You are on page 1of 4

‫" دعاء الوسوسة في الصالة وفي القراءة " أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم واتفل على يسارك )‪(225‬‬

‫ع ‪ +‬ع ‪ 14:01 -‬تحميل‬ ‫أضف المادة لقائمة المدارسة‬


‫‪-14:48‬‬

‫‪0 ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تاريخ النشر‪ / ٢٤ :‬ذو الحجة ‪١٤٣٥ /‬‬ ‫مرات اإلستماع‪1743 :‬‬ ‫التحميل‪1754 :‬‬

‫‪.‬الحمد هلل‪ ،‬والَّصالة والَّسالم على رسول هللا‬

‫‪.‬أما بعد‪ :‬فهذا باب (دعاء الوسوسة في الَّصالة والقراءة)‬

‫عرفنا المراد بالوسوسة‪ ،‬وكان األليُق أن يكون هذا الباُب تابًعا للباب األربعين‪ ،‬وهو (ُد عاء َم ن أصابته وسوسٌة في اإليمان)‪ ،‬وأن تكون األبواُب المتعلقة‬

‫‪.‬بالوسوسة ُمتتابعًة ‪ ،‬كما سيأتي في الباب الخامس واألربعين‪ ،‬وهو (دعاء طرد الَّش يطان ووساوسه)‪ ،‬فهذه لو كانت ُمتتابعًة لكان هذا أليق‬

‫أَّن ه أتى النبي ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إَّن الشيطان قد ‪ :‬على كل حاٍل ‪ ،‬ذكر هنا حديًث ا واحًد ا‪ ،‬وهو ما جاء عن عثمان بن أبي العاص‬

‫حال بيني وبين صالتي وقراءتي‪َ ،‬ي ْلِبُسها علَّي ‪ .‬وضبطه بعُضهم بالَّت شديد‪ُ" :‬يَلِّبُسها علَّي "‪ ،‬فهذا يدّل على الَّت كثير‪ ،‬فقال رسوُل هللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله‬

‫وسلم‪ :-‬ذاك شيطاٌن ُيقال له‪ :‬خنزب‪ ،‬وُض ِبَط بغير هذا كما سيأتي ‪-‬إن شاء هللا‪ :-‬فإذا أحسسَت ه فتعّو ذ باهلل منه‪ ،‬واتُفل‪ ،‬وُيقال أيًضا بالكسر‪ ‬على يسارك ثالًث ا‪،‬‬

‫‪.‬قال‪ :‬ففعلُت ذلك‪ ،‬فأذهبه ُهللا عني‬

‫[‪]1‬‬
‫‪.‬هذا الحديث أخرجه اإلماُم مسلم ‪-‬رحمه هللا‪ -‬في "صحيحه"‬

‫قوله‪" :‬إَّن الشيطان قد حال بيني وبين صالتي وقراءتي َي ْلِبُسها علَّي " أو "ُيَلِّبُسها علَّي "‪ ،‬فـ"حال بيني وبين صالتي" يحتمل أن يكون حال بيني وبين الُّد خول‬

‫فيها ابتداًء‪ ،‬كما يحصل لبعض الناس؛ ُيريد أن ُيكّبر‪ ،‬ثم بعد ذلك يحصل عنده وسواس؛ فُيوهمه الشيطاُن أَّن ه لم ُيكبر تكبيرَة اإلحرام‪ ،‬ثم ُيعيد ثانيًة وثالثًة‬

‫‪.‬ورابعًة ‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وال يدخل في الصالة‬

‫أو أَّن ه قصد بذلك أَّن ه حال بيني وبين الُّش روع في القراءة؛ ألَّن ه قال‪" :‬حال بيني وبين صالتي وقراءتي"‪ ،‬فُيريد أن يقرأ فال يستطيع‪ ،‬فبعضهم ُيردد الفاتحة‪،‬‬

‫‪.‬ويتوهم أَّن ه لم يقرأ‪ ،‬وُيعيد مراًر ا‬

‫ويحتمل أَّن ه قصد بذلك أَّن ه يحول بينه وبين صالته وقراءته‪ ،‬فال يعقل شيًئ ا منها‪ ،‬كما يحصل ألكثر الناس؛ ُيصلي ولكن ال يتذّك ر أعماَله وأشغاله وما نسيه منها‬

‫‪.‬إال إذا شرع في الَّصالة؛ فيبدأ ُيذِّك ره بكذا وكذا‪ ،‬فيحول بينه وبين القراءة؛ فال يعرف ما قرأ‬

‫وإذا نظرنا اآلن وسألنا أنفسنا عَّما قرأه اإلماُم في الركعة األولى‪ ،‬وما قرأه في الركعة الثانية‪ ،‬ربما أننا ال نعرف الجواب‪ ،‬والَّسبب أَّن الشيطان يحول بين العبد‬

‫في قراءته هو‪ ،‬يلبس عليه الشيطاُن ‪ ،‬فلربما قرأ السورَة في الركعة األولى‪ ،‬وقرأها في الركعة الثانية نسياًن ا‪ ،‬ال قصًد ا‪ ،‬يعني‪ :‬يجري ذلك على لسانه من غير‬
‫‪.‬إرادٍة‪ ،‬وال ينتبه لذلك‪ ،‬وقد يكتشف هذا بآخر القراءة‬

‫ِإاَّل ِإَذ ا َت َم َّن ى َأْلَقى الَّش ْي َط اُن ِفي ُأْم ِنَّيِتِه‪[ ‬الحج‪ ،]52:‬فّسره جمٌع من أهل العلم من‪ : ‬وهكذا يلبس عليه في قراءته في الَّصالة‪ ،‬وفي خارج الَّصالة‪ ،‬كما قال هللا‬

‫المفّسرين وغيرهم‪ ،‬أي‪ :‬في قراءته‪ .‬هذا أحد األقوال المشهورة في اآلية‪ ،‬فيقع الخطأ والَّلبس؛ ولذلك قد يقرأ اإلماُم السورَة التي ال ُيخطئ فيها أحٌد من قصار‬
‫‪14:01‬‬ ‫‪-14:48‬‬

‫الُّسور‪ ،‬وُيخطئ‪ ،‬مع أَّن ه قد يقرأ هذه السورة وال يحتاج إلى تأمٍل وتبصٍر وإعمال ذهٍن ‪ ،‬تجري على لسانه؛ ألنها أصبحت من األشياء التي ال تحتاج إلى جمٍع‬

‫للقلب أو الِّذ هن عند قراءتها‪ ،‬ليس من جهة الَّت دبر‪ ،‬وإنما من جهة جريان ذلك على الِّلسان؛ لقوة حفظه لها‪ ،‬مثل‪ :‬الفاتحة‪ ،‬قد ُيخطئ في الفاتحة‪ ،‬وقد ُيخطئ في‬

‫‪.‬المعوذات‪ ،‬وقد يكون من كبار الُقَّر اء‬

‫ولعلنا ‪-‬إن شاء هللا تعالى‪ -‬إذا يَّسر هللا ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬نذكر بعض الجوانب في هذا إذا انتهينا من هذا ‪-‬إن شاء هللا‪ ،-‬وهو شيٌء من الَّلطائف في الَّت فسير وفي‬

‫‪.‬غيره‪ ،‬فأذكر نماذج نحتاج إليها في الحياة‪ ،‬وهي مبثوثة في كتب التاريخ‪ ،‬وفي غيرها‬

‫فتجد هذا من كبار األئمة الُقَّر اء الجبال يقرأ سورًة من قصار السور في الَّصالة‪ ،‬ثم ُيخطئ فيها‪ ،‬فلربما تعَّج ب‪ ،‬أو ربما َي ْش َم ت به بعُض َم ن حضر‪ ،‬فذاك أخطأ‬

‫مثًال في سورة‪ُ :‬قْل ُه َو ُهَّللا َأَح ٌد ‪[ ‬اإلخالص]‪ ،‬والثاني ُيخطئ في الفاتحة‪ ،‬وهو نفسه الذي لربما تعّج ب منه‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬فُيصِّلي في اليوم الثاني بين يدي‬

‫‪.‬الخليفة‪ ،‬وقد حضروا جميًعا مجلسه‪ ،‬فُيخطئ الثاني في الفاتحة‪ ،‬وهم أئّمة جبال‪ ،‬أمثال‪ :‬الكسائي‬

‫فعلى كل حاٍل ‪ ،‬الشيطان يلبس على المؤمن في الَّصالة‪ ،‬ويلبس عليه في قراءته في الَّصالة‪ ،‬وفي خارج الَّصالة‪ ،‬وُيذكره أموًر ا تشغله عن هذه القراءة‪ ،‬وتجد‬

‫اإلنسان لربما يقرأ حزَب ه من القرآن‪ ،‬ثم بعد ذلك لو قام أو التفت إلى شيٍء آخر‪ ،‬ثم أغلق المصحف‪ ،‬فأراد أن يرجع لربما يشّك في األجزاء‪ :‬هل هو في هذا‬

‫‪.‬الجزء‪ ،‬أو في الذي قبله‪ ،‬وكان يقرأ فيه؟ والَّسبب أَّن قلَب ه كان مشغوًال وُمنصرًفا عن ذلك كِّله‬

‫فهنا قال‪" :‬يلبسها علَّي " يلبس علَّي الَّصالة والقراءة‪ ،‬ومن ذلك أَّن ه ُيصلي وما يدري ما صَّلى‪ :‬ثالًث ا‪ ،‬أم أربًعا‪ُ ،‬يذِّك ره بكذا‪ ،‬وُيذِّك ره بكذا‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬فهو يلبس‬

‫‪.‬عليه هذه الَّصالة والقراءة‪ ،‬بمعنى أَّن ه يخلط عليه أمره‪ ،‬وُيشككه في قراءته وصالته‬

‫فقال النبي ﷺ‪ :‬ذاك شيطاٌن ‪ ‬يعني‪ :‬شيطان ُمعين‪ُ ،‬يقال له‪َ :‬خ نَز ب‪ ،‬هكذا بفتح الخاء‪َ :‬خ نَز ب‪ ‬عند جمٍع من أهل العلم‪ ،‬وضبطه بعُضهم بالكسر‪ِ :‬خنزب‪،‬‬

‫‪.‬وضبطه بعُضهم أيًضا بكسر الزاي‪ِ :‬خنِز ب‪ ‬بكسر أَّو له وثالثه‪ ،‬وبعضهم ضبطه بضِّم الخاء وفتح الزاي‪ُ :‬خ نَز ب‪ ،‬كل هذا ُض ِبَط به‬

‫‪.‬وذكر الحافُظ ابن حجر‪ :‬أَّن ه يصّح فتح الخاء‪ ،‬مع ضِّم الزاي[‪َ :]2‬خ نُز ب‪ ،‬فهذه ‪-‬على كل حاٍل ‪ -‬ألفاظه التي ُضبط فيها‬

‫‪.‬ومعناه في اللغة‪ :‬الجريء على الفجور‪ ،‬هذا اسم شيطاٍن ‪َ ،‬م ن كان يسأل عن أسماء الشياطين فهذا خنزب‪ ،‬وهو الَّش يطان الذي يحول بين المرء وبين صالته‬

‫قال‪ :‬فإذا أحسسَت ه‪ ‬يعني‪ :‬أدركَت ه‪ ،‬أو وجدَت أثَر ذلك في صالتك‪ ،‬فتعّو ذ باهلل منه‪ ،‬فإَّن ه ال خالَص من وسوسته إال بحول هللا ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬كما سبق‪ ،‬فال‬

‫‪.‬طريَق إلى الَّت خلص إال االستعاذة‬

‫واتُفل على يسارك‪ ‬يعني‪ :‬ثالًث ا‪ ،‬فأمره بقوٍل وفعٍل ‪ :‬يستعيذ باهلل‪ ،‬ويتفل على يساره‪ ،‬وإنما كان الَّت فل على اليسار ‪-‬وهللا أعلم‪ -‬باعتبار أَّن اليساَر يكون لألمور‬

‫‪.‬المذمومة‪ ،‬فيتفل على يساره‪ ،‬وكما سبق أيًضا فيما يَّت صل بالرؤية الَّسيئة التي يراها الَّن ائُم؛ فإَّن ه يتفل أيًضا على يساره‬
‫وهذا الَّت فل أبلغ من الَّن فث؛ ألَّن النفَث عرفنا أَّن ه نفٌخ بريٍق ‪ ،‬وأَّما الَّت فل فهو إخراج الريق‪ ،‬هذا إذا كان ُيصلي وحده‪ ،‬وفي مكاٍن يصلح فيه الَّت فل‪ ،‬كأن يكون في‬

‫بريٍة‪ ،‬أو في صحراء‪ ،‬ويمكن أن يتفل بمنديٍل ‪ ،‬لكن ال يفعل ذلك في المسجد؛ ألَّن ه سُيؤذي المصلين بهذا‪ ،‬فهذا ال يمكن‪ ،‬وليس هذا هو المراد ‪-‬وهللا أعلم‪ ،-‬وإنما‬

‫‪.‬بمنديٍل ونحو هذا‬


‫‪14:01‬‬ ‫‪-14:48‬‬

‫فيتفل على يساره ثالًث ا‪ ،‬ونحن ال نقول شيًئ ا‪ ،‬أو نقول‪" :‬أعوذ باهلل من الَّش يطان الرجيم" بدون نفٍخ ‪ ،‬فهذا ال يكفي؛ ألَّن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لم يذكر‬

‫‪.‬الَّن فخ‪ ،‬بل لم يذكر الَّن فث‪ ،‬وإنما ذكر الَّت فل؛ فهو أبلغ‪ ،‬وهو إخراج الريق‬

‫يقول‪" :‬ففعلُت ذلك‪ ،‬فأذهبه هللا"‪ ،‬فهذا الشيطاُن الذي ُيوسوس للناس‪ ،‬ويحول بينهم وبين صالتهم‪ ،‬فال يدري الواحد كم صَّلى؟ وماذا قرأ؟ ولربما ُيشككه في‬

‫‪.‬قراءته وصالته وتكبيره وقيامه وقعوده‪ ،‬مثل هذا ُيستعاذ منه كما وصف النبُّي ﷺ‬

‫فهذا يدّل على شأن هذه االستعاذة وعظمها؛ ولذلك ُتقال بين يدي القراءة من أجل أن يتهَّيأ القارئ فيتخَّلص من هذا الَّش يطان في قراءته‪ ،‬فال ُيشوش عليه فكَر ه؛‬

‫‪.‬فيكون له من حضور القلب والخشوع والَّت دبر‬

‫بمعاٍن مكروهٍة قبيحٍة‪  ،‬أَّما إذا تسَّلط عليه الشيطاُن ‪ ،‬فإَّن ه قد يبلغ األمُر به إلى أن ُيصِّو ر له المكروه مع اآليات‪ ،‬يعني‪ :‬يربط اآليات واأللفاظ وأوصاف هللا‬

‫ّذ‬
‫‪.‬فيتأ ى القارئ من هذه القراءة‪ ،‬ثم يدع‪ ،‬وهذا غير صحيٍح‬

‫باإلضافة إلى أمٍر آخر‪ ،‬وهو‪ :‬أال يسترسل مع هذه الوساوس‪ ،‬وأن يتفّقه في الِّد ين‪ ،‬فَم ن ابُتِلَي بشيٍء من هذه الوسوسة التي تتجاوز اإلشغاَل الذي يقع ألكثر‬

‫الناس عن الخشوع والَّت دبر وعقل الَّصالة وما تضّمنته‪ ،‬فإذا كان األمر قد تجاوز ذلك بحيث إَّن اإلنسان هذا صار يشّك في تكبيره وقراءته‪ ،‬وفي عدد الُّسجود‬

‫والركوع‪ ،‬وفي قيامه وقعوده‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬وهل قرأ الفاتحَة ‪ ،‬أو لم يقرأ؟ ثم ُيعيد الَّصالة مراًر ا‪ ،‬وقد يتكرر هذا ساعات طويلة حتى يستثقل المرُء الصالَة‪،‬‬

‫!وتصير عبًئ ا شاًّقا ثقيًال ُيؤِّر قه‪ ،‬وُيورثه ضيًقا وألـًما وحسرًة‬

‫والَّصالة تشرح الَّصدر‪ ،‬ويحصل بها من قوة الَّث بات واليقين واالستعانة على أمور الدنيا واآلخرة‪  :‬اْس َت ِعيُنوا ِبالَّصْب ِر َو الَّص اَل ِة ‪[ ‬البقرة‪ ،]153:‬لكن حينما‬

‫يستجيب لدواعي الَّش يطان فإَّن ه ربما يقضي شطر يومه أو يومه كّله وهو ُيعيد في هذه الَّصالة‪ ،‬فُيعيد في صالة العصر إلى خروج وقت صالة العشاء‪ ،‬وإلى‬

‫‪-.‬قريٍب من الساعة الثانية عشرة‪ ،‬وهو ال زال ُيعيد صالَة العصر‪ ،‬فهذا موجوٌد ‪-‬نسأل هللا العافية‬

‫وبعضهم أخبرني أَّن ه َت َر َك الَّصالة‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬صار ال يغتسل من الجنابة؛ ألَّن ه كان يوسوس في غسل الجنابة‪ ،‬وبعضهم ذكر أَّن ه بقي قريًبا من الشهر‬

‫‪.‬وهو ال يتوضأ‪ ،‬وُيصلي بال وضوٍء؛ فهذا الذي ُيريده الشيطان‪ ،‬لكن هذا يحتاج إلى قوة عزيمٍة بعد االستعانة باهلل‪ ،‬واالستعاذة من الشيطان‪ ،‬وما ذكر من الَّت فل‬

‫واألمر الثاني‪ :‬يحتاج إلى فقٍه في الِّد ين‪ ،‬فالقاعدة في هذا الباب أوًال‪" :‬أَّن الشكوك إذا كُثرت ُط ِر َح ْت "‪ ،‬هذه قاعدة‪ ،‬فمن كُثرت شكوُك ه لم يلتفت إلى شيٍء منها‪:‬‬

‫‪.‬ال في العبادة‪ ،‬وال في الَّط الق‪ ،‬وال في غير ذلك‬

‫فهذا الذي في كل صالٍة يشّك في الفاتحة‪ ،‬ويشّك في تكبيرة اإلحرام‪ ،‬ويشّك كم ركعٍة صَّلى؟ ويشّك هل سجد واحدًة أو سجدتين؟ ُيقال‪ :‬هذه ال يلتفت إلى شيٍء‬

‫‪.‬منها‪ُ ،‬تطرح هذه الُّش كوك‪ ،‬انتهى‬


‫‪.‬وُيقال‪ :‬ليس عليك حتى سجود الَّسهو‪ ،‬سواء كان إماًما أم مأموًما‪ ،‬هذه القاعدة األولى‬

‫القاعدة الثانية‪" :‬أَّن الَّش ك في العبادة بعد الفراغ منها ال ُيؤثر"‪ ،‬هو توّضأ وانتهى‪ ،‬وبعد ذلك قال‪ :‬هل مسحُت على رأسي أو ال؟ نقول‪ :‬ال تمسح‪ .‬أو انتهى من‬

‫‪.‬رمي الجمار‪ ،‬ثم جاءه الشيطاُن وقال له‪ :‬لعلك رميَت سًّت ا‪ .‬أو طاف بالبيت وانتهى‪ ،‬وبعد ذلك قال‪ :‬لعلي طفُت ستة أشواٍط ‪ .‬فال يلتفت إلى شيٍء من ذلك‬
‫‪14:01‬‬ ‫‪-14:48‬‬

‫‪".‬فإذا فتح على نفسه هذا الباب‪ ،‬فإَّن الشيطان سيتالعب به‪ ،‬هذه القاعدة الثانية‪" :‬الَّش ك في العبادة بعد الفراغ منها ال ُيؤثر‬

‫‪.‬القاعدة الثالثة‪" :‬أَّن اليقيَن ال يزول بالَّش ك"‪ ،‬فالَّط هارة ُمتيقنة‪ ،‬شَّك في الحدث ال يلتفت إليه‬

‫فلو عمل اإلنساُن بهذا وتفّقه فإَّن ه ال يحتاج إلى إعادة شيٍء من ذلك؛ ولذلك قال النبي ﷺ في الَّط هارة لما ذكر تلبيس الَّش يطان‪ :‬فال ينصرف حتى يسمع‬

‫صوًت ا‪ ،‬أو يجد ريًح ا[‪ ،]3‬فأحاله إلى أمٍر حسٍّي ‪ ،‬أما مجرد الَّت وهم والَّش ك؛ فإَّن الَّش ك ضعيٌف ‪ ،‬وال َي ْر َفع اليقيَن الذي هو قوي‪ ،‬فاليقين ال يزول بالَّش ك‪ ،‬فهذا الَّش ك‬

‫‪.‬تتالشى عنه كّل هذه الوساوس وتنتهي‪  ‬العارض ال يلتفت إليه‪ ،‬وال يقطع صالته‪ ،‬وإنما يستمّر فيها‪ ،‬فإذا استقام أمره على هذا‪ ،‬ولم يلتفت لشيٍء؛ فبإذن هللا‬

‫وكثيٌر من الناس ليس عنده هذه اإلرادة القوّية؛ فُيلّقن‪ ،‬ثم ُيلّقن‪ ،‬ثم ُيلّقن‪ ،‬ثم ُيعيد من جديٍد الُّسؤال والمشكلة‪ ، ،‬لكن يحتاج إلى قوة إرادٍة بعد االستعانة باهلل‬

‫وُيعيد ذلك بصيٍغ مختلفٍة‪ ،‬ولو كانت آالف الُّسؤاالت بصيٍغ مختلفٍة‪ ،‬هو تعميٌق للمشكلة‪ ،‬ودوراٌن معها‪ ،‬فهذا السؤال خطأ‪ ،‬فُيقال له‪ :‬ال تسأل؛ ألَّن هذا السؤال‬

‫‪.‬من باب الوسوسة‬

‫بخالف ما يقوله العاَّمة فيَم ن أراد أن يستفتي في دينه عن أمٍر ربما يسمع به ما ُيخالف هواه من الُفتيا‪ ،‬فُيقال له‪ :‬ال تسأل‪ ،‬يعني‪ :‬حتى ال تقع في حرٍج إذا جاء‬

‫الجواُب على غير ما ُتريد‪ ،‬هذا غلٌط ‪ ،‬وال يصّح أَّن اإلنساَن يسترسل مع عمايٍة‪ ،‬وإنما يسأل ويأتي العبادة من وجهها الَّصحيح‪ ،‬والمعاملة كذلك‪ :‬ببيعه‪،‬‬

‫‪.‬وشرائه‪ ،‬وُمعامالته‪ ،‬وأخذه‪ ،‬وُمعاطاته‬

‫‪.‬هذا‪ ،‬وهللا تعالى أعلم‪ ،‬وصَّلى هللا على نبينا محمٍد‪ ،‬وآله وصحبه‬

‫‪.‬أخرجه مسلم‪ :‬كتاب الَّسالم‪ ،‬باب الَّت عوذ من شيطان الوسوسة في الَّصالة‪ ،‬برقم (‪1. )2203‬‬

‫‪.‬نقله عنه في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (‪ ،)146 /1‬ولم نجده في كتبه ‪2.‬‬

‫‪.‬أخرجه أبو داود‪ :‬كتاب الَّط هارة‪ ،‬باب إذا شَّك في الحدث‪ ،‬برقم (‪ ،)177‬وصححه األلباني ‪3.‬‬

You might also like