You are on page 1of 21

1

‫س ( ‪ : ) 1‬تكلم عن ماهية السفينة ؟‬

‫أوال ‪ :‬تعريف السفينة‬


‫إن التقنين البحري الملغي لم يضع تعريفا ً للسفينة مما أدى بالفقه لوضع تعريف للسفينة‪ ،‬وقد عرفوها بأنها " كل منشأة عائمة صالحة‬ ‫‪‬‬
‫للمالحة البحرية ومخصصة لها على وجه االعتياد " ‪.‬‬
‫وبعد صدور القانون البحري الحالي والذي ألغى التقنين البحري الملغي الصادر ‪ 1883‬ووضع تعريفا ً محددا ً للسفينة حيث نصت المادة‬ ‫‪‬‬
‫األولى في فقرتها األولى والثانية على أن السفينة هي كل منشأة تعمل عادة ‪ ،‬أو تكون معدة للعمل في المالحة البحري ولو لم تهدف‬
‫إلى الربح ‪ ،‬وتعد ملحقات السفينة الالزمة الستغاللها جزء منها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الخصائص الناتجة من تعريف السفينة‬


‫( ‪ ) 1‬صالحية المنشأة للمالحة البحرية‬
‫لكي تتمكن المنشأة العامة من اكتساب وصف سفينة يجب أن تكون صالحة للمالحة البحرية والمقصود بالصالحية هنا هو أن تكون‬ ‫‪‬‬
‫السفينة بحالة جيدة وأن يتوافر فيها كافة اإلمكانيات والمواصفات الفنية التي تمكنها من القيام بالمالحة البحرية ‪.‬‬
‫وعلى هذا فوصف السفينة يبدأ مع شرط صالحيتها للمالحة البحرية وال يشترط حتى تكتسب هذ الصفة أن تكون أبحرت بالفعل وهذ‬ ‫‪‬‬
‫هي بداية حياة السفينة ‪.‬‬
‫أما المنشأة العائمة فتفقد وصف السفينة بمجرد زوال صالحيتها للمالحة البحرية نهائيا ً ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويتحقق هذا إما بتعرض السفينة لحادث بحري أدى إلى أن صارت حطاما ً ‪ ،‬وإما بتغيير تخصيصها وتحويلها إلى مركب صالح للمالحة‬ ‫‪‬‬
‫النهرية ‪.‬‬
‫ويثور تساؤل هام هل السفينة يجب أن تكون قا درة على الحركة بوسائلها الخاصة أداتها المسيرة شراعية أو بخارية ؟‬
‫حتى تكون صالحة للمالحة البحرية هنالك ثالث آراء ويتمثلوا في اآلتي ‪:‬‬
‫الرأي األول‬
‫ذهبت محكمة النقض اإليطالية إلى أن المنشأة العامة تكتسب وصف السفينة وتكون صالحة للمالحة البحرية إذا كانت قادرة على‬ ‫‪‬‬
‫الحركة بوسائلها الخاصة ‪.‬‬
‫الرأي الثاني‬
‫يذهب الفقه في فرنسا إلى أنه ال يشترط اكتساب المنشأة العائمة وصف السفينة أن تكون قادرة على المالحة البحرية بوسائلها الذاتية‬ ‫‪‬‬
‫أو الخاصة ألنه ال يوجد فرق بين وجود العنصر المحرك للعائمة ‪ ،‬على جسمها أو خارجه وهذا الرأي تم تأييد من معظم التشريعات‬
‫البحرية الحديثة ‪.‬‬
‫الرأي الثالث‬
‫ويتبنى هذا االتجا الفقه المصري والذي ذهب إلى أن المنشأة العائمة ال تكتسب وصف السفينة ومن صالحه للمالحة البحرية إال إذا‬ ‫‪‬‬
‫كانت قادرة على المالحة البحرية بوسائلها الخاصة ‪.‬‬
‫ونحن نؤيد ما ذهب إليه الفقه المصري في هذا الصدد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ‪ ) 2‬تخصيص المنشأة العائمة للمالحة البحرية على وجه االعتياد‬
‫ال تكتسب المنشأة العائمة وصف سفينة إال إذا كانت مخصصة للمالحة البحرية أي أن يكون غرضها هو المالحة البحرية ‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫‪‬‬
‫غرض المنشأة هو القيام بالمالحة في األنهار والميا الداخيلة والقنوات فال تكتسب المنشأة هنا وصف السفينة ومن أمثلتها‬
‫المستشفيات العائمة والكباري العائمة والزوارق ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يجب أن معرفة السفينة المخصصة للمالحة البحرية يجب أن تقوم بها على وجه االعتياد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فالمنشآت المخصصة للمالحة النهرية وقامت بعدة رحالت في المالحة البحرية ‪ ،‬ال تعد سفنا ً والعكس فالمنشآت المخصصة للمالحة‬ ‫‪‬‬
‫البحرية وقامت باإلبحار في األنهار الداخلية مرة أو مرات عديدة ال يفقدها وصف سفينة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬مدى أثر المستحدثات والتكنولوجيا على مفهوم السفينة‬
‫لقد تم تعريف السفينة بأنها منشأة عائمة تكون صالحة للمالحة البحرية ‪ ،‬إال أنه هناك مستحدثات تكنولوجيا ظهرت في ميدان النقل‬ ‫‪‬‬
‫البحري وأثارت كثيرا ً من المشاكل القانونية خاصة حول طبيعتها القانونية ‪ ،‬ومن أمثلتها ظهور ما يسمى بالطائرات المائية أو‬
‫المركبات المائية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ونظرا ً لكثرة المزايا التي تتمتع بها المركبات الجديدة‪ ،‬فبدأت تستخدم في ميدان النقل بصورة كبيرة أدت إلى وجود تنافس حقيقي بينها‬ ‫‪‬‬
‫وبين السفن والطائرات ‪.‬‬
‫ولكن مع ذلك يبقى السؤال هل قواعد القانون البحري ستطبق عليها أم قواعد القانون الجوي ؟‬

‫وسنتعرض ألهم اآلراء في هذا الصدد والتي تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬اللجنة البحرية الفيدرالية ولجنة الطيران المدني بالواليات المتحدة األمريكية ذهبوا إلى أن هذ المركبات أو الزحافات الهوائية تعتبر‬
‫سفن إذا مارس نشاطها في البحر ‪ ،‬واستبعد إسباغها بوصف طائرة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬القانون البلجيكي اعتبر الزحافات الهوائية من قبيل السفن وليست الطائرات ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬في إيطاليا هناك اتجاهين أولهم ذهب إلى اعتبار هذ الزحافات من قبيل الطائرات وثانيهم اعتبرها من قبل السفن ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬في فرنسا لم يستقر الفقه والقضاء على القواعد التي ستطبق على هذ المركبات فهي ال تعتبر سفن تطفو على سطح الماء وإنما‬
‫تفصلها عنه وسادة هوائية وال هي طائرة ألنها تحلق على ارتفاع بضعة سنتيمترات فوق سطح الماء تحوطها المخاطر البحرية الخاصة ‪.‬‬
‫ومن هنا انتهى الفقه الفرنسي إلى خضوع هذ المركبات من بعض الوجود لقواعد القانون الجوي ‪ ،‬ومن بعض النواحي األخرى لقواعد‬
‫القانون البحري ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬هيئة اللويدز ذهبت إلى اعتبار الزحافات الهوائية مركبات لها طابع خاص ال عالقة لها بالسفن أو الطائرات أي في مركز وسط ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬في إنجلترا اتجه المشرع اإلنجليزي إلى إصدار قانون خاص يطبق على هذ النوعية من المركبات الحديثة ‪.‬‬
‫رأي الدكتور ‪:‬‬
‫ونحن من جانبنا نرى أنه إذا كان محل هذ المركبات نقل بضائع فتخضع لقواعد القانون البحري ‪ ،‬وذلك ألن غالبية البضائع تتم عن‬ ‫‪‬‬
‫طريق البحر ‪.‬‬
‫أما إذا كان محل هذ المركبات نقل أشخاص وأمتعة فتخضع لقواعد القانون الجوي نظرا ً ألن معظم األشخاص سافرون عبر الطائرة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأما إذا تم استخدام هذ المركبات فوق اليابسة فتكون هذ المركبات برية ‪.‬‬
‫س ( ‪ : ) 2‬أكتب في الطبيعة القانونية للسفينة ؟‬
‫أوال ‪ :‬السفينة منقول ذات طبيعة خاصة‬
‫في البداية يجب أن نفرق ما بين العقار‪ ،‬والمنقول فاألولى شيء ثابت ال يمكن نقله من مكان إلى آخر دون تلف أما األخير فهو الشيء‬ ‫‪‬‬
‫المتحرك الذي يمكن نقله من مكان إلى آخر بسهولة ويسر ‪.‬‬
‫‪ ‬وبالتالي فالسفينة مال منقول وهذا ما تم النص عليه في المادة ‪ 4‬من قانون التجارة البحرية المصري ‪.‬‬
‫إال أن نص المادة الرابعة من القانون البحري أوجد استثنائين يتمثلون في اآلتي ‪:‬‬
‫االستثناء األول‬
‫أن ما جاء بالقانون البحري من أحكام متعلقة بالسفينة جاء مغايرا ً لما جاء باألحكام العامة في القانون المدني والمتعلقة بالنقل‬ ‫‪‬‬
‫وسنستعرض األحكام المتعلقة بالسفينة والتي تتلخص فيما يلي ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬أنه يجب أن تقع كافة التصرفات التي موضوعها إنشاء أو نقل أو انقضاء حق الملكية أو غير من الحقوق العينية على السفينة‬
‫بمحرر رسمي وإال كانت باطلة ‪ ،‬وال تنفذ هذ التصرفات في مواجهة الغير إال بعد شهرها ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬يخضع مالك السفينة على الشيوع بمجموعة من األحكام القانونية الخاصة فيما يتعلق بإدارتها ‪ ،‬وذلك من حيث استغالل السفينة وأي‬
‫قرار خاص باستغالل السفينة يجب أن يصدر من األغلبية المقررة هم المالكين ألكثر من نصف الحصص في السفينة وأما من حيث إدارة‬
‫السفينة ‪ ،‬فيجوز لألغلبية تعيين مدير إلدارة السفينة أو أكثر من مدير وهذا يرجع لقرار األغلبية المنصوص عليها في القانون ‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يقم المالك على الشيوع باتخاذ قرارات في هذا الصدد فيعتبر كل مالك على الشيوع مديرا ً له ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬إن المشرع المصري وضع نصوص قانونية خاصة بحقوق االمتياز الواردة على السفينة ‪ ،‬وتتمثل هذ الحقوق في المصاريف‬
‫القضائية والضرائب ا لمستحقة للدولة والديون الناشئة عن العقود التي يبرمها الربان والعمليات التي يمر بها خارج ميناء تسجيل السفينة‬
‫في حدود سلطاته المقررة له ومصاريف الحراسة والصيانة والخدمات البحرية والمكافآت المستحقة في حاالت اإلنقاذ وحصة السفينة في‬
‫الخسارات المشتركة والتعويضات الناشئة عن اإلصابات البدنية التي تحدث للمسافرين والربان والبحارة والتعويضات عن هالك أو تلف‬
‫البضائع واألمتعة والتعويضات من األضرار التي تلحق بمنشآت المواني وغير ذلك من حقوق االمتياز ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬لقد وضع المشرع أحكاما ً قانونية خاصة على السفينة فيما يتعلق بالحجز عليها وذلك سواء كان الحجز تحفظي أو تنفيذي ‪ ،‬وهذ‬
‫األحكام التي قررت في القانون البحري وجاءت مغابرة تماما ً لألحكام المتعلقة بالحجز على المنقوالت في القانون المدني وتقترب بصورة‬
‫أكبر من األحكام المتعلقة بالحجز على العقارات ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫االستثناء الثاني ‪ :‬فهذا االستثناء يشتمل على قاعدتين‬
‫القاعدة األولى ‪ :‬الحيازة في المنقول‪ -‬سند الملكية بسبب صحيح‬
‫يمكننا تعريف الحيازة بأنها " الحيازة وضع مادي به يسيطر الشخص سيطرة فعلية على شيء يجوز التعامل فيه من الشخص بنفسه‬ ‫‪‬‬
‫أو بواسطة غير على شيء أو حق يجوز التعامل فيه " ‪.‬‬
‫وهنا يجب مالحظة أن هناك منقوالت تخضع لهذ القاعدة ومنقوالت ال تخضع لها فالمنقوالت التي تخضع لهذ القاعدة هي كل منقول‬ ‫‪‬‬
‫مادي يمكن نقله من مكان إلى آخر دون تلف ‪.‬‬
‫ويجوز تداول هذ المنقوالت من يد إلى آخر ويجب أن يكون هذا المنقول يجوز التعامل فيه ‪ ،‬فالمخدرات مثال يمكن نقله من مكان إلى‬ ‫‪‬‬
‫آخر ودون تلف إال أنه ال يمكن التعامل فيه فهو غير مشروع ومن أمثلة المنقوالت المادية األوراق ‪ ،‬األقالم ‪ ،‬األنقاض المتهدمة من‬
‫البناء ‪.‬‬
‫أما المنقوالت التي ال تخضع لهذ القاعدة فتتمثل في المنقوالت ذات الطبيعة الخاصة مثل السفن ‪ ،‬والطائرات فهذ المنقوالت المادية‬ ‫‪‬‬
‫تخضع إلجراءات الشهر والقيد والمنقوالت المادية المعتبرة من األموال العامة ‪.‬‬
‫فهذ المنقوالت غير قابلة للتملك ‪ ،‬ومن ال يجوز تملكها بالحيازة ‪ ،‬فهي خارجة عن دائرة التعامل فيها ‪ ،‬وبالتالي ال يجوز الحجز عليها‬ ‫‪‬‬
‫ومن أمثلة هذ المنقوالت التحف والتماثيل واألسلحة والذخائر والمنقوالت المخصصة للنقل العام ‪.‬‬
‫القاعدة الثانية ‪ :‬اكتساب ملكية السفينة بالتقادم الطويل‬
‫هذ القاعدة تطبق على العقارات والمنقوالت ‪ ،‬وقد نصت م‪ 968/‬من القانون المدني المصري على " من حاز منقوال أو عقارا ً ودون‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون هذا الحق خاصا ً به كان له أن يكتسب ملكية الشيء أو الحق العيني إذا استمرت حيازته دون انقطاع خمسة عشر سنة " ‪.‬‬
‫وعلى ذلك انقسم الفقه إلى فريقين‪ :‬األول‪ :‬يجيز تطبيق أحكام التقادم الطويل على السفينة ‪ ،‬والثانية لم يجيز ذلك إال إذا تم اتباع كافة‬ ‫‪‬‬
‫اإلجراءات الملكية المنصوص عليها ‪.‬‬
‫ونحن نؤيد الرأي الثاني الذي ذهب إلى عدم جواز اكتساب ملكية السفينة بالتقادم الطويل وذلك استنادا ً لنص المادة الرابعة من القانون‬ ‫‪‬‬
‫البحري والتي تنص على أنه" مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في هذا القانون تسري على السفينة أحكام المال المنقول عدا حكم‬
‫تملكه بالحيازة "‬
‫ثانيا ‪ :‬ذاتية السفينة‬
‫‪ ‬السفينة لها طبيعة ذاتية خاصة فتتميز بعديد من العناصر تميزها عن باقي المنقوالت العادية ‪.‬‬
‫ومن أهم هذ العناصر ما يلي ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬اسم السفينة‬
‫السفينة يجب أن يكون لها اسم يميزها عن غيرها من السفن األخرى ‪ ،‬وعلى المالك االلتزام باختيار اسم السفينة ويتم الموافقة عليها‬ ‫‪‬‬
‫من الجهة اإلدارية المختصة والهدف من هذ الموافقة تكمن في التحقق من اسم السفينة المختار ال يتكرر أو يتشابه مع اسم سفينة‬
‫أخرى ويجب أن يوضع اسم السفينة في مكان ظاهر ‪.‬‬
‫ويعاقب بالحبس مدى ال تجاوز سنة وبغرامة ثالثة آالف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين ذلك في حالة مخالفة الحكم السابق ذكرها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ‪ ) 2‬موطن السفينة‬
‫يجب تحديد موطن للسفينة فلهذا التحديد أهمية كبرى في تعيين جنسية السفينة وتحديد القانون الواجب التطبيق في حالة وجود نزاع‬ ‫‪‬‬
‫والمحكمة المختصة بنظر موضوع التنازع ‪ ،‬فموطن السفينة في ميناء التسجيل أي الذي تم تسجيل السفينة فيها ‪ ،‬وميناء التسجيل‬
‫غير ميناء االستغالل ‪.‬‬
‫ويجب كتابة موطن السفينة في مؤخرتها بصورة واضحة وبحروف ظاهرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجدير بالذكر أن السفينة يجب أن يكون لها موطن واحد ‪ ،‬وال يجوز أن يكون للسفينة أكثر من موطن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ‪ ) 3‬جنسية السفينة‬
‫يجب أن تكتسب السفينة جنسية دولة معينة ‪ ،‬ولكن في بداءة األمر اعتبر الفقه أن الجنسية مقررة لصالح األشخاص الطبيعيين‬ ‫‪‬‬
‫باعتبارها في الرابطة القانونية بين الشخص الطبيعي والدولة التابع لها‪ ،‬إال أنه في النهاية ‪ ،‬أجمعت التشريعات الوطنية المختلفة على‬
‫ضرورة اكتساب السفينة ل جنسية دولة معينة والهدف من تحديد جنسية السفينة هو معرفة القانون الواجب التطبيق ‪ ،‬ومعرفة المحكمة‬
‫المختصة بنظر النزاع ‪.‬‬
‫والسفينة تكتسب جنسية دولة واحدة‪ ،‬وال يجوز لها أن تكتسب أكثر من جنسية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪4‬‬
‫وهناك مجموعة من الشروط يجب توافرها الكتساب السفينة جنسية دولة معينة ‪ ،‬ومن هذا المنطلق سنتحدث عن ‪:‬‬
‫شروط اكتساب السفينة للجنسية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫آثار اكتساب الجنسية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( أ ) شروط اكتساب السفينة للجنسية‬

‫إن التشريعات الوطنية المختلفة وضعت مجموعة من الشروط الكتساب السفينة تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬أن تكون السفينة مبنية في الدولة ( شرط الطاقم الوطني ) إال أن هذا الشرط غير منصوص عليه في تشريعات الدول النامية وإنما‬
‫منصوص عليه في تشريعات الدول العظمى كإنجلترا وفرنسا ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬أن تكون السفينة مملوكة كلها أو بعضها لوطنين( شرط الملكية الوطنية ) ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬أن يكون أفراد الطاقم كلهم أو بعضهم من الوطنيين ( شرط الطاقم الوطني ) ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬ان تكون السفينة مسجلة في احد المواني المصرية ( شرط التسجيل الوطني ) ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقانون البحري المصري‬

‫‪ ‬نجد ان المشرع المصري اشترط ثالث شروط الكتساب السفينه الجنسية المصرية وهم شرط الملكية الوطنية ‪ ،‬وشرط التسجيل‬
‫الوطني ‪ ،‬شرط الطاقم الوطني ‪.‬‬
‫( ‪ ) 1‬شرط الملكية الوطنية ‪:‬‬
‫مفاد هذا الشرط أن السفينة لكي تكتسب الجنسية المصرية يجب أن تكون مملوكة ألشخاص مصريين ‪ ،‬أما في حالة امتالك أشخاص‬ ‫‪‬‬
‫السفينة على الشيوع يجب أن تكون أغلبية الحصص مملوكة لمصريين ‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنسبة لألشخاص االعتباريين " الشركات " فالسفينة المملوكة لشركة " شخص اعتباري " تستلزم لكي تكتسب السفينة الجنسية‬
‫المصرية أن تكون الشركة مصرية وهذا يتوافر في حالة ما إذا كانت الشركة مركز إدارتها الرئيسي جمهورية مصر العربية ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬شروط التسجيل الوطني ‪:‬‬
‫لقد اشترط المشرع المصري توافر نسبة معينة من المصريين ضمن طاقم السفينة‪ ،‬وذلك كشرط لالكتساب السفينة الجنسية المصرية ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلك ما تم النص عليه في المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 84‬لسنة ‪ 1949‬في شأن تسجيل السفن ‪.‬‬
‫والذي ينص على أن " شطب مصلحة المواني والمنائر تسجيل السفينة في حالة عدم مراعاة االشتراطات الخاصة بالجنسية المصرية‬ ‫‪‬‬
‫الواجب توافرها في البحارة وضباط المالحة والمهندسين البحريين والربان أو االشتراكات الخاصة للطالب البحريين وتعيين هذ‬
‫االشتراطات بقرار من وزير االتصاالت " ‪.‬‬

‫فاالشتراطات المنصوص عليها في المادة العاشرة من قانون تسجيل السفن والصادر بقرار من وزير المواصالت ‪ ،‬تتمثل في اآلتي ‪:‬‬
‫( أ ) أن يكون ‪ % 95‬على األقل من البحارة ومن في حكمهم على أية سفينة من المصريين ‪ ،‬واال تقل أجورهم عن ‪ % 90‬من مجموع‬
‫أجور هذ الطائفة ‪.‬‬
‫( ب ) أن يكون ‪ % 75‬من ضباط المالحة ومن في حكمهم من المهندسين البحريين والربان من المصريين ‪ ،‬وأال تقل مرتباتهم عن ‪% 70‬‬
‫من مجموع مرتبات هذ الطائفة إال أن هذا القرار تم إلغاء وحل محله قرار وزير النقل والمواصالت والنقل البحري رقم ‪ 68‬لسنة ‪، 1984‬‬
‫والذي نص على أنه " يجب أال يقل نسبة عدد المصريين من ربان وضباط المالحة وال مهندسين البحريين‪ ،‬الذين يعملون بالسفينة التجارية‬
‫المصرية عن ‪ % 95‬من مجموع عددهم في السفينة وال تقل مرتباتهم عن ‪ % 90‬من مجموع مرتبات هذ الطوائف " ‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن السفينة يثبت لها الجنسية بمجرد رفع علم الدولة التابعة لها وهذا ما تم النص عليه في المادة ‪ 6‬فقرة ‪ 1‬والتي تنص‬ ‫‪‬‬
‫على "على كل سفينة أن ترفع علم جمهورية مصر العربية وال يجوز أن ترفع علما ً آخر " ‪.‬‬
‫ويعاقب كل من يخالف حكم الفقرة السابقة بالحبس مدة ال تتجاوز سنة وبغرامة ال تتجاوز ثالثة آالف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ب ) آثار اكتساب الجنسية‬
‫يترتب على اكتساب السفينة لجنسية دولة معينة مجموعة من اآلثار ‪ ،‬وتتمثل في اآلتي فالسفينة الوطنية باالمتيازات الدبلوماسية في‬ ‫‪‬‬
‫الخارج وحماية الدولة التابعة لها‪.‬‬
‫ويترتب أيضا ً معرفة القانون الواجب التطبيق في حالة حدوث نزاع ‪ ،‬وأيضا ً منح الدولة مجموعة من المزايا لصالح السفن التابعة لها‬ ‫‪‬‬
‫ففي مصر مثال نجد أن قصر المالحة الساحلية على نفسها وتمنع االنتقال من ميناء إلى آخر وهذا ما تم النص عليه في المادة ‪ 8‬من‬
‫القانون البحري المصري ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫رابعا ‪ :‬درجة السفينة‬
‫للسفينة درجة أو مرتبة فتحدد هذ الدرجة وفقا ً لمعايير معينة تتمثل في مواصفات ها وطريقة بنائها ومدى استيفائها لشروط السالمة‬ ‫‪‬‬
‫فالسفينة تصنف إما بمنحها الدرجة األولى أو الثانية أو الثالثة ‪.‬‬
‫ولدرجة السفينة أهمية كبرى ‪ ،‬وذلك في تحديد قيمتها االقتصادية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يخضع تصنيف السفن لتقدير الدول وإنما يتولى عملية تقديرها هيئات أو شركات متخصصة في هذا المجال وتسمى بشركات‬ ‫‪‬‬
‫تصنيف السفن أو شركات اإلشراف البحري ‪ ،‬وأهم هذ الشركات ثالث هم هيئة اللويذر في لندن ومكتب فيرتس ومقرها في باريس‬
‫وشركة أمريكية ومقرها في نيويورك ‪.‬‬
‫والسؤال المثار هنا يكمن حول مدى مسئولية شركات تصنيف السفن عن األضرار التي تحدث نتيجة اقتراف تابعيها أو موظفيها أخطاء في‬
‫تقدير درجة السفينة ؟‬
‫فالشركة التي تتولى اإلشراف على السفن وتحديد درجتها تنعقد بها المسئولية التعاقدية من قبل إبرام العقود معها كالمالك أو المجهز‬ ‫‪‬‬
‫أو المستأجر وذلك عن أخطاء تابعيها التي يرتكبوها إال أنه في معظم العقود المبرمة بينهما تقوم الشركات بإدراج بند أو شرط في هذا‬
‫العقد فحوا إعفاءها من المسئولية ‪ ،‬وهذا الشرط يعد صحيحا ً وفقا ً للمادة ‪ 217‬مدني مصري ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمسئوليتها أمام الغير الذي ال يرتبط بالشركة بأية رابطة تعاقدية ‪ ،‬وإنما ارتبط بعالقة تعاقدية مع مالك السفينة بناءا ً على‬ ‫‪‬‬
‫البيانات الواردة في سجل السفن الخاصة بهذ الشركات فال تسال الشركة في مواجهة الغير إال على أساس المسئولية التقصيرية ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬حمولة السفينة‬
‫حمولة السفينة هي سعتها الحجمية ووحدة الحمولة هي الطن الحجمي ‪ ،‬وهو يساوي ‪ 2,83‬متر مكعب أو مائة قدم مكعب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والحمولة نوعان ‪:‬‬
‫حمولة صافية في السعة الخفيفة أو الفعلية لنقل الركاب والبضائع على ظهر السفينة أي بمعنى آخر في الحمولة الكلية مخصوما ً منها‬ ‫‪‬‬
‫فراغات األماكن المخصصة إلقامة أفراد طاقم السفينة ‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك نوع آخر من الحمولة ‪ ،‬الحمولة الكلية أو اإلجمالية وتعني كامل فراغات السفينة وتشتمل على كافة المنشآت على ظهر السفينة‬
‫‪.‬‬
‫فالحمولة الصافية تعبر عن كيفية استغالل السفينة والحمولة الكبيرة أو اإلجمالية تعبر عن أبعاد السفينة ولتحديد حمولة السفينة أمر هام‬
‫وذلك لعدة أمور منها ‪:‬‬
‫تحدد رسوم دخول السفينة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحدد مسئولية مالك السفينة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحدد قيمة األجرة المستحقة في حالة إيجار السفينة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحدد قيمة التعويض المستحق لصالح المؤجر في حالة التأخر في الشحن والتفريغ‬ ‫‪‬‬
‫سادسا ‪ :‬أوراق السفينة‬
‫تنص المادة الثالثة من القانون البحري على أنه تسري في شأن تسجيل السفن والرقابة عليها وسالمتها والوثائق التي يجب أن تحملها‬ ‫‪‬‬
‫أحكام القوانين الخاصة بذلك‬
‫‪ ‬وتنص المادة ‪ 101‬على أنه " على الربان أن يحتفظ في السفينة أثناء الرحلة بالوثائق التي يتطلبها القانون وتتعلق بالسفينة والبحارة‬
‫والمسافرين والشحنة " ‪.‬‬
‫وأهم أوراق أو وثائق السفينة هي ‪:‬‬
‫سندات الشحن‬ ‫‪‬‬
‫سجل الزيت ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شهادة ضمان ضد التلوث ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سجل الشحنة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪6‬‬
‫س ( ‪ : ) 3‬أكتب في تسجيل السفينة ؟‬

‫أوال ‪ :‬السفن الخاضعة للتسجيل‬


‫تنص المادة األولى من قانون تسجيل السفن التجارية في فقرتها األولى على أنه " ال يجوز ألي سفينة أن تسير تحت العلم المصري إال‬ ‫‪‬‬
‫إذا كانت مسجلة وفقا ً ألحكام هذا القانون " ‪.‬‬
‫( ‪ ) 1‬السفن الواجب تسجيلها‬
‫وفقا ً لنص المادة األولى من قانون تسجيل السفن التجارية في فقرتها األولى فإن السفن التي يجب تسجيلها في السفن التي تحمل‬ ‫‪‬‬
‫الجنسية المصرية واعتبر المشرع تسجيل السفينة شرطا ً الكتسابها الجنسية المصري " شرط التسجيل الوطني " ‪.‬‬
‫وتخضع السفن المصرية للتسجيل سواء كانت تجارية أو سفن صيد أو نزهة ما دام ينطبق عليها وصف سفينة ‪ ،‬وتخضع للتسجيل أيا ً‬ ‫‪‬‬
‫كان نوعها سواء كانت منخصصة للمالحة البحرية أو الساحلية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للسفن األجنبية فال تخضع للتسجيل في مصر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ‪ ) 2‬السفن المعفاة من التسجيل‬
‫لقد أعفى المشرع بعض السفن من االلتزام بالتسجيل ‪ ،‬والسفن المعفاة من التسجيل هي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫( أ ) سفن الصيد الشراعية ‪.‬‬
‫( ب ) المواعين والبراطيم والذوراق والرافعات والكراكات وقوارب الغطاسة والقاطرات وغير ذلك من المنشآت العائمة ‪.‬‬
‫( ج ) سفن النزهة والتي ال تزيد حمولتها على عشر أطنان والتي ال تبحر لمسافة أكثر من اثني عشر ميال بحريا ً من الشاطئ ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فالهدف من إعفاء مثل هذ السفن من االلتزام بتسجيلها يكمن في أن هذ السفن ضئيلة القيمة وأنه من التعنت إرهاق‬ ‫‪‬‬
‫أصحابها بإلزامهم بتسجيل سفنهم إال أن المشرع المصري أجاز ألصحاب هذ السفن تسجيلها وذلك إذا طلبوا ذلك ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إجراءات التسجيل‬
‫( ‪ ) 1‬الجهة المختصة بالتسجيل‬
‫إن الجهة المنوطة بتسجيل السفن هي مصلحة المواني والمنائر التابعة لوزارة النقل البحري وبمقر مكتب التسجيل الرئيسي‬ ‫‪‬‬
‫باإلسكندرية ويعين وزير النقل البحري بقرار منه المواني األخرى التي تنشأ بها مكاتب التسجيل ‪.‬‬
‫ويوجد في كل مكتب تسجيل سجل خاص يسمى " سجل السفن " ويحتفظ بصورة منه في المكتب الرئيسي باإلسكندرية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ‪ ) 2‬كيفية تسجيل السفينة‬
‫يتم تسجيل السفن بتدوين كافة البيانات المتعلقة بها والمنصوص عليها في المادة ‪ 61‬من القانون البحري في سجل السفن وذلك وفقا ً‬ ‫‪‬‬
‫لما تم النص عليه في المادة السابقة من قانون تسجيل السفن ‪.‬‬
‫وتسجيل السفن هو نظام عيني خاص بالسفينة ذاتها محل التسجيل وتعدد ذاتيتها من حيث اإلسم والموطن والحمولة وفي سجل السفن‬ ‫‪‬‬
‫يوجد صفحة لكل سفينة يدون فيها كافة البيانات المتعلقة بها ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬شهادة التسجيل المصرية‬
‫إذا قام مالك السفينة بتسجيلها في مصلحة المواني والمنائر فإنه يتسلم منها شهادة تسجيل مصرية متضمنة على كافة البيانات‬ ‫‪‬‬
‫المدونة في سجل السفن وعلى مالك السفينة باالحتفاظ بهذ الشهادة على ظهر السفينة باعتبارها ورقة من أوراق السفينة فال يجوز له‬
‫التنازل عن هذ الشهادة أو حجزها أو حبسها ألي سبب أو دين مهما كان نوعه ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬تغير بيانات السجل‬
‫تنص المادة ‪ 12‬من قانون تسجيل السفن على أنه على مالك السفينة أو مجهزها أو ربانها أن يبادر إلى إبالغ مصلحة المواني والمنائر‬ ‫‪‬‬
‫أو مكتب التسجيل فورا ً بالكتابة أي تغيير في البيانات الواردة في " سجل السفن " ‪ ،‬ويؤشر بهذا التغيير في السجل ‪.‬‬
‫ويؤشر أيضا ً في شهادة التسجيل التي يجب على المالك أو المجهز أو الربان تقديمها فورا ً إذا كانت السفينة راسية في ميناء به مكتب‬ ‫‪‬‬
‫تسجيل أو بمجرد وصولها إلى أحد هذ المواني ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫( ‪ ) 5‬شطب التسجيل وجزاء عدم التسجيل‬
‫( أ ) شطب التسجيل‬
‫تنص المادة ‪ 14‬من قانون تسجيل السفن على أنه "إذا عرفت السفينة أو احترقت أو كسرت أو استولى عليها العدو أو هلكت وجب‬ ‫‪‬‬
‫على المالك أو المجهز أو الربان إبالغ مصلحة المواني والمنائر أو مكتب التسجيل في الحال أو إعادة شهادة التسجيل إليها إذا كان ذلك‬
‫ممكنا ‪.‬‬
‫وإذا انتقلت ملكية السفينة ألجنبي وجب إبالغ الجهة المذكورة ذلك وإعادة شهادة التسجيل إليها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإذا حدث هذا االنتقال في الخارج سلمت شهادة التسجيل إلى أقرب قنصلية مصرية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتقوم مصلحة المواني والمنائر في الحاالت المتقدمة بشطب تسجيل السفينة من سجل السفن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( ب ) جزاء عدم التسجيل‬
‫يترتب على عدم تسجيل السفينة من جانب مالكها فرض عقوبات جنائية عالوة على جواز مصادرة السفينة عند تسيير سفينة ترفع‬ ‫‪‬‬
‫العلم المصري ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار التسجيل‬

‫يترتب على تسجيل السفينة مجموعة من اآلثار تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬تعتبر شهادة التسجيل المصرية الذى يحملها مالك السفينة وثيقة أو سند رسمى تثبت الجنسية المصرية فال يمكن للمالك الحصول‬
‫على هذ الشهادة من مصلحة الموانى والمنائر إال بعد قيامه بتقديم كافة المستندات التى يشترطها القانون إلكتساب السفينى للجنسية‬
‫المصرية ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬شهادة التسجيل تحدد الحالة المدنية للسفينة فتتضمن اسم مالك السفينة ولقبه أو أسماء مالك السفينة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬تعتبر شهادة التسجيل سند ملكية للسفينة فال تصدر هذ الشهادة إال بعد التحقق من كافة الوثائق أو المستندات المقدمة من طالب‬
‫التسجيل ‪.‬‬
‫س ( ‪ : ) 4‬أكتب في البناء كأحد أسباب كسب ملكية السفينة ؟‬
‫أوال ‪ :‬صور البناء‬
‫هناك ثالث صور لبناء السفينة تتمثل فى اآلتى ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬البناء المباشر واإلقتصادى‬
‫هذ الصورة من صور بناء السفينة التثير أى صعوبة قانونية وذلك ألن المجهز يتولى بنفسه عملية بناء السفينة عن طريق شراء‬ ‫‪‬‬
‫المواد الالزمه لبناءها أو يتعاقد بنفسه مع المقاول الذى يقوم بشراء هذ المواد لحسابه ويتعاقد مع العمال والفنيين الذين يقومون‬
‫بتنفيذ عملية بناء السفينة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬البناء بطريقة المقاولة‬
‫فى هذ الصورة من صور البناء يقوم المجهز أو مالك السفينة " طالب البناء " بإبرام عقد مقاولة مع البانى " مقاول " يلتزم فيه‬ ‫‪‬‬
‫الطرف األول ( المجهز ) بتقديم المهات واألدوات الالزمة لبناء السفينة ويلتزم الطرف الثانى ( البانى ) بتقديم كافة الخبرات الفنية‬
‫الالزمة لتعديل المواد والمهمات المقدمة من المجهز ( طالب البناء ) إلى السفينة وذلك مقابل أجر نقدى معين فالبانى عالقته ببناء‬
‫السفينة هى إشرافية فنية‬
‫اما المجهز أو المالك ( طالب البناء ) هو الذى يتعاقد مع العمال والفنيين بإسمه ولحسابه والعقد الذى يربط بين طالب البناء ( المجهز‬ ‫‪‬‬
‫) والبانى ( المقاول ) عقد مقاولة تخضع للقواعد العامة ‪.‬‬
‫وعلى ذلك فطالب البناء ( المجهز ) هو مالك السفينة فى كل مرحلة من مراحل البناء ويترتب على ذلك نفس النتائج التى تترتب فى‬ ‫‪‬‬
‫الصورة األولى السابق ذكرها ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬البناء غير المباشر أو البناء بثمن جزافى‬
‫فى هذ الصورة من صور البناء يتعاقد المجهز أو مالك السفينة مع شركة متخصصة لبناء السفن وتلتزم الشركة بتصميم وبناء‬ ‫‪‬‬
‫السفينة على مواصفات فنية عالية ويسلمها له بعد تمام بنائها وذلك مقابل ثمن جزافى وهذ الصورة هى األسلوب المتبع األن فى‬
‫مجتمعنا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التكييف القانونى لعقد بناء السفينة بثمن جزافى وطبيعته وكيفية إثباته وآثار‬
‫( ‪ ) 1‬التكييف القانونى للعقد‬
‫لقد إختلف الفقهاء حول وضع تكييف قانونى لعقد بناء السفينة أو تسميتها فذهب فذهب اتجا إلى القول بأن هذا العقد هو مقاولة إال أن‬ ‫‪‬‬
‫البناء بثمن جزافى ال يعد من قبيل عقود المقاولة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬وذهب اتجا آخر إلى القول بأن عقد بناء السفينة بثمن جزافى هو بيع إال ان محل البيع ليست المواد المستخدمة لبناء السفينة وإنما‬
‫السفينة ذاتها فهذا البيع يسمى بيعا ً لشئ مستقبلى أو تحت التسليم ‪.‬‬
‫ويترتب على تكييف هذا العقد بأنه بيع لشئ مستقبلى أو تحت التسليم عد أثار تتمثل فى اآلتى ‪:‬‬
‫( أ ) يعتبر البانى مالكا ً للسفينة طوال فترة بنائها إلى ان يسلم السفينة لطالب البناء ( المجهز ) ‪.‬‬
‫( ب ) فى حالة إطالق السفينة وهى تحت يد البانى يتحمل هو تبعة الهالك باعتبار مالكا لها ويترتب على هذا الهالك فسخ عقد البيع بين‬
‫البانى وطالب البناء ويسترد األخير الثمن الذى دفعه وذلك إذا هلك الشئ المبيع لسبب ال يد له فيه ‪.‬‬
‫( ج ) إذا قام البانى برهن السفينة وهى فى مرحلة البناء كحق عينى فتحمل السفينة بهذا الحق لطالب البناء عند تسلمه لها ‪.‬‬
‫وهذا التكييف القانونى السابق ذكر لعقد بناء السفينة بثمن جزافى والمتعلق ببيع شئ مستقبلى أو تحت التسليم يتطابق تماما مع عقد‬ ‫‪‬‬
‫السلم فى الشريعة األسالمية " الفقه اإلسالمى " ويمكننا تعريف بيع السلم فى الشريعة األسالمية " الفقه األسالمى " ‪.‬‬
‫ويمكننا تعريف بيع السلم فى الفقه األسالمى بأنه " هو بيع شئ موصوف فى الذمة بثمن عاجل أو بيع أجل بعاجل أو بيع يتقدم فيه‬ ‫‪‬‬
‫رأس المال ( الثمن ) ويتأخر المبيع ألجل " ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬طبيعة العقد وكيفية إثباته‬
‫تنص المادة السادسة من القانون التجارة الجديد على أن " يعد أيضا عمال تجاريا كل عمل يتعلق بالمالحة التجارية بحرية كانت أو‬ ‫‪‬‬
‫جوية وعلى وجه الخصوص " ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬بناء السفن أو الطائرات وإصالحها وصيانتها‬
‫ويتضح من نص هذ المادة أن عقد بناء السفينة هو تجارى فهذا يعتبر تجاريا بالنسبة للبانى فى جميع األحوال أما بالنسبة لطالب‬ ‫‪‬‬
‫البناء ال يعتبر تجاريا إال إذا تعلق األمر بسفينة تجارية أما إذا كانت السفينة مدنية كسفن الصيد أو النزهة فيعتبر العقد مدنيا بالنسبة‬
‫لطالب البناء وعن إثبات هذا العقد فتنص المادة ‪ 13‬من القانون البحرى المصرى على أنه " ال يثبت عقد بناء السفينة زكل تعديل يطرأ‬
‫عليه إال بالكتابة " ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬أثار العقد‬

‫تنقسم أثار العقد إلى التزامات البانى ‪ ،‬وطالب البناء ‪:‬‬


‫التزامات البانى ‪:‬‬
‫يلتزم البانى بتسليم الشئ المبيع " السفينة " لطالب البناء فى الميعاد المتفق عليه ووفقا ً للمواصفات الفنية المذكورة فى العقد وال‬ ‫‪‬‬
‫تسلم السفينة لطالب البناء إال عائمة على سطح الماء وبعد تجربتها ‪.‬‬
‫ويلتزم أيضا بضمان العيوب الخفية وهى العيوب التى قد تظهر بعد استالم السفينة‬ ‫‪‬‬
‫وإذا ثبت وجود عيب خفى فى السفينة المسلمة لطالب البناء فله الحق فى فسخ العقد والمطالبة بالتعويض أو أنقاص الثمن بما يتناسب‬ ‫‪‬‬
‫مع قيمة السفينة المسلمة له ‪.‬‬
‫وعلى أى حال تنقضى دعوى ضمان الع يوب الخفية بمضى سنتين من تاريخ تسليم السفينة لطالب البناء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التزامات طالب البناء ‪:‬‬
‫يلتزم طالب البناء بدفع الثمن المتفق عليه مع البانى مادام انه تم تسليم السفينة وفقا ً للمواصفات الفنية والميعاد المتفق عليه ويكون‬ ‫‪‬‬
‫الثمن مستحق الوفاء فى مكان إستالم السفينة فيتم الدفع فى موطن طالب البناء " المشترى " ‪.‬‬
‫س ( ‪ : ) 5‬تكلم عن الشراء كأحد أسباب ملكية السفينة ؟‬
‫أوال ‪ :‬األركان الموضوعية لعقد بناء السفينة‬
‫وسنتناول بعض األحكام الخاصة ببيع السفينة ‪ ،‬والمتعلقة بالرضا والمحل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫( أ ) الرضا‬
‫يشترط فى أى عقد لكى يكون صحيحا ً أن يكون هناك رضا متبادل بين طرفيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وسنقتصر هنا على بحث مسألتين هما سلطة ربان السفينة فى بيعها وحكم بيع السفينة المصرية ألجنبى ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسألة األولى ‪ :‬بيع الربان للسفينة‬
‫ربان السفينة يعتبر وكيل عن مالك السفينة ويتصرف نيابة عنه وذلك بموجب وكالة عامة إال أن الربان ال يجوز له بيع السفينة إال بإذن‬ ‫‪‬‬
‫خاص من جانب مالك السفينة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وإذا باع الربان السفينة بدون الحصول على إذن خاص من المالك فيعتبر هذا البيع باطل بطالنا ً مطلقا ً وال يعتبر نافذا فى مواجهة المالك‬ ‫‪‬‬
‫ويعتبر بيع لملك الغير ويجوز لمالك السفينة المطالبة بتعويض ‪.‬‬

‫المسألة الثانية ‪ :‬حكم بيع السفينة المصرية ألجنبى‬


‫األصل هو عدم جواز بيع السفينة المصرية ألجنبى إال أنه إستثناء من ذلك يجوز بيعها بإذن الوزير المختص ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وعلى ذلك فمن يخالف الحظر يعاقب بالحبس مدة ال تزيد عن سنة وبغرامة ال تتجاوز ثالثة أالف جنيه مصرى أو بإحدى هاتين‬ ‫‪‬‬
‫العقوبتين ‪.‬‬
‫أما فى حالة بيع السفينة بيعا ً صحيحا ً وبعد الحصول على إذن من الوزير المختص فتنقل ملكيته من البائع إلى المشترى ويترتب على‬ ‫‪‬‬
‫ذلك شطب السفينة من سجل السفن المصرية ‪.‬‬
‫( ب ) المحل‬
‫يجب أن يرد البيع على سفينة فمحل العقد هى السفينة وتخضع ألحكام التقنين البحرى وذلك بغض النظر عن غرض السفينة سواء‬ ‫‪‬‬
‫كانت غرضها تجارى أو صيد أو نزهة وعن نوع المالحة سواء كانت مالحة أعالى البحار أو مالحة ساحلية وبصرف النظر عن‬
‫حمولتها وطريقة بنائها وأيا ً كان أداتها المسيرة الشراعية أو بخارية أو ذرية‬
‫وعلى ذلك فعقد البيع ال يقع صحيحا ً إال على السفينة التى أكتمل بنائها وقت التعاقد‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األركان الشكلية لعقد بيع السفينة‬
‫عقد بيع السفينة ليست من العقود الرضائية وإنما هو عقد شكلى يستلزم إفراغه فى محرر رسمى والمشرع المصرى كان أدق من‬ ‫‪‬‬
‫المشرع الفرنسى الذى نص على وجوب كتابة العقد مع عدم النص على استلزام إفراغه فى محرر رسمى والرسمية هو ركنا ً شكليا ً‬
‫للعقد وبفقدانه يبطل العقد ‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإذا تم بيع السفينة فى مصر فيجب تحرير أمام الموظف المختص بمصلحة الشهر العقارى أما إذا تم فى الخارج فيجب‬ ‫‪‬‬
‫تحرير أمام القنصل المصرى فى هذ البلد ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬آثار العقد‬
‫إذا تم عقد السفينة صحيحا ً وتم إفراغه فى محرر رسمى فيترتب على ذلك إنتقال ملكية السفينة من البائع إلى المشترى ويلتزم األول‬ ‫‪‬‬
‫بتسليم الشئ المبيع " السفينة " فى الوقت المتفق عليه وبضمان العيوب الخفية وتسليم السفينة صالحة للمالحة البحرية أما الثانى‬
‫فيلتزم بدفع الثمن المتفق عليه وإستالم السفينة ‪.‬‬
‫والبائع له الحق فى حبس السفينة لديه وعدم تسليمها للمشترى وذلك إذا لم يقم األخير بدفع الثمن المتفق عليه وهذا ما تم النص عليه‬ ‫‪‬‬
‫فى المادة ‪ 459‬من القانون المدنى وله الحق فى طلب فسخ العقد والمطالبة بالتعويض واسترداد السفينة وهذا ما تم النص عليه فى‬
‫المادة ‪ 157‬من القانون المدنى ‪.‬‬

‫س ( ‪ : ) 6‬أكتب في ملكية السفينة على الشيوع البحري ؟‬


‫أوال ‪ :‬تعريف الشيوع البحرى‬
‫تنص المادة ‪ 825‬من القانون المدنى على انه " إذا امتلك اثنان أو أكثر شيئا غير مفرزة حصة كل منهم فيه ‪ ،‬فهم شركاء على الشيوع‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬وتحسب الحصص متساوية إذا لم يقم دليل على غير ذلك " ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة القانونية للشيوع البحرى‬
‫لقد إختلف الفقه والقضاء حول طبيعة الشيوع البحرى فذهب الفقه والقضاء إلى أن األساس القانونى للشيوع البحرى فى الشركات أى‬ ‫‪‬‬
‫أن الشيوع البحرى هو فى حقيقته شركة ‪.‬‬
‫ويتوافر فى الشيوع البحرى خصائص الشركة ومنها تقديم الحصص وتوزيع األرباح والخسائر واإلشتراك فى إستغالل السفينة إال أن‬ ‫‪‬‬
‫الشيوع البحرى شركة من نوع خاص‬
‫أما عن موقف الفقه والقضاء فى مصر فإختلف عن فرنسا فذهبوا إلى أن الشيوع البحرى شيوعا ً عاديا ً وليست شركة ‪ ،‬ودحضوا‬ ‫‪‬‬
‫الحجة ا لتى استند إليها الفقه الفرنسى وذلك بقولهم أن قاعدة إجماع الشركاء على إتمام قراراتهم حول المال الشائع التى كان منصوص‬
‫عليها فى القانون المدنى البحرى تم إلغائها وتم النص فى القانون المدنى المصرى الجديد على قاعدة األغلبية فى أتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫واستندوا إلى أن ال شيوع البحرى ال يتوافر فيه خاصية ضرورية من خصائص الشركات اال وهى نية المشاركة وذلك فى حالة الشيوع‬ ‫‪‬‬
‫األجبارى ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬الجوي‬
‫س ( ‪ : ) 1‬عرف قانون الطيران المدنى وبين خصائصه ؟‬

‫أوال ‪ :‬تعريف قانون الطيران المدنى‬


‫قانون الطيران المدنى ‪ ،‬هو ليس إال " مجموعة القواعد المنظمة لحركة واستعمال الطائرة وأيضا ً كافة العالقات القانونية الناشئة عنها‬ ‫‪‬‬
‫" ‪ ،‬ولهذا ربما كانت تسمية هذا الفرع من فروع القانون بقانون " الطيران " بدال من القانون الجوى أدق وأشمل ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خصائص قانون الطيران المدنى‬


‫( ‪ ) 1‬قانون الطيران قانون حديث‬
‫ال خالف على أن كل ظاهرة جديدة تحتاج إلى تنظيم جديد ‪ ،‬هكذا حال القواعد القانونية بأسرها نفكر فيها ونسنها لتنظيم ما يستجد من‬ ‫‪‬‬
‫أوجه النشاط ‪ ،‬والطيران فى الجو ظاهرة حديثة لم يتوصل إليها اإلنسان ويسخرها فى خدمته إال فى بدايات هذا القرن ‪ ،‬ولهذا كانت‬
‫القواعد المنظمة له قواعد تتسم بدورها بالحداثة والجدة ‪.‬‬
‫وإذا كان استخدام الماكينة للسير فى الجو يجسد قمة ما تفتقت عنه تكنولوجيا العصر من تقنية ‪ ،‬ويحتاج بالتالى لقواعد جديدة تساير‬ ‫‪‬‬
‫هذا التقدم ‪ ،‬فإنه ال يمكن الزعم ‪ ،‬كما يذهب لذلك بعض الفقه وبحق ‪ ،‬إن هذ القواعد منبتة الصلة بقواعد فروع القانون األخرى ‪.‬‬

‫( ‪ ) 2‬قانون الطيران قانون فنى سريع التطور‬


‫تتعلق قواعد قانون الطيران بتنظيم كافة العالقات الناشئة عن استخدام الطائرة ولما كانت هذ اآللة ‪ ،‬كما قدمنا تجسد قمة الفن‬ ‫‪‬‬
‫التكنولوجى فكان طبيعيا ً أن تتسم القواعد المنظمة لها بذات الصفة ‪ ،‬فالقواعد الخاصة بسالمة الطائرة وصالحيتها للطيران وتلك‬
‫المنظمة للطاقم الذى يتولى قيادتها من حيث ضرورة توافر خبرة فنية معينة فيه وأحوال مسئولية قائد الطائرة إلى غير ذلك كلها قواعد‬
‫ذات صبغة فنية ‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا كان صحيحا ً أن التطور ليس قاصرا ً على الطيران ‪ ،‬ولك نه من سنن الحياة التى تجب كل ما هو كائن ‪ ،‬وتشمل كل فروع القانون ‪،‬‬
‫فإنه يبقى أن التطور فى تقنية الطيران تتسم بالسرعة الشديدة ‪ ،‬األمر الذى ترك بصماته على مصادر هذا القانون فمن ناحية أولى‬
‫فليس للعرف ‪ ،‬وهو أحد مصادر القانون ‪ ،‬ذات األهمية التى يحتلها من فروع القانون األخرى ‪ ،‬وذلك ألن العرف يحتاج فى تكوينه إلى‬
‫كثير من الوقت حتى يستقر ويعتقد المتعاملون بإلزاميته ‪ ،‬بل إن تشريعات الطيران ذاتها ‪ ،‬وهذا من ناحية ثانية ‪ ،‬فى حاجة إلى تعديل‬
‫وتطوير مستمر ‪ ،‬وذلك حتى تتالءم مع تقنية الطيران والتى ال تكف عن التقدم يوما ً بعد يــــوم ‪.‬‬
‫مثال ذلــك ‪:‬‬
‫اتفاقية وارسو لسنة ‪ 1929‬التى استهدفت إيجاد تشريع دولى موحد لقواعد النقل الجوى الدولى قد عُدلت أكثر من مرة لمواكبة التطور‬ ‫‪‬‬
‫فى هذا المجـــال ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬الطابع الدولى لقانون الطيران‬
‫تتميز الطائرة عن غيرها من وسائل االنتقال بسرعتها الفائقة األمر الذى يمكنها غالبا ً من الخروج من حدود الدولة التى أقلعت منها‬ ‫‪‬‬
‫والدخول فى حدود الدول األخرى بعد ساعات قليلة من إقالعها ‪ ،‬وهى إذ تقوم بذلك فإنها تحمل فى جوفها أناس ينتمون فى الغالب‬
‫األعم لجنسيات مختلفة ويذهبون كذلك إلى دول مختلفة ‪ ،‬وهكذا يبدو األمر وكأن كل شيء أعد لكى تكون المشاكل التى يثرها استخدام‬
‫هذ المركبة من طبيعة دولية ‪.‬‬
‫كذلك حرصت الدول التى سنت قوانين وطنية لتنظيم الطيران المدنى على أن تكون أحكام هذ القوانين الوطنية موافقة للمعاهدات‬ ‫‪‬‬
‫الدولية ‪ ،‬بل أن الكثير من هذ الدول قد تبنت أحكام هذ المعاهدات الدولية لتصبح فى قوة القواعد الوطنية سواء بسواء ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬استقاللية قانون الطيران المدنى‬
‫يتردد الفكر القانونى عادة بشأن بعض القواعد القانونية التى تعالج موضوعات مستحدثة ‪ ،‬هل يرمى بها فى كنف أحد فروع القانون‬ ‫‪‬‬
‫المعروفة التى استقرت قواعدها أم يعترف بذاتيتها واست قاللها متى كانت تتمتع فعال بذاتية واستقالل ؟ والغالب أن يستمر هذا التردد‬
‫إلى أن تتزايد مشاكل هذ الموضوعات المستحدثة ويكشف الفقه والقضاء عن اختالف حلولها عن تلك التى كانت تختلف بها فتستقر‬
‫قواعدها ويعترف لها باالستقالل ‪.‬‬
‫ولقد كان هذا هو حال قانون الطيران ال مدنى ‪ ،‬ففى البداية حاول بعض الفقه أن يدمج قواعد هذا القانون فى القانون البحرى بقالة تعدد‬ ‫‪‬‬
‫أوجه الشبه بين أنظمتها وكانت هذ الدعوة أن تفلح فى التأثير على بعض المشرعين سيما فى الواليات المتحدة األمريكية وإيطاليا ‪،‬‬
‫لوال جهود بعض الفقه الذى انبرى للدفاع عن ذاتية واستقالل قانون الطيران المدنى ‪.‬‬
‫ولكننا نرى أن استقالل قانون الطيران المدنى قد فرض نفسه اآلن وأصبح ذلك القانون مستقالً عن غير من فروع القانون ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫س ( ‪ : ) 2‬عرف الطائرة وبين أنواعها موضحا ً مشكلة الزحافات الهوائية ؟‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الطائــرة‬
‫كانت اتفاقية باريس لسنة ‪ 1919‬قد عرفت الطائرة فى ملحقها بأنها كل آلة فى استطاعتها البقاء فى الجو بفضل رد فعل الهواء ‪ ،‬ثم‬ ‫‪‬‬
‫جاءت معاهدة شيكاغو لسنة ‪ 1944‬لتعرف الطائرة تعريفا ً شامال فى ملحقها ‪ H‬فقالت بأنها الجهاز الذى يستطيع البقاء فى الجو‬
‫بواسطة رد فعل الهواء ‪.‬‬
‫والواقع أنه ال يمكن االعتماد على التعاريف السابقة ‪ ،‬وال على تلك التى سارت على نهجها فى القوانين الوطنية ‪ ،‬عند تحديد المقصود‬ ‫‪‬‬
‫بالطائرة ‪ ،‬إذ ال يعقل أن نطلق على أى جهاز يرتفع فى الهواء لفظ طائرة ‪ ،‬وإال جاز اعتبار القذائف والصواريخ ‪ ،‬بل وحتى بعض لعب‬
‫األطفال من قبيل الطائرات ‪.‬‬
‫وأمام هذ االنتقادات قامت المنظمة الدولية للطيران المدنى والمعروفة اختصارا ً باسم" األكاو "بتعريف الطائرة وذلك بمناسبة تعديل‬ ‫‪‬‬
‫مجلس المنظمة للملحق السابع فى اتفاقية شيكاغو عام ‪ 1970‬قائله بأنها كل آلة يمكنها الصمود فى الفضاء بفضل رد فعل الهواء ‪ ،‬مع‬
‫استبعاد رد فعل الهواء الناشئ عن سطح األرض ‪.‬‬
‫وقد استلهم العديد من المشرعين فى الدول العربية وغير العربية تعريفهم للطائرة من هذا الرأى أوردته المنظمة الدولية للطيران‬ ‫‪‬‬
‫المدنى ‪ ،‬فعرفتها المادة ‪ 7/1‬من القانون رقم ‪ 28‬لسنة ‪ 1981‬بشأن الطيران المدنى بأنها " أية آلة فى استطاعتها أن تستمد بقاءها فى‬
‫الجو من ردود فعل الهواء غير المنعكسة من سطح األرض وتشمل كافة المركبات الهوائية مثل المناطيد والبالونات والطائرات‬
‫الشراعية والطائرات ذات األجنحة الثابتة والمتحركة وما إلى ذلك " ‪.‬‬
‫ولقد كان هذا التعريف محال لالنتقاد من جانب بعض الفقه بمقولة أنه قد توسع بشكل واضح فى مفهوم الطائرة ‪ ،‬كما أنه قد أغفل‬ ‫‪‬‬
‫االستخدام األساسى لها وهو نقل األشخاص واألموال عبر الجو ‪ ،‬وينتهى هذا الرأى إلى تعريف الطائرة بأنها األجهزة التى ترتفع‬
‫وتسير فى الهواء بقوة آلية محركة اعتمادا ً على رد فعل الهواء والتى تستخدم فى نقل األشخاص واألموال عبر الجو ‪.‬‬
‫ومن جانبا ال نرى داعيا ً لتقييد تعريف الطائرة باستخدامها فى نقل األشخاص واألموال ‪ ،‬ألن ذلك يستوجب استبعاد الطائرات التى ال‬ ‫‪‬‬
‫تقوم بهذ المهام من تعريف الطائرة ‪ ،‬وعلى ذلك فإننا نميل إلى التعريف الذى أوردته المادة ‪ 7/1‬من القانون رقم ‪ 28‬لسنة ‪ 1981‬أوال‬
‫النسجامه مع التشريعات الدولية التى عرفت الطائرة ‪ ،‬وأهمها التعريف الذى وضعته المنظمة الدولية للطيران المدنى ‪ ،‬وثانيا ً ألن ما‬
‫ورد به من تعداد للمركبات التى تعتبر طائرة لم يكن تعددا ً حصريا ً ‪ ،‬وبالتالى فإن يستوعب ما يستجد فى عالم الطيران ‪ ،‬وأخيرا ً ألنه‬
‫يستبعد صراحة مركبات ال يصدق عليها وصف الطائرة وهى الزحافات الهوائية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع الطائرات‬
‫( ‪ ) 1‬تصنيف الطائرة من الناحية الفنية‬
‫تنقسم الطائرات من الناحية الفنية إلى طائرات أخف من الهواء وتسمى باأليروستات وأخرى أثقل من الهواء وتسمى باأليروين ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويعتبر النوع األول ( األيروستات ) أولى مراحل الطيران ‪ ،‬أما فى النوع الثانى والذى يعتمد فى طيرانه على رد فعل الهواء على‬
‫أسطحها أو على جسمها ‪ ،‬فهو الذى تنتمى إليه أغلب الطائرات المعروفة اآلن ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬تقسيم الطائرات بحسب المهام التى تقوم بها‬
‫يمكن تقسيم الطائرات بحسب ما تقوم به من مهام إلى نوعين ‪ :‬طائرات عامة وطائرات خاصة ‪ ،‬ويرتكز هذا التقسيم على المهمة التى‬ ‫‪‬‬
‫تقوم بها فإذا كانت الطائرات تقوم بمهام لخدمة مرفق عام كانت الطائرة من الطائرات العامة ‪ ،‬أما إذا كانت مخصصة لالستغالل الجوى‬
‫ونقل الركاب والبضائع فإنها تعتبر طائرات مدنية حتى ولو كانت مملوكة للدولة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬تقسيم الطائرات بحسب جنسيتها‬
‫تنقسم الطائرات من ناحية جنسيتها إلى طائرات وطنية وأخرى أجنبية والطائرات الوطنية هى التى تتمتع بجنسية الدولة ‪ ،‬والعكس‬ ‫‪‬‬
‫ولهذا التقسيم أهميته من ناحيتين أساسيتين ‪ ،‬األولى الدول تقصر إعانتها المالية وكذلك استغالل خطوطها الداخلية عادة على طائراتها‬
‫الوطنية ‪ ،‬والثانية أن هذا التقسيم مفيد فى تحديد المحاكم المختصة بنظر المنازعات وكذلك القانون الواجب التطبيق على ما يرتب على‬
‫متن الطائرة من جرائم وتصرفات ‪.‬‬

‫مشكلة الزحافات الهوائيــة ‪:‬‬


‫ما لبث الفكر القانونى أن استقر ‪ ،‬على األقل نسبيا ً حول تعريف الطائرة حتى ظهرت مشكلة جديدة أفرزتها التكنولوجيا الحديثة فى عالم‬ ‫‪‬‬
‫النقل المتطور وهى مشكلة " الزحافات الهوائية " أو المركبات ذات الوسادة الهوائية ‪ ،‬وترتد فكرة هذ المركبات إلى حوالى سنة‬
‫‪ 1716‬عندما اقترح العالم والفيلسوف السويدى أيمانول سويدنهورج آلة تعمل بواسطة مجاديف جانبية متحركة فينتج عنها فيضا ً من‬
‫الهواء بأسفلها يسمح لها باالرتفاع قليال عن اليابسة ‪ ،‬وفى سنة ‪ 1867‬حصل أمريكى من سان فرانسيسكو يدعى جون وارد على‬
‫براءة اختراع عن آلة مزودة بعدة مراوح جا نبية تتلقى الهواء ثم تدفعه بقوة إلى أسفل فيكون تحتها وسادة هوائية تنزلق عليها دون‬

‫‪12‬‬
‫أن تحتك باألرض ولم يقدر لهذ المركبة أن ترى النور إال سنة ‪ 1955‬على يد" كريستوفر كوكيرل " ‪ ،‬وتم فعال تصنيع أول مركبة من‬
‫هذا النوع فى جزيرة بإنجلترا‬
‫وما أن ظهرت هذ المركبات حتى توالت التحسينات عليها ‪ ،‬وذاع استخدامها وظهرت منها أنواع متقدمة جدا ً ‪ ،‬جعلت البعض يتوقع‬ ‫‪‬‬
‫لها أن تنافس السفن والطائرات على حد سواء ‪.‬‬
‫والفقه لم يستقر حتى اليوم على النظام القانونى الذى تخضع له هذ المركبات هو ما تتمتع به من خصائص تبتعد بها عن الطائرات‬ ‫‪‬‬
‫والس فن فى آن معا ‪ ،‬فال هى تطفو على سطح الماء كالسفن ولكنها تنزلق على وسادة هوائية ترتفع بها حوالى ‪ 30‬سم فوق سطح‬
‫الماء أو األرض ‪ ،‬وال هى كالطائرة ترتفع وتسير فى الجو بفضل رد فعل الهواء على أسطحها ‪ ،‬ولكنها ترتفع قليال بفضل رد فعل‬
‫الهواء المنبعث منها بكميات غزيرة على سطح األرض فيشكل تحتها وسادة هوائية تنزلق عليها ‪.‬‬
‫واالتجا الغالب اآلن يميل إلى أن هذ المركبات من وصف الطائرة أو السفينة ويعتبرها مركبات من نوع خاص تحتاج إلى تنظيم‬ ‫‪‬‬
‫المشرع اإلنجليزى من أوائل المشرعين الذين تنبهوا إلى ما‬
‫ّ‬ ‫قانونى مختلف عن ذلك الذى تخضع له السفن أو الطائرات ‪ ،‬وقد كان‬
‫تتبعه هذ المركبات من سمات خاصة ‪.‬‬
‫وفى مصر ‪ ،‬جاء الباب الخامس عشر من قانون الطيران المدنى بعنوان المركبات الهوائية األخرى ‪ ،‬من مادة وحيدة هى المادة ‪167‬‬ ‫‪‬‬
‫نصت على أن تطبق األحكام المنصوص عليها فى هذا القانون واللوائح والقرارات الم نفذة له على كافة أنواع المركبات الهوائية ‪،‬‬
‫وذلك ما لم تكن مستحيلة التطبيق بسبب طبيعة هذ المركبات أو تركيبها ‪.‬‬
‫المشرع قد قصد منه تطبيق أحكام قانون الطيران المدنى على بعض المركبات الهوائية التى ال تعد طائرة‬ ‫ّ‬ ‫والواضح من هذا النص أن‬ ‫‪‬‬
‫بالمفهوم الفنى ‪ ،‬أال أن النص لم يحسم مشكلة الزاحفات الهوائية ‪ ،‬إذ يبقى التساؤل بشأنه قائما ً ‪ :‬هل طبيعة هذ المركبات وتركيبها‬
‫يسمح ‪ ،‬إعماال للمادة ‪ 167‬بتطبيق أحكام قانون الطيران المدنى عليها أم ال ؟‬
‫الواقع أن االتجا الغالب فى الفقه المصرى يميل إلى استبعاد هذ المركبات من وصف الطائرات أوال ألنها تسير بفعل رد فعل الهواء‬ ‫‪‬‬
‫على سطح األرض عكس الطائرات والتى تسير بفعل رد فعل الهواء أسطحها وثانيا ً ألنها بعيدة عن المخاطر التى تتعرض لها المالحة‬
‫الجوية عادة ‪.‬‬

‫س ( ‪ : ) 3‬اكتب فى تسجيل الطائرة ؟‬

‫أوال ‪ :‬المقصود بالتسجيل وأهميتـه‬


‫يقصد بتسجي ل الطائرة قيد البيانات الخاصة بها كطرازها وتاريخ صنعها وأرقام محركاتها وسعتها وغير ذلك من البيانات المتعلقة‬ ‫‪‬‬
‫بالطائرة فى السجل الذى تعد لهذا الغرض سلطة الطيران المدنى المختصة ‪ ،‬وتقوم هذ السلطة بإعطاء شهادة بتسجيل الطائرة يدون‬
‫بها نوعية التسجيل وتاريخه ووص ف الطائرة واسم مالكها وغير ذلك من البيانات الخاصة بالتسجيل ‪ ،‬وال يكفى فى تسجيل الطائرة‬
‫مجرد قيدها فى السجل المعد لهذا الغرض ‪ ،‬ولكن يتعين على كل طائرة مستخدمة فى المالحة الجوية أن تثبت على هيكلها الخارجى‬
‫عالماتها الدالة على تسجيلها ‪.‬‬
‫ولتسجيل الطائرة أهمية ب الغة ‪ ،‬فهو من ناحية أولى أداة اإلشراف الجهات اإلدارية المختلفة على الطائرات والتحقيق من مدى مطابقتها‬ ‫‪‬‬
‫لشروط االتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية ‪ ،‬وهو من ناحية ثانية وسيلة لشهر الحقوق العينية الواردة على الطائرة ‪ ،‬ذلك ألن‬
‫الطائرة وإن كانت من المنقوالت إال أن جميع التصرفات الواردة عليها ال يكون لها أى أثر إال بعد شهرها ‪ ،‬وأخيرا ً فإن التسجيل يلعب‬
‫دورا ً محوريا ً فى تحديد جنسية الطائرة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسجيل الوطنى للطائرات وشطب هذا التسجيل‬
‫ولم تنشأ اتفاقية شيكاغو لسنة ‪ 1944‬أن تنظم تسجيل الطائرات ‪ ،‬ولكنها أحالت فى هذا الخصوص إلى القوانين الوطنية ‪ ،‬فقد نصت‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪ 19‬منها على أنه " يتم تسجيل الطائرة أو نقل تسجيلها فى كل دولة متعاقدة طبقا ً لقوانينها " ‪ ،‬ويبدو أن واضعى االتفاقية قد‬
‫أثروا ترك هذ المسألة للمشرع الوطنى لتعلقها بالنواحى االقتصادية واإلدارية مما يجعل هذا األخير هو األقدر على وضع الشروط‬
‫الالزمة لهذا التسجيل ‪.‬‬
‫ولم ينظم قانون الطيران المدنى المصرى الجديد تسجيل الطائرات مكتفيا ً بما ورد فى القانون رقم ‪ 26‬لسنة ‪. 1976‬‬ ‫‪‬‬
‫وتخضع للتسجيل كل طائرة مملوكة لمصرى ‪ ،‬سواء كان شخصا ً طبيعيا ً أو معنويا ً ويجوز تسجيل الطائرات األجنبية فى مصر ‪ ،‬إذا‬ ‫‪‬‬
‫كانت مستأجرة بمعرفة مصرى سواء كان شخصا ً طبيعيا ً أو معنويا ً ‪ ،‬وذلك إذا كان االستئجار بقصد الشراء أو لمدة ال تقل عن ستة‬
‫شهور ‪.‬‬
‫ويتم تسجيل الطائرة بقيدها فى السجل العام المعد لهذا الغرض ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫المشرع المصرى لخصوص التسجيل بقيد البيان ات فى السجل المعد لذلك ولكنه استلزم ‪ ،‬باإلضافة لذلك أن تظهر العالمات‬ ‫ّ‬ ‫ولم يكتف‬ ‫‪‬‬
‫المميزة على جسم الطائرة وفى مكان واضح ‪ ،‬وإعماال لذلك نصت المادة السابعة من القرار الوزارى رقم ‪( 369‬ط) على العالمات التى‬
‫تميز الطائرات المصرية وهى الحروف ‪ S.U‬وذلك لداللة على الجنسية المصرية ‪ ،‬ثالثة أحرف أفرنجية تحددها الهيئة المصرية العامة‬
‫للطيران فيما يخص الطائرات اآللية ‪ ،‬وأخيرا ً ثالثة أحرف تحددها الهيئة المصرية العامة للطيران فيما يتعلق بالطائرات الشراعية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تسجيل الطائرات التابعة لمؤسسة للنقل الجوى الدولى أو المشترك‬


‫ال يجوز تسج يل الطائرة فى أكثر من دولة ‪ ،‬كما ال يجوز بالتبعية أن تحمل الطائرة أكثر من جنسية ‪ ،‬وإذا كان هذا الحكم بشقيه ال يثير‬ ‫‪‬‬
‫صعوبات كثيرة بالنسبة للطائرات الوطنية ‪ ،‬فإن األمر يحتاج إلى بعض التفصيل بالنسبة للطائرات التى تعمل فى مؤسسات لالستغالل‬
‫الجوى الدولى أو المشترك ‪.‬‬
‫وتقوم هذ المؤسسات والتى تنشأ عادة بين عدة دول تربطها حدود جغرافية مشتركة أو ترغب فى تنظيم قدرتها التنافسية على‬ ‫‪‬‬
‫االستغالل المشترك لعمليات النقل الجوى ‪.‬‬
‫وأمام تزايد المؤسسات التى ترغب فى االستغالل الجوى الدولى أو المشترك ‪ ،‬لم يكن أمام المنظمة الدولية إال أن تهتم بهذ المشكلة‬ ‫‪‬‬
‫وتصدر القرارات المنظمة لها وبالفعل وبعد مراحل وتطورات عديدة ‪ ،‬صدر قرار المنظمة الدولية للطيران المدنى بشأن تسجيل‬
‫وجنسية الطائرات التى يجرى تشغليها بواسطة مؤسسات النقل الجوى الدولى أو المشترك فى ‪. 1967/12/14‬‬

‫هذا وقد استهلت المنظمة ال دولية قرارها بتحديد شروط تطبيقه وحددتها ‪ ،‬كما نص على ذلك القرار السالف ‪ ،‬بما يلى ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬يطبق هذا القرار فقط إذا كانت كافة الدول المكونة لمؤسسة النقل الجوى الدولية أطرافا ً فى اتفاقية شيكاغو ويستمرون كذلك ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬ال يطبق هذا القرار فى حالة الطائرة المسجلة تسجيال وطنيا ً حتى ولو قامت بتشغيلها مؤسسة نقل جوى دولية ‪ ،‬وباإلضافة لهذين‬
‫الشرطين فإن القرار ال يطبق بطبيعة الحال ‪ ،‬إال على الطائرات التابعة لمؤسسة النقل الجوى الدولى أو المشترك ‪.‬‬
‫وبخصوص كيفية تسجيل الطائرة التابعة لمؤسسة االستغالل الجوى المشترك فقد نص الملحق رقم ( ‪ ) 3‬من القرار على ما يأتى ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬تنشئ الدول المكونة لمؤسسة النقل الجوى الدولية سجالً مشتركا ً لتسجيل الطائرات التى تقوم المؤسسة بتشغيلها ويكون ذلك السجل‬
‫منفصال ومميزا ً عن أى سجل وطنى قد تحتفظ به أى من هذ الدول بالطرق المعتادة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬يجوز أن يكون السجل المشترك موحدا ً أو مكونا ً من عدة أجزاء ‪ ،‬وفى الحالة األولى تتولى إحدى الدول األعضاء فى مؤسسة النقل‬
‫الجوى الدولية االحتفاظ بالسجل ‪ ،‬وفى الحالة الثانية يحتفظ بأى جزء من تلك األجزاء لدى هذ الدولة أو تلك وحدها من بين هذ الدول ‪.‬‬
‫( ‪ ) 3‬ال يم كن تسجيل الطائرة إال مرة واحدة فقط بمعنى أن تسجل فى السجل المشترك أو فى جزء من أجزاء السجل الذى تحتفظ به دولة‬
‫معينة وذلك فى حالة وجود عدة أجزاء له ‪.‬‬
‫( ‪ ) 4‬تحمل جميع الطائرات المسجلة فى السجل المشترك أو فى أى جزء منه عالمة موحدة بدالً من عالمة الجنسية ‪.‬‬
‫( ‪ ) 5‬تقوم الدولة التى تحتفظ بالسجل المشترك أو الدولة التى تحتفظ بالجزء المعنى من هذا السجل بوظائف دولة التسجيل طبقا ً التفاقية‬
‫شيكاغو ( مثل إصدار شهادة التسجيل أو شهادات الصالحية أو إجازات الطاقم ) وفى جميع األحوال تكون ممارسة هذ الوظائف بالنيابة‬
‫عن جميع الدول بالتضامن ‪.‬‬
‫( ‪ ) 6‬على الرغم مما ورد بالفقرة ( ‪ ) 4‬الموضحة عالية ‪ ،‬تكون مسئوليات دولة التسجيل التى تفرضها األحكام المختلفة التفاقية شيكاغو‬
‫واقعة على كافة الدول األعضاء فى مؤسسة النقل الجوى الدولية فرادى وبالتضامن ‪ ،‬ويجب عليها كلها أو أى منها تقبل أى شكوى تقدمها‬
‫الدول المتعاقدة األخرى ‪.‬‬
‫س ( ‪ : ) 4‬اكتب فى جنسية الطائرة ؟‬

‫أوال ‪ :‬الخالف حول إمكانية اكتساب الطائرة للجنسية‬


‫أثير التساؤل قديما ً حول إمكانية منح الطائرة ‪ ،‬وهى جماد جنسية دولة معينة ‪ ،‬غير أن الرأى الراجح قد انتصر إلى ضرورة منح‬ ‫‪‬‬
‫الطائرة جنسية ‪ ،‬على اعتبار أن الجنسية ليست فى النهاية إال " فكرة " أو " حيلة " قانونية شأنه فى ذلك شأن الذمة المالية‬
‫والشخص االعتبارى ‪ ،‬القصد منها إحكام الرقابة على الطائرات ‪.‬‬
‫والواقع أن منح الطائرة جنسية دولة معينة مسألة لها أهميتها البالغة فمن ناحية أولى تظهر هذ األهمية فى أوقات الحروب واألزمات‬ ‫‪‬‬
‫السياسية حيث تقوم الدول عادة بالتفرقة بين الطائرات الوطنية والطائرات التابعة للدول المحاربة ‪ ،‬وتقصر حق المرور فى فضائها‬
‫الجوى على طيرانها الوطنى وطيران الدول المحايدة ‪ ،‬على عكس الحال بالنسبة لطيران الدول المتحاربة معها فيحظر عليها الطيران‬
‫فى أجوائها ‪ ،‬ومن ناحية ثانية فإن جنسية الطائرة مفيدة فى إحكام الرقابة والتأكد من التزامها بالشروط التى تفرضها االتفاقات الدولية‬
‫وتشريعاتها الداخلية ‪ ،‬كذلك تستئثر الطائرات الوطنية فى الغالبية العظمى من الدول بخدمات النقل الداخلى وتتمتع ببعض اإلعفاءات‬
‫الضريبية واإلعانات المالية ‪ ،‬وأخيرا ً تظهر أهمية جنسية الطائرة عند تحديد القانون الواجب التطبيق على ما يرتكب على متنها من‬
‫جرائم وتصرفات ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معيار جنسية الطائرة فى االتفاقيات الدولية‬
‫وكما أثير الخالف فى بداية األمر حول مدى اكتساب الطائرة جنسية دولة معينة فقد أثير بالتبعية خالفا ً آخر حول المعيار الذى يمكن‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد عند تحديد جنسيتها فذهب البعض إلى أن الطائرة تكتسب جنسية دولة المنشأ أى الدولة التى تم تصنيع الطائرة فيها ‪ ،‬بينما‬
‫ذهب البعض اآلخر إلى اكتساب الطائرة جنسية دولة المالك على أن أغلب الفقه وكذ لك االتفاقات الدولية والتشريعات الوطنية قد تبنت‬
‫معيار دولة التسجيل على اعتبار أنه أنسب المعايير لتحديد جنسية الطائرة ‪.‬‬

‫جاءت اتفاقية شيكاغو والتى اعتبرتها المادة ( ‪ ) 3‬من قانون الطيران المدنى مصدرا ً يتمتع باألولوية فى التطبيق ‪ ،‬لتقرر مبدأين أساسيين‬
‫بخصوص جنسية الطائرة ‪:‬‬
‫المبدأ األول ‪ " :‬تحمل الطائرات جنسية الدولة التى سجلت فى سجالتها " ‪ ،‬وعلى ذلك تتحدد جنسية الطائرة فى اتفاقية شيكاغو طبقا ً‬
‫لمعيار شكلى بحت وهو جنسية الدولة التى تسجل فيها الطائرة ‪ ،‬وقد عيب على هذا المعيار سهولة التحايل عليه ‪ ،‬إذ تستطيع شركات‬
‫الطيران أن تسجل طائراتها فى دولة معينة للحصول على المزايا التى توفرها هذ الدولة ‪ ،‬غير أن اتفاقية شيكاغو قد تحسبت لهذا األمر ‪،‬‬
‫فأحالت إلى القوانين الوطنية لتحديد الشروط واإلجراءات الالزمة للتسجيل ‪ ،‬وبذلك تستطيع كل دولة أن تضع من هذ الشروط ما ترا كافيا ً‬
‫لمنع مثل هذا التحايل ‪.‬‬

‫أما المبدأ الثانى ‪ " :‬ال يجوز تسجيل الطائرات فى أكثر من دولة واحدة ‪ ،‬ولكن يجوز نقل تسجيلها من دولة إلى أخرى " ‪ ،‬وهذا معنا‬
‫ببساطه شديدة أنه ال يجوز أن تحمل الطائرة أكثر من جنسية فطالما أن معيار الجنسية هو التسجيل ‪ ،‬وطالما أنه ال يجوز أن يتم هذا‬
‫التسجيل فى أكثر من دولة فال يجوز إذن أن يكون للطائرة أكثر من جنسية ‪.‬‬
‫وتبرير هذا الحكم األخير إذ لو جاز أن تتمتع الطائرة بأكثر من جنسية ألدى ذلك إلى إشاعة الفوضى فى المالحة الجوية الدولية ‪ ،‬وذلك‬ ‫‪‬‬
‫نظرا ً لتعدد وتضارب القوانين واألنظمة التى ستخضع لها الطائرة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مشكلة جنسية الطائرات التابعة لمؤسسة لالستغالل الجوى الدولى أو المشترك‬
‫لم تهتم اتفاقية شيكاغو لسنة ‪ 1944‬بمعالجة مشكلة جنسية الطائرات التابعة لمؤسسة لالستغالل الجوى الدولى أو المشترك ‪ ،‬اللهم‬ ‫‪‬‬
‫فيما أوردته المادة ( ‪ ) 77‬منها‪ ،‬والتى تنص على أن " يقرر المجلس الطريقة التى تتبع فى تطبيق األحكام الخاصة بجنسية الطائرات‬
‫التى تسيرها مؤسسات النقل الجوى الدولية " ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بجنسية الطائرات التابعة لمؤسسة لالستغالل الجوى الدولى أو المشترك فقد نصت المادة ( ‪ ) 2‬من القرار السالف على أنه‬ ‫‪‬‬
‫" مع عدم اإلخال ل بحقوق الدول المتعاقدة األخرى تعتبر أى من هذ الطائرات ‪ ،‬فيما يتعلق بتطبيق االتفاقية وكأنها تحمل جنسية كل‬
‫من الدولة المتعاقدة األعضاء المكونة لمؤسسة النقل الجوى الدولية " ‪.‬‬
‫س‪ :‬اكتب فى وظائف وسلطات قائد الطائرة؟‬
‫وظائف وسلطات قائدة الطائـرة‬

‫لماااااا كاااااان قائاااااد الطاااااائرة هاااااو الطياااااار المسااااائول عااااان تشاااااغيل الطاااااائرة وساااااالمتها بمااااان عليهاااااا فقاااااد خولاااااه القاااااانون مجموعاااااة‬
‫ماااااان الوظااااااائف والساااااالطات التااااااى تمكنااااااه ماااااان أداء المهمااااااة الموكلااااااة إليااااااه علااااااى الوجااااااه األكماااااال‪ ،‬وتتحصاااااال هااااااذ الوظااااااائف‬
‫وتلك السلطات فى ثالث ‪ :‬فنية وتجارية ثم سلطات إدارية‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الوظيفة الفنية‪:‬‬
‫تعتبر الوظيفة الفنية من أهم وظائف قائد الطائرة‪ ،‬بل أن المشرعين فى مختلف الدول لم تخوله السلطات األخرى سواء كانت تجارية أم‬ ‫‪‬‬
‫إدارية إال لكى يتمكن من أداء هذ الوظيفة الفنية‪ ،‬والتى تتمثل فى قيادة الطائرة على أحسن وجه‪.‬‬
‫وقد اهتم قانون الطيران المدنى بهذ الوظيفة وكرس لها العديد من النصوص التى توضح كيفية ممارستها‪ ،‬ويمكننا من خالل هذ‬ ‫‪‬‬
‫النصوص رصد حدود هذ الوظيفة على ضوء المراحل الثالث الالزمة إلتمام الرحلة الجوية‪.‬‬
‫المرحلااااااة األولااااااى‪ :‬االسااااااتعداد ل قااااااالع‪ ،‬وعلااااااى قائااااااد الطااااااائرة فااااااى هااااااذ المرحلااااااة أن يتأكااااااد ماااااان سااااااالمة الطااااااائرة وسااااااالمة‬
‫كافة أجهزتها وعليه أيضا ً التأكد من كفاية الوقود‪.‬‬

‫كذلك يتعين على قائد الطائرة التأكد من أن تحميل الطائرة قد تم بطريقة سليمة‪ ،‬روعيت فيه اعتبارات السالمة‪ ،‬وأن يقوم بدراسة آخر‬ ‫‪‬‬
‫توقعات األرصاد الج وية‪ ،‬وله فى هذا الشأن الحق فى تأجيل‪ ،‬أو حتى إلغاء الرحلة متى تبين له أن ثمة مخاطر حقيقية ناتجة عن عدم‬
‫مالئمة األحوال الجوية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أيضا ً يجب على قائد الطائرة أن يحرر ما يسمى بخطة الطيران يبين فيها مطار اإلقالع والمطار المقصود والمحطات الجوية التى يمر‬ ‫‪‬‬
‫من فوقها‪ ،‬و الخط الجوى الذى سيتبعه ومستويات االرتفاع والسرعات التى يسير بها والفترة الزمنية للطيران‪ ،‬وغير ذلك من البيانات‬
‫التى تستلزمها مالحق اتفاقية شيكاغو‪ ،‬سيما الملحق الثانى والخاص بقواعد المالحة الجوية‪.‬‬
‫المرحلاااااة الثانياااااة‪ :‬التحلياااااق فاااااى الجاااااو‪ ،‬ومتاااااى أقلعااااات الطاااااائرة‪ ،‬أصااااابح قا ئااااادها‪ ،‬كماااااا يحلاااااو لااااابعض الفقاااااه‪ ،‬هو"السااااايد بعاااااد‬
‫هللا"‪ ،‬وتصاااااابح الطااااااائرة وماااااان علااااااى متنها"أمانااااااة"بين يديااااااه‪ ،‬ولهااااااذا الساااااابب فقااااااد اهااااااتم قااااااانون الطيااااااران الماااااادنى ببيااااااان‬
‫سلطات والتزامات قائد الطائرة خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫فعلى القائد قيادة الطائرة طبقا ً لقواعد الجو المعمول به‪ ،‬وعليه التقييد ب األنظمة المتعلقة بقواعد الحركة الجوية‪ ،‬وتعليمات وتصاريح‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة الحركة الجوية‪ .‬كما ال يجوز له أن يحلق على ارتفاعات أقل من تلك التى تحددها السلطات المختصة‪ ،‬أو أن يحلق على مقربة‬
‫من طائرة أخرى‪ ،‬أو أن يقود الطائرة بإهمال واستهتار على نحو يعرض حياة المسافرين وممتلكاتهم للخطر‪.‬‬
‫المرحلااااااة الثالثااااااة‪ :‬مرحلااااااة الهبااااااوط‪ ،‬وتعتباااااار هااااااذ المرحلااااااة ماااااان أدق المراحاااااال التااااااى يتعااااااين علااااااى قائااااااد الطااااااائرة خاللهااااااا‬
‫التحلااااااى بااااااالحرص والحااااااذر الشااااااديدين‪ ،‬فعليااااااه االلتاااااازام بقواعااااااد الطيااااااران فااااااى هااااااذ المرحلااااااة ماااااان حيااااااث معاااااادل الساااااارعات‬
‫ومسااااااتويات االرتفاااااااع إلااااااى غياااااار ذلااااااك‪ .‬ومتااااااى دنااااااى ماااااان ال مطااااااار المقصااااااود كااااااان عليااااااه التقيااااااد بتعليمااااااات باااااارج المراقبااااااة‬
‫وإشارات المالحة الجوية وغير ذلك من القواعد الفنية المتبعة عند الهبوط‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الوظيفة التجاريــة‪:‬‬
‫يُقصد بالوظيفة التجارية لقائد الطائرة مكنه هذا األخير‪ ،‬باعتبار نائبا ً عن مستغلها إجراء بعض التصرفات القانونية الالزمة إلتمام‬ ‫‪‬‬
‫والمشرع الذى‬
‫ّ‬ ‫الرحلة ولم ينظم قانون الطيران المدنى المصرى‪ ،‬هذ الوظيفة‪ ،‬كذلك لم تهتم المعاهدات الدولية بتنظيم هذ المسألة‪،‬‬
‫أعدته اللجنة الفنية لخبراء الطيران سنة ‪ ،1947‬والذى أجاز لقائد الطائرة إجراء التصرفات التالية دون إذن خاص من مالكها‪:‬‬
‫أ – إجراء المشتريات الالزمة إلتمام الرحلة‪.‬‬
‫ب – إجراء اإلصالحات الضرورية إلتمام الرحلة‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬مباشرة أى تصرف أو إنفاق المبالغ الضرورية لتأمين سالمة الركاب وأعضاء الطاقم‪.‬‬
‫د – إجراء القروض الالزمة لمباشرة التصرفات السابقة‪.‬‬
‫هـ ‪-‬تعين أعضاء طاقم جدد‪ ،‬لفترة الرحلة عوضا ً عن غيرهم متى كان ذلك ضروريا ً إلتمام الرحلة‪.‬‬

‫وإذا كان قانون الطيران المدنى لم ينظم هذ الوظيفة‪ ،‬فإن حسن أداء مرفق النقل الجوى يقتضى االعتراف لقائد الطائرة بتمكنه إجراء‬ ‫‪‬‬
‫التصرفات القانونية الالزمة إلتمام الرحلة‪ .‬على أننا نعتقد ضرورة تقييد هذ الوظيفة المخولة لقائد الطائرة بالحاالت التى ال يستطيع‬
‫قائد الطائرة فيها تلقى تعليمات من مستغل الطائرة‪ ،‬وبشرط أال تمتد هذ السلطات إلى ترتيب حق عينى أصلى أو تبعى على الطائرة‪،‬‬
‫وعلى ذلك فال يستطيع قائد الطائرة بيعها أو رهنها إال بإذن خاص من مالكها‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الوظيفة اإلداريــة‪:‬‬
‫وحتى يتمكن قائد الطائرة من أداء المهام الموكلة إليه‪ ،‬فقد أعطت له التشريعات المختلفة وظائف أو سلطات إدارية على باقى أعضاء‬ ‫‪‬‬
‫الطاقم‪ ،‬بل وحتى فى مواجهة المسافرين أنفسهم‪.‬‬
‫ويتمتع قائد الطائرة بسلطات رئاسية تجا باقى أفراد الطاقم‪ ،‬فعليهم االنصياع ألوام ر ‪ ،‬كما أن له أن يكلفهم ببعض األعمال غير تلك‬ ‫‪‬‬
‫التى تدخل فى مهامهم األصلية متى اقتضت ذلك الظروف التى تمر بها الطائرة‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن سلطات قائد الطائرة تجا أعضاء‬
‫الطاقم تنتهى عند أية نقطة تهبط فيها الطائرة‪.‬‬
‫أما عن سلطات القائد فى مواجهة المسافرين فإنها ت رتكز على ضرورة التزام الركاب التعليمات ومراعاة واجبات األمن والنظام على‬ ‫‪‬‬
‫متن الطائرة‪.‬‬
‫فإذا ما تيقن قائد الطائرة أن راكبا ً قد ارتكب‪ ،‬أو حتى فى طريقه الرتكاب فعل من األفعال التى من شأنها تعريض أمن وسالمة الطائرة‬ ‫‪‬‬
‫ومن على متنها للخطر كان له‪ ،‬سلطة اتخاذ التدابير الضرورية والمناسبة لحفظ األمن والنظام على الطائرة‪ .‬حتى ولو وصل األمر إلى‬
‫استخدام القوة ضد هذا الراكب أو حتى إعطائه عقارا ً مخدراً‪ .‬وللقائد أن يستعين فى ذلك بأعضاء الطاقم‪ ،‬بل وله أن يطلب هذ المعونة‬
‫من المسافرين أنفسهم‪ ،‬دون أن يكون له حق إجبارهم على تقديم هذ المعونة‪.‬‬
‫وباإلضافة لهذ السلطات يميل بعض الفقه‪ ،‬إلى إعطاء قائد الطائرة بعض الصالحيات األخرى سيما فى مجال األحوال الشخصية مثل‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية إبرام عقود الزواج وتسجيل المواليد والوفيات التى تتم على متن الطائرات إلى غير ذلك‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫س‪ :‬اكتب فى مسئولية قائد الطائـرة؟‬
‫(مسئولية قائد الطائــرة)‬
‫تقوم المسئولية المدنية لقائد الطائرة فى نظر الكثير من الفقه على أساس الخطأ التقصيرى الواجب إثباته من جانب المضرور أو‬ ‫‪‬‬
‫ورثته‪ .‬صحيح أن تأسيس المسئولية على هذا النحو فيه إرهاق كبير للمضرورين‪ ،‬إذ ال يمكنهم فى الكثير من األحيان إثبات خطأ القائد‪،‬‬
‫إال أنه ال يمكننا فى المقابل افتراض الخطأ ألنه ليس إال تابعا ً لشركة الطيران‪ ،‬وبالتالى فهو ال يحوز الطائرة لحسابه الخاص ولهذا فال‬
‫يمكن اعتبار حارسا ً لألشياء‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬معيار خطأ قائد الطائرة وحاالته‪:‬‬
‫تقوم مسئولية قائد الطائرة على أساس الخطأ التقصيرى الواجب إثباته‪ ،‬والخطأ التقصيرى عموما ً هو اإلخالل بالتزام يفرضه القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وفى مجالنا هنا فإن هذا الخطر ال يعدو أن يكون إال اإلخالل با لقواعد واألصول التى يتعين على القائد إتباعها فى قيادته للطائرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيعد قائد الطائرة مرتكبا ً لخطأ موجبا ً لمسئولية متى لم يراع القواعد واألصول الفنية التى نصت عليها القوانين وتقضيها الظروف‬ ‫‪‬‬
‫الجوية وطراز الطائرة التى يقودها وذلك عند الصعود بالطائرة أو أثناء طيرانها أو عند الهبوط بها‪.‬‬
‫ويعد قائد الطائرة مخطئا ً متى لم يتأكد من كافية الوقود قبل إقالع الطائرة كذلك يخطئ قائد الطائرة‪ ،‬كما ذهبت لذلك محكمة استئناف‬ ‫‪‬‬
‫باريس‪ ،‬متى شرع فى الصعود بطائرته رأسا ً وبزاوية حادة للغاية دون مراعاة درجات الصعود المقررة مما أدى إلى فقدان الطائرة‬
‫توازنها وجعلها تحت رحمة الريح التى كانت تعصف بشدة‪.‬‬
‫وفى أثناء الطيران يتعين على قائد الطائرة كذلك مراعاة األصول الفنية فى الطيران‪ ،‬فيعد مخطئاً‪ ،‬كما ذهبت لذلك إحدى المحاكم‬ ‫‪‬‬
‫الجزائرية‪ ،‬متى قرر الطيران على ارتفاع منخفض جدا ً مما أدى إلى اصطدام الطائرة بأسالك الكهرباء‪ .‬أو متى قام بتخفيض حاد ألنف‬
‫الطائرة فى حالة دخولها دوامة هوائية مما جعال تهوى بسرعة فاقت سرعة الصوت وتفككها ثم ارتطامها باألرض‪ ،‬أو أنه لم ينبه على‬
‫الركاب بربط أحزمة األمان مما أدى إلى إصابتهم بجروح أثناء عبور الطائرة لمطب هوائى‪.‬‬
‫كذلك يعد قائد الطائرة مخطئاً‪ ،‬كما ذهبت لذلك محكمة تولوز بفرنسا‪ ،‬إذا شرع فى الهبوط وكانت الطائرة ما زالت تطير بسرعة كبيرة‬ ‫‪‬‬
‫وقام بانحناءة خطرة مما أدى إلى وقوع الحادث‪.‬‬
‫وباختصار‪ ،‬فيعد قائد الطائرة مرتكبا ً لخطأ موجبا ً لمسئوليته متى كان ما أتا قائد الطائرة يخالف األصول المتبعة فى الطيران بالنسبة‬ ‫‪‬‬
‫لطراز الطائرة التى يقودها‪ ،‬وتلك مسألة واقع تقدرها محكمة الموضوع التى تنظر النزاع على ضوء ما يقرر أهل الخبرة فى شئون‬
‫الطيران‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التفرقة بين الخطأ الفنى فى قيادة الطائرة والغلط فى التقدير‪:‬‬
‫لهذ التفرقة أهمية بالغة‪ ،‬ذلك أنه فى ح ين يسأل قائدها الطائرة عما يرتكبه من أخطاء فنية فى قيادته للطائرة‪ ،‬فإنه ال يسأل فى األحوال‬ ‫‪‬‬
‫التى يكون فيها ما أتا هو مجرد غلط فى التقدير‪.‬‬
‫وتثار فكرة الغلط فى التقدير فى الحاالت التى تواجه فيها الطائرة خطرا ً حقيقاً‪ ،‬ويكون أمام قائدها عدة خيارات لتفادى وقوع الكارثة‬ ‫‪‬‬
‫فإذا ما اختار أحد الحلول المناسبة لنوع الطائرة التى يقودها ولطبيعة الظروف التى يمر بها‪ ،‬وفى الوقت المناسب‪ ،‬والذى قد ال يتجاوز‬
‫ثوان معدودة كما هو الحال فى الطائرات النفاثة‪ ،‬ومع ذلك وقعت الكارثة كان ما أتا قائد الطائرة ليس إال غلطا ً فى التقدير ال يترتب‬
‫عليه مسئوليته‪ .‬وعلى العكس تماماً‪ ،‬إذا الحت الكارثة فى األفق أو أظهرتها مؤشرات الطائرة‪ ،‬وبدت الحلول عديدة لتفادى الحادث‪،‬‬
‫ولكن قائد الطائرة لم يشأ أو لم يستطيع أن يسلك أيا ً منها‪ ،‬اعتبر ما أتا خطأ فنيا ً موجبا ً لمسئوليته‪.‬‬
‫وهكذا يبدو الفرق بين الخطأ الفنى فى قيادة الطائرة والغلط فى التقدير فى أن األول يترجم مؤقت سلبى من القائد فى مواجهة الحادث‬ ‫‪‬‬
‫فى حين أنه يقوم فى الثانى بما تمليه عليه األصول الفنية للطيران ومع ذلك ال يستطيع أن يتفادى الحادث‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬حدود مسئولية قائد الطائـرة‪:‬‬
‫قائد الطائرة غالبا ً ما يعمل بص فته متبوع لشركة الطيران‪ ،‬كذلك فسوف نوضح فيما بعد أن هذ الشركات تستطيع فى حالة الرجوع‬ ‫‪‬‬
‫عليها بالتعويض‪ ،‬االستفادة من الحد األقصى للتعويض الذى تقرر اتفاقية روما لسنة ‪ 1952‬الخاصة باألضرار التى تحدثها الطائرة‬
‫لألغيار على السطح أو الذى تقرر اتفاقية وارسو لسنة ‪ 1929‬بشأن النقل الجوى‪ .‬والسؤال المطروح اآلن يتعلق بمدى استفادة قائد‬
‫الطائرة من الحد األقصى الذى تقرر هاتين االتفاقيتين؟‬
‫لقد ثار هذا التساؤل خالفا ً فقهيا ً حادا ً قبل تعديل اتفاقية وارسو ببروتوكول الهاى لسنة ‪ ،1955‬إذ فى حين رأى البعض أن قائد الطائرة‬ ‫‪‬‬
‫ال يمكنه االستفادة من الحد األقصى للتعويض بقوله أن مسئوليته هى مسئولية شخصية عن خطأ ارتكبه هو‪ ،‬اتجا رأى آخر‪ ،‬أبد‬
‫االتحاد الدولى لجمعيات الطيارين وشركات الطيران نفسها‪ ،‬إلى استفادة قائد الطائرة من الحد األقصى للتعويض الذى تقرر االتفاقيات‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وقد جاء بروتوكول الهاى لسنة ‪ ،1955‬المعدل التفاقية وارسو لسنة ‪ ،1929‬مؤيدا ً لهذا الرأى األخير‪ ،‬فنصت المادة ‪ 14‬منه على‬ ‫‪‬‬
‫أن"إذا رفعت دعوى على تابع الناقل عن ضرر مما أشير إليه فى هذ المعاهدة فلهذا التابع أن يتمسك بحدود المسئولية التى يحق‬
‫للناقل أن ينتفع بها بالتطبيق ألحكام المادة‪ ،‬إذا أثبت أنه كان يعمل فى نطاق وظائفه‪.‬‬

‫س‪ :‬اكتب في المسئولية عن األضرار التى تحدثها الطائرة في اتفاقية روما لسنة ‪1952‬؟‬
‫المسئولية عن األضرار التى تحدثها الطائرة على السطح في اتفاقية روما لسنة ‪1952‬‬
‫أوالً‪ :‬أساس المسئوليــة‪:‬‬
‫أغلب القوانين الوطنية قد اعتنقت مبدأ المسئولية الموضوعية لمستغل الطائرة بالنسبة لألضرار التى تحدثها لألغيار الموجودين على‬
‫األرض‪ .‬أما في اتفاقية روما فلم يكن إقرار هذا المبدأ أمرا ً سهالً‪ ،‬إذ دافعت بعض الدول‪ ،‬سيما الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬والتى كانت تخدم‬
‫وحدها نصف الخطوط الجوية العالمية آنذاك عن فكرة الخطأ الواجب إثباته من جانب المضرور على السطح‪.‬‬
‫ولقد رأت الغالبية العظمى من الوفود أنه ليس من األنصاف مسايرة وفد الواليات المتحدة فيما يذهب إليه وتحميل المضرور على األرض‪،‬‬
‫وهو البرئ تماماً‪ ،‬عبء البحث عن أخطاء ارتكبت في السماء‪ ،‬ولهذا أقرت االتفاقية مبدأ المسئولية الموضوعية لمستغل الطائرة‪.‬‬
‫غير أن االتفاقية لم تشأ‪ ،‬إرضاء للواليات المتحدة األمريكية أن تذهب بمبدأ المسئولية الموضوعية إلى نهايته‪ ،‬وذلك على الرغم مما يوفر‬
‫من حماية للعزل عن األرض‪ ،‬إن التاريخ هو التاريخ والعالم هو العالم وقديما ً قال"بسكال"أن"القوة هى سيدة العالم‪ ،‬ال الرأى"‪ ،‬وكان البد‬
‫إذن من حلول"تصالحية"يملى فيه القوى‪ ،‬كما يقول"يرنج"إرادته ثم يحترم الصلح لمصلحته‪.‬‬
‫وهكذا وبعد أن أقرت االتفاقية مبدأ المسئولية الموضوعية‪ ،‬رأت وضع حد أقصى للتعويض يستفيد منه المستغل طالما لما يكن الضرر نتيجة‬
‫فعل متعمد أو امتناع مقصود من جانب المستغل أو تابعيه أو وكالئه‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬شروط انعقاد المسئولية‪:‬‬
‫‪ –1‬الشروط المتعلقة بالضرر‪:‬‬
‫أ ‪ -‬من حيث مكان وقوع الضرر‪:‬‬
‫يشترط لسريان االتفاقية أن يقع الضرر المطلوب التعويض عنه على إقليم دولة متعاقدة والستجالء هذا الشرط فإنه ينبغى أوالً تحديد‬
‫المقصود بالدولة المتعاقدة ثم باإلقليم ولم تشأ االتفاقية ترك هذ المصطلحات والتى لم تترك االتفاقية تحديدها الجتهادات الفقه والقضاء‪،‬‬
‫ولكنها نصت في مادتها الثالثون على أنه يقصد بتعبير الدول المتعاقدة في هذ االتفاقية كل دولة صدقت على االتفاقية أو انضمت إليها أو‬
‫انسحبت منها ولم يولد انسحابها أثر بعد‪.‬‬
‫أما بخصوص المقصود"باإلقليم" فأن هذا التعبير ال يقتصر على اإلقليم المركزى للدولة‪ ،‬ولكنه يشمل كل األقاليم التى تمثلها في عالقاتها‬
‫الخارجية‪ .‬كذلك اعتبرت االتفاقية في مادتها ‪ 2/23‬السفينة في أعالى البحار أو الطائرات جزء من إقليم الدولة المسجلة فيها‪ ،‬وعليه تنطبق‬
‫االتفاقية إذا كانت هذ الدولة المسجلة فيها متعاقدة‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫وأخيرا ً يالحظ أن العبرة هى بمكان وقوع الضرر فال أهمية إذن لجنسية المضرور‪ ،‬وعلى ذلك تنطبق االتفاقية متى وقع الضرر على إقليم‬
‫دولة متعاقدة حتى ولو كان المضرور أو المضرورين ينتمون بجنسيتهم إلى دولة أخرى غير متعاقدة‪.‬‬
‫ب – من حيث جنسية وحالة الطائرة التى تسببت في الضرر‪:‬‬
‫كانت المادة ‪ 1/23‬من اتفاقية روما تشترط لسريان االتفاقية أن يكون الضرر ناشئا ً عن طائرة مسجلة في دولة أخرى متعاقدة‪ .‬وكان الرأى‬
‫مستقر آنذاك على أن العبرة هى بمكان تسجيل الطائرة‪ .‬فإذا وقع الضرر في دولة متعاقدة من طائرة مسجلة في نفس الدولة فال تسرى أحكام‬
‫االتفاقية‪ ،‬ولكن تسرى أحكام القانون الوطنى أو الداخلى في هذ الدولة‪.‬‬
‫وقد اختلف هذا الوضع بع د التعديل الذى أتى به بروتوكول مونتريال لسنة ‪ ،1978‬حيث نص هذا التعديل على أن تطبيق االتفاقية على‬
‫األضرار الناشئة عن طائرة مسجلة في دولة متعاقدة أخرى أو عن طائرة يكون مركز النشاط الرئيسى لمستغلها أو إقامته الدائمة في دولة‬
‫أخرى متعاقدة أيا ً كانت الدولة التى سجلت فيها الطائرة‪.‬‬
‫وبموجب هذا التعديل فإن أحكام االتفاقية تكون واجبة التطبيق في حالتين‪ :‬األولى‪ :‬حيث يقع الضرر في إقليم دولة متعاقدة من طائرة مسجلة‬
‫في دولة متعاقدة أخرى‪ ،‬أما الثانية‪ ،‬وهى التى أضافها تعديل مونتريال‪ ،‬حيث يقع الضرر على إقليم دولة متعاقدة من طائرة يقع مركز‬
‫النشاط الرئيسى لمستغلها أو إقامته الدائمة في دولة متعاقدة أخرى حتى ولو كانت الطائرة مسجلة في دولة غير متعاقدة‪.‬‬
‫ولم تشأ االتفاقية أن تترك تحديد المقصود بحالة الطيران للقوانين الوطنية مثلما فعلت بالنسبة لتعريف الطائرة‪ ،‬ولكنها حددت المقصود بهذا‬
‫ا لمصطلح وفرقت في هذا الشأن بين الطائرات األثقل من الهواء وتلك األخف منه والمعروفة باسم اإليروستات‪ ،‬وبالنسبة للنوع األول من‬
‫الطائرات فإنها تعتبر في حالة طيران منذ لحظة استخدام القوة المحركة بغرض اإلقالع وحتى تمام الهبوط‪ .‬أما الطائرات األخف من الهواء‪،‬‬
‫وكذلك ا لطائرة العمودية (الهليوكوبتر)‪ ،‬فإنها تعتبر في حالة طيران منذ انفصالها عن السطح وحتى اتصالها به تارة أخرى‪.‬‬
‫وترتيبا ً عن ذلك ال تنطبق اتفاقية روما على األضرار الناجمة عن انفجار طائرة كانت ساكنة تماما ً في المطار‪ ،‬أو على طائرة حال قطرها‬
‫إلخراجها من الحظائر أو إدخالها فيها‪ ،‬بل إن االتفاقية ال تطبق‪ ،‬على ما يذهب لذلك الرأى الغالب في الفقه‪ ،‬حتى ولو كان الضرر ناجما ً عن‬
‫طائرة حال استخدامها لقوتها المحركة ولكن ليس بغرض اإلقالع‪ ،‬كما لو تعلق األمر بتجربة محركاتها‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬من حيث نوع الضــرر‪:‬‬
‫ً‬
‫قدمنا أن األضرار التى يمكن أن تحدثها الطائرة على السطح قد تكون أضرارا مباشرة‪ ،‬كأن تسقط الطائرة محترقة فتهلك النسل والحرث‪ ،‬أو‬
‫يسقط جزء أو شيء منها فيقتل عابر سبيل‪ ،‬وقد تكون أضرارا ً ناتجة عن الضوضاء والضجيج الذى تحدثه الطائرة أثناء مرورها في الجو‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫والواقع أن استبعاد هذا النوع األخير من األ ضرار من الخضوع ألحكام االتفاقية يعد ثغرة هامة سيما بعد التطورات التكنولوجية الحديثة‬
‫واختراع الطائرة النفاثة التى تحدث الكثير من الضوضاء والفرقعات عند اختراقها حاجز الصوت مما قد يسبب أضرارا ً فادحة‪.‬‬
‫على أى حال فإن اتفاقية روما لسنة ‪ 1952‬قد قيدت هذا االستبعا د بأن تكون الطائرة قد التزمت بقواعد التحليق المعمول بها‪ ،‬مما يفيد أن‬
‫أضرار التحليق هذ تخضع لالتفاقية في كل األحوال التى تخرق فيها الطائرة هذ القواعد‪.‬‬
‫د – حاالت الضرر المستبعدة‪:‬‬
‫وقد أوردت االتفاقية حاالت الضرر المستبعدة من نطاقها‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬وقد حددتها المادة ‪ 34‬بأنها األضرار التى تلحق بطائرة في حالة طيران أو باألشخاص أو األموال الموجودة على متنها‪ ،‬وذلك‬
‫بطبيعة الحال‪ ،‬من طائرة أخرى في حالة طيران‪ ،‬ويواجه هذا النص في الواقع حاالت التصادم الجوى والتى تقع بين طائرتين في حالة‬
‫طيران حيث استبعدتها االتفاقية من نطاق تطبيقها وذلك ألنها لم تأت إال لحماية األغيار الموجودين على السطح‪ ،‬أما حاالت التصادم‬
‫فتحكمها قواعد التصادم الجوى في القانون الداخلى‪ ،‬كذلك تتكفل قواعد المسئولية العقدية‪ ،‬وتحديدا ً أحكام عقد النقل الجوى‪ ،‬بتعويض‬
‫األشخاص أو األموال التى كانت موجودة على متن هذ الطائرات‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬وبينتها المادة ‪ 25‬حيث نصت على عدم سريان أحكام االتفاقية على األضرار التى تحدثها الطائرة متى كانت المسئولية عن‬
‫هذ األضرار ينظمها عقد بين المضرور والمستغل أو مستعمل الطائرة وقت حدوث الضرر‪ ،‬أو كانت تنظمها تشريعات العمل الواجبة‬
‫التطبيق على عقود العمل المبرمة بين المضرورين ومستغل الطائرة‪.‬‬
‫ويواجه هذا النص الفرض الذى يحدث فيه الضرر من طائرة في حالة طيران لألشخاص الموجودين على السطح والذين يرتبطون مع‬
‫مستغل الطائرة بعالقة عقدية‪ ،‬مثل تابعى المستغل الذين يسهرون على خدمة الطائرة في إقالعها وهبوطها ومثل األشخاص المجاورين‬
‫للمطار والذين يبرمون مع إدارته اتفاقا ً لتنظيم المسئولية‪ .‬ففي كل هذ الحاالت ال يكون المضرور بحاجة إلى حماية االتفاقية حيث تتكفل‬
‫العالقة العقدية التى تنظم المسئولية‪ ،‬أو قوانين العمل الواجبة التطبيق على العقد‪ ،‬بهذ الحماية‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬وكانت تحددها المادة ‪ 26‬من اتفاقية روما بقولها‪ "،‬ال تسرى االتفاقية على األضرار التى تحدثها الطائرات الحربية أو طائرات‬
‫الجمارك أو البوليس‪ .‬وقد استبدل بروتوكول مونتريال هذا النص بأخر يقضى" بعدم سريان المعاهدة على األضرار الناجمة عن الطائرات‬
‫المس تخدمة في الخدمات الحربية أو الجمارك أو البوليس‪.‬‬
‫ويعتقد بعض الفقه‪ ،‬وبحق أن هذا التعديل يؤدى إلى توسيع الحاالت التى ال تطبق فيها االتفاقية‪ ،‬ذلك ألن عدم تطبيق االتفاقية لم يعد – في‬
‫ظل هذا التعديل – مقصورا ً على األضرار التى تحدثها الطائرات الحربية وطائرات الجم ارك والشرطة المملوكة للدولة‪ ،‬ولكن وباإلضافة لهذ‬
‫األضرار‪ ،‬فإن االتفاقية ال تطبق على األضرار الناجمة عن الطائرات المستخدمة في الخدمات الحربية أو الجمارك أو البوليس حتى ولو كانت‬
‫مملوكة ألشخاص طبيعية أو معنوية خاصة‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬لم تنظم اتفاقية روما إال الحاالت الثالثة التى عرضنا لها حاالً‪ ،‬أما الحالة الرابعة‪ ،‬والتى نحن بصددها‪ ،‬فقد أضافها بروتوكول‬
‫مونتريال لسنة ‪ 1978‬بنص جديد يقضى" بعدم سريان االتفاقية على األضرار ذات الطبيعة النووية"‪ .‬وأمام عموم النص‪ ،‬فال مجال لتطبيق‬
‫االتفاقية على هذا النوع من األضرار أيا ً كانت الطائرة التى أحدثتها‪.‬‬
‫س‪ :‬اكتب فى مبدأ سيادة الدولة على فضائها الجوى ونتائجه في اتفاقية شيكاغو لسنة ‪1944‬؟‬
‫مبدأ سيادة الدولة على فضائها الجوى ونتائجه في اتفاقية شيكاغو لسنة ‪1944‬م‬
‫أوالً‪ :‬مضمون المبـدأ‪:‬‬
‫استهلت معاهدة شيكاغو أحكامها‪ ،‬شأنها في ذلك شأن القوا نين الوطنية‪ ،‬بالنص صراحة على أن"كل دولة على الفضاء الجوى الذى يعلو‬
‫إقليمها سيادة كاملة ومطلقة" ولم تشأ المعاهدة ترك تحديد المقصود"باإلقليم"الجتهادات الفقه‪ ،‬فنصت المادة الثانية منها على أنه"فيما‬
‫يتعلق بتطبيق هذ المعاهدة يشمل إقليم الدولة األراضى والميا اإل قليمية المالصقة لها‪ ،‬الواقعة تحت سيادة الدولة أو سلطتها أو حمايتها أو‬
‫انتدابها‪.‬‬
‫ولم توضح االتفاقية الحد أو االرتفاع الذى تنتهى عند سيادة الدولة على ما يعلوها من فضاء‪ ،‬وهو ما فتح الباب أمام اجتهادات الفقه‪،‬‬
‫فذهب البعض إلى االتفاقية لم تعن في أحكامها إال بالطائرات‪ ،‬وهى األجهزة التى تستطيع التحليق اعتمادا ً على رد فعل الهواء‪ ،‬وعليه فإن‬
‫مصطلح الفضاء الجوى الذى استخدمته االتفاقية ال يعنى سوى الغالف الهوائى‪ ،‬وهو يشمل أقصى ارتفاع يمكن أن يصل إليه الطيران أما‬
‫فيما وراء ذلك فهو فضاء حر‪.‬‬
‫على أننا نعتقد مع البعض اآلخر من الفقه‪ ،‬أن محاولة وضع أية حدود في هذا الشأن سوف تكون بالضرورة تحكمية عالوة على أنها لن‬
‫تكون كافية بسبب التطور المستمر في صناعة الطيران‪ ،‬ولذلك فاألصح لدينا هو القول بامتداد سيادة الدولة على ما يعلوها من فضاء إلى ما‬
‫ال نهاية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتائج االعتراف بسيادة الدولة على فضائها الجوى في اتفاقية شيكاجو‪:‬‬ ‫ً‬
‫‪ ) 1‬حق الدولة في تحديد مناطق محرمة على الطيران‪:‬‬
‫إعماالً لمبدأ سيادة الدولة على فضائها الجوى‪ ،‬وحقها في المحافظة على أمنها وأسرارها‪ ،‬سيما العسكرى منها‪ ،‬فقد أجازت المادة (‪ )9‬من‬
‫اتفاقية شيكاجو لكل دولة متعاقدة الحق في أن تقيد أو تمنع طائرات الدول األخرى من الطيران فوق مناطق معينة من إقليمها‪.‬‬
‫وتطبيقا ً لهذا الذى نصت عليه معاهدة شيكاغو‪ ،‬نصت المادة ‪ 44‬من قانون الطيران المدنى المصرى على أنه‪:‬‬
‫‪ -1‬لسلطات الطيران المدنى أن تحرم أو تقيد دون تمييز في الجنسية– تحليق الطائرة في األماكن اآلتية‪:‬‬
‫أ) وفق مناطق معينة في الجمهورية ألسباب عسكرية أو لمتطلبات النظام العام‪.‬‬
‫ب) فوق إقليم الجمهورية أو أى جزء منه‪ ،‬وذلك في األحوال االستثنائية وألسباب تتعلق بالنظام العام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -2‬لسلطات الطيران المدنى أن تحدد مناطق خطرة‪.‬‬
‫ونظرا ً لما أظهر العمل من إ ساءة استعمال الدول لحقها في تحديد مناطق محرمة‪ ،‬فقد روعى ضرورة توافر عدة شروط عند تحديد هذ‬
‫المناطق‪ ،‬إذ يجب أوالً أن يكون تحديد هذ المناطق معقوالً من حيث الموقع والمدى‪ ،‬بحيث ال يعوق‪ ،‬بال ضرورة حركة الطيران‪ .‬ويجب ثانيا ً‬
‫لصحة هذا التحديد أال يكون هناك تمييز في المعاملة بخصوص منع التحليق فوق هذ المناطق‪ ،‬بمعنى أن يكون المنع شامالً لطائرات الدولة‬
‫التى قامت بتحديد هذ المناطق‪ ،‬خاصة التى تعمل في خطوط جوية منتظمة‪ ،‬وطائرات الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ ) 2‬حق الدولة في إغالق أجوائها الجوية أثناء الحرب أو األزمة الوطنية‪:‬‬
‫أعطت معاهدة شيكاغو للدولة الحق في تحريم الطيران فوق مناطق معينة إعماالً لمبدأ السيادة‪ ،‬فقد أعطتها المادة ‪ 89‬من المعاهدة الحق‬
‫في التصرف في أجوائها في حالتى الحرب أو األزمة الوطنية‪ .‬وفي الحالة الثانية فقط يتعين على الدولة أن تعلن أن بها أزمة وطنية وأن‬
‫تبلغ ذلك للمنظمة الدولية للطيران المدنى‪ .‬أما في حالة الحرب فال يشترط هذا اإلعالن ألن إعالن الحرب يتعارض‪ ،‬كما هو معلوم‪ ،‬مع ميثاق‬
‫األمم المتحدة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولم تحدد المعاهدة المقصود بالحرب أو األزمة الوطنية‪ ،‬ويميل فقه القانون الدولى العام إلى تعريف الحرب بأنها النزاع المسلح بين‬
‫ال دول بهدف تحقيق غرض سياسى تكمن وراء مصالح وطنية‪ .‬أما األزمات الوطنية فالراجح أنها خطر يهدد مجموع السكان ويبرر اللجوء‬
‫إلى إجراءات استثنائية كحرب أهلية أو انقالب عسكرى أو غير ذلك‪.‬‬

‫س‪ :‬اشرح مسئولية الناقل فى ضوء اتفاقية مونتريال مبينا ً شروطها؟‬


‫جاءت اتفاقية مونتريال لسنة ‪ 1999‬وأفصحت أن هدفها األساسى هو إعادة التوازن بين مصالح كافة أطراف النقل الجوى الدولى من‬ ‫‪‬‬
‫دول وناقلين ومسافرين‪.‬‬
‫وقد وقعت هذ االتفاقية والخاصة بتوحيد بعض قواعد النقل الجوى فى مدينة مونتريال فى ‪ 28‬مايو سنة ‪ 1999‬بين الدول األعضاء‬ ‫‪‬‬
‫فى المنظمة الدولية للطيران المدنى‪ .‬ودخلت حيز التنفيذ على المستوى الدولى فى ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2003‬بالنسبة للدول األعضاء التى‬
‫صدقت عليها‪ .‬كما بدأ تطبيقها فى مجموعة دول االتحاد األوروبى بد ًء من عام ‪.2004‬‬
‫وفى مصر صدر قرار رئيس الجمهورية رقم ‪ 276‬لسنة ‪ 2004‬بالموافقة على هذ االتفاقية بشرط التصديق‪ ،‬ثم وافق عليها مجلس‬ ‫‪‬‬
‫الشعب بجلسته المنعقدة فى ‪ 3‬يناير ‪ ،2005‬وصدق عليها رئيس الجمهورية فى ‪ ،2005/1/6‬ثم صدر قرار وزير الخارجية رقم ‪17‬‬
‫لسنة ‪ 2005‬فقرر نشرها فى الجريدة الرسمية على أن يعمل بها اعتبارا من ‪.2005/4/25‬‬
‫شروط تطبيق اتفاقية مونتريال لسنة ‪1999‬‬

‫أوال‪ -:‬يجب أن يكون النقل بطائرة‪:‬‬


‫استلزمت المادة األولى من االتفاقية فى النقل الذى يخضع ألحكامها" أن تقوم به طائرة"‪ ،‬وهو شرط بديهى ال يحتاج منا إلى كثير‬ ‫‪‬‬
‫تفصيل‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن االتفاقية وإن استلزمت لتطبيق أحكامها أن يكون النقل بطائرة‪ ،‬إال أنها‪ -‬وفى بعض األحيان – قد أخضعت النقل الذى يتم‬ ‫‪‬‬
‫بوسيلة أخرى معاملة النقل الجوى‪ .‬من ذلك ما نصت عليه من أنه ال تشمل مدة النقل الجوى أى نقل برى أو نقل بحرى أو نقل فى‬
‫مجار مائية خارج المطار‪.‬‬
‫غير أنه إذا حدث مثل هذا النقل من مركبه إلى أخرى‪ ،‬فيفترض أن الضرر قد نجم عن حادث وقع أثناء النقل الجوى‪ ،‬ما لم يقم الدليل‬ ‫‪‬‬
‫على عكس ذلك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن االتفاقية وإن استلزمت أن يكون النقل بطائرة إال أنها لم تشأ أن تحدد المقصود بالطا ئرة تاركة للقوانين الوطنية ذلك للقاضى‬ ‫‪‬‬
‫الذى ينظر النزاع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون النقل دوليا‪:‬‬
‫يعتبر النقل دوليا فى مفهوم اتفاقية مونتريال فى حالتين أساسيتين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪ :‬حيث تكون"نقطتا المغادرة والمقصد النهائى‪ ،‬وفقا للعقد المبرم بين األطراف‪ ،‬واقعتين‪ ...‬فى إقليم دولتين طرفين فى‬ ‫‪‬‬
‫االتفاقية"‪.‬‬
‫وتعتبر هذ الحالة النموذج األمثل‪ ،‬بل واألكثر شيوعا‪ ،‬للنقل الجوى الدولى‪ ،‬وفيه تكون نقطة قيام الطائرة‪ ،‬والتى عبرت عنها اتفاقية‬ ‫‪‬‬
‫مونتريال بنقطة المغادرة‪ ،‬ونقطة الوصول‪ ،‬والتى عبرت عنها اتفاقية مونتريال بالمقصد النهائى‪ ،‬واقعتين فى إقليم دولتين أطراف فى‬
‫االتفاقية‪ .‬أما إذا كانت نقطة قيام الطائرة فى دولة طرف ونقطة الوصول فى دولة ليست طرف فإن هذا النقل ال يعد نقال دوليا ً فى مفهوم‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫وفى هذا السياق يثار التساؤل عن مدى اعتبار النقل الذى يتم بين دولة طرف فى اتفاقية وارسو ولم تنضم إلى اتفاقية مونتريال وبين‬ ‫‪‬‬
‫دولة أخرى طرف فى اتفاقية مونتريال‪ ،‬نقال دوليا؟؟‬

‫‪20‬‬
‫والسبب فى إثارة هذا التساؤل أن بعض الدول لم تنضم بعد إلى اتفاقية مونتريال لسنة ‪ 1999‬فى حين أنها مازالت أطرافا ً فى اتفاقية‬ ‫‪‬‬
‫وارسو لسنة ‪.1929‬‬
‫وعلى حد علمنا‪ ،‬فإن مثل هذا الفرض لم يعرض بعد على القضاء‪ ،‬ونعتقد أنه إذا ما التزمنا حرفية النصوص فإن مثل هذا النقل لن‬ ‫‪‬‬
‫يخضع التفاقية وارسو وال التفاقية مونتريال‪ ،‬وذلك ألنه يشترط لخضوع النقل فى مثل هذ الحالة‪-‬حالة ثنائية اإلقليم‪-‬التفاقية وارسو‬
‫أن تكون نقطة قيام الطائرة فى دولة طرف االتفاقية ونقطة الوصول فى دولة أخرى طرف فى ذات االتفاقية‪.‬‬
‫ونفس الحكم هو الذى نصت عليه اتفاقية مونتريال‪ ،‬فيشترط لتطبيق أحكامها أن تكون نقطتا المغادرة والقصد النهائى واقعتين فى إقليم‬ ‫‪‬‬
‫دولتين طرفين‪.‬‬
‫على أى حال‪ ،‬فقد اعتبرت االتفاقية‪ -‬وهذ هى الحالة الثانية‪ -‬النقل الذى تكون فيه نقطتا المغادرة والقصد النهائى واقعتين فى إقليم‬ ‫‪‬‬
‫دولة واحدة طرف فى االتفاقية نقال دوليا متى"كانت هناك نقطة توقف متفق عليها فى إقليم دولة أخرى حتى وإن لم تكن تلك الدولة‬
‫طرفا فى االتفاقية"‪.‬‬
‫كذلك قررت اتفاقية مونتريال نفس الحكم الذى كانت تقرر اتفاقية وارسو بخصوص خضوع‪ -‬النقل الجو المتتابع‪ -‬وهو النقل الذى يقوم‬ ‫‪‬‬
‫به عدد من الناقلين المتتابعين‪ -‬ألحكامها‪ ،‬واعتبار نقال دوليا متى توافر فى هذا النقل المتتابع شرطان‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن تكون إرادة األطراف قد انصرفت إلى اعتبار هذا النقل"نقال واحدا ال يتجزأ"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أما الشرط الثانى‪ :‬فيتعلق بضرورة أ ن يكون النقل قد تم بين إقليم دولتين أطراف فى االتفاقية أو فى إقليم دولة واحدة طرف مع وجود‬ ‫‪‬‬
‫نقطة توقف فى دولة أخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقابل‪:‬‬
‫المشرع فى االتفاقية أن يكون النقل بمقابل واالتجا الغالب يتجه إلى تفسير المقابل تفسرا ً واسعا يستوعب كل ميزة مباشرة أو‬
‫ّ‬ ‫اشترط‬ ‫‪‬‬
‫غ ير مباشرة يحصل عليها الناقل‪ ،‬سواء اتخذت شكال نقديا أو عينيا أو حتى التزام بعمل يقوم به المسافر لمصلحة الناقل‪.‬‬
‫كذلك قررت اتفاقية مونتريال لسنة ‪ 1999‬ذات االستثناء على شرط المقابل والذى كانت تقرر اتفاقية وارسو‪ .‬ومفاد ذلك أنه‪ ،‬وإن كان‬ ‫‪‬‬
‫األصل أال تخضع عمليات ا لنقل المجانى لالتفاقية‪ ،‬إال أنها تخضع لها متى كانت بها مؤسسة للنقل الجوى‪ ،‬وحسبما استقر الرأى فى ظل‬
‫اتفاقية وارسو‪ ،‬فإن هذ العبارة األخيرة‪ ،‬أى مؤسسة النقل الجوى‪ ،‬إنما تنصرف إلى كل شخص طبيعى أو معنوى يتخذ من عمليات‬
‫النقل حرفة له‪ ،‬والسبب فى إخضاع مثل هذا النق ل لالتفاقية هو أنه إذا قامت منشأة من هذا النوع بعملية نقل مجانى فالغالب أن يكون‬
‫ذلك من باب الدعاية لمنشأة النقل‪ ،‬كما لو تعلق األمر بنقل سياسى بارز أو فنانه شهيرة‪ ،‬وبالتالى فإن الصفة التجارية‪ ،‬أى المقابل ال‬
‫يكون منتفية‪.‬‬

‫وبناء عليه فإنه‪ ،‬يتعين العتبار النقل المتتابع نقال دوليا أن يتوافر بشأنه شرطان‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن تكون إرادة األطراف قد انصرفت إلى اعتبار عمليات النقل المتتابعة نقال واحدا‪ ،‬وتلك مسألة تفصل فيها المحكمة التى تنظر‬ ‫‪‬‬
‫النزاع‪ ،‬وفقا لظروف ومالبسات كل حالة على حدة‪.‬‬
‫أما الثانى‪ :‬فهو ضرورة أن تتوافر فى هذا النق ل‪ ،‬الذى اعتبر األطراف عملية واحدة‪ ،‬الصفة الدولية بأن يكون بين نقطتين على إقليم‬ ‫‪‬‬
‫دولتين أطراف فى االتفاقية أو بين نقطتين على إقليم دولة واحدة طرف فى االتفاق مع وجود مرسى جوى فى دولة أخرى‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like