You are on page 1of 14

‫اله قوم يبي‬

‫* باخ انا‪ 0(118‬ا‬

‫العنوات‪ :‬جدوى تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة‬

‫المصدر‪ :‬مجلة دفاتر اقتصادية‬

‫الناشر‪ :‬جامعة عاشور زيان الجلفة ‪ -‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫المؤلف الرئيسي‪ :‬شعيب؛ ضيف‬

‫المجلد‪/‬العدد‪ :‬مج‪ ,5‬ع‪9‬‬

‫محكمة‪ :‬نعم‬

‫التاريخ الميالدي‪2011 :‬‬

‫الشهر‪ :‬سبتمبر ‪ /‬شوال‬

‫الصفحات‪229 -9 :‬‬

‫‪10.36530/1661-005-009-7 001‬‬

‫رقم ‪924851 :110‬‬

‫نوع المحتوى‪ :‬بحوث ومقاالت‬

‫اللغة‪ :‬نادم‬

‫قواعد المعلومات‪ :‬كاصناموع‬

‫مواضيع‪ :‬الضرائب‪ .‬التحصيل الضريبي؛ الجدوى االقتصادية؛ المعايير االقتصادية‪ ,‬الوعي‬


‫الضريبي‬

‫رابط‪1 :‬ف ‪0110 ://5631 611.113 01003.00 /‬‬

‫‪.‬المنظومة‪ .‬جميع الحقوق محفوظة ‪© 2023‬‬

‫هذه المادة متاحة بناء على اإلتفاق الموقع مع أصحاب حقوق النشر‪ ,‬علما أن جمبع حقوق النشر محفوظة‪ .‬يمكنك تحميل أو‬
‫طباعة هذه المادة لالستخدام‬
‫الشخصي فقط؛ ويمنع النسخ أو التحويل أو النشر عبر أي وسيلة (مثل مواقع االنترنت أو البريد االلكتروني) دون تصريح خطي من‬
‫أصحاب حقوق النشر أو‬
‫‪.‬لمنظومة‬
‫اله قوم يبي‬

‫* باخ انا‪ 0(118‬ا‬

‫‪:‬لإلستشهاد بهذا البحث قم بنسخ البيانات التالية حسب إسلوب اإلستشهاد المطلوب‬

‫إسلوب حرطم‬

‫‪ ,‬شعيب‪ ,‬ضيف‪ .)2011( .‬جدوى تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة‪.‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ,‬مج‪ ,5‬ع‪9‬‬
‫مسترجع من (‪9 - 239. 92495 4606010/20111.112110]/1 1117211 .71://52212‬‬
‫إسلوب ماال‬

‫‪:‬شعيب‪,‬؛ ضيف‪" .‬جدوى تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة‪".‬مجلة دفاتر اقتصاديةمج‪ ,5‬ع‪)2011( 9‬‬
‫مسترجع من (‪9 - 239. 92495 4606010/20111.112110]/1 1117211 .71://52212‬‬

‫‪.‬المنظومة‪ .‬جميع الحقوق محفوظة ‪© 2023‬‬


‫هذه المادة متاحة بناء على اإلتفاق الموقع مع أصحاب حقوق النشر‪ ,‬علما أن جمبع حقوق النشر محفوظة‪ .‬يمكنك تحميل أو‬
‫طباعة هذه المادة لالستخدام‬

‫ل فقط‪ ,‬ويمنع النسخ أو التحويل أو النشر عبر أي وسيلة (مثل مواقع االنترنت أو البريد االلكتروني) دون تصريح خطي من‬
‫أصحاب حقوق النشر أو‬
‫‪.‬نظومة‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪229‬‬

‫جدوى تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة‬

‫أستاذ بكلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫جامعة سكيكدة‬

‫> را و (‪ )420‬نا ‪(57 3304 (420) 20( 3‬‬

‫‪ ٠‬لخم‬
‫يعتبر تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة من أهم التقسيمات في علم المالية؛ ونظرا للعالقة الوثيقة بين نوعية‬
‫الضرائب وعملية التحصيل الضريي التي تعتبر الهمدف الرئيسي من فرض الضريية»؛ فإن تبيان مدى أهمية هذا التقسيم‬
‫‪.‬يشكل مرحلة هامة للوتقوف على أسس التحصيل الضربي‬
‫وسوف نقتصر في هذا المقال على دراسة النقاط المتعلقة بالمقارنة بين هذين النوعين من الضرائب لمعرفة طبيعة‬
‫‪.‬العالقة بينهماء لنفهم بعدها جدوى هذا التقسيم‬

‫‪11:‬‬

‫عصنا ‪ 1‬عتنتصفه ‪10666‬ق‪1‬م أق ‪ 100116015‬أ ق‪61‬عتلل‪ 0‬فافطصا ده قافمرصما قعل ‪1.2 01758101‬‬
‫عاص عاتاه؟ مفتتقاء ما نب ‪. 1‬قعصفصط ‪ 166‬محتقا ق‪5‬عاصة‪ 011(1010‬قسام و‪ 1‬كن‪1‬ه‪ 151”01‬ع‪16 0‬‬
‫ع لدمتعصدم عنط ‪ 16‬عتتقصفةه ‪6‬ل تقسصمه لو‪ 150‬تلمعسعصس ءا كك ماقفمسصت عم‬
‫د‪ 11‬عل ‪61 1 6:186006‬‬

‫نم ق‪1‬ة ططقاء كاصتوم و‪ 16‬تعتافت‪ 6‬نل ‪,‬عاعتاتة اع قصقل‪ ,‬تعاص‪01‬م ‪0101 78 56‬‬
‫©قتستام كته عتتد صفتتقاء‪ 2‬م‪ 1‬عه عتنطقط م‪ 1‬عتاتقصصف عسوم فأقمسا ا ق‪06‬ن نعل ووه ‪0102‬‬
‫ع‪11‬اعه عل ‪1116‬تان ”‪11810 017171200786 1‬‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪230 -‬‬

‫مم‬

‫‪:‬مقدمة‬

‫تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة تقسيم تقليدي يرجع عهده إلى مدرسة الطبيعيين» وقد ثابر الفكر المالي‬
‫الكالسيكي ‪ -‬طوال عصور ‪ -‬على اعتماد هذا التقسيم» وهو ما نعثر عليه في الغالبية العظمى من المصنفات الي خصصت‬
‫‪ .‬للمالية العامة وللتشريع الضربي‬

‫ولمعرفة مدى جدوى هذا التقسيم سوف نتطرق في البداية ألهمية التفرقة بين هذين النوعين من الضرائب لنعالج بعدها معايير‬
‫التفرقة بينهماء محاولين في األخير المفاضلة بينهما مع استنتاج ما أمكن من عالقة بين ذلك وبين عملية التحصيل الضريي الخاصة‬
‫‪.‬بكل منهما‬
‫‪:‬أهمية التفرقة بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة ‪1 -‬‬

‫يعد تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة من أهم التقسيمات على اإلطالق» بل ومن أهم المسائل التي تدرس وتناقش‬
‫في علم المالية العامة» حيث يكتسي أهمية بالغة نظرا للنتائج لمترتبة عليه من أهمها عدالة الضريبة وتوزيع عبثها على المواطنين‬
‫‪).‬للكلين(‬

‫كما يفيد هذا التقسيم ‪ --‬من الناحية القانونية ‪ --‬في تحديد القضاء المختص في حال حدوث نزاعات ضريبية» حيث نجد‬
‫أن بعض الدول مثل فرنسا تعهد بمنازعات الضرائب المباشرة إلى القضاء اإلداري» في حين يختص القضاء العادي في منازعات‬
‫‪.‬الضرائب غير المباشرة‬

‫والمالحظ هنا أن المشرع الجزائري قد حسم موقفه من هذا التقسيم ال سيما فيما يخص القضاء المختص في النزاعات‬
‫الضريبية؛ وذلك عندما جعل هذه األخيرة من اختصاص القضاء اإلداري تطبيقا للمادة ‪ 800‬وما بعدها من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية؛ وهذا إعماال للمعيار العضوي الذي اعتمدته ‪3‬‬

‫كذلك يمثل هذا التقسيم أهمية من حيث تحديد اآلثار االقتصادية الناجمة عن فرض الضرائب»؛ حيث تختلف تلك اآلثار‬
‫بحسب ما إذا كانت الضريبة مباشرة أم غير مباشرة؛ لذلك يساعد هذا التقسيم على معرفة من يقع عليه عبء الضريبة وكيف يتم‬
‫انتقالها من فرد إلى أخر‬

‫ونحد أن الفقيه ” ليون دوحي ‪ ” 160/7 101701777‬يعتبر أن التمييز بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة مفيد‬
‫‪.‬جدا في مسألة التحصيل‪ .‬فهذا التمييز ‪ --‬حسبه ‪ -‬هو الذي يمكننا من معرفة متى ينشًأ دين الضريية‬

‫إذ ينشًأ دين الضريبة بمجرد إعداد وإمضاء جدول التحصيل من طرف السلطة المختصة‪ .‬وهناء وإن كنا نقر بأن السبب‬
‫الفاعل لهذا الدين هو قانون الضريبة؛ فإن العمل أو التصرف الذي يتحكم ‪ -‬بكل تأكيد ‪ -‬في نشأة الدين هو إعداد جدول‬
‫‪.‬التحصيل» وبالتالي نالحظ أن ما ينشئ الدين هو تصرف أو عمل إداري‬

‫على العكس من ذلك؛ ينشا ً دين الضريبة غير المباشرة في اللحظة التي يباشر فيها الكلف التصرف الذي يتحكم في تطبيق‬
‫القانون الضريبي‪ .‬وهنا يبقى القانون الضريبي دوما السبب الفاعل» لكن التصرف الذي يتحكم في نشأة الدين لم يصدر من عون‬
‫‪.‬عمومي عكس ما هو في الضريبة المباشرة‪ .‬وبالتالي نتكلم عن تصرف صادر من المكلف نفسه وليس عن تصرف أو عمل إداري‬
‫‪.‬وقد يأخذ هذا التصرف أشكاال مختلفة مثل االستهالك؛ النقل ‪ ..‬إلخ‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪231‬‬

‫ويؤكد الفقيه " دوحي ” أن الفرق بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة يمكن أساسا في التصرف الذي ينشا ً جراءه دين‬
‫الدولة‪ .‬هذا الفرق الذي يؤدي إلى نتيجة مهمة متعلقة باالختصاص القضائي في الدول التي تفصل بين النزاعات اإلدارية‬
‫‪.‬والقضائية كما هو الحال في فرنسا‬

‫فكل المشاكل التي تثور بخصوص الضرائب المباشرة ترفع أمام المحاكم اإلدارية‪ .‬ذلك أن التصرف اإلداري للعون العمومي‬
‫المختص الذي يمضي جدول التحصيل» هو الذي أنشا ً دين الضريبة‪ .‬في حين يختص القضاء العادي في النظر في منازعات‬
‫‪.‬الضرائب غير المباشرة ألن التصرف المدشئ للدين تصرف صادر عن إرادة المكلف‬

‫وهكذاء يتضح أن االعتقاد السائد بأن هذا التمييز المرتكز على أساس االختصاص القضائي غير منطقي ومصطنع؛ لم يكن‬
‫‪ .‬دقيقاء بل إن هذا التمييز منطقي ومنسجم تماما مع مبدإ الفصل في االختصاص القضائي‬

‫كما تتأكد أهمية هذا التقسيم من خالل ما قامت به عصبة األمم الني عدلت عنه في مؤلفها عن المالية العامة سنوات‬
‫التي كانت قسمت فيه الضرائب إلى ثالثة أقسام هي ‪ :‬الضرائب على الدخل والثروة» الضرائب على اإلنتاج ‪8 - 1938‬‬
‫واالستعمال؛ الضرائب على األرباح الصافية لالحتكارات المالية؛ ثم ما لبثت أن عادت إلى استعماله مرة أخرى عندما أقرت‬
‫‪ ".‬مصطلحي‪ :‬الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‬
‫‪:‬معايير التفرقة بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة ‪2 -‬‬

‫تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة تقسيم رائج ومشهور» فهناك شبه إجماع بين الكتاب االقتصاديين على أن‬
‫‪ ".‬الضرائب المباشرة هي ضرائب على الدخل والثروة» بينما الضرائب غير المباشرة هي ضرائب على التداول واإلنفاق‬

‫إال أن الغموض قد أحاط بحذا التقسيم نتيجة الخلط الذي قام عند الكثيرين بين القواعد القانونية واإلدارية التي نحكم هذا‬
‫التقسيم من ناحية» وبين االعتبارات المالية واالقتصادية الني تحيط به من ناحية أخرى‪ .‬وقد ترتب على ذلك عدم االتفاق بين‬
‫‪ ".‬كتاب المالية العامة على معيار معين للتفرقة بين هذي ن النوعين من الضرائب‬

‫‪.‬وقد اقترح الفقه عدة معايير حيث نحد المعيار القانوني» المعيار االقتصادي ومعيار نوعية الوعاء الضريبي‬
‫‪:‬المعيار القانوني ‪1-2 -‬‬

‫يطلق على هذا المعيار أيضا المعيار اإلداري أو معيار طريقة التحصيل» ومع ذلك فالمعنى واحد؛ ويرى بعض العلماء أن‬
‫المعيار الواجب االتباع ‪ -‬في سبيل التفرقة بين نوعي الضرائب ‪ -‬هو ذلك المتعلق بالجهة التي تقوم بتحصيل الضريبة وبطريقة‬

‫ووفقا لهذا المعيار تعتبر الضريبة مباشرة إذا تم تحصيلها وفقى جداول اسمية تحتوي على أسماء المكلفين بالضريبة؛ وتعتبر الضريبة‬
‫غير مباشرة إذا تمت جبايتها دون االستناد إلى هذه الجداول‪ .‬أي أن اإلدارة الضريبية ال تستطيع أن تتعرف على أشخاص‬
‫‪ "'.‬لمكلفين بماء وإنما تقوم بتحصيلها بمناسبة بعض الوقائع أو التصرفات كالبيع أو الشراء‬

‫والمالحظ أن هذا المعيار يكتسي أهمية كبرى» ذلك أنه يساعد على تحديد الجهة القضائية المختصة في النزاعات الضريبية؛‬
‫حيث يختص القضاء اإلداري في منازعات الضرائب المباشرة نظرا لوحود عالقة بين المكلف واإلدارة الضريبية؛ بينما يختص القضاء‬
‫‪.‬العادي في الفصل في منازعات الضرائب غير المباشرة نظرا النتفاء هذه العالقة‬

‫واستنادا إلى هذا المعيار» فإن الضريبة يمكن أن تتحول من مباشرة إلى غير مباشرة والعكس صحيح وفقا الختالف تحصيل‬
‫الضريبة‪ .‬وبناء على ذلك فإن ضريبة األجور والمرتبات التي يتم حجزها من المنبع ال تستلزم إصدار كشف اسمي للمكلف» ومن ثم‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪232‬‬

‫فإن هذه الضريبة تعد ‪ --‬وفقا لهذا المعيار ‪ --‬ضريبة غير مباشرة‪ .‬واألمر كذلك بالنسبة للضريبة على إيرادات األسهم والسندات‬
‫! والتي تحجز أيضا من المنبع فإنما تعد من الضرائب غير المباشرة‬

‫وباإلضافة إلى ما سبق فهناك الضرائب التي تفرض على بعض السلع ويحتاج تحصيلها إلى إصدار كشف اسمي يوضح اسم‬
‫المكلف ومبلغ الضربية‪ .‬واستنادا إلى هذا المعيار فإنما تعد ضرائب غير مباشرة؛ وهذا يتناقض تماما مع ما هو متفق عليه بين‬
‫الكتاب على أن الضرائب على السلع والخدمات هي من قبيل الضرائب غير المباشرة» أما الضرائب على الدخل والثروة فإنما من‬
‫قبيل الضرائب المباشرة‬

‫وهكذا فقد اعتبر الكثير من العلماء أن هذا المعيار خاطئ ومعيب» فهو خاطئ ألن الكثير من الضرائب التي يسلم الجميع‬
‫بأنما ضريبة مباشرة تصبح ‪ -‬وفقا لهذا المعيار ‪ -‬من الضرائب غير المباشرة؛ والعكس بالعكس‪ .‬وهو معيب ألنه يؤدي إلى تغيير‬
‫نوع الضريبة كلما تغيرت طريقة تحصيلها لسبب ما‪ .‬فهل إذا عدل المشرع مثال نظام تحصيل ضريبة ماء سوف يعقبه تعديل في‬
‫!نوع هذه الضريبة وفقا لما يقترحه هذا المعيار ؟‬

‫فقد عدل المشرع المصري بالقانون رقم ‪ 78‬لسنة ‪ 1973‬نظام تحصيل الضريبة من بعض المكلفين بضريبة األرباح التجارية‬
‫والصناعية والضريبة على أرباح المهن غير التجارية متجها إلى االعتماد بصورة أكبر على طريقة الحجز من المنبع» ومع هذا فلم‬
‫يؤد‬
‫‪.‬التعديل المذكور إلى تغبير تصنيف هذه الضرائب من مباشرة إلى غير مباشرة ‪#‬أ‬

‫وعلى ضو ٍء هذه االنتقادات» يتضح أن المعيار اإلداري المستند على التنظيم المالي الخاص بدولة دون أخرى ال يصلح‬
‫مقياسا علميا ألحل التفرقة بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة ‪ .#‬وهو األمر الذي أدى إلى العزوف عن هذا المعيار‬
‫‪.‬والتوجه نحو اعتماد معايير أخرى‬
‫‪:‬المعيار االقتصادي ‪2 2 -‬‬

‫أوجد العلماء هذا المعيار أو كما يسميه البعض معيار نقل العبء الضريي أو معيار الراجعية الضريبية؛ للتمييز بين الضرائب‬
‫‪.‬المباشرة والضرائب غير المباشرة‬

‫حيث تكون الضريبة مباشرة إذا تحمل عبثها من قام بدفعها للدولة» وغير مباشرة إذا تمكن من نقل عبثها إلى شخص‬
‫آخر"اء وقد كان "آدم سميث” وبعض االقتصاديين الكالسيك يرون أنه يمكن االعتماد على معيار نقل العبء أو ظاهرة‬
‫استقرار الضريبة للتفرقة بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة» فالضريية المباشرة هي تلك الضريبة التي ال يستطيع الملكلف نقل‬
‫عبشهاء وبالتالي فإن المكلف القانوني للضريبة هو نفسه المكلف الفعلي‪ .‬أما الضريبة غير المباشرة فهي تلك التي يستطيع المكلف‬
‫»القانوني أن ينقل جزءا من عبثها على األقل إما إلى األمام أو الخلف» وبالتالي فالمكلف الفعلي ال يكون هو المكلف القانوي‬
‫‪ "!.‬حيث قد تستقر الضريبة في النهاية على أفراد آخرين غبر المكلف القانوني‬

‫ومثال النوع األول الضريبة على األجور والمرتبات» حيث يتحملها المكلف بما وال يستطيع تحصيلها للغير» ومثال النوع‬
‫الثاني الضرائب الجمركية التي يستطيع المستورد أي المكلف بدفعها أن ينقلها أو يحمل بما شخصا ثالثا هو مشتري السلعة‬
‫المستوردة أو مستهلكهاء وبسبب ذلك قيل بأن هناك وسيطا في الضرائب غير المباشرة بين اإلدارة الضريبية ومتحمل الضريبة؛‬
‫وهو المكلف الذي يستحصل مبلغها من الشخص الثالث بعد أن يكون قد دفعها لإلدارة الضريبية‪ .‬أما في الضرائب المباشرة‬
‫‪.‬فليس هناك وسيط حيث أن المكلف بما هو نفسه الذي يتحملها‬

‫‪:‬ويذهب بعض علماء المالية العامة أن لمعيار ” راجعية الضريبة ” معنيان ‪9‬أ‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪233‬‬

‫‪.‬الراجعية الفعلية؛» حيث تكون الضريبة مباشرة أو غير مباشرة بحسب ما إذا التزم المكلف بعبثها نحائيا أو نقل عبثها إلى غيره‬
‫الراجعية القانونية؛ وهي التي تفهم من النصوص القانونية» وتعكس نية المشرع فيما إذا كان هدفه عدم نقل عبء الضريبة من‬

‫المكلف بما إلى غيره فتكون الضريبة مباشرة» أو إذا كان هدفه نقل عبثها من المكلف بها إلى غيره؛ فتكون عندئذ ضريبة غير‬

‫‪.‬مباشرة‬

‫والواقع أن هذا المعيار االقتصادي قد تعرض للتقد بالرغم من انتشاره» ذلك أن نقل عبء الضربية ال يتوقف فقط على‬
‫طبيعة الضريبة المستحقة؛ وإنما على عوامل أخرى كاستخدامات السلعة المفروضة عليها الضريبة» وكذا الظروف االقتصادية‬
‫‪1‬‬

‫فالضرببة الجمركية والني هي ضريبة غير مباشرة باالتفاق» قد تصبح ضرببة مباشرة في حال عدم نقل عبثها للغير وتحمل‬
‫‪.‬المكلف عبثها بشكل ثحائي كما لو قام المستورد باستهالك ما استورده‬

‫كما أن التاجر قد يتمكن من نقل عبء الضريبة على األرباح (وهي ضريبة مباشرة) إلى عماله أو عمالثه سواء عن طريق‬
‫خفض األجور» أو رفع أسعار مبيعاته » فهل تتحول إلى ضريبة غير مباشرة جرد تمكن هذا التاجر من نقل عبء الضريبة ؟! وما‬
‫!هي طبيعة الضريبة إن تمكن المنتج أو البائع من نقلها جزثياء فهل تعتبر ضريبة مباشرة وغير مباشرة في نفس الوقت"! ؟‬

‫وهكذا فإننا نالحظ أن المعيار االقتصادي ليس معيارا دقيقا ومنضبطاء» فعلى أساسه نجد أن الضريبة المباشرة قد تتحول إلى‬
‫ضريبة غير مباشرة والعكس » وهو أمر غير منطقيء كما أن ذلك يجعلنا نطعن في جحدوى هذا المعيار في التمييز بين الضرائب‬
‫! المباشرة والضرائب غير المباشرة‬
‫‪:‬المعيار الفني ‪3-2 -‬‬

‫‪.‬هذا المعيار هو اآلخر» نجده بتسميات مختلفة مثل ‪ :‬معيار ثبات المادة الخاضعة للضريبة» معيار طريقة الوصول إلى الوعاء‬

‫وشوال وأقريما إلى الدقة العلمية» ذلك أنه يميز بين الضرائب المباشرة والضرائب غير‬
‫ويعتبر هذا المعيار أكثر المعابير وضوحا ُ‬
‫‪.‬المباشرة حسب طريقة الوصول إلى وعاء الضريبة» ووعاء الضريبة ما هو إال مال الفرد في النهاية أ‬

‫وللوصول إلى هذا المال هناك طريقتان‪ :‬فإما أن نعمد مباشرة إلى المال فنقدره ونربط الضريبة على هذه الثروة» أو نقدر‬
‫الدحل الذي يدره هذا المال لصاحبه ونربط الضريبة على هذا الدخل» فهذه هي الضرائب المباشرة‪ .‬وإما أن نتلمس ‪ -‬بطريقة غير‬
‫مباشرة ‪ --‬قيمة هذه الثروة أو هذا الدخحل من بعض األفعال التي يقوم بها الفرد فنعتبر قيام الفرد بأفعال معينة انعكاسا لدرحة‬
‫ثرائه» فالغني ينفق في شراء بعض السلع أكثر مما ينفق الفقير» فنربط الضريبة على فعل اإلنفاق» وكلما ازداد ثراء الشخص كلما‬
‫ازداد عدد وحجم صفقات البيع والشراء الني يعقدها فتفرض ضريبة (التداول) على عقد هذه الصفقات وهكذا‪..‬؛ وهذه هي‬
‫‪.‬الضرائب غير المباشرة "أ‬

‫وعلى الرغم من وضوح هذا المعيار باعتباره يقوم على أساس مدى ثبات المادة الخاضعة للضريبة؛ إال أنه قد تعرض للنقد‬
‫ألنه ليس محكما بدرحة كافية» وال يمكن بالتالي االعتماد عليه لتصنيف بعض الضرائب ‪20‬‬

‫فقد يثور الخالف مثال حول ضريبة التركات» فهل تعتبر ضريبة مباشرة منصبة على الثروة أم ضريبة غير مباشرة ألنما تفرض‬
‫!بمناسبة واقعة عرضية هي الوفاة وانتقال المال إلى الورثة ؟‬

‫حيث يصعب قي الحقيقة‪ -‬االستناد على ثبات ودوام المادة كمعيار للتمييز بين الضرائب الباشرة والضرائب غير المباشرة؛‬
‫إذ أن توافر المادة التي تفرض عليها الضريبة ال يؤدي في حد ذاته كقاعدة عامة‪ -‬إلى آثار ضريبية» وال يتولد دين الضريبة لصالح‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪234‬‬

‫الخزينة العمومية إال إذا تحققت الواقعة المنشعة للضريبة»؛ والتي قد تكون بوجه عام عمال ماديا أو مركزا أو عمال قانونيا‪ .‬فالواقعة‬
‫‪.‬المنشعة لضريبة الدخحل قد تكون تحقق الدحل خالل فترة معينة أو وضعه تحت تصرف المكلف‬

‫وتي حالة الضريبة العقارية هي مركز الشخص كمالك في تاريخ محدد» وي حالة الضرائب على اإلنتاج والتداول فقد تكون‬
‫الواقعة هي التسليم أو دفع الثمن» وكثيرا ما تصعب التفرقة بين العمل المادي والمركز المنشئ للضريبة؛ فالمركز يتحدد بإتمام وقائع‬
‫معينة‪ .‬وعليه» فإن الضريبة على رقم األعمال التي تفرض على تداول السلع تعتبر ضرببة غير مباشرة إذا كان استحقاقها مترتبا‬
‫‪ .‬على واقعة تسليم السلعة أو بيعهاء وتعد ضريبة مباشرة إذا كانت الواقعة المنشعة الستحقاقها هي ممارسة البيع بطريقة معتادة أ‪2‬‬

‫والحقيقة أن هناك من يعتقد أن هذا المعيار يعتبر األحسن واألدق؛ فهو ال يتضارب ‪ -‬في مطلق األحوال ‪ -‬مع المعيارين‬
‫السابقين الذين يقول بحما علماء المالية العامة» وإنما يتكامل معهما ويفوقهما دقة ووضوحا ‪2‬‬

‫إلى االستغناء عن هذا‬ ‫وعموما يمكن أن نقول ‪ -‬بعد استعراض معاير التفرقة الثالث ‪ -‬أنه بالرغم من مناداة بعض الكتاب‬
‫العملية بسبب استقرار‬ ‫التقسيم» فإن غالبية الكتاب يذهبون إلى أن االستغناء عن هذا التقسيم قد ال يكون ممكنا من الناحية‬
‫يرتبطان بمعنى معين‬ ‫استعمال مصطلحي الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة في التشريع والفقه والمحاسبة الوطنية» بحيث‬
‫في‬
‫عدم دقة الفصل بينهما‬ ‫‪.‬ذهن القارئ رغم‬

‫ويضيفون إلى ذلك ‪ -‬دفاعا عن هذا التقسيم ‪ -‬أن أهميته تظهر بوحه خاص بسبب اختالف اآلثار االقتصادية لكل من‬
‫‪ *”.‬هذين النوعين من الضرائب؛ مما ييرر االحتفاظ به» أو على األقل بما استقر عليه العمل من تسميات‬

‫وعلى أي حال فقد جرت العادة على استخدام مصطلح الضرائب المباشرة للداللة على الضرائب التي تفرض بمناسبة‬
‫حصول المكلف على الدخل أو رأس المال» ومصطلح الضرائب غير المباشرة للداللة على الضرائب التي تفرض بمناسبة استخدام‬
‫‪.‬الدحل أو رأس المال كالضرائب الجمركية وضرائب االستهالك أو التداول‬
‫‪:‬المفاضلة بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة ‪3 -‬‬

‫غني عن البيان أن كال من الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة تمثالن وسيلتين متكاملتين لتتبع عناصر الثروة من دخل‬
‫ورأس مال» وال يمكن القول بأن إحداهها تفوق األخرى في درحة األهمية ‪24‬‬

‫إال أن تغليب االعتماد على هذه دون األخرى يتوقف على درحة تقدم الدولة وظروفها االقتصادية والسياسية » إضافة إلى‬
‫‪.‬لمزايا التي يتيحها االعتماد على كل من هذين النوعين» فلكل نوع مزاياه وعيوبه‬

‫وفكن القول إجماال أن ما يعتبر مزايا لنوع قد يعتبر عيوبا في النوع اآلخر‪ .‬وحتى نخلص إلى المفاضلة بين الضرائب المباشرة‬
‫‪.‬والضرائب غير المباشرة » ال بد أن نستعرض مزايا وعيوب كل منهما‪ .‬وهو ما سنبينه وفق بجموعة من النقاط‬
‫‪:‬من حيث مدى ثبات الحصيلة ‪1-3 -‬‬

‫تتميز الضرائب المباشرة بثبات حصيلتها نسبيا نظرا إلى أنما تفرض على الثروات والدخول الني تتصف باستمرار نسي‬
‫كالملكية وأرباح األسهم وفوائد السندات واألجور» وذلك بعكس الضرائب غير المباشرة التي تفرض على أفعال وتصرفات متقطعة‬
‫قد يقوم بها األفراد وقد ال يقومون بماء مما يترتب عليه عدم تمتع حصيلتها بالثبات النسبي الذي تتمتع به حصيلة الضراب‬
‫المباشرة‪ .‬ولذلك فإن التقدير المسبق لحصيلة الضرائب المباشرة أسهل وأدق منه بالنسبة للضرائب غير المباشرة "‪2‬‬

‫ضف إلى ذلك أن تحصيل الضرائب المباشرة يتطلب وقتا أطول إذ تحصل سنوياء في حين تحصل الضرائب غير المباشرة بناء‬

‫‪.‬على وقائع وتصرفات تحدث كل يوم‬


‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪235‬‬

‫وبالرغم مما قيل عن الثبات النسبي لحصيلة الضرائب المباشرة» فإن حصيلة بعض هذه الضرائب أقل تمتعا بالثبات من بعضها‬
‫‪.‬اآلخرء فحصيلة األرباح التجارية والصناعية تتأثر ارتفاعا وانخفاضا بالظروف االقتصادية للدولة‬
‫‪:‬من حيث مرونة الحصيلة ‪23 -‬‬

‫ويقصد بمرونة الحصيلة مدى إمكان زيادة الحصيلة إذا احتاجت الدولة إلى أموال إضافية في ظروف معينة "‪ .‬إذ تتميز‬
‫‪.‬الضرائب المباشرة بإمكان زيادة حصيلتهاء فيكفي أن ترفع الدولة أسعار هذه الضرائب إن أرادت الحصول على أموال إضافية‬
‫‪.‬ولعل ما يساعد على هذا هو كون هذه الضرائب تفرض على عناصر يصعب إخفاؤها هربا من دفع الضرة‬

‫كما تتمتع الضرائب غير المباشرة بحذه الميزة أيضاء حيث يمكن الرفع من حصيلة هذه الضرائب كلما قمنا برقع أسعار السلع‬
‫‪.‬الني تفرض عليها الضرائب بمناسبة االستهالك‬

‫وواقع األمر أن كال من الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة تتكامالن مع بعضهما البعض» فعندما تقل حصيلة إحداههما‬
‫‪.‬تزيد حصيلة األخرى والعكس صحيح‬
‫‪:‬من حيث تحقيق العدالة ‪33 -‬‬

‫تعتبر الضرائب المباشرة أكثر مالءمة وتحقيقا للعدالة من الضرائب غير المباشرة» ذلك أنما تفرض على الدخل أو رأس المالء‬
‫وهي عناصر واضحة الداللة على المقدرة التكليفية للمكلف؛ وبالتالي باإلمكان مراعاة الظروف الشخصية للمكلف كقدر دخله‬
‫ومركزه االجتماعي وأعباثه العاثلية والديون التي على ذمته‪ .‬ومن ثم تقرير إعفاءات تتماشى مع هذه االعتبارات الشخصية‪ .‬ومع‬
‫‪.‬ذلك» فإنه يالحظ أن الضرائب المباشرة قد ال تحقق العدالة إذا لم يأخذ المشرع باالعتبارات الشخصية للمكلف‬

‫بينما في الضرائب غير المباشرة فال يمكن مراعاة الظروف الشخصية للمكلف» ذلك أنه شخص غير معروف لدى اإلدارة‬
‫الضريبية» وبالتالي فإن فرضها على الجميع دون تمييز سوف يثل عبعا إضافيا على فقة المكلفين ال سيما أصحاب الدخول‬
‫المحدودة» كما يالحظ أنه من الممكن مراعاة العدالة بالنسبة إلى الضرائب غير المباشرة إذا أعفيت منها السلع والخدمات الضرورية‬
‫واقتصرت على السلع الكمالية‪ .‬إال أن هذا ال يحدث من الناحية العملية؛ ذلك أن االعتبارات المالية غالبا ما تدعو إلى فرض‬
‫الضرائب على السلع والخدمات الضرورية لضمان وفرة الحصيلة‪ .‬ولهذا يطلق على الضرائب غير المباشرة بأنما ضرائب غير‬
‫‪ ““.‬دعقراطية وغير عادلة‬
‫‪:‬من حيث االقتصاد في نفقات التحصيل ‪43 -‬‬

‫تتميز الضرائب المباشرة بقلة نفقات تحصيلها نسبياء ذلك أنما تفرض على عناصر ظاهرة معروفة لدى اإلدارة الضريبية أو‬
‫تسهل معرفتها كالعقارات وأنواع الدخول المختلفة ‪ .‬ومن ثم فال تحتاج إلى عدد كبير من الموظفين لتقديرهاء كما ال تحتاج إلى‬
‫‪.‬إجراءات متعددة ومعقدة لحصرها وتصنيفها وتحصيلها‬

‫واستثناء من ذلك» ففي بعض الظروف قد تزداد نفقات تحصيل الضرائب المباشرة كما في الضريبة على الدخل في الدول‬
‫الصناعية المتقدمة؛ إذ تتطلب موظفين أكفاء قادرين على تطبيق النظم المعقدة المتقدمة كنظام التصاعد م أو إذا رأت اإلدارة‬
‫الضريبية ضرورة بحث حالة كل مكلف على حدة لتطبيق االعتبارات الشخصية» أو إذا أرادت إحكام منع التهرب الضربي ‪5‬‬

‫أما الضرائب غير المباشرة» فتحتاج إلى نفقات كثيرة نظرا لما تستلزمه من موظفين يراقبون الوقائع والتصرفات التي تفرض على‬
‫‪.‬أساسها الضريبة ويعملون على مكافحة التهرب الضريي‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪236 -‬‬

‫‪:‬من حيث المالءمة ‪53 -‬‬

‫تعتبر الضرائب المباشرة أكثر مالءمة من الضرائب غير المباشرة» وتبرير ذلك أن إدارة الضرائب تحوز كشوفا بأسماء المكلفين‬
‫بماء أي أنمم معروفون لديها‪ .‬مما يمكنها من معرفة ظروف كل منهم وتقدير مدى حاجته إلى تقسيط الضريبة أو تأجيل دفعها أو‬
‫تيسير شروط الدفع‪ .‬وهكذا نجد أن الضرائب المباشرة تستخدم كأداة في يد الدولة من أجل إعادة توزيع الدخل بين األفراد بغية‬
‫تخفيف حدة التفاوت بين الدخول» أما بالنسبة للضرائب غير المباشرة» فشخص المكلف يكون مجهوال لدى إدارة الضرائب» ومن‬
‫‪.‬ثم ال يمكن تحقيق شيء من المالومة بالنسبة لهم‬
‫‪:‬من حيث الوعي الضريبي ‪63 -‬‬

‫تتميز الضرائب المباشرة بأنما تشعر المكلفين بما بواجباتهم الضرية» ويرجع ذلك إلى أن المكلف بدفع الضريبة يشعر بأنه‬
‫يساهم في تمويل النفقات العمومية؛ وله الح كمساهم أن يراقب حسن إدارة هذه األموال‪ .‬وق ذلك إظهار لرابطة التبعية بين‬
‫الفرد والمجتمع المتجلية بالمواطنة والشعور بالواجب والتضامن االجتماعي‪ .‬غير أن هذه الميزة عرضة للتأرحح بين اإليجابية إذا كنا‬
‫‪.‬أمام دولة مسؤولة ومواطنين واعين» والسلبية عند افتقاد الثقة بين المواطن والدولة وهو ما يدفعه للتهرب من الضريبة‬

‫أما الضرائب غير المباشرة» فلكونما تفرض على اإلنفاق فإن المكلف ال يشعر بما ألنما تدفع أساسا بواسطة المنتجين‬
‫‪ .‬والمستوردين» ثم يقومون بنقل عبتها إلى المستهلك مباشرة» والذي يقوم بدوره بدفعها كجزه من سعر السلعة أو الخدمة أ‪3‬‬
‫ويتكرر هذا الدفع كلما تكرر استهالكه لهذه السلعة أو الخدمة‪ .‬لذلك تترتب على الضرائب غير المباشرة نتائج عكسية تماما لتلك‬
‫الني تترتب على الضرائب المباشرة فيما يتعلق بإشعار األفراد بواجبهم الضربي» مع مالحظة أن الضرائب المباشرة التي نج بطريق‬
‫‪ *.‬الحجز من المنبع تعتبر كالضرائب غير المباشرة في هذا الخصوص كما هو ظاهر‬
‫‪:‬من حيث تآخر ورود الحصيلة ‪7-3 -‬‬

‫يتطلب تحصيل الضرائب المباشرة إلى الخزينة العمومية وقتا طويالء ذلك أنما تفرض عادة بشكل سنوي‪ .‬على العكس من‬
‫‪.‬ذلك» تحصل الضرائب غير المباشرة منذ بداية السنة تبعا لوقائع وتصرفات متقطعة تحدث كل يوم‬
‫‪:‬من حيث النظام االقتصادي ‪83 -‬‬

‫تناسب الضرائب المباشرة أنظمة الدول المتقدمة» وال تناسب كثيرا البنيان االقتصادي للدول النامية؛ فانتشار ظاهرة‬
‫االستهالك الذاتي في هذه األخيرة من جهة» وعدم إمساك دفاتر منتظمة من جهة أخرى يجعل من الصعب االعتماد على‬
‫الضرائب المباشرة للحصول على إيرادات منتظمة وثابتة لتغطية التزايد في النفقات العامة‪ .‬باإلضافة إلى أن ضعف الدخول في هذه‬
‫‪.‬الدول يجعل اإلعفاءات التي تمتح للدخول المحدودة كبيرة؛ ومن ثم تنخفض الضرائب المباشرة فيها‬

‫وإذا كانت الضرائب غير المباشرة أكثر تناسبا مع الدول النامية» فإنما ‪ --‬في واقع األمر ‪ --‬تفرض على السلع الضرورية‬
‫لضمان زيادة الحصيلة الضريبية‪ .‬وإذا كان هذا يؤدي إلى زيادة الحصيلة»؛ فإنه يمثل عبعا إضافيا على المكلفين بما وخاصة أصحاب‬
‫‪ .‬الدخول المحدودة أكثر من أصحاب الدخول المرتفعة‪ .‬وبالتالي فهي ال تحقق قاعدة العدالة المنشودة منها ‪33‬‬
‫‪:‬من حيث مضايقة حركة اإلنتاج والتداول ‪93 -‬‬

‫تتطلب الضرائب غير المباشرة وجود رقابة دقيقة على المنتجين الذين تحصل منهم ضرائب اإلنتاج» وذلك للتأكد من‬
‫التصريح بحجم اإلنتاج الفعلي» كما تتطلب وجود رقابة على عمليات تداول السلع» وهو ما يؤدي إلى عرقلة حركة إنتاج هذه‬

‫‪.‬السلع وتداوطا‬
‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪237‬‬

‫‪"*.‬أما الضرائب غير المباشرة؛ فال تتسبب في هذا القدر من المضايقة لحكة النشاط االقتصادي فيما يتعلق باإلنتاج والتداول‬
‫‪:‬من حيث الوعي الضريبي ‪10-3 -‬‬

‫قد تستخدم الضرائب المباشرة لتحقيق أغراض غير مالية» كأن تكون أغراضا اقتصادية أو اجتماعية متعددة» مثل تقليل‬
‫‪.‬الفوارق بين مستويات الدخول» وتشجيع بعض فروع اإلنتاج‪...‬إخ‬

‫كما يمكن استخدام الضرائب غير المباشرة لتحقيق أغراض اجتماعية متنوعة كالحد من استهالك بعض السلع الضارة كالمواد‬
‫الكحولية‪ »..‬ولطالما استخدمت الضرائب الجمركية ‪ -‬منذ زمن بعيد ‪ -‬لحماية االقتصاد الوطني‪ .‬إال أن حال استخدام الضراب‬
‫‪ *.‬المباشرة لتحقيق أغراض غير مالية أوسع بصفة عامة من محال استخدام الضرائب غير المباشرة‬

‫واستنادا إلى ما سبق» فإنه ال يمكن القول بأفضلية نوع معين من الضرائب على اآلخر» بل لكل منهما عيوبه ومزاياه؛ ومن‬
‫‪ *.‬ثم فإن الجمع بينهما أفضل السبل للحصول على اإليرادات الالزمة لمواجهة ظاهرة تزايد النفقات العامة ‪8‬‬

‫وهكذا فإن كال من النوعين يكمل اآلخرء ويحققان ‪ -‬بوحودهها معا ‪ -‬نظاما ضريبيا أفضل من نظام يعتمد على أحدهها‬
‫‪.‬فقط» إذ أن مزايا الضرائب المباشرة تصحح عيوب الضرائب غير المباشرة والعكس صحيح‬

‫فالضرائب المباشرة الني تصيب األغنياء أكثر من الفقراء تمكن من تصحيح عبء الضرائب غير المباشرة التي تحمل الفقراء‬
‫عبثا أشد من الذي يتحمله األغنياء‪ .‬والضرائب غير المباشرة تجعل ذوي الدخل المحدود يساهمون في تحمل األعباء العامة‬
‫مصححة‬
‫‪”*.‬بذلك ما يترتب على الضرائب المباشرة من إعفائهم من كل مساهمة في تحمل األعباء العامة‬

‫علما أن تحصيل الضرائب غير المباشرة منذ بداية السنة المالية» سوف يمكن من تحمل عبء الضرائب المباشرة الني يتأخر‬
‫‪.‬تحصيلها عن بداية السنة المالية‬

‫وما هو جدير بالذكر في األخير أن أثر كل من الضرائب المباشرة وغير المباشرة ليس واحداء فلكل ضريبة تأثيرها الخاص وفقا‬
‫‪ **.‬لظروف فرضها‬

‫ولذلك فإن على النظام الضريبي أن يأخذ بالنوعين معاء غير أن هذا األحذ ال يعني التوزيع المتساوي؛ أو بنسبة محددة بين‬
‫‪.‬النوعين» ألن ذلك رهن العديد من العوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫ودعما لهذا المعنى فإنه ال ينبغي إهمال أحد النوعين» فلمبالغة في فرض الضرائب غير المباشرة تعني قهر الذين ال يملكون‬
‫لصالح الذين يملكون؛ بينما تعن المبالغة في فرض الضرائب المباشرة مصادرة جزء من الثروات الكبيرة والمتوسطة» أي قهر الذين‬

‫يملكون لصالح الذين ال يملكون ‪39‬‬


‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪238‬‬

‫‪:‬هوامش وإحاالت‬

‫‪.‬عبد الكريم صادق بركات» االقتصاد المالي» الدار الجامعية» بيروت» ‪ 1987‬ص ‪87‬‬

‫‪.‬فوزي عطوي؛ المالية العامة ‪ :‬النظم الضريبية وموازنة الدولة» منشورات الحلبي الحقوقية؛ بيروت» ‪ 2003‬ص ‪75‬‬

‫‪.‬محمد الصغير بعلي و يسري أبو العال » المالية العامة » دار العلوم للنشر والتوزيع » الجزائر » ‪. 2003‬ص ‪* 76‬‬

‫عادل العلي» المالية العامة والقانون المالي والضريي؛ الجزء األول» الطبعة األول» إثراء للنشر والتوزيع» عماتء ‪ »2009‬ص*‬
‫‪144 .‬‬

‫‪686( , 401101 12110700016 , 1015101716 10116 011517001011116 , 17112 76 +‬‬


‫ا‪7‬وم ال‬
‫‪ 10170011‬وروع ‪7‬‬
‫[وم ‪ , 1015. 1923 ,‬ه‪ 6 111‬ع ‪.382-3853 7101116 101116010171‬‬

‫عبد العال الصكبان؛ مقدمة في علم المالية العامة في العراق» الحزء األول» مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر» الموصل» "‬
‫‪ + 1976‬اص‬
‫‪04..‬‬

‫‪.‬سوزي عدلي ناشد‪ :‬أساسيات المالية العامة » منشورات الحلي الحقوقية » بيروت » ص ‪7 140‬‬

‫‪.‬المرجع نفسد ص ‪" 140‬‬

‫‪.‬عادل العلي» مرجع سابق» ص ‪144‬‬

‫‪.‬أ منصور ميالد يونس» مبادئ المالية العامة؛ الطبعة األول» منشورات الجامعة المفتوحة» ليبياء ‪ 1991‬ص ‪"126‬‬

‫سعيد عبد العزيز عثمان‪:‬المالية العامة ‪ :‬مدخل تحليلي معاصر» الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع» اإلسكندرية؛ ‪2008‬؛ !'‬
‫‪.‬صسش‪144‬‬
‫عبد الكريم صادق بركات و حامد دراز النظم الضريبية؛ الجزء األول» مؤسسة شباب الجامعة؛ اإلسكندرية؛ ‪ )1974‬ص ص ‪2 191‬‬
‫‪-‬‬
‫‪02‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬فوزي عطوي» مرجع سابق؛ ص ‪3 79‬‬
‫‪ .‬باهر محمد عتلم» المالية العامة ومبادئ االقتصاد المالي» الطبعة الخامسة»؛ مكتبة اآلداب» القاهرة» ‪ 1998‬ص ‪4 129‬‬
‫‪15‬‬

‫‪16 8‬‬
‫‪.‬المرجع نفسه ص ‪145‬‬
‫‪.‬محمد عبد الله العربي» موارد الدولة» جامعة فؤاد األول» القاهرة» ‪ 1949‬ص ‪#8! 141‬‬

‫حامد عبد المجيد دراز و المرسى السيد حجازي؛ مبادئ المالية العامة» الدار الجامعية للطباعة والنشر» اإلسكندرية؛ ‪ 2004‬ص ‪9‬‬
‫‪33 .‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ .‬منصور ميالد يونس» مرجع سابق» ص ‪130‬‬

‫‪.‬أ‪ #‬عبد الكريم صادق بركات»؛ مرجع سابق» ص ‪89‬‬

‫‪.‬فوزي عطوي» مرجع سابق» ص ‪81‬‬

‫‪.‬عاطف صدقي؛ المالية العامة؛ دار النهضة العربية» القاهرة» ‪ 1969‬ص ص ‪349- 348‬‬
‫‪ .‬سوزي عدلي ناشد» مرجع سابق» ص ‪24 144‬‬

‫‪ .‬زينب حسين عوض الله أساسيات المالية العامة؛ دار الجامعة الخديدة للنشر» اإلسكندرية» ‪ 2006‬ص ‪137‬‬
‫‪ .‬سوزي عدلي ناشد» مرجع سابق» ص ‪146‬‬
‫‪.‬المرجع ننه ص ‪149‬‬
‫‪28‬‬

‫‪25‬‬

‫‪26‬‬

‫‪.‬زينب حسين عوض الل مرجع سابق؛ ص ‪138‬‬


‫‪ -‬جدوى تقسيم الضرائب إل هباشرة وغير هباشرة ‪239‬‬

‫باهر محمد عتلم ‪ :‬المالية العامة ومبادئ االقتصاد المالي » الطبعة الخامسة » مكتبة اآلداب » القاهرة » ‪ + 1998‬ص *‬
‫‪132.‬‬

‫‪.‬أحمد جامع؛ علم المالية العامة؛ الجزء األول» دار النهضة العربية» القاهرة» ‪ 1975‬ص ‪152‬‬
‫‪.‬أ سوزي عدلي ناشد؛ مرجع سابق» ص ‪139‬‬

‫‪2 0‬‬
‫‪.‬زيب حسين عوض الله مرجع سابق» ص ‪139‬‬

‫‪.‬سوزي عدل ناشد؛ مرجع سابق؛ ص ‪148‬‬

‫‪.‬زيتب حسين عوض الله مرجع سابق» ص ‪3 139‬‬

‫‪.‬المرجع نفسهء ص ‪140‬‬

‫‪ » 2003 ٠.‬ص ‪ 218‬محمد عباس محرزي» اقتصاديات المالية العامة » ديوان المطبوعات الجامعية » الجزائر ‪#‬‬

‫‪ :‬أ زينب حسين عوض الله » مرجع سابق » ص ص ‪140-141‬‬

‫مسعود دراوسي؛ السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر ‪2004 - 1990 :‬؛ رسالة دكتوراه؛ تخصص‬
‫علوم‬
‫‪.‬اقتصادية» جامعة الجزائر‬

‫‪.‬الجزائر‪ 2005 .‬ص ‪197‬‬

‫القاهرة » ‪ 1975‬؛ ص ص ‪240-241‬‬ ‫‪.‬رفعت المحجوب ‪ :‬المالية العامة ؛ دار النهضة العربية‬

You might also like