /‬ع‪.‬ب‪.‬‬
‫‪ 9‬اي "لول" لكام يف كون اتليه اس تثنائي ًا مس تقامي اكس تثناء عني املقدم املنتج لعني التايل‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬اي ان بني لريف ما بعد "لول"‪ ،‬وكذا "لوما" مبعناها منع امجلع يف الاصل ‪ -‬كام يف امليال املذكور ‪ -‬و "لولك لولك‬
‫عيل واما هكل معر‪ ..‬واما ابت توجد واما ل اخلق‪ .‬فلام اريد اللزوم‬‫ملا خلقت الافالك" لولك ليصدق منع امجلع‪ ..‬اكما وجد ّ‬
‫بني الطرفني‪ ،‬جئي بـ"ل" عىل التايل‪ .‬اذ الرشلية املتصةل اللزومية ترتكب مابعة امجلع‪ ،‬جبعل عني احد اجلزئني مقدما‬
‫وبقيض الاخر اتلي ًا‪ .‬وجئي "لو" لدللةل عىل اللزوم‪ ،‬فتان مبعىن "ملا" فالقياس بعده مس تقمي‪ .‬واحلال ان "لول" يدل عىل‬
‫حتقق وجود املقدم "لكام" فرفع "ل" صورة عىل التايل‪ ،‬واجمتع مع "لو" هو عارض البس يط‪ ..‬والبس يط اإما لبس مبادة‬
‫اكجملردات؛ اكلواجب والنفوس مطلقا‪ .‬واما مادة‪ :‬وهو ايضا اإما غةر متجزئ؛ اكجلوهر الفرد ومفروض النقطة‪ ..‬واما لبس‬ ‫ّ‬
‫من الطبائع ايخمتلفة‪ ،‬اكلسامء‪ ..‬وإاما مشرتك اجلزيئ و ّ‬
‫اللكي يف الامس‪ :‬اكملاء ‪ ..‬فاحفظ‪(.‬تقرير)‬
‫‪#304‬‬

‫فعدم وملكه‪ ..‬وا ّل فالتنايف يف املفردات‪ ،‬التناقض يف امجلل او فاهام‪ .‬والاجياب والسلب يف امجلل‪.‬‬
‫مث التناقض من احتام القضااي اليت لها دخل يف الاس تدلل‪ .‬لان كيةر ًا مابيبت لزوم النتيجة لدلليل‬
‫وغةرها ابخللف‪ ،‬وهو اثبات الش اببطال النقيض‪ ..‬فالبد من معرفة حفوى التناقض‪..‬‬
‫اعمل! ان التناقض من الاحتام اليت يتوقف علاها بيان الاشتال النظرية‪ .‬فان غةر الاول بظري‪ ،‬ييبت‬
‫ابتاجه بقياس اخللف املؤسس عىل اخذ النقيضني‪ ..‬وبقياس الاس تقامة املتوقف عىل معرفة العكوس‪.‬‬
‫مث التناقض لحيتاج اىل كيةر مؤبة حبسب احلقيقة‪ ،‬فبعد معرفة الش يكون بقيضه بدهيي ًا‪ .‬لن بقيض لك‬
‫ش رفعه‪ ،‬والرفع بفي‪ ،‬والنفي عدم‪ ،‬والعدم اكلوجود اعرف الاش ياء ‪ ،‬لهنا ا ّمع‪ .‬والش معلوم ابلعرض‪ ..‬ا ّل‬
‫ان العدم الغةر احملصل ليكون مصدر ًا لالاثر املقصودة لنا‪ .‬فارادوا عبط قضااي ّ‬
‫حمصةل‪ ،‬يه لوازم النقائض‬
‫احلقيقية او عيهنا‪ ..‬مث ًال ان بقيض زيد لبس بقامئ ‪ ،‬لبس زيد بقامئ"‪ .‬وهو كام ترى‪ ..‬وذلا ّعرفوه ابختالف‬
‫قضيتني‪ .‬اي لمفردين‪ .‬لبه لمدخل هل يف اخللف‪ .‬او مفرد وقضيته ابلجياب والسلب‪ .‬اي ل ابلفراد والرتكيب‬
‫وغةرهام‪ ..‬حبيث يقت ي ذلاته‪ .‬اي لبواسطة مقدمة اجنبية‪ ،‬يه معابد مساو الش معابد للش ‪ ،‬امتناع صدقهام‬
‫وكذهبام‪ ،‬اي ببهنام ابفصال حقيقي‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫مث يس تفاد من التعريف اشرتاله بيالث اختالفات واحتاد واحد‪ ،‬او اثنني او ثالثة او مثابية او اربعة‬
‫عرش‪ .‬اما الاختالف ففي الكيف برصحي التعريف‪ ،‬وابلتخلف‪ .‬يف "ابنك اهيا الغرب قامئ‪ ،‬ولقامئ"‬
‫والاختالف يف المك للتخلّف ايض ًا يف املوعوع واملقدم الا ّمع ابلكذب يف اللك ّية‪ ،‬والصدق يف اجلزئية‪،‬‬
‫والاختالف يف اجلهة‪ ،‬وس يج ‪..‬‬
‫مث الاحتاد الواحد‪ :‬ففي النس بة‪ ..‬لبه اذا اختلف احد لرفاها او قيد من قيودها‪ ،‬اختلفت النس بة‪.‬‬
‫فبعكس النقيضني اذ ّاحتدت‪ ،‬احتدات يف قيودها‪ ..‬او الاحتاد يف املوعوع يقيّد به‪ ،‬واحملمول بقيود الاربعة‪ ،‬او‬
‫فاها ويف الزمان‪ ،‬لن الزمان ليتأىت ان يصةر جزؤ احملمول يف امجلةل او يف املوعوع‪ ..‬ويف اجلزؤ و ّ‬
‫اللك‪ ،‬ل‬
‫اجلزئية واللكية‪.‬‬
‫‪#305‬‬

‫ويف الرشط‪ .‬اكجلسم مفرق للبرص‪ .‬لبس مبفرق برشط البياض والسواد‪ .‬ويف احملمول‪ ،‬والزمان واملتان‬
‫والاعافة والقوة والفعل‪ ..‬او يف هذه الامثبية مع التبادل يف قيود املوعوع واحملمول برس التخلف يف اللك‪...‬‬
‫اعمل! اإن القضية ابعتبار لك قيد من قيودها تتضمن قضية قد تصةر مناط احلمك‪ .‬واعمل ايض ًا‪ ،‬ان بقيض‬
‫الش عدمه‪ ..‬وان القضية ذات القيود اليالثة لها ست عدمات‪ .‬فالبد يف اخذ بقيضها من عدم يعمها‪ ..‬وماهو‬
‫خلوهام‪ .‬ويف املوهجة القيد‬
‫اخص‪ ،‬جيوز ّ‬ ‫الاخص ا ّمع‪ ،‬وعدم الا ّمع ّ‬
‫الاخص من قيودها‪ .‬فان عدم ّ‬ ‫ا ّل عدم ّ‬
‫الاخص‪ ،‬هو اجلهة‪ .‬ففي "الانسان حيوان" ابلرضورة مدار التناقض حيوابية الانسان رضورية‪ .‬وسلب‬ ‫ّ‬
‫الرضورة امتان‪ ،‬فنقيض الرضورية اذلاتية‪ ،‬املمكنة العامة يف جانّبا ايخمالف‪ ..‬وهو يس تلزم سلب الرضورة يف‬
‫جانّبا ايخمالف‪ ،‬وهو املوافق للرضورة‪.‬‬
‫وملا اكن بني اليبوت ‪ -‬للك الافراد والسلب عن البعض ‪ -‬تناقض؛ فكذكل بني اليبوت يف مجيع الازمان‬
‫والسلب يف البعض او ابلعكس ذا ًات او صفة تناقض‪ ..‬فنقيض ادلامئة املطلقة املس تلزمة لوقت‪ ،‬والعرفية احلينية‬
‫الوقتية‪ ،‬او ابلعكس‪.‬‬
‫واما الوقتية‪ ،‬فتالشخصية ابحتاد الوقت‪ ..‬فنقيضها املمكنة الوقتية‪ .‬واما املنترشة‪ ،‬فلام ابترشت الوقت‬
‫اكن اكلنكرة يف الثبات‪ ..‬فامنا يناقضه الامتان‪ ،‬اذا بفاه عىل سبيل العموم اكلنكرة يف س ياق النفي حكامً‪.‬‬
‫اعمل! ان بقيض املركبات لبست من جنسها‪ ..‬وامنا اخذوا منفصةل حمصةل‪ ،‬يه لزمة بقيضها؛ بسبب ان‬
‫اصل القضية اكلوجود هل فرد واحد‪ ،‬وهو وجود مجيع اجزاهئا‪ .‬وبقيضها اذلي كعدهما متعدد الافراد‪ ،‬حىت يف‬
‫مركب ذي مخسة اجزاء‪ ..‬للعدم احد وثالثون فرد ًا‪ ،‬وذات جزئني ثالثة افراد‪ .‬فلهذا ‪ ،‬ليعني عدم جزؤ‬
‫الاخصية‪ .‬بل ينرش ويردد فامي لتداخل بني اجزائه‪ ..‬ومن الإهبام والرتديد بتودل اإما محلية شباهة املنفصةل‪ ،‬او‬

‫‪233‬‬
‫منفصةل شباهة امحللية‪.‬‬
‫مث ان املتشاهبتني يف املتصةل متساويتان‪ ،‬ويف املنفصةل متالزمتان‪ .‬او اكبتا جزئ ّ‬
‫يتني ومتخالفتان‪ .‬يعىن ان‬
‫اخص‪ .‬اإن اكبتا لك ّيتني‪ .‬مث ًال‪ ،‬لك عدد اإما زوج وإاما فرد‪ ..‬ولك انسان اإما اكتب وإاما آ ي‪ .‬وليصدق‬
‫املنفصةل ّ‬
‫لك عدد زوج‪ ،‬اإما‬ ‫اإما ّ‬
‫‪#306‬‬

‫ا ي‪ .‬بل مبعض بسبب آن لك ّية امحللية‪ ،‬لك فرد‪،‬‬ ‫لك عدد فرد‪ ..‬وإاما لك انسان اكتب‪ ،‬اإما لك انسان ّ‬
‫لك اإفرادي‬‫لك ّ‬‫يصةره مجموعي ًا‪ .‬اذ دخوهل بعد متام احلمك‪ ..‬وبعد متام احلمك ّ‬
‫لك" ّ‬ ‫اذا مل يمت احلمك‪ .‬وتقدمي "اإما" عىل " ّ‬
‫الك مجموعي ًا‪.‬‬
‫يكون ّ‬
‫واعمل ايض ًا! ان املركب متحدّ موعوع جزئاهّ احقيقة ابلرضورة لجل الرتكيب واحمللل لرضورة يف حقيقة‬
‫موعوعي اجلزئيني‪ .‬وحنن بأخذ بقيض جزئني احملل ّل‪ .‬فالبد ان يكون احمللل عني املركب يف املوعوع‪ ،‬ليكون‬
‫لك‪ ،‬فابه حميط‪ ..‬فال اإشتال يف اخذ بقيضها‪.‬‬ ‫برس ّ‬‫بقيض بقيضه‪ .‬ففي القضااي املركبة‪ ،‬اللك ّية احمللل عني املركب‪ّ ..‬‬
‫برس الاحتاد من مفهوم اجلزئيتني احملللتني‬ ‫خص‪ّ ،‬‬ ‫وآما املركبات اجلزئية‪ :‬فلام اكن مفهوم اجلزئية املركب آ ّ‬
‫اخص من بقيض املركب‪.‬‬ ‫لعدم رضورة آن يكون البعضان مشةرين اىل ذات واحد‪ ،‬فيكون بقيض احملل ّل الا ّمع ّ‬
‫فلهذا كذب‪ ،‬بعض احليوان انسان لدامئ ًا‪ ،‬وجودية لدامئة‪ ..‬مع كذب "لش من احليوان ابنسان دامئ ًا‪ ،‬ولك‬
‫حيوان انسان دامئ ًا"‪ .‬والنقيضان ليرتفعان‪.‬‬
‫فلخذ بقيض املركبة اجلزئية ثالث مساكل‪ :‬احدها‪ ،‬تيليث التقس مي‪ .‬اي اإما لش ‪ ..‬وإاما لك‪ ..‬وإاما‬
‫مبعض‪ .‬والياين‪ :‬تقييد املوعوع بنقيض احملمول يف النقيض السالبة‪ ..‬وتقييد املوعوع بعني احملمول يف النقيض‬
‫املوجبة‪ .‬واليالث‪ :‬ابلرتديد بني بقيض جزيئ احمللل ليتحد املوعوع‪ ،‬فيكون محلية مرددّة للمحمول‪ .‬مث ان من‬
‫الرشائط الاحتادية يف التناقض الاحتاد يف النوع‪ .‬اي اذلهنية بنوعاها‪ .‬واخلارجية بقسماها للتخلف ابلختالف‪،‬‬
‫ويف الرشليات الاحتاد يف اجلنس‪ ،‬اتصا ًل وابفصا ًل‪ ..‬والنوع لزوم ًا وعناد ًا‪ ..‬واتفاق ًا للتخلف ايض ًا ‪ .‬مث ان‬
‫تناقض امجللتني يس تلزم عدم امجلع والرفع يف الوجود‪ ..‬ويف املفردين يف الوجود بوجوهه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫[فصل يف العكس]‬
‫احلمك الياين من الاحتام اليت يتوقف علاها اثبات لزوم النتاجئ لالشتال العكس‪ .‬ويطلق لغ ًة عىل غةر‬
‫الالزم وعىل النقيض ومطلق التبديل‪ .‬واما هنا فباملعىن‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لكنبوي ص‪98/‬‬

‫‪234‬‬
‫‪#307‬‬

‫املصدري تبديل لريف القضية محلية‪ ،‬او متصةل لزومية مع بقاء الكيف والصدق ل الكذب‪ ،‬جلواز‬ ‫ّ‬
‫صدق الالزم مع كذب امللزوم‪ .‬وابملعىن املتعارف اخص القضااي الالزمة احلاصةل ابلتبديل‪ .‬مث للزوم املغايرة بني‬
‫الالزم وامللزوم‪ ،‬لعكس معترب ًا ملا نسبته من الاعافة املتشاهبة الطرفني اكلعناد‪ ،‬والتفاق بظةر الاخوة‪ .‬مث ان‬
‫بظري‪ ،‬حيتاج اىل الربهان‪ ،‬وهو ثالثة‪.‬‬
‫لزوم العكس ّ‬
‫احدها‪ :‬اخللف‪ ..‬اساسه اإثبات العكس اببطال النقيض‪ .‬وتصويره‪ :‬لو مل يصدّ ق العكس لزوم ًا‪ ،‬لمكن‬
‫ابفتاكه‪ .‬فميكن صدق بقيضه مع لك صادق ومنه الاصل‪ .‬ولو آمكن صدقهام لبتج ابلشلك الاول سلب الش‬
‫عن بفسه‪ ،‬وهو حمال لوجود املوعوع لالجياب يف احدهام‪ .‬وامتان احملال ابلل‪ .‬وبطالن اللزوم يس تلزم بطالن‬
‫امللزوم‪ ..‬اإما بصورته وهو بدهيئي الابتاج‪ .‬وإاما بأصل القضية وهو مفروض الصدق‪ ..‬فمل يبق ا ّل بقيض‬
‫العكس‪ ،‬وهو منشأ احملال‪ .‬فال ميكن صدقه‪ ،‬فيلزم العكس‪.‬‬
‫الياين‪ :‬لريق العكس‪ ..‬وهو عكس بقيض العكس‪ ،‬ليضاد او يناقض الاصل‪ ..‬والعكس صادق‬
‫ابلفرض‪ .‬فعكس النقيض ابلل‪ ..‬مفلزومه وهو النقيض ايضا ابلل‪ ،‬وبقيض النقيض وهو العكس صادق آلبتة‪.‬‬
‫وحاصهل‪:‬‬
‫آبه لو مل يصدّ ق العكس لزوم ًا‪ ،‬لمكن صدق صدق لزمه وهو عكسه‪ .‬ولو صدق الالزم لزم اجامتع‬
‫الضدّ ين او اجامتع النقيضني‪ .‬والاصل مفروض الصدق فعكس النقيض هو ملزوم احملال فال ميكن‪ ،‬فيلزم‬
‫العكس‪.‬‬
‫اعمل! ان عكوس ّ‬
‫املوهجات املوجية ثالثة فقط‪ .‬احلينية املطلقة ّلدلوام الاربع‪ ..‬واحلينية الالدامئة‬
‫للخاصتني‪ ..‬واملطلقة العامة مخلسة‪.‬‬
‫ّ‬
‫برس ان ملزوم‬‫لك ما هو ا ّمع من العكس عكس‪ ،‬ل اصطالح ًا‪ ..‬و ّ‬ ‫برس لزم الالزم‪ ،‬لزم ّ‬ ‫واعمل! ان ّ‬
‫خص من الاصل يس تلزم عكسه‪.‬‬ ‫امللزوم ملزوم‪ .‬فلك ماهو آ ّ‬
‫واعمل ايض ًا! ّان لنا مقامني‪ :‬اثبات وبفي‪ ..‬فالثبات اللزوم لنا ثالث لرائق اخللف كام ّمر‪ .‬واما الافرتاض‬
‫والعكس‪ ،‬فتالتنبيه والتنوير للزوم ادلّ ور ‪ 7‬يف البعض‪ .‬فاعمل‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬وهو املوجبات‪.‬‬
‫‪#308‬‬

‫‪235‬‬
‫ان ادلامئتني والعامتني عكسها احلينية املطلقة ابخللف‪ ..‬اي وا ّل لصدق بقيضها‪ ،‬فهو العرفية العامة‬
‫السالبة اللكية‪ ،‬فهو كربى لالصل‪ ..‬فينتج سلب الش املوجود عن بفسه ابإحدى اجلهات الاربعة‪ ،‬لن بتيجة‬
‫الشلك الاول تتبع الصغرى اذا اكبت الكربى وصف ّية ‪ -‬كام هنا ‪ -‬وسلب الش عن بفسه حمال‪ ،‬فلبس من‬
‫صورة الشلك ول من الصغرى‪ ،‬بل من الكربى‪ .‬وهو بقيض العكس‪ ،‬فالميكن ايض ًا‪ .‬فيصدّ ق ويلزم العكس‪.‬‬
‫وابلفرتاض وهو جعل عقد امحلل صغرى وعقد الوعع كربى‪ .‬فينتج ابليالث العكس‪ ،‬وليلزم ادلّ ور‪ ..‬او‬
‫الثبات بغةر اليالث لن املراد تنبيه وتصوير‪ ..‬وابلعكس ايض ًا‪ .‬مث ًال‪" :‬لك انسان حيوان" ابحدى اجلهات‪..‬‬
‫فبعض احليوان انسان‪ ،‬حني هو حيوان‪ ..‬وا ّل لزم مجع النقيضني او الضدّ ين‪ .‬اإذ بقيض العكس يس تلزم مايضا ّد‬
‫الاصل الصادق‪ .‬وعدّ الصادق اكذب‪ ،‬مفلزومه وهو النقيض آكذب‪ .‬فنقيض النقيض وهو العكس صادق‪.‬‬
‫ولزم ايض ًا لمتناع امتان احملال‪.‬‬
‫الاخص ملزوم الا ّمع‪ ..‬وان لزم الا ّمع‪،‬‬
‫خص‪ ..‬كام آن ّ‬ ‫وآما مقام النفي‪ ،‬فبالتخلف‪ ..‬واعمل آن الا ّمع لل ّ‬
‫اخلاص ليلزم العا ّم‪ ..‬وا ّل لزم اخللف‪ ..‬وان‬
‫لزم الاخص‪ ..‬وإان ملزوم الاخص‪ ،‬ملزوم الا ّمع‪ ..‬و ّان ماليلزم ّ‬
‫الاخص‪ ..‬وا ّل ثبت اخللف‪.‬‬
‫ماليس تلزم الا ّمع‪ ،‬ليس تلزم ّ‬
‫واعمل ايض ًا! اانّ حنتاج يف بفي عكسبته‪ ،‬ماعدا احلينية املطلقة لهذه الاربعة‪ ،‬اىل اثىن وثالثون موا ٍد ختلف‪.‬‬
‫الاخص الاقوى امللزوم لخواته‪ .‬وبأخذ من جابب‬ ‫فالقرص يف لريقه‪ :‬ان بأخذ من جابب الاصل الاربعة‪ّ ،‬‬
‫فالخص يف الاصل الرضورية اذلات ّية‪ ،‬ويف جابب العكس‬ ‫ّ‬ ‫العكس‪ ،‬الالزم الا ّمع‪ ،‬الاخف الالزم لخواته‪.‬‬
‫الا ّمع‪ ،‬ولو من وجه الوقت ّية‪ ..‬مع التخلّف يف صدق "لك اكتب انسان" ابلرضورة‪ ..‬مع كذب "بعض الانسان‬
‫اكتب" ابلرضورة يف وقت‪.‬‬
‫اخلاصتان اىل حين ّية لدامئة‪ .‬مثل "لك اكتب متحرك" مادام اكتب ًا‪ ،‬لدامئا‪ .‬اي لش من التاتب مبتحرك‬ ‫و ّ‬
‫ابلفعل‪ ..‬عكس بعض املتحرك اكتب‪ ،‬حني هو متحرك‪ .‬وبعض املتحرك لبس بتاتب ابلفعل‪ ..‬والا لصدق "لك‬
‫ذات متحرك اكتب دامئ ًا"‪ .‬اي الكتابة دامئي لذلات‪ .‬ومقتىض اجلزؤ الاول من الاصل‪ :‬آن التّحرك دامئ بدوام‬ ‫ٍ‬
‫الكتابة‪ ،‬ادلامئة هبذا الفرض‪ ..‬فيكون التّحرك دامئ ًا لذلات‪ ..‬فيكون عدّ قيد الاصل املفروض الصدق‪..‬‬
‫‪#309‬‬

‫فعكس القيد "بعض املتحرك لبس بتاتب" ابلفعل‪ ،‬ليبني ابخللف‪ ،‬لن بقيضه وهو "لك متحرك اكتب"‬
‫دامئ ًا‪ ..‬مع بفس القيد ينتج سلب الش عن بفسه ابلفعل‪ ،‬وهو جائز‪ .‬لن عنوان املوعوع ّ‬
‫منفك‪ ،‬ولبطريق‬
‫العكس‪ ..‬لن عكس لك متحرك اكتب دامئ ًا‪ ،‬بعض التاتب متحرك يف حني‪ .‬وهو ليضاد القيد‪ ..‬ول‬
‫ابلفرتاض‪ ..‬لبه جعل عقد امحلل صغرى وعقد الوعع كربى‪ ،‬خفرج من عقد الوعع‪ ،‬بسبب اجياب اجلزؤ‬
‫الاول؛ "لك انسان اكتب" ابلفعل‪ .‬ومن عقد امحلل‪" :‬لش من الانسان مبتحرك" ابلفعل‪ ،‬فاليكون صغرى‬
‫‪236‬‬
‫للشلك اليالث لشرتاط الاجياب‪.‬‬
‫اعمل! ان عكس الوقتيتني والوجوديتني واملطلقة العامةواملطلقة العامة‪ ،‬فنحن عىل وظيفتني‪:‬‬
‫الاوىل‪ :‬اثبات لزوم هذه لتكل‪ ،‬بتكل الطرائق‪ .‬فالقرص‪ :‬ان بأخذ الا ّمع من امخلسة‪ .‬لن لزم الامع‪،‬‬
‫الاخص والا ّمع املطلقة‪ .‬لن املطلق آ ّمع من املقيد‪ .‬فاذا صدّ ق‪" :‬لك اكتب عاحك" ابلفعل‪ ،‬صدق لزوم ًا‬
‫لزم ّ‬
‫بعد الضاحك‪" ،‬اكتب" ابلفعل ابخللف‪ .‬اي وا ّل فال ش من الضاحك بتاتب دامئ ًا ‪ -‬كربى لالصل ‪ -‬فينتج‬
‫لش من التاتب بتاتب دامئ ًا‪ .‬وهو حمال لوجود املوعوع‪ .‬لبه اكن عقد وعع املوجبة‪ .‬وادلليل اذلي يس تلزم‬
‫احملال ابلل‪ ..‬لفساد احد اراكبه‪ .‬والصورة بدهي ّية‪ ،‬والاصل الصغرى مفروعة الصدّ ق‪ ،‬فيبطل بقيض‬
‫عكس نا‪ ..‬فثبت "بعض الضاحك اكتب" ابلفعل‪ .‬فان شئت فاس تدل عىل سبيل التنبيه التنوير دون الثبات‪،‬‬
‫للزوم ادلّ ور ابلعكس والافرتاض‪ .‬هكذا لو مل يصدّ ق العكس‪ ،‬لصدق النقيض‪ .‬والنقيض يس تلزم عكسه‪ ،‬وهو‬
‫يضاد الاصل الصادق‪ ،‬فيكذب فيبطل ملزومه ‪ .‬فثبت بقيض النقيض‪ ،‬وهو العكس‪.‬‬
‫والافرتاض‪ :‬جعل عقد امحلل صغرى‪ ،‬وعقد الوعع كربى ابليالث اذلي بتيجته اتبعة لعكس صغراه‪،‬‬
‫وهو املطلوب‪ .‬وخالصته‪ :‬اإن الاصل خيربان بأن عنوان املوعوع وعنوان احملمول اثبتان ابلفعل ذلات واحد‪.‬‬
‫فأيهتّ ام ثبت لذلات‪ - ،‬بناء عىل سلّميته ‪ -‬ييبت هل الاخر ابلفعل كام ترى‪.‬‬
‫آما الوظيفة اليابية‪ :‬فنفي لزوم الاخص من املطلقة ل الا ّمع‪ ،‬فابه لزم ايض ًا‪ .‬والطريق الاخرص للتخلف‪:‬‬
‫آن بأخذ الاخص من امخلسة؛ لن ماليلزم الاخص‬
‫‪#310‬‬

‫ليلزم الا ّمع آلبتة‪ ،‬والاخص الوقتية املعينة‪ .‬وبأخذ من الاحد عرش الامع‪ ،‬لن عدم لزوم الامع يس تلزم‬
‫عدم لزوم الاخص ابلرضورة‪ ..‬والامع من اللك الاخص من املطلقة؛ الوجودية الالرضورية‪ .‬مثال‪ :‬يصدّ ق‬
‫"لك مقر منخسف يف وقت احليلوةل" ابلرضورة‪ ،‬لدامئ ًا‪ ..‬مع كذب "بعض املنخسف مقر" لابلرضورة‪ ،‬ابعتبار‬
‫القيد‪ .‬لن الاخنساف خاصة القمر‪ .‬فذات املنخسف مقر دامئا ابلرضورة‪.‬‬
‫اعمل! ان مما جيب التنبيه هل يف هذا املقام‪ :‬اإن امتان امللزوم ليس تلزم امتان الالزم اكإمتان عدم املعلول‬
‫الاول‪ ،‬الالزم عند احلكامء للواجب‪ .‬مع عدم امتان عدمه للالزم‪ .‬فاإمتان الاصل مطلقة ليس تلزم امتان‬
‫الالالق ‪ 7‬وايض ًا قد يتودل احملال من ممكنني ابلجامع‪ ،‬اكلقيام والقعود‪ .‬ففرض املمكن فعلي ًا ‪ 9‬مع الاصل‬
‫الصادق قد لميكن ‪ 9‬لتوسع افراد موعوع الاصل‪.‬‬
‫وايض ًا‪ ،‬ان امتان ادلوام غةر دوام الامتان‪ .‬فان الاول ينايف الوجوب ابلغةر‪ ،‬دون الياين‪ ..‬فالتاتب دامئا‬
‫لبس مبمكن ‪ ،‬لبس مبمكن لالنسان‪ .‬واحلال آبه ميكن دامئ ًا‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫وايض ًا‪ ،‬آن صدق الرضورة غةر رضورة الصدق عىل املشهور‪ ..‬كام ان صدق الامتان عةر امتان الصدق‪.‬‬
‫فان صدق الامتان قد لميكن فرعه ابلفعل‪ ،‬مع بقاء صدقيته الاصل‪ .‬اذ قد يلزم الامتان شبئ ًا‪ ،‬ففرض فعهل‬
‫ميتنع معه‪ ..‬اكلقيام وإامتان القعود‪ .‬فابدفع ماشككوا يف هذا املقام‪.‬‬
‫مث اعمل! ان لعكس للممكنتني عىل ظاهر مذهب الش يخ يف عقد الوعع‪ ..‬اي الفعل اخلاريج للتخلف‬
‫وعدم قيام اخللف‪ .‬اذ الامتان ليصح يف صغرى الشلك الاول‪ ،‬ومن هذا لتنعكس الرضورة رضورية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫السوالب؛ فعكس ادلّ امئتني اللك ّيتني دامئة لكية ابخللف‪ ،‬جبعل بقيض العكس‪ .‬لبه موجبة جزئية‬ ‫مث ّ‬
‫صغرى لالصل السالبة اللكية‪ ..‬فينتج سلب الش‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬يف عكسه‪.‬‬
‫‪ 9‬يف صغرى الاول يف بطالن عكس الرضورة رضورة ابلتخلف‪( .‬تقرير)‬
‫‪ 9‬واكن كربى لالول‪.‬‬
‫‪ 4‬مطلقة‪.‬‬
‫‪#311‬‬

‫عن بفسه املوجود عىل فرض صدق النقيض‪ .‬فان شئت‪ ،‬فبعكس بقيض العكس يناقض الاصل‪..‬‬
‫فبلزوم ادلوام يلزم ‪ 7‬الا ّمع منه‪.‬‬
‫اعمل! آن عكس العامتني عرفية عامة سالبة لك ّية‪ ..‬والا حفينية مطلقة؛ موجبة جزئية مع الاصل‪ ،‬ينتج‬
‫سلب الش عن بفسه ‪ -‬حني هو بفسه ‪ -‬وعكس اخل ّاصتني اللك ّيتني عكس ُجزئاهام‪ ..‬وهام العرفية العامة‪،‬‬
‫اذلايت يف البعض يخمالفة ‪ 9‬موعوعه ‪ 9‬ملوعوع‬
‫السالبة اللكية‪ ..‬واملطلقة العامة‪ ،‬املوجبة اجلزئية‪ ،‬املعربة ابلالدوام ّ‬
‫اجلزؤ الاول يف المك ‪ .4‬اصطلح عىل هذه ابلس تة املنعكسة السوالب‪ ،‬ول عكس للبوايق‪ .‬لن الاخص مهنا‬
‫ويه الوقتية‪ ،‬لينعكس اىل آ ّمع اجلهات‪ ،‬ويه املمكنة ابلتّخلف يف "لش من القمر مبنخسف وقت الرتبيع"‪،‬‬
‫وهو صادق مع كذب "بعض املنخسف لبس بقمر" ابلمتان العام‪ .‬وإان مل ينعكس الاخص مل ينعكس الا ّمع‪..‬‬
‫وإان مل يلزم الامع مل يلزم الاخص‪.‬‬
‫خص البسائط‬ ‫اخلاصتني‪ .‬آما عدم الابعتاس يف غةرهام‪ ،‬فلن آ ّ‬ ‫والسالبة اجلزئية‪ ،‬لعكس لها ا ّل يف ّ‬
‫الرضورية‪ ،‬واملركبات الوقتية‪ ..‬وهام تصدقان بال عكس‪ ،‬ولو ممكنة عامة؛ يف "بعض احليوان لبس ابنسان"‬
‫ابلرضورة‪ ..‬مع كذب "بعض الانسان لبس حبيوان" ابلمتان‪ ..‬و"بعض القمر لبس مبنخسف" ابلرضورة‪ ،‬مع‬
‫كذب "بعض املنخسف لبس بقمر" ولو ابلمتان‪ ،‬لن خاصية الاخنساف للقمر تشف عن تسرت مقر حتت‬

‫‪238‬‬
‫بعض‪.‬‬
‫ُض بقيض العكس اىل الاصل صغرى او‬ ‫ورس عدم جراين اخللف يف السوالب اجلزئية؛ ان اخللف ّ‬
‫كربى ليلزم احملال‪ .‬واحلال آن اصلنا هنا لسلبه ليصةر صغرى‪ ..‬وجلزئبته ليصةر كربى‪ .‬وآما ثبوت الابعتاس‬
‫يف اخلاصتني؛ فالن الاصل يقول‪" :‬ان ذات املوعوع موجود" حبمك القيد املوجب‪ ..‬وان اذلات متّصف بعنوان‬
‫املوعوع وهو ظاهر‪ ..‬وبعنوان احملمول حبمك القيد‪ ،‬وبنفي احملمول حبمك عقد امحلل‪ ..‬وبنفي املوعوع حبمك املنافاة‬
‫بني الوصفني‪ .‬فالوصفان متنافيان ومتعاقبان عىل ذات‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اي يكون عكس ًا او اصطالح ًا‪.‬‬
‫‪ 9‬اعترب هنا العكس لعدم صدق اللك ّية ملوعوع اجلزئية "وفامي ّمر اعترب املركبة جلوازه‪.‬تأمل!‪(.‬تقرير)‬
‫‪ 9‬لكوبه عكس املوجبة‪.‬‬
‫‪ 4‬لكوبه عكس سالبة اللكية‪.‬‬
‫‪#312‬‬

‫واحد‪" ..‬هروىك "براجوتك" ‪ ."7‬فاذلات يف اهيّ ام اس ترت‪ ،‬يبعد عنه الاخر‪ ..‬اىل ان يزول ما آخذه‪.‬‬
‫اعمل! آن العكس حتصيل آخص القضااي الالزمة‪ ..‬فنيبت اللزوم ابخللف وعدم الابعتاس‪ ..‬او اىل‬
‫الاخص لزوم ًا‪ ،‬فبالتخلف‪ ..‬واخللف ابطال الش ابثبات بقيضه‪ .‬ففي الاشتال يُض ُم بقيض النتيجة صغرى او‬ ‫ّ‬
‫ُض بقيض املعكس كربى لالصل يف املوجبات‪ ..‬وصغرى هل يف‬ ‫كربى ‪ ،9‬لينتج ماينايف الخر‪ .‬ويف العكس ّ‬
‫السوالب‪ ،‬لينتج سلب الش عن بفسه يف املس توى‪ .‬ومحل الش عىل بقيضه يف عكس النقيض‪..‬‬
‫وصورته‪ ،‬من املعقول الياين هكذا‪ :‬لو مل يصدّ ق العكس‪ ،‬لصدق بقيضه ابلرضورة‪ .‬ولو صدق النقيض‪،‬‬
‫لصدّ ق مع لك صادق‪ ..‬برس ان الصدق آبدي‪ .‬واذا صدق مع لك صادق وصدق مع الاصل‪ .‬لبه مفروض‬
‫الصدق‪ ،‬مفن اللك‪ ..‬اذا صدّ قا مع ًا‪ ،‬حصل الشلك الاول‪ .‬واذا تركب الشلك الاول‪ ،‬ابتج ابلبداهة احملال‪.‬‬
‫وهو سلب الش عن بفسه هنا‪ ،‬وهو ابلل‪ :‬لوجود املوعوع ابلجياب يف الاصل‪ ،‬او بقيض العكس‪ ..‬وملزوم‬
‫احملال غةر ممكن‪ ،‬فنقيض غةر املمكن واجب ولزم‪ ،‬وهو املطلوب‪..‬‬
‫آما صورة ال ّتخلف يه‪ :‬اب ّه لو ابعكس‪ ،‬لل ِز َم‪ ،‬ولو لزم‪ ،‬دلام‪ ..‬ولو دام‪ ،‬مل يتخلف‪ ..‬لكن اذا ختلّف فمل‬
‫يدم‪ ،‬فمل يلزم‪ ،‬فمل ينعكس‪..‬‬
‫‪9‬‬
‫[فصل يف عكس النقيض]‬
‫احلمك اليالث للقضااي العكس‪ ،‬النقيض‪..‬‬
‫‪239‬‬
‫اعمل! آن الاةل كيةر ًا ماتتحول عن صورهتا احلقيقية‪ ..‬فتظهر لغراض بلوازم مقدمتاها‪ ،‬او احداهام فهذا‪،‬‬
‫كيةر ًا ماحنتاج لرد غةر املتعارف اىل املتعارف لعكس النقيض‪ .‬مث ان عكس النقيض اإما موافق الكيف مع اخذ‬
‫بقيض اجلزئني سلب ًا او‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬ان هذا الرتكيب ابللغة الكردية ‪ -‬الكرماجنية‪ .‬ومعناها‪" :‬التوآم" ابلعربية‪ .‬ع‪.‬ب‪.‬‬
‫‪ 9‬اي ابلصغرى‪ ..‬فينتج ماينايف الكربى‪ .‬او ابلكربى‪ ،‬فينتج‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫‪ 9‬لكنبوي ص‪92/‬‬
‫‪#313‬‬
‫عدو ًل‪ ..‬او مع ًا مع النظر وادلّ قة لخذ بقيض اجلزؤ‪ .‬فان بقيض "اكتب ابلفعل" لبس بـ "لاكتب ابلفعل"‬
‫لعدم متام اخللف هنا‪ ..‬او اخذ بقيض احملمول فقط‪ ،‬سلب ًا او عدو ًل مع ايخمالفة يف الكيف‪.‬‬
‫اخص القضااي الالزمة‪ ..‬واثبات اللزوم حمتاج اىل الربهان‪.‬‬ ‫مث‪ ،‬قد ذكران‪ :‬آن العكس مطلق ًا‪ ،‬حتصيل ّ‬
‫والرباهني اجلارية يف سوالب العكس املس توى‪ ،‬جارية يف موجبات عكس النقيض مع تفاوت قليل‪ .‬لهنا‬
‫بظةرهتا‪ .‬وكذا براهني موجباهتا يف سوالب ذا‪ ..‬كـ "زلزل"‪.‬‬
‫اما املوجبات اللكية‪ ،‬فعكسه عىل الاول بفسها‪ .‬لبه احملمول فاها‪ ،‬اإما مساو او آمع‪ ..‬وبقيض املتساويني‬
‫الاخص فيحمل عليه لكي ًا آلبتة ‪ .‬مث ًال "لك انسان حيوان" ينعكس‬ ‫خص من بقيض ّ‬ ‫متساواين‪ .‬وبقيض المع آ ّ‬
‫اىل "لك لحيوان ل انسان" ابخللف‪ .‬اي وا ّل لصدق بقيضه‪ ..‬وهو "لبس لك لحيوان بال انسان" ولميكن‬
‫جعهل صغرى لالصل لسلبه‪ .‬ومن هذا‪ ،‬اعطر املتأخرون اىل العدول واس تلزم هذا‪ ،‬للموجبة عند وجود‬
‫املوعوع اثبت‪ .‬اذ لبد ان يكون موجود ومعدوم‪ ،‬خارج ًا عن املوعوع واحملمول او لن السالبة يس تلزم املوجبة‬
‫السالبة الطرف‪ ،‬فسلب السلب اجياب‪ .‬فاذا صدّ ق النقيض‪ ،‬اس تلزم "بعض مالبس حبيوان انسان" صغرى‬
‫لالصل‪ ،‬وهو "لك انسان حيوان" فينتج "بعض الالحيوان ابلفعل حيوان دامئا"‪ .‬ومحل النقيض عىل النقيض‬
‫هبذا الوجه حمال‪ .‬ومس تلزم احملال غةر ممكن‪ ،‬فنقيض النقيض لزم‪ .‬تأمل !‪..‬‬
‫اعمل! آن ادلامئتني تنعكسان اىل دامئة‪ .‬مث ًال‪" :‬لك انسان حيوان" ابلرضورة‪ ،‬او دامئ ًا‪ .‬و"لك لحيوان‬
‫لانسان"‪ ..‬وا ّل فـ "بعض الالحيوان لبس بال انسان" فبعض الالحيوان انسان ابلفعل كام ّمر‪ ،‬مع لك انسان‬
‫حيوان‪ ،‬ينتج بعض الالحيوان ابلفعل حيوان دامئ ًا‪ .‬وهو كام ترى‪.‬‬
‫والعامتان‪ ،‬اىل عرفيّة عامة‪ ..‬مثال‪" :‬اكتب متحرك" مادام اكتب ًا‪ .‬فـ "لك ل متحرك لاكتب" مادام‬
‫لمتحراكً‪ ..‬وا ّل فـ "بعض الالمتحرك لبس بال اكتب" حني هو لمتحرك‪ .‬فبعض الالمتحرك اكتب يف حينه ملا‬
‫‪240‬‬
‫ّمر ايض ًا‪ ..‬وهو مع الاصل ينتج بعض الالمتحرك متحرك"‪ .‬حني هو ل متحرك لن الكربى وصفيّة‪ ،‬فالنتيجة‬
‫اتبعة للصغرى فتأمل يف لبيعة الاصل لتس تخرج النقط اليالث يف العكس‪.‬‬
‫‪#314‬‬

‫اخلاصتان اىل عرفية عامة‪ .‬لدامئة يف البعض‪ .‬لن الاصل خيربان بأن ذا ًات واحدة هل وصف املوعوع‪،‬‬ ‫و ّ‬
‫فوصف احملمول معه‪ .‬ولها بقيض احملمول‪ ،‬فنقيض املوعوع معه حبمك القيد ومادام‪ ..‬ا ّل ان قيد العكس جزىئ‬
‫كام يف عكس املس توى‪...‬‬
‫خص البسائط الرضورية‪،‬‬ ‫اما اجلزئيات‪ ،‬فالعكس لها ابلتخلف‪ ،‬ا ّل ّ‬
‫للخاصتني ابلفرتاض‪ .‬فان آ ّ‬
‫واملركبات غةرهام الوقتية‪ .‬ولتنعكسان اىل الامتان العام‪ .‬وما مل يس تلزم الامع‪ ،‬مل يس تلزم الاخص‪ ..‬ومامل يلزم‬
‫الامع‪ ،‬مل يلزم الاخص‪ .‬مثال‪" :‬بعض احليوان ل انسان" ابلرضورة‪ ..‬و"بعض القمر لمنخسف" ابلرضورة‬
‫"وقت الرتبيع" لدامئا‪ ،‬مع كذب "بعض الالنسان لحيوان" و "بعض املنخسف لمقر" ابلمتان العام‪.‬‬
‫اخلاصتان‪ ،‬فعكسهام عرفية عامة جزئية لدامئة‪ .‬اذ ليصدق يف عكس "بعض املتحرك اكتب" لدامئ ًا‬ ‫اما ّ‬
‫القيد‪ .‬اي "بعض الالاكتب لبس بالمتحرك" ابلفعل‪ .‬اذ تنص الارض تليةل حتت "لاكتب"‪ ..‬وتقول‪" :‬اين ل‬
‫احترك عىل رمغ املتقدمني‪ ،‬عىل رمغ ابفمك اهيا اجلديديون!‪ ..‬ومن هذا‪ ،‬يكون قيد عكس اخلاصتني اللك ّيتني‬
‫جزئية‪.‬‬
‫اعمل! ان سوايّبام مكوجبات عكس املس توى‪ .‬فادلامئتان والعا ّمتان اىل حين ّية مطلقة‪ ،‬جزئية سالبة‪ .‬مثال‪:‬‬
‫الامع من الاربعة‪" :‬لش من التاتب بساكن" مادام اكتب ًا‪ .‬فـ "بعض الالساكن لبس بالاكتب" حني هو ل‬
‫لك لساكن لاكتب" مادام لساكن ًا‪ ..‬وهو بعكس النقيض‪ .‬فابه قد برهن عليه‪" :‬لك اكتب‬ ‫ساكن‪ ..‬وا ّل فـ " ّ‬
‫ساكن" مادام اكتب ًا‪ ..‬وهو عد الاصل؛ فهو ابلل‪ .‬مفلزوم هذا العكس النقيض‪ .‬اعين بقيض العكس حمال‬
‫ايضا‪ ،‬غةر ممكن‪ ..‬والعكس لزم‪.‬‬
‫واما اخل ّاصتان‪ :‬حفينية لدامئة‪ ..‬اما احلينية؛ فلبه لزم لالمع مهنا‪ ،‬ولزم الامع لزم ّ‬
‫الاخص‪ .‬واما‬
‫رو ي ل ساكن" مادام اكتب ًا" حبمك اجلزؤ‬
‫الالدوام؛ فبالفرتاض‪ ..‬بفرض يف امليال السابق مع الالدوام؛ "لك ّ‬
‫الاول‪ ..‬و"لك رو ي لاكتب" حني هو ساكن حبمك القيد مع العناد ببهنام‪ .‬فبضمهنا‪ ،‬يعين لك رو ي لساكن مادام‬
‫اكتب ًا ولك رو ي لاكتب‪ .‬مادام ساكن ًا‪ .‬فينتج من الشلك اليالث "بعض الالساكن لاكتب" حني هو لساكن‬
‫لن النتيجة يف اليالث اتبعة لعكس الصغرى‪.‬‬
‫‪#315‬‬

‫وتس تلزم احلينية املطلقة‪ ،‬املطلقة العامة‪ .‬و"بعض الالساكن لاكتب" ابلفعل‪ ،‬وهو مأل قيد احلينية‬
‫الالدامئة يف عكس النقيض‪ .‬ولييبت ابخللف ولبطريق العكس‪..‬‬
‫‪241‬‬
‫واما الوقتيتان والوجوديتان واملطلقة العامة‪ :‬فعكس بقيضها‪ ،‬املطلقة العامة‪ ،‬اذا ّمعها وهو املطلقة العامة؛‬
‫السالبة‪ .‬مثال‪" :‬بعض الانسان لبس بضاحك" ابلفعل‪ ،‬تس تلزم "بعض الالعاحك لبس بال انسان"‬ ‫اجلزئية ّ‬
‫ابلفعل‪ ..‬وا ّل فـ "لك لعاحك ل انسان" دامئا‪ .‬وهو يس تلزم عكس بقيضها‪ ،‬املربهن عليه‪ .‬وهو "لك انسان‬
‫الصادق‪ .‬فبطل عكس بقيض بقيض عكس النقيض‪ ..‬فييبت‬ ‫عاحك" دامئا‪ ،‬وهو مناقض لالصل دامئا ّ‬
‫عكس نا‪ ،‬ولييبت ابخللف‪ .‬لن الاصل سالبة جزئية‪ ،‬لتصةر صغرى ولكربى‪ .‬واذا لزمت املطلقة املطلقة‪،‬‬
‫لزمت الاخص مهنا‪.‬‬
‫مث ان عند املتأخرين جعل بقيض احملمول موعوع ًا‪ ..‬وعني املوعوع محمو ًل مع خمالفة الكيف‪ .‬فادلّ امئتان‬
‫املوجبتان اىل سالبة دامئة‪ ..‬فلك انسان حيوان دامئا‪ ،‬اىل "لش من الالحيوان ابنسان" دامئا‪ ..‬وا ّل فـ "بعض‬
‫الالحيوان انسان" ابلفعل‪ .‬وهو مع الاصل ينتج‪" :‬بعض الالحيوان" حيوان دامئ ًا‪ ،‬او ابلرضورة‪ .‬وهو كام‬
‫ترى‪..‬‬
‫والعامتان املوجبتان اىل عرفية عامة لكية؛ فـ " لك اكتب متحرك" مادام اكتبا‪ ،‬اىل "لش من الالمتحرك‬
‫بتاتب" مادام لمتحراكً‪ ..‬وا ّل فـ " بعض الالمتحرك اكتب" حني هو لمتحرك‪ .‬وهو صغرى لالصل الوصفي‪،‬‬
‫ينتج‪" :‬بعض الالمتحرك متحرك" حني هو لمتحرك‪ ،‬لن النتيجة هنا اتبعة للصغرى‪ ،‬وهو حمال كام يُرى‪.‬‬
‫وآما اخلاصتان اىل عرفية عامة لدامئة يف البعض؛ اما العرفية العامة‪ :‬فكام ّمر‪ ..‬واما القيد‪ :‬اعين‪" :‬بعض‬
‫الالمتحرك اكتب" ابلفعل‪ ..‬فبالفرتاض جلزئية العكس‪ ..‬فلك رو ي لمتحرك حبمك القيد‪ .‬و"لك رو ي اكتب"‬
‫حبمك عقد الوعع املوجب‪ .‬فينتج من اليالث‪" :‬بعض الالمتحرك اكتب" ابلفعل‪.‬‬
‫اعمل! ان السوالب هنا‪ ،‬عىل مذهب املتأخرين لبست مكوجبات عكس املس توى ‪ 7‬يف البسائط امخلسة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫مامر) اعمل! ان عكس املس توى انظرة اىل عقد الوعع وغةره‪ .‬اي سواء اكن متناقضني‪ ،‬او متقاربني‪ ،‬او متخالفني‪،‬‬ ‫‪(7‬تذكر ّ‬
‫او متضادين‪ ،‬او غةرها‪ .‬واما عكس النقيض فينظر اىل = نس بة الطرفني؛ اكحليوان والالانسان‪ ...‬فتذكر ّ‬
‫مامر !‪..‬‬
‫فان مصداق املوجبة اللكية؛ كون الطرفني متساويني‪ ،‬آواحملمول ا ّمع مطلق ًا‪ .‬واجلزئية؛ غةر املتباينني‪ ..‬والسالبة اللكية‪ ،‬كوهنام‬
‫متباينني مطلق ًا‪ ..‬واجلزئية‪ ،‬غةر املتساويني‪ ..‬واحملمول امع‪.‬‬
‫وان بقيض املتساويني متساواين‪ ..‬والامع والاخص مطلق ًا ايض ًا‪ ،‬كذكل ابلعكس‪ ..‬وبني بقيض املتباينني والامع‬
‫والاخص من وجه تباين جزيئ وهو الامع‪ ..‬وإان بقيض املتساوي بقيض للمساوي الاخر‪ .‬وبقيض الا ّمع مطلق ًا‪ ،‬مباين‬
‫لعني الاخص كذكل‪ .‬وبقيض (اكحليوان والالانسان) الاخص مطلق ًا‪ ،‬امع من وجه من عني الامع كذكل‪ ..‬وبقيض (لعدم‬
‫اجلزئية فاهام‪ .‬اي الاصل ول العكس‪ .‬تأمل!)‪ .‬الامع من وجه اإحدى النسب‪ ،‬غةر التساوي مع عني الاخص من وجه‪.‬‬
‫وبقيض (اكلنسان والالحيوان) املباين امع من وجه من عني املباين الاخر‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫اذا احطت هبذا علامً‪ ..‬فاذا اخذت بقيض الطرفني ‪ -‬كام عند القدماء ‪ -‬لبد من التفاق يف الكيف‪ .‬ولبد للكية القاعدة‬
‫من ابعتاس السوالب مطلق ًا‪ ،‬اىل اجلزئية‪ ..‬للتخلف يف اللكية‪ ،‬فامي اكن النقيضان امع واخص من وجه‪ .‬واذا اخذت بقيض‬
‫واحد من الطرفني وهو احملمول ‪ -‬كام عند اخللف ‪ -‬لبد من ايخمالفة ‪ .‬فتأمل!‪.‬‬
‫واعمل ايض ًا! ان من املمكنتني لتنعكسان مطلق ًا جزئية لكية‪ ،‬موجبة سالبة‪ .‬واخلاصتني تنعكسان مطلق ًا كذكل‪ .‬والبوايق‬
‫اجيا ًاب وسلب ًا هنا‪ ،‬كزلزل‪ .‬مفوجبة هذا‪ ،‬سالبة ذاك يف ابعتاس اللكية لكية‪ .‬وعدم ابعتاس اجلزئية‪ ،‬الا وابعتاس س تة فقط‪،‬‬
‫ابعتبار اجلهة‪ .‬وسالبة هذا‪ ،‬موجبة ذاك يف ابعتاس لكيهتام جزئية‪ ..‬ولحدى عرش‪ ،‬ابعتبار اجلهة عند القدماء‪ .‬واملركبات‬
‫فقط عند اخللف‪ .‬وكون عكوسها ثالثة ققط‪ .‬وبرهان اخلاصتني مطلق ًا الافرتاض فقط‪ّ ،‬‬
‫برس العنوان‪ .‬اذ احلمك فاهام انظر‬
‫اليه ومرتبط به‪ ،‬دون سائر املركبات‪ .‬بل ابذلات واليه فاها‪ .‬والتفاوت بني اثبات ذاك برباهينه‪ ،‬وهذا ايضا هبا‪ .‬هو ان عند‬
‫مكون كربى‪ .‬والعكوس ثالثة‪ :‬ادلامئة‪ ،‬والعرفية والعرفية العامة الالدامئة‪،‬‬ ‫السلف بقاء الكيف‪ .‬ففي املوجبات الاصول ّ‬
‫والنقيض سالبة جزئية‪ ،‬ويه املطلقة العامة‪ ..‬واحلينية املطلقة‪ ،‬واملطلقة العامة للقيد‪ .‬فاليكون صغرى‪ .‬وايض ًا ليتكرر‬
‫الاوسط‪ ،‬فيؤخذ لزمه املوجبة اجلزئية‪ ،‬احملصةل احملمول‪ .‬وجيعل صغرى وينتج‪ .‬فقد جرى اخللف فيه‪ .‬واما قياس‬
‫الاس تقامة‪ :‬فاما ان تنعكس عني النقيض‪ ،‬وهو هنا سالبة جزئية لتنعكس بعكس املس توى‪ .‬وبعكس النقيض‪ ،‬عندمه‬
‫يناقض الاصل‪ .‬لكن لييبت به للزوم ادلّ ور هنا‪ .‬واما ان تنعكس الالزم وهو موجبة‪ .‬فبعكس املس توى يكون اكلض ّد‬
‫لالصل‪ .‬ويف السوالب العكوس ثالثة‪ :‬احلينية املطلقة‪ ..‬واحلينية الالدامئة‪ ..‬واملطلقة ويه سوالب جزئية وبقيضها‪ ،‬ويه‬
‫العرفية العامة وادلامئة‪ ،‬موجبة لكية فاليصح لصالح الاصل للكربوية حاةل اللكية دون اجلزئية‪ .‬ولعدم تكرر الاوسط‬
‫للعدول والتحصيل ‪ ،‬بل بقياس الاس تقامة اذ عكس النقيض السالب اجلزىئ بعكس النقيض عندمه سالبة لكية ول يلزم‬
‫هنا ما ّمر فيكون عد الاصل ودون الافرتاض لعدم وجود املوعوع لتفاق الكيف عندمه‪ ،‬فقد علمت التفاوت هنا‪.‬‬
‫وعند املتأخرين اختالف الكيف وقد ّمر ففي املوجبات‪ ،‬فتذكر العكوس جبهاته ايض ًا الاصل موجب لكي‪ ،‬والعكس‬
‫سالب كذكل‪ .‬والنقيض موجب جزيئ‪ ،‬فيجري اخللف جلواز كربوية الاصل وصغروية النقيض‪ .‬وتكرر الاوسط وكذا‬
‫قياس الاس تقامة‪ .‬اذ عكس املوجبة اجلزئية بعكس املس توى عينه‪ ،‬فيضاد الاصل‪ ،‬دون الافرتاض ملا ّمر‪ .‬ويف السالب‬
‫هنا‪ ،‬اي عندمه لبست مكوجبات املس توى‪(.‬تقرير)‬
‫‪#316‬‬

‫وعند املتقدمني يه كها فاها ايض ًا‪ .‬لن السالب البس يط يصدّ ق بعدم املوعوع ايض ًا‪ .‬فيحمتل ان ليكون‬
‫لنقيض احملمول وجود‪ .‬كـ "لش من اخلالء ببعد"‪ .‬مع كذب "بعض الال بعد خالء"‪.‬‬
‫‪#317‬‬

‫فلام اكن عكس بقيض السالب عند السلف سالب ًا‪ ،‬اكن ذاك كذكل يف الصدق‪ .‬وعند اخللف موجب ًا‬
‫يقت ي وجود املوعوع‪ ،‬مل تنعكس البسائط امخلسة‪ .‬واما املركبات؛ فلوجود املوعوع آلبتة يكون لنقيض احملمول‬
‫اخلاصتني اىل حينية لدامئة ل ابخللف‪ .‬لن الاصل سالب مع سلب‬ ‫ذات موجودة‪ ،‬وهو ذات املوعوع‪ .‬مفن ّ‬
‫بقيض عكس النقيض‪ ،‬لدليل عنه سالبتني‪ ..‬ولبطريق العكس‪ .‬لبه مل يربهن عليه بعد‪ ،‬بل ابلفرتاض للجزئية‬

‫‪243‬‬
‫يف العكس‪ .‬مثال‪" :‬لش من التاتب بساكن مادام اكتب ًا‪ .‬فالعكس‪" :‬بعض الالساكن اكتب حني هو لساكن"‪.‬‬
‫اي "بعض الالساكن لبس بتاتب" ابلفعل‪.‬‬
‫اما اجلزؤ الاول‪ :‬فبـ "لك رو ي لساكن مادام اكتبا" حبمك اجلزؤ الاول‪ .‬و"لك رو ي اكتب ابلفعل" حبمك‬
‫عقد الوعع املوجود ابلرتكيب‪ .‬فينتج من اليالث‪" :‬بعض الالساكن اكتب حني هو ل ساكن لن بتيجته اتبعة‬
‫لعكس الصغرى وهو حينية‪ ،‬آما اجلزء الياين‪ :‬فلك رو ي ل ساكن ولك رو ي ساكن فالياين مع اجلزء الاول من‬
‫الاصل ينتج ل ش من الرو ي بتاتب‪ ،‬وهذه النتيجة كربى لـ "لك رو ي ل ساكن" ينتج من اليالث "بعض‬
‫الالساكن لبس بتاتب" ابلفعل‪ ،‬وهو مأل القيد‪.‬‬
‫مث ان الوقتني والوجوديتني اىل مطلقة عامة‪ ،‬لعدم ابعتاس القيد لجيابه؛ كسالبته يف العكس املس توى‬
‫فبقى املطلقة العامة‪ ..‬وهو ابلفرتاض دون الطريقني الاخرين‪ .‬ففي "لش من الانسان مبتنفس"‪ ..‬ل دامئ ًا "لك‬
‫متفشفش لمتنفس" حبمك اجلزؤ الاول‪ .‬و "لك متفشفش انسان" حبمك الوجود يف القيد‬
‫‪#318‬‬

‫ابلرتكيب‪ .‬مفن اليالث ينتج‪" :‬بعض الالمتنفس انسان" ابحلينية املطلقة املس تلزمة للمطلقة العامة‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫اعمل! ان الرشلية التفاقية مطلق ًا‪ ،‬واملنفصةل لعكس لها‪ ،‬مس تو ًاي مغاير ًا يف املراد‪ .‬ولعكس بقيض للك‬
‫الرشليات‪ ..‬ا ّل املوجبة اللكية‪ ،‬املتصةل اللزومية عىل مذهب اخللف‪ ،‬لقيام اخللف‪ .‬فان لزوم ش لش‬
‫يس تلزم بفي لزوم امللزوم لنقيض الالزم‪ .‬مث ًال‪ :‬لكام اكبت الشمس لالعة‪ ،‬فايهنار موجود‪ ..‬فلبس آلبتة‪ :‬اذا مل‬
‫يكن ايهنار موجود ًا اكبت الشمس لالعة‪ ..‬وا ّل فقد يكون‪ :‬اذا مل يكن ايهنار موجود ًا اكبت الشمس لالعة؛‬
‫صغرى لإجيابه لالصل‪ ،‬كربى للك ّيته‪ .‬فينتج قد يكون‪ :‬اذا مل يكن ايهنار موجود ًا‪ ،‬فايهنار موجود‪ ..‬وهو من‬
‫احملال كام ترى لعىل مذهب السلف‪ .‬فان بقيض عكس بقيضه يصةر سالبة جزئية‪ ،‬ليكون صغرى لسلبه‪..‬‬
‫ولكربى جلزئبته‪ ،‬مع عدم اس تلزام السالبة املعدوةل للموجبة احملصةل‪ ،‬لن النفي ليدخل عىل النفي هنا‪ ،‬لن‬
‫مأل بقيض العكس بفي لزوم بفي الش ‪ ،‬وهو ليس تلزم لزوم الش ‪ .‬اذ قد ليلزم النقيضان لش ‪ ..‬وقس عىل‬
‫هذا عدم جراين مذهب السلف يف البوايق‪ .‬ولعكس للجزئيات مهنا عىل مذهب اخللف ايض ًا‪.‬‬
‫اما املوجبة فلجزئبته لتصةر كربى‪ ..‬وان اكن صغرى فرابع‪ ..‬واما السالبة مطلق ًا‪ ،‬فالن بقيض عكس‬
‫النقيض سالبة ايض ًا‪ .‬ولقياس عىل سالبتني‪..‬‬
‫[الباب الرابع‪ :‬يف الادةل واحلجج اخل]‬
‫اعمل! ان ادلليل ابعتبار الصورة‪ ،‬هو املقصد الاعظم من املنطق‪ ..‬وهو بس يط عند الاصوليني‪ ،‬فالنظر‬
‫‪244‬‬
‫يف احواهل‪ ..‬ومركب عند املنطقيني‪ ،‬فالنظر فيه‪ ..‬فادلليل‪ :‬مايكتسب ابلنظر يف احواهل‪ ،‬او فيه حمك اخر‪..‬‬
‫فالس تدلل‪ :‬اإما ابجلزيئ عىل اللكي‪ ..‬فهو الاس تقراء‪ ،‬وهو اساس ادةل العربية بل يف ابتداء حصول لك‬
‫اجلزئ‪ ..‬وهو ايمتييل‪ ،‬وهو املعترب يف اصول الرشع‪ ،‬بل يف لك التشباهات‪ ..‬واما‬
‫العلوم‪ ..‬واما اجلزيئ عىل ّ‬
‫اجلزيئ‪ ،‬او عىل اجلزيئ الاعايف‪ ..‬وهو القياس املنطقي‪ ،‬واجلاري يف تعلمي العلوم‪..‬‬
‫ابللكي عىل ّ‬
‫‪#319‬‬

‫مث ان البدهيئي من هذا القسم اذلي يكتسب به بظرايت هذا الباب؛ القياس املقسم‪ ..‬والاس تثنايئ وغةر‬
‫حمصةل اىل قياس املساواة‪ ..‬واصهل‪:‬‬‫املعرب عنه ‪ -‬يف الاكرث ‪ -‬بقياس املساواة‪ ...‬والشلك الاول الراجع ّ‬ ‫املتعارف ّ‬
‫قياس غةر متعارف‪ .‬هكذا‪ :‬زيد مساو لعمرو‪ ،‬ومعرو مساو لبكر؛ فزيد مساو لبك ٍر ابلرضورة‪.‬‬
‫ولك مساو املساوي مساو‪ ..‬فزيد مساو‪ ،‬وهو املطلوب‪ .‬فهذا التلكّف لتحصيل تكرر الاوسط‪.‬‬
‫والاحص ان تكرر الاوسط رشط العمل ابلبتاج‪ ..‬فميكن لزوم الابتاج بدوبه؛ ككرث رشائط اقرتابيات الرشلية‪.‬‬
‫واما رشط حتقيق الابتاج اذلي لميكن لزوم النتيجة بدوبه‪ :‬اكجياب الصغرى ولكية الكربى يف الاول‪ ..‬وان‬
‫لتكون املقدمتان سالبتني او جزئيتني يف اللك وغةرها‪.‬‬
‫عةل للعمل‪..‬كذكل ابلنتيجة وجب تقدميه‪ .‬فادلور بالك معنبيه‬ ‫اعمل! ان ادلليل ملا اكن العمل به ابملعىن العام‪ً ّ ،‬‬
‫ابلل‪ ،‬وكذا املصادرة‪ ..‬وان تكون املادة مناس بة ذا ًات وكيفية للنتيجة‪.‬‬
‫فان قلت‪ :‬اذلهن اكللسان يتعاقب فاها الصغرى والكربى‪ .‬فكيف يكون الكهام ّعةل مؤثرة؟‪..‬‬
‫وعةل جمامعة ‪ 7‬ابعتبار احلصول‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الافتار ّعةل معدّ ة للمطالب ابعتبار احلضور‪ّ ..‬‬
‫فان قيل‪ :‬الاميان اذلي هو التصديق ‪ 9‬ملكف به‪ ،‬وامللكف ‪ 9‬به فعل اختياري مع ان اللزوم رضورة‬
‫والتصديق ابفعال؟‬
‫قلت‪ :‬التلكيف برتتبب املقدمات‪..‬‬
‫فان قلت‪ :‬ادلليل يس تلزم النتيجة مقدمة اساس ّية لالبتاج‪ .‬مع ابه بظرية‪ .‬فان اثبت بدليل فذكل ادلليل‬
‫ايض ًا متوقف عىل مثل هذه املقدمة؟‬
‫قلت‪ :‬هذه املقدمة تيبت بدليل‪ ،‬تيبت هذه املقدمة فيه‪ ،‬يف بفس الامر ابلبتقال الطبيعي‪ .‬لن عمل العمل‬
‫لبس بالزم ابلرضورة ‪ ،‬لن ذكل ادلليل من املعقولت الاوىل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ّ 7‬عةل مقاربة‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫‪ 9‬املنطقي مع لزمه‪.‬‬
‫‪ 9‬حال‪.‬‬
‫‪#320‬‬

‫فاإن قلت‪ :‬عمل صدق لك ّية الكربى اليت يف قوة قضااي متعددة بعدد الافراد‪ ،‬اليت مهنا موعوع النتيجة‬
‫رشط لالبتاج‪ ،‬حىت يف ابده الاشتال‪ .‬مع ان العمل يصدقها‪ ،‬يتوقف عىل العمل ابلنتيجة ‪ .‬مقا هذا ادلور؟‪..‬‬
‫قلت‪ :‬اإن لختالف العنوان تأثةر ًا يف اختالف الاحتام؛ معلوميّة وجمهولية‪ ،‬رضورية وبظرية‪ .‬مفوعوع‬
‫النتيجة حتت عنوان موعوع الكربى قد يكون رضور ًاي‪ ..‬وحتت عنوابه بظر ًاي‪ .‬مث اإن ل إالبتاج رشائط معوميّة‪..‬‬
‫وقد ّمر ببذة مهنا ابعتبار املادة والصورة‪ .‬وخصوصيته فس يأيت‪.‬‬
‫التفطن اذلي هو اكمجلاع بني الزوجني‪ ..‬ومالحظة النتيجة يف بطن الكربى‪..‬‬ ‫ومن الرشائط العموميّة ّ‬
‫املفصل للعقل‬ ‫مث اعمل! ان الاس تقراء هل وقع عظمي واس تعداد واسع‪ .‬بل هو املؤسس للعلوم‪ ،‬بل هو ّ‬
‫ابمللكة‪ .‬فقد خبسوا حقه يف الاختصار فيه‪ .‬ومنه‪ :‬ماهو مفيد لليقني‪ ،‬وهو التّام اذلي اكلتواتر احلايل‪ .‬او تتبع‬
‫حدس معنوي اليه‪..‬‬ ‫قليل افراد يف بوع واحد ابلنظر بطبيعة النوع‪ ..‬وهو ايض ًا مفيد لليقني‪ ،‬بسبب ابضامم ٍ‬
‫للظن‪ ،‬وهو الاس تقراء الناقص يف اكرث اجلزئيات؛ اذ برس احلمكة يكون الاكرث هو البايق عىل الاصل‬ ‫ومفيد ّ‬
‫اذلي يعلل‪ .‬واذا اخترصوا فلنخترص‪..‬‬
‫مث ان ايمتييل ايض ًا مفيد لليقني‪ ،‬اإن اكن مقدّ ماته يقين ّية‪ .‬اي وجود الرشائط وابتفاء القوادح يقين ّية‬
‫املسكل‪ ،‬اذلي تيبت العل ّية به‪ ..‬وبندرة اليقينية بلكّها اللقوا افادة ّ‬
‫الظن‪.‬‬
‫مث للمتييل اذلي منه التشبيه ايض ًا‪ ،‬اراكن اربعة‪ :‬وهو املقبس‪ ،‬واملقبس عليه‪ ،‬واجلامع‪ ،‬وحمك الاصل‪.‬‬
‫لحمك الفرع‪ ،‬فابه بتيجة‪.‬‬
‫املعىل للرشع‪..‬‬‫اعمل‪ :‬ان للقياس ايمتيييل جما ًل واسع ًا‪ ،‬فيجري يف فنون ش ّىت ويف احملاورات‪ .‬لكن القدح ّ‬
‫تثىن‪ ..‬او متغةر ًا عند التعدي‪.‬‬‫ومن رشائطه فيه‪ :‬آن ليكون حمك املش ّبه به خمتص ًا‪ ..‬او تع ّبد ًاي‪ ..‬او مس ً‬
‫اخل‪..‬‬
‫السرب ابلتقس مي‪ ،‬ولرد غةر الصاحل‪،‬‬ ‫النص‪ ،‬والامياء ابحلمك عىل املش ّتق‪ ،‬و ّ‬ ‫ومن مسالكه فيه‪ :‬الاجامع‪ ،‬و ّ‬
‫واملشاهبة‪ ،‬والغاء الفارق‪ ،‬والعكس‪ .‬اي الوجود عند‬
‫‪#321‬‬

‫الوجود‪ ..‬وقيل الطرد وهو عكس العكس‪ ..‬وادلّ ورات الكهام‪ ..‬وتنقيح املناط بطرد اخلصوصيات‪..‬‬
‫وحتقيق املناط ٍ‬
‫ابثبات يف الصور اخلفيّة؛ اكلرسقة يف ّ‬
‫الطرار والنباش‪ ..‬وخترجي املناط‪ ..‬واملناس بة‪ ..‬والوصف‬
‫‪246‬‬
‫املناسب‪ ،‬هو اذلي لو عرض عىل العقول لتلقّته ابلقبول‪ ..‬وهو اإما حقيقي او اإقناعي‪ ..‬واحلقيقي‪ :‬اإما رضوري‪..‬‬
‫وهو الاقطاب امخلسة‪ .‬اي حفظ النفس‪ ،‬وادلين‪ ،‬والعقل‪ ،‬واملال‪ ،‬والناموس؛ املناس بة للقصاص‪ ...‬واجلهاد‪،‬‬
‫وحدّ السكر او لرشب‪ ،‬وحدّ الرسقة‪ ،‬وحدّ القذف؛ وحدّ الزان‪ .‬وإاما ّ ّ‬
‫حايج‪ :‬كام يف اساسات املعامالت‪ ...‬وإاما‬
‫اس تحساين‪ :‬اكلتزنيه من القاذورات‪ ،‬وعدم تولية النساء والعبيد‪ ..‬والاقناعي‪ :‬كبطالن بيع امخلر للنّجاسة‪..‬‬
‫وقس فتأمل!‪..‬‬
‫مث العةل‪ :‬لبد آن تكون وصف ًا ظاهر ًا منضبط ًا‪ .‬لاكملشقّة وبراءة الرمح‪ ...‬والعةل عالمة‪ ،‬وامنا املؤثر خطاب‬
‫هللا‪ ..‬كام آن املؤثّر يف عامل اخللق قدرة هللا‪ .‬فتأمل!‪..‬‬
‫مث املابع‪ :‬اإما من ابعقاد العل ّية‪ ،‬او عل ّية العةل‪ ،‬او ترتب احلمك او دوامه‪ ..‬كبيع املعدوم‪ ،‬وخبيار الرؤية‪،‬‬
‫وخبيار اجمللس‪ ،‬وخبيار الرشط اي العيب‪ .‬كام آن ّالر ي قد ليصبب‪ ،‬او يصبب لجيرح‪ ،‬او جيرح يندمل‪ ،‬او‬
‫ليندمل بذمن ‪..‬‬
‫ومن القوادح ‪ :‬النقض‪ .‬اي ختلّف املعلول ّعةل‪ ،‬واملعارعة‪ ،‬والكرس‪ ،‬وعدم التأثر‪ .‬وقس‪ ،‬فتأمل!‪..‬‬
‫حترينا مطلو ًاب؛ فان اكن مجللته نس بة اىل ش ‪ ،‬فاس تثنايئ‪ ..‬او لجزائه‪ ،‬فاقرتاين‪..‬‬ ‫اعمل! اانّ اذا ّ‬
‫والاس تثنايئ من رشلية واس تثنائية‪ ،‬محلية او رشل ّية‪ .‬فرشط الرشلية‪ :‬الاجياب وعدم التفاق‪ ..‬واللكية‬
‫عند عدم لك ّية الاس تثنائية او خشص ّيهتا‪ .‬اذ سلب اللزوم او العناد لعمومه‪ ،‬ليس تلزم شبئ ًا‪ .‬وللزوم النتيجة‬
‫ورس اللكية ظاهر‪.‬‬‫ّلدلليل‪ ،‬لس امي للمقدمة الاس تثنائية؛ مل تقدر التفاقية عىل الابتاج‪ّ .‬‬
‫مث الرشلية‪ :‬اإن اكبت متصةل‪ ..‬فاملس تقمي اس تثناء عني املقدم ل التايل‪ ،‬لإمتان العموم‪ ..‬وغةر املس تقمي‬
‫اس تثناء بقيض التايل‪ ،‬لبقيض املقدّ م لإمتان آمعية النقيض ممكن الخص ّية‪ .‬وغةر املس تقمي يرتدّ مس تقاميً بعكس‬
‫بقيض الرشل ّية‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬ولعهل "بزمن" ع‪ .‬ب‪.‬‬
‫‪#322‬‬

‫لك‪ .‬ويرتدّ هذا اىل املس تقمي‬


‫لك او بقيض ٍ‬ ‫وان اكبت منفصةل حقيقيّة‪ ،‬فهل اربع بتاجئ ابس تثناء عني ٍ‬
‫ابس تلزام احلقيقية لربع متصالت‪.‬‬
‫لك لخص ّيته‪ ،‬لبقيضه لمع ّيته ابلر ّد اىل املس تقمي بواسطة تالزم‬‫وان اكبت مابع امجلع‪ ،‬فاس تثناء عني ٍ‬
‫اخللو‪ ،‬فعكسها ومثلها يف الرد والربهان‪.‬‬ ‫مابعة امجلع للمتّصةل‪ ،‬مقدّ مهتا عني احد جزئاها‪ ..‬وإان اكبت مابعة ّ‬
‫فان قلت‪ :‬املس تقمي يكفي‪ ..‬اذ البايق ابلر ّد يظهر؟‬
‫‪247‬‬
‫قلت‪ :‬مراعاة لبيعة الفكر والتحصيل وغةرها من نتات البالغة‪ ،‬احوجتنا اىل الطرق املعو ّجة‪ ..‬فمك من‬
‫اش ياء يه مقدمة لبع ًا‪ ،‬او اتلٍ لبع ًا‪ ..‬او احملصل بقيضها‪ .‬وقس‪ ..‬فلو اس تقمت مل يس تقم‪..‬‬
‫اعمل! ان القياس من حمض امحلليات يس ّمى اقرتاب ّي ًا‪ ..‬ومن حمض الرشليات او ايخمتلط يسمى اقراب ّية‪.‬‬
‫فاصولها مخسة‪ ..‬وفروعها مخسة الاف‪ .‬والضابط فاها‪ :‬آن اجلزؤ الغةر املشارك يبقى يف النتيجة‪ ،‬مع بتيجة‬
‫التأليف بني املتشاركني‪ .‬وبتيجة التأليف لزم للمشارك ابعتبار‪ .‬وملزوم امللزوم ملزوم‪ .‬ومعابد امللزوم‬
‫اكلالمعابد الالزم يف امجلةل‪ .‬مفن متّصلتني يف الشلك الاول مع الاشرتاك يف جزؤ ات ٍم ٍ ّ‬
‫مبىن عىل ان الالزم الالزم‬
‫لزم‪.‬‬
‫ومن منفصلتني‪ ..‬مع الاشرتاك يف غةر ات ّم‪ ،‬وإان اكبت اتم ًا مفتصةل‪ ..‬اإن حقيقيّة‪ ،‬بتيجته منفصةل مرك ّبة من‬
‫اجلزؤ الغةر املشارك‪ ،‬مع بتيجته للتأليف بني اجلزؤ الخر؛ امحللية واملنفصةل الكربى‪ .‬لن معابد امللزوم معابد‬
‫الالزم جبهة‪..‬‬
‫ومن متصةل ومحلية‪ ..‬املشاركة لحد جزئاها‪ ،‬ينظر املتشاركني برشائط الاشتال‪ .‬مث يؤخذ بتيجته‬
‫التأليف‪ ..‬مث يض ّم اىل اجلزؤ الغةر املشارك مقدّ م ًا او اتلي ًا‪.‬‬
‫ومن املنفصةل وامحللية الواحدة‪ ،‬فالنتيجة منفصةل مركّبة من غةر املشارك‪ ،‬مع بتيجة التأليف بني امحللتني‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 7‬اي حمصلية الاش ياء‪.‬‬
‫‪ 9‬ان اكن الصفرى‪.‬‬
‫‪ 9‬ان اكن منفصةل‪.‬‬
‫‪#323‬‬

‫لك متشاركني‬ ‫مع مراعاة الشلك اذلي هو منه‪ .‬وان اكبت امحللية متعددة عدد آجزاء املنفصةل‪ ،‬فابظر اىل ّ‬
‫مهنا‪ ..‬وخذ بتيجة التأليف من لك جزئني‪ .‬فان احتدت امحلليات يف لرف‪ ،‬فالنتيجة محلية‪ ..‬وهو القياس املقسم‬
‫املشهور وا ّل فالنتيجة منفصةل مرك ّبة من بتاجئ التأليفات؛ اكلتاتب اإما جاهل او غافل‪ .‬واجلاهل لبدّ آن ي ُ َع ّمل‪،‬‬
‫والغافل لبدّ آن يُن ّبه‪ ..‬فالتاتب اإما لبدّ ان ّ‬
‫يعمل وإاما لبدّ ان ين ّبه‪.‬‬
‫اعمل! اإن احلدّ الاوسط رشط العمل ابلبتاج كام ّمر‪ .‬ومن رشط الاوسط ّية آن يكون ركن ًا للصغرى‬
‫والكربى‪ .‬او جزؤ ًا جلزهئام‪ ،‬كام يف كيةر من الاقرتابيات‪ ..‬هذا يف املتعارف‪.‬‬
‫ومن رشلها ايض ًا‪ ،‬الاحتاد حقيقة‪ ..‬لعنوا ًان فقط‪ .‬وآما غةر املتعارف‪ ،‬اذلي هو متعارف عندي‪،‬‬
‫فالوسط متعلق احد جزيئ الصغرى وعني احد جزيئ الكربى‪ .‬آما "ادلبيا جيفة ولايّبا الكب" فغةر متعارف‬

‫‪248‬‬
‫مكرر حقيقة‪ .‬لن متعلق‬ ‫الغةر املتعارف‪ .‬وآما "الانسان مباين للفرس‪ ،‬ولك فرس حيوان" فالوسط غةر ّ‬
‫محمول الصغرى مفهوم‪ .‬وجيري يف غةر املتعارف؛ اكملتشاركني الاشتال الاربعة‪ ،‬فبشرتط مايشرتط فاها‪ .‬وجيري‬
‫غةر املتعارف اكملتعارف يف الرشليات ابقساهما‪ .‬مثال‪ :‬ملّا اكبت الشمس سلطان النجوم‪ ،‬اكبت يف مركز عاملها‬
‫وسط التائنات‪ ..‬فالشمس وسط التائنات‪.‬‬
‫مث آن لغةر املتعارف املتعارف اذلي تساوي محمول الصغرى والكربى ‪ -‬اإن اكن من الشلك الاول ‪-‬‬
‫بتيجتني‪:‬‬
‫احدهام‪ :‬ذاتية بضم محمول الصغرى ابلعافة اىل محمول الكربى‪ .‬وجعلها محمول النتيجة؛ اكدلّ رة يف احلقة‪،‬‬
‫واحلق ُة يف الببت‪ ..‬مففاد الفائدين وهو مظروف محمول النتيجة‪ .‬وإان اكن احدهام حرفي ًا‪ ،‬والاخر امسي ًا؛ فبدخول‬
‫فادلرة مجيل‪.‬‬
‫الصدف مجيل‪ّ ،‬‬ ‫الصدف‪ ..‬و ّ‬‫احلر ّيف عىل الامسي اكدلّ رة يف ّ‬
‫والنتيجة اليابية‪ :‬عند احتاد احملمولني جعل محمول الكربى فقط‪ ،‬فيكون قياس املساواة ‪ .‬وامنا يصدق عند‬
‫الالحيوان الاجنبية‪.‬‬
‫‪#324‬‬

‫واعمل ايض ًا! آن القياس ايمتيييل قياس غةر متعارف‪ ،‬ابعتبار ذكره آداة التّشبيه يف النتيجة‪ ،‬كـ "النبيذ‪،‬‬
‫اكمخلر‪ ،‬وامخلر حرام‪ ..‬فالنبيذ حرام" متييل ّ‬
‫ظين ‪ .‬و"اكحلرام" غةر متعارف يقيين‪.‬‬
‫اعمل! آن من القياسات قياسات خفيّة‪ ،‬ولها جمال واسع‪ .‬وكيةر ما تنقلب القياسات اجلل ّية ابللفة‬
‫والاس مترار خفية‪ .‬واساس اخلفية دليل ينقدح يف اذلهن دفعة من تفاريق امارات‪ ،‬وخاصته برسعة الابتقال‬
‫يعرب عهنا ابلت ّفصيل‪ ،‬لتحلّبّ ا من‬
‫يقيين ليقتدر آن ّ‬
‫من املبادى اىل املطالب بال ترتبب‪ .‬وقد يفاد بأبه عمل اجاميل ّ‬
‫مظان متفرقة‪ .‬فالميكن آن يضع اصبعه عىل منبع معني‪.‬‬
‫مث ان الاشتال اليالثة امنا يعمل بتيجهتا اببقالهبا اىل الشلك الاول‪ .‬فاذ ًا مفا الفائدة يف تطويل الطريق؟‬
‫اجلواب‪ :‬ان ملوعوع النتيجة ومحمولها موصوفات واوصاف‪ ..‬اي موعوعات لبيع ّية ومحمولت لبيع ّية‪.‬‬
‫فاذا حتريّت مايشرتك لرفا املطلوب فيه‪ ،‬فقد يكون املشرتك صفة الطرفني‪ ..‬اي محمو ًل لبيعي ًا هلام‪..‬‬
‫كلك متع ّجب انسان‪ ،‬ابلنظر اىل الضاحك‪ .‬وقد يكون مصوف املوعوع صفة احملمول‪ ..‬كلك عاحك انسان‬
‫ابلنظر اىل املتعجب‪ .‬فلمخالفة املطلوب لطبيعة القضية تعددّت الاشتال‪ ..‬وملراعاة الطبيعة خولفت الطبيعة‪.‬‬
‫اعمل! اإن يف لك ش روح ًا وحقيقة‪ ..‬فروح الشلك الاول آ ّن داخل داخل الش داخل الش ‪ .‬وظرف‬
‫ظرف الش ظرف الش ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ويف الشلك الياين‪ :‬الاس تدلل بتنايف اللوازم عىل تنايف امللزومات‪ .‬اذ السالبة ّ‬
‫مؤوةل ابملعدوةل‪ .‬واملراد‬
‫من اللزوم مطلق الت ّصاف‪..‬‬
‫يف الشلك اليالث‪ :‬بأن شبئ ًا مجمع صفتني‪ ،‬فالصفتان مرتافقتان‪..‬‬
‫ويف الرابع‪ :‬اثبات موصوف الش لصفته‪..‬‬
‫مث ان اتصال الصغرى ابلكربى اتفاقية‪ ..‬وترتب النتيجة علاهام مؤول برشلية لزومية بدهيية يف الاول‪،‬‬
‫بظريّة يف البوايق‪ ،‬مثب ّتة بأدةل ثالثة‪.‬‬
‫‪#325‬‬

‫احدها‪ :‬اخللف‪ ..‬وملخّصه‪ :‬اثبات الش اببطال بقيضه وتصويره‪ :‬بصنعة الربهان‪ ،‬هكذا‪ :‬اذا صدّ ق هذا‬
‫الشلك لزم هذه النتيجة مدّ عى‪ ..‬والا "اي" و "ان" مل يلزم لصدق بقيضه‪ .‬ودلامئية الصدق يصدّ ق مع لك‬
‫صادق اتفاقي ًا‪ .‬واذا صدّ ق مع لك صادق‪ ،‬صدق مع هذا الشلك الصادق‪ ،‬فيصدق مع جزئه اتفاقي ًا‪ ،‬التايف يف‬
‫الصادقتني حبسب‬ ‫تشلك الشلك‪ ..‬فيحصل صورة الشلك فينتج ابلبداهة بقيض او عدّ آحد املقدمتني ّ‬
‫الفرض‪ .‬ومجع النفيضني او الضدين يف الصدق حمال‪ ..‬وملزوم احملال ابلل‪ ..‬ومنشأ الفساد لبس صورة الشلك‬
‫الاول لبداهته‪ ..‬ولمقدمة الشلك ملفروعة الصدق‪ ،‬بل بقيض النتيجة‪ ..‬فهو منشأ احملال‪ ،‬فالنتيجة صادقة‪.‬‬
‫مث ان بقيض النتيجة يف الشلك الياين‪ ،‬يصةر صغرى الكربى‪ ،‬وينتج بقيض الصغرى‪.‬‬
‫ويف الشلك اليالث تأخذ النقيض وتعهل كربى للصغرى لينتج بقيض الكربى‪ .‬وآما الرابع‪ :‬فيديل دَلوه‬
‫اياهام‪ ،‬الياين الاس تقامة وتصويره‪ ،‬اعين بطريق العكس‪ ..‬هكذا‪ :‬لكام صدّ ق هذا الشلك صدّ ق الصغرى مع لزم‬
‫الكربى يف الياين مثال‪ .‬وصدق الكربى مع لزم الصغرى‪ ،‬اي عكسها يف اليالث مثال‪ .‬ولكام صدّ قا مع ًا‪ ،‬صدّ قا‬
‫لزماهام‪ .‬ولكام صدق هذا مع ذاك‪ ،‬صدّ ق ذاك مع هذا؛ كام يف الرابع مثال‪ .‬لن مابني الصغرى والكربى من‬
‫التفاق اعافة متشاهبة الطرفني‪ .‬فاذ ًا حيصل الشلك الاول املنتج للمطلوب او مللزومه ابلبداهة‪.‬‬
‫العمو ي‪ :‬ان لتكون‬
‫ّ‬ ‫مث ان املقصد من املنطق متيزي الافتار الصحيحة بوعع رشائط‪ .‬مفن الرشط‬
‫الصغرى والكربى سالبتني او جزئيتني‪ .‬ورشط الاول خصوص ًا اجياب الصغرى ولكية الكربى‪ .‬فان بفقد آهيّ ام‬
‫اكن‪ ،‬يلزم الاختالف املس تلزم للتخلف‪ ،‬املنايف للزوم املباين لالبتاج‪ .‬فلنا (يف تببني الرضوب املنتجة بني‬
‫الرضوب الامثبية عرش العملية برضب صغرايت الاربع يف كربايت الاربع) لريقان‪.‬‬
‫لريق التحصيل‪ :‬بض ّم الصغرى املوجبة جزئية او لك ّية اىل الكربى اللكية موجبة او سالبة‪..‬‬
‫والياين لريق احلذف‪ :‬ابسقاط اجياب الصغرى سالبهتا يف اربعة الكربى‪ ،‬واسقاط لك ّية الكربى جزئبّهتا‬
‫يف موجبىت الصغرى‪ .‬فبقى الاربعة املنتجة للمطالب‬
‫‪250‬‬
‫‪#326‬‬

‫الاربعة‪ ،‬اليت اختص الشلك مهنا ابلسالبتني‪ ..‬واليالث ابجلزئيتني‪ ..‬والرابع بغةر املوجبة اللكية‪ ..‬فالول‬
‫من الاول هو املنتج للموجبة اللك ّية‪ ،‬فيكون من موجبتني لكيتني‪.‬‬
‫اعمل! ان الاول من الاول من موجبتني لكيتني‪ ،‬ينتج موجبة لك ّية‪ .‬كلك "آ‪ ،‬ب" ولك "ب‪ ،‬ج"‪ ،‬فلك‬
‫"آ‪ ،‬ب"‪.‬‬
‫والرضب الياين‪ :‬من لك ّيتني والكربى سالبة لك ّية‪ ،‬ينتج سالبة لكية‪.‬‬
‫واليالث‪ :‬من موجبتني‪ ،‬والصغرى جزئية؛ ينتج موجبة جزئية‪.‬‬
‫خس‬‫الرابع‪ :‬من موجبة جزئية صغرى‪ ،‬وسالبة لكية كربى؛ ينتج سالبة جزئي ًة‪ .‬لن النتيجة تت ّبع آ ّ‬
‫مقدمتيه‪ ،‬والسلب واجلزئية خسبس تان‪.‬‬
‫اعمل! ان الشلك الياين ما اكن الاوسط محمو ًل يف مقدمتيه‪ ..‬ورضوبه العقلية‪ ،‬كخواته س تة عرش‪..‬‬
‫ورشله‪ ،‬لكية الكربى واختالف الكيف‪ .‬فبطريق احلذف تسقط اللك ّية جز ّئبيت الكربى يف اربع الصغرى‪.‬‬
‫وحتذف الاختالف املوجبة‪ ،‬اللكية كربى يف موجبيت الصغرى‪ ..‬والسالبة اللكية الكربى يف السالبيت الصغرى‪.‬‬
‫وبطريق التحصيل‪ ،‬الكربى السالبة‪ ،‬مع موجبيت الصغرى والكربى‪ ،‬املوجبة اللك ّية مع سالبىت الصغرى‪.‬‬
‫فهذا الشلك ينتج من املطالب الاربعة برضوبه الاربعة‪ ،‬السالبة اللكية والسالبة اجلزئية‪ .‬ودليل ابتاجه‬
‫اخللف يف لك الرضوب‪ ..‬وعكس الكربى يف الرضب الاول واليالث‪ ..‬وعكس الصغرى مع عكس الرتتبب‪.‬‬
‫وعكس النتيجة يف رضب الياين‪ ،‬ولعكس يف الرضب الرابع‪ .‬لن صغراه السالبة اجلزئية لعكس لها‪ .‬وبعكس‬
‫املوجبة اللك ّية الكربى تصةر جزئية‪ ..‬ولدليل من جزئ ّيتني‪ .‬وابلفرتاض يف الرضب اليالث مطلقة‪ .‬ويف الرابع‬
‫برشط كون الصغرى من املركبات‪ ،‬لبتحقق وجود املوعوع حىت يفرتض‪ .‬والافرتاض قياسان‪.‬‬
‫احدهام من الاول‪ ..‬او من الرضب الاجىل من الشلك املطلوب‪.‬‬
‫والقياس الاخر من اليالث‪ ..‬وحتصيهل‪ :‬خترجي املوعوع عن احلقيقي‪ ..‬ومحل عنوان املوعوع عليه‬
‫ابلجياب‪ .‬وعنوان احملمول‪ :‬اإما ابلجياب اإن اكبت القضية موجبة‪ ..‬او ابلسلب اإن اكبت سالبة‪..‬‬
‫‪#327‬‬

‫مث ُض عقد امحلل هنا اىل الكربى‪ ..‬مث جعل بتيجهتا كربى لعقد الوعع‪ ..‬فالرضب الاول من الشلك الياين‬
‫من لك ّيتني والكربى سالبة‪ .‬مثال‪ :‬لك جسم مؤل ّف‪ ،‬ولش من القدمي مبؤلف‪ ..‬فالش من اجلسم بقدمي ‪،‬‬
‫ابخللف‪ .‬وهو اثبات الش اببطال بقيضه‪ ..‬هكذا اذا صدّ ق هذا الشلك‪ ،‬صدّ ق هذه النتيجة‪ ..‬والا لصدّ ق‬
‫الصادق يصدّ ق مع لك صادق‪ ..‬فيصدّ ق مع الكربى املفروض الصدق‪.‬‬ ‫بقيضها؛ وهو "بعض اجلسم قدمي"‪ .‬و ّ‬
‫‪251‬‬
‫هكذا‪" :‬بعض اجلسم قدمي‪ ،‬ولش من القدمي مبؤلّف‪ ،‬فالش من اجلسم مبؤلّف" وهذا بقيض للصغرى‬
‫املفروض الصدق‪ .‬فنقيض الصادق اكذب‪ ..‬وملزوم التاذب ابلل‪ ..‬وبقيض البالل حق‪ ..‬فالنتيجة صادقة‪..‬‬
‫وبعكس الكربى لةرتدّ اىل الشلك الاول‪ ..‬وهكذا‪ :‬لو صدق الصغرى مع الكربى‪ ،‬لصدق مع لزهما‪ ..‬فيصةر‬
‫الك او ًل‪.‬‬
‫ش ً‬
‫والرضب الياين‪ :‬من لكّيتني‪ ،‬والصغرى سالبة؛ الك ش من اجلسم ببس يط‪ ..‬ولك قدمي بس يط؛ ينتج‬
‫لش من اجلسم بقدمي‪ ،‬ابخللف ‪ -‬كام ّمر ‪ -‬وبعكس الصغري‪ .‬مث جعلها كربى‪ ،‬مث عكس النتيجة‪ .‬لبه اذا‬
‫صدّ ق الصغرى مع الكربى‪ ،‬صدّ ق لزم الصغرى مع الكربى ايض ًا‪ .‬واذا صدّ ق لزم الصغرى مع الكربى‪ ،‬صدّ ق‬
‫الكربى مع لزم الصغرى‪ ..‬فينتج ابلشلك الاول ملزوم مطلوبنا‪.‬‬
‫والرضب اليالث‪ :‬من موجبة جزئية صغرى وسالبة لك ّية كربى؛ ينتج سالبة جزئية ابخللف والعكس‬
‫والافرتاض‪ .‬مثال‪ :‬بعض اجلسم مؤلّف‪ ،‬ولش من القدمي مبؤلّف‪ ..‬فبعض اجلسم لبس بقدمي‪ ..‬بعكس الكربى‪،‬‬
‫يرتدّ اىل الاول‪ .‬وبض ّم بقيض النتيجة صغرى للكربى‪ ،‬لينتج بقيض الصغرى الصادق‪ ،‬فهو اكذب‪ ،‬مفلزومه‬
‫ابلل‪ ،‬فنقيض ملزومه صادق‪.‬‬
‫وابلفرتاض‪ :‬فاملقدمتان الافرتاعيتان‪ ..‬بفرض املوعوع احلقيقي يف "بعض اجلسم مؤلّف انسا ًان‪ ،‬فلك‬
‫انسان جسم‪ ،‬ولك انسان مؤلّف"‪ .‬خفذ عقد امحلل‪ ،‬واجعل صغرى لنفس الكربى‪ ،‬ليصةر رض ًاب اجىل‪ ..‬او‬
‫اىل عكس الكربى‪ .‬هكذا‪ :‬لك انسان مؤلّف‪ ،‬ولش من القدمي مبؤلّف‪ ..‬ولش من الانسان بقدمي"‪ .‬جفعل‬
‫هذه النتيجة كربى لعقد الوعع‪ ،‬هكذا‪ :‬لك انسان جسم‪ ،‬ولش من الانسان بقدمي‪ ،‬فينتج من اليالث‪:‬‬
‫"بعض اجلسم لبس بقدمي" وهو املطلوب‪.‬‬
‫‪#328‬‬

‫والرضب الرابع‪ :‬من سالبة جزئية صغرى وموجبة لك ّية كربى‪ ..‬هكذا‪ :‬بعض اجلسم لبس ببس يط‪ ،‬ولك‬
‫قدمي بس يط؛ فبعض اجلسم لبس بقدمي‪ ،‬ابخللف‪ ..‬بضم بقيض النتيجة صغرى للكربى‪ ،‬لينتج بقيض الصغرى‬
‫املفروض الصدق‪ .‬لبعكس الكربى‪ ،‬لصةرورهتا جزئية‪ ..‬ولبعكس الصغرى‪ ،‬لهنا لتقبل العكس‪ .‬ول‬
‫ابلفرتاض لعدم حتقق وجود املوعوع‪ ،‬ا ّل اذا اكبت مركبة‪ ..‬فاذا اكبت‪ ،‬بفرض املوعوع احلقيقي انسا ًان‪ ..‬فلك‬
‫انسان جسم‪ ،‬ولش من الانسان ببس يط‪.‬‬
‫فاجعل هذه املقدمة اليابية صغرى للكربى‪ ..‬مث اجعل بتيجهتا كربى للمقدمة الافرتاعية الاوىل‪ ..‬هكذا‪:‬‬
‫لك انسان جسم‪ ،‬ولش من الانسان ببس يط؛ مفن الشلك اليالث ينتج بعض اجلسم لبس بقدمي‪.‬‬ ‫ل‬
‫واما الشلك اليالث‪ :‬فرشله اجياب الصغرى ولكية احدى مقدمتيه لالختالف عند الفقد‪ .‬فبطريق‬

‫‪252‬‬
‫التحصيل الصغرى الكيةل مع الكربايت الاربع‪ ..‬والصغرى املوجبة اجلزئية مع لكية الكربى‪ .‬ولينتج هذا الشلك‬
‫الا جزئي ًة‪ .‬فرضوبه املنتجة س تة مرتبة عىل وفق رشف النتاجئ‪ ،‬والكربى وابفسها‪..‬‬
‫فالرضب الاول من موجبتني لكيتني؛ ينتج موجبة جزئية‪ ،‬ابلقياس املس تقمي املركب املركب من‬
‫الرشليات‪ ..‬هكذا‪ :‬اذا صدّ ق هذا الرضب‪ ،‬لزم النتيجة‪ ..‬هذا املدعى بظري‪ .‬دليهل‪ :‬لبه اذا صدّ ق الصغرى‬
‫مع الكربى‪ ،‬صدّ ق لزم الصغرى مع الكربى ايض ًا‪ .‬واذا صدّ ق لزم الصغرى مع الكربى‪ ،‬حصل صورة الشلك‬
‫الاول‪ .‬واذا حصل صورة الشلك الاول‪ ،‬فبالبداهة لزم هذه النتيجة‪ .‬فاذا صدّ ق هذه الرضب‪ ،‬صدّ ق هذه‬
‫النتيجة‪ ..‬وابخللف ايض ًا‪.‬‬
‫ومرجعه اىل قياسني‪ :‬اس تثنايئ غةر مس تقمي‪ ..‬واقرتاين مركبة منتجة للمقدمة الرشلية للقياس‬
‫الاس تثنايئ‪ .‬هكذا‪ :‬اذا صدّق هذا الرضب‪ ،‬لزم هذه النتيجة‪ .‬لبه اإن مل جيب صدق هذه النتيجة‪ ،‬لزم احملال‪.‬‬
‫لكن التايل ابلل‪ ..‬فينتج بطالن عدم لزوم صدق النتيجة‪.‬‬
‫اما املقدمة الاس تثنائية فبدهيية‪ ..‬واما املقدمة الرشلية؛ فلبه اذا مل يلزم صدق النتيجة‪ ،‬آمكن صدق‬
‫بقيضها‪ .‬ولو آمكن صدق بقيضها‪ ،‬لمكن مع لك صادق‪ ،‬ومن الصادق الصغرى‪ .‬ولو آمكن صدقه مع الصغرى‪،‬‬
‫لمكن حصول الشلك الاول‬
‫‪#329‬‬

‫املنتج لضدّ الكربى‪ ،‬املفروض الصدّ ق‪ .‬فلو آمكن حصول شلك هكذا؛ لمكن اجامتع الضدّ ين وهو‬
‫حمال‪ ..‬فلو آمكن هكذا‪ ،‬لمكن احملال‪ ..‬وإامتان احملال حمال‪ ..‬فلو آمكن هكذا‪ ،‬لزم احملال؛ فينتج من اجملموع‬
‫املقدمة الرشلية يف الاس تثنايئ‪ ..‬وهو فلو مل يلزم صدق النتيجة لزم احملال‪.‬‬
‫حنو‪" :‬لك مؤلّف جسم‪ ،‬ولك مؤلّف حادث؛ فبعض اجلسم حادث"‪ ..‬بعكس الصغرى‪ ،‬لةرتدّ الاول‪.‬‬ ‫َ‬
‫وبضم التيجة‪ ،‬وهو‪" :‬لش من اجلسم حبادث" كربى للصغرى‪ ..‬ويه‪" :‬لك مؤلّف جسم" لينتج عدّ الكربى‬
‫وهو‪" :‬لش من املؤلّف حبادث"‪.‬‬
‫الياين‪ :‬من لك ّيتني‪ ،‬والكربى سالبة؛ ينتج سالبة جزئية للكية‪ ..‬جلواز كون الاصغر امع‪ .‬كـ "لك مؤلّف‬
‫جسم‪ ،‬ولش من املؤلّف بقدمي‪ ..‬فبعض اجلسم لبس بقدمي"‪ ..‬بعكس الصغرى‪ ،‬لةرتدّ اىل الشلك الاول‪..‬‬
‫وابخللف بض ّم بقيض النتيجة كربى للصغرى‪ ،‬املنتج لضد الكربى الصادق‪.‬‬
‫اليالث‪ :‬من موجبتني‪ ،‬والصغرى جزئية؛ كـ "بعض املؤلّف جسم‪ ،‬ولك مؤلّف حادث" ابخللف‪..‬‬
‫والعكس كام ّمر يف الرضب الاول‪ ..‬وابلفرتاض بفرض املوعوع احلقيقي يف "بعض املؤلّف جسم انسا ًان‪ ،‬ولك‬
‫انسان مؤلّف‪ ..‬ولك انسان جسم"‪..‬‬

‫‪253‬‬
‫فاجعهل املقدّ مة الافرتاعية الاوىل صغرى للكربى‪ .‬هكذا‪" :‬لك انسان مؤلّف‪ ،‬ولك مؤلّف حادث‪..‬‬
‫فلك انسان حادث" مث اجعل هذه النتيجة كربى للمقدمة الافرتاعية اليابية‪ :‬هكذا‪" :‬لك انسان جسم‪ ،‬ولك‬
‫انسان حادث" فينتج ابلرضب الاجىل هذه الشلك‪" :‬بعض اجلسم حادث‪"..‬‬
‫الترصف هناك يف املقدّ مة اليابية‪ .‬وهنا يف‬
‫واعمل ان الافرتاض يف اليالث عكس افرتاض الياين‪ .‬فان ّ‬
‫املقدمة الاوىل‪ ..‬وإان القياس الاول يف افرتاض الشلك الياين ايض ًا من الياين‪ .‬والقياس الياين يف افرتاض‬
‫الشلك اليالث ايض ًا من اليالث‪.‬‬
‫والرضب الرابع‪ :‬من موجبة جزئية صغرى‪ ،‬وسالبة لكية كربى‪ .‬حنو‪" :‬بعض املؤلّف جسم‪ ،‬ولش من‬
‫املؤلّف بقدمي‪ .‬فبعض اجلسم لبس بقدمي" ابلقياس املس تقمي اذلي مرجعه ثبوت الش مع امللزوم‪ ،‬يس تلزم ثبوته‬
‫مع الالزم‪ ..‬وابلقياس اخلفي اذلي‬
‫‪#330‬‬

‫مرجعه اثبات الش اببطال بقيضه‪ .‬وصورته‪ :‬قياس اس تثنايئ غةر مس تقمي‪ ،‬ييبت مقدمته الرشلية‬
‫ابقرتابيات مركبة‪.‬‬
‫وابلفرتاض ومرجعه‪ :‬اإخراج املوعوع احلقيقي‪ ...‬مث محل عنواين املوعوع واحملمول لك ّية عليه‪ .‬مث ُض عقد‬
‫ُض النتيجة اىل عقد امحلل‪ ،‬لينتج املطلوب‪.‬‬‫الوعع اىل الكربى‪ .‬مث ّ‬
‫الرضب اخلامس‪ :‬من موجبتني‪ ،‬والكربى جزئية‪ ..‬كـ "لك مؤلّف جسم‪ ،‬وبعض املؤلّف حادث" ابخللف‬
‫كام ّمر‪ .‬وبعكس الكربى مع الرتتبب‪ ..‬وعكس النتيجة هكذا‪ :‬اذا صدّ ق هذا الرضب‪ ،‬صدّ ق صغراه مع لزم‬
‫كرباه‪ ..‬فيصدق لزم الكربى مع الصغرى ايض ًا‪ ،‬فبس تلزم ابلشلك الاول ملزوم املطلوب‪.‬‬
‫وابلفرتاض ‪ :‬بفرض موعوع الكربى اجلزئية "انسا ًان‪ ..‬فلك انسان مؤلّف ‪ ،‬ولك انسان حادث" فاجعل‬
‫املقدمة الافرتاعية الاوىل صغرى للصغرى‪ ..‬مث ُض بتيجهتا صغرى للمقدمة الافرتاعية اليابية‪.‬‬
‫الرضب السادس‪ :‬من موجبة لكية صغرى‪ ،‬وسالبة جزئية كربى‪ ..‬حنو‪" :‬لك مؤلّف جسم‪ ،‬وبعض‬
‫املؤلّف لبس بقدمي‪ ..‬فبعض اجلسم لبس بقدمي" ابخللف ‪ -‬كام ّمر ‪ -‬دون العكس‪ .‬لن الكربى لتقبل العكس‪.‬‬
‫وبعكس الصغرى يصةر ادلليل من جزئيتني‪ ..‬ودون الافرتاض ايض ًا‪ .‬لن الكربى اجلزئية سالبة‪ ،‬لتقت ي‬
‫وجود املوعوع‪ ،‬ا ّل اذا اكبت مركبة‪ .‬والافرتاض‪ :‬اخراج املوعوع احلقيقي املوجود‪...‬‬
‫الشلك الرابع‪ :‬اساسه‪.......:‬‬
‫‪#331‬‬
‫‪%‬‬

‫‪254‬‬
‫الساحنات‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#332‬‬

‫افادة مرام‬
‫حيامن كنت اتدبّر يف بعض الايت الكرمية خطرت عىل قليب نتات لطيفة‪ ،‬فدونّهتا عىل‬
‫صورة مالحظات ومذكرات‪ ..‬فيا قاريئ العزيز لتضجر من اسلويب املوجز فلست‬
‫غني ًا ابللفاظ كام ل احب الارساف‪ .‬ولتعجبين الالفاظ املمنقة‪ . .‬خذ من لك ش‬
‫احس نه‪ .‬رس عىل هذه القاعدة‪ .‬مفا ليعجبك ول يروق كل دعه يل‪ ،‬ولتعرتض‪.‬‬
‫سعيد‬
‫‪#333‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫( إالَّ اذلين آمنوا ومعلوا الصاحلات) (العرص ‪)9:‬‬
‫س نبني حمكة "الالالق" فقط‪ .‬فالقرآن الكرمي يرتك "الصاحلات" مطلقة دون قيد يقيدها‪ ،‬ومّبمة دون ان‬
‫يشخصها‪ ،‬وذكل‪:‬‬
‫ان الفضائل والاخالق‪ ،‬وكذا احلسن واخلةر‪ ،‬اغلّبا امور نسبية‪ ،‬تتغةر لكام عربت من بوع اىل آخر‪ ،‬وتتباين‬
‫لكام نزلت من صنف اىل صنف‪ ،‬وختتلف لكام بدّ لت متا ًان مبتان‪ ،‬وتتبدل ابختالف اجلهات‪ ،‬وتتفاوت ماهيهتا‬
‫لكام علت من الفرد اىل امجلاعة ومن الشخص اىل الامة‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬الشجاعة والكرم يف الرجل تدفعابه اىل النخوة والتعاون‪ ،‬ببامن تسوقان املرآة اىل النشوز والوقاحة وخرق‬
‫حقوق الزوج‪.‬‬
‫تكرب ًا‪ ،‬وكذا التواعع اذلي‬
‫ومث ًال‪ :‬ان عزة النفس اليت يشعر هبا الضعيف تاه القوي‪ ،‬لو اكبت يف القوي لتابت ّ‬
‫يشعر به القوي تاه الضعيف‪ ،‬لو اكن يف الضعيف لتان تذل ًال‪.‬‬
‫ومث ًال‪ :‬ان جدّ ية ويل الامر يف مقامه ٌ‬
‫وقار‪ ،‬ببامن لي ُنه ذةل‪ .‬كام ان جديّته يف ببته دليل عىل التكرب‪ ،‬ولينه دليل‬
‫‪255‬‬
‫عىل التواعع‪.‬‬
‫ومث ًال‪ :‬ان تفويض الامر اىل هللا يف ترتبب املقدمات كسل‪ ،‬ببامن يف ترت ّب النتيجة تولك‪ .‬كام ان رعا املرء بمثرة‬
‫سعيه وقسمته قناعة‪ ،‬يقوي فيه الرغبة يف السعي‪ ،‬ببامن الاكتفاء ابملوجود تقارص يف اهلمة‪.‬‬
‫ومث ًال‪ :‬ان صفح املرء ــ عن املس يئني ــ وتضحيته مبا ميكل‪ ،‬مع ٌل صاحل‪ ،‬ببامن هو خيابة ان اكن متلكامً عن الغةر‬
‫خيصه‪ ،‬ولكن ميكنه ان يفخر ابمس الامة من دون ان هيضم حقها‪.‬‬ ‫ــ ابمس امجلاعة ــ ولبس هل ان يتفاخر بش ّ‬
‫‪#334‬‬

‫وهكذا رآيت يف لك مما ذكران مثا ًل‪ ،‬فاس تنبط بنفسك‪ .‬اذ القرآن الكرمي خطاب الهئي شامل مجليع لبقات اجلن‬
‫والانس‪ ،‬وللك العصور‪ ،‬والاحوال والظروف اكفة‪.‬‬
‫وحيث ان احلسن النس يب واخلةر النس يب كيةر جد ًا‪ ،‬فان الالق القرآن اذن يف "الصاحلات" اجياز بليغ‬
‫للناب لويل‪ .‬وان سكوته عن بيان ابواع الصاحلات الكم واسع‪.‬‬
‫***‬
‫(وان الف ّجار لفي حجمي) (الابفطار‪)74 :‬‬
‫العاقبة دليل العقاب‪ ،‬احلدس يدل عليه؛ فعاقبة املعصية اليت تقع يف ادلبيا‪ ،‬امارة حدس ية ان عاقبهتا تؤول اىل‬
‫عقاب؛ لن اي انسان اكن يرى حدس ًا وبتجربته اخلاصة‪ ،‬ان املعصية تنجر اىل عاقبة سبئة وخمية ‪ -‬رمغ عدم‬
‫وجود عالقة لبيعية ببهنام ‪ -‬فهذه الكرثة التاثرة من التجارب الشخصية‪ ،‬واليت تقع يف ميدان واسع جد ًا‪،‬‬
‫لتكون بتيجة مصادفة قط‪ .‬فلو اخذان هذه التجارب الشخصية بنظر التبار‪ ،‬ظهر دلينا ان بقطة الاشرتاك‬
‫ببهنا يه لبيعة املعصية املس تلزمة للعقاب‪ .‬فالعقاب اذن لزم ذايت للمعصية‪.‬‬
‫وملا اكن هذا الالزم الرضوري يرتتب ‪ -‬عىل الاغلب ‪ -‬يف ادلبيا عىل لبيعة املعصية وحدها‪ ،‬فالشك ان ما‬
‫مل يرتتب عليه يف هذه ادلبيا س يرتتب عليه يف ادلار الخرة‪.‬‬
‫فيا ترى هل هناك اح ٌد مل مير بتجربة يف حياته قال فاها‪ :‬ان فال ًان قد جوزي مبا اساء!‪.‬‬
‫***‬
‫(وجعلنامك شعو ًاب وقبائل لتعارفوا) (احلجرات ‪)79:‬‬
‫اي‪ :‬لتعارفوا فتعاوبوا فتحابوا‪ ،‬للتناكروا فتعابدوا فتتعادوا!‬
‫لك مهنا‪،‬‬‫اذ كام ان هناك روابط تربط اجلندي بفصيهل وفوجه ولوائه وفرقته يف اجلبش‪ ،‬وهل واجب ووظيفة يف ٍ‬
‫كذكل لك انسان يف اجملمتع هل روابط متسلسةل‬
‫‪#335‬‬

‫‪256‬‬
‫تعني وحتدّ د ملا اكن هناك تعاون ول تعارف‪.‬‬‫ووظائف مرتابطة‪ .‬فلو اختلطت هذه الروابط والوظائف ومل ّ‬
‫فمنو الشعور القو ي يف الشخص اما ان يكون اجيابي ًا او سلبي ًا‪:‬‬
‫فالجيايب ينتعش بمنو الشفقة عىل بين اجلنس اليت تدفع اىل التعاون والتعارف‪.‬‬
‫اما السليب فهو اذلي ينشأ من احلرص عىل العرق واجلنس اذلي يسبب التناكر والتعابد‪ .‬والاسالم يرفض هذا‬
‫الاخةر‪.‬‬
‫***‬
‫(وما من دآبة يف الارض ا ّل عىل هللا رزقها) (هود‪)6:‬‬
‫الرزق ذو امهية عظمية اكمهية احلياة يف بظر القدرة ا إللهية‪ ،‬اذ القدرة يه اليت ُخترج و ِ‬
‫توجد الرزق‪ ،‬وال َقدر‬
‫يلبسه اللباس املعني‪ ،‬والعناية ا إللهية ترعاه‪.‬‬
‫حتول العامل الكثيف اىل عامل لطيف‪ .‬ولجل آن تكسب ذرات التائنات حظ ًا‬ ‫فالقدرة ا إللهية ‪ -‬بف ّعالية عظمية ‪ّ -‬‬
‫من احلياة فاهنا تعطاها احلياة ابدىن سبب وحبجة بس يطة‪ ،‬وابلمهية بفسها حترض القدرة الرزق متناس ب ًا مع‬
‫اببساط احلياة‪.‬‬
‫حمصل ‪ -‬اي لحيصل آبي ًا ‪ -‬وامنا بصورة تدرجيية‬ ‫حمصةل مضبولة اي مشاهدة حمدّدة‪ ،‬اما الرزق فغةر ّ‬ ‫فاحلياة ّ‬
‫ومنترشة تدفع الانسان اىل التأمل فيه‪.‬‬
‫ومن وهجة بظر معينة يصح آن يقال‪ :‬ابه لبس هناك موت جوع ًا‪ .‬لن الانسان ل ميوت قبل ان ينهتئي الغذاء‬
‫املدخر عىل صورة حشوم وغةرها‪.‬‬
‫اي ان املرض الناش من ترك العادة هو اذلي يسبب موت الانسان ولبس عدم الرزق‪.‬‬
‫***‬
‫(وان ادلار الخرة لهئي احليوان) (العنكبوت ‪)64 :‬‬
‫احلياة احلقيقية امنا يه حياة الخرة‪ ،‬فذكل العامل هو عني احلياة‪ ،‬اذ ل ذرة من ذراهتا الا انبضة ابحلياة‪ ،‬ول‬
‫تعرف املوت الالق ًا‪.‬‬
‫‪#336‬‬

‫ودبياان حيوان ايض ًا؛ اذ ان كرتنا الارعية اش به ما تكون بتائن يح‪ .‬لن آاثر احلياة ظاهرة علاها‪ .‬فلو فرعنا‬
‫اهنا صغرت حبجم البيضة‪ ،‬اما اكبت حيوا ًان؟ او ان جرثومة صغةرة كربت وعظمت عظم الكرة الارعية‪ ،‬اما‬
‫اكبت تش ّبها؟ وحيث ان الكرة الارعية حية‪ ،‬فلها روح اذن‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان العامل اذلي هو انسان مكرب‪ ،‬يظهر من ااثر احلياة مبا يتضمن من منظومات التائنات مايظهره اجلسد‬

‫‪257‬‬
‫بني اعضائه واجزائه‪ ،‬اكلتسابد والتجاوب والتعاون‪ ،‬بل تبقى هذه الاثر احلياتية للجسد قارصة دون تكل‬
‫الاثر‪.‬‬
‫فلو صغر العامل صغر الانسان وحتولت جنومه اىل مايش به اذلرات واجلواهر املفردة‪ ،‬اما يكون حيوا ًان ذا‬
‫شعور؟‬
‫فهذه الية الكرمية تل ّمح اىل رس عظمي‪:‬‬
‫ان مبدآ الكرثة هو الوحدة‪ ،‬وان منهتاها ايض ًا اىل الوحدة‪ .‬فهذا دس تور فطري‪ .‬فلقد خلقت القدرة ا إللهية‪ ،‬من‬
‫القة اليت اودعهتا يف التائنات ‪ -‬ويه فيض تلاها واثر ابداعها ‪ -‬قوة جاذبة عامة‪ ،‬متصةل مس تقةل حمصةل‬
‫ابحساهنا عىل لك ذرة من ذرات الوجود جاذبة خاصة هبا‪ .‬فاوجدت رابطة الكون‪ .‬فكام ان يف اذلرات حمصةل‬
‫القوى اجلاذبة الناش ئة من القوة املودعة فاها‪ ،‬فهئي عياء القوة‪ ،‬واس تحاةل لطيفة من اذابهتا‪ ،‬كذكل فان حمصل‬
‫قطرات احلياة املنترشة عىل التائنات اكفة وملعاهنا‪ ،‬امنا يه حياة عامة تعم الوجود مجيع ًا‪ ..‬بعم هكذا يقت ي‬
‫الامر‪.‬فايامن وجدت احلياة ف ّمث الروح‪ .‬والروح مثل احلياة ايض ًا منهتاها بداية تيل فيض لروح‪.‬‬
‫مفبدآ الروح هذا ايض ًا ٍ‬
‫تل للحياة اخلادلة اليت مسيت دلى املتصوفة بـ"احلياة السارية"‪.‬‬
‫وهكذا ترى ان سبب الالتباس اذلي وقع فيه اهل الاس تغراق ومنشأ شطحاهتم هو التباس هذا الظل مع‬
‫الاصل دلهيم‪.‬‬
‫‪#337‬‬

‫(ولتقولوا ملن يقتل يف سبيل هللا اموات بل احياء ولكن لتشعرون) (البقرة‪)714:‬‬
‫والشهداء يشعرون اهنم احياء‪ ،‬واهنم ماماتوا‪ ،‬اذ الشهيد يعدّ بفسه حي ًا‪ ،‬لبه ليذوق آمل السكرات فةرى حياته‬
‫حضى هبا مس مترة غةر منقطعة‪ ،‬بل جيدها انزه وامسى من حياته‪.‬‬ ‫اليت ّ‬
‫وحياة الشهيد وحياة امليت بظةر هذا امليال‪:‬‬
‫رجالن يراين فامي يرى النامئ اهنام يمتتعان بذلائذ لطيفة يف تواهلام خالل بس تان بديع‪ .‬فأحدهام يشعر ان مايراه‬
‫هو رؤاي لبس ا ّل‪ ،‬فال يس متتع متعة اكمةل‪ .‬اما الخر فال يعمل ابه رؤاي‪ ،‬بل يعتقد ان ما يراه هو حقيقة‪ ،‬فبس متتع‬
‫متتع ًا اكم ًال‪.‬‬
‫وحيث ان عامل الرؤاي ظل عامل امليال‪ ،‬وهذا ظل لعامل الربزخ‪ ،‬ذلا اصبحت دساتةر هذه العوامل مامتثةل‪.‬‬
‫***‬
‫(من قتل بفس ًا بغةر بفس او فساد يف الارض فكمنا قتل الناس مجيع ًا‪،‬‬
‫ومن آحياها فكمنا آحيا الناس مجيع ًا) (املائدة ‪)99 :‬‬

‫‪258‬‬
‫هذه الية الكرمية حق خالص ول تنايف العقل قطع ًا‪ ،‬ويه حقيقة حمضة ل مبالغة فاها قط‪ ،‬ا ّل ان النظر‬
‫الظاهري يدعو اىل التأمل‪:‬‬
‫امجلةل الاوىل‪:‬‬
‫تضع اعظم دس تور للعداةل احملضة اليت تقرر‪ :‬ل هيدر دم بريء ول تزهق روحه حىت لو اكن يف ذكل حياة‬
‫البرشية مجعاء‪ ،‬فكام ان لكاهام يف بظر القدرة الالهية سواء فهام يف بظر العداةل سواء ايض ًا‪ .‬وكام ان نس بة‬
‫اجلزئيات اىل اللكي واحدة كذكل احلق يف مزيان العداةل‪ ،‬النس بة بفسها‪ .‬ولهذا فلبس للحق صغةر وكبةر‪.‬‬
‫اما العداةل الاعافية فهئي تفدي ابجلزء لجل اللك برشط ان يكون ذلكل اجلزء ايخمتار الرعا والاختيار رصاحة‬
‫او مضن ًا‪ ،‬اذ عندما يتحول "اان " الافراد اىل "حنن" امجلاعة وميزتج البعض ابلبعض الخر مودل ًا روح امجلاعة‪،‬‬
‫يرىض الفرد ان يضحي بنفسه لللك‪.‬‬
‫‪#338‬‬
‫وكام يرتاءى النور اكلنار ‪ ،‬ترتاءى احيا ًان شدة البالغة مبالغة‪.‬‬
‫وهنا بقطة البالغة ترتكب من ثالث بقاط‪:‬‬
‫اولها‪ :‬لإظهار غةر حمدودية اس تعداد العصيان وايهتور املغروز يف فطرة الانسان‪ .‬فكام ان هل قابلية غةر حمدودة‬
‫للخةر فهل قابلية غةر متناهية للرش ايض ًا‪ .‬حبيث ان اذلي متكّن فيه احلرص والاانبية يصبح انسا ًان يريد القضاء‬
‫عىل لك ش يقف دون حتقيق حرصه‪ ،‬حىت تدمةر العامل واجلنس البرشي ان اس تطاع‪.‬‬
‫اثببهتا‪ :‬لزجر النفس‪ ،‬ابظهار قوة الاس تعداد الفطري التامن‪ ،‬يف اخلارج‪ .‬اي ابظهار املمكن يف صورة الواقع‪،‬‬
‫حتول‬
‫مبعىن ان بذرة العرق النابض ابلغدر والعصيان كهنا ابفلقت من لور القوة اىل لور الفعل‪ .‬فامجلةل ّ‬
‫الامتاانت اىل وقوعات‪ ،‬لتمثر قابلياهتا حىت تأخذ شلك جشرة الزقوم‪ ،‬وذكل ليزنل التنفةر والانزجار اىل اعامق‬
‫النفس‪ .‬وهو املطلوب‪ .‬وهكذا تكون بالغة الارشاد‪.‬‬
‫اثليهتا‪ :‬قد تظهر القضية املطلقة احيا ًان قضية لكية‪ ،‬وقد تظهر القضية الوقتية املنترشة يف صورة قضية دامئة‪.‬‬
‫ببامن يكفي لصدق القضية وحصهتا ‪ -‬منطق ًا ‪ -‬اذا ما انل فرد يف زمان معني حكامً‪ .‬اما اذا صارت مكية ذات امهية‬
‫فعندها تكون القضية حصيحة عرف ًا‪.‬‬
‫ان يف لك ماهية افراد ًا خارقني‪ ،‬او فرد ًا يف منهتئى الكامل ذلكل النوع‪ ،‬كذكل للك فرد زما ًان خارق ًا لظروف‬
‫ورشائط جعيبة حبيث ان سائر الافراد والازمنة ابلنس بة ذلكل الفرد اخلارق والزمان اخلارق تكون مبيابة ذرات‬
‫لقمية لها او اكسامك صغةرة ابلنس بة للحوت الضخم‪.‬‬
‫وبناء عىل هذا الرس ادلقيق فان امجلةل الاوىل رمغ اهنا قضية لكية ظاهر ًا فاهنا لبست دامئة‪ .‬ا ّل اهنا تضع امام‬

‫‪259‬‬
‫ابظار البرش ارهب قاتل من حيث الزمان‪.‬‬
‫بعم ‪ ،‬س يكون زمان تسبب فيه لكمة واحدة توريط جبش اكمل يف احلرب‪ ،‬وللقة واحدة اإابدة ثالثني مليون‬
‫‪7‬‬
‫نسمة وكام حدث‪.‬‬
‫وس تكون هناك احوال حبيث ان حركة بس يطة تسمو ابلنسان اىل اعىل عليني ‪ ،‬وفعل صغةر يرديه اىل اسفل‬
‫سافلني‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لقد اكبت للقة جندى اللقت عىل ويل عهد ايمنسا سبب ًا يف اشعال انر احلرب العاملية الاوىل اليت ذهب حضيهتا‬
‫ثالثون مليون نسمة‪ - .‬املؤلف‬
‫‪#339‬‬

‫فهذه احلالت اليت يه قضااي مطلقة او منترشة زمابي ًا تؤخذ بنظر الاعتبار لنكتة بالغية عظمية‪.‬‬
‫فالفراد العجيبون والازمنة العجيبة تُرتك عىل الالالق والاهبام‪ .‬مفادام الويل يف الناس وساعة الاجابة يف‬
‫امجلعة وليةل القدر يف شهر رمضان وامس هللا الاعظم يف الاسامء احلس ىن والجل يف العمر‪ ،‬جمهو ًل‪ ،‬س يظل‬
‫تعني اولئك الافراد وتكل الازمنة تسقط آمهية سائر الافراد والازمنة‪.‬‬ ‫لسائر الافراد قميهتم وامهيهتم‪ .‬ببامن اذا ّ‬
‫فان عرشين س نة من معر مّبم افضل من آلف س نة من معر معلوم ايهناية‪ .‬حيث الومه ميتد اىل الابدية وجيعلها‬
‫حممتةل الوقوع فتقنع النفس يف العمر املّبم‪ .‬ببامن يف العمر املعني يكون مكن يتقرب اىل الاعدام خطوة خطوة بعد‬
‫م ي بصف العمر‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫هناك آايت كرمية واحاديث ببوية رشيفة وردت بصورة مطلقة الا اهنا عُدّ ت لكية‪ ،‬وهناك اخرى منترشة مؤقتة‬
‫الا اهنا عدّ ت دامئة وهناك اخرى مقيدة الا اهنا اعتربت عامة‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬ورد هبذا املعىن‪ :‬ان هذا الش كفر‪ .‬اي مل تنشأ هذه الصفة من الاميان‪ ،‬اي اهنا صفة اكفرة‪ .‬ويكون ذكل‬
‫الشخص قد كفر لهذا السبب‪ .‬ولكن ليقال‪ :‬ابه اكفر‪ .‬ذكل لبه ميكل صفات اخرى بريئة من الكفر قد نشأت‬
‫من الاميان‪ ،‬فهو اذن حيوز اوصاف ًا اخرى انبعة من الاميان‪ ،‬ا ّل اذا عُمل يقين ًا ان تكل الصفة قد نشأت من‬
‫الكفر‪ ،‬لهنا قد تنشأ من اس باب اخرى‪ .‬ففي دلةل الصفة شك‪ ،‬ويف وجود الاميان يقني‪ .‬والشك ليزيل‬
‫اليقني‪ .‬فينبغي لذلين جيرآون عىل تكفةر الخرين برسعة‪ ،‬ان يتدبروا!‬
‫امجلةل اليابية‪:‬‬
‫(ومن احياها فكمنا آحيا الناس مجيع ًا)‬

‫‪260‬‬
‫الاحياء ابعتبار املعىن الظاهري اجملازي يبني دس تور تضاعف احلس نات تضاعف ًا غةر حمدود‪ .‬ولكن مبعناه‬
‫الاصيل‪ ،‬رمز اىل قطع دابر الرشك والاشرتاك من الاساس يف اخللق والاجياد‪ .‬لن التشبيه املوجود يف هذه‬
‫امجلةل ويف الية الكرمية (ما خلقمك‬
‫‪#340‬‬

‫ول بعيمك ا ّل كنفس واحدة) (لقامن ‪ )98 :‬يفهّم معىن الاقتدار‪ .‬فالتشباهان يس تلزمان حسب القاعدة املنطقية‬
‫"عكس النقيض"‪ :‬من ل يقتدر عىل احياء الناس مجيع ًا ل يقتدر عىل احياء بفس واحدة‪.‬‬
‫مبعىن ان الية الكرمية تدل اشارة اىل هذا املعىن‪:‬‬
‫ما دامت قدرة الانسان ‪ -‬واملمكنات ‪ -‬غةر مقتدرة ابلبداهة عىل خلق السموات والارض فال ميكن ان ختلق‬
‫شبئ ًا ابد ًا ولو جحرة واحدة‪.‬‬
‫مبعىن ان من ل ميكل قدرة قادرة عىل حتريك الارض والنجوم والشموس لكها كتحريك خرز املس بحة‬
‫وتدويرها‪ ،‬لبس هل ان يدّ عى اخللق والاجياد يف الكون قطع ًا‪.‬‬
‫اما ما يصنعه البرش ويترصف فيه‪ ،‬فامنا هو كشف جلراين النوامبس ا إللهية يف الفطرة‪ ،‬وانسجام معها‬
‫واس تعاملها لصاحله‪.‬‬
‫البني يف الربهان وسطوعه امنا هو من شأن اجعاز القرآن‪ .‬والية الكرمية التية تيبت‬ ‫فاىل هذا احلد من الوعوح ّ‬
‫ذكل‪:‬‬
‫(ما خلقمك ول بعيمك ا ّل كنفس واحدة)‬
‫لن القدرة الالهية ذاتية ل يتخللها العجز‪ ،‬ويه متعلقة ابمللكوتية فال تتداخل فاها املوابع‪ ،‬ونس ّبا قابوبية‪،‬‬
‫فاجلزء يكون يف حمك اللك واجلزيئ يف حمك اللكي‪.‬‬
‫النقطة الاوىل‪:‬‬
‫ان القدرة ا إللهية ا إلزلية رضورية لذلات اجلليةل املقدسة‪.‬‬
‫آي آهنا ابلرضورة لزمة لذلات املقدسة‪ ،‬فال ميكن ان يكون للقدرة مهنا فتاك مطلق ًا‪ ،‬ذلا مفن البدهيئي ان العجز‬
‫اذلي هو عد القدرة ل ميكن آن يعرض لذلات اجلليةل اليت اس تلزمت القدرة‪ ،‬لبه عندئذ س يجمتع الضدان‪،‬‬
‫وهذا حمال‪.‬‬
‫مفا دام العجز ل ميكن آن يكون عارع ًا لذلات‪ ،‬مفن البدهيئي ابه ل ميكن ان يتخلل القدرة الالزمة لذلات آيض ًا‪..‬‬
‫ومادام العجز ل ميكنه ان يدخل يف القدرة مطلق ًا فبدهيئي اذن ان القدرة اذلاتية لبست فاها مراتب‪ ،‬لن وجود‬
‫املراتب يف لك ش يكون بتداخل آعداده معه‪ ،‬كام هو يف مراتب احلرارة اليت تكون بتخلل الربودة‪ ،‬ودرجات‬

‫‪261‬‬
‫احلسن اليت تكون بتداخل ال ُقبح‪ ..‬وهكذا فقس‪.‬‬
‫‪#341‬‬

‫آما يف املمكنات فلبه لبس هناك لزو ٌم ذايت حقيقي آو اتبع؛ اصبحت العداد متداخةل بعضها مع البعض‬
‫فتودلت املراتب وبتجت عهنا الاختالفات‪ ،‬فنشأت مهنا تغةرات العامل‪ .‬وحيث آبه لبست هناك مراتب‬ ‫الخر‪ّ ،‬‬
‫قط يف القدرة ا إللهية الزلية‪ ،‬ذلا فاملقدّ رات يه حامتً واحدة ابلنس بة اىل تكل القدرة‪ ،‬فيتساوى العظمي جد ًا مع‬
‫املتنايه يف الصغر‪ ،‬وتامتثل النجوم مع اذلرات‪ ،‬وحرش مجيع البرش كبعث بفس واحدة‪.‬‬
‫املسأةل اليابية‪ :‬ان القدرة ا إللهية تتعلق مبلكوتية الش ياء‪..‬بعم‪ ،‬ان للك ش يف الكون وهجني اكملرآة ‪ :‬آحدهام‪:‬‬
‫هجة الـ ُمكل ويه اكلوجه املطيل امللّون من املرآة‪ .‬والخرى يه هجة امللكوت ويه اكلوجه الصقيل للمرآة‪ .‬جفهة‬
‫تول العداد وحمل ورود آمور احلُسن وال ُقبح واخلةر والرش والصغةر والكبةر‬ ‫املكل‪ ،‬يه جمال وميدان ّ‬
‫والصعب والسهل آمثالها‪ ..‬ذلا وع َع اخلالق احلكمي الاس باب الظاهرة س تار ًا لترصفات قدرته‪ ،‬لئال تظهر مبارش ُة‬
‫يد القدرة احلكمية ابذلات عىل المور اجلزئية اليت تظهر للعقول القارصة اليت ترى الظاهر‪ ،‬كهنا خسبسة غةر‬
‫العزة تتطلب هكذا‪ ..‬ا ّل ابه س بحابه مل يعط التأثةر احلقيقي لتكل الس باب والوسائط؛ اذ‬ ‫لئقة‪ ،‬اذ العظمة و ّ‬
‫وحدة الحدية تقت ي هكذا آيض ًا‪.‬‬
‫آما هجة امللكوت‪ ،‬فهئي شفافة‪ ،‬صافية‪ ،‬نزهية‪ ،‬يف لك ش ‪ ،‬فال ختتلط معها آلوان ومزخرفات التشخصات‪...‬‬
‫هذه اجلهة متوهجة اىل ابرهئا دون وسالة‪ ،‬فلبس فاها ترتب الاس باب واملسبّبات ول تسلسل العلل‪ ،‬ول‬
‫تدخل فاها العل ّية واملعلولية ول تتداخل املوابع‪ ،‬فاذلرة فاها تكون شقيقة الشمس‪.‬‬
‫ان القدرة يه جمردة‪ ،‬آي لبست مؤلفة ومركبة‪ ،‬ويه مطلقة غةر حمدودة‪ ،‬ويه ذاتية آيض ًا‪ .‬آما حمل تعلقها‬
‫ابلش ياء فهئي دون وسالة‪ ،‬صافية دون تعكر‪ ،‬ودون س تار ودون تأخةر‪ ،‬ذلا ل يس تكرب آماهما الكبةر عىل‬
‫الصغةر‪ ،‬ول تُرحج امجلاعة عىل الفرد ول يتب ّجح اللك آمام اجلزء مضن تكل القدرة‪.‬‬
‫‪#342‬‬

‫املسأةل اليالية‪ :‬نس بة القدرة قابوبية‪..‬‬


‫(وهلل امليل الاعىل) (النحل‪)62 :‬‬
‫(لبس مكيهل ش ) (الشورى‪)77 :‬‬
‫نقرهبا اىل اذلهن ببعض المثةل‪ .‬حيث ايمتييل يقرب التصوير اىل الاذهان‪.‬‬
‫فهذه املسأةل الغامضة س ّ‬
‫امليال الول‪" :‬الشفافية"‬
‫تيل عوء الشمس يُظهر الهوي َة َ‬
‫بفسها عىل سطح البحر آو عىل لك قطرة من البحر‪ ،‬فلو اكبت الكرة‬ ‫ان ّ‬
‫الرعية مركّبة من قطع زجاجية صغةرة شفافة خمتلفة تقابل الشمس دون حاجز حيجزها‪ ،‬فضوء الشمس‬

‫‪262‬‬
‫املتجيل عىل لك قطعة عىل سطح الرض وعىل سطح الرض لكها يتشابه ويكون مساو ًاي دون مزامحة ودون‬
‫تزؤ ودون تناقص‪ ..‬فاذا افرتعنا ان الشمس فاعل ذو إارادة واعطت فيض بورها واشعاع صورهتا ابرادهتا‬
‫فيض بورها عىل مجيع الرض َ‬
‫اكرث صعوبة من اعطاهئا عىل ذرة واحدة‪.‬‬ ‫عىل الرض‪ ،‬فال يكون عندئ ٍذ ُ‬
‫نرش ِ‬
‫امليال الياين‪" :‬املقاةل"‬
‫هب آبه اكبت هناك حلقة واسعة من البرش حيمل لك واحد مهنم مرآة بيده‪ ،‬ويف مركز ادلائرة رجل حيمل مشعة‬
‫مش تعةل‪ ،‬فان الضوء اذلي يرسهل املركز اىل املرااي يف احمليط واحد‪ ،‬ويكون بنس بة واحدة‪ ،‬دون تناقص ودون‬
‫مزامحة ودون تشتّت‪.‬‬
‫امليال اليالث‪" :‬املوازبة"‬
‫اإن اكن دلينا مزيان حقيقي عظمي وحساس جد ًا ويف كفتيه مشسان او جنامن‪ ،‬آو جبالن‪ ،‬آو بيضتان‪ ،‬آو‬
‫ذراتن‪ ..‬فاجلهد املبذول هو بفسه اذلي ميكن ان يرفع احدى كفتيه اىل السامء وخيفض الخرى اىل الارض‪.‬‬
‫امليال الرابع‪" :‬الابتظام"‬
‫ميكن ادارة اعظم سفينة لهنا منتظمة جد ًا‪ ،‬كصغر دمية لللفال‪.‬‬
‫‪#343‬‬

‫امليال اخلامس‪" :‬التجرد"‬


‫ان امليكروب مث ًال اكلكركدن حيمل املاهية احليوابية ومزياهتا‪ ،‬والسمك الصغةر جد ًا ميكل تكل املزية واملاهية‬
‫اجملردة اكحلوت الضخم‪ ،‬لن املاهية اجملردة من الشلك والتجسم تدخل يف مجيع جزيئات اجلسم من اصغر‬
‫الصغةر اىل اكرب الكبةر وتتوجه اياها دون تناقص ودون تزؤ‪ ،‬خفواص التشخصات والصفات الظاهرية للجسم‬
‫اجملردة‪ ،‬ول ّ‬
‫تغةر بظرة تكل اخلاصة اجملردة‪.‬‬ ‫ل تشوش ول تتداخل مع املاه ّية واخلاصة ّ‬
‫امليال السادس‪" :‬الطاعة"‬
‫حيرك اجلبش بأمكهل كذكل ابلمر بفسه‪ .‬حفقيقة رس‬ ‫ان قائد اجلبش بأمره "تَ َقد ْم" مثلام ّ‬
‫حيرك اجلندي الواحد فابه ّ‬
‫الطاعة يه ان للك ش يف الكون ـ كام يشاهد ابلتجربة ـ بقطة كامل‪ ،‬وهل ميل اياها‪ ،‬فتضاعف امليل ّ‬
‫يودل‬
‫يكون الاجنذاب‪ ،‬فالجنذاب والشوق واحلاجة‬ ‫احلاجة‪ ،‬وتضاعف احلاجة يتحول اىل شوق‪ ،‬وتضاعف الشوق ّ‬
‫بوى لمتيال الوامر التكوينية ّالراببية وبذورها من حيث ماهية الش ياء‪.‬‬ ‫وامليل‪ ..‬لكّها ً‬
‫فالكامل املطلق ملاهيات املمكنات هو الوجود املطلق‪ ،‬ولكن الكامل اخلاص هبا هو وجود خاص لها ُخيرج كوامن‬
‫اس تعداداهتا الفطرية من لور القوة اىل لور الفعل‪ ،‬فالاعة التائنات لمر " ُك ْن" كلاعة ذرة واحدة اليت يه‬
‫حبمك جندي مطيع‪ .‬وعند امتيال املمكنات ولاعهتا للمر الزيل " ُكن" الصادر عن الارادة ا إللهية تندمج لك ّي ًا‬

‫‪263‬‬
‫تل من تلّيات تكل الارادة آيض ًا‪ .‬حىت آن املاء الرقراق‬ ‫امليول والشواق واحلاجات مجيعها‪ ،‬ولك مهنا هو ٍ ّ‬
‫رس قوة الطاعة بتحطميه احلديد‪.‬‬ ‫عندما يأخذ ‪ -‬مبيل لطيف منه ‪ -‬آمر ًا ابلجنامد‪ ،‬يظهر ّ‬
‫فان اكبت هذه المثةل الس تة تظهر لنا يف قوة املمكنات ايخملوقات ويف فعلها ويه انقصة ومتناهية وععيفة‬
‫ولبست ذات تأثةر حقيقى‪ ،‬فينبغي اذن ان تتساوى مجيع الش ياء آمام القدرة ا إللهية املتجلّية بأاثر عظمهتا‪..‬‬
‫وحةرت العقول مجيعها‪ ،‬فال‬ ‫ويه غةر متناهية وآزلية ويه اليت اوجدت مجيع التائنات من العدم البحت ّ‬
‫يصعب علاها ش اذن‪.‬‬
‫‪#344‬‬
‫ول بنىس آن القدرة ا إللهية العظمى ل توزن مبوازيننا الضعيفة الهزيةل هذه‪ ،‬ول تتناسب معها‪ ،‬ولكهنا تُذ َكر تقريباً‬
‫للذهان وازاةل للستبعاد لبس إالَّ‪.‬‬
‫بتيجة الاساس اليالث وخالصته‪ :‬ما دامت القدرة ا إللهية مطلقة غةر متناهية‪ ،‬ويه لزمة رضورية لذلات‬
‫اجلليةل املقدسة‪ ،‬وآن هجة امللكوت للك ش تقابلها ومتوهجة اياها دون س تار ودون شائبة‪ ،‬وآهنا متوازبة‬
‫ابلمتان الاعتباري اذلي هو تساوي الطرفني‪ ،‬وان النظام الفطري اذلي هو رشيعة الفطرة الكربى مطيع‬
‫للفطرة وقوابني هللا وبوامبسه‪ ،‬وان هجة امللكوت جمردة وصافية من املوابع واخلواص ايخمتلفة‪ .‬ذلا فان اكرب ش‬
‫هني‬‫كصغره آمام تكل القدرة‪ ،‬فال ميكن ان حيجم ش آ ّ ًاي اكن آو ي ّمترد علاها‪ .‬فاإحيا ُء مجيع الحياء يوم احلرش ّ‬
‫عليه اكإحياء ذاببة يف الربيع ولهذا فالية الكرمية (ما خَلقمك ول بَعي ُُمك إا ّل َكنَ ْف ٍس واحدة) آ ٌمر حق وصدق جيل‬
‫ل مبالغة فيه ابد ًا‪.‬‬
‫***‬
‫(ول يتخذ بعضنا بعض ًا اراب ًاب من دون هللا) (آل معران ‪)64 :‬‬
‫بورد نكتة واحدة من بني الوف نتات هذه الية الكرمية‪:‬‬
‫ابه بقطع النظر عن مرشب الصوفية‪ ،‬فان الاسالم يرفض الواسطة ويقبل ادلليل‪ ،‬وينفي الوس يةل وييبت‬
‫الامام‪ .‬ببامن غةره من الاداين يقبل الواسطة‪ .‬فبناء عىل هذا الرس ادلقيق يس تطيع النرصاين ان يصبح متدين ًا‬
‫اذا اشغل مقامات من حيث الرثوة واملنصب‪ .‬ببامن يف الاسالم‪ ،‬العوام مه املمتسكون ابدلين اكرث من ذوي‬
‫الرثوات واملناصب‪ .‬وذكل لن النرصاين ذا املقام حيافظ عىل برصاببته واانببته بقدر تعصبه يف دينه‪ ،‬فال ينقص‬
‫ذكل من تكربه وغروره‪ .‬ببامن املسمل يبتعد عن التكرب والغرور بقدر متسكه ابدلين‪ .‬بل ينبغي هل ان يتنازل عن‬
‫عزة املنصب‪.‬‬
‫ومن هنا فالنرصابية رمبا تمتزق هبجوم العوام املظلومني عىل الظاملني اذلين يعدّ ون ابفسهم خواص النصارى‪،‬‬
‫حتمكهم‪ .‬ببامن الاسالم ل ينبغي ان يزتعزع لبه مكل العوام اكرث من اخلواص ادلبيويني‪.‬‬ ‫حيث النرصابية تعني ّ‬

‫‪264‬‬
‫‪#345‬‬

‫(ول تزر وازرة وزر اخرى) (الابعام‪)764 :‬‬


‫متيل هذه الية الكرمية اعدل دس تور يف الس ياسة الشخصية وامجلاعية والقومية‪ .‬اما الية الكرمية‪( :‬ابه اكن‬
‫ظلوم ًا هجو ًل) (الاحزاب ‪ )19:‬فتبني اس تعداد الانسان اىل الظمل الرهيب املغروز يف فطرته‪.‬‬
‫والرس يف ذكل هو‪:‬‬
‫ان القوى وامليول املودعة يف الانسان مل حتدد‪ ،‬خالف ًا للحيوان؛ ذلا فان امليل للظمل ّ‬
‫وحب اذلات يامتداين كيةر ًا‬
‫وبشلك خميف‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان حب الانسان لنفسه‪ ،‬وحتري مصلحته وحده‪ ،‬وحبه ذلاته وحده‪ ،‬من الاشتال اخلببثة لـ " اان‬
‫والاانبية"‪ ،‬واذا ما اقرتن العناد والغرور بذكل امليل تودلت فظائع بشعة حبيث مل يعرث لها البرش عىل امس بعد‪.‬‬
‫وكام ان هذا دليل عىل وجوب وجود هجمن كذكل ل جزاء هل ا ّل النار‪.‬‬
‫ولنتناول هذا ادلس تور يف‪:‬‬
‫بطاق الشخص‪:‬‬
‫حيوز الشخص اوصاف ًا كيةرة‪ .‬ان اكبت صفة مهنا تس تحق العداء‪ ،‬فيقت ي حرص العداء يف تكل الصفة وحدها‪،‬‬
‫حسب القابون الالهئي الوارد يف الية الكرمية‪ .‬بل عىل الانسان ان يشفق عىل ذكل الشخص املاكل لصفات‬
‫بريئة كيةرة اخرى ول يعتدي عليه‪ .‬ببامن الظامل اجلهول يعتدي عىل ذكل الشخص لصفة جابية فيه‪ ،‬ملا يف لبيعته‬
‫من ظمل مغروز ‪ ،‬بل ترسي عداوته لوصاف بريئة فيه‪ ،‬حيث خيامص الشخص بفسه‪ ،‬ورمبا ل يكتفي‬
‫لك من يف مسلكه‪ .‬علامً ان تكل الصفة اجلابية قد ل تكون‬ ‫ابلشخص وحده فبشمل ظلمه اقارب الشخص بل ّ‬
‫انبعة من فساد القلب‪ ،‬ورمبا يه بتيجة اس باب اخرى‪ ،‬حيث ان اس با ًاب كيةرة تودل الش الواحد‪ .‬فال تكون‬
‫الصفة جابية‪ ،‬بل حىت لو اكبت تكل الصفة اكفرة ايض ًا ل يكون الشخص جابي ًا‪.‬‬
‫ويف بطاق امجلاعة‪:‬‬
‫نشاهد ان خشص ًا حريص ًا ‪ ،‬قد لرح فكر ًا ينطوى عىل رغبة فقال بدافع الابتقام او بدافع اعرتاض جارح‪:‬‬
‫س يتبعرث الاسالم ويتشتت‪ ،‬او س متحى اخلالفة‪ .‬فيمتىن ان‬
‫‪#346‬‬

‫هيان املسلمون ‪ -‬العياذ ابهلل ‪ -‬وختنق الاخوة الاسالمية‪ ،‬ليك يظهر صدق الكمه وي ُش بع غروره واانببته‬
‫حفسب‪ ،‬بل حياول ايضاح ظمل اخلصم اجلاحد يف صورة عداةل‪ ،‬ابختالق تأويالت وحذلقات ل ختطر عىل‬
‫ابل‪.‬‬
‫ويف بطاق املدبية احلارضة‪:‬‬
‫‪265‬‬
‫نشاهد ان هذه املدبية املشؤومة قد اعطت البرشية دس تور ًا ظامل ًا غدار ًا‪ ،‬حبيث يزيل مجيع حســـــناهتا‪ ،‬ويبني‬
‫الرس يف قلق املالئكة الكرام دلى اس تفسارمه (آتعل فاها من يفسد فاها ويسفك ادلماء) (البقرة‪ )92 :‬اذ لو‬
‫عاص واحد يف جامعة فهئي‬ ‫وجد خائن واحد يف قصبة‪ ،‬فاهنا تق ي بتدمةرها ومبن فاها من الابرايء‪ ،‬ولو وجد ٍ‬
‫حتصن من لخيضع لقابوهنا يف جامع ااي صوفيا‬ ‫تق ي ابلقضاء عىل تكل امجلاعة مع افرادها وعوائلها والفالها‪ .‬ولو ّ‬
‫فاهنا تق ي بتخريب ذكل البناء املقدس اذلي هو امثن من مليارات اذلهب‪ .‬وهكذا حتمك هذه املدبية بوحش ية‬
‫رهيبة‪.‬‬
‫فلنئ اكن املرء ل يؤاخذ حىت جبريرة اخيه‪ ،‬فكيف تدان آلوف الابرايء يف قصبة او يف جامعة لوجود خمرب‬
‫واحد فاها‪ .‬علامً ابه ل ختلو مدينة او جامعة مهنم‪.‬‬
‫‪#347‬‬

‫همينة القرآن الكرمي‬


‫قال تعاىل‪:‬‬
‫(واعتصموا حببل هللا مجيع ًا ولتفرقوا) (آل معران‪)729 :‬‬
‫(امل‪ .‬ذكل الكتاب لريب فيه هدى للمتقني) (البقرة‪)7،9 :‬‬
‫آرى ان مرد ماتبديه الامة الاسالمية من اهامل وعدم مبالة حنو الاحتام الفقهية مايأيت‪:‬‬
‫ان اراكن ادلين واحتامه الرضورية انبعة من القرآن الكرمي والس نة النبوية املفرسة هل‪ ،‬ويه تشمل تسعني ابملائة‬
‫من ادلين‪ ،‬اما املسائل اخلالفية اليت حتمتل الاجهتاد فال تتجاوز العرشة منه‪.‬‬
‫فالبون اذن شاسع بني امهية الاحتام الرضورية واملسائل اخلالفية‪.‬‬
‫فلو ش ّبنا املسائل الاجهتادية ابذلهب لتابت الاحتام الرضورية واراكن الاميان امعدة من الاملاس‪ .‬تُرى هل‬
‫جيوز ان تكون تسعون معودا من الاملاس اتبعة لعرشة مهنا من اذلهب؟ وهل جيوز ان يوجه الاهامتم اىل اليت‬
‫من اذلهب اكرث من تكل اليت من الاملاس؟‪.‬‬
‫ان اذلي يسوق مجهور الناس اىل التباع وامتيال الاوامر‪ ،‬هو مايتحىل به املصدر من قدس ية‪ ،‬هذه القدس ية‬
‫يه اليت تدفع مجهور الناس اىل الابقياد اكرث من قوة الربهان ومتابة احلجة‪ ،‬فينبغي اذن ان تكون الكتب‬
‫الفقهية مبيابة وسائل شفافة ‪ -‬اكلزجاج ‪ -‬لعرض قدس ية القرآن الكرمي‪ ،‬ولبس جحا ًاب دوبه‪ ،‬او بدي ًال عنه‪.‬‬
‫ان ذهن الانسان ينتقل من امللزوم اىل الالزم ولبس اىل لزم الالزم ‪ -‬كام هو مقرر يف عمل املنطق ‪ -‬ولو ابتقل‬
‫فبقصد غةر لبيعي‪ .‬فالكتب الفقهية شباهة ابمللزوم‪ ،‬والقرآن الكرمي هو ادلال عىل تكل الاحتام الفقهية‬
‫ومصدرها‪ ،‬فهو الالزم‪ ،‬والصفة املالزمة اذلاتية للقرآن الكرمي يه القدس ية احملفزة للوجدان‪ .‬فلن بظر العامة‬

‫‪266‬‬
‫ينحرص‬
‫‪#348‬‬

‫يف الكتب الفقهية حفسب‪ ،‬فال ينتقل ذههنم اىل القرآن الكرمي الا خيا ًل‪ ،‬واندرا مايتصورون قدسبته ‪ -‬من‬
‫خالل بظرمه املنحرص ‪ -‬ومن هنا يعتاد الوجدان التسبب‪ ،‬ويتعود عىل الاهامل فينشأ امجلود‪.‬‬
‫فلو اكن قد ّبني القرآن الكرمي مضن بيان الرضورايت ادلينية مبارشة لتان اذلهن ينتقل ابتقا ًل لبيعي ًا اىل‬
‫قدسبته‪ ،‬ولاثرت الشوق اىل التباع‪ ،‬ولنّبت الوجدان اىل الاقتداء‪ ،‬وعندها تمنو ملكة رهافة املشاعر دلى‬
‫ايخمالب بدل من مصمها امام حوافز الاميان وموقظاته‪.‬‬
‫فالكتب الفقهية اذن ينبغي ان تكون شفافة لعرض القرآن الكرمي واظهاره‪ ،‬ولتصبح جحااب دوبه كام آلت اليه‬
‫‪ -‬مبرور الزمان ‪ -‬من جراء بعض املقدلين‪ .‬وعندئذ تدها تفسةر ًا بني يدي القرآن ولبست مصنفات قامئة‬
‫بذاهتا‪.‬ان توجيه ابظار عامة الناس يف احلاجات ادلينية توجاها مبارش ًا اىل لقرآن الكرمي‪ ،‬خطاب هللا العزيز‬
‫السالع ابجعازه واحملاط هباةل القدس ية واذلي هيز الوجدان ابلميان دامئا‪ ..‬اإمنا يكون بيالث لرق‪:‬‬
‫‪ -7‬اما ازاةل ذكل احلجاب من امام القرآن الكرمي بتوجيه النقد وترحي اليقة ابولئك املؤلفني للكتب الفقهية اذلين‬
‫يس تحقون لك الاحرتام والتوقةر واليقة والاعامتد‪ ..‬وهذا ظمل فاحض‪ ،‬وخطر جس مي‪ ،‬واحجاف حبق اولئك‬
‫الامئة الاجالء‪.‬‬
‫‪ -9‬او حتويل تكل الكتب الفقهية تدرجييا اىل كتب يستشف مهنا فيض القرآن الكرمي‪ ،‬اي تصبح تفسةرا هل‪،‬‬
‫وميكن ان يمت هذا ابتباع لرق تربوية مهنجية خاصة حىت تبلغ تكل الكتب اىل مايش به كتب الامئة اجملهتدين‬
‫من السلف الصاحل امثال "املولأ" ملاكل بن انس و"الفقه الاكرب" ليب حنيفة النعامن‪ .‬فعندئذ ليُقرآ كتاب "ابن‬
‫جحر" ‪ -‬مث ًال ‪ -‬بقصد مايقوهل ابن جحر بفسه‪ ،‬بل يُقرآ لجل فهم مايأمر به القرآن الكرمي‪ ،‬وهذا الطريق حباجة‬
‫اىل زمن مديد‪.‬‬
‫‪ -9‬او شد ابظار مجهور الناس دوما اىل مس توى اعىل من تكل الكتب ‪ -‬اليت اصبحت جحااب ‪ -‬اي شدها‬
‫ابس مترار اىل القرآن الكرمي واظهاره فوقها دامئا‪ ،‬مثلام يفعهل امئة الصوفية‪ ،‬وعندها تؤخذ الاحتام الرشعية‬
‫والرضورايت ادلينية من منبعها‬
‫‪#349‬‬

‫الاساس وهو القرآن الكرمي‪ ،‬اما الامور الاجهتادية اليت ترد ابلواسطة فميكن مراجعهتا من مظاهنا‪.‬‬
‫ولخيفى ان مايستشعره املرء من جاذبية يف الكم الصويف احلق ومن لالوة يف حدييه غةر مايستشعره يف‬
‫وعظ عامل يف الفقه‪ ،‬فالفرق يف هذا انبع من ذكل الرس‪.‬مث ابه من الامور املقررة‪ ،‬ان مايوليه عامة الناس من‬
‫تقدير لش وتمثيهنم هل لبس انبع ًا ‪ -‬عىل الاغلب ‪ -‬مما فيه من كامل‪ ،‬بل مما يشعرون حنوه من حاجة ومبا حيسون‬

‫‪267‬‬
‫تاهه من رغبة‪ ،‬فالساعايت اذلي يأخذ اجرة اكرث من عامل جليل مثال يؤيد هذا‪.‬فلو وهجت حاجات املسلمني‬
‫ادلينية اكفة شطر القرآن الكرمي مبارشة‪ ،‬لنال ذكل الكتاب املبني من الرغبة والتوجه ‪ -‬الناش ئة من احلاجة اليه‬
‫‪ -‬اععاف اععاف ماهو مشتت الن من الرغبات حنو الالوف من الكتب‪ ،‬بل لتان القرآن الكرمي هممينا همينة‬
‫واحضة عىل ابفوس‪ ،‬ولتابت اوامره اجلليةل مطبقة منفذة لكيا‪ .‬وما اكن يظل كتااب مباراك يتربك بتالوته حفسب‪.‬‬
‫هذا وان هناك خطر ًا عظاميً يف مزج الرضورايت ادلينية مع املسائل اجلزئية الفرعية اخلالفية‪ ،‬وجعلها كهنا اتبعة‬
‫لها‪ ،‬لن اذلي يرى الخرين عىل خطأ ‪ -‬وبفسه عىل صواب ‪ -‬يدعي‪:‬‬
‫ان مذهيب حق حيمتل فيه اخلطأ واملذهب ايخمالف خطأ حيمتل فيه الصواب!‬
‫وحيث ان مجهور الناس يعجزون عن ان ميزيوا متيزي ًا واحضا بني الرضورايت ادلينية والامور النظرية املمزتجة‬
‫معها‪ ،‬ترامه يعممون ‪ -‬سهو ًا او وهامً ‪ -‬اخلطأ اذلي يروبه يف الامور الاجهتادية عىل الاحتام لكها‪ ،‬ومن هنا‬
‫تتبني جسامة اخلطر‪.‬‬
‫خيط الاخرين ‪ -‬ويرى بفسه يف صواب دامئا ‪ -‬مصاب مبرض عيق الفكر واحنصار اذلهن‬ ‫واذلي اراه ان من ّ‬
‫الناش ئني من حب النفس‪ .‬ولشك ابه مسؤول امام رب العاملني عن تغافهل عن مشول خطاب القرآن اىل‬
‫البرشية اكفة‪.‬‬
‫مث ان فكر التخطئة هذا‪ ،‬منبع ثر لسوء الظن ابلخرين‪ ،‬والاحنياز‪ ،‬والتحزب يف الوقت اذلي يطالبنا‬
‫الاسالم حبسن الظن واحملبة والوحدة! ويكفيه بعدا عن روح‬
‫‪#350‬‬

‫الاسالم ما شق من جروح غائرة يف ارواح املسلمني املتسابدة‪ ،‬ومابيه من فرقة بني صفوفهم‪ ،‬فابعدمه عن‬
‫اوامر القرآن الكرمي‪.‬‬
‫***‬
‫بعد ان كتبت هذه املسأةل بفرتة قصةرة‪ ،‬ترشفت برؤاي الرسول الكرمي صىل هللا عليه وسمل يف املنام‪ .‬كنت يف‬
‫حظوة جملسه اجلليل يف مدرسة دينية‪ ،‬س يعلمين من القرآن درسا‪ .‬فعندما اتوا ابملصحف الرشيف قام الرسول‬
‫الكرمي صىل هللا عليه وسمل احرتام ًا للقرآن‪ ،‬خفطر يل آبئذ ان هذا ارشاد لالمة لتوقةر القرآن الكرمي واجالهل‪.‬‬
‫مث حكيت الرؤاي لحد الصاحلني َّ‬
‫فعربه هكذا‪:‬‬
‫ان هذه اشارة واحضة وبرشى عظمية اىل ان القرآن الكرمي س يحوز مايليق به من مقام رفيع يف العامل امجع‪.‬‬
‫‪#351‬‬

‫دعوة اىل انشاء‬

‫‪268‬‬
‫‪7‬‬
‫جملس شورى لالجهتاد‬
‫قال تعاىل‪:‬‬
‫(وامرمه شورى ببهنم) (الشورى‪)98 :‬‬
‫(وشاورمه يف الامر) (آل معران‪)712 :‬‬
‫يرينا التارخي ابه‪ :‬مىت ما اكن املسلمون ممتسكني بديهنم فقد ترقوا بقدر متسكهم بديهنم‪ ،‬ببامن تدبوا لكام بدآ ععف‬
‫ادلين يدب فاهم‪ .‬خبالف ماحيدث لحصاب الاداين الاخرى؛ اذ مىت مامتسكوا بديهنم فقد اصبحوا اكلوحوش‬
‫التارسة ومىت ماععف دلهيم ادلين ترقوا يف مضامر احلضارة‪.‬‬
‫رمز من القدر الإلهئي‪ :‬ان املهمين عىل شعور الرشقيني هو ادلين‪ .‬مفا نراه‬ ‫ان ظهور مجهور الاببياء يف الرشق ٌ‬
‫يف الوقت احلارض من مظاهر اليقظة يف احناء العامل الاسال ي تيبت لنا ان اذلي ينبه العامل الاسال ي وينقذه‬
‫من اذلل والهوان هو الشعور ادليين لبس ا ّل‪.‬‬
‫وقد ثبت ايض ًا ان اذلي حافظ عىل هذه ادلوةل املسلمة (العامثبية) هو ذكل الشعور رمغ مجيع اليورات‬
‫واملصادمات ادلامية اليت نشبت يف ارجاهئا‪ ..‬فنحن نمتزي هبذه اخلاصية عن الغرب‪ ،‬ولبقاس هبم‪.‬‬
‫ان السلطنة واخلالفة متحداتن ابذلات ومتالزمتان لتنفتان وان اكبت وهجة لك مهنام مغايرة لالخرى‪ ..‬وبناء‬
‫عىل هذا فسلطابنا هو سلطان وهو خليفة يف الوقت بفسه مييل رمز العامل الاسال ي‪ .‬مفن حيث السلطنة‬
‫يرشف عىل ثالثني مليو ًان‪ ،‬ومن‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لقد لالبت هبذه الفكرة اعضاء »تركيا الفتاة« اابن اعالن ادلس تور‪ ،‬فمل يوافقوا علاها‪ ،‬وبعد م ي اثنيت عرشة س نة‬
‫لالبهتم هبا ايض ًا فقبلوها ولكن اجمللس النيايب قد حل‪ .‬والن اعرعها مرة اخرى عىل بقطة متركز العامل الاسال ي‪ - .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#352‬‬

‫حيث اخلالفة ينبغي ان يكون ركزية ثالمثائة مليون من املسلمني اذلين تربطهم رابطة بورابية‪ ،‬وان يكون موعع‬
‫امدادمه وعوهنم‪.‬‬
‫فالوزارة متيل السلطنة‪ ،‬اما املش يخة الاسالمية فهئي متيل اخلالفة‪ .‬فبينا نرى الوزارة تستند اص ًال اىل ثالثة‬
‫جمالس شورى ‪ -‬وقد لتويف هذه اجملالس حاجاهتا الكثةرة ‪ -‬جند ان املش يخة قد اودعت اىل اجهتاد خشص‬
‫واحد‪ ،‬يف وقت تعقدت فيه العالقات وتشابكت حىت يف ادق الامور‪ ،‬فضال عن الفوىض الرهيبة يف الراء‬
‫الاجهتادية‪ ،‬وعالوة عىل تشتت الافتار وتدين الاخالق املريع الناش من ترسب املدبية الزائفة فينا‪.‬‬
‫من املعلوم ان مقاومة الفرد تكون ععيفة امام املؤثرات اخلارجية‪ ،‬فلقد ُحضي بكثةر من احتام ادلين مسايرة‬

‫‪269‬‬
‫للمؤثرات اخلارجية‪.‬‬
‫وببامن اكبت الامور بس يطة والتسلمي للعلامء وتقليدمه جار ًاي اكبت املش يخة مودعة اىل جملس شورى ‪ -‬ولو‬
‫بصورة غةر منتظمة ‪ -‬ويرتكب من خشصيات مرموقة‪ ،‬اما الان وقد تعقدت الامور ومل تعد بس يطة وارختى‬
‫عنان تقليد العلامء واتباعهم‪ ..‬اقول كيف اي ترى يكون مبقدور خشص واحد القيام بلك الاعباء؟‬
‫ولقد اظهر الزمان ان هذه املش يخة الاسالمية ‪ -‬اليت متيل اخلالفة ‪ -‬لبست خاصة لهل اس تاببول او لدلوةل‬
‫العامثبية‪ ،‬وامنا يه مؤسسة جليةل تعود للمسلمني عامة‪ .‬فوععها احلايل املنطف ليؤهلها للقيام ابعباء ارشاد‬
‫اس تاببول وحدها انهيك عن ارشاد العامل الاسال ي!‬
‫ذلا ينبغي ان تؤول هذه املش يخة اىل درجة ومزنةل تمتكن هبا كسب ثقة العامل الاسال ي فتكون اكملرآة العاكسة‬
‫ملشالك املسلمني‪ .‬وتغدو منبع ًا فياع ًا لالجهتادات والافتار‪ .‬وعندها تكون قد ادت هممهتا حق الاداء تاه‬
‫العامل الاسال ي‪.‬‬
‫لس نا يف الزمان الغابر‪ ،‬حيث اكن احلامك خشصا واحدا‪ ،‬ومفتيه رمبا خشص واحد ايض ًا‪ ،‬يصحح رآيه ويصوبه‪.‬‬
‫فالزمان الن زمان امجلاعة واحلامك خشص معنوي ينبثق من روح امجلاعة‪ .‬مفجالس الشورى متكل تكل‬
‫الشخصية‪ ،‬فاذلي يفيت مليل هذا احلامك ينبغي ان يكون متجانس ًا معه‪ ،‬اي ينبغي ان يكون خشص ًا‬
‫‪#353‬‬

‫معنواي انبعا من جملس شورى عالٍ ‪ ،‬يك يمتكن من ان ي ُسمع صوته للخرين‪ ،‬ويسوق ذكل احلامك اىل الرصاط‬
‫السوي يف امور ادلين‪.‬‬
‫والا فسببقى صوته كطنني اذلابب امام الشخص املعنوي الناش من امجلاعة‪ ،‬حىت لو اكن فرد ًا فذ ًا عظامي‪ .‬فهذا‬
‫املوقع احلساس يعرض قوة املسلمني احليوية اىل اخلطر مادام ابقي ًا عىل وععه املنكف هذا‪ ،‬حىت يصح لنا ان‬
‫بقول‪:‬‬
‫ان الضعف اذلي نراه يف ادلين‪ ،‬والاهامل اذلي نشاهده يف الشعائر الاسالمية‪ ،‬والفوىض اليت رضبت الناهبا‬
‫يف الاجهتادات قد تفشت بتيجة ععف املش يخة وابطفاء بورها‪ ،‬حيث ان الشخص املوجود خارج املش يخة‬
‫ميكنه ان حيتفظ برآيه ازاء املش يخة املستندة اىل خشص واحد‪ .‬ببامن الكم ش يخ الاسالم املستند اىل جملس‬
‫شورى املسلمني جيعل اكرب داهية يتخىل عن رآيه او حيرص اجهتاده يف بفسه يف الاقل‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان لك من جيد يف بفسه كفاءة واس تعدادا لالجهتاد ميكنه ان جيهتد‪ ،‬ولكن ليكون هذا الاجهتاد موعع‬
‫معل الا عندما يقرتن بتصديق بوع من اجامع امجلهور‪ .‬مفيل هذا الش يخ ‪ -‬اي ش يخ الاسالم املستند اىل‬
‫جملس شورى ‪ -‬يكون قد انل هذا الرس‪ .‬فكام نرى يف كتب الرشيعة ان مدار الفتوى‪ :‬الاجامع‪ ،‬ورآي‬
‫امجلهور‪ ،‬يلزم الن ذكل ايض ًا ليكون فيص ًال قالع ًا دلابر الفوىض الناش بة يف الراء‪.‬‬
‫‪270‬‬
‫ان الوزارة واملش يخة جناحا هذه ادلوةل املسلمة‪ ،‬فان مل يكوان جناحني متساويني متتافئني فال يدوم لها امل ي‪،‬‬
‫وان مضت املش يخة عىل وععها احلارض فسوف تنسلخ عن كيةر من املقدسات ادلينية امام اجتياح املدبية‬
‫الفاسدة‪.‬‬
‫احلاجة اس تاذ للك امر‪ .‬هذه قاعدة‪ ،‬فاحلاجة شديدة مليل هذا اجمللس الشوري الرشعي‪ ،‬فان مل يؤسس يف‬
‫مركز اخلالفة فس يؤسس ابلرضورة يف متان آخر‪.‬‬
‫وعىل الرمغ من ان القيام ببعض املقدمات يناسب ان يس بق تأسبس هذا اجمللس ‪ -‬مكؤسسة امجلاعات‬
‫الاسالمية واحلاق الاوقاف ابملش يخة وامثالها من الامور ‪ -‬فان الرشوع بتأسبس اجمللس مبارشة مث هتيئة‬
‫املقدمات هل حيقق الغرض ايض ًا‪ .‬فادلوائر الابتخابية ‪ -‬لالعيان والنواب ‪ -‬رمغ حمدوديهتا واختالط وظائفها قد‬
‫تكون لها‬
‫‪#354‬‬

‫تأثةر ابلواسطة‪ ،‬رمغ ان الوعع يس توجب تأسبس جملس شورى اسال ي خالص يك يمتكن كفاةل املهمة‬
‫السامية‪.‬‬
‫ان اس تخدام اي ش يف غةر موععه يكون مأهل التعطل‪ ،‬وليبني اثره املرجو منه‪ .‬فدار احلمكة الاسالمية اليت‬
‫انشئت لغاية عظمية‪ ،‬اذا خرجت من لورها احلايل وارشكت يف الشورى مع رؤساء ادلوائر الاخرى يف‬
‫املش يخة وعُدّ ت من اعضاهئا‪ ،‬واس ُتدعي لها حنوا من عرشين من العلامء الاجالء املوثوقني من احناء العامل‬
‫الاسال ي اكفة‪ ،‬عندها ميكن ان يكون هناك اساس لهذه املسأةل اجلس مية‪.‬‬
‫ل ينبغي ان نكون مرتددين ومتخوفني‪ ،‬فال بعطي ادلبية والرشوة من ديننا ابلتخوف والرتدد‪ .‬وتلعني املدبية‬
‫الزائفة مبا س ببت من ععف ادلين‪ ،‬مما يشجع اخلوف ويزيد الضعف ويقوي التأثةرات اخلارجية‪ ..‬فاملصلحة‬
‫املرحجة احملققة لتضحى لجل مرضة موهومة‪.‬‬
‫‪#355‬‬

‫حوار يف رؤاي‬
‫"املعىن وكذا اللفاظ اليت ظلت يف اخلالر يه‬
‫بفسها كام جاءت يف الرؤاي"‬
‫كنت يف آيلول س نة ‪ 7272‬اتقلب يف اعطراب شديد‪ ،‬من جراء اليأس البالغ اذلي ّودلته حوادث ادلهر‪.‬‬
‫كنت آحبث عن بور بني هذه الظلامت املتتاثفة القامتة‪ ..‬مل اس تطع ان آجده يف يقظة يه رؤ ًاي يف منام‪ .‬بل‬
‫وجدته يف رؤاي صادقة يه يقظ ٌة يف احلقيقة‪.‬‬
‫سأجسل هنا تكل النقاط اليت ُاستنطقهتا و ُاجريت عىل لساين من الكم‪ ،‬دون اخلوض يف التفاصيل‪ .‬ويه‬
‫‪271‬‬
‫اكليت‪:‬‬
‫دخلت عامل امليال يف ليةل من ليايل امجلعة‪ .‬جاءين آحدمه وقال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬يدعوك جملس موقر هميب منعقد لبحث مصةر العامل الاسال ي‪ ،‬وما آلت اليه حاهل‪.‬‬
‫فذهبت‪ ،‬ورآيت جملس ًا منور ًا قد حرضه السلف الصاحلون‪ ،‬ومميلون من العصور‪ ،‬من لك عرص مميل‪ ..‬مل آر‬
‫مثيلهم يف ادلبيا‪ ..‬فهتيبت‪ ،‬ووقفت يف الباب تأد ًاب واجال ًل‪.‬‬
‫قال آحدمه موهج ًا الكمه يل‪:‬‬
‫‪ -‬اي رجل القدر!‪ ..‬واي رجل عرص النكبة والفتنة والهالك!‪ّ ..‬بني رآيك يف هذا املوعوع‪ .‬فان كل رآ ًاي فيه‪.‬‬
‫جب!‬‫قلت واان واقف‪ :‬سلوين ُآ ْ‬
‫قال آحدمه‪:‬‬
‫كنت تتوقع ان يؤول اليه آمر ادلوةل‬ ‫‪ -‬ماذا ترى يف عاقبة هذه الهزمية ‪ -‬اليت آلت اياها ادلوةل العامثبية ‪ -‬وماذا َ‬
‫العامثبية لو قُ ِّدر لها الابتصار؟‪.‬‬
‫‪#356‬‬

‫قلت‪ :‬ان املصيبة لبست رش ًا حمض ًا‪ ،‬فقد تنشأ السعادة من النكبة والبالء‪ ،‬مثلام قد تف ي السعادة اىل بالء‪..‬‬
‫فهذه ادلوةل الاسالمية اليت آخذت عىل عاتقها ‪ -‬سابق ًا ‪ -‬القيام بفريضة اجلهاد ‪ -‬فرع ًا كفائي ًا ‪ -‬حفاظ ًا عىل العامل‬
‫الاسال ي وهو اكجلسد الواحد‪ ،‬ووععت بفسها موعع التضحية والفداء لجهل‪ ،‬ومحلت راية اخلالفة ً‬
‫اعالء‬
‫تعوض عام آصابهتا من مصيبة‪ ،‬وسزتيلها السعاد ُة اليت‬ ‫للكمة هللا وذود ًا عن اس تقالل العامل الاسال ي‪ ..‬س ّ‬
‫سوف يرفل هبا عامل الاسالم‪.‬‬
‫اإذ ّجعلت هذه املصيبة بعث الاخوة الاسالمية ومناءها يف آرجاء العامل الاسال ي‪ ،‬تكل الاخوة اليت يه جوهر‬
‫حياتنا وروحنا‪ .‬حىت ابنا عندما كنا بتأمل اكن العامل الاسال ي يبيك‪ ،‬فلو آوغلت آورواب يف اإيالمنا لرصخ العامل‬
‫الاسال ي‪.‬‬
‫فلو متنا فسوف ميوت عرشون مليو ًان "من العامثبيني التراك" ولكن ب ُبعث ثالمثائة "آي‪ :‬ثالمثائة مليو ًان من‬
‫املسلمني"‪.‬‬
‫حياء يبعيون‪.‬‬
‫حنن بعبش يف عرص اخلوارق‪ .‬فبعد م ي س نتني آو ثالث عىل موتنا سرنى آ ً‬
‫لقد فقدان هبذه الهزمية سعادة عاجةل زائةل‪ ،‬ولكن تنتظران سعادة آجةل دامئة‪ ،‬فاذلي يستبدل مس تقب ًال زاهر ًا‬
‫رض جزيئ متغةر حمدود‪ ،‬لشك آبه راحب‪..‬‬ ‫فس يح ًا حبال حا ٍ‬
‫واذا بصوت من اجمللس‪:‬‬

‫‪272‬‬
‫‪ّ -‬بني! ّ‬
‫وحض ما تقول!‬
‫قلت‪ :‬حروب ادلول والامم قد ختلت عن مواععها حلروب الطبقات البرشية‪ .‬والانسان مثلام يرفض ان يكون‬
‫آسةر ًا ل يرىض ان يكون آجةر ًا آيض ًا‪.‬‬
‫فلو كنا منترصين غالبني‪ ،‬لكنا بنجذب اىل ما دلى آعدائنا من الاس تعامر والتسلط‪ ،‬ورمبا كنا بغلو يف ذكل‪.‬‬
‫علامً ان ذكل التيار ‪ -‬التيار الاس تعامري الاستبدادي ‪ -‬تيار ظامل ٍ‬
‫ومناف لطبيعة العامل الاسال ي‪ ،‬ومباين‬
‫ومعرض للمتزق والتاليش‪ .‬ولو كنا‬
‫ملصاحل الاكرثية املطلقة من آهل الاميان‪ ،‬فض ًال عن ان معره قصةر‪ّ ،‬‬
‫ممتسكني بذكل التيار لكنا نسوق العامل الاسال ي اىل ما ينايف لبيعته الفطرية‪.‬‬
‫‪#357‬‬

‫فهذه املدبية اخلببثة اليت مل َنر مهنا غةر الرضر‪ ،‬ويه املرفوعة يف بظر الرشيعة‪ ،‬وقد لغت سبئاهتُ ا عىل‬
‫حس ناهتا‪ ،‬حتمك علاها مصلحة الانسان ابلنسخ‪ ،‬وتق ي علاها يقظة الانسان وحصوته ابلبقراض‪.‬‬
‫فلو كنا منترصين لكنا بتعهد حامية هذه املدبية السفاهة املمتردة الغدارة املتوحشة ً‬
‫معىن يف آرجاء آس يا‪.‬‬
‫قال آحدمه من اجمللس‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ِ -‬ل َم ترفض الرشيعة هذه املدبية؟‬
‫قلت‪ :‬لهنا تأسست عىل مخسة آسس سلبية‪:‬‬
‫فنقطة استنادها يه‪ :‬القوة‪ ،‬وهذه شأهنا‪ :‬الاعتداء‪.‬‬
‫وهدفها وقصدها‪ :‬املنفعة‪ ،‬وهذه شأهنا‪ :‬الزتامح‪.‬‬
‫ودس تورها يف احلياة‪ :‬اجلدال والرصاع‪ ،‬وهذا شأبه‪ :‬التنازع‪.‬‬
‫والرابطة اليت تربط اجملموعات البرشية يه‪ :‬العنرصية والقومية السلبية اليت تمنو عىل حساب الخرين‪ .‬وهذه‬
‫شأهنا‪ :‬التصادم‪ ،‬كام نراه‪.‬‬
‫وخدمهتا للبرشية خدمة فاتنة جذابة يه‪ :‬تشجيع هوى املنفعة‪ ،‬وااثرة النفس المارة‪ ،‬وتطمني رغباهتا وتسهيل‬
‫مطاليّبا‪ .‬وهذا الهوى شأبه‪ :‬اسقاط الانسان من درجة املالئكية اىل درك احليوابية اللكبية‪ .‬وهبذا تكون سبب ًا‬
‫ملسخ الانسان معنو ًاي‪.‬‬
‫مفعظم هؤلء املدبيني لو ابقلب ابلهنم بظاهرمه لوجد اخليال تاهه صور اذلئاب وادلببة واحليات والقردة‬
‫واخلنازير‪.‬‬
‫ولجل هذا فقد دفعت هذه املدبية احلارضة مثابني ابملئة من البرشية اىل آحضان الشقاء واخرجت عرشة ابملئة‬
‫مهنا اىل سعادة مموهة زائفة‪ .‬وظلت العرشة الباقية بني هؤلء واولئك‪ ،‬علامً ان السعادة تكون سعادة عندما‬

‫‪273‬‬
‫تصبح عامة لللك آو للكرثية؛ بيد ان سعادة هذه املدبية يه لقل القليل من الناس‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود حماسن املدبية اليت اسدهتا اىل البرشية ‪ ،‬ولبست سبئاهتا وآاثهما اليت يلهث وراءها امحلقى ظن ًا مهنم ان تكل‬
‫السبئات حس نات حىت اوردوان الهالك‪ ،‬ولقد تلقت البرشية صفعتني مريعتني وهام احلرابن العامليتان من جراء ما‬
‫لفحت به كفة سبئات املدبية عىل حس ناهتا وتغلبت آاثهما عىل حماس هنا حىت اابدات تكل املدبية المثة فقاءت دم ًا لطخت‬
‫به وجه الكرة الارعية لكه‪ .‬نسأل هللا ان تغلب بقوة الاسالم يف املس تقبل حماسن املدبية لتطهّر وجه الارض من لواثهتا‬
‫وتضمن السالم العام للبرشية قالبة‪ .‬املؤلف‬
‫‪#358‬‬

‫لجل لك هذا ل يرىض القرآن الكرمي مبدبية ل تضمن سعادة امجليع آو ل تعم الغالبية العظمى‪.‬‬
‫مث ابه بتحمك الهوى الطليق من عقاهل‪ ،‬حتولت احلاجات غةر الرضورية اىل مايش به الرضورية‪ ،‬اذ ببامن اكن‬
‫الانسان حمتاج ًا اىل آربعة اش ياء يف حياة البداوة والبسالة اذا به يف هذه املدبية حيتاج اىل مئة حاجة‪ ،‬وهكذا‬
‫آردَته املدبية فقةر ًا مدقع ًا‪.‬‬
‫مث‪ ،‬لن السعي والعمل ليكفيان ملواهجة املصاريف املزتايدة‪ ،‬انساق الانسان اىل مزاوةل اخلداع واحليةل وآلك‬
‫احلرام‪ .‬وهكذا فسد آساس الاخالق‪.‬‬
‫وببامن تعطي هذه املدبية للجامعة والنوع ثروة وغىن وهبرجة اذا هبا تعل الفرد فقةر ًا حمتاج ًا‪ ،‬فاسد الخالق‪.‬‬
‫ولقد قاءت هذه املدبية وحش ية فاقت مجيع القرون السابقة‪.‬‬
‫وابه جلدير ابلتأمل‪ ،‬استنتاف العامل الاسال ي من هذه املدبية‪ ،‬وعدم تلهفه لها‪ ،‬وحترجه من قبولها‪ ،‬لن الهداية‬
‫الالهية اليت يه الرشيعة تعطي خاصية الاس تقالل والاس تغناء عن الخرين‪ ،‬ول ميكن ان تط ّعم هذه الرشيعة‬
‫ابدلهاء الروماين ول ان متزتج معها ول ميكن ان تبلعها آو ان تتبعها‪.‬‬
‫ان دهاء الرومان واليوانن ‪ -‬آي حضارتاهام ‪ -‬وهام التوآمان الناش ئان من آصل واحد‪ ،‬قد حافظا عىل اس تقالهلام‬
‫وخواصهام رمغ مرور العصور وتبدل الاحوال ورمغ احملاولت اجلادة ملزهجام ابلنرصابية او ادماهجا هبام‪ ،‬فلقد‬
‫لك مهنام اكملاء وادلهن ليقبالن الامزتاج‪ ،‬بل اهنام يعبشان الن بروُحام ابمناط متنوعة واشتال خمتلفة‪.‬‬ ‫ظل ٌ‬
‫فلنئ اكن التوآمان‪ ،‬مع وجود عوامل املزج وادلمج والاس باب ادلاعية هل‪ ،‬مل ميزتجا لوال تكل الفرتة‪ ،‬فكيف‬
‫ميزتج بور الهداية اذلي هو روح الرشيعة مع ظلامت تكل املدبية اليت اساسها دهاء روما! ل ميكن حبال من‬
‫الحوال ان ميزتجا آو هيضام مع ًا‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬مفا يه املدبية اليت يف الرشيعة؟‬
‫‪#359‬‬

‫‪274‬‬
‫قلت‪ :‬آما املدبية اليت تأمران هبا الرشيعة الغراء وتتضمهنا‪ ،‬فهئي اليت ستنكشف اببقشاع هذه املدبية احلارضة‪،‬‬
‫وتضع آسس ًا اجيابية بناءة متان تكل السس النخرة الفاسدة السلبية‪.‬‬
‫بعم! ان بقطة استنادها يه احلق بد ًل من القوة‪ .‬واحلق من شأبه‪ :‬العداةل والتوازن‪ .‬وهدفها‪ :‬الفضيةل بد ًل من‬
‫املنفعة‪ ،‬والفضيةل من شأهنا‪ :‬احملبة والتجاذب‪.‬‬
‫وهجة الوحدة فاها والرابطة اليت تربط هبا اجملموعات البرشية‪ :‬الرابطة ادلينية‪ ،‬والولنية‪ ،‬واملهنية بد ًل من‬
‫العنرصية‪ .‬وهذه شأهنا‪ :‬الخوة اخلالصة‪ ،‬والسالم والوئام‪ ،‬واذلود عن البالد عند اعتداء الاجابب‪.‬‬
‫ودس تورها يف احلياة‪ :‬التعاون بدل الرصاع واجلدال‪ ،‬والتعاون من شأبه التسابد والاحتاد‪.‬وتضع الهدى بدل‬
‫الهوى ليكون حاكامً عىل اخلدمات اليت تقدم للبرش‪ ،‬وشأن الهدى‪ :‬رفع الانسابية اىل مرايق الكامات‪ ،‬فهئي اذ‬
‫حتدد الهوى وحتدّ من الزنعات النفسابية تُطمنئ الروح وتشوقها اىل املعايل‪.‬‬
‫مبعىن ابنا ابهنزامنا يف احلرب تبعنا التيار الياين اذلي هو تيار املظلومني ومجهور الناس‪ .‬فلنئ اكن املظلومون يف‬
‫غةران يشلكون مثابني ابملئة مهنم ففي املسلمني مه تسعون بل مخس وتسعون ابملئة‪.‬‬
‫ان بقاء العامل الاسال ي مس تغني ًا عن هذا التيار الياين‪ ،‬او معارع ًا هل ‪ ،‬ظل دون مستند اومرتكز‪ ،‬وهدر مجيع‬
‫مساعيه‪ .‬فبد ًل من اذلوابن وايمتيع حتت استيالء املنترص‪ ،‬اكن عليه ان يترصف ترصف العاقل فيكيّف ذكل‬
‫التيار اىل لراز اسال ي ويس تخدمه‪ .‬ذكل لن عدو العدو صديق ما دام عدو ًا هل‪ ،‬وصديق العدو عدو مادام‬
‫صديق ًا هل‪.‬‬
‫ان هذين التيارين ‪ ،‬اهدافهام متضادة‪ ،‬منافعهام متضادة‪ ،‬فلنئ قال احدهام‪ :‬مت‪ ،‬لقال الخر‪ :‬ابعث‪ .‬فنف ُع‬
‫احدهام يسلزتم رضران واختالفنا وتدببنا وععفنا مثلام تقت ي منفعة الخر قوتنا واحتادان ابلرضورة‪.‬‬
‫اكبت خصومة الرشق ختنق اببعاث الاسالم وحصوته‪ .‬وقد زالت وينبغي لها ذكل‪ .‬اما خصومة الغرب فينبغي‬
‫ان تدوم لهنا سبب همم يف تنا ي الاخوة الاسالمية ووحدهتا‪.‬‬
‫‪#360‬‬

‫واذا ابمارات التصديق تتعاىل من اجمللس‪ .‬فقالوا‪:‬‬


‫بعم‪ ،‬كوبوا عىل آمل؛ ان اعظم صوت دا ٍو يف ابقالابت املس تقبل هو صوت الاسالم الهادر‪.‬‬
‫وسأل احدمه ايض ًا‪:‬‬
‫ان املصيبة بتيجة جناية‪ ،‬ومقدمة ثواب‪ .‬مفا اذلي اقرتفمت حىت حمك عليمك القدر الإلهئي هبذه املصيبة‪ ،‬اذ‬
‫املصائب العامة تزنل لخطاء الاكرثية؟ وما ثوابمك العاجل؟‬
‫قلت ‪:‬‬

‫‪275‬‬
‫مقدمهتا اهاملنا ليالثة اراكن من اراكن الاسالم؛ الصالة ‪ ،‬الصوم‪ ،‬الزاكة‪ .‬اذ للب منا اخلالق س بحابه ساعة‬
‫واحدة فقط من اربع وعرشين ساعة لداء الصلوات امخلس فتقاعس نا عهنا ‪ .‬جفازاان بتدريب شاق دامئ لربع‬
‫وعرشين ساعة لوال مخس س نوات متواليات‪ .‬اي ارمغنا عىل بوع من الصالة‪ ..‬وابه س بحابه للب منا شهراً‬
‫فعزت علينا بفوس نا فأرمغنا عىل صوم لوال مخس س نوات‪ ،‬كفّارة ذلبوبنا‪.‬‬ ‫من الس نة بصوم فيه رمحة بنفوس نا‪ّ ،‬‬
‫وبه س بحابه للب منا الزاكة ُعرش ًا او واحد ًا من اربعني جز ٍء من ماهل اذلي ابعمه علينا‪ ،‬فبخلنا وظلمنا‪ .‬فأرمغنا‬
‫عىل دفع زاكة مرتامكة‪ .‬فـ " اجلزاء من جنس العمل"‪.‬‬
‫اما ثوابنا العاجل‪ ،‬فرف ُعه س بحابه وتعاىل ُمخس هذه الامة املذببة ‪ -‬اي اربعة ماليني مهنم ‪ -‬اىل مرتبة الولية‬
‫ومنحهم درجة الشهادة واجملاهدين‪ .‬فاملصيبة العامة الناش ئة من خطأ العامة ازالت ذبوب املايض‪.‬‬
‫فقال احدمه ايض ًا‪:‬‬
‫خبطأ آلقى الامة اىل الهالك؟‬ ‫‪ -‬اإن اكن آمر ًا ٍ‬
‫قلت‪:‬‬
‫‪ -‬ان املصاب يرجو اليواب‪ .‬فاإما ان تُعطى هل حس نات المر اذلي ارتكب اخلطأ‪ ،‬ويه ل تعدّ شبئ ًا‪ .‬او تعطيه‬
‫خزينة الغيب‪ .‬وثوابه يف مثل هذه الامور من خزينة الغيب يه درجة الشهادة واجملاهدين‪.‬‬
‫‪#361‬‬

‫رآيت ان اجمللس قد اس تحسن هذا الالكم‪ .‬وابتّبت من النوم من شدة ابفعايل‪ .‬ووجدت بفيس يف الفراش‬
‫يدي‪ ،‬يتصبب مين العرق‪.‬‬‫مش ّبتاً ّ‬
‫وهكذا مضت تكل الليةل‪.‬‬
‫***‬
‫ويف اليوم بفسه والامل يطفح مين ذهبت اىل جملس آخر‪ ،‬جملس دبيوي فسألوين‪.‬‬
‫‪ِ -‬ل َم ل تتدخل ابلس ياسة منذ جميئك؟‬
‫قلت ‪ :‬اعوذ ابهلل من الش يطان والس ياسة‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان الس ياسة احلارضة لس تاببول شباهة ابلبفلونزا تسبب الهذاين‪ .‬فنحن لس نا متحركني ذاتي ًا‪ ،‬بل بتحرك‬
‫ابلوسالة‪ .‬فاورواب تنفخ وحنن نرقص هنا‪ ،‬فهئي تلقّن ابلتنومي ‪ -‬املغنالبيس ‪ -‬وحنن بتصورها انبعة من ابفس نا‬
‫وجنري اثر تلقيهنا بتخريب امعى امص‪ .‬مفادام املنبع يف اورواب فالتيار القادم اما س يكون تيار ًا سلبي ًا او اجيابي ًا‪.‬‬
‫يعرف "د ّل عىل معىن يف بفس غةره‪ ،‬او ل يدل عىل معىن يف بفسه"‬ ‫فاذلين يتبعون السليب مه اكحلرف اذلي ّ‬
‫مبعىن ان مجيع افعاهل س تكون لصاحل اخلارج مبارشة‪ .‬لن ارادته ل حمك لها‪ .‬فال تنفعه النية اخلالصة‪ .‬ولس امي‬

‫‪276‬‬
‫التيار سليب فيكون اداة ل تعقل للخارج بضعف من هجتني‪.‬‬
‫يعرف "د ّل عىل معىن‬‫اما التيار الخر الاجيايب فيلبس لبوس التأييد واملوافقة من ادلاخل‪ ،‬فهو اكلمس اذلي ّ‬
‫يف بفسه"‪ .‬فافعاهل لنفسه‪ ،‬ولكن ما يرتتب علاها للخارج‪ .‬ا ّل ابه ليؤاخذ عليه لن لزم املذهب لبس مذهب ًا‪.‬‬
‫ول س امي اذا ابضم جبهتني اىل الاجيايب والضعيف يف التيار اخلاريج‪ ،‬فميكن ان جيعل َ‬
‫اخلارج ادا ًة هل ل تشعر‪.‬‬
‫قالو‪:‬‬
‫‪ ‬الا ترى الاحلاد يتفّش؟ ابه من الرضورة الابدفاع اىل امليدان ابمس ادلين‪.‬‬
‫قلت‪:‬‬
‫‪#362‬‬

‫بعم‪ ،‬رضوري‪ ،‬ولكن برشط قالع هو ان يكون ادلافع احملرك عشق الاسالم وامحلية ادلينية‪ .‬اذ اخلطورة اإن‬
‫اكن ادلافع او املو ّجه هو الس ياسة او التحزي‪ .‬فالول قد يعفى عنه حىت لو آخطأ ببامن الياين مسؤول عن معهل‬
‫حىت لو اصاب‪.‬‬
‫قيل‪ :‬كيف بفهم ذكل؟‬
‫قلت‪َ :‬من فضّ ل رفيقه الس يايس الفاسق عىل متدين خيالف رآيه الس يايس‪ ،‬ابإساءة الظن به‪ ،‬فادلافع اذن هو‬
‫الس ياسة‪.‬‬
‫مث ان اظهار ادلين اذلي هو مكل مقدس للناس اكفة ‪ -‬ابلتحزي والتحزب ‪ -‬ابه آخص مبن يف مسلكه دون غةره‪،‬‬
‫ييةر الاكرثية الغالبة عد ادلين‪ .‬فيكون سبب ًا يف ايهتوين من شأن ادلين‪ ..‬فادلافع اذن هو التحزي‪.‬‬
‫مثال‪ :‬يتصارع اثنان مفا ان يشعر احدهام ابه س ُيغلب‪ ،‬عليه ان يعطي القرآن اذلي بيده اىل القوي ليقوم الخر‬
‫حباميته ولئال يسقطا مع ًا يف الوحل‪ .‬مظهر ًا حمبته وتبجيهل للقرآن‪ .‬فتكون حمبته للقرآن لكوبه قرآ ًان‪ .‬ولكن لو اختذه‬
‫ترس ًا تاه القوي‪ ،‬فابه ييةر غضبه بد ًل من ان حيرك غةرته محلايته‪.‬‬
‫مفن حيرم القرآن من خادم قوي وجيعهل يف يد ععيف‪ ،‬حىت اذا سقط سقط معه ايض ًا‪ ،‬فهذا يعين ابه حيب‬
‫القرآن لنفسه ل للقرآن‪.‬‬
‫بعم ‪ ،‬ان خدمة ادلين وسوق الناس اليه امنا تكون ابحلث عىل الالزتام وتذكةر احصابه بوظائفهم ادلينية‪.‬‬
‫وخبالف ذكل‪ ،‬فان خمالبهتم ابنمك ملحدون‪ ،‬يسوقهم اىل التعدي‪.‬‬
‫آل ل ي ُس تغل ادلين يف ادلاخل يف الامور السلبية التخريبية‪ .‬ولقد رآيمت الاعتداء عىل الرشيعة بظن ان اخلليفة‬
‫اذلي دام حمكه ثالثني س نة قد ُاس تغل يف اجراءات س ياس ية سلبية‪ .‬تُرى من اذلي يس تفيد من آراء‬
‫الس ياس يني السلبيني احلاليني؟ آتعرفوهنم؟‪ ..‬ابين ارى اهنم اخلصم الدلود لالسالم‪ ،‬اذلي غرز خنجره يف قلب‬

‫‪277‬‬
‫الاسالم‪.‬‬
‫قالوا‪:‬‬
‫كنت تعارض الاحتاد والرتيق‪ ،‬ا ّل ابك تسكت علاهم الن‪.‬‬
‫‪#363‬‬
‫قلت‪ :‬لكرثة جهوم الاعداء علاهم‪.‬‬
‫ان هدف الهجوم اذلي يش نه الاعداء هو العزم واليبات الذلان يتحلون هبام وعدم كوهنم وس يةل لتنفيذ مأرب‬
‫الاعداء يف تسممي افتار املسلمني‪ .‬وهذا من حس ناهتم‪.‬‬
‫ابين ارى ان الطريق لريقان؛ ككفيت املزيان‪ .‬خفة احداهام تودل ثقل الاخرى‪.‬‬
‫فأان ل اصفع ابور ‪ 7‬جبابب "ابرتابيك" ‪ ،9‬ول اصفع "سعيد حلمي" ‪ 9‬جبابب "فزنيلوس" ‪ .4‬ويف بظري ان اذلي‬
‫يصفعهام سافل منحط‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬التحزب رضورة من رضورايت املرشولية‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ان خطوط الافتار عندان بد ًل من ان تتقارب للتاليق تنحرف مبتعدة الواحدة عن الاخرى لكام‬
‫امتدت ‪ .‬ذلا لجند بقطة التاليق‪ ،‬ل يف الولن‪ ،‬ول يف الكرة الارعية‪ .‬فالفتار اش به ما تكون ابلوجود والعدم‬
‫ل جيمتعان‪ ،‬حيث ان وجود احدهام يقت ي عدم الخر‪.‬‬
‫ان العناد يلزم احيا ًان املغالني يف التعصب الضالل والبالل‪ ،‬حىت اذا ساعد الش يطان احدمه قال هل‪ :‬ابه مكل‬
‫ويرتمح عليه ‪ ،‬ببامن اذا رآى ملَتاً يف صف من خيالفه يف الرآي‪ ،‬قال ابه ش يطان قد بدل مالبسه‪ ،‬فيبدآ مبعاداته‬
‫ويلعنه‪ .‬ويرى الامارة الواهية برها ًان بظنه احلسن‪ ،‬ببامن يرى الربهان امارة واهية بسوء الظن‪ ،‬مكن ينظر يف‬
‫املنظار احد لرفيه اذلي ّيقرب والاخر يب ّعد الش ‪ .‬وهذا ظمل فاحض ّيبني احلمكة يف الية الكرمية (ان الانسان‬
‫لظلوم كفار) (ابراهمي‪ )94 :‬وذكل لن قواه وميوهل مل تتحدد فطرة خبالف احليوان‪ ،‬مفيهل حنو الظمل لحيد ول‬
‫س امي اذا‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ابور ابشا‪ )7299 - 7887( :‬اكن وزير ًا للحربية يف حكومة الاحتاد والرتيق س نة ‪ 7279‬هرب اىل املابيا بعد انهتاء‬
‫احلرب العاملية الاوىل ومهنا اىل تركس تان وشلك جبش ًا ملقاومة الروس واستشهد يف احدى املعارك‪.‬‬
‫‪ 2‬ابرتابيك‪ :‬رئبس منظمة الطاش ناق الارمنية‪ ،‬آشغل ادلوةل العامثبية مدة لويةل من الزمن بعدد من ثوراته عد ادلوةل‪.‬‬
‫‪ 3‬سعيد حلمي‪ )7297 - 7869( :‬اكن رئبس ًا للوزراء عندما اكن ابورابشا وزير ًا للحربية‪ .‬آدين مع (‪ )61‬من رفقائه ابحقاهمم‬
‫ادلوةل العامثبية يف احلرب العاملية‪ .‬فنفي عىل اثره اىل جزيرة مالطه‪ ،‬وظل فاها س نتني‪ ،‬مث التجأ اىل ايطاليا حيث حظر‬
‫دخوهل اىل تركيا ومرص اذ اكبت حتت الاحتالل الربيطاين‪ .‬اغتيل يف ‪ 7297 / 7 / 6‬بيد خشص ارمين قرب روما‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫‪ 4‬فزنيليوس‪ )7296 - 7864( :‬من رجال اليوانن البارزين يف الس ياسة‪ ،‬اكن حمامي ًا مث قائد اليوار يف جزيرة كريت آسقط‬
‫يف س نة ‪ 7272‬رئبس الوزراء قسطنطني وح ّل حمهل‪ .‬اصبح سبب ًا لكثةر من الاعطراابت والقالقل يف البالد هرب س نة‬
‫(املرتمج)‬ ‫‪ 7291‬اىل ابريس‪ ،‬وتويف بعد س نة‪.‬‬
‫‪#364‬‬

‫ابضمت اىل ذكل امليل الاشتال اخلببثة لالانبية اكلجعاب ابلنفس وحترى املصلحة الشخصية والكرب والعناد‬
‫والغرور‪ ،‬تتودل جرامئ بشعة مل تد البرشية لها اسامً‪ ،‬ول جزاء لها ا ّل انر هجمن مثلام يه دليل عىل رضورة‬
‫وجودها‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬اذا اس تاء من صفة جابية لشخص‪ ،‬فابه يشمل ظلمه اىل مجيع صفاته الربيئة ايض ًا بل اىل احبته بل اىل‬
‫من يف مسلكه ‪ ،‬فيكون ممترد ًا امام الية الكرمية (ول تزر وازرة وزر اخرى) (الابعام‪)764:‬‬
‫ومث ًال‪ :‬قد قال احد احلريصني بدافع الابتقام‪ :‬س ُيغلب الاسالم‪ ،‬وسبمتزق قلبه‪ .‬فلجل ان يظهر صدق الكمه‬
‫املشؤوم النابع من روح سقمية وفكر اكذب‪ ،‬يمتىن ان هيان املسلمون ويصفق هل ويتذلذ من رضابت العدو‪ .‬فهذا‬
‫التصفيق والرتحيب والذلة جعلت الاسالم يف موعع جمروح‪.‬‬
‫حيث العدو اذلي غرز خنجره يف قلب الاسالم ل يكتفي بسكوتنا عليه بل يقول‪ :‬ر ّحب يب‪ ،‬تذلذ من اعاميل‬
‫‪ ،‬و ّكن يل حب ًا‪...‬‬
‫فدونمك ذبب عظمي وظمل شنيع لجيازهيام ا ّل مزيان احلرش الاعظم‪.‬‬
‫قيل‪:‬‬
‫كنا بعمل ابنا ب ُغلب‪ ،‬فقد دفعوان اىل املصيبة عن عمل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف تكون بتيجة احلرب بدهيي ًا ابلنس بة لمك وابمت ل ثقافة لمك‪ .‬وتكون خافية عن خشص عظمي كهندبربغ‬
‫‪7‬؟ اخّش ان يكون ما تسموبه فكر ًا هو رغبة والعياذ ابهلل‪ .‬اذ يلبس الابتقام الشخيص الظامل احيا ًان لباس‬
‫الفكر‪ .‬اي هؤلء لقد وقعمت يف لني جنس تلوثون وجوهمك به وكبه املسك والعنرب؟‬
‫فهذا ايضايح وبياين ملا دار يف جملس مثايل يف الليل املنةر ويف حمفل ادلبيويني يف ايهنار املظمل‪ .‬فلبست هذه‬
‫احملاورة من بنات الفكر ومل تسل من العقل س يال ًان بل تفجرت من القلب‪ .‬فان شئت فاقبلها وان شئت ردّها‬
‫وارفضها‪ ،‬ولكن برشط ان تفهمها‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ )7294 - 781( 1‬مارشال املاين ابترص عىل الروس ‪ .7274‬رئبس الاراكن يف احلرب العاملية الاوىل ‪ .‬رئبس مجهورية‬
‫الراخي ‪ . 7294 - 7291‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#365‬‬

‫‪279‬‬
‫ذيل الرؤاي‬
‫سكت يف احلج يف اثناء رسده الرؤاي‪ ،‬لن اهامل احلج واهامل ما ينطوي عليه من حمك ل يُزنل املصيبة وحدها‬
‫بل يزنل غضب هللا وقهر اجلبار‪ .‬وجزاؤه لبس كفارة اذلبوب بل كيارهتا‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان اهامل الس ياسة الاسالمية الرفيعة يف احلج واملتضمنة توحيد الافتار ابلتعارف وترشيك املساعي‬
‫ابلتعاون هو اذلي ادّى اىل هتيئة الوسط املالمئ لالعداء لبس تخدموا ماليني املسلمني يف العداء لالسالم‪.‬‬
‫فها هو الهندي جالس يبيك عىل رآس ابيه اذلي قتهل ‪ ،‬ظن ًا منه ابه ّ‬
‫عدوه‪.‬‬
‫وها هام التتار والقفقاس ‪ ،‬واقفان عند قد ي جثة ساعدا عىل قتلها‪ ..‬وبعد فوات الاوان يدراكن اهنا وادلاهام‪.‬‬
‫وها مه العرب قتلوا شقيقهم البطل خطأً‪ ،‬ومن حةرهتم ل يعرفون كيف يبكون وينتحبون‪.‬‬
‫وهايه افريقيا قتلت اخاها دون عمل به‪ ،‬والن ترصخ وتولول‪.‬‬
‫وها هو العامل الاسال ي ساعد عىل قتل ودله املقدام غاف ًال دون عمل به‪ .‬فهو يلطم وينفّش شعره اكلوادلة احلنون‪.‬‬
‫فاملاليني من املسلمني دُفعوا اىل س ياحات لويةل يف العامل‪ ،‬حتت لواء العدو اذلي هو الرش احملض‪ ،‬بد ًل من‬
‫شدّ الرحال اىل احلج وهواخلةر احملض‪.‬‬
‫فاعتربوا!‬
‫[كام ان الرضورات تبيح احملظورات‪ ،‬كذكل تسهّل املشالكت]‪.‬‬
‫ان ادلجاجة اليت يرضب هبا امليل يف اخلوف واجلنب هتامج اجلاموس الضخم حفاظ ًا عىل فراخها‪ ..‬فها يه اجلسارة‬
‫الفائقة‪.‬‬
‫وخوف العزن من اذلئب يرضب به امليل‪ ،‬الا ان خوفه ينقلب اىل دفاع ومقاومة يف حاةل الاعطرار حىت يقارع‬
‫اذلئب‪ ..‬فها يه الشجاعة اخلارقة‪.‬‬
‫‪#366‬‬

‫بعم‪ ،‬ان امليل الفطري ل يُقاوم‪ .‬فغرفة من ماء لو وععت يف كرة من حديد لفتّت املا ُء احلديدَ لكام تعرض‬
‫للربودة يف الش تاء‪ ،‬وذكل مليهل اىل الاببساط وايمتدد‪.‬‬
‫جفسارة ادلجاجة الرؤوم عىل فراخها‪ ..‬وجشاعة الاعطرار دلى العزن العزيز النفس مييالن هيجا ًان فطر ًاي‪ ..‬مفيل‬
‫هذا الهيجان الفطري لو تعرض هل ظمل التافر البارد‪ ،‬لفتّت لك ش امامه اكملاء يف كرة احلديد‪( .‬والقرويون‬
‫الروس امثةل شهود عىل هذا)‪.‬‬
‫ومع هذا فان الشهامة اخلارقة اليت تنطوي علاها ماهية الاميان‪ .‬والشجاعة اليت تتحدى العامل التامنة يف لبيعة‬
‫العزة الاسالمية ميكن ان تُظهر املعجزات يف لك وقت وآن ابببساط الاخوة الاسالمية وتوسعها‪.‬‬
‫‪280‬‬
‫سترشق مشس احلقيقة يوم ًا‬
‫آفيظل العامل يف ظالم اىل الابد؟‬
‫‪#367‬‬

‫ذيل اذليل‬
‫‪7‬‬
‫دلواء اليأس‬
‫امحلد هلل اذلي قال ‪( :‬ول يغتب بعضمك بعض ًا) (احلجرات‪)79 :‬‬
‫والصالة عىل محمد اذلي قال‪( :‬من قال هكل الناس هكل الناس فهو اهلكهم) ‪.9‬‬
‫فان حمامك التفتبش املدبية لهذا العرص‪ ،‬اجنبت لقطاءها ‪ -‬غةر الرشعيني ‪ -‬ابس تعاملها وسائل رهيبة يف تلقيح‬
‫بعض الاذهان‪ ،‬وتري هبم حقدها ادلفني عىل الاسالم لليار منه ‪ ،‬حماو ًةل فتح الباب امام ما يرصف املسلمني‬
‫عن ادلين‪ ،‬او جعلهم يف الاقل همملني هل‪ ،‬او ابإمايهتم حنو النرصابية‪ ،‬او التخيل عن الاسالم ابإلقاء الش ّبات‬
‫والشكوك يف العقول‪ ،‬وتش يع هبذا مكر ًا سبئ ًا هو اليت‪:‬‬
‫‪ -‬اهيا املسمل! تأمل ايامن وجد مسمل فهو فقةر‪ ،‬غافل‪ ،‬جاهل اىل ح ٍد ما ‪ ،‬ببامن النرصاين ايامن ح ّل فهو متحرض‪،‬‬
‫يقظ‪ ،‬صاحب ثروة‪ ...‬وهذا يعين‪ ..‬اخل‪..‬‬
‫واان اقول‪:‬‬
‫‪ -‬اهيا املسمل ل ترخِ يدك عن الاسالم اذلي هو حا ي وجودان وكيابنا تاه ادلمار اذلي ّ‬
‫تودله هذه النتيجة‬
‫ايخميفة لتقدم اورواب‪ ،‬بل عض عليه ابلنواجذ واس تعصم به بقوة‪ ،‬وا ّل مفصةرك الهالك‪.‬‬
‫بعم ‪ ،‬حنن بتدىن اىل اسفل ومه يرقون اىل آعىل ‪ ،‬ولهذا سببان اثنان احدهام مادي والخر معنوي‪.‬‬
‫السبب الاول‪:‬‬
‫الوعع الفطري لورواب اليت يه كنبسة النرصابية عامة‪ ،‬ومنبع حياهتا‪ ،‬فهئي عيقة‪ ،‬مجيةل‪ ،‬متكل احلديد‪،‬‬
‫متعرجة السواحل‪ ،‬تلتف فاها الاهنار والبحار التفاف الامعاء يف اجلسد‪ ،‬مناخها ابرد‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬رساةل "دواء اليأس " يه " اخلطبة الشامية " وذيلها "تشخيص العةل " وهذا البحث ذيل ذليلها‪ .‬الّ ابه نرش مع‬
‫هذه الرساةل فأبقيناه يف موععه‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬يف حصيح مسمل ‪" 9991 / 4‬اذا قال الرجل هكل الناس فهو اهلكهم "‪.‬‬
‫‪#368‬‬

‫بعم‪ ،‬ان اورواب عىل الرمغ من كوهنا عُرش امخلس للكرة الارعية‪ ،‬فاهنا جذبت ربع البرشية حنوها بلطافة مناخها‬

‫‪281‬‬
‫الفطري‪.‬‬
‫يودل احلاجات‪ ،‬فال يس توعب ابتاج الارض تكل احلاجات اليت‬ ‫وابه اثبت حمك ًة ‪ :‬ان اجامتع الافراد الكثةرين ّ‬
‫تزتايد ابس باب كيةرة ‪ -‬اكلتقليد وغةره ‪ -‬ومن هنا تصبح احلاجة ام الاخرتاع والصناعة‪ ،‬وحب الاس تطالع ّ‬
‫معمل‬
‫العمل‪ ،‬والضيق الرويح مودل السفاهة‪.‬‬
‫بعم ان التوجه حنو الصناعة وامليل اىل املعرفة ينشأ من الكرثة‪ .‬فبسبب عيق املتان يف اورواب‪ ،‬وكرثة حبارها‬
‫واهنارها اليت يه وسائط بقل لبيعية فاها‪ ،‬فان التعارف ينتج التجارة‪ ،‬والتعاون الاشرتاك يف الاعامل‪ ،‬مثلام‬
‫يودل التّامس تالحق الافتار واملنافسة والتسابق‪.‬‬
‫ولكرثة ما فاها من احلديد ‪ -‬اذلي هو منبع مجيع صناعات اورواب اعطى ملدببهتم السالح القوي حىت غصبت‬
‫ابقاض مدبيات ادلبيا لكها وآغارت علاها‪ ،‬اىل حد اثقلت كفهتا وآخلّت مبزيان الكرة الارعية‪.‬‬
‫مث ان الربودة املعتدةل اليت من شأهنا ان تأخذ لك ش ببطء وترتكه ببطء‪ ،‬قد آعطت لسعاهم اليبات واملتابة‪،‬‬
‫فأدامت مدببهتم‪.‬‬
‫مث ان تشلك دوهلم املستندة اىل العمل‪ ،‬وتصادم قوامه املتتافئة‪ ،‬وازعاجات استبداداهتم الغدارة ‪ ،‬ومضايقات‬
‫تعصّبم املقيت الظامل ‪ -‬كتعصب حمامك التفتبش ‪ -‬واذلي آل اىل خالف املقصود‪ ،‬والتسابق اجلاري بني عنارصها‬
‫املتوازبة‪ ..‬لك ذكل من ّى اس تعدادات الاوروبيني ‪ ،‬و ّجفر قابلياهتم فظهرت دلهيم املزااي‪ ،‬والفكر القو ي‪.‬‬
‫السبب الياين‪:‬‬
‫هو بقطة الاستناد‪ .‬بعم ان اي برصاين اكن اذا ما رفع رآسه ومدّ يده اىل اي مقصد من املقاصد املتسلسةل‬
‫املتداخةل‪ ،‬اذا به جيد وراءه بقطة استناد قوية تعزز قوته املعنوية وتبعث فاها احلياة‪ ،‬حىت جيد يف بفسه من القوة‬
‫ما ميكّنه ان يقتحم لك صعب وعظمي من الاعامل‪.‬‬
‫‪#369‬‬

‫فتكل النقطة‪ ،‬بقطة الاستناد‪ ،‬يه مدبية اورواب اليت يه معسكر"كتةل مسلحة" وكنبس هتا العظمية‪ ،‬ويه‬
‫مس تعدة يف لك آن ان تنفخ احلياة يف عروق رفقاء ديهنا اذلين ميدون اياها ايدهيم من لك صوب‪ .‬ومهتيأة ايض ًا‬
‫لقطع الرشاين النابض للمسلمني‪ ،‬فلقد جعنت بتعصب حمامك التفتبش املدبية املاكرة‪ ،‬والاحلاد النابع من الفكر‬
‫املادي‪ .‬فاورواب ختتال غرور ًا اببتصار مدببهتا عىل الخرين‪.‬‬
‫َال ي ُشاهد الانلكزي اذلين تقنّعوا بقناع احلرية‪ ،‬ميدّ ون آيدمه اىل لك هجة ويتحرون عن برصاين‪ ،‬فايامن وجدوه‬
‫بعيوا فيه احلياة‪ ..‬فها يه احلبشة والسودان‪ ...‬وها يه الطيار والارتوش وها يه لبنان وحوران‪ ..‬وها يه‬
‫ماسور وآلبابيا‪ ..‬وها مه الكرد والارمن‪ ..‬والرتك والروم‪ ..‬اخل‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫حاصل الالكم‪:‬‬
‫ان اذلي ينفث فاهم احلياة هو المل‪ ..‬واذلي يقتلنا هو اليأس‪ .‬وقد اش هتر احدمه بقوهل‪" :‬اس تطيع ان ّ‬
‫احرك‬
‫وجدت بقطة استناد" ففي هذا القول املفرتض بقطة جعية‪ ،‬يه‪ :‬ان هذا الانسان‬ ‫الكرة الارعية من متاهنا اذا ُ‬
‫الصغةر جد ًا اذا ما وجد بقطة استناد يس تطيع ان يدير اعظم الاش ياء اكلكرة الارعية‪.‬‬
‫فيا آهل الاسالم!‬
‫ان بقطة استنادان تاه املصائب وادلوايه‪ ،‬اليت القت بيقلها العظمي‪ِ ،‬عظم الارض‪ ،‬عىل العامل الاسال ي‪ ،‬يه‬
‫الاسالم اذلي يأمر ابلحتاد النابع من احملبة‪ ،‬وابمزتاج الافتار الناش من املعرفة‪ ،‬وابلتعاون اذلي تودله‬
‫الاخوة‪.‬‬
‫فابظر بدء ًا من العامل الاسال ي‪ ،‬تكل ادلائرة الواسعة‪ ،‬وانهتاء اىل لالب عمل يف املدرسة الرشعية كصغر‬
‫دائرة‪ ...‬تد ان للك مهنا عقد حياتية‪ ،‬وتكل العقد مرتبطة ببعضها متسلسةل ومستندة اىل تكل النقطة‬
‫العظمى‪ ،‬اكفراد اجملمتع وروابطه‪ ..‬مبعىن ابه ميكن ان يصحو املسلمون ويبدآوا ابلريق مىت ما نّبّ وا وبُث فاهم‬
‫روح الامنء‪ ،‬فال حصوة خبنق تكل العقد احلياتية‪.‬‬
‫وإا ّل فان قيام احد ابملوازبة واملقاربة بني حماسن اورواب ومساوئنا‪ ،‬ومثرة تالحق الافتار دلهيم مع مثرة سعي‬
‫خشص واحد عندان ‪ .7‬فكام ابه يبني هبذه املقاربة‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬‬
‫ان اس ناد حماسن املدبية اىل النرصابية اليت لفضل لها فاها‪ ،‬والصاق التدين والتقهقر ابلسالم اذلي هو ّ‬
‫عدو هل‪ ،‬دليل‬
‫عىل دوران املقدرات خبالف دورهتا وعىل قلب الاوعاع ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#370‬‬

‫الظاملة اجملحفة اخلادعة ابه لقيط اورواب لظهار افتتابه هبا وبفوره من امته‪ ،‬فابه ايض ًا ابلهجاء النابع من اخلداع‬
‫والفكر اليوري وامليل اىل التخريب‪ ،‬واملشحون ابلعصيان والافرتاء والتعرض للرشف‪ ،‬يظهر فرعوببته واليناء‬
‫عىل بفسه والرتببت عىل غروره مضن ًا مبد ًاي دون عمل منه عداءه لالسالم‪ .‬علامً ابه امللكف ابلشعور ابلشفقة عىل‬
‫امته رشع ًا وعق ًال وحمكة‪ ،‬ا ّل ابه حبمك الفرعوبية والاانبية والغرور يضع الشعور ابلتحقةر بد ًل من الشعور‬
‫ابلشفقة‪ ،‬وامليل اىل النفور من الامة بد ًل من ميل الاجنذاب اياها‪ ،‬وارادة الاس تخفاف هبا بد ًل من حمبهتا‪،‬‬
‫ويومصها ابجلهل بد ًل من احرتاهما ويرغب يف التكرب علاها بد ًل من الرمحة هبا‪ ،‬ويقمي روح الابفرادية بد ًل من‬
‫روح التضحية والفداء لها‪ .‬فييبت هبذا لكه ابه لميكل محية للمة وابه مبتوت الاصاةل‪ ،‬فيكون جابي ًا منفور ًا‬
‫منه يف بظر احلقيقة حبيث يترصف ترصف الامحق الابهل‪ ،‬مكن حياول اإلباس مالبس اجعبته لراقصة ساقطة‬
‫يف ابريس عامل ًا فاع ًال يف املسجد‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫ذكل لن امحلية يه بتيجة رضورية للمحبة والاحرتام والرمحة فال محية بدون هذه الامور‪ ،‬وا ّل فهئي محية اكذبة‬
‫وخادعة‪ .‬والنفور من الامة خالف امحلية ايض ًا‪ ،‬فقساوسة اوراب اذلين يش نون جهوهمم عىل املتعصبني عندان‪،‬‬
‫لك مهنم اكرث تعصب ًا وتزمت ًا يف مسلكهم السقمي‪ .‬فلو مدح عامل ديين الش يخ الكيالين ابفراط مكدح اولئك‬
‫لشكس بةر ل ُكفّر‪.‬‬
‫هاهات اين احملبة من هؤلء ؟‬
‫ان احدى العقد احلياتية احملركة للمجمتع وادلافعة اىل الفعالية‪ ،‬هو الفكر الاديب‪ .‬اذلي بدآ فينا وحده ابيمنو ‪-‬‬
‫مع الاسف ‪ -‬ول س امي ادب الهجاء ورغبة حتقةر الاخرين‪ .‬واذلي ينطوي عىل الاجعاب ابلنفس والغلو يف‬
‫الوصف يف اسلوب شعري ومبا ل يليق ابلدب‪ .‬فهو ادب خارج عن الادب احلقيقي اذلي تؤدبنا به الية‬
‫الكرمية (ول يغتب بعضمك بعض ًا) حبيث هيامج لك الخر‪ .‬ومع ر ّد تعرعات مضنية للمة ولالسالم بوجه اولئك‬
‫القسس‪ ،‬منر ّمر الكرام عىل هجاهئم الالديين واهابة الخرين‪ ،‬فمن ي قائلني ‪ :‬رمبا يس تحقون ذكل‪.‬‬
‫ابين اظن ان الباعث عىل ذل هذه الامة اكرث من اجلهل هو اذلاكء الابرت العقمي غةر املرافق لنور القلب‪ .‬ويف‬
‫بظري ان اخطر مرض هو الاحنياز املتطرف‪ ،‬لبه يدفع اىل خالف املقصود‪ ،‬ابخراج لك ش عن لوره‪.‬‬
‫‪#371‬‬

‫اهيا الاخ! لقد بدآت عندان تباشةر اس باب فتية‪ ،‬قوية‪ ،‬بد ًل من تكل الاس باب الهرمة اليت ّودلت تقدم‬
‫النرصابية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وقد فصلت ذكل يف كتاب آخر‪.‬‬
‫حتاية‪:‬‬
‫قبل عرش س نوات (املقصود س نة ‪7272‬م) ذهبت اىل "تفلبس" وصعدت تل الش يخ صنعان ‪ ،‬كنت اتأمل‬
‫تكل الارجاء واراقّبا‪ .‬اقرتب مين احد رجال البولبس فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬مب تنعم النظر؟‬
‫قلت‪ :‬اخطط ملدرس يت!‬
‫قال ‪ :‬من اين ابت؟‬
‫قلت ‪ :‬من بتلبس‬
‫قال‪ :‬وهنا تفلبس!‬
‫قلت ‪ :‬بتلبس وتفلبس شقيقتان‬
‫قال‪ :‬ماذا تعين؟‬

‫‪284‬‬
‫قلت ‪ :‬لقد بدآ ظهور ثالثة ابوار متتابعة يف آس يا‪ ،‬يف العامل الاسال ي‪ ،‬وس تظهر عندمك ثالث ظلامت بعضها‬
‫فوق بعض ‪ ،‬س ُي ّمزق هذا الس تار املستبد ويتقلص ‪ ،‬وعندها آيت اىل هنا وانش مدرس يت‪.‬‬
‫قال‪ :‬هاهات ! ابين احار من فرط آمكل؟‬
‫قلت ‪ :‬واان احار من عقكل ! آميكن ان تتوقع دوام هذا الش تاء؟ اإن للك ش تاء ربيع ًا وللك ليل هنار ًا‪.‬‬
‫قال‪ :‬لقد تفرق املسلمون شذر مذر‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ذهبوا لكسب العمل ‪ ،‬فها هو الهندي اذلي هو ابن الاسالم الكفوء يدرس يف اعدادية الانلكزي‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود اخلطبة الشامية ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#372‬‬

‫وها هو املرصي اذلي هو ابن الاسالم اذليك يتلقى ادلرس يف املدرسة الادارية الس ياس ية لالنلكزي‪..‬‬
‫وها هو القفقاس والرتكس تاين الذلان هام ابنا الاسالم الشجاعان يتدرابن يف املدرسة احلربية للروس‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫فيا هذا ! ان هؤلء الابناء الربرة النبالء‪ ،‬بعد ما ينالون شهاداهتم‪ ،‬سبتوىل لك مهنم قارة من القارات‪ ،‬ويرفعون‬
‫لواء اباهم العادل‪ ،‬الاسالم العظمي ‪ ،‬خفاق ًا لةرفرف يف آفاق الكاملت‪ ،‬معلنني رس احلمكة الازلية املقدرة يف‬
‫بين البرش رمغ لك ش ‪.‬‬
‫وهذا هو بصف حتاييت‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫عيل‪ .‬ابليت‪:‬‬
‫والن سأمثل للحاةل الروحية اليت تدفع اىل القول ‪ :‬بفيس بفيس‪ ..‬ماذا ّ‬
‫يتقابل خشصان وتبدآ املناظرة واملفاخرة ببهنام‪ ،‬احدهام جسور ولكن عضت النوائب ‪ 7‬عشةرته الاصيةل‪.‬‬
‫والخر جبان‪ ،‬لكنه ينمتي اىل عشةرة اخرى تبسمت لها الاقدار‪ .‬فالول ما ان يرفع رآسه ويرى ذ ّل عشةرته‬
‫حد ما ابلعزة‪ .‬وعندها يبدآ‬‫ل تس تطيع عزة بفسه حت ّمل اذلل‪ ،‬فيخفض رآسه وينظر اىل بفسه‪ ،‬فةراها محمةل اىل ٍّ‬
‫عيل‪ ..‬ها آبذا! وهايه افعايل اان ‪ ..‬فينسحب من تكل العشةرة‬ ‫غروره اجملروح ابلانبية ابلرصاخ قائ ًال‪ :‬وماذا ّ‬
‫او ينتسب اىل اخرى مظهر ًا عدم اصالته‪.‬‬
‫آما الياين فلكام رفع رآسه سطعت امام انظريه مفاخر عشةرته فينتفخ غروره‪ .‬ولكن ما ان ينظر اىل بفسه يراها‬
‫فداك بفيس اي عشةريت!‪.‬‬‫واهية‪ ،‬وعندها يتيقظ روح التضحية والفداء يف الشعور القو ي‪ .‬فيقول ‪ِ :‬‬
‫فاذا فهمت الرمز التامن يف هذا امليال‪ ،‬فان يف ميدان العامل هذا‪ ،‬ميدان الامتحان واجملاهدة والس باق‪ ،‬اذا‬
‫تظاهرت مشاعر لك مسمل وبرصاين‪ ،‬وكردي ورو ي‪ ،‬يف اثناء املبارزة يف امحلية‪ ،‬تد رس امليال‪ .‬ولكن هذا‬

‫‪285‬‬
‫التفاوت لبس كام يظنه الناس ورمبا هو انجت من النظر الظاهري والسطحي وغلط احلس‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬مبعىن ان »ادلبيا جسن املؤمن وجنة التافر « لبس جماز ًا ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#373‬‬

‫اهيا املسمل!‬
‫اايك ان تنخدع ‪ .‬فال ختفض رآسك! فان قطعة آملاس اندرة همام اكبت صدئة افضل من قطعة زجاج لمعة دوم ًا‪.‬‬
‫فان ععف الاسالم الظاهري انش من خدمة هذه املدبية احلارضة يف سبيل دين آخر‪.‬‬
‫آن الوان اذن ان تبدل هذه املدبية صورهتا‪ ،‬فاذا ما بدّ يهتا فالقضية تنعكس‪.‬‬
‫فكام قيل يف البداية ايامن اكن املسمل فهو البدوي ابلنس بة للنرصاين‪ ،‬مستنكف عن املدبية ل يكرتث هبا ويتحرج‬
‫يف قبولها‪ ،‬فاذا ما بدّ لت الصورة فالوعع يتبدل‪..‬‬
‫ولك آت قريب‪ .‬وان مع العرس يرس ًا‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫* * *‬
‫‪#375‬‬
‫‪%‬‬

‫املناظرات‬
‫وصفة لبية‬
‫لقارة شاسعة عظمية اجلابب ‪ ..‬رديئة الطالع‬
‫ودلوةل مشــهورة عريقة اجملد ‪ . .‬سبئة احلظ‬
‫ولمـة عـزيــزة جـليـةل القدر ‪ .‬بال رائد‬
‫تأليف‪:‬‬
‫بديع الزمان سعيد النوريس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#377‬‬

‫املقدمة‬
‫‪286‬‬
‫امحلد هلل والصالة والسالم عىل رسول هللا ومن والاه‪ ،‬وبعد‬
‫فقد آعلن السلطان عبد امحليد الياين "املرشولية" ‪ 7‬يف ‪ /99‬متوز‪7228 /‬م‪ ،‬ويه تعىن تأسبس النظام الربملاين‬
‫يف ادلوةل العامثبية اليت اصبحت مبوجّبا الوزارة مسؤوةل تاه الربملان ولبس تاه السلطان‪ ،‬كام ان صالحية‬
‫ترشيع القوابني غدت من اختصاص الربملان‪ ،‬واللقت عىل اثرها حرية العمل الس يايس وحرية الصحافة‬
‫وغةرها‪..‬‬
‫اكبت وهجات بظر الناس عامة وامليقفني خاصة متباينة حول "املرشولية"‪ ،‬اذ بدآت الفئات ايخمتلفة ّ‬
‫تفرس‬
‫جرها لغراض‬ ‫"احلرية" ابلشلك اذلي يروق لها‪ ،‬فبيامن ابدفعت فئة يف تأييد املرشولية ومنارصهتا بشدة بغية ّ‬
‫س ياس ية واجامتعية وصو ًل اىل مأرهبم يف تقويض ادلوةل العامثبية‪ ،‬اذا بأخرين يتوجسون خيفة من هذا‬
‫الابقالب اذلي حدث يف بظام ادلوةل‪ ،‬ويف الوقت بفسه وقف آخرون مّبوتني ليتقدمون خطوة ول‬
‫يتأخرون‪ ،‬ببامن صفق لها غةرمه من املفتوبني حبضارة اورواب املّبورين بربيقها‪ . .‬وهكذا اختلفت الراء‪. .‬‬
‫آما بديع الزمان سعيد النوريس فقد سكل مسكل الاعتدال‪ ،‬مسرتشد ًا ابيهنج الاسال ي السامل من التعصب‬
‫اذلممي اذلي يعيق لك تدد‪ ،‬واملربآ عن اللهات وراء الغرب وتقليده تقليد ًا امعى‪ .‬فنارص مفهوم "احلرية" و‬
‫"الشورى" مضن ماهو واحض يف الاسالم‪ .‬ودافع عن "املرشولية" احملددة حبدود الرشع‪ .‬فكتب مقالت‬
‫عديدة يف الصحف احمللية آبذاك‪ ،‬وآلقى كيةر ًا من اخلطب يف الاجامتعات اليت عقدت يف‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املرشولية‪ :‬ويه اعالن النظام الربملاين يف ادلوةل العامثبية‪ ،‬وقد آعلن السلطان عبد امحليد املرشولية مرتني‪ ،‬مرة عند‬
‫بداية حمكة ويه املرشولية الاوىل يف ‪ 72‬مارت ‪7811‬م‪ .‬مث مجدها بعد هزمية ادلوةل العامثبية يف حرهبا مع روس يا وبعد‬
‫آن رآى ان اعداء ادلوةل العامثبية قد اس تغلوا الربملان يمتزيقها ّ‬
‫وجرها اىل ادلمار‪ .‬مث عاد بعد آكرث من ثالثني س نة اىل اعالهنا‬
‫مرة اخرى ويه املرشولية اليابية‪ .‬واس مترت حىت معاهدة موبدروس يف ‪7278/72/92‬م‪.‬‬
‫‪#378‬‬

‫امليادين العامة واجلوامع‪ .‬مبين ًا مفهوم احلرية والشورى يف عوء الاسالم‪ .‬وحمذر ًا من التعصب املقيت والتقليد‬
‫املشني‪ ،‬اذ شعر مبحاولت خبيية تعمل يف اخلفاء لس تغالل "املرشولية" وتوجاهها ملصلحة مغرعني‬
‫ينس الس ياس يني واملفكرين والصحفيني‪ ،‬فأجرى‬ ‫مناهضني لالسالم‪ .‬وحيامن اكن يبذل وسعه يف هذا امليدان مل َ‬
‫معهم لقاءات عديدة انحص ًا ومرشد ًا وموحض ًا املهنج الاسال ي الصحيح اذلي فيه خةر البالد وصالح العباد‪ .‬وملا‬
‫ادرك ابه آفرغ هجده يف مركز اخلالفة‪ ،‬اس تاببول تو ّجه اىل رشيق الاانعول س نة ‪7272‬م وبدآ جبوةل واسعة‬
‫بني خمتلف العشائر الكردية والرتكية‪ ،‬وعقد معهم اجامتعات وبدوات جيري فاها مناقشات حول امور اجامتعية‬
‫وس ياس ية‪ ،‬وبني هلم صالحية "املرشولية" ابملفهوم الاسال ي‪ .‬واختار معهم اسلوب احلوار السهل املستساغ‬
‫والقريب اىل الاذهان‪ .‬عىل الرمغ من ابه قد آورد مج ًال آش به مايكون ابلشفرات‪ ،‬ولفّع قسامً من العبارات‬
‫‪287‬‬
‫ابلتشباهات واجملازات‪ ،‬ووجه اخلطاب احيا ًان اىل الاجيال املقبةل‪.‬‬
‫اكن ج ّل اهامتمه منصب ًا يف حتطمي قيود اليأس وكرس آغالل القنوط اليت ك ّبلت الناس‪ ،‬واكن حياول هجده آن‬
‫يشعل بصيص المل وبريق الرجاء يف بفوسهم‪ .‬فض ًال عن وععه هلم موازين رشعية ومنطقية لوزن الاحداث‬
‫املس تحدثة‪ ،‬بعقلية متوازبة اميابية هادئة‪ ،‬بعيدة قدر الامتان عن الابفعالت وردود الفعل‪.‬‬
‫ّدون الاس تاذ النوريس هذه احملاورات ابلرتكية يف رساةل لبعها يف مطبعة "ابو الضياء" ابس تاببول س نة‬
‫‪7279‬م ونرشها حتت امس (بديع الزمابك مناظرايت) ‪-‬مناظرات بديع الزمان‪ -‬مث ترمجها اىل العربية بنفسه‬
‫ونرشها حتت عنوان "رجتة العوام" اي الوصفة الطبية للعوام‪ .‬وجاءت هذه الرتمجة مّبمة مغلقة العبارات‪،‬‬
‫فاعطر الاس تاذ آن يكتب يف مقدمهتا "معذرة لويةل الاذايل" جاء فاها قوهل‪:‬‬
‫"ان هذه الرساةل العربية ترمجهتُ ا من الرتكية‪ ،‬اليت ترمجهتا من الكردية‪ ،‬اليت ارتلهتا لس ئةل الاكراد القرويني‪.‬‬
‫فاملرت َجم من املرت َجم من املرتل‪ ،‬من ا ي (يقصد بفسه) لقرويني‪ ،‬ليمتلّس ولخيلص من خشوبة يف املعىن‬
‫واللفظ"‪.‬‬
‫ومل تتح لالس تاذ النوريس ان يعيد النظر يف رسالته هذه ا ّل بعد مخس واربعني س نة من تأليفه لها‪ ،‬اذ عصفت‬
‫اعاصةر مدمرة ابلمة الاسالمية عامة والرتكية خاصة بعد دخول ادلوةل العامثبية احلرب العاملية الاوىل ودخول‬
‫الاجابب يف البالد مث‬
‫‪#379‬‬

‫سافر‬
‫احلروب ادلامية يف لردمه مهنا‪ ،‬حىت انهتئى المر اىل اعالن امجلهورية وإالغاء اخلالفة‪ ،‬واعقب ذكل عدا ٌء ٌ‬
‫لدلين‪ ،‬دام لوال ربع قرن من الزمان بل اكرث‪ .‬وعاىن الاس تاذ النورىس يف تكل الاايم احلالكة آشد الظمل‬
‫والعنت‪ ،‬اذ مااكن حيل يف منفى ا ّل وينفى اىل غةره ول يربآ من حممكة إا ّل ويدخل اخرى وهكذا اىل مابعد س نة‬
‫‪7212‬م حيث متكن من اعادة النظر يف الرساةل فشذهبا وعلّق علاها هبوامش وحذف ما يقرب من ثلهثا من‬
‫بداية الرساةل وما اكن قارص ًا عىل فرتة معينة‪ ،‬آو ما ميكن ان ي ُساء فهمه‪ .‬وعندما اريد نرشها يف س نة ‪7212‬‬
‫آعاد املؤلف فاها النظر بدقة وآجرى بعض التنقيحات والتعديالت من حذف واعافة وحنن بدوران مقنا برتمجة‬
‫هذه الطبعة املنقحة‪.‬‬
‫هذا وقد كتب الاس تاذ النوريس اىل لالبه رساةل خاصة بعهثا هلم من منفاه "قسطموين" يبني فاها رآيه يف‬
‫مؤلفات "سعيد القدمي" عامة ويف هذه الرساةل خاصة‪ ،‬مث اعقّبا برساةل اخرى بعهثا هلم من منفاه "امةرداغ" لكتا‬
‫الرسالتني ذات امهية يف فهم مضامني مؤلفات سعيد القدمي‪ ،‬وقد آحلقنا رساةل قسطموين هبذه املقدمة وحنيل‬
‫القارئ الكرمي اىل "املالحق" ص‪ 981 - 989‬لاللالع عىل الرساةل الاخرى قبل مطالعته مؤلفات سعيد‬
‫القدمي الاجامتعية‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫آما معيل يف الرتمجة والتحقيق‪ ،‬فقد اقترص عىل اخلطوات التية‪:‬‬
‫‪ -7‬اعتبار النص الرتيك املوسوم بـ " ‪ " Münazarat‬املطبوع بدار سوزلر ابس تاببول لبعات عديدة جد ًا واذلي‬
‫اقره املؤلف بفسه هو الاساس ‪.‬‬
‫‪ -9‬مقابةل هذا النص ابلطبعة الاوىل من الرساةل املطبوعة يف س نة ‪7279‬م يف مطبعة "ابو الضياء" ابس تاببول‪.‬‬
‫‪ -9‬مقابلته ايض ًا ابلرتمجة العربية اليت قام هبا املؤلف بفسه‪ ،‬ويه املنشورة مضن كتاب "الصيقل الاسال ي"‬
‫املطبوع مبطبعة النور اببقرة س نة ‪7218‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬مقابلته ايض ًا بنسخة الرتمجة العربية احملفوظة يف املكتبة الولنية ابزمةر حتت رمق ‪ 92 /988 /9969‬دون‬
‫ذكر امس املطبعة وس نة الطبع‪.‬‬
‫‪ -1‬الاحتفاظ ابلعبارات والفقرات العربية الواردة يف النص الرتيك كام يه‬
‫‪#380‬‬

‫ووععها بني قوسني مركنني [ ]‪ .‬فلك مابني هذين القوسني هو من عبارات املؤلف بفسه‪.‬‬
‫‪ -6‬كتابة هوامش لرشح ما اكن معروف ًا آبذاك وحيتاج اليه القارئ اليوم‪ ،‬سو ًاء من الاحداث التارخيية آو مواقع‬
‫جغرافية آو تعابةر س ياس ية‪.‬‬
‫خرجت الاحاديث الرشيفة من مظاهنا‬ ‫‪ -1‬مث عزوت الايت الكرمية اليت فاها اىل مواععها من السور‪ ،‬وكذا ّ‬
‫من اهمات كتب احلديث املوثوقة‪.‬‬
‫وهللا نسأل ان يوفقنا اىل حسن القصد وحصة الفهم وصواب القول وسداد العمل‪ .‬وص ّل اللّهم عىل س يدان‬
‫محمد وعىل آهل واحصابه امجعني‪.‬‬
‫احسان قامس الصاحلي‬
‫‪#381‬‬

‫رآى املؤلف يف مؤلفاته القدمية‬


‫بص الرساةل اليت بعهثا الاس تاذ النوريس لطالبه من منفاه (قسطموين) يبني فاها رآيه يف الاس باب املوجبة‬
‫لتنقيحه "املناظرات" وعدوهل عن ش مما ذكره فاها من آراء‪.‬‬
‫لقد آلقيت بظرة اىل رساةل "املناظرات" وذكل بعد مرور مخس وثالثني س نة عىل تأليفها فرآيت فاها ويف امثالها‬
‫خطاء وهفوات‪ .‬اذ آلّف تكل الاثر يف حاةل روحية ّودلها الابقالب الس يايس‬ ‫‪7‬من مؤلفات "سعيد القدمي" آ ً‬
‫وآنشأهتا مؤثرات خارجية وعوامل حميطة به‪.‬‬
‫ابين اس تغفر هللا بلك حويل وقويت من تكل التقصةرات راجي ًا من رمحته تعاىل َان يغفر تكل اخلطااي اليت‬

‫‪289‬‬
‫ارتكبهتا بنية حس نة وبقصد مجيل‪ ،‬دلفع اليأس ايخممي عىل املؤمنني‪.‬‬
‫ان اساسني هممني هيمينان عىل آاثر "سعيد القدمي" ‪-‬كهذه الرساةل ‪ -‬والاساسان ذوا حقيقة‪ ،‬ولكن كام حتتاج‬
‫كشفيات الاولياء اىل تأويل‪ ،‬والرؤى الصادقة اىل تعبةر‪ ،‬فان ما آحس به "سعيد القدمي" ابحساس مس بق‬
‫‪ -‬آي قبل وقوع المر ‪ -‬حباجة كذكل اىل تعبةر‪ ،‬بل اىل تعبةر دقيق‪ .‬ا ّل ان اإخباره عام توقع حدوثه وبيابه تلكام‬
‫احلقيقتني بال تأويل ول تعبةر‪ ،‬ادّى اىل ظهور ش من النقص والقصور وخالف الواقع فامي آخرب عنه‪.‬‬
‫الساس الول‪ :‬هو ما زفّه من برشى سارة للمؤمنني بظهور بو ٍر يف املس تقبل‪ّ .‬زف هذه البرشى لزييل هبا‬
‫حس ابحساس مس بق ان "رسائل النور" ستنقذ اميان كيةر من املؤمنني‪،‬‬ ‫يأسهم ويرفع عهنم القنوط‪ ،‬فلقد آ ّ‬
‫وستشد آزرمه يف زمان عصبب عاصف‪ .‬ا ّل ابه بظر اىل هذا النور‪ ،‬من خالل الحداث الس ياس ية اليت‬
‫واكبت الابقالب وحاول تطبيق ما رآه من بور عىل واقع احلال من دون تعبةر ول تأويل‪ .‬فوقع يف ظنه ان ذكل‬
‫حس احساس ًا صادق ًا ا ّل ابه مل يوفّق‬
‫النور س يظهر يف عامل الس ياسة ويف جمال القوة ويف ميدان فس يح‪ .‬فقد آ ّ‬
‫يف التعبةر عن بُرشاه توفيق ًا اكم ًال‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود اعالن املرشولية‪ -.‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#382‬‬

‫حسه عدد من دهاة الس ياسة وفطاحل الادابء؛ ابن استبداد ًا‬ ‫الاساس الياين‪ :‬لقد آحس "سعيد القدمي" ما آ ّ‬
‫مريع ًا مقب ٌل عىل المة‪ ،‬فتصدوا هل‪ ،‬ولكن هذا الاحساس املس بق اكن حباجة اىل تأويل وتعبةر‪ ،‬اإذ هامجوا ما‬
‫رآوه من ظل ععيف ‪ 7‬لإستبدادات تأيت بعد مدة مديدة وآلقت يف بفوسهم الرعب‪ .‬حفس بوا ظل استبدا ٍد ‪-‬‬
‫لبس هل ا ّل الامس ‪ -‬استبداد ًا آصي ًال‪ ،‬فهامجوه‪ .‬فالغاية حصيحة ا ّل ان الهدف خطأ‪.‬‬
‫حس "سعيد القدمي" آيض ًا مبيل هذا الاستبداد ايخميف فامي مىض‪ .‬ويف بعض آاثره توعيحات‬ ‫وهكذا فلقد آ ّ‬
‫ابلهجوم عليه‪ ،‬واكن يرى ان املرشولية الرشعية وس يةل جنا ٍة من تكل الاستبدادات املرعبة‪ .‬ذلا سعى يف‬
‫تأييدها ابحلرية الرشعية والشورى مضن بطاق احتام القرآن‪ ،‬آم ًال ان تدفعا تكل املصيبة‪.‬‬
‫بعم ! لقد آظهر الزمان ان دوةل تسمى داعية احلرية‪ ،‬قد ك ّبلت بيالمثائة من موظفاها املستبدين ثالمثائة مليو ًان‬
‫من الهنود‪ ،‬منذ ثالمثائة س نة‪ ،‬وس يطرت علاهم كهنم ثالمثائة رجل لغةر‪ ،‬حىت مل ترتكهم حيركون ساكن ًا‪ .‬وبفذت‬
‫قابوهنا اجلائر علاهم بأقىس صورة من صور الظمل‪ ،‬آخذة آلف البرايء جبريرة جمرم واحد‪ .‬واعطت لقابوهنا‬
‫اجلائر هذا امس العداةل والابضباط‪ .‬خفدعت العامل ودفعته اىل انر الظمل‪ .‬هذه ادلوةل غدت مقتدى ذكل‬
‫الاستبداد القادم يف املس تقبل‪.‬‬
‫ويف رساةل "املناظرات" هوامش قصةرة‪ ،‬ومالحظات وردت عىل صورة ُلرف ولطائف‪ ،‬فهئي من قبيل‬

‫‪290‬‬
‫املاللفة مع قسم من لالبه الظرفاء يف تأليفه القدمي ذاك‪ ،‬اذ قد وحض هلم الامور ابسلوب ادلرس والارشاد‪.‬‬
‫مث ان زبدة هذه الرساةل "املناظرات" وروُحا وآساسها‪ ،‬يه ما يف خامتهتا من حقيقة اقامة "مدرسة الزهراء"‪،‬‬
‫ومايه ا ّل املهد اذلي سبشهد ظهور "رسائل النور" يف املس تقبل‪ .‬فتان ي ُساق اىل تأسبسها دون ارادة منه‪.‬‬
‫ويتحرى ‪ -‬حبس مس بق ‪ -‬عن تكل احلقيقة النورابية يف صورة مادية حىت بدت هجهتا املادية آيض ًا‪ ،‬اذ منح‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود‪ :‬ان الاستبداد اذلي اكن ميارس يف عهد السلطان عبدامحليد يعدّ ظ ًال ععيف ًا لالستبدادات اليت حصلت بعد‬
‫عهده وبعد سقوط اخلالفة‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#383‬‬

‫السلطان رشاد تسع عرشة آلف لةرة ذهبية لتأسبس تكل املدرسة‪ ،‬وارسبت قواعدها فع ًال‪ ،‬ا ّل ان ابدلع‬
‫احلرب العاملية الاوىل حال دون اكامل املرشوع‪.‬‬
‫ذهبت اىل ابقرة‪ ،‬وسعيت يف اجناز تكل احلقيقة‪ ،‬وفع ًال وافق مائة وثالثة وس تون‬‫مث بعد حوايل ست س نوات ُ‬
‫انئب ًا يف جملس المة من بني مائيت عضو عىل ختصيص مخسة عرش آلف لةرة ورقية لبناء مدرستنا‪ ،‬ولكن‬
‫ايللسف ‪ -‬آلف آلف مرة ‪ -‬سدّ ت مجيع املدارس ادلينية‪ ،‬ومل اس تطع ان انسجم معهم فتأخر املرشوع آيض ًا‪.‬‬
‫بيد ان املوىل القدير آسس برمحته الواسعة اخلصائص املعنوية لتكل املدرسة وهويهتا يف "اس بارلة" فاظهر‬
‫"رسائل النور" للوجود‪ .‬وس يوفق ‪ -‬ان شاء هللا ‪ -‬لالب النور اىل تأسبس اجلهة املادية لتكل احلقيقة آيض ًا‪.‬‬
‫ان سعيد ًا القدمي عىل الرمغ من معارعته الشديدة ملنظمة "الاحتاد والرتيق" ‪ 7‬فابه مال اىل حكومهتا ولس امي‬
‫اىل اجلبش‪ ،‬حيث وقف مهنم موقف تقدير واجعاب والزتام ولاعة‪ .‬وما ذاك ا ّل مبا اكن حيس به من احساس‬
‫مس بق من ان تكل امجلاعات العسكرية وامجلعية امللية س يظهر مهنم بعد س بع س نوات مليون من الشهداء‬
‫اذلين مه مبرتبة الولياء‪ .‬مفال اياهم لوال آربع س نوات دون اختيار منه‪ ،‬ومبا خيالف مرشبه‪ .‬ولكن حبلول احلرب‬
‫العاملية وخضّ ها هلم ُآفرز ادلهن املبارك من اللنب فتحول اىل خميض ل قمية هل‪ .‬فعاد "سعيد اجلديد" اىل‬
‫الاس مترار يف هجاده وخالف سعيد ًا القدمي‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬مجعية الاحتاد والرتيق‪ :‬ويه مجعية تشلكت س نة ‪7888‬م‪ ،‬اكن شعارها »الاحتاد‪ ،‬املساواة‪ ،‬والاخوة« اندت بعزل‬
‫السلطان عبد امحليد واقامة حياة برملابية يف البالد‪ .‬اتصل بعض اعضاهئا ابحملافل املاسوبية وابدلول الاجنبية‪ ،‬وجنحت‬
‫اخةر ًا يف عزل السلطان‪ .‬وعندما وصلت اىل احلمك اسست حكامً دكتاتور ًاي قاس ي ًا‪ ،‬مث ورلت ادلوةل العامثبية يف اتون‬
‫احلرب العاملية الاوىل (جبابب املابيا) وبعد ان متزقت اوصال ادلوةل العامثبية هرب زعامؤها اىل اخلارج‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#385‬‬

‫‪291‬‬
‫املناظرات‬
‫وصفة لبية‬
‫لقارة شاسعة عظمية اجلابب‪ ..‬رديئة الطالع‬
‫ودلوةل مشهورة عريقة اجملد… سبئة احلظ‬
‫ولمة عزيزة جليةل القدر… بال رائد‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#387‬‬

‫[قسم من آجوبة "سعيد القدمي" عن آس ئةل‬


‫‪7‬‬
‫لـرحهتا العشـائر قبل مخس وآربعني س نة]‪.‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫س ‪ :‬ان مل يكن عىل ادلين رضر‪ ،‬فليكن مايكون ولببايل‪.‬‬
‫ج ‪ :‬الاسالم اكلشمس ل ينطف س ناها ابلنفخ‪ ،‬واكيهنار ل حيال لي ًال ابغامض العني‪ .‬ومن يغمض عينه فال‬
‫جيعل الظلمة ا ّل من بصيبه‪.‬‬
‫ئبس مغلوب عىل آمره‪ ،‬آو اىل مسؤولني مداهنني‪ ،‬آو اىل فئة من عباط‬ ‫تُرى لو فُ ّوعت حامية ادلين اىل ر ٍ‬
‫ل منطق هلم‪ .‬آيكون َاوىل آم يُعمتد عىل العمود النوراين‪ ،‬ذكل الس يف الملايس‪ ،‬احلاصل من امزتاج رشارات‬
‫محية الاسالم النةرة‪ ،‬وملعات الابوار الالهية اليت تشع من عالفة الاميان يف قلب لك فرد‪ ،‬واليت يه معدن‬
‫املشاعر الاسالمية املمدّ ة لفتار الامة العامة؟‬
‫فلمك ان تقدّ روا آهيام اوىل ابلعامتد عليه يف حامية ادلين ؟‬
‫بعم‪ .‬سةرفع هذا العمود النوراين ‪ 9‬حامية ادلين عىل رآس شهامته‪ ،‬وعىل عني مراقبته وعىل اكهل محيته‪ .‬فها آبمت‬
‫اولء تشاهدون ان اللمعات املتفرقة بدآت تتلل‪ ،‬وس متزتج رويد ًا رويد ًا ابلجنذاب؛ لبه قد تقرر يف "فن‬
‫بفذ الكم ًا‪ ،‬وآعىل ُحكامً‪ ،‬وآشد تأثةر ًا‬
‫احلمكة" ‪-‬اي الفلسفة‪َ -‬آن الشعور ادليين ولس امي ادلين الفطري احلق‪َ ،‬ا ُ‬

‫‪292‬‬
‫من لك الاحاسبس واملشاعر‪.‬‬
‫وخالصة القول‪َ :‬من مل يعمتد عىل غةره حياول هو بنفسه‪ .‬وسأرضب لمك مث ًال‪ :‬ابمت من البدو‪ ،‬رآس مالمك الغمن‬
‫لك منمك قسامً‬
‫‪ -‬وابمت اعمل بأمورمك ‪ -‬فقد عهد ٌ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود س نة ‪7272‬م حيث تول الاس تاذ النوريس بني العشائر الرتكية والكردية يف رشيق الاانعول ولبع الكتاب‬
‫لول مرة يف اس تاببول س نة ‪7279‬م‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حس برسائل النور حىت َاجاب عن السؤال بيالث صفحات‪ ...‬ولكن ُح ُجب الس ياسة صبغَ ْته بلون آخر‪.‬‬ ‫فلقد آ ّ‬
‫املؤلف‪.‬‬
‫‪#388‬‬

‫من اغنامه اىل راعٍ‪ ،‬ببامن الراعي كسالن ومعاوبه مهتاون متتاسل والكبه جبابة‪ ،‬فان اعمتدمت عليه ومنمت براحة‬
‫يف بيوتمك‪ ،‬ظلت اغناممك الوادعة حتت سطوة اذلئاب الضارية واللصوص واملصائب والبالاي‪ ..‬آهذا المر َاوىل‬
‫لك منمك من مسكنه اكلبطل منتّب ًا من بوم الغفةل‪ ،‬ساعي ًا اىل‬ ‫َام التفطن اىل عدم كفاءة الراعي محلايهتا‪ ،‬فينطلق ٌ‬
‫ذئب ولسارق عىل‬ ‫احلفاظ عىل الغنام‪ ،‬فتكوبوا آلف ًا من امحلاة احملافظني بد ًل من راعٍ واحد‪ ...‬فال جيرآ عندئ ٍذ ٌ‬
‫الرس آشقياء "مامه خوران" ‪ 7‬اتئبني‪ ،‬بل مريدين صوفيني؟ ‪ ...‬بعم‪،‬‬ ‫الإقرتاب من غمنمك؟… َاما جعل هذا ّ‬
‫خشص ‪ 9‬بنصيح ٍة سبب ًا لس تجاش هتا‪ ،‬فبكوا دمع ًا خسين ًا بتاء الندامة‪..‬‬ ‫ان ارواُحم قد اتقت اىل البتاء وصار ٌ‬
‫دوي النحل فال تأسوا ولحت بزوا ول ختمد آشواقمك‬ ‫لنني البعوض وهدآ ّ‬ ‫بعم‪ ...‬بعم‪ ...‬آجل‪ ..‬آجل‪ !.‬لو سكن ُ‬
‫آبد ًا‪ ،‬فاملوس يقى الالهية العظمية اليت تعل بنغامهتا الكون يف ر ٍقص وابتشاء‪ ،‬وهتز ابجشاهنا ارسار احلقائق‪ ،‬مل‬
‫تسكن ابد ًا ومل هتدآ‪ ...‬بل تس متر قوية عالية هادرة‪.‬‬
‫ان مكل امللوك وسلطان الساللني مكل الزل وسلطان البد ينادي بقرآبه الكرمي اذلي هو موس يقاه الالهية‪،‬‬
‫مالئ ًا الكون لكه صو ًات صداح ًا هادر ًا يف قبة السامء فابعطفت النغامت املقدسة ذلكل النداء السا ي ممتوجة حنو‬
‫اصداف رؤوس العلامء ومغارات قلوب الولياء وكهوف افواه اخلطباء وابعكست آصديهتا من آلسنهتم س ّياةل‪،‬‬
‫كتب الاسالم لكها ّ‬
‫وصةرهتا كهنا وت ٌر‬ ‫تجسمها َ‬ ‫فطبعت ب ّ‬‫ْ‬ ‫منوعة‪ ،‬خمتلفة‪ّ ...‬هزت ادلبيا بشدة موجاهتا‪،‬‬ ‫س يارة ّ‬
‫لك وت ٍر بوع ًا من ذكل الصدى الساموي الروحاين‪ ...‬مفن مل يسمع ‪-‬‬ ‫من لنبور‪ ،‬ورشيط من آةل قابون فأعلن ُ‬
‫يصغي اىل لنني آمةر ادلوةل ورجاهل!‬ ‫آو مل يس متع ‪ -‬بأذن قلبه ذكل الصدى اذلي مل العامل عياء ًا‪َ ،‬ا ّىن هل َان َ‬
‫احلاصل‪ :‬ان َمن يتوجس خيفة عىل دينه من ابقالب س يايس فلبس هل بصبب من ادلين ا ّل "اجلهل" ‪-‬الوايه‬
‫كببت العنكبوت‪ -‬اذلي يدفعه اىل اخلوف‪ ،‬ولبس هل ا ّل "التقليد" اذلي يرميه يف آحضان الاعطراب‬
‫وا إلرتباك‪ ...‬لبه ملا ظن ‪ -‬ابلعجز‬

‫‪293‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬عشةرة ساكنة رشيق الاانعول حواىل مدن »ابتنوس‪ ،‬آرجس‪ .« ..‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬هو الش يخ امحد احد الاولياء الصاحلني املعروفني يف تكل املنطقة‪ ،‬وس يأيت ذكره‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#389‬‬

‫تصور آن قلبه وعقهل كذكل هام يف كبس‬ ‫لبس ا ّل يف جيب احلكومة‪َّ ،‬‬ ‫وبفقدان اليقة ابلنفس ‪ -‬ان سعادته َ‬
‫احلكومة‪ .‬فال جرم آن ميله اخلوف‪.‬‬
‫س‪ :‬ليقول بعضهم مثلام تقول‪ ،‬بل يقولون‪ :‬لبد َان جي "الس يد املهدي" لن ادلبيا قد اعطربت وتشوشت‬
‫اهزت كيابه اببتعاش املنافع الشخصية وتنفس الغراض ادلبيوية‪.‬‬ ‫لإكهتالها وهرهما‪ ،‬والاسالم قد ّ‬
‫ج‪ :‬لو اس تعجل الس يد املهدي‪ ،‬وآىت‪ ،‬فعىل العني والرآس‪ ،‬فليأ ِت حا ًل‪ ،‬فقد آن آواب ُه‪ ،‬فلقد هتيأ ومتهّد هل وع ٌع‬
‫مالمئ حسن‪ ،‬فلبس فاسد ًا كام تظنون‪ ،‬فالزهار اليابعة تزدهر يف الربيع‪ ،‬ومن شأن الرمحة ا إللهية لهذه المة‬
‫ان جيد ذللها هنايته‪ ،‬ومع هذا مفن قال‪َ :‬‬
‫ساء الزمان لكي ًا وفسد علينا ُمبد ًاي مي ًال اىل العهد السابق‪ ،‬فابه يس ند‬
‫‪ -‬من حيث ليشعر ‪ -‬سبئات العهد السابق الناش ئة من خمالفة الاسالم اىل الاسالم بفسه‪ ،‬كام هو ظن قسم‬
‫من الاجابب‪.‬‬
‫املشوشون عىل الفتار ول يقدرون "احلرية" و " املرشولية" حق قدرهام؟‬ ‫س‪َ :‬من مه اولء ّ‬
‫ج‪ :‬مجعية تشلكت برئاسة "اجلهل" آغا و"العناد" آفندي‪ ،‬و"الغرض" بك‪ ،‬و "الابتقام" ابشا و"التقليد"‬
‫تشوه "الشورى" اليت يه منبع سعادتنا وتكدّ رها‪،‬‬ ‫حرضتلرى ومس يو " الرثثرة"‪ ،‬ويه مجعية من الناس ّ‬
‫فاملنتس بون اياها ‪ -‬يف البرشية ‪ -‬مه اذلين ل يضحون بدرمه واحد من حساهبم لعظم مصلحة من مصاحل المة‬
‫يفرسون المور دون‬ ‫ومنافعها… واذلين يرون بف َعهم يف ارضار الناس‪ ،‬وبدانهتم يف هزال الخرين… واذلين ّ‬
‫حمامكة عقلية عادةل فيطلقون املعاين جزاف ًا… فبيامن ترى آحدمه ل يكبح جامح بفسه لليأر ول يضحي بغرعه‬
‫الشخيص‪ ،‬اذا به يدّ عي بغرو ٍر اس تعداده ل ِفداء روحه للمة… ومه اولء اذلين حيملون افتار ًا غةر معقوةل‬
‫آمثال تكوين الامارات "البلكك" َاو احلمك اذلايت "ايخمتارية" ‪ -‬اليت يه مقدمة لوائف امللوك ‪َ -‬او امجلهورية‬
‫مبفهوم الاستبداد املطلق… ومه اولء اذلين رآوا الظمل فامتلت قلوهبُ م غيظ ًا ورغبة يف اليأر حىت مل يس تطيعوا‬
‫َان هيضموا العفو العام والمن العام وهام من ُاوىل حس نات "احلرية" و " املرشولية"‪ .‬فييةرون الخرين‬
‫ل إالخالل ابلمن وهي ّيجوهنم للقيام ابلعطراابت يك يتشَ فّوا ابنزال العقوبة هبم‪ ،‬وتأديّبم‪.‬‬
‫‪#390‬‬

‫س‪ِ :‬ل َم تفنّد مجيعهم وتعدّ مه فاسدين‪ ،‬مع اهنم يبدون انحصني لنا؟‬
‫ج‪َ :‬اروين مفسد ًا يقول‪َ :‬اان مفسد‪ ،‬وماهو ا ّل مفسد الا آبه يرتاءى يف صورة احلق‪َ ،‬او يرى البالل حق ًا‪ .‬بعم؛‬

‫‪294‬‬
‫مامن آحد يقول‪ :‬خمي ي حامض‪ ..‬فال تأخذوا شبئ ًا ا ّل بعد اإمراره عىل احملك‪ ،‬لن آقوا ًل مغشوشة مزيّفة قد‬
‫كرثت يف تارة الفتار‪ ...‬حىت الك ي َاان ل تأخدوه عىل ع ّالته ‪ -‬حبسن ظنمك ‪ -‬لبه صادر عين فقد اكون‬
‫مفسد ًا‪ ،‬آو ُافسد من حيث ل آشعر‪ ،‬فعىل هذا تيقظوا! ول تفتحوا الطريق اىل القلب للك لا ِرق‪ .‬فليظل‬
‫ما آقوهل لمك يف يد خيالمك‪ ،‬واعرعوه عىل احملك‪ ،‬فان ظهر َابه ذهب فارسلوه اىل القلب‪ ،‬واحتفظوه هناك‪،‬‬
‫وان ظهر َابه حناس‪ ،‬فامحلوا عىل عاتق ذكل الالكم املنحوس كيةر ًا من الغيبة وش ّيعوه بسوء ادلعاء ّ‬
‫عيل وردّوه‬
‫خائب ًا ّايل‪.‬‬
‫س‪ِ :‬ل َم تس الظن ُحبسن ظننا؟ فالساللني واحلكومات السابقة ما اس تطاعوا ان يرصفوك عن احلق ومل‬
‫يس تطع كذكل اعضاء "جون تورك" ‪ 7‬ان يكس بوك اىل صفوفهم‪ .‬ف ْمل تداههنم‪ ،‬حىت آلقوك يف السجن واكدوا‬
‫برزت بط ًال شهامً برفضك ما وعدوك من مرت ّب خضم‪ ...‬فأبت‬ ‫رخضت هلم ول خنعت َاماهمم بل َ‬ ‫َان يصلبوك‪ ،‬مفا َ‬
‫اذ ًا جبابب احلق ول متيل ا ّل اليه‪ ،‬ول تقول ماتقول احنياز ًا اياهم‪.‬‬
‫ج‪ :‬بعم‪ ،‬ان اذلي عرف احلق‪ ،‬ليستبدل هل بش ‪ ،‬لن شأن احلق رفيع وسا ٍم ما ينبغي آن يُض ّحى به لجل‬
‫آي ش اكن‪ ،‬ولكين ل آقبل حسن ظنمك هذا‪ ،‬لنمك قد حتس نون الظن ابملفسد آو احملتال‪ .‬ابظروا اىل دليل‬
‫فكره وبتيجته‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف بعرف ذكل؟ وحنن جاهلون‪ّ ،‬بقدل العلامء آمثالمك‪.‬‬
‫ج‪ :‬ان مل تكوبوا من آهل العمل‪ ،‬فأنمك من آهل العقل‪ .‬بدليل؛ لو تقامست الزببب مع احدمك فقد يغبنين بذاكئه!‬
‫تبرصوا يف مثرات افتاري وبتاج آفتارمه‪،‬‬‫جفهلمك اذ ًا لبس عذر ًا‪ ...‬اعلموا ان الاجشار املتشاهبة مت ّزيها مثراهتُ ا‪ ،‬ذلا ّ‬
‫فقد تللت يف احدهام السالمة والطاعة‪ ،‬وتسرت يف الخر الاختالف والفساد‪ .‬سأرضب لمك مثا ًل آخر‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬مش تقة من العبارة الفرنس ية »‪ «Jeunes Turces‬اي تركيا الفتاة‪ :‬يطلق هذا الامس عىل امجلاعات والافراد املعارعني‬
‫للحمك يف ادلوةل العامثبية منذ عهد السلطان عبد العزيز وفاهم الشاعر انمق كامل وعياء ابشا ممن يطالبون ابحلرية‪ .‬اكبت‬
‫مطاليب هذه امجلاعات والافراد تتلخص يف اعالن ادلس تور وتأسبس حياة برملابية‪ .‬وتعدّ مجعية الاحتاد والرتيق اقوى‬
‫هذه امجلاعات تأثةر ًا‪ ،‬اذ اس تطاعت ‪ -‬ابلتعاون مع القوى اخلارجية ‪ -‬ازاحة السلطان عبد امحليد من احلمك‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#391‬‬

‫بور ولبست انر ًا‪ ،‬وحىت ان اكبت فاها انر فلبس‬ ‫تصوروا انر ًا منةرة ترتاءى يف هذه الصحراء‪ ،‬فاان آبرشمك بأهنا ٌ‬
‫ّ‬
‫ا ّل لبقة عليا مهنا ععيفة موروثة‪ ...‬فتعالوا اذ ًا لنحيط هبا وبتحلق حولها وبتفرج علاها ونس تض هبا وبقتبس مهنا‬
‫حىت تتالىش لبقة النار ولنس تفد مهنا‪ .‬فان اكبت بور ًا ‪ -‬كام قلت ‪ -‬فبه‪ ،‬فقد اس تفدان‪ ،‬وان اكبت انر ًا ‪ -‬كام‬
‫مارضتنا‪ ،‬اذ مل بقتحمها‪ .‬آما مه فيقولون‪" :‬آن النار حمرقة" فان اكن بور ًا آمعــى قلوهبــم وابصارهــم لن‬
‫قالوا ‪ّ -‬‬

‫‪295‬‬
‫‪7‬‬
‫بصب ُالوف ال ِق َرب من دماء ماليني‬ ‫النــور ‪ -‬الـذي يظنوبه انر ًا ‪ -‬هو بور السعادة ‪ ،‬فايامن آرشق مل يُطفأ ولو ّ‬
‫الناس‪ ،‬بل حاول بعض من فينا الفاءه بضع مرات منذ س نتني إا ّل اهنم خابوا‪.‬‬
‫س‪ :‬ابت قلت ابه لبس بنار‪ ،‬ولكن الكمك يشةر اىل انريته‪..‬؟!‬
‫ج‪ :‬بعم‪ ،‬النور انر للرشار‪.‬‬
‫س‪ :‬ماتقول لهل الفضيةل من تكل الزمرة؟ ومه آخيار‪...‬‬
‫ج‪ :‬هناك كيةر من الخيار يسبئون ومه حيس بون اهنم حيس نون صنع ًا‪.‬‬
‫الرش من اخلةر؟‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف يَ ِرد ُ‬
‫محق ًٌ ووابل عىل صاحبه‪ ،‬لن من اكبت بغيته حكومة بريئة معصومة فطلبه حمال اعتيادي‪،‬‬ ‫ج‪ :‬للب احملال ٌ‬
‫لك ذرة من ذراته‬‫اذ مل ّا مل يكن الشخص الواحد الن معصوم ًا فكيف ابلشخص املعنوي "احلكومة" اذلي ُ‬
‫مذببة؟ مفدار النظر اذ ًا هو يف تر ّجح حس نات احلكومة عىل سبئأهتا ّّمكً آو بوع ًا‪ .‬و َاان آبظر اىل هؤلء واعدّ مه‬
‫فوعويني‪ ،‬لبه لو عاش ُاحدمه ‪ -‬ل سامح هللا ‪ -‬الف س نة‪ ،‬ورآى الصور املمكنة للحكومات‪ ،‬ملا ارتىض كذكل‬
‫ابحداها‪ ،‬ملا يف خياهل وحلمه من ّتصور للحكومة املعصومة‪ ،‬فيودل فيه هذا احلمل مي َل التخريب فميزق تكل‬
‫الصور املمكنة‪.‬‬
‫ذلا حىت الفاسدين ‪ -‬يف بظرمه ‪ -‬من اعضاء "جون تورك" يعدّ وهنم زمرة ملعوبة فوعوية مشاغبة‪ ،‬مفسلكهم‬
‫لبس ا ّل الاخالل ابلمن والإفساد‪.‬‬
‫س‪ :‬ف َمل ل جيوز ان تكون عايّهتم العهد السابق؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬اين آبعث اىل سامعمك قابو ًان قصةر القامة لويل اهل ّمة‪ ،‬ميكنمك حفظه‪ ،‬فشاوروه‪ ،‬وهو‪" :‬ان تكل احلال‬
‫حمال‪ ،‬فاإما هذه احلال وإاما الإمضحالل" فاحلكومة‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬‬
‫وهنا ايض ًا قد آ ّ‬
‫حس برسائل النور‪ ،‬ولكنه بظر اياها من حتت س تار الس ياسة فتبدل شلك احلقيقة ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#392‬‬
‫مسلمة‪ ،‬والمة اليت حتمكها مسلمة وآس آساس س ياس هتا آيض ًا هو ادلس تور اليت‪ :‬ان دين ادلوةل الاسالم‪...‬‬
‫فوظيفتنا اذ ًا احلفاظ عىل هذا الاساس ووقايته‪ ،‬لبه جوهر حياة آمتنا‪.‬‬
‫س‪ :‬آتس متر احلكومة يف خدمة الاسالم وتقوية ادلين بعد الن؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬خب ٍخب وبلك رسور‪ ،‬بعم‪ ،‬فان هدف احلكومة وان اكن مس ترت ًا وبعيدا وابس تثناء بعض امللحدين اجلهةل ‪-‬‬
‫برس الاخوة الاميابية ‪-‬‬
‫هو حامية سلسةل الاسالم النورابية وتقوية رابطته اليت تعل ثالمثئة مليون مسمل ‪ّ -‬‬
‫‪296‬‬
‫كيا ًان واحد ًا‪ ،‬اذ ِاهنا يه وحدها "بقطة الاستناد" وىه وحدها "بقطة الاس متداد"… ان قطرات املطر وملعات‬
‫النور لكام بقيت متفرقة وظلّت متناثرة‪ ،‬جفّت برسعة وابطفأت حا ًل‪ .‬فينادينا رب العزة س بحابه قائ ًال‪:‬‬
‫(ولتفرقوا) (آل معران‪( )729 :‬لتقنطوا) (الزمر‪ )19 :‬ليحول بيننا وبني الابطفاء والزوال‪..‬‬
‫بعم‪ ،‬ان بغامت (لتقنطوا) واصداءها تتجاوب من ست هجات‪ :‬الرضورة‪ ،‬والاجنذاب‪ ،‬والامتيل‪ ،‬والتجارب‪،‬‬
‫والتجاوب‪ ،‬والتواتر‪ ،‬تمع تكل القطرات واللمعات يف مصاحفة وعناق‪ ،‬وتطوي ماببهنا من املسافة مودل ًة‬
‫وعياء منور ًا ينةر العامل آمجع‪ .‬ذكل لن ادلين جامل الكامل وعياء السعادة ومنو‬
‫احلياة ً‬ ‫حوع ًا من ماء يبعث عىل‬
‫‪7‬‬
‫املشاعر وسالمة الوجدان‪.‬‬
‫س‪ :‬الن نس تفرس عن احلرية‪ ،‬مفا هذه احلرية اليت تتجاذهبا التأويالت وترتاءى فاها الرؤى العجيبة الغريبة؟!‪.‬‬
‫ج‪ :‬ان من عاش مع ليفها منذ عرشين س نة حىت تعقّبا يف الرؤى وترك لك ش حلّبّ ا يس تطيع الجابة عهنا‬
‫فهو اخلبةر بوصفها‪.‬‬
‫س‪ :‬لقد ّفرسوا لنا "احلرية" تفسةر ًا خالئ ًا سبئ ًا‪ ،‬وكن الانسان همام فعل ‪ -‬يف كنف احلرية ‪ -‬من سفاهات‬
‫يرض هبا الناس‪ ...‬هكذا آفهموان احلرية‪َ ،‬ايه كذكل؟!‪.‬‬
‫ورذائل وفضاحئ ل يؤاخَذ علاها مادام مل ّ‬
‫ج‪ :‬ان اذلين ّفرسوها هكذا‪ ،‬ما اعلنوا ا ّل عن سفاهاهتم ورذائلهم عىل رؤوس الاشهاد‪ ،‬فهم هيذرون متذرعني‬
‫حبجج واهية اكلصبيان‪ ،‬لن احلرية احلس ناء مايه‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هم ًال‪ ،‬لها آشارات آش به ماتكون ابلشفرات‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#393‬‬

‫ا ّل تكل املتأدبة بأداب الرشيعة واملزتينة بفضائلها‪ ،‬ولبست تكل اليت يف السفاهة والرذائل‪ .‬بل تكل حيوابية‬
‫وهبميية وتسلط ش يطاين‪ ،‬ووقوع يف آرس النفس المارة ابلسوء‪.‬‬
‫احملصةل الناتة من حرايت الفراد‪ ،‬ومن شأن احلرية عدم الارضار سواء ابلنفس َاو‬ ‫ان احلرية العامة يه ّ‬
‫ابلخرين‪.‬‬
‫[عىل ان كامل احلرية‪ ،‬ان ليتفرعن‪ ،‬وان ل يس هتزئ حبرية غةره‪ ،‬ان املراد حق لكن اجملاهدة لبست يف سبيلها]‬
‫‪7‬‬

‫تفرسها آبت‪ ،‬مع ان آفعال اعضاء من "جون تورك" ختالفك يف التفسةر‬ ‫ليفرس احلرية كام ّ‬
‫س‪ :‬مك رآينا من ّ‬
‫ويناقض قوهلم قوكل‪ِ ،‬اذ ِان بعضهم يفطرون يف رمضان ويرشبون امخلر ويرتكون الصالة‪...‬‬
‫خان هللا ومل يصدق يف امتيال آمره تعاىل؟‬
‫فهاهات ان يصدُ ق مع المة من َ‬

‫‪297‬‬
‫ج‪َ :‬اجل‪ ،‬بعم! لمك احلق‪ ...‬ولكن امحلية ش والعمل ش آخر‪ ،‬وعندي ان القلب آو الوجدان اذلي مل يزتيّن‬
‫ابلفضائل الاسالمية ل تُر ى من ُه امحلية احلقة والوفاء الصادق والعداةل اخلالصة‪ .‬ولكن لن الصنعة غةر‬
‫الفضيةل‪ ،‬فقد يقوم الفاسق برعي الاغنام رعي ًا جيد ًا‪ ،‬وقد يصلّح شارب امخلر ساع ًة ابتقان حني ليكون‬
‫النورين مع ًا‪ :‬بور القلب وبور الفكر‪ ،‬آو بعبارة آخرى الفضيةل‬ ‫سكر َان‪ ،‬ولكن وا آسفى عىل بدرة اذلين مجعوا َ‬
‫والصنعة‪ ،‬فهم اندرون ل يكفون مللء الوظائف‪ ،‬فاذ ًا ِاما الصالح واِما املهارة‪ ...‬واذا تعارعا فاملهارة مرحجة يف‬
‫الصنعة‪.‬‬
‫واعلموا كذكل ان السفهاء التاركني للصالة‪ ،‬لبسوا بـ "جون تورك" بل مه "شني الرتك" اي فاسدون‪ ،‬فهم‬
‫روافض "جون تورك" مثلام للك ش روافضه‪ ،‬فروافض "احلرية" مه السفهاء‪.‬‬
‫اهيا التراك والاكراد! ابصفوا‪ ...‬هل يُرفَض احلديث الرشيف وينكر اذا آ ّو َهل الراف ي تأوي ًال فاسد ًا آو معل‬
‫خيطأ الراف ي حفاظ ًا عىل مزنةل احلديث الرشيف وكرامته؟‪.‬‬
‫خبالفه‪ ،‬آم ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ل تس تعجل‪ . . .‬امجلةل تعىن ان صاحب جريدة (املزيان) »مراد« هو حمق ورئبس حترير جريدة (لنني) »حسني‬
‫جاهد« عىل خطأ‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#394‬‬

‫َال ان احلرية يه‪ :‬ان يكون املرء مطلق العنان يف حراكته املرشوعة مصو ًان من التعرض هل‪ ،‬حمفوظ احلقوق‬
‫بعض يف بعض‪ ،‬ليتجىل فيه هنئي الية الكرمية‪( :‬وليتخذ بعضنا بعض ًا آراب ًاب من دون هللا) (آل معران‪:‬‬ ‫وليتحمك ٌ‬
‫‪ )64‬وليتأ ّمر عليه غةر قابون العداةل والتأدب‪ ،‬لئال ي ُ ِفسد حرية اخوابه‪.‬‬
‫س ‪ :7‬مفا لنا اذن حنن معارش البدو‪ ،‬حنن احرار منذ القدم‪ ،‬فقد ْ‬
‫ودلت حريتُنا توآم ًا معنا‪ ،‬فليفرح هبا الخرون‬
‫من غةران‪ ،‬فالمر لهي ّمنا‪.‬‬
‫ج‪ :‬بعم‪ ،‬ان حب تكل احلرية والشغف هبا يه اليت جعلتمك تتحملون مشقات البداوة اليت ل تطاق‪ ،‬وان‬
‫سلوكمك املفعم ابلقناعة هو اذلي اغنامك عن حماسن املدب ّية ّ‬
‫الرباقة‪ ،‬فزهدمت فاها‪ .‬ولكن آهيا البدو! ان مادليمك من‬
‫احلرية هو بصفها‪ ،‬والنصف الخر هو عدم املساس حبرية الخرين‪ .‬مث ان احلرية املمزوجة ابلبداوة وابلعبش‬
‫الكفاف‪ ،‬توجد مهنا ايض ًا يف حيواانت اجلبال والرباري القريبة منمك‪ ،‬ويف الواقع لو اكبت هناك ذلة وسلوان لهذه‬
‫احليواانت فهئي يف حريهتا تكل‪...‬‬
‫ولكن آين آبمت من تكل احلرية الانسابية السالعة اكلشمس ويه معشوقة لك روح‪ ،‬وصنو جوهر الانسابية‪،‬‬
‫وما يه ا ّل اليت تربّعت عىل قرص سعادة املدبية وتزيّنت حبلل املعرفة و ُح ّيل الفضيةل والرتبية الاسالمية‪.‬‬
‫س‪ :‬لقد قيل يف حق هذه احلرية اليت تثين علاها‪:‬‬

‫‪298‬‬
‫[ ُحري ّ ٌة َح ِري ّ ٌة ابلنار‪ ،‬لهنا ختتص ابلكفار] مفا تقول يف هذا القول؟‬
‫ج‪ :‬ان ذكل املسكني الشاعر قد ظن احلرية مسكل البلشفية ومذهب الإابحية‪ّ .‬‬
‫الك‪ ،‬بل احلرية ابلنس بة‬
‫تودل العبودية هلل س بحابه‪ ،‬وقد رآيت كيةرين هيامجون "السلطان عبد امحليد" اكرث من جهوهمم عىل‬‫لالنسان ّ‬
‫" الاحرار" ‪ ..9‬واكبوا يقولون‪ :‬ابه عىل خطأ لقبوهل "احلرية" و "القابون الساس" ‪ 9‬قبل ثالثني س نة" هكذا !‬
‫مفا ظنمك بقول قائل َح ِس َب الاستبداد اذلي اعطر اليه السلطان عبدامحليد‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هذا سؤال البدو الرحل الساكنني يف اخلمي السوداء‪ - .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬الاحرار‪ :‬هو حزب معارض مجلعية الاحتاد والرتيق وذكل يف الفرتة القصةرة اليت بدآت قبيل عزل السلطان عبد امحليد‪،‬‬
‫حىت اس تئثار مجعية الاحتاد والرتيق ابحلمك‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 3‬اي ادلس تور ابلتعبةر الشائع حالي ًا واذلي ي ّعني صالحية احلامك واحلكومة والربملان‪ ،‬وحيدد اخلطوط الرئبس ية لس ياسة‬
‫ادلوةل وقواببهنا‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#395‬‬

‫حري ًة‪ ،‬وارتعد من القابون الاساس اذلي هو امس دون مس ّمى! مفا قمية قوهل ايتُرى؟ هذا ولقد قال جماه ٌد خد َم‬
‫الاسالم عرشين س نة‪[ :‬حري ٌة عطي ُة الرمحن اذ اإهنا خاصية الاميان] ‪.7‬‬
‫س‪ :‬كيف تكون احلرية خاصية الاميان؟‬
‫ج‪ :‬لن اذلي ينتسب اىل سلطان الكون برابطة الإميان ويكون عبد ًا هل ّ‬
‫تتزنه شفق ُته الاميابية عن التجاوز عىل‬
‫حرية الخرين وحقوقهم‪ ،‬مثلام ترتفع شهام ُته الاميابية وعزته عن التنازل ابلتذلل للخرين والابقياد لس يطرهتم‬
‫واكراههم‪.‬‬
‫لتحمك راعٍ وس يطرته‪ ،‬كام ل يتنازل آن يفرض س يطرته عىل‬ ‫بعم‪ .‬ان خادم ًا صادق ًا خملص ًا للسلطان ليتذلل ّ‬
‫مسكني ععيف‪ .‬فمبقدار قوة الاميان اذن تتلل احلرية وتسطع‪ .‬فدونمك خةر القرون‪ ،‬العرص السعيد‪ ،‬عرص‬
‫النبوة والصحابة الكرام‪.‬‬
‫س‪ :‬هاهات! حنن عوام كيف بصةر آحرار ًا تاه الشخصيات الكبار آو الاولياء والصلحاء والعلامء العظام‪ ،‬آ َو‬
‫لبس من حقهم ان يتحمكوا فينا ملزاايمه‪ ،‬فكيف لنكون ارساء فضائلهم؟‬
‫ج‪ :‬ان شأن الولية واملش يخة والعظمة‪ :‬التواعع والتجرد‪ ،‬وهام من لوازم الفضيةل وخصائص الكامل ورفعة‬
‫تكرب فهو صيب متش ّيخ ولفل متكهّل‪ ،‬فال ّ‬
‫تعظموه‪..‬‬ ‫الشأن‪ ،‬ل التكرب والتحمك‪ ..‬مفن ّ‬
‫كرب عالمة التصاغر؟‬ ‫س‪ِ :‬ل َم يكون الت ّ‬
‫ج‪ :‬لن للك خشص انفذة يشاهد فاها ويطل مهنا عىل اجملمتع‪ ،‬تكل يه مرتبة الشهرة والكرامة‪ .‬فاذا اكبت تكل‬

‫‪299‬‬
‫النافذة ارفع من قامة اس تعداده‪ ،‬يتطاول ابلتكرب‪ ،‬اما اذا اكبت اخفض من قامة مهته يتواعع ابلتحدب‬
‫ويتخفض يك يشهد يف تكل املرتبة وي ُشاهد‪.‬‬
‫س‪ :‬حس ن ًا جد ًا‪ .‬لقد رعينا بأن احلرية حس نة مجيةل‪ ،‬ولكن تبدو حرية الروم والارمن شوهاء‪ .‬وتسوقنا اىل‬
‫التوجس وقلق البال‪ ،‬مفا رآيك فاها؟‬
‫‪---‬‬
‫‪ ) 1‬تعريف مجيل‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#396‬‬

‫ج‪:‬‬
‫ولخي ّل براحهتم‪ ،‬وهذا آمر رشعي‪ .‬آما مازاد عىل هذا فهو تعدّ مهنم تاه لبشمك‬ ‫او ًل‪ :‬ان حريهتم ا ّل يُظلَموا‪ُ ،‬‬
‫وسوء ترصفمك‪ ،‬آو اس تغالل جلهلمك‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬لو اكبت حريهتم ‪ -‬كام تظنوهنا ‪ -‬مرضة بمك‪ ،‬فلس نا معارش املسلمني خبارسين‪ ،‬لن الارمن اذلين مه بني‬
‫ظهراببنا ل يبلغون ثالثة ماليني‪ ،‬وغةر املسلمني فينا ايض ًا ليبلغون عرشة ماليني‪ ،‬ببامن ملتنا الاسالمية‬
‫واخوابنا احلقيقيون الابديون يزيدون عىل ثالمثائة مليون‪ ،‬ا ّل اهنم مقيّدون بيالثة قيود رهيبة من قيود‬
‫الاستبداد‪ ،‬فينسحقون حتت هذا الاستبداد املعنوي لالجابب‪ ..‬وهكذا حفرية غةر املسلمني ‪ -‬اليت يه شعبة‬
‫من حريتنا ‪ -‬امنا يه مقدمة وآاتوة حلرية امتنا اكفة‪ ..‬ويه رافع ٌة ذكل الاستبداد املعنوي املرعب ‪ .7‬ويه مفتاح‬
‫لفك تكل القيود‪ ..‬ويه رافعة لالستبداد املعنوي الرهيب اذلي آلقاه الاجابب عىل اكهلنا‪ .‬بعم حرية العامثبيني‬
‫كشافة لطالع آس يا العظمية ومفتاح حلظ الاسالم واساس لسور الاحتاد الاسال ي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫س‪ :‬ما تكل القيود اليالثة اليت قيّد الاستبداد املعنوى هبا العالَم الاسال ي؟‬
‫ج‪ :‬ان استبداد حكومة روس يا ‪ -‬مثال ‪ -‬قي ٌد‪ ..‬وحتمك الشعب الرويس قي ٌد آخر‪ .‬وتغلّب عاداهتم الكفرية اجلائرة‬
‫عىل العادات الاسالمية قيد اثلث‪ ..‬واحلكومة الانلكزيية‪ ،‬وان اكبت تبدو غةر مستبدة ا ّل ان امهتا متحمكة‬
‫مس يطرة‪ ،‬وعاداهتا هممينة‪ ،‬فدونمك "الهند" برها ًان عىل ذكل و "مرص" بصف برهان عليه‪.‬‬
‫آفمل ييبت اذ ًا ان امتنا الاسالمية مقيدة بيالثة قيود‪ ،‬آو بقيد وبصف‪ ،‬ولبس لنا ازاء ذكل ا ّل قيد اكذب موهوم‬
‫ععيف وععناه عىل آرجل غةر املسلمني فينا‪ .‬وقد حتملنا كيةر ًا من دلهلم بدي ًال عن ذكل‪ .‬فلقد ازدادوا نس ًال‬
‫رضب من معل اخلادم‬ ‫وثروة‪ ،‬آما حنن فقد تناقصنا نس ًال وثروة‪ .‬وذكل بسبب احنصار الوظائف ‪ -‬اليت يه ٌ‬
‫‪ -‬والعسكرية فينا‪.‬‬
‫امليل ‪ 9‬وادلُ "احلرية" وما اكن الرسى ا ّل الاكراد والتراك‪.‬‬
‫ان الفكر ّ‬
‫‪---‬‬

‫‪300‬‬
‫‪ 1‬اكن ينبغي ان يتحدث هبذا الالكم بعد(اربع واربعني) س نة ا ّل آبه ذكره يف ذكل الوقت‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يعرفه الاس تاذ املؤلف يف ص‪ 471‬بأن »مليتنا وجود مس تقل بذاته‪ ،‬روُحا الاسالم وعقلها القرآن والإميان«‪ .‬املرتمج‪.‬‬‫ّ‬
‫‪#397‬‬

‫وحنهل عن آرجل ثالثة ماليني آو عرشة ماليني لينفسح اجملال ويمتهّد الطريق‬ ‫بفك ذكل القيد التاذب ّ‬ ‫وهكذا ّ‬
‫آمام حرية ثالمثائة مليون مسمل مقيدين بيالثة قيود‪ 7 .‬ولريب آن َمن آعطى ثالثة عاج ًال ورحب ثالمثائة آج ًال‬
‫لبس خبارس!‪..‬‬
‫[وس يأخذ الاسالم بميينه من احلجة س يف ًا صارم ًا جزار ًا همند ًا‪ ...‬وبشامهل من احلرية جلام فرس عريب مرشق‬
‫اللون فالق ًا بفأسه وقوسه رؤوس الاستبداد اذلي به ابدرس بساتيننا] ‪.9‬‬
‫س‪ :‬هاهات! كيف تكون حريتُنا مقدمة حلرية العامل الاسال ي اكفة وجفره الصادق؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬جبهتني‪- :‬‬
‫الوىل‪ :‬ان الاستبداد اذلي فينا آقام سد ًا مظلامً جائر ًا ازاء حرية آس يا‪ ،‬مفا اكن لضياء احلرية ان ينفذ من ذكل‬
‫الس تار الكثيف املظمل ليفتّح الابصار ويُري الكاملت‪ ،‬ولكن خبراب هذا السدّ ابترش ‪ -‬وسبنترش ‪ -‬فكر احلريّة‬
‫ومفهوهما حىت اىل الصني‪ ،‬بيد آن الصني آفرلت واصبحت ش يوعية‪ .‬وملا ثقلت كفة احلرية يف مزيان العالَم‪،‬‬
‫فقد رفعت لك ّي ًا الوحش ي َة والاستبداد الذلين يف الكفة الخرى‪ ،‬وسزيولن مبرور الزمن‪ .‬فلو انمك قرآمت حصيفة‬
‫الفتار وتأملمت يف لريق الس ياسة واس متعمت اىل اخلطباء العموميني‪ ،‬آعين الصحافة الصادقة يف آخبارها‪ ،‬لعلممت‬
‫آبه قد حصل يف العامل العريب والهند وجاوا ومرص والقفقاس وافريقيا وآمثالها‪ّ ،‬حتو ٌل عظمي وابقالب جعيب وريق‬
‫فكرى وتيقظ اتم انب ٌع من فوران فكر احلرية وغليابه يف افتار العامل الاسال ي‪ ،‬فلو كنا دافعني مئة س نة مثن ًا‬
‫لها لتان رخيص ًا‪ ،‬لن احلرية كشفت عن امللّي ٍة وآظهرهتا وبدآ يتجىل اجلوهر النوراين لالسالم يف َصدَ فة امللّية‪،‬‬
‫حبهل عىل غاربه‪ ،‬بل هو جزء ملركبات‬ ‫فأذبت بتحرك الاسالم واهزتازه‪ :‬بأن املسمل لبس جزء ًا فرد ًا سائب ًا ُ‬
‫متداخةل متصاعدة‪ ،‬هل مع سائر الاجزاء صةل رمح من حيث جاذبية الاسالم العامة‪ .‬فهذا النبأ مينح آم ًال قو ًاي‬
‫بأن بقطة الاستناد وبقطة الاس متداد يف غاية القوة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬وقد بدآت الن ابلتحلل والابفتاح وامحلد هلل ‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬ارجع النظر اياها‪ ،‬اهنا فقرة ذات شفرات اكهنا خترب عن مجموعة رسائل النور آمثال‪» :‬ذو الفقار« »جحة هللا البالغة«‪..‬‬
‫مثلام خترب عن الشعوب الاسالمية‪ :‬ايمين ومرص واجلزائر والهند والفاس (املغرب) والقفقاس وفارس والعرب‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#398‬‬

‫واملتابة‪ ،‬وهذا المل آحيا قوتنا املعنوية بعد آن اكبت رصيعة اليأس‪ .‬وس ّمتزق هذه احلياة ُح ُج َب الاستبداد‬
‫املعنوي العام املس تويل عىل العامل الاسال ي لكه مس متدة من فكر احلرية ومفهوهما اذلى يفور فيه ‪[ 7‬عىل رمغ‬

‫‪301‬‬
‫آبف آيب اليأس]‪.‬‬
‫اجلهة اليابية‪ :‬مازال الجابب يذلّون ملّتنا اب ِحل َيل‪ ،‬ويتذرعون ابس باب واهية وجحج اتفهة ذلكل‪ .‬آما الن مفا ظل‬
‫يف ايدهيم ما حيتجون به من جحة تؤثر يف عروق انساببهتم‪ ،‬آو هت ّيج اعصاب تعصّبم آو حترك آواترمه اخلدّ اعة‬
‫ادلساسة‪ ،‬بل لو وجدوا جح ًة ما فال ميكهنم آن يتذرعوا هبا؛ اذ من شأن املدبية وخاصيهتا‪ :‬حب الانسابية‪.‬‬
‫س‪ :‬هاهات! آين هذا المل العظمي اذلي تسلّينا به‪ ،‬من تكل احل ّيات املرعبة احمليطة بنا الفاغرة آفواهها لتنفث‬
‫السم يف حياتنا ومتزق دولتنا اإر ًاب اإر ًاب‪ ،‬فتحول ذكل المل املرشق اىل يأس قامت؟ ‪.9‬‬
‫ج‪ :‬ل ختافوا‪ ،‬ان املدبية والفضيةل واحلرية قد بدآت هتمين عىل العامل الانساين مما اثقلت كفة املزيان‪ ،‬فبالرضورة‬
‫تتخفف الكفة الخرى شبئ ًا فشبئ ًا‪ ،‬فلو فرعنا حما ًل من آهنم ّمزقوان وقتلوان ‪ -‬لسامح هللا ‪ -‬المئنوا اببنا منوت‬
‫وحنن عرشون ا ّل آبنا ب ُب َعث وحنن ثالمثائة‪ ،‬انفضني غبار الرذائل والاختالفات عن رؤوس نا متّحدين مقدّ رين‬
‫تسمل الراية لنقود قافةل البرشية‪ .‬فنحن ل هناب هذا املوت اذلي يُنتج حيا ًة آشد وآقوى‬ ‫حقيقة مسؤليتنا‪ ،‬ب ّ‬
‫وآبقى‪ .‬حفىت لو متنا حنن فسببقى الاسالم حيا سامل ًا‪ ،‬فلتعش آبد ًا تكل ّ‬
‫املةل املقدسة‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف بتساوى مع غةر املسلمني؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬املساواة لبست يف الفضيةل والرشف‪ ،‬بل يه يف احلقوق‪ .‬فالسلطان املكل والفقةر املسكني الكهام س ّيان‬
‫يف احلقوق‪ ..‬فيا للعجب اإن الرشيعة اليت هنت عن تعذيب منةل وآمرت ا ّل تداس معد ًا‪ ،‬آهتمل حقوق بين آدم؟‬
‫الك !‬
‫ولكن حنن اذلين مل منتيل الرشيعة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬وقد بدآ متزقها بعد مخس واربعني س نة‪ ،‬وهلل امحلد واملنّة‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬سؤال حمةر ذو حقيقة‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#399‬‬

‫عيل رىض هللا عنه‪ ،‬مع هيودي فقةر‪ ،‬ومرافعة‬ ‫آل تكفي لتصحيح خطئمك هذا‪ ،‬حمامكة آمةر املؤمنني الامام ‪ّ 7‬‬
‫صالح ادلين اليويب ‪ -‬وهو مدار خفرمك ‪ -‬مع برصاين مسكني ‪.‬‬
‫س‪ :‬اإن منح احلرية للروم والرمن يقلقنا‪ ،‬فتار ًة يتجاوزون علينا وآخرى يفتخرون بأن احلرية واملرشولية هام‬
‫بتيجة سعاهم فيحرموبنا فضائلها‪.‬‬
‫تشف لغيظ ما تومهوا من تاوزمك علاهم يف املايض‪ ...‬آو هو تصنّع وتظاهر‬ ‫ج‪ :‬اظن ان تاوزمه احلدود الن هو ٍّ‬
‫تعد منمك علاهم يف املس تقبل‪ ،‬فاإن المأبوا واعتقدوا بعدم التعدي علاهم‬ ‫وهتديد تاه ما يتوقعون وامهني من ٍّ‬
‫فسةرخضون ‪ -‬بال شك ‪ -‬للعداةل ويقتنعون هبا‪ ،‬وإان مل يقنعوا ابلعداةل فاحلق يُرمغ ُآبوفهم بقوته ويسوقهم‬
‫‪302‬‬
‫مضطرين اىل الاقتناع‪.‬‬
‫آما قوهلم "حنن اذلين حصلنا عىل املرشولية" فهو كذب ّبني‪ ،‬اذ ما برزت احلرية واملرشولية اىل الوجود ا ّل‬
‫حبراب جنودان وبأقالم جممتعنا احلامل لروح المة‪ ،‬بل اكن هدف هؤلء وامثاهلم من الرثاثرين املهاذير هو‬
‫"الالمركزية الس ياس ية" اليت يه اإبنة مع "الامارة" و "احلمك اذلايت" ا ّل آن تسعني ابملئة مهنم قد ات ّبعوان‪ ،‬وظلّت‬
‫مخسة من العرشة الباقية يرثثرون‪ ،‬والبقية الباقية ابتوا يعذرون وليرغبون يف العدول عن آوهاهمم املاعية‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف تشةر الينا مبحبة اياهود والنصارى‪ ،‬مع آن القرآن الكرمي يهنئى عن ذكل بقوهل تعاىل (ل تتخذوا اياهود‬
‫والنصارى اولياء) (املائدة‪.)17 :‬‬
‫ج‪ :‬او ًل‪ :‬كام يلزم آن يكون ادلليل قطعي املنت‪ ،‬يلزم كذكل آن يكون قطعي ادللةل‪،‬مع آن للتأويل والاحامتل‬
‫مفرس عظمي‪ ،‬فاذا ما آظهر قيدَ ه فال‬‫جما ًل‪ ،‬لن ايهنئي القرآين لبس بعام بل مطلق‪ ،‬واملطلق قد يُقيّد‪ ،‬والزمان ّ‬
‫آعرتاض عليه‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬‬
‫خاصية »النور«‬
‫بناء عىل ما تشعه ّ‬ ‫ً‬ ‫لالسالم‬ ‫يةل‬ ‫وس‬ ‫ياسة‬ ‫الس‬ ‫ً‬
‫ال‬ ‫جاع‬ ‫«‬‫ية‬
‫ر‬ ‫للح‬ ‫»‬ ‫حبامسة‬ ‫جياهد‬ ‫القدمي‬ ‫سعيد‬ ‫اكن‬ ‫ببامن‬
‫احلس املس بق‪ :‬ان استبداد ًا مطلق ًا رهيب ًا ل ديني ًا س يأيت‪ ،‬بناء عىل‬
‫حس من قبيل ّ‬ ‫السالعة من آمل قوي وسلوان اتم آ ّ‬
‫حديث رشيف‪ ،‬فأخرب به قبل مخسني س نة‪.‬‬ ‫مافهمه من معىن ٍ‬
‫وقد آحس آن ما آخرب به من آبباء مسلية وآمال مرشقة س يكذبه ذكل الاستبداد املطلق فعلي ًا لوال مخس وعرشين‬
‫س نة‪ ،‬ذلا ببذ الس ياسة منذ ثالثني س نة قائ ًال‪» :‬اعوذ ابهلل من الش يطان والس ياسة« واصبح سعيد ًا اجلديد ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#400‬‬

‫وايض ًا‪ ،‬اإن اكن احلمك قامئ ًا عىل املش تق‪ ،‬فابه يفيد علّية مأخذ الش تقاق للحمك‪ .‬فاذن ّ‬
‫املهنئي عنه يف هذه الية‬
‫الكرمية هو حمبهتم من حيث داينهتم اياهودية والنرصابية‪ ..‬وايض ًا‪ ،‬ل يكون املرء حمبو ًاب ذلاته‪ ،‬بل لصفته وصنعته‪،‬‬
‫ذلا فكام ل يلزم ان تكون لك صف ٍة من صفات املسمل مسلمة‪ ،‬كذكل ل يلزم آن تكون مجيع صفات التافر‬
‫وصنعته اكفرة ايض ًا‪.‬‬
‫فعىل هذا‪ِ ،‬ل َم ل جيوز اقتباس ما اس تحس نّاه من صفة مسلمة آو صنعة مسلمة فيه؟ فان اكبت كل زوجة‬
‫كتابية‪ ،‬لشك آبك حتّبا‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬لقد حدث ابقالب ديين عظمي يف العرص النبوي السعيد‪ ،‬و ّجه لك الفتار والذهان حنو ادلين‪ ،‬فارتبطت‬
‫احلس يات واملشاعر‪ ،‬فتابت العداوة واحملبة تدوران حول ذكل احملور "ادلين"‪ ،‬لهذا اكبت تُش ّم‬ ‫ابدلين مجيع ّ‬
‫راحئة النفاق من احملبة مع غةر املسمل‪ .‬ولكن الابقالب احلارض العجيب يف العامل هو ابقالب مدين ودبيوي‪،‬‬
‫فاملدبية والر ّيق ادلبيوي جيذابن العقول لكها ويشغالهنا ويشدّ ان هبام مجيع الذهان فض ًال عن آن معظم غةر‬

‫‪303‬‬
‫املسلمني لبسوا ملزتمني اإلزتام ًا جا ّد ًا بديهنم اساس ًا‪ ...‬فعىل هذا فان حمبتنا هلم مايه ا ّل إلقتباس ما اس تحس ناه‬
‫من مدببهتم وتقدهمم ولجل احملافظة عىل بظام البالد وآمهنا اذلي يُعدّ اساس سعادة ادلبيا‪ ،‬فهذه الصداقة اذ ًا‬
‫ل تدخل قطع ًا مضن ايهنئي القرآين‪.‬‬
‫س‪ :‬ان قسامً من افراد "جون تورك" يقولون‪ :‬ل ختالبوا النصارى بــ‪" :‬اي اكفر" اس هتاب ًة هبم‪ ،‬فهم آهل كتاب!‪..‬‬
‫ملاذا ل خنالب التافر بـ "اهيا التافر"؟!‪.‬‬
‫ج‪ :‬مثلام ل تقولون للعور‪ :‬آهيا الاعور! لئال يتأذى‪ ،‬فهناك ٌهنئي عن آذامه كام جاء يف احلديث الرشيف‪[ :‬من‬
‫آذى ذمي ًا‪ ...‬اخل] ‪.7‬‬
‫واثبي ًا للتافر معنيان‪:‬‬
‫فالول ‪ :‬وهو املتبادر اىل اذلهن ُعرف ًا وهو‪ :‬املُن ِكر للخالق س بحابه وامللحد اذلي لدين هل‪ ،‬فهذا املعىن لبس‬
‫لنا احلق يف الالقه عىل آهل الكتاب‪.‬‬
‫واثبيه‪ :‬هو املن ِكر لرسولنا العظم صىل هللا عليه وسمل ولالسالم‪ ،‬فهذا املعىن‪ ،‬لنا احلق ان بطلقه‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬متام احلديث‪( :‬من آذى ذمي ًا فأان خصمه) رواه ابو داود عن عدة ابناء احصاب رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪ . .‬قال‬
‫يف املقاصد‪ :‬وس نده لبأس به‪( .‬راجع كشف اخلفاء ‪.)928/9‬‬
‫‪#401‬‬

‫علاهم‪ ،‬ومه راعون به كذكل ‪.‬ولكن مل ّا اكن املعىن الول هو اذلي يتبادر اىل اذلهن مبارشة‪ ،‬صارت تكل‬
‫اللكمة‪ ،‬لكمة حتقةر واهابة واذى‪ ،‬زد عىل ذكل ابه ل اعطرار خللط" دائرة الاعتقاد" بـ "دائرة املعامالت" ورمبا‬
‫هذا هو ما يقصده ذكل القسم من "جون ترك"‪.‬‬
‫س‪ :‬نسمع كيةر ًا من الخبار املؤسفة واحلوادث السبئة‪ ،‬لس امي من غةر املسلمني‪ . .‬كن تزوج احدمه مبسلمة‪..‬‬
‫وكذا وكذا يف متان‪ ،‬وكيت وكيت يف متان آخر‪ ،‬وحدث ماحدث يف متان‪ ...‬اخل‪...‬‬
‫ج‪ :‬بعم‪ ،‬ان وقوع هذه المور السبئة الفاسدة وآمثالها آمر هو آقرب مايكون ابلرضورة ‪ -‬مع السف ‪ -‬يف دوةل‬
‫مس تجدة وغةر مس تقرة‪ ،‬ويف آمة جاهةل متخلفة‪ ،‬علامً ابه اكن هناك آسوآ من هذه السبئات يف املايض‪ ،‬ولكهنا‬
‫اكبت خافية عنّا‪ ،‬ا ّل آهنا ظهرت الن للعيان‪ .‬فادلاء اذا ماظهر يسهل عالجه‪ .‬وكذا فاذلي ليرى من الامور‬
‫العظمية ا ّل التقصةرات ينخدع وخيدع الخرين ابخلب اخلببث اذ من شأبه اإببات سبئة واحدة وإامثارها يك تطغى‬
‫عىل احلس نات‪ ،‬هذا وان الطور العجيب لهذا اخلب‪ ،‬هو آبه جيمع الامور املتفرقة يف الزمان واملتان ويو ّحدها‬
‫مع ًا‪ ،‬وينظر من خالل ذكل احلجاب الاسود اىل الش ياء‪ .‬حق ًا اإن اخلب بأبواعه ايخمتلفة هو ماكنة الغرائب‬
‫ومصنعها‪ .‬آل ترى ان عاشق ًا خ ّب ًا كيف يرى التائنات ترتاقص متضاحكة متحابة متجاذبة‪ ..‬وان وادلة حزينة‬

‫‪304‬‬
‫فلك جيين ما يش هتيه وما يالمئه‪ .‬سأورد لمك مث ًال هبذه‬
‫بوفاة لفلها كيف ترى التائنات اندبة متباكية حزينة؟ ٌ‬
‫املناس بة‪:‬‬
‫تأملوا! اذا دخل احدمك يف بس تان رائع مجيل يش متل عىل آبواع الزاهةر وايمثرات‪ ،‬لجل آن يتزنه فيه ويس تج ّم‬
‫ساعة من الزمان‪ .‬واكبت يف بعض جوابب البس تان بعض العفوانت والنجاسات ‪ -‬حيث آن وجود النقص مع‬
‫املربآ من النقص ا ّل اجلنة ‪ -‬فاإبه ليبحث ول ّ‬
‫يتحرى ا ّل تكل العفوانت‬ ‫الكامل من مقتضيات هذا العامل ولبس ّ‬
‫ول يدمي النظر ا ّل اىل تكل النجاسات‪ ،‬لحنراف يف مزاجه‪ .‬وكن لبس يف ذكل البس تان الباهر ا ّل تكل‪ .‬مث‬
‫يتوسع ويتسنبل ذكل اخليال الفاسد حبمك التومه والتخيل حىت حيسب ان ذكل البس تان الرائع مسلخٌ ٌ‬
‫قذر آو‬
‫مزبةل وخسة ويأخذه ادلوار والغييان‪ ،‬ويبدآ ابلتقيؤ وينكص عىل عقبيه‬
‫‪#402‬‬

‫فيا ترى هل ترىض احلمكة واملصلحة بوهجهام الصبوح آمثال هذا اخليال املنغّص لذلة حياة البرش‪.‬‬
‫تحس ُن رؤايه‪ ،‬ويس متتع حبياته‪.‬‬
‫حس َن رؤي َته َح ُسن َ ْت رويّته وتفكةره‪ ،‬ف ُ‬
‫آل تَ َرون‪ :‬آن َمن آ َ‬
‫س‪ :‬كيف جيوز تنيد غةر املسمل واخنراله يف سكل اجلبش؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬بأربعة اوجه ‪:7‬‬
‫او ًل‪ :‬ما اجلندية ا ّل للحرب‪ ..‬فلقد قاتلمت ابلمس د ّ ًُاب خضامً وعاونمك النساء والغجر والصبيان والالكب وبرصومك‪،‬‬
‫فهل يف ذكل من بأس عليمك آو من عا ٍر عليمك؟‬
‫اثبي ًا‪ :‬اكن للنيب صىل هللا عليه وسمل معاهدون وحلفاء من مرشيك العرب واكبوا خيرجون مع ًا اىل احلرب‪ ،‬ببامن‬
‫هؤلء آهل كتاب‪ ..‬ولهنم يكوبون متفرقني يف اجلبش‪ ،‬ل متجمعني‪ ،‬فان كرثتنا الغالبة‪ ،‬وقوة مشاعران‪،‬‬
‫س تحدّ ان من الرضر املوهوم‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬قد اس ُتخدم يف جبش ادلول الإسالمية غةر املسلمني ‪ -‬ولو اندر ًا ‪ -‬واجلبش الانكشاري ‪ 9‬شاهد عىل‬
‫هذا‪.‬‬
‫س‪ :‬اكن املسلمون مه الغنياء واكن اولئك مه الفقراء‪ ،‬ا ّل ان الية ابعكست الن‪ ،‬مفا احلمكة؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬هناك سببان لهذا حسب علمي‪:‬‬
‫الرابين‪( :‬وآن لبس ل إالنسان ا ّل ماسعى)‬ ‫الول‪ :‬الفتور يف السعي وعدم الرغبة خالف ًا ملا هو مس تفاد من المر ّ‬
‫(النجم‪ )92 :‬وابطفاء جذوة شوق الكسب املس تفاد من المر النبوي بأن [التاسب حبيب هللا] ‪ 9‬وذكل بتيجة‬
‫اإحياءات بعض الرجال وتلقينات قسم من الوعاظ اجلاهلني‪ ،‬اولئك اذلين مل يدركوا ان اعالء لكمة‬
‫‪---‬‬

‫‪305‬‬
‫‪ 1‬املذكور هنا ثالثة اوجه آما الوجه الرابع فهو احنصار العسكرية فينا فقد ادمج يف السؤال اذلي ييل اجلواب‪ .‬الوجه الرابع‬
‫اصبح السؤال التايل‪.‬‬
‫‪2‬وهو تنظمي عسكري وععه الغازي اورخان ابن عامثن (مؤسس ادلوةل العامثبية)‪ ،‬خدم ادلوةل العامثبية كيةر ًا يف البداية‪،‬‬
‫دب فيه الفساد واصبح مشلكة عويصة‪ ،‬اىل ان جنح السلطان محمود الياين يف اإلغائه وتصفيته واقامة »النظام اجلديد«‬ ‫مث ّ‬
‫بد ًل منه‪ ،‬وهو بظام سعى اىل التجديد يف اجلبش العامثين‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 3‬ويف كشف اخلفاء ‪( 711 / 7‬افضل الاعامل الكسب احلالل)‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#403‬‬

‫هللا يف الوقت احلارض يتوقف عىل الريق املادي‪ ...‬ومل يتفهموا قمية ادلبيا [من حيث يه مزرعة الخرة]‪ ..‬ومل‬
‫ّميزيوا بني متطلبات القرون الوسطى والقرون الخرى‪ ..‬ومل يفرقوا بني قناعتني بعيدتني عن بعضهام "القناعة يف‬
‫التحصيل والكسب" ويه املذمومة والقناعة يف احملصول والاجرة‪ ،‬ويه املمدوحة‪ ..‬ومل يتبينوا البون الشاسع‬
‫بني "التوالك" اذلي هو عنوان الكسل و "التولك" اذلي هو َصدَ فَة الاخالص احلقيقي‪.‬‬
‫فالول‪ :‬هو تتاسل يف ترتبب املقدمات وهو يف حمك ايمترد عىل النظام القامئ بني الس باب اليت يه مقتىض‬
‫مشبئة هللا تعاىل‪ .‬والخر‪ :‬هو تولك امياين يف ترت لب النتاجئ‪ ،‬وهو من مقتضيات الاسالم‪ ،‬واذلي يقود صاحبه‬
‫اىل التوفيق حىت يف النتاجئ رشيطة عدم التدخل يف التقديرات ا إللهية‪.‬‬
‫رس (آ ّميت‪ ..‬آ ّميت) ‪ 7‬ول يفهمون حمكة (خةر الناس آبفعهم للناس)‬‫فال َتبَ َس علاهم الك المرين‪ ...‬ومل يتفرسوا ّ‬
‫‪ 9‬فهؤلء مه اذلين حطموا ذكل امليل وآلفأوا ذكل الشوق‪...‬‬
‫والسبب الياين‪ :‬هو سلوكنا يف املعبشة مسلتاً غةر لبيعي‪ ،‬مسلتاً يوافق الكسل ويالمئه‪ ،‬ويداعب الغرور‬
‫ويربت عليه‪ ،‬وهو املعبشة عىل الوظيفة احلكومية‪ ..‬ذلا لقينا جزاء ما كسبت آيدينا‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬ان الطريق املرشوع للمعبشة والسبيل الطبيعي واحليوي اياها هو "الصناعة‪ ،‬الزراعة‪ ،‬التجارة"‪ .‬آما الطريق‬
‫غةر الطبيعي فهو الوظيفة احلكومية والمارة بأبواعها‪ .‬وعندي ان اذلين جعلوا مدار معبش هتم "المارة" ‪ -‬وان‬
‫تس ّمت بأي امس اكن‪ -‬فهم يف زمرة الشحاذين العاجزين املتسولني ومن زمرة ايخمادعني احليالني‪ ..‬ويف بظري ان‬
‫اذلي ينخرط يف سكل الوظيفة آو الامارة‪ ،‬فليدخل اياها لجل امحلية واخلدمة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬جزء من حديث الشفاعة الطويل‪ ،‬ذكر الاس تاذ املؤلف جزء منه مبعناه‪ .‬واحلديث بطوهل آخرجه البخاري برمق ‪9942‬‬
‫و ‪ 9967‬و ‪ 4179‬ومسمل برمق ‪ 724‬والرتمذي برمق ‪" 9117‬حتفة" وقال‪ :‬هذا حديث حسن حصيح‪ ،‬لكهم من حديث ايب‬
‫هريرة ريض هللا عنه ابختالف يف الس ياق‪.‬‬
‫‪ 2‬حديث حسن آخرجه القضاعي يف مس ند الشهاب وابن عساكر يف اترخي دمشق ‪ 9 / 492 / 9‬وابظر الصحيحة‬

‫‪306‬‬
‫‪ 496‬وحصيح اجلامع الصغةر وزايدته برمق ‪. 6198‬‬
‫‪#404‬‬

‫تسول ‪ ،7‬اذ ثبت آن حرص لك‬ ‫للمة وا ّل لو دخلها للمعبشة واملنفعة حفسب‪ ،‬فال يقوم ا ّل برضب من ال ّ‬
‫الوظائف فينا‪ ،‬آعاع علينا ثرواتنا بتسلميها ليد الارساف‪ ،‬وان حرص العسكرية فينا شتت ذرارينا يف الفاق‪.‬‬
‫فلو اكن المر يس متر عىل هذا املنوال لكنا عائعني منقرعني‪ .‬فعىل هذا‪ ،‬فان هذه املسأةل‪ ،‬آي آخذمه اىل‬
‫اجلندية فيه "مصلحة مرسةل" قرينة من الرضورة‪ ،‬فض ًال عن آبنا مضطرون اليه اعطرار ًا‪ ،‬واملصاحل املرسةل يف‬
‫مذهب الامام ماكل‪ ،‬تعدّ ّعةل رشعية‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف ميكن آن يصةر الرمين والي ًا آو قامئقام ًا‪ ،‬كام حيدث الن؟‬
‫ج‪ :‬كام صار ساعاتي ًا وميتابيكي ًا وكناس ًا‪ ...‬لن املرشولية يه حامكية المة‪ ،‬واحلكومة لبست ا ّل خادمة‪.‬‬
‫ولنئ صدقت املرشولية فالقامئقام والوايل لبسوا رؤساء بل خدام مأجورون‪ ،‬فغةر املسمل ل يكون رئبس ًا‬
‫مطلق ًا‪ ،‬بل يكون خادم ًا‪ .‬فلو فرعنا آن الوظيفة والمارة رضب من الرئاسة والس يادة‪ ،‬فان ارشاكنا ثالثة آلف‬
‫غةر مسمل يف س يادة رئاستنا يفتح لريق ًا اىل الرئاسة آمام ثالمثائة الف من اخوابنا املسلمني يف اقطار العامل‪،‬‬
‫فاذلي خيرس واحد ًا ويرحب اللف ل يترضر‪..‬‬
‫س‪ :‬آل ترى ان بعض احتام الرشيعة لها عالقة بولية الوايل مث ًال‪.‬‬
‫ج‪ :‬ان اذلي مييل اخلالفة بعد الن هو ابلرضورة املش يخة الاسالمية ورئاسة المور ادلينية وس تكون ممتازة‪،‬‬
‫ومقدسة سامية‪ ،‬منفصةل رقيبة انظرة عىل اللك‪ ...‬فاملس تويل الن لبس خشص ًا فرد ًا‪ ،‬بل الفتار العامة‪ ،‬ذلا‬
‫هناك حاجة اىل خشصية معنوية مثلها‪ ،‬تكون آمينة عىل الفتوى‪.‬‬
‫س‪ :‬كنا نسمع سابق ًا واىل الن آن اكرث آفراد "جون تورك" مه من املاسوبيني‪ ،‬اذلين يعادون ادلين‪.‬‬
‫يقويه عدم مبالة بعضهم ابدلين‪..‬‬ ‫إبقاء لنفسه‪ ،‬ومما يس ند هذا الومه و ّ‬
‫ج‪ :‬لقد آلقى الاستبداد هذه التلقينات ا ً‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ل تس تاؤا ول تسخطوا آهيا املوظفون من الكم سعيد القدمي هذا اذلي قاهل قبل مخس وآربعني س نة‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#405‬‬

‫ولكن المأبوا‪ ،‬ان قصد من مل ينضم مهنم اىل املاسوبية‪ ،‬لبس ارضار ادلين‪ ،‬بل بفع المة وتأمني سالمهتا‪،‬‬
‫ولكن البعض مهنم يفرلون يف الهجوم عىل التعصب املقيت اذلي ليليق ابدلين‪ .‬ويبدو انمك تطلقون عىل اذلين‬
‫س بق مهنم خدمات للحرية واملرشولية آو اذلين ارتضوا هبام امس "جون تورك"‪ .‬فاعلموا ان قسامً من اولئك‬
‫مه جماهدو الاسالم‪ ،‬وقسامً مهنم فدائيو سالمة المة‪ ،‬فاذلين يشلكون القسم العظم مهنم والعقدة احلياتية هلم‬
‫مه من غةر املاسوبيني ومييلون اكرثية الاحتاد والرتيق‪ .‬فهناك علامء ومشاخي يف صفوف "جون تورك" بقدر‬

‫‪307‬‬
‫عشائرمك‪ ..‬رمغ وجود زمرة من املاسوبيني املفسدين السفهاء فاهم‪ ،‬ومه ّقةل قليةل ل يتجاوزون عرشة ابملئة مهنم‪،‬‬
‫ببامن التسعون ابملئة الباقية مهنم مسلمون ذوو عقيدة امثالمك ومعلوم ان احلمك للكرثية‪ ...‬فأحس نوا الظن هبم‪.‬‬
‫اإذ اإن سوء الظن يرضمك ويرضمه مع ًا حسب قاعدة [ان زين عني الرعا‪ ،‬حسن النظر ابللطف والشفقة‪ ،‬وان‬
‫بور الفؤاد ابلرفق والرمحة‪ ،‬ولقد سام عىل احلق ابقدام التوفيق وسعد من اختار الاس تضاءة مبصباح (آان عند‬
‫ظن عبدي يب)] ‪.7‬‬
‫يرضمه سوء ظنّنا؟‪.‬‬ ‫س‪ِ :‬ل َم ّ‬
‫ج‪ :‬لن كيةر ًا مهنم ‪ -‬مثلمك ‪ -‬مل مي ّحصوا الاسالم وما عرفوا ا ّل ظواهره ابلتقليد‪ ،‬والتقليد يتشتت ويمتزق ابإلقاء‬
‫الش ّبات والشكوك فابظروا مث ًال‪ :‬اذا خالبمت بعضهم‪ :‬ابنمك لدين لمك ‪ -‬وخباصة من اكن مهنم سطحي ًا يف ادلين‬
‫ومتوغ ًال يف الفلسفة املادية ‪ -‬فلرمبا يرتدد ويشك يف آمره بوساوس من آن مسلكه خارج عن الاسالم فبرشع‬
‫ابلقيام ابعامل وحراكت منافية لالسالم‪ ،‬انش ئة من اليأس والعناد ولسابه يردد‪ :‬ليكن مايكون فال آابيل‪..‬‬
‫فيا اهيا البعيدون عن الابصاف!‪ ..‬آرايمت كيف تصبحون سبب ًا لضالةل بعض املنكوبني؟! علامً ان كيةر ًا ما يصلح‬
‫الفاسد اذا ّكرر عليه القول‪ :‬ابت صاحل‪ ،‬ابت فاعل‪ ،‬ويفسد الصاحل اذا ما كرر عليه ابت فاسد‪ ،‬ابت لاحل‪.‬‬
‫جمرب وقد حدث كيةر ًا‪.‬‬ ‫وهذا آمر ّ‬
‫س‪ :‬ملاذا؟‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬كرر النظر يف هذه الفقرة العربية الخةرة‪ ،‬ففاها شفرات ولها اشارات‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#406‬‬

‫ج‪ :‬لبه لو اكن يف مضةر البعض سوء‪ ،‬فال ينبغي ان هيُ ا َجم‪ ،‬لن هناك كيةر ًا من السبئات لكام بقيت مس تورة‬
‫حتت س تار احلس نة ومل ميزق عهنا جحاهبا وتغوفل عهنا‪ ،‬احنرصت يف بطاق عيق ورمبا يسعى صاحّبُ ا لإصالُحا‬
‫احلجاب ويُرفع حىت يُرىم ابحلياء ُفزيال‪ ،‬واذا ما ُآظهر معه الهجوم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حتت جحاب احلياء‪ .‬ولكن ما ان ي ُ َّمزق‬
‫فالسبئة تتوسع توسع ًا هائ ًال… ولقد رآيت يف حادثة (‪ 97‬مارت) ‪ 7‬حاةل قريبة من هذا‪ :‬عندما اندى من اكبوا‬
‫جيودون ابرواُحم لالسالم من احصاب اهلمم ابدلعوة اىل املرشولية‪ ،‬واذلين اكبوا يعتقدون ان بعمة‬
‫املرشولية غاية املىن وجوهر احلياة‪ ،‬وجدّ وا يف تطبيق تفرعاهتا وفق الرشيعة مرشدين املسؤولني يف ادلوةل‬
‫وموهجني هلم للتوجه اىل القبةل يف صالة العداةل لالبني اعالء الرشيعة املقدسة حق ًا بقوة املرشولية‪ ،‬وابقاء‬
‫املرشولية بقوة الرشيعة‪ ،‬محمّلني خمالفة الرشيعة السبئات السابقة مجي َعها‪ ،‬مفا ان اندى هؤلء هبذا النداء وقاموا‬
‫لميزي ميينه عن شامهل يربز آماهمم وجياهبوهنم ظن ًا مهنم ان الرشيعة‬
‫بتطبيق بعض الامور الفرعية اذا ببعض َمن ّ‬
‫تشد آزر الاستبداد ‪ -‬حاشاها ‪ّ -‬‬
‫فقدلوا اكلببغاء منادين‪" :‬بأانّ بطالب ابلرشيعة" فاختفى الهدف ومل يعد يُفهم‬

‫‪308‬‬
‫القصد احلقيقي‪ ،‬واجنر الوعع اىل مارآيمت‪ .‬ومعلوم ان اخلطط قد ُمهّدت وحيكت من قبل‪ .‬فلام آل المر اىل هذا‬
‫جهم بعض من يتقنع كذ ًاب ابمحلية عىل ذكل الامس السا ي‪ ،‬واعرتعوا متعدين عليه‪ .‬فدونمك بقطة سوداء مظلمة‬
‫جديرة ابلعتبار‪[ .‬ولقد قعدت اهلمة بتكل النقطة ومل تقدر عىل ايهنوض‪ .‬ولقد شوشت لنطنة الاغراض‬
‫‪9‬‬
‫صدى موس يقى احلرية‪ ،‬ولقد تقلصت املرشولية منحرصة اسامً عىل قليلني‪ ،‬فتفرق عهنا حامة ذمارها]‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حادثة ‪ 97‬مارت ‪( 7991‬حسب التقومي الرو ي)‪ ،‬ويه حادثة مترد وعصيان عسكري بدآ يف معسكر »لاش قشةل«‬
‫يف اس تاببول‪ ،‬مث ابترش اىل معسكرات اخرى فاها‪ ،‬مث نزل اجلنود املمتردون اىل الشوارع‪ ،‬وقتلوا بعض الوزراء والنواب‬
‫والضباط‪.‬‬
‫وقعت هذه احلادثة يف ‪ 79‬ببسان ‪ 7222‬اي بعد اعالن املرشولية اليابية ووصول مجعية الاحتاد والرتيق اىل موقع مؤثر‬
‫يف احلمك‪ ،‬ولكهنا مل تكن قد شددت قبضهتا بعدُ ‪ ،‬آهتم السلطان عبد امحليد ظلامً اباثرة ايمترد‪ ،‬واس تدعت امجلعية مدد ًا‬
‫عسكر ًاي من مقرها الرئبس يف »سالبيك« ومع ان السلطان اكن مبقدوره تش تبت هذا املدد العسكري ا ّل ابه مل يفعل‬
‫حقن ًا لدلماء‪ .‬وبعد وصول اجلبش اىل اس تاببول ُاعلنت الاحتام العرفية وقُ ي عىل ايمترد‪ ،‬وشلكت حممكة عسكرية‬
‫اعدمت الكثةرين‪ ،‬وانهتزت امجلعية هذه احلادثة وقامت بعزل السلطان‪ .‬املرتمج‬
‫‪ 2‬قف آمام هذه الفقرة‪ ..‬لتغادرها‪ ..‬ابعم النظر فاها‪ ..‬ولقد سكت ‪ -‬يف تكل احلادثة ‪ -‬الشهام الغيارى والنجباء والكرماء‬
‫من آويل العزامئ واهلمم العالية‪ ،‬ومكّمت الصحافة املغرعة صوت احلرية احلقة‪ ،‬فاحنرصت املرشولية يف ّقةل قليةل جد ًا من‬
‫الناس وتشتت عهنا فدائيوها‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#407‬‬

‫س‪ِ :‬ل َم بترضر ممن بظن آن لدين هلم؟‪.‬‬


‫تصوروا يف هذه الصحراء قرص ًا وسط بس تان‬ ‫ج‪ :‬سأمثل لمك صورة متييلية عىل شاشة اخليال ّتبني لمك مضاره‪ّ .‬‬
‫زاهر‪ ،‬ويف زاوية من القرص هناك حامم للمياه املعدبية ‪-‬مكس تحممك يف وادى "ببت الش باب" ‪ - 7‬فأبمت‬
‫مضطرون اىل ادلخول يف ذكل القرص شئمت آم آببمت بسبب ارتعاشمك من شدة الربد ولكامت اليلج ولطامت‬
‫الرحي‪ .‬ولكن لنمك قد مسعمت ‪ -‬آو رآيمت ‪ -‬ان يف ابب القرص اشخاص ًا معيا ًان ويف احلوض رجا ًل عرا ًة يس تحمون‬
‫فتتومهون ‪ -‬من هذا ‪ -‬ان القرص لكّه دار معيان ومزنل عرااي‪ ...‬فلام آردمت ادلخول والومه آخذ ابيديمك ‪ -‬تزنعون‬
‫عنمك لباس الطاعة لتوافقومه‪ ،‬وتغمضوا عني احلقيقة ‪ -‬اليت يه العقيدة ‪ -‬لئال تنظروا اىل عوراهتم‪ ،‬علامً آن‬
‫غرف حمتشمة ويداوون يف بعض‬ ‫عيوهنم مفتحة وعوراهتم مس تورة‪ ،‬يتشاورون فامي ببهنم بتفكر وتأمل يف ٍ‬
‫الزوااي العميان وخيدمون العرااي لسرتمه‪.‬‬
‫فباهلل عليك اذا دخلت علاهم هبذه الصورة اجلنوبية‪ ،‬وعورتك مكشوفة وعينك معصوبة‪ ،‬فهل تتصور اعظم‬
‫من هذه احلاةل املزرية ادلاعية اىل الاس هتزاء والسخرية‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫ويف بظري آن من جاء ‪ -‬يف احلقيقة ‪ -‬من نسل مسمل‪ ،‬لترتك فطرتُه ووجداب ُه الاسال َم البتة‪ ،‬حىت اإن ترد‬
‫وفكره عن الاسالم‪ .‬بل حىت اولئك اذلين مه آشدّ سفاهة وبالهة يوالون الاسالم اذلي هو سور‬ ‫عقهل ُ‬ ‫ُ‬
‫حصني ملستندان‪ .‬وس امي املطلعني عىل الس ياسة‪ .‬ومل يشهد التأرخي منذ العرص النبوي السعيد اىل الن ان ر ّجح‬
‫مسمل دين ًا آخر عىل الاسالم مبحامكته العقلية‪ ،‬آو دخل دين ًا آخر بدليل عقيل‪ .‬بعم! هناك من ميرق من ادلين‪،‬‬
‫فتكل مسأةل آخرى‪ ..‬آما التقليد فال آمهية هل‪ ...‬ببامن منتس بو سائر الداين قد دخلوا ويدخلون حظةرة الاسالم‬
‫افواج ًا آفواج ًا ابحملامكة العقلية والرباهني القالعة‪ ،‬فاذا ما آرينامه الاسالم الصادق املس تقمي‪ ،‬والصدق‬
‫والاس تقامة الالئقني ابلسالم‪ ،‬فسوف يدخلون يف الاسالم آفواج ًا‪ .‬وكذكل يشهد التأرخي وينبئنا ان ريق‬
‫املسلمني ومتدهنم يمكن يف اتباعهم حقيقة الاسالم ويتناسب معه‪ ،‬يف حني ريق الخرين ومتدهنم يتناسب‬
‫تناس ب ًا عكس ي ًا مع متسكهم بديهنم‪ ..‬وكذا تشهد لنا احلقيقة ان الانسان املنتبه لميكن آن يكون مه ًال بدون دين‬
‫البتة‪ ،‬ولس امي املتيقظ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬منطقة يف جنوب رشيق تركيا تعد مركز عشائر الارتويش الكردية‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#408‬‬

‫اذلي ذاق لعم الانسابية وعرف ماهية ذاته وآبه هميأ ومرسل اىل اخللود‪ ،‬فالميكن لهذا آن يعبش دون دين‬
‫مطلق ًا‪ ،‬لن املتنبه اإن مل يمتسك ابدلين احلق اذلي هو جوهر احلقيقة‪ ،‬لميكنه آن يقف دون "بقطة استناد"‬
‫آمام جهوم التائنات عليه ودون "بقطة اس متداد" لستامثر آماهل غةر احملدودة‪ ..‬ومن هذا الرس فقد ابتبه الن يف‬
‫امجليع مي ُل البحث والتحري عن ادلين احلق‪ .‬فثبت من براعة الاس هتالل هذا بأن الاسالم هو ادلين الفطري‬
‫للبرشية يف املس تقبل‪.‬‬
‫آاي من لينصفون! كيف عاقت يف بظرمك حقيق ُة الاسالم اليت لها القدرة عىل آن تعم العامل آمجع وتو ّحده وتربّيه‬
‫وتضيئَه بور ًا‪ُ .‬فرحمت حترصون الاسالم يف الفقراء ويف املتعصبني من العلامء‪ ،‬وتريدون ان تطردوا بصف آههل‬
‫منه‪ ،‬كيف ترآمت عىل ذكل الاسالم العظمي اذلي هو القرص النوراين اجلامع لكاملت الانسابية لكها وهو املريب‬
‫املزيك لحاسبس البرشية النبيةل ومشاعرها الراقية لكها‪ ،‬فتخيلمتوه خمية املأمت السوداء مرضوبة عىل حشد من‬ ‫ّ‬
‫الفقراء والبدو اجلائعني‪.‬‬
‫بعم! ان املرء حبسب ما تريه مرآتُه‪ .‬مفرآتُمك السوداء التاذبة اذ ًا قد مث ّلت لمك المر هكذا‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫عني احلقيقة وهتُ يننا بظنك ابنا هجالء‪ ،‬فنحن يف عرص آخر الزمان‬ ‫س‪ :‬ابت تغايل وتفرط‪ِ ،‬اذ تُظهر اخليال َ‬
‫والفساد يسترشي وسبنقلب من س اىل آسوآ‪.‬‬
‫تدن‪ ..‬فهل المر هكذا؟! فها‬ ‫ترق للجميع‪ ،‬وتكون لنا وحدان ميدان تأخر و ٍ‬ ‫ج‪ :‬ملاذا تكون ادلبيا ميدان تقد ٍم و ٍ‬

‫‪310‬‬
‫ليت عىل بفيس آ ّل آخالبمك‪ ،‬فأدير اليمك ظهري وآتوجه ابخلطاب اىل القادمني يف املس تقبل‪ :‬آاي َمن‬‫آبذا آ ُ‬
‫اختفى خلف عرص شاهق ملا بعد ثالمثائة س نة‪ ،‬يس متع اىل لكامت النور بصمت وسكون‪ .‬وتلمحنا بنظر خفي‬
‫غييب‪ ..‬آاي من تتس ّمون بـ "سعيد ومحزة ‪ ،‬ومعر وعامثن ولاهر‪ ،‬ويوسف وآمحد وامثاهلم" ابين آتوجه ابخلطاب‬
‫اليمك‪ :‬ارفعوا هاماتمك وقولوا‪" :‬لقد صدقت" وليكن هذا التصديق َديْن ًا يف اعناقمك‪ .‬ان معارصي هؤلء وان اكبوا‬
‫ليعةرون مسع ًا‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬‬
‫حسه سعيد القدمي ‪ -‬قبل مخس‬ ‫ويل عظمي اكن حارض ًا يف ذكل الوقت فاعرتض عىل ما آ ّ‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫اض‬ ‫رت‬ ‫الاع‬ ‫هذا‬ ‫جاء‬ ‫مبا‬
‫ر‬
‫حبس مس بق« من آن ميدان رسائل النور الضيق هو واسع جد ًا وهو س يايس ايض ًا‪ .‬ذلا صدرت آغلب‬ ‫وآربعني س نة ‪ّ » -‬‬
‫آجوبته يف هذه الرساةل يف عوء ذكل الاحساس‪ .‬فلرمبا آبدى ذكل الويل العظمي اعرتاعه عىل هذه النقطة فقط ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#409‬‬

‫لقوايل‪ ،‬لندعهم وشأهنم‪ .‬ابين آتلكم معمك عرب آمواج الثةر املمتدة من الوداين السحيقة للاميض ‪ -‬املس ّمى‬
‫قدار آن آيت اىل خضم احلياة يف‬ ‫ابلتأرخي ‪ -‬اىل ذرى مس تقبلمك الرفيع‪ ..‬ماحيليت لقد اس ُ‬
‫تعجلت وشاءت الا ُ‬
‫ش تاهئا‪ ..‬آما آبمت فطوّب لمك س تأتون اياها يف ربيع زاهر اكجلنة‪ ،‬ان ما يُزرع الن وي ُس تنبت من بذور النور‬
‫ستتفتح آزاهةر ايبعة يف آرعمك‪ ..‬حنن بنتظر منمك لقاء خدماتنا‪ ،‬آنمك اذا جئمت لتعربوا اىل سفوح املايض‪ ،‬عوجوا‬
‫اىل قبوران‪ ،‬واغرسوا بعض هدااي ذكل الربيع عىل مقة "القلعة" ‪ 7‬اليت يه مبيابة شاهد قرب مدرس يت‪،‬‬
‫واملس تضيفة لرفاتنا وعظامنا واحلارسة لرتاب "خورخور" ‪ 9‬س نويص احلارس وبذكّره‪ ...‬اندوان‪ ...‬ستسمعون‬
‫صدى "هنبئ ًا لمك" ينطلق من قبوران [ولو من الشاهد عىل ليف الضيف]‪.‬‬
‫ان عيون هؤلء اذلين يرتضعون معنا ثدي هذا الزمان يف قفامه تنظر اىل املايض دوم ًا‪ ،‬وتصوراهتُ م شباهة هبم‬
‫معزوةل وبال حقيقة‪ ،‬هؤلء الصبيان وان اكبوا ينظرون اىل حقائق هذا الكتاب ‪ 9‬ويتومهوهنا خيا ًل‪ ..‬فال آابيل‪،‬‬
‫لبين عىل ثقة من آن مسائل هذا الكتاب ستتحقق فيمك واحضة‪.‬‬
‫معتل منارة العرص اليالث عرش الهجري‪ ،‬ادعو اولئك‬ ‫آاي من آخالبمك‪ ،‬آل معذرةً‪ ،‬اين ارصخ عالي ًا‪ ،‬وآان ٍ‬
‫الك واملهتاوبني يف ادلين حقيقة‪ ،‬واذلين جيولون يف آودية املايض السحيق فكر ًا‪..‬‬
‫املدبيني املتحرضين صور ًة وش ً‬
‫ادعومه اىل اجلامع‪ ..‬فيا ايهتا القبور املتحركة برجلني اثنتني‪ ،‬ايهتا اجلنائز الشاخصة! واي آهيا التعساء التاركون‬
‫لروح احلياتني لكتاهام‪ ..‬وهو الاسالم‪ ،‬ابرصفوا من آمام ابب اجليل املقبل‪ ،‬ل تقفوا امامه جحر عرثة‪ ،‬فالقبور‬
‫تنتظرمك‪ ..‬تن ّحوا عن الطريق ليأيت اجليل اجلديد اذلي سةرفع آعالم احلقائق الاسالمية عالي ًا وهيزها خفاقة تامتوج‬
‫عىل وجوه الكون‪.‬‬
‫س‪ :‬ان آسالفنا اكبوا آفضل منا آو مثلنا‪ ،‬فهل يكون احفادان آفسد منّا؟‬

‫‪311‬‬
‫ج‪ :‬اهيا التراك والكراد‪ ،‬لو آبين آمقت اجامتع ًا عظاميً‪ ،‬ودعوت آجدادمك من قبل آلف س نة وكذا اولدمك من بعد‬
‫عرصين‪ ..‬دعوهتم مجيع ًا اىل اجمللس الصاخب لهذا العرص‪ ،‬آل يقول اجدادمك اذلين اصطفوا ميين ًا‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود قلعة مدينة "وان" اليت يه مبيابة شاهد قرب للمدرسة ادلارسة (خورخور) واليت متيل منوذج ًا ملدرسة الزهراء‬
‫يف وان ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬امس ببع صغةر اسفل قلعة »وان« وعنده مدرسة املؤلف‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 3‬ابه ينئب حبس مس بق عن لكيات رسائل النور اليت س تؤلف يف املس تقبل ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#410‬‬

‫آهيا الاولد التافهون واخللف املتب ّذرون‪ ،‬آآبمت زبدة حياتنا وبتيجهتا؟ هاهات‪ ..‬لقد جعلمتوان آسو ًة عقمية وتركمتوان‬
‫عاقرين‪ .!!..‬وكذا‪ ،‬آفال يقول اولدمك اذلين اصطفوا يسار ًا واملقبلون من مدبية املس تقبل‪ ،‬مصدقني اجدادمك‬
‫املصطفني ميين ًا‪:‬‬
‫آهيا الابء الكساىل!‪ ..‬آ آبمت متيلون حياتنا لكها دقّها وجلّها‪ ،‬آ َم آبمت رمزها واحلد الوسط لرابطتنا مع اولئك‬
‫‪7‬‬
‫الاجداد الشاوس؟ هاهات لَ َ ْمك اصبحمت ابمت آمنوذج ًا اتفه ًا وع ّينة ل حقيقة لها وقياس ًا ذا اإلتباس واختالط‪.‬‬
‫فيا آهيا البدو الرحل واي آدعياء الابقالب ‪.9‬‬
‫لقد رآيمت عىل لوحة اخليال ‪ 9‬آن الطرفني مع ًا قد آقاما احلجة عليمك يف هذا الاجامتع‪.‬‬
‫س‪ :‬حنن لنس تحق هذا القدر من الاهابة والتحقةر‪ .‬بقطع عىل آبفس نا عهد ًا عىل ابنا لبتقاعس عن ايمتسك‬
‫اب َلخالف ولبتشبث بأذايل السالف [ففتحنا السمع لالكمك مفرحب ًا به]‪.‬‬
‫ج‪ :‬ميكنمك الن آن تعودوا اىل وظيفتمك يف لرح الاس ئةل لنمك آظهرمت الندامة‪.‬‬
‫س‪ :‬هل حبث علامء السلف عن مساوئ الاستبداد؟ ‪.4‬‬
‫ج‪ :‬بعم‪ ،‬وآلف مرة بعم‪ .‬ان آغلب الشعراء يف قصائدمه وكيةر ًا من املؤلفني يف ديباجات كتّبم‪ ،‬شكوا من الزمان‬
‫واعرتعوا عىل ادلهر وجهموا عىل ال َف َكل ‪ 1‬وداسوا ادلبيا ابلقدام وحسقوها‪...‬‬
‫فاذا اس متعمت اياهم بأذن القلب وبظرمت اياهم بعني العقل لرآيمت آن سهام الاعرتاعات مجيعها لتس هتدف‬
‫تلفف وتز ّم َل بس تار املايض املظمل‪ .‬ولسمعمت الرصاخات والهات مجيعها‬ ‫ولتصبب ا ّل صدر الاستبداد اذلي َ‬
‫امنا تصدر من حتت خمالب الاستبداد‪ ،‬ومع ان الاستبداد مل يكن يُرى‪ ،‬ومل يكن ي ُ َعمل امسه ومعناه‪ ،‬ا ّل‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬من عبارات عمل املنطق‪ .‬وقد قالها حلضور جملس لالبه اذلين تلقوا يف وقهتا درس ًا يف املنطق ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬آعيف مؤخر ًا ‪ -‬املؤلف‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫‪ 3‬فاخليال بدوره مثل املشاهد السبامنئية ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 4‬ان ذكل ادلرس اذلي القي قبل اربعني س نة لهو درس رضوري يف الوقت احلارض كذكل‪ ،‬اذ ان هذه احملاورة ادلائرة‬
‫بني السؤال واجلواب قادرة عىل مواكبة احلياة وتعبش حية يف لك وقت ويه انبضة ابحلياة الن ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 5‬الفكل‪ :‬يعين ادلهر‪ ،‬اايم احلياة‪ ،‬احلياة املقدّرة عىل الانسان ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#411‬‬

‫آن آرواح امجليع اكبت تتس ّمم مبعناه‪ ،‬وتتأمل به‪ ،‬وتعمل آن هناك آحد ًا ينفث السم‪ .‬حىت ان بعض ادلهاة لكام اكن‬
‫يتنفس اكن يرصخ رصاخ ًا من الاعامق‪ ،‬ا ّل آن العقل مااكن ليدرك ماهيته جيد ًا‪ ،‬اذ اكن ُمنبي ًا يف الظلامت غةر‬
‫متجمع عىل حال‪ .‬ذلا عندما ظنوا البالاي ‪ -‬احملال ازايهتُ ا ‪ -‬مصائب ساموية‪ ،‬بدآوا بشن الهجوم عىل الزمان وصنع‬
‫وصوبوا سهام ًا حنو صدر ال َف َكل‪ ،‬اذ من القواعد املقررة ابه‪ :‬اذا خرج آ ٌمر من دائرة اجلزء الختياري‪ ،‬ومن‬
‫ادلهر ّ‬
‫اجلزئية ودخل ادلائرة اللكية العمومية‪ ،‬آو اكن دفعه حما ًل حبسب العادة ي ُس ند اىل الزمان‪ ،‬ويُلقى اللوم عىل‬
‫ادلهر‪ ،‬وترىم قبة الفكل ابحلجارة‪ ،‬واذا آبعمت النظر جيد ًا لرآيت ان الاجحار اليبة تنقلب يأس ًا وتتحجر يف‬
‫القلب [ابظر كيف آلالوا فامي ليلزم ولكام اعاءت هلم السعادة آثنوا عىل َمن سادمه‪ ،‬ولكام آظمل علاهم ش متوا‬
‫الزمان ‪.]7‬‬
‫س‪ :‬آما تكون الشكوى من الزمان والاعرتاض عىل ادلهر اعرتاع ًا عىل بدايع صنعة الصابع ج ّل جالهل؟‬
‫ج‪ :‬الك‪ ،‬مث الك‪ ،‬بل رمبا تعين الشكوى ما يأيت‪:‬‬
‫كن الشايك يقول‪ :‬ان ماهية العامل املنظمة بدس تور احلمكة الزلية غةر مس تعدة لجناز المر اذلي آللبه‪،‬‬
‫والش اذلي آبغيه‪ ،‬واحلاةل اليت اش هتاها‪ ،‬وليسمح به قابون الفكل املنقش بيد العناية الزلية‪ ،‬ولتوافقه لبيعة‬
‫املؤس ِسة للمصاحل العامة‪ ..‬ذلا ل يقطف عا ُمل‬
‫الزمان املطبوعة مبطبعة املشبئة الزلية‪ ،‬ول تأذن هل احلمكة ا إللهية ّ‬
‫املمكنات من يد القدرة ا إللهية تكل ايمثرات اليت بطلّبا هبندسة عقولنا وتَشَ هّئي هواان وميولنا‪ .‬وحىت لو آعطهتا‬
‫سقطت ل َ َما متكّن من محلها‪ .‬بعم ل ميكن آن تسكن دائرة عظمية عن‬ ‫ْ‬ ‫لَامَ متكن من قبضها والاحتفاظ هبا‪ ،‬ولو‬
‫حراكهتا املهمة لجل هوى خشص‪...‬‬
‫س‪ :‬ما تقول يف كيةر من الشعراء والعلامء اذلين آفرلوا ‪ -‬يف زماهنم ‪ -‬يف اليناء عىل الامراء واحلتام؟ مع ابك‬
‫تنظر اىل كيةر مهنم بظرك اىل مستبدين؟ فاذ ًا قد آساءوا العمل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬متهل‪ ،‬لتغادر هذه الفقرة‪ ،‬ادركها جيد ًا‪ .‬ويه تعين‪ :‬اهنم مينحون احلس نات اىل الرؤساء ويلصقون السبئات ابلزمان‪،‬‬
‫فيبدون شكوامه ابلش مت ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#412‬‬

‫بُناة املعايل كيف تُبىن املتارم]‬ ‫ج‪[ :‬ولول خالل س نّة الشعر مادرى‬

‫‪313‬‬
‫اكبت بواايمه حسب هذه القاعدة يه حض المراء ‪ -‬حبيةل لطيفة ‪ -‬عىل الرتفع عن السبئات‪ ،‬وجعلهم يتسابقون‬
‫يف مضامر احلس نات ابدخال املتافأة الشعرية موعع التسابق يف الوساط‪ ،‬ولكن ملا اكبت تكل املتافأة الشعرية‬
‫بت من عرق جبني آمة عظمية فقد ترصفوا ترصف ًا مستبد ًا‪ ،‬آي اهنم قد آساءوا يف العمل وان آحس نوا‬ ‫قد ُس ِل ْ‬
‫يف الن ّية‪.‬‬
‫س‪ِ :‬ل َم ؟‪.‬‬
‫غصب مضين حملاسن قوم عظمي وإاغارة‬ ‫ج‪ :‬آفال ترون ان حمصل الكهمم يف قصائدمه وبعض مؤلفاهتم اإمنا هو ٌ‬
‫علاها‪ ،‬مث اهداء تكل احملاسن اىل خشص مستبد‪ .‬فباظهارمه آن تكل احملاسن صادرة منه‪ ،‬آثنوا عىل الاستبداد‬
‫‪ -‬من هذه الزاوية ‪ -‬دون آن يشعروا‪.‬‬
‫س‪ :‬حنن معارش الاتراك والاكراد لنا من الشجاعة ما ميل قلوبنا‪ ،‬بل ملء آجسادان‪ ..‬بل اببسطت حىت تلّت‬
‫بني هذه الوداين جبا ًل حمصنة لنا‪ ،‬ولنا من اذلاكء ما ميل رؤوس نا‪ ،‬ولنا من الغةرة ما ميل صدروان‪ ،‬ولنا من‬
‫الطاعة ما ميل آبدابنا وجوارحنا‪ ،‬فأفرادان ميلون الودية حيا ًة وتزتين هبم اجلبال ‪ 7‬مفا ابلنا بقينا هكذا سافلني‬
‫لقى عىل الطريق يدوس نا املمتطون للريق والسارعون اجملدون للمس تقبل‪ ،‬مع ان‬ ‫ً‬ ‫مفلسني آذلء‪ ،‬حىت رصان‬
‫الامم اجملاورة‪ ،‬وان اكبوا آق ّل منا عدد ًا وآقرص منا قوة‪ ،‬ا ّل اهنم يتطاولون علينا [ان ركسهم يغلب لاهران] ‪. 9‬‬
‫ج‪ :‬آما حيامن ابفتح ابملرشولية ابب للتوبة واتب الكثةرون‪ ،‬فلبس يل حق يف توبيخ الرؤساء وتعنيفهم‪ ،‬ا ّل ابين‬
‫آلقم السابقني وآعناهم‪ ،‬فان اجنرح شعور البعض واحرتامه فليعذرين‪ ،‬اإذ احرتام احلق وعدم جرحه آوىل‪،‬‬
‫املةل آعىل وآغىل شأ ًان مهنم‪ .‬اعلموا آن سبب ًا همامً ذلكل التدين هو بعض الرؤساء واخلدّ اعون‬
‫فاحرتام شعور ّ‬
‫املتظاهرون ابمحل ّية ممن يدّ عون الفداء والتضحية للمة‪ ،‬آو قسم من املتش يخني املدّ عني غةر املؤهلني للولية‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬اذ ًا مل تفرت قوهتم املعنوية ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬اذا آردت فأبعم النظر‪ ،‬فان العبارة تشةر اىل »وارتكس« »عضو املبعواثن« من الرمن والس يد »مال لاهر« النائب‬
‫عن »حتاري« يف ذكل الوقت ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#413‬‬

‫فهذه الس نّة السبئة ايخمالفة للس نة النبوية السنيّة يه الخرى من سبئات الاستبداد‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف ؟‬
‫ج‪ :‬ان للك آمة من المم حوع ًا معنو ًاي يشلك جسارة المة‪ ،‬ويصون عرعها‪ ،‬وتمتع فيه قوهتا‪ .‬ولها كذكل‬
‫خزينة معنوية تشلك خساء المة‪ ،‬وتضمن منافعها العامة‪ .‬وختزن فاها ما فضل من الموال‪ .‬فالقسامن املذكوران‬
‫من الرؤساء ‪ -‬بعمل آو بدون عمل ‪ -‬فد فتحوا ثغرات وثقو ًاب يف جوابب ذكل احلوض وتكل اخلزينة‪ .‬وحسبوا موارد‬

‫‪314‬‬
‫البقاء و َآسالوا مادة احلياة‪ ،‬جفففوا احلوض وآفرغوا اخلزينة‪ ،‬فاذا اس متر المر عىل هذا املنوال فستهنار ادلوةل‬
‫الك من قواه الغضبية ‪ -‬ادلافعة ‪ -‬وقواه الشهوية ‪-‬‬ ‫حتت غَلَبة ادليون البالغة املليارات‪ ،‬فكام آن الرجل اذا فقد ً‬
‫اجلاذبة ‪ -‬يصبح ميت ًا وان اكن حي ًا يرزق‪ ..‬وكام آن القطار اذا ثقب خزابه البخارى بيقوب يتعطل عن احلركة‪..‬‬
‫وكام ان املس بحة اذا ابقطع خيطها تتبعرث حباهتا‪ ..‬كذكل المر يف المة ‪ -‬اليت يه خشصية معنوية ‪ -‬فان الرؤساء‬
‫حوض قوهتِ ا ويفرغون خزينة ثروهتا ويقطعون حبل فكرها ّ‬
‫امليل‪ ،‬يفت ّتوهنا قطع ًا وآوصا ًل‪،‬‬ ‫اذلين جيففون َ‬
‫وجيعلوهنا سائبة ذليةل دون كيان‪ ،‬عدمي الوجود‪ ...‬بعم‪[ ،‬حقيقت كمت منى كمن براى دل عاىم جند]‪ ،‬فال اجرح‬
‫شعور احلقيقة لجل فئة من العوام‪.‬‬
‫س‪ :‬ان هذا املقام آجدر ابلتفصيل‪ ،‬فال تدعه مجم ًال ومّبامً؟‬
‫ج‪ :‬ان العهد السابق قد انهتز بداوتمك وهجلمك‪ ،‬وحاك خطط ًا‪ ،‬فاس تغلها قسم من الكرباء ابسلوب خبيث‬
‫مس تخدمني القوة والارغام‪ ،‬فثقبوا ذكل الكزن وذكل النبع‪ ،‬وآسالوا زلل احلياة يف حصراء قاحةل وآرض س بخة‪،‬‬
‫اخرض ا ّل كساىل وانهتازيني‪ ،‬حىت اكبوا يس تغلون الضعف البرشي والعوالف احلساسة دلى‬ ‫ببت ول ّ‬ ‫مفا َ‬
‫اولئك املساكني اذلين مدّ وا ايدهيم اىل صيد صغةر‪ ،‬بتنفةرمه من ثروة ادلبيا لرتختي اظفارمه عن الصيد‪...‬‬
‫فيفلت مهنم ‪ ،‬ليخطفوه مه مبخايّبم لبفسهم‪.‬‬
‫خساء وكرم ًا وهو بذل مقدار من ثروهتا ملصلحة الامة ومنفعهتا‪ ،‬بيد آبه ُاس تغل خساء المة فينا‬ ‫بعم ان للك امة ً‬
‫اس تغال ًل سبئ ًا خبالف خساء المم الخرى اذلي يتخزن يف جوفها حوع ًا واسع ًا لبسقي بس تان العلوم‬
‫واملعارف‪ ،‬وكذا من لبيعة لك امة جسارةً‪ ،‬لجل احملافظة عىل رشف الامة وصيابة عرعها‪.‬‬
‫‪#414‬‬

‫وقد آساء بعض الكرباء يف العهد السابق اس تعامل هذه اجلسارة فألقوها يف حصراء الاختالف وآعاعوها وآخذ‬
‫لك يرضب عنق الخر بغم ٍد من تكل القوة وغالف مهنا‪ ،‬حىت كرسوه‪ ...‬وهكذا انكرست‪ ...‬حىت آهنم رصفوا‬ ‫ٌّ‬
‫‪ -‬فامي ببهنم ‪ -‬تكل القوة العظمية املركبة من مخسامئة آلف من البطال املس تعدين للحفاظ عىل رشف الامة‬
‫فأابدوها يف آرض الختالفات جاعلني آبفسهم مس تحقني للتأديب والتأببب‪ .‬فان اس تفدمت من "املرشولية"‬
‫و"احلرية الرشعية" وسددمت تكل اليغرات آو جعلمتوها مسايل اليه اكحلوض‪ ،‬وآعطيمت تكل القوة الرائعة بيد‬
‫ادلوةل لرصفها يف اخلارج فس تحصلون مثهنا رمح ًة‪ ،‬وعداةل ومدبية‪.‬‬
‫فان شئمت بتبادل فامي بيننا اسلوب احلوار‪ ،‬فأان آسألمك وآجيبوا ابمت‪.‬‬
‫ج‪[ :‬فاسأل ول تد به خبةر ًا]‪.‬‬
‫س‪ :‬هل ميكن ان تكون آمة الارمن اجشع منمك؟ ‪.7‬‬
‫ج‪ :‬الك‪ ،‬مث الك‪ ،‬مل تكن ولن تكون‪..‬‬
‫‪315‬‬
‫س‪ :‬فلامذا اذن ليبوح فدائاهم بأرساره وليفيش عن آخيه شبئ ًا ولو ّقطع اإر ًاب اإر ًاب وآحرق حرق ًا‪ ،‬ببامن لو ُلعن‬
‫جشاع منمك يفرش ارساره مجيع ًا مع دمه املهراق‪ ...‬مفا سبب هذا التفاوت العظمي يف الشجاعة؟‪...‬‬
‫يصةر اذلرة جب ًال وخيضع السد لليعلب‪ ،‬فذكل وظيفتك‬ ‫ج‪ :‬حنن لبعرف كنه ماهيته‪ ،‬ولكننا بعمل ان مثة شبئ ًا ّ‬
‫‪ -‬يف الاجابة ‪ -‬حنن لبطيق محلها‪ ،‬فقد عرفنا وجود ذكل الش فعليك برشح ماهيتنا‪.‬‬
‫امليل‪ ،‬يه مجموع آمته‪ ،‬وكن آمته قد‬ ‫ج‪ :‬فاس متعوا اذ ًا‪ ،‬وافتحوا آذانمك مجيع ًا‪ ،‬فان مهة آرمين متيقظ ابلفكر ّ‬
‫بفسه آو اس تقرت يف قلبه‪ ،‬مفهام اكبت روحه عزيزة وغالية عنده ا ّل آن آمته آعظم عنده‬ ‫صغرت واصبحت َ‬
‫وآ ّعز‪ .‬وحىت لو اكن هل آلف روح لض ّحى به مفتخر ًا ملا حيمل من فكر سا ٍم ‪-‬ابلنس بة اليه ‪ -‬علامً آن آقىص ما‬
‫اكن يتصوره اجشعمك يف السابق ‪ -‬ول آقصد احلاليني ‪ -‬اذلي مل يك متيقظ ًا ول داخ ًال يف النور‪ ،‬ولعامل ًا برشف‬
‫املةل الاسالمية‪ ،‬هو جمرد رشف بفسه آو بفعها‪ ،‬آو رشف‬ ‫ّ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ان التراك والكراد لكوهنم علامء عظام ًا يف فن الشجاعة‪ ،‬اصبحوا مه اجمليبني وآان السائل ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#415‬‬

‫عشةرته آو رئبسها‪ ،‬فاذن ينظر بنظر قصةر ويفكر بتفكةر قارص‪ .‬فال جرم قلي ٌل َمن يُفدي روحه العزيزة مليل‬
‫هذه املقاصد الصغةرة‪..‬‬
‫فلو تصورمت وفكّرمت ابمللّية الاسالمية ‪ 7‬مثل ما ينظرون مبلّيهتم اىل المور‪ .‬لعلنمت عىل رؤوس الشهاد يف‬
‫العامل جشاعتمك وبسالتمك ولسمومت اىل العال‪ ،‬ولو تصور الرمن وفكّروا مثلمك تفكةر ًا سطحي ًا وقارص ًا لتابوا ً‬
‫لقى‬
‫آذلء‪.‬‬
‫حق ًا‪ ،‬اإن لمك اس تعداد ًا لشجاعة لتارى ولبساةل لمتارى‪ ،‬بدليل آن آحدمك يس تخف حياته ويفدي روحه‬
‫رخيصة لصغائر الامور ‪-‬مكنفعة بس يطة او عزة جزئية آو رشف رمزي اعتباري آو ليقال آبه َجسور آو‬
‫للمةل الاسالمية ‪ -‬اليت لتقدّ ر‬‫فداء ّ‬
‫لس تعظام رشف رئبسه‪ .‬فكيف اذا تن ّبه هؤلء‪ ..‬آل يس تخفّون حبياهتم ً‬
‫بمثن ‪ -‬ولو اكبوا مالكني للف روح اذ تكس ّبم آخو ُة ثالمثائة مليون مسمل ومسابدهتم وعوهنم املعنوى‪ ،‬فال غرو‬
‫آن اذلي يض ّحي حبياته لعرشة قروش‪ ،‬يض ّحي هبا بشوق مضاعف لعرش لةرات‪.‬‬
‫فوا آسفى! ابه مثلام ابتقلت حماسننا اىل غةر املسلمني فسجاايان امحليدة مه اذلين رسقوها كذكل‪ ،‬وكن قسامً من‬
‫اخالقنا الاجامتعية السامية مل جيد رواج ًا عندان‪ ،‬فنَ َفر منا والتجأ اياهم‪ ،‬وان قسامً من رذائلهم مل يلق رواج ًا‬
‫عندمه ُجفلب اىل سوق هجالتنا‪.‬‬
‫آل ترون ‪َ -‬حبةرة شديدة ‪ -‬آن غةر املسلمني قد رسقوا اللكمة البيضاء واخلصةل امحلراء كمثال‪" -:‬ان ُم ّت آان‬
‫فلتسمل دوليت ولتحيا آميت واح ّبيت" اليت يه آس آساس الكامل والريق والتقدم احلارض‪ ،‬بل يه مقتىض ادلين‬

‫‪316‬‬
‫مت فلتحيا آميت‪ّ ،‬ان يل فاها حياة معنوية‪ "...‬علامً آن اللكمة امحلقاء‬
‫املبني‪ ،‬ذكل لن فدائباهم يقول "ان ّ‬
‫والسجية العوراء اليت يه آساس اذل ّل والانبية يه اليت تقودان وقد شلّت مهتنا ويه اليت تمتيل ابلعبارة التية‬
‫مت ظمأ ًان فال نزل القطر‪...]..‬‬
‫[اذا ّ‬
‫وهكذا فان آفضل خصالنا ومقتىض ديننا هو آن بقول‪ ،‬بروحنا وجسدان ووجدابنا وفكران وبلك قواان‪" :‬اإن‬
‫متنا‪ ،‬فأمتنا الاسالمية حية‪ ،‬ويه ابقية خادلة فلتحيا آميت ولتسمل‪ ،‬وحس يب اليواب الخروي فان حيايت‬
‫املعنوية اليت يف حياة‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ان ملّيتنا وجود مس تقل بذاته‪ ،‬روُحا الاسالم وعقلها القرآن والاميان ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#416‬‬

‫المة حتيبين وتعبّش ين‪ ،‬وتعلين يف نشوة وذلة يف العامل العلوي‪ ،‬فينبغي آن جنعل ادلساتةر النورابية للنور‬
‫وامحل ّية لنا دس تور ًا مردّدين‪[ :‬واملوت يوم بوروزان]‪.‬‬
‫املةل الاسالمية؟ ‪.7‬‬
‫س‪ :‬كيف جنمع قوتنا وحنافظ عىل رشف ّ‬
‫امليل يف جوف المة حوع ًا للمعرفة واحمل ّبة ‪ -‬كحوض الكوثر ‪ -‬وسدّ وا ابملعارف والعلوم‬ ‫ج‪ :‬احفروا ابلفكر ّ‬
‫ثغرات حتهتا يس يل مهنا املاء‪ ،‬وافتحوا ابلفضيةل الاسالمية املسايل اليت تصب املاء فيه‪ .‬هناك ببع كبةر عائع‬
‫آس اس تعامهل اىل يومنا هذا جفرى يف الرض الس بخة الرملية مفا آدّى ا ّل اىل ترعرع متسولني جعزة‪ ..‬فش ّيدوا‬
‫جمرى مجي ًال هل ُوصبوا املاء ابملساعي الرشعية اىل ذكل احلوض مث اسقوا بس تان كاملتمك به‪ ،‬فهذا بب ٌع لينضب‬ ‫ً‬
‫ولينفد ابد ًا‪.‬‬
‫س‪ :‬ما ذكل النبع؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬الزاكة‪ ،‬فابمت آحناف وشوافع‪.‬‬
‫س‪[ :‬حبذا وبعمت ان مل تذهب غائضه‪ ،‬بل فاعت اىل تكل اخلزينة] ‪. 9‬‬
‫ج‪[ :‬آجل آن فيمك ذاكوة امنا تزتاهر ابلزاكة]‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬لو آعطى الذكياء زاكة ذاكهئم‪ ،‬ورصف الغنياء ولو زاكة زاكهتم ملنفعة المة‪ ،‬لتسابقت امتنا مع المم‬
‫الخرى‪.‬‬
‫س‪ :‬مث ماذا؟‬
‫ج‪ :‬ان ما يعني ذكل النبع هو الإعابة امللّية الاسالمية‪ ،‬ويه الصدقات والنذور اليت يه ابناء معومة الزاكة‬

‫‪317‬‬
‫تنبض بعرقها‪ ،‬وتعني يف اخلدمات‪.‬‬
‫س‪ِ :‬ل َم تسخَر كيةر ًا من عاداتنا املس مترة وتزيفها؟ ‪. 9‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لقد ورد اىل القلب آبه‪ :‬ميكن آن تكون هذه ادلروس اليت آلقيت قبل مخس واربعني س نة عىل العشائر البدو دروس ًا‬
‫الن لطالب النور احلاليني آيض ًا ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬ل متتعض ان هذا الالكم قد لبس لبوس الزاكة ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 3‬تد كن بعض الاس ئةل دخيةل يف املوعوع وكن وداي ًان تفصل ببهنا ولكن اذا ركب اخليال منطاد ًا وآخذ بيده منظار ًا‬
‫مكرب ًا ًَ فلرمبا جيد موالهنا ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#417‬‬
‫ج‪ :‬لن للك زمان حكامً‪ ،‬وهذا الزمان حيمك عىل عادات هرمة ابملوت والنسخ‪ ،‬لن مضارها قد تر ّجحت عىل‬
‫منافعها‪ ،‬وهذا الرتجيح يفيت بأعداهما والقضاء علاها‪.‬‬
‫س‪ :‬ما آول ما يلزمنا؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬الصدق‪.‬‬
‫س‪ :‬مث ؟‬
‫ج‪ :‬عدم الكذب‪.‬‬
‫س‪ :‬مث ؟‬
‫ج ‪ :‬الصدق والاخالص والوفاء‪ ،‬واليبات‪ ،‬والتسابد‪.‬‬
‫س‪ :‬فقط ؟‬
‫ج‪ :‬آجل‪.‬‬
‫س‪ :‬و ِل َم ؟‬
‫ج ‪ :‬ان ماهية الكفر الكذب‪ ،‬وماهية الاميان الصدق‪ ،‬آلبس هذا الربهان اكفي ًا‪ :‬آن بقاء حياتنا مرهوبة بدوام‬
‫الاميان والصدق والتسابد‪.‬‬
‫س‪ :‬آل يلزم او ًل اصالح رؤسائنا؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬بعم‪ ،‬كام آن الرؤساء قد آخذوا آموالمك وجحزوها يف جيوهبم‪ ،‬فقد آخذوا عقولمك آيض ًا آو جحزوها يف آدمغتمك‪.‬‬
‫ذلا فأان الن اخالب عقولمك املوجودة دلهيم‪:‬‬
‫ولتسوفوا يف العامل فيحولها بعضمك اىل‬‫ّ‬ ‫فيا ايهتا الرؤوس والرؤساء‪ّ ،‬اايمك والتوالك اذلي هو عني التتاسل‪،‬‬
‫‪318‬‬
‫بعض‪ ،‬اخدموان بأموالنا اليت يف ايديمك ومبا متلكون من عقول‪ .‬فقد آخذمت اجرتمك ابس تخداممك هؤلء‬
‫‪7‬‬
‫املساكني‪ ...‬فهذا آوان اخلدمة والعمل [فعليمك ابلتدارك ملا ع ّيعمت يف الصيف]‪.‬‬
‫س‪ :‬يبدو منذ س نني آبه قد تنّبت الرغبة يف التدين وتيقّظ الشعور ادليين والزنوع اىل احلق‪ ،‬حىت اتب آشقياء‬
‫"كه وه دان ومامه خوران" توب ًة بصوح ًا‬
‫‪---‬‬
‫‪" 1‬يف الصيف ع ّي ِ‬
‫عت اللنب" مثل يرضب ملن يطلب شبئ ًا قد ّفوته عىل بفسه‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#418‬‬

‫بنصيحة من الس يخ آمحد واصبحوا مريدين صوفيني [وقد قطع الطريق عىل الشقاوة هذا امليالن]‪.‬‬
‫ج‪ :‬ما آرشدمه ا ّل املرشولية الرش يدة والش يخ رسائل النور ‪ 7‬لبه ملا ارتقت املرشولية الرشعية عرش‬
‫الفتار‪ّ ،‬هزت احلبل املتني للملّية‪ ،‬فاهزت بدوره الاسالم ‪ -‬وهو العروة الوثقى ‪ -‬وعرف لك مسمل آبه لبس‬
‫احلس اجملرد‪ ،‬فاملسلمون مجيع ًا مرتبطون اكلعشةرة الواحدة‪.‬‬ ‫مه ًال سائب ًا‪ ،‬بل مرتبط ابلخرين ابملنفعة املشرتكة و ّ‬
‫اذ كام ان احلس نة اليت تصدر من فرد من العشةرة يفتخر هبا اللك‪ ،‬ويشرتكون معه‪ ،‬فال ينحرص ذكل الرشف‬
‫عىل الفرد بفسه‪ ،‬بل يصبح آلوف ًا ‪-‬اكلشمعة اليت تظهر لها آلف الصور يف آلف املرااي‪ -‬فميدّ الرابطة احلياتية‬
‫لتكل العشةرة ابلنور والقوة‪ .‬كذكل المر اذا ارتكب احدمه جناية فان آفراد العشةرة لكهم يعدّ ون مهتمني معه‬
‫اىل حدّ ما‪ .‬مفي ًال‪ :‬اذا ارتبط آفراد هذا اجمللس برابط‪ ،‬والقى آحدمه بفسه يف الطني‪ ،‬فاما آن يوقع اصدقاءه يف‬
‫الطني آو يضجرمه بكرثة احلركة‪ ،‬وبناء عىل هذا فان السبئة الواحدة تتصاعد اىل اللف واحلس نة املنفردة تصةر‬
‫(مكيل ح ّبة آببتت س بع س نابل يف لك سنبةل مئة ح ّبة) (البقرة‪.)967 :‬‬
‫فهذا الرس اذلي يقود اىل التوبة آهجش املتيقظني فكر ًا آو روح ًا ابلبتاء‪ ،‬ولكن العقل اذلي هو يف مقة املنارة‬
‫ليرى جيد ًا سببه اذلي هو يف قعر برئ الوجدان‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الرس اذلي جعل عشائر‬ ‫احلاصل‪ :‬ان املسلمني تنّبوا ويتنّبون وبدآوا يرون الرش رش ًا واخلةر خةر ًا‪ ..‬فهذا هو ّ‬
‫الرس شبئ ًا‬
‫هذه البوادي والوداين يتوبون اىل هللا توبة بصوح ًا واملسلمون لكهم بدورمه يس تعدّ ون لكسب هذا ّ‬
‫فشبئ ًا‪.‬‬
‫ا ّل انمك آقرب اىل امللّية الاسالمية لنمك بدو مل تفسد بعدُ فطرتمك الصلية‪.‬‬
‫س‪ :‬مع علمك بأن اكرام الضيف عادة مس تحس نة عندان‪ ،‬فَ ِ َمل لتزنل عيف ًا عىل آحدان وحتجم عنا‪ ،‬فعاداتنا هذه‬
‫اجب علينا‬
‫فمل تس تحف هبذه العادات ومتنع لالبك من تناول لعامنا وقبول هداايان‪ ،‬مع آبه و ٌ‬ ‫قدمية وآصيةل ِ َ‬
‫خدمتمك والاحسان اليمك‪ ،‬وهو من حقمك علينا‪.‬‬
‫‪---‬‬

‫‪319‬‬
‫‪ 1‬ملا اكن لالب النور قد دخلوا مضن مامه خوران‪ ،‬فيجب الالق ش يخ رسائل النور ‪ -‬بد ًل عن الش يخ املرشولية‬
‫‪ -‬لهنم س تار الاحرار وامحلية الاسالمية وامللّية ومه لحماةل مضن دائرة الاحتاد احملمدي ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫لك من عشائر البدلان العربية وابكس تان‪ ،‬فهم يصدقون سعيد ًا القدمي يف‬ ‫‪ 2‬بعم قد اس تقلت بعد مخس واربعني س نة ٌ‬
‫درسه هذا‪ ،‬وس يصدقوبه يف املس تقبل ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#419‬‬

‫ج‪:‬‬
‫او ًل‪ :‬العمل عزيز‪ ،‬لآريد آن آ ّذهل‪ ..‬وآريد آن آريمك آن من آهل العمل من ليتزنل لدلبيا‪ ،‬ولجيعل صنعة العمل‬
‫وس يةل العبش‪ ،‬وآن الطالب لبسوا متسولني ول حشاذين‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬اريد ان ابصح فع ًال بعض املوظفني اذلين يظهرون الاهامل والكسل يف وظيفهتم ول يقنعون مبرت ّباهتم فال‬
‫متسك تكل املرتبات ايدهيم عن اكرام الضيوف‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬بعض الرؤساء اذلين ابقطعت جماري وارداهتم الظاملة يزلّون اىل ظلامت الظمل بفتحهم ابواب مصاريف‬
‫واسعة جد ًا‪ ،‬فأريد آن آ ّبني هلم لريق ًا لسد تكل البواب‪.‬‬
‫املةل آم لهوى‬‫رابع ًا‪ :‬آريد آن آريمك مقياس ًا تقبسون به من يس يح فامي ببنمك وجيول‪ ،‬آ ُمه يقومون هبذا العمل لجل ّ‬
‫حمتاً بني احليةل وامحلية‪.‬‬
‫آبفسهم؟ فأ ّبني بذكل ّ‬
‫س‪ :‬تصبح هبذا مابع ًا لإحسان الناس‪ ،‬آل ينتج هذا اس تخفاف ًا بسخاوهتم؟‬
‫ج‪ :‬الإحسان امنا يكون اإحسا ًان حق ًا اإن اكن للنوع او للمحتاج آو الفقةر‪ ،‬وعنده يكون السخاء ً‬
‫خساء حق ًا‪ ،‬واذا‬
‫يعوده‬
‫اكن السخاء لجل المة‪ ،‬آو للفرد اذلي يتضمن المة‪ ،‬فهو خساء مجيل‪ ،‬ولكن ان اكن لغةر احملتاج ّ‬
‫الكسل وال ّ‬
‫تسول‪.‬‬
‫فان‪.‬‬
‫واخلالصة‪ :‬ان المة ابقية‪ ،‬ببامن الفرد ٍ‬
‫س‪[ :‬ما تقول يف الاحساانت الشخصية يف السلف‪ ،‬آمناء المة‪ ،‬ورشداهئا‪ ،‬وس يوف ادلوةل وصالُحا‪...‬‬
‫تلت العبوس ية مبتارهما ابهداء عرشة دانبةر لشع ٍر ليوزن شعةرة]‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫الشعر خيط امللّية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مه‬ ‫َدَ‬
‫خ‬ ‫اذلي‬ ‫للسان‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املةل‬‫و‬ ‫النوع‬ ‫اىل‬ ‫ت‬‫اجنر‬
‫ّ‬ ‫قد‬ ‫ابيهناية‬ ‫اهنا‬ ‫مع‬ ‫مافيه‪...‬‬ ‫[فيه‬ ‫ج‪:‬‬
‫مع آن هذا الزمان هو اذلي كشف عن احتياج امللّية وفتح الباب لهذا املقصد العايل]‪.‬‬
‫س‪ :‬ان الرؤساء املتغلبون‪ ،‬قد هتاووا‪ ،‬وآوصد ابب الظمل دوهنم‪ ،‬دع الساقطني وشأهنم‪ ،‬واترك اذلين يعابون‬
‫السكرات‪ ،‬يمتّوا سكراهتم‪...‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هذه العبارة انبعة من مصنع املوعوع ولبسة ما اهدي اليه من السلوب ّ‬
‫احمليل ‪ -‬املؤلف‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫‪#420‬‬

‫ج‪ :‬ابين آريد ان آحفّ َظمك س نّة احلرية الرشعية حىت ميتيلوها ماداموا عىل قيد احلياة‪ .‬بعم‪ ،‬لقد تساقط الرؤساء‬
‫اذلين تربَّوا بقوة الاستبداد وحدها‪ ،‬ومه يس تحقوبه‪ ،‬ا ّل آن فاهم حامة‪.‬‬
‫نشكومه‪ ..‬ومتحةرين‪ ،‬فرنشدمه‪ ..‬وآموا ًات فنحافظ عىل‬
‫[بعم آن ببهنم حامة للمل ّية‪ ،‬فنشكرمه‪ ..‬ومتتاسلني‪ ،‬ف َ‬
‫مةراهثم لئال يأخذه َم ْن‪ ]..‬برز اىل امليدان حديي ًا‪.‬‬
‫كنت ‪ -‬سابق ًا ‪ -‬تو ّد الش يوخ مجيع ًا وحتّبم بل حتسن الظن حىت ابملتش يخني‪ ،‬مفا هذا الهجوم عىل قسم‬ ‫س‪ :‬لقد َ‬
‫من املتش يخني اذلين ابتلوا ابلبدع؟‬
‫ج‪ :‬قد يرد العداء من فرط احملبة وشدهتا! بعم‪ ،‬فكام كنت آحّبّ م لجل بفيس‪ ،‬فقد عشقهتم لنفس الاسالم‬
‫آععاف آععافها‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫الراببية ويف خدلمه عياء احلقيقة]‬
‫[لقد ابتقش يف سويداء قلوهبم الطاهرة الصبغة ّ‬
‫‪9‬‬
‫بدميان اب َدهَا خ ْور دبد رفتند هتئى مخخاهنا كردبدو َرفتنْد]‪.‬‬
‫[ ْ‬
‫ا ّل آن آس آساس مسلكهم‪ :‬تنوير القلوب وربطها ابلفضيةل الاسالمية والسةر علاها‪ ،‬آي‪ :‬الابطباع ابمحلية‬
‫الاسالمية‪ ،‬اي‪ :‬ترك املنافع الشخصية لجل الاخالص‪ ،‬اي‪ :‬التوجه اىل تأسبس احملبة العامة‪ ،‬آي‪ :‬خدمة‬
‫الاحتاد الاسال ي وادلعوة اليه‪.‬‬
‫[فوا آسف ًا لقد آساؤا متكئني وتتاسلوا يف خدمهتم حفينئ ٍذ آريد حتويل مهمهم اىل جمراها احلقيقي القدمي ]‪.‬‬
‫س‪ :‬ابت تذكر دوم ًا "الاحتاد الاسال ي" آل ّ‬
‫تعرفه لنا؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬قد ّعرفته يف مؤلفي "احملمكة العسكرية العرفية"وسوف آريمك جحر ًا من ذكل القرص ّ‬
‫املعىل وبقش ًا منه‪:‬‬
‫املنور‪ .‬و "الروعة املطهّرة"‬
‫ان "الكعبة املكرمة" يه احلجر السود لكعبة سعادتنا اليت يه الاحتاد الاسال ي ّ‬
‫ّدرته البيضاء‪ ،‬و"جزيرة العرب" مكته املكرمة و"ادلوةل العامثبية" املنفّذة للحرية الرشعية حبذافةرها يه مدينته‬
‫املنورة ملدببّهتا‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ان هذا الاسلوب قد نسج من قطع اخلرق املباركة لحد السالسل (للولياء الصوفيني) آي هو اشارة اىل آولياء عظام‬
‫من آمثال‪ :‬الشاه النقشبندي‪ ،‬الامام الرابين‪ ،‬خادل عياء ادلين‪ ،‬س يد له‪ ،‬س يد صبغة هللا ‪ ،‬وس يدا ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬ببت ابلفارس ية تعىن‪ :‬ان الندماء رشبوا ما رشبوا وتركوا احلابة خالية‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#421‬‬

‫فان شئت ان ترى مل ّية الاسالم واحلجر الاساس لالحتاد الاسال ي وبقشه‪ ،‬فدوبك التوقةر الالئق الغيور‬
‫النابع من احلياء وامحلية‪ ..‬والتبسم الربئ الناش من الاحرتام والرمحة‪ ..‬واحلالوة الروحابية احلاصةل من الفصاحة‬

‫‪321‬‬
‫واملالحة‪ ..‬والنشوة الساموية الناش ئة من العشق الفيت والشوق الربيعي‪ ..‬والذلة امللكوتية املتودلة من احلزن‬
‫اجملىل ‪ 7‬فميكن آن يرى من اللون‬ ‫الس َحري‪ ..‬والزينة املقدّ سة املتجلّية من احلُسن اجملرد وامجلال ّ‬
‫الغرويب والفرح َ‬
‫النوراين الباعث من امزتاج هذه اخلصال امحليدة ش من منظر اللون الرجواين من بني اللوان الس بعة لقوس‬
‫قزح قاب قويس الرشق والغرب والطاق ّ‬
‫املعىل لكعبة سعادهتام‪.‬‬
‫ولكن لحيصل الاحتاد ابجلهل‪ ،‬بل الاحتاد امزتاج للفتار‪ ،‬وهذا الامزتاج لي ّمت ا ّل ابلنور الوع للمعرفة‪.‬‬
‫س‪ِ :‬ل َم ّ‬
‫سكت يف السابق؟‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫سكت عىل مجر الغىض]‬ ‫ج‪[ :‬لن الاستبداد اكن مابع ًا لالحتاد فكنت ّ‬
‫س‪ :‬الهجوم عىل املشاخي اذلين وقعوا يف البدع فيه خطر عليك‪ ،‬لن فاهم آولياء [آل ختاف آن تصيّبم جبهاةل‬
‫فتصبح عىل ما فعلت من النادمني]‪.‬‬
‫ج‪[ :‬ان املوىل جل جالهل قد َو َمس بقدرته عىل جباههم الرفيعة بقش احلقيقة‪ .‬و ُمرادي آن آرشد من لاش فهمه‬
‫‪9‬‬
‫ون‬
‫من ذكل النقش] بعم ان جهو ي لبس علاهم بل هلم‪ .‬وذكل لئال يقلل من شأهنم غةر الكفوئني اذلين يزتي ّ َ‬
‫بزهيّ م‪ .‬فعىل هذا آعلن ول آابيل‪:‬‬
‫اين عىل عزم جازم ان آقتحم املهاكل ‪ً ّ -‬ااي اكبت ‪ -‬آمام ما آصبو اليه من سالمة الاسالم‪ ،‬ولن يثنوين عن عز ي‬
‫ابيهتديد والتخويف‪ .‬وما قمية هذه احلياة ادلبيا اليت يفدهيا آدىن آرمين لقومه؟‪ .‬فكيف آخاف علاها وعالقيت‬
‫واهية معها‪ ،‬ولس امي اهنا اكدت تطةر مين س بع مرات‪ ،‬ا ّل آن هللا س بحابه آبقاها عندي آماب ًة‪ .‬فاذ ًا لبس يل‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ان لك فقرة من هذه الفقرات يف هذا الاسلوب املسلسل تشةر اىل شعاع من اشعة الاسالم واىل جامل من جامهل‬
‫واىل جسية من جساايه واىل رابطة من روابطه واىل اساس من اسسه ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬قلت هذا الالكم عندما كنت افكر يف لزوم اللغة العربية ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 3‬ان املرشدين قد اجمتعوا يف هذه التكية‪ ،‬اي يف هذه العبارة‪ ،‬فال تغادرمه دون زايرة هلم ففاها اشارة اىل لك من املولوي‬
‫والقادري والنقشبندي والبكتاش ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#422‬‬

‫حق املنّة يف بذلها والتضحية هبا‪ .‬ومع ان الروح ارادت الطةران من القفص اىل الشجر‪ ،‬والعقل نزع اىل الهروب‬
‫اىل اليأس‪ ،‬ا ّل اهنام استُبقيا يك تفدي احلياة بفسها يف املس تقبل‪ .‬فايهتديد اذن ابس تالب هذه احلياة لقمية هل‬
‫ولبس بش عندي‪ .‬ومل يبق ما هيددوين به ا ّل احلياة الخروية‪ ،‬فلو حرمت حىت من هذه احلياة‪ ،‬فلن آجحم‬
‫عن مقصدي ول آرىض ابلبقاء حتت وطء منّهتا وثقلها‪ .‬فان دَعوا عىل تكل الروح احملرتقة الن بنار الىس‬
‫والسف لتحرق يف انر هجمن‪ ،‬فليكن ول آابيل‪ ،‬لن الوجدان ابخراجه انر الاىس منه يتضمن فردوس ًا من‬

‫‪322‬‬
‫حيايت بيدي لكتاهام‬
‫املقاصد‪ ،‬كام آن اخليال يشلك جنة من المل‪ .‬فليكن امجليع عىل عمل آبين قابض عىل ّ‬
‫تقني آح ٌد اإىل ميداين من ميكل حياة واحدة!‪.‬‬ ‫ومهنمك حبربني مع عدوين يف ميدابني للمبارزة‪ ،‬فال ير ّ‬
‫س‪ :‬ما تطلب من الش يوخ احلاليني؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬الإخالص اذلي يرتمنون به دوم ًا‪ ،‬واجلهاد الكرب اذلي يرابطون يف التتااي اليت يه معسكرات معنوية‬
‫ابلطريقة‪ ،‬اليت يه جندية روحابية فاها‪ ..‬وترك الزتام النفس وترك املنافع الشخصية اذلي هو معىن الزهد‪ ،‬اذلي‬
‫هو شعارمه‪ ..‬واحملبة اليت يدعوهنا ويه جوهر مزاج الاسالم‪ .‬ها مه قد آخذوا منا اجرهتم ابس تخدامنا‪ ،‬فالن‬
‫بطايّبم ابلعمل وهو َد ْين يف رقاهبم‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف يكوبون؟‬
‫ج‪ِ :‬اما آن يولّوا وينرصفوا عنّا آو يرفعوا العناد والغيبة والاحنياز فامي ببهنم‪ ،‬لن قسامً من املتش يخني املبتدعني‬
‫فرق من آهل البدع والضالةل‪.‬‬ ‫قد تسببوا يف تشكيل ٍ‬
‫س‪ :‬كيف ميكن آن يتحدوا ويتفقوا فامي ببهنم‪ ،‬وبعضهم ينكر عىل بعض‪ .‬وحترم يف قواعدمه ودساتةرمه حمبة‬
‫املُن ِكر‪ ،‬بل حىت النس به‪ ،‬فال ريب آن مسأةل الانتار مسأةل هممة؟!‪.‬‬
‫ج‪ :‬وعىل هذا فيل احلق اذ ًا آن آخالب مبا يأيت‪ :‬اهيا امحلقى آما مسعمت آو آما علممت ان الية الكرمية (امنا املؤمنون‬
‫اإخوة) (احلجرات ‪ )72:‬انموس اإلهئي‪ ،‬وهل‬
‫‪#423‬‬

‫تعاميمت عن ادلس تور النبوي الكرمي (ليؤمن آحدمك حىت حيب لخيه ما حيب لنفسه)؟ ‪.7‬‬
‫فيا للعجب‪ ...‬كيف تمتكن آن تنسخ مسأةل الانتار هذه ‪ -‬الواهية املرتددة بني الصدق والكذب ‪ -‬هذين‬
‫الساسني العظميني الرضوريني‪ ،‬آل اإن مسأةل الانتار لبست بالكم هللا تعاىل حىت لتقبل النسخ‪ ..‬آما علموا‬
‫رضه عىل بفعه‪ ،‬والعمل ابملنسوخ لجيوز؟‪.‬‬ ‫آن الزمان قد ن َ َسخَ ذكل الانتار بفتوى غلبة ّ‬
‫س‪ :‬آل ميكن آن يكون العداء فامي ببهنم لرؤية بعضهم من بعض آفعا ًل غةر مرشوعة؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬جعب ًا ًَ ! بأى وجه حق‪ ،‬وبأي ابصاف وبأي سبب تغلبت آس ُ‬
‫باب العداء الناش ئة من ترصفات غةر‬
‫مرشوعة واهية كحجج الصبيان‪ ،‬وترحجت عىل اس باب احملبة العظمية ‪ -‬كجبل َس بحان ‪ 9 -‬الناش ئة من الاميان‬
‫والاسالم والانسابية واجلنس ية‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان الاسالم والانسابية اللتني تقتضيان احملبة هام كجبل " ُآ ُحد" آما الس باب املنتجة للعداء فلبست ا ّل‬
‫اكحلص ّيات الصغةرة‪ .‬فاذلي جيعل العداء يتغلب عىل احملبة يرتكب يف احلقيقة حامقة عظمية‪ ،‬مكن يبخس من قمية‬
‫جبل " ُآحد" ويس تصغره اىل آدىن من حصاة !!‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫ان العداء واحملبة اكلضياء والظالم لجيمتعان آبد ًا‪ ،‬فاذا تغلب العداء‪ ،‬ابقلبت احملبة اىل مداراة وتصنّع‪ ،‬آما اذا‬
‫تغلبت احملبة فالعداء ينقلب اىل تر ّحم واشفاق ورقّة قلب‪.‬‬
‫حب ش ّايل يف ادلبيا يه احملبة‪ ،‬وابغض‬ ‫ان مذهيب هو ابداء احلب للمحبة‪ ،‬واظهار اخلصام للعداء‪ ،‬آي آن آ ّ‬
‫ش عندي هو اخلصام والعداء‪.‬‬
‫س‪ :‬ما الفرق بني الش يخ الويل واملتش يخ املدّ عي للولية؟‪.‬‬
‫حب‬
‫ج‪ :‬ان اكن هدف الشخص وغايته الاحتاد بضياء القلب وبور الفكر‪ ،‬واكن مسلكه احملبة‪ ،‬وشعاره ترك ّ‬
‫اذلات والانبية‪ ،‬واكن مرشبه انتار اذلات‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬رواه مسمل يف كتاب الاميان‪ 17 :‬والبخاري يف الاميان‪. 1 :‬‬
‫‪ 2‬جبل يف رشىق تركيا‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#424‬‬

‫(احملويّة) ولريقته امحل ّية الاسالمية‪ ،‬رمبا يكون ش يخ ًا ًَ مرشد ًا حق ًا‪ .‬ولكن ان اكن مسلكه اظهار مزاايه‬
‫بتنقيص الخرين‪ ،‬ويلقّن حمبته ‪ -‬اىل مريديه ‪ -‬خبصومة الخرين‪ ،‬وينحاز اىل بفسه ويلزتم جانّبا مما يس تلزم‬
‫الاختالف وشق العصا‪ ،‬واكن يظهر آن حمبته متوقفة عىل خصومة الخرين مما ينتج الغيبة وامليل اياها‪ ..‬مفا هو‬
‫متغمن (يف زي غمن) فال ينهتئي به المر ا ّل اىل جعل ادلين وس يةل ّ‬
‫جلر‬ ‫ا ّل متش ّيخ يتطلع اىل الرئاسة‪ ،‬آو ذئب ّ‬
‫مغامن ادلبيا‪ .‬آو هو منخدع بذلة منحوسة مشؤومة آو بأجهتا ٍد خطأ جيعهل ُحيسن الظن بنفسه ويفتح لريق سوء‬
‫الظن يف املشاخي الكرام واذلوات املباركة‪.‬‬
‫س‪ :‬الكمك حسن مجيل‪ ،‬ولكن اين من يسمع؟ ومسلكك عالٍ ورفيع ولكن من يتّبع؟‬
‫ج‪[ :‬ما ليدرك لكه ليرتك لكه] ‪ ..7‬و [امنا الاعامل ابلنيات] ‪[ ..9‬ان املالم عىل من اتبع الهوى والسالم عىل‬
‫من اتبع الهدى]‪.‬‬
‫س‪ :‬مارآيك يف الاختالفات الرهيبة بني علامء العامل الاسال ي؟ وماذا تقول فاها؟‬
‫ج‪ :‬ان العامل الاسال ي يف بظري مكجلس النواب (الربملان) غةر املنتظم آو مكجلس الشورى اختل بظامه‪ ،‬وما‬
‫نسمعه يف الفقه بأن‪" :‬هذا هو رآي امجلهور‪ ،‬وعليه الفتوى" امنا هو بظةر رآى الكرثية يف ذكل اجمللس‪ .‬وما عدا‬
‫تفوض اىل رآي صاحب القابليات‬ ‫رآى امجلهور من القوال ان مل تكن خالية من احلقيقة واجلوهر واللب‪ّ ،‬‬
‫لك اس تعدا ٍد وموهبة مايناسب ترببته وينسجم معها‪ .‬وهاهنا بقطتان‬ ‫واملواهب والاس تعدادات لينتخب ل‬
‫هممتان ‪.9‬‬
‫الوىل‪ :‬ان "القول" اذلي ُآبتخب مبيل هذا الاس تعداد‪ ،‬واذلي يتضمن احلقيقة ‪ -‬اىل حدّ ما ‪ -‬وظ َّل يف القلية‪،‬‬
‫‪324‬‬
‫وخمصص ابلس تعداد اذلي ابتخبه‪ ،‬ا ّل آن صاحبه امههل فرت َك ُه مطلق ًا‪ ،‬والزتمه متبعوه‬
‫مقيّد يف بفس المر‪َّ ،‬‬
‫جفعلو ُه عام ًا‪ ،‬و ّ‬
‫تعصب هل‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬ما ل يدرك لكه ل يرتك ّ‬
‫جهل) هو معىن الية (فاتقوا هللا ما اس تطعمت) واحلديث (اتق هللا ما اس تطعت) ولفظ الرتمجة‬
‫قاعدة ولبس حبديث (كشف اخلفاء للعجلوىن ‪)726/9‬‬
‫‪ 2‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ 3‬تأمل جيد ًا يف هاتني النقطتني وحيسن بك آن تقدرهام حق قدرهام‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#425‬‬

‫مقدلوه وسعوا يف هدم ايخمالفني حفاظ ًا عليه‪ ..‬من هذه النقطة تودلت املصادمة واملشاجرة واجلرح والر ّد حىت‬ ‫ّ‬
‫تشلك من الغبار امليار من حتت آرجلهم ومن الاخبرة املتصاعدة من آفواههم ومن الربوق املنطلقة من آلسنهتم‬
‫فودل جحا ًاب آمام مشس الاسالم السالعة‪ ،‬ولكن ذكل السحاب امل ّبرش‬ ‫‪ -‬حسا ًاب ذا بروق وذا رمحة آحيا ًان‪ّ -‬‬
‫ابلرمحة الواهب لالس تعداد والقابلية من فيض بور الشمس‪ ،‬مثلام مل يُزنل الغيث‪ ..‬فقد جحب النور آيض ًا‪...‬‬
‫يغلب ما فيه من احلقيقة واجلوهر عىل ما يف الاس تعدادات‬ ‫الياين‪ :‬ان القول اذلي ظل يف القلية‪ ،‬اإن مل ْ‬
‫املنتخبة هل‪ ،‬من ه ََو ٍس وهوى آو تدين موروث ومزاج‪ .‬فابه ‪ -‬آي ذكل القول ‪ -‬يبقى عىل خطر عظمي‪ ،‬لإبه‬
‫بد ًل من آن ينصبغ الاس تعداد به وينقلب اىل مايقتضيه‪ ،‬يرصفه لنفسه ويلقحه ويسخّره لمره‪.‬‬
‫فيقطر عس ًال‪ ،‬ببامن‬
‫وها هنا يتحول الهُدى اىل الهوى‪ ،‬ويترشب املذهب من املزاج‪ .‬ان النحل يرشب املاء ّ‬
‫احلية ترشبه وتنفث ّمس ًا‪.‬‬
‫س‪ :‬ايترى‪ ،‬آل جيد هذا اجمللس الاسال ي العايل عىل سطح الارض ابتظام ًا وتنس يق ًا لعامهل مرة آخرى؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬آعتقد بأن العامل الاسال ي قالبة س يصةر مبيابة جملس بواب (برملان) مقدّ س يف ّ‬
‫املةل الانسابية وبني بىن‬
‫خر عىل مدى العصور‬ ‫آدم‪ ،‬وسبشلك وينظم السلف واخللف فامي ببهنم جملس ًا للشورى مولي ًا ٌّ‬
‫لك مهنم و َهجه لل َ‬
‫ا ّل آن القسم الول ومه الابء الش يوخ‪ ،‬سبنصتون هبدوء وثناء‪.‬‬
‫س‪ 7 :‬ان قسامً من الجابب يوردون ش ّبات حول مسائل كتعدد الزوجات والرق‪ ،‬كهنا لتساير املدبية‪،‬‬
‫فييةرون الوهام حول الرشيعة‪.‬‬
‫ج‪ :‬سأقول لمك قاعدة بصورة مجمةل لبين عىل بية اصدار تفاصيلها يف رساةل مس تقةل‪.‬‬
‫ان آحتام الاسالم عىل قسمني‪:‬‬
‫يؤسس عليه الرشيعة وهو احلُسن احلقيقي واخلةر احملض‪.‬‬ ‫الول‪ :‬وهو اذلي َّ‬
‫‪---‬‬

‫‪325‬‬
‫‪ 1‬هذا السؤال لرح من قبل آحد الرانووط ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#426‬‬

‫املعدةل‪ ،‬آي تأيت الرشيعة وخترج الش من صورته البشعة الظاملة اىل صورة مالمئة للزمان‬ ‫الياين‪ :‬الرشيعة ِّ‬
‫واحمليط قابةل للتطبيق حسب الطبيعة البرشية‪ ،‬آخذ ًا ابلصورة املعدَّ ةل اختيار ًا لهون ّ‬
‫الرشين وآخف‬
‫الرضرين‪ ،‬حىت يت ّبرس الوصول اىل احلُسن احلقيقي متام ًا‪ .‬لن رفع آم ٍر مس تأصل يف الطبيعة البرشية رفع ًا آبي ًا‬
‫قلب الطبيعة البرشية رآس ًا عىل عقب‪.‬‬
‫يقت ي َ‬
‫الس ُبل‪ ،‬وهمّدت الطريق لتحويل‬ ‫الرق‪ ،‬بل يه اليت آوجدت ُ‬ ‫وعىل هذا فالرشيعة لبست يه اليت آوجدت ّ‬
‫صوره اىل ماي ّبرس الوصول اىل احلرية التامة والابتقال اياها‪ .‬اي عدّ لت تكل الصورة البشعة‬ ‫الرق من آقىس َ‬
‫ّ‬
‫وقلّلت مهنا‪ .‬مث ان تعدّ د الزوجات اىل حدّ الربع زوجات‪ ،‬مع آهنا موافقة لطبيعة النسان والعقل واحلمكة‪ ،‬فان‬
‫الرشيعة مل تعلها من الواحدة اىل الربعة‪ ،‬بل آنزيهتا وآبقصهتا من الزوجات الامثبية والتسعة اىل الربعة‪ ،‬ولس امي‬
‫رضر ما‪ ،‬وحىت لو حصل يف بعض النقاط رش‪،‬‬ ‫قد وععت رشائط ‪ -‬يف التعدد ‪ -‬حبيث لتؤدي مراعاهتُ ا اىل ٍ‬
‫الرش عداةل اعافية (نسبية)‪ ،‬اإذ اخلةر احملض لميكن ان حيصل يف مجيع آحوال العامل‪،‬‬ ‫رش آهون‪ ،‬وآهون ّ‬ ‫فهو ّ‬
‫هاهات!!‪..‬‬
‫***‬
‫لقد صادفت ‪ -‬بسوء التصادف ‪ -‬آهل الفراط والتفريط من همامجي احلكومة واملعرتعني علاها‪ .‬فقس ٌم من آهل‬
‫الفراط اكبوا يضللون التراك ‪-‬اذلين مه قوام الاسالم بعد العرب ‪ -‬حىت تاوز بعض هجالء هذا القسم اىل‬
‫تكفةر آهل القابون حمتجني بوعع "القابون السايس" و "اعالن احلرية" قبل هذا بيالثني س نة ومس تدلني ابلية‬
‫(ومن مل حيمك مبا آنزل هللا‪( )...‬املائدة‪ )44 :‬فهؤلء املساكني مل يعرفوا آن (و َمن مل حيمك) هو يعين " َمن‬
‫الكرمية ْ‬
‫مل يصدّ ق"‪ .‬فيا للعجب‪ ...‬كيف ل اعارض َمن ظن الاستبداد السابق حري ًة وهامج القابون الساس! ولكن مع‬
‫آن اولئك اكبوا يعارعون احلكومة ا ّل آهنم آرادوا استبداد ًا آشدّ ‪ ،‬لهذا كنت آرفضهم وآر ّد علاهم‪ ،‬مفضللّو آهل‬
‫"احلرية" مه الن من هذا القسم‪.‬‬
‫آما القسم الياين‪ :‬ومه آهل التفريط فال يعرفون ادلين‪ ،‬ويعرتعون ظلامً عىل املسلمني وهيامجوهنم بدون ابصاف‬
‫حمت ّجني ابلتعصب‪ ،‬فاذلين انسلخوا من‬
‫‪#427‬‬

‫"عامثببهتم" وتردوا مهنا‪ ،‬واذلين يريدون ايمتيل بأورواب وتقليدها لك ّي ًا‪ ،‬مه الن من هذا القسم‪.‬‬
‫آهيا العوام! فالن‪ ...‬نس تودعمك هللا‪...‬‬
‫ابتظروا فان يل دعوى آحبهثا مع اخلواص‪ ،‬ويل مسأةل هممة مع احلكومة‪ ،‬مع الرشاف‪ ،‬مع اولئك اذلين لبسوا‬
‫من املاسوبيني من جامعة الاحتاد والرتيق‪.‬‬
‫‪326‬‬
‫ايلبقة اخلواص! حنن العوام ومعارش آهل املدرسة ادلينية بطالبمك حبقنا!‪..‬‬
‫س‪ :‬ماتريدون؟ ‪.‬‬
‫ج‪ :‬نريد آن تصدقوا قولمك بفعلمك‪ ،‬ولتعتذروا بقصور غةرمك‪ ،‬ول تتوالكوا فامي ببنمك وتتتاسلوا يف خدمتنا الواجبة‬
‫عليمك‪ ،‬وان تتداركوا فامي فاتنا بسببمك‪ ،‬وان تس متعوا اىل آحوالنا وتستشةروا حاجاتنا‪ ،‬وان تس تفرسوا عن‬
‫اوعاعنا‪ ،‬وتَدَ عوا ل َ َهومك جابب ًا!‪..‬‬
‫احلاصل‪ :‬ابنا بطلب عامن مس تقبل العلامء يف الولايت الرشقية وبطلب بصيبنا من معىن "الاحتاد" و"الرتىق"‬
‫ل من الامس فنطلب ماهو ّهني عليمك وعظمي عندان‪.‬‬
‫س‪ :‬افصح عن مقصدك ولترتكه مّبامً‪ .‬ماذا تريد؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬بطلب تأسبس "مدرسة الزهراء" ‪ -‬شقيقة اجلامع الزهر ‪ -‬اليت تتضمن اجلامعة‪ .‬بطلب تأسبسها يف‬
‫جنايح بتلبس‪ ،‬المأبوا آبنا ‪ -‬حنن الكراد ‪ -‬لس نا اكلخرين‬ ‫"بتلبس" مع رفيقهتا يف لك من "وان" و"دايربكر" َ‬
‫‪ -‬فنحن بعمل يقين ًا آن حياتنا الاجامتعية تنشأ من حياة التراك وسعادهتم‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف؟ مثل ماذا؟ و ِل َم؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬ان لها بعض رشائط تربوية‪ ،‬وجماري واردات‪ ،‬وحماسن مثرات‪...‬‬
‫س‪ :‬ما رشائطها؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬مثابية‪:‬‬
‫اولها‪ :‬التسمية ابمس "املدرسة" لبه مألوف ومأبوس وج ّذاب‪ ،‬ومع كوبه عنوا ًان اعتبار ًاي ا ّل آبه يتضمن حقيقة‬
‫عظمية ممّا هي ّيج الشواق وين ّبه الرغبات‪.‬‬
‫‪#428‬‬

‫اثناها‪ :‬مزج العلوم الكوبية احلديية ودرهجا مع العلوم ادلينية م َع جعل اللغة العربية واجبة‪ ،‬والكردية جائزة‪،‬‬
‫والرتكية لزمة‪.‬‬
‫س‪ :‬ما احلمكة يف هذا املزج‪ ،‬حىت تدعو اليه دامئ ًا وتدافع عنه؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬لتخليص احملامكة اذلهنية (العقلية) من ظلامت السفسطة احلاصةل من آربعة آبواع من القبسة ايمتييلية‬
‫الفاسدة ‪ 7‬وازاةل املغالطة اليت تودلها امللكة املتفلسفة عىل التقليد الطفييل‪.‬‬
‫س‪ :‬كيف؟ مثل ماذا؟‪.‬‬
‫فترتّب مهة‬
‫تتجىل احلقيقة‪ّ ،‬‬ ‫ج‪ :‬عياء القلب هو العلوم ادلينية‪ ،‬وبور العقل هو العلوم احلديية‪ ،‬فباإمزتاهجام ّ‬
‫الطالب وتعلو بالك اجلناحني‪ ،‬وابفرتاقهام يتودل التعصب يف الاوىل واحليل والش ّبات يف اليابية‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫الرشط اليالث‪ :‬ابتخاب املدرسني فاها‪ ،‬آما من العلامء الكراد من ذوي اجلناحني آي املوثّقني واملعمتدين من قبل‬
‫الكراد والتراك او ممن يعرفون اللغة احمللية لبُس تأنس هبم‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬ا إلستشارة ابس تعداد الكراد وقابلياهتم‪ ،‬وجعل صباوهتم وبسالهتم بصب العني‪ ،‬ومك من لباس‬
‫ي ُس تحسن عىل قامة‪ ،‬يس تقبح عىل آخرى‪ ،‬وتعلمي الصبيان قد يكون ابلقرس آو مبداعبة ميوهلم‪.‬‬
‫الرشط اخلامس‪ :‬تطبيق قاعدة "تقس مي العامل" حبذافةرها‪ ،‬حىت يتخرج من لك شعبة متخصصون َمهَرة مع‬
‫آهنا مداخل وخمارج بعضها ببعض‪.‬‬
‫الرشط السادس‪ :‬اجياد سبيل بعد خترج املداومني وعامن تقدهمم واس تفاعهتم حىت يتساووا مع خرجيي‬
‫املدارس العليا ويتعامل معهم بنفس املعامةل مع املدارس العليا واملعاهد الرمسية‪ ،‬وجعل امتحاانهتا اكمتحاانت‬
‫تكل املدارس منتجة‪ ،‬دون تركها عقمية‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬من آمثال تكل القياسات الفاسدة‪ :‬قياس املعنوايت عىل املادايت‪ ،‬واختاذ ماتقوهل اورواب جحة يف املعنوايت‪ ،‬آي كام آهنم‬
‫ماهرون يف املادايت‪ ،‬ويقتدى هبم فاها‪ ،‬فهم ماهرون يف العقائد ايض ًا‪ .‬واثببهتا‪ :‬رفض آقوال العلامء ‪ -‬ممن مل ّيطلعوا عىل بعض‬
‫العلوم احلديية ‪ -‬يف العلوم ادلينية ايض ًا‪ .‬اثليهتا‪ :‬الاعامتد عىل النفس والاعتداد هبا يف ادلين لغرتاره مبهارته يف العلوم‬
‫احلديية‪ .‬رابعهتا‪ :‬قياس السلف عىل اخللف واملايض عىل احلارض‪ ،‬مث شن الهجوم وتقدمي الاعرتاعات البالةل ‪ -‬شقيق‬
‫املؤلف عبداجمليد‪.‬‬
‫‪#429‬‬

‫الرشط السابع‪ :‬اختاذ دار املعلمني ‪ -‬موقت ًا ‪ -‬ركزية لهذه املدرسة ودجمها معها‪ ،‬لبرسي الابتظام والاس تفاعة من‬
‫العمل من هذه اىل تكل والفضيةل والتدين من تكل اىل هذه‪ ،‬حىت يكون لك مهنا ذا جناحني ابلتبادل‪.‬‬
‫س‪ :‬ما وارداهتا؟‬
‫ج‪ :‬امحلية والغةرة‪..‬‬
‫س‪ :‬مث ؟‬
‫اخرضت ابمحل ّية والغةرة اإس تغنت عنمك وعن‬
‫ج‪ :‬ان هذه املدرسة كنواة تتضمن ‪ -‬ابلقوة ‪ -‬جشرة لوّب‪ .‬فان ّ‬
‫خزائنمك املنضوبة‪ ،‬وذكل جبذهبا الطبيعي حلياهتا املادية‪.‬‬
‫س‪ :‬بأي هجة؟‬
‫ج‪ :‬جبهات عديدة‪:‬‬
‫الاوىل‪ :‬الوقاف‪ ،‬لو ابتظمت ابتظام ًا حقيقي ًا‪ ،‬لسالَت اىل هذا احلوض عين ًا س ياةل بتوحيد املدارس‪.‬‬
‫اليابية‪ :‬الزاكة‪ ،‬فنحن شافعيون وآحناف‪ ،‬فاذا آبدت ‪ -‬بعد حني ‪ -‬تكل املدرسة الزهراء خدماهتا لالسالم‬
‫‪328‬‬
‫والانسابية‪ ،‬فال ريب آن يتوجه اياها قسم من الزاكة وحترصها لنفسها ابس تحقاق‪ ،‬وحىت لو اكبت لها زاكة الزاكة‬
‫لكفهتا‪.‬‬
‫تكون ومتيل عند العقول آمسى "مدرسة" وبنظر القلوب‬ ‫اليالية‪ :‬النذور والصدقات‪ ...‬فكام ان هذه املدرسة ّ‬
‫والوجدان آقدس زاوية "تكية" وذكل مبا تنرشه من مثرات وما تعمه من عياء وما تقدمه لالسالم من خدمات‬
‫جليةل‪ .‬آي فكام يه مدرسة دينية فهئي مدرسة حديية‪ ،‬وتكية آيض ًا‪ .‬وحيهنا يتوجه اياها قسم من النذور‬
‫والصدقات اليت يه من مجةل التتافل الاجامتعي يف الاسالم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬الإعارة‪ ..‬بتوس يع واردات دار املعلمني ‪ -‬بعد ادلمج لجل التبادل املذكور‪ -‬توس يع ًا نسبي ًا‪ ،‬ميكن اعارة‬
‫تكل الواردات اياها موقت ًا‪ ،‬وحيامن تس تغين ‪ -‬بعد مدة ‪ -‬سرت ّد تكل العارية‪.‬‬
‫س‪ :‬ما مثرات هذه املدرسة حىت ترصخ وتدعو اياها حبامسة من قبل عرش س نني بل من قبل مخس ومخسني‬
‫س نة؟‪.‬‬
‫‪#430‬‬

‫ج‪ :‬مجم ًال تأمني مس تقبل العلامء الكراد والتراك ‪ 7‬واحقام املعرفة عن لريق "املدرسة" اىل كردس تان واظهار‬
‫حماسن "املرشولية" و "احلرية" والاس تفادة مهنا‪.‬‬
‫تفصل‪.‬‬
‫س‪ :‬حيسن بك آن توحض آكرث و ّ‬
‫ج‪:‬‬
‫الول‪ :‬توحيد املدارس ادلينية واصالُحا‪...‬‬
‫الياين‪ :‬ابقاذ الاسالم من السالةر والرسائيليات والتعصب املمقوت‪ ،‬تكل اليت صدّ آت س يف الاسالم‬
‫املهنّد‪.‬‬
‫بعم اإن شأن الاسالم الصالبة يف ادلين ويه املتابة واليبات وايمتسك ابحلق‪ ،‬ولبس التعصب الناش عن‬
‫اجلهل وعدم احملامكة العقلية‪ ،‬ويف بظري ان آخطر ابواع التعصب هو ذكل اذلي حيمهل قسم من مقدلي اورراب‬
‫يرصون بعناد عىل ش ّباهتم السطحية‪ ،‬ولبس هذا من شأن العلامء املمتسكني ابلربهان‪.‬‬ ‫وملحدهيا‪ ،‬ملا ّ‬
‫اليالث‪ :‬فتح ابب لنرش حماسن املرشولية‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬لبس هناك يف العشائر من فك ٍر جيرح املرشولية‪ ،‬ولكن ان مل تس تحسن يف بظرمه فال يس تفاد مهنا‪.‬‬
‫وهذا آشد رضر ًا‪ ،‬فالشك آن املريض ليس تعمل دو ًاء يظنه مشو ًاب ابلسم‪.‬‬
‫صاف لتكل العلوم حبيث لينفر‬ ‫الرابع‪ :‬فتح لريق جلراين العلوم الكوبية احلديية اىل املدارس ادلينية‪ ،‬بفتح ببع ٍ‬
‫مهنا آهل املدارس ادلينية‪ ،‬ولقد قلت مرار ًا بأن فهامً خطأ ً وتوهامً مشؤوم ًا قد آقاما ‪ -‬حلد الن ‪ -‬سدّ ين آمام‬

‫‪329‬‬
‫جراين العلوم‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬اكرر ماقلته مرار ًا ‪ -‬بل مئة مرة ‪ -‬ان هذه املدرسة تصاحل بني آهل املدرسة "ادلينية" واملدرسة‬
‫"احلديية" وآهل الزوااي "التتااي" وتعلهم يتحدون ‪ -‬يف القل‪ -‬يف املقصد‪ ،‬وذكل مبا حتدث فامي ببهنم من امليل‬
‫وتبادل الفتار‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬نشاهد بأىس وآسف آن تباين آفتارمه كام ّفرق الاحتاد فامي ببهنم فان ختالف مشارهبم قد وقّف التقدم‬
‫الك مهنم حبمك التعصب‬‫والريق آيض ًا وذكل لن ً‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لقد آلقيت هذه املباحث حول »مدرسة الزهراء« يف الس نة اليالية من اعالن احلرية عىل صورة خطب للهايل يف‬
‫لك من بتلبس ووان ودايربكر وغةرها من الماكن‪ ،‬وقابلوين مجيع ًا ابملوافقة وبأن هذه املسأةل حقيقة وممكنة وقابةل‬
‫للتطبيق‪ ،‬ذلا آس تطيع آن آقول ابين مرتمج ملا اكن يدور خبدلمه يف هذه املسأةل ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#431‬‬

‫ففرط هذا بتضليل ذاك‪ ،‬وآفرط ذاك‬ ‫ملسلكه وبظره السطحي ملسكل الخر‪ ،‬انساق اىل الافراط والتفريط‪ّ ،‬‬
‫بتجهيل هذا‪.‬‬
‫تسم لتان قرص ًا مش يد ًا بورابي ًا ينور الرض ويّبجها فأحد منازهل "مدرسة حديية"‪،‬‬ ‫اخلالصة‪ :‬ان الاسالم لو ّ‬
‫واحدى جحراته "مدرسة دينية"‪ ،‬واحدى زواايه "تكية"‪ ،‬ورواقه مجمع اللك‪ ،‬وجملس الشورى‪ ،‬يمكل البعض‬
‫بقص الخر‪ ..‬وكام آن املرآة متيل صورة الشمس وتعكسها فهذه املدرسة الزهراء س تعكس ومتيل آيض ًا صورة‬
‫ذكل القرص الإلهئي الفخم يف البدلان اخلارجية‪.‬‬
‫اي آهيا الارشاف! اخدموان كام خدمنامك وا ّل‪ ...‬اي آهل احلكومة اذلين تدّ عون الوصاية علينا بعدم بلوغنا سن‬
‫الرشد كام تظنون آ ّمنوا وسائل سعادتنا كامي بطيعمك‪ ،‬وإا ّل‪ ..‬اي اعضاء الاحتاد والرتيق القدماء ايمن تعهّدمت‬
‫وحت ّملمت حبق الواجب الاجامتعي للكراد والتراك حس ن ًا فعلمت ومقمت هبذا املزج‪ ،‬فان احسنمت حفس ن ًا وإا ّل‪..‬‬
‫[فر ّدوا الماانت اىل آهلها] ‪. 7‬‬
‫س‪ :‬هناك عتاب كبةر عىل العلامء حىت‪...‬‬
‫ج‪ :‬ابه ظمل عظمي وعدم ابصاف شديد‪.‬‬
‫س‪ :‬ملاذا؟‬
‫ج‪ :‬لبه حامقة كحامقة من هيب وجود ًا عىل ذبب صدر من العدم‪.‬‬
‫س‪ :‬ماذا تعين؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬ان اإدابة العمل‪ ،‬بذبب انش من عدم احلمل‪ ،‬لشخص ‪ -‬اقرتن علمه بعدم احلمل ‪ -‬مك يه حامقة وبالهة‪ ،‬كذكل‬
‫‪330‬‬
‫فان اإدابة العلامء املساكني ‪ -‬ومه املرشدون دوم ًا اىل قدس ية الاسالم و ّمسوه‪ ،‬واملبلّغون لحتام ادلين‪ ،‬حسب‬
‫لاقاهتم واذلين يس تحقون اكرث احرتام ًا وحمبة ورمحة يف الوقت احلارض ‪ -‬ادانهتم بذبب وخطأ انش من عدم‬
‫وجود علامء مبس توى لئق لهذا العرص‪ ،‬مث القاء ذكل اذلبب وتكل‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬تنبيه‪ :‬اي اعضاء احلكومة وآهل الس ياسة اذلين تعدّون آبفسمك من اخلواص‪ ،‬لتسلّوا آب ُف َسمك ابلستناد اىل هذا الكتاب‬
‫اذلي خيالب العوام ويلقهنم ادلروس يف حتطمي اليأس لن سوء اس تعاملمك آسوآ تأثةر ًا من سوء فهمهم‪ ،‬ليك ارشدمك ُ‬
‫جعلت‬
‫الزمان وكي ًال‪ ،‬فمل تعةروا اىل درس الزمان اب ًل‪ ،‬فذقمت صفعة تأديبية ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#432‬‬

‫اخلطيئة عىل اكهل هؤلء املساكني‪ ،‬ان مل تكن هذه حامقة اعظم وبالهة اكرب مفا يه اذن؟ !‪...‬‬
‫بعم‪ ،‬ان الرضر مل يصبنا من "وجودمه" بل من "عدم وجود" ما ببتغيه من العلامء الفذاذ‪ ،‬لن اغلب الذكياء‬
‫قد اتهوا اىل املدارس احلديية والغنياء مل يتنازلوا اىل منط املعبشة يف املدرسة ادلينية‪ ،‬واملدرسة بفسها ‪ -‬لعدم‬
‫وجود الابتظام وفقدان الاسزتادة من العلوم وابقطاع س بل التخرج ‪ -‬مل تمتكن هتيئة علامء مبقتىض هذا العرص‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫احذروا! ان كره العلامء وبغضهم خطر عظمي‪.‬‬
‫س‪ :‬فان اكبت ببتك خالصة توفّق وقليل من خيلص النية‪ ،‬فابظر اىل ببتك‪.‬‬
‫ايخمةل ابخالص الن ّية ‪ -‬من نسب ونسل‬ ‫ج‪ :‬هلل امحلد ول خفر ‪ .. 9‬ان عنارص الغراض الشخصية ومصاحلها ّ‬
‫تعرف اياهن‪ ،‬ذكل لين لست صاحب نسب شهةر يك‬ ‫ولمع وخوف ‪ -‬لتعرفين ول آعرفهن‪ ،‬بل ل آريد ان آ ّ‬
‫آجدّ يف صون ماعيه‪ ،‬ولست صاحب اولد يك آسعى لضامن مس تقبلهم‪ .‬ولكن يل جنون ‪ -‬آ ّي جنون ‪ -‬حىت‬
‫آ ْ َجع َز احملمكة العسكرية هبيبته ورهبته يف عالجه‪ ،‬ويل هجل مطبق ‪ -‬و ّاي هجل ‪ -‬حىت جعلين آمي ًا ل آس تطيع‬
‫قراءة املكتوب عىل ادلينار وادلرمه‪ .‬آما التجارة الخروية‪ ...‬فقد آليت عىل بفيس آ ّل آتراجع عن لريقي اليت‬
‫آسلكها ولو ع ّيعت فاها رآس مايل‪ .‬واين عىل خسارهتا منذ الن‪ ،‬اذ آسقط يف آاثم كيةرة‪ ...‬فمل يبق ا ّل الشهرة‬
‫التاذبة‪ ...‬ولقد مللت مهنا‪ ،‬وآهرب مهنا‪ .‬لهنا حت ّملين مالميكن آن احتمهل من وظائف‪..‬‬
‫س‪ِ :‬ل َم حتسن الظن ‪-‬لكام امكنك ذكل ‪ -‬حبكومة املرشولية وآفراد "جون تورك" غةر امللحدين؟‪.‬‬
‫ج‪ :‬لنمك تسبئون الظن هبم لكام ت ّبرس لمك ذكل‪ ،‬فأان آحسن الظن هبم‪ ،‬فان اكبوا مبيل ما آقول فبه و ِب َعم‪ ،‬والّ‬
‫فاان آرشدمه اىل الصواب يك يسلكوه‪.‬‬
‫س‪ :‬ما رآيك يف الاحتاد والرتيق؟‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬اي آهل املدارس (ادلينية)‪ :‬لتيأسوا ان العلوم ادلينية والعلوم احلديية يف الوقت احلارض هام املس يطراتن‪ .‬وان لريق‬

‫‪331‬‬
‫التقدم والريق س يكون ابلعمل واببواعه اكفة‪ ،‬وسوف يرتقي آرفعه واعاله اىل آمسى لبقة ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬ان التحدث بنعم هللا رضب من الشكر‪ ،‬مثلام حيدّث الش يخ عن كرامته شكر ًا لنعم هللا عليه ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#433‬‬

‫ج‪ :‬مع ابين آمثّن قميهتم ا ّل ابين اعرتض عىل الشدّ ة اليت يزاولها س ياس يومه ‪ 7‬واهئن ‪ -‬يف الوقت ذاته واس تحسن‬
‫حد ما‪ -‬فروعهم وشعّبم الاقتصادية واليقافية ولس امي يف الولايت الرشقية‪.‬‬ ‫‪ -‬اىل ٍّ‬
‫***‬
‫سؤال‪ :‬ما اذلي آلقاان يف غياهب الضياع واقعدان عن معايل الامور؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫ان احلياة حركة وفعالية‪ ،‬آما الشوق جفوادُها‪ ،‬وهو مطية اهلمة‪ .‬حفاملا متتطي مه ُتمك صهوة جواد الشوق انشدة‬
‫معايل الامور يف ميادين معركة احلياة‪ ،‬اذا بـ"اليأس" آول ما يصادفها‪ ،‬هذا العدو الدل هو اذلي ّ‬
‫يفت من قوة‬
‫اهلمة‪ ..‬فعليمك ان ترضبوه بس يف الية الكرمية‪( :‬ل تقنطوا) (الزمر‪.)19 :‬‬
‫مث يشن "حب الظهور وميل التفوق" جهومه‪ ،‬هذا امليل املغروز يف الانسان حياول التحمك عىل خدمة احلق‬
‫الارض من عىل جوداها‪ ..‬فعليمك ان‬‫اخلالصة من احلسد واملنازعة‪ ،‬فاهوي برضابته عىل رآس اهلمة ويطرُحا َ‬
‫تبعيوا اليه حقيقة الية الكرمية‪( :‬كوبوا قوامني) (النساء ‪.)791 :‬‬
‫مث يربز اىل امليدان "الاس تعجال" ُفزي ّل قدم اهلمة ويُقلّبا عىل عقباها بطفراته خطوات ترتب الاس باب‬
‫واملسببات‪ .‬فتشوش مراحل العلل اليت وععها هللا س بحابه يف سننه الكوبية‪ ..‬فعليمك ان حتمتوا منه ابخلندق‬
‫المني للية الكرمية‪( :‬اصربوا وصابروا ورابطوا) (ال معران ‪.)922 :‬‬
‫مث يتصدى لها "الرآي الشخيص" املستبد والتفكةر الابفرادي اذلي يبدد اعامل الانسان‪ ،‬رمغ ابه م ّلكف‬
‫بفطرته رعاية حقوقه مضن رعايته حلقوق الخرين‪ ..‬فعليمك ان تصدوه ابحلقيقة الشاخمة يف احلديث الرشيف‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫(خةر الناس ابفعهم للناس)‪.‬‬
‫مث خيرج اىل ساحة املعركة عد ٌو آخر وهو‪" :‬التقليد" فيجد الفرصة ساحنة لتقليد‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬يظهر الظمل عند عدم توزيع العداةل توزيع ًا عاد ًل‪ .‬فال ميكن جرح شعور آلف من الناس لجل خشص واحد‪ .‬فالشدة‬
‫مغرور معجب بنفسه َّ‬
‫احلق‪ ،‬يسوق الكثةرين اىل البالل‪ ،‬ورمبا يرمغهم عليه (مبا‬ ‫يشء وامحلية يشء آخر‪ ،‬اذ لو الزتم ٌ‬
‫يس تعمل من شدة) ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪ 2‬حديث حسن آخرجه القضاعي يف مس ند الشهاب وابن عساكر يف اترخي دمشق‪ 9 / 492 / 9 ،‬وابظر الصحيحة‬
‫‪ 496‬وحصيح اجلامع الصغةر وزايدته برمق ‪. 6198‬‬
‫‪#434‬‬

‫‪332‬‬
‫الكساىل واملتخلفني‪ ،‬وبه يقصم ظهر اهلمة‪ ..‬فعليمك حتدّ يه ابحلقيقة الشاهقة‪ ،‬تكل يه حمكة الية الكرمية‪( :‬ل‬
‫يرضمك من عل اذا اهتديمت) (املائدة‪ .)721 :‬كيال تبلغ يدُ العدو آذايل اهلمة‪.‬‬
‫العدو الغدّ ار وهو‪" :‬التسويف" النامج من العجز وفقدان اليقة ابلنفس‪ ،‬فينشأ منه تأجيل الاعامل‬ ‫مث يلوح ّ‬
‫الاخروية من اليوم اىل الغد‪ ،‬وهكذا حىت ميسك يدّ اهلمة ويقعدها عن ايهنوض‪ ..‬فعليمك الاقتداء برس الية‬
‫الكرمية‪( :‬وعىل هللا فليتولك املتولكون) (ال معران ‪ .)799 :‬عىل هللا ل عىل غةره‪ .‬فاجعلوا التولك عليه س بحابه‬
‫حصن ًا للهمة‪.‬‬
‫مث يدخل الساحة العدو امللحد وهو‪" :‬التدخل يف ما هو موكول امره اىل هللا" فيزنل هذا التدخل برضابته‬
‫برصها‪ ...‬فعليمك ان ترسلوا عليه احلقيقة ادلائبة والراحبة دوم ًا‬
‫القاس ية ولطامته املوجعة عىل وجه اهلمة حىت يُعمي َ‬
‫ويه الية الكرمية‪( :‬فاس تقم كام امرت) (هود‪ .)799 :‬يك تقفه عند حدّ ه‪ ،‬فال يتجاوزه‪ ،‬اذ لبس للعبد ان يتأمر‬
‫عىل س يده‪.‬‬
‫واخةر ًا يُقبل "حب الراحة وادلعة" اذلي هو آم املصائب ووكر الرذائل فيصفّد اهلمة الكرمية بسالسهل واغالهل‬
‫ويقعدها عن للب معايل الامور ويقذفها يف هاوية السفاةل واذلةل‪ ..‬فعليمك ان ُخترجوا عىل ذكل السفاح‬
‫الساحر‪ ،‬البطل اجملاهد يف الية الكرمية‪( :‬وآن لبس لالنسان ا ّل ما سعى) (النجم‪.)92 :‬‬
‫[حق ًا ان لمك يف اجلهاد وحت ّمل املشاق راحة كربى‪ ،‬وان اذلي ميكل فطرة حساسة راح ُته يف السعي والعمل]‪.‬‬
‫‪#435‬‬

‫اكن اذلين ليعرفوبين يف اثناء توايل ينظرون اىل مالبيس وحيس بوبين اتجر ًا‪ ،‬ويسألون‪:‬‬
‫‪ -‬آآبت اتجر؟‬
‫‪ -‬بعم‪ ،‬وكميياوي كذكل!‬
‫‪ -‬كيف؟‬
‫‪ -‬هناك ماداتن‪ ،‬امزهجام مع ًا‪ ،‬فيودلان ترايق ًا شافي ًا‪ ،‬وعياء كهرابئي ًا‪.‬‬
‫‪ -‬اين هام؟‬
‫‪ -‬يف سوق املدبية والفضيةل‪ ،‬صندوق مييش عىل رجلني مكتوب عليه "الانسان" فيه جوهر سالع آو آسود‬
‫قامت وهو القلب‪.‬‬
‫‪ -‬وما املاداتن‪.‬‬
‫‪ -‬الاميان واحملبة والوفاء وامحلية‪.‬‬
‫اجلريدة الس يارة‬

‫‪333‬‬
‫ابو لش ‪ ،‬ابن الزمان‪ ،‬اخو العجائب‪ ،‬رفيق الغرائب‪.‬‬
‫بديع الزمان سعيد النوريس‬
‫‪#437‬‬
‫‪%‬‬

‫احملمكة العسكرية العرفية‬


‫او‬
‫شهادة مدرس يت املصيبة‬
‫"اليت لبعت س نة (‪7228‬م)"‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#438‬‬
‫‪#439‬‬

‫ابمسه س بحابه‬
‫(وإان ْمن ىش ٍء إا ّل ي ُس ّب ُح حبمده)‬
‫املقدمة‬
‫حيامن اكبت "احلرية" قرينة اجلنون‪ ،‬جعل الاستبداد الضعيف مستشفى اجملاذيب مدرس ًة يل‪.‬‬
‫صةر الاستبداد الشديد يف املرشولية السجن مدرس ًة‬ ‫وحيامن اكبت العداةل والاس تقامة التبس تا مع الرجعية‪ّ ،‬‬
‫يل‪.‬‬
‫ذهن لالب بدوي‬ ‫فيا اهيا احملرتمون الناظرون اىل شهاديت هذه! ارجو آن تبعيوا ارواحمك وخيالمك عيوف ًا اىل ٍ‬
‫عصيب املزاج واىل جسده‪ ،‬وهو يتابد الاعطراب وقد اخنرط حديي ًا يف املدبية‪ ،‬وذكل لئال تقعوا يف خطأ‬
‫ختطئة الخرين‪.‬‬
‫لقد قلت يف احملمكة العسكرية العرفية يف اثناء حادثة (‪ )97‬مارت‪:‬‬
‫ابين لالب رشيعة‪ ،‬ذلا ازن لك ش مبزيان الرشيعة‪ .‬فالسالم وحده هو مليت‪ ،‬ذلا ُا ّقمي لك ش وابظر اليه‬

‫‪334‬‬
‫مبنظار الاسالم‪.‬‬
‫وابين اذ آقف عىل مشارف عامل الربزخ اذلي تدعوبه "السجن" منتظر ًا يف حمطة الاعدام القطار اذلي يقلين‬
‫اىل الخرة اجشب وابقد ما جيري يف اجملمتع البرشي من احوال ظاملة غدارة‪ .‬خفطايب لبس موهج ًا اليمك وحدمك‬
‫وامنا ُاوهجه اىل بين الانسان لكهم يف هذا العرص‪ .‬فلقد اببعيت احلقائق من قرب القلب عارية جمردة برس الية‬
‫حمرم فال ينظر اياها‪ .‬ابين مهتئ بلك شوق لذلهاب‬ ‫الكرمية‪( :‬يوم تبىل الرسائر) (الطارق‪ )2 :‬مفن اكن اجنبي ًا غةر َ‬
‫اىل الخرة‪ ،‬ومس تعد للرحيل اياها مع هؤلء املعلقني عىل املشابق‪ .‬تصوروا مبلغ اشتيايق اياها هبذا امليال‪:‬‬
‫‪#440‬‬

‫قروي مغرم ابلغرائب مسع بعجائب اس تاببول وغرائّبا وجاملها ومباجهها‪ ،‬مك يش تاق اياها؟‬
‫فاان الن مثل ذكل القروي مش تاق اىل الخرة اليت يه معرض العجائب والغرائب‪.‬‬
‫ذلا فان اإبعادي وبفيي اىل هناك ليُعدّ عقا ًاب يل‪ .‬ولكن اإن اكن يف قدرتمك ويف اس تطاعتمك تعذييب وايقاع العقاب‬
‫عيل فع ّذبوين وجدا ًان‪ ،‬فدوبه لبس عذا ًاب ولعقا ًاب بل خفر ًا ورشف ًا‪.‬‬
‫ّ‬
‫لقد اكبت هذه احلكومة ختامص العقل اايم الاستبداد‪ .‬ا ّل اهنا الن تعادي احلياة ابمكلها‪ .‬فان اكبت احلكومة عىل‬
‫مثوى للظاملني‪.‬‬
‫هذا الشلك واملنطق؛ فليعش اجلنون وليعش املوت‪ ،‬ولتعش هجمن ً‬
‫لقد كنت آمل ان هيئ يل موعع ل ّبني فيه افتاري‪ .‬وها قد آصبحت هذه احملمكة العرفية خةر متان لبث مهنا‬
‫آفتاري‪.‬‬
‫يف الاايم الاوىل من التحقيق سألوين مثلام سألوا غةري‪:‬‬
‫"وابت ايض ًا قد لالبت ابلرشيعة"!‬
‫قلت‪ :‬لو اكن يل الف روح‪ ،‬لكنت مس تعد ًا لن احضي هبا يف سبيل حقيقة واحدة من حقائق الرشيعة‪ ،‬اذ‬
‫الرشيعة سبب السعادة ويه العداةل احملضة ويه الفضيةل‪ .‬اقول‪ :‬الرشيعة احلقة ل كام يطالب هبا املمتردون‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وقالوا كذكل‪ :‬هل ابضممت اىل "الاحتاد احملمدي؟‬
‫اعرفه‪ .‬آروين احد ًا خارج ذكل الاحتاد‬‫قلت‪ :‬بعم بلك خفر واعزتاز! آان من اصغر اعضائه‪ ،‬ولكن ابلوجه اذلي ّ‬
‫من غةر امللحدين‪.‬‬
‫وهكذا فاان انرش اليوم ذكل اخلطاب لبقذ املرشولية من التلوث‪ ،‬واجني اهل الرشيعة من اليأس‪ ،‬واخلّص‬
‫ابناء العرص من ومص اجلهل واجلنون يف بظر التأرخي‪ ،‬وابتشل احلقيقة من الوهام والش ّبات‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬تشلكت هذه امجلعية يف ‪ 1‬ببسان ‪ ، 7222‬واعلن عهنا يف اجامتع ديين حاشد يف جامع اايصوفيا‪ ،‬القى فيه الاس تاذ‬

‫‪335‬‬
‫النوريس خطبة رائعة‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#441‬‬

‫فها اان ابدآ خبطايب‪.‬‬


‫اهيا القادة! اهيا الضباط!‬
‫ان خالصة جنااييت اليت اقتضت جسين يه‪:‬‬
‫اكبت ذبويب فقل يل كيف اعتذر؟]‪.‬‬ ‫[اذا حماســـين الاليت اد ّل هبا‬
‫ويف البداية اقول‪:‬‬
‫عدمت ظلامً فاين آغمن‬
‫ان الرشيف ليتزنل لرتتاب جرمية‪ .‬وإان ُاهتم هبا فالخياف من اجلزاء والعقاب‪ .‬فلنئ ُا ُ‬
‫ثواب شهيدين مع ًا‪ .‬وان لبثت يف السجن فهو بالريب افضل متان يف ظل هذه احلكومة الظاملة اليت لبس‬
‫فاها من احلرية ا ّل لفظها‪ .‬فاملوت مظلوم ًا هو خةر من العبش ظامل ًا‪.‬‬
‫واقول كذكل‪ :‬ان بعض ًا ممن جعلوا الس ياسة اداة لالحلاد‪ ،‬يهتمون الخرين ابلرجعية او ابس تغالل ادلين لجل‬
‫الس ياسة لبسرتوا سبئاهتم وجرامئهم‪.‬‬
‫ان عيون السلطة وجواسبسها آشد قساوة من سابقاهم‪ ،‬فكيف يوثق هبم ويعمتد علاهم وكيف ببين العداةل عىل‬
‫آقواهلم؟‪.‬‬
‫يسمل من تقصةر وبقص‪ ،‬ببامن تراه يتحرى العداةل يقع يف الظمل ابجلنب واخلب‪ .‬ولكن‬ ‫فض ًال عن ان الانسان‪ ،‬اذ ل َ‬
‫مجع تقصةرات متفرقة وقعت يف مدة مديدة ومن ترصف اشخاص كيةرين ‪ -‬واليت ميكن تفادهيا مبا يتخللها من‬
‫حماسن ‪ -‬وتومه صدورها من خشص واحد يف وقت واحد جيعل ذكل الشخص مس تحق ًا لعقاب شديد‪ .‬ببامن‬
‫هذا الامر حبد ذاته ظمل عظمي‪.‬‬
‫والن سنبارش بذكر جنااييت البالغة احدى عرشة جناية وبصف جناية ويه‪:‬‬
‫ارسلت مايقارب من مخسني اوس تني برقية اىل‬ ‫ُ‬ ‫اجلناية الاوىل‪ :‬يف الس نة املاعية‪ ،‬يف بداية اعالن احلرية‪،‬‬
‫العشائر القالنني يف رشيق البالد‪ ،‬وذكل بوسالة ديوان رئاسة الوزارة‪ .‬اكن مضمون تكل الربقيات‪:‬‬
‫"ان املسأةل اليت مسعمتوها ويه املرشولية والقابون الاسايس مفا يه ا ّل العداةل احلقة والشورى الرشعية‪.‬‬
‫تل ُقوها بقبول حسن‪ .‬اسعوا للحفاظ علاها؛ لن سعادتنا ادلبيوية يف املرشولية‪ .‬فلقد قاسبنا ّ‬
‫الامرين من‬
‫الاستبداد اكرث من الخرين"‪.‬‬
‫‪#442‬‬

‫وقد آتت من لك متان اجاابت اإجيابية لهذة الربقيات‪ .‬مبعىن ابين مقت بتنبيه الولايت الرشقية ومل اتركهم‬
‫غافلني‪ ،‬يس تغفلهم استبداد جديد‪..‬‬
‫‪336‬‬
‫تكبت اإذن جناية‪ ،‬حىت دخلت هذه احملمكة!‬ ‫وحيث ابين مل اقل مايل وللناس ار ُ‬
‫اجلناية اليابية‪ :‬لقد مقت ابلقاء خطب عدة عىل العلامء عامة وعىل كيةر من لالب الرشيعة‪ ،‬وذكل يف لك من‬
‫جامع اايصوفيا وابيزيد والفاحت والسلاميبية‪ ،‬وبينت العالقة احلقيقية بني الرشع احلقيقي واملرشولية‪ .‬واوحضت‬
‫ان الاستبداد املتعسف لصةل هل ابلرشيعة الغراء‪ ،‬وإان الرشيعة قد آتت لهداية العامل امجع يك تزيل التحمك‬
‫الظامل والاستبداد كام هو مضمون احلديث الرشيف (س يد القوم خادهمم) ‪ 7‬واان عىل اس تعداد لبرهن برها ًان‬
‫قالع ًا لك لكمة جاءت يف آ ّي خطبة اكبت من اخلطب اليت آلقيهتا ملن هل اي اعرتاض اكن‪.‬‬
‫وقد قلت‪ :‬ان املسكل احلقيقي للرشيعة اإمنا هو حقيقة املرشولية املرشوعة‪.‬‬
‫مبعىن ابين رعبت ابملرشولية ابدللئل الرشعية‪ ،‬ولبس كام ريض هبا بعض دعاة املدبية الغربية‪ ،‬اذ قبلوها‬
‫تقليد ًا وفهموها خالف ًا للرشيعة‪ .‬فمل آتنازل عن الرشيعة ومل اعطها آان مرة لش ‪.‬‬
‫سعيت لبقاذ الرشيعة وصون علامهئا من ش ّبات اورواب واوهاهما فقد آرتكبت اذن جرمية حىت‬ ‫وحيث ابين ُ‬
‫رآيت هذا ايمنط من معامالتمك معي!‬
‫اجلناية اليالية‪ :‬لقد توجست خيفة من ان يلوث صفاء القلوب دلى الولايت الرشقية‪ ،‬فبس تغل بعض دعاة‬
‫الاحزاب ابناء بدلي اذلين يقرب تعدادمه عرشين الف خشص‪ ،‬حيث اهنم يعملون ابمحلاةل ومه ذوو بفوس‬
‫ليبة ساذجة غافةل‪ .‬فتجولت مجيع الاماكن واملقايه اليت يتواجد فاها امحلالون‪ ،‬وبينت هلم املرشولية يف الس نة‬
‫املاعية بقدر مايس توعبوبه‪ .‬فقلت هلم هبذا املعىن‪:‬‬
‫ان الاستبداد ظمل وحتمك يف الخرين‪ ،‬اما املرشولية فهئي العداةل والرشيعة‪ .‬فالسلطان اذا ما الاع اوامر‬
‫س يدان الرسول الكرمي صىل هللا عليه وسمل وسار يف هنجه املبارك فهو‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬رواه ابو عبدالرمحن السلمي يف آداب الصحبة‪ ،‬ورواه اخلطيب‪ ،‬واخرجه ادليلمي‪ ،‬ورواه الطرباين مبعناه‪ ،‬فاحلديث‬
‫ععيف كام علمت‪ ،‬عىل ابه قد يقال ابه حسن لغةره لتعدد لرقه كام مر فتدبر(ابختصار عن كشف اخلفاء ‪.)469/9‬‬
‫‪#443‬‬
‫اخلليفة‪ ،‬وحنن بطيعه‪ ،‬وا ّل فاذلين يعصون الرسول صىل هللا عليه وسمل ويظلمون الناس مه قطاع لرق ولو‬
‫اكبوا ساللني‪.‬‬
‫ان عدوان هو اجلهل والرضورة والاختالف‪ ،‬وس نجاهد هؤلء الاعداء اليالثة بسالح الصناعة واملعرفة‬
‫والتفاق‪ .‬وسنتعاون وبتصادق يد ًا بيد مع الاتراك ومه اخوابنا احلقيقيون اذلين اكبوا السبب ‪ -‬من هجة ‪-‬‬
‫لإيقاظنا من غفلتنا ودفعنا اىل سبيل الريق‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫بعم‪ ،‬بتعاون معهم ومع مجيع من جياوران‪ ،‬لن اخلصام والعداء فساد ّاي فساد‪ .‬فال منكل وقت ًا للخصام‪.‬‬
‫وحنن لبتدخل بشؤون احلكومة‪ ،‬حيث ابنا لبدرك حمكهتا‪.‬‬
‫ولقد آجدت هذه النصيحة وتركت آثر ًا يف اولئك امحلالني اذلين قالعوا العمل يف انزال البضائع ايمنساوية ‪ -‬مثلام‬
‫اقالع البضائع الاوروبية قالبة ‪ -‬حيث ترصفوا ترصف ًا يتسم ابلعقالبية وبعيد ًا عن ايهتور‪.‬‬
‫وحيث ابين كنت السبب يف تقومي ارتبالهم ابلسلطان وتسويهتا وفتح حرب اقتصادية مع ايمنسا فقد ارتكبت‬
‫اذن جناية حىت وقعت يف هذه املصيبة!‬
‫اجلناية الرابعة‪ :‬ان اورواب تظن الرشيعة يه اليت متدّ الاستبداد ابلقوة وتعينه‪ .‬حاش والك‪ ..‬ان اجلهل والتعصب‬
‫املتفش يان فينا قد ساعدا اورواب لتحمل ظن ًا خالئ ًا من ان الرشيعة تعني الاستبداد‪ .‬ذلا تأملت كيةر ًا من اعامق‬
‫قليب عىل ظهنم الس هذا ابلرشيعة‪ ،‬فكام ابين اك ّذب ظهنم فقد ر ّحبت ابملرشولية ابمس الرشيعة قبل اي‬
‫خشص‪ .‬ولكين خشبت من ان يقوم استبداد آخر لتصديق هذا الظن‪ ،‬ذلا رصخت من اعاميق‪ ،‬وبلك ما اوتبت‬
‫من قوة يف خطاب امام املبعوثني‪ ..‬يف جامع اايصوفيا وقلت‪:‬‬
‫افهموا املرشولية يف عوء املرشوعية وتلقوها عىل اساسها‪ ،‬ول ّقنوها الخرين عىل هذه الصورة‪ .‬يك ل تلوهثا‬
‫اليد القذرة لستبداد جديد متسرت وملحد ابختاذ ذكل الش الطيب املبارك ترس ًا لغراعه الشخصية‪ .‬قيّدوا‬
‫احلرية ابداب الرشع لن عوام الناس واجلاهلني يصبحون سفهاء وعصاة وقطاع لرق‪ ،‬فال يطيعون بعد ان‬
‫ظلوا‬
‫‪#444‬‬

‫تصح صالتمك‪ .‬لبين‬‫احرار ًا سائبني بالقيد و رشط‪ .‬ولتكن قبلتمك يف صالة العداةل عىل املذاهب الاربعة يك ّ‬
‫دعوى‪ :‬ابه ميكن اس تخراج حقائق املرشولية رصاحة ومضن ًا وإاذ ًان من بني املذاهب الاربعة‪.‬‬
‫قد اعلنت ً‬
‫وحيث اين قد اخذت عىل عاتقي ‪ -‬واان لالب رشيعة ‪ -‬مايفرض عىل العلامء مجةل من الوظائف والواجبات فقد‬
‫اقرتفت اذن جناية‪ ..‬ولهذا تلقيت مثل هذا العقاب!‬
‫اجلناية اخلامسة‪ :‬لقد دآبت الصحف عىل زعزعة الاخالق الاسالمية بقياسني فاسدين ومبا يوهن العزة‬
‫والإقدام‪ ،‬حىت اهلكوا الافتار العامة السائدة‪ .‬فتصديت هلم مبقالت نرشهتا يف اجلرائد وقلت هلم‪:‬‬
‫اي ارابب الصحف! عىل الادابء ان يلزتموا ابلداب‪ ،‬وعلاهم ان يتأدبوا ابلداب الالئقة ابلسالم فينبغي ان‬
‫تكون اقواهلم صادرة من صدور لحتيد جلهة‪ ،‬ومن قلوب معوم الناس‪ ،‬فبشرتك معهم معوم الامة‪.‬‬
‫وجيب تنظمي برانمج املطبوعات مبا يف وجدانمك من شعور ديين وبية خالصة‪.‬‬
‫ببامن ابمت بقياس فاسد‪ ،‬اي بقياس الريف ابس تاببول‪ ،‬واس تاببول ابورواب اوقعمت الرآي العام والافتار السائدة‬

‫‪338‬‬
‫يف مستنقع آسن‪ .‬فنّبمت عروق الاغراض الشخصية واملنافع اذلاتية واخذ اليأر‪ ،‬حيث يلقن الطفل الصغةر‬
‫اذلي مل يدرج بعد يف املدرسة‪ ،‬الفلسفة الطبيعية املادية‪ .‬فكام ل تليق ابلرجل فساتني الراقصات فالتطبق‬
‫مشاعر اورواب يف اس تاببول‪ .‬اذ اختالف الاقوام وختالف الاماكن والاقطار شباهة بتباين الازمنة والعصور‪.‬‬
‫مبعىن ان اليورة الفرنس ية لتكون دس تور ًا لنا‪ .‬فاخلطأ ينجم من تطبيق النظرايت وعدم التفكر مبتطلبات‬
‫الوقت احلارض‪.‬‬
‫فاان القروي اذلي ل اجيد الكتابة قد مقت ابسداء النصاحئ اىل امثال هؤلء احملررين احلاملني لغراض خشصية‬
‫ومغالطات يف رؤية الامور اليت يعملون فاها بذاكهئم‪ ..‬فارتكبت اذن جناية!‬
‫اجلناية السادسة‪ :‬لقد شعرت مرار ًا يف اجامتعات خضمة ابملشاعر املهتيجة دلى الناس‪ ،‬خفشبت ان خي ّل عوام‬
‫الناس النظام وآمن البالد مبداخلهتم يف الس ياسة‪،‬‬
‫‪#445‬‬

‫فقمت بهتدآة تكل املشاعر اجلياشة بالكم يالمئ لسان لالب عمل قروي قد تعمل اللغة الرتكية حديي ًا‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬يف اجامتع الطالب يف جامع ابيزيد‪ ،‬ويف املودل النبوي املقام يف اايصوفيا‪ ،‬ويف مرسح الفرح‪ .‬هدّ آ ُت ‪-‬‬
‫اىل ح ٍد ما‪ -‬ثورة الناس وغضّبم ‪ .‬فلول تكل اللكامت واخلطب لعصفت عاصفة هوجاء تعصف هبم‪.‬‬
‫فاان البدوي اذلي مل اختلط بعدُ كيةر ًا ابحلضارة‪ ،‬ولعلمي بدسائس املدبيني‪ ..‬قد تدخلت يف امورمه فارتكبت‬
‫اذن جناية!‬
‫اجلناية السابعة‪ :‬لقد لرق مسعي ان مجعية ابمس "الاحتاد احملمدي" قد تأسست‪ ،‬فتوجست خيفة شديدة‪ ،‬من‬
‫صدور حراكت خالئة من بعضهم حتت هذا الامس املبارك‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫حولوا هذا الامس اىل ش بس يط‬ ‫ّ‬ ‫قد‬ ‫مث مسعت اشخاص ًا مرموقني ‪ -‬من امثال سهيل ابشا والش يخ صادق‬
‫ويسةر اإذ حرصوه يف العبادة واتباع سنن مطهرة‪ ،‬فقطعوا عالقهتم بتكل امجلعية الس ياس ية‪ .‬فال يتدخلون بعدُ‬
‫حق املسلمني اكفة‪ ،‬فال يقبل ختصص ًا‬ ‫ابلس ياسة‪ .‬خفشبت مرة اخرى حيث قلت‪ :‬ان هذا الامس هو ّ‬
‫ولحتديد ًا‪ .‬فكام اين منتسب اىل مجعيات دينية عديدة من هجة ‪ -‬حيث قد رآيت ان اهدافها واحدة ‪ -‬كذكل‬
‫ابتسب اىل ذكل الامس املبارك‪.‬‬
‫ولكن الاحتاد احملمدي اذلي اعرفه وابضممت اليه هو ادلائرة املرتبطة بسلسةل بورابية ممتدة من الرشق اىل‬
‫الغرب ومن اجلنوب اىل الشامل‪ .‬فاذلين ينضوون حتت رايهتا يتجاوز عددمه ثالمثائة مليو ًان يف هذا العرص‪ ،‬وان‬
‫هجة الوحدة والارتباط يف هذا الاحتاد هو توحيد هللا‪ .‬قسمه وعهده هو الاميان‪ .‬واملنتس بون اليه مجيع‬
‫املؤمنني منذ اخلليقة‪ .‬وجسل اسامء اعضائه هو اللوح احملفوظ‪ .‬وانرش افتاره مجيع الكتب الاسالمية والصحف‬
‫اليومية اليت تس هتدف اعالء لكمة هللا‪ .‬وحما ّل اجامتعاته وبواديه يه اجلوامع واملساجد والتتااي واملدارس ادلينية‪.‬‬
‫‪339‬‬
‫ومركزه‪ :‬احلرمان الرشيفان‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬من الاعضاء املؤسسني مجلعية الاحتاد احملمدى ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#446‬‬

‫جفمعية مثل هذه‪ ..‬رئبسها هو خفر العاملني س يدان الرسول الكرمي صىل هللا عليه وسمل‪ .‬ومسلكها ومهنجها؛‬
‫جماهدة لك خشص بفسه اي التخلق ابخالق الرسول الكرمي صىل هللا عليه وسمل واحياء الس نة النبوية وحمبة‬
‫الخرين واسداء النصح هلم ما مل ينشأ منه رضر‪.‬‬
‫والنظام ادلاخيل لهذا الاحتاد‪ :‬الس نة النبوية‪.‬‬
‫وقابوبه‪ :‬الاوامر الرشعية وبواهاها‪.‬‬
‫وس يوفه‪ :‬الرباهني القالعة‪ ،‬حيث آن الظهور عىل املدبيني امليقفني امنا هو ابلقناع ولبس ابلضغط والاجبار‪.‬‬
‫حتري احلقيقة ليكون ا ّل ابحملبة‪ ،‬ببامن اخلصومة تكون ازاء الوحش ية والتعصب‪.‬‬ ‫وان ّ‬
‫اما اهدافهم ومقاصدمه فهئي اعالء لكمة هللا ‪.‬‬
‫هذا وان نس بة الاخالق والعبادة وامور الخرة والفضيةل يف الرشيعة يه تسع وتسعون ابملئة ببامن نس بة‬
‫الس ياسة لتتجاوز الواحدة ابملائة‪ .‬فليفكر فاها اولياء اموران‪.‬‬
‫والن فان مقصدان هو سوق امجليع بشوق وجداين اىل كعبة الكاملت بطريق الريق‪ ،‬وذكل بتحريك تكل‬
‫السلسةل النورابية‪ ،‬اذ اإن الريق املادي سبب عظمي لعالء لكمة هللا يف هذا الزمان‪.‬‬
‫وهكذا فاان احد آفراد هذا الاحتاد ومن الساعني لرفع رايته واظهار امسه وا ّل فلست من الاحزاب وامجلعيات‬
‫اليت تسبب الفرقة بني الناس‪.‬‬
‫احلاصل‪ :‬لقد ابيعت السلطان سلمي وقبلت فكره يف الاحتاد الاسال ي‪ ،‬لن ذكل الفكر هو اذلي ايقظ‬
‫الولايت الرشقية‪ ،‬فهم قد ابيعوه عىل ذكل‪.‬‬
‫فالرشقيون الن مه اولئك مل يتغةروا‪ .‬فأساليف يف هذه املسأةل مه‪ :‬الش يخ جامل ادلين الافغاين‪ ،‬ومفيت ادلاير‬
‫املرصية الش يخ محمد عبده‪ .‬ومن العلامء الاعالم عىل سواعي‪ ،‬والعامل حتسني‪ .‬والشاعر انمق كامل اذلي دعا اىل‬
‫الاحتاد الاسال ي والسلطان سلمي اذلي قال‪:‬‬
‫"ان مغبة الاختالف والتفرقة يقلقاين حىت يف قربي‬
‫فسالحنا يف دفع صوةل الاعداء امنا هو الاحتاد‬
‫ىس"‬‫ان مل تتحد الامة فا ّإين احترق آ ً‬

‫‪340‬‬
‫السلطان ايوز سلمي‬
‫‪#447‬‬

‫ولقد دعوت ظاهر ًا اىل هذا الاحتاد احملمدي من اجل مقصدين عظميني‪:‬‬
‫املقصد الاول‪ :‬ابقاذ ذكل الامس من التحديد والتخصيص‪ ،‬ولعلن مشوهل املؤمنني عامة يك ليقع اخلالف‬
‫والفرقة ول ترد الش ّبات والاوهام‪.‬‬
‫املقصد الياين‪ :‬ليكون سد ًا امام افرتاق الفرق والاحزاب اذلي اكن سبب ًا يف هذه املصيبة الفائتة العظمية ‪،7‬‬
‫وذكل مبحاوةل التوحيد ببهنا‪ ،‬فيا اسفي مل يسعفنا الزمن جفاء الس يل فاوقعين ايض ًا‪.‬‬
‫مث كنت اقول‪ :‬لو نشب حريق فسأحاول الفاء جزء مهنا يف الاقل‪ ،‬ولكن احرتقت حىت مالبيس العلمية‪.‬‬
‫بت ‪ -‬برىض مين ‪ -‬الشهرة التاذبة اليت ل اس تطيع تعهدها‪.‬‬ ‫وذه ْ‬
‫فأان اذلي لست ا ّل رج ًال عاد ًاي‪ ،‬قد اخذت عىل عاتقي مسائل هممة تقض مضاجع النواب والاعيان والوزراء‪،‬‬
‫فاذن قد ارتكبت جناية!‪.‬‬
‫اجلناية اليامنة‪ :‬لقد مسعت ان قسامً من اجلنود بدآوا ينتس بون اىل بعض امجلعيات‪ ،‬فتذكرت احلادثة الرهيبة‬
‫لالنكشاريني‪ .‬فقلقت كيةر ًا واعطربت‪ ،‬فكتبت يف احدى الصحف‪:‬‬
‫ان امسى مجعية وآقدسها يف الوقت احلارض‪ ،‬يه مجعية اجلنود املؤمنني‪ .‬جفميع اذلين اخنرلوا يف سكل اجلندية‬
‫ابتداء من اجلندي اىل القائد مه داخلون يف هذه امجلعية‪ .‬اذ اإن آقدس هدف لقدس مجعية‬ ‫املؤمنة املضحية ً‬
‫يف العامل هو الاحتاد والاخوة والطاعة واحملبة واعالء لكمة هللا‪ .‬فاجلنود املؤمنون قالبة يدعون اىل هذا الهدف‪.‬‬
‫آل ان اجلنود مه املراكز‪ ،‬فعىل الامة وامجلعيات ان ينتس بوا اىل اجلنود‪ .‬اذ امجلعيات الاخرى مايه ا ّل جلعل‬
‫الامة جنود ًا يف احملبة والاخوة‪ .‬اما الاحتاد احملمدي اذلي هو شامل مجليع املؤمنني فهو لبس مجعية ول حز ًاب‪،‬‬
‫اذ مركزه وصفّه الاول اجملاهدون والشهداء والعلامء واملرشدون‪.‬‬
‫فلبس هناك مؤمن ولجندي فدايئ سو ًاء آاكن عابط ًا او جند ًاي خارج عن هذا الاحتاد‪ ،‬ذلا فال داعي‬
‫لالبتساب اىل مجعيات اخرى‪ .‬ومع هذا فال اتدخل يف امور بعض امجلعيات اخلةرة اليت لها احلق يف ان تطلق‬
‫عىل بفسها الاحتاد احملمدي‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود حادثة ‪ 97‬مارت‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#448‬‬

‫فاان اذلي لست ا ّل لالب رشيعة‪ ،‬قد غصبت هممة العلامء العظام فاذن قد ارتكبت جناية!‬
‫اجلناية التاسعة‪ :‬لقد شاهدت احلركة الرهيبة اليت حدثت يف (‪ )97‬مارت لبضع دقائق‪ .‬فسمعت مطالب عدة؛‬

‫‪341‬‬
‫فكام اذا اديرت الوان س بعة برسعة ليظهر ا ّل اللون الابيض فكذكل مل يظهر من تكل املطالب ا ّل لفظ‬
‫الرشيعة اليت ختفف فساد تكل املطالب املتباينة من الالف اىل الواحد‪ ،‬وتنقذ العوام من الفوىض‬
‫والاعطراب‪ ،‬واليت حتافظ حفاظ ًا معجز ًا عىل الس ياسة من ان تكون لعبة بيد الافراد‪ .‬فادركت ان الامر‬
‫ينساق اىل الفساد؛ اذ الطاعة قد اختلت‪ ،‬والنصاحئ ل تدي؛ وا ّل كنت ابدفع اىل الفاء تكل النار مثلام كنت‬
‫الف غةرها‪ ،‬ولكن العوام مه الاغلبية‪ ،‬واصدقايئ غافلون وبسطاء‪ ،‬واان اظهر مبظهر الشهرة التاذبة‪.‬‬
‫فبعد ثالث دقائق انسحبت ذاهب ًا اىل "ابقركوي" ‪ 7‬يك احول بني معاريف وبني التورط يف هذا الامر‪.‬‬
‫واوصبت لك من قابلين بعدم التدخل‪ .‬فلو اكن يل تدخل ‪ -‬مبقدار آمنةل ‪ -‬لكنت اظهر يف هذا الامر ظهور ًا‬
‫عظاميً حيث ان مالبيس تعلن عين وشهريت اليت ل اريدها ذائعة بني امجليع‪ .‬ورمبا كنت اثبت وجودي مبقاومة‬
‫جبش احلركة اىل اايس تافابونس ‪ 9‬ولو وحدي مث اموت برشف ورجوةل‪ .‬وعندئ ٍذ اكن تدخيل يف الامور من‬
‫البدهييات‪ .‬فال تبقى حاجة اىل التحقيق‪.‬‬
‫ويف اليوم الياين اس تفرست من اجلنود املطيعني ‪ -‬اذلين مه مييلون عقدة احلياة لنا ‪ -‬فقالوا ان الضباط قد لبسوا‬
‫مالبس اجلنود‪ ،‬فالطاعة لبست خمتةل كيةر ًا‪.‬‬
‫مث كررت السؤال‪ :‬مك من الضباط ُاصيبوا؟ خفدعوين قائلني‪ :‬اربعة فقط‪ ،‬وهؤلء اكبوا من املستبدين‪ .‬وسوف‬
‫تنفذ اداب الرشيعة وحدودها‪.‬‬
‫مث تصفحت اجلرائد ورآيت‪ :‬اهنم ايض ًا يرون تكل احلركة حركة مرشوعة ويصوروهنا عىل هذه الصورة‪،‬‬
‫دلي يه تطبيق الاحتام الرشعية تطبيق ًا اكم ًال‪ .‬ولكن يئست اشد اليأس‬ ‫ففرحت من هجة‪ .‬لن آقدس غاية ّ‬
‫وتأملت كيةر ًا ابختالل الطاعة العسكرية‪ .‬خفالبت اجلنود بلسان مجيع اجلرائد وقلت‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬احد احياء اس تاببول ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬منطقة يف عوايح اس تاببول (يش يل كوي)‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#449‬‬

‫اهيا اجلنود! ان اكن عبالمك يظلمون ابفسهم ابإمث واحد فانمك بعصيانمك تظلمون حقوق ثالثني مليو ًان من‬
‫العامثبيني و ثالمثائة مليو ًان من املسلمني‪ .‬لن رشف العامثبيني وعامة املسلمني وسعادهتم ولواء وحدهتم قامئة ‪-‬‬
‫جبهة ‪ -‬يف لاعتمك‪.‬‬
‫مث انمك تطالبون ابلرشيعة ولكنمك ختالفوهنا بعصيانمك هذا‪.‬‬
‫ولقد ابركت حركهتم وجشاعهتم لن الصحف اليت يه لسان اكذب للرآي العام قد اظهرت لنا آن حركهتم‬
‫مرشوعة‪ .‬فلقد متكنت ‪ -‬بتقديرمه هذا ‪ -‬آن اؤثر بنصيحيت فاهم‪ .‬فهدّ آت العصيان اىل ح ٍد ما‪ .‬وا ّل ملا اكن الامر‬

‫‪342‬‬
‫يكون سه ًال‪.‬‬
‫فاان اذلي قد زرت مستشفى اجملاذيب فع ًال‪ ،‬ومل اقل‪ :‬مايل وللناس‪ ،‬فليفكر يف هذا الامر العقالء‪ ..‬فقد‬
‫ارتكبت اذن جناية!‬
‫اجلناية العارشة‪ :‬لقد ذهبت بصحبة العلامء يوم امجلعة اىل اجلنود اذلين مه يف الوزارة احلربية‪ .‬وقد آخضعت مثابية‬
‫لوابةر اىل الطاعة خبطب مؤثرة جد ًا‪ .‬ولقد اظهرت بصاحئي فوائدها بعد مدة‪ .‬اذكر لمك صورة خطايب‪:‬‬
‫اهيا العساكر املوحدون!‬
‫ان رشف ثالثني مليو ًان من العامثبيني وثالمثائة مليو ًان من املسلمني وكرامهتم وسعادهتم ورمز وحدهتم منولة ‪-‬‬
‫من هجة ‪ -‬بطاعتمك‪ .‬ان اكبوا يظلمون ابفسهم خبطيئة واحدة فانمك بعصيانمك هذا تظلمون ثالمثائة مليو ًان من‬
‫املسلمني‪ .‬لنمك بعصيانمك هذا تلقون الاخوة الاسالمية اىل ايهتلكة‪.‬‬
‫اعلموا جيد ًا!‬
‫ان مركز اجلندي عظمي جد ًا‪ ،‬اذ هو اش به مايكون ابملعمل‪ ،‬فاذا اختل دولب منه خيتل العمل يف املعمل لكه‪.‬‬
‫آل ان اجلنود الافراد ليتدخلون ابلس ياسة‪ ،‬والانكشاريون خةر شاهد عىل هذا‪ .‬انمك تطالبون ابلرشيعة ا ّل‬
‫انمك ختالفوهنا وتلوثوهنا‪.‬‬
‫ابه اثبت ابلرشيعة والقرآن واحلديث واحلمكة والتجربة‪ :‬ان الطاعة فرض لوىل الامر املس تقمي املتدَّين القامئ‬
‫ابحلق‪ .‬فاولياء امورمك مه عبالمك‪ .‬فكام ان همندس ًا ماهر ًا ولببب ًا حاذق ًا اذا ما ارتكب الاثم لتترضر همنة الطب‬
‫والهندسة كذكل‬
‫‪#450‬‬

‫عبالمك اذلين مه منورو الفكر ومثقفون ومطلعون عىل فنون احلرب وذوو الغةرة والشهامة ومه املؤمنون‪ .‬فال‬
‫تظلموا العامثبيني مجيع ًا واملسلمني بعصيانمك لوامرمه جراء حركة جزئية غةر مرشوعة تصدر مهنم‪ ،‬ذكل لن‬
‫العصيان لبس ظلامً واحد ًا بل هو تاوز عىل حقوق ماليني من الافراد‪ .‬ابمت تعلمون آن راية التوحيد الإلهئي‬
‫محموةل عىل يد جشاعتمك‪ .‬وقوة تكل اليد يف الطاعة والنظام‪ ،‬حيث ان آلف ًا من املطيعني املنظمني يعدل مائة الف‬
‫من السائبني‪ .‬وغين عن البيان فان ثالثني مليو ًان من العامثبيني مل يقوموا مبيل هذه الابقالابت ادلموية لوال‬
‫مائة س نة‪ ،‬فلقد مقمت هبا بطاعتمك من دون اراقة دماء‪.‬‬
‫واعيف ايض ًا‪ ،‬ان اعاعة عابط ذي محية وثقافة ودراية يعين اعاعة قوتمك املعنوية‪ ،‬لن الغالب يف الوقت‬
‫احلارض هو الشجاعة الاميابية والعقلية والعلمية‪ .‬واحيا ًان يعدل مثقف واحد مهنم مائة من غةرمه‪ .‬فالجابب‬
‫يسعون ان يغلبومك هبذه الشجاعة‪ ،‬اذ الشجاعة الفطرية وحدها غةر اكفية‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫خالصة الالكم‪ :‬اين ابلغمك ماامره الرسول الاعظم صىل هللا عليه وسمل وهو‪:‬‬
‫ان الطاعة فرض‪ ،‬فال تعصوا عبالمك‪.‬‬
‫فليحيا اجلنود‪ ،‬ولتعش املرشولية املرشوعة‪.‬‬
‫فاان‪ ..‬لبين قد تشمت اعباء هذه املهامت اجلس مية ‪ -‬مع وجود علامء اكفاء ‪ -‬قد ارتكبت اذن جناية!‬
‫اجلناية احلادية عرشة‪ :‬كنت آملس الوعع الردئ ملا اكن يعبشه اهايل الولايت الرشقية فادركت ان سعادتنا‬
‫ادلبيوية س تحصل ‪ -‬من هجة ‪ -‬ابلعلوم احلديية احلارضة‪ ،‬وان احد الروافد غةر الس نة لتكل العلوم س يكون‬
‫العلامء‪ ،‬واملنبع الخر س يكون حامتً املدارس ادلينية‪ ،‬يك يأنس علامء ادلين ابلعلوم احلديية‪.‬‬
‫وحيث ان زمام المر يف تكل البقاع اليت اغلببهتا الساحقة ُاميون بيد علامء ادلين‪ ،‬فهذا الشعور هو اذلي دفعين‬
‫اىل اجمل اىل اس تاببول‪ .‬ظن ًا مين ان بلقى السعادة يف "دار السعادة" يف ذكل الوقت مع ان الاستبداد ‪ -‬اذلي‬
‫اصبح الن ارضا ًاب و ّ‬
‫تقوى اكرث ‪ -‬اكن ي ُس ند اىل املرحوم السلطان ايخملوع‪ ،‬فابه قدّ م يل مرتب ًا‬
‫‪#451‬‬

‫بواسطة وزير المن العام وفض ًال منه وكرم ًا‪ ،‬فرفضت‪ .‬فقد اخطأت! ولكن خطأى ذكل اصبح خةر ًا اذ اظهر‬
‫احن رآيس ذلكل السلطان‬ ‫خطأ اذلين يبغون مال ادلبيا ابلعلوم ادلينية‪ ،‬فضحيت عقيل‪ ،‬ومل ادع حرييت ومل ِ‬
‫الرؤوف‪ ،‬فرتكت منافعي الشخصية؛ اذ هؤلء ميكهنم ان يضموين اىل صفوفهم ابحملبة ولبس ابلعطرار والقوة‪،‬‬
‫فاان منذ س نة وبصف الس نة اسعى هنا لتنال بالدي املعارف والعلوم‪ .‬واغلب الاصدقاء يف اس تاببول عىل عمل‬
‫هبذا‪.‬‬
‫فاان اذلي ابن حامل فقةر‪ .‬مل اتاوز لوري وكوين ابن فقةر وحامل رمغ تبرس ادلبيا يل‪ ،‬ومل اولد عالقايت مع‬
‫ادلبيا بل تركت احب املنالق اىل قليب ويه ذرى جبال الولايت الرشقية داعي ًا اىل السعادة لميت‪ ،‬فدخلت‬
‫مستشفى اجملاذيب واملعتقالت والسجون وعاببت التعذيب والاهاانت يف فرتة املرشولية‪ ..‬لك ذكل لبين‬
‫قد تطاولت اىل ااثل هذه الامور حىت اوقعتين يف مثل هذه احملامك الرهيبة‪ .‬فاذن قد جنيت!‬
‫بصف جناية‪:‬‬
‫ابطالق ًا من مفهوم احلفاظ عىل مركز اخلالفة وهو مركز املسلمني وموعع رابطهتم‪ ،‬واحليلوةل دون عياعه‪..‬‬
‫وظن ًا من كون حرضة السلطان عبد امحليد الياين عىل اس تعداد لستيضاح المر والندم عىل اخطائه‬
‫الاجامتعية السابقة‪ ..‬وآخذ ًا ابلقاعدة اجلليةل "والصلح خةر" لتخفيف الاحداث احلالية اليت سارت بعنف‬
‫وبذرت بذور الفنت والاعطراابت‪ ،‬وحتويلها اىل افضل ما ميكن‪ ..‬لجل لك ذكل قلت بلسان اجلريدة‬
‫للسلطان السابق ما يأيت‪:‬‬

‫‪344‬‬
‫آجعل قرص يدلز ‪ ،‬ذكل النجم املنخسف‪ ،‬جامعة للعلوم لةرتفع اىل الاعايل اكلرثاي‪.‬‬
‫وآسكن فيه اهل احلقيقة ومالئكة الرمحة بد ًل من السواح وزاببية هجمن ليصبح هبيجة هبجة اجلنة‪.‬‬
‫وآعد اىل الامة ما اهدته كل من ثروات يف القرص برصفها يف اإنشاء جامعات دينية لزتيل اجلهل اذلي هو داء‬
‫الامة الوبيل‪.‬‬
‫‪#452‬‬

‫وولن اليقة مبروءة الامة وحمبهتا‪ ،‬فهئي املتكفةل ابدارتمك السلطابية‪ .‬دع ادلبيا قبل ان تدعك وارصف زاكة‬ ‫ّ‬
‫العمر يف سبيل العمر التايل‪ .‬ابه ينبغي التفكر يف الخرة وحدها بعد هذا العمر‪.‬‬
‫يدرس‬
‫والن لنقارن؛ آيلام افضل‪ :‬ان يكون قرص يدلز موعع لهو آم جامعة علوم؟ وان جيول فيه السواح ام ّ‬
‫فليقض احصاب الابصاف يف هذا‪.‬‬ ‫فيه العلامء ؟ يُغصب ام هيُ دى؟ ِ‬
‫فأان الفقةر املعدم مقت ابسداء النصيحة اىل سلطان عظمي ‪ ،‬قد جنيت اذن بصف جناية!‬
‫اما النصف الاخر من اجلناية فمل حين وقت الافصاح عنه ‪.7‬‬
‫وا آسفى لقد وعع املعجبون ابلتطرف يف هذه احلادثة سد ًا امام رغبات الامة املش تاقة اىل املرشولية‬
‫املرشوعة اليت فاها سعادتنا ومنبع حياتنا الاجامتعية العطّش اىل املعارف والعلوم احلديية املنسجمة مع‬
‫الاسالم وذكل ابإلقاهئم الاغراض الشخصية والفنت يف املرشولية‪ .‬زد عىل ذكل آعامل امليقفني املتسمة‬
‫ابلحلاد وعدم الاكرتاث ابدلين‪.‬‬
‫فعىل اذلين آقاموا هذا السد املنيع ان يرفعوه ويزيلوه‪ ،‬وهذا ما نرجوه مهنم ابمس الولن‪.‬‬
‫اهيا القواد والضباط!‬
‫ان الشهود عىل هذه اجلناايت الاحدى عرشة وبصف اجلناية مه آلوف بل ميكن ان يكون بصف اهايل‬
‫اس تاببول شهود ًا عىل بعض اجلناايت‪.‬‬
‫ولكن آللب الاجابة عن الاس ئةل الاحد عرش سؤا ًل وبصف سؤال‪ .‬فض ًال عن رعاي ابلعقاب النازل يب عن‬
‫تكل اجلناايت‪ .‬ومع هذا فيل حس نة واحدة عوع ًا عن هذه السبئات‪ ،‬وسأقولها ويه‪:‬‬
‫ابين عارعت شعبة ‪ -‬الاحتاد والرتيق ‪ -‬املستبدة هنا‪ ،‬تكل اليت اذهبت شوق امجليع والارت نشوهتم وايقظت‬
‫عروق النفاق و ّ‬
‫التحزي وس ببت التفرقة بني الناس‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬ابظروا اىل البحث املوجود يف ختام مجموعة » رساج النور« لتطلعوا عىل النصف الخر من اجلناية‪ ،‬واليت يعاقب‬
‫املؤلف من جراهئا بامثن وعرشين س نة‪ .‬املؤلف (املقصود ‪ :‬الشعاع اخلامس) املرتمج‪.‬‬
‫‪#453‬‬

‫‪345‬‬
‫واوجدت الفرق والاحزاب القومية‪ ،‬وتسمت ابملرشولية ببامن مثلت الاستبداد يف احلقيقة‪ ،‬بل حىت لطخت‬
‫امس الاحتاد والرتيق‪.‬‬
‫حر يف اإبداء الفكر‪ .‬فالصلح العام والعفو العام‪ ،‬ورفع الامتيازات رضوري‪ ،‬لئال يتودل‬ ‫فكره ‪ ،‬واان ّ‬
‫للك ُ‬
‫ان ٍ‬
‫حصاب الامتياز الخرين‪.‬‬
‫النفاق من اس تخفاف آ ُ‬
‫واقول بال خفر‪ :‬حنن املسلمني احلقيقيني بنخدع ولكن ل خندع‪ ،‬ول بتزنل للخداع لجل حياة دبيوية‪ .‬لبنا بعمل‬
‫" امنا احليةل يف ترك احليل"‪.‬ولكن لبين قد عاهدت املرشولية احلقيقية املرشوعة ساصفع الاستبداد ان قابلته‬
‫تقدل امسها‪ .‬ويف اعتقادي ان اعداء املرشولية‬ ‫يف آي لباس اكن‪ ،‬حىت لو اكن لبس ًا مالبس املرشولية او ّ‬
‫يشوهون صورهتا ابظهارها خمالفة للرشيعة واهنا ظاملة‪ ،‬فيكرثون هبذا آعداء الشورى ايض ًا‪ .‬علامً‬ ‫مه اولئك اذلين ّ‬
‫ان القاعدة يه ‪ :‬ل تتبدل احلقائق بتبدل الاسامء‪.‬‬
‫وحيث ان اعظم اخلطأ هو ظن املرء ابه ل خيطأ‪ .‬فاإين اعرتف خبطأي وهو‪ :‬اردت بصح الناس قبل ان آخذ‬
‫فهوبت هبذا شأن الامر ابملعروف حىت اصبح ل‬ ‫بنصيحهتم‪ ،‬سعيت يف ارشاد الخرين قبل اإرشاد بفيس‪ّ ،‬‬
‫جيدي‪.‬‬
‫مث ابه اثبت ابلتجربة ان العقاب يأيت بتيجة ذبب‪ .‬ا ّل ابه احيا ًان يزنل العقاب وملّا يُرتكب ذكل اذلبب إا ّل ابه اظهر‬
‫بفسه يف صورة ذبب آخر‪ .‬فذكل الشخص رمغ ابه برئ من هذا اذلبب ا ّل ابه يس تحق العقاب ذلبب آخر‬
‫خفي‪ .‬فاهلل س بحابه يزنل به املصيبة فيلقيه يف السجن ذلبب خفي‪ ،‬فيعدل‪ .‬ببامن احلامك يظمل لعدم ارتتاب‬
‫الشخص ذكل اذلبب ‪ ،‬وخلفاء اذلبب اخلفي عنه‪.‬‬
‫فيا اويل الامر!‬
‫اكبت يل كرامة وعزة‪ ،‬وكنت ارغب ان اخدم هبا الامة الاسالمية‪ ،‬ا ّل انمك اهنمتوها‪.‬‬
‫وكنت امكل شهرة اكذبة ‪ -‬دون رغبيت ‪ -‬و ُاجري بصحي هبا اىل العوام‪ ،‬فافنيمتوها مشكورين‪.‬‬
‫والن ظلت دلي حياة ععيفة مللت مهنا‪ ،‬فلاهلكين هللا اإن ُصنهتا خوف ًا من الاعدام‪ ،‬ول اكون رشيف ًا اإن مل‬
‫اقدم عىل املوت ببشاشة‪.‬‬
‫‪#454‬‬

‫عيل صور ًة يورث احلمك عليمك وجدا ًان‪ .‬وهذا ل يرضين بل هو رفعة ورشف يل‪ ،‬ولكنمك تلحقون‬
‫ان احلمك ّ‬
‫الرضر ابلمة‪ ،‬لنمك تزيلون تأثةر بصاحئي‪ ،‬فض ًال عن إارضارمك اببفسمك‪ ،‬حيث آكون جحة قالعة بيد ّ‬
‫عدومك‪.‬‬
‫فلقد وععمتوين عىل احملك‪ ،‬تُرى لو وععت ما تسموبه ابلفرق اخلالصة (الاحزاب) عىل مثل هذا احملك مك‬
‫سبسمل مهنم؟‬

‫‪346‬‬
‫ان اكبت املرشولية تعين خمالفة الرشيعة واستبداد جامعة معينة‪[ ،‬فلبشهد اليقالن اين مرتع] ‪.7‬‬
‫ذكل لن الاحتاد القامئ عىل الكذب كذب ايض ًا‪ ،‬واملرشولية القامئة عىل اسس فاسدة ومفسدة مرشولية‬
‫فاسدة‪ ،‬اذ املرشولية احلقة اليت لها ادلوام والبقاء يه املرشولية القامئة عىل احلق وعىل الصدق وعىل احملبة‬
‫وعىل اساس عدم الامتيازات‪.‬‬
‫ابين اب ّبه اىل هذا ولكي آسف وقلق‪:‬‬
‫مث ًال‪ :‬عامل جليل حتجزه صفة العمل عن الفساد‪ ،‬ولكن ي ُقرن ذكر الفساد الناش من هتوره لكام ذكر علمه‪ .‬ومن‬
‫ُمس صفة العمل بسوء‪ .‬آل يوم هذا اىل العداء للعمل؟ كذكل حيامن زرعت الفرقاء بذور التفرقة والفنت ‪-‬‬ ‫مث ت ّ‬
‫خالف ًا للرشيعة ‪ -‬واللقت مليو ًان من الطلقات عبي ًا ‪ ،‬وظلت الس ياسة والنظام العام بيد آفراد اعتياديني‬
‫و ّمعت الفوىض يف الاوساط ‪ ..‬وما هدآ ذكل الطوفان العارم ا ّل معجزة الرشيعة حىت ّمر بسالم من دون إاراقة‬
‫دم‪ .‬مبعىن ان الامس السا ي للرشيعة املطهرة والاحتاد احملمدي انزل تأثةر ذكل الفساد الرهيب من الالف اىل‬
‫الواحد‪.‬‬
‫مس‬ ‫فبيامن الامر هكذا فان ذكر ذكل الامس الطاهر ‪ ،‬الرشيعة‪ ،‬مقرو ًان ابحصاب الفنت وجعهل ترس ًا هلم هو ّ‬
‫لنقطة خطرة جد ًا‪ ،‬بل هو تعرض لعقدة احلياة‪ .‬حبيث يرجف من هوهل لك صاحب وجدان سلمي وتذهب‬
‫بفسه حرسات عليه‪.‬‬
‫ان اذلي يس تطيع ان يتصور ابه ابلمتان جعل الرثاي مكنسة والفائه ابلنفخ‪ ،‬ل يعلن ا ّل عن بالهته!‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هذا القول بظةر قول الامام الشافعي ريض هللا عنه‪.‬‬
‫ان اكن رفض ًا حب آل محمد‬
‫فلبشهد اليقالن اين راف ي (ديوان الامام الشافعى) ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#455‬‬

‫فلو ان َملَتاً يف جو السامء‪ ،‬يف زحل مث ًال‪ ،‬امسك بيده مزيا ًان يزن جبل ارارات وجبل س بحان‪ .‬واعيف عىل‬
‫وزن بقدر درمه‪ ،‬فاملشاهدون القارصو النظر عند ما يرون نزول كفة ارارات اىل الارض‬ ‫جبل ارارات ٌ‬
‫وصعود كفة س بحان اىل السامء‪ ،‬يس ندون الامر واليقل اىل ذكل الوزن البس يط بقدر درمه!‬
‫وهكذا فالكرامة العسكرية وامحلية الاسالمية والرشيعة احملمدية شباهة بتكل اجلبال الشاخمة‪ ،‬اما الاس باب‬
‫اخلارجية فهئي بوزن درمه حفسب‪ .‬فاختاذ هذه الاس باب التافهة اساس ًا يف الامور دليل عىل اجلهل بشأن‬
‫الانسابية والاسالم‪ ،‬بل هتوين هبام‪.‬‬
‫سوف اقول احلقيقة فقط‪ .‬ولن اجابب احلق ابد ًا ‪ ،‬ذكل لن مقام احلق سا ٍم ولن ُاحضي به لجل احد‪ ،‬ذلا لن‬
‫‪347‬‬
‫ترصفين عن ذكر احلق لومة لمئ‪.‬‬
‫ان ما يسمى حبادثة ‪ 97‬مارت‪ ،‬ذكل الطوفان الرهيب والصاعقة احملرقة‪ ،‬قد هيأت ‪ -‬حتت اس باب اعتيادية‬
‫‪ -‬اس تعداد ًا لبيعي ًا حبيث ورد ‪ -‬من عند هللا ‪ -‬عىل لسان القامئني هبا امس الرشيعة املظهرة معجزهتا دوم ًا رمغ‬
‫ان بتاجئ تكل احلادثة اكبت الهرج واملرج‪.‬‬
‫ولن امس الرشيعة جعل ذكل الطوفان مير بسالم فابه يُدين ‪ -‬امام هللا ‪ -‬تكل الصحف اليت اللقت لساهنا‬
‫ابلسوء بعد منتصف ببسان‪.‬‬
‫فاذا ما ُآخذ بنظر الاعتبار الاس باب الس بعة والاحوال الس بع اليت ادت اىل تكل احلادثة تظهر احلقيقة جبالء‬
‫ويه التية‪:‬‬
‫‪ -7‬لقد اكن تسعون ابملائة من هذه احلركة موهجة عد الاحتاد والرتيق وعد استبدادمه ودكتاتوريهتم‪.‬‬
‫‪ -9‬كام اكبت تر ي اىل تبديل الوزراء اذلين اكبوا حمل بقاش وجدال بني الفرقاء والاحزاب‪.‬‬
‫‪ -9‬ابقاذ السلطان املظلوم من اخللع اذلي قد تقرر ُ ّ‬
‫ومصم عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬منع التعلاميت واهناء التلقينات اليت ل تليق مع الداب العسكرية والاداب ادلينية‪.‬‬
‫‪#456‬‬

‫‪ -1‬الكشف عن قاتل الس يد "حسن فهمي" ‪ 7‬بعد ان مت تضخمي موعوع اغتياهل‪.‬‬


‫‪ -6‬تسوية موعوع الضباط " اللييل" ‪ 9‬اذلين ُاخرجوا من اخلدمة العسكرية وابصافهم‪.‬‬
‫‪ -1‬الوقوف تاه تعممي مفهوم احلرية عىل الترصفات السفاهة‪ ،‬اي حتديد معىن احلرية ابلداب الرشعية‪ ،‬مث القيام‬
‫بتطبيق احلدود الرشعية اليت ل يفهم العوام مهنا سوى القصاص وقطع اليد‪.‬‬
‫بيد ان الارعية الس نة اكبت هميأة واخلطط واملزنلقات اكبت جاهزة حىت ذهبت الطاعة العسكرية السامية‬
‫جد ًا حضية لها‪.‬‬
‫ان اس اساس الاس باب هو املناقشات العنيفة ّ‬
‫املتحزية للفرقاء وغلو الصحف يف اجملادلت املبالغ فاها ابلكذب‬
‫عوع ًا عن بالغة الالكم‪ .‬وكام ان دوران القرص امللون ل يظهر ا ّل اللون الابيض فالرشيعة الغراء يه اليت‬
‫تلت من بني هذه املطالب الس بعة املذكورة فسدّ ت لريق الفساد‪.‬‬
‫احلاصل‪:‬‬
‫لقد معت الفوىض والارهاب يف الاوساط مبا نرشته الصحف من مقالت حمرعة‪ ،‬ورشوع الفرقاء بتسجيل‬
‫اسامء الفدائيني ‪ ،‬وس يطرة الاشخاص اذلين قادوا الابقالب‪ ،‬ورساين احلرية املطلقة اىل اجلنود مبا ينايف‬
‫الطاعة العسكرية‪ ،‬وتلقني بعض املهملني اجلنود ما يظنوبه خمالف ًا للداب ادلينية‪ .‬وبعد ان ابفرط عقد الطاعة‬

‫‪348‬‬
‫زرع املستبدون واملتعصبون اجلهالء ‪ -‬واذلين تنقصهم احملامكة العقلية يف ادلين ‪ -‬البذور يف ذكل املستنقع‬
‫السن ‪ -‬بظن الاحسان ‪ -‬وظلت الس ياسة العامة لدلوةل بيد اجلهالء واللق ما يقارب املليون من الطلقات‬
‫يف الهواء وتدخلت الاايدي ادلاخلية واخلارجية‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬حسن فهمي‪ :‬حصفي معروف مبعارعته مجلعية الاحتاد والرتيق‪ .‬مت اغتياهل فوق جرس "غلطة رساي" من قبل هذه‬
‫استياء عام ًا وبقمة عد الاحتاديني‪ .‬املرتمج‬
‫‪2‬امجلعية‪ .‬وااثر اغتياهل ً‬
‫عابط الالييل‪ :‬مه الضباط اذلين ترقوا من اجلندية‪ ،‬ومل يكوبوا من خرجيي اللكية احلربية‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#457‬‬

‫فبيامن الامرالطبيعي ان تؤدي هذه احلادثة اىل الهرج واملرج وتدخل الاجابب يف البالد‪ ،‬ا ّل ان امس الرشيعة‬
‫‪ -‬بفضل هللا ‪ -‬ارجع الارواح اخلببثة الناتة من تكل الاس باب املذكورة اىل اواكرها‪ .‬فظهرت معجزة اخرى‬
‫بعد ثالثة عرش قر ًان‪.‬‬
‫مث ان الصوت ادلاوي للجبش والعلامء يف ذكل الابقالب العظمي الفائت‪" :‬ان املرشولية مستندة اىل الرشيعة"‬
‫رسى رساين التيار الكهرابيئ يف وجدان املسلمني عامة‪ .‬خفرق ذكل الابقالب القاعدة الطبيعية لالبقالابت‬
‫واظهر التأثةر املعجز للرشيعة الغراء‪ ،‬وس يظهره دوم ًا‪.‬‬
‫ابين اعرتض عىل اساس فكر الصحف اليت ظهرت بعد منتصف ببسان وذكل‪ :‬اهنم اوجدوا منفذ ًا ومربر ًا‬
‫للتضحية ابلعزة والكرامة والطاعة العسكرية ‪ -‬اليت يه امسى من احلياة بل تضحى لجلها احلياة ‪ -‬يف سبيل‬
‫اعامل غةر مرشوعة‪ ،‬وافعال خسبسة خادمة للحياة بفسها دلى اهل الوجدان‪.‬‬
‫مث اهنم ظنوا ان مشس الرشيعة اليت تنجذب اياها احلقائق والاحوال وترتبط هبا‪ ،‬اتبعة للسلطة اومنقادة‬
‫للخالفة او اداة لية س ياسة اخرى‪ .‬فاظهروا ‪ -‬ما اعتقدوه ‪ -‬ان الشمس املنةرة اتبعة لنجم منخسف‪.‬‬
‫اقول بلك ما امكل من قوة‪ :‬ابه ل ريق لنا ا ّل بريق الاسالم اذلي هو مليتنا‪ ،‬ول رفعة لنا ا ّل بتجيل حقائق‬
‫الرشيعة‪ .‬وخبالفه نكون مصداق ًا للميل القائل‪" :‬اعاع املش يتني"‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬علينا ان نستشعر برشف الامة وعزهتا وثواب الخرة وبشأن اجملمتع‪ ،‬وقميته‪ ،‬وامحلية الاسالمية‪ ،‬وحب‬
‫الولن وحبب ادلين‪ ،‬ففي املضاعفات قوة اية قوة‪.‬‬
‫اهيا القادة والضباط!‬
‫الالبمك ابنزال العقاب عىل جنااييت‪ ،‬وابلجابة حا ًل عن اس ئليت التية‪ ،‬فان الاسالم هو الانسابية الكربى‬
‫وان الرشيعة الغراء يه املدبية الفضىل ‪ ،‬ذلا فالعامل الاسال ي اه ٌل ليكون املدينة الفاعةل اليت تصورها‬
‫افاللون‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫‪#458‬‬

‫السؤال الاول‪:‬‬
‫ماجزاء املنخدعني ابلصحافة واملنجرفني مع التيار العام املتودل حالي ًا من العادات والتقاليد اليت يروهنا مرشوعة؟‬
‫السؤال الياين‪:‬‬
‫شقي‪ ،‬وللمرشولية اليت‬
‫تشلك يف صورة ثعبان‪ ،‬ولويل صاحل تقمص صفة ّ‬ ‫ما جزاء من يتعرض لإنسان ّ‬
‫لبست لباس الاستبداد ‪ ،‬وما مه يف احلقيقة سوى ثعابني وشقاة ومستبدين؟‬
‫السؤال اليالث‪:‬‬
‫هل يكون املستبد خشص ًافرد ًا واحد ًا؟ ام ميكن ان يكون اشخاص عديدون مستبدين؟ وآرى ان القوة جيب‬
‫ان تكون يف القابون‪ ،‬وا ّل سبتوزع الاستبداد ويش تد اكرث ابملنظامت‪.‬السؤال الرابع‪:‬ايّام ّ‬
‫ارض ‪ :‬اعدام برئ آم‬
‫العفو عن عرشة جناة؟السؤال اخلامس‪:‬افال يزيد من س بل النفاق والتفرقة تشديد اخلناق عىل ارابب املساكل‬
‫والفكر ‪ ،‬علامً ابه ل يغلّبم؟السؤال السادس‪:‬آميكن بغةر رفع احملسوبية والامتيازات حصول احتاد لمة اذلي‬
‫هو معدن حياتنا الاجامتعية؟‬
‫السؤال السابع‪:‬‬
‫ان الإخالل ابملساواة ‪ ،‬وختصيصها لبعض الافراد حفسب‪ ،‬وتنفيذ القابون حبقهم‪ ،‬وان اكن ظاهر ًا يويح‬
‫ابلعداةل ‪ ،‬ولكن عدم املساواة يودل الظمل والنفاق يف هجة اخرى‪ ،‬فض ًال عن ان براءة اغلب املسجوبني قد‬
‫توحضت ابلفراج عن مثابني ابملئة مهنم‪ ،‬ومه بريئون‪.‬‬
‫‪#459‬‬

‫ابين ل اوجه الالكم هنا اىل احملمكة العسكرية‪ ،‬بل عىل ايخمربين ان يتدبروا يف الامر‪.‬‬
‫السؤال اليامن‪:‬‬
‫اذا عدّ ت فرقة معينة بفسها صاحبة امتيازات عىل الخرين‪ ،‬وآجلأت الناس اىل الظهور مبظهر ايخمالف‬
‫للمرشولية‪ ،‬وذكل بكرثة تعرض تكل الفرقة هلم وجرُحا ملشاعرمه‪ ،‬فعىل من يقع اذلبب لو تعرض امجليع‬
‫لالستبداد العنيد املتسرت حتت امس املرشولية‪ ،‬اليت تقدلته تكل الفرقة؟‬
‫السؤال التاسع‪:‬‬
‫عىل من تقع املسؤولية فامي لو ترك بس تاين ابب البس تان مفتوح ًا‪ ،‬ودخل فيه من دخل‪ ،‬مث ظهر حدوث‬
‫الرسقات؟‬
‫السؤال العارش‪:‬‬

‫‪350‬‬
‫لو منحت حرية الفكر والالكم للناس ‪ ،‬مث حوسب خشص عىل الكمه او فكره‪ ،‬آفال يكون ذكل خطة مدبّرة‬
‫دلفع الامة املنكوبة اىل النار؟‬
‫السؤال احلادي عرش‪:‬‬
‫نرى امجليع يعاهدون املرشولية ويقسمون هبا‪ .‬ببامن املعاهد هو بفسه خمالف ملس ّمى املرشولية او ساكت عن‬
‫خمالفاها‪ .‬آل حيتاج ذكل اىل كفّارة ايميني؟ آل تكون الامة اذن اكذبة؟ آفال يعترب اذن الرآى العام الزنيه ابه اكذب‬
‫ومعتوه؟‬
‫حاصل الالكم‪ :‬ان املهمين عىل الوعع احلارض استبداد شديد وحتمك صارم‪ ،‬وذكل من حيث اجلهل املتفيش‪.‬‬
‫وكن الاستبداد والتجسس قد تناخسا روح ًا‪ .‬واذلي يبدو ان الغاية ما اكبت اسرتداد احلرية من السلطان عبد‬
‫امحليد‪ ،‬بل حتويل استبداد ععيف وعئيل اىل استبداد شديد وقوي‪.‬‬
‫بصف سؤال‪:‬‬
‫خشص ععيف رقيق حياول جاهد ًا دفع اذى البعوض والزانبةر عنه لعدم حتمهل لها‪ .‬آفميكن ان يقنع احدُ مه آمحق ًا‬
‫بقوهل ان هذا يقصد بعمهل هذا تسليط اسد هصور عىل بفسه ولبس دفع البعوض وادلاببةر؟‬
‫‪#460‬‬

‫النصف الخر من السؤال ‪ :‬مل يؤذن هل‪.‬‬


‫اهيا القواد والضباط! آقول بلك قويت‪:‬‬
‫مرص إارصار ًا جادًا عىل مجيع احلقائق اليت نرشهتا يف الصحف يف مقاليت لكها‪ .‬فلو دعيت من قبل املايض‪،‬‬ ‫ابين ّ‬
‫من قبل حممكة العرص النبوي السعيد‪ ،‬ابمس الرشيعة العادةل فسأبرز احلقائق اليت نرشهتا بعيهنا‪ ،‬ل ّ‬
‫اغةر مهنا‬
‫شبئ ًا‪ ،‬سوى ما يس توجبه هذا الزمان من ّ‬
‫زي‪.‬‬
‫ولو دعيت من قبل املس تقبل‪ ،‬من قبل حممكة العقالء الناقدين ابمس التارخي ملا بعد ثالمثائة س نة‪ .‬فسأبرز هذه‬
‫احلقائق ايض ًا‪ .‬ا ّل ما حتتاج من ترممي بعض جوانّبا املتشققة‪.‬‬
‫مبعىن ان احلقيقة ل تتحول اىل امر آخر‪ ،‬فاحلقيقة حق‪ ،‬و(احلق يعلو ول يعىل عليه) ‪ 7‬والامة صاحية‪ ،‬بل‬
‫لو ُاغفلت ابملغالطة واخلداع ‪ ،‬فال يدوم ذكل‪.‬‬
‫آما اخليال اذلي ُظن حقيقة فعمره قصةر‪ .‬وس تتشتت تكل الافتار املضلةل امام فوران الرآي العام وتربز‬
‫احلقيقة انصعة اىل امليدان‪ .‬ان شاء هللا‪.‬‬
‫بس كمن جون زير اكنرا اين بس است‬
‫‪9‬‬
‫اببك ده كروم اكردر ده كس است‬

‫‪351‬‬
‫عىل الرمغ من ان الوعع يف جسنمك مع ّذب والزمان رهيب واملتان موحش والسجناء مس توحشون والصحف‬
‫تنرش الاراجيف والااكذيب‪ ،‬والافتار مشوشة والقلوب كسةرة حزينة والوجدان متأمل وايئس واملوظفون‬
‫متشامئون من الوعع واحلراس مزجعون‪ ..‬اقول عىل الرمغ من لك هذا ‪ ،‬فان الوعع اكن يل موعع رسور‪ ،‬لن‬
‫مضةري مل يكن يعذبين‪ .‬بل لكام تنوعت املصائب ترمنت بنغامت متنوعة ايض ًا‪.‬‬
‫بعم لقد امكلت هنا ‪ -‬يف السجن ‪ -‬ادلرس اذلي تلقيته الس نة املاعية يف مستشفى اجملاذيب حيث تلقيت‬
‫دروس ًا مطوةل لطول زمن املصيبة‪ ،‬اذ اكن احلزن‬
‫‪---‬‬
‫‪( 1‬الاسالم يعلو ول يعىل)‪ :‬رواه ادلار قطين والضياء يف ايخمتارة والروايين عن عائد بن معر واملزين رفعه‪ ،‬والطرباين‬
‫والباهقي عن معاذ رفعه‪ ،‬وعلقه البخاري يف حصيحه‪ .‬واملشهور عىل اللس نة زايدة »عىل « اخر ًا‪ ،‬بل يه رواية امحد‪.‬‬
‫واملشهور ايض ًا عىل اللس نة‪ :‬احلق يعلو ول يعىل" عليه‪( .‬كشف اخلفاء) ‪.)791/7‬‬
‫ولكن ل حياة ملن تنادي‪ .‬املرتمج‬ ‫‪ 2‬ببت ابلفارس ية بظةر قول الشاعر‪ :‬لقد امسعت لو انديت حيا‬
‫‪#461‬‬

‫الربئ املظلوم اذلي هو ذلة روحابية لدلبيا علّمين الشفقة عىل الضعفاء وشدة النفور من الظمل والغدر‪.‬‬
‫ابين عىل آمل عظمي‪ ،‬ان الهات والزفرات الساخنة املتبخرة من قلوب الابرايء الكسةرة ستشلك حسابة رمحة‬
‫‪ ،‬وقد بدآت فع ًال هذه السحب بتشكيل دول اسالمية حديية يف ارجاء العامل الاسال ي‪.‬‬
‫ان اكبت املدبية احلارضة يه الرتبة اخلصبة لإمناء مثل هذه الترصفات اليت متس الكرامة الانسابية وتعتدي‬
‫علاها‪ ..‬وهذه الافرتاءات اليت تؤدي اىل النفاق‪ ..‬وهذه الافتار اليت تغذي احلقد والابتقام‪ ..‬وهذه املغالطات‬
‫الش يطابية والتحلل من الداب ادلينية‪ ..‬اذا اكبت هذه يه املدبية‪ ،‬فلبشهد امجليع بأبين افضّ ل مقم اجلبال‬
‫الشاهقة يف الرشق‪ ،‬وافضّ ل حياة البداوة يف تكل اجلبال يف بدلي حيث احلرية املطلقة‪ ،‬عىل مولن النفاق‬
‫اذلي تس ّموبه ابمت قرص املدبية‪.‬‬
‫ان حرية الفكر وحرية الالكم وحسن النية وسالمة القلب اليت مل اشاهدها يف هذه املدبية ادلبية‪ ،‬مس تولية‬
‫عىل جبال رشيق الاانعول بلك معاناها‪.‬‬
‫وحسب علمي ان الادابء يكوبون متأدبني‪ ،‬ا ّل ابين اجد بعض الصحف اخلارجية خالية من الادب وانرشة‬
‫للنفاق‪ .‬فان اكن هذا هو الادب‪ ،‬والراء العامة خمتلطة اىل هذا احلد‪ ،‬فأشهدوا آين ختليت عن هذا الادب‪.‬‬
‫فلست داخ ًال فاهم ايض ًا‪ .‬وسألالع الاجرام الساموية واللوحات الساموية النةرة عىل ذرى جبال مولين‪ ،‬مقة‬
‫ابشت ‪ ،7‬بد ًل من مطالعة هذه الصحف‪.‬‬
‫"ان عامل فيضنا نزيه من عيوب الاماين اخلادعة‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫فقد كتب علينا الرتفع عن زينة اذلهب والفضة منذ الازل‪.‬‬
‫وجفوان نشوة المال ولولها‪.‬‬
‫عشقنا عشق جمنون لليىل ‪ ،‬ولكن اغناان حىت عن وصالها"‪.‬‬
‫[ولول تــتاليــف العال ومقاصــد عوالٍ واعقاب الاحاديث يف غ ٍد‬
‫لعطيت بفيس يف التخيل مرادـهــا وذاك مرادي مذ نشأت ومقصدي‬
‫واكتــم اشــيــاء ولو شــئت قلتــهـا ولو قلهتا مل ُابق للصلح موعــعا]‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬مقة جبل يف جنوب رشيق الاانعول‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#462‬‬

‫تنبيه‬
‫ان اذلي يسوقمك اىل التأمل هو لرح الاس ئةل عىل املدبية‪.‬‬
‫بعم! ابين افضّ ل البداوة عىل هذه املدبية املمزوجة ابلستبداد والسفاهة واذلل‪ .‬ان هذه املدبية تعل‬
‫الاشخاص فقراء وسفهاء وسبيئ الاخالق‪ .‬ببامن تسعى املدبية احلقيقية لرتقية النوع الانساين وتدفعه اىل‬
‫التتامل‪ ،‬وخترج ماهيته النوعية من القوة اىل الفعل‪ ،‬ذلا فان للب املدبية والسعي لها ابطالق ًا من هذه الزاوية‬
‫يعدّ سعي ًا حنو الانسابية‪.‬‬
‫مث ان سبب افتتاين مبحبة معىن املرشولية هو ان املدخل الاول لتقدم آس يا والعامل الاسال ي يف املس تقبل‬
‫هو املرشولية املرشوعة واحلرية اليت يه مضن بطاق الرشيعة‪ .‬وان مفتاح حظ الاسالم وسعده ورقيه‬
‫موجود يف الشورى اليت يف املرشولية‪ .‬حيث قد انسحق ‪ -‬حلد الن ‪ -‬ثالمثائة مليو ًان من املسلمني حتت‬
‫اقدام الاستبداد املعنوي لالجابب‪.‬‬
‫وحيث ان احلامكية الاسالمية هممينة الن يف العامل ول س امي يف آس يا‪ ،‬فان لك مسمل يكون مالتاً جلزء حقيقي‬
‫من احلامكية‪ .‬وان احلرية يه العالج الوحيد لبقاذ ثالمثائة مليو ًان من املسلمني من الارس‪ .‬حفىت لو ترضر هنا‬
‫‪ -‬بفرض حمال ‪ -‬عرشون مليو ًان من الناس يف اثناء ارساء احلرية‪ ،‬فليكن ذكل ً‬
‫فداء‪ ،‬اإذ بأخذ ثالمثائة بدفع‬
‫عرشين‪.‬‬
‫وا آسفى! ان العنارص والقوميات املوجودة عندان خمتلطة اختالط اجزاء الهواء ‪ ،‬ومل متزتج امزتاج اجزاء املاء‪.‬‬
‫وس متزتج تكل العنارص والقوميات ابلسالم اذلي يفعل فعل التيار الكهرابيئ فاهم‪ .‬وس يأيت ابذن هللا مزاج‬
‫العداةل املنصفة املتودلة من حرارة بور املعارف الاسالمية‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫فلتعش املرشولية املرشوعة‪ .‬ولتدم احلرية ّ‬
‫النةرة املسرتشدة برتبية حقيقة الرشيعة‪.‬‬
‫غريب زمان الاستبداد‬
‫بديع زمان املرشولية‬
‫وبدعة هذا الزمان‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#463‬‬

‫خاتـمة‬
‫اعتقد ان البحث يظل انقص ًا ان مل اوجه بضع لكامت اىل موالين‬
‫واخواين‪.‬‬
‫اي آبناء ولين واخواين! اي احفاد اجلنود الاشاوس جليوش آس يا البسالء للقرون املاعية‪ ،‬كفامك بوم ًا مخلسامئة‬
‫س نة‪ .‬تيقظوا فلقد آذن الصباح‪ .‬وا ّل ستهنبمك الغفةل وابمت تغطون يف بوم معيق يف حصراء اجلهل القاحةل‪.‬‬
‫ان احلمكة الالهية اليت يه بظام العامل واملؤسسة للقابون الالهئي النوراين الساري يف ارجاء العامل لكه قد رفعت‬
‫اصبع القدر منذ الازل تأمرمك‪ :‬حافظوا عىل املوازبة العامة‪ ،‬بتوحيد ومزج محيتمك وقوتمك الضائعتني ابلتفرقة ‪-‬‬
‫عياع قطرات املاء املتناثرة ‪ -‬ابلفكر امليل‪ ،‬اي املةل الاسالمية‪ ،‬مكوبني بذكل جاذبة ولنية عظمية من‬
‫جاذابت اذلرات اجلزئية‪ .‬فتنجذب هذه الكتةل العظمية وتدور اكلكوكب املنةر يف موكب امجلاهةر املتحدة‬
‫الاسالمية املميةل لشوكة مشس الاسالم العظمي‪.‬‬
‫مث ان احلرية الرشعية اليت يه حقيقة اجامتعية قد ابتصبت عىل ذرى املس تقبل شاخمة مشوخ جبل س بحان‬
‫وارارات‪ ،‬هذه احلرية املستندة اىل الرشيعة حتذرمك من الابصياع اىل النفس الامارة ابلسوء ومن التجاوز عىل‬
‫الخرين‪ .‬واهنا يهتتف بمك وبأمثالمك من الغافلني املتفرقني يف اودية املايض السحيقة‪ :‬اجهموا عىل اجلهل والفقر‬
‫ابلعمل والصنعة‪.‬‬
‫مث ان احلاجة اليت يه آم املدبية وآم الاخرتاع والريق قد رفعت يدها لتزنلهاعليمك صفعة‪ ،‬فتأمرمك‪ :‬اإما آن تعطوا‬
‫حياة حريتمك يف حصراء اجلهل هذه اىل الناهبني او عليمك ان هترعوا اىل كعبة الكاملت بركوبمك منطاد العمل وقطار‬
‫الصنعة يف ميدان املدبية لس تقبال املس تقبل الزاهر مسرتدين اموال التفاق اليت اغتصّبا الاجنيب‪.‬‬
‫مث ان امللية الاسالمية اليت بصبت خميهتا يف وداين املايض وحصارى احلارض وشواهق املس تقبل واس تظل هبا‬
‫اجددمك من امثال صالح ادلين الايويب وجالل ادلين خوارزم شاه والسلطان سلمي وخةر ادلين ابرابروس‬
‫ورس مت زال وماشاهبهم من‬
‫‪#464‬‬

‫‪354‬‬
‫القواد ادلهاة اذلين ترشف لك مبزنةل الخر فعاشوا مع ًا كعائةل واحدة‪ ..‬هذه امللية الاسالمية ويه مثال احلياة‬
‫الرفيعة‪ ..‬تأمرمك آمر ًا جازم ًا‪:‬‬
‫عىل لك واحد منمك ان يكون مرآة عاكسة لالسالم وحا ي ذماره‪ .‬ومثا ًل مشخص ًا لالمة الاسالمية‪ ،‬اذ اهلمة‬
‫تتعاىل بعلو املقصد‪ ،‬والاخالق تتساىم وتتتامل بغليان امحلية الاسالمية‪.‬‬
‫مث ان املرشولية املرشوعة اليت يه سبب من اس باب سعادة البرش ادلبيوية ّجنت الارادة اجلزئية اليت يه‬
‫القوة ادلافعة ملاكنة احلياة من تسلط الاستبداد بضامهنا س يادة الامة‪ .‬هذه املرشولية اليت اخمترت خبمةرة‬
‫الشورى الرشعية تدعومك اىل الاختبار والامتحان‪ ،‬وتريد ان ترامك آنمك قد بلغمت سن الرشد فال حتتاجون اىل‬
‫وصاية‪ .‬فهيئوا ابفسمك لالمتحان‪ .‬واثبتوا وجودمك ابلحتاد‪ ،‬وببنوا لها ان فكرمك ووجدانمك الشخصيني هام كقلب‬
‫الامة وعقلها املشرتك ابمحلية ادلينية امللية‪ .‬وخبالفه س تلغي امرمك ول متنحمك شهادة احلرية‪.‬‬
‫بعم ان الاعطراابت اليت حدثت فامي ببنمك يف حصارى املايض من جراء ما حيمهل لك منمك من حب الس يادة‬
‫والاانبية والفكر الشخيص ستنقلب ‪ -‬ابذن هللا ‪ -‬اىل فكر الاجياد والسعي ادلؤوب ومفهوم احلرية‪ .‬بل‬
‫اس تطيع ان اقول اي موالين يف الولايت الرشقية‪ :‬ان مدارسمك الصاخبة اش به ما تكون ابلربملان العلمي لكرثة‬
‫ما فاها من مناقشات ابلنس بة للمدارس الهادئة الاخرى‪.‬‬
‫مث ابمت شافعيون فقراءتمك خلف الامام‪ ،‬وفطرتمك واصول مدرس تمك تدفعمك اىل السعي واحملاوةل الشخصية‪ ،‬كام‬
‫قال تعاىل (وان لبس لالنسان ا ّل ما سعى)‬
‫مث ان اجلسارة ورشف الامة الاسالمية وعزهتا ويه اساس لك كامل وحاميه‪ ،‬تأمرمك قائةل‪ :‬مثلام ترقيمت يف‬
‫جمرى من ادلماغ اىل القلب مزج ًا‬ ‫مضامر الشجاعة املادية بتعلممك العلوم واملعرفة من كتاابت س يوفمك وفتحمت ً‬
‫العقل ابلقوة‪ ،‬فافتحوا الن منفذ ًا من القلب اىل الفكر‪ .‬وابعيوا القوة مدد ًا للعقل وارسلوا العوالف ظهةر ًا للفكر‪.‬‬
‫لئال تهنب رشف الامة الاسالمية يف ميدان املدبية‪ .‬اجعلوا س يوفمك من جواهر العمل والصنعة والتسابد اذلي‬
‫يأمرمك به القرآن الكرمي‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#465‬‬

‫خطاب اىل احلرية‬


‫ايهتا احلرية الرشعية!‬
‫ا ِبك تنادين بصوت هادر‪ ،‬ولكنه رخمي حيمل بشارة سارة‪ ،‬توقظني هبا كرد ًاي بدو ًاي مثيل انمئ ًا حتت لبقات‬
‫لولك لظللت اان والامة مجيع ًا يف جسن الارس والقيد‪ .‬ابين ُابرشك بعمر خادلفاذا ما اختذت الرشيعة‬
‫الغفةل‪ .‬و ِ‬

‫‪355‬‬
‫اليت يه عني احلياة‪ ،‬منبع ًا للحياة ‪ ،‬وترعرعت يف تكل اجلنة الوارفة ايّبيجة‪ ،‬فابين ازف برشى سارة ايض ًا ابن‬
‫هذه الامة املظلومة س ترتىق الف درجة عام اكبت عليه يف سابق عهدها‪ .‬واذا ما اختذتك الامة مرشدة لها‪،‬‬
‫اخر َجنا اذن َمن هل العظمة واملنة من قرب الوحشة‬‫ومل ّتلوبك ابملأرب الشخصية وحب اليأر والابتقام‪ ،‬فقد َ‬
‫والاستبداد‪ ،‬ودعاان اىل جنة الاحتاد واحملبة‪.‬فيا رب ما آسعد هذه القيامة والنشور! وما آمجل هذا احلرش‬
‫املصور لنا حقيقة" البعث بعد املوت" يف هذا الزمان صورها تصوير ًا مصغر ًا‪ ،‬وذكل اكليت‪:‬‬ ‫العظمي ّ‬
‫لقد دبّت احلياة يف املدبية القدمية املدفوبة يف زوااي آس يا وروم اييل ‪ .7‬واذلين يتحرون بفعهم يف رضر العامة‪،‬‬
‫ويمتنون الاستبداد‪ ،‬بدآوا يقولون (اي ليتين كنت ترااب) (النبأ‪.)42 :‬‬
‫ان حكومتنا اجلديدة‪ ،‬حكومة املرشولية‪ ،‬قد ودلت اش به ما يكون ابملعجزة‪ ،‬ذلا سننال يف غضون س نة‬
‫واحدة ابذن هللا رس من يلكم الناس يف املهد صبي ًا‪.‬‬
‫ان ثالثني س نة قضيناها صامئني عن الالكم متجملني ابلصرب والتولك عىل هللا‪ ،‬سننال ثوابه اببفتاح ابواب‬
‫جنة الريق‪ ،‬ابواب املدبية اليت لعذاب فاها‪.‬‬
‫ان القابون الرشعي اذلي هو براعة الاس هتالل حلامكية الامة‪ ،‬شبيه خبازن اجلنة‪ ،‬يدعوان اىل ادلخول فاها‪..‬‬
‫فهيا اي اخوة الولن لنذهب مع ًا‪ ،‬وبدخلها مع ًا‪ ،‬فان ابهبا الاول‪ :‬احتاد القلوب‪ .‬والياين‪ :‬حمبة الامة ‪ .‬واليالث‪:‬‬
‫املعارف‪ .‬والرابع ‪ :‬السعي الانساين‪ .‬واخلامس‪ :‬ترك السفاهة‪ .‬واحيل اىل اذهانمك بقية الابواب‪ .‬علامً ان اجابة‬
‫ادلعوة واجب رشعي‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املنالق العامثبية الواقعة يف قارة اورواب‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#466‬‬

‫ولن فاحتة هذا الابقالب العظمي بدآت اش به ابملعجزة‪ ،‬فان ذكل فأل حسن ابن تكون خامتته ايض ًا حس نة‪.‬‬
‫واكليت‪:‬‬
‫ان هذا الابقالب س يكرس اغالل الفكر البرشي اليقيةل‪ ،‬وس اهدم السدود املابعة للريق‪ ،‬وينجي احلكومة من‬
‫ورلة املوت‪ ،‬ويظهر جوهر الانسابية وحيررها مرس ًال اايها اىل كعبة الكاملت‪.‬‬
‫بعم ان هذا الفأل احلسن يبرشان بأن خامتة هذا الابقالب س تكون اببقشاع ذكل السحاب املرتامك القامت‪ ،‬ابلرغبة‬
‫امللوبة ابلوان السفاهات والارسافات واملذلات‬‫العامة دلى الناس‪ ،‬وبشعورمه ابلرضر املادي لسبئات املدبية ّ‬
‫غةر املرشوعة‪ ..‬وغةرها من الامور اليت دفعت دوةل املدبية اىل الابقراض ‪ -‬اكبقراض احلكومة املستبدة ‪-‬‬
‫وعندها سترشق مشس الرشيعة ومقر املدبية يف جو السامء الصايف ابسطع ما يكون‪ ،‬فتنوران آس يا وروم اييل‪.‬‬
‫وستمنو بذور الاس تعدادات والقابليات هبطول امطار احلرية‪ ،‬فتزتين عندئذ الارض ابزىه حللها امللوبة‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫بعم ابه معجزة ببوية وعناية الهي ٌة لالمة املظلومة‪ ،‬وكرامة النية اخلالصة للمجمتع اكفة‪.‬‬
‫ان هذا الاحتاد‪ ،‬احتاد القلوب واحملبة املوهجة لالمة اكفة‪،‬ويه معدن السعادة واحلرية ‪ ،‬قد ابعمها املوىل الكرمي‬
‫علينا جما ًان‪ ،‬ببامن الامم الاخرى قد ظفروا هبا بعد دفع املاليني من جواهر النفوس الغالية‪.‬‬
‫ان صدى احلرية والعداةل ينفخ بفخ ارسافيل فيبعث احلياة يف مشاعران املدبية وآمالنا اخلامدة ورغباتنا القومية‬
‫الرفيعة واخالقنا الاسالمية امحليدة‪ ،‬حىت يرن صامخ الكرة الارعية اجملذوبة جذبة املولوي‪ ،‬وهييج الامة مجيع ًا‬
‫وهيزها ّهز اجملذوب‪.‬‬
‫واايمك اي اخوان الولن ان تقضوا علاها ابملوت مرة اخرى ابلسفاهات والاهامل يف ادلين‪.‬‬
‫ان القابون الاسايس املؤسس عىل هذه الرشيعة الغراء قد اصبح مكل املوت لقبض ارواح مجيع الافتار‬
‫الفاسدة والاخالق الرذيةل وادلسائس الش يطابية والزتلفات ادلببئة‪ .‬فيا اخوة الولن! ل تعيدوا لتكل الرذائل‬
‫احلياة ابلرسافات وخمالفة الرشيعة واملذلات احملرمة‪.‬‬
‫‪#467‬‬

‫فلقد كنا اذن يف القرب‪ ،‬وبليت عظامنا ‪ ،‬والن دخلنا يف رمح الام ابحتاد الامة واملرشولية‪.‬‬
‫ان مائة وبيف ًا من الس نني اليت تأخران فاها عن مضامر الريق والتقدم سنتجاوزها ابذن هللا تعاىل‪ ،‬مبعجزة ببوية‪،‬‬
‫مس تقلني ‪ -‬مع ًال ‪ -‬قطار القابون الاسايس الرشعي وممتطني ‪ -‬فكر ًا ‪ -‬براق الشورى الرشعية‪.‬‬
‫وس نكون يف صف الامم املمتدبة‪ ،‬بط ّينا هذا الزمان القارص الشبيه ابلصحراء الكربى املوحشة‪ .‬بل بتسابق‬
‫معهم حيث اهنم درجوا عىل ركوب العرابت اليت ترها اليةران‪ ،‬ببامن حنن ‪ -‬بتتامل الوسائل اليت يتوقف علاها‬
‫العمل ‪ -‬سرنكب مبارشة القطار واملنطاد‪ ،‬فنس بقهم بفراخس وفراخس‪ ،‬وذكل مبا تسهل لنا هضم تكل الوسائل‬
‫حقيقة الاسالم اجلامعة لالخالق الاسالمية والاس تعداد الفطري التامن فينا ‪ ،‬وفيض الاميان اذلي حنمهل‪،‬‬
‫وشدة اجلوع اليت نشعر هبا‪ ،‬فنس بقهم ابذبه تعاىل كام كنا سابقني هلم يف املايض‪.‬‬
‫ابين اذكّرمك مبا يأيت بفضل ما اانلت يب هممة الطالب من وظيفة‪ ،‬وبشهادة التخرج من سكل احلرية‪:‬‬
‫اي ابناء الولن! ل تفرسوا احلرية تفسةر ًا سبئ ًا يك ل تفلت من ايديمك ‪ ،‬ول ختنقوان بسقي الاس تعباد السابق‬
‫الفاسد يف اانء آخر ‪ 7‬ذكل لن احلرية امنا تزدهر مبراعاة الاحتام الرشعية وآداهبا والتخلق ابلخالق الفاعةل‪.‬‬
‫والربهان الباهر عىل هذا الادعاء هو مااكن يرفل به عهد الصحابة الكرام رعوان هللا علاهم امجعني من احلرية‬
‫والعداةل واملساواة عىل الرمغ من الوحش ية السائدة والتحمك املقيت‪.‬‬
‫وخبالفه فاإن تفسةر احلرية والعمل هبا عىل اهنا التحرر من القيود والابغامر يف السفاهات واملذلات غةر‬
‫املرشوعة والبذخ والارساف‪ ،‬وتاوز احلدود يف لك ش اتباع ًا لهوى النفس‪ ..‬مماثل ملن يتحرر من آرس‬

‫‪357‬‬
‫سلطان واحد ويدخل يف استبداد حقراء سافلني كيةرين‪ .‬فض ًال عن ان هذا ايمنط من احلرية يظهر ان الامة‬
‫غةر راشدة ومازالت يف عهد الصباوة ولبست اه ًال للحرية‪ .‬فهئي سفاهة اذن تس تحق احلجر علاها‪ ،‬ابلرجوع اىل‬
‫الاستبداد السابق البائد‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬بعم لقد سقوان عبودية مسمومة جد ًا ابستبداد آرهب وآشد ‪ -‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#468‬‬
‫ان عدم الهلية للحرية الرشعية احلديية‪ ،‬الباهرة الواسعة يؤدي اىل مرض وبيل يتعرض هل احتاد الامة العظمي‬
‫فتتعرض الامة اىل حالت فاسدة متعفنة‪.‬‬
‫ببامن تفسةر اهل التقوى والوجدان لبس عىل هذا ايمنط‪ ،‬ومذهّبم خيالف هذا التفسةر‪ .‬فنحن الامة العامثبية‬
‫بتصف ابلرجوةل‪ ،‬فال تليق بقامة اس تعداد امتنا البطةل فساتني النساء املزركشة ابلسفاهة والهوى والارساف‪.‬‬
‫وبناء عىل ما س بق ما ينبغي ان بنخدع ‪ ،‬بل جنعل القاعدة التية دس تور معل لنا ويه‪" :‬خذ ما صفا دع ما‬
‫كدر" ويف عوهئا س نأخذ من الاجابب ‪ -‬مشكورين ‪ -‬لك ما يعني الريق املدين من علوم وصناعات‪ .‬اما‬
‫العادات والاخالق السبئة‪ ،‬فهئي ذبوب املدبية ومساوهئا اليت ل يتبني قبحها كيةر ًا لكوهنا حمالة مبحاسن املدبية‬
‫الكثةرة‪.‬‬
‫فنحن لو آخذان مهنم املدبية ‪ -‬بسوء حظنا وسوء اختياران ‪ -‬مبا يوافق الهوى والشهوات ‪ -‬اكللفال ‪ -‬اتركني‬
‫حماس هنا اليت حتتاج اىل بذل اجلهد للحصول علاها‪ ،‬نكون موعع خسرية اكيخماببث او اكملرتجالت ‪ ،‬اذ كيف اذا‬
‫لبست املرآة ثياب الرجل ولبس الرجل ثياب املرآة يكون لك مهنام موعع خسرية واس هتزاء‪ .‬آل لينبغي ان‬
‫بتجمل مبساحيق التجميل‪.‬‬
‫حاصل الالكم‪ :‬س مننع بس يف الرشيعة مساوئ املدبية وذبوهبا من ادلخول اىل حدود حريتنا ومدبيتنا حفاظ ًا‬
‫عىل فتوة مدبيتنا وش باهبا بزلل عني حياة الرشيعة‪.‬‬
‫ينبغي لنا الاقتداء ابليااببيني يف املدبية‪ ،‬لهنم حافظوا عىل تقاليدمه القومية اليت يه قوام بقاهئم وآخذوا مبحاسن‬
‫املدبية من اورواب‪ .‬وحيث ان عاداتنا القومية انش ئة من الاسالم وتزدهر به فالرضورة تقت ي الاعتصام‬
‫ابلسالم‪.‬‬
‫اي ابناء الولن الغيارى!‬
‫ان امجلعية امللية قد فتحوا لنا لريق السعادة بتضحية ارواُحم‪ ،‬فعلينا ان بعيهنم برتك بعض ذلائذان‪ ،‬حيث ابنا‬
‫جنلس مع ًا عىل مائدة تكل النعمة‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫ان احصاب الافتار الفاسدة‪ ،‬يريدون الاستبداد واملظامل حتت س تار احلرية‪ ،‬فلجل ا ّل نشاهد مرة اخرى‬
‫تكل الاستبدادات اليت دفنت يف حفر املايض ول تكل‬
‫‪#469‬‬

‫املظامل اليت جرت يف س يل الزمان‪ ،‬اريد ان اقمي سد ًا حديد ًاي بني املايض واحلارض وذكل ابيضاح اترخي حياة‬
‫احلرية‪ .‬وهو اكليت‪:‬‬
‫ان هذا الابقالب لو اعطى احلرية اليت اودلها اىل احضان الشورى الرشعية لرتباها فستُبعث اجماد املايض لهذه‬
‫الامة قوية حامكة‪ .‬ببامن لو صادفت تكل احلرية الاغراض الشخصية‪ ،‬فستنقلب اىل استبداد مطلق‪ .‬فمتوت‬
‫تكل املولودة يف همدها‪.‬‬
‫لقد ودلت احلرية يف الوقت املناسب‪ ،‬فتحتاج تنشئهتا اىل ظروف واحوال فطرية ولبست اىل افتعال ظروف‬
‫حتتاج اىل مشاق‪.‬‬
‫ان امحلية الاسالمية اليت عابت سابق ًا كيةر ًا من الضوائق والبؤس‪ ،‬ويه لبست اه ًال لها‪ ،‬قد فارت فورا ًان‬
‫عظاميً حبيث اكمتلت احلرية يف ذكل الرمح‪ .‬حفاملا حيني وقت الولدة وتظهر اىل الوجود س تعلن همينهتا‪ ،‬فال‬
‫يمتكن ان يتصدى لها ويزلزلها اي ش ‪ ،‬حيث اهنا ستتأسس عىل اسس رصينة ‪ -‬كعرش بلقبس ‪ -‬عىل حقائق‬
‫مخس تكل يه‪:‬‬
‫احلقيقة الاوىل‪:‬‬
‫للك‪ .‬كقوة احلبل املتني الناش ئة من خيوط رفعية دقيقة‪ .‬او كحكومتنا احلديية‬ ‫ان يف اللك من القوة ما لبس ٍ‬
‫املتبنية لفتار الرآى العام وحكومتنا السابقة‪.‬‬
‫ايهتا الامة! حنن الن ذكل احلبل املتني ‪ ،‬مفن اععفها ابلغراض الشخصية والاراء الفردية فقد جىن جناية ل‬
‫تغتفر‪ ،‬حيث جىن عىل حقوق الامة مجيع ًا‪.‬‬
‫احلقيقة اليابية‪:‬‬
‫ان السلطة املستندة اىل القوة والاكراه اكبت يه احلامكة يف سالف الازمان ويه حمكومة ابلتدين والابقراض‪،‬‬
‫حيث اهنا حصيةل اجلهل والوحش ية‪ .‬فاية دوةل جرت يف عروقها دماء السلطة املستبدة فان سطور حصائف‬
‫اترخيها تنعق بعيق البوم ابلبقراض‪.‬‬
‫مودلها يه املدبية ومن شأهنا‬‫ببامن يف زمن املدبية فان العمل واملعرفة هام السلطة احلامكة عىل العامل‪ ،‬وحيث ان ّ‬
‫الزايدة ومعرها ابدى ‪ ،‬ذلا لو اكبت مثل هذه‬
‫‪#470‬‬

‫السلطة احلامكة مدبّرة لشؤون اية دوةل اكبت فاهنا تنجي تكل احلكومة من قيد العمر الطبيعي وآجل الابقراض‬

‫‪359‬‬
‫فتدوم حياهتا بدوام الارض‪ .‬وكتاب اورواب وحصائفها تعلن هذا جبالء‪.‬‬
‫واذا قيل‪ :‬لقد اكن من الامتان ادارة احلكومة الضعيفة السابقة من قبل اشخاص اعتياديني‪ .‬فيا ترى هل تمثر‬
‫الاانعول وروم اييل رجا ًل دهاة خارقني حيملون عىل اكتافهم هذه احلكومة اليت بعقد علاها المال؟‬
‫بقول جوا ًاب عىل هذا السؤال ‪ :‬بعم! اإن مل حيدث ابقالب آخر‪.‬‬
‫والن ابعم النظر يف ‪:‬‬
‫احلقيقة اليالية‪:‬‬
‫اكن الانسان يف السابق يتحرك يف ميدان حمدود وعيق جد ًا‪ ،‬رمغ اإس تعداداته غةر املتناهية‪ ،‬حىت ابه اكن‬
‫يعبش عبش حيوان مع كوبه اإنسا ًان‪ .‬ذلا تدبت افتاره وعاقت اخالقه بنس بة حمدودية تكل ادلائرة‪.‬‬
‫فاذا ما عاشت الن هذه احلرية الرشعية العادةل ومل تفسد‪ ،‬فس تكرس اغالل فكر الانسان‪ ،‬وحتطم املوابع‬
‫املوعوعة امام اس تعداده للريق‪ ،‬فتوسع ميدان حركته سعة ادلبيا لكها‪ .‬حىت ان قرو ًاي مثيل يس تطيع ان ينظر‬
‫اىل ادارة ادلوةل اليت يه يف اوج العال اكلرثاي‪ ،‬ويربط بوى الاماين والاس تعدادات هناك‪ .‬وحيث ان لك فعل‬
‫ولور يصدر يلقى صداه هناك‪ ،‬ذلا ستتعاىل مهته اكلرثاي وتتتامل اخالقه ابدلرجة بفسها‪ ،‬وتتوسع افتاره بقدر‬
‫سعة املامكل العامثبية‪ ،‬وسبس بق ابذن هللا الافذاذ من امثال افاللون وابن سبنا وبسامرك وديتارت‬
‫والتفتازاين‪.‬‬
‫حنن عىل امل عظمي ان تمثر مزرعة الاانعول وروم اييل ش با ًان غيارى‪ .‬فال جرم ان املامكل العامثبية حمل ظهور‬
‫الاببياء ‪ ،‬وهمد ادلول احلضارية ‪ ،‬ومرشق مشس الاسالم‪ .‬فاذا ما منت هذه الاس تعدادات املغروزة يف‬
‫الانسابية بغيث احلرية‪ ،‬فاهنا تتحول اىل جشرة لوّب من الافتار النةرة ومتتد اغصاهنا اىل لك هجة‪ .‬وس يجعل‬
‫الرشق مرشق ًا للغرب‪ ،‬ان مل تفسد وتنخر ابلكسل والاغراض الشخصية‪.‬‬
‫احلقيقة الرابعة‪:‬‬
‫ان الرشيعة الغراء مت ي اىل الابد لهنا آتية من الالكم الازيل ‪ .‬والربهان الباهر‬
‫‪#471‬‬

‫عليه هو ان الرشيعة تتوسع وتمنو منو التائن احلي اي بنس بة منو اس تعداد الانسان وترشبه من بتاجئ تالحق‬
‫الافتار وتغذيه علاها‪ ،‬ذكل الاس تعداد اذلي مييل ميل الريق اذلي هو غصن من اغصان جشرة اس تكامل العمل‪.‬‬
‫فاحلرية والعداةل واملساواة اليت اكبت يرتفل هبا خةر القرون واخللفاء الاربعة‪ ،‬ولس امي يف ذكل الوقت‪ ،‬دليل‬
‫عىل ان الرشيعة الغراء جامعة مجليع روابط املساواة والعداةل واحلرية احلقة‪ .‬فأاثر س يدان معر وس يدان عيل ريض‬
‫هللا عهنام وصالح ادلين الايويب دليل واي دليل عىل هذا الادعاء‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫ومن هنا فاين اقرر‪:‬‬
‫ان سبب تأخران وتدببنا وسوء احوالنا اىل الن انجت مما يأيت‪:‬‬
‫‪ -7‬عدم مراعاة احتام الرشيعة الغراء‪.‬‬
‫‪ -9‬ترصفات بعض املداهنني ترصف ًا عفو ًاي‪.‬‬
‫‪ -9‬التعصب املقيت يف غةرحمهل سو ًاء دلى عامل جاهل آو جاهل عامل!‬
‫‪ -4‬تقليد مساوئ املدبية الاوروبية تقليد ًا ببغائي ًا ‪ -‬بسوء حظنا او سوء اختياران ‪ -‬مما ّودل تركنا حملاسن املدبية‬
‫اليت تس تحصل مبشالكت ومصاعب‪.‬‬
‫فلو قام املوظفون خةر قيام بوظائفهم وسعى الخرون حسب الظروف احمليطة وما يتطلبه الزمان احلارض‪ ،‬فلن‬
‫جيد احد متسع ًا من الوقت للسفاهة‪ .‬ولو اهنمك اي مهنام هبا فال يكون ا ّل جرثومة خطرة يف جسم اجملمتع‪.‬‬
‫احلقيقة اخلامسة‪:‬‬
‫ان فكر افراد قليلني اكن اكفي ًا لإدارة ادلوةل حيث الروابط الاجامتعية والرضورات املعاش ية واملس تلزمات‬
‫احلضارية مل تكن كيةرة ومتشعبة‪ .‬ولكن يف الوقت احلارض فقد كرثت الروابط الاجامتعية وتعددت‬
‫الرضورايت املعاش ية وتزايدت الزخارف احلضارية اىل حد كبةر‪ ،‬مبا ل ميكن ان حتمل تكل ادلوةل وتديرها‬
‫وترباها ا ّل جملس بواب يف حمك قلب الامة ينبض بنبضها‪ ،‬والشورى الرشعية اليت يه يف مقام فكر الامة‬
‫وعقلها‪ ،‬وحرية الافتار اليت يه مبزنةل س يف ادلوةل وقوهتا‪ .‬ومثال هذه احلقيقة هو احلكومة املستبدة السابقة‬
‫وحكومة املرشولية احلارضة‪.‬‬
‫‪#472‬‬

‫واذكّر ابمور ثالثة بناء عىل الوظيفة اليت اانلتين هبا احلقيقة اليالية وبشهادة خترج احلرية‪:‬‬
‫الاول‪:‬‬
‫كام ان اجلسم حمال ان تتحلل اىل ذرات دفعة واحدة كذكل تشلكه من ذرات دفعة واحدة وبصورة جفائية حمال‬
‫ايض ًا‪ .‬ذلا فان فصل املوظفني السابقني من جسم ادلوةل ووعع آخرين جدد يف مواععهم متعذر وان مل يكن‬
‫حما ًل‪ .‬علامً ان ادلوةل س تنبذ املوظفني اذلين ينطوون عىل خبث دفني ل ميكن اصالحه‪ ،‬ببامن ابب التوبة مفتوح‬
‫ملن ميكن اصالحه ما مل تطلع الشمس من مغرهبا‪ .‬فهولء جيب الاس تفادة من تارهبم‪ ،‬اذ اشغال مواععهم‬
‫الوظيفية حيتاج اىل اربعني س نة اخرى‪ .‬وا ّل فان الاةل اللسان ابلسوء اىل امجليع واهانهتم جيعل هذا الاحتاد‪،‬‬
‫معرع ًا لوابء وبيل من افتار فاسدة واخالق سبئة‪.‬‬ ‫احتاد الامة العظمي‪ّ ،‬‬
‫الياين‪:‬‬

‫‪361‬‬
‫لقد نشأ ُت يف جبال الرشق فكنت اختيل مركز اخلالفة يف هاةل مجيةل‪ ،‬ولكن ما ان اتبته قبل حوايل مثابية اشهر‬
‫حىت شاهدت ان اس تاببول شباهة برجل متوحش لبس مالبس انسان مدين‪ ،‬وذكل ملا فاها من تنافر القلوب‬
‫واستيحاش الافراد بعضهم بعض ًا‪ .‬والن يقدم ذكل الشخص املدين بفسه لنا وهو مبالبس بصف مدبية وبصف‬
‫وحش ية‪ ،‬وذكل بسبب احتاد الامة‪.‬‬
‫كنت سابق ًا احسب ان فساد الرشق انبع من تعرض عض ٍو منه للمرض‪ ،‬ولكن ملا شاهدت اس تاببول املريضة‬
‫ورشحهتا‪ ،‬ادركت ان املرض هو يف القلب‪ ،‬ورسى منه اىل مجيع اجلهات‪ .‬حفاولت عالجه‪،‬‬ ‫وجسست ببضها‪ّ ،‬‬
‫ولكن اكرمت بومصي ابجلنون!‬
‫وقد شاهدت ايض ًا‪ :‬ان الاسالم اذلي يشلك املدبية احلقيقية قد تأخر عن املدبية احلارضة ماد ًاي‪ ،‬فكن‬
‫الاسالم قد اس تاء من سوء اخالقنا مفىض راجع ًا اىل املايض لبشكوان اىل خةر القرون ‪.‬‬
‫ان من امه اس باب تأخران يف مضامر املدبية بعد الاستبداد‪ ،‬هو تباين الافتار‬
‫‪#473‬‬

‫واختالف املشارب دلى منتس يب ثالث ُشعب كبةرة‪ ،‬يعدّ ون مرشدين معوميني للجميع‪ ،‬ومه منتس بو املدارس‬
‫احلديية واملدارس ادلينية والتتااي واذلين مييلون مصداق قول الشاعر‪:‬‬
‫ولك اىل ذاك امجلال يشةر‬ ‫عباراتنا ش ىت وحس نك واحد‬
‫وفرق احتاد الامة‪ ،‬واخّران عن ركب احلضارة‪،‬‬ ‫ان تباين الافتار هذا قد هز ّ اساس الاخالق الاسالمية ّ‬
‫لن احدمه يكفّر الخر ويضلهل‪ ،‬ببامن الخر يعدّ الاول جاه ًال ل يوثق به‪ .‬وهكذا ساد الافراط والتفريط‪.‬‬
‫وعالج هذا ادلاء هو الصلح النابع من توحيد الافتار‪ ،‬وربط العالقات ووصلها حىت يوصل اىل بقطة‬
‫الاعتدال‪ ،‬فيتصاحف امجليع‪ ،‬ويتفقوا مجيع ًا لئال ُخيلّوا بنظام الريق‪.‬‬
‫اليالث‪:‬‬
‫ابين اس متعت اىل الوعاظ‪ .‬فمل تؤثر ّيف بصاحئهم ووعظهم‪ .‬فتأملت يف السبب‪ ،‬فرآيت ابه فض ًال عن قساوة قليب‬
‫هناك ثالثة اس باب‪:‬‬
‫‪ -7‬اهنم يتناسون الفرق بني احلارض واملايض فيبالغون كيةر ًا يف تصوير دعاوهيم حماولني تزويقها دون ايراد الادةل‬
‫التافية اليت ل بد مهنا للتأثةر واقناع الباحث عن احلقيقة‪ ،‬فالزمن احلارض اكرث حاجة اىل ايراد الادةل‪.‬‬
‫‪ -9‬اهنم عند ترغيّبم بأم ٍر ما وترهيّبم منه ي ُسقطون قمية ما هو آمه منه‪ ،‬فيفقدون بذكل احملافظة عىل املوازبة‬
‫ادلقيقة املوجودة يف الرشيعة‪ ،‬اي ل ميزيون بني املهم والمه‪.‬‬
‫‪ -9‬ان مطابقة الالكم ملقتىض احلال يه ارىق ابواع البالغة‪ ،‬فال بد ان يكون الالكم موافق ًا حلاجات العرص‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫ا ّل اهنم ل يتلكمون مبا يناسب تشخيص عةل هذا العرص‪ ،‬وكهنم يسحبون الناس اىل الزمان الغابر‪ ،‬فيحدثوهنم‬
‫بلسان ذكل الزمان‪.‬‬
‫فعىل الوعاظ واملرشدين احملرتمني ان يكوبوا حمققني ليمتكنوا من الإثبات والاقناع‪ .‬وان يكوبوا ايض ًا مدققني لئال‬
‫يفسدوا توازن الرشيعة‪ .‬وان يكوبوا بلغاء مقنعني يك يوافق الكهمم حاجات العرص‪ .‬وعلاهم ايض ًا ان يَ بزوا الامور‬
‫مبوازين الرشيعة ‪.‬‬
‫‪#474‬‬

‫فلتحيا الرشيعة الغراء ولتحيا العداةل الالهية وليحيا احتاد الامة‪.‬‬


‫وحسق ًا لالختالف وحب ًا حملبة الامة‪.‬‬
‫ويمتت الاغراض الشخصية وفكر الابتقام‬
‫وليعش اجلنود الاشاوس اذلين مه الشجاعة جمسمة‬
‫ولتعش اجليوش اليت متيل عظمة ادلوةل‬
‫ولتدم مجعية الاحرار املتدينني ولالب النور اذلين مه العقل النةر والتدبةر احلكمي‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#475‬‬
‫‪%‬‬

‫اخلطبة الشامية‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#477‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫بني يدي هذه الرساةل‬
‫امحلد هلل والصالة والسالم عىل رسول هللا و َمن والاه‪ ،‬وبعد؛‬
‫فقد آلقى الاس تاذ بديع الزمان سعيد النوريس‪ ،‬وهو يف رشخ الش باب هذه اخلطبة ابللغة العربية يف اجلامع‬
‫الاموي بدمشق‪ ،‬برجا ٍء من علامء الشام وإاحلاُحم‪ ،‬وحرضها مجهور غفةر من الناس يربون عىل عرشة آلف‬

‫‪363‬‬
‫خشص‪ ،‬فاس متعوا اياها بلهفة وشوق‪ ،‬حىت ان اخلطبة ملا ُط ًُبعت لول مرة ْ‬
‫بفدت نسخها يف غضون اايم قليةل‬
‫ف ُاعيد لبعها خالل اس بوع واحد‪.‬‬
‫اكن ذكل يف ش تاء س نة ‪7277‬م‪ ،‬اي قبل ابدلع احلرب العاملية الاوىل‪ .‬مث توالت اايم احلرب ادلامية‪ ،‬وانهتت‬
‫بأُفول جنم ادلوةل العامثبية‪ ،‬وبدآت بعدها آايم حمن توالت عىل الاس تاذ النوريس بسلسةل اعتقالته وبفيه‬
‫وحماكامته اليت دامت حىت س نة ‪7212‬م‪.‬‬
‫تسن هل مراجعة هذه اخلطبة‪ ،‬بل حىت آبه مل يرها‪ ،‬اىل آن آرسل اليه يف س نة‬ ‫فطوال هذه الس نني العجاف مل ي َّ‬
‫‪7217‬م آحد آصدقائه من مدينة "وان" نسخة مطبوع ًة مهنا‪.‬‬
‫اكن الاس تاذ النوريس عند ذاك يف منفاه يف "امةرداغ" فأعاد النظر يف خطبته اليت القاها قبل اربعني س نة‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫ُض اياها فقرات هممة وهوامش قيّمة‬ ‫وبدآ برتمجهتا اىل الرتكية‪ ،‬آو ابلحرى بتنقيحها وصياغهتا جمدد ًا‪ ،‬اإذ َّ‬
‫وحذف مهنا ما حيدد مشوليهتا‪ ،‬وآحال بعض مسائلها اىل اجزاء رسائل النور‪ ،‬مث ّدرسها لقس ٍم من لالبه‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ُ 1‬ذيلت هوامش املؤلف بـ " املؤلف"‪ ،‬وحرصت العبارات العربية اليت وردت يف النص الرتيك بني قوسني مركنني [ ]‬
‫‪#478‬‬

‫قام املال عبد اجمليد "شقيق الاس تاذ النوريس" برتمجة هذا النص الرتيك اىل العربية ‪ -‬بتوصية من املؤلف بفسه‬
‫رشت ابلس تنساخ اليدوي يف اوساط عيقة‪ ،‬اذ اكبت الطباعة حمظورة ابحلروف العربية‬ ‫‪ -‬حسب اسلوبه ون ُ ْ‬
‫آبذاك‪.‬‬
‫ويف بداية الس تبنات تناول ادلكتور محمد سعيد رمضان البولي ترمجة املال عبد اجمليد هذه‪ ،‬وصاغها ابسلوبه‬
‫رشت مهنا لبعات كيةرة يف حينه ‪.7‬‬‫العذب‪ .‬ون ُ ْ‬
‫ولكن ملا اكبت الرتمجة العربية يه يف الاصل غةر اكمةل وغةر مس توعبة للموعوع‪،‬فقد جاءت تكل الصياغة‬
‫امجليةل ‪ -‬مع الاسف ‪ -‬ينقصها الكثةر من الفقرات املهمة واملسائل اجلليةل اليت متس الاحداث‪،‬فض ًال عن ان‬
‫الصياغة اقترصت عىل اخلطبة وحدها دون ذيولها ولواحقها‪.‬‬
‫داء للمعىن‪ ،‬وقام لالب‬‫مث تناول الاس تاذ عامص احلسبين النص الرتيك ابلرتمجة اىل العربية‪ ،‬فأجاد اسلو ًاب وآ ً‬
‫النور بطبعها يف املطبعة البولس ية ببةروت س نة ‪7214‬م‪.‬‬
‫قابلت ترمجة الخ عامص ابلنص الرتيك فتوصلت اىل اليت‪:‬‬
‫‪ -7‬اهنا ترمجة قمية ل ترىق اياها ترمجة اخرى‪ ،‬سو ًاء يف الاداء آو الس بك الرصني للجمل‪ ،‬ويه تتاد تكون‬
‫مطابقة ملنت اخلطبة ابلنص الرتيك‪ ،‬إا ّل يف بعض امجلل آو آجزا ٍء من فقرات‪.‬‬
‫‪ - 9‬بيد آن الاخ الكرمي مل تتح هل الفرصة ‪ -‬كام يبدو ‪ -‬لإكامل ترمجته‪ ،‬فمل يرتمج ذيول اخلطبة اكمةل‪ ،‬اذ املقالت‬
‫‪364‬‬
‫اليت كتّبا الاس تاذ النوريس يف الصحف احمللية يف عهد الاحتاديني وآحلقها ابلنص الرتيك‪ ،‬ذات امهية يف اإعطاء‬
‫الصورة التامةل والواحضة لالحوال الس ياس ية والاجامتعية وكذا التيارات الفكرية اليت اكن ميوج هبا اجملمتع‬
‫وقتئ ٍذ‪.‬‬
‫‪ - 9‬ولجل هذا لكه‪ ،‬رآيت لزام ًا ّ‬
‫عيل القيام برتمجة النص الرتيك للخطبة جمدد ًا‪ ،‬مع ذيولها ولواحقها اكمةل‪،‬‬
‫ليلمس القارئ الكرمي بنفسه آبعاد املسائل اليت يطرقها الاس تاذ النوريس و ّيطلع علاها من مجيع جوانّبا‪.‬‬
‫ولقد انهتجت اثناء الرتمجة واملقابةل عىل النص الرتيك والعريب‪ ،‬اخلطوات التية‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لبعت الطبعة الاوىل مهنا يف مطبعة براكت بدمشق‪ .‬املرتمج‬
‫‪#479‬‬

‫‪ - 7‬اعتبار النص الرتيك اذلي صاغه الاس تاذ النوريس بنفسه هو الاساس‪ ،‬مع ذيوهل ولواحقه‪ .‬وهو النص‬
‫بفسه الـذي وعـعـه الاستـاذ مضـن مبـاحث كتاب (‪ )Tarihçe-i Hayat‬آي "السةرة اذلاتية" اذلي قام‬
‫متدت علاها من اخلطبة يه من منشورات‬ ‫املقربون وآ ّقره بنفسه ُولبع يف حياته‪ .‬والنسخة اليت اع ُ‬
‫بتأليفه لالبه ّ‬
‫"دار سوزلر" يف اس تاببول س نة ‪7212‬م‪.‬‬
‫‪ - 9‬مقابةل لك فقرة يف النص الرتيك ابلنسخة العربية لنص اخلطبة املطبوعة يف اس تاببول ‪ -‬لول مرة ‪ -‬س نة‬
‫‪7299‬م يف مطبعة الاوقاف الاسالمية‪ .‬علامً آن هذا النص الاول العريب مل تبق هل إا ّل امهيته التارخيية حيث‬
‫بقّحه املؤلف بنفسه كام ذكران‪.‬‬
‫ليقرهبا‬
‫‪ - 9‬الاكتفاء برتمجة الخ عامص املوافقة للنص الرتيك مع اإجراء ما يلزم من تغيةرات يف الفقرات وامجلل ّ‬
‫اكرث اىل معىن النص الرتيك وليفي مبراد املؤلف‪ .‬مع اإكامل امجلل آو الفقرات الناقصة فاها‪.‬‬
‫‪ - 4‬ترمجة اذليول بتاملها واملقالت امللحقة هبا‪.‬‬
‫‪ - 1‬وعع هوامش رضورية للقارئ الكرمي لإيضاح ما يس تغلق عليه من مصطلحات س ياس ية واترخيية اكبت‬
‫معروفة ومتداوةل يف حيهنا‪.‬‬
‫‪ - 6‬اس تخراج الاايت الكرمية من القرآن الكرمي ووعع امس السورة ورمق الية‪.‬‬
‫‪ - 1‬خترجي الاحاديث الرشيفة اعامتد ًا عىل الكتب املوثوقة‪.‬‬
‫وهللا نسأل آن يوفقنا حلسن القصد‪ ،‬وحصة الفهم‪ ،‬وصواب القول وسداد العمل وص ّل اللهم عىل س يدان محمد‬
‫وعىل آهل وحصبه امجعني‪.‬‬
‫احسان قامس الصاحلي‬

‫‪365‬‬
‫احملرم احلرام ‪7422‬‬
‫‪#481‬‬

‫مقدّ مة‬
‫اخلطبة الشامية للمؤلف‬
‫ابمسه س بحابه‬
‫(وإان من ش ٍ إا ّل يس بح حبمده)‬
‫السالم عليمك ورمحة هللا وبراكته ابد ًا دامئ ًا‪.‬‬
‫اخواين الاعزاء الاوفياء!‬
‫لقيت درس ًا يف اجلامع الاموي بدمشق منذ اربعني عام ًا‪ ،‬وذكل ً‬
‫بناء عىل ارصار العلامء‬ ‫هذه الرساةل العربية قد ُآ ْ‬
‫هناك‪ ،‬واس متع اياها ما يقرب من عرشة آلف خشص‪ ،‬ببهنم ما ليقل عن مائة من كبار علامء الشام‪.‬‬
‫حسها "سعيد القدمي" ابحساس مس بق‪ .‬فزفّها بشائر عظمية بيقني جازم‪ ،‬ظن ًا منه‬ ‫ان احلقائق الواردة فاها‪ ،‬قد آ َّ‬
‫آن تكل احلقائق وش يكة التحقق‪ ،‬بيد آن احلربني ال ُعظميني‪ ،‬والاستبداد املطلق اذلي اس متر ربع قرن من‬
‫الزمان ‪ ،7‬قد آدّاي اىل تأخر حتقق تكل احلقائق آربعني آو مخسني عام ًا‪.‬‬
‫والن وقد بدآت تباشةر حتقق ما آخرب عنه تلوح يف افق العامل الاسال ي‪ .‬مبعىن ان هذا ادلرس املهم لبس جمرد‬
‫خطبة قدمية‪ ،‬قد عفا علاها الزمن‪ ،‬بل هو درس اجامتعي اسال ي‪ ،‬حيتفظ بتامل جدته ولراوته وحقيقته لوال‬
‫هذه الفرتة‪ ،‬ولك اذلي حدث هو آن عام ‪7991‬هـ قد اصبح عام ‪7917‬هـ وان اجلامع الاموي قد حل ّ‬
‫حمهل‬
‫جامع العامل الاسال ي اذلي يضم ثالث مائة وس بعني مليون نسمة ‪.9‬‬
‫ان درس ًا كهذا جدير الن ابلرتمجة عىل ما اعتقد‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬آى منذ انهتاء اخلالفة العامثبية س نة ‪ 7299‬م اىل س نة ‪ 7212‬م ‪ -‬املرتمج‬
‫‪ 2‬تعداد املسلمني آبذاك‪ .‬املرتمج‬
‫‪#482‬‬

‫هنج رسائل النور‬


‫يف التبليغ‬
‫‪366‬‬
‫ٍ‬
‫ابحساس مس ّبق‪ ،‬يف درسه ذاك اذلي‬ ‫اب هم ٌم عن سؤال يف غاية المهية‪ ،‬اذ يذكر"سعيد القدمي"‬‫"يس َّجل هنا جو ٌ‬
‫القاه قبل اربعني س نة دروس رسائل النور اخلارقة وتأثةراهتا‪ ،‬وكبه يراها"‪.‬‬
‫لقد سألين الكثةرون وسألوا بعض اخواين النوريني‪ ،‬ومازالوا يسألون‪ :‬ملاذا ل هتُ زم" رسائل النور" آمام هذا‬
‫احلشد الغفةر من املعارعني والفالسفة املُتعنّتني وارابب الضالل؟ فعىل الرمغ من اقامهتم سد ًا منيع ًا ‪ -‬اىل ح ٍد‬
‫ما ‪ -‬ليحول دون ابتشار ماليني الكتب الإميابية والاسالمية القمية‪ ..‬وعىل الرمغ من حرماهنم الكثةر من الناس‪،‬‬
‫مبذلات احلياة ادلبيا‪ ..‬وعىل‬ ‫ول س امي الش باب البرايء من حقائق الاميان بتسهيل ُس ُبل السفاهة هلم واغراهئم ّ‬
‫الرمغ من حماويهتم كرس شوكة رسائل النور بش ىت وسائل الغدر واساليب الهجوم العنيفواختالق الااكذيب‬
‫واشاعة ادلعاايت الزائفة وختويف الناس مهنا ومحلهم عىل التخيل عهنا‪ ..‬وعىل الرمغ من ذكل فقد ابترشت‬
‫رسائل النور‪ .‬مفا احلمكة من ابتشارها ابتشار ًا مل يس بق هل مثيل‪ ،‬حىت بلغ ما نسخ من معظمها ابليد فقط س امتئة‬
‫الف نسخة‪ ،‬ويه حتظى اببتشار واسع ويتلقاها الناس بشوق ابلغ يف اخلفاء‪ ،‬وتس تقرئ بفسها يف داخل البالد‬
‫املرسة واحملبة؟‪.‬‬
‫وخارهجا بكامل ّ‬
‫جفوا ًاب عن آس ئةل كيةرة تر ُد هبذا املعىن بقول‪:‬‬
‫‪#483‬‬

‫اجلواب‪:‬‬
‫ان رسائل النور اليت يه تفسةر حقيقي للقرآن الكرمي‪ ،‬ببيان اجعاز معابيه اجلليةل‪ ،‬تبني ان يف الضالةل حجاميً‬
‫معنو ًاي يف هذه ادلبيا‪ ،‬كام تيبت ان يف الاميان بعاميً معنو ًاي يف ادلبيا ايض ًا‪ .‬ويه تربهن آن يف املعايص والفساد‬
‫مربحة‪ ،‬كام آن يف احلس نات واخلصال امحليدة والعمل ابحلقائق الرشعية ذلائذ معنوية‬ ‫احملرمة آلم ًا معنوية ّ‬
‫واملتع ّ‬
‫آش به ما تكون مبذلات اجلنة‪.‬‬
‫فهئي هبذا الاسلوب تنقذ َمن اكن هل مسكة من عقل من آهل السفاهة وارابب الضالل من الامتدي يف غاهّ م‪،‬‬
‫ذكل لن يف عرصان هذا حالتني رهيبتني‪:‬‬
‫اولها‪:‬‬
‫ان بوازع الانسان واحاسبسه املادية ل ترى العقىب فتفضّ ل درهامً من ّذل ٍة عاجةل عىل قنطار من ذلات آجةل‪،‬‬
‫هذه الاحاسبس قد لغت ‪ -‬يف هذا العرص ‪ -‬عىل عقل الإنسان وس يطرت عىل فكره؛ ذلا فالسبيل الوحيد‬
‫لإبقاذ السفيه من سفهه‪ ،‬هو الكشف عن آمله يف ذلته بفسها‪ ،‬ومساعدته عىل التغلب عىل احاسبسه تكل؛ اذ‬
‫املرء يف زمابنا هذا‪ ،‬مع علمه بذلائذ الخرة وبعميها ايمثني اكلملاس يفضّ ل علاها ُمتع ًا دبيوية اتفهة اش به ما تكون‬
‫بقطع زجاجية قابةل للكرس! كام تشةر اياها الية الكرمية (اذلين يس تحبون احلياة ادلبيا عىل الخرة) (ابراهمي‪.)9 :‬‬
‫وبناء عىل هذا ولشدة حبّه لدلبيا تراه ينساق وراء ارابب الضالةل ويتبعهم بعد آن اكن من آهل الاميان‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫والسبيل الوحيد لإبقاذه من خطر الانس ياق هذا‪ ،‬هو اظهار آلم هجمن وعذاهبا يف ادلبيا ايض ًا‪.‬‬
‫وهذا هو ايهنج اذلي تسةر عليه رسائل النور‪.‬‬
‫ان ما يف عرصان احلارض من تعنّت الإحلاد‪ ،‬وصدود الضاللت النامجة من لغيان العلوم احلديية وغرورها‬
‫والإعراض الناش من اعتياد السفه والغي‪ ،‬قد جعلت نس ب َة َمن يتّعظ واحد ًا من مجموع عرشة اشخاص‪ ،‬آو‬
‫رمبا واحد ًا من عرشين خشص ًا‪ ،‬بعد‬
‫‪#484‬‬

‫وخيوف من عذاهبا ليتجنب الرشور والسبئات‪ ،‬مث تراه‬ ‫آن ي ُ َّعرف هل اخلالق جل جالهل وييبت هل وجود هجمن َّ‬
‫يقول‪" :‬ان هللا غفور رحمي‪ ..‬ان هجمن بعيدة جد ًا!‪ ".‬مث قد يس متر يف لهوه وعبيه‪ ،‬فيهنزم قل ُبه وتهنار رو ُحه آمام‬
‫لغيان شهواته‪.‬‬
‫وهكذا فان "رسائل النور" تبني العواقب الوخمية اليمية اليت ترتتب عىل الكفر والضالل يف هذه ادلبيا‪ ،‬يف‬
‫معظم املوازانت اليت تعقدها‪ ،‬فتن ِفّر آشد الناس اتباع ًا لهوامه واكرثمه تعنّت ًا وعناد ًا‪ ،‬من اخلوض يف متعهم احملرمة‬
‫رق ابب التوبة والاس تغفار‪.‬‬ ‫وسفاههتم املشؤومة‪ ،‬وتدفع ابلعقالء مهنم اىل َل ِ‬
‫وعىل سبيل امليال‪ :‬املوازانت املبسطة اليت تتضمهنا اللكامت‪ :‬السادسة‪ ،‬والسابعة‪ ،‬واليامنة من "اللكامت‬
‫املطوةل اليت يتضمهنا املوقف اليالث من اللكمة اليابية واليالثني‪ .‬هذه املوازانت حتمل اشد‬ ‫الصغةرة"‪ ،‬واملوازبة ّ‬
‫الناس سفاهة وعالةل عىل الرهبة والرعب‪ ،‬وعىل قبول ارشادها والتعاظ هبا‪.‬‬
‫ومث ًال‪ :‬نشةر هنا بأختصار اىل ما رآه ‪ -‬آي سعيد القدمي ‪ -‬من حقائق يف اثناء توالٍ خيايل من خالل التدبر‬
‫يف آية "النور"‪ .‬وتفصيهل يف "القسم اخلامس من املكتوب التاسع والعرشين من مجموعة املكتوابت" مفن شاء‬
‫فلةراجعه‪ .‬واخلالصة يه‪:‬‬
‫التقوت‪ .‬وعندما تأملته من‬ ‫يف اثناء س ياحيت اخليالية تكل‪ ،‬رآيت عامل احليوان‪ ،‬ذكل العامل احملتاج اىل الرزق و ّ‬
‫وهجة بظر الفلسفة املادية‪ ،‬آظهر يل ‪ -‬ذكل العالَم من الاحياء ‪ -‬عامل ًا رهيب ًا مؤمل ًا؛ مبا فيه من ععف وجعز فض ًال‬
‫عن مسبس احتياجه وشدة جوعه!‬
‫اللقت رصخ ًة ملؤها المل واحلزن‪ ،‬واذا يب آرى ذكل العامل مبنظار‬ ‫وملا كنت ابظر اليه بعني اهل الضالل والغفةل ُ‬
‫كشمس سالعة‪ ،‬فأانر ذكل العا َمل اجلائع‬ ‫الإميان وحمكة القرآن‪ ،‬فاذا ابمس "الرمحن" يرشق من برج " ّالرزاق" ٍ‬
‫البائس من الاحياء واس بغ عليه بور رمحته‪.‬‬
‫مث رآيت عالَامً آخر يف عامل احليوان هذا‪ ،‬ذكل هو عالَم الافراخ الصغار اليت تنتفض ععف ًا وجعز ًا و َعوز ًا‪ ،‬وقد‬
‫حصت قائ ًال‪:‬‬
‫تغشاه ظالم حمزن آلمي‪ ،‬يدعو لك انسان اىل الاشفاق عليه‪ .‬وملا كنت ابظر بعني اهل الضالةل‪ُ ،‬‬
‫واحرساته! واذا‬
‫‪368‬‬
‫‪#485‬‬

‫شاهدت من خاللها‪ :‬للوع امس "الرحمي" من برج الشفقة‪ ،‬ينرش اعواءه الزاهية امجليةل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ابلميان مينحين ّبظارة‪،‬‬
‫حول ذكل العامل احملزن اىل عامل هبيج‪ ،‬وقَلَب عربات الشكوى والمل واحلزن املهنمرة من عيين اىل دموع‬ ‫حىت ّ‬
‫الفرح والشكر والامتنان‪.‬‬
‫مث تراءى يل عامل الانسان كشاشة سبامنئية‪ ،‬فا ُ‬
‫بعمت النظر فيه مبنظار آهل الضالةل‪ ،‬واذا به‪ :‬عامل مظمل‬
‫فاللقت رصخة آ ٍمل من آعامق قليب قائ ًال‪ :‬وا آسفاه! ذكل لن آمال الناس وآماناهم‬
‫ُ‬ ‫مرعب‪ ..‬مل امتاكل معه بفيس‬
‫املمتدة اىل البد‪ ،‬وتصوراهتم وافتارمه احمليطة ابلكون‪ ،‬وتطلعاهتم اجلادة واس تعداداهتم الفطرية التواقة اىل‬
‫اخللود واجلنة والسعادة الابدية‪ ،‬وقوامه الطليقة غةر احملددة فطر ًاي‪ ،‬واحتياجاهتم املتوهجة اىل غاايت ومقاصد‬
‫معر‬
‫ل منهتئى لها‪ ،‬وتعرعهم ‪ -‬مع ععفهم وجعزمه ‪ -‬لهجامت ما لحيىص من املصائب والاعداء‪ ..‬مع لك هذا‪ ،‬هلم ٌ‬
‫جدّ قصةر‪ ،‬وحييون حيا ًة ملؤها الصخب والقلق‪ ،‬يذوقون مرارة املوت لك يوم بل لك ساعة‪ ،‬يقاسون عنك‬
‫املعبشة يف حياهتم ويتجرعون آلم الفراق والزوال اليت يه اوجع للقلب واثقل عىل الوجدان‪ ،‬فض ًال عن اهنم‬
‫ينظرون اىل القرب واملقربة بظر آهل الغفةل وكبه ابب اىل ظالم رسمدي‪ ،‬يُر َمون يف غياهبه فرد ًا فرد ًا ولائفة‬
‫اإثر لائفة!‬
‫وهكذا‪ ..‬ففي الوقت اذلي رآيت عامل الانسان هذا غارق ًا يف مثل هذه الظلامت واذ اان عىل وشك الرصاخ من‬
‫آعامق قليب ورويح وعقيل‪ ،‬بل جبميع مشاعري بل جبميع ذرات وجودي‪ ،‬اذا ابلنور املنبعث من القرآن‬
‫حيطم ذكل املنظار املض ّل‪ ،‬وهيب لعقيل برص ًا انفذ ًا آرى به الاسامء الالهية‬
‫والاميان الراخس الناش منه‪ّ ،‬‬
‫احلس ىن وقد ارشقت اكلشمس السالعة من بروهجا؛ فامس هللا "العادل" رآيته ابزغ ًا من برج "احلكمي" وامس‬
‫"الرمحن" من برج "الكرمي" وامس "الرحمي" من برج "الغفور" ‪ -‬آي مبعناه ‪ -‬وامس "الباعث" من برج "الوارث"‬
‫وامس "احمليي" من برج "احملسن" وامس "الرب" من برج "املاكل" فأعاءت هذه الاسامء بنورها الباهر عوامل‬
‫بددت تكل احلالت اجلهنّمية مبا ْ‬
‫فتحت‬ ‫وحويهتا اىل عوامل مرشقة هبيجة‪ ،‬كام ْ‬
‫كيةرة داخل عامل الانسان املظمل‪ّ ،‬‬
‫من بوافذ اىل عامل الاخرة‪ ،‬حىت برثت الابوار اىل مجيع جوابب ذكل العامل البائس لالنسان‪ُ .‬‬
‫فقلت‪" :‬امحلد‬
‫هلل"‪"..‬الشكر هلل‪ "..‬بعدد ذرات العامل‪ ،‬ورآيت بعني اليقني ُ‬
‫وعلمت عمل اليقني‪:‬‬
‫‪#486‬‬

‫"ان يف الإميان ح ّق ًا جنة معنوية‪ ،‬وان يف الضالل حجاميً معنو ًاي ايض ًا يف هذه ادلبيا ذاهتا"‪.‬‬
‫مث ظهر يف تكل اجلوةل عا ُمل كرة الارض‪ ،‬فعكست القوابني العلمية املظلمة ابلفلسفة غةر املنقادة لدلين‪ ،‬اىل‬
‫خيايل عامل ًا يف منهتئى الغرابة وادلهشة‪ .‬اذ تأملت هذه الارض اليت تزيد رسعة حركهتا عىل رسعة للقة املدفع‬
‫بس بعني مرة وتقطع مسافة مخسة وعرشين الف س نة يف س نة واحدة‪ ،‬ويه مع ش يخوخهتا وهرهما معرعة‬
‫تحطم يف لك حلظة‪ ،‬وحتمل يف ابلهنا زلزل خميفة‪ ،‬وعىل ظهرها هذا الانسان البائس اذلي توب‬ ‫للتشتت وال ّ‬
‫‪369‬‬
‫فاشفقت عىل وعع هذا الانسان وسط هذا الظالم ادلامس املوحش ايخممي‬ ‫ُ‬ ‫به اجواء الفضاء غةر احملدود‪..‬‬
‫فطرحت بظارة الفلسفة ارع ًا وحطمهتا لكيا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يت و ِ‬
‫اظلمت ادلبيا امام عيين‪،‬‬ ‫عليه‪ ،‬ودار رآيس من هول ما رآ ُ‬
‫وبظرت اىل الامر ببصةرة وعاءة حبمكة القرآن‪ ،‬واذا ابسامء خالق الارض والسموات‪ :‬القدير‪ ،‬العلمي‪ ،‬الرب‪،‬‬
‫رب السموات والرض ومسخر الشمس والقمر‪ ،‬قد ارشقت من بروج الرمحة والعظمة والربوبية رشوق‬ ‫هللا‪ّ ،‬‬
‫الشمس‪ .‬فغمرت ذكل العامل احلاكل املوحش املذهل بنور زا ٍه ابهر جعلين آبرص ّ‬
‫بعيين املؤمنتني هاتني‪ :‬ان‬
‫الكرة الارعية يف غاية الابتظام والتسخةر والتتامل لالنسان‪ ،‬ويه يف امان وسالم‪ ،‬فاها رزق لك َمن ّ‬
‫يدب‬
‫للتزنه والراحة والاس تجامم والتجارة‪ .‬تتجول مبا علاها من خملوقات‪ ،‬حول‬ ‫علاها‪ ،‬كهنا سفينة س ياحية هميأة ّ‬
‫الشمس يف مملكة راببية واسعة‪ ،‬ويه مشحوبة ابلرزق كهنا قطار آو سفينة آو لائرة مشحوبة يف الربيع‬
‫والصيف واخلريف‪.‬فقلت وقتئ ٍذ ًٍ "امحلد هلل عىل بعمة الاميان" بعدد ما يف الارض من ذرات‪.‬‬
‫ويف عوء هذا امليال تس تطيع آن تقبس كيةر ًا من املوازانت الاخرى اليت تتضمهنا "رسائل النور" واليت تيبت‪:‬‬
‫ان ارابب السفاهة والضالل يذوقون يف ادلبيا بفسها عذا ًاب هجمني ًا معنو ًاي‪ ،‬كام ان اهل الصالح والاميان‬
‫يعبشون يف جنة معنوية يف هذه ادلبيا‪ .‬وابمتاهنم آن يتذوقوا لعوم ذلائذ تكل اجلنة املعنوية حبواسهم ولطائفهم‬
‫الاسالمية والانسابية وبتجليات الاميان وجلواته‪ .‬بل ميكهنم الاس تفادة من تكل الذلات حسب تفاوت‬
‫درجاهتم الاميابية‪.‬‬
‫بيد آن لبيعة هذا العرص العاصف اذلي تسود فيه التيارات ّ‬
‫املعطةل للمشاعر‪ ،‬والصارفة لبظار البرشية اىل‬
‫اوجدت صعق ًة من النوع‬
‫ْ‬ ‫الفاق اخلاوية والغرق فاها‪ ،‬قد‬
‫‪#487‬‬

‫يعطل الاحساس‪ ،‬ذلا فان ارابب الضالل ليشعرون بعذاهبم املعنوي مؤقت ًا‪ ،‬وان آهل الهداية بدورمه‬ ‫اذلي ّ‬
‫قد دامههتم الغفةل فاليس تطيعون ان يقـدروا لـ ّذة الاميان احلقيقية حق قـدرهـا‪.‬‬
‫احلاةل الرهيبة اليابية لعرصان احلايل‪:‬‬
‫ان ابواع الضالةل الناش ئة من الإحلاد والعلوم الطبيعية‪ ،‬وايمترد املتودل من الكفر العنادي يف املايض‪ ،‬ليعتربان‬
‫من الضأةل حبيث ل يُذ َكران اذا ما قبسا مبا عليه الوعع يف وقتنا الراهن‪ ،‬ذلا فقد اكبت ّ‬
‫ادةل علامء الاسالم‬
‫ودراساهتم اكفية لسدّ حاجات عرصمه‪ ،‬اذ اكن كفر عرصمه مبن ّي ًا عىل الشك‪ ،‬فتابوا يزيلوبه برسعة؛ حيث اكن‬
‫الاميان ابهلل يسود اوساط الناس‪ ،‬واكن من البسةر ارشاد الكثةرين اىل لريق الهداية والرصاط السوي‪،‬‬
‫وابقاذمه من السفاهة والضالل‪ ،‬وذكل ابلتذكةر ابهلل س بحابه والتخويف من عذابه فتان الكثةرون يتخلَّون‬
‫عن غاهم‪.‬‬
‫آما اليوم فقد تغةر احلال‪ ،‬اذ ببامن اكن يوجد ‪ -‬يف املايض ‪ -‬ملحد واحد يف بدل‪ ،‬ميكن العيور الن عىل مائة اكفر‬

‫‪370‬‬
‫يف قصبة واحدة‪ .‬وقد زاد عدد اذلين يضلون بسبب افتتاهنم ابلعلوم والفنون احلديية ويقفون بعناد و ّمترد يف وجه‬
‫حقائق الاميان اععاف اععاف املايض مبائة مرة‪ .‬وملا اكن هؤلء املعابدون يعارعون احلقائق الاميابية بغرور‬
‫مبادءمه‬
‫لتحطم َ‬ ‫فرعوين وبتضليالت رهيبة‪ ،‬فال مناص من آن جياهبَ وا حبقائق قدس ية يف قوة القنبةل اذلرية‪ّ ،‬‬
‫اسسهم يف هذه ادلبيا وتقف زحفهم وتاوزمه‪ ،‬بل حتمل قسامً مهنم عىل التسلمي والاميان‪.‬‬
‫و َ‬
‫فنحن حنمد هللا اجزل امحلد ونشكره شكر ًا لمنهتئى هل عىل آن "رسائل النور" قد اصبحت ترايق ًا شافي ًا جلروح‬
‫عرصان ادلامية ومعجزة معنوية من معجزات القرآن احلكمي‪ ،‬وملعة من ملعاته‪ ،‬فلقد اس تطاعت مبوازانهتا العديدة‬
‫ان حتارب اشد املعابدين املتعنتني بس يف القرآن الاملايس‪ ،‬وتنصب احلجج وتقمي ّ‬
‫الادةل عىل الوحدابية ا إللهية‬
‫وحقائق الاميان بعدد ذرات الكون‪.‬‬
‫الرس هو اذلي جعلها ل تُغلَب ولتهنزم منذ مخسة وعرشين عام ًا‪ ،‬يف وجه اشد امحلالت رشاسة‪،‬‬ ‫ولعل هذا ّ‬
‫بل اكبت يه الغالبة عىل ادلوام‪.‬‬
‫‪#488‬‬

‫بعم! ان موازانت الكفر والاميان‪ ،‬ومقايسات الهداية والضالل اليت تش متل علاها "رسائل النور"‪ ،‬تيبت‬
‫ابملشاهدة هذه احلقيقة املذكورة‪ .‬فاذلي يطالع براهني وملعات "اللكمة اليابية والعرشين" ‪ -‬مبقاماها ‪ -‬مث ًال آو جييل‬
‫النظر يف املوقف الاول من "اللكمة اليابية واليالثني"‪ .‬آو يقرآ بوافذ"املكتوب اليالث واليالثني"‪ ،‬آو يتصفّح‬
‫احلجج الاحدى عرشة من مجموعة "عصا موىس" واذا ما قاس سائر املوازانت واملقايسات الاخرى عىل ما‬
‫ذكرانه يدرك جيد ًا‪ :‬ان حقائق القرآن املتجلية يف "رسائل النور" يه اليت تس تطيع قطع دابر الإحلاد وعناد آهل‬
‫الضالل املمترد يف زمابنا هذا واستئصال شأفهتام‪.‬‬
‫وكام قد تمعت الشذرات اليت متيط الليام عن وجه مع ّميات حقائق خلق العامل وآمه دقائق ارسار ادلين يف‬
‫مجموعة "الطالمس" فاميل ابهلل عظمي آن تمع كذكل تكل الاجزاء املتناثرة ‪ -‬اليت تيبت ابلدةل والرباهني ‪ -‬ان‬
‫آهل الضالةل يعبشون يف هجمن يف هذه ادلبيا وان آهل الهداية يذوقون ذلائذ اجلنة يف هذه ادلبيا ايض ًا‪ ..‬وان‬
‫الاميان بذرة معنوية من بذور اجلنة‪ ،‬والكفر بواة من بوى زقّوم هجمن‪ .‬وآمل ان تمتع تكل الاجزاء من "رسائل‬
‫النور" يف مجموعة موجزة وتنرش بعون هللا وتوفيقه‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#489‬‬

‫اخلطبة الشامية‬
‫تأليف‬

‫‪371‬‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#491‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫لك مهنم من امحلد‬ ‫بقدم او ًل ما يقدمه لك ذي روح بلسان حال حياته من هدااي معنوية اىل خالقه‪ ،‬وما يقدمه ٌ‬
‫والشكر بلسان حاهل اىل ذكل الواجب الوجود اذلي قال‪( :‬ل تقنطوا من رمحة هللا) (الزمر‪ )19 :‬وبصيل و ّ‬
‫نسمل‬
‫صال ًة وسالم ًا لمنهتئى هلام عىل بببّنا محمد املصطفى عليه الصالة والسالم‪ ،‬اذلي قال‪(:‬امنا ُ‬
‫بعيت لمتم متار َم‬
‫الاخالق) ‪ 7‬آي‪ :‬امنا بعيين هللا اىل الناس لتمتمي اخلصال امحليدة وابقاذ البرشية من الطباع اذلممية‪.‬‬
‫آما بعد!‬
‫فيا اخواين العرب اذلين يس متعون اىل هذا ادلرس يف هذا اجلامع الاموي‪ .‬ابين ما صعدت هذا املنرب واىل هذا‬
‫امر فوق لويق‪ .‬اذ رمبا فيمك ما يقارب املئة من العلامء الافاعل‪ .‬مفييل‬‫املقام اذلي هو فوق حدي‪ ،‬لرشدمك فهذا ٌ‬
‫معمك مكيل صيب يذهب اىل املدرسة صباح ًا مث يعود يف املساء ليعرض ما تعلّمه عىل ابيه‪ ،‬ابتغاء تصحيح‬
‫التلطف يف تصويبه وارشاده‪.‬‬ ‫اخطائه و ّ‬
‫فشأبنا معمك شأن الصبيان مع الكبار‪ ،‬فنحن تالمذة ابلنس بة اليمك وآبمت اساتذة لنا ولسائر آمة الاسالم‪ .‬وها‬
‫آبذا اعرض بعض ما تعلمته عىل اساتذيت‪:‬‬
‫وعلمت يف هذا الزمان واملتان آن هناك س تة‬
‫لقد تعلمت ادلروس يف مدرسة احلياة الاجامتعية البرشية ُ‬
‫امراض‪ ،‬جعلتنا بقـف عىل اعتاب القرون الوسطى يف الوقت اذلي لار فيه الاجابب ‪ -‬وخاصة الاوربيني‬
‫‪ -‬حنو املس تقبل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬راوه ماكل يف املولأ بالغ ًا عن النيب صىل هللا عليه وسمل‪ .‬وقال ابن عبد الرب متصل من وجوه حصاح عن ايب هريرة‬
‫وغةره‪ .‬مهنا ما رواه امحد واخلرائطي يف اول املتارم بس ند حصيح عن ايب هريرة مرفوع ًا بلفظ امنا بعيت لمتم صاحل‬
‫الاخالق‪( ...‬ابختصار عن كشف اخلفاء للعجلوين ‪)977/7‬‬
‫‪#492‬‬

‫وتكل الامراض يه‪:‬‬


‫او ًل‪ :‬حياة اليأس اذلي جيد فينا اس بابه وبعيه‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬موت الصدق يف حياتنا الاجامتعية والس ياس ية‪.‬‬
‫‪372‬‬
‫اثلي ًا‪ّ :‬‬
‫حب العداوة‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬اجلهل ابلروابط النورابية اليت تربط املؤمنني بعضهم ببعض‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬رساين الاستبداد‪ ،‬رساين الامراض املعدية املتنوعة‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬حرص اهلمة يف املنفعة الشخصية‪.‬‬
‫وملعاجلة هذه الامراض الس تة الفتّاكة‪ ،‬آ ّبني ما اقتبس ته من فيض صيدلية القرآن احلكمي ‪ -‬اذلي هو مبيابة لكية‬
‫الطب يف حياتنا الاجامتعية ‪ -‬آببّهنا بست لكامت‪ ،‬اذ ل اعرف اسلو ًاب للمعاجلة سواها‪.‬‬
‫اللكمة الاوىل‬
‫"المــل"‬
‫اي‪ :‬شدة الاعامتد عىل الرمحة الالهية واليقة هبا‪.‬‬
‫يرسين ان آ ّزف اليمك البرشى ايمعرش املسلمني‪ ،‬بأبه قد َآ ِز َف‬
‫بعم! ابه بناء عىل ما تعلمته من دروس احلياة‪ّ ،‬‬
‫بزوغ آمارات الفجر الصادق ودان رشوق مشس سعادة عامل الاسالم ادلبيوية وخباصة سعادة العامثبيني‪ ،‬ولس امي‬
‫سعادة العرب اذلين يتوقّف تقدم العامل الاسال ي ورق ّيه عىل تيقظهم وابتباههم‪ ،‬فابين اعلن بقوة وجزم‪ ،‬حبيث‬
‫ُامسع ادلبيا لكها وآ ُبف اليأس والقنوط رامغ ‪:7‬‬
‫ان املس تقبل س يكون لالسالم‪ ،‬ولالسالم وحده‪ .‬وان احلمك لن يكون إا ّل حلقائق القرآن والاميان‪ .‬ذلا فعلينا‬
‫ماض مشوش خمتلط‪.‬‬ ‫الرىض ابلقدر الالهئي ومبا ّقسمه هللا لنا؛ اإذ لنا مس تقبل زاهر‪ ،‬وللجابب ٍ‬
‫فهذه دعواي‪ ،‬يل علاها براهني عدة‪ ،‬سأذكر واحد ًا وبصف ًا فقط مهنا‪ ،‬بعد ان آهمّد لها ببعض املقدمات‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لقد اخرب»سعيد القدمي« ابحساس مس بق منذمخسة واربعني عام ًا بأن العامل الاسال ي ‪ -‬ويف مقدمته ادلول العربية ‪-‬‬
‫سبنجو من س يطرة الاجابب وحتمكهم‪ ،‬وسبشلكون دو ًل اسالمية س نة‪ 7917،‬ومل يفكر آبذاك يف احلربني العامليتني ول‬
‫فبرش مبا اكن س نة ‪ 7917‬وكبه ‪ 7991‬دون آن يأخذ سبب التأخةر‬ ‫يف الاستبداد املطلق اذلي دام ما يقارب اربعني عام ًا‪ّ ،‬‬
‫بنظر الاعتبار‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#493‬‬

‫آما املقدمات فهئي‪:‬‬


‫ان حقائق الاسالم متتاز ابس تعدادها‪ ،‬اس تعداد ًا اكم ًال دلفع اهلها اىل مرايق التقدم املادي واملعنوي مع ًا‪.‬‬
‫آما آبه مس تعد للريق املعنوي‪:‬‬
‫فاعلموا! ان التارخي اذلي يسجل الوقائع احلقيقية‪ ،‬اصدق شاهد عىل حقيقة الحداث؛ فها هو التارخي يرينا آن‬

‫‪373‬‬
‫القائد الياابين اذلي هزم الروس يديل ابلشهادة التية يف صدد عظمة الاسالم وحقاببته‪" :‬ابه بنس بة قوة‬
‫احلقائق الاسالمية وبنس بة الزتام املسلمني تكل احلقائق‪ ،‬يزدادون رقي ًا وتقدم ًا‪ ،‬هكذا يرينا التارخي‪ .‬ويرينا اإيض ًا‬
‫ابه بقدر ععف متسكهم بتكل احلقائق يصابون ابلتوحش والتخلف والامضحالل والوقوع يف آلوان من الهرج‬
‫واملرج والاعطراابت‪ .‬ويُغلَبون عىل آمرمه"‪ .‬آما سائر الاداين الاخرى فالمر فاها عىل عكس الاسالم‪ ،‬آي‪:‬‬
‫متسك اتباعها وععف تعصّبم وصالبهتم يف ديهنم يزدادون رقي ًا وتقدم ًا‪ ،‬وعىل قدر تعصّبم‬ ‫بقدر ععف ّ‬
‫يتعرعون لالحنطاط والاعطراابت‪.‬‬ ‫ومتسكهم بديهنم ّ‬
‫الزمان اىل الن‪.‬‬
‫هذا هو حمك التارخي‪ ..‬وهكذا ّمر ُ‬
‫وما اراان التارخي قط منذ خةر القرون والعرص السعيد اىل الن آن مسلامً قد ترك دينه مر ّجح ًا عليه ‪ -‬ابحملامكة‬
‫العقلية وادلليل اليقيين ‪ -‬دين ًا آخر‪ ،‬عىل حني ان كيةر ًا من اتباع الاداين الاخرى ‪ -‬حىت املتعصبني مهنم‪،‬‬
‫اكلروس القداىم والانلكزي ‪ -‬قد ر ّجحوا ابحملامكة وادلليل العقيل دين الاسالم عىل آدايهنم فدخلوا يف الاسالم‪.‬‬
‫ولعربة هنا بتقليد العوام اذلي ليستند اىل دليل‪ ،‬كام لعربة ابملروق عن ادلين واخلروج عىل حقائقه‪ ،‬فهذه‬
‫مسأةل اخرى‪ .‬علامً آن التارخي يفيدان بأن عدد من يدينون ابلسالم ‪ -‬ابحملامكة العقلية ‪ -‬جامعات وافواج ًا يزداد‬
‫يوم ًا بعد يوم ‪.7‬‬
‫‪---‬‬
‫قاس جند آبه بعد مخس‬ ‫‪ 1‬وادلليل عىل هذه ادلعوى هو‪ ،‬ابه مع قيام حربني عامليتني رهيبتني‪ ،‬وظهور استبداد مطلق ٍ‬
‫واربعني س نة‪:‬‬
‫‪ - 7‬قبول بعض ادلول الصغةرة اكلسويد والرنوجي وفنلندا تدريس القرآن يف مدارسها‪ ،‬وقبولها هل ليكون سد ًا منيع ًا امام‬
‫الش يوعية والاحلاد‪.‬‬
‫‪ - 9‬قيام عدد من اخلطباء الانلكزي املشهورين ابقناع الانلكزي ومحلهم عىل قبول القرآن‪.‬‬
‫‪ - 9‬موالاة اكرب دول املعمورة يف الوقت احلارض‪ -‬ويه امريتا ‪ -‬حلقائق ادلين بلك قواها‪ ،‬واعرتافها بأن آس يا وافريقيا‬
‫س تجدان السعادة والمن والسالم يف ظل الاسالم‪ .‬فض ًال عن تعالفها مع دول اسالمية حديية الولدة وحماويهتا التفاق‬
‫معها‪ ..‬لك ذكل ييبت صدق هذه ادلعوى اليت قيلت قبل مخس واربعني س نة‪ ،‬وشاهد قوي علاها‪.‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#494‬‬

‫ولو ابنا آظهران بأفعالنا وسلوكنا متارم اخالق الاسالم وكامل حقائق الاميان‪ ،‬دلخل اتباع الاداين الاخرى‬
‫يف الاسالم جامعات وآفواج ًا‪ .‬بل لرمبا رخضت دول العامل وقاراته لالسالم‪.‬‬
‫ان البرشية اليت اخذت تصحو وتتي ّقظ بنتاجئ العلوم والفنون احلديية‪ ،‬ادركت كنه الانسابية وماهيهتا‪ ،‬وتيقّنت‬
‫ابه ل ميكهنا ان تعبش مه ًال بغةر دين‪ ،‬بل حىت اشد الناس اإحلاد ًا وتنكر ًا لدلين مضطر اىل آن يلجأ اىل ادلين‬
‫يف آخر املطاف؛ لن‪:‬‬
‫‪374‬‬
‫"بقطة استناد" البرش عند همامجة املصائب والاعداء من اخلارج وادلاخل‪ ،‬مع جعزه ّ‬
‫وقةل حيلته‪ ،‬وكذا "بقطة‬
‫اس متداده" لماهل غةر احملدودة املمتدة اىل البد مع فقره وفاقته‪ ،‬لبس ا ّل "معرفة الصابع" والاميان به والتصديق‬
‫ابلخرة‪ ،‬فال سبيل للبرشية املتيقّظة اىل اخلالص من غفوهتا سوى الاقرار بلك ذكل‪.‬‬
‫ومامل يوجد يف َصدَ فة القلب جوهر ادلين احلق‪ ،‬فسوف تقوم قيامات مادية ومعنوية عىل رآس البرش‪،‬‬
‫وس يكون اشقى احليواانت وآذلّها‪.‬‬
‫خالصة الالكم‪:‬‬
‫لقد تي ّقظ الانسان يف عرصان هذا‪ ،‬بفضل العلوم والفنون وب ُُذر احلروب والاحداث املذهةل‪ ،‬وشعر بقمية‬
‫جوهر الانسابية واس تعدادها اجلامع‪ ،‬وادرك ان الانسان ابس تعداده الاجامتعي العجيب مل ُخيلق لقضاء هذه‬
‫احلياة املتقلّبة القصةرة‪ ،‬بل خُلق للبد واخللود‪ ،‬بدليل آماهل املمتدة اىل الابد‪ .‬وان لك انسان بدآ يشعر ‪-‬‬
‫حسب اس تعداده ‪ -‬آن هذه ادلبيا الفابية الضيقة لتسع لتكل المال والرغبات غةر احملدودة‪ ،‬حىت اذا قيل ّلقوة‬
‫اخليال اليت ختدم الانسابية‪:‬‬
‫"كل ان تع ّمري مليون س نة مع سلطنة ادلبيا‪ ،‬بظةر قبوكل مو ًات ابد ًاي لحياة بعده الالق ًا‪ ".‬فالبد ان خيال ذكل‬
‫الانسان املتيقّظ اذلي مل يفقد انساببته سبتأوه َمكَد ًا وحز ًان ‪ -‬بد ًل من آن يفرح ويس تبرش ‪ -‬لفقده السعادة‬
‫الابدية‪.‬‬
‫وهذا هو الرس يف ظهور ميل شديد اىل التحري عن ادلين احلق يف اعامق لك انسان‪ ،‬فهو يبحث قبل لك‬
‫ش عن حقيقة ادلين احلق لتنقذه من املوت الابدي‪ .‬ووعع العامل احلارض خةر شاهد عىل هذه احلقيقة‪.‬‬
‫‪#495‬‬

‫لقد بدآت قارات العامل ودوهل بعد مرور مخسة واربعني عام ًا وبظهور الإحلاد تدرك ادراك لك فرد هذه احلاجة‬
‫البرشية الشديدة‪.‬‬
‫مث ان اوائل اكرث الاايت القرآبية وخوامتها‪ ،‬حتيل الانسان اىل العقل قائةل‪ :‬راجع عقكل وفكرك اهيا الانسان‬
‫وشاورهام‪ ،‬حىت يتبني كل صدق هذه احلقيقة‪ .‬فابظروا مث ًال اىل قوهل تعاىل (فاعلموا‪ ..‬فاعمل‪ ..‬آفال يعقلون‪..‬‬
‫آفمل ينظروا‪ ..‬آفال يتذكرون‪ ..‬آفال يتدبرون‪ ..‬فاعتربوا اي اوىل البصار‪ )..‬وامثالها من الاايت اليت ختالب‬
‫العقل البرشي‪ .‬فهئي تسأل‪ِ :‬ل َم ترتكون العمل وختتارون لريق اجلهل؟ ِل َم ُ‬
‫تعصبون عيونَمك وتتعا َم ْون عن رؤية‬
‫احلق؟ ما اذلي محلمك عىل اجلنون وابمت عقالء؟ آي ش منعمك من التفكر والتدبّر يف احداث احلياة‪ ،‬فال‬
‫حتمكون عقولمك لئال تضلوا؟‪.‬‬ ‫تعتربون ولهتتدون اىل الطريق املس تقمي؟ ملاذا ل تتأملون ول ّ‬
‫مث تقول اهيا الناس ابتّبوا واعتربوا! ابقذوا ابفسمك من بالاي معنوية تزنل بمك ابتعاظمك من القرون اخلوايل‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫اي اخواين اذلين يضمهم هذا اجلامع الاموي‪ ،‬واياخواين يف جامع العامل الاسال ي! اعتربوا ابمت ايض ًا! وق ّيموا‬
‫الامور يف عوء الاحداث اجلسام اليت مرت خالل الس نوات امخلس والاربعني املاعية‪ .‬كوبوا راشدين ايمن‬
‫يعدّ ون ابفسهم من آويل الفكر والعمل‪.‬‬
‫حنصل مما س بق‪:‬‬
‫حنن معارش املسلمني خدام القرآن بتّبع الربهان وبقبل بعقلنا وفكران وقلبنا َ‬
‫حقائق الاميان‪ ،‬لس نا مكن ترك التقدل‬
‫ابلربهان تقليد ًا للرهبان كام هو دآب اتباع سائر الاداين!‬
‫وعىل هذا فان املس تقبل اذلي لح َمك فيه ا ّل للعقل والعمل‪ ،‬سوف يسوده حمك القرآن اذلي تستند آحتا ُمه اىل‬
‫العقل واملنطق والربهان‪.‬‬
‫وها قد اخذت احلجب اليت اكبت تكسف مشس الاسالم تزناح وتنقشع‪ ،‬وآخذت تكل املوابع ابلنكامش‬
‫والانسحاب‪ .‬ولقد بدآت تباشةر ذكل الفجر منذ مخس واربعني س نة‪ ،‬وها قد بزغ جفرها الصادق س نة اإحدى‬
‫وس بعني وثالمثائة والف‬
‫‪#496‬‬
‫آو هو عىل وشك الزبوغ‪ ،‬وحىت ان اكن هذا الفجر جفر ًا اكذ ًاب فس يطلع الفجر الصادق بعد ثالثني آو آربعني‬
‫عام ًا ان شاء هللا‪.‬‬
‫استيالء اتم ًا ويه‪:‬‬
‫ً‬ ‫بعم فلقد حالت مثابية موابع دون استيالء حقائق الاسالم عىل الزمان املايض‬
‫املابع الاول والياين واليالث‪:‬‬
‫هجل الاجابب‬
‫وتأخرمه عن عرصمه (آي بُعدمه عن احلضارة)‬
‫وتعصّبم دليهنم‬
‫فهذه املوابع اليالثة بدآت تزول بفضل التقدم العلمي وحماسن املدبية‪.‬‬
‫املابع الرابع واخلامس‪:‬‬
‫حتمك القسبسني وس يطرة الزعامء الروحابيني عىل افتار الناس واذهاهنم‪.‬‬‫ّ‬
‫وتقليد الاجابب لولئك القسبسني تقليد ًا آمعى‪.‬‬
‫فهذان املابعان ايض ًا يأخذان ابلزوال بعد ابتشار حرية الفكر وميل النوع البرشي اىل البحث عن احلقائق‪.‬‬
‫املابع السادس والسابع‪:‬‬
‫‪376‬‬
‫تفيش روح الاستبداد فينا‪.‬‬
‫وابتشار الاخالق اذلممية النابعة من جمافاة الرشيعة وخمالفهتا‪.‬‬
‫فان زوال قوة اإستبداد الفرد الن يشةر اىل زوال استبداد امجلاعة واملنظامت الرهيبة بعد ثالثني آو اربعني س نة‪.‬‬
‫مث ان فوران امحلية الاسالمية والوقوف عىل النتاجئ الوخمية لالخالق اذلممية كفيالن برفع هذين املابعني بل‬
‫هام عىل وشك ان يُرفعا‪ ،‬وسزيولن زوا ًل اتم ًا اإن شاء هللا‪.‬‬
‫املابع اليامن‪:‬‬
‫تومه وجود بوع من التناقض بني مسائل من العمل احلديث واملعىن الظاهري حلقائق الاسالم؛ هذا التومه‬
‫سبّب اىل ح ٍد ما وقف استيالء احلقائق الاسالمية يف‬
‫‪#497‬‬

‫املايض‪ .‬مفي ًال‪ :‬ان "اليور واحلوت" الذلين هام عبارة عن َملَكني روحابيني مأمورين ابلرشاف عىل الارض بأمر‬
‫جمسامن‪ ،‬آي‪ :‬ثور خضم وحوت جس مي‪ ،‬فوقف اه ُل العلوم احلديية‬ ‫هللا‪ .‬خت ّيلهام ُ‬
‫البعض اهنام حيواانن حقيقيان ّ‬
‫موقف املعارض لالسالم لعـدم الـالعهم عىل حقيقـة التشبيه واجملاز‪.‬‬
‫وهناك مئات من الامثةل كهذا‪ ،‬اإذ بعد الالالع عىل احلقيقة ل جيد آعىت الفالسفة مفر ًا من الاستسالم‬
‫تعر َض لها آهل العمل‬ ‫والابصياع‪ .‬حىت ان رساةل "املعجزات القرآبية" قد اشارت اىل لك آية من الايت اليت ّ‬
‫مدار بق ٍد يف‬
‫لك مهنا ملعة رائعة من ملعات اجعاز القرآن‪ ،‬وب ّينت ما ظنّه اه ُل العمل َ‬ ‫احلديث‪ ،‬واظهرت ان يف ٍ‬
‫ُ َمجل القرآن ولكامته‪ :‬آن يف لك مهنا من احلقائق السامية الرفيعة ما ل تطاوهل يد العمل‪ ،‬وآجلأ الفالسفة العنيدين‬
‫اىل الاستسالم والرعوخ‪ .‬وهذه الرسائل يف متناول امجليع‪ ،‬ويف امتان لك واحد الالالع علاها بسهوةل‪،‬‬
‫وعليه ان يطلع علاها‪ ،‬لةرى كيف اهنار هذا املابع فع ًال‪ ،‬بعدما قيل منذ مخس واربعني س ن ًة‪.‬‬
‫بعم‪ ،‬ان هناك مؤلفات قمية لعلامء الاسالم يف هذا اجملال‪ ،‬ولك الامارات تدل عىل ان هذا املابع اليامن‬
‫س يضمحل متام ًا‪.‬‬
‫واذا مل حيدث ذكل الن‪ ،‬فابه بعد ثالثني آو اربعني عام ًا سوف يتجهّز العمل‪ ،‬واملعرفة احلقيقية‪ ،‬وحماسن املدبية‪،‬‬
‫بوسائل واعتدة اكمةل فتتغلب ‪ -‬هذه القوى اليالث ‪ -‬عىل املوابع الامثبية املذكورة وتق ي علاها‪ .‬وذكل ببعهثا روح‬
‫التحري عن احلقائق‪ ،‬والابصاف واحملبة الانسابية وارسالها اىل جّبات حماربة تكل الاعـداء الامثبـية‪.‬‬
‫قضاء اتم ًا بعد بصف قرن ان شاء هللا‪.‬‬
‫وقد بدآت هتزهما فع ًال‪ ،‬وسوف تق ي علاها ً‬
‫بعم‪" ،‬الفضل ما شهدت به الاعداء"‪.‬‬
‫واليمك مثالني فقط من بني مئات الامثةل‪:‬‬

‫‪377‬‬
‫امليال الول‪ :‬ان مسرت اكرليل احد مشاهةر فالسفة القرن التاسع عرش واشهر فيلسوف من القارة الامريكية‬
‫يلفت ابظار الفالسفة وعلامء النرصابـيـة بقـولـه‪:‬‬
‫‪#498‬‬

‫"لقد جاء الاسالم عىل تكل امللل التاذبة والنحل البالةل فابتلعها وحق هل ان يبتلعها‪ ،‬لبه حقيقة خارجة من‬
‫قلب الطبيعة‪ ،‬وما اكد يظهر الاسالم حىت احرتقت فيه وثنيات العرب وجدليات النرصابية ولك ما مل يكن‬
‫‪7‬‬
‫حبق فاهنا حطب ميت آلكته انر الاسالم فذهب‪ ،‬والنار مل تذهب"‪.‬‬
‫ويزيد مسرت اكرليل فيقول حبق الرسول صىل هللا عليه وسمل‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫"هو الرجل العظمي اذلي علّمه هللا العمل واحلمكة فوجب علينا ان بصغي اليه قبل لك ش "‪.‬‬
‫ويقول ايض ًا‪:‬‬
‫"ان كنت يف ريب من حقائق الاسالم فالوىل بك آن تراتب يف البدهييات والرضورايت القطعية‪ ،‬لن‬
‫الاسالم من آبده احلقائق واشدها رضورة"‪.‬‬
‫وهكذا فقد جسّل هذا الفيلسوف الشهةر هذه احلقائق حول الاسالم يف اماكن متفرقة من مؤلفه‪.‬‬
‫امليال الياين‪ :‬هو الامةر بسامرك ‪ 9‬اذلي يعترب من آشهر رجال الفكر يف اترخي اورواب احلديث‪ .‬يقول هذا‬
‫الفيلسوف‪:‬‬
‫"لقد درست الكتب الساموية ابإمعان‪ ،‬فمل اجد فاها احلمكة احلقيقية اليت تكفل سعادة البرشية‪ ،‬وذكل للتحريف‬
‫اذلي حصل فاها‪ .‬ولكين وجدت قرآن محمد صىل هللا عليه وسمل يعلو عىل سائر الكتب‪ .‬وقد وجدت يف لك‬
‫كتاب كهذا من الكم البرش‪.‬‬
‫لكمة منه حمكة‪ .‬ولبس هناك كتاب حيقق سعادة البرشية مثهل‪ .‬ول ميكن آن يكون ٌ‬
‫فاذلين يدّ عون ان هذه الاقوال اقوال محمدصىل هللا عليه وسمل يتابرون احلق وينكرون الرضورات العلمية‪،‬‬
‫امر بدهيئي"‪.‬‬
‫آي آن كون القرآن الكم هللا ٌ‬
‫وهكذا تنتج حقول اذلاكء يف امريتا واورواب حماصيل رائعة من امثال مسرت اكرليل وبسامرك من هجابذة‬
‫احملققني‪.‬‬
‫ويف عوء هذه احلقيقة اقول وبلك المئنان واقتناع‪:‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬من ترمجة الاس تاذ محمد الس باعي لكتاب "الابطال"‪ .‬املرتمج‬
‫‪2‬من ترمجة الاس تاذ محمد الس باعي لكتاب "الابطال"‪ .‬املرتمج‬
‫‪3‬من مشاهةر الس ياس يني الاملان (‪ )7828 - 7871‬وآحد اذلين حققوا الوحدة الملابية‪ .‬وجعلوها يف مقدمة ادلول يف‬
‫القرن التاسع عرش‪ .‬املرتمج‬

‫‪378‬‬
‫‪#499‬‬

‫ان اورواب وامريتا َح َباىل ابلسالم‪ ،‬وس تدلان يوم ًا ما دوةل اسالمية‪ ،‬كام َحبِلت ادلوةل العامثبية ابورواب وودلت‬
‫دوةل اوروبية‪.‬‬
‫اهيا الاخوة يف اجلامع الاموي‪ ،‬واي اخواين يف اجلامع الاسال ي بعد بصف قرن! آفال تنتج املقدمات اليت‬
‫آسلفنا ذكرها حىت الن‪:‬‬
‫آن الاسالم وحده س يكون حاكامً عىل قارات املس تقبل حكامً حقيقي ًا ومعنو ًاي وان اذلي س يقود البرشية اىل‬
‫السعادتني ادلبيوية والاخروية لبس ا ّل الاسالم والنرصابية احلقّة املنقلبة اىل الاسالم واملتفقة معه والتابعة‬
‫للقرآن بعد حتررها من التحريفات واخلرافات!‬
‫اجلهة اليابية‪ :‬ان الاسالم مس تعد للريق املادي‪:‬‬
‫ان الاس باب القوية اليت تدفع الاسالم اىل الريق تبني آن الاسالم سبسود املس تقبل ماد ًاي ايض ًا‪.‬‬
‫فكام اثبتنا يف اجلهة الاوىل اس تعداد الاسالم معنو ًاي للريق تُظهر هذه اجلهة اظهار ًا واحض ًا اس تعداد الاسالم‬
‫للريق املادي وس يادته يف املس تقبل‪ .‬لن يف قلب الشخصية املعنوية للعامل الاسال ي قد اجمتعت وامزتجت‬
‫قوى ل تُقهر‪ ،‬ويه يف منهتئى الرسوخ واملتابة ‪:7‬‬ ‫مخس ً‬
‫القوة الاوىل‪:‬‬
‫"احلقيقة الاسالمية" اليت يه اس تاذ مجيع الكاملت وامليل‪ ،‬اجلاعةل من ثالمثائة ومخسني مليون مسمل ٍ‬
‫كنفس‬
‫واحدة واجملهّزة ابملدبية احلقيقية والعلوم الصحيحة‪ ،‬ولها من القوة ما ل ميكن ان هتزهما قوة همام اكبت‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬بعم بفهم من اس تاذية القرآن واشارات درسه‪ :‬ان القرآن بذكره معجزات الاببياء‪ ،‬امنا يدل البرشية عىل ان بظائر تكل‬
‫املعجزات سوف تتحقق يف املس تقبل ابلرتيق‪ ،‬وحيث الانسان عىل ذكل وكبه يقول هل‪ :‬هيا امعل وإاس َع لتنجز امثال هذه‬
‫املعجزات‪ ،‬فاقطع مث ًال مسافة شهرين يف يوم واحد كام قطعها سلامين عليه السالم‪ ،‬وامعل عىل مداواة اشد الامراض‬
‫املس تعصية كام داواها عبىس عليه السالم‪ ،‬واس تخرج املاء الباعث عىل احلياة من الصخر وابقذ البرشية من العطش كام‬
‫فعهل موىس عليه السالم بعصاه‪ .‬واحبث عن املواد اليت تقيك رش احلرق ابلنار‪ ،‬وآلبسها كام لبسها ابراهمي عليه السالم‪.‬‬
‫والتقط آبعد الاصوات وامسعها وشاهد الصور من اقىص املرشق واملغرب كام فعل ذكل بعض الاببياء‪ .‬وآ ِلن احلديد‬
‫اكلعجني كام فعهل داود عليه السالم‪ ،‬واجعل احلديد اكلشمع يف يدك ليكون مدار ًا مجليع الصناعات البرشية‪ ،‬كام تس تفيدون‬
‫فوائد مجة من الساعة والسفينة اللتني هام من معجزات س يدان يوسف وس يدان بوح علاهام السالم‪ .‬فامعلوا عىل حمااكهتام‬
‫وتقليدهام‪ .‬وهكذا قياس ًا عىل هذا جند آن القرآن الكرمي يسوق البرشية اىل الريق املادي واملعنوي‪ ،‬ويلقي علينا ادلروس‬
‫وييبت ابه آس تاذ امجليع‪ .‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#500‬‬

‫‪379‬‬
‫القوة اليابية‪:‬‬
‫"احلاجة امللحة" اليت يه الاس تاذ احلقيقي للمدبية والصناعات واجملهّزة ابلوسائل واملبادئ التامةل‪ ..‬وكذا "الفقر"‬
‫اذلي قصم ظهران‪ .‬فاحلاجة والفقر قواتن لتسكتان ول تُقهران‪.‬‬
‫القوة اليالية‪:‬‬
‫"احلرية الرشعية" اليت ترشد البرشية اىل س بل التسابق واملنافسة احلقّة حنو املعايل واملقاصد السامية‪ ،‬واليت‬
‫متزق ابواع الاستبداد وتشتهتا‪ ،‬واليت هت ّيج املشاعر الرفيعة دلى الانسان‪ ،‬تكل املشاعر اجملهّزة ابمناط من‬
‫الاحاسبس اكملنافسة والغبطة والتيقظ التام وامليل اىل التجدد والزنوع اىل التحرض‪ .‬فهذه القوة اليالية‪" :‬احلرية‬
‫الرشعية" تعين التحيل ابمسى ما يليق ابلنسابية من درجات الكامل والتشوق والتطلع اياها‪.‬‬
‫القوة الرابعة‪:‬‬
‫"الشهامة الاميابية" اجملهّزة ابلشفقة والرآفة‪ .‬آي‪ :‬ان ليرىض اذل ّل لنفسه امام الظاملني‪ ،‬ول يلحقه ابملظلومني‪.‬‬
‫التكرب علاهم‪ ،‬وهذا آساس همم من اسس‬ ‫وبعبارة اخرى‪ :‬عدم مداهنة املستبدّ ين وعدم التحمك ابملساكني آو ّ‬
‫احلرية الرشعية‪.‬‬
‫القوة اخلامسة‪:‬‬
‫"العزة الاسالمية" اليت تعلن اعالء لكمة هللا‪ .‬ويف زمابنا هذا يتوقف اعالء لكمة هللا عىل التقدم املادي‬
‫وادلخول يف مضامر املدبية احلقيقية‪ .‬ولريب ان خشصية العامل الاسال ي املعنوية سوف تدرك وحتقق يف‬
‫املس تقبل حتقيق ًا اتم ًا ما يتطلـبه الايـامن من احلفـاظ عىل عزة الاسالم‪..‬‬
‫وكام ان ريق الاسالم وتقدمه يف املايض اكن ابلقضاء عىل تعصب العدو ومتزيق عناده ودفع اعتداءاته‪ ..‬وقد‬
‫مت ذكل بقوة السالح والس يف‪ .‬فسوف تُغلب الاعداء وي ُشتت مشلهم ابلس يوف املعنوية ‪ -‬بد ًل من املادية ‪-‬‬
‫للمدبية احلقيقية والريق املادي واحلق واحلقيقة‪.‬‬
‫اعلموا آهيا الاخوان!‬
‫ان قصدان من املدبية هو حماس هنا وجوانّبا النافعة للبرشية‪ ،‬ولبس ذبوهبا‬
‫‪#501‬‬

‫وخربوا ادلاير‪ ،‬فقدموا ادلين رشوة‬ ‫وسبئاهتا‪ ،‬كام ظن امحلقى من الناس آن تكل السبئات حماسن ّ‬
‫فقدلوها ّ‬
‫للحصول عىل ادلبيا مفا حصلوا علاها ول حصلوا عىل ش ‪.‬‬
‫ابه بطغيان ذبوب املدبية عىل حماس هنا‪ ،‬ورحجان كفة سبئاهتا عىل حس ناهتا‪ ،‬تلقت البرشية صفعتني قويتني‬
‫دماء لطخت وجه الارض برمهتا‪ .‬وسوف تتغلب ابذن‬ ‫حبربني عامليتني‪ ،‬فأتتا عىل تكل املدبية المثة‪ ،‬وقاءت ً‬
‫‪380‬‬
‫هللا حماسن املدبية بفضل قوة الاسالم اليت ستسود يف املس تقبل‪ ،‬وتطهّر وجه الارض من الدانس وحتقق‬
‫ايض ًا سالم ًا عام ًا للبرشية قالبة‪.‬‬
‫بعم ملا اكبت مدبية اورواب مل تتأسس عىل الفضيةل والهدى بل عىل الهوس والهوى‪ ،‬وعىل احلسد والتحمك‪،‬‬
‫تغلبت سبئات هـذه املدبـيـة عىل حس ناهتا اىل الان‪ .‬واصبحت كشجرة منخورة بديدان املنظامت اليورية‬
‫الارهابية ‪ ،‬وهذا دليل قوي ومؤرش عىل قرب اهنيارها وسبب همم حلاجة العامل اىل مدبية آس يا "الاسالمية"‬
‫اليت س تكون لها الغلبة عن قريب‪.‬‬
‫فاذا اكن امام اهل الاميان والاسالم امثال هذه الاس باب القوية والوسائل القومية للريق املادي واملعنوي‪،‬‬
‫سوي ممهد كسكة احلديد للوصول اىل السعادة يف املس تقبل‪ ،‬فكيف تيأسون‪ ،‬وتثبطون روح العامل‬ ‫ولر ٌيق ٌ‬
‫ترق وتقدم لالجابب وللجميع ببامن‬‫الاسال ي املعنوية وتظنون ظن السوء ويف يأس وقنوط‪ :‬آن ادلبيا دار ٍ‬
‫تدن وتأخـّر للمسلمـني املساكـني وحدمه‪ .‬انمك هبـذا ترتكبون خطأ شنيعـ ًا‪.‬‬ ‫اصبحت دار ٍ‬
‫اذ ما دام امليل حنو الكامل قابو ًان فطر ًاي يف الكون وقد ُادرج يف فطرة البرشية‪ ،‬فان احلق واحلقيقة س يظهران‬
‫يف املس تقبل عىل يد العامل الاسال ي ان شاء هللا سعاد ًة دبيوية ايض ًا كفّارة ملا اقرتفته البرشية من آاثم‪ ،‬مامل تقم‬
‫قيامة مفاجئة مبا ارتكبت من مفاسد ومظامل‪.‬‬
‫فابظروا اىل الزمن‪ ،‬ابه ليسةر عىل خط مس تقمي حىت يتباعد املبدآ واملنهتئى‪ ،‬بل يدور مضن دائرة كدوران‬
‫كرتنا الارعية‪ .‬فتارة يرينا الصيف والربيع يف حال الرتيق‪ ،‬واترة يرينا الش تاء واخلريف يف حال التدين‪ .‬وكام ان‬
‫الش تاء يعقبه الربيع والليل‬
‫‪#502‬‬

‫خيلفه ايهنار‪ ،‬فس يكون للبرشية ربيع وهنار ان شاء هللا‪ ،‬ولمك ان تنتظروا من الرمحة الالهية رشوق مشس‬
‫حقيقة الاسالم‪ ،‬فرتوا املدبية احلقيقية يف ظل سالم عام شامل‪.‬‬
‫لقد قلنا يف بداية هذا ادلرس ابنا س نقمي برها ًان وبصف برهان عىل دعواان‪ .‬وقد انهتئى الن الربهان مجم ًال‪.‬‬
‫وجاء دور بصف الربهان وهو اليت‪:‬‬
‫لقد ثبت ابلبحث والتحري ادلقيق والاس تقراء والتجارب العديدة للعلوم آن‪:‬‬
‫اخلةر واحلسن وامجلال والتقان والكامل هو السائد املطلق يف بظام الكون وهو املقصود ذلاته‪ ،‬آي هو املقاصد‬
‫عمل من العلوم املتعلّقة ابلكون يطلعنا بقواعده اللكية عىل ان يف لك بوع‬
‫احلقيقية للصابع اجلليل‪ .‬بدليل ان لك ٍ‬
‫ويف لك لائفة ابتظام ًا وابداع ًا حبيث لميكن للعقل آن يتصور آبدع وامك َل منه‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬عمل الترشحي اذلي خيص الطب‪ ،‬عمل املنظومة الشمس ية اذلي خيص الفكل وبقية العلوم اليت ختص‬

‫‪381‬‬
‫النبااتت واحليواانت‪ ،‬لك مهنا تفيدان بقواعدها اللكية وحبوهثا املتعددة النظام املتقن للصابع اجلليل يف ذكل النوع‬
‫لك ش ٍ خَل َقه) (السجدة‪)1 :‬‬
‫احسن َّ‬ ‫تبني مجيعها حقيقة الية الكرمية (اذلي َ‬ ‫وقدرته املبدعة وحمكته التامة ف ّ‬
‫كام ان الاس تقراء التام والتجارب الشامةل ييبت آن‪:‬‬
‫الرش والقبح والبالل والسبئات جزيئ وتَ َبعي واثبوي يف خلقة الكون‪.‬‬
‫فالقبح مث ًال يف الكون وايخملوقات لبس هدف ًا ذلاته وامنا هو وحدة قياس ية‪ ،‬لتنقلب حقيق ٌة واحدة للجامل اىل‬
‫حقائق كيةرة‪ .‬والرش كذكل‪ ،‬بل حىت الش يطان بفسه امنا خلق وسلّط عىل البرشية ليكون وس يةل لرتقيات‬
‫البرش غةر احملدودة حنو الكامل اليت ل يُـنال إا ّل ابلتسـابق واجملـاهـدة‪.‬‬
‫وامثال هذه الرشور والقباحئ اجلزئية خُلقت يف الكون لتكون وس يةل لإظهار ابواع اخلةر وامجلال اللكيني‪ .‬وهكذا‬
‫ييبت ابلس تقراء التام آن املقصد احلقيقي يف الكون والغاية الاساس ية يف اخللق امنا هو‪ :‬اخلةر واحلسن‬
‫والكامل‪ ،‬ذلا فالنسان اذلي ّلوث وجه الارض بكفره الظامل وعصيابه هللا لميكن ان يفلت من العقاب‪،‬‬
‫ويذهب اىل العدم من دون ان حيق عليه املقصود احلقيقي يف الكون‪ .‬بل س يدخل جسن هجمن!‬
‫‪#503‬‬

‫كام ثبت ابلس تقراء التام وحترايت العلوم واحباهثا ان الانسان هو اكرم ايخملوقات وارشفها‪ .‬لبه يس تطيع آن‬
‫يكشف بعقهل عن مراتب الاس باب الظاهرية يف خلق التائنات وبتاجئها‪ ،‬ويعرف العالقات بني العلل‬
‫والاس باب املتسلسةل‪ ،‬ويس تطيع ان ّ‬
‫يقدل مبهارته اجلزئية الصنائع الالهية والاجياد الرابين املنتظم احلكمي‪،‬‬
‫ويس تطيع آن يدرك بعلمه اجلزيئ ومبهارته اجلزئية اتقان الافعال الالهية‪ ،‬وذكل جبعل ما دليه من جزء اختياري‬
‫مزيا ًان جزئي ًا ومقياس ًا مصغّر ًا دلرك تكل الافعال الالهية اللكية والصفات اجلليةل املطلقة‪.‬‬
‫لك ذكل ييبت ان الانسان ارشف خملوق واكرمه‪.‬‬
‫وثبت ايض ًا بشهادة احلقائق اليت قدّ هما الاسالم للبرشية واليت ختص البرش والتائنات‪ :‬ان املسلمني مه افضل‬
‫البرش وارشفهم ومه اهل احلق واحلقيقة‪ ،‬كام ثبت بشهادة التارخي والوقائع والاس تقراء التام‪ :‬ان ارشف اهل‬
‫املكرمني وآفضلَهم هو محمد صىل هللا عليه وسمل اذلي يشهد هل آ ٌلف من معجزاته‬ ‫املرشفني من بني البرش َّ‬ ‫احلق َّ‬
‫ومسو اخالقه ومتارمه وحقائق الاسالم والقرآن‪.‬‬
‫وملا اكن بصف الربهان هذا قد بني هذه احلقائق اليالث آفميكن آن يقدح بو ُع البرش بشقاوته شهاد َة هذه العلوم‬
‫مجيعها‪ ،‬وينقض هذا الاس تقراء التام‪ ،‬وي ّمترد يف وجه املشبئة الالهية واحلمكة الازلية؛ فبس متر يف قساوته‬
‫الظاملة وكفره املمترد ودماره الرهيب ؟ آفميكن ان تس متر هذه احلاةل يف عداء الاسالم هكذا؟‬
‫ابين اقسم مبا آاتين هللا من قوة بل لو اكن يل ماليعد ولحيىص من اللس نة لقسمت هبا مجيع ًا‪ ،‬ابذلي خلق‬
‫العامل هبذا النظام الامكل‪ ،‬وخلق الكون يف منهتئى احلمكة والابتظام من اذلرات اىل الس يارات الساحبات يف‬
‫‪382‬‬
‫اجواز الفضاء‪ ،‬ومن جناح البعوعة اىل قناديل النجوم املتللئة يف السموات‪ ،‬ذلمك احلكمي ذو اجلالل والصابع‬
‫ذو امجلال‪ ،‬آقسم به س بحابه بألس نة ل حتد ابه ل ميكن ان خيرج البرش عىل س نة هللا اجلارية يف الكون وخيالف‬
‫بقية اخوابه من لوائف ايخملوقات برشوره اللكية ويق ي بغلبة الرش عىل اخلةر فاهضم تكل املظامل الزقومية عىل‬
‫مدى آلوف الس نني! فهذا ل ميكن قطع ًا!‬
‫‪#504‬‬

‫حمال هو آن الانسان لبس خليفة هللا يف الارض‪ ،‬احلامل للمابة الكربى‬ ‫بعم‪ ،‬ابه ل ميكن ذكل إا ّل ابفرت ٍاض ِ‬
‫ارضه وآحقره‪ ،‬دخل الكون‬ ‫والاخ الاكرب الاكرم لسائر ابواع ايخملوقات‪ ،‬امنا هو ادىن خملوق واردآه وارذهل و ّ‬
‫متلصص ًا ليفسده! فهذا الفرض احملال ابلل من اساسه ل ميكن قبوهل ابية هجة اكبت‪.‬‬
‫فلجل هذه احلقيقة ميكن آن نس تنتج من بصف برهابنا هذا‪:‬‬
‫كام آن وجود اجلنة والنار رضوري يف الخرة فان الغلبة املطلقة س تكون للخةر ولدلين احلق يف املس تقبل‪ ،‬حىت‬
‫يكون اخلةر والفضيةل غالبني يف البرشية كام هو الامر يف سائر الابواع الاخرى‪ ،‬وحىت يتساوى الانسان مع‬
‫رس احلمكة الازلية يف النوع البرشي آيض ًا‪.‬‬
‫سائر اخوابه من التائنات‪ ،‬وحىت حيق ان يقال‪ :‬ابه قد حتقق وتقرر ّ‬
‫وحاصل الالكم‪:‬‬
‫ما دام البرش ‪ -‬لبق ًا للحقائق املذكورة القالعة ‪ -‬افضل بتيجة من َتخبة من التائنات‪ ،‬وآبه آكرم خملوق دلى‬
‫اخلالق الكرمي‪ ،‬وان احلياة الباقية تقت ي وجود اجلنة وهجمن ابلبداهة‪ ،‬فتس تلزم املظامل اليت ارتكبهتا البرشية حىت‬
‫الن وجود هجمن‪ ،‬كام تس تلزم ما يف اس تعداداته الكاملية املغروزة يف فطرته وحقائقه الاميابية اليت هتم التائنات‬
‫بأرسها وجود اجلنة ابلبداهة‪ ،‬فالبد‪ ،‬ولحماةل ان البرش لن هيضموا ولن يغفروا اجلرامئ اليت ارتكبت خالل‬
‫احلربني العظميتني واليت جرت الويالت واملصائب عىل العامل ابمجعه واس تقاءت زقوم رشورها اليت اس تعصت‬
‫فلطخت وجه الارض‪ ،‬وتركت البرشية تعاين البؤس والشقاء وهدمت رصح املدبية اذلي بنته‬ ‫عىل الهضم ّ‬
‫البرشية لوال الف عام‪ .‬مفا مل تقم قيامة مفاجئة عىل البرشية فابنا نرجو من رمحة الرمحن الرحمي‪ ،‬ان تكون‬
‫احلقائق القرآبية وس يةل لبقاذ البرشية من السقوط اىل آسفل سافلني‪ ،‬وتطهّر وجه الارض من الادانس‬
‫والادران وتقمي سالم ًا عام ًا شام ًال‪.‬‬
‫‪#505‬‬

‫اللكمة اليابية‬
‫"اليأس داء قاتل"‬
‫دب يف مصمي قلب العامل‬
‫عيل تاريب يف احلياة ومتخض فكري عنه هو‪ :‬ان اليأس داء قاتل‪ ،‬وقد ّ‬
‫ان مما املت ّ‬
‫الاسال ي‪ .‬فهذا اليأس هو اذلي اوقعنا رصعى ‪ -‬اكلموات ‪ -‬حىت متكنت دوةل غربية ليبلغ تعدادها مليوين‬

‫‪383‬‬
‫نسمة من التحمك يف دوةل رشقية مسلمة ذات العرشين مليون نسمة فتس تعمرها وتسخرها يف خدمهتا‪ ..‬وهذا‬
‫اليأس هو اذلي قتل فينا اخلصال امحليدة ورصف ابظاران عن النفع العام وحرصها يف املنافع الشخصية‪ ..‬وهذا‬
‫اليأس هو اذلي آمات فينا الروح املعنوية اليت هبا اس تطاع املسلمون ان يبسطوا سلطاهنم عىل مشارق‬
‫الارض ومغارهبا بقوة عئيةل‪ ،‬ولكن ما ان ماتت تكل القوة املعنوية اخلارقة ابليأس حىت متكّن الاجابب الظلمة‬
‫‪ -‬منذ اربعة قرون ‪ -‬ان يتحمكوا يف ثالمثائة مليون مسمل ويكبلومه ابلغالل‪.‬‬
‫بل قد اصبح الواحد بسبب هذا اليأس يتخذ من فتور الخرين وعدم مبالهتم ذريعة للمتلص من املسؤولية‪،‬‬
‫وخيدل اىل الكسل قائ ًال‪" :‬مايل وللناس‪ ،‬فلك الناس خائرون مثيل" فيتخىل عن الشهامة الاميابية ويرتك‬
‫العمل اجلاد لالسالم‪.‬‬
‫مفا دام هذا ادلاء قد فتك فينا اىل هذا احلد‪ ،‬ويقتلنا عىل مرآى منا‪ ،‬فنحن عازمون عىل ان ّ‬
‫بقتص من قاتلنا‪،‬‬
‫فنرضب رآس ذكل اليأس بس يف الية الكرمية‪( :‬ل تقنطوامن رمحة هللا) (الزمر‪ .)19 :‬وبقصـم ظهره حبقيقـة‬
‫احلديث الرشيف‪( :‬ما ل يدرك لكه ل يرتك ّ‬
‫جهل)‪.‬‬
‫ان اليأس داء عضال للمم والشعوب‪ ،‬آش به ما يكون ابلرسلان… وهو املابع عن بلوغ الكاملت‪ ،‬وايخمالف‬
‫لروح احلديث القديس الرشيف‪( :‬اان عند ظن عبدي بـي)‪ ..‬وهـو شـأن اجلـبنـاء والسـفـلـة والعـاجزين‬
‫وذريعهتم‪ ،‬ولبس هو من شأن الشهامة الاسالمية قط‪ ..‬ولبس هو من شأن العرب املمتازين بسجااي محيدة‬
‫تعمل العامل الاسال ي من ثبات العرب ومصودمه ادلروس‬ ‫يه مفخرة البرشية‪ .‬فلقد ّ‬
‫‪#506‬‬

‫والعرب‪ .‬وآملنا ابهلل عظمي آن يتخىل العرب عن اليأس ويَمدّ وا يدَ العون والوفاق الصادق اىل الرتك اذلين مه‬
‫جبش الاسالم الباسل فةرفعوا مع ًا راية القرآن عالية خفّاقة يف ارجاء العامل‪،‬ان شاء هللا‪.‬‬
‫اللكمة اليالية‬
‫"الصدق اساس الاسالم"‬
‫لقد علمتين زبدة تت ّبعايت وحتقيقايت يف احلياة بمتخض احلياة الاجامتعية آن‪:‬‬
‫"الصدق" هو آس اساس الاسالم‪ ،‬وواسطة ال ِعقد يف جساايه الرفيعة ومزاج مشاعره العلوية‪ .‬فعلينا اذ ًا آن‬
‫حنيي الصدق اذلي هو جحر الزاوية يف حياتنا الاجامتعية يف بفوس نا وبداوي به امراعنا املعنوية‪.‬‬
‫اجل! ان الصدق هو عقدة احلياة يف حياة الاسالم الاجامتعية‪ .‬آما الرايء فهو بوع من الكذب الفعيل‪ ،‬وآما‬
‫املداهنة والتصنع فهو كذب دئن مرذول‪ .‬آما النفاق فهو كذب عار جد ًا‪ .‬والكذب بفسه امنا هو افرتاء عىل قدرة‬
‫الصابع اجلليل‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫ان الكفر جبميع ابواعه كذب‪ .‬والاميان امنا هو صدق وحقيقة‪ .‬وعىل هذا فالبون شاسع بني الصدق والكذب‬
‫بُعدَ ما بني املرشق واملغرب‪ .‬وينبغي ان ل خيتلط الصدق والكذب اختالط النور والنار‪ ،‬ولكن الس ياسة‬
‫الغادرة وادلعاية الظاملة قد خلطتا احدهام ابلخر‪ .‬فاختلطت كاملت البرشية ومثلها بسفسافها وبقائصها ‪.7‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬اخواين! يُفهم من هذا ادلرس اذلي آلقاه »سعيد القدمي« قبل مخس واربعني س نة‪ :‬ان سعيد ًا ذاك اكن وثيق الصةل‬
‫ابلس ياسة وبشؤون الاسالم الاجامتعية‪ .‬ولكن حذار آن يذهب بمك الظن اىل ابه قد هنج اختاذ ادلين اداة للس ياسة‬
‫ووس يةل لها‪ .‬الك! بل اكن يعمل بلك ما دليه من قوة عىل جعل الس ياسة ادا ًة لدلين‪ ،‬واكن يقول‪»:‬اين افضل حقيقة‬
‫واحدة من حقائق ادلين عىل آلف قضية س ياس ية من س ياسات ادلبيا«‪.‬‬
‫احس آبذاك ‪ -‬قبل ما يقارب امخلسني عام ًا ‪ -‬ان بعض الزاندقة املنافقني حياولون جعل ادلين آةل للس ياسة‪ ،‬فعمل‬ ‫بعم‪ ،‬لقد ّ‬
‫هو آيض ًا ‪ -‬بلك قوة ‪ -‬يف مواهجة بواايمه وحماولهتم الفكرية تكل عىل جعل الس ياسة وس يةل من وسائل حتقيق حقائق‬
‫الاسالم وخادمة لها‪.‬‬
‫بيد ابه رآى بعد ذكل بعرشين س نة ان بعض الساسة املتدينني يبذلون اجلهد جلعل ادلين آداة للس ياسة الاسالمية‪ ،‬تاه‬
‫التغرب‪ .‬آل اإن مشس الاسالم لن تكون اتبعة لعواء‬ ‫جعل اولئك الزاندقة املنافقني املتسرتين‪ ،‬ادلين آ ًهل للس ياسة حبجة ّ‬
‫الارض ول آداة لها‪ .‬وان حماوةل جعلها آةل لها تعين احلط من كرامة الاسالم ‪ ،‬ويه جناية كربى حبقه حىت ان»سعيد ًا‬
‫القدمي« قد رآى من ذكل ايمنط من التحزي اىل الس ياسة‪ :‬ان عامل ًا صاحل ًا قد اثىن حبرارة عىل منافق حيمل فكر ًا يوافق فكره‬
‫مصه ابلفسق‪ .‬فقال هل» سعيد القدمي«‪:‬‬ ‫الس يايس وابتقد عامل ًا صاحل ًا آخر حيمل افتار ًا ختالف افتاره الس ياس ية‪ ،‬حىت َو َ َ‬
‫مطرت عليه الرحامت‪ ،‬اما اذا خالف آح ٌد فكرك الس يايس للعنته حىت لو اكن‬ ‫لو ان ش يطا ًان آيّد فكرك الس يايس ل َ‬
‫َملَتاً !«‪ .‬لجل هذا قال »سعيد القدمي« منذ مخس وثالثني س نة »اعوذ ابهلل من الش يطان والس ياسة« وترك الس ياسة ‪.‬‬
‫املؤلف‪.‬‬
‫و ملا اكن سعيد اجلديد قد ترك الس ياسة لكي ًا ول ينظر اياها قطع ًا‪ ،‬فقد تُرمجت هذه اخلطبة الشامية لسعيد القدمي اليت‬
‫متس الس ياسة‪.‬‬
‫مث ابه مل ييبت ابه اس تغل ادلين اكداة للس ياسة لوال حياته اليت اس تغرقت اكرث من ربع قرن‪ ،‬ويف مؤلفاته ورسائهل اليت‬
‫تربو عىل مئة وثالثني رساةل واليت دققت بأمعان من قبل خرباء مئات احملامك بل حىت يف احكل الظروف اليت تلجئه اىل‬
‫الس ياسة لشدة مضايقات الظلمة املرتدين واملنافقني‪ ،‬بل حىت عندما ُاصدر آمر اعدامه رس ًا‪ ،‬مل جيد آح ٌد مهنم اية آمارة‬
‫اكبت عليه حول اإس تغالهل ادلين لجل الس ياسة‪.‬‬
‫فنحن لالب النور نرقب حياته عن كيب وبعرفها بدقائقها ل منكل ابفس نا من احلةرة والاجعاب ازاء هذه احلاةل‪ ،‬وبعدّها‬
‫دلي ًال عىل الاخالص احلقيقي مضن دائرة رسائل النور‪ - .‬لالب النور‪.‬‬
‫‪#507‬‬

‫ان الصدق والكذب بعيدان احدهام عن الخر بُعد الكفر عن الاميان‪ .‬فان عروج محمد صىل هللا عليه وسمل‬

‫‪385‬‬
‫يف خةر القرون اىل اعىل عليني بوسالة الصدق وما فتحه من كنوز حقائق الاميان وارسار الكون‪ ..‬جعل‬
‫الصدق آ َرو َج بضاعة وامثن متاع يف سوق احلياة الاجامتعية‪ .‬ببامن تردّى مس يلمة الكذاب وامثاهل اىل اسفل‬
‫الكذب هو مفتاح الكفر واخلرافات‪،‬‬ ‫سافلني ابلكذب؛ اذ ملا حدث ذكل الابقالب العظمي يف اجملمتع تبني ان َ‬
‫وآفسدُ بضاعة واقذرها‪ .‬فالبضاعة اليت تيةر التقزز والامشزئاز دلى مجيع الناس اىل هذا احلد ل ميكن ان متتد‬
‫اياها يدُ آولئك اذلين اكبوا يف الصف الاول من ذكل الابقالب العظمي‪ ،‬اولئك الصحابة الكرام اذلين فُطروا عىل‬
‫تناول اجود املتاع وامثنه واخفره‪ ،‬وحاشامه ان يلوثوا ايدهيم املباركة ابلكذب وميدوها معد ًا اىل الكذب ويتش ّبّ وا‬
‫مبس يلمة الكذاب‪ .‬بل اكبوا مبيوهلم الفطرية السلمية وبلك ما اوتوا من قوة يف لليعة املبتاعني للصدق اذلي هو‬
‫آروج مال واقوم متاع بل هو مفتاح مجيع احلقائق ومرقاة عروج محمد صىل هللا عليه وسمل اىل اعىل عليني‪ .‬ولن‬
‫الصحابة الكرام قد لزموا الصدق ومل حييدوا عنه ما امكهنم ذكل فقد تقرر دلى علامء احلديث والفقه "ان‬
‫الصحابة عدول‪ ،‬رواايهتم ل حتتاج اىل تزكية‪ ،‬لك ما رووه من الاحاديث عن النيب صىل هللا عليه وسمل‬
‫حصيح"‪ .‬فهذه احلقيقة املذكورة جحة قالعة عىل اإتفاق هؤلء العلامء‪.‬‬
‫وهكذا فان الابقالب العظمي اذلي حدث يف خةر القرون ادّى اىل آن يكون البون شاسع ًا بني الصدق‬
‫والكذب كام هو بني الكفر والاميان‪ .‬ا ّل آبه مبرور الزمن قد تقاربت املسافة بني الصدق والكذب‪ ،‬بل اعطت‬
‫ادلعاايت الس ياس ية احيا ًان رواج ًا اكرث للكذب‪ .‬فربز الكذب والفساد يف امليدان واصبح هلام اجملال اىل ح ٍد ما‪.‬‬
‫‪#508‬‬

‫بناء عىل هذه احلقيقة فان احد ًا من الناس لميكن ان يبلغ مرتبة الصحابة الكرام‪.‬‬ ‫و ً‬
‫نكتفي هنا هبذا القدر وحنيل القارئ الكرمي اىل رساةل الصحابة اليت يه ذيل اللكمة السابعة والعرشين رساةل‬
‫"الاجهتاد"‪.‬‬
‫اهيا الاخوة يف هذا اجلامع الاموي واي اخويت الاربعامئة مليو ًان من املؤمنني بعد اربعني عام ًا يف جامع الاسالم‬
‫الكبةر‪.‬‬
‫ل جناة ا ّل ابلصدق‪ ،‬فالصدق هو العروة الوثقى‪ ،‬آما الكذب للمصلحة فقد نَسخَه الزمان‪ ،‬ولقد آفىت به بعض‬
‫العلامء "مؤقت ًا" للرضورة واملصلحة‪ ،‬ا ّل آن يف هذا الزمان ل يعمل بتكل الفتوى‪ .‬اإذ ُاس اس تعامهل اىل حد مل يعد‬
‫فيه بف ٌع واحد ا ّل بني مئ ٍة من املفاسد‪ .‬ولهذا ل تُبىن الاحتام عىل املصلحة‪.‬‬
‫مثال ذكل‪ :‬ان سبب قرص الصالة يف السفر هو املشقة‪ ،‬ولكن ل تكون املشقة عةل القرص‪ .‬اذ لبس لها حدّ‬
‫معني‪ ،‬فقد ي ُساء اس تعاملها‪ ،‬ذلا لتكون العةل ا ّل السفر‪ .‬فكذكل املصلحة ل ميكن ان تكون ّعةل للكذب لبه‬
‫لبس للكذب حدّ معني‪ ،‬وهو مستنقع مالمئ لسوء الاس تعامل‪ ،‬فال يناط به احلمك‪ .‬وعىل هذا فالطريق اثنان‬
‫لاثلث هل‪" :‬اما الصدق واما السكوت" ولبس الصدق او الكذب او السكوت قطع ًا‪.‬‬

‫‪386‬‬
‫مث ان ابعدام المن والاس تقرار يف الوقت احلارض ابلكذب الرهيب اذلي تقرتفه البرشية وبزتييفها وافرتاءاهتا‪،‬‬
‫ما هو إا ّل بتيجة كذهبا وسوء اس تعاملها للمصلحة‪ ،‬فال مناص للبرشية إا ّل سدّ ذكل الطريق اليالث‪ ،‬وإا ّل فان‬
‫ما حدث خالل بصف هذا القرن من حروب عاملية وابقالابت رهيبة ودمار فظيع قد يؤدي اىل آن تقوم قيامة‬
‫عىل البرشية‪.‬‬
‫آجل! عليك ان تصدق يف لك ما تتلكمه ولكن لبس صوا ًاب ان تقول لك صدق‪ ،‬فاذا ما ادّى الصدق احيا ًان‬
‫اىل رضر فينبغي السكوت‪ .‬اما الكذب فاليسمح هل قطع ًا‪.‬‬
‫عليك ان تقول احلق يف لك ما تقول ولكن ل حيق كل آن تقول لك حق‪ ،‬لبه ان مل يكن احلق خالص ًا فقد يؤثر‬
‫تأثةر ًا سبئ ًا‪ ،‬فتضع احلق يف غةر حمهل‪.‬‬
‫‪#509‬‬

‫اللكمة الرابعة‬
‫"املـحـبــة"‬
‫عيل التتبعات والتحقيقات هو‪:‬‬ ‫ان مما تعلمته من احلياة الاجامتعية البرشية لوال حيايت‪ ،‬وما آملَته ّ‬
‫ان اجدر ش ابحملبة هو احملبة بفسها‪ .‬واجدر صفة ابخلصومة يه اخلصومة بفسها‪ .‬آي ان صفة احملبة اليت يه‬
‫عامن احلياة الاجامتعية البرشية واليت تدفع اىل حتقق السعادة يه آليق للمحبة‪ ،‬وان صفة العدواة والبغضاء‬
‫اليت يه عامل تدمةر احلياة الاجامتعية وهدهما يه اقبح صفة وارضها واجدر آن تُتجنب وتُن َفر مهنا‪ .‬وملا كنا‬
‫قد اوحضنا هذه احلقيقة يف املكتوب الياين والعرشين (رساةل الاخوة) نشةر اياها هنا اشارة مقتضبة‪:‬‬
‫لقد انهتئى عهد العداوة واخلصام‪ .‬ولقد اظهرت احلرابن العامليتان مدى ما يف روح العداوة من ظمل فظيع ودمار‬
‫مريع‪ .‬وتبني ان ل فائدة مهنا البتة‪ .‬وعليه فال ينبغي ان تلب سبئات اعدائنا ‪ -‬برشط عدم التجاوز‪ -‬عداوتنا‪،‬‬
‫هجمن‪.‬‬
‫حفس ّبم العذاب الالهئي وانر ّ‬
‫ان غرور الانسان وح ّبه لنفسه قد يقودابه احيا ًان اىل عداء اخوابه املؤمنني ظلامً ومن دون شعور منه فيظن‬
‫املرء بفسه حمق ًا‪ .‬مع ان مثل هذه العداوة تعدّ اس تخفاف ًا ابلوشاجئ والاس باب اليت تربط املؤمنني بعضهم ببعض‬
‫‪ -‬اكلميان والاسالم والانسابية ‪ -‬وحط ًا من شأهنا‪ .‬ويه اش به ما يكون حبامقة من ير ّجح اس با ًاب اتفهة للعداوة‬
‫اكحلصيات عىل اس باب جبسامة اجلبال الراس يات للو ّد واحملبة‪.‬‬
‫مفا دامت احملبة مضادة للعداوة ومنافية لها فال تمتعان قطع ًا كام ل تمتع الظلمة والنور‪ ،‬فاذلي تتغلب اس بابُه‬
‫عىل الخر هو اذلي جيد موععه يف القلب حبقيقته‪ .‬اما عده فال يكون حبقيقته‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬اذا وجدت احملبة حبقيقهتا يف القلب فان العداوة تنقلب حينئذ اىل الرآفة والشفقة‪ .‬فهذا هو الوعع تاه‬

‫‪387‬‬
‫اهل الاميان‪ .‬اما اذا وجدت العداوة حبقيقهتا يف‬
‫‪#510‬‬

‫القلب‪ ،‬فان احملبة تنقلب عندها اىل املداراة واملامشاة والصداقة الظاهرية‪ .‬فهذا امنا يكون مع ارابب الضالل غةر‬
‫املتجاوزين‪.‬‬
‫آجل! ان اس باب احملبة يه الاميان والاسالم والانسابية وامثالها من السالسل النورابية املتبنة واحلصون‬
‫املعنوية املنيعة‪ .‬آما اس باب العداوة والبغضاء تاه املؤمن فامنا يه امور خاصة اتفهة تفاهة احلصيات‪ .‬ذلا فان‬
‫اعامر العداء ملسمل اعامر ًا حقيقي ًا‪ ،‬امنا هو خطأ جس مي لبه اس تخفاف ابس باب احملبة اليت يه اش به ابجلبال‪.‬‬
‫حنصل مما س بق‪:‬‬
‫ان الود واحملبة والاخوة يه من لباع الاسالم وروابطه‪ .‬واذلي حيمل يف قلبه العداء فهو آش به ما يكون‬
‫بطفل فاسد املزاج يروم البتاء ابدىن مربر للبتاء‪ ،‬وقد يكون ما هو اصغر من جناح ذاببة اكفي ًا دلفعه اىل‬
‫البتاء‪ .‬آو هو آش به ما يكون برجل متشامئ ل حيسن الظن بش ما دام سوء الظن ممكن ًا‪ .‬فيحجب عرش‬
‫مناف لكي ًا للخلق الاسال ي القايض ابلبصاف وحسن‬ ‫نات للمرء بسبئة واحدة‪ .‬ومن املعلوم ان هذا ٍ‬ ‫حس ٍ‬
‫الظن‪.‬‬
‫اللكمة اخلامسة‬
‫"تضاعف السبئات واحلس نات"‬
‫ان ادلرس اذلي تعلمته من الشورى الرشعية هو‪ :‬آن سبئة امرئ ٍ واح ٍد يف هذا الزمان‪ ،‬ل تبقى عىل حالها‬
‫سبئة واحدة‪ ،‬وامنا قد تكرب وترسي حىت تصبح مائة سبئة‪ .‬كام ان حس نة واحدة ايض ًا ل تبقى عىل حالها‬
‫حس نة واحدة بل قد تتضاعف اىل الالف‪ .‬وحمكة هذا ورسه هو‪ :‬ان احلرية الرشعية والشورى املرشوعة‬
‫قد آظهرات س يادة امتنا احلقيقية‪ .‬اذ اإن جحر الاساس يف بناء امتنا وقوام روُحا امنا هو الاسالم‪ ،‬وان اخلالفة‬
‫العامثبية واجلبش الرتيك من حيث كوهنام حاملني لراية تكل الامة الاسالمية فهام مبيابة َالصدَ فة والقلعة للمة‪،‬‬
‫وان العرب والرتك هام الاخوان احلقيقيّان وس يظالن حارسني امينني لتكل القلعة املنيعة‪ ،‬و َالصدَ فة املتبنة‪.‬‬
‫‪#511‬‬

‫وهكذا فبفضل هذه الرابطة املقدسة اليت تشد الامة الاسالمية بعضها ببعض يصبح املسلمون اكف ًة كعشةرة‬
‫واحدة‪ .‬فرتتبط لوائف الاسالم برابط الاخوة الاسالمية كام يرتبط افراد العشةرة الواحدة وميد بعضهم بعض ًا‬
‫معنواي‪ ،‬واذا اقتىض الامر مفاد ًاي‪ ،‬وكن الطوائف الاسالمية تنتظم مجيعها كحلقات سلسةل بورابية‪ .‬فكام اذا‬
‫ًّ‬
‫ارتكب فرد يف عشةرة ما جرمية فان عشةرته بأرسها تكون مسؤوةل ومهتّ مة يف بظر العشةرة الاخرى وكن لك‬
‫فرد من تكل العشةرة هو اذلي قد ارتكب اجلرمية‪ ،‬فتكل اجلرمية قد اصبحت مبيابة الالوف مهنا‪ ،‬كذكل اذا قام‬

‫‪388‬‬
‫احد افراد تكل العشةرة حبس ن ٍة واحدة افتخر هبا سائر آفراد العشةرة وكن لك فرد مهنا هو اذلي كسب تكل‬
‫احلس نة‪.‬‬
‫فلجل هذه احلقيقة فان يف زمابنا هذا ولس امي بعد اربعني او مخسني س نة لبس املس هو وحده املسؤول عن‬
‫س يئته‪ ،‬بل تترضر الامة الاسالمية مباليبهنا بتكل السبئة‪ .‬وس تظهر امثةل هذه احلقيقة بكرثة بعد اربعني او‬
‫مخسني س نة‪.‬‬
‫اي اخواين املس متعني اىل اقوايل يف هذا اجلامع الاموي‪ .‬واي اهيا الاخوان املسلمون يف جامع العامل الاسال ي‬
‫بعد اربعني او مخسني عام ًا!‬
‫برض احد ًا ولكننا لنس تطيع ان بنفع احد ًا آيض ًا‪ .‬فنحن معذورون اذن"‪ .‬فعذرمك‬‫ليعتذرن احدمك ابلقول‪" :‬ابنا ل ّ‬
‫ّ‬
‫هذا مرفوض‪ ،‬اذ ان تتاسلمك وعدم مبالتمك وتقاعسمك عن العمل لتحقيق الاحتاد الاسال ي والوحدة احلقيقية‬
‫للمة الاسالمية‪ ،‬امنا هو رضر ابلغ وظمل فاحض‪.‬‬
‫وهكذا فكام ان سبئة واحدة تتضاعف اىل الالوف فان حس نة واحدة يف زمابنا هذا ‪ -‬واعين ابحلس نة هنا ما‬
‫يتعلق بقدس ية الاسالم ‪ -‬لتقترص فائدهتا عىل فاعلها وحده بل ميكن ان تتعداه ليعم بفعها ‪ -‬معنو ًاي ‪ -‬ماليني‬
‫املسلمني ويشدّ من حياهتم املادية واملعنوية‪.‬‬
‫وعليه فان هذا الزمان لبس زمان الابطراح عىل فراش الكسل واخللود اىل الراحة وعدم املبالة ابملسلمني‬
‫برتديد‪":‬اان مايل"‪.‬‬
‫‪#512‬‬

‫اي اخويت يف هذا اجلامع واي اخواين يف مسجد العامل الاسال ي الكبةر بعد اربعني او مخسني عام ًا!‬
‫ل يذهب بمك الظن ابين صعدت هذا املنرب لرشدمك وابصحمك‪ .‬بل ما صعدته إا ّل لذكر حقنا عليمك والالبمك‬
‫به‪ ،‬اذ اإن مصاحل الطوائف الصغةرة وسعادهتا ادلبيوية والاخروية ترتبط ابمثالمك من الطوائف الكبةرة العظمية‪،‬‬
‫واحلتام والساتذة من العرب والرتك‪ .‬فان تتاسلمك وختاذلمك يرضان ابخوانمك من الطوائف الصغةرة من امثالنا‬
‫اميا رضر‪ .‬وابين اوجه الك ي هذا بوجه خاص اليمك ايمعرش العرب العظامء الماجد‪ ،‬واي من آخذمت من التيقظ‬
‫حظ ًا او س تتيقظون تيقظ ًا اتم ًا يف املس تقبل؛ لنمك اساتذتنا واساتذة مجيع الطوائف الاسالمية وامئهتا‪ ،‬فابمت‬
‫جماهدو الاسالم الوائل‪ ،‬مث جاءت الامة الرتكية العظمية يمتدّ وظيفتمك املقدسة تكل ايّام امداد‪ .‬ذلا فان ذببمك‬
‫عظمي ابلتتاسل والتقاعس‪ ،‬كام ان حس ناتمك جليةل وسامية آيض ًا‪ .‬ول س امي حنن عىل آمل عظمي برمحة هللا ابه‬
‫بعد مرور اربعني آو مخسني عام ًا تتحدون فامي ببنمك ‪ -‬كام احتدت امجلاهةر الامريكية ‪ -‬وتتبوآون متابتمك السامية‬
‫وتوفّقون ابذن هللا اىل ابقاذ الس يادة الاسالمية املأسورة وتقميوهنا اكلسابق يف بصف الكرة الارعية بل يف‬
‫معظمها‪ .‬فان مل تقم القيامة جفأة فسةرى اجليل املقبل هذا الامل‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫فيا اخويت الكرام!‬
‫ارجو ان ل يذهب بمك الظن بأبين بالك ي هذا استهنض مهممك لالش تغال ابلس ياسة ‪ -‬حاش هلل ‪ -‬فان حقيقة‬
‫الاسالم امسى من لك س ياسة بل مجيع اصناف الس ياسة واشتالها ميكن ان تسةر يف راكب الاسالم وختدمه‬
‫وتعمل هل‪ ،‬ولبس لية س ياسة اكبت ان تس تغل الاسالم لتحقيق اغراعها‪.‬‬
‫فاان بفهمي القارص آتصور اجملمتع الاسال ي كلك ‪ -‬يف زمابنا هذا ‪ -‬اش به ما يكون مبصنع ذي تروس وآلت‬
‫عديدة‪ .‬فاذا ما تعطل ترس من ذكل املصنع آو تاوز عىل رفيقه الرتس الخر فس يختل حامتً بظام املصنع‬
‫امليتابييك‪ .‬ذلا فقد آن آوان الاحتاد الاسال ي وهو عىل وشك التحقق‪ .‬فينبغي ان ترصفوا النظر عن تقصةراتمك‬
‫الشخصية‪ ،‬وليتجاوز ٌ‬
‫لك عن الخر‪.‬‬
‫‪#513‬‬

‫خبس دارمه‬ ‫وهنا اب ّبه ببالغ الاىس والاسف اىل آن قسامً من الاجابب كام سلبوا اموالنا ايمثينة واولابنا‪ ،‬بمثن ٍ‬
‫مزورة‪ ،‬كذكل فقد سلبوا منا قسامً من اخالقنا الرفيعة وجساايان امحليدة واليت هبا يرتابط جممتعنا‪ ،‬وجعلوا‬ ‫معدودة ّ‬
‫تكل اخلصال امحليدة حمور ًا لرقاهم وتقدهمم‪ ،‬ودفعوا الينا بظةر ذكل رذائل لباعهم وسفاهة اخالقهم‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬ان السجية امللّية اليت اخذوها منا يه قول واح ٍد مهنم‪:‬‬
‫مت اان فلتحيا اميت‪ ،‬فان يل فاها حياة ابقية" هذه السجية آقوى اساس وآمتنه لرقاهم وتقدهمم‪ ،‬قد رسقوها‬ ‫"اإن ّ‬
‫منا؛ اإذ هذه اللكمة امنا تنبع من ادلين احلق ومن حقائق الاميان‪ ،‬فهئي لنا وللمؤمنني مجيع ًا‪ ،‬ببامن دخلت فينا‬
‫مت ظمأ ًان فال نزل القطر" و"ان مل َار‬‫اخالق رذيةل وجسااي فاسدة‪ ،‬فرتى ذكل الاانين اذلي فينا يقول‪" :‬اذا ّ‬
‫السعادة فعىل ادلبيا العفاء!" فهذه اللكمة امحلقاء امنا تنبع من عدم وجود ادلين ومن عدم معرفة الاخرة‪ ،‬فهئي‬
‫دخيةل علينا تس ّممنا‪ .‬مث ان تكل السجية الغالية عندما رست اىل الاجابب اكسبت لك فرد مهنم قـمية عظميـة‬
‫حىت كبه آمـة وحـده؛ لن قميـة الشخص هب ّمته‪ ،‬مفن اكبت مهته امته فهـو حبد ذاته امة صغةرة قامئة‪.‬‬
‫وبسبب عدم تيقظ آانس منا‪ ،‬وحبمك اخذان الاخالق الفاسدة من الاجابب فان هناك َمن يقول‪ " :‬بفيس‬
‫بفيس" مع ما يف امتنا الاسالمية من مسو وقدس ية‪ .‬فألف رجل مثل هذا الشخص اذلي ل يفكر ا ّل مبصلحته‬
‫الشخصية ول يبايل مبصلحة المة‪ ،‬امنا يزنل مبزنةل خشص واحد‪.‬‬
‫بفسه فلبس من الانسان لبه مدين ابلطبع] فهو مضطر لن يراعي ابناء جنسه‪ ،‬فان حياته‬ ‫[ َمن اكبت مه ُته َ‬
‫الشخصية ميكن ان تس متر حبياته الاجامتعية‪ .‬مفي ًال‪:‬‬
‫ان اذلي يألك رغيف ًا عليه ان يفكّر مك حيتاج اىل الايدي اليت حترض هل ذكل الرغيف‪ .‬فهو يق ّبل تكل الايدي‬
‫معىن‪.‬‬
‫وكذا اليوب اذلي يلبسه‪ ،‬مك من الايدي والالت والاهجزة تضافرت يهتيئته وتهزيه‪ .‬وقبسوا عىل منوال‬
‫‪390‬‬
‫هذين امليالني لتعلموا ان الانسان مفطور عىل الارتباط اببناء جنسه من الناس لعدم متكنه من العبش مبفرده‬
‫وهو مضطر اىل ان يعطي هلم مثن ًا معنو ًاي دلفع احتياجاته‪ ،‬ذلا فهو مدين فطرة‪ .‬فاذلي حيرص بظره يف منافعه‬
‫‪#514‬‬

‫الشخصية وحدها امنا ينسلخ من الانسابية ويصبح حيوا ًان مفرتس ًا‪ ،‬اللهم إا ّل من لحيةل هل‪ ،‬وهل معذرة حقيقية‪.‬‬
‫اللكمة السادسة‬
‫"الشــورى"‬
‫ان مفتاح سعادة املسلمني يف حياهتم الاجامتعية امنا هو "الشورى" فالية الكرميـة تأمران ابختاذ الشورى يف‬
‫مجيع اموران‪،‬اذ يقول س بحابه‪( :‬وآ ُمره ُـم شورى ببهنم) (الشورى‪.)98 :‬‬
‫اجل فكام آن تالحق الافتار بني ابناء اجلنس البرشي امنا هو شورى عىل مر العصور بوسالة التارخي‪ ،‬حىت‬
‫غدا مدار ريق البرشية واساس علوهما‪ ،‬فان سبب ختلف القارة الكربى اليت يه آس يا عن ركب احلضارة امنا هو‬
‫لعدم قياهما بتكل الشورى احلقيقية‪.‬‬
‫ان مفتاح قارة آس يا وكشاف مس تقبلها امنا هو الشورى‪ ،‬آي‪ :‬كام ان الافراد يتشاورون فامي ببهنم‪ ،‬كذكل ينبغي‬
‫ان تسكل الطوائف والاقالمي املسكل بفسه فتتشاور فامي ببهنا‪ .‬ان فك ابواع القيود اليت ك ّبلت ثالمثائة بل‬
‫اربعامئة مليون مسمل‪ ،‬ورفع ابواع الاستبداد عهنم امنا يكون ابلشورى واحلرية الرشعية النابعة من الشهامة‬
‫الاسالمية والشفقة الاميابية‪ ،‬تكل احلرية الرشعية اليت تزتين ابلداب الرشعية وتنبذ سبئات املدبية الغربية‪.‬‬
‫ان احلرية الرشعية النابعة من الاميان امنا تأمر ابساسني‪:‬‬
‫‪[ -7‬ان ل ي ُ َذلَّل"املس ُمل" ولي َ َتذلَّل‪ ..‬من اكن عبد ًا هلل ل يكون عبد ًا للعباد]‪.‬‬
‫بعضمك بعض ًا اراب ًاب من دون هللا]‪ .‬اذ من ل يعرف هللا حق معرفته يتومه بوع ًا من الربوبية للك‬ ‫‪[ -9‬ان لجيعل ُ‬
‫ش ‪ ،‬يف لك حسب نسبته فبسلّطه عىل بفسه‪.‬‬
‫خاصة من خصائص‬ ‫وتل من تليات اخلالق الرمحن الرحمي‪ ،‬ويه ّ‬ ‫[بعم ان احلرية الرشعية عطية الرمحن] ٍ‬
‫الاميان‪.‬‬
‫‪#515‬‬

‫الصدق‪ ،‬ول عاش اليأ ُس‪ ،‬فلتدم احملبة ولت ْق َو الشورى‪ ،‬واملالم عىل من اتبع الهوى والسالم عىل من‬
‫فليحيا ُ‬
‫اتبع الهدى‪..‬آمني‪.‬‬
‫واذا قيل‪:‬‬
‫ِل َم هتمت ابلشورى اىل هذا احلد‪ ،‬وكيف ميكن آن تتقدم البرشية عامة وآس يا والاسالم بوجه خاص بتكل‬

‫‪391‬‬
‫الشورى؟‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫تودل الاخالص والتسابد‪،‬‬ ‫فكام اوحضت ملعة "الاخالص" ويه اللمعة احلادية والعرشون‪ :‬ان الشورى احلق ّ‬
‫اذ اإن ثالث آلفات هكذا (‪ )777‬تصبح مائة واحدى عرشة‪ ،‬فابه ابلخالص والتسابد احلقيقي يس تطيع ثالثة‬
‫اشخاص ان يفيدوا امهتم فائدة مائة خشص‪ .‬وخيربان التارخي حبوادث كيةرة آن عرشة رجال ميكهنم آن يقوموا مبا‬
‫يقوم به آلف خشص ابلخالص والتسابد احلقيقي والشورى فامي ببهنم‪.‬‬
‫مفا دامت احتياجات البرش لحد لها واعداؤه دون حرص‪ ،‬وقوته ورآس ماهل جزئيان حمدودان جد ًا‪ .‬ولس امي‬
‫تفيش الاحلاد‪ ..‬فالبد آن يكون آمام اولئك الاعداء غةر احملدودين‬‫ايخمربني واملتوحشني بتيجة ّ‬
‫بعد ازدايد ّ‬
‫واحلاجات اليت ل حترص بقطة استناد تنبع من الاميان‪ ،‬فكام تستند حياته الشخصية اىل تكل النقطة فان حياته‬
‫الاجامتعية ايض ًا امنا تس تطيع ان تدوم وتقاوم ابلشورى الرشعية النابعة من حقائق الاميان‪ ،‬فتقف اولئك‬
‫الاعداء الرشسني عند حدّ مه وتليب تكل الاحتياجات‪.‬‬
‫‪#516‬‬

‫اذليل الاول‬
‫تشخيص ّ‬
‫العةل‬
‫هذا اذليل يبني بطو ًةل معنوية لتيمل انبعة من الاميان‪ ،‬مضن متييل لطيف جد ًا بذكر خالصته ملناس بة ما ذكرانه‬
‫من مسائل‪.‬‬
‫لقد رافقت ايض ًا السلطان رشاد ‪ 7‬يف س ياحته اىل "روم اييل" ممي ًال عن الولايت الرشقية‪ ،‬وذكل يف بداية عهد‬
‫احلرية ‪.9‬‬
‫اكن يف قطاران معلامن اثنان‪ ،‬قد تلقيا العلوم يف املدارس احلديية‪ ،‬جفرت بيننا مباحثة‪ ،‬اذ سألبين‪:‬‬
‫‪ -‬ايلام اقوى وآوىل ابللزتام‪ :‬امحلية ادلينية آم امللية؟ قلت هلم ‪ -‬وقتئ ٍذ ‪:-‬‬
‫‪ -‬حنن معارش املسلمني‪ ،‬ادلين وامللية عندان متحدان ابذلات‪ ،‬والاختالف اإعتباري‪ ،‬آي ظاهري‪ ،‬عريض‪،‬‬
‫بل ادلين هو حياة امللية وروُحا‪ .‬فاذا ماب ُظر اياهام بأهنام خمتلفان ومتباينان‪ ،‬فان امحلية ادلينية تشمل العوام‬
‫واخلواص ببامن امحلية امللية تنحرص يف واحد ابملئة من الناس‪ ،‬ممن يضحي مبنفعته الشخصية لجل المة‪.‬‬
‫وعليه فالبد آن تكون امحلية ادلينية اساس ًا يف احلقوق العامة‪ ،‬وتكون امللية خادمة منقادة لها وسابدة حصينة‬
‫لها‪.‬‬
‫فنحن الرشقيني لنش به الغربيني‪ ،‬اذ املهمين عىل قلوبنا الشعور ادليين؛ فا ّإن بعث الاببياء يف الرشق يشةر به‬
‫‪392‬‬
‫القدر الالهئي اىل آن الشعور ادليين وحده هو اذلي‬
‫ُ‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هو السلطان محمد اخلامس امللقب ابلسلطان رشاد ّ‬
‫توىل السلطنة بعد عزل اخيه السلطان عبد امحليد الياين س نة‬
‫‪7222‬م‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬الاصطالح اذلي اللقه الاحتاديون عىل عهدمه‪ .‬املرتمج‬
‫‪#517‬‬

‫يستهنض الرشق ويسوقه اىل التقدم والريق‪ ،‬والعرص السعيد ‪ -‬وهو خةر القرون واذلي يليه ‪ -‬خةر برهان عىل‬
‫هذا‪.‬‬
‫فيا زماليئ يف هذه املدرسة الس يارة‪ ،‬آعين القطار‪ ،‬واي من تسألون عن التفاعل بني امحلية ادلينية وامللية‪،‬‬
‫واياهيا ادلارسون يف املدارس احلديية‪ .‬اين اقول لمك مجيع ًا‪:‬‬
‫ان امحلية ادلينية وامللية الاسالمية قد امزتجتا يف الرتك والعرب مزج ًا ل ميكن فصلهام‪ ،‬وان امحلية الاسالمية‬
‫يه آقوى وآمنت حبل بوارين انزل من العرش الاعظم‪ ،‬فهئي العروة الوثقى ل ابفصام لها‪ ،‬ويه القلعة احلصينة‬
‫اليت ل هتدم‪.‬‬
‫قال ذكل املعلامن‪:‬‬
‫ما دليكل؟ يلزم مليل هذه ادلعوى الكبةرة جحة عظمية ودليل قوي‪ .‬مفا ادلليل؟‪.‬‬
‫ويف هذه الثناء خرج قطاران من النفق‪ ،‬فأخرجنا رؤوس نا من النوافذ بتطلع اىل اخلارج‪ ،‬رآينا صبي ًا ليتجاوز‬
‫السادسة من العمر واقف ًا جبابب سكة احلديد‪.‬‬
‫لصاحيب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قلت‬
‫‪ -‬ان هذا الصيب جييبنا عن سؤالنا بلسان حاهل‪ ،‬فليكن اس تاذان بد ًل مين يف مدرستنا الس يارة هذه‪.‬‬
‫اذ لسان حاهل يقول هذه احلقيقة‪:‬‬
‫ابظروا اىل دابة الارض هذه‪ ،‬واىل جضيجها وصيحهتا‪ ،‬وابطالقها من النفق‪ ،‬وتأملوا يف ذكل الطفل الوديع‬
‫الواقف عىل مقربة مهنا‪ ،‬فعىل الرمغ من هتديد هذه ادلابة وجهوهما وابقضاعها عىل لك من يقرتب مهنا حىت كهنا‬
‫تقول‪ :‬اي ويل من يصادفين ويقف اما ي ‪ ..‬عىل الرمغ من هذا فان ذكل الصيب الربئ واقف لحيرك ساكن ًا‬
‫ابلقرب مهنا‪ ،‬وهو يف كامل الالمئنان واحلرية‪ ،‬وليكرتث يهتديدها‪ ،‬مبد ًاي بطو ًةل فائقة وجرآة خارقة‪ ،‬وكبه‬
‫يس تخف هبجوهما‪ ،‬فهو يقول بلسان ثباته وبطولته يف سن الصبا هذا‪:‬‬
‫‪ -‬آهيا القطار ابك ل ختيفين بصوتك الصاخب اذلي يشق عنان السامء‪ ..‬آهيا القطار ابك آسةر بظام‪ ،‬خفطامك‬
‫امض يف سةرك‬ ‫يف يد قائدك‪ ،‬ل لاقة كل آن تتجاوز ح َّدك ول ميكنك ان ّ‬
‫تتحمك يفّ‪ ،‬فهيا ابطلق يف لريقك و ِ‬
‫‪393‬‬
‫ابإذن قائدك‪.‬‬
‫‪#518‬‬

‫صاحيب يف القطار‪ ،‬واي اخويت الباحثني يف العلوم بعد مخسني عام ًا!‬ ‫ّ‬ ‫فيا‬
‫افرعوا خيا ًل ان رس مت الفاريس وهرقل اليوانين‪ ،‬واقفان موقف الصيب هذا‪ ،‬واذ هام ل عمل هلام ابلقطار‪ ،‬فال‬
‫يعتقدان اببه يسةر وفق بظام معني‪ ،‬فاذا ماخرج علاهام من النفق املظمل ويف رآسه النار ذات الوقود ويف ابفاسه‬
‫ينقض علاهام‪ ..‬تصوروا هذه احلاةل‬ ‫هدير السامء‪ ،‬ويف عيوبه بروق املصابيح‪ ،‬وهو هيدد ويزجمر وكبه يريد آن ّ‬
‫مث قدّ روا مدى اخلوف والهلع اذلي يعرتهيام‪ ،‬وكيف اهنام ّيفران من القطار مع ما ميلتابه من جرآة وجشاعة اندرة‪.‬‬
‫تصوروا كيف ان حريهتام وجسارهتام تضمحالن امام هتديد دابة الارض هذه حىت ل جيدان بد ًا مهنا إا ّل الفرار‪..‬‬ ‫و ّ‬
‫لك ذكل لهنام ل يعتقدان بوجود قائد يقود ذكل القطار‪ ،‬ول يؤمنان بوجود بظام يسةر عىل وفقه‪ ،‬بل ليظنان‬
‫آهنا دابّة مطيعة منقادة لبس إا ّل‪ ،‬وامنا يتخيالهنا آسد ًا هصور ًا ووحش ًا اكرس ًا جس اميً تنتظم وراءه ُاسود كيةرة‬
‫ووحوش عديدة‪.‬‬
‫اي اخويت! واي زماليئ اذلين يسمعون هذا الالكم بعد مخسني عام ًا!‬
‫ان اذلي منح هذا الصيب تكل اجلسارة واحلرية اكرث من ذينك البطلني ووهب هل المئنا ًان وسكينة يفوقهام‬
‫بكثةر هو‪ :‬ان يف قلب ذكل الصيب بواة حقيقة‪ ،‬ويه‪ :‬اميابه والمئنابه بأن ذكل القطار يسةر وفق بظام‪،‬‬
‫واعتقاده بأن زمامه بيد قائد يقوده بأمره ولجهل‪.‬‬
‫وآما اذلي آرهب ذينك البطلني املشهورين وآرس وجداهنام‪ ،‬فهو عدم معرفهتام بقائد ذكل القطار وعدم اعتقادهام‬
‫بنظامه‪ ،‬آي هجلهام ابلعقيدة وخلوهام مهنا‪.‬‬
‫ترخست لوال آلف س نة يف قلوب عشائر من‬ ‫مفيل هذه البطوةل النابعة من اميان ذكل الصيب الوديع قد ّ‬
‫لوائف الاسالم (ومه الرتك ومن تش ّبّ وا هبم) عقيد ًة واميا ًان‪ ،‬فوهّبم ذكل الاميان بطوةل فائقة اس تطاعوا هبا‬
‫ان يغزوا دو ًل تفوقهم مئة ععف وان ييبتوا اماهما‪ ،‬فنرشوا كاملت الاسالم يف ارجاء العامل‪ ..‬يف آس يا وآفريقيا‬
‫وبصف اورواب‪ ،‬واس تقبلوا املوت برسور ابلغ قائلني‪ :‬اإن قُ ِتلت فأان شهيد وان قَتَلت عدو ًا فاان جماهد‪ .‬بل ثبتوا‬
‫ابتداء من امليكروابت اىل املذببات‬ ‫‪ -‬ابلميان ‪ -‬امام لك ما اختذ موقف عدا ٍء تاه اس تعدادات الانسان وقواه ً‬
‫اليت يف السامء‪ ،‬وكن ً‬
‫الك مهنا قطار رهيب‪ ،‬فمل يكرتثوا بهتديداهتا‪.‬‬
‫‪#519‬‬

‫وامنا حازت مجيع قبائل الاسالم ويف مقدمهتا لوائف الرتك والعرب بوع ًا من السعادة ادلبيوية بتسلميهم الامر‬
‫اىل هللا والرىض بقضائه وقدره ورؤية احلمكة وتلقي دروس العربة من احلوادث بد ًل من الرهبة والهلع مهنا‪.‬‬
‫فاظهار هؤلء املسلمني‪ ،‬بطوةل معنوية فوق املعتاد ‪ -‬كام يظهره ذكل الصيب ‪ -‬يدلّنا‪ :‬ان امة الاسالم مثلام تفوز‬

‫‪394‬‬
‫يف الخرة فلهم يف ادلبيا ايض ًا الس يادة مس تقب ًال‪.‬‬
‫ان اذلي ا ّدى اىل ان يدخل يف روع ذينك البطلني اخلوف والفرار والقلق امنا هو حرماهنام من الاميان والعقيدة‬
‫وهجلهام وعالهلام‪ .‬فلقد اثبتت "رسائل النور" مبئات احلجج القالعة تكل احلقيقة اليت ذكرت بضعة امثةل مهنا‬
‫يف مقدمة هذه الرساةل ايض ًا‪ ،‬تكل يه‪:‬‬
‫ان الكفر والضالل يراين الكون لهلهام آب ّه مل بألف العداء ايخميفني‪ ،‬بل هو سلسةل من لوائف تعادي‬
‫ابتداء من املنظومة الشمس ية وانهتاء اىل ميكروابت التدرن الرئوي‪ ،‬لكها تعادي هذا الانسان‬ ‫الانسان‪ً ،‬‬
‫املسكني ابيدي القوى العمياء واملصادفة العشواء والطبيعة الصامء‪ .‬حىت تعهل يف رعب دامئ وآمل مقمي وهلع‬
‫مالزم واعطراب مس متر مع ما حيمل هذا الانسان من ماهية جامعة واس تعداد لكي وحاجات ل هناية لها‬
‫ورغبات ل منهتئى لها‪ .‬بل جيعهل الكفر والضالل يف حاةل من عذاب هجمن يف ادلبيا وكبه يتجرع الزقوم ول يتاد‬
‫يس يغه‪ .‬فال تديه آلف الفنون والعلوم ‪ -‬اخلارجة عن ادلين والاميان ‪ -‬ول التقدم البرشي ‪ -‬مثلام مل ت ِد بطوةل‬
‫لتعطل حواسه فال يشعر ابلمل مؤقت ًا‪.‬‬‫ذينك البطلني املشهورين ‪ -‬بل تري يف دمه السفاهة واللهو ِّ‬
‫فكام ان املقايسة بني الاميان والكفر تُف ي يف الخرة اىل اجلنة والنار‪ ،‬فان الاميان يف ادلبيا ايض ًا حيقق بوع ًا‬
‫من اجلنة املعنوية وجيعل املرء يرى املوت بوع ًا من الترسحي من الوظيفة‪ ،‬ببامن الكفر جيعهل يف ادلبيا ايض ًا يف حجمي‬
‫معنوي سالب ًا منه السعادة اإذ يريه املوت اعدام ًا ابد ًاي‪ .‬كام اثبتنا ذكل يف "رسائل النور" اثبا ًات بدرجة الشهود‬
‫والقطعية التامة‪ .‬فنحيل القارئ الكرمي اىل تكل الرسائل‪.‬‬
‫فاإن شئمت آهيا الاخوان ان تروا حقيقة هذا امليال‪ ،‬فارفعوا رؤوسمك وابظروا اىل هذا الكون! مك ترون هلل يف‬
‫الفضاء من كرات النجوم واجرام العوامل وسالسل‬
‫‪#520‬‬

‫احلاداثت والوقائع املتسلسةل آمثال القطار واملنطاد والس يارات الالهية فكهنا سفائن برية وفكل حبرية ولائرات‬
‫هوائية خلقهتا يد القدرة الالهية بنظام وحمكة‪.‬‬
‫فكام ان للقدرة الالهية يف عامل الشهادة ويف عاملنا املادي امثال هذه‪ ،‬فان لها يف عامل الارواح واملعنوايت بظائر‬
‫لك َمن ميكل بصةرة‪.‬‬ ‫لك َمن ميكل عق ًال‪ ،‬بل يرى اغلّبَ ا ل‬
‫متسلسةل آجعب‪ ،‬يصدّ ق هبا ُ‬
‫فهذه الامور املتسلسةل املرتابطة يف الكون سوا ٌء مهنا املادية آو املعنوية هتامج آهل الضالل اذلين ُحرموا من‬
‫وحتطم قوامه املعنوية‪ ،‬ببامن لختيف اهل الاميان ول هتددمه بش بل تبعث فاهم‬ ‫الاميان وهتددمه وترهّبم ّ‬
‫الرسور والسعادة والانس والمل والقوة‪ ،‬وذكل لهنم يرون الوجود بنور الاميان‪ ،‬وتكل احلوادث املتسلسةل‪،‬‬
‫وتكل القالرات املادية واملعنوية والعوامل الس يارة‪ ،‬امنا تساق اىل وظيفة معينة حمددة من قبل صابع حكمي لتؤدهيا‬
‫مضن بظام وحمكة من دون اختالط ول تاوز قط‪.‬‬

‫‪395‬‬
‫املؤمن‪ :‬آن لك ش ينال قبس ًا من تليات جامل هللا واتقان صنعته س بحابه‪ ،‬ومينحه قوة معنوية‬ ‫ُفةري الاميان َ‬
‫عظمية مبا يفتح هل من مناذج للسعادة الابدية‪.‬‬
‫وهكذا فان ما يعابيه اهل الضالل من اللم الرهيبة الناش ئة من فقدان الاميان‪ ،‬وما يالزهمم من خوف ورعب‬
‫شديدين‪ ،‬تقف ازاءه مجيع ابواع الريق البرشي عاجزة لمتنح هل سلوا ًان ول عز ًاء‪ ،‬بل ل ميكهنا ان تضمن هل قوة‬
‫معنوية‪ ،‬فتتحطم اجلرآة والإقدام‪ ..‬إا ّل ما ختدعه الغفةل من اإسدال س تار النس يان علاها‪.‬‬
‫آما آهل الاميان فال ترهّبم تكل احلاداثت ول تأخذ من معنوايهتم؛ وذكل بفضل الاميان ‪ -‬مبيل ذكل الصيب‬
‫‪ -‬بل تزيد معنوايهتم صالبة‪ ،‬اذ ينظرون اياها‪ -‬آي اىل احلوادث ‪ -‬من خالل حقيقة امياهنم فبشاهدون ارادة‬
‫الصابع احلكمي وادارته وتدبةره اايها مضن حمكته الواسعة‪ .‬فيتحررون من ايخماوف والاوهام‪ ،‬اذ يعلمون آبه‪ :‬لول‬
‫امر الصابع احلكمي وإاذبه ملا اس تطاعت هذه العوامل الس يارة احلركة قط‪ .‬فينالون هبذا المئنا ًان يسعدمه يف ادلبيا‬‫ُ‬
‫كذكل‪ ،‬لك حسب درجته‪.‬‬
‫ومن مل يكن يف قلبه ووجدابه بذرة هذه احلقيقة النابعة من الاميان وادلين احلق‪ ،‬ومل يستند اىل ركزية‪ ،‬مفيهل‬
‫مكيل ذينك البطلني املشهورين‪ ،‬اذ تهنار قواه املعنوية مبيل حتطم جسارهتام وبطويهتام‪ .‬ويكون آسةر حاداثت‬
‫تفسخ وجدابـه ويصبح اكملتسول اذلليـل إابزاء لك حادثة‪.‬‬ ‫التائنات في ّ‬
‫‪#521‬‬
‫نكتفي هبذا القدر لبيان هذه احلقيقة الواسعة حيث بينّت "رسائل النور" حبججها ادلامغة ان هذا الرس اكم ٌن‬
‫شقاء وتعاسة يف ادلبيا ايض ًا‪.‬‬
‫يف الاميان ببامن الضالةل حتمل ً‬
‫حس يف هذا العرص حباجته املاسة اىل قوة معنوية وصالبة وثبات واىل عزاء وسلوان‪ ،‬قد‬ ‫ان الانسان اذلي آ ّ‬
‫ترك حقائق الاميان اليت يه اعظم ركزية استناد هل واليت تضمن هل القوة املعنوية والسلوان والسعادة‪ ،‬واس هتواه‬
‫التغرب فاستند اىل الضالةل والسفه‪ ،‬فبد ًل من آن يس تفيد من امللية الاسالمية اخذ حيطم القوة املعنوية حتطاميً‬
‫اكم ًال‪ ،‬فازال عنه السلوان واوهن صالبته ابنس ياقه وراء الضالل والسفه والس ياسة التاذبة‪ .‬آل ترى آن هذا‬
‫بع ٌد شاسع عن مصاحل الانسان ومنافعه؟ آل ان الانسابية س تدرك يوم ًا ‪ -‬اإن بقي لها من العمر بقية ‪ -‬حقيقة‬
‫القرآن‪ ،‬وس تعتصم به‪ ،‬ويف مقدمهتا املسلمون‪.‬‬
‫* * *‬
‫لقد سأل قسم من النواب املتدينني سعيد ًا القدمي اوائل عهد احلرية‪:‬‬
‫‪ -‬ابك تعل الس ياسة اتبعة لدلين يف لك ش ‪ ،‬بل تعلها وس يةل منقادة للرشيعة‪ ،‬ول تقبل احلرية ا ّل عىل‬
‫اساس الوجه املرشوع‪ ،‬مبعىن ابك ل تعرتف ابحلرية واملرشولية بدون الرشيعة‪ ،‬ولجل هذا جعلوك يف‬

‫‪396‬‬
‫صفوف املطالبني بتطبيق الرشيعة يف حادثة (‪ )97‬مارت‪.‬‬
‫فأجاهبم سعيد القدمي ابليت‪:‬‬
‫آجل! ابه ل سعادة لمة الاسالم إا ّل بتحقيق حقائق الاسالم‪ ،‬وإا ّل فال‪ ،‬ول ميكن ان تذوق الامة السعادة‬
‫يف ادلبيا او تعبش حياة اجامتعية فاعةل إا ّل بتطبيق الرشيعة الاسالمية‪ ،‬وإا ّل فال عداةل قطع ًا‪ ،‬ول آمان مطلق ًا‪.‬‬
‫اذ تتغلب عندئ ٍذ الاخالق الفاسدة والصفات اذلممية‪ ،‬ويبقى المر معلق ًا بيد الكذابني واملرائني‪.‬‬
‫سأعرض لمك ما ييبت هذه احلقيقة يف حتاية اوردها منوذج ًا مصغر ًا من بني آلف احلجج‪.‬‬
‫‪#522‬‬

‫سافر خشص اىل قوم من البدو يف حصراء‪ .‬فزنل عيف ًا عند رجل فاعل‪ ..‬لحظ اهنم ل هيمتون حبرز امواهلم‪.‬‬
‫وقد آلقى صاحب املزنل بقوده يف زوااي الببت مكشوفة دون حتفّظ‪ .‬قال الضيف لصاحب املزنل‪:‬‬
‫‪ -‬الا ختافون من الرسقة؟ تلقون اموالمك هكذا يف الزوااي دون حترز؟‬
‫اجابه‪:‬‬
‫‪ -‬ل تقع الرسقة فينا!‬
‫‪ -‬ابنا بضع بقودان يف صناديق حديد مقفةل‪ ،‬ومع ذكل كيةر ًا ما تقع فينا الرسقة‪.‬‬
‫‪ -‬ابنا بقطع يد السارق كام آمر به هللا تعاىل وعىل وفق ما تتطلبه عداةل الرشيعة‪.‬‬
‫‪ -‬فاذ ًا كيةرون منمك قد حرموا من احدى ايدهيم!‬
‫‪ -‬ما رآيت ا ّل قطع يد واحدة‪ ،‬وقد بلغت ُامخلسني من العمر‪.‬‬
‫‪ -‬ان يف بالدان يسجن يومي ًا مايقارب امخلسني من الناس بسبب الرسقة‪ ،‬ومع ذكل ل يردعهم ذكل إا ّل بواحد‬
‫من آلف مما تردعه عدالتمك!‬
‫رس جعيب عريق‪ ،‬ذلا حترمون من حقيقة العداةل؛ اذ بد ًل من املصلحة‬ ‫‪ -‬لقد امهلمت حقيقة عظمية وغفلمت عن ّ‬
‫الانسابية تتدخل فيمك الاغراض الشخصية واحملسوبيات والتحزي وما اىل ذكل من الامور اليت ّ‬
‫تغةر لبيعة‬
‫وحترفها‪.‬‬
‫الاحتام ّ‬
‫وحمكة تكل احلقيقة يه‪:‬‬
‫ان السارق فينا يف اللحظة اليت ميد يده للرسقة يتذكر اجراء احلدّ الرشعي عليه‪ ،‬وخيطر بباهل ابه آمر الهئي انزل‬
‫من العرش الاعظم‪ ،‬فكبه يسمع خباصية الاميان بأذن قلبه ويشعر حقيق ًة ابلالكم الازيل اذلي يقول‪:‬‬
‫(والسارق والسارقة فاقطعوا ايدهيام( )املائدة )‪: 38‬فاهيج عنده ما حيمهل من اميان وعقيدة‪ ،‬وتيار مشاعره‬
‫النبيةل‪ ،‬فتحصل هل حاةل روحية اش به ما يكون هبجوم ي ُشن من الراف الوجدان واعامقه عىل ميل الرسقة‪،‬‬

‫‪397‬‬
‫فيتشتت ذكل امليل الناش من النفس المارة ابلسوء والهوى‪ ،‬وينسحب وينمكش‪ ،‬وهكذا بتوايل التذكةر‬
‫هذا يزول ذكل امليل اىل الرسقة‪ ،‬اذ اذلي هيامج ذكل امليل لبس الومه والفكر وحدهام وامنا قوى معنوية من‬
‫عقل وقلب ووجدان‪ ،‬لكها هتامج دفعة واحدة ذكل امليل والهوى فبتذكر احلد الرشعي يقف تاه ذكل امليل‬
‫زجر ساموي ورادع وجداين فبسكتابه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫‪#523‬‬

‫اجل! ان الاميان يقمي دامئ ًا يف القلب والعقل حارس ًا معنو ًاي امين ًا‪ ،‬ذلا لكام صدرت ميول فاسدة عن تطلعات‬
‫النفس والنوازع والاحاسبس املادية قال لها ذكل احلارس الرادع‪ :‬حمظور‪ ..‬ممنوع‪ ..‬فيطردها وهيزهما‪.‬‬
‫ان افعال الانسان امنا تصدر عن متايالت القلب واملشاعر ويه تنبعث من شدة حتسس الروح وحاجهتا‪،‬‬
‫والروح امنا هتزت بنور الاميان‪ ،‬فان اكن خةر ًا يفعهل الانسان‪ ،‬وإا ّل حياول الانسحاب ‪ ،‬وعندئ ٍذ ل تغلبه النوازع‬
‫والاحاسبس املادية اليت ل ترى العقىب!‬
‫احلاصل‪:‬‬
‫ان "احلد" آو "العقاب" عندما يقام امتيا ًل للمر الالهئي والعدل الرابين فان الروح والعقل والوجدان‬
‫واللطائف املندرجة يف ماهية الانسان تتأثر به وترتبط به‪ ،‬فلجل هذا املعىن افادتنا اقامة حد واحد لوال‬
‫مخسني س نة اكرث من جسنمك يف لك يوم! ذكل لن عقوابتمك اليت تروهنا ابمس العداةل ليبلغ تأثةرها إا ّل يف ومهمك‬
‫وخيالمك‪ ،‬اذ عندما يقوم احدمك ابلرسقة يَ ِرد اىل خياهل العقاب اذلي ما وعع إا ّل لجل مصلحة الامة والبالد‬
‫ويقول ان الناس لو عرفوا ابين سارق فسبنظرون ّايل بظرة ازدراء وعتاب‪ ،‬واذا تبني المر عدّ ي رمبا تز ّجين‬
‫احلكومة يف السجن‪ ..‬وعند ذكل لتتأ ُثر ا ّل قوته الوامهة تأثر ًا جزئي ًا‪ ،‬ببامن يتغلب عليه امليل الشديد اىل الرسقة‬
‫والنابع من النفس الامارة والاحاسبس املادية ‪ -‬لس امي ان اكن حمتاج ًا ‪ -‬فال ينفعه عقابمك لإبقاذه من ذكل العمل‬
‫الصالة بال وعوء وبال‬ ‫الس ‪ .‬مث لبه لبس امتيا ًل للمر الالهئي فلبس هو بعداةل‪ ،‬بل ابلل وفاسد بطالن ّ‬
‫تو ّجه اىل القبةل‪ ،‬آي آن العداةل احلقة والعقاب الرادع امنا يكون اذا ُاجريت امتيا ًل للمر الالهئي وإا ّل فان تأثةر‬
‫العقاب يكون عيئ ًال جد ًا‪.‬‬
‫فاذا قست عىل هذه املسأةل اجلزئية يف الرسقة سائر الاحتام الالهية تدرك آن‪ :‬السـعادة البرشية يف ادلبيـا‬
‫مرهتـنـة ابجراء العداةل‪ ،‬ول تنفذ العـدالـة ا ّل كام ببّهنا القرآن الكرمي‪.‬‬
‫(انهتت خالصة احلتاية)‪.‬‬
‫‪#524‬‬

‫ولقد ُاخطر عىل القلب آبه‪:‬‬


‫اذا مل يفق الانسان من غفلته برسعة‪ ،‬ومل يسرتشد بعقهل‪ ،‬ويفتح ابواب احملامك لتنفيذ عداةل هللا مضن حقائق‬

‫‪398‬‬
‫الاسالم‪ ،‬فستنفلق عىل رآسه قيامات مادية ومعنوية وي ّ‬
‫سمل السالح اىل الفوعويني والارهابيني و َمن مه‬
‫امثال يأجوج ومأجوج!‬
‫وهكذا فلقد حىك "سعيد القدمي" هذه احلتاية لقسم من النواب املتدينني‪ ،‬وآدرجت قبل مخسة واربعني عام ًا‬
‫يف ذيل اخلطبة الشامية العربية اليت لبعت لبعتني يف آس بوع واحد‪.‬‬
‫والن فهذه احلتاية وايمتييل الاول‪ ،‬امنا هام درسان يس تفيد مهنام النواب املتدينون الافاعل يف الوقت احلارض‬
‫آكرث من سابقاهم‪ ،‬فنببّهنام هلم درس ًا من دروس العربة ‪.7‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪---‬‬
‫‪1‬‬
‫يدرس نا يف غضون يومني اخلطبة الشامية املطبوعة ابلعربية‪ ،‬لعدم اتقابنا العربية‪ ،‬فتفضل علينا‬ ‫لقد رجوان من اس تاذان ان ّ‬
‫برشُحا‪ ،‬وحنن بدوران ّدوان ما قرره علينا‪ ،‬واكن الاس تاذ يكرر بعض امجلل ويعيدها يك يرخسها يف اذهابنا‪ ،‬وملا كنا قد‬
‫وجدان امليال واحلتاية الخةرة واحضة‪ ،‬فقد ابرزانها مقدم ًا اىل الطالب اجلامعيني والنواب املتدينني‪ ،‬ذكل لن الاس تاذ‬
‫عندما اس هتل ادلرس قال‪:‬‬
‫»ابين اععمك اما ي بد ًل من املعلمني يف ذكل القطار‪ ،‬واعع النواب املتدينني حق ًا بد ًل من النواب املتدينني اذلين سألوين‬
‫عن الرشيعة قبل مخسة واربعني عام ًا‪ ،‬هكذا آتصور المر واتلكم يف عوئه‪.‬‬
‫معان او ًل لهل املعرفة والرتبية والنواب املتدينني‪ ،‬واذا شاؤوا ببني هلم ادلروس اليت‬ ‫فنحن ببني ما يف هذه الرساةل من ٍ‬
‫اخذانها من الاس تاذ دلى رشحه اخلطبة لنا‪ .‬واذا ارتأوا بطبعها وبنرشها‪.‬‬
‫كنا بو ّد ان بأخذ درس ًا حول الس ياسة الاسالمية ادلائرة يف العامل الاسال ي‪ ،‬ولكن لن الاس تاذ قد ترك الس ياسة منذ‬
‫مخس وثالثني س نة‪ ،‬فان هذه اخلطبة ‪ -‬اليت متس الس ياسة ‪ -‬امنا يه درس من دروس »سعيد القدمي«‪.‬‬
‫لالب النور‬
‫لاهرى‪ ،‬زبةر‪ ،‬ابيرام‪ ،‬جيالن‪،‬‬
‫صوبغور‪ ،‬عبدهللا‪ ،‬عياء‪ ،‬صادق‪،‬‬
‫صاحل‪ ،‬حس ين‪ ،‬محزة‪.‬‬
‫‪#525‬‬

‫ذيل اذليل‬
‫لتحيا الرشيعة الغراء‬
‫‪96‬ش باط ‪ 7994‬رو ي‬
‫اجلريدة ادلينية‪19 /‬‬

‫‪399‬‬
‫‪ 1‬مارت ‪7222‬م‬
‫آهيا النواب!‬
‫سأقول مجةل واحدة موجزة مع آهنا لويةل‪ .‬فارجو ان تالحظوها ابهامتم ابلغ‪ ،‬اذ يف الناهبا اجياز ويه‪:‬‬
‫ان املرشولية والقابون الساس هام العداةل والشورى وحرص القوة يف القابون‪ ،‬مع هذا العنوان آقول‪:‬‬
‫ان الاسالم ورشيعته الغراء هو‪:‬‬
‫املاكل احلقيقي وصاحب العنوان املعظم‪ ..‬واملؤثر احلق واملتضمن للعداةل احملضة‪ ..‬وحيقق بقطة استنادان‪..‬‬
‫ويريس املرشولية عىل اساس متني‪ ..‬وينقذ ذوي الاوهام والشكوك من ورلة احلةرة‪ ..‬ويتكفل مبس تقبلنا‬
‫وآخرتنا‪ ..‬وينقذمك من الترصف يف حقوق هللا بدون اذن منه‪ ،‬تكل احلقوق اليت تضمن مصاحل الناس اكفة‪..‬‬
‫وحيافظ عىل حياة امتنا‪ ..‬ويظهر ثباتنا وكاملنا وحيقق وجودان امام الاجابب‪ ..‬وحسر العقول والاذهان‪ ..‬وينقذمك‬
‫من تبعات ادلبيا والخرة‪ ..‬ويؤسس الاحتاد العام الشامل هناية املطاف‪ ..‬ويودل الافتار العامة (الرآي العام)‬
‫اليت يه روح ذكل الاحتاد‪ ..‬وحيول دون دخول مفاسد املدبية اىل حدود حريتنا ومدبيتنا‪ ..‬وينجينا من ذل‬
‫رس‬
‫بناء عىل ّ‬‫التسول من آورواب‪ ..‬ويطوي لنا املسافة الشاسعة اليت ختلفنا فاها عن الريق يف زمان قصةر ً‬
‫الاجعاز‪ ..‬ويرفع من شأبنا يف زمن قصةر بتوحيد العرب والطوران وايران والساميني‪ ..‬ويظهر الشخصية املعنوية‬
‫لدلوةل مبظهر الاسالم‪..‬‬
‫‪#526‬‬

‫وخيلصمك من حنث الميان ابحملافظة عىل املادة احلادية عرشة من القابون الاساس‪ ..‬ويبطل الظنون الفاسدة‬
‫اليت حتملها اورواب سابق ًا‪ ..‬وحيملهم عىل التصديق ابن النيب محمد ًا صىل هللا عليه وسمل خامت الاببياء‪ ،‬وان‬
‫الرشيعة خادلة‪ ..‬ويقمي سد ًا آمام الاحلاد اذلي يد ّمر املدبية‪ ..‬ويزيل بصفحته النورابية ظلمة تباين الافتار‬
‫وتشتت الراء ‪ ..‬وجيعل مجيع العلامء والوعاظ متحدين يف سبيل سعادة الامة وتنقية اجراءات ادلوةل وخدام ًا‬
‫للمرشولية املرشوعة‪ ..‬ويؤلف قلوب غةر املسلمني ويربطهم به آكرث‪ ،‬فعدالته احملضة رحمية‪ ..‬وجيعل اجنب‬
‫خشص واكرثمه ععة اجشع وارفع انسان ويعاملهم هكذا‪ ..‬وينفخ فاهم الشعور ابلريق والتضحية وحيسسهم حبب‬
‫الولن‪ ..‬وخيلصنا من السفاهة اليت هتدم املدبية ومن احلاجيات غةر الرضورية‪ ..‬ويبعث فينا النشاط يف العمل‬
‫لدلبيا مع تذكر الخرة واحملافظة علاها‪ ..‬ويعلمنا الاخالق احملمودة اليت يه حياة املدبية ويفهمنا قواعد املشاعر‬
‫النبيةل‪ ..‬ويربئ ساحتمك اهيا املبعوثون من مطالبة حقوق مخسني آلف خشص‪ ..‬ويظهرمك مثا ًل مصغر ًا مرشوع ًا‬
‫لجامع الامة‪ ..‬وجيعل اعاملمك كهنا عبادة حسب بياتمك اخلالصة‪ ..‬وينجيمك من اجلناية اليت ترتكب حبق احلياة‬
‫املعنوية ليالمثائة مليون من املسلمني‪..‬‬
‫فاذا ما اظهرمت الاسالم ورشيعته الغراء واختذمتوها اساس ًا لحتاممك‪ ،‬ولبقمت دساتةرها‪ ،‬مفع اغتنام فوائد اىل‬

‫‪400‬‬
‫هذا احلد هل تفقدون من ش ؟ والسالم‪.‬‬
‫فلتحيا الرشيعة الغراء‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#527‬‬

‫حـقيـقـة‬
‫‪ 96‬ش باط ‪7994‬م‬
‫اجلريدة ادلينية‪12/‬‬
‫‪ 1‬مارت ‪7222‬م‬
‫حنن منذ الازل داخلون يف امجلعية احملمدية‪ ،‬فالتوحيد هو هجة الوحدة والاحتاد فامي بيننا‪ ،‬وقَ َسمنا وعهدان هو‬
‫الاميان‪.‬‬
‫مفا دمنا موحدين متحدين‪ ،‬فلك مؤمن ملكف ابعالء لكمة هللا واعظم وس يةل لعالء لكمة هللا يف زمابنا هذا‬
‫هو الريق املادي‪.‬‬
‫اذ الاجابب يسحقوبنا حتت حتمكهم املعنوي بسالح العلوم والصنائع وحنن س نجاهد بسالح العمل والتقنية‬
‫اجله َل و َ‬
‫الفقر واخلالف اذلي هو آدل آعداء اعالء لكمة هللا‪.‬‬
‫اما اجلهاد اخلاريج فنحيهل اىل الس يوف الاملاس ية للرباهني القالعة للرشيعة الغراء‪ .‬لن الغلبة عىل املدبيني امنا‬
‫يه ابلقناع ولبس ابلكراه كام هو شأن اجلهالء اذلين ل يفقهون شبئ ًا‪.‬‬
‫حنن فدائيو احملبة لمتان بيننا للخصومة‪.‬‬
‫فامجلهورية ‪ 7‬عبارة عن العداةل والشورى وحرص القوة يف القابون‪ ،‬آلبس من اجلناية عىل الاسالم آن‬
‫تس تجدى الاحتام من اورواب ولنا رشيعة غراء تأسست قبل ثالثة عرش قر ًان؟ ان هذا الاس تجداء شبيه‬
‫ابلتوجه اىل غةر القبةل يف الصالة‪.‬‬
‫ان القوة لبد ان تكون يف القابون وإا ّل فسبتفّش الاستبداد يف الكثةرين‪.‬‬
‫ولبد آن يكون املهمين والمر الوجداين قوهل تعاىل‪( :‬ان هللا لقوي عزيز) (احلج‪ .)14 :‬وهذا يكون ابملعرفة‬
‫التامة واملدبية التامةل آو بتعبةر آخر ابلسالم‪ .‬وإا ّل س يكون الاستبداد هو املس تويل دامئ ًا‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬وععت هذه اللكمة حديي ًا بد ًل من املرشولية املوجودة سابق ًا‪ ...‬املؤلف‪.‬‬
‫‪#528‬‬

‫ان التفاق يف الهدى ولبس يف الهوى والهوس‪.‬‬


‫‪401‬‬
‫بعم ان هللا خلق الناس آحرار ًا ومه عبيد هلل فقد حترر لك ش فنحن ابمتيالنا الرشيعة احرار وبمتسكنا‬
‫ابملرشولية آحرار ايض ًا ولن بتنازل عن املسائل الرشعية ولن بعطاها آاتوة‪ .‬ان قصور فر ٍد عن ش ل يكون‬
‫عذر ًا لقصور آخر‪.‬‬
‫اعلموا ان اليأس مابع لك كامل‪.‬‬
‫ان هدية الاستبداد وتذاكره هو‪" :‬ما يل آان‪..‬فليفكّر غةري"‪.‬‬
‫احيل الربط بني هذه امجلل اىل فكر املطالع الكرمي لعدم اتقاين اللغة الرتكية!!‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#529‬‬

‫صدى احلقيقة‬
‫‪ 91‬مارت ‪7222‬م‬
‫مزنه عن اخلداع والش ّبة‪.‬‬‫ان السبيل احملمدي مس تغن ٍ عن لك ما يوم اىل احليةل والشك لبه ّ‬
‫مث ان حقيقة واسعة عظمية حميطة اىل هذا احلد ‪ -‬ول س امي تاه اهل هذا الزمان ‪ -‬ل ميكن ان ختفى مطلق ًا‪.‬‬
‫وهل خيفى البحر العظمي يف كس؟!‬
‫اقول مكرر ًا آن التوحيد الالهئي هو هجة الوحدة يف الاحتاد احملمدي اذلي هو حقيق ُة احتاد الاسالم (الوحدة‬
‫الاسالمية)‪.‬‬
‫اما ميينه وبيعته فهو الاميان‪.‬‬
‫ومقراته واماكن تمعاته‪ :‬املساجد واملدارس ادلينية والزوااي‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومنتس بوه‪ :‬مجيع املؤمنني‪.‬‬
‫وبظامه ادلاخيل‪ :‬السنن الامحدية‪ .‬والقوابني الرشعية بأوامرها وبواهاها‪ .‬فهذا الاحتاد لبس انبع ًا من العادة وامنا‬
‫هو عبادة‪.‬‬
‫فالإخفاء واخلوف من الرايء‪ .‬والفرائض لرايء فاها‪ .‬وآوجب الفرائض يف هذا الوقت هو احتاد الاسالم‬
‫(الوحدة الاسالمية)‪.‬‬
‫وهدف الاحتاد وقصده حتريك الرابطة النورابية اليت تربط املعابد الاسالمية اليت يه منترشة ومتشعبة‪.‬‬
‫وايقاظ املرتبطني هبا هبذا التحريك‪ ،‬ودفعهم اىل لريق الريق بأمر وجداين‪.‬‬
‫مرشب هذا الاحتاد هو‪ :‬احملبة‪ .‬وعدوه‪ :‬اجلهل والرضورة والنفاق‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫وليطمنئ غةر املسلمني بأن احتادان هو الهجوم عىل هذه الصفات اليالث لبس إا ّل‪ .‬وابلنس بة اياهم فسبيلنا‬
‫الاقناع‪ .‬لبنا بعتقدمه مدبيني‪ .‬وابنا ملكفون بأن بظهر‬
‫‪#530‬‬

‫الاسالم مبظهر امجلال واحلسن احملبوب‪ .‬لبنا بظن فاهم الابصاف‪ .‬الا فليعمل املهملون غةر املكرتثني آهنم ل‬
‫حيببون ابفسهم ابلنسالخ من ادلين لي اجنيب اكن‪ .‬وامنا يظهرون اهنم عىل غةر هدى لبس ا ّل‪ .‬ومن اكن عىل‬
‫غةر هدى يف لريق الفوعوية ل ُ َحي ّب قطع ًا‪ ،‬واذلين ابضموا اىل هذا الاحتاد بعد التدقيق العلمي والبحث‬
‫والتحري ل يرتكوبه تقليد ًا لولئك حامتً‪.‬‬
‫حنن بعرض افتار احتاد الاسالم اذلي هو الاحتاد احملمدي ومسلكه وحقيقته للناس امجعني‪ .‬وحنن مس تعدون‬
‫لسامع آي اعرتاض اكن‪.‬‬
‫مجهل شةران هجان بس تهء اين سلسهل ابد‬
‫روبه آزحيهل جه سان ب ُكسدل اين سلسهل را‬
‫آي‪:‬‬
‫هل يقطع اليعلب احملتال سلس ًةل‬
‫ْ‬
‫قيدت هبا آسد ادلبيا بأرسمه‬
‫سعيد النوريس‬
‫* * *‬
‫"فقرة تركهتُ ا من "فهرس املقاصد" املنشور"‬
‫ان هنر العلوم احلديية واليقافة اجلديدة اجلاري واليت اإلينا من اخلارج كام هو الظاهر‪ ،‬ينبغي آن يكون آحد‬
‫جماريه قسامً من اهل الرشيعة يك يتصفى من شوائب احليل ورواسب الغش واخلداع‪ .‬لن الافتار اليت منت‬
‫يف مستنقع العطاةل‪ ،‬وتنفست مسوم الاستبداد‪ ،‬وانسحقت حتت ولأة الظمل‪ُ ،‬حيدث فاها هذا املاء السن‬
‫العفن خالف املقصود‪.‬‬
‫فالبد اذن من تصفيته مبصفاة الرشيعة‪ .‬وهذا المر تقع مسؤوليته عىل عاتق اهل املدرسة الرشعية‪.‬‬
‫والسالم عىل من اتبع الهدى‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪#531‬‬

‫لتحيا الرشيعة الامحدية‬


‫‪403‬‬
‫"عىل صاحّبا الصالة والسالم"‬
‫‪ 1‬مارت ‪ 7991‬رو ي‬
‫اجلريدة ادلينية‪11 /‬‬
‫‪78‬مارت ‪7222‬م‬
‫ان الرشيعة الغراء ابقية اىل الابد؛ لهنا آتية من الالكم الازيل وان النجاة واخلالص من حتمك النفس الامارة‬
‫ابلسوء بنا يه ابلعامتد عىل الاسالم والاستناد اليه وايمتسك حببل هللا املتني‪.‬‬
‫وان جين فوائد احلرية احلقة والاس تفادة مهنا اس تفادة اكمةل منوط ابلس متداد من الاميان؛ ذكل لن من اراد‬
‫العبودية اخلالصة لرب العاملني ل ينبغي هل ان يذ ّل بفسه فيكون عبد ًا للعبيد‪.‬وحيث آن لك انسان راعٍ يف ُملكه‬
‫وعالَمه فهو ملكّف ابجلهاد الاكرب يف عامله الصغر ومأمور ابلتخلق ابخـالق النـيب صىل هللا عليه وسمل واحياء‬
‫سنته الرشيفة‪.‬‬
‫اي اولياء الامور! ان اردمت التوفيق فاللبوه يف موافقة اعاملمك للسنن الالهية يف الكون ‪ -‬آي قوابني هللا ‪ -‬وا ّل‬
‫فلن حتصدوا إا ّل اخلذلن والاخفاق‪ .‬لن ظهور الاببياء عامة يف املامكل الاسالمية والعامثبية امنا هو رمز واشارة‬
‫من القدر الالهئي‪ :‬آن اذلي يدفع ابناء هذه املامكل اىل التقدم امنا هو ادلين‪ .‬وان آزاهةر مزرعة آس يا وافريقيا‬
‫وبساتني بصف اوراب ستتفتح وتزدهر بنور السالم‪.‬‬
‫اعلموا ان ادلين ليضحى به لجل احلصول عىل ادلبيا‪ .‬فقد اكبت تعطى فامي مىض مسائل الرشيعة آاتوة للحفاظ‬
‫عىل الاستبداد البائد ‪ .7‬اروين ماذا حصدان من ترك مسائل ادلين والتضحية هبا غةر الرضر واخليبة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود عهد السلطان عبد امحليد الياين‪ ،‬والاس تاذ النوريس مع آبه اكن يش نّع ابلستبداد إا ّل آبه حيسن الظن‬
‫ابلسلطان بفسه‪ ،‬فهو اذ يفضح مساوئ الاستبداد اذلي اكن ميارس ابمس السلطان يربئ ساحة السلطان فيقول عنه‪:‬‬
‫السلطان املظلوم‪ ..‬ابه ويل من اولياء هللا الصاحلني‪ .‬املرتمج‬
‫‪#532‬‬

‫ان اصابة الامة يف قلّبا امنا هو من ععف ادلين ولن تنعم ابلصحة إا ّل بتقوية ادلين‪.‬‬
‫ان مرشبنا‪ :‬حمبة احملبة‪ ،‬وخمامصة اخلصومة‪ ،‬آي امداد جنود احملبة بني املسلمني‪ ،‬وتش تبت عساكر اخلصومة فامي‬
‫ببهنم‪.‬‬
‫آما مسلكنا‪ :‬فهو التخلق ابلخالق احملمدية صىل هللا عليه وسمل واحياء الس نة النبوية‪.‬‬
‫ومرشدان يف احلياة‪ :‬الرشيعة الغراء‬

‫‪404‬‬
‫وس يفنا‪ :‬الرباهني القالعة‪.‬‬
‫وهدفنا‪ :‬اعالء لكمة هللا‪..‬‬
‫معىن ‪ -‬مجلاعتنا ‪ ،7‬وصورة هذا الابتساب هو العزم القالع عىل احياء الس نة‬
‫ان لك مؤمن هو منتسب ‪ً -‬‬
‫النبوية يف عامله اخلاص‪ ،‬فنحن بدعو ابمس الرشيعة اولئك املرشدين ومه العلامء واملشاخي من لالب العلوم اىل‬
‫الاحتاد قبل اي احد سوامه‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫تنبيه خاص‬
‫ان الصحفيني اذلين مه خطباء عا ّمون قد آوقعوا الامة يف مستنقع فاسد بقياسني فاسدين‪:‬‬
‫الاول‪ :‬يقبسون الولايت الاخرى عىل اس تاببول علامً ان الالفال اذلين ل يس تطيعون قراءة الالفباء اذا ل ّقنوا‬
‫الفلسفة فابه يكون تلقين ًا سطحي ًا‪.‬‬
‫الياين‪ :‬يقبسون اس تاببول عىل اورواب علامً ان الرجل اذا ما لبس ثوب امرآة يكون حمل هزء وخسرية ويتسفل‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬هذه املقاةل واليت تعقّبا تعدّ دعوة واحضة اىل الاحتاد الاسال ي والرجوع اىل الرشيعة وايمتسك ابهداب ادلين وببذ‬
‫اخلالفات همام اكبت صورها‪ ،‬ويه يف الوقت بفسه متهيد لالذهان لقبول "الاحتاد احملمدي"مبفهومه العام الشامل مجليع‬
‫املسلمني‪ ،‬واذلي ُاعلن عنه رمسي ًا يف ‪ /1‬ببسان ‪ 7222/‬مضن احتفال هميب يف جامع يلصوفيا‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#533‬‬

‫رد الاوهام‬
‫‪ 78‬مارت ‪ 7991‬رو ي‬
‫‪ 97‬مارت ‪ 7222‬ميالدي‬
‫سأرد هنا الاوهام الفاسدة التسعة اليت اس ندت اىل جامعة الاحتاد احملمدي‪:‬‬
‫الومه الاول‪:‬‬
‫ان لرح املسأةل ادلينية يف الاوساط ل يالمئ مثل هذا الظرف ادلقيق‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬حنن حنب ادلين وحنب ادلبيا آيض ًا لجل ادلين‪..‬و[ ل خةر يف ادلبيا بال دين]‪.‬‬
‫اثبي ًا‪ :‬ما دامت احلامكية للشعب يف املرشولية فالبد آن ييبت الشعب وجوده‪ .‬وشعبنا مسمل ومسمل فقط‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫فلبست هناك رابطة حقيقية وقوية غةر الاسالم بني العرب والرتك والكرد والاروانؤوط واجلركس والالز‪.‬‬
‫اإن اهام ًل لفيف ًا يف ادلين ادّى اىل ارساء قواعد لوائف امللوك وظهور اجلاهليات امليتة قبل ثالثة عرش قر ًان‬
‫وابلتايل اىل ظهور الـفنت والقـالقـل‪ .‬وقد ظهرت فع ًال وشاهـدانها‪.‬‬
‫الومه الياين‪:‬‬
‫ان ختصيص هذا العنوان ‪ -‬آي الاحتاد احملمدي ‪ -‬جيعل غةر املنتس بني اليه يف شك من آمرمه‪.‬‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫وقد قلت سابق ًا‪ :‬فاإما مل يُقرآ آو فُهم خطأً؛ ذلا آعطر اىل التكرار وهو‪ :‬عندما بقول "الاحتاد احملمدي" اذلي هو‬
‫احتاد الاسالم‪ ،‬فاملراد هو الاحتاد املوجود اليابت بني مجيع املؤمنني ابلقوة آو ابلفعل‪ .‬ولبس املراد جامعة يف‬
‫اس تاببول آو يف الاانعول اذ‬
‫‪#534‬‬

‫اإن قطرة من ما ٍء حتمل صفة املاء‪ ،‬فال احد خارج هذا الاحتاد‪ ،‬ول خيصص هذا العنوان بأحد‪ .‬وتعريفه احلقيقي‬
‫هو‪:‬‬
‫ان اساس هذا الاحتاد ميتد من الرشق اىل الغرب ومن اجلنوب اىل الشامل‪ ..‬ومركزه‪ :‬احل َرمان الرشيفان‪ ..‬وهجة‬
‫وحدته‪ :‬التوحيد الالهئي‪ ..‬عهده وقَ َسمه‪ :‬الاميان‪ ..‬بظامه ادلاخيل‪ :‬الس نة النبوية الرشيفة‪ ..‬قواببنه‪ :‬الوامر‬
‫انرش افتار تكل امجلاعة نرش ًا خادل ًا اىل‬
‫والنوايه الرشعية‪..‬مقر اجامتعاته‪ :‬مجيع املدارس واملساجد والزوااي‪ُ ..‬‬
‫البد‪ :‬مجيع الكتب الاسالمية ويف املقدمة القرآن الكرمي وتفاسةره (ورسائل النور احد تكل التفاسةر يف زمابنا‬
‫هذا) ومجيع الصحف ادلينية واجلرائد الزنهية اليت هتدف اىل اعالء لكمة هللا‪ ..‬ومنتس بوه‪ :‬مجيع املؤمنني‪..‬‬
‫رئبسه‪ :‬خفر العاملني صىل هللا عليه وسمل‪.‬‬
‫والن لنقف عند الصدد وهو‪ :‬تيقظ املؤمنني واقباهلم حنو الاسالم ولينكر ما للرآي العام من تأثةر‪ ..‬وهدف‬
‫الاحتاد وقصده‪ :‬اعالء لكمة هللا‪ ..‬ومسلكه‪ :‬اجلهاد الاكرب للنفس وارشاد الخرين‪ ..‬ومهة هذه الهيئة املباركة‬
‫مرصوفة بنس بة تسع وتسعني ابملئة اىل غةر الس ياسة من هتذيب الاخالق واس تقامة السلوك وما شاهبها من‬
‫الفضائل واملقاصد املرشوعة اذ ان امجلعيات املتوهجة اىل مثل هذه املقاصد اندرة‪ ،‬علامً آن امهيهتا جليةل‪ .‬وهناك‬
‫واحد ابملئة من املقاصد يتعلق ابلس ياسة وهو ارشاد الس ياس يني‪ ..‬س يوفهم‪ :‬الرباهني القالعة‪ ..‬مرشهبم‪ :‬احملبة‬
‫وامناء احملبة املندجمة يف بـذرة الاخوة املوجودة بني املـؤمنـني لتصبح جشرة لوّب مباركة‪.‬‬
‫الومه اخلامس ‪:7‬‬
‫رمبا ينفر الاجابب من هذا الاحتاد؟‬

‫‪406‬‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫ان َمن جيد يف بفسه هذا الاحامتل جاهل ل حماةل اذ ير ّد هذا الاحامتل ما يلقى من خطب وحمارضات حول‬
‫الاسالم وعظمته ‪ 9‬يف مراكزمه وعوامصهم‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬لعل سبب ابتقاهل اىل الومه اخلامس هو ان الومهني اليالث والرابع مندجمان مضن الومه الياين وهللا اعمل‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪ 2‬يشةر اىل خطب مسرت اكرليل وبسامرك وامثاهلام‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#535‬‬

‫مث ان اعداءان لبسوا الاجابب‪ .‬وامنا اذلي ارداان اىل هذا الوعع وحال بيننا وبني اعالء لكمة هللا هو خمالفتنا‬
‫للرشيعة الغراء بتيجة "هجلنا" هبا‪ ،‬و"الرضورة" اليت امثرت سوء الاخالق وسوء املعامالت و"الاختالف"‬
‫اذلي ابتج الاغراض الشخصية والنفاق فاحتادان جهوم عىل هذه اليالثة من الاعداء الظلمة‪.‬‬
‫آما هجل الاجابب ابلسالم يف القرون الوسطى‪ ،‬فالسالم مع اعطراره اىل معاداة اجلهل واهلمجية ا ّل آبه قد‬
‫حافظ عىل العداةل والاس تقامة معهم فمل يُ َر يف التارخي الاسال ي امثال حمامك التفتبش‪ .‬وملا قوي ساعد املدبيني‬
‫يف زمن التحرض هذا فقد زال عهنم ذكل التعصب اذلممي‪.‬‬
‫ان الظهور عىل املدبيني من منظور ادلين امنا هو ابلقناع ولبس ابلكراه‪ .‬وابظهار الاسالم حمبو ًاب وسامي ًا دلهيم‬
‫وذكل ابلمتيال امجليل لوامره واظهار الاخالق الفاعةل‪.‬‬
‫اما الاكراه والعداء‪ ،‬فهام تاه وحش ية اهلمجيني‪.‬‬
‫الومه السادس‪:‬‬
‫ان البعض يقول‪ :‬ان اختاذ احتاد السالم اتباع الس نة النبوية هدف ًا هل حيدد من احلرية وينايف الاخذ مبتطلبات‬
‫املدبية‪.‬‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫حر يف ذاته‪ .‬فاذلي هو عبد هلل رب العاملني ل ينبغي هل ان يتذلل للناس‪ ،‬مبعىن‪ :‬لكام رخس الاميان قويت‬
‫املؤمن ّ‬
‫احلرية‪.‬‬
‫آما احلرية املطلقة مفا يه ا ّل الوحش ية املطلقة بل هبميية‪ ،‬وحتديد احلرية رضوري من وهجة بظر الانسابية‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬ان قسامً من السفهاء واملهملني يريدون آن يظلوا اذلء آسارى النفس الامارة ابلسوء فال يروق هلم العبش‬
‫احلر‪.‬‬
‫احلاصل‪:‬‬

‫‪407‬‬
‫رس بيد النفس الامارة ابلسوء‪ ،‬آو هبميية آو وحش ية‪.‬‬
‫ان احلرية اخلارجة عن دائرة الرشع‪ ،‬امنا يه آستبداد آو آ ٌ‬
‫فليعمل جيد ًا هؤلء الزاندقة واملهملون لدلين اهنم‬
‫‪#536‬‬

‫ليس تطيعون ان حيببوا ابفسهم لي اجنيب اكن ميكل وجدا ًان‪ ،‬ابلحلاد والسفاهة‪ ،‬بل ل ميكهنم ان يتش ّبوا هبم‪.‬‬
‫لن السفيه واذلي ل يسةر عىل هدى ل يكون حمبو ًاب‪ ،‬فاليياب الـالئقـة ابإمـراة اذا ما لبسها الرجل يكون‬
‫موعع هـزء وخسرية‪.‬‬
‫الومه السابع‪:‬‬
‫ان مجعية آحتاد الاسالم امنا يه لشق الصف بني سائر امجلعيات الاسالمية و ِ ّ‬
‫تودل احلسد والنفرة ببهنا‪.‬‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫او ًل‪ :‬ان الامور الاخروية ل حسد فاها ول تنافر وتزامح فاميا مجعية حسدت وزامحت الاحتاد فكمنا تنافق‬
‫يف العبادة وترايئ فاها‪.‬‬
‫تشلكة بدافع حمبة ادلين وخدمته وذكل عىل وفق رشلني اثنني‪:‬‬ ‫اثبي ًا‪ :‬ابنا بتحد مع امجلاعات امل ّ‬
‫الرشط الاول‪ :‬احملافظة عىل النظام العام للبالد واحلرية الرشعية‪.‬‬
‫الرشط الياين‪ :‬انهتاج هنج احملبة‪ ،‬وعدم حماوةل اظهار مزااي لها اببتقاص امجلعيات الاخرى‪ ،‬بل الاوىل مراجعة‬
‫مفيت الامة وجامعة العلامء فامي اذا ظهر خطأ‪.‬‬
‫اثلي ًا‪ :‬ان امجلاعة اليت هتدف اىل اعالء لكمة هللا لن تكون وس يةل لي غرض همام اكن‪ ،‬واذا تش بثت ابلغراض‬
‫فال حيالفها التوفيق قطع ًا لبه بفاق‪ ،‬فشأن احلق عالٍ وسام ٍ ل يضحى به من اجل آي ش اكن‪ .‬كيف تكون‬
‫عنب؟ ان اذلي يريد ان يطف مشس احلقيقـة بـالنفـخ امنـا يد ّل عىل‬‫جنوم الرثاي متانس‪ ،‬آو كيف تؤلك كعناقيد ٍ‬
‫بالهتـه وجنوبـه‪.‬‬
‫آيهتا الصحف ادلينية!‬
‫ان قصدان وهدفنا هو احتاد امجلاعات ادلينية يف الهدف‪ .‬اذ كام ل ميكن الاحتاد يف املساكل واملشارب فال جيوز‬
‫ايض ًا‪ ،‬لن التقليد يشق لريقه ويؤدي اىل القول‪" :‬مايل وما ّ‬
‫عيل فليفكر غةري"‪.‬‬
‫الومه اليامن‪:‬‬
‫ان املنتس بني اىل الاحتاد ‪ً -‬‬
‫معىن وصورة ‪ -‬اكرثمه من العوام وقسم مهنم غةر معروفني وهذا مدعاة اىل حدوث‬
‫فنت واختالفات‪.‬‬
‫‪#537‬‬

‫‪408‬‬
‫اجلواب‪:‬‬
‫اإمنا ذكل لعدم السامح يف هذا الاحتاد ابلامتيز بني الناس سواء آاكبوا من اخلاصة آم من العامة‪ ،‬مث لن املرء يف‬
‫الاحتاد يدعو اىل اعالء لكمة هللا فلك ما يقوم به يياب عليه ثواب عبادة‪ ..‬ففي جامع العبادة يتساوى املكل‬
‫واملتسول فال امتياز‪ ،‬بل املساواة احلقة دس تور قامئ‪ .‬لن الكر َم عند هللا هو التقى‪ ،‬والتقى هو املتواعع‪،‬‬
‫بناء عىل هذا يترشف الشخص اببتسابه اىل هذه امجلاعة اخلالصة خلدمة ادلين وادلعوة اىل الخرة‪ ،‬وا ّل فال‬ ‫ف ً‬
‫يزيد الاحتاد رشف ًا‪ ،‬اذ القطرة ل تزيد البحر شبئ ًا‪ ..‬مث ان الانسان كام ل خيرج عن الاميان ابرتتاب كبةرة‪ ،‬فان‬
‫ابب التوبة ايض ًا مفتوح حىت تطلع الشمس من مغرهبا‪ .‬والبحر ل يتنجس بغرفة ماء‪ ،‬بل يطهّر اليد فاملنتسب‬
‫اىل هذا امليال املصغر لالحتاد الاسال ي يشرتط عليه اتباع الس نة النبوية واحياؤها وامتيال آوامرها واجتناب‬
‫بواهاها وعدم الاخالل بأمن البالد وبظاهما فاجملهول اذلي ابتسب اىل هذا الاحتاد ل يلوث قصد ًا هذه احلقيقة‬
‫ما اس تطاع اليه سبي ًال وحىت لو اكن املرء بفسه مذبب ًا فأميابه نزيه مقدّ س‪ .‬والرابطة امنا يه ابلميان لبس ا ّل‪.‬‬
‫فتشويه هذا العنوان املقدس حبجج واهية امثال هذه امنا ينجم عن اجلهل بعظمة الاسالم فض ًال عن اظهار‬
‫هذا املتحجج بفسه آبه امحق الناس‪.‬‬
‫حنن نر ّد بلك ما اوتبنا من قوة تشويه مسعة احتادان اذلي مييل (احتاد املسلمني)آو التعريض به مما هو دآب‬
‫امجلعيات ادلبيوية الاخرى وحنن عىل آمت اس تعداد للجابة عن آي اس تفسار واعرتاض اكن‪.‬‬
‫ان امجلاعة اليت ابضم اياها امنا يه هذا الاحتاد الاسال ي اذلي ّفصلنا القول فيه‪ .‬وا ّل فلبست يه تكل اليت‬
‫يتخيلها املعرتعون خبياهلم البالل‪.‬‬
‫ان افراد هذه الهيئة ادلينية مه مع ًا‪ ،‬سو ًاء آاكبوا يف الرشق آو الغرب آو اجلنوب آو الشامل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬ابت تذيّل مقالتك ومتضاها ابمس بديع الزمان وهذا يوم اىل املدح؟‬
‫اجلواب‪ :‬الك‪ ،‬لبس للمدح! وامنا اريد آن ُابني ‪ -‬هبذا الامضاء ‪ -‬تقصةري‪ .‬وتعلييل هو‪ :‬ان البديع يعين‬
‫"الغريب" فاخاليق غريبة مكظهري‪ ،‬واسلوب بياين غريب مكالبيس‪ ،‬لكها خمالفة للخرين‪.‬‬
‫‪#538‬‬

‫فاان آرجو بلسان حال هذا العنوان عدم جعل احملاكامت العقلية والاساليب املتداوةل والراجئة مقياس ًا حملاكاميت‬
‫العقلية وحمتاً لساليب بياين‪.‬‬
‫اصبحت مصداق ًا ملا قيل‪:‬‬‫ُ‬ ‫مث ان قصدي من البديع هو "العجيب" فلقد‬
‫يب يف ُع ُيون ال َع َجائب]‬‫َكين َجع ٌ‬ ‫لك َجعي َب ٍة‬
‫[ ّاىل ل َ َع ْمري قَ ْصدُ ُ ِ ّ‬
‫ومثاهل الواحض هو‪:‬‬

‫‪409‬‬
‫لقد جئت اىل اس تاببول منذ س نة ورآيت حوادث وابقالابت حتدث يف مئة س نة‪.‬‬
‫والسالم عىل من اتبع الهدى‪.‬‬
‫بقول بلسان مجيع املؤمنني وبعددمه‪ :‬فلتحيا الرشيعة المحدية‬
‫بديع الزمان‬
‫سعيد النوريس‬
‫* * *‬
‫‪7‬‬
‫آيخ رئبس التحرير!‬
‫عىل الادابء ان يتأدبوا‪ ،‬ويتحلوا ابلداب الاسالمية‪ ،‬فلينظم ما يف وجداهنم من شعور ديين بظا َم املطبوعات‪،‬‬
‫فلقد اظهر هذا الابقالب الاسال ي‪:‬‬
‫ان املهمين يف الوجدان امنا هو امحلية الاسالمية‪ .‬ولقد عرف ان الاحتاد الاسال ي شامل لهل الاميان واجلبش‬
‫اكفة‪ .‬فال آحد خارج عنه‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫* * *‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود رئبس جريدة »فولقان« ‪ -‬اي الرباكن ‪ -‬الس يد درويش وحديت اصهل من قربص اكن ينرش مقالت عنيفة عد‬
‫الاحتاد والرتيق مثةر ًا العوالف‪ ،‬فتان الاس تاذ النوريس يرتدد اليه يف ادارة اجلريدة وينّبه عىل هتوره‪ ،‬إا ّل آبه مل ينتفع‬
‫بنصاحئه فساقته عوالفه وهتوره اىل الاعدام‪ .‬املرتمج‬
‫‪#539‬‬

‫القطعة الاخةرة‬
‫من ذيل اذليل‬
‫هذه القطعة عبارة عن درسني القيا عىل الافواج الامثبية من اذلين قاموا‬
‫ابلعصيان يف حادثة ‪ 97‬مارت املشهورة وعىل اثرهام اقتنعوا ابلعودة اىل‬
‫الولء‪ .‬فهابت املصيبة من املئة اىل الواحد‪.‬‬
‫نُرش هذان ادلرسان يف اجلرائد ادلينية س نة ‪ 7991‬رو ي ‪7222 -‬م‪.‬‬
‫اىل جنودان الاشاوس‬
‫‪ 4‬ببسان ‪ 7991‬رو ي‬
‫‪410‬‬
‫اجلريدة ادلينية عدد‪721/‬‬
‫‪71‬ببسان ‪7222‬م‬
‫اهيا اجلنود املو ّحدون الابطال!‬
‫اهيا الابطال اذلين ابقذوا هذه الامة املظلومة والاسالم املقدس من الوقوع يف ورلتني عظميتني!‬
‫ان ّعزمك وهباءمك يف الابتظام والابضباط‪ .‬وقد اظهرمتوهام يف احكل الظروف واحرهجا واشدها اعطرا ًاب‪ .‬حفياتمك‬
‫وقوتمك امنا يه يف الطاعة‪ .‬اظهروا هذه الفضيةل املقدسة لصغر امرائمك‪ .‬فان شـرف ثـالثني مليو ًان من العامثبيني‬
‫وثالمثائة مليوبـ ًا من املسلمني اصبح منول ًا بطـاعتمك ابتـم‪.‬‬
‫‪#540‬‬

‫ان راية الاسالم والتوحيد الالهئي يف يد جشاعتمك وبطولتمك‪ .‬وان قوة آيديمك املباركة امنا يه يف الطاعة‪.‬‬
‫فضبالمك مه اكابئمك املشفقني وقد ثبت ابلقرآن واحلديث واحلمكة والتجربة‪ :‬ان لاعة المر يف احلق فرض‪ .‬فكام‬
‫تعلمون‪ ،‬ان ثالثـني مليوبـ ًا مل يمتكنوا ان يقوموا مبيل هذين الابـقـالبني خالل مائـة سنـة‪.‬‬
‫ولقد جعلت قوتمك اليت تنبعث من لاعتمك الامة الاسالمية يف شكران وتقدير وان ادامة هذا الرشف‬
‫واحلفاظ عليه امنا هو يف لاعتمك لضبالمك‪.‬‬
‫واان اعمل آنمك مل تتدخلوا يف الاعطراابت لئال تعلوا عبالمك مسؤولني ومه اكابئمك الرحامء بمك‪.‬‬
‫آما الن فلقد انهتئى المر‪ .‬فارمتوا يف احضان شفقة عبالمك ورمحهتم‪ .‬ان الرشيعة الغراء تأمران هكذا‪ .‬اإذ‬
‫الضباط مه اولو المر‪ .‬مفن هجة مصلحة الولن والامة ‪ -‬ول س امي يف النظام العسكري ‪ -‬الاعة اويل الامر‬
‫فرض‪ ،‬واحلفاظ عىل الرشيعة احملمدية امنا هو ابلطاعة‪.‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫* * *‬
‫‪#541‬‬

‫خطاب اىل اجلنود‬


‫‪ 1‬ببسان ‪ 7991‬رو ي‬
‫اجلريدة ادلينية عدد‪72 /‬‬
‫‪ 92‬ببسان ‪7222‬م‬
‫اي عساكر املوحدين! اين ابلغمك آوامر س يد العاملني صىل هللا عليه وسمل‪:‬‬
‫ان لاعة اويل المر مضن ادلائرة املرشوعة فرض‪ .‬فاولياء امورمك واساتذتمك عبالمك‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫ان اليكنات العسكرية اش به ما تكون مبعمل عظمي منتظم اذا اختل دولب من العمل يؤثر يف خراب املعمل‬
‫بأمكهل‪.‬‬
‫ان مصنعمك العسكري القوي املنظم بقطة استناد واعامتد ثالثني مليو ًان من العامثبيني وثالمثائة مليو ًان من‬
‫املسلمني وبقطة اس متدادمه‪.‬‬
‫ان قتلمك لستبدادين عظميني دون اراقة دم اكن امر ًا خارق ًا‪ .‬ولنمك قد اظهرمت معجزتني للرشيعة الغراء‪ .‬فقد‬
‫اظهرمت لضعفاء العقيدة قوة امحلية الاسالمية وقدس ية الرشيعة يف برهابني اثنني‪.‬‬
‫لوحض َي جبزء من الف‬ ‫ابلوف من الشهداء يف سبيل هذين الابقالبني لكنا بعدها عئيةل‪ ،‬ولكن ُ‬ ‫ولو كنا بضحي ٍ‬
‫جزء من لاعتمك فهو غال جد ًا‪ .‬لن تناقص لاعتمك يودل املوت‪ ،‬كتناقص احلرارة الغريزية والعقدة احلياتية‪.‬‬
‫ان اترخي العامل يشهد آن تدخل اجلنود يف الس ياسة قد ادّى اىل ارضار جس مية لدلوةل وللمة مع ًا‪.‬‬
‫‪#542‬‬

‫فالبد آن محيتمك الاسالمية س ترصفمك عن مثل هذه الارضار اليت تصبب حياة الاسالم اليت تكفلمت حبفظها‪.‬‬
‫ان اذلين يفكرون يف الس ياسة مه مبيابة قوتمك املفكرة من اولياء المور والضباط‪ .‬ان ما تظنوبه احيا ًان من رضر‬
‫يصبح خةر ًا‪ ،‬لبه يدفع رضر ًا آكرب يف الس ياسة‪ .‬فضبالمك حسب تارهبم يرون هذا الامر ويأمرونمك به‪ .‬فعليمك‬
‫الطاعة دون تردد‪ ،‬اذ ل جيوز الرتدد والتلكؤ‪.‬‬
‫ان الافعال غةر املرشوعة اخلاصة ل تنايف املهارة واحلذاقة يف الصنعة ول تعل الصنعة غةر مرغوب فاها‪.‬‬
‫فالطببب احلاذق مث ًال آو املهندس املاهر اذا ما ترصف ترصف ًا غةر مرشوع فال يؤدي ذكل اىل ترك الاس تفادة‬
‫مما دليه من لب آو هندسة‪ ،‬كذكل فن احلرب‪ ،‬فضبالمك اجملربون واملاهرون املنورون فكر ًا ابمحلية‬
‫بعض مهنم بأمر غةر مرشوع لجيوز ان يؤدي ذكل اىل عدم لاعهتم وعصياهنم لن فن‬ ‫الاسالمية‪ ،‬اذا قام ٌ‬
‫احلرب همارة هممة‪.‬‬
‫ان الرشيعة الغراء اليت يه قوام حياتمك قد ابتلعت امجلعيات اليت تشتت الافتار و ّتفرق الناس‪ .‬فهئي اكليد‬
‫البيضاء لس يدان موىس عليه السالم ارمغت السحرة عىل السجود‪.‬‬
‫ان اعاملمك اكبت عالج ًا لهذه احلراكت الابقالبية‪ .‬فاذا ما زادت قلي ًال ابقلبت سامً قات ًال وآدّت ابحلياة الاسالمية‬
‫اىل امراض جسام‪ .‬مث ان ما فينا من استبداد قد زال هبمتمك‪ ،‬ولكن حنن ل زلنا حتت الاستبداد املعنوي‬
‫لروراب يف مضامر الريق‪.‬‬
‫فالبد من الالزتام ابقىص درجات احلذر والسكينة والهدوء‪.‬‬
‫فلتحيا الرشيعة الغراء‪ ،‬فليعش اجلنود‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫سعيد النوريس‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫‪#543‬‬
‫‪%‬‬

‫اخلطوات الست‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#545‬‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫ببذة اترخيية‬
‫ببامن اكبت رىح احلرب دائرة يف معارك عارية وتس يل دماء الالوف من املسلمني رخيصة يف سبيل ادلفاع عن‬
‫مركز اخلالفة "اس تاببول"‪ ،‬بدآ احللفاء ول س امي الانلكزي بشن حرب بفس ية واشاعة افتار مضلةل متس عقيدة‬
‫ببث اعواهنم وجواسبسهم يف ارجاء اس تاببول يلقون بألسنهتم تكل الش ّبات املغرعة وينرشوهنا يف‬ ‫المة‪ ،‬فا ّ‬
‫اوساط العامة واخلاصة‪ ،‬مضن حرب هادفة حتطم الروح املعنوية للمسلمني‪.‬‬
‫رساين هذه الافتار املسمومة يف هذه احلرب املاكرة اليت اس تطاعت اس امتةل‬ ‫وملا شاهد الاس تاذ النوريس َ َ‬
‫قسم من العلامء اىل صف الانلكزي قام بتأليف هذه الرساةل "اخلطوات الست" مبين ًا فاها متايد الغزاة احملتلني‪،‬‬
‫داحض ًا ش ّباهتم ووساوسهم الش يطابية‪ُ ،‬مبعد ًا عن املسلمني مشاعر اليأس والقنوط‪.‬‬
‫ولبعت الرساةل رس ًا‪ ،‬ونرشت ويه ل حتمل امس املطبعة ول َس نَة الطبع‪ ،‬وقام حمبو الاس تاذ وتالميذه بنرشها‬
‫يف اوسع بطاق يف خفاء اتم‪.‬‬
‫ولنلق الن بظرة رسيعة عىل تكل الاحوال اليت واكبت تأليف الرساةل ونرشها ومدى تأثةرها‪:‬‬
‫"يف‪ 79‬ترشين الياين س نة ‪7272‬م دخلت مخس ومخسون سفينة حربية من اساليل احللفاء اس تاببول‪،‬‬
‫حسب هدبة "موبدروس"‪ .‬وصلت هذه السفن اىل البسفور آمام قرص "دوملة ابجغة" ووهجت مدافعها حنو‬
‫قرص اخلليفة "السلطان وحيدادلين" اذلي اصبح يف حمك السةر‪.‬‬
‫هكذا داست اقدام جنود اربع دول حمتةل‪ ،‬اس تاببول‪ .‬وخرجت القليات غةر املسلمة ترحب جبنود الاحتالل‬

‫‪413‬‬
‫وتصفق هلم‪ ،‬فاياهود والارمن بدآوا جيوبون‬
‫‪#546‬‬

‫يلوحون بقبعاهتم لهؤلء احملتلني وينرثون علاهم الورود‪ .‬اما الروم فقد اكبوا حيملون اعالم اليوانن‬ ‫الشوارع و ّ‬
‫الصغةرة وهيتفون‪ :‬زيتو ‪ .‬زيتو‪ .‬آي يعبش‪ .‬يعبش‪.‬‬
‫وبني مظاهر فرح اياهود والارمن والروم وهتافاهتم وتصفيقاهتم اإخرتق القائد الفرنيس اجلرنال فرانس دوبر‬
‫شارع "بك اوغلو" متوهج ًا اىل السفارة الفرنس ية ممتطي ًا جواد ًا ابيض‪ ،‬وملوح ًا بيديه لهؤلء املس تقبلني‪ ،‬مقدل ًا‬
‫يف ذكل الفاحتني العظامء يف التارخي‪ .‬بل مل يتورع من وطء ال َع َمل العامثين حبوافر جواده‪.‬‬
‫تمدت يف مأقاها ادلموع‪ ،‬ويطوون هذه‬ ‫آما املسلمون فقد اكبوا يشاهدون هذه املناظر بقلوب ُجرحت وعيون ْ‬
‫اللم يف اعامق قلوهبم‪.‬‬
‫ومل تكن اس تاببول يه املدينة الوحيدة اليت احتلهتا دول احللفاء‪ .‬بل مت احتالل مدن اخرى كيةرة‪ ،‬احتلها‬
‫رسح اجلبش العامثين من اخلدمة مبوجب تكل املعاهدة‬ ‫الارمن والايطاليون والانلكزي واليوانن والروس حيث ّ‬
‫املذكورة ومل يبق إا ّل الاانعول(وسط تركيا) سامل ًا من الاحتالل‪.‬‬
‫وهكذا امتلت شوارع هذه املدن جبنود ستارى يعربدون ويصخبون ويفسدون كيفام شاؤوا‪ .‬وخيمي عىل‬
‫الاحياء الاسالمية حزن صامت‪.‬‬
‫يف هذا اجلو القامت اكن الاس تاذ النوريس يشعر بأمل معيق‪ ،‬واكن اصدقاؤه حياولون الترسية عنه والتخفيف من‬
‫شدة آلمه‪ .‬وهو يقول هلم والىس يعرص قلبه‪:‬‬
‫"لقد حتملت آل ي الشخصية لكها‪ .‬ولكن آلم الامة الاسالمية حسقتين‪ ،‬ابين اشعر بأن الطعنات اليت وهجت‬
‫اىل العامل الاسال ي‪ ،‬اهنا توجه اىل قليب او ًل‪ .‬ولهذا تروبين مسحوق الفؤاد‪ .‬ولكين ارى بور ًا َس ُينْسبنا هذه‬
‫اللم ان شاء هللا"‪.‬‬
‫ومع ان اجلابب العسكري واملادي لدلوةل العامثبية قد اهندّ امام احللفاء‪ ،‬إا ّل ان احلرب النفس ية ما زالت دائرة‪،‬‬
‫فالنلكزي ما فتئوا يزاولون بث الافتار والش ّبات يك يكون النرص ساحق ًا واكم ًال وهنائي ًا من دون ان يكون‬
‫هناك احامتل للمقاومة‪ ،‬فيجب آن تسمل الضحي ُة رقبهتَ ا برعاها اىل جالدهيا دون تذمر) ‪.7‬‬
‫وما ان دخل القائد الانلكزيى اس تاببول حىت ُسلّمت هل رساةل "خطوات س تة" اليت هتامجهم بعنف وتفنّد‬
‫اابليلهم وتشد من عزامئ املسلمني‪ ..‬و ُعرض عليه نشاط "بديع الزمان" ادلائب يف فضح س ياسة احملتلني‬
‫وتأليب الناس علاهم‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬سعيد النوريس رجل القدر يف حياة آمة ‪ -‬تأليف اورخان محمد عيل ‪ -‬ابختصار‪.‬‬
‫‪414‬‬
‫‪#547‬‬
‫قرر القائد الانلكزيي اعدام الاس تاذ النوريس‪ ،‬ولكن عندما ُآعمل آن هذا القرار س يثةر غضب المة لكها ويزيد‬
‫ختىل عن قرار الاعدام‪ ،‬إا ّل ان سلطات الاحتالل‬ ‫خسطها‪ ،‬وس يدفعهم اىل القيام ابعامل عدائية همام لكفهم ذكل‪ّ ،‬‬
‫مل تفرت عن مالحقة الاس تاذ‪.‬‬
‫وملا مسع قواد حركة التحرير يف الاانعول بتأثةر هذه الرساةل يف اوساط العامة واخلاصة‪ ،‬وعن اعامل "بديع‬
‫الزمان" عد احملتلني يف اس تاببول َد َعوه اىل "ابقرة" مرتني تقدير ًا لعامهل البطولية وخدماته اجلليةل حنو الامة‬
‫والبالد‪ .‬إا ّل ان الاس تاذ النوريس آثر البقاء يف اس تاببول جيابه الاعداء مبارشة ورفض ادلعوة قائ ًال‪:‬‬
‫"ابين اريد ان اجاهد يف اكرث الاماكن خطر ًا‪ ،‬ولبس من وراء اخلنادق‪ ،‬وارى ان متاين هذا اخطر من‬
‫الاانعول"‪.‬‬
‫كتب الاس تاذ النوريس هذه الرساةل ابلرتكية‪ ،‬ولبعت من دون الاشارة اىل امس املطبعة وس نة الطبع كام‬
‫ذكران‪ ،‬مث ّعرهبا بنفسه ولبعها يف مطبعة اوقاف اسالمية ابس تاببول س نة ‪7996‬هـ ‪ 7998 -‬رو ي‪ ،‬يف كتبب‬
‫يضم "اخلطبة الشامية" و "س نوحات"‪ .‬وقام لالب النور ابعادة لبعها س نة ‪ 7218‬يف مطبعة النور اببقرة‪.‬‬
‫والطبعتان مليئتان ابخطاء امالئية ومطبعية‪.‬‬
‫النصني الرتيك والعريب ووجدت آن عبارات النص الرتيك اوحض من النص العريب وفيه زايدات لفيفة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫قابلت ّ‬
‫مبىن‪.‬‬ ‫فاس تخلصت مهنام هذا النص اذلي يس توعب النص الرتيك ً‬
‫معىن‪ ،‬ويتاد يطابق النص العريب ً‬
‫وهللا نسأل آن يوفقنا اىل حسن القصد وحصة الفهم وصواب القول وسداد العمل‪ ،‬وص ّل ال ّل ًّمه عىل س يدان‬
‫محمّد وعىل آ ِهل وحصبه وسمل آمجعني‪.‬‬
‫اإحسان قامس الصاحلي‬
‫‪#549‬‬

‫اخلطوات الست‬
‫تأليف‬
‫بديع الزمان سعيد النورىس‬
‫ترمجة وحتقيق‬
‫اإحسان قامس الصاحلى‬
‫‪#551‬‬

‫آعوذ ابهلل من الش يطان الرجمي‬

‫‪415‬‬
‫(ول تتبعوا خطوات الش يطان) (البقرة‪)768 :‬‬
‫اعمل! ان للك زمان ش يطا ًان انس ي ًا‪ ،‬هو وكيل الش يطان وقد لبس صور َة ا ٍ‬
‫نسان فر ٍد آو روح جامعة‪ .‬وعزازيل‬
‫‪ 7‬زمابنا هو الروح الغدّ ار اذلي نرش الفساد يف جوابب العامل بس ياس ته الفتابة‪ ،‬فيفسد العامل الاسال ي‬
‫"خبطوات ست" اذ يتحرى يف الاانيس ويف امجلاعات املناب َع اخلببثة‪ ،‬فبس تعملها لغراعه‪ ،‬ويتومس يف الطبائع‬
‫املعادن املرضة فبس تخرهجا ويس تخدهما ملصاحله بوساوسه الفعلية آي بدعاايته واشاعاته‪ .‬ويتفطن يف النفوس‬ ‫َ‬
‫حرص‬‫بعض‪َ :‬‬ ‫فيحركها ملفاسده‪ ،‬فبس تعمل من ٍ‬ ‫اىل الاعصاب الضعيفة والعروق الواهية اليت لتقاوم‪ّ ،‬‬
‫بعض‪ :‬امحلق‪ ..‬ومن‬ ‫حس الطمع‪ ..‬ويس تغل من ٍ‬ ‫بعض‪ّ :‬‬ ‫حرص اجلاه‪ ..‬وهييج من ٍ‬ ‫بعض َ‬ ‫الابتقام ‪..‬وحيرك من ٍ‬
‫بعض التعصب‪ ،‬فيتخذ لك ذكل وسالة لإبفاذ‬ ‫بعض الاحلاد‪ ..‬وهكذا‪ ،‬ومن العجيب ابه يس تغل من ٍ‬ ‫ٍ‬
‫س ياس ته‪.‬‬
‫اخلطوة الاوىل‬
‫ابه يوسوس ابذلات‪ ،‬آو ابلوس يةل‪ ،‬فيقول رصاح ًة او جيعل غةره يردد ما يقوهل‪:‬‬
‫آبمت تعرتفون آنمك مس تحقون لهذه املصيبة‪ ،‬فالقدر الالهئي يعدل ول يظمل‪ً ،‬‬
‫اذن فارعوا مبا اعاملمك به ‪ ،‬لين‬
‫وس يةل ملا اس تحققمت‪.‬‬
‫نر ّد هذه الوسوسة والش ّبة‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫ان القدر الإلهئي يصيبنا مبصيبة بسبب عصيابنا لوامر هللا‪ .‬فالرىض مبا قدر هللا هو عني التوبة عن سبب‬
‫املصيبة‪ ،‬وهو اذلبوب‪ .‬ولكنك اهيا الواسط امللعون تظلمنا لكوبنا مسلمني‪ ،‬وتصيبنا بظلمك لسالمنا‪ ،‬ل‬
‫ذلبوبنا ومعاصينا‪ ،‬فالرىض مبا تعمل‪ ،‬والاعتك لوع ًا امنا هو بدامة عن الاسالم واعراض عنه والعياذ ابهلل‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬عزازيل‪ :‬امس للش يطان ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#552‬‬

‫بعم ان الش الواحد يكون ذا هجتني؛ فهو مصيبة من هجة القدر‪ ،‬فتكون عداةل‪ ،‬لرتتّبا عىل السبب البالن‬
‫من ذبوب ورشور فيزنلها القدرالالهئي زجر ًا عهنام‪ .‬فالرىض هبذه املصيبة ‪ -‬من هذه اجلهة ‪ -‬متضمن للندم من‬
‫اذلبوب‪.‬‬
‫واليشء بفسه جييء من هجة البرش يف الوقت بفسه‪ ،‬فيظمل البرش‪ ،‬لن السبب عنده لبس كوبنا مذببني‪ ،‬بل‬
‫كوبنا مسلمني‪ .‬فالرىض به من هذه اجلهة اعظم اجلناايت‪.‬‬
‫اخلطوة اليابية‬

‫‪416‬‬
‫يوسوس ابذلات آو ابلوسالة ‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ابنمك قد اتفقمت مع من هو مثيل يف الكفر ‪ ، 7‬فَ ِمل تتجنبون من املصافاة معي وموالايت؟‬
‫بقول رد ًا عىل هذه الش ّبة‪:‬‬
‫حنن بق ّبِل يد املعاوبة‪ ،‬ول ب َ ْقبل يد املعاداة فهام شبئان متغايران‪ ،‬لن لك صفة من صفات التافر لبست بتافرة‬
‫آو انش ئة من كفره‪ ،‬ذلا ل مشاحة يف مصاحفة يد التافر اذلي مدها ملعاوبة الاسالم‪ ،‬وذكل دلفع عدو الاسالم‬
‫املعتدى العريق ‪ .‬بل قبولها امنا هو خدمة لالسالم‪ .‬آما آبت اهيا التافر امللعون فمتدّ يد اخلصومة اليت ل هتدآ‪،‬‬
‫وتريد منـا تقبيلهـا مع الاستسالم‪ .‬وحنن بعلـم آن مسها ‪ -‬فضال عن تقبيلها ‪ -‬جناية عىل الاسالم وعداء هل‪.‬‬
‫اخلطوة اليالية‬
‫يوسوس ابذلات آوابلوسالة فيقول‪:‬‬
‫آن من ساسومك اىل الان افسدوا واس هتابوا حبقمك وشوشوا عليمك الادارة وظلمومك‪ ،‬اذ ًا فلس مت اه ًال لالدارة ‪،‬‬
‫فاختذوين وص ّي ًاعليمك وارعوا حبمكي واداريت شؤونمك‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود‪ :‬الاملان اذلين اكبوا حلفاء ادلوةل العامثبية‪ .‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#553‬‬

‫نرد هذه الش ّبة فنقول‪:‬‬


‫اهيا املوسوس اخلناس ! ان السبب الاصيل للسبئات اليت ارتكّبا رؤساء اموران ما هو الا ابت‪ ،‬لبك قد‬
‫عيقت علاهم ادلبيا‪ ،‬وقطعت يف لك فرصة جماري حياهتم‪ ،‬وبيثت ببهنم اولدك غةر الرشعيني‪ ،‬واجربهتم عىل‬
‫ترك ادلين لدلينا اذ تنكحهم مدبية ل تأخد همرها الا من ديهنم ول تعني حاكامً الا وقد آ َ‬
‫خذت منه دينه رشوة‬
‫لقاء منصبه‪.‬‬
‫ومع ذكل فلو حمكناك فينا بد ًل مهنم‪ ،‬بصةر مكن تنجس ثوبه مباء جنس فيغسهل ببول اخلزنير‪.‬‬
‫ابك ل تُبقى لنا الا حياة حيوابية مؤقتة‪ ،‬وتقتل فينا حياتنا الانسابية والاسالمية‪.‬‬
‫آما حنن فنحيا ‪ -‬عىل رمغك ‪ -‬حبياة الاسالم ورشف الانسابية‪.‬‬
‫اخلطوة الرابعة‬
‫يوسوس ابذلات آوابلوسالة ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫بأن اذلين خيامصوبين من اولياء امورمك يف الاانعول ‪ ،7‬ببهتم فاسدة ومقصدمه لبس مقاصدمك الاسالمية عيهنا‪.‬‬
‫نرد هذه الوسوسة فنقول ‪:‬‬
‫‪417‬‬
‫اهنم وسائل‪ ،‬وتأثةر النيات يف الوسائل قليل‪ ،‬اذ ل تغةر حقيقة القصد‪ .‬لن املقصود يرتتب عىل وجود الوس يةل‬
‫ولبس عىل ما فاها من بية‪.‬‬
‫مفي ًال‪ :‬اين احفر ارع ًا لس تخراج املاء آو للعيور عىل كزن‪ ،‬وجاء احدمه وعاوبين يف احلفر بنية سرت بفسه يف‬
‫احلفرة آو بدفن ش فاها‪ ،‬فنيت ُه هذه ل تؤثر يف وجدان املاء ول الكزن‪ ،‬لن خروج املاء يتوقف عىل فعل احلفر‬
‫ولبس عىل بية احلافر وقلبه‪.‬‬
‫بعم! ان قصد ايخمامصني كل وهدفهم هو توجيه املسلمني شطر الكعبة ل اىل الغرب‪ ،‬واحلفاظ عىل متابة القرآن‬
‫الرفيعة ذكل الكتاب المر ابعالء لكمة هللا ابلعزة الاسالمية‪ .‬فهم يقميون خصومة اورواب مقام حمبهتا اليت يه‬
‫اساس لك مشالكنا وسوء اخالقنا‪ .‬فكيفام تكن ببهتم ل تغةر حقيقة هذه املقاصد اليابتة‪.‬‬
‫‪---‬‬
‫‪ 1‬املقصود‪ :‬قواد حركة التحرير اذلين بدآوا جبمع الشعب وتنظميهم لجل دفع املس تعمرين عن البالد ‪ -‬املرتمج‪.‬‬
‫‪#554‬‬

‫اخلطوة اخلامسة‬
‫يقول بنفسه آو بوسائهل ‪:‬‬
‫ان الإمام ‪ -‬آي اخلليفة ‪ -‬يؤيد س ياستنا ومييل اىل الود معنا‪ ،‬وامره مطاع!‬
‫فرند هذه الش ّبة‪:‬‬
‫ان ميل الشخص بفسه وامره اخلاص وفكره اذلايت‪ ،‬مغاير متام ًا للميل احلاصل من الشخصية املعنوية لمر آمني‬
‫الامة املتقدل امابة الامامة واخلالفة فهذه الارادة تنبثق من عقل وتستند اىل قوة وتتوجه اىل مصلحة العامل‬
‫الاسال ي‪.‬‬
‫آما عقهل فهو شورى المة‪ ،‬ولبس ش ّبتك ووسوس تك! وقوته هو جبشه املسلح وامته احلرة‪ ،‬ولبس سالحك‬
‫وحرابك‪ .‬واملصلحة امنا تتوجه من احمليط الاسال ي اىل املركز‪ ،‬فرتحج الفائدة العظمى لالسالم واملسلمني عىل‬
‫املصاحل الشخصية‪ .‬والا لو ابعكس الامر ورحجت ‪ -‬عند التعارض ‪ -‬مصلحة القرّب عىل املصلحة العظمى‪،‬‬
‫كرتجيح رسير السلطنة عىل اس تاببول ويه عىل الاانعول وهو عىل ادلوةل ُوحضي ابلعامل الاسال ي لجل‬
‫ادلوةل فهذا الرتحج ليطاع‪ .‬وهو امر غةر وارد اصال‪ .‬فالسلطان املتدين‪ ،‬وحيد ادلين لو اصبح آجفر انسان‪،‬‬
‫فال ميكنه ان يقوم هبذا المر ابرادته لسبب واحد هو آبه حيمل امس اخلليفة ‪ ،‬فان قام به فال يقوم الا مكره ًا‪.‬‬
‫فطاعته عند ذاك برتك لاعته‪.‬‬
‫اخلطوة السادسة‬

‫‪418‬‬
‫ابه يوسوس فيقول ‪:‬‬
‫بأن مقاومتمك ل فائدة فاها ول جدوى مهنا‪ ،‬انمك تلقون ابفسمك ابيديمك اىل ايهتلكة‪ ،‬اذ كيف تقتدرون وحدمك عىل‬
‫مامل تقتدروا عليه مع حلفائمك؟‬
‫فرند هذه الش ّبة‪:‬‬
‫ان قوتك العظمية ايخمامصة لنا‪ ،‬امنا تامتسك متخاذةل عىل َ‬
‫رجيل احلي َةل والافساد‪ ،‬فال بيأس إلس باب ثالثة‪:‬‬
‫‪#555‬‬

‫الاول‪ :‬ان احليةل والافساد امنا تؤثران اذا اس ترتات حتت جحاب اخلفاء والغفةل‪ ،‬فاذا ما تظاهرات آفلس تا‪،‬‬
‫صةر كذبك وهذايبك وافسادك احضوكة‪ ،‬وشبئ ًا عقاميً ل يؤثر يف‬ ‫وابطفأت قوهتام‪ ..‬وها قد متزق احلجاب متزق ًا ّ‬
‫يشء‪.‬‬
‫الياين‪ :‬ان قوتك املأفوبة املنخورة ايخمامصة لنا لبست بال اعداء اذ تقابلها اعداء ل يقبلون الئتالف معك ابد ًا‪،‬‬
‫مما يق ي علاها وجيعل تسعني ابملئة مهنا معطةل ل بفع فاها‪ .‬اما بقية قوتك فال ميكهنا ان تدمي ‪ -‬كام ادامت يف‬
‫املايض ‪ -‬استبدادات قامتة تمث عىل عامل الاسالم وتسكته ب ّمك الافواه وتأرسه حىت ترتكه دون حراك‪ ،‬ذكل‬
‫العامل اليقظ اذلي تشرتك اجزاؤه يف ادلاء وادلواء‪.‬‬
‫فهذا احامتل بعيد جد ًا‪ ،‬ان اعتقدته فابك اذ ًا احط من ادلابة وامحق من امحلار مع ابك ش يطان خبيث‪.‬‬
‫اليالث‪ :‬ان اكن لبد من الهالك بيدك فاملوت بعزة حياة لنا واحلياة بذلٍ يه املوت بعينه‪ .‬واملوت عىل بوعني‬
‫وصورتني‪:‬‬
‫احدهام‪ :‬التسلمي والتذلل حتت اقدامك‪ ،‬حفيهنا نكون قاتلني لروحنا ووجدابنا بأيدينا‪ .‬مث يقتل اخلصم جسدان‬
‫كبه قصاص لقتلنا الروح والوجدان‪.‬‬
‫والنوع الياين‪ :‬ان حيافظ املرء عىل وجدابه ويقاوم خصمه‪ ،‬ويبصق يف وهجه ويزنل صفعته عىل عينه‪ ،‬فيحيا‬
‫الروح والوجدان‪ ،‬ويستشهد اجلسد‪ ،‬وتتزنه الفضيةل عن الرذيةل والعقيدة عن الاس تخفاف وعزة الاسالم‬
‫عن الاس هتزاء‪.‬‬
‫وحاصل الالكم‪:‬‬
‫ان حمبة الاسالم توجب عداءمك وخصومتمك‪ ،‬اذ كيف يصاحل جربائيل (عليه السالم) عزازيل!‬
‫ان آشد العقول بالهة عق ٌل يرى امتان التوفيق والتالؤم بني الامع (الانلكزي) ومنافعهم وبني عزة الاسالم‬
‫ومصلحته‪.‬‬
‫قلب يظن اإمتان احلياة حتت حاميهتم اذ يعلقون حياتنا برشط حمال يف حمال‪ ،‬اذ‬
‫وان اكرث القلوب حامقة ٌ‬

‫‪419‬‬
‫يقولون‪ :‬احيوا حيا ًة ولكن برشط ا ّل تُرى يف فرد منمك خيابة وإا ّل بد ّمر عليمك ادلاير ومنحي املهتم والربئ مع ًا‪.‬‬
‫‪#556‬‬

‫فلو حتدى ظلمهم صادق لوجه احلق‪ ،‬والتجأ اىل جامع اايصوفيا‪ ،‬فال يتحرجون من هدم ذكل البناء الشامخ‬
‫اذلي ل يقدّ ر بمثن‪ .‬واذا ما وجد يف قرية من يقاوهمم فال يرون بأس ًا من اإابدة القرية اكمةل بشبّبا وش باهبا اذ‬
‫يرون ان هلم صالحية افناء جامعة برمهتا اذا اكن فاها من يرضمه‪ .‬فتب ًا ملدبي ٍة خويهتم هذه الصالحية‪.‬‬
‫قلب َمن يتذلذ بغرز خنجر الظمل فيه؟‬ ‫قلب مع ِ‬‫اذ ًا آفميكن ان يتفق ٌ‬
‫نسان مريض مقيد‪،‬‬ ‫آفميكن ان ل يوجد مشاغب يف مدينة آو قرية آو جامعة؟ فكيف ميكن اذ ًا ادامة حياة ا ٍ‬
‫ُسلب منه عصاه‪ ،‬وسلط عليه لكبان ذوا خمالب وابياب‪ :‬ان (الانلكزي) اكلش يطان الرجمي ييةر احاسبس‬
‫الانسان اخلببثة ويشجع الاخالق الرذيةل يف حني يطف جذوة املشاعر النبيةل‪.‬‬
‫وان ما يظهره هذا العدو من حقد دفني ل يسكن لبس هو بتيجة احلرب احلالية لن اهنزامنا اكن اكفي ًا لتسكينه‬
‫كام سكن دلى الخرين!‪..‬‬
‫قبح الكفار وش ناعهتم ‪ -‬بعد‬ ‫فيا اهيا املسلمون‪ ،‬آفبعد لك هذه الاحوال تنخدعون؟ آفبعد ما رآيمت من ٍ‬
‫قرب َ‬
‫ما اكن يُرى مجي ًال من بعيد ‪ -‬تس تحس نون ما اس تقبحه الرشع والعقل ومصلحة الاسالم‪.‬‬
‫اس تعيذوا ابهلل من مهزات الش يطان‪ ،‬والتجئوا اليه مترضعني اندمني وتوسلوا برمحة الرمحن الرحمي‪.‬‬
‫***‬

‫‪420‬‬

You might also like