Professional Documents
Culture Documents
بحري وجوي
بحري وجوي
2
ونظرا ً لكثرة المزايا التي تتمتع بها المركبات الجديدة ،فبدأت تستخدم في ميدان النقل بصورة كبيرة أدت إلى وجود تنافس حقيقي بينها
وبين السفن والطائرات .
ولكن مع ذلك يبقى السؤال هل قواعد القانون البحري ستطبق عليها أم قواعد القانون الجوي ؟
وسنتعرض ألهم اآلراء في هذا الصدد والتي تتمثل فيما يلي :
( ) 1اللجنة البحرية الفيدرالية ولجنة الطيران المدني بالواليات المتحدة األمريكية ذهبوا إلى أن هذ المركبات أو الزحافات الهوائية تعتبر
سفن إذا مارس نشاطها في البحر ،واستبعد إسباغها بوصف طائرة .
( ) 2القانون البلجيكي اعتبر الزحافات الهوائية من قبيل السفن وليست الطائرات .
( ) 3في إيطاليا هناك اتجاهين أولهم ذهب إلى اعتبار هذ الزحافات من قبيل الطائرات وثانيهم اعتبرها من قبل السفن .
( ) 4في فرنسا لم يستقر الفقه والقضاء على القواعد التي ستطبق على هذ المركبات فهي ال تعتبر سفن تطفو على سطح الماء وإنما
تفصلها عنه وسادة هوائية وال هي طائرة ألنها تحلق على ارتفاع بضعة سنتيمترات فوق سطح الماء تحوطها المخاطر البحرية الخاصة .
ومن هنا انتهى الفقه الفرنسي إلى خضوع هذ المركبات من بعض الوجود لقواعد القانون الجوي ،ومن بعض النواحي األخرى لقواعد
القانون البحري :
( ) 1هيئة اللويدز ذهبت إلى اعتبار الزحافات الهوائية مركبات لها طابع خاص ال عالقة لها بالسفن أو الطائرات أي في مركز وسط .
( ) 2في إنجلترا اتجه المشرع اإلنجليزي إلى إصدار قانون خاص يطبق على هذ النوعية من المركبات الحديثة .
رأي الدكتور :
ونحن من جانبنا نرى أنه إذا كان محل هذ المركبات نقل بضائع فتخضع لقواعد القانون البحري ،وذلك ألن غالبية البضائع تتم عن
طريق البحر .
أما إذا كان محل هذ المركبات نقل أشخاص وأمتعة فتخضع لقواعد القانون الجوي نظرا ً ألن معظم األشخاص سافرون عبر الطائرة ،
وأما إذا تم استخدام هذ المركبات فوق اليابسة فتكون هذ المركبات برية .
س ( : ) 2أكتب في الطبيعة القانونية للسفينة ؟
أوال :السفينة منقول ذات طبيعة خاصة
في البداية يجب أن نفرق ما بين العقار ،والمنقول فاألولى شيء ثابت ال يمكن نقله من مكان إلى آخر دون تلف أما األخير فهو الشيء
المتحرك الذي يمكن نقله من مكان إلى آخر بسهولة ويسر .
وبالتالي فالسفينة مال منقول وهذا ما تم النص عليه في المادة 4من قانون التجارة البحرية المصري .
إال أن نص المادة الرابعة من القانون البحري أوجد استثنائين يتمثلون في اآلتي :
االستثناء األول
أن ما جاء بالقانون البحري من أحكام متعلقة بالسفينة جاء مغايرا ً لما جاء باألحكام العامة في القانون المدني والمتعلقة بالنقل
وسنستعرض األحكام المتعلقة بالسفينة والتي تتلخص فيما يلي :
( ) 1أنه يجب أن تقع كافة التصرفات التي موضوعها إنشاء أو نقل أو انقضاء حق الملكية أو غير من الحقوق العينية على السفينة
بمحرر رسمي وإال كانت باطلة ،وال تنفذ هذ التصرفات في مواجهة الغير إال بعد شهرها .
( ) 2يخضع مالك السفينة على الشيوع بمجموعة من األحكام القانونية الخاصة فيما يتعلق بإدارتها ،وذلك من حيث استغالل السفينة وأي
قرار خاص باستغالل السفينة يجب أن يصدر من األغلبية المقررة هم المالكين ألكثر من نصف الحصص في السفينة وأما من حيث إدارة
السفينة ،فيجوز لألغلبية تعيين مدير إلدارة السفينة أو أكثر من مدير وهذا يرجع لقرار األغلبية المنصوص عليها في القانون ،أما إذا لم
يقم المالك على الشيوع باتخاذ قرارات في هذا الصدد فيعتبر كل مالك على الشيوع مديرا ً له .
( ) 3إن المشرع المصري وضع نصوص قانونية خاصة بحقوق االمتياز الواردة على السفينة ،وتتمثل هذ الحقوق في المصاريف
القضائية والضرائب ا لمستحقة للدولة والديون الناشئة عن العقود التي يبرمها الربان والعمليات التي يمر بها خارج ميناء تسجيل السفينة
في حدود سلطاته المقررة له ومصاريف الحراسة والصيانة والخدمات البحرية والمكافآت المستحقة في حاالت اإلنقاذ وحصة السفينة في
الخسارات المشتركة والتعويضات الناشئة عن اإلصابات البدنية التي تحدث للمسافرين والربان والبحارة والتعويضات عن هالك أو تلف
البضائع واألمتعة والتعويضات من األضرار التي تلحق بمنشآت المواني وغير ذلك من حقوق االمتياز .
( ) 4لقد وضع المشرع أحكاما ً قانونية خاصة على السفينة فيما يتعلق بالحجز عليها وذلك سواء كان الحجز تحفظي أو تنفيذي ،وهذ
األحكام التي قررت في القانون البحري وجاءت مغابرة تماما ً لألحكام المتعلقة بالحجز على المنقوالت في القانون المدني وتقترب بصورة
أكبر من األحكام المتعلقة بالحجز على العقارات .
3
االستثناء الثاني :فهذا االستثناء يشتمل على قاعدتين
القاعدة األولى :الحيازة في المنقول -سند الملكية بسبب صحيح
يمكننا تعريف الحيازة بأنها " الحيازة وضع مادي به يسيطر الشخص سيطرة فعلية على شيء يجوز التعامل فيه من الشخص بنفسه
أو بواسطة غير على شيء أو حق يجوز التعامل فيه " .
وهنا يجب مالحظة أن هناك منقوالت تخضع لهذ القاعدة ومنقوالت ال تخضع لها فالمنقوالت التي تخضع لهذ القاعدة هي كل منقول
مادي يمكن نقله من مكان إلى آخر دون تلف .
ويجوز تداول هذ المنقوالت من يد إلى آخر ويجب أن يكون هذا المنقول يجوز التعامل فيه ،فالمخدرات مثال يمكن نقله من مكان إلى
آخر ودون تلف إال أنه ال يمكن التعامل فيه فهو غير مشروع ومن أمثلة المنقوالت المادية األوراق ،األقالم ،األنقاض المتهدمة من
البناء .
أما المنقوالت التي ال تخضع لهذ القاعدة فتتمثل في المنقوالت ذات الطبيعة الخاصة مثل السفن ،والطائرات فهذ المنقوالت المادية
تخضع إلجراءات الشهر والقيد والمنقوالت المادية المعتبرة من األموال العامة .
فهذ المنقوالت غير قابلة للتملك ،ومن ال يجوز تملكها بالحيازة ،فهي خارجة عن دائرة التعامل فيها ،وبالتالي ال يجوز الحجز عليها
ومن أمثلة هذ المنقوالت التحف والتماثيل واألسلحة والذخائر والمنقوالت المخصصة للنقل العام .
القاعدة الثانية :اكتساب ملكية السفينة بالتقادم الطويل
هذ القاعدة تطبق على العقارات والمنقوالت ،وقد نصت م 968/من القانون المدني المصري على " من حاز منقوال أو عقارا ً ودون
أن يكون هذا الحق خاصا ً به كان له أن يكتسب ملكية الشيء أو الحق العيني إذا استمرت حيازته دون انقطاع خمسة عشر سنة " .
وعلى ذلك انقسم الفقه إلى فريقين :األول :يجيز تطبيق أحكام التقادم الطويل على السفينة ،والثانية لم يجيز ذلك إال إذا تم اتباع كافة
اإلجراءات الملكية المنصوص عليها .
ونحن نؤيد الرأي الثاني الذي ذهب إلى عدم جواز اكتساب ملكية السفينة بالتقادم الطويل وذلك استنادا ً لنص المادة الرابعة من القانون
البحري والتي تنص على أنه" مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في هذا القانون تسري على السفينة أحكام المال المنقول عدا حكم
تملكه بالحيازة "
ثانيا :ذاتية السفينة
السفينة لها طبيعة ذاتية خاصة فتتميز بعديد من العناصر تميزها عن باقي المنقوالت العادية .
ومن أهم هذ العناصر ما يلي :
( ) 1اسم السفينة
السفينة يجب أن يكون لها اسم يميزها عن غيرها من السفن األخرى ،وعلى المالك االلتزام باختيار اسم السفينة ويتم الموافقة عليها
من الجهة اإلدارية المختصة والهدف من هذ الموافقة تكمن في التحقق من اسم السفينة المختار ال يتكرر أو يتشابه مع اسم سفينة
أخرى ويجب أن يوضع اسم السفينة في مكان ظاهر .
ويعاقب بالحبس مدى ال تجاوز سنة وبغرامة ثالثة آالف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين ذلك في حالة مخالفة الحكم السابق ذكرها .
( ) 2موطن السفينة
يجب تحديد موطن للسفينة فلهذا التحديد أهمية كبرى في تعيين جنسية السفينة وتحديد القانون الواجب التطبيق في حالة وجود نزاع
والمحكمة المختصة بنظر موضوع التنازع ،فموطن السفينة في ميناء التسجيل أي الذي تم تسجيل السفينة فيها ،وميناء التسجيل
غير ميناء االستغالل .
ويجب كتابة موطن السفينة في مؤخرتها بصورة واضحة وبحروف ظاهرة .
وجدير بالذكر أن السفينة يجب أن يكون لها موطن واحد ،وال يجوز أن يكون للسفينة أكثر من موطن .
( ) 3جنسية السفينة
يجب أن تكتسب السفينة جنسية دولة معينة ،ولكن في بداءة األمر اعتبر الفقه أن الجنسية مقررة لصالح األشخاص الطبيعيين
باعتبارها في الرابطة القانونية بين الشخص الطبيعي والدولة التابع لها ،إال أنه في النهاية ،أجمعت التشريعات الوطنية المختلفة على
ضرورة اكتساب السفينة ل جنسية دولة معينة والهدف من تحديد جنسية السفينة هو معرفة القانون الواجب التطبيق ،ومعرفة المحكمة
المختصة بنظر النزاع .
والسفينة تكتسب جنسية دولة واحدة ،وال يجوز لها أن تكتسب أكثر من جنسية .
4
وهناك مجموعة من الشروط يجب توافرها الكتساب السفينة جنسية دولة معينة ،ومن هذا المنطلق سنتحدث عن :
شروط اكتساب السفينة للجنسية .
آثار اكتساب الجنسية .
( أ ) شروط اكتساب السفينة للجنسية
إن التشريعات الوطنية المختلفة وضعت مجموعة من الشروط الكتساب السفينة تتمثل في اآلتي :
( ) 1أن تكون السفينة مبنية في الدولة ( شرط الطاقم الوطني ) إال أن هذا الشرط غير منصوص عليه في تشريعات الدول النامية وإنما
منصوص عليه في تشريعات الدول العظمى كإنجلترا وفرنسا .
( ) 2أن تكون السفينة مملوكة كلها أو بعضها لوطنين( شرط الملكية الوطنية ) .
( ) 3أن يكون أفراد الطاقم كلهم أو بعضهم من الوطنيين ( شرط الطاقم الوطني ) .
( ) 4ان تكون السفينة مسجلة في احد المواني المصرية ( شرط التسجيل الوطني ) .
أما بالنسبة للقانون البحري المصري
نجد ان المشرع المصري اشترط ثالث شروط الكتساب السفينه الجنسية المصرية وهم شرط الملكية الوطنية ،وشرط التسجيل
الوطني ،شرط الطاقم الوطني .
( ) 1شرط الملكية الوطنية :
مفاد هذا الشرط أن السفينة لكي تكتسب الجنسية المصرية يجب أن تكون مملوكة ألشخاص مصريين ،أما في حالة امتالك أشخاص
السفينة على الشيوع يجب أن تكون أغلبية الحصص مملوكة لمصريين .
أما بالنسبة لألشخاص االعتباريين " الشركات " فالسفينة المملوكة لشركة " شخص اعتباري " تستلزم لكي تكتسب السفينة الجنسية
المصرية أن تكون الشركة مصرية وهذا يتوافر في حالة ما إذا كانت الشركة مركز إدارتها الرئيسي جمهورية مصر العربية .
( ) 2شروط التسجيل الوطني :
لقد اشترط المشرع المصري توافر نسبة معينة من المصريين ضمن طاقم السفينة ،وذلك كشرط لالكتساب السفينة الجنسية المصرية ،
وذلك ما تم النص عليه في المادة 10من القانون رقم 84لسنة 1949في شأن تسجيل السفن .
والذي ينص على أن " شطب مصلحة المواني والمنائر تسجيل السفينة في حالة عدم مراعاة االشتراطات الخاصة بالجنسية المصرية
الواجب توافرها في البحارة وضباط المالحة والمهندسين البحريين والربان أو االشتراكات الخاصة للطالب البحريين وتعيين هذ
االشتراطات بقرار من وزير االتصاالت " .
فاالشتراطات المنصوص عليها في المادة العاشرة من قانون تسجيل السفن والصادر بقرار من وزير المواصالت ،تتمثل في اآلتي :
( أ ) أن يكون % 95على األقل من البحارة ومن في حكمهم على أية سفينة من المصريين ،واال تقل أجورهم عن % 90من مجموع
أجور هذ الطائفة .
( ب ) أن يكون % 75من ضباط المالحة ومن في حكمهم من المهندسين البحريين والربان من المصريين ،وأال تقل مرتباتهم عن % 70
من مجموع مرتبات هذ الطائفة إال أن هذا القرار تم إلغاء وحل محله قرار وزير النقل والمواصالت والنقل البحري رقم 68لسنة ، 1984
والذي نص على أنه " يجب أال يقل نسبة عدد المصريين من ربان وضباط المالحة وال مهندسين البحريين ،الذين يعملون بالسفينة التجارية
المصرية عن % 95من مجموع عددهم في السفينة وال تقل مرتباتهم عن % 90من مجموع مرتبات هذ الطوائف " .
والجدير بالذكر أن السفينة يثبت لها الجنسية بمجرد رفع علم الدولة التابعة لها وهذا ما تم النص عليه في المادة 6فقرة 1والتي تنص
على "على كل سفينة أن ترفع علم جمهورية مصر العربية وال يجوز أن ترفع علما ً آخر " .
ويعاقب كل من يخالف حكم الفقرة السابقة بالحبس مدة ال تتجاوز سنة وبغرامة ال تتجاوز ثالثة آالف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين .
( ب ) آثار اكتساب الجنسية
يترتب على اكتساب السفينة لجنسية دولة معينة مجموعة من اآلثار ،وتتمثل في اآلتي فالسفينة الوطنية باالمتيازات الدبلوماسية في
الخارج وحماية الدولة التابعة لها.
ويترتب أيضا ً معرفة القانون الواجب التطبيق في حالة حدوث نزاع ،وأيضا ً منح الدولة مجموعة من المزايا لصالح السفن التابعة لها
ففي مصر مثال نجد أن قصر المالحة الساحلية على نفسها وتمنع االنتقال من ميناء إلى آخر وهذا ما تم النص عليه في المادة 8من
القانون البحري المصري .
5
رابعا :درجة السفينة
للسفينة درجة أو مرتبة فتحدد هذ الدرجة وفقا ً لمعايير معينة تتمثل في مواصفات ها وطريقة بنائها ومدى استيفائها لشروط السالمة
فالسفينة تصنف إما بمنحها الدرجة األولى أو الثانية أو الثالثة .
ولدرجة السفينة أهمية كبرى ،وذلك في تحديد قيمتها االقتصادية .
وال يخضع تصنيف السفن لتقدير الدول وإنما يتولى عملية تقديرها هيئات أو شركات متخصصة في هذا المجال وتسمى بشركات
تصنيف السفن أو شركات اإلشراف البحري ،وأهم هذ الشركات ثالث هم هيئة اللويذر في لندن ومكتب فيرتس ومقرها في باريس
وشركة أمريكية ومقرها في نيويورك .
والسؤال المثار هنا يكمن حول مدى مسئولية شركات تصنيف السفن عن األضرار التي تحدث نتيجة اقتراف تابعيها أو موظفيها أخطاء في
تقدير درجة السفينة ؟
فالشركة التي تتولى اإلشراف على السفن وتحديد درجتها تنعقد بها المسئولية التعاقدية من قبل إبرام العقود معها كالمالك أو المجهز
أو المستأجر وذلك عن أخطاء تابعيها التي يرتكبوها إال أنه في معظم العقود المبرمة بينهما تقوم الشركات بإدراج بند أو شرط في هذا
العقد فحوا إعفاءها من المسئولية ،وهذا الشرط يعد صحيحا ً وفقا ً للمادة 217مدني مصري .
أما بالنسبة لمسئوليتها أمام الغير الذي ال يرتبط بالشركة بأية رابطة تعاقدية ،وإنما ارتبط بعالقة تعاقدية مع مالك السفينة بناءا ً على
البيانات الواردة في سجل السفن الخاصة بهذ الشركات فال تسال الشركة في مواجهة الغير إال على أساس المسئولية التقصيرية .
خامسا :حمولة السفينة
حمولة السفينة هي سعتها الحجمية ووحدة الحمولة هي الطن الحجمي ،وهو يساوي 2,83متر مكعب أو مائة قدم مكعب .
والحمولة نوعان :
حمولة صافية في السعة الخفيفة أو الفعلية لنقل الركاب والبضائع على ظهر السفينة أي بمعنى آخر في الحمولة الكلية مخصوما ً منها
فراغات األماكن المخصصة إلقامة أفراد طاقم السفينة .
وهناك نوع آخر من الحمولة ،الحمولة الكلية أو اإلجمالية وتعني كامل فراغات السفينة وتشتمل على كافة المنشآت على ظهر السفينة
.
فالحمولة الصافية تعبر عن كيفية استغالل السفينة والحمولة الكبيرة أو اإلجمالية تعبر عن أبعاد السفينة ولتحديد حمولة السفينة أمر هام
وذلك لعدة أمور منها :
تحدد رسوم دخول السفينة .
تحدد مسئولية مالك السفينة .
تحدد قيمة األجرة المستحقة في حالة إيجار السفينة .
تحدد قيمة التعويض المستحق لصالح المؤجر في حالة التأخر في الشحن والتفريغ
سادسا :أوراق السفينة
تنص المادة الثالثة من القانون البحري على أنه تسري في شأن تسجيل السفن والرقابة عليها وسالمتها والوثائق التي يجب أن تحملها
أحكام القوانين الخاصة بذلك
وتنص المادة 101على أنه " على الربان أن يحتفظ في السفينة أثناء الرحلة بالوثائق التي يتطلبها القانون وتتعلق بالسفينة والبحارة
والمسافرين والشحنة " .
وأهم أوراق أو وثائق السفينة هي :
سندات الشحن
سجل الزيت .
شهادة ضمان ضد التلوث .
سجل الشحنة .
6
س ( : ) 3أكتب في تسجيل السفينة ؟
وعلى ذلك فالهدف من إعفاء مثل هذ السفن من االلتزام بتسجيلها يكمن في أن هذ السفن ضئيلة القيمة وأنه من التعنت إرهاق
أصحابها بإلزامهم بتسجيل سفنهم إال أن المشرع المصري أجاز ألصحاب هذ السفن تسجيلها وذلك إذا طلبوا ذلك .
ثانيا :إجراءات التسجيل
( ) 1الجهة المختصة بالتسجيل
إن الجهة المنوطة بتسجيل السفن هي مصلحة المواني والمنائر التابعة لوزارة النقل البحري وبمقر مكتب التسجيل الرئيسي
باإلسكندرية ويعين وزير النقل البحري بقرار منه المواني األخرى التي تنشأ بها مكاتب التسجيل .
ويوجد في كل مكتب تسجيل سجل خاص يسمى " سجل السفن " ويحتفظ بصورة منه في المكتب الرئيسي باإلسكندرية .
( ) 2كيفية تسجيل السفينة
يتم تسجيل السفن بتدوين كافة البيانات المتعلقة بها والمنصوص عليها في المادة 61من القانون البحري في سجل السفن وذلك وفقا ً
لما تم النص عليه في المادة السابقة من قانون تسجيل السفن .
وتسجيل السفن هو نظام عيني خاص بالسفينة ذاتها محل التسجيل وتعدد ذاتيتها من حيث اإلسم والموطن والحمولة وفي سجل السفن
يوجد صفحة لكل سفينة يدون فيها كافة البيانات المتعلقة بها .
( ) 3شهادة التسجيل المصرية
إذا قام مالك السفينة بتسجيلها في مصلحة المواني والمنائر فإنه يتسلم منها شهادة تسجيل مصرية متضمنة على كافة البيانات
المدونة في سجل السفن وعلى مالك السفينة باالحتفاظ بهذ الشهادة على ظهر السفينة باعتبارها ورقة من أوراق السفينة فال يجوز له
التنازل عن هذ الشهادة أو حجزها أو حبسها ألي سبب أو دين مهما كان نوعه .
( ) 4تغير بيانات السجل
تنص المادة 12من قانون تسجيل السفن على أنه على مالك السفينة أو مجهزها أو ربانها أن يبادر إلى إبالغ مصلحة المواني والمنائر
أو مكتب التسجيل فورا ً بالكتابة أي تغيير في البيانات الواردة في " سجل السفن " ،ويؤشر بهذا التغيير في السجل .
ويؤشر أيضا ً في شهادة التسجيل التي يجب على المالك أو المجهز أو الربان تقديمها فورا ً إذا كانت السفينة راسية في ميناء به مكتب
تسجيل أو بمجرد وصولها إلى أحد هذ المواني .
7
( ) 5شطب التسجيل وجزاء عدم التسجيل
( أ ) شطب التسجيل
تنص المادة 14من قانون تسجيل السفن على أنه "إذا عرفت السفينة أو احترقت أو كسرت أو استولى عليها العدو أو هلكت وجب
على المالك أو المجهز أو الربان إبالغ مصلحة المواني والمنائر أو مكتب التسجيل في الحال أو إعادة شهادة التسجيل إليها إذا كان ذلك
ممكنا .
وإذا انتقلت ملكية السفينة ألجنبي وجب إبالغ الجهة المذكورة ذلك وإعادة شهادة التسجيل إليها .
فإذا حدث هذا االنتقال في الخارج سلمت شهادة التسجيل إلى أقرب قنصلية مصرية .
وتقوم مصلحة المواني والمنائر في الحاالت المتقدمة بشطب تسجيل السفينة من سجل السفن .
( ب ) جزاء عدم التسجيل
يترتب على عدم تسجيل السفينة من جانب مالكها فرض عقوبات جنائية عالوة على جواز مصادرة السفينة عند تسيير سفينة ترفع
العلم المصري .
ثالثا :آثار التسجيل
( ) 1تعتبر شهادة التسجيل المصرية الذى يحملها مالك السفينة وثيقة أو سند رسمى تثبت الجنسية المصرية فال يمكن للمالك الحصول
على هذ الشهادة من مصلحة الموانى والمنائر إال بعد قيامه بتقديم كافة المستندات التى يشترطها القانون إلكتساب السفينى للجنسية
المصرية .
( ) 2شهادة التسجيل تحدد الحالة المدنية للسفينة فتتضمن اسم مالك السفينة ولقبه أو أسماء مالك السفينة .
( ) 3تعتبر شهادة التسجيل سند ملكية للسفينة فال تصدر هذ الشهادة إال بعد التحقق من كافة الوثائق أو المستندات المقدمة من طالب
التسجيل .
س ( : ) 4أكتب في البناء كأحد أسباب كسب ملكية السفينة ؟
أوال :صور البناء
هناك ثالث صور لبناء السفينة تتمثل فى اآلتى :
( ) 1البناء المباشر واإلقتصادى
هذ الصورة من صور بناء السفينة التثير أى صعوبة قانونية وذلك ألن المجهز يتولى بنفسه عملية بناء السفينة عن طريق شراء
المواد الالزمه لبناءها أو يتعاقد بنفسه مع المقاول الذى يقوم بشراء هذ المواد لحسابه ويتعاقد مع العمال والفنيين الذين يقومون
بتنفيذ عملية بناء السفينة .
( ) 2البناء بطريقة المقاولة
فى هذ الصورة من صور البناء يقوم المجهز أو مالك السفينة " طالب البناء " بإبرام عقد مقاولة مع البانى " مقاول " يلتزم فيه
الطرف األول ( المجهز ) بتقديم المهات واألدوات الالزمة لبناء السفينة ويلتزم الطرف الثانى ( البانى ) بتقديم كافة الخبرات الفنية
الالزمة لتعديل المواد والمهمات المقدمة من المجهز ( طالب البناء ) إلى السفينة وذلك مقابل أجر نقدى معين فالبانى عالقته ببناء
السفينة هى إشرافية فنية
اما المجهز أو المالك ( طالب البناء ) هو الذى يتعاقد مع العمال والفنيين بإسمه ولحسابه والعقد الذى يربط بين طالب البناء ( المجهز
) والبانى ( المقاول ) عقد مقاولة تخضع للقواعد العامة .
وعلى ذلك فطالب البناء ( المجهز ) هو مالك السفينة فى كل مرحلة من مراحل البناء ويترتب على ذلك نفس النتائج التى تترتب فى
الصورة األولى السابق ذكرها .
( ) 3البناء غير المباشر أو البناء بثمن جزافى
فى هذ الصورة من صور البناء يتعاقد المجهز أو مالك السفينة مع شركة متخصصة لبناء السفن وتلتزم الشركة بتصميم وبناء
السفينة على مواصفات فنية عالية ويسلمها له بعد تمام بنائها وذلك مقابل ثمن جزافى وهذ الصورة هى األسلوب المتبع األن فى
مجتمعنا .
ثانيا :التكييف القانونى لعقد بناء السفينة بثمن جزافى وطبيعته وكيفية إثباته وآثار
( ) 1التكييف القانونى للعقد
لقد إختلف الفقهاء حول وضع تكييف قانونى لعقد بناء السفينة أو تسميتها فذهب فذهب اتجا إلى القول بأن هذا العقد هو مقاولة إال أن
البناء بثمن جزافى ال يعد من قبيل عقود المقاولة .
8
وذهب اتجا آخر إلى القول بأن عقد بناء السفينة بثمن جزافى هو بيع إال ان محل البيع ليست المواد المستخدمة لبناء السفينة وإنما
السفينة ذاتها فهذا البيع يسمى بيعا ً لشئ مستقبلى أو تحت التسليم .
ويترتب على تكييف هذا العقد بأنه بيع لشئ مستقبلى أو تحت التسليم عد أثار تتمثل فى اآلتى :
( أ ) يعتبر البانى مالكا ً للسفينة طوال فترة بنائها إلى ان يسلم السفينة لطالب البناء ( المجهز ) .
( ب ) فى حالة إطالق السفينة وهى تحت يد البانى يتحمل هو تبعة الهالك باعتبار مالكا لها ويترتب على هذا الهالك فسخ عقد البيع بين
البانى وطالب البناء ويسترد األخير الثمن الذى دفعه وذلك إذا هلك الشئ المبيع لسبب ال يد له فيه .
( ج ) إذا قام البانى برهن السفينة وهى فى مرحلة البناء كحق عينى فتحمل السفينة بهذا الحق لطالب البناء عند تسلمه لها .
وهذا التكييف القانونى السابق ذكر لعقد بناء السفينة بثمن جزافى والمتعلق ببيع شئ مستقبلى أو تحت التسليم يتطابق تماما مع عقد
السلم فى الشريعة األسالمية " الفقه اإلسالمى " ويمكننا تعريف بيع السلم فى الشريعة األسالمية " الفقه األسالمى " .
ويمكننا تعريف بيع السلم فى الفقه األسالمى بأنه " هو بيع شئ موصوف فى الذمة بثمن عاجل أو بيع أجل بعاجل أو بيع يتقدم فيه
رأس المال ( الثمن ) ويتأخر المبيع ألجل " .
( ) 2طبيعة العقد وكيفية إثباته
تنص المادة السادسة من القانون التجارة الجديد على أن " يعد أيضا عمال تجاريا كل عمل يتعلق بالمالحة التجارية بحرية كانت أو
جوية وعلى وجه الخصوص " .
( ) 3بناء السفن أو الطائرات وإصالحها وصيانتها
ويتضح من نص هذ المادة أن عقد بناء السفينة هو تجارى فهذا يعتبر تجاريا بالنسبة للبانى فى جميع األحوال أما بالنسبة لطالب
البناء ال يعتبر تجاريا إال إذا تعلق األمر بسفينة تجارية أما إذا كانت السفينة مدنية كسفن الصيد أو النزهة فيعتبر العقد مدنيا بالنسبة
لطالب البناء وعن إثبات هذا العقد فتنص المادة 13من القانون البحرى المصرى على أنه " ال يثبت عقد بناء السفينة زكل تعديل يطرأ
عليه إال بالكتابة " .
( ) 4أثار العقد
9
وإذا باع الربان السفينة بدون الحصول على إذن خاص من المالك فيعتبر هذا البيع باطل بطالنا ً مطلقا ً وال يعتبر نافذا فى مواجهة المالك
ويعتبر بيع لملك الغير ويجوز لمالك السفينة المطالبة بتعويض .
10
القسم الثاني :الجوي
س ( : ) 1عرف قانون الطيران المدنى وبين خصائصه ؟
11
س ( : ) 2عرف الطائرة وبين أنواعها موضحا ً مشكلة الزحافات الهوائية ؟
أوال :تعريف الطائــرة
كانت اتفاقية باريس لسنة 1919قد عرفت الطائرة فى ملحقها بأنها كل آلة فى استطاعتها البقاء فى الجو بفضل رد فعل الهواء ،ثم
جاءت معاهدة شيكاغو لسنة 1944لتعرف الطائرة تعريفا ً شامال فى ملحقها Hفقالت بأنها الجهاز الذى يستطيع البقاء فى الجو
بواسطة رد فعل الهواء .
والواقع أنه ال يمكن االعتماد على التعاريف السابقة ،وال على تلك التى سارت على نهجها فى القوانين الوطنية ،عند تحديد المقصود
بالطائرة ،إذ ال يعقل أن نطلق على أى جهاز يرتفع فى الهواء لفظ طائرة ،وإال جاز اعتبار القذائف والصواريخ ،بل وحتى بعض لعب
األطفال من قبيل الطائرات .
وأمام هذ االنتقادات قامت المنظمة الدولية للطيران المدنى والمعروفة اختصارا ً باسم" األكاو "بتعريف الطائرة وذلك بمناسبة تعديل
مجلس المنظمة للملحق السابع فى اتفاقية شيكاغو عام 1970قائله بأنها كل آلة يمكنها الصمود فى الفضاء بفضل رد فعل الهواء ،مع
استبعاد رد فعل الهواء الناشئ عن سطح األرض .
وقد استلهم العديد من المشرعين فى الدول العربية وغير العربية تعريفهم للطائرة من هذا الرأى أوردته المنظمة الدولية للطيران
المدنى ،فعرفتها المادة 7/1من القانون رقم 28لسنة 1981بشأن الطيران المدنى بأنها " أية آلة فى استطاعتها أن تستمد بقاءها فى
الجو من ردود فعل الهواء غير المنعكسة من سطح األرض وتشمل كافة المركبات الهوائية مثل المناطيد والبالونات والطائرات
الشراعية والطائرات ذات األجنحة الثابتة والمتحركة وما إلى ذلك " .
ولقد كان هذا التعريف محال لالنتقاد من جانب بعض الفقه بمقولة أنه قد توسع بشكل واضح فى مفهوم الطائرة ،كما أنه قد أغفل
االستخدام األساسى لها وهو نقل األشخاص واألموال عبر الجو ،وينتهى هذا الرأى إلى تعريف الطائرة بأنها األجهزة التى ترتفع
وتسير فى الهواء بقوة آلية محركة اعتمادا ً على رد فعل الهواء والتى تستخدم فى نقل األشخاص واألموال عبر الجو .
ومن جانبا ال نرى داعيا ً لتقييد تعريف الطائرة باستخدامها فى نقل األشخاص واألموال ،ألن ذلك يستوجب استبعاد الطائرات التى ال
تقوم بهذ المهام من تعريف الطائرة ،وعلى ذلك فإننا نميل إلى التعريف الذى أوردته المادة 7/1من القانون رقم 28لسنة 1981أوال
النسجامه مع التشريعات الدولية التى عرفت الطائرة ،وأهمها التعريف الذى وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى ،وثانيا ً ألن ما
ورد به من تعداد للمركبات التى تعتبر طائرة لم يكن تعددا ً حصريا ً ،وبالتالى فإن يستوعب ما يستجد فى عالم الطيران ،وأخيرا ً ألنه
يستبعد صراحة مركبات ال يصدق عليها وصف الطائرة وهى الزحافات الهوائية .
ثانيا :أنواع الطائرات
( ) 1تصنيف الطائرة من الناحية الفنية
تنقسم الطائرات من الناحية الفنية إلى طائرات أخف من الهواء وتسمى باأليروستات وأخرى أثقل من الهواء وتسمى باأليروين ،
ويعتبر النوع األول ( األيروستات ) أولى مراحل الطيران ،أما فى النوع الثانى والذى يعتمد فى طيرانه على رد فعل الهواء على
أسطحها أو على جسمها ،فهو الذى تنتمى إليه أغلب الطائرات المعروفة اآلن .
( ) 2تقسيم الطائرات بحسب المهام التى تقوم بها
يمكن تقسيم الطائرات بحسب ما تقوم به من مهام إلى نوعين :طائرات عامة وطائرات خاصة ،ويرتكز هذا التقسيم على المهمة التى
تقوم بها فإذا كانت الطائرات تقوم بمهام لخدمة مرفق عام كانت الطائرة من الطائرات العامة ،أما إذا كانت مخصصة لالستغالل الجوى
ونقل الركاب والبضائع فإنها تعتبر طائرات مدنية حتى ولو كانت مملوكة للدولة .
( ) 3تقسيم الطائرات بحسب جنسيتها
تنقسم الطائرات من ناحية جنسيتها إلى طائرات وطنية وأخرى أجنبية والطائرات الوطنية هى التى تتمتع بجنسية الدولة ،والعكس
ولهذا التقسيم أهميته من ناحيتين أساسيتين ،األولى الدول تقصر إعانتها المالية وكذلك استغالل خطوطها الداخلية عادة على طائراتها
الوطنية ،والثانية أن هذا التقسيم مفيد فى تحديد المحاكم المختصة بنظر المنازعات وكذلك القانون الواجب التطبيق على ما يرتب على
متن الطائرة من جرائم وتصرفات .
12
أن تحتك باألرض ولم يقدر لهذ المركبة أن ترى النور إال سنة 1955على يد" كريستوفر كوكيرل " ،وتم فعال تصنيع أول مركبة من
هذا النوع فى جزيرة بإنجلترا
وما أن ظهرت هذ المركبات حتى توالت التحسينات عليها ،وذاع استخدامها وظهرت منها أنواع متقدمة جدا ً ،جعلت البعض يتوقع
لها أن تنافس السفن والطائرات على حد سواء .
والفقه لم يستقر حتى اليوم على النظام القانونى الذى تخضع له هذ المركبات هو ما تتمتع به من خصائص تبتعد بها عن الطائرات
والس فن فى آن معا ،فال هى تطفو على سطح الماء كالسفن ولكنها تنزلق على وسادة هوائية ترتفع بها حوالى 30سم فوق سطح
الماء أو األرض ،وال هى كالطائرة ترتفع وتسير فى الجو بفضل رد فعل الهواء على أسطحها ،ولكنها ترتفع قليال بفضل رد فعل
الهواء المنبعث منها بكميات غزيرة على سطح األرض فيشكل تحتها وسادة هوائية تنزلق عليها .
واالتجا الغالب اآلن يميل إلى أن هذ المركبات من وصف الطائرة أو السفينة ويعتبرها مركبات من نوع خاص تحتاج إلى تنظيم
المشرع اإلنجليزى من أوائل المشرعين الذين تنبهوا إلى ما
ّ قانونى مختلف عن ذلك الذى تخضع له السفن أو الطائرات ،وقد كان
تتبعه هذ المركبات من سمات خاصة .
وفى مصر ،جاء الباب الخامس عشر من قانون الطيران المدنى بعنوان المركبات الهوائية األخرى ،من مادة وحيدة هى المادة 167
نصت على أن تطبق األحكام المنصوص عليها فى هذا القانون واللوائح والقرارات الم نفذة له على كافة أنواع المركبات الهوائية ،
وذلك ما لم تكن مستحيلة التطبيق بسبب طبيعة هذ المركبات أو تركيبها .
المشرع قد قصد منه تطبيق أحكام قانون الطيران المدنى على بعض المركبات الهوائية التى ال تعد طائرة ّ والواضح من هذا النص أن
بالمفهوم الفنى ،أال أن النص لم يحسم مشكلة الزاحفات الهوائية ،إذ يبقى التساؤل بشأنه قائما ً :هل طبيعة هذ المركبات وتركيبها
يسمح ،إعماال للمادة 167بتطبيق أحكام قانون الطيران المدنى عليها أم ال ؟
الواقع أن االتجا الغالب فى الفقه المصرى يميل إلى استبعاد هذ المركبات من وصف الطائرات أوال ألنها تسير بفعل رد فعل الهواء
على سطح األرض عكس الطائرات والتى تسير بفعل رد فعل الهواء أسطحها وثانيا ً ألنها بعيدة عن المخاطر التى تتعرض لها المالحة
الجوية عادة .
13
المشرع المصرى لخصوص التسجيل بقيد البيان ات فى السجل المعد لذلك ولكنه استلزم ،باإلضافة لذلك أن تظهر العالمات ّ ولم يكتف
المميزة على جسم الطائرة وفى مكان واضح ،وإعماال لذلك نصت المادة السابعة من القرار الوزارى رقم ( 369ط) على العالمات التى
تميز الطائرات المصرية وهى الحروف S.Uوذلك لداللة على الجنسية المصرية ،ثالثة أحرف أفرنجية تحددها الهيئة المصرية العامة
للطيران فيما يخص الطائرات اآللية ،وأخيرا ً ثالثة أحرف تحددها الهيئة المصرية العامة للطيران فيما يتعلق بالطائرات الشراعية .
هذا وقد استهلت المنظمة ال دولية قرارها بتحديد شروط تطبيقه وحددتها ،كما نص على ذلك القرار السالف ،بما يلى :
( ) 1يطبق هذا القرار فقط إذا كانت كافة الدول المكونة لمؤسسة النقل الجوى الدولية أطرافا ً فى اتفاقية شيكاغو ويستمرون كذلك .
( ) 2ال يطبق هذا القرار فى حالة الطائرة المسجلة تسجيال وطنيا ً حتى ولو قامت بتشغيلها مؤسسة نقل جوى دولية ،وباإلضافة لهذين
الشرطين فإن القرار ال يطبق بطبيعة الحال ،إال على الطائرات التابعة لمؤسسة النقل الجوى الدولى أو المشترك .
وبخصوص كيفية تسجيل الطائرة التابعة لمؤسسة االستغالل الجوى المشترك فقد نص الملحق رقم ( ) 3من القرار على ما يأتى :
( ) 1تنشئ الدول المكونة لمؤسسة النقل الجوى الدولية سجالً مشتركا ً لتسجيل الطائرات التى تقوم المؤسسة بتشغيلها ويكون ذلك السجل
منفصال ومميزا ً عن أى سجل وطنى قد تحتفظ به أى من هذ الدول بالطرق المعتادة .
( ) 2يجوز أن يكون السجل المشترك موحدا ً أو مكونا ً من عدة أجزاء ،وفى الحالة األولى تتولى إحدى الدول األعضاء فى مؤسسة النقل
الجوى الدولية االحتفاظ بالسجل ،وفى الحالة الثانية يحتفظ بأى جزء من تلك األجزاء لدى هذ الدولة أو تلك وحدها من بين هذ الدول .
( ) 3ال يم كن تسجيل الطائرة إال مرة واحدة فقط بمعنى أن تسجل فى السجل المشترك أو فى جزء من أجزاء السجل الذى تحتفظ به دولة
معينة وذلك فى حالة وجود عدة أجزاء له .
( ) 4تحمل جميع الطائرات المسجلة فى السجل المشترك أو فى أى جزء منه عالمة موحدة بدالً من عالمة الجنسية .
( ) 5تقوم الدولة التى تحتفظ بالسجل المشترك أو الدولة التى تحتفظ بالجزء المعنى من هذا السجل بوظائف دولة التسجيل طبقا ً التفاقية
شيكاغو ( مثل إصدار شهادة التسجيل أو شهادات الصالحية أو إجازات الطاقم ) وفى جميع األحوال تكون ممارسة هذ الوظائف بالنيابة
عن جميع الدول بالتضامن .
( ) 6على الرغم مما ورد بالفقرة ( ) 4الموضحة عالية ،تكون مسئوليات دولة التسجيل التى تفرضها األحكام المختلفة التفاقية شيكاغو
واقعة على كافة الدول األعضاء فى مؤسسة النقل الجوى الدولية فرادى وبالتضامن ،ويجب عليها كلها أو أى منها تقبل أى شكوى تقدمها
الدول المتعاقدة األخرى .
س ( : ) 4اكتب فى جنسية الطائرة ؟
14
ثانيا :معيار جنسية الطائرة فى االتفاقيات الدولية
وكما أثير الخالف فى بداية األمر حول مدى اكتساب الطائرة جنسية دولة معينة فقد أثير بالتبعية خالفا ً آخر حول المعيار الذى يمكن
اعتماد عند تحديد جنسيتها فذهب البعض إلى أن الطائرة تكتسب جنسية دولة المنشأ أى الدولة التى تم تصنيع الطائرة فيها ،بينما
ذهب البعض اآلخر إلى اكتساب الطائرة جنسية دولة المالك على أن أغلب الفقه وكذ لك االتفاقات الدولية والتشريعات الوطنية قد تبنت
معيار دولة التسجيل على اعتبار أنه أنسب المعايير لتحديد جنسية الطائرة .
جاءت اتفاقية شيكاغو والتى اعتبرتها المادة ( ) 3من قانون الطيران المدنى مصدرا ً يتمتع باألولوية فى التطبيق ،لتقرر مبدأين أساسيين
بخصوص جنسية الطائرة :
المبدأ األول " :تحمل الطائرات جنسية الدولة التى سجلت فى سجالتها " ،وعلى ذلك تتحدد جنسية الطائرة فى اتفاقية شيكاغو طبقا ً
لمعيار شكلى بحت وهو جنسية الدولة التى تسجل فيها الطائرة ،وقد عيب على هذا المعيار سهولة التحايل عليه ،إذ تستطيع شركات
الطيران أن تسجل طائراتها فى دولة معينة للحصول على المزايا التى توفرها هذ الدولة ،غير أن اتفاقية شيكاغو قد تحسبت لهذا األمر ،
فأحالت إلى القوانين الوطنية لتحديد الشروط واإلجراءات الالزمة للتسجيل ،وبذلك تستطيع كل دولة أن تضع من هذ الشروط ما ترا كافيا ً
لمنع مثل هذا التحايل .
أما المبدأ الثانى " :ال يجوز تسجيل الطائرات فى أكثر من دولة واحدة ،ولكن يجوز نقل تسجيلها من دولة إلى أخرى " ،وهذا معنا
ببساطه شديدة أنه ال يجوز أن تحمل الطائرة أكثر من جنسية فطالما أن معيار الجنسية هو التسجيل ،وطالما أنه ال يجوز أن يتم هذا
التسجيل فى أكثر من دولة فال يجوز إذن أن يكون للطائرة أكثر من جنسية .
وتبرير هذا الحكم األخير إذ لو جاز أن تتمتع الطائرة بأكثر من جنسية ألدى ذلك إلى إشاعة الفوضى فى المالحة الجوية الدولية ،وذلك
نظرا ً لتعدد وتضارب القوانين واألنظمة التى ستخضع لها الطائرة .
ثالثا :مشكلة جنسية الطائرات التابعة لمؤسسة لالستغالل الجوى الدولى أو المشترك
لم تهتم اتفاقية شيكاغو لسنة 1944بمعالجة مشكلة جنسية الطائرات التابعة لمؤسسة لالستغالل الجوى الدولى أو المشترك ،اللهم
فيما أوردته المادة ( ) 77منها ،والتى تنص على أن " يقرر المجلس الطريقة التى تتبع فى تطبيق األحكام الخاصة بجنسية الطائرات
التى تسيرها مؤسسات النقل الجوى الدولية " .
وفيما يتعلق بجنسية الطائرات التابعة لمؤسسة لالستغالل الجوى الدولى أو المشترك فقد نصت المادة ( ) 2من القرار السالف على أنه
" مع عدم اإلخال ل بحقوق الدول المتعاقدة األخرى تعتبر أى من هذ الطائرات ،فيما يتعلق بتطبيق االتفاقية وكأنها تحمل جنسية كل
من الدولة المتعاقدة األعضاء المكونة لمؤسسة النقل الجوى الدولية " .
س :اكتب فى وظائف وسلطات قائد الطائرة؟
وظائف وسلطات قائدة الطائـرة
لماااااا كاااااان قائاااااد الطاااااائرة هاااااو الطياااااار المسااااائول عااااان تشاااااغيل الطاااااائرة وساااااالمتها بمااااان عليهاااااا فقاااااد خولاااااه القاااااانون مجموعاااااة
ماااااان الوظااااااائف والساااااالطات التااااااى تمكنااااااه ماااااان أداء المهمااااااة الموكلااااااة إليااااااه علااااااى الوجااااااه األكماااااال ،وتتحصاااااال هااااااذ الوظااااااائف
وتلك السلطات فى ثالث :فنية وتجارية ثم سلطات إدارية.
أوالً :الوظيفة الفنية:
تعتبر الوظيفة الفنية من أهم وظائف قائد الطائرة ،بل أن المشرعين فى مختلف الدول لم تخوله السلطات األخرى سواء كانت تجارية أم
إدارية إال لكى يتمكن من أداء هذ الوظيفة الفنية ،والتى تتمثل فى قيادة الطائرة على أحسن وجه.
وقد اهتم قانون الطيران المدنى بهذ الوظيفة وكرس لها العديد من النصوص التى توضح كيفية ممارستها ،ويمكننا من خالل هذ
النصوص رصد حدود هذ الوظيفة على ضوء المراحل الثالث الالزمة إلتمام الرحلة الجوية.
المرحلااااااة األولااااااى :االسااااااتعداد ل قااااااالع ،وعلااااااى قائااااااد الطااااااائرة فااااااى هااااااذ المرحلااااااة أن يتأكااااااد ماااااان سااااااالمة الطااااااائرة وسااااااالمة
كافة أجهزتها وعليه أيضا ً التأكد من كفاية الوقود.
كذلك يتعين على قائد الطائرة التأكد من أن تحميل الطائرة قد تم بطريقة سليمة ،روعيت فيه اعتبارات السالمة ،وأن يقوم بدراسة آخر
توقعات األرصاد الج وية ،وله فى هذا الشأن الحق فى تأجيل ،أو حتى إلغاء الرحلة متى تبين له أن ثمة مخاطر حقيقية ناتجة عن عدم
مالئمة األحوال الجوية.
15
أيضا ً يجب على قائد الطائرة أن يحرر ما يسمى بخطة الطيران يبين فيها مطار اإلقالع والمطار المقصود والمحطات الجوية التى يمر
من فوقها ،و الخط الجوى الذى سيتبعه ومستويات االرتفاع والسرعات التى يسير بها والفترة الزمنية للطيران ،وغير ذلك من البيانات
التى تستلزمها مالحق اتفاقية شيكاغو ،سيما الملحق الثانى والخاص بقواعد المالحة الجوية.
المرحلاااااة الثانياااااة :التحلياااااق فاااااى الجاااااو ،ومتاااااى أقلعااااات الطاااااائرة ،أصااااابح قا ئااااادها ،كماااااا يحلاااااو لااااابعض الفقاااااه ،هو"السااااايد بعاااااد
هللا" ،وتصاااااابح الطااااااائرة وماااااان علااااااى متنها"أمانااااااة"بين يديااااااه ،ولهااااااذا الساااااابب فقااااااد اهااااااتم قااااااانون الطيااااااران الماااااادنى ببيااااااان
سلطات والتزامات قائد الطائرة خالل تلك الفترة.
فعلى القائد قيادة الطائرة طبقا ً لقواعد الجو المعمول به ،وعليه التقييد ب األنظمة المتعلقة بقواعد الحركة الجوية ،وتعليمات وتصاريح
مراقبة الحركة الجوية .كما ال يجوز له أن يحلق على ارتفاعات أقل من تلك التى تحددها السلطات المختصة ،أو أن يحلق على مقربة
من طائرة أخرى ،أو أن يقود الطائرة بإهمال واستهتار على نحو يعرض حياة المسافرين وممتلكاتهم للخطر.
المرحلااااااة الثالثااااااة :مرحلااااااة الهبااااااوط ،وتعتباااااار هااااااذ المرحلااااااة ماااااان أدق المراحاااااال التااااااى يتعااااااين علااااااى قائااااااد الطااااااائرة خاللهااااااا
التحلااااااى بااااااالحرص والحااااااذر الشااااااديدين ،فعليااااااه االلتاااااازام بقواعااااااد الطيااااااران فااااااى هااااااذ المرحلااااااة ماااااان حيااااااث معاااااادل الساااااارعات
ومسااااااتويات االرتفاااااااع إلااااااى غياااااار ذلااااااك .ومتااااااى دنااااااى ماااااان ال مطااااااار المقصااااااود كااااااان عليااااااه التقيااااااد بتعليمااااااات باااااارج المراقبااااااة
وإشارات المالحة الجوية وغير ذلك من القواعد الفنية المتبعة عند الهبوط.
ثانياً :الوظيفة التجاريــة:
يُقصد بالوظيفة التجارية لقائد الطائرة مكنه هذا األخير ،باعتبار نائبا ً عن مستغلها إجراء بعض التصرفات القانونية الالزمة إلتمام
والمشرع الذى
ّ الرحلة ولم ينظم قانون الطيران المدنى المصرى ،هذ الوظيفة ،كذلك لم تهتم المعاهدات الدولية بتنظيم هذ المسألة،
أعدته اللجنة الفنية لخبراء الطيران سنة ،1947والذى أجاز لقائد الطائرة إجراء التصرفات التالية دون إذن خاص من مالكها:
أ – إجراء المشتريات الالزمة إلتمام الرحلة.
ب – إجراء اإلصالحات الضرورية إلتمام الرحلة.
جـ -مباشرة أى تصرف أو إنفاق المبالغ الضرورية لتأمين سالمة الركاب وأعضاء الطاقم.
د – إجراء القروض الالزمة لمباشرة التصرفات السابقة.
هـ -تعين أعضاء طاقم جدد ،لفترة الرحلة عوضا ً عن غيرهم متى كان ذلك ضروريا ً إلتمام الرحلة.
وإذا كان قانون الطيران المدنى لم ينظم هذ الوظيفة ،فإن حسن أداء مرفق النقل الجوى يقتضى االعتراف لقائد الطائرة بتمكنه إجراء
التصرفات القانونية الالزمة إلتمام الرحلة .على أننا نعتقد ضرورة تقييد هذ الوظيفة المخولة لقائد الطائرة بالحاالت التى ال يستطيع
قائد الطائرة فيها تلقى تعليمات من مستغل الطائرة ،وبشرط أال تمتد هذ السلطات إلى ترتيب حق عينى أصلى أو تبعى على الطائرة،
وعلى ذلك فال يستطيع قائد الطائرة بيعها أو رهنها إال بإذن خاص من مالكها.
ثالثاً :الوظيفة اإلداريــة:
وحتى يتمكن قائد الطائرة من أداء المهام الموكلة إليه ،فقد أعطت له التشريعات المختلفة وظائف أو سلطات إدارية على باقى أعضاء
الطاقم ،بل وحتى فى مواجهة المسافرين أنفسهم.
ويتمتع قائد الطائرة بسلطات رئاسية تجا باقى أفراد الطاقم ،فعليهم االنصياع ألوام ر ،كما أن له أن يكلفهم ببعض األعمال غير تلك
التى تدخل فى مهامهم األصلية متى اقتضت ذلك الظروف التى تمر بها الطائرة ،وبطبيعة الحال فإن سلطات قائد الطائرة تجا أعضاء
الطاقم تنتهى عند أية نقطة تهبط فيها الطائرة.
أما عن سلطات القائد فى مواجهة المسافرين فإنها ت رتكز على ضرورة التزام الركاب التعليمات ومراعاة واجبات األمن والنظام على
متن الطائرة.
فإذا ما تيقن قائد الطائرة أن راكبا ً قد ارتكب ،أو حتى فى طريقه الرتكاب فعل من األفعال التى من شأنها تعريض أمن وسالمة الطائرة
ومن على متنها للخطر كان له ،سلطة اتخاذ التدابير الضرورية والمناسبة لحفظ األمن والنظام على الطائرة .حتى ولو وصل األمر إلى
استخدام القوة ضد هذا الراكب أو حتى إعطائه عقارا ً مخدراً .وللقائد أن يستعين فى ذلك بأعضاء الطاقم ،بل وله أن يطلب هذ المعونة
من المسافرين أنفسهم ،دون أن يكون له حق إجبارهم على تقديم هذ المعونة.
وباإلضافة لهذ السلطات يميل بعض الفقه ،إلى إعطاء قائد الطائرة بعض الصالحيات األخرى سيما فى مجال األحوال الشخصية مثل
إمكانية إبرام عقود الزواج وتسجيل المواليد والوفيات التى تتم على متن الطائرات إلى غير ذلك.
16
س :اكتب فى مسئولية قائد الطائـرة؟
(مسئولية قائد الطائــرة)
تقوم المسئولية المدنية لقائد الطائرة فى نظر الكثير من الفقه على أساس الخطأ التقصيرى الواجب إثباته من جانب المضرور أو
ورثته .صحيح أن تأسيس المسئولية على هذا النحو فيه إرهاق كبير للمضرورين ،إذ ال يمكنهم فى الكثير من األحيان إثبات خطأ القائد،
إال أنه ال يمكننا فى المقابل افتراض الخطأ ألنه ليس إال تابعا ً لشركة الطيران ،وبالتالى فهو ال يحوز الطائرة لحسابه الخاص ولهذا فال
يمكن اعتبار حارسا ً لألشياء.
أوالً :معيار خطأ قائد الطائرة وحاالته:
تقوم مسئولية قائد الطائرة على أساس الخطأ التقصيرى الواجب إثباته ،والخطأ التقصيرى عموما ً هو اإلخالل بالتزام يفرضه القانون.
وفى مجالنا هنا فإن هذا الخطر ال يعدو أن يكون إال اإلخالل با لقواعد واألصول التى يتعين على القائد إتباعها فى قيادته للطائرة.
فيعد قائد الطائرة مرتكبا ً لخطأ موجبا ً لمسئولية متى لم يراع القواعد واألصول الفنية التى نصت عليها القوانين وتقضيها الظروف
الجوية وطراز الطائرة التى يقودها وذلك عند الصعود بالطائرة أو أثناء طيرانها أو عند الهبوط بها.
ويعد قائد الطائرة مخطئا ً متى لم يتأكد من كافية الوقود قبل إقالع الطائرة كذلك يخطئ قائد الطائرة ،كما ذهبت لذلك محكمة استئناف
باريس ،متى شرع فى الصعود بطائرته رأسا ً وبزاوية حادة للغاية دون مراعاة درجات الصعود المقررة مما أدى إلى فقدان الطائرة
توازنها وجعلها تحت رحمة الريح التى كانت تعصف بشدة.
وفى أثناء الطيران يتعين على قائد الطائرة كذلك مراعاة األصول الفنية فى الطيران ،فيعد مخطئاً ،كما ذهبت لذلك إحدى المحاكم
الجزائرية ،متى قرر الطيران على ارتفاع منخفض جدا ً مما أدى إلى اصطدام الطائرة بأسالك الكهرباء .أو متى قام بتخفيض حاد ألنف
الطائرة فى حالة دخولها دوامة هوائية مما جعال تهوى بسرعة فاقت سرعة الصوت وتفككها ثم ارتطامها باألرض ،أو أنه لم ينبه على
الركاب بربط أحزمة األمان مما أدى إلى إصابتهم بجروح أثناء عبور الطائرة لمطب هوائى.
كذلك يعد قائد الطائرة مخطئاً ،كما ذهبت لذلك محكمة تولوز بفرنسا ،إذا شرع فى الهبوط وكانت الطائرة ما زالت تطير بسرعة كبيرة
وقام بانحناءة خطرة مما أدى إلى وقوع الحادث.
وباختصار ،فيعد قائد الطائرة مرتكبا ً لخطأ موجبا ً لمسئوليته متى كان ما أتا قائد الطائرة يخالف األصول المتبعة فى الطيران بالنسبة
لطراز الطائرة التى يقودها ،وتلك مسألة واقع تقدرها محكمة الموضوع التى تنظر النزاع على ضوء ما يقرر أهل الخبرة فى شئون
الطيران.
ثانياً :التفرقة بين الخطأ الفنى فى قيادة الطائرة والغلط فى التقدير:
لهذ التفرقة أهمية بالغة ،ذلك أنه فى ح ين يسأل قائدها الطائرة عما يرتكبه من أخطاء فنية فى قيادته للطائرة ،فإنه ال يسأل فى األحوال
التى يكون فيها ما أتا هو مجرد غلط فى التقدير.
وتثار فكرة الغلط فى التقدير فى الحاالت التى تواجه فيها الطائرة خطرا ً حقيقاً ،ويكون أمام قائدها عدة خيارات لتفادى وقوع الكارثة
فإذا ما اختار أحد الحلول المناسبة لنوع الطائرة التى يقودها ولطبيعة الظروف التى يمر بها ،وفى الوقت المناسب ،والذى قد ال يتجاوز
ثوان معدودة كما هو الحال فى الطائرات النفاثة ،ومع ذلك وقعت الكارثة كان ما أتا قائد الطائرة ليس إال غلطا ً فى التقدير ال يترتب
عليه مسئوليته .وعلى العكس تماماً ،إذا الحت الكارثة فى األفق أو أظهرتها مؤشرات الطائرة ،وبدت الحلول عديدة لتفادى الحادث،
ولكن قائد الطائرة لم يشأ أو لم يستطيع أن يسلك أيا ً منها ،اعتبر ما أتا خطأ فنيا ً موجبا ً لمسئوليته.
وهكذا يبدو الفرق بين الخطأ الفنى فى قيادة الطائرة والغلط فى التقدير فى أن األول يترجم مؤقت سلبى من القائد فى مواجهة الحادث
فى حين أنه يقوم فى الثانى بما تمليه عليه األصول الفنية للطيران ومع ذلك ال يستطيع أن يتفادى الحادث.
ثالثاً :حدود مسئولية قائد الطائـرة:
قائد الطائرة غالبا ً ما يعمل بص فته متبوع لشركة الطيران ،كذلك فسوف نوضح فيما بعد أن هذ الشركات تستطيع فى حالة الرجوع
عليها بالتعويض ،االستفادة من الحد األقصى للتعويض الذى تقرر اتفاقية روما لسنة 1952الخاصة باألضرار التى تحدثها الطائرة
لألغيار على السطح أو الذى تقرر اتفاقية وارسو لسنة 1929بشأن النقل الجوى .والسؤال المطروح اآلن يتعلق بمدى استفادة قائد
الطائرة من الحد األقصى الذى تقرر هاتين االتفاقيتين؟
لقد ثار هذا التساؤل خالفا ً فقهيا ً حادا ً قبل تعديل اتفاقية وارسو ببروتوكول الهاى لسنة ،1955إذ فى حين رأى البعض أن قائد الطائرة
ال يمكنه االستفادة من الحد األقصى للتعويض بقوله أن مسئوليته هى مسئولية شخصية عن خطأ ارتكبه هو ،اتجا رأى آخر ،أبد
االتحاد الدولى لجمعيات الطيارين وشركات الطيران نفسها ،إلى استفادة قائد الطائرة من الحد األقصى للتعويض الذى تقرر االتفاقيات
المذكورة.
17
وقد جاء بروتوكول الهاى لسنة ،1955المعدل التفاقية وارسو لسنة ،1929مؤيدا ً لهذا الرأى األخير ،فنصت المادة 14منه على
أن"إذا رفعت دعوى على تابع الناقل عن ضرر مما أشير إليه فى هذ المعاهدة فلهذا التابع أن يتمسك بحدود المسئولية التى يحق
للناقل أن ينتفع بها بالتطبيق ألحكام المادة ،إذا أثبت أنه كان يعمل فى نطاق وظائفه.
س :اكتب في المسئولية عن األضرار التى تحدثها الطائرة في اتفاقية روما لسنة 1952؟
المسئولية عن األضرار التى تحدثها الطائرة على السطح في اتفاقية روما لسنة 1952
أوالً :أساس المسئوليــة:
أغلب القوانين الوطنية قد اعتنقت مبدأ المسئولية الموضوعية لمستغل الطائرة بالنسبة لألضرار التى تحدثها لألغيار الموجودين على
األرض .أما في اتفاقية روما فلم يكن إقرار هذا المبدأ أمرا ً سهالً ،إذ دافعت بعض الدول ،سيما الواليات المتحدة األمريكية ،والتى كانت تخدم
وحدها نصف الخطوط الجوية العالمية آنذاك عن فكرة الخطأ الواجب إثباته من جانب المضرور على السطح.
ولقد رأت الغالبية العظمى من الوفود أنه ليس من األنصاف مسايرة وفد الواليات المتحدة فيما يذهب إليه وتحميل المضرور على األرض،
وهو البرئ تماماً ،عبء البحث عن أخطاء ارتكبت في السماء ،ولهذا أقرت االتفاقية مبدأ المسئولية الموضوعية لمستغل الطائرة.
غير أن االتفاقية لم تشأ ،إرضاء للواليات المتحدة األمريكية أن تذهب بمبدأ المسئولية الموضوعية إلى نهايته ،وذلك على الرغم مما يوفر
من حماية للعزل عن األرض ،إن التاريخ هو التاريخ والعالم هو العالم وقديما ً قال"بسكال"أن"القوة هى سيدة العالم ،ال الرأى" ،وكان البد
إذن من حلول"تصالحية"يملى فيه القوى ،كما يقول"يرنج"إرادته ثم يحترم الصلح لمصلحته.
وهكذا وبعد أن أقرت االتفاقية مبدأ المسئولية الموضوعية ،رأت وضع حد أقصى للتعويض يستفيد منه المستغل طالما لما يكن الضرر نتيجة
فعل متعمد أو امتناع مقصود من جانب المستغل أو تابعيه أو وكالئه.
ثانياً :شروط انعقاد المسئولية:
–1الشروط المتعلقة بالضرر:
أ -من حيث مكان وقوع الضرر:
يشترط لسريان االتفاقية أن يقع الضرر المطلوب التعويض عنه على إقليم دولة متعاقدة والستجالء هذا الشرط فإنه ينبغى أوالً تحديد
المقصود بالدولة المتعاقدة ثم باإلقليم ولم تشأ االتفاقية ترك هذ المصطلحات والتى لم تترك االتفاقية تحديدها الجتهادات الفقه والقضاء،
ولكنها نصت في مادتها الثالثون على أنه يقصد بتعبير الدول المتعاقدة في هذ االتفاقية كل دولة صدقت على االتفاقية أو انضمت إليها أو
انسحبت منها ولم يولد انسحابها أثر بعد.
أما بخصوص المقصود"باإلقليم" فأن هذا التعبير ال يقتصر على اإلقليم المركزى للدولة ،ولكنه يشمل كل األقاليم التى تمثلها في عالقاتها
الخارجية .كذلك اعتبرت االتفاقية في مادتها 2/23السفينة في أعالى البحار أو الطائرات جزء من إقليم الدولة المسجلة فيها ،وعليه تنطبق
االتفاقية إذا كانت هذ الدولة المسجلة فيها متعاقدة ،والعكس صحيح.
وأخيرا ً يالحظ أن العبرة هى بمكان وقوع الضرر فال أهمية إذن لجنسية المضرور ،وعلى ذلك تنطبق االتفاقية متى وقع الضرر على إقليم
دولة متعاقدة حتى ولو كان المضرور أو المضرورين ينتمون بجنسيتهم إلى دولة أخرى غير متعاقدة.
ب – من حيث جنسية وحالة الطائرة التى تسببت في الضرر:
كانت المادة 1/23من اتفاقية روما تشترط لسريان االتفاقية أن يكون الضرر ناشئا ً عن طائرة مسجلة في دولة أخرى متعاقدة .وكان الرأى
مستقر آنذاك على أن العبرة هى بمكان تسجيل الطائرة .فإذا وقع الضرر في دولة متعاقدة من طائرة مسجلة في نفس الدولة فال تسرى أحكام
االتفاقية ،ولكن تسرى أحكام القانون الوطنى أو الداخلى في هذ الدولة.
وقد اختلف هذا الوضع بع د التعديل الذى أتى به بروتوكول مونتريال لسنة ،1978حيث نص هذا التعديل على أن تطبيق االتفاقية على
األضرار الناشئة عن طائرة مسجلة في دولة متعاقدة أخرى أو عن طائرة يكون مركز النشاط الرئيسى لمستغلها أو إقامته الدائمة في دولة
أخرى متعاقدة أيا ً كانت الدولة التى سجلت فيها الطائرة.
وبموجب هذا التعديل فإن أحكام االتفاقية تكون واجبة التطبيق في حالتين :األولى :حيث يقع الضرر في إقليم دولة متعاقدة من طائرة مسجلة
في دولة متعاقدة أخرى ،أما الثانية ،وهى التى أضافها تعديل مونتريال ،حيث يقع الضرر على إقليم دولة متعاقدة من طائرة يقع مركز
النشاط الرئيسى لمستغلها أو إقامته الدائمة في دولة متعاقدة أخرى حتى ولو كانت الطائرة مسجلة في دولة غير متعاقدة.
ولم تشأ االتفاقية أن تترك تحديد المقصود بحالة الطيران للقوانين الوطنية مثلما فعلت بالنسبة لتعريف الطائرة ،ولكنها حددت المقصود بهذا
ا لمصطلح وفرقت في هذا الشأن بين الطائرات األثقل من الهواء وتلك األخف منه والمعروفة باسم اإليروستات ،وبالنسبة للنوع األول من
الطائرات فإنها تعتبر في حالة طيران منذ لحظة استخدام القوة المحركة بغرض اإلقالع وحتى تمام الهبوط .أما الطائرات األخف من الهواء،
وكذلك ا لطائرة العمودية (الهليوكوبتر) ،فإنها تعتبر في حالة طيران منذ انفصالها عن السطح وحتى اتصالها به تارة أخرى.
وترتيبا ً عن ذلك ال تنطبق اتفاقية روما على األضرار الناجمة عن انفجار طائرة كانت ساكنة تماما ً في المطار ،أو على طائرة حال قطرها
إلخراجها من الحظائر أو إدخالها فيها ،بل إن االتفاقية ال تطبق ،على ما يذهب لذلك الرأى الغالب في الفقه ،حتى ولو كان الضرر ناجما ً عن
طائرة حال استخدامها لقوتها المحركة ولكن ليس بغرض اإلقالع ،كما لو تعلق األمر بتجربة محركاتها.
جـ -من حيث نوع الضــرر:
ً
قدمنا أن األضرار التى يمكن أن تحدثها الطائرة على السطح قد تكون أضرارا مباشرة ،كأن تسقط الطائرة محترقة فتهلك النسل والحرث ،أو
يسقط جزء أو شيء منها فيقتل عابر سبيل ،وقد تكون أضرارا ً ناتجة عن الضوضاء والضجيج الذى تحدثه الطائرة أثناء مرورها في الجو.
18
والواقع أن استبعاد هذا النوع األخير من األ ضرار من الخضوع ألحكام االتفاقية يعد ثغرة هامة سيما بعد التطورات التكنولوجية الحديثة
واختراع الطائرة النفاثة التى تحدث الكثير من الضوضاء والفرقعات عند اختراقها حاجز الصوت مما قد يسبب أضرارا ً فادحة.
على أى حال فإن اتفاقية روما لسنة 1952قد قيدت هذا االستبعا د بأن تكون الطائرة قد التزمت بقواعد التحليق المعمول بها ،مما يفيد أن
أضرار التحليق هذ تخضع لالتفاقية في كل األحوال التى تخرق فيها الطائرة هذ القواعد.
د – حاالت الضرر المستبعدة:
وقد أوردت االتفاقية حاالت الضرر المستبعدة من نطاقها:
الحالة األولى :وقد حددتها المادة 34بأنها األضرار التى تلحق بطائرة في حالة طيران أو باألشخاص أو األموال الموجودة على متنها ،وذلك
بطبيعة الحال ،من طائرة أخرى في حالة طيران ،ويواجه هذا النص في الواقع حاالت التصادم الجوى والتى تقع بين طائرتين في حالة
طيران حيث استبعدتها االتفاقية من نطاق تطبيقها وذلك ألنها لم تأت إال لحماية األغيار الموجودين على السطح ،أما حاالت التصادم
فتحكمها قواعد التصادم الجوى في القانون الداخلى ،كذلك تتكفل قواعد المسئولية العقدية ،وتحديدا ً أحكام عقد النقل الجوى ،بتعويض
األشخاص أو األموال التى كانت موجودة على متن هذ الطائرات.
الحالة الثانية :وبينتها المادة 25حيث نصت على عدم سريان أحكام االتفاقية على األضرار التى تحدثها الطائرة متى كانت المسئولية عن
هذ األضرار ينظمها عقد بين المضرور والمستغل أو مستعمل الطائرة وقت حدوث الضرر ،أو كانت تنظمها تشريعات العمل الواجبة
التطبيق على عقود العمل المبرمة بين المضرورين ومستغل الطائرة.
ويواجه هذا النص الفرض الذى يحدث فيه الضرر من طائرة في حالة طيران لألشخاص الموجودين على السطح والذين يرتبطون مع
مستغل الطائرة بعالقة عقدية ،مثل تابعى المستغل الذين يسهرون على خدمة الطائرة في إقالعها وهبوطها ومثل األشخاص المجاورين
للمطار والذين يبرمون مع إدارته اتفاقا ً لتنظيم المسئولية .ففي كل هذ الحاالت ال يكون المضرور بحاجة إلى حماية االتفاقية حيث تتكفل
العالقة العقدية التى تنظم المسئولية ،أو قوانين العمل الواجبة التطبيق على العقد ،بهذ الحماية.
الحالة الثالثة :وكانت تحددها المادة 26من اتفاقية روما بقولها "،ال تسرى االتفاقية على األضرار التى تحدثها الطائرات الحربية أو طائرات
الجمارك أو البوليس .وقد استبدل بروتوكول مونتريال هذا النص بأخر يقضى" بعدم سريان المعاهدة على األضرار الناجمة عن الطائرات
المس تخدمة في الخدمات الحربية أو الجمارك أو البوليس.
ويعتقد بعض الفقه ،وبحق أن هذا التعديل يؤدى إلى توسيع الحاالت التى ال تطبق فيها االتفاقية ،ذلك ألن عدم تطبيق االتفاقية لم يعد – في
ظل هذا التعديل – مقصورا ً على األضرار التى تحدثها الطائرات الحربية وطائرات الجم ارك والشرطة المملوكة للدولة ،ولكن وباإلضافة لهذ
األضرار ،فإن االتفاقية ال تطبق على األضرار الناجمة عن الطائرات المستخدمة في الخدمات الحربية أو الجمارك أو البوليس حتى ولو كانت
مملوكة ألشخاص طبيعية أو معنوية خاصة.
الحالة الرابعة :لم تنظم اتفاقية روما إال الحاالت الثالثة التى عرضنا لها حاالً ،أما الحالة الرابعة ،والتى نحن بصددها ،فقد أضافها بروتوكول
مونتريال لسنة 1978بنص جديد يقضى" بعدم سريان االتفاقية على األضرار ذات الطبيعة النووية" .وأمام عموم النص ،فال مجال لتطبيق
االتفاقية على هذا النوع من األضرار أيا ً كانت الطائرة التى أحدثتها.
س :اكتب فى مبدأ سيادة الدولة على فضائها الجوى ونتائجه في اتفاقية شيكاغو لسنة 1944؟
مبدأ سيادة الدولة على فضائها الجوى ونتائجه في اتفاقية شيكاغو لسنة 1944م
أوالً :مضمون المبـدأ:
استهلت معاهدة شيكاغو أحكامها ،شأنها في ذلك شأن القوا نين الوطنية ،بالنص صراحة على أن"كل دولة على الفضاء الجوى الذى يعلو
إقليمها سيادة كاملة ومطلقة" ولم تشأ المعاهدة ترك تحديد المقصود"باإلقليم"الجتهادات الفقه ،فنصت المادة الثانية منها على أنه"فيما
يتعلق بتطبيق هذ المعاهدة يشمل إقليم الدولة األراضى والميا اإل قليمية المالصقة لها ،الواقعة تحت سيادة الدولة أو سلطتها أو حمايتها أو
انتدابها.
ولم توضح االتفاقية الحد أو االرتفاع الذى تنتهى عند سيادة الدولة على ما يعلوها من فضاء ،وهو ما فتح الباب أمام اجتهادات الفقه،
فذهب البعض إلى االتفاقية لم تعن في أحكامها إال بالطائرات ،وهى األجهزة التى تستطيع التحليق اعتمادا ً على رد فعل الهواء ،وعليه فإن
مصطلح الفضاء الجوى الذى استخدمته االتفاقية ال يعنى سوى الغالف الهوائى ،وهو يشمل أقصى ارتفاع يمكن أن يصل إليه الطيران أما
فيما وراء ذلك فهو فضاء حر.
على أننا نعتقد مع البعض اآلخر من الفقه ،أن محاولة وضع أية حدود في هذا الشأن سوف تكون بالضرورة تحكمية عالوة على أنها لن
تكون كافية بسبب التطور المستمر في صناعة الطيران ،ولذلك فاألصح لدينا هو القول بامتداد سيادة الدولة على ما يعلوها من فضاء إلى ما
ال نهاية.
ثانيا :نتائج االعتراف بسيادة الدولة على فضائها الجوى في اتفاقية شيكاجو: ً
) 1حق الدولة في تحديد مناطق محرمة على الطيران:
إعماالً لمبدأ سيادة الدولة على فضائها الجوى ،وحقها في المحافظة على أمنها وأسرارها ،سيما العسكرى منها ،فقد أجازت المادة ( )9من
اتفاقية شيكاجو لكل دولة متعاقدة الحق في أن تقيد أو تمنع طائرات الدول األخرى من الطيران فوق مناطق معينة من إقليمها.
وتطبيقا ً لهذا الذى نصت عليه معاهدة شيكاغو ،نصت المادة 44من قانون الطيران المدنى المصرى على أنه:
-1لسلطات الطيران المدنى أن تحرم أو تقيد دون تمييز في الجنسية– تحليق الطائرة في األماكن اآلتية:
أ) وفق مناطق معينة في الجمهورية ألسباب عسكرية أو لمتطلبات النظام العام.
ب) فوق إقليم الجمهورية أو أى جزء منه ،وذلك في األحوال االستثنائية وألسباب تتعلق بالنظام العام.
19
-2لسلطات الطيران المدنى أن تحدد مناطق خطرة.
ونظرا ً لما أظهر العمل من إ ساءة استعمال الدول لحقها في تحديد مناطق محرمة ،فقد روعى ضرورة توافر عدة شروط عند تحديد هذ
المناطق ،إذ يجب أوالً أن يكون تحديد هذ المناطق معقوالً من حيث الموقع والمدى ،بحيث ال يعوق ،بال ضرورة حركة الطيران .ويجب ثانيا ً
لصحة هذا التحديد أال يكون هناك تمييز في المعاملة بخصوص منع التحليق فوق هذ المناطق ،بمعنى أن يكون المنع شامالً لطائرات الدولة
التى قامت بتحديد هذ المناطق ،خاصة التى تعمل في خطوط جوية منتظمة ،وطائرات الدول األخرى.
) 2حق الدولة في إغالق أجوائها الجوية أثناء الحرب أو األزمة الوطنية:
أعطت معاهدة شيكاغو للدولة الحق في تحريم الطيران فوق مناطق معينة إعماالً لمبدأ السيادة ،فقد أعطتها المادة 89من المعاهدة الحق
في التصرف في أجوائها في حالتى الحرب أو األزمة الوطنية .وفي الحالة الثانية فقط يتعين على الدولة أن تعلن أن بها أزمة وطنية وأن
تبلغ ذلك للمنظمة الدولية للطيران المدنى .أما في حالة الحرب فال يشترط هذا اإلعالن ألن إعالن الحرب يتعارض ،كما هو معلوم ،مع ميثاق
األمم المتحدة.
هذا ،ولم تحدد المعاهدة المقصود بالحرب أو األزمة الوطنية ،ويميل فقه القانون الدولى العام إلى تعريف الحرب بأنها النزاع المسلح بين
ال دول بهدف تحقيق غرض سياسى تكمن وراء مصالح وطنية .أما األزمات الوطنية فالراجح أنها خطر يهدد مجموع السكان ويبرر اللجوء
إلى إجراءات استثنائية كحرب أهلية أو انقالب عسكرى أو غير ذلك.
20
والسبب فى إثارة هذا التساؤل أن بعض الدول لم تنضم بعد إلى اتفاقية مونتريال لسنة 1999فى حين أنها مازالت أطرافا ً فى اتفاقية
وارسو لسنة .1929
وعلى حد علمنا ،فإن مثل هذا الفرض لم يعرض بعد على القضاء ،ونعتقد أنه إذا ما التزمنا حرفية النصوص فإن مثل هذا النقل لن
يخضع التفاقية وارسو وال التفاقية مونتريال ،وذلك ألنه يشترط لخضوع النقل فى مثل هذ الحالة-حالة ثنائية اإلقليم-التفاقية وارسو
أن تكون نقطة قيام الطائرة فى دولة طرف االتفاقية ونقطة الوصول فى دولة أخرى طرف فى ذات االتفاقية.
ونفس الحكم هو الذى نصت عليه اتفاقية مونتريال ،فيشترط لتطبيق أحكامها أن تكون نقطتا المغادرة والقصد النهائى واقعتين فى إقليم
دولتين طرفين.
على أى حال ،فقد اعتبرت االتفاقية -وهذ هى الحالة الثانية -النقل الذى تكون فيه نقطتا المغادرة والقصد النهائى واقعتين فى إقليم
دولة واحدة طرف فى االتفاقية نقال دوليا متى"كانت هناك نقطة توقف متفق عليها فى إقليم دولة أخرى حتى وإن لم تكن تلك الدولة
طرفا فى االتفاقية".
كذلك قررت اتفاقية مونتريال نفس الحكم الذى كانت تقرر اتفاقية وارسو بخصوص خضوع -النقل الجو المتتابع -وهو النقل الذى يقوم
به عدد من الناقلين المتتابعين -ألحكامها ،واعتبار نقال دوليا متى توافر فى هذا النقل المتتابع شرطان:
األول :أن تكون إرادة األطراف قد انصرفت إلى اعتبار هذا النقل"نقال واحدا ال يتجزأ".
أما الشرط الثانى :فيتعلق بضرورة أ ن يكون النقل قد تم بين إقليم دولتين أطراف فى االتفاقية أو فى إقليم دولة واحدة طرف مع وجود
نقطة توقف فى دولة أخرى.
ثالثا :المقابل:
المشرع فى االتفاقية أن يكون النقل بمقابل واالتجا الغالب يتجه إلى تفسير المقابل تفسرا ً واسعا يستوعب كل ميزة مباشرة أو
ّ اشترط
غ ير مباشرة يحصل عليها الناقل ،سواء اتخذت شكال نقديا أو عينيا أو حتى التزام بعمل يقوم به المسافر لمصلحة الناقل.
كذلك قررت اتفاقية مونتريال لسنة 1999ذات االستثناء على شرط المقابل والذى كانت تقرر اتفاقية وارسو .ومفاد ذلك أنه ،وإن كان
األصل أال تخضع عمليات ا لنقل المجانى لالتفاقية ،إال أنها تخضع لها متى كانت بها مؤسسة للنقل الجوى ،وحسبما استقر الرأى فى ظل
اتفاقية وارسو ،فإن هذ العبارة األخيرة ،أى مؤسسة النقل الجوى ،إنما تنصرف إلى كل شخص طبيعى أو معنوى يتخذ من عمليات
النقل حرفة له ،والسبب فى إخضاع مثل هذا النق ل لالتفاقية هو أنه إذا قامت منشأة من هذا النوع بعملية نقل مجانى فالغالب أن يكون
ذلك من باب الدعاية لمنشأة النقل ،كما لو تعلق األمر بنقل سياسى بارز أو فنانه شهيرة ،وبالتالى فإن الصفة التجارية ،أى المقابل ال
يكون منتفية.
وبناء عليه فإنه ،يتعين العتبار النقل المتتابع نقال دوليا أن يتوافر بشأنه شرطان:
األول :أن تكون إرادة األطراف قد انصرفت إلى اعتبار عمليات النقل المتتابعة نقال واحدا ،وتلك مسألة تفصل فيها المحكمة التى تنظر
النزاع ،وفقا لظروف ومالبسات كل حالة على حدة.
أما الثانى :فهو ضرورة أن تتوافر فى هذا النق ل ،الذى اعتبر األطراف عملية واحدة ،الصفة الدولية بأن يكون بين نقطتين على إقليم
دولتين أطراف فى االتفاقية أو بين نقطتين على إقليم دولة واحدة طرف فى االتفاق مع وجود مرسى جوى فى دولة أخرى.
21