Professional Documents
Culture Documents
+الوحدة الأولى في الأدب - وفاء عبّاس - وصيّة زهير
+الوحدة الأولى في الأدب - وفاء عبّاس - وصيّة زهير
زهير بن جناب بن هبل الكلبي من بني كنانة بن بكر ،كان خطيب قبيلة
قضاعة وسيدها ،وكانوا يسمونه الكهانة لشدة صواب رأيه وصحته،
ا
طويًل ،وقيل إنه مات عم َر
وكان مبعوث قبيلته إلى ملوك الجاهلية ،و ُ
سنة 60قبل الهجرة.
رف بحكمته من التجارب والخبرات ,له مكانته األدبية في الشعر ع َُ
والنثر الجاهليَّين ,وامتاز أسلوبه بوضوح العبارة ودقة التصوير.
طا في شرب الخمر وتشير معظم الروايات إلى أنه يُقال إنه كان ُمفر ا
مخمورا.
ا مات
األدبي للنّص (النّثر القديم -الوصيّة)
ّ النّوع
ّ
فن الوصايا في العصر الجاهلي
ًلن بنيه إذا عه َد إن الوصية بمعناها اللغوي تعني العهد ،فيُقال ا
مثًل :أوصى ف ٌ
لهم بعهد ما ،وتُعرف الوصية أنها قول بليغ مؤثر يحمل معناى فيه إصًلح
وإرشاد وتوجيه ،وتتضمن حثًّا على سلوك نافع يسمو بالمرء ويرفع شأنه،
ويساعده على تجاوز األزمات عند حدوث الشدائد ،وغالباا تكون موجهة من
أولياء األمور كاألب واألم أو كبير القوم ،وتأتي الوصية نتيجة خبرة متطاولة
في الحياة ,وقد ازدهر فن الوصايا في العصر الجاهلي نتيجة ظروف الحياة
التي كان يعيشها الجاهليون ،فكانت تدفعهم إلى قول النثر ،ومن تلك الوصايا
وصية زهير بن جناب الكلبي
خصائص النّثر الجاهلي
وضوح وأصالة المعاني :حيث يستمد النثر معانيه من القيم ال ُخلُقية،
والفضائل االجتماعية العريقة والمميزة.
صدق العاطفة :فكلمات النثر تنبع من عاطفة صادقة ،وتصدر من غير
تكلف ،وبعيدة عن الغموض.
كثرة الحكم واألمثال :الحكم واألمثال التي تُعبر عن حياة وتجارب
الجاهليين؛ ولذلك جاءت وصاياهم وخطبهم بسيطة تُعبر عن بساطة
الحياة.
البعد عن تكلُّف الصياغة ،وصفاء التعبير ،وقصر الجمل ،وجمال
الصياغة المستخدمة في النثر.
◦ قلّة التصوير الفن ّ
ي :يقل استخدام الصور الفنية ،والتشبيهات ،والكنايات المختلفة
ألن اإلنسان الجاهلي يلجأ إلى التقرير في عرضفي النثر الجاهلي ،وذلك َّ
األفكار ،وعادة ما تكون التشبيهات مستمدة من البيئة الحسية التي تحيط بالعرب.
واألمور
ُ التجارب،
ُ سا من َدهري ،فَأ َ ْح َك َمتْني
ت سنيَ ،وبَلَ ْغتُ َح ْر ا
ي قد َكبُ َر ْ
” يا بَن َّ
واختبار ،فاحفَظوا َ
عني ما أقو ُلَ ،و ُ
عوهُ :إيَّاكم والخ ََو َر عن َد المصائب، ٌ ت َ ْجربَةٌ
بالرب،
ظن َّش َمات َةٌ للعدو ،وسو ٌء َ
والتواك َل عن َد النَّوائب؛ فإ َّن ذلك داعيةٌ للغَم ،و َ
غتر َ
ين (مخدوعين، ث (المصائب والنوائب) ُم ّ
وإياك ْم أن تكونوا باألحدا ِ
.
المقنع :أنا طاعن بالسن ،مجرب ،حكيم ،لذا يحق لي ِ .5التّمهيد النفسي
ُ
واإلدراك. نصح ُكم ،ويجب عليكم اإلصغا ُء واالحتفا ُ
ظ
.6أسلوب التحذير بقوله ” :إيّاكم“ ,والغرض منه لفت انتباه الم َحذَّر
وتحذيره من أمور وسلوكيات عليه أن يبتعد عنها ,ألن عواقبَها تكون
مؤلمة.
.7السجع :بقوله ":المصائب ،النوائب؛ مغتَرين ،آمنين ،ساخرين)
متناغم مع غرض النص. ٍّ جو
والغرض منه :التغني ،االنفعال ،وإضفاء ٍّ
قط إال ا ْبتُلُوا" والغرض سخ َر قو ٌم ُّ
.8أسلوب ال َحصر :في مثل قوله ":ما َ
منه :إفادة حصر صفة بموصوف ،حصر موصوف بصفة ،بمعنى أن
القوم هو المحصور عليه ,واالبتًلء هو المحصور .فخصصنا صفة
ال ُمبتلي للموصوف وهو الخوف ,فحصرنا هذه الصفة (ال ُمبتلي)
بالموصوف (القوم).
ع ْوا ،توقَّعوا .والغرض منه
.9أسلوب األمر :في مثل قوله ":احفظواُ ،
اإلرشاد والنصيحة ,نصيحته ألبنائه بأن يسمعوا ويفهموا ما يقول وما
يوصيهم به ,فهو بذلك يرشدهم إلى الصواب.
تقرب،
ي” والغرض منه :ال ُّ .10أسلوب النداء :في مثل قوله” :يا ب ِن َّ
والتو ُّدد من أبنائه ،وبيان تفهمه لهم وتقديرهم ،وإبراز مكانته لديهم.
ويوضح لنا هذا النداء كم كان زهير قريباا من أبنائه.
.11لجمل الحكمية :في مثل قوله ":األمور تجربة" وقوله ":ما سخر
قوم ق ُّ
ط إال ابتُلُوا" والغرض من ذلك :التمثيل األعلى ،والشعارية
شعارا) ،وإظهار فلسفة وحكمة القائل ،والوعظ
ا (اتخاذ قوله أعًله
األمثل ،والحفظ األسهل .