Professional Documents
Culture Documents
Arabic - Lat7zn p1
Arabic - Lat7zn p1
ِ
البشرية اجلانب املأسوي من ِ
حياة ِ ِ
مبعاجلة أخاذةٌ مسؤولةٌ ،تعىن دراسةٌ جادةٌ ّ
والغم
واهلم ِّ ِ/
والتشاؤم ِّ ، ِ
والكآبة وفقد ِ
الثقة ،واحلرية ، االضطراب والقلق ِ /ِ ، ِ جانب
ِ
واإلحباط . ِ
والقنوط واحلزن ،والكد ِ/ر ،واليأس ِ ،
املشكالت العصر على نو ٍر من الوحي ،وهدي من الرسالة ، ِ حل
وهو ٌّ
ِ
والقصص واألمثال احليَّ ِة ،
ِ ِ
الراشدة ، ِ
والتجارب وموافقة مع الفطر ِة السويَِّة ،
ٍ
نقوالت عن الصحابة األبرار ،والتابعني األخيا ِر ، ٌ ب ،وفيه واألدب اخلالَّ ِ
ِ اب ، اجلذ ِ
َّ
ِ
احلكماء ونصائح
ِ ِ
األطباء ، ِ
جهابذة نفحات من قصيِ ِد كبا ِر الشعراء ، /ووصايا وفيه
ٌ
ِ
وتوجيهات العلماء . ،
كل ذلك مع ُأطروحات للشرقيني والغربيني ،والقدامى واحملدثني ُّ . ٌ ويف ثناياه
ودوريات ومالحقٍ صحف وجمالت ، ٍ وسائل اإلعالم ،من َّمْته
ُ احلق مما قد َ
يوافق َّ
ما ُ
ونشرات .
يقول لك ب .وهو ُ مشذ ٌب َّ َّب ،وجه ٌد َّ
مهذ ٌ مزيج مرت ٌ
إن هذا الكتاب ٌ
باختصار :
ْ
وتفاءل وال تحزن )) وأبشر
ْ واطمئن
َّ (( اسع ْد
*************************************
/http://www.saaid.net
المقدمة
وبعد : ِ
وصحبه ُ رسول اهلل ِ ،وعلى آله احلمد هلل ،والصالةُ والسالم على ِ
ُ
ُ
ِ
واالستفادة منه ،ولك ِ
بقراءته فهذا الكتاب ( ال حتزن ) ،عسى أن تسعد
الصحيح ،وفوق هذا
ِ ِ
والعقل املنطق السلي ِ/م ٍ
الكتاب أن حتاكمه إىل ِ قبل أن تقرأ هذا
وذاك الن ْقل املعصوم .
وذوقه ومشِِّه ،وإن من
ِ تصور ِه
قبل ُّ ِ احلي ِ َّ
احلكم املُسبق على الشيء َ
َ ف إن من ْ
ورؤية ِ
احلجة ِ ومساع الدعوى والتأم ِل ،
اإلطالع ُّ قبل ٍ ِ ِ
ِ ِ ظلم املعرفة إصدار فتوى مسبقة َ
ِ
وقراءة الربهان . ،
هم أو حز ٌن ،أو طاف به كتبت هذا احلديث ملن عاش ضائقةً أو أملَّ ِبه ٌّ ُ
قلق .وأيُّنا خيلو من ذلك ٍ
نومه ٌ وشر َد َ
أرق َّ ، أقض مضجعة ٌ مصيبة ،أو َّ طائف من
ٌ
؟!
وقصص ، وأمثال وشوارد ، وفوائد وصور ِ
وعربٌ ، ٌ/ وأبيات ، آيات
ٌ ٌ ُ ُ ٌ هنا ٌ
والروح
ِ/ املفجوع ،
ِ دواء ِ
للقلب سكبت فيها عصارة ما وصل إليه الالمعون ؛ من ٍ
ُ
ِ
البائسة . ِ
احلزينة ِ
والنفس ِ
املنهكة ،
شيقول ِ :ع ِ
أبشر واسع ْد ،وتفاءَ ْل واهدأ .بل ُ يقول لك ِ : الكتاب ُ
ُ هذا
احلياة كما هي ،طيبةً رضيَّة هبيجةً .
ِ
والناس التعامل مع السن ِن
ِ هذا الكتاب يصحح لك أخطاء ِ
خمالفة الفطرة ،يف ٌ ُّ
ِ
واملكان . ِ
والزمان ِ
واألشياء ، ،
ِ
القضاء ، ِ
ومعاكسة مصادمة ِ
احلياة ِ إنه ينهاك هنياً جازماً عن اإلصرا ِر على
نفسك ، قريب من أقطا ِر ِ
مكان ٍ ورفض الدليل ،بل يناديك من ٍ ِ املنهج ِ
وخماصمة ِ
ُ
تطمئن حلُ ْس ِن مص ِريك ،وتثق مبعطياتِك وتستثمر مواهبك ، َّ وحك أنأطراف ر ِ ِ ومن
ُ
ِ
املسرية . العيش ،وغصص العم ِر وأتعاب صات ِ وتنسى منغّ ِ
هامة يف أوله : وأريد التنبيه على مسائل ّ ُ
ِ
واهلدوء والسكينة وانشراح ِ /الصد ِ/ر ، ِ
السعادة ب األولى َّ :
أن املقصد من الكتاب ج ْل ُ
واملستقبل الزاه ِر .
ِ ِ
والتفاؤل والفرج باب ِ
األمل وفتح ِ
ُ
ِ
واإلميان الظن ِبه ، ُّ
والتوك ِل عليه ،وحس ِن ِّ اهلل وغفرانِِه ،
وهو تذكري /برمحة ِ
ٌ
وتذك ِر
القلق على املستقبل ِ ُّ ،وترك ِ حدود ِ
اليوم ِ ، ِ ِ
والعيش يف ِ
بالقضاء والقد ِ/ر ،
نِ َع ِم اهلل ِ .
طراب ِ ،
وضيق واالض ِ والغم ،واحلزن واألسى ِ ،
والقلق اهلم ِّ الثَّانية :وهو حماولةٌ ِ
لطرد ِّ
ْ
ِ
واإلحباط . ِ/
والقنوط ِ
واليأس ، الصد ِر واالهنيا ِر
ِ
املعصوم ، ومن ِ
التنزيل ،ومن كالم من الثالثة :مجعت فيه ما يدور يف ِ
املوضوع ْ
ِ فلك ُ ُ
ِ ِ ِ ِ/ ِ
والقصص املعربة ،واألبيات املؤثّرة ،وما قالهُ احلكماءُ األمثلة الشاردة ِ ،
ني الساطعة ، التجارب املاثِلة والرباه ِ
ِ قبس من
واألطباءُ واألدباءُ ،وفيه ٌ
اجلاد ِة وليس وعظاً جمرداً ،وال ترفاً فكريّاً ،وال طرحاً سياسياً ؛ ِ
والكلمة َّ
أجل سعادتِك . بل هو دعوةٌ ُملِ َّحةٌ من ِ
ِ
اإلنسانية ؛ آخذاً فراعيت فيه املشاعر ومنافذ ِ
النفس الكتاب للمسلم وغريه ، الرابعة :هذا
ُ ُ
دين الفط ِرة .
يف االعتبار املنهج الرباينَّ الصحيح ،وهو ُ
على يف ذلك ٍ ِ
جتد يف الكتاب نُقوالت عن شرقيني وغربيّني ،ولعلّه ال تثريب َّ الخامسة :سوف ُ
؛ فاحلكمة ضالةُ املؤم ِن ،أىَّن وجدها فهو ُّ
أحق هبا .
مستمرةً
ّ أجعل للكتاب حواشي ،ختفيفاً للقارئ وتسهيالً له ،لتكون قراءاته
السادسة :مل ْ
النقل يف ِ
أصل الكتاب ِ . وجعلت املرجع مع ِ
ُ وفكره متصالً .
ُ
مبن سبق يف ذلك ؛ ورأيتُه أنفع وأسهل ، ِ ِ ِ
أنقل رقم /الصفحة وال اجلزء ،مقتدياً ْ ْ مل : السابعة
الكتاب أو ِ
املقالة . ِ بالنص ،أو مبا فهمتُه من ف ،وحيناً بتصر ٍ
أنقل ُّ
ِّ فحيناً ُ
نوعت فيه ِ
الفصول ،وإمنا ِ
األبواب وال على أرتب هذا الكتاب على ِ
ُ الثامنة :مل ْ
وأعود ٍ
حديث إىل آخر من الطَّرح ،فرمَّب ا أداخل بني ِ
الف ِ
ُ وأنتقل ْ
ُ قرات ، ُ
صفحات ،ليكون أمتع للقارئ وأل ّذ لهُ وأطرف لنظر ِه . ٍ ِ
للحديث بعد
ضعف بيّنتُهُ ، احلديث فيه ختريج األحاديث ؛ فإ ْن كان ِ
اآليات أو ِ ُأطل ِ
بأرقام ِ ِ
ٌ ُ التاسعة :مل ْ
سكت .وهذا كلُّه طلباً ُّ ذكرت ذلك أو
ُ وإن كان صحيحاً أو حسناً
واإلمالل (( ،والمتشبِّ ُع بما لم ِ لالختصار ،وبُعداً /عن التكرا ِر واإلكثا ِر
ثوبي ُزو ٍر )) . ِ
كالبس ْ يُعط
ٍ
متنوعة ،وأنا ظ القارُئ تكراراً لبعض املعاين يف قوالب /شىّت ،وأساليب العاشرة :رمبا ي ْلح ُ
طرح ،وترسخ وتعمدت هذا الصنيع /لتثبت الفكرةُ بأكثر من ٍ ُ قصدت ذلكُ
النقل ،ومن يتدبِّر القرآن جي ْد ذلك . املعلومةُ بغزار ِة ِ
حيمل
تلك عشرةٌ كاملةٌ ،أقدِّمها ملن أراد أن يقرأ هذا الكتاب ،وعسى أن َّ
القول ،ويقيناً يفهذا الكتاب ص ْدقاً يف اخل ِرب ،وعدالً يف احلكم ِ ،وإنصافاً يف ِ
املعرفة ،وسداداً يف الرأ ِي ،ونوراً يف البصرية . ِ
خاصةً ، ِ
للكل ،ومل أقص ْد به طائفةً ّ أخاطب فيه اجلميع ،وأتكلم ،فيه ّ ُ إنين
لكل من أراد أ ْن حييا حياة بعينه ،أو فئةً متحيز ًة ،أو بلداً ِ
بذاته ،بل هو ِّ أو جيالً ِ
ّ
سعيدةً .
فكر واشكر
من فوقِك ومن حتتِ قدميْك
اهلل عليك فإذا هي ْتغُمُرك ْ
املعىن :أن تذكر ِنعم ِ
ِ ِ
أمن يف وطن ،غذاءٌ
بدن ٌ ،
صحٌَّة يف ٍ
وها ﴾ ِ ﴿ َوِإن َتعُ ُّدواْ ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ
ص َ
احلياة وأنت ال تعلمُ ﴿
متلك ًتشعر ُ ،
وهواء وماءٌ ،لديك الدنيا /وأنت ما ُ ٌ وكساءٌ ،
ان ،ويدانِ
اطنَةً﴾ عندك عينان ،ولسانٌ وشفت ِ اهر ًة وب ِ ِ ِ
َأسبَ َغ َعلَْي ُك ْم ن َع َمهُ ظَ َ َ َ
َو ْ
أن متشي علىان ﴾ هلْ هي مسأٌلة سهلةٌ ْ َأي آاَل ء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ
ورجالن ﴿ فَبِ ِّ
ِ
َ َ َ
عت سوقٌ؟! أحقي ٌقتعتمد على ساقيْك ،وقد ُقِط ْ
قدميْك ،وقد ُبِترتْ أقدامٌ؟! وأنْ ِ
األمل نوم الكثريِ؟! وأنْ متأل معدتك من الطعامِ الشهيِّ
أن تنام ملء عينيك وقدْ أطار ُ
املاء الباردِ وهناك من ُعِّكر عليه الطعامُ ،ونُِّغص عليه الشَّرابُ وأن تكرع من ِ
نظرك وقدْ وتأمل يف ِ ْ مسِعك وقدْ ُعوفيت من الصَّمم ، تفكر يف ْوأسقامٍ ؟! َّبأمراضٍ ْ
واملح عقلك واجلذامِ ْ ، سلمت من العمى ، /وانظر إىل ِجْلِدك وقد جنوْت من الربصِ ُ
وقدْ أنعم عليك حبضورهِ ومل ُتفجعْ باجلنونِ والذهولِ .
ذهبا ؟! أحتبُّ بيع مسعِك وزن ثهالن َّ
فضة كجبل ُأُحدٍ ً ِ ُ
وحده بصرك
أتريدُ يف ِ
تقايض بيديك مقابل ُ هل
بلسانك فتكون أبكم؟! ْ ؟! هل تشرتي قصور /الزهراءِ ِ
جسيمة ،ولكنك ٍ ٍ
وأفضال عم عميمةٍوالياقوت لتكون أقطع؟! إنك يف ِن ٍ ِ عقود اللؤلؤ
ِ
واملاء الباردُ
اخلبز الدافُئ ُ ، حزينا كئيباً ،وعندك ُ تعيش مهموماً مغموماً ً ال تدريْ ُ ،
تشكر املوجود ،تنزعجُ من ُ املفقود وال
ِ تتفكر يف
ُ ،والنومُ /اهلانُئ ،والعافيةُ الوارفةُ ،
اخلري واملواهبِ والنعمِ مفتاح السعادة ،وقناطريُ مقنطرةٌ من ِ ُ خسارة ماليٍَّة وعندك
ٍ
وأهلك ص ُرو َن ﴾ فكّْر يف نفسك ِ ، فكْر واشكرْ ﴿ وفِي َأن ُف ِس ُكم َأفَاَل ُت ْب ِ واألشياءِ ّ ،
ْ َ
توعملك ،وعافيتِك ،وأصدقائِك ،والدنيا /من حولِك ﴿ َي ْع ِرفُو َن نِ ْع َم َ ،وبيتك ِ ،
اللّ ِه ثُ َّم ي ِ
نك ُرو َن َها ﴾ .ُ
***************************************
**
َ
يومك يومك
أمس الذي ذهب ستعيش ،فال ُ
ُ املساء ،اليوم /فحسْبُ
إذا أصبحتَ فال تنتظر ُ
مشسه ،
ك ُ أظلْت َ
ت إىل الآن .اليومُ الذي َّ وشرِه ،وال الغدُ الذي /مل يأ ِ
خبريِِه ِ
فاجعل يف خلدِك العيشْ واحد ،
عمرك يومٌ ٌ وأدركك هنارُُه هو يومُك فحسْبُ ُ ،
هاجس املاضي
ِ تتعثر حياتُك بني
فيه ،حينها ال ُ ومتوت ِ
ُ هلذا اليومِ وكأنك ولدت ِ
فيه
لليوم فقطْ
املخيف وزحفِِه املرعبِ ِ ،
ِ املستقبل وشبحِِه
ِ وغمِه ،وبني توقعِ
ومهِه ِِّّ
اصرفْ تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدَّك وجدَّك ،فلهذا اليومِ البد أن تقدم
وذكًْرا حبضورٍ ،واتزاناً يف األمور، /
واطالعا بتأملٍ ِ ،
ً خاشعة وتالوةً ٍ
بتدبر ً صالةً
واعتناء باجلسمِ ،ونفعاً
ً باملظهر ،
ِ باملقسوم ،واهتماماً
ِ خلق ،ورضاًوحسًْنا يف ِ ُ
لآلخرين .
سنوات ،ومنٍ فتقسِّم ساعاتِه وجتعل من دقائقه لليوم هذا الذي أنت فيه ُ
اخلير ُ ،تسدي فيه اجلميل ،تستغفرُ فيه من الذنبُ ، /
تذكر تزرع فيه ْثوانيهِ شهوراً ُ ،
وسكينة ،ترضى
ً فرحا وسروراً ً ،
وأمنا تعيش هذا اليومً / للرحيل ُ ،
ِ فيه الربَّ ،تتهيأ
بعلمك ُ ،مبسْتواك ﴿ فَ ُخ ْذ َما
ببيتك ِ ، بزوجتك ،بأطفالِك بوظيفتك ِ ،
ِ فيه برزقِك ،
ك و ُكن ِّمن َّ ِ
ٍ
سخط تعيش هذا اليوم بال ُحْزٍن وال انزعاجٍ ،وال
ُ الشاك ِر َ
ين ﴾ َ آَت ْيتُ َ َ
حسد .
حقد ،وال ٍ
وال ٍ
عبارة واحدة جتعلُها أيضاً على مكتبك
إن عليك أن تكتب على لوحِ قلبك ً
شهيًا هذا اليوم فهل يضُُّرك
تقول العبارة ( :يومك يومُك) .إذا أكلت خبزاً حارّاً ّ
خبز غدٍ الغائبِ /املنتظرِ .
األمس اجلافِّ الرديء ،أو ُِ خبزُ
ِ
األجاج ماء أمس امللحِ
ماء عذباً زالالً هذا اليوْم ،فلماذا حتزنُ من ِ
إذا شربت ً
ملاء غدٍ اآلس ِن احلارِّ.
،أو هتتمُّ ِ
عارمة ألخضعتها لنظرية:
ٍ ٍ
صارمة بإرادة فوالذيةٍ
نفسك ٍ إنك لو صدقت /مع ِ
بناء كيانِك
كل حلظة يف هذا اليوم يف ِ
تستغل َّ
ُّ اليوم ) .حينها
(لن أعيش إلى هذا ْ
ب ألفاظي فال أنطقُ هذ ُ
عملك ،فتقول :لليوم فقطْ ُأ ِّ ُ ِ
وتزكية وتنميةِ مواهبك ،
سبًا ،أو غيبةً ،لليوم فقطْ سوف أرتبُ بييت ومكتبيت ،فال شا ،أو ّ ُهجراً أو ُفحْ ً
بنظافة جسمي ِ أعيش فأعتينبعثرة ،وإمنا نظامٌ ورتابةٌ .لليوم فقط سوف ُ ارتباكٌ وال ٌ
،وحتسني مظهري واالهتمامِ /هبندامي ،واالتزانِ يف مشييت وكالمي وحركايت.
وجه ،
أكمل ِ ِ طاعة ربِّي ،وتأديةِ صاليت على فأجتهد يف ِ
ُ ُ
سأعيش لليوم فقطْ
وحفظ فائدةٍ ،ومطالعةِِ والنظر يف كتيب ،
ِ وتعاهد مصحفي ،
ِ والتزودِ بالنوافلِ ،
كتاب نافعٍ .
ٍ
وأجتث منه شجرة الشرِّ بغصونِها ُّ فأغرس يف قليب الفضيلةً
ُ ُ
سأعيش لليومِ فقطْ
وسوء ظنٍّ .
ِ وغًّل
وحسد وحقدٍ ٍِ جب ورياءٍ
وع ٍ الشائكةِ من كِْبٍر ُ
أعود
اجلميل إىل الغري ُ ، َ أعيش فأنفعُ الآخرين ،وأسدي لليوم فقط سوف ُ
مكروب ،أقفٌ مع
ٍ ج عن أفر ُ
طعم جائعاً ِّ ،مريضاً ،أشيُِّع جنازةً ،أدُُّل حريان ُ ،أ ُ
أجُّل كبرياً .أرحم صغرياًِ ، / عاملا ُ ، منكوبا ،أكرمُ ً
ً لضعيف ،أواسي
ٍ مظلومٍ ُ ،
أشفع
ماض ذهب وانتهى اغربْ كشمِسك ،فلن أبكي سأعيش ؛ فيا ٍُ لليوم فقط
عنا ولنعليك ولن تراين أقفُ ألتذكرك حلظة ؛ ألنك تركتنا وهجرتنا وارحتلْت َّ
تعود إلينا أبد الآبدين .
األحالم ،ولن أبيع نفسي مع ِ فلن أتعامل مع
عامل الغيبِ ْ مستقبل أنْت يف ِ
ُ ويا
ألن غداً ال شيء ؛ ألنه مل خيلق وألنه مل يكن مفقود َّ ،
ٍ أتعجَل ميالد
األوهام ولن َّ
مذكورا.ً/
قاموس السعادةِ ملن أراد احلياة يف
ِ كلمة يف
أروع ٍ
يومك يومُك أيها اإلنسانُ ُ
وأمجل ُحِللها.
ِ أهبى صورِها
****************************************
اترك المستقبلَ حتى يأ َ
تي ِ
تستبق األحداث ،أتريدُ إجهاض
ِ ﴿ َأتَى َْأم ُر اللّ ِه فَالَ تَ ْسَت ْع ِجلُوهُ ﴾ ال
غدا مفقودٌ ال حقيقة ُله ،ليس له الثمرة قبل النضج ؟! إنَّ ً ِ متامهِ؟! وقطف احلمل قبْل ِ ِ
س من مصائِِبِه ، ونتوج ُ
َّ نشغل أنفسنا ِبه ، لون ،فلماذا ُ وجود ،وال طعمٌ ،وال ٌ ٌ
نلقاه ،فإذا هو وبينه ،أو ُ حال بيننا ُ هل ُي ُ وهنتمُّ حلوادثهِ ،نتوقعُ كوارثهُ ،وال ندري ْ
أن ال يصل إىل األرضِ ْبعَد ،إن علينا ْ عامل الغيبِ مل ْ املهم أنه يف ِ وحبور ؟! ُّ ٌ سرورٌ
لعل اجلسرَ وصول اجلسرِ ،أو َّ ِ لعلنا ِنقف قبل جسرا حىت نأتيه ،ومن يدري؟ َّ ً نعرب
بسالم.
ٍ وربما وصلنا اجلسر ومررنا عليه ينهارُ ْقبل وصولِ/نا َّ ،
كتاب الغيبِ /مث ِ املستقبل وفتحِ
ِ مساحة أوسع للتفكريِ يف ً ِ
الذهن إن إعطاء
طول أملٍ ،وهو مذمومٌ عقلاً ؛ ممقوت شرعاً ؛ ألنه ُ ٌ باملزعجات املتوقعةِ
ِ االكتواءِ/
اجلوع العري واملرضَ َ يتوقع يف ُم ِ
ستقبله للظل .إن كثرياً من هذا العامل ُ ألنه مصارعةُ ِّ
الش ْيطَا ُن يَ ِع ُد ُك ُم
قررات مدارسِ الشيطانِ ﴿ َّ ِ كله من ُم والفقرَ واملصائبَ ،وهذا ُّ
ضالًـ ﴾ . شاء َواللّهُ يَ ِع ُد ُكم َّم ْغ ِف َر ًة ِّم ْنهُ َوفَ ْ الْ َف ْق َر َويَ ُْأم ُر ُكم بِالْ َف ْح َ
غدا ،وسوف ميرضون بعد كثريٌ همْ الذين يبكون ؛ ألهنم /سوف جيوعون ً
عمره يف يد غريه ال ينبغي ُله أن مائة عام .إنَّ الذيُ / العامل بعد ِ سنةٍ ،وسوف ينتهي ُ
بشيء مفقودٍ ال ٍ ُ
االشتغال ميوت ال جيوزُ ُله يراهن على العدمٍ ،والذي /ال يدرِي مىت ُ
حقيقة له.
أخباره ،ال تنتظر زحوفه ،ألنك
غدا حىت يأتيك ،ال تسأل عن ِ اترك ً
مشغولٌ باليوم.
يوم مل ُتشرق
نسيئة يف ٍ
وإن تعجبْ فعجبٌ هؤالء يقرتضون اهلمَّ نقداً ليقضوه ً
مل .
طول الأ ِ
مشسُه ومل ير النور ،فحذار /من ِ
****************************************
كيف تواجه النقد الآثم ؟
جل يف عاله ،وشتموا الواحد /األحد ال الرازق َّ قعاء السُّخفاءُ سبُّوا اخلالق َّ
الرُّ ُ
تواجه يف
ُ وحنن أهل احليف واخلطأ ،إنك سوف إله إلا هو ،فماذا أتوقعُ أنا وأنت ُ
املر ،ومن التحطيم املدروسِ وسا ال هوادة فيها من النًّقدِ الآِمث ِّ ضر ُ
حياتِك حرًْبا! ُ
وتسطع وتلمعُ ،ولن
ُ دة مادام أنك ُتعطي وتبين وتؤثرُ املتعم ِ
املقصودِ ،ومن اإلهانةِ ّ
نفقا يف األرضِ /أو سلماً يف السماءِ /فتفرَّ منهم ،أما يسكت هؤالءِ عنك حىت تتخذ ً
ويبكي عينك ،ويُدمي مقلتك ،ويقضُّ فانتظر منهمْ ما يسوؤك ُ ْ أظهرِهمْ
وأنت بني ِ
مضجعك.
ميتا ،لكنهم
كلبا ًإن اجلالس على األرضِ ال يسقطُ ،والناسُ ال يرفسون ً
عندهم
علما ،أو أدباً ،أو مالاً ،فأنت ُ صالحا ،أو ً ً يغضبون عليك ألنك ُفْقَتهمْ
ِ
صفات اهلل عليك ،وتنخلع من ِّ
كل ونَعمَ ِ ُمذنبٌ ال توبة لك حىت ترتك مواهبك ِ
حمطماً ،مكدوداًغبيا ،صفراً َّبليدا ! َّ
كل معاين النبلِ ،وتبقى ً احلمدِ ،وتنسلخ من ِّ
لكالم هؤالءِ ونقدهمْ وتشويهِِهمْ وحتقريِهمْ ِ ،هذا ما يريدونهُ بالضبطِ .إذاً فاصمد/
حباتُ الربدِ لتثبتتتكسر عليها ّ
ُ وكن كالصخرةِ الصامتةِ ِ
املهيبة (( أثبتْ ُأُحدٌ )) ْ
لكالم هؤالءِ وتفاعلت به حققت ِ وجودها وقُدرهتا /على البقاءِ .إنك إنْ أصغيت
وتكدير عمرك ،أال فاصفح الصَّْفح اجلميل ،أال ِ حياتك
أمنيتهم الغالية يف تعكريِ ِ
ُ
ترمجة حمرتمةٌ لك ،
ضيق مما ميكرون .إن نقدهمُ السخيف ٌ تك يف ٍ عنهم وال ُ فأعرضْ ْ
املفتعل .
ُ يكون النقدُ الآُمث وزنك ُ وبقدرِ ِ
لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤالءِ ،ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك إنك ْ
وجتنيهم بتجافيك هلم ،وإمهالك لشأهنمْ ، /واِّطراحك نقدهم ّ تستطيعُ أن تدفن ُ
بزيادة
ِ اخلرَدَل
أفواههُِم ْ
تصب يف ِ َّ تستطيع أنْ
ُ ألقواهلِمِ! ﴿ .قُ ْل ُموتُواْ بِغَْي ِظ ُك ْم ﴾ بل
اعوجاجك .إنْ كنت ُتريد أن تكون مقبولاً عند
ِ وتربية حماسنِك وتقومي ِ فضائلك
العامل ،فقدْ طلبت مستحيلاً
حمبوبا لدى الكلِّ ،سليماً من العيوبِ عند ِ اجلميع ً ،
وأملت أملاً بعيداً .َّ
*******************************************
*****
شكرا من أ ٍ
حد ً ال تنتظرْ
خلق اهللُ العباد ليذكروهُ ورزق اهللُ اخلليقة ليشكروهُ ،فعبد الكثريُ غريه ،
غالبة على
وكْفرانِ النِّعم ٌ ألن طبيعة اجلحودِ والنكرانِ /واجلفاءِ ُ وشكر الغالب ُ/سواه َّ ،
َ
هؤالء قد كفروا مجيلك ،وأحرقوا إحسانك ، ِ صدمْ إذا وجدت النفوس ،فال ُت ْ
ٍ
لشيء احلقد الدفني ،ال
ونسوا معروفك ،بل رمبا ناصبوك العِداءَ ،ورموك مبنجنيق ِ
اه ُم اللّهُ َو َر ُسولُهُ ِمن فَ ْ
ضلِ ِه ﴾ إلا ألنك أحسنت إليهمْ ﴿ َو َما َن َق ُمواْ ِإالَّ َأ ْن َأ ْغنَ ُ
ابنه وغذُّاه وكساهُ
ربى ُأب َّ
العامل املشهود ،فإذا يف فصولِِه قصةُ ٍ
وطالعْ سجلَّ ِ
وتعب لريتاح ،فلمَّا مه ،سهر لينام ،وجاع ليشبع ِ ، وعل ُ
وأدبهُ َّ ،
وسقاه َّ ،
ُ ُ
وأطعمه
شارب هذا االبن وقوي ساعده ،أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ،استخفافاً ، ُ َّ
طر
عذابا وبيلاً .
صارخا ً ،
ً ازدراءً ،مقتاً ،عقوقاً
هم عند منكوسي الفِطرِ ،وحمطَّمي مجيل ْأال فليهدأ الذين احرتقت /أوراقُ ِ
خزائنه .
املثوبة عند من ال تنف ُد ُ اإلراداتِ ،وليهنؤوا بعوضِ ِ
وعدم اإلحسانِ للغري ،وإمنا
اجلميل ِ ، ِ احلار ال يدعوك لرتكِ إن هذا اخلطاب َّ
اجلميل واإلحسانِ ،فال تبتئس مبا كانوا ِ يوطُِّنك على انتظار اجلحودِ ،والتنكرِ هلذا
يصنعون.
غمطُ منحال َّ ،مث ال يضرك ْ وجِه اهللِ ؛ ألنك الفائزُ على كل ٍ اعمل اخلري لِ ْ
خري من
احملسن ،واليدُ /العليا ٌ
ُ وامحد اهلل ألنكِ جحود من جحدك ، ُ غمطك ،وال
اليدِ السفلى ﴿ ِإنَّ َما نُط ِْع ُم ُك ْم لَِو ْج ِه اللَّ ِه اَل نُ ِري ُد ِمن ُك ْم َج َزاء َواَل ُش ُكوراً ﴾ .
غاء ،وكأهنمْ /ما مسعوا العقالء من جبلَِّة اجلحودِ عند الغوْ ِ
ِ وقد ُذِهل كثريٌ من
الوحي اجلليل وهو ينعي على الصنف عت َّوه ومتردهُ ﴿ َم َّر َكَأن لَّ ْم يَ ْدعُنَا ِإلَى ُ
ض ٍّر
ِ ِ سهُ َك َذلِ َ
بليدا قلماً
ين َما َكانُواْ َي ْع َملُو َن ﴾ ال ُتفاجأ إذا أهديت ً ك ُزيِّ َن لل ُْم ْس ِرف َ َّم َّ
غنمه ،فشجَّويهش هبا على ِ ُّ عصا يتوكأ عليها
فكتب به هجاءك ،أو منحت جافياً ً
اجلحود مع باريها َّ
جل ِ طة يف ِ
كفن البشرية احملنّ ِ
ِ هبا رأسك ،هذا هو األصلُ عند ِ
هذه
يف عاله ،فكيف هبا معي ومعك ؟! .
****************************************
انشراح للصدر
ٌ اإلحسا ُن إلى اآلخرين
كرمسِه ،واخلريُ كطعمِِه .أولُ املستفيدين من
واملعروف ِ
ُ اجلميل كامسِِه ،
ُ
نفوسهمْ ،
ِ عاجال يف
ً مثرته
هم املتفضِّلون هبذا /اإلسعادِ ،جينون ُ
اس ُإسعادِ النَّ ِ
وأخالقِهم ،وضمائِِرِهم ،فيجدون /االنشراح واالنبساط ، /واهلدوء /والسكينة.
فامنح غريك معروفاً ِ
وأسد لهُ أمل بك غمٌّ ْطائف من همٍّ أو ِّ
ٌ فإذا طاف بك
أطعم جائعاًمكروبا ْ ،ً مجيلاً جتدِ الفرج والرَّاحةِ .
أعط حمروماً ،انصر مظلوماً ،أنقِذْ
خلفك.
ومن ِ يديك ْ أعن منكوباً ،جتدِ السعادة تغمرُك من بني ِْ ،عْد مريضاً ْ ،
حامله وبائعه ومشرتيهُ ،وعوائدُ اخلريِ النفسيَّ/ة
ُ اخلري كالطيب ينفعُ
فعل ِإنَّ َ
رت قلوبُهم بالبِّر واإلحسان . تصرف يف صيدليةِ الذيُ /عمِ ْ
ُ عقاقريُ مباركةٌ
عامل القيمِ ((
جارية يف ِ
ٌ فقراء األخالقِ صدقةٌ
املشرقة على ِ
ِ إن توزيع البسماتِ
حرب ضروسٍ على
ٍ ُ
إعالن طلِق )) وإن عبوس ِ
الوجه ولو أن تلقى أخاك بوجهِ ْ
يعلم قيامها إلا علاٌَّم الغيوبِ .
اآلخرين ال ُ
عرضها السمواتُ أمثرت دخول جنة ُ ْ كف بغي لكلب عقورٍ ماء من ِّ شربةُ ِ
محيد .
غين ٌ مجيل ،حيبُّ اجلميل ٌ ، غفور شكورٌ ٌ ألن صاحب الثوابِ ٌ واألرض ُ/؛ َّ
ِ
املعروف واخلوف هلموا إىل بستانِ
ِ كوابيس الشقاءِ والفزع ُ دهمْ
من ُتهدِّ ُ
يا ْ
وخدمة وستجدون السعادة ً ومواساة وإعانةً
ً وتشاغلوا باآلخرين ،عطاءً وضيافةً
َأِلح ٍد ِعن َدهُ ِمن ِّن ْع َم ٍة تُ ْج َزى{ِ }19إاَّل ابْتِغَاء َو ْج ِه َربِِّه
طعماً ولوناً وذوقاً ﴿ َو َما َ
ضى ﴾ .
ف َي ْر َ اَأْل ْعلَى{َ }20ولَ َ
س ْو َ
*****************************************
ِ
بالعمل طرد الفراغ
ا ِ
عة ﴿أهل األراجيفِ والشائعات ألنَّ أذهاهنم موزَّ ٌ
الفارغون يف احلياةِ هم ُ
ف ﴾. ضواْ بَِأن ي ُكونُواْ مع الْ َخوالِ ِ
َر ُ
ََ َ َ
صاحبه من العملِ ،فيبقى كالسيارةِ
ُ يفرغ
الذهن يوم ُ
ِ إنَّ أخطر حاالت
جتنح ذات اليمني وذات الشمالِ .
سائق ُ املسرعةِ يف احندار ِ/بال ٍ
والفزع ،ألن هذا الفراغ
ِ يوم جتدُ يف حياتك فراغًا فتهيَّأ حينها للهمِّ والغمِّ
أمر
احلياة فيجعلك يف ٍ واملستقبل من أدراج ِِ ملفاتِ املاضي واحلاضرِ كل َّ
يسحبُ لك َّ
مثمرة بدلاً من هذا االسرتخاءِمريجٍ ،ونصيحيت لك ولنفسي أن تقوم بأعمالٍ ٍ
بكبسول مسكٍِّن .
ٍ خفي ،وانتحارٌ/وأد ٌّ ألنه ٌ
القاتلِ ُ
سجون الصنيِ بوضعِ
ِ ميارس يف
ُ أشبه بالتعذيب /البطيءِ الذي/ إن الفراغً ُ
ِ
القطرات قطرة ،ويف فرتاتِ انتظارِ هذه دقيقة ً كل ٍ يقطُر َّ
السجنيِ حتت أنبوبٍ ُ
صاب السجنيُ باجلنونِ .ُي ُ
ِ
احلروب قة هلذه
ممز ٌ
فريسة َّ
ٌ ف ،وعقلك هو ص حمرتِ ٌ غفلة ،والفراغُ ِل ٌّ
الراحةُ ٌ
الومهيَّة .
سبْح ،أو طالعْ ،أو اكتبْ ،أو رتِّب مكتبك صل أو اقرأ ،أو ِّ إذاً قم اآلن ِّ
،أو أصلح بيتك ،أو انفعْ غريك حىت تقضي على الفراغِ ،وإين لك من الناصحنيْ
.
بسكني العملِ ،ويضمن لك أطباءُ العامل %50من السعادة ِ اذبح الفراغ
ْ
اإلجراء الطارِئ فحسب ، /انظر إىل الفالحني واخلبازين والبنائني يغردون ِ مقابل هذا
وتضطرب
ُ متسح دموعك وراحة وأنت على فراشك ُ ٍ باألناشيد كالعصافريِ يف سعادةٍ
ملدوغ .
ٌ ألنك
****************************************
ال تكن إمعة
ال تتقمص شخصية غريك وال تذُب يف الآخرين .إن هذا هو العذاب الدائم، /
وكالمهم ،ومواهبهم ،
َ وحركاتهم ،
ِ وكثريٌ هم الذين ينسون أنفسهم /وأصواتِهم
لف ،واالحرتاقُ
ف والصَّ ُشخصيات الآخرين ،فإذا التكلّ ُ
ِّ هروا يف
وظروفهم ،لينصْ ُ
،واإلعدامُ للكيان وللذَّات.
واحدة ،فلماذا يتفقون يف
ٍ من آدم إىل آخر اخلليقة مل يتفق اثنانِ يف صورةٍ
املواهبِ واألخالق .
آخر مل يسبق لك يف التاريخِ مثيٌل ولن يأيت ُمثلك يف الدنيا شبيه .أنت شيءٌ ُ
حتشر نفسك يف سرداب التقليد أنت خمتلف متاماً عن زيد وعمرو فال ْ
واحملاكاة والذوبان .
اس َّم ْش َر َب ُه ْـم ﴾ َ ﴿ ،ولِ ُك ٍّل
وسجيتك ﴿ قَ ْد َعلِ َم ُك ُّل ُأنَ ٍ
َّ انطلق على هيئتك
ات ﴾ عشْ كما خلقت ال تغري صوتك ،ال ِو ْج َهةٌ ُهو مولِّ َيها فَاستَبِ ُقواْ الْ َخ ْير ِ
َ ْ َ َُ
تبدل نربتك ،ال ختالف مشيتك ،هذب نفسك بالوحي ،ولكن ال تلغِ وجودك
وتقتل استقاللك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ؛
ألنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ((ال يكن أحدكم َّإمعة)) .
وطويل وقصريٌ ،
ٌ وحامض ،
ٌ بعامل األشجارِ : /حلوٌ
أشبه ِ إنَّ الناس يف طبائعهمْ ُ
تتحول إىل سفرجل ؛ ألن مجالك وقيمتك ْ وهكذا فليكونوا .فإن كنت كاملوزِ فال
يات الباري
من آ ِ
وألسنتنا ومواهبِنا وقدراتِ/نا آيةٌ ْ
ِ أن تكون موزاً ،إن اختالف ألوانِنا
فال جتحد آياته .
******************************
قضاء وقدر
ض َواَل فِي َأن ُف ِس ُك ْم ِإاَّل فِي كِتَ ٍ
اب ِّمن َق ْب ِل اَأْلر ِ ﴿ما َأص ِ ِ ٍ ِ
اب من ُّمصيبَة في ْ َ َ َ
جف القلمُ ُ ،رفعتِ الصحفُ ،قضي األمرُ ،كتبت املقادير ﴿ ،قُل َأن َّن ْب َر ََأها﴾ َّ ،
يكن لُِيخطِئك ،وما أخطأكَ مل ب اللّهُ لَنَا ﴾ ،ما أصابك مل ْ َّ ِ
لن يُص َيبنَا ِإالَّ َما َكتَ َ
يكنْ ِلُيصيِبك .
البلية ً
عطية إن هذه العقيدة إذا رسختْ يف نفسك وقرَّت يف ضمريِك صارتْ ُ
ب منه))
اهلل به خيراً ُيصِ ْ
وأومسة ((ومن ُيِردِ ُ
ً وكل الوقائع /جوائز
حة ُّ ،
واملحُْنة ِمْن ً
ِ ،
بيت ،
خسارة ماليةٍ ،أو احرتاقِ ٍ
ٍ موت ٍ
قريب ،أو مرض أو ِ فال يصيبُك قلقٌ من ٍ
واخلرية هللِ ،واألجرُ حصل
ُ حل ،واالختيارُ هكذا ،
فإنَّ الباري /قد قدَّر والقضاءُ /قد َّ
خذ ،املعطي ،ألهل املصائب صربهم ورضاهم عن الآ ِ ،والذنبُ ُكِّفر .هنيئاً ِ
َأل َع َّما َي ْف َع ُل َو ُه ْم يُ ْسَألُو َن ﴾ .
القابضِ ،الباسط ﴿ ،اَل يُ ْس ُ
وساوس صدِْرك حىت
ُ وتذهببالبل نفسِك ْ ، ولن هتدأ أعصابُك وتسكن ُ
حسرات ،ال
ٍ جف القلمُ مبا أنت ال ٍق فال تذهبْ ُ
نفسك تؤمن بالقضاءِ والقدرِ َّ ،
ومْنعُ
بَ ،أن ْينسكِ ُ
املاء ْ
س ِ وحب ُإيقاف اجلدار أن ينهار ْ ، ُ بوسعك
تظن أنه كان ِ ُّ
بصحيح على رغمي
ٍ وحفظ الزجاج أن ينكسر ،هذا ليس ُ الريحِ أن هتبُّ ،
وب ﴿ فَ َمن َشاء
وينُفذُ القضاءُ ،وحيُِّل املكت ُ
ورغمك ،وسوف يقعُ املقدورُْ ، /
َفل ُْيْؤ ِمن َو َمن َشاء َفلْيَ ْك ُف ْر ﴾ .
ْ
اعرتف خط والتذمُّ/ر والعويل ،
استسلمْ للقدر ْقبل أن تطوّق جبيش السُّ ْ
سيُل النَّدمِ ،إذاً فليهدأ بالُك إذا فعلت األسباب ،وبذلت/
بالقضاءِ ْقبل أن يدمهك ْ
احليل ،مث وقع ما كنت حتذرُ ،فهذا هو الذي /كان ينبغي أن يقع ،وال ُتقْل ((لو
ِ
اهلل وما شاء فعلْ)) .
أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ،ولكن قُْل :قدَّر ُ
***************************************
﴿ ِإ َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسراً ﴾
وبعدَ املرض
نوٌم ْ ،
هر ْ
وبعدَ السَّ ِ
الظمأ ريٌّ ْ ،
وبعدَ َّ
شبع ْ ،
يا إنسانُ بعد اجلوع ٌ
الظالم ﴿
ُ فك العاين ،وينقشعُ وي ُّ
الضال ُ ،
ُّ يصل الغائبُ ،ويهتدي عافية ،سوف ُ ٌ
ند ِه ﴾ . َفعسى اللّهُ َأن يْأتِي بِالْ َف ْت ِح َأو َأم ٍر ِّمن ِع ِ
ْ ْ ْ َ َ ََ
األودية ،
ِ وس اجلبال ،ومسارب يطاردُه على رؤِ ِ ُ بشَّر الليل بصبح صادق
بشِر املنكوب وملِح البصرِ ِّ ، سرعة الضَّْوِء ُ ،
فرج مفاجئ يصُِل يف ِ بشِّر املهمومَ ِب ٍ
وادعة .
ٍ وكف حانيةٍ ٍ خفي ،
بلطف ٍّ
ومتتد ،فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ إذا رأيت الصحراء /متتدُّ ُّ
الل.
الظِّ ِ
قطِع .
فاعلم أنه سوف َيْن ُ احلْبل يشتدُّ ويشتدُّ ْ ، إذا رأيت ِ
سكينة .
ٌ اخلوف ْأمٌن ،ومع الفََز ِ
ع ِ مع الدمعةِ /بسمةٌ ،ومع
الربانية َفَتحتْ َنِافذََة ﴿ َب ْرداً
الرعاية َّ
َ حترق إبراهيم ِ
اخلليل ،ألنَّ النارُ ال ُ
يم ﴾ . ِإ ِ
َو َساَل ماً َعلَى ْب َراه َ
ت القويَّ /الصادق َنَطَق بـ ﴿ َكاَّل الرْحَمِن ،ألنَّ الصَّْو َ ق كَِليمَ َّ البحرُ ال ُيْغِر ُ
ِإ َّن َم ِع َي َربِّي َسَي ْه ِدي ِـن ﴾ .
جل يف عُالهُ معنا ؛ فنزل األمُْن وحَدْه َّصاحُبه بأنه ْ
املعصومُ يف الغارِ /بشََّر ِ
والفتُح والسكينة .
القامتة ال َيرْوَن إلاَّ النََّكدَ والضِّ/يقَ
اء ظروفِِهمُ ِ إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ،وأرِّق َ
ب .أال ْفلَيُمدُّواحسْ ُ والتَّعاسةَ ،ألهنم ال ينظرون إلاَّ إىل جدار الغرفةِ وباب الدَّ/ارِ فَ َ
ب وليُْطِلُقوا أعنة أفكارِِهْم إىل ما وراء األسوار.ِ/ احلجُ ِ
أبصارَُهْم وراء ُ
وأفضل العبادِة انتظارُ الفرجِ ،
ُ احلال ،
حال دوامُ ِتضْق ذرعاً فمن ُامل ِإذاً فال ِ
كل يوم هوب ،والليايل ُحَباىل ،والغيبُ مستورٌ ،واحلكيمُ َّ ول ،والدهرُ ُقّل ٌ
األيامُ ُد ٌ
سِر
سراً ،إن مع العُ ْ
ث بعد ذلك أمراً ،وإن مع العُسِْر ُي ْ
حدِ ُولعل اهلل ُي ْ
شأن َّ ،
يف ٍ
ُيسْراً .
*******************************
اصنع من الليمون شراباً ً
حلوا
جيعل املصيبة
الرْعديُِد ُ
واجلاهل ِّ
ُ أرباح ،
الذكيُّ األريبُ /حيوُّل اخلسائر إىل ٍ
مصيبتني .
ِ
وبصره .
ُ مسع التاريخِدولة مألتْ ْ
املدينة ً
مكة فأقامَ يف ِ ُطِرَد الرسولُ من َ
ابن تيمية ُفأْخِرج
وحبس ُ بن َحْنَبَل وجلد ،فصار إمام السنة ُ ، ُسجن أمحدُ ُ
قعِر ْبئٍر معطلةٍ فأخرج عشرين جملداً يف ووضع السرخسيُّ يف ْ مجا ُ ،علما ً
من حبسهِ ً
وأنفع كتبِ
ف جامع األصول والنهاية من أشهرِ ِ الفِْقِه ،وأقعد ابن األثريِ فصنّ َ
وأصابت محى
ْ ابن اجلوزي من بغداد ،فجوَّد القراءاتِ السبعِ، / ونفي ُ احلديثِ ُ ،
املوت مالك بن الريبِ فأرسل للعاملني قصيدتهُ الرائعة الذائعة اليت تعدُِل دواوين ِ
فرثاهم بإلياذة أنْصت هلا الدهرُ
ْ أبناء أيب ذؤيب اهلذيلالعباسية ،ومات ُ
ِ شعراء الدولةِ
ِ
وذِهل منها اجلمهورُ ، /وصفَّق هلا التاريخُ . ُ ،
أحدهمْ كوب ق منها ،وإذا ناولك ُ املشر ِ
فانظر يف اجلانبِ ِ داهية ْ
إذا دامهتك ٌ
ثعبانا فخذْ جلَْدُه الثمني واتركْ
فأضف إليهِ ِحْفَنًة من ُسَّكر ،وإذا أهدى لك ً ْ ليمونٍ
ومناعة حصينة ضد ُسِّم احلياتِ .ٌ مصل ٍ
واق عقرب فاعلم أنه ٌ ٌ لدغتك
باقيه ،وإذا ْ
سى َأن
ويامسينا ﴿ َو َع َ
ً منه زهًْرا وورْداً
ظرفك القاسي ،لتخرج لنا ُ
ِ تكيف يف َّ
تَ ْك َر ُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم ﴾ .
متفائال ومتشائماً فأخرجا
ً شاعرين جميديِْن
سجنتْ فرنسا قبل ثورتِها العارمةِ ْ
نظرة يف النجومِ /فضحك .وأما املتفائل فنظر ٌ
ُ نافذة السجنِ .فأما
رأسيهما من ِ ْ
للمأساة ،
ِ انظر إىل الوجه الآخر الطني يف الشارعِ اجملاور فبكىْ .
املتشائمٌ فنظر إىل ِ
ومْكسبٌ وفَْتٌح وأْجٌر . خري َ
احملض ليس موجوداً ؛ بل هناك ٌ ألن الشرَّ ْ
***************************************
**
ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ ﴾
يب ال ُْم ْج﴿ ََّأمن ي ِ
ُ ُ
املنكوب ،وتصمدُ /إليه
ً املكروب ،ويستغيثُ به
ُ زع إليه
من الذي ْيف ُ
األلس ُن وتَُؤ لُِّهُه القلوب ؟ إنه اهللُ ال
وتلهج بذكِِره ُُ املخلوقات ،
ُ الكائناتُ ،وتسألهُ
إله إالَّ هو.
ُ
ونفزع راء ،
راء والضَِّ /
خاء والسَّ ِ ندعوه يف الشدةِ والرَّ ِ
ُ علي وعليك أنوحقٌ َّ
عتبات بابهِ سائلني باكني
ِ الكربات وننطرحُ على
ِ ونتوسُل إليه يف
ّ إليه يف ُاملِلَّماتِ
حُه ﴿ويحَُّل فتْ ُ
فرجُه َرع ُويسْ ٌعوُنه ُ ، ويصُل ْ
ضارعني منيبني ،حينها يأيت مددُْه ِ
ُ
وينصر ويرد الغائب ويعايف املبتليضطََّر ِإ َذا َد َعاهُ﴾ فينجي الغريق ُّ يب ال ُْم ْ ِ
ََّأمن يُج ُ
ويفرجُ عن املكروبِ ﴿ فَِإ ذَا َركِبُوا فِي ويهدِي الضالَّ ويشفي املريض ّ املظلوم ْ
ِِ ِ
ِّين ﴾ . الْ ُفلْك َد َع ُوا اللَّهَ ُم ْخلص َ
ين لَهُ الد َ
واحلزن والكربِ ،ولكن ِ ولن أْسُرد عليك هنا أدعية ِ
إزاحة اهلمِ والغمِ/
وتناديه وتدعوهُ
ِ حيلك إىل ُكُتبِ السَُّّنِة لتتعلم شريف اخلطابِ معه ؛ فتناجيهِ ُأ ُ
كل شيء ، شيء ،وإن فقدت اإلميان به فقدت َّ كل ٍ وجدت َّ وجدتهُ ْ
وترجوه ،فإن ْ
املطلوب ،وإن
ِ وطاعة عظمى ثانيةٌ فوق حصولِ ٌ إن دعاءك ربَّك عبادةٌ أخرى ،
تتصرم إالَّ حبلُه
يغتم وال يقلق كل احلبال ّ يهتم وال َّ
حري أن ال َّ فن الدعاءِ ٌّ عبداً جييدُ َّ
يأم ُرك- ِ
األبواب توصدُ إالَّ ُ
قريب مسيعٌ جميبٌ ،جييب املضطرَّ إذا دعاه ُ
بابه وهو ٌ ُّ
كل
وأنت الفقريُ الضعيفُ احملتاجُ ،وهو الغينُّ القويُّ الواحدُ /املاجدُ -بأن تدعوه ﴿
ت بك اخلطوبُ فالْ ْ
هج ب لَ ُك ْم ﴾ إذا نزلتْ بك النوازلُ ،وألَ ََََّم ْ ا ْدعُونِي ْ ِ
َأستَج ْ
ِ
لتقديس غ اجلبنيمر ِ
حه ونصَْرُه ِّ ، واسأله ْفت ُ
مدده ْ واهتف بامسِِه ،واطلبْ ُْ بذكرِِه ،
عبوديتِه لتحوز ِوسام النجاةِ
ِ احلريِة ،وأرغم األنْف يف طني امسِِه ،لتحصل على تاج َّ
أحل
طلبِه ،بالغْ يف سؤالِِه َّ ،
أكثر من ِ أطلق لسانك ْ ، كْ ، مد يديْك ،ارفع /كفَّْي ََّ ،
ظنك فيه ،انقطعْ أحسن َّ
ْ بامسِه ،حه ،أش ُْد ِانتظر لُْطُفه ،ترقبْ ْفت ُ
عليه ،الزْم بابهُ ْ ،
وتْفِلَح .
تبتْل إليه تبتيلاً حىت تسعد ُ
إليه َّ ،
**************************************
وليسعك بيتك
وأهلِه ،والفارغني َواللاهني والفوضويني ، العُْزُلة الشرعيَُّة السنيَُّة :بُْعُدك عن الشرِّ ِ
احلكم ، ويرتاح خاطرُك ،وجيودُ ذهنُك ِبدُررِ ِ ُ مشلك ،ويهدأ بالُك ، فيجتمعُ عليك ُ
ك يف بستانِ ا ملعارفِ. طرف َويسرحُ ُ
ِ
القلوب عزيز جرٌَّبه أط ُ
باء والطاعة دواءٌ ٌِ يشغل عن ِ
اخلري كل ما ُ إن العزلة عن ِّ
تلقيح
غو وعن الدمهاءِ ٌ عليه ،يف العزلةِ عن الشرِّ واللّ ِ
جناح ،وأنا ُّأدلك ِ فنجح أَّيما ٍ
واحتفال مبولدِ اإلنابةِ والتذكرِ ،وإمنا كان
ٌ اخلشية ،
ِ وإقامة لناموسِ
ٌ للفِْكر ،
واجلمَِع وجمالسِ العِْلمِ والتعاونِ/
واالختالط املمدوحُ /يف الصلواتِ ُ ُ االجتماعُ احملمودُ
بك على
اهرب جبلدِك ،ا ِْ البطالة والعطالةِ فحذار ِ/حذارِ ،
ِ اخليِر ،أما جمالسُ
على ْ
وأمسك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ،االختالط اهلمجي /حرب ْ خطيئتك ،
ُ
جتالس شعواء على النفس ،وهتديد خطري لدنيا األمنِ واالستقرارِ يف نفسك ،ألنك
أساطني الشائعاتِ ،وأبطال األراجيفِ ،وأساتذة التبشري بالفنت والكوارث واحملن،
املوت ﴿ لَ ْو َخ َر ُجواْ فِي ُكم َّما
مرات قبل أن يصلك ُ
يوم َسْبعَ ٍ
كل ٍ حىت متوت َّ
ادو ُك ْم ِإالَّ َخبَاالً﴾ .
َز ُ
غرفتك إلاَّ من قولِ خريٍ
شانك واالنزواءُ /يف ِ
إذاً فرجائي الوحيدُ إقبالك على ِ
وعمرك من
الضياع ُ ،
ٍ وقتك منخري ،حينها جتدُ قلبك عاد إليك ،فسلمَ ُ
فعل ٍأو ِ
اإلهدار ، ِ/ولسانُك من الغيبةِ ،وقلبُك من القلقِ ،وأذنُك من اخلنا ونفسُك من ِ
سوء
ف ،ومن أركب نفسه مطايا األوهامِ ،واسرتسل مع العوامِ/جرب َعَر َ الظن ،ومن َّ
ِ
فقل عليه السالمُ .
ْ
*************************************
العوض من اهلل
ت ((منْ
واحَتسَْب َ
ت ْ ال يسلبك اهلل شيئا إالَّ َّ
عوضك خرياً منه ،إذا صربْ َ
صفيُه من
سلبت َّ
ُ ضته منهما الجنة)) يعين عينيه ((من
عو ُ
أخذت حبيبتيه فصبر َّ
ُ
ت احلمدِ
ضُتهُ من الجنَّة)) من فقد ابنه وصرب ُبني له َبْي ُ
عو ْ
أهل الدنيا ثم احتسب َّ
جمرد مثال .
س على هذا املنوالِ فإن هذا ُ اخلْلدِ ،وقِ ْ
يف ُ
وأجر
وعوضٌ ٌ وثواب ِ
ٌ تأسف على مصيبة فان الذي قدّرها عنده جنةٌ ْ فال
عظيمٌ .
س ﴿ َسالَ ٌم َعلَْي ُكم بِ َما
دو ِينوُه هبم يف الفِْر ْ إن أولياء اهلل املصابني املبتلني ِّ
الدا ِر ﴾ . صَب ْرتُ ْم فَنِ ْع َم عُ ْقبَى َّ
َ
اخلير ﴿ ُأولَـِئ َ
ك املصيبة ويف ثواهبا ويف خلفها ِّ ِ وحق علينا أن ننظر يف ِعوض
هنيئا للمصابني ، ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن ﴾ ً ات ِّمن َّربِّ ِه ْم َو َر ْح َمةٌ َوُأولَـِئ َ َعلَْي ِه ْم َ
صلَ َو ٌ
بشرى للمنكوبني.
خري وأبقى فمن ُأصيب هنا خرة ٌ
حقري ،والآ ُ
وكنزها ٌ إن ُعْمر الدنيا قصريٌ ُ
كُوفِئ هناك ،ومن تعب هنا ارتاح هناك ،أما املتعلقون بالدُّنيا العاشقون هلا
وتنغيص راحتهم فيها
ُ الراكنون /إليها ،فأشدَّ ما على قلوهبم فوت حظوظُهم منها
عندهم النكباتُ ؛ ألهنمُْ املصائب وتكربُ
ُ ُ
عليهم تعظمً
ألهنم يريدوهنا وحدها فلذلك ُ
ينظرون حتت أقدامِهم فال يرون إلاَّ الدُّنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
وأنتم الراحبون ، /فقد بعث لكمْ برسالةٍ بنيأيها املصابون ما فات شيءٌ ُ
املصاب الذي /ضرب عليه ِ سن اختيار .إن علىوح ُ ف وثوابٌ ُ ف وعطْ ٌ أسطرها ُلْط ٌ
ض ِرب بيَنهمـ بِسو ٍر لَّه باب ب ِ
اطنُهُ فِ ِيه سرادقُ املصيبة أن ينظر لريى أن النتيجة ﴿فَ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ٌ َ
ُّ
وأجل وأمرأ
خري وأبقى وأهنأ ُ اهلل ٌ
اب﴾ ،وما عند ِ ِ ِ ِ ِِ
الر ْح َمةُ َوظَاه ُرهُ من قبَله ال َْع َذ ُ
َّ
وأعلى .
**************************************
اإليمان هو الحياة
اإلميان ،ومن ِ/
رصيد ِ هم املفلسون من كنو ِز بكل معاين الشقاءِ ُ األشقياءُ ِّ
ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ ٍ ٍ ٍ ني ،فهم أبداً يف ٍ اليق ِ
وغضب ومهانة وذلَّة ﴿ َو َم ْن َأ ْع َر َ تعاسة ْ
ضنكاً ﴾ . شةً َ َم ِعي َ
غمها ومهّها وقلقها إالَّ ويذهب َّ ُ ويفرحها
ُ ويطهرها
ُ سعد النفس ويز ّكيها ال يُ ُ
ِ
باإلميان . ِ
للحياة أصالً إالَّ رب العاملني ،ال طعم اإلميا ُن باهلل ِّ
ينتحروا لريحيُوا /أنفسهم /من هذه ِ َّ
إن الطريقة املثلى للمالحدة إن مل يؤمنوا أن ُ
ِ ِ ِ ِ
من
من حياة تاعسة بال إميان ،يا هلا ْ اآلصا ِر واألغالل والظلمات والدواهي ، /يا هلا ْ
ب َأفِْئ َدَت ُه ْـم لعنة ٍ ٍ
حاقت باخلارجني على منهج اهلل يف األرضَ ﴿ /و ُن َقلِّ ُ ْ أبدية
ص َار ُه ْم َك َما لَ ْم ُيْؤ ِمنُواْ بِ ِه ََّأو َل َم َّر ٍة َونَ َذ ُر ُه ْم فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم َي ْع َم ُهو َن ﴾ وقد آن
َوَأبْ َ
بأن ال إله إال اهلل ْبع َد ِ
اإلميان َّ كل
كل القناعة ،وأن يؤمن َّ األوا ُن للعا ِمل أن يقتنع َّ
توصل بعدها الع ْق ُل إىل أن الصنم /خرافةٌ والكفر رون غابر ٍة َّ شاقة عبر قُ ٍ طويلة ٍ جتربة ٍ ٍ
َْ
احلمد وهو امللك ولهُ ُ حق له ُ الر ُس َل صادقون ،وأ ّن اهلل ٌّ لعنةٌ ،واإلحلاد كِ ْذبةٌ وأ ّن ُّ
قدير .
كل شيء ٌ على ِّ
وبقد ِر إميانِك قوةً وضعفاً ،حرارةً وبرودةً ،تكون سعادتُك وراحتُك
وطمأنينتُك .
صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍر َْأو ُأنثَى َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيَِينَّهُ َحيَاةً طَيِّبَةً﴿ َم ْن َع ِم َل َ
استقرار
ُ س ِن َما َكانُواْ َي ْع َملُو َن ﴾ وهذه احلياةُ الطيبةُ هي َأج َر ُهم بِ ْ
َأح َ َّه ْم ْ َولَنَ ْج ِز َين ُ
حبب باريهم ،وطهارةُ ضمائ ِرهم من وثبات قلوهِب م ِّ ِ
موعود رهِّب م ، نفوسهم حَلُ ْس ِن ِ
ُ
ِ
القضاء احلوادث ،وسكينةُ قلوهِب م عن ْد وقْ ِع ِ وبرود أعصاهِبِم أمام ِ
االحنراف ، أوضا ِر
ُ
ومبحم ٍد نبياً َّ باهلل ربّاً وباإلسالم ديِناً ، ،ورضاهم /يف مواطن القدر ، /ألهنم /رضوا ِ
ُ
ورسوالً .
*************************************
اج ِن العسل وال تكس ِر الخليَّة
ٍ ٍ
الرفق ما كان يف شيء إالَّ زانهُ ،وما نُزع من شيء إالَّ شانُه ُ ،
اللني يف ُ
اخلطاب ،البسمةُ الرائقةُ على احمليا ،الكلمةُ الطيبةُ عند ِ
اللقاء ،هذه ُحلُ ٌل منسوجةٌ
وتصنع طيِّباً ،وإذا تأكل طيِّباً كالنحلة ِ
ن يرتديها السعداء ،وهي صفات ِ
املؤم
ُ ُ ُ ُ
الرفق ما ال يعطي على ِ
العنف . ألن اهلل يعطي على ِ تكسرها ؛ َّ ٍ
وقعت على زهرة ال ُ ْ
وتشخص إىل طلعاهِت ُم األبصا ُر ،
ُ األعناق ،
ُ ب ِ
لقدوم ِه ُم الناس من ت ْشَرِئ ُّ
إن من ِ َّ
ح ،ألهنم /حمبون يف كالم ِهم ،يف أخذهم وعطاِئهم عه ُم األروا ُ
وحتييهم األفئدةُ وتشيّ ُ
ُ
ِ
ووداع ِهم. / ،يف بيع ِهم وشراِئهم ،يف لقاِئهم
فهم حمفوفون دائماً ِ
األبرار ْ ،
ُ جييدهُ النبالءُ
مدروس ُ ٌ فن
األصدقاء ٌّ إن اكتساب
فالسؤال والدعاءُ .ُ واألنس ،وإن غابوا الناس ،إ ْن حضروا فالبِ ْش ُر هبالة من ِ وأبداً ٍ
ُ
ِ ٍ ِ
س ُن فَِإ ذَا هلم دستور أخالق عنوانُه ﴿ :ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي ْ
َأح َ إن هؤالء السعداءْ / َّ
ك وبينَهُ َع َداوةٌ َكَأنَّهُ ولِ ٌّي ح ِميم ﴾ فهم ميتصون األحقاد ِ
بعاطفتِ ِه ُم ِ
ْ َ َ ٌ َ الَّذي َب ْينَ َ َ َ ْ
الربيء ،يتناسون اإلساءة وحيفظون ِ وحلم ِه ُم الدافِئ ،وص ْف ِحهم/ اشة ِ ، اجلي ِ
ّ
تذهب بعيداً هناك إىل غ ِري ُ تلج آذاهنم ، /بل الكلمات النابيةُ فال ُ ُ هبم
اإلحسان ،متُُّر ُ
عة .هم يف ٍ رج ٍ
المسلم
ُ منهم يف أم ٍن ،واملسلمون ُ
منهم يف سالم (( والناس ُ ُ راحة ، ْ ْ
الناس على دماِئهم ِ من سلِم المسلمو ُن من لِسانِِه ويَ ِد ِه ،
والمؤمن من أمنَهُ ُ ُ
عمنـ ظلمني وأن من قطعني وأن أ ْع ُف َو َّ ِ
وأموالهمـ )) (( إن اهلل أمرني أ ْن أصل ْ
بش ْر هؤالء َّاس ﴾ ّين َع ِن الن ِ ِ ِِ ُأعطي من ِ
ظ َوال َْعاف َ ين الْغَْي َحر َمني )) ﴿ َوالْ َكاظم َ ْ َ
ِ
واهلدوء . ِ
والسكينة ِ
الطمأنينة بثواب ٍ
عاجل من ٍ
رب غفو ٍر يف ٍ
جنات و َن َه ٍر ﴿ فِي أخروي كب ٍري يف جوا ِر ٍّ ٍّ وبشرهم ٍ
بثواب
يك ُّم ْقتَ ِد ٍر ﴾ . ص ْد ٍق ِعن َد ملِ ٍ م ْقع ِد ِ
َ َ َ
**********************************
ِ ِئ ِ
﴿ َأالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْم ُّن الْ ُقلُ ُ
وب ﴾
والرائد
ُ ِ
القلوب ،والتجربةُ برها ٌن ، الصدق حبيب ِ
اهلل ،والصراحةُ صابو ُن ُ
ُ
وأعظم لألج ِر كالذكر﴿ /
ُ أشرح للصد ِرُ عمل
يكذب أهله ،ومل يوج ْد ٌ ُ ال
أرض ِه ،من ملْ يدخ ْلها مل يدخل فَاذْ ُكرونِي َأذْ ُكر ُكم ﴾ وذكره سبحانه جنَّتُه يف ِ
ُ ُ ُُ ْ ْ ُ
ميسٌر هِب هِب هِب ِ
طريق ّ
بل هو ٌ جنة اآلخرة ،وهو إنقاذٌ للنفس من أوصا ا وأتعا ا واضطرا اْ ، /
ب مع فوائد الذك ِر َ ،
وجِّر ْ طالع دواوين الوحي لرتى َ/ وفالح ْ .
ٍ كل فو ٍز
خمتصر إىل ِّ
ٌ
لتنال الشفاءَ . ِ
األيام ب ْلسمهُ َ
زاح ِ ِ
واهلم واحلزن .بذكره تُ ُ اخلوف وال َفَز ِع ِّ ب
تنقشع ُس ُح ُ
ُ بذكره سبحانهُ
ب والغ ِ/م واألسى . جبال ال َكر ِ
ُ ْ
بالع َج َ
األصيل ،لكن َ ُ األصل
ُ عجب أ ْن يرتاح الذاكرون ،فهذا هو َ وال
َأحيَاء َو َما يَ ْشعُ ُرو َن َأيَّا َن يعيش الغافلون عن ذكِ ِر ِه ﴿ َْأم ٌ
وات غَْي ُر ْ جاب كيف ُ العُ َ
ُي ْب َعثُو َن ﴾ .
ِ
ورمتهُ
احلوادث ْ ، وتفجع من
من شكى األرق ،وبكى من األمل َّ ، يا ْ
اهتف بامسه املقدس َ ﴿ ،ه ْل َت ْعلَ ُم لَهُ َس ِميّاً ﴾ . اخلطوب ،هيا ْ ُ
يرتاح
تسعد ن ْف ُسك ُ ، خاطرك ،يهدُأ قلبُك ُ ، ط ُ بقد ِر إكثارك من ذك ِره ينبس ُ
ِ
واالعتماد عليه التوكل عليه ِ ،
والثقة به ِ جل يف عُاله معاينضمريك ،ألن يف ذكره َّ
قريب إذا ُد ِعي ، الفرج منُه ،فهو ٌ الظن فيه ،وانتظار ِ والرجوع إليه ،وحس ِن ِّ ِ ،
ور ِّد ِد امسهُ الطيب َ ، واخشع
ْ واخضع
ْ فاضرع
ْ ، ئل س
ٌ ُ َ إذا جميب ، ي مسيع إذا نُ ِ
ود ٌ
املبارك على لسانِك توحيداً وثناءً ومدحاً ودعاءً وسؤاالً واستغفاراً ،وسوف ُ
جتد
اب – حبولِِه وقوتِِ
اه ُم اللّهُ َث َو َ واحلبور ﴿ فَآتَ ُ
َ /
ر والنو /روالسرو واألمن
َ السعادة – ه
اب ِ
اآلخ َر ِة ﴾ . الد ْنيَا َو ُح ْس َن َث َو ِ
ُّ
*****************************
اه ُم اللّهُ ِمن فَ ْ
ضلِ ِه ﴾ َّاس َعلَى َما آتَ ُ
س ُدو َن الن َ
﴿ َْأم يَ ْح ُ
يعيث يف
مزمن ُ العظم خنْراً َّ ، كاألكلة امللِح ِ
ِ
مرض ٌ إن احلسد ٌ َ تنخر
ُ ة َ احلسد
َ
وعدو يف
ثوب مظلوم ٌّ ، اجلسم فساداً ،وقد قيل :ال راحة حلسود فهو ظامل يف ِ
ٌ
فقتلَهَ . ِ ِ باب ٍ ِج ْل ِ
بصاحبه َ أع َدلَ ْه ،بدأ
در احلسد ما ْ
صديق .وقد قالوا :هلل ُّ
احلسد رمحةً يب وبك ،قبل أ ْن نرحم اآلخرين ؛ ِ إنين أهنى نفسي ونفسك عن
ونوزعُ نوم جفوننا على الغم دماءَنا ِّ ،اهلم حلومنا ،ونسقي َّ نطعم َّ ِ
هلم ُ ألننا حبسدنا ْ
اآلخرين .
احلاضر
ُ واهلم
والكدر ُُّ التنغيص
ُ يقتحم فيه .
ُ إن احلاسد يُ ْشعِ ُل فرناً ساخناً مث َّ
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
احلسد لتقضي على الراحة واحلياة الطيبة اجلميلة .بليَّةُ احلاسد أنهُ ُ أمراض يولّدهاٌ
َّرع ،وخالف خاصم القضاءَ ،واهتم الباري /يف الع ْد ِل ،وأساء األدب مع الش ْ َ
هج .
صاحب املْن ِ
َ
ثاب عليه املْبَتلَى به عليه صاحبه ،ومن ٍ
بالء ال ُي مرض ال يؤجر ِ يا للحسد من ٍ
ُ ُ ُ ُ ُ
الناس عنهم . عم ِ دائمة حىت ميوت أو ت ْذه ِ حرقة ٍ احلاسد يف ٍ
بن ُ َ َ ُ ،وسوف يبقى هذا
مواهبِك ،اهلل وتتنازل عن ِ كلٌّ يصاحل إالَّ احلاسد فالصلح معه أن تتخلّى عن نع ٍم ِ
ُ ُ ُ
مضض ،نعوذُ ٍ و ُت ْلغِي خصاِئصك ،ومناقِبك ،فإن فعلت ذلك فلَ َعلَّهُ يرضى على
السام ال يقر قراره حىت ِ
األسود َّ ِ
كالثعبان يصبح فإنه ، د
ْ حس إذا حاسد شر
ِّ من ِ
باهلل
ُ
غ مسَّه يف جسم ٍ
بريء . يُف ِر َ ُ
ِ
باملرصاد . احلاس ِد فإنه لك
باهلل من ِفأهناك أهناك عن احلسد واستعذ ِ
***********************************
ِ
اقبل الحياة كما هي
الصالة ..الصالة
الصالَ ِة ﴾ استَ ِعينُواْ بِ َّ
الص ْب ِر َو َّ آمنُواْ ْ
َ َينذ﴿ يا َُّأيها الَّ ِ
َ َ
فقم حاالً إىل اهلم بتالبيبك ْ ، وطوقك احلز ُن ،وأخذ ُّ ف َّ إذا دامهك اخلَْو ُ
بأذن ِ
اهلل وتطمئن نفسك ،إن الصالة كفيلةٌ – ِ َّ ، ك روح لك ب تث ، ِ
الصالة
ُ ُ ْ ُ
ِ
االكتئاب . فلول ِ
ومطاردة ِ ِ
والغموم ، ِ
األحزان ِ
مستعمرات باجتياح
ِ
فكانت ُقَّر َة عينِ ِه بالل )) ِ
بالصالة يا ُ أمر قال (( :أرحنا
ْ كان إذا حزبَهُ ٌ
وسعادتهُ وهبجتَهُ .
َّرت يف ِ ٍ ٍ
الضوائق ،وكش ْ
ُ ضاقت هبم
ْ/ كانت إذا
طالعت سريُ قوم أفذاذ ْ ُ وقد
واه ْم وإراداهُت م ومِه َ ُم ُه ْم .فتعود هلم قُ ُ
ٍ ٍ
اخلطوب ،فزعوا إىل صالة خاشعة ُ ، ُ وجوههم
ُ
اجلماجم، تتطاير يوم ، ِ
الرعب ودى يف ِ
ساعة َّ تاخلوف فُ ِرضت لِ
ِ إ ّن صالة
ُ ُ ُ ْ
ٍ
سكينة صالةٌ وأجل
ُّ السيوف ،فإذا أعظم ٍ
تثبيت ِ ِ
شفرات النفوس على وتسيل
ُ ُ ُ
خاشعةٌ .
املسجد ،ِ ف على يتعر َ إن على ِ َّ
األمراض النفسيةُ أن ُّ اجليل الذي /عصفت به
ب ،وإالَّ العذاب ِ
الواص ِ ِ غ جبينَهُ لُِي ْر ِضي ربَّه َّأوالً ،ولينقذ نفسهُ من هذا مير َ
وأن ّ
ِ َّ
حيطم أعصابهُ ،وليس لديه طاقةٌ مت ّدهُ حيرق ج ْفنهُ ،واحلزن سوف ُ فإن الدمع سوف ُ
ِ
بالسكينة واألم ِن إال الصالةُ .
يوم ٍ
وليلة هذه الصلوات اخلمس كل ٍ من أعظ ِم النع ِ/م – لو كنّا نعقل – ِ
ُ ْ ُ َّ ُ
ِ ِ
عظيم ملآسينا ،ودواءٌ ناج ٌع
عالج ٌ كفارةٌ لذنوبِنا ،رفعةٌ لدرجاتنا عند ربِّنا ،مث هي ٌ
تسكب يف ضمائ ِرنا مقادير زاكيةً من اليقني ،ومتُأل جواحننا ِّ
بالرضا أما ِ
ألمراضنا ،
ُ
نكد ،ومن ٍ
حزن إىل نكد إىل ٍأولئك الذين جانبوا املسجد ،وتركوا الصالة ،فمن ٍ
ْ
ٍ ٍ ٍ
حزن ،ومن شقاء إىل شقاء ﴿ َفَت ْعساً لَّ ُه ْم َو َ
َأض َّل َأ ْع َمالَ ُه ْم ﴾ .
*****************************
وقفــة
واهلم
ب ِّ ادق .فإنهُ لِ ِ
كشف ال ُكر ِ احلار الص ِ ِ
َ وإياك هبذا الدعاء ِّ ّحنن َ هنتف ُهيَّا ْ
ِ
العظيم ،ال ِ
العرش رب
العظيم الحليم ،ال إله إال اهللُ ُّ ِ
ُ واحلزن (( :ال إلهَ إال اهللُ
قيوم ال ِ ِ ِ ِ
حي يا ُالكريم ،يا ٌّ العرش ورب
األرض ُّ ورب
السموات ُّ رب
إله إال اهللُ ُّ
أستغيث )) .
ُ أنت برحمتك إله إال َ
وأصلح لي طرفَةَ َع ْي ِن ، ِ
ْ رحمتك أرجو ،فال تكلْني إلى نفسي ْ
َ اللهم
(( َّ
شأني كلَّه ،ال إله إال َ
أنت )) . َ
وأتوب إليه )) .
َ القيوم
َ الحي
استغفر اهلل الذي ال إله إال هو َّ
ُ ((
كنت من الظالمين )) . ((ال إله إال أنت سبحانك إني ُ
في
ماض َّبيدك ٍ ،عبدك ،ابن أمتِك ،ناصيتي ِ اللهم إني عب ُد ًك ،ابن ِ
(( َّ
ُ ُ
سميت به نفسك ،أو اسم هو لك َّبكل ٍفي قضاُؤ ك ،أسألك ِّ ك ،ع ْد ٌل َّحكم َ
ُ
علم ِ
الغيب كتابك ،أو علَّمتهُ أحداً من خلقك ،أو استأثرت به في ِ َ أنزلتهُ في
همي ،وجالء
عندك ،أ ْن تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور صدري ،وذهاب ِّ
َ
حزني )) .
س ِل ،والبُ ْخ ِل ِ
والع ْجز وال َك َ
الهم والحزن َ ،
اللهم إني أعوذُ بك من ِّ (( َّ
الر ِ
جال )) . ِ
وغلبة ِّ والج ْب ِن ،وضل ِع الديْ ِن
ُ
الوكيل )) .
ُ (( حسبنا اهللُ ونعم
************************************
ابتسم
ْ
فرح ِ
لألحزان ،وله قوةٌ عجيبةٌ يف ِ ومره ٌم ِ الض ِ
املعتدل ب ْل َس ٌم للهموم َ
ُ ك
َّح ُ
ب ،حىت قال أبو الدرداء – /رضي اهللُ عنه : -إين ألضحك الروح ،وج ِ
ذل الق ْل ِ ِ
َ
يضحك أحياناً حىت تبدو نواج ُذه ،
ُ أكرم الناس
حىت يكو َن إمجاماً لقليب .وكان ُ
النفس ودواِئها .
بداء ِ البصراء ِ
ِ ِ
العقالء ضحك وهذا
ُ
ضحك بال
ٌ ِ
االنبساط .ولكنه ِ
الراحة وهنايةُ االنشراح وقِ َّمةُ
ِ والضحك ِذروةُ
التوسط/
القلب )) .ولكنه ُّ ِ ٍ
إسراف (( :ال تُكث ِر الضحك َّ ،
يت َ فإن كثرةَ الضحك مُت ُ
احكاً ِّمن َق ْولِ َها ﴾ .ومن ضِ س َم َ وجه أخيك صدقةٌ )) َ ﴿ ،فتَبَ َّ وتبسمك يف ُِّ (( :
ض َح ُكو َن ﴾ . آمنُواْ ِم َن الْ ُك َّفا ِر يَ ْين َ
َّ ِ
الضحك ﴿ :فَالَْي ْو َم الذ َ
ُ أهل ِ
اجلنة نعي ِم ِ
ِ
وجودة سعة ِ
النفس الس ِّن ،وجتعلُه دليالً على ِ ضحوك ِّ متدح ِ
َ العرب ُ
ُ وكانت
ونداوة اخلاط ِر .ِ وكرم السجايا ، وسخاوة الطب ِع ِ ،
ِ الكف ،
ِّ
وقال زهريٌ يف (( َه ِرم )) :
َ
ِ تراهُ إذا ما جئتَهُ متهلِّالً
كأنك تعطيه الذي /أنت سائلهُ
َ
ِ/
العقائد والعبادات ِ
واالعتدال يف ِ
الوسطية ين على
اإلسالم بُ َ
َ واحلقيقةُ َّ
أن
خميف قامتٌ ،وال قهقهةٌ مستمرةٌ عابثةٌ لكنه ٌّ
جد عبوس ٌ ِ ِ
واألخالق والسلوك ،فال ٌ
روح ٍ
واثقة . وخفةُ ٍ وقور َّ ،
ٌ
يقول أبو متام :
املتأم ِل
كوكب ُِّ املؤم ِل
صبح ُِّ علي إنهُ
نفسي فداءُ أيب ِّ
ويهزل عيش من مل ِ
يهزل ُ ُ ينضو
ُ جيم اجل ّد أحياناً وق ْدفَ ِكهٌ ُّ
وتعك ِر ِ
وغليان اخلاط ِر ُّ ، تذم ِر ِ
النفس ، الوجه والعبوس عالمةٌ على ُّ إن انقباض ِ
َ
س َر ﴾ . س َوبَ َ
املزاج ﴿ثُ َّم َعبَ َ
ِ
ٍ
بوجه طلْق » . * « ولو أن تلقى أخاك
ض الخاط ِر » (( :ليس املبتسمون للحياة َ
أسعد يقول أمحد أمني يف « ْفي ِ ُ
ِ
للمسؤولية ، وأكثر احتماالً أقدر على ِ ِِ
العمل ُ ، بل هم كذلك ُ حاالً ألنفسه ْم فقط ْ ،
ِ ِ ِ
الشدائد ومعاجلة الصعاب ،واإلتيان بعظائ ِم األمو ِ/ر اليت ُ
تنفعه ْم ِ/ ِ
ملواجهة وأصلح
ُ
وتنفع الناس .ُ
راضية ٍ
بامسة ، ٍ منصب خط ٍري ،وبني ٍ
نفس ٍ مال كث ٍري أو ت بني ٍ لو ُخرِّي ُ
كل
النفس ؟! وما ُّانقباض ِِ املنصب مع
ُ ِ
العبوس ؟! وما املال مع
الخرتت الثانيةَ ،فما ُ ُ
مجال
حبيب؟! وما ُ احلياة إذا كان صاحبُه ضيِّقاً حرجاً كأنه عائ ٌد من جنازة ٍ ما يف ِ
ألف مر ٍة – زوجةٌ مل تبل ْغ وقلبت بيتها جحيماً ؟! خلريٌ منها – َ ْ عبست
ْ الزوجة إذا
وجعلت بيتها جنَّةً .ْ ِ
اجلمال مبلغها يف
ِ
اإلنسان من كانت منبعثةً مما يعرتي طبيعة وال قيمةَ للبسمةَ الظاهر ِة إال إذا ْ
والنجوم والطيو ُر شذوذ ،فالزهر ِ
ُ والغابات بامسةٌ ،والبحا ُر واألهنا ُر والسماءُ ُ باس ٌم ُ
ٍ
وأنانية وشر
يعرض له من طم ٍع ٍّ كلُّها بامسةٌ .وكان اإلنسا ُن ِ
بطبعه بامساً لوال ما
ُ
اجل هذا ال ومن ِ ِ ِ ِ
جتعلُهُ عابساً ،فكان بذلك نشازاً يف نغمات الطبيعة املنسجعة ْ ،
إنسان يرىفكل ٍ نفسه ،وال يرى احلقيقةَ من تدنَّس قلبُه ُّ ، عبست ُ ْ يرى اجلمال من
والفكر نظيفاً العمل طيباً ِ ِ ِ
ُ الدنيا من خالل عمله وف ْكره وبواعثه ،فإذا كان ُ
منظاره الذي /يرى به الدنيا /نقياً ،فرأى الدنيا /مجيلةً كما والبواعث طاهرةً ،كان ُ ُ
كل شيء أسود مغبشاً. زجاجه ،فرأى َّ ُ واسود
َّ منظاره،
ش ُ لقت ،وإالَّ تغبَّ َ ُخ ْ
ونفوس تستطيع أن ٌ كل شيء شقاًء ، تستطيع أن تصنع من ِّ ُ نفوس
هناك ٌ
تقع عينُها إال على اخلطأ ، شيء سعاد ًة ،هناك املرأةُ يف ِ/ تصنع من كل ٍ
البيت ال ُ ِّ
الطعام زاد الطاهي يف ِم ْل ِحه ،أو ألن طبقاً ُك ِسر ،وألن نوعاً من ِ أسود َّ ، فاليوم ُ ُ
السباب إىل وتسب ،ويتعدَّى فتهيج ِ ِ ٍ
ُ ُّ عثرت على قطعة من الورق يف احلجرة ُ ، ألهنا ْ
نفسه وعلى البيت ،وإذا هو شعلةٌ من نا ِر ،وهناك رجل ينغِّص على ِ من يف ِ/
ٌ ُ كل ْ ِّ
يؤوهلا تأويالً سيِّئاً ،أو ِمن ٍ ِ
حدث له ، عمل تاف ٍه َ ْ كلمة يسمعُها أو ِّ من حوله ِ ،من ٍ
َْ
حيدث ،أو حنو ينتظره فلم ُ كان ح
ٍ ب من ِ
ر أو ، ره حدث منه ،أو من ِرب ٍح ِ
خس أو َ
ُ ْ ْ ُ ْ
من حوله .هؤالء يسو ُدها على ْ ذلك ،فإذا الدنيا كلُّها سوداءُ يف نظ ِره ،مث هو ِّ
الشر ،فيجعلون من احلبَّ ِة ُقبَّةً ،ومن البذر ِة /شجرةً ، ِ
املبالغة يف ِّ عندهم قدرةٌ على ْ
عندهم قدرةٌ على اخل ِري ،فال يفرحون مبا ُأوتوا ولو كثرياً ، /وال ينعمون مبا ْ وليس
نالوا ولو عظيماً .
لإلنسان أن جَيِ َّد يف وض ِع األزها ِ/ر والرياح ِ ِ
ني وفن يُتَعلَّ ُم ،وخلريٌ
فن ٌّ ، احلياةُ ٌّ
جيبه أو يف مصرفِه .ما احلياةُ إذا املال يف ِ تكديس ِِ حياته ،من أن َّ
جيد يف ب يف ِ واحلُ ِّ
ِ
الرمحة لرتقية جانبجهد ِ أي ٍ وج ْه ُّ
املال ،ومل يُ َّ اجلهود فيها جلم ِع ِ ِ كل
هت ُّ ُو ِّج ْ
ِ
واجلمال ؟! واحلب فيها
ِّ
احلياة ،وإمنا يفتحوهنا للدره ِم والدينا ِ/ر ملباهج ِ أعينه ْم ِ أكثر ِ
الناس ال يفتحون ُ ُ
دة ،املغر ِ اجلميلة ِ ،
واملاء املتدفِّ ِق ،والطيو ِ/ر ِّ ِ َّاء ،واألزها ِ/ر احلديقة الغن ِ
ِ ميرون على ُّ ،
خيرج .ق ْد كان الدينا ُر وسيلةً يدخل ودينا ٍر ُ ُ فال يأهبون هلا ،وإمنا يأهبون لدينا ٍ/ر
أجل الدينا ِر ،وقد السعيدة ،فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من ِ ِ ِ
للعيشة
فعودناها أال تنظر إالَّ إىل الدينا ِ/ر . اجلمال َّ ، ِ بت فينا العيو ُن لنظ ِر ُر ِّك ْ
االبتسام فحارب اليأس .إن كاليأس ،فإ ْن أردت ِ س النفس والوجه
ُ ليس يعبِّ ُ
فعو ْد عقلك تفتُّح ِ
وللناس ِّ ، مفتوح بابُه لكٌ والنجاح
ُ ِ
وللناس ، الفرصة ساحنةً لك
ِ
املستقبل . األمل ،وتوقُّع اخل ِري يف
احلياة إال الصغري ،وإذا خملوق للصغ ِري من األمو ِ/ر مل تبل ْغ يف ِ إذا اعتقدت أنك ٌ
ْ
تكسر احلدود واحلواجز ،وتنف ُذ هبم ٍ
ة خملوق لعظائ ِم األمو ِر شعرت َّ اعتقدت أنك ٌ
ُ
احلياة ِ
املادية ، حادث يف ِ داق ذلك ص ُ ِ ِ/ ِ ِ
ٌ والغرض األمسى ،وم ْ الفسيحة الساحة منها إىل
بالتعب إذا هو قطعها ،ومن دخل مسابقة أربعماِئِة ِ فمن دخل مسابقة ِ
مائة م ٍرت شعر ْ
ني .فالنفس تعطيك من َّ ِ بالتعب من ِ
املائة واملائت ِ ِ
ِّد من اهلمة بقد ِر ما حتد ُ ُ م ٍرت ملْ ْ
يشعر
ولكن ال عليك يف ذلك ما ِ ِ
صعب املنال ْ ، وليكن سامياً ْ ْ ِّد غرضك ، الغرض .حد ْ
يصد النفس ويعبِّ َسها وجيعلُها يف سج ٍن يوم ختطو إليه خطواً جديداً .إمنا ُّ دمت كل ٍ
َّ
ِ
معايب ِ/
والبحث عن برؤية الشرو ِر ،األمل ،والعيشةُ السيئةُ ِ اليأس وفقدا ُن ِ ٍ
مظلم ُ :
سيئات العا ِمل ال غري .ِ ِ
باحلديث عن الناس ،والتشد ِ
ُّق ِ
ِ
الطبيعية ، ِ
ملكاته ينمي وليس يُوفَّ ُق اإلنسا ُن يف شيء كما يُوفَّ ُق إىل ُمَر ٍّ
ب ّ
وسعةَ الصد ِر ،ويعلِّمهُ أن َخْيَر ٍ
غرض ويعودهُ السماحةَ َ ويوس ُع أفقه ِّ ، ويعادل بينها ِّ ُ
نفسه مشساً مصدر خ ٍري للناس بقد ِر ما يسعى ِ
يستطيع ،وأ ْن تكون ُ ُ َ إليه أن يكو َن
واحلب واخل ِري ،وأ ْن يكون قلبُه مملوءاً عطفاً وبراً وإنسانية ،وحباً ِّ ِ
للضوء مشعةً
َّ
إليصال اخل ِري لكلِّمن اتصل به . ٍ
َ ُّ
فتبسم ،وتعاجلها تنظرها َّب عليها ُ ، الصعاب فيلذها التغلُّ ُ النفس البامسةُ ترى
ُ
والنفس العابسةُ ال ترى صعاباً فتخلفها ،وإذا رأهْت ا ُ فتبسم ،
ْ وتتغلب عليهاْ فتبسم ،
ْ
مزاجه
الدهر الذي /يلعنُه إال ُ لت بلو وإذا وإ ْن .وما ُ واستصغرت مهَّتها وتعلَّ ْ
ْ أكربهْت ا
كل طريق يؤد النجاح يف ِ
يريد أن يدفع مثَنَهُ ،إنه يرى يف ِّ احلياة وال ُ وتربيتُه ،إنه ُّ
ض عن َكْن ٍز . تنشق األر ُمتطر السماءُ ذهباً أو َّ ينتظر حىت َ أسداً رابضاً ،إنه ُ
ب جداً عند ِ
النفس ٍ ِ
ص ْع ٌ
فكل شيء َ أمور نسبيةٌ ُّ ، الصعاب يف احلياة ٌ َ إن
النفس العظيمةُ تزداد وبينما ، ِ
العظيمة الصغرية جداً ،وال صعوبة عظيمةً عند ِ
النفس ِ
ُ
الصعاب تزداد سقماً بالفرا ِ/ر منها ،وإمنا ِ الص ِ عظمةً ِ
ُ عاب إذا بالنفوس اهلزيلة ُ مبغالبة ِّ
ك وعدا وراءك ،وإذا رءاك ت َ ،نبَ َح َ كالكلب العقو ِ/ر ،إذا رآك خفت منهُ وجريْ َ ِ
وتربق له عينك ،أفسح الطريق لك ،وانكمش يف ِ
جلده هتزُأ به وال تعريه اهتماماً ُ
منك .
وصغَ ِر شأهِن ا وقلَّ ِة قيمت ِها ،وأهنا بضعتِها ِ
للنفس من شعو ِرها َ َ مثَّ ال شيء أقتل ِ
ُ
الشعور
ُ نتظر منها خريٌ كبريٌ .هذا عظيم ،وال يُ ُ عمل ٌ ميكن أن يصدر عنها ٌ ال ُ
عمل ارتاب يف بنفسه واإلميان بقوهِت ا ،فإذا أقدم على ٍ فق ُد اإلنسان الثقة ِ َّعة ي ِ
ِ
بالض ُ
فيه .الثقةُ بالنفس فضيلةٌ كربى ففشل ِ
جناحه ،وعاجله بفتو ٍر ِ
إمكان ِ
ِ ويف همقدرتِ
َ
والفرق عد رذيلةً ، النجاح يف ِ
احلياة ،وشتَّان بينها وبني الغرو ِ/ر الذي يُ ُّ عماد
ُ ِ عليها ُ
ِ
الزائف ،والثقةُ بالنفس اخليال وعلى ِ
الكرْبِ/ النفس على ِ اعتماد ِ بينهما َّ
أن الغرور
ُ
تقوية ملكاهِت ا وحتس ِ
ني املسؤولية ،وعلى ِِ حتم ِل هِت
اعتمادها على مقدر ا على ُّ
ُ
ِ
استعدادها )) .
يقول إيليا أبو ماضي :
غازيا
ان َ عف َابن َّوأصبحتُ يف جيش ِ الَلة باهلَُدى َأَلمْ َتَرين ِبْعتُ الضَّ َ
ِي بأعلى الرقمتيْ/ن وماليا َبن َّ يوم ُأْتَرُك ً
طائعا فللهِ َدِّري َ
برابية إنِّي مقيمٌ لياليا ٍ املوت فانزال
صاحَبْي رحلي دنا ُ فيا ِ
تبين ما بيا عجالين قد َّ وال ُت ِ ض ٍ
ليلة أو َبْع َعلي اليومَ ْ أقيما َّ
فضل ردائيا
ورَُّدا على َعْيَنَّي َ بأطراف األسنةِ مضجعي
ِ وخطاً
ُ
وسعَا ليا
أن ُت ِ
ذات العَْرض ْ
ِمن األرضِِ / بارك اهللُ فيكما
وال حتسُداين َ
املفجوعة التي
ِ ِ
والصرخة املتهدجِ ،والعويلِ الثاكل ، آخر ذاكَ الصوتِ ِّ إىل ِ
حياته .
املصاب يف ِ ِ ِ
بنفسه من قلبِ هذا الشاعرِ املفجوعِ ثارت محماً ْ ْ
أعماق
ِ القلوب ،وتغوصُ يف ِ احملرتق َتصُِل كلماتُه إىل شِ ِ
غاف َ إن الوعظَ
الس ِكينَةَ َعلَْي ِه ْم ِ ِ
واملعاناة ﴿ َف َعل َم َما في ُقلُوبِ ِه ْـم فَ َ
َأنز َل َّ َ وح ألنه يعيشُ َ
األمل الرُّ ِ
ريباً ﴾ . َوَأثَ َاب ُه ْم َف ْتحاً قَ ِ
أحشائه
ِ حشاك يف
َ حىت َ
يكون أشواقه
املشتاق يف ِ َ ال ِ
تعذل
حياة فيها ،وال روح ألهنمْ قالوها باردة ال َ دواوين لشعراءَ ولكنها ً َ لقد رأيتُ
الطني .
وكتال من ِ ً قطعا من ِ
الثلج فجاءت ًْ بال َعناء ،ونظموها يف رخاء ،
شعرة ،وال حترُِّك يف ُاملْنصِ ِ
ت هتز يف السامعِ ً فات يف الوعظِ /ال ُّ مصن ٍ ورأيتُ َّ
معاناةَ ﴿ ،ي ُقولُو َن بَِأ ْف َو ِاه ِهم
ٍ أمل واللوعة ،وال ٍقة وال ٍ ذرًَّة ،ألهنم /يقولونَها بال ُحْر ٍ
س فِي ُقلُوبِ ِه ْم﴾ . َّما لَْي َ
وتأثْر بهفاحرتق به أنت قَْبُل َّ ، ْ بشعِرك ،
تؤثر بكالمِك أو ْ أردت أن ِّ َ فإذا
َأنزلْنَا َعلَْي َها ال َْماءوسوف ترى أنك تؤثِّر يف الناس ﴿،فَِإ ذَا َ َ وتفاعل َمَعُه ،
ْ وذقْه
يج ﴾ .ت ِمن ُك ِّل َز ْو ٍج بَ ِه ٍ ت َوَأنبَتَ ْ ت َو َربَ ْْاهَت َّز ْ
************************************
نعمة المعرفة
ك َع ِظيماً ﴾ .
ض ُل اللّ ِه َعلَْي َ ﴿ َو َعلَّ َم َ
ك َما لَ ْم تَ ُك ْن َت ْعلَ ُم َو َكا َن فَ ْ
ك َأن تَ ُكو َن للعمر ﴿ ِإنِّي ِ
َأعظُ َ حٌق ِ للحياة ،ومَ ْ
ِ وذْبٌح
موت للضمريِ َ
اجلهل ٌ
ُ
ين ﴾ . ِمن ال ِ ِ
ْجاهل َ
َ َ
ود للطبعِ ََ ﴿ ،أو َمن َكا َن َم ْيتاً وحياة للروحِ ،ووَُق ٌ
ٌ نور البصرية ، والعلمُ ٌ
س ي
ْ ل
َ َّاس َكمن َّم َثلُهُ فِي الظُّلُم ِ
ات ِ ن ال يفََأحيينَاهُ وجعلْنَا لَهُ نُوراً يم ِشي بِ ِه فِ
َ َ َ َْ َْْ َ َ َ
بِ َخار ٍ
ِج ِّم ْن َها ﴾ .
عثور على الغامضِ ، إنَّ السرورَ /واالنشراح َ/يأيت معَ العلم ،ألنّ العلمَ ٌ
مبعرفة اجلديدِ
عة ِ وحصول على الضََّّالة ،واكتشافٌ للمستورِ ،والنفسُ ُمولَ ٌ ٌ
ف. واالطالعِ على ُاملسَْتْطَر ِ
طريف ،و ال
َ حياة ال جديدَ فيها وال وحْزٌن ،ألنه ٌ اجلهل فهوَ َمَلٌل ُ َّأما ُ
أمس كاليومِ ،واليومَ كالغدِ. / مستعذَباً ِ ،
وحصل الفوائد، َ/املعرفة ِّ
ِ تريد السعادةَ فاطلبِ العلمَ واحبثْ /عن فإنْ كنتَ ُ
ب ِز ْدنِي ِعلْماً ﴾ ﴿ ،اق َْرْأ لتذهبَ عنكَ الغمومُ واهلمومُ واألحزانُ َ ﴿ ،وقُل َّر ِّ
يفقههُ في الدينِ )) .وال يفخرْ يرد اهللُ به خيراً ِّ ك الَّ ِذي َخلَ َق ﴾ (( .من ِ بِ ْ
اس ِم َربِّ َ
وعمره
تامًة ُ فإن حياتَه ليستْ َّ املعرفة َّ ،
ِ صفٌر من جاهل ْ ٌ جباهِه ،وهو مبالِه أو ِأحدٌ ِ
ْح ُّق َك َم ْن ُه َو َأ ْع َمى ﴾ .
ك ال َ ك ِمن َربِّ َكامال َ ﴿ :أفَ َمنـ َي ْعلَ ُم َأنَّ َما ُأن ِز َل ِإلَْي َ
ً ليس
الزخمشري :
ُّ قال
اق
عن ِغانية وطيِِب ِ
صِل ٍ ِمَن وَ ْ لتنقيح العلومِ ألذُّ يل
ِ سهري
أشهى وأحلى من ُمدامةِ ساقي ٍ
عويصة طرًبا حللِّ
ومتايلي َ
ُ
اق
كاء والعشَّ ِ
أحلى من الدَّ/وْ ِ وصرير أقالمي على أوراقها/ ُ
نقري ألُلقي الرملَ عن أوراقي نقر الفتاةِ لدُِّفها
وألذ من ِ
ُّ
وآخر راقي
سَتْغٍل َ كمْ بني ُم ْ يا َمْن حياول باألماين ُرْتبيت
بعد ذاكَ ِحلاقي نوما وتبغي َ ً أأبيت سهران الدُّ/جى ُ
وتبيته ُ
أثلج الصدر َ/بربْدها ،وما أفرح النفسَ هبا ،وما َ أشرف املعرفة ،وما َ َ ما
اخلاطر بنزوهلا َ ﴿ ،أفَ َمن َكا َن َعلَى َبِّينَ ٍة ِّمن َّربِِّه َك َمن ُزيِّ َن لَهُ ُسوءُ َع َملِ ِه
َ أرحبَ
َو َّاتَبعُوا َْأه َو ُ
اءه ْم ﴾ .
***************************************
فن السرور
ثبات
سروره ُِ فإن يف
من أعظمِ النعمِ /سرورُ القلبِ ،واستقرارُه وهدوُؤ ُه َّ ،
عرف
س ،فمنْ َ فن ُيدرَّ ُ
وجودة اإلنتاجِ وابتهاجِ النفسِ ،وقالوا .إنّ السرورَ ٌّ ِ الذهنِ
احلياة ومسارِ العيشِ ، استفاد من مباهجِ ِ َ وحيصل عليه ،وحيظى به ُ جيلبه
كيف َُ
ِ
االحتمال طلب السرورِ /قوةُ خلفه .واألصلُ األصيلُ يف ِ يديه ومن ِ بني ْوالنعمِ اليت من ِ
ينزعج للتوافِِه .وحبسبِ ِ
قوة ُ يتحرُك للحوادثِ ،وال يهتز من الزوابعِ وال َّ ،فال ُّ
س. شرق النَّْف ُ
القلبِ وصفائِِه ُ ،ت ُ
رواحل للهمومِ والغمومِ/ُ ع النفسِ ، املقاومة وجََز َ
ِ فالطبيعة وضَْع َ
ِ إن خَوََر
عود نفسَه التصبُّر والتجلَُّد هانتْ عليه املزعجاتُ ،وخفَّتْ ِ
عليه واألحزانِ ،فمنْ َّ
األزماتُ .
وخصوم
ُ لهُ أعداءٌ فالناس
ُ َح َس ُدوا الفىت إ ْذ مل ينالوا
لذميم ِ كضرائ ِر
ُ إنهُ ومقتاً حسداً احلسناء ُق ْلن
وقال زهريٌ :
منهم ما له
ْ ال ينزعُ اهلل حُم َّس ُدون على ما كان من
آخر :
وقال ُ
املوت ال أخلو ِم َنِ حىت على هم حيسدوين على مويت فوا ْ
ِ
احلسد الشاعر :
ُ وقال
ُ
أسفاً
سؤدد إال ُأصيب حبُ َّس ِد
ٍ ذا وشكوت ِمن ظل ِم الوشاةِ
َ
حمس ِد
املسكني غريُ َّ
ُ والتافهُ حمسداً/ ِ
الكرام َّ ال زلتِ /
ياسبط
عز ِ
الناس عنهُ ،فقال اهللُ َّ يكف ألسنةَ
َّ رب أ ْن سأل موسى َّ َ
اتخذت ذلك لنفسي ،إني أخل ُقهمُ وجل (( :يا موسى ،ما َّ
ويشتُموننِي )) !! وأرز ُق ُه ْـم ،وإنهم يسبُّونَنِي
ابن
وجل :يسبُّني ُ َّ عز
يقول اهللُ َّوصح عنهُ أنهُ قال ُ (( : َّ
ابن آدم ،وما ينبغي له ذلك َّ ،أم سبُّه إياي آدم ،ويشتمني ُ َ
والنهار كيف أشاءُ ، َ الليل
َ بالدهر ،أقلِّ ُ
ُ يسب الدهر ،وأنا ُّ فإنهُ
وليس لي صاحبةٌ َ فيقول :إ ّن لي صاحبةً وولداً، ُ شتمه إياي ، وأما ُ
وال ول ٌد)).
لن تستطيع أن تعتقل ألسنةَ البش ِر عن ْفري ِع ْر ِضك ، إنك ْ َ
اخلري ،وجتتنب كالمهم ونقدهم . تفعل َ َ تستطيع أن
ُ ولكنك
قال حامتٌ :
كانت ذنويب َف ُق ْل يل كيف ْ إذا حماسين الالئي ُِأد ُّل هبا
أسهمهم/ ارتفعت
/ إذا ،أعتذر؟!
ًا
ُ اضطراب يعيشون ِ
الغالب يف ِ
الثراء أهل
ُ ْ ُ
الدم عندهم َ ﴿ ،ويْ ٌل لِّ ُك ِّل ُه َم َز ٍة لُّ َم َز ٍة{ }1الَّ ِذي َج َم َع َماالً ط ِ اخنفض ضغ ُ
َ
ْحطَ َم ِة ﴾ . ِ
َأن َمالَهُ َأ ْخلَ َدهُ{َ }3كاَّل لَيُنبَ َذ َّن في ال ُ ب َّ َو َع َّد َدهُ{ }2يَ ْح َ
سُ
أدر ِ ِ
،مث ْ صحيح
ٌ افعل ما هو أحد أدباء الغَْرب ْ : يقول ُ ُ
ٍ
سخيف ! ظهرك لكل ٍ
نقد ِّ
جارحة فيك ،أو ٍ ٍ
كلمة ترد على ِ
والتجارب :ال َّ ِ
الفوائد ومن
عز ، املعايب ،واحللم ٌِّ دفن ٍ
قصيدة َّ ، ٍ
االحتمال ُ
َ فإن مقولة أو
ونصف الذين ُ وشرف ،
ٌ يقهر األعداء ، /والعفو /مثوبةٌ والصمتُ /
اآلخر ما قرؤوه ،وغريهم ال ُ والنصف
ُ يقرؤون الشتم /فيك نسوهُ ،
بالرد
ِّ وتعمقهُ
ِّ رس ْخ ذلك أنت السبب وما القضيةُ ! فال تُ ِّ ُ يدرون ما
على ما قيل .
بنقص خب ِزهم ِ الناس مشغولون عين وعنك ِ
أحد احلكماء ُ : يقول ُ ُ
أحدهم ينُسيهم مويت وموتك . وإن ظمأ ِ َّ ،
ٍ
بأعداد بيت مليء بيت فيه سكينةٌ مع خبز الشع ِري ،خري من ٍ
ٌ ٌ
األطعمة ،ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج . ِ ٍ
شهية من
***********************************
وقفــة
غفر
والذنب يُ ُ
َ/ حيول ،
ُ واملصاب
َ يزول ،
ُ املرض
َ ال تحز ْن َّ :
فإن
يتوب
ُ يقدم ،والعاصي/
ُ والغائب
َ/ فك ،يُ ُّ واحملبوس
َ ،والدَّيْ َن يُقضى ،
والفقري يغتين .
َ ،
ينقشع ،والليل
ُ ال تحز ْن :أما ترى السحاب األسود كيف
تسكن ،والعاصفة كيفُ صَر كيفالص ْر َ
البهيم كيف ينجلي ،والريح َّ
وعيشك إىل هناء ،ومستقبلُك إىل
ُ فشدائدك إىل رخاء ،
ُ هتدأ ؟! إذاً
َنع ِ
ماء . ْ
الظل ،وظمُأ اهلاجر ِةِّ وارف
ُ هليب الشمس يطفُئهُ ال تحز ْن ُ :
سكنُها اخلُْب ُز الدافُِئ ،ومعاناةُ
اجلوع يُ ِّ
ِ ضةٌ
وع َّ
املاءُ النمريُ َ ، ربده
يُ ُ
ِ
العافية ،فما ِ
املرض يَُزيُلها لذي ُذ وآالم نوم لذي ٌ/ذ ، السه ِر
ُ يعقبُهُ ٌ
واالنتظار حلظةً .
ُ إال الصربُ قليالً عليك
وتساءل الشعراء ،وبارت احليل ُأمام ِ
نفاذ القدر ِة ، َ ووقف العلماءُ ،
َ فق ْد حا ِر األطباءُ َ ،
وع َجَز احلكماءُ ، ال تحز ْن :
ِ ِ
بن جبلةَ : ووقوع القضاء ،وحتمية املقدو ِر قال ُّ
علي ُ ِ
األحاديث ويبقى من ِ
املال ورائح إن املال ٍ
غاد أماوي َّ
َّ
ُ ٌ
حشرجت يوماً وضاق هبا
ْ إذا أماوي ما يُغين الثراءُ ع ِن الفىت
َّ
ويقول :
ش العي ِ
وفضول ْ
ُ ما فاته عمرهُ الثاين ِذ ْك ُر الفىت
أشغال
ُ وحاجتُه
األجل جنةٌ حصينةٌ .
ُ رضي اهللُ عنهُ : علي
وقال ٌّ
ميوت مر ًة احلكماء :اجلبا ُن ميوت َّ ٍ
ُ مرات ،والشجاعُ ُ أحد
وقال ُ
واحد ًة .
بعباده خرياً يف وقت األزمات ألقى عليهم النعاس ِ وإذا أراد اهلل
ُأحد ، ََأمنَةً منه ،كما وقع النعاس على طلحة رضي اهلل عنه يف ُ
بال . يده َ ،أمناً وراحة ٍ مرات من ِ ٍ حىت سقط سي ُفه
ْ ْ
يزيد وهو البدعة ،فق ْد نعس شبيب بن ٍ ِ ِ
ألهل نعاس وهناك
ُ ُ ٌ
الناس ،وامرأتُهُ غزالةُ هي الشجاعةٌ ِ من أشج ِع ِِ
على بغلته ،وكان ْ
الشاعر : احلجاج ،فقال َّ ِ
طردت اليت
ُ
فتخاءُ َتْن ِف ُر ِمن صف ِري ِ
احلروب علي ويف أس ٌد َّ
جناحي
ْ أم كان قلبُك يف برزت إىل غزالةَ يف َ هالّ
صو َن بِنَا ِإالَّ ِإ ْح َدىوجل ﴿ :قُ ْل َه ْل َت َربَّ ُ َّ عز
وقال اهللُ تعاىل َّ
اب ِّمن ِع ِ
ند ِه َْأو بَِأيْ ِدينَا ِ
ص بِ ُك ْم َأن يُصيبَ ُك ُم اللّهُ بِ َع َذ ٍ ْ ْح ْسَنَي ْي ِن َونَ ْح ُن َنَت َربَّ ُال ُ
صو َن ﴾ . صواْـ ِإنَّا َم َع ُكم ُّمَت َربِّ ُ
َفَت َربَّ ُ
وت ِإالَّ بِِإ ْذ ِن اهلل كِتَاباً ُّمَؤ َّجالً
س َأ ْن تَ ُم َ وقال سبحانه َ ﴿ :و َما َكا َن لَِن ْف ٍ
اآلخ َر ِة نُْؤ تِِه ِم ْن َها َو َسنَ ْج ِزي
الد ْنيا نُْؤ تِِه ِم ْنها ومن ي ِر ْد َثواب ِ
َ ََ ُ َ َ اب ُّ َ َو َمن يُ ِر ْد َث َو َ
َّ ِ
ين ﴾ . الشاك ِر َ
الشاعر :
ُ وقال
ال تحز ْن من ِف ِ
عل ال َخل ِْق َم َع َ
ك
ِ
الخالق فعلِهم مع
وانظر إلى ْ
ْ
يقول (( :عجباً لك يا
ُ الزهد ،أن اهللِ ِ
كتاب عند أمحد يف
َ
ب
وتشكر سواي ،أتحبَّ ُ
ُ ابن آدم ! خلقتُك وتعب ُد غيري ،ورزقتُك
فقير
إلي بالمعاصي وأنت ٌ
ض َّ غني عنك ،وتتبغَّ ُ ِ
بالنعم وأنا ٌّ إليك
إلي صاع ٌد )) !! .
وشرك َّ ُّ إلي ،خيري إليك ٌ
نازل ، َّ
السالم أنه داوى ثالثني مريضاً
ُ وقد ذكروا يف سرية عيسى عليه
،وأبرأ عميان كثريين ،مث انقلبوا ضدَّه أعداءً .
************************************
ِ
الرزق تعسر
من ُّ
ال تحز ْن ْ
العباد ،وق ْد َّ
تكف َل ِ األحد ،فعنده ِر ْز ُقُ فإن الرزَّاق هو الواح ُد َّ
بذلك َ ﴿ ،وفِي َّ
الس َماء ِر ْزقُ ُك ْم َو َما تُ َ
وع ُدو َن ﴾ .
النفس ن ا هُت الرزاق فلِم يتملَّق البشر ،ومِل فإذا كان اهللُ هو
ُ ُ ُ ُ ُ
ٍِ ِ ِ
ض سبيل الرزق ألجل البش ِر ؟! قال سبحانه َ ﴿ :و َما من َدآبَّة في ْ
اَألر ِ ِ يف
َّاس ِمن َّر ْح َم ٍة فَاَل
جل امسُه َ ﴿ :ما َي ْفتَ ِح اللَّهُ لِلن ِ
ِإالَّ َعلَى اللّ ِه ِر ْز ُق َها ﴾ .وقال َّ
ك فَاَل ُم ْر ِس َل لَهُ ِمن َب ْع ِد ِه ﴾ .
ك لَ َها َو َما يُ ْم ِس ْ
ُم ْم ِس َ
*********************************
تهو ُن المصائب
أسباب ِّ
ٌ
وجل ِ ﴿ :إنَّ َما ُي َوفَّى َّ عز
اهلل َّ واملثوبة من عند ِ
ِ انتظار األج ِر .1
ُ
اب ﴾ . َأجر ُهم بِغَْي ِر ِحس ٍ َّ ِ
َ الصاب ُرو َن ْ َ
.2رؤيةُ املصابني :
ت نفسي هِن ولوال كثرةُ الباكِني حويل
على إخوا ْ/م لََقَت ْل ُ
والتفت يَ ْسَر ًة ،هل ترى غال مصاباً أو ممتحناً ؟ ْ/ ت مَيْنَةً ِ
فالتف ْ
سعد .ٍ وكما قيل :يف كل ٍ
واد بنو ِّ
من غ ِريها . أسهل ْ ُ .3وأهنا
العبد ،وإمنا يف دنياه . ِ ليست يف ديِ ِن .4وأهنا
ْ
أعظم منها أحياناً يف ُ وأن العبودية يف التسليم عند املكار ِه َّ .5
احملاب .ِّ
.6وأنه ال حيلة :
من ٍ
قيل ْ سوى اإلكثا ِر فيد ِ
الناس ليس يُ ُ لقاءُ
إصالح
ِ أو ِ
لكسب العل ِم ِ
الناس إالَّ فأقْلِل من ِ
لقاء ْ ْ
ابن فارس :
وقال ُ
حاج
ُ وتفوت
ُ تًقضَّى حاجةٌ قلتحالُك ُ وقالوا كيف
عسى يوماً يكو ُن لهُ مهوم الصد ِ/ر
ُ ازدمحت
ْ إذا
ج
دفاتر يل ومعشوقي السرا ُُ وأنيس نفسيُ ندميي ِهَّريت
أحب العزلة فهي ِعٌّز لهُ .ولك أن تراجع
َّ كل منقالوا ُّ :
كتاب (( ِ
العزلة)) للخطَّايب .
**********************************
فوائد الشدائد
ب ، ِ َّ
تقوي القلب ،ومتحو الذنب ،وتقص ُم العُ ْج َ فإن الشدائدِّ /
ِ وتنسف ِ
للتذك ِر ،وج ْل ُ
ب ُّ وإشعال
ٌ للغفلة ، الكْبَر ،وهي ذوبا ٌن ُ
ِ
للجربوت ، ِ
عطف املخلوقني ،ودعاءٌ من الصاحلني ،وخضوعٌ
مقدم ،وإحياءٌ ٌ ونذير
ٌ حاضر ،
ٌ وزجٌر
ْ واستسالم للواحد القها ِ/ر ،
ٌ
للقدوم علىِ للغصص ،وهتيئةٌ ِ واحتساب وتضرع بالص ِرب ،ُّ للذك ِر ،
ٌ
الركون على الدنيا والرضا /هبا واالطمئنان /إليها ِ وإزعاج عن املوىل ،
ٌ
الذنب أكربُ ،وما ِ/ أعظم ،وما ُسرِت َ منُ
ِ
اللطف ،وما خفي من
أجل .ُّ عُفي من اخلطأ
***********************************
وقفـةٌ
ِ
العبادة ،ويعطِّلك عن ألن احلزن يضع ُفك يف ال تحز ْن َّ :
الظن ،ويُوقعُك يف
ِّ اجلهاد ،ويُورثُك اإلحباط ،ويدعوك إىل سوء ِ
ِ
التشاؤم .
ومصدر ِ
النفسية ، ِ
األمراض أساس فإن احلزن والقلق ال تحز ْن َّ :
ُ ُ
ِ
واالضطراب . ِ
والوسواس ِ
العصيبة ،ومادةُ االهنيا ِر ِ
اآلالم
ال تحز ْن :ومعك القرآ ُن ،والذك ُر ،والدعاءُ ،والصالةُ ،
املثم ُر . ِ
املعروف ،والعملُ النافع ِ وفع ُل
ُ والصدقةُ ْ ،
ِ
والعطالة ، الفراغ
ِ ِ
طريق تستسلم للحزن عن ال تحز ْن :وال
ْ
تأم ْل .
استقبل ُ ..ز ْر َّ ..
ْ اعمل .. صل ..سبِّ ْح اقرْأ ْ ..
اكتب ْ .. ِّ
ض ُّرعاً َو ُخ ْفيَةً ِإنَّهُ الَ يُ ِح ُّ
ب ب لَ ُك ْم ﴾ ﴿ ا ْدعُواْ َربَّ ُك ْم تَ َ ﴿ ا ْدعُونِي ْ ِ
َأستَج ْ
ِِ ِ
ِّين ﴾ ﴿ قُ ِل ا ْدعُواْ اللّهَ َأ ِو ا ْدعُواْ ين ﴾ ﴿فَا ْدعُوا اللَّهَ ُم ْخلصي َن لَهُ الد َ
ال ُْم ْعتَد َ
ْح ْسنَى ﴾ .
اَألس َماء ال ُ
الر ْح َم َـن َأيّاً َّما تَ ْدعُواْ َفلَهُ ْ
َّ
*******************************
قواعد في السعادة
يومك تشتَّت ذهنُك ، ِ
حدود ِ ش يف ِ
اعلم أنك إذا مل تع ْ
ْ .1
وغمومك ،وهذا معىن
ُ مهومك
وكثرت ُ
ْ أمورك ،
واضطربت عليك ُ
ْ
(( :إذا أصبحت فال تنتظ ِر المساء ،وإذا أمسيت فال تنتظ ِر
الصباح )) .
فاالهتمام مبا مضى وانتهى مُحْ ٌق وجنو ٌن ُ .2انْس املاضي مبا فيه ،
.
التفكر فيه
َ ودع
الغيب ِ ، ِ/ باملستقبل ،فهو يف عا ِمل
ِ تشتغل
ْ .3ال
حىت يأيت .
ك . واعلم َّ ِ
قيمتَ َ
أن النقد /يساوي َ ْ واثبت ،
ْ النقد ، هتتز من .4ال َّ
باهلل ،والعملُ الصاحلُ هو احلياةُ الطيبةُ السعيدةُ . .5اإلميا ُن ِ
اهلل تعاىل . .6من أراد االطمئنان /واهلدوء والراحةَ ،فعليه بذك ِر ِ
شيء بقضاء وقد ٍ/ر . ٍ ِ/
العبد أن يعلم َّ
أن .7على
.8ال تنتظر شكراً من ٍ
أحد . ْ
ِ
الفروض . .9و ِطَ ْن نفسك على تلقِّي أسوأ
لعل فيما حصل خرياً لك . َّ .10
قضاء للمسل ِم خريٌ له . ٍ كل .11
ُّ
واشكر . ِّ
فك ْر يف النع ِم .12
ْ
ِ
الناس . أنت مبا عندك فوق كث ٍري من .13
ٍ
ساعة َفَر ٌج . ٍ
ساعة إىل من .14
ِ
بالبالء يُ ْستَ ْخَر ُج الدعاءُ . .15
ِ
للقلب . مراهم للبصائ ِر َّ
وقوةٌ املصائب .16
ُ ُ
إن مع العُ ْس ِر يُ ْسراً . َّ .17
تقض عليك التوافِهُ . ِ ال .18
واسع املغفر ِة .
ُ إن َّربك .19
تغضب .ْ تغضب ،ال ْ تغضب ،ال ْ ال .20
تكرتث بغري ذلك . ْ خبز وماءٌ وظلٌّ ،فال احلياةُ ٌ .21
وع ُدو َن ﴾ . ﴿ َوفِي َّ
الس َماء ِر ْزقُ ُك ْم َو َما تُ َ .22
اف ال يكو ُن .
.23 أكثر ما خٌي ْ
لك يف املصابني ُأسوةٌ .
.24
ابتاله ْم .
ُ أحب قوماً
.25 َّ إن اهلل إذا َّ
ب . .26 َكِّرر أدعيةَ ال َكر ِ
ْ ْ
اجلاد املثم ِر ،واهج ِر الفراغ . .27
ِّ ِ
بالعمل عليك
ِ
الشائعات . تصدق
ْ اترك األراجيف ،وال
.28 ِ
ضُّر بص َّحتِ َ
ك أكثر مما يَ ُ يضُّر ِ ِ
االنتقام ُ وحرصك على
.29 ُ حقد َك
ُ
اخلص ُم .
ّ
ِ
للذنوب . كل ما يصيبك فهو َّ
كفارةٌ ُّ .30
***********************************
ٍ
أخالط ؟ ولِم الحز ُن وعندك ستَّةُ
لي ابت ِ
احلكماء احد أن ِ
الشدة ) َّ : الفرج بعد
صاحب ( ِ ذكر
َ ُ َ ُ
عملت املصاب ،فقال :إين ِ يعزونَهُ يف
فدخل عليه إخوانُه ُّ ٍ
مبصيبة ،
ُ َ
األول :الثقةُ
ُ ط
أخالط .قالوا : /ما هي ؟ قال :اخلل ُ ٍ دواء من ِ
ستة ً
باهلل .والثاين :علمي َّ ِ
والثالث :الصربُ خريٌ
ُ كائن .
ٌ كل مقدور/بأن َّ
فأي شيء أعمل ؟! أصرب أنا ًّ ْ ما استعملهُ املمتحنُون .والراب ُع :إ ْن مل
ميكن أن أكون ُ واخلامس :قد
ُ أكن ُأعني على نفسي باجلزع . ومل ْ
ٍ
ساعة َفَر ٌج . ٍ
ساعة إىل والسادس :من شر مما أنا فيه .يف ٍّ
ُ
**********************************
المشاكل
ُ الصعاب وداهم ْتك
ُ كال تَ ْح َز ْن إذا واجه ْت َ
وتحم ُل
َّ واعترضتك العوائق ،واصبرـ
الكرام فهاهِت ا
َ ني ِبه
مما هُت ُ يا زما ُن إ ْن كا َن عندك
أشرف من اخلو ِر ، ُ وإن التحملاجلزع َّ ،
ِ من أرفق
ُ َّ
إن الصرب
اختياراً سوف يصربُ اضطراراً. / وإن الذي /ال يصربُ
وقال املتنيب :
من ِ
نبال ٍ
غشاء فؤادي /يف ِ/
باألرزاء حىت الدهر رماين
ُ
على النصال
ُ تكس ِ
رت َّ سهام فصرت إذا أصابتين
ٌ ُ
بأ ْن ُأبايل انتفعت
ُ ألين ما فعشت وال ُأبايل بالرزايا
ُ
وقال أبو املظفر األبيوردي :
ِ
الزمان هتُو ُن وأحداث
ُ ِ
َأعُّز َّ
تنكَر يل دهري ومل يد ِر
ت ِ
ُأريه الصرب كيف وبِ ُّ الدهر كيف فبات يُريين
ُ
َّع ِر ،وخبز الشع ِري ُّ ،
أعز اخلشيب ،وخيمةَ الش َّْ إن الكوخ/
النفس – ِ وصو َن ضوكرامة العِْر ِ/
ِ ِ
الوجه حفظ ِ
ماء ِ وأشرف – مع ُ
ْ
ٍ
وحديقة غنَّاءَ مع التعك ِري وال َك َد ِر . ٍ
منيف ص ٍر
من قَ ْ
البد له من زمن حىت يزول ،ومن استعجل احملنةُ كاملرض َّ ،
ِ ِ
زواله أوشك أن يتضاعف ويستفحل ،فكذلك املصيبةُ وامل ْحنَةُ يف
وواجب املبتلي :الصربُ آثارها ، ٍ َّ
ُ البد هلا من وقت ،حىت تزول ُ
الفرج ومداومةُ الد ِ
ُّعاء . ِ وانتظار
ُ
*******************************
وقف ــة
َأس ِمن َّر ْو ِح اللّ ِه ِإالَّ الْ َق ْو ُم الْ َكافِ ُرو َن ِ ِإ ِ
َأسواْ من َّر ْو ِح اللّه نَّهُ الَ َي ْي ُ ﴿ َوالَ َت ْي ُ
ط ِمن َّرحم ِة ربِِّه ِإالَّ الضَّآلُّو َن ﴾ ِ ﴿ .إ َّن رحم َ ِ
يب ِّم َن ت اللّه قَ ِر ٌ َ َْ َْ َ ﴾ َ ﴿ .و َمن َي ْقنَ ُ
سى َأن ك َْأمراً ﴾ َ ﴿ .و َع َ ث َب ْع َد ذَلِ َال ُْم ْح ِسنِي َن ﴾ ﴿ .اَل تَ ْد ِري لَ َع َّل اللَّهَ يُ ْح ِد ُ
سى َأن تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُه َو َش ٌّر لَّ ُك ْم َواللّهُ َي ْعلَ ُم َّ
تَ ْك َر ُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر ل ُك ْم َو َع َ
ش ْي ٍء ﴾ . ت ُك َّل َ اد ِه ﴾ َ ﴿ .و َر ْح َمتِي َو ِس َع ْ يف بِ ِعب ِ ِ
َوَأنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُمو َن ﴾ ﴿ .اللَّهُ لَط ٌ َ
ِ
اب لَ ُك ْم ﴾ َ ﴿ .و ُه َو استَ َج َ ﴿ الَ تَ ْح َز ْن ِإ َّن اللّهَ َم َعنَا ﴾ ِ ﴿ .إ ْذ تَ ْستَغيثُو َن َربَّ ُك ْم فَ ْ
ش ُر َر ْح َمتَهُ ﴾ َ ﴿ .ويَ ْدعُو َننَا َرغَباً َو َر َهباً ث ِمن َب ْع ِد َما َقنَطُوا َويَن ُ الَّ ِذي ُيَن ِّز ُل الْغَْي َ
ين ﴾ . ِِ
َو َكانُوا لَنَا َخاشع َ
الشاعر :
ُ قال
باملزاج
ِ إذا مل ترض منها مىت تص ُفو لك الدنيا /خب ٍري
اُألجاج
ِ وخمرجهُ من البح ِر أمل تر جوهر الدنيا
وابتهاج
ِ مبسر ٍة لك
جرت َّْ فجأت هِب ْو ٍل
ْ
ب خُم ٍ
يفة ور َّ
ُ
ٍ
إقامة َب ْع َد اع ِو ِ
جاج ورب
َّ امتناع
ٍ ٍ
سالمة َب ْع َد ب
ور َّ
ُ
*************************************
كتاب
ُ ِ
األنام ٍ
جليس في وخير
ُ
إ ّن من أسباب السعادة :االنقطاع إىل مطالعة الكتاب ،
ِ/
بالفوائد . ِ
العقل واالهتمام /بالقراءة ،وتنمية
وصك بالكتاب واملطالعة ،لتطرد احلزن عنك فيقول واجلاحظ ي ِ
ُ
:
والصديق الذي ال
ُ اجلليس الذي ال يُط ِريك ،ُ والكتاب هو
واملستميح الذي /ال يسرتيثك ،
ُ والرفيق الذي /ال مَيَلُّك ،
ُ يُغ ِريك ،
واجلار الذي /ال يستبطيك ،والصاحب /الذي ال يريد استخراج ما ُ
حيتال
ُ بامللق ،وال يعاملُك بامل ْكر ،وال خيدعُك بالنفاق ،وال ِ عندك
ب . ِ
بالكذ ِ لك
والكتاب هو الذي /إن نظرت فيه أطال إمتاعك ،وشحذ
وفخم /ألفاظك ،وحببح
وجو بنانك َّ ، َّ طباعك ،وبسط لسانك ،
العوام ،وصداقة امللوك ،
ِّ وعمَر صدرك ، /ومنحك تعظيم نفسك َّ ،
ده ٍر ،مع ِ
وعرفت به شه ٍر ما ال تعرفه من أفواه الرجال يف ْ
بباب املكتسب ِ
الوقوف ِ كد الطلب ،ومن السالمة من الغُْرِم ،ومن ِّ
وأكرم
ُ أفضل منه ُخلُقاُ ،
ُ بالتعليم ،ومن اجللوس بني يدي َمن أنت
منه ِعرقاً ،ومع السالمة من جمالسة البغضاء ،ومقارنة األغنياء .
والكتاب هو الذي /يطيعك بالليل كطاعته بالنهار ،ويطيعك يف
ِ
يعرتيه َكلَ ُل السه ِ/ر السفر كطاعته يف احلض ِر ،وال يعتل ٍ
بنوم ،وال ُّ َ
،وهو املعلِّ ُم الذي إن افتقرت إليه مل خيْ ِف ْرك ،وإن قطعت عنه
يدع طاعتك ،وإن يقطع عنك الفاِئد َة ،وإن عزلته مل ْ ْ املادة مل
ينقلب عليك ،ومىت كنت معه متعلِّقاً بسبب ْ ريح أعاديك مل هبَّت ُ
تضرك
غىن من غريه ،ومل َّ حبل كان لك فيه ً أو معتصماً بأدىن ْ
السوء ،ولو مل يكن من فضله ِ ِ
جليس معه وحشةُ الوحدة إىل
والنظر
ُ عليك وإحسانه إليك إالَّ مْنعُه لك من اجللوس على بابِك ،
التعرض /للحقوق اليت تلزم ، إىل املارة بك .مع ما يف ذلك من ُّ
ض فيما ال يعنيك ،ومن اخلو ِ ِ
عادة فضول النظ ِر ،ومنِ ومن
ْ
الناس ،وحضو ِر ألفاظهم الساقطة ،ومعانيهم الفاسدة ِ ِ
مالبسة صغا ِر
،وأخالقِهم الرديئة ،وجهاالهتم /املذمومة .لكان يف ذلك السالمةُ مث
الفر ِع ،ولو مل يكن يف ذلك ِ
وإحراز األصل مع استفادة ْ ُ الغنيمةُ ،
عب ، ِ
الراحة وعن اللَّ ِ إال أنه يشغلك عن سخف املىن ،وعن اعتياد
ُ
وكل ما أشبه اللعب ،لقد كان على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم
املِنَّةَ .
وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به ال ُفَّراغُ هنارهم ،وأصحاب
الكتاب ،وهو الشيء الذي /ال يُرى هلم ِ
ساعات ليلهم : الفكاهات
ُ
فيه مع النيل أثر يف ازدياد جتربة وال عقل وال مروءة ،وال يف
صون ِعرض ،وال يف إصالح دي ٍن ،وال يف تثمري مال ،وال يف
ْ
إنعام . ِ
ابتداء ٍ ٍ
صنيعة وال يف رب
* ٌ
أقوال في فضل الكتاب :
وقال أبو عبيدة :قال املهلَّب لبنيه يف وصيته :يا بَيِن َّ ،ال
وراق .
زراد أو َّ تقوموا /يف األسواق إال على َّ
قرأت على شيخ شامي كتاباً فيه من وح ّدثين صديق يل قال ُ :
ومسعت احلسن ذهبت املكارم إال من الكتب . مآث ِر غطفان ،فقال ِ :
ُ
اتكأت ،إال بت وال ِ
ُ لت وال ُ غربت أربعني عاماً ما ق ُ اللؤلؤي يقولُ :
والكتاب موضوع على صدري .
وقال ابن اجلهم :إذا غشيين النعاس يف غري وقت نوم .وبئس
تناولت كتاباً من كتب احلِكم ، ُ الشيء النوم /الفاضل عن احلاجة .
فأجد اهتزازي /للفوائد ،واألرحيية اليت تعرتيين عند الظفر ببعض ُ
وعز التبني ُّ
أشد احلاجة ،والذي يغشى قليب من سرور االستبانة ُّ ،
هنيق احلم ِري ،وهد ِ
َّة اهلَْدِ/م . إيقاظاً من ِ
ورجوت
ُ استحسنت الكتاب واستجدتُه ،
ُ ابن اجلهم :إذا
وقال ُ
ورأيت ذلك فيه ،فلو تراين وأنا ساعة بعد ساعة ُ منه الفائدة ،
أنظر كم بقي من ورقة خمافة استنفاده ،وانقطاع املادة من قلبه ، ُ
ِ
العدد فقد متَّ ِ
الورق كثري املصحف عظيم احلج ِم كثري وإن كان
ُ
عيشي وكمل سروري .
وذكر العتيب كتاباً لبعض القدماء /فقال :لوال طولُه وكثرةُ ورقِ ِه
زهدك فيه رغبين فيه إال الذي َّ لنسختُه .فقال ابن اجلهم :لكين ما َّ
قط كتاباً كبرياً فأخالين من فائدة ،وما أحصي كم قرأت ُّ ُ ،وما
دخلت ! . ُ فخرجت منها كما ُ قرأت من صغار الكتب ُ
ك فَالَ يَ ُكن فِياب ُأن ِز َل ِإلَْي َ ِ
وأجل الكتب وأشرفها وأرفعها ﴿ :كتَ ٌ ُّ
ِ ِِ ِ ِ ِِ ِ
ين ﴾ .
ج ِّم ْنهُ لتُنذ َر به َوذ ْك َرى لل ُْمْؤ من َص ْد ِر َك َح َر ٌ
َ
* فوائد القراءة والمطالعة :
ِ
واحلزن . واهلم ِ/
الوسواس طرد
ِّ ً .1
الباطل .ِ ِ
اخلوض يف اجتناب
ُ .2
ِ
العطالة . ِ
وأهل االشتغال عن البطَّالني ُ .3
والبعد عن اللَّ ْح ِن ،والتحلِّي
ُ وتدريب على الكالم، ٌ ْ .4فت ُق اللسان
ِ
والفصاحة. ِ
بالبالغة
ِ
اخلاط ِر . الذ ْه ِن ،وتصفيةُ وجتويد ِّ الع ْق ِل ،
ُ .5تنميةُ َ
ِ
واملفهوم . ِ
احملفوظ .6غزارةُ العل ِم ،وكثرةُ
ِ
العلماء ِ
واستنباط ِ
احلكماء الناس وحك ِمِ ِ
جتارب .7االستفادةُ من
.
للعلوم ،واملطالعةُ على الثقافات الواعية ِ ِ
اهلاضمة إجياد امللَ َك ِة .8
َ ُ
لدورها يف احلياة .
اإلسالم ،فإنِ كتب ِ
أهل ِ خاصةً يف قراءة َّ ِ
اإلميان .9زيادةُ
أجل الزاجرين ،ومن الوعاظ ،ومن ِّ الكتاب من أعظم َّ
أكرب الناهني ،ومن أحك ِم اآلمرين .
ُّت ،وللقلب من التشرذُِم ، للذهن من التشت ِ/ .10راحةٌ ِّ
الضياع .
ِ وللوقت من ِ
ِ
ومدلول ِ
ومقصود العبار ِة ، وصياغة ِ
املادة ، ِ ِ
الكلمة ، الرسوخ يف َف ْه ِم .11
ُ
ِ
احلكمة . ِ
ومعرفة أسرا ِر ِ
اجلملة ،
وليس بأ ْن طعمت وال أرواح املعاين
ُ الروح
ِ فروح
ُ
***********************************
وقفــة
مرض أبو بك ٍر رضي اهلل عنه فعادوه ،فقالوا : /أال ندعو لك
فأي شيء قال لك ؟ الطبيب ؟ فقال :قد رآين الطبيب .قالواُّ : /
أريد .
ال ملا ُ فع ٌ
قال :إين ّ
اخلطاب رضي اهلل عنه :وجدنا َخْيَر عيشنِا بالص ِرب ِ بن
عمر ُقال ُ
.
أن الصرب كان عيش أدركناه بالصرب ،ولو َّ ٍ أفضل
وقال أيضاً ُ :
الرجال كان كرمياً .ِ من
الصْبَر من
علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه :أال إن َّ وقال ُّ
اجلسم ،مث الرأس بار ِ
اجلسد ،فإذا قُطع ِ
الرأس من اإلميان مبنزلة
ُ ُ
صْبَر له .وقال :الصربُ مطيَّةٌ َرفَ َع صوتَه فقال :إنه ال إميان ملن ال َ
ال تَ ْكبُو .
وقال احلسن :الصرب َكْنٌز من كنو ِز اخل ِري ،ال يعطيه اهللُ إال
كرمي عنده . لعبد ٍ ٍ
عبد نعمةً ، وقال عمر بن عبدالعزيز :ما أنعم اهلل على ٍ
ُ ُ ُ
عوضه خرياً مما فانتزعها منه ،فعاضه مكاهنا الصرب ،إالَّ كان ما َّ َ
انتزعهُ .
بن مهران :ما نال أحد شيئاً من خت ِم اخل ِري فيما وقال ميمون ُ
دونه إال الصرب .
الصرب ،
َّ كل عمل يُعرف ثوابه إال بن القاسم ُّ : وقال سليمان ُ
اب ﴾ قال :كاملال َأجر ُهم بِغَْي ِر ِحس ٍ قال تعاىل ِ ﴿ :إنَّما ُيوفَّى َّ ِ
َ الصاب ُرو َن ْ َ َ َ
املنهمر .
*****************************
ألن هناك مشهداً آخر وحيا ًة أخرى ال تحز ْن َّ
،ويوماً ثانياً
لعدل ِ
اهلل ِ تطمئن
ُّ األولني واآلخرين ،وهذا جيعلك جيمع اهلل فيه َّ
ب مالُه هنا وجده هناك ،ومن ظُلم هنا ُأنصف هناك ، ِ
،فَ َم ْن ُسل َ
ومن جار هنا عُوقِب هناك !!
نُقل عن « كانت » الفيلسوف األملاين أنه قال (( :إن مسرحيَّة
ثان ؛ ألننا نرى هنا ٍ
مشهد ٍ َّ
والبد من تكتمل َب ْع ُد ، احلياة الدنيا مل
ْ
ظاملاً ومظلوماً ومل جن ْد اإلنصاف ،وغالباً ومغلوباً ومل جند االنتقام ،
الع ْد ُل )) .
يتم فيه َ فالبد إذن من عا ٍمل آخر ُّ َّ
قال الشيخ علي الطنطاوي معلِّقاً :وهذا الكالم اعرتاف ضمين باليوم اآلخر
والقيامة ،من هذا األجنيب .
األرض أجحف يفِ وقاضي جار الوز ُير وكاتبِاهُ إذا َ
األرض من قاضيِ ِ
القضاء
لقاضي َف َويْ ٌل مث َويْ ٌل مُثَّ ويْ ٌل
اب ﴾ ِ .
السماءْحس ِ ﴿ اَل ظُلْم الْيوم ِإ َّن اللَّهَ س ِر ِ
يع ال َ
َ ُ َ َْ َ
*********************************
ِ
القوم ِ
تجارب قوالت من ٌ
أقوال عالميةٌ ونُ ٌ
كتب « روبرت لويس ستيفنسون » (( :فكل إنسان يستطيع
يستطيع ٍ
إنسان القيام بعمله مهما كان شاقّاً يف يوم واحد ،وكل
ُ
الشمس .وهذا ما تعنيه احلياة )) . ُ العيش بسعادة حىت تغيب
يوم واحد ،أمس ِ
قال أحدهم (( :ليس لك من حياتك إال ٌ
يأت )) . ذهب ،و َغ ٌد مل ِ
كتب « ستيفن ليكوك » :فالطفل يقول :حني أصبح صبيّاً ،
الصيب يقول :حني ُأصبح شابّاً .وحني ُأصبح شابّاً أتزوج .ولكن و ُّ
ماذا بعد الزواج؟ وماذا َب ْع َد كل هذه املراحل؟ تتغريُ الفكرة حنو :حني
أكون قادراً على التقاعُد .ينظر خلفه ،وتلفحه رياح باردة ،لقد
فقد حياته اليت ولَّت دون أن يعيش دقيقةً واحدة منها ،وحنن نتعلَّم
كل ساعة من يومنا تقع يف كل دقيقة و ِّ ات األو ِان َّ بعد فو ِ
أن احلياة ُ
احلاض ِر )) .
املسوفُون بالتوبة . ّ وكذلك
قال أحد السلف (( :أنذرتُكم ( سوف ) ،فغنها كلمةٌ كم
أخرت من صالح )) . منعت من خري و َّ
ف َي ْعلَ ُمو َن ﴾ .
س ْو َ ﴿ ذَ ْرُه ْم يَْأ ُكلُواْ َوَيتَ َمتَّعُواْ َوُي ْل ِه ِه ُم َ
اَألم ُل فَ َ
ِّ
باحلظ يقول الفيلسوف الفرنسي « مونتني » (( :كانت حيايت مليئة
يرحم أبداً )) . ْ السيئ الذي مل
قلت :هؤالء مل يعرفوا احلكمة من خ ْلقهم ،على الرغم من ُ
ذكائهم ومعارفهم ،لكن مل يهتدوا هبدي اهلل الذي بعث به رسوله
يل ِإ َّما َشاكِراًالسبِ
َّ اه
ُ َن ي
ْ د
َ ه
َ اَّ
ن َ ﴿ ،وَمن لَّ ْم يَ ْج َع ِل اللَّهُ لَهُ نُوراً فَ َما لَهُ ِمن نُّوٍر﴾ ِ ﴿ .إ
َ
َوِإ َّما َك ُفوراً ﴾ .
فك ْر إن هذا اليوم لن ينبثق ثانيةً )) . يقول « :دانسي » ِّ (( :
صل صال َة مود ٍِّع ))حديث ِّ (( : أكمل
أمجل منه و ُ
قلت :و ُ
ُ
أيام ِه ،
هذا اليوم الذي يعيش فيه آخر ِ ومن جعل يف ِ
خلد ِه أن
ُ ُ
اتباع رسولِِه طاعة ربِِّه و ِ
واجتهد يف ِ َّد توبته ،وأحسن عمله ،
جد َ
.
كتب املثل املسرحي اهلندي الشهري « كاليداسا » :
حتيةً للفجر
انظر إىل هذا النهار ْ
ألنه هو احلياة ،حياة احلياة
ِ
وجودك ِ
حقائق خمتلف يف فرتتِِه ،تُوجد
ُ
ُّم ِّو
نعمةُ الن ُ
اجمليد
ُ العمل
ُ
وهباءُ االنتصا ِر
وألن األمس ليس سوى ُحلُ ٍم
والغَ ُد ليس إال ُرًؤى
لكن اليوم الذي تعيشه بأكمله جيعل األمس ُح ْلماً مجيالً َّ
ِ
لألمل وكل غد رؤيةً
فانظر جيِّداً إىل هذا النهار
هذه هي حتية الفجر
*********************************
ْ
اسأل نفسك هذه األسئلة
دقائق
َ وعش
ْ أغلق األبواب احلديديَّة على املاضي واملستقبل ،
ِ
يومك :
ِ
بشأن ِ
القلق أؤجل حيايت احلاضرة من أجل .1هل أقصد أن ِّ
ني إىل (( حديقة سحرية وراء اُألفُ ِق )) ؟ املستقبل ،أو احلن ِ
ِ
ث يف .2هل أجعل حاضري مريراً بالتطلُّ ِع إىل أشياء َح َديَ ْ
انقضت مع مروِر الزم ِن ؟
ْ ت و املاضي َ ،ح َدثَ ْ
ِ
استغالل ت على صم ْم ُ
الصباح ،وقد َِّ ظ يف .3هل أستيق ُ
اإلفادة القصوى من الساعات األرب ِع والعشرين النها ِر ،و ِ
املقبلة ؟
عشت دقائق يومي ؟ ُ .4هل أستفيد من احلياة إذا ما
.5مىت سأبدُأ يف القيام بذلك ؟ األسبوع املقبل ؟ ..يف ِ
الغد
اليوم ؟
؟ ..أو َ
ميكن أ ْن حَيْ ُدث ؟ مث : ٍ
احتمال اسأل نفسك :ما اسوُأ ْ .6
ُ
وحتملِ ِه .
جه ْز نفسك لقبو ِله ُّ ِّ -
َّ ِ ِ ٍ
َّاس
ال لَ ُه ُم الن ُ -با ْش ِر هبدوء لتحسني ذلك االحتمال ﴿ .الذ َ
ين قَ َ
اد ُه ْم ِإ َ
يماناً َوقَالُواْ َح ْس ُبنَا اللّهُ ش ْو ُه ْم َف َز َ َّن الن َ
َّاس قَ ْد َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْخ َ ِإ
يل ﴾ . ِ ِ
َون ْع َم ال َْوك ُ
********************************
وقفـ ــة
ب َوَمن ِ ﴿ َوَمن َيت َِّق اللَّهَ يَ ْج َعل لَّهُ َم ْخ َرجاً{َ }2وَي ْرُزقْهُ ِم ْن َح ْي ُ
ث اَل يَ ْحتَس ُ
َيَت َوَّك ْل َعلَى اللَّ ِه َف ُه َو َح ْسبُهُ ﴾ َ ﴿ .سيَ ْج َع ُل اللَّهُ َب ْع َد عُ ْس ٍر يُ ْسراً ﴾ .
ب ، الكر ِ
ْ (( واعلم أن النصر مع الصب ِر ،وأن الفرج مع
وأن مع العُ ْس ِر يُ ْسراً )) . َّ
ظن عبدي بي فلْيَظُ َّن بي ما شاء )) . (( أنا عند ِّ
يم ﴾ . ِ ﴿ فَسي ْك ِفي َك ُهم اللّهُ و ُهو َّ ِ
يع ال َْعل ُ
السم ُ َ َ ُ ََ
وت ﴾ . ْح ِّي الَّ ِذي اَل يَ ُم ُ ﴿ َوَت َوَّك ْل َعلَى ال َ
﴿ َفعسى اللّهُ َأن يْأتِي بِالْ َف ْت ِح َأو َأم ٍر ِّمن ِع ِ
ند ِه ﴾ . ْ ْ ْ َ َ ََ
ون اللَّ ِه َك ِ
اش َفةٌ ﴾ . ﴿ لَْيس لَ َها ِمن ُد ِ
َ
**************************************
ُّ
ويهد الجسم الحز ُن يحطِّ ُم َّ
القوة
قال الدكتور « ألكسيس كاريل » احلائز على جائزة نوبل يف
ِ
القلق ،وميوتون ِ
األعمال الذين ال يعرفون جماهبة الطب (( :إن رجالِّ
باكراً )) .
بقضاء وقد ٍر ،لكن قد يكون املعىن :أنٍ كل شيء قلت ُّ :
ُ
القلق .وهذا صحيح
ُ من األسباب املتلفة للجسم احملطِّمة للكيان ،هو
.
(( واحلز ُن أيضاً يثريُ ال ُق ْرحة! )) :
يقول الدكتور « جوزيف ف .مونتاغيو » مؤلف كتاب (( مشكلة
تتناول من
ُ ِ
بسبب ما العصبية )) ،يقول فيه (( :أنت ال تُصاب بال ُق ْر َح ِة
ِ
بسبب ما يَْأ ُكلُك )) !!. ٍ
طعام ،بل
قال املتنيب :
ِ
الغالم ويُه ِرُم شيب ناصية
ويُ ُ خيرتم اجلسيم حنافةً
ُ اهلم
و ُّ
وطبقاً جمللة « اليف » تأيت ال ُق ْر َحةُ يف الدرجة العاشرِة من
األمراض الفتَّاكة .
الح ْز ِن :
وإليك بعض آثا ِر ُ
تُرمجت يل قطعة من كتاب الدكتور إدوار بودولسكي ،وعنوانه :
ِ
فصول هذا ِ
األفضل )) إليك بعضاً من عناوين دع القلق وانطلق حنو (( ِ
الكتاب :
ِ
بالقلب . القلق
ُ يفعل ماذا
ُ
القلق .
ُ يغذيه ط ِ
الدم املرتفع ِّ ضغ ُ
ال َقلَ ُق ميكن أن يتسبب يف أمر ِ
اض الروماتيزم .
قلقك إكراماً ملعدتِك . خفِّف من ِ
ْ
كيف ميكن أن يكون القلق سبباً ِ
للربد . ُ
القلق و َّ
الغدةُ الدرقيةُ .
القلق .
مصاب السكري و ُ ُ
ويف ترمجة لكتاب د .كارل مانينغر ،أحد األطباء املتخصصني يف
الطب النفسي ،وعنوانه (( :اإلنسان ض ّد نفسه )) ،يقول (( :ال ِ
ِ
القلق ،بل تقريراً ِ
اجتناب ِ
كيفية حول
اعد َ يعطيك الدكتور مانينغر قو َ
ت ،و ِ
احلقد بالقلق والكب ِ
ِ حنطم أجسادنا وعقولنا مذهالً عن كيف
ْ ُ
ف )) . واالزدر ِاء ،والثورِة واخلو ِ
ْ
ين َع ِن الن ِ
َّاس ﴾ :راحة ِ
إن من أعظم منافع قوله تعاىل َ ﴿ :وال َْعاف َ
البال والسعادة . اخلاط ِر ،وسعةَ ِ ِ
َ القلب ،وهدوءَ
ويف مدينة « بوردو » الفرنسية ،يقول حاكمها الفيلسوف الفرنسي
ئيت
أرغب يف معاجلة مشاكلكم بيدي وليس بكبدي ور َّ « مونتني » ُ (( :
)) .
والهم ِ
والح ْق ُد ؟ ُّ ماذا يفعل الحز ُن ،
وضع الكتور راسل سيسيل – من جامعة « كورنيل » ،معهد
ِ
املفاصل : ِ
التهاب أسباب شائعة تسبب يف ٍ الطب – أربعة
اهنيار الزو ِاج .
ُ .1
ارث املاديةُ واحلز ُن . الكو ُ .2
القلق .
الوحدةُ و ُ .3
االحتقار واحلِْق ُد .
ُ .4
وقال الدكتور وليم مالك غوينغل ،يف خطاب الحتاد أطباء
القلق و ِ
اخلوف .. ِ السارِة ِمثْل
َّ األسنان األمريكيني (( :إن املشاعر َغرْيِ
ميكن أن تؤثر يف توزيع الكالسيوم يف اجلسم ،وبالتايل تؤدي إىل َتلَ ِ
ف
ِ
األسنان )) .
وتناول أمورك بهدوء :
ِ
جنوب يقول دايل كارنيجي (( :إن الزنوج الذين يعيشون يف
الناجتة عن ِ
القلق ؛ ِ ِ
القلب والصينيني نادراً ما يُصابون بأمراض ِ
البالد
يتناولون األمور هبدوء )) . ألهنم
ويقول (( :إن عدد األمريكيني الذين يُقبلون على االنتحار هو
بكثري من الذين ميوتون نتيجة لألمراض اخلمسة الفتَّاكة )) . أكثر
َّق !
تكاد ال تصد ُ
ُ وهذه حقيقة مذهلة
حس ْن ظنَّك بربِّك :
ِّ
يغفر لنا خطايانا ،لكن جهازنا العصيب قال وليم جاميس(( :إن اهلل ُ
ال يفعل ذلك أبداً))!
ذكر ابن الوزير يف كتابه «العواصم والقواصم» (( :إن الرجاء يف
ِ
الطاعة ،وجيعلُه ويقويه على ِ
للعبدِّ ، وجل -يفتح األمل َّ عز
رمحة اهلل َّ -
افل سابقاً إىل اخلري ِ
ات)) . نشيطاً يف النو ِ
قلت :وهذا صحيح ،فإن بعض النفوس ال يصلحها إال ُّ
تذكر ُ
وتثابر .
ُ وجتتهد
ُ رمحة اهلل وعفوه وتوبته وحلمه ،فتدنو منه ،
الخيال :
ُ هام بِك
إذا َ
يقول توماس أدسون (( :ال توجد وسيلةٌ يلجُأ إليها اإلنسا ُن َهَرباً
من التفكري )) .
يكتب وهوُ وهذا صحيح بالتجربة ،فإن اإلنسان قد يقرُأ أو
املثمر
ُ اجلاد
ُّ العمل
ُ يفكر ،ولكن من أحسن ما ُّ
حيد التفكري ويضبطه ُ
وجنوح وأراجيف . ٍ
خيال أهل
ٍ النافع ،فإن أهل الفراغ ُ
ُ
****************************
َّقد البن ِ
ِّاء رحب بالن ِ
ِّ ْ
ِ
الشخصية يتفق مع رغباتِنا يقول أندريه مورو َّ (( :
كل ما ُ إن َّ ُ
كل ما هو غريُ ذلك يُثري غضبنا . يبدو حقيقيّاً ،و َّ
ب
حنب املدح ونَطَْر ُ فالغالب أننا ُّ ُ النقد ،
قلت وكذلك النصائح و ُ ْ
عيب
ٌ لهُ ،ولو كان باطالً ،ونكرهُ النقد وال ّذ َّم ولو كان ح ّقاً وهذا
وخطٌأ خطريٌ .
ضو َن{}48 ﴿ َوِإ َذا ُدعُوا ِإلَى اللَّ ِه َوَر ُسولِ ِه لِيَ ْح ُك َم َب ْيَن ُه ْم ِإ َذا فَ ِري ٌق ِّم ْن ُهم ُّم ْع ِر ُ
ين ﴾ . وِإن ي ُكن لَّ ُهم الْح ُّق يْأتُوا ِإلَْي ِه م ْذ ِعنِ
ُ َ ُ َ َ َ َ
التوصل إىل قرا ٍر يُ َّنف ُذ يف ِ
نفس ُّ يتم
ليم جاميس (( :عندما ُّ يقول و ُ ُ
ستسيطر عليك فيما أنت لبيت ِ
اهلموم من ا
ً كلي ص اليوم ،فإنك ستتخلَّ ِ
ُ ّ
كز ِ
بنتائج املشكلة ،وهو يعين أنك إذا اختذت قراراً حكيماً ير ُ ِ تفكر
ُ
اجع ِ تنفيذ ِه وال تتوقَّف ِّ ِ ِ
مرتدداً أو قلقاُ أو ترت ٌ فامض يف على الوقائ ِع ،
تلد غالَّ الشكوك بالشكوك اليت ال ُ ِ يف خطواتِك ،وال تضيَّ ْع نفسك
تستمر يف النظ ِر إىل ما ور ِاء ظهرك )) . َّ ،وال
واشدوا يف ذلك :
أعطت
ْ مين حبلمي الذي ليت احلوادث باعتين اليت
وقال معاوية :ال حليم إال ذو جتربة .
قال أبو ٍ
متام يف األفشني :
تفعل
ُ احلوداث
ُ بِبُؤسى ونُ ْع َمى و ِّلت
األيام فينا تبد ْ ُ فإ ْن تك ِن
جتمل
ُ وال ذللتنا لليت ليس نت منّا قنا ًة صليبة فما ليَّ ْ
فتحمل
ُ حُت َّم ُل ماال يُستطاعُ لكن رحلناها نفوساً كرميةً و ْ
الناس
اض و ُ ت لنا األعر ُ وصح ْ
َّ وقينا حبس ِن الصرب منَّا نفوسنا ْ
وبنَا َوِإ ْس َرا َفنَا فِي َْأم ِرنَا َوَثبِّ ْ
ت ِ
﴿ َوَما َكا َن َق ْولَ ُه ْم ِإالَّ َأن قَالُواْ َّربنَا ا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ
اب ُّ
الد ْنيَا َو ُح ْس َن ِ َأقْ َدامنَا وانصرنَا َعلَى الْ َقوِم الْ َكافِ
اه ُم اللّهُ َث َو َين{ }147فَآتَ ُ َ ر ْ ُْ َ
اب ِ
اآلخ َرِة ﴾ . َث َو ِ
***************************************
*
تتصوُر
َّ مما
أقصر َّ
ُ ال تحز ْن فالحياةُ
من خطورهِت ا َّ
أن أصابْته ُق ْرحةٌ يف أمعائه ،بلغ ْ
قصةَ رجل َ دايل كارنيجي َ ذكر ْ
جيهَز َك َفنَهُ .قال :وفجأة اختذ « هاين
أوعزوا إليه أ ْن ِّ ِِ
األطباء حدَّدوا لهُ أوان وفاته ،و ُ
هذه ِ
احلياة نفس ِه :إذا مل يبق يل يف ِ
فكر يف ِ َّ » -اسم املر ِ
يض – قراراً مدهشاً إنهُ َ
متنيت أ ْن ِ سوى ٍ
أمد قص ٍري ،فلماذا ال
كل وجه ؟ لطاملا ُ أستمتع هبذا األمد على ِّ ُ
الوقت الذي أحقِّق فيه أمنييت .
املوت ،ها هو ذا ُ أطوف حول العا ِمل قبل أ ْن يدركين ُ
وابتاع تذكرة السفر ،فارتاع أطباؤه ،وقالوا له :إننا ِحن ّذ ُرك ،إنك إن أقدمت على
هذه ِ ِ
لن حيدث شيءٌ من هذا ، قاع البح ِر !! لكنه أجاب :كال ْ فستدفن يف ِ
ُ الرحلة
دت أقاريب أال يدفن جثماين إال يف مقاب ِر األسرِة .ور
كب « هاين » السفينة ،وهو ِ
لق ْد وع ُ
بقول ِ
اخليام : يتمثَّل ِ
أبيض ِ
اللون إين ْأو أسود كنت فإين سي ٌد َكَرماً إن
ُ ُ
***************************************
**
إ ْن فقدت جارحةً من جوارحك
جوارح
ُ بقيت لك
ْ فق ْد
ابن عباس :
يقول ُ
ُ
املوفور
ُ ـ ِر أأنت َّ
املربُؤ َّهـ
الشامت املُ ِّعي ُر بالد ْ
ُ أيُّها
مغرور جاهل بل أنت ِ
ُ ٌ ـام ْ الوثيق من
ُ العهد
ُ ْأم لديك
مبصائب اآلخرين ،هل عندك عه ٌد أ ْن ال ِ أي :يا من ِمشت ْ
األيام ميثاقاً لسالمتِك من ُ منحتك
ْ هل
تصيبك أنت مصيبةٌ مثلُهم؟! أم ْ
ارث واحمل ِن ؟! فلماذا الشماتةُ إذ ْن ؟ الكو ِ
اهلل جناحأن الدنيا تساوي عند ِ الصحيِ ِح ْ (( :لو َّ
احلديث َّ ِ ويف
ماء )) .إ ّن الدنيا عند ِ
اهلل تعاىل بعوضة ،ما سقى كافراً منها شربة ٍ ِ
ِ هِن ِ ِ
جناح البعوضة ،وهذه حقيقةُ قيمتها ووز ا ،فلم اجلزعُ ِ أهو ُن من
اهللع عليها ومن أجل ِها ؟! و ُ
نفسك ومستقبلك وأهلِك السعادةُ :أ ْن تشعر باألم ِن على ِ
ِ
وقضائه وقدرِه ، اإلميان والرضا ِ
اهلل ِ ومعيشتِك ،وهي جمموعةٌ يف
والقناعةُ :الصربُ .
***************************************
**
ِ
اإليمان قيمةُ
﴿ ب ِل اللَّهُ يم ُّن َعلَْي ُكم َأ ْن َه َدا ُكم لِِإْل يم ِ
ان ﴾ . ْ َ ْ َُ َ
نظر املسل ِم إىل الكاف ِر ، من النعيم الذي ال يدرُكهُ إالَّ الفطناءُ ُ :
ِ
وجل مل
َّ عز
أن اهلل َّ ِ
اإلسالم ،و َّ اهلداية إىل دين ِ اهلل يفنعمة ِ ِ ُّ
وتذك ُر
ِ
وإحلاده ده ِ
عليه ، متر ِ
يقد ِّْر لك أ ْن تكون كهذا الكاف ِر يف كف ِره بربِّه و ُّ
وخالقه ورازقِه ،وتكذيبِه ِ ِ ِ ِ
يف آياته ،وجحود صفاته ،وحماربته ملوالهُ
ِ
موح ٌد ،
مسلم ِّ ٌ تذك ْر أنت أنَّك لرسلِه وكتبه ،وعصيانِِه أوامرهُ ،مث َّ
وتؤدي الفرائض ولو على تقص ٍري ، باهلل ورسو ِله و ِ
اليوم اآلخ ِر ِّ ، تؤمن ِ
ُ
تدور ٍ َّ
حد ذاته نعمةٌ ال تُقدَّر بثمن وال تُباعُ مبال ،وال ُ فإن هذا يف ِّ
األعيان َ ﴿ :أفَ َمن َكا َن ُمْؤ ِمناً َك َمن َكا َن
ِ احلسبان ،وليس هلا شبيهٌ يف ِ يف
فَ ِ
اسقاً اَّل يَ ْسَت ُوو َن ﴾ .
أهل اجلن َِّة نظُرهم إىل ِأهل النا ِر أن ِم ْن نعي ِم ِ بعض املفسرين َّ
ُ حىت ذكر
تتميز األشياءُ » . ُ ،فيشكرون رهَّب م على هذا النعي ِم « :وبضدِّها
*************************************
وقفـ ـةٌ
حبق إال اهللُ سبحانهُ وتعاىل ، أي ال معبود ٍّ ال إله إال اهللُ ْ :
ِ
الكمال . صفات
ُ
ِ
بصفات األلوهيَّ ِة ،وهي لتفرِد ِه
ُّ
َّست ِ
جل ثناؤه وتقد ْ الرب – َّ وسرها :إفر ُاد ِّ
الكلمة ُّ روح هذه
ُ
ِ
باحملبة أمساُؤه ،وتبارك امسُه ،وتعاىل جدُّه ،وال إله غريُهُ –
الرجاء ،وتواب ِع ذلك من التوّك ِل و ِ
اإلنابة اخلوف و ِ
اإلجالل والتعظي ِم ،و ِِ و
ب تبعاً ب غريُه فإمنا حُي ُّ كل ما حُي ُّ ب سواهُ ،و ُّ الرغبة و ِ
الرهبة ،فال حُي ُّ و ِ
اف سواهُ وال يُرجى يادة حمبتِه ،وال خُي ُ حملبتِه ،وكونِه وسيلةً إىل ز ِ
ِ ِ
رهب إالرغب إال إليه ،وال يُ ُ سواهُ ،وال يُتوَّكل إال عليه ،وال يُ ُ
بامس ِه ،وال ينذر إال له ،وال يتاب إال ِ
إليه منه ،وال حُي لف إال ِ
ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ
ب إال ِبه ،وال يُ ُ
ستغاث يف يتحس ُ
َّ أمره ،وال ،وال يُطاعُ إال ُ
سجد إال لهُ ،وال الشدائد إال به ،وال يلتجأ إال ِ ِ
إليه ،وال يُ ُ ُ
حرف و ٍ
احد ،وهو :أ ْن ال ٍ وجيتمع ذلك يف وبامس ِه ،
ِ ذبح إال له
ُ يُ ُ
ِ
العبادة . يُعبد إال إياهُ جبمي ِع أنو ِاع
***************************************
***
معاقون متفوقون
ملحق ع ٍ
العدد 10262يف 1415 / 4 / 7هـ ،مقابلةٌ ُ كاظِ ُ يف
ِ
بعيون ِ
األدب ٍ
حممد املدينَّ ،درس كتب مع كفيف يُدعى :حممود بن
يات والصحف ،ورمبا قرأاجملالت والدور ِ
يخ و ِ اآلخرين ،ومسع كتب التار ِ
ِ
الثالثة صباحاً حىت صار مرجعاً يف بالسماع على ِ
أحد أصدقاِئه حىت ِ
األدب والطُّ ِ
رف واألخبار .
ِ
وسطوة اصرب على كيد الكائدين ،وظل ِم الظاملني ، ِ ِ ِ
كتب مصطفى أمني يف زاوية ( فكرة ) يف الشرق األوسط كالماً ،منه ْ :
ينقشع ،لكن عليك أن تصرب وتنتظر .
ُ خيرج ،والظالم سوف
ينكسر ،واحملبوس سوف ُ
ُ ط ،والقيد سوف اجلبابر ِة َّ ،
فإن السوط سوف يسق ُ
وعند اهلل منهاذرعاً ِ يضيق هبا الفىت ب ناز ٍلة َولَُر َّ
ْ ُ
ياض مفيت ألبانيا ،وقد ُسجن عشرين سنةً ِمن قبل قابلت يف الر ِ ُ
النك ِال احلبس و ِ
الكيد ،و َّ األعمال الشاقَِّة ،و ِ
ِ الشيوعيني يف ألبانيا مع
ٍ
ناحية من ات اخلمس يف وجوع ،وكان يصلِّى الصلو ِ ِ والظل ِم ،و ِ
الظالم
صَبَر واحتسب حىت جاءهُ الفر ُج ، منهم ،ومع هذا َ ْ دورِة املياه خوفاً
ض ٍل ﴾ .﴿ فَان َقلَبُواْ بِنِ ْع َم ٍة ِّم َن اللّ ِه َوفَ ْ
ِ
جنوب أفريقيَّة ُ ،سجن سبعاً وعشرين سنةً ، هذا ( نلسون مانديال ) رئيس
ِ
االستبداد والظل ِم ،وهو وخلوص ِ
شعبه من القه ِر و ِ
الكبت و ِ وهو ينادي حبريَِّة َّأم ِته ،
ف ِإلَْي ِه ْم َأ ْع َمالَ ُه ْم
الدنيوي ُ ﴿ .ن َو ِّ ِ
َّ مستميت ،حىت نال جمدهُ
ٌ اصل
ُمصٌّر صام ٌد مو ٌ
فِ َيها ﴾ ﴿ ِإن تَ ُكونُواْ تَْألَ ُمو َن فَِإ َّن ُه ْم يَْألَ ُمو َن َك َما تَْألَمو َن َوَت ْر ُجو َن ِم َن اللّ ِه َما الَ
ن ﴾ .
َي ْر ُجو َ
وما ثبتت إال ويف ِ
نفسها وأشجع مين ُكل ٍ
يوم
ْ ّ ُ
ح ِّم ْثلُهُ ﴾ .س الْ َق ْوَم َق ْر ٌ
ح َف َق ْد َم َّ س ْس ُك ْم َق ْر ٌ ِإ
﴿ ن يَ ْم َ
**********************************
ال تحزن إذا عرفت اإلسالم
هتتد إليه َّ ،
إن تعرف اإلسالم ،ومل ِ ُ ما أشقى النفوس اليت ال
عاملي هائل ، ٍّ أصحابه ومَحَلتِ ِه ،وإعالن ِ من ٍ
حيتاج إىل دعاية ْ ُ اإلسالم
جيب أن تكون راقيةً مهذبةً جذابةً ، عظيم ،والدعايةُ له ُ ٌ ألنهُ نبأ
اخلالد َ ﴿ ،وَمن ِ ألن سعادة البشر ِية ال تكو ُن إال يف هذا الدي ِن ِّ
احلق َّ
َي ْبتَ ِغ غَْي َر اِإل ْسالَِم ِديناً َفلَن ُي ْقبَ َل ِم ْنهُ ﴾ .
ِ
مدخل مسلم شهريٌ مدينة ميونخ األملانية ،وعند ٌ سكن داعيةٌ
باألملانية « :أنت ال ِ مكتوب عليها وجد لوحةٌ إعالنيةٌ كربى ِ
املدينة تُ ُ
ٌ
ات يوكوهاما » .فنصب هذا الداعيةُ لوحةً كربى جبانب هذه تعرف كفر ِ ُ
تعرف اإلسالم ،إ ْن أردت معرفتهُ ، ُ اللوحة كتب عليها « :أنت ال ِ
من ِ ِ
االتصاالت من األملان ْ ْ واهنالت عليه
ْ هاتف كذا وكذا » . فاتصل بنا على
ألف أملاينٍّ ماسنة واحدة قرابة مائة ِ يده يف ِ ب وصوب ،حىت أسلم على ِ كل ح َد ٍ
ِّ َ
وامرأة وأقام مسجداً ومركزاً إسالمياً ،وداراً /للتعلي ِم . ٍ بني ٍ
رجل
ماس ِة إىل هذا الدي ِن العظي ِم َّ ،
لريد إليها أمنها حباجة َّإن البشرية حائر ٍ
ٌ
السالَِم َويُ ْخ ِر ُج ُهمـ
ض َوانَهُ ُسبُ َل َّوسكينتها وطمأنينتها َ ﴿ ،ي ْه ِدي بِ ِه اللّهُ َم ِن َّاتبَ َع ِر ْ
اط ُّم ْستَ ِق ٍيم ﴾ .صر ٍ ِِإ ِِ ِ ِإ ِ ُّ ِ ِإ
ِّم ِن الظلُ َمات لَى النُّو ِر ب ْذنه َو َي ْهدي ِه ْـم لَى َ
أن يف العا ِمل أحداً ُ يقول ُ ِ
يعبد غري اهلل . ظننت َّأحد العُبَّاد الكبا ِ/ر :ما ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
ض ور ﴾ َ ﴿ ،وِإن تُط ْع َأ ْك َث َر َمن في ْ
اَألر ِ الش ُك ُي َّ يل ِّم ْن عبَاد َ لكن ﴿ َوقَل ٌ ْ
وك َعن سبِ ِ ِ يِ
صو َن ﴾ َ ﴿ ،و َما يل اللّه ِإن َيتَّبِعُو َن ِإالَّ الظَّ َّن َوِإ ْن ُه ْم ِإالَّ يَ ْخ ُر ُ َ ضلُّ َ ُ
ت بِ ُمْؤ ِمنِي َن ﴾ . صَ َأ ْك َث ُر الن ِ
َّاس َولَ ْو َح َر ْ
ِ
العاصمة العلماء أن سودانيّاً مسلماً قدم من البادية إىل ِ أحد
وقد أخربين ُ
وسط ِ
املدينة اإلنكليزي ،فرأى رجل مرو ٍر بريطانياً يف ِ ِّ أثناء االستعما ِ/راخلرطوم يف ِ ِ
ّ
باهلل .قال ،فسأل هذا املسلم :من هذا ؟ قالوا :كافر .قال :كافر مباذا ؟ قالوا ِ :
ٌ ٌ ُ ْ
يكفر باهلل ؟! فأمسك على بطنِ ِه مثَّ تقيَّأ ممَّا مسع ورأى ،مث عاد إىل وهل أح ٌد ُ ْ :
البادية ﴿ .فَ َما لَ ُه ْم اَل ُيْؤ ِمنُو َن ﴾ !.
ِ
ض ِإنَّهُ لَ َح ٌّق اَأْلر ِ
الس َماء َو ْ ب َّ أعرايب يقرُأ َ ﴿ :ف َو َر ِّ ٌّ األصمعي :مسع
ُّ يقول
ُ
اهلل ،ومن أحوج العظيم حىت األعرايب :سبحان ِ َّ نط ُقو َن ﴾ ،قال ِّمثْل ما َأنَّ ُكم تَ ِ
ْ ََ
يقسم ؟!
كرم املوىل وإحسانِه ولطفه ورمحته . إنه حسن الظن والتطلُّع إىل ِ
ُ ُ ِّ
أعرايب
ٌّ أن الرسول قال (( :يضحك ربُّنا )) .فقال ِ
احلديث َّ صح يف وقد َّ
يضحك خرياً . ُ رب
من ٍّ :النعدامُ ْ
ث ِمن بع ِد ما َقنَطُوا ﴾ ِ ﴿ ،إ َّن رحم َ ِ ِ
ت اللّه قَ ِر ٌ
يب َ َْ ﴿ َو ُه َو الَّذي ُيَن ِّز ُل الْغَْي َ َ ْ َ
ِ ِِ
يب ﴾ . ين ﴾ ﴿ َأال ِإ َّن نَ ْ
ص َر اللّه قَ ِر ٌ ِّم َن ال ُْم ْحسن َ
يستفيد منها مسائل مطَّ ِرد ًة ثابتةً
ُ ِ
الرجال الناس وتراجممن يقرُأ كتب س ِري ِ ْ
منها :
طالب ،ومعناها لعلي بن أيب ٍ ِ َّ .1
سن ،وهي كلمةٌ ِّ أن قيمة اإلنسان ما حُي ُ
ِ
احلقيقة ِ
اإلنسان أو أدبهُ أو عبادتهُ أو كرمهُ أو خلقهُ هي يف َّ :
أن علم
س َوَت َولَّى{َ }1أن هندامهُ ومنصبُهُ َ ﴿ :عبَ َ وليست صورتُه أو ُ ْ/ قيمتُهُ ،
َجاءهُ اَأْل ْع َمى ﴾ َ ﴿ .ولَ َع ْب ٌد ُّمْؤ ِم ٌن َخ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِر ٍك َولَ ْو َأ ْع َجبَ ُك ْـم ﴾ .
واهتمام ِه وبذلِِه وتضحيِتَه تكو ُن مكانُتُه ،وال يعطى ِ ِ
اإلنسان .2بقد ِر مهَِّة
اجمل ُد ُجزافاً .
لهُ ْ
تحسب المجد تمراً أنت آكلُهُ .. ِ ال
﴾ ﴿ .وج ِ
اه ُدوا فِي اللَّ ِه َح َّق َألع ُّدواْ لَهُ عُ َّدةً
ََ وج َ ادواْ الْ ُخ ُر َ
﴿ َولَ ْو ََأر ُ
اد ِه ﴾ .ِجه ِ
َ
يكتب /
ي الذ وهو ، اهلل بنفس ِه ِ
بإذن أن اإلنسان هو الذي /يصنع تارخيه ِ َّ .3
ُ ُ
ب َما قَ َّد ُموا َوآثَ َار ُه ْم ﴾ . ِ ِ ِِ
سريتهُ بأفعاله اجلميلة أو القبيحة َ ﴿ :ونَ ْكتُ ُ
ويذهب عاجالً ،فال يقصره ، ا
ً سريع ينصرم قصري وإن عمر ِ
العبد
/ َّ .4
ُ ُ ٌ
واألحزان ﴿ :لَ ْم َيلْبَثُوا ِإاَّل َع ِشيَّةً َْأو
ِ ِ/
والغموم ِ
واهلموم ِ
بالذنوب
ِّين ﴾ . اد ْع
ل ا ْ
َأل اس ف
َ ضحاها ﴾ ﴿ .قَالُوا لَبِثنا يوما َأو بعض يوٍ
م
َ َ ْ َْ َْ ً ْ َ ْ َ َْ ََُ
ِ كفى حزناً َّ
عمل يرضى به اهللُ صاحلُ وال ٌ أن احلياة مريرةٌ
ِ
السعادة : ِ
أسباب من
ْ
صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍر َْأو ُأنثَى َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيَِينَّهُ َحيَاةً الصالح َ ﴿ :م ْن َع ِم َل َ
ُ العمل
ُ )1
طَيِّبَةً ﴾.
)2الزوجةُ الصالحةُ ﴿ :ر َّبنَا َهب لَنَا ِمن َأ ْزو ِ
اجنَا َوذُ ِّريَّاتِنَا ُق َّرةَ َأ ْعيُ ٍن ﴾ . ْ َ ْ َ
وس ْع لي في داري )) . اللهم ِّ ِ
الواسع :ويف احلديث ّ (( : ُ البيت
ُ )3
يقبل إال طيِّباً )) . ِ
احلديث َّ (( :
ب ال ُ إن اهلل طيِّ ٌ الطيب :ويف
ُ بالكس ُ
ْ )4
نت ﴾ . للناس َ ﴿ :و َج َعلَنِي ُمبَ َاركاً َأيْ َن َما ُك ُ ُّد ِ لق والتود ُُ )5ح ْس ُن ال ُخ ُ
اإلسراف في ِ
النفقة ﴿ :لَ ْم يُ ْس ِرفُوا َولَ ْم َي ْق ُت ُروا ﴾ . ِ الديْ ِن ،ومن )6السالمةُ من َّ
سط َْها ُك َّل الْبَ ْس ِط ﴾ . ﴿ َوالَ تَ ْج َع ْل يَ َد َك َم ْغلُولَةً ِإلَى عُنُ ِق َ
ك َوالَ َت ْب ُ
ِ
السعادة : مقومات
صابر .
وجسم ٌ ٌ ذاكر ،شاكر ،ولسا ٌن ٌ قلب ٌ ٌ
وعليك بالشكر عن النعم والصرب عند النقم واالستغفار /من الذنوب .
ِ
السعادة ِ/
الشعراء ع ِن احلكماء ،وقصائد ِ العلماء ،وحكمة ِ مجعت لك ع ْلم ُ ْلو
وطر ِد ما ِ تذوقِهاِ َ /
وج ْلبها ،والبحث عنها ْ ،ملا وجدهتا حىت تعزم عزميةً صادقة على ُّ
من أتاين ميشي أتيتهُ هرولةً » . يضادها ْ « : ُّ
كتم أسرا ِرِه وتدب ِريه أمورهُ . : سعادة ِ
العبد ِ ومن
ُ
سر مقابل عشرِة دنانري ،فضاق ذكروا أ ّن أعربيّاً استُؤمن على ٍّ
عليه مقابل أ ْن وردها ِ صاحب الدنلن ِري َّ ، ِ بالسر ،وذهب إىل ِّ ذرعاً
مية ﴿ :الَ ثبات وص ٍرب وعز ٍ ألن الكتمان حيتاج إىل ٍ السر َّ ، يُفشي َّ
ُ
كشف
ُ
ِ
اإلنسان الضعف عند ِ ألن نِقاط ك ﴾ َّ ، اك َعلَى ِإ ْخ َوتِ َ ص ُرْؤ يَ َ ص ْ َت ْق ُ
متأص ٌل
ِّ مرض قدميٌ ،وداءٌ ٌ هلم ،وهو للناس ،وإفشاءُ أسرا ِره ْ ِ أوراقِ ِه
بإفشاء األسرا ِر ،ون ْق ِل األخبار .وعالقةُ ِ النفس ُمولعةٌ ِ
يف البشرية ،و ُ
فالغالب عليه أن يندم وحيزن من أفشى أسراره ِ
السعادة َّ
ُ أن ْ مبوضوع
ِ هذا
تم .وي ْغ َّ
ِ
األدبية ،فليعُ ْد ب يف رسائلِ ِه كالم خالَّ ٌ ٌ
ِ
الكتمان ِ
للجاحظ يف و
ِ
َأحداً ﴾ ،وهذا ف َواَل يُ ْشع َر َّن بِ ُك ْم َ من أراد .ويف القرآن َ ﴿ :ولْيََتلَطَّ ْ إليها ْ
السر فيه ضربةُ ِ
العنق أكتم َّ و : يقول ايب
ُّ ر األعو ، السر
ِّ ِ
كتمان أصل يف
ُ ٌ
.
***************************************
لن تموت قبل أجلِك
اعةً َوالَ يَ ْسَت ْق ِد ُمو َن ﴾ . ِ
َأجلُ ُه ْم الَ يَ ْستَْأخ ُرو َن َس َ ﴿ فَِإ ذَا َجاء َ
املوت ، ِ ات كثريًة قبل للجبناء الذين ميوتون مر ٍ ِ
هذه اآليةُ عزاءٌ
يعج ُل
أن هناك أجالً مسمى ،ال تقدمي وال تأخري ،ال ِّ ف ْليعلموا َّ
بشر ،ولو اجتمع أهل اخلافقنْي ،وهذا يؤجله ٌ هذا املوت أح ٌد ،وال ِّ
اءت َس ْك َرةُللعبد الطمأنينة والسكينة والثبات َ ﴿ :و َج ْ ِ جيلب حد ِ
ذاته يف ِّ
ُ
ِ
ْح ِّق ﴾ . ال َْم ْوت بِال َ
نص ُرونَهُ ِمن ِ ٍِ ِ
أن التعلُّق بغ ِري اهلل شقاءٌ ﴿ :فَ َما َكا َن لَهُ من فَئة يَ ُ اعلم َّ و ْ
ِ ِ ِ ِ
ين ﴾ . ُدون اللَّه َوَما َكا َن م َن ُ
المنتَص ِر َ
للذهيب ثالثةٌ وعشرون جملداً ،ترجم فيها ِ
النبالء ) ِ
أعالم ( ِسَي ُر
ِّ
ياء والشعر ِاء ، امللوك واألمر ِاء والوزر ِاء واألثر ِ اخللفاء و ِ العلماء و ِ ِ للمشاه ِري من
جتد حقيقتني مهمتني : الكتاب ُ ِ وباستقر ِاء هذا
ٍ مال أو و ٍ اهلل من ٍ أن من تعلَّق بغ ِري ِ
منصب أو لد أو ْ األولى ْ َّ :
وحم ِق ِه ِ
حرفة ،وكلهُ اهللُ إىل هذا الشيء ،وكان سبب شقاِئِه وعذابِِه ْ ٍ
سبُو َن ََّأن ُهم ُّم ْهتَ ُدو َن ﴾ .فرعو ُن ح يو ِ
يل السبِ
َّ ِ
ن ع م ه ن
َودُّ ص يَل م ه َّ
ن ِإو ﴿ : ه ِ
وسحق ِ
َ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ُ َ
لد ﴿ : الوليد والو ُ
خلف والتجارةُ ،و ُ ٍ بن ِ
املال ،وُأميَّةُ ُ ب قارو ُن و ُ واملنص ُ
ت َو ِحيداً ﴾ . ذَ ْرنِي َوَم ْن َخلَ ْق ُ
النسب ،أبو مسلم والسلطةُ ، ٍ
أبو جهل واجلاهُ ،أبو هلب و ُ
ات والوزارةُ . األرض ،ابن الفر ِ ِ العلو يف احلجاج و ُّ املتنبئ والشهرةُ ،و َّ
ُ
أعزه ورفعه
وتقرب منه َّ ، باهلل وعمل له َّ اعتز ِ أن م ِن َّ الثانيةُ َّ :
بالل ٍ
عشرية ُ : مال وال أهل وال ٍ منصب وال ٍ ٍ نسب وال ٍ وشرفه بال َّ
هيب والتضحيةُ ،عطاءٌ والعِْل ُم ﴿ ، ص ٌ واألذا ُن ،سلما ُن واآلخرةُ ُ ،
الس ْفلَى َوَكلِ َمةُ اللّ ِه ِه َي الْعُلْيَا ﴾ .
ين َك َف ُرواْ ُّ ِ َّ ِ
َو َج َع َل َكل َمةَ الذ َ
***************************************
ِ
الجالل واإلكر ِام » « يا ذا
اجلالل واإلكرِام » .أي ِ صح عنه أنهُ قال « :ألظُّوا بيا ذا َّ
حي يا أعظم :يا ُّ أكثروا منها ،وداوموا عليها ،ومثلُها و ْ الزموها ،و ُ
لرب العاملني الذين إذا ُدعي به أجاب األعظم ِّ
ُ االسم
ُ قيوم .وقيل :إنه ْ
للعبد إال أ ْن يهتف هبا وينادي ويستغيث ِ ،وإذا سئل به أعطى .فما
الفالح ِ ﴿ :إ ْذ تَ ْستَ ِغيثُو َن َربَّ ُك ْم
الظفر و َ الفر َج و َ ويدمن عليها ،لريى َ
اب لَ ُك ْم ﴾ . استَ َج َ فَ ْ
أعياد : أيام كأهنا حياة املسل ِم ثالثةُ ٍ ِ يف
ٌ
استَ ِجيبُواْ
لم من املعاصيْ ﴿ : ويس ُ
يؤدي فيه الفرائض مجاعةً ْ ، يوم ّ ٌ
ول ِإ َذا َد َعا ُكم ﴾ . لر ُس ِ لِلّ ِه َولِ َّ
ويعود إىل ربِِه ُ وينخلع من معصيتِ ِه ، ُ يتوب فيه من ذنبِ ِه ، ُ ويوم
ٌ
اب َعلَْي ِه ْم لِيَتُوبُواْ ﴾. ﴿ :ثُ َّم تَ َ
ٍ ويوم يلقى فيه ربِّه على ٍ
أحب
أحب لقاء اهلل َّ ((م ْن َّ وعمل مربوٍر َ : حسنة ٍ خامتة ٌ
اهللُ لقاءهُ )) .
ِ
اطلب الرزق وال تح ِر ْ
ص
ض ِإالَّ
اَألر ِ ٍِ ِ الدودةُ يف الطِّ ِ
رب العاملنيَ ﴿ :وَما من َدآبَّة في ْ ني يرزقُها ُّ
َعلَى اللّ ِه ِرْزُق َها﴾.
الطير ، َ الشكور (( :كما يرز ُقُ الغفور
ُ يطعمها
ُ الطيور يف الوكوِر ُ
وتروح بِطاناً )) . ُ تغدو ِخماصاً
األرض والسماء ﴿ :يُط ِْع ُم َوالَ يُط َْع ُم ﴾ . ِ رب
املاء يرزقُه ُّ السمك يف ِ
ُ
السمك ،فال حتز ْن على رزقِك . الدودة والط ِري و ِ ِ وأنت أزكى من
بعدهم عن ِ
اهلل بسبب ِوضيق الصدر إال ِ الكدر ُ الفقر و ُ عرفت أناساً ما أصابُ ُه ُم َ ُ
ِ ٍ
منمن ربِّه ويف خ ٍري ْ اسع وهو يف عافية ْ فتجد أحدهم كان غنيّاً ،ورزقُه و ٌ وجل ُ ، عز َّ َّ
الذنوب ،فسلبَهَ ربُّهِ بالصالة ،واقرتف كبائرِ اهلل ،وهتاون طاعة ِمواله ،فأعرض عن ِ
ومن ٍ ٍ عافية بدنِِه وسعة رزقِ ِه ،وابتالهُ بالف ْق ِر و ِّ
من نكد إىل نكد ْ ، الغم ،فأصبح ْ اهلم و ِّ
ٍ ٍ
ك بِ َّ
َأن ضنكاً ﴾ ﴿ .ذَلِ َ ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ
شةً َ بالء إىل بالء َ ﴿ :وَم ْن َأ ْع َر َ
ك ُمغَيِّراً ِّن ْع َمةً َأْن َع َم َها َعلَى َق ْوٍم َحتَّى ُيغَِّي ُرواْ َما بَِأن ُف ِس ِه ْم ﴾ َ ﴿ .وَمااللّهَ لَ ْم يَ ُ
صيب ٍة فَبِما َكسب ْ ِ ِ
ت َأيْدي ُك ْم َوَي ْع ُفو َعن َكثِي ٍر ﴾ َ ﴿ .وَألَّ ِو ْ
اسَت َق ُاموا َأصابَ ُكم ِّمن ُّم َ َ َ َ َ
ِ
دقاً ﴾ . اهم َّماء غَ َ َعلَى الطَّ ِري َقة ْ
َأَلس َق ْينَ ُ
القاتل
ُ هنيئاً مريئاً أيُّها أتبكي على ليلى وأنت
**************************************
يم ﴾ الصرا َط المستَ ِ
ق ِّ ـا ـ ـ
َ ن ﴿ ِ
اهد
ُ َ َ
ِ
الهداية سر
ُّ
لن ينعم هبا ،إال م ِن اتبع ِ
لن جيدها و ْ لن يهتدي للسعادة و ْ وْ
اآلخر يف
ُ الصراط املستقيم الذي تركنا حمم ٌد على طرفِ ِه ن وطرفُه
ص َراطاً ُّم ْستَ ِقيماً﴾. اهم ِ ِ
جنات النعي ِم َ ﴿ :ولَ َه َد ْينَ ُ ْ
ِ
حلس ِن العاقبة ،و ٌ
اثق مطمئن ْ ٌّ فسعادةُ من لزم الصراط املستقيم أنهُ
بقضاء موالهُ ، ِ موعود ربِِّه ،ر ٍ
اض ِ ساكن إىل طيب املص ِري ،ِ من
ٌ ْ
يهديه على هذا ِ ان له هادياً يعلم َّ خمبت يف سلوكِ ِه هذا
السبيل ُ ، ُ ٌ
من غوى ، الصر ِ
يتبع ْ ينطق عن اهلوى ،وال ُ ُ معصوم ال
ٌ اط ،وهو
ات القر ِان الشيطان ،وعثر ِ ِ ِ
نزغات من
حجةٌ على الورى ،حمفو ٌظ ْ َق ْولُهُ َّ
ات ِّمن َب ْي ِن يَ َديْ ِه َوِم ْن َخل ِْف ِه يَ ْح َفظُونَهُ ِم ْن َْأم ِراإلنسان ﴿ :لَهُ ُم َع ِّقبَ ٌ ِ ِ
وسقطات ،
اللّ ِه ﴾ .
يعلم َّ ِِ
أن له إهلاً ،وأمامهُ جيد السعادة يف سلوكه هذا الصراط ؛ ألنهُ ُ العبد ُ
وهذا ُ
ِ ِِ
ذاهب إىل نعي ٍم ،أسوًة ،وبيده كتاباً ،ويف قلبِه نوراً ،ويف خلده ،واعظاً ،وهو ٌ
شاء ﴾ . ِ ِ ِِ
ك ُه َدى اللّه َي ْهدي به َمن يَ َ ُ وساع إىل خ ٍري ﴿ :ذَلِ َ طاعة ٍ ، وعامل يف ٍ
ٌ
اهلل يف قليب وهذا ما إن نور ِ َّ أين ما يُدعى ظالماً يا رفيق
اهلداية و ِ
اإلميان ِ فاملعنوي :صرا ُط
ٌّ معنوي ِ
وح ِّس ٌّي ، ٌّ ومها صراطان :
نت الدنيا ِ
اإلميان على م ِ احلسي :الصرا ُط على منْت ِ جهنم ،فصرا ُط ،و ُّ
األخروي على منْت ِ جهنم ُّ ات ،والصرا ُط الفانية له كالليب من الشهو ِ
ِ
ٌ
فمن جتاوز هذا الصراط بإميانِِه جتاوز ِ
كالليب كشوك السعدان ْ ،
ِ
ُ له
العبد إىل الصر ِ
اط ُ إيقانه ،وإذا اهتدى ِ ذاك الصراط على حس ِ
ب ْ
وغمومه وأحزانُه .
ُ مهومه
الت ُاملستقي ِم ز ْ
***************************************
****
من أراد الحياة الطيبة ِ ٍ
عشر زهرات يقط ُفها ْ
ُ
ِ
ين بِ ْ
اَألس َحا ِر السحر لالستغفا ِر َ ﴿ :وال ُْم ْسَت ْغف ِر َ
جلسةٌ يف َّ .1
﴾.
اَألر ِ
ض للتفك ِر ﴿ :ويَت َف َّكرو َن فِي َخل ِْق َّ ِ
ُّ
الس َم َاوات َو ْ ََ ُ وخلوةٌ .2
﴾.
ين يَ ْدعُو َن َّ ِ وجمالسةُ الصاحلني ﴿ :و ْ ِ
ك َم َع الذ َ سَ اصب ْر َن ْف َ َ .3
َرَّب ُهم ﴾ .
الذ ْكر ﴿ :اذْ ُك ُروا اللَّهَ ِذ ْكراً َكثِيراً ﴾ . و ِّ .4
اشعُو َن ﴾ . خبشوع ﴿ :الَّ ِذين هم فِي صاَل تِ ِهم َخ ِ ٍ ور ِ
كعتان .5
َ ْ َ ُْ
وتالوةٌ بتدبٍُّر َ ﴿ :أفَالَ َيتَ َد َّب ُرو َن الْ ُق ْرآ َن ﴾ . .6
احلر (( :يدع طعامه وشرابه ِ ٍ
شديد ِّ يوم وصيام
ُ .7
أجلي )) . من
وشهواته ْ
تنفق خفاء (( :حتى ال تعلم شمالهُ ماٍ يف وصدقةٌ .8
ُ
يمينُه )) .
ٍ
ِ
مسلم عن
ْ فرج من َّ عن مسل ٍم ْ (( : ف كربة ْ .9وك ْش ُ
كرب ِ
يوم ِ من من ُك ِ
ْ فرج اهللُ عنه كربةً رب الدنيا َّ كربةً ْ
ِ
القيامة )) .
الفانية َ ﴿ :واآْل ِخ َرةُ َخ ْي ٌر َو َْأب َقى ﴾ .
ِ وزه ٌد يف ْ .10
تلك عشرةٌ كاملةٌ .
ص ُمنِي ِم َن ال َْماء ﴾ . نوح قولُه ﴿ :سآ ِوي ِإلَى جب ٍل ي ْع ِ شقاء اب ِن ٍ ِ من
ََ َ َ ْ
أعز وأمنع . أجل و َّ األرض و ِ
السماء لكان ِ رب
ولو أوى إىل ِّ
َّ
فتقمص ثوباً ليس ُأميت َّ . ِ ِ
ومن شقاء النمرود قولهُ :أنا ُأحيي و ُ
حتل له ،فُبِ ِهت وخسأ وخاب . له ،واغتصب صفةً ال ُّ
ال اآْل ِخ َرِة َواُأْلولَى ﴾ . ﴿ فََأ َخ َذهُ اللَّهُ نَ َك َ
الفالح مجلةٌ
ِ اث امللَّ ِة عبارةٌ ،ورايةُ السعادة كلمةٌ ،ومري ُ ِ مفتاح
ُ
اهلل رسول ِ ُ ،فالكلمةُ والعبارةُ واجلملةُ هي :ال إله إال اهللُ .حمم ٌد
.
ت ِ ِ
األرض :أن يُقال لهُ يف السماء :صدقْ َ من نطقها يف سعادةُ ْ
ص َّد َق بِ ِه ﴾ . ﴿ :والَّ ِذي جاء بِ ِّ ِ
الص ْدق َو َ َ َ
من عمل هبا :أ ْن ينجو من الدما ِر والشَّنا ِر والعا ِر والنا ِر وسعادةُ ْ
ين َّات َقوا بِ َم َف َازتِ ِه ْم ﴾ . َّ ِ
َ ﴿ :وُينَ ِّجي اللَّهُ الذ َ
صَر ويُ ْش َكَر َ ﴿ :وِإ َّن ُجن َدنَا من دعا إليها :أ ْن يٌعان ويُْن َ وسعادةُ ْ
لَ ُه ُم الْغَالِبُو َن ﴾ .
عز َ ﴿ :ولِلَّ ِه ال ِْع َّزةُ َولَِر ُسولِ ِه
كرَم ويُ َّ
من أحبَّها :أ ْن يُرفع ويُ َ
وسعادةُ ْ
ين ﴾ . ِ ِِ
َولل ُْمْؤ من َ
ات ِإلَى بالل الرقيق فأصبح حراً ﴿ :ي ْخ ِرج ُهم ِّمن الظُّلُم ِ هتف هبا ٌ
َ َ ُ ُ ّ ُ
ُّوِر ﴾ .
الن ُ
اهلامشي ،فمات عبداً ذليالً حقرياً : ُّ وتلعثم يف نطقهاِ أبو ٍ
هلب
﴿ َوَمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم ﴾ .
ٍ
إلميانية البشري الفاين إىل قم ٍم َّ حيول الركام إهنا اإلكسرِي الذي ِّ
ُ
شاء ِمن ِعب ِ ِ ِ ِ ٍ
ادنَا ﴾ . ربانية طاهرٍة َ ﴿ :ولَكن َج َعلْنَاهُ نُوراً َّن ْهدي بِه َم ْن نَّ َ ْ َ
فإن العذاب الواصب أعرضت ع ِن اآلخرِة َّ ، ْ ال تفر ْح بالدنيا إذا
ك ينتظرك َ ﴿ :ما َأ ْغنَى َعنِّي َمالِي ْه{َ }28هلَ َ ُ َّكال
الغل والن ُ يف طر ِيقك ،و َّ
اد ﴾ .ك لَبِال ِْمرص ِ َعنِّي ُس ْلطَانِي ْه ﴾ ِ ﴿ .إ َّن َربَّ َ
ْ َ
فإن اإلعراض الصمد َّ ، ِ لد إذا أعرضت عن الو ِ
احد وال تفرح بالو ِ
ْ
ت َعلَْي ِه ُم اخلذالن ،وغايةُ اخلسر ِان ،وهنايةُ اهلو ِان َ ﴿ :و ُ
ض ِربَ ْ ِ كل
عنه ُّ
الذلَّةُ َوال َْم ْس َكنَةُ ﴾ .
ِّ
حمق
فإن إساءة العمل ٌ وال تفر ْح باألمو ِال إذا أسأت األعمال َّ ،
اب اآْل ِخ َرِة َأ ْخ َزى ﴾ وتباب يف املص ِري ،ولعنةٌ يف اآلخرِة َ ﴿ :ولَ َع َذ ُ ٌ
ِ
للخامتة
صالِحاً ﴾ ِ ِ
آم َن َو َع ِم َل َ
﴿ َوَما َْأم َوالُ ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُكم بِالَّتي ُت َق ِّربُ ُك ْم عن َدنَا ُزلْ َفى ِإاَّل َم ْن َ
.
*************************************
وقف ـةٌ
ِ
الدعاء أستغيث )) :يف رفع هذا قيوم برحمتِك
ُ حي يا ُ (( يا ُّ
ِ
الكمال ، ِ
صفات متضمنةً جلميع
ِّ ِ
احلياة فإن صفة مناسبةٌ بديعةٌ َّ ،
األفعال ،وهلذا ِ ِ
صفات متضمنةٌ جلمي ِع
ِّ مستلزمةٌ هلا ،وصفةُ القيَّوميةُ
األعظم الذي إذا ُد ِع َي به أجاب ،وإذا ُسئل به ُ
كان اسم ِ
اهلل ُ
ِ
األسقام واآلالم تضاد مجيع التامة
القيوم .واحلياةُ َّ احلي
اسم ُّ
ُّ ُ أعطى :هو ُ
غم وال هم وال ٌّ اجلنة ،ملْ يلح ْق ُه ْم ُّ أهل ِ لت حياةُ ِ كم ْ؛ وهلذا ملا ُ
باألفعال ،وتنايف ِ تضر ِ
احلياة ُّ اآلفات .ونقصا ُنِ َحَزٌن وال شيءٌ من
ِ
احلياة ال التام
املطلق ُّ فاحلي ِ
احلياة ، ِ
لكمال ِ
القيومية فكمال
ُ القيومية ،
ُ ُّ
يتعذ ُر عليه ْفعل ممكن ألبتة ، القيوم ال َّ ِ
تفوتُه صفةُ الكمال ألبتة ،و ُ
ويضر
ُّ ضاد احليا َةالة ما يُ ُّ القومية له تأثري يف إز ِ احلياة و ِ ِ ِ
بصفة فالتوسل
ٌ ُ
ِ
باألفعال .
الشاعر :
ُ قال
حيث
ُ احملبوب من
ُ وختشى وال من حيثما املكروهُ ْ لعم ُرك
ْ
ينفع ِ
الناس ليس بكائ ِن ِ
اهلم الذي ليس ُ
درُك ِّفما ْ خوف أكثر
و ُ
*************************************
مع األم ِر الواق ِع
تعام ْل َ
َ
ِ
سلت عنهُ
ْ الشيء أيست من عز هان ،وإذا ْ هونت ما ق ْد َّ إذا َّ
ضلِ ِه ورسولُه ِإنَّا ِإلَى اللّ ِه ر ِ ِ
اغبُو َن ﴾ .َ نفسك َ ﴿ :س ُيْؤ تِينَا اللّهُ من فَ ْ َ َ ُ ُ
ُ
نافذة وكان بأصبعِه اليسرى خامت ، ٍ من أت َّ
أن رجالً قفز ْ قر ُ
املسار ِ
الرجل اقتلع ِ
سقوط ِ
النافذة ،ومع فنشب اخلامتُ مبسما ِر يف
ُ
أكاد
ُ نفس ِه :ال
يقول عن ِ
بع أصابع ْ ُ ، أصبعه من أصلها ،وبقي بأر ُ
أتذكر أن يل أربع أصابع يف ٍ
فقدت أصبُعاً من ُ فحسب ،أو أنين ُ يد ُ َّ ُ
أتذكر تلك الواقعةَ ،وإال فعلمي على ما ير ُام ، ُ أصابعِي إال حينما
ونفسي راضيةٌ مبا حدث (( :ق ّدر اهللُ وما شاء فعل )) .
ملرض أصابهُ ،فعاش ٍ فيده اليسرى من الكتِ ِ ت ُأعرف رجالً بُرِت ْ
و ُ
بطالقة ،ويؤدي عمله ٍ
يقود سيارتهُ
ورزق بنني ،وهو ُ وتزوج ُ ،طويالً َّ
تياح ،و َّ ِ
خيلق له إال يداً واحد ًة (( :ارض مبا قسم اهللُ كأن اهلل مل ْ بار ٍ
تكن أغىن الناس )) . لك ْ ،
من حص ٍري ِ ِ ِ ِ
نتأقلم مع وضعنا وحياتنا ،قبل مخسني سنةً كان قاعُ البيت بساطاً ْ ما أسرع ما نتكيَّف مع واقعنا ،وما أعجب ما ُ
وحتاكمنا إىل واستمرت معيشتُنا ،ألننا رضينا وسلَّمنا وقامت حياتُنا من فخا ٍر ،وقصعةً ،وجفنةً ،وإبريقاً ، ٍ ِ
ْ ْ ْ النخل ،وقربة ماء ،وقدراً ْ
واق ِعنا.
نع وإذا تُ ُّرد إىل ٍ
قليل ت ْق ُ والنفس راغبةٌ إذا َّ
رغْبتها
ِ ِ ِ ِ
ُ
اجلماجم
ُ وكادت وهاجت الدائرةُ ،
ْ وقعت قتنةٌ بني قبيلتني يف الكوفة يف املسجد اجلام ِع ،فسلُّوا سيوفهم ،وامتشقوا رماحهم ،ْ
لب غنمه ، قيس ،فوجده يف بيتِه حِي ٍ ِ
ن ب ِ
األحنف ، ِ
م احللي ِ
والرجل ِ
ري الكب لح
ِ ص امل عن ليبحث ِ
املسجد من ِ
الناس أحد وانسل ، األجساد تفارق
ُ
ُ ُ ُْ َّ ُ َ
ِ
اهتزت يف جسمه شعرةٌ وال اضطرب ِ اخلرب فما ِ ِ
ْ أحنف الرجلني ،فأخربوه َ ُ حنيف البنية ،
حنيل اجلسم ُ ،
عليه كساءٌ ال يساوي عشرة دراهم ُ ،
ِ
حيدث شيءٌ ،فإذا إفطارهٌ ك ْسرةٌ من إفطاره وكأ ْن مل ْ ِ
؛ ألنه قد اعتاد الكوارث ،وعاش احلوادث ،وقال هلم :خرياً إ ْن شاء اهللُ ،مث قُدِّم له ُ
ماء دجلة ، الشام ،مع ِ وزيت من ِ اليابس ،وزيت وملح ،وكأس من ِ ِ اخلب ِز
من بُِّر العراق ٌ ، محد اهللَ ،وقال :بٌُّر ْ
فسمى وأكل ،مثَّ َ املاء َّ ، ٌ ٌ ٌ
وطفحت غليه
ْ ت إليه أعناقُهم ، الناس اشرأبَّ ْ
فلما رآه ُ اجلموع ّ ،
ِ لنعم جليلةٌ .مث لبس ثوبَهَ ،وأخذ عصاهُ ،مث دلف على
وملح مرو ،إهنا ٌ
شيء ،وهدأت الثائرةُ التفرق ،فذهب كل واحداً منهم ال يلوي على ٍ صْل ٍح ،مثَّ طلب من ِ
الناس ُّ
ْ ُّ يقول ،فارحتل كلمة ُ
عيوهُن م ،وأنصتوا ملا ُ
ِ
وماتت الفتنةُ . ،
ِ
ب قميصه َم ْرقوعُ
وجي ُ
َخلَ ٌق ْ يدرك الشرف الفىت
ُ ق ْد
دروس ،منها : ِ
القصة في
ٌ
ليست دليالً ِ
الشيء أن قلَّة
واملظه ِر ،و َّ ِ
باألهبة ليست َّ
أن العظمة
ْ ْ
ِ
األشياء والرتفُِّه ﴿ :فَ ََّأما ليست بكثرِة ِ
الشقاء ،وكذلك السعادةُ على
ْ
ول َربِّي َأ ْك َرَم ِن{َ }15و ََّأما ِإذَا َما نسا ُن ِإذَا َما ْابتَاَل هُ َربُّهُ فََأ ْك َرَمهُ َوَن َّع َمهُ َفَي ُق ُ اِإْل َ
ول َربِّي ََأهانَ ِن ﴾ . ْابتَاَل هُ َف َق َد َر َعلَْي ِه ِرْزقَهُ َفَي ُق ُ
السامية هي قيمةُ اإلنسان ،ال ْثوبُهُ وال ِ ِ
الصفات أن املواهب و و َّ
ِ
وعقله : ِ
وحلمه علمه و ِ
كرمه ِ دارهُ ،إهنا وزنهُ يف ص ُرهُ وال ُ نعلُهُ وال قَ ْ
ليست
ْ مبوضوعنا أن السعادة ِ ﴿ ِإ َّن َأ ْك َرَم ُك ْم ِعن َد اللَّ ِه َأْت َقا ُك ْم ﴾ .وعالقةُ هذا
الذهب والفض َِّة ، ِ املنيف ،وال يف ِ القص ِر
ْ الفاحش ،وال يف ِ يف الثر ِاء
اقه ﴿ :فَالَ بأنسه ،بإشر ِ ِ بإميانه ،برضاهُ ، ِ ِ
القلب لكن السعاد َة يف و َّ
ك َفلَْي ْف َر ُحواْ ُه َو ض ِل اللّ ِه َوبَِر ْح َمتِ ِه فَبِ َذلِ َ
ك َْأم َوالُ ُه ْم َوالَ َْأوالَ ُد ُه ْم ﴾ ﴿ قُ ْل بَِف ْ ُت ْع ِج ْب َ
َخ ْي ٌر ِّم َّما يَ ْج َمعُو َن ﴾ .
ِ
بالقضاء والقد ِر عو ْد نفسك على التسلي ِم
تفعل إذا ملْ
ُ ،ماذا ِّ
نفقاً أو ُسلَّماً يف ِ
األرض هل تتخ ُذ يف ِ ِ
تؤمن بالقضاء والقدر ْ ، ْ
ِ
القضاء والقد ِر .إذ ْن لن ينقذك من و ، ذلك ينفعك لن ، ِ
السماء
ْ ْ
احلل ؟
فما ّ
ت َولَ ْو ُكنتُ ْم فِي ُب ُر ٍ
وج الحل :رضينا وسلَّمناَْ ﴿ :أينَ َما تَ ُكونُواْ يُ ْد ِر ُّ
كك ُم ال َْم ْو ُ ُّ
شيَّ َد ٍة﴾.
ُّم َ
األوقات يف عمري : ِ أعنف األيام يف حيايت ،ومن أفظ ِع ِ من
ْ
حممد – ٍ املختص بب ِرت يد أخي ُّ الطبيب تلك الساعةُ اليت أخربين فيها
ُ
وغالبت ِ
كالقذيفة ، الكتف ،ونزل اخلربُ على مسعي ِ رمحه اهللُ – من
ُ
صيبَ ٍة ِإاَّل بِِإ ْذ ِنقول املوىل َ﴿ :ا َأصاب ِمن ُّم ِ وثابت روحي إىل ِ ْ نفسي ،
َ َ
ين َّ ِ
ين{ }155الذ َ
ش ِر َّ ِ
الصاب ِر َ اللَّ ِه َوَمن ُيْؤ ِمن بِاللَّ ِه َي ْه ِد َقلْبَهُ ﴾ ،وقو ِله َ ﴿ :وبَ ِّ
صيبةٌ قَالُواْ ِإنَّا لِلّ ِه وِإنَّـا ِإلَْي ِه ر ِ
ِ
اجعو َن ﴾ . َ َ ِإذَا َ
َأص َاب ْت ُهم ُّم َ
وروحاً ورحْي اناً . اآليات ْبرداً وسالماً ْ ُ كانت هذه ْ
ِ
اإلميان والتسلي ِم فنحتال ،إمنا احليلةُ يف ُ ٍ
حيلة وليس لنا من
ب َعلَى َْأم ِرِه ﴾ ﴿ َوِإذَا ِ
ب َْ ﴿ ،أم َْأب َرُموا َْأمراً فَِإ نَّا ُم ْب ِرُمو َن ﴾ ﴿ َواللّهُ غَال ٌ فَ َح ْس ُ
ول لَهُ ُكن َفيَ ُكو ُن ﴾ . ضى َْأمراً فَِإ نَّ َما َي ُق ُ قَ َ
أبناء هلا يف بعة ٍ بقتل أر ِ احدة ِ حلظة و ِ ٍ إن اخلنساء النخعيةَ خُت ربُ يف
وشكرت محدت رهَّب ا ، ِ بالقادسية ،فما كان منها إال أ ْن ِ سبيل ِ
اهلل ِ
ْ
القضاء ؛ َّ
ألن ِ ِ
وحلول لطف االختيا ِر ، موالها على حسن الصني ِع ،و ِ
ُْ
تشكر ينقطع ،فمثلُها ني ال اإلميان ،ورافداً من اليق ِ ِ هناك معيناً من
ُ ُ
البديل
ُ تفعل هذا فما هو ْ وتسعد يف الدنيا واآلخرِة ،وإذا ملْ ُ ؤجر
وتُ ُ
الرفض ،مث خسارةُ الدنيا واآلخرِة اض و ُ التضج ُر واالعرت ُ ط و ُّ التسخ ُ
ُّ إذ ْن ؟!
ط )) . ومن سخط فله السخ ُ الرضا ْ ، فمن رضي فلهُ َّ ! (( ْ
هلل وإنّا إليه األزمات ،قولُنا :إنّا ِ ِ املصائب وعالج ِ إن بلسم
راجعون .
إليه ،فاملبدُأ منه ،واملعاد إليه ،واألمر ِ
بيده ،فليس لنا من األم ِر ُ ُ
ملك ِه ،وحنن نعود ِ
ُ ُ
هلل ،فنحن خْل ُقه ويف ِ
ُ َ
كلُّنا ِ والمعنى :
شيءٌ .
شيء إذا ٍ فكيف أبكي على متلك األشياء نفسي اليت ُ
ت
ك َميِّ ٌ ﴿ ُك ُّل من َعلَْي َها فَ ٍ
ان﴾ ِ﴿،إنَّ َ َْ ﴿ ُك ُّل َش ْي ٍء َهالِ ٌ
ك ِإاَّل َو ْج َههُ ﴾ ،
َّميِّتُو َن﴾ . َوِإَّن ُهم
موت ابنك ،أو صاعق باحرت ِاق بيتِك ،أو ِ ِ لو فوجئت خب ٍرب
اآلن وطِّ ْن نفسك ،الذهاب مالك فماذا عساك أ ْن تفعل ؟ من ِ ِ
ص َد » ِ
بالمال « ما عال م ِن ا ْقتَ َ رفقاً
أحده ْ/م :
قال ُ
عم وعن ِ إن العَِّز يف ِ
خال عن ٍّ ْ واستغ ِن ما شئت ْ املال امجع نقودك َّْ
وج ِه ِه أو ِ ِ ِ ِ
عدم إن الفلسفة اليت تدعو إىل تبذي ِر املال وتبديده وإنفاقه يف غ ِري ْ َّ
ِ
املتصوفة جهلة بصحيحة ،وإمنا هي منقولةٌ من عبَّ ِاد ِ
اهلنود ،ومن ِ ٍ ليست ِ
ْ ْ ُ مجعه أصالً ْ
.
ِ
وإنفاقه يف يف ، يف ،وإىل مج ِع ِ
املال الشر ِ الكسب الشر ِ
ِ إن اإلسالم يدعو إىل َّ
المال الصالح في ِ
يد العبد عزيزاً مباله ،وق ْد قال (( : نِعم ُ
يف ،ليكون ُ ِ
الوجه الشر ِ
ُ
حسن .
حديث ٌ ٌ الصالح)) .وهو
ِ ِ
الرجل
فهل ِ َّ
الفقر املضين املهلك ْ (( :ُ أو ، الديون جيلب اهلموم والغموم كثرةُ
وإن مما ُ
تنتظرون إالَّ غنى مطغياً أو فقراً منسياً )) .ولذا استعاذ فقال (( :اللهم إني
من الكف ِر والف ْق ِر )) .و (( كاد الف ْق ُر أ ْن يكون كفراً )) .
أعوذُ بك َ
ابن ماجة (( :ازه ْد في الدنيا ِ
يتعارض مع احلديث الذي يرويه ُ ُ وهذا ال
أن ِ
فيه ضعيفاً . الناس )) .على َّ يحبّك اهللُ ،وازه ْد فيما عند ِ
الناس يحبُّك ُ
ِ
استجداء ِ
الناس الكفاف ،وما يكفيك عن
ُ لكن المعنى :أن يكون لك َّ
عنهم ، ِ ِ
وجهك ْ َ يكف
بل تكو ُن شريفاً نزيهاً ،عندك ما ُّ وطلب ما عندهم من املال ْ ،
(( ومن يستغ ِن يُغنِه اهللُ )) .
من أن تَ َذ َرُه ْم عالةً
خير ْ
ك أغنياء ٌ ،الصحيح (( :إنك إ ْن تَ َذ ُر ورَثتَ َ
ِ ويف
ن الناس )) . َّ
يتكففو ُ
أناس ما استطاعوا هلا س ّداحقوق ٍ َأس ُّد به ما ق ْد أضاعوا َّ
وفرطوا ُ
أحدهم يف ِعَّز ِة ِ
النفس : يقول ُ
ُ
ِ أحسن األقو ِال قويل لك خ ْذ
أقبح األقوال كالَّ و ْ
لعل ُ ُ
اليد
السفلى )) ُ . خير من ِ
اليد ُّ ويف الصحيح (( :الي ُد العليا ٌ
السفلى اآلخذةُ أو السائلةُ ﴿ ،يحسبهم الْج ِ
اه ُل اليد ُّ
العليا املعطيةُ ،و ُ
َ ْ َُ ُ ُ َ
َّع ُّف ِ ِ ِ
ف﴾ . َأ ْغنيَاء م َن الت َ
وجل
عز َّ فإن اهلل َّ منهم رزقاً أو مكسباً َّ ، البشر فتطلب ْ َّ
والمعنى :ال تتملق َ
اإلميان قعساءُ ،وأهلُه شرفاءُ ،والعزةُ هلم ، ِ عزَة األجل واخل ْل َق َّ
ألن َّ و الرزق ن ِ
ضم
َ َ
ورؤوسهم دائماً مرتفعةٌ ،وأنوفُهم دائماً شاخمةٌ َ ﴿ :أيبَتغُو َن ِعن َد ُهم ال ِْع َّزَة فَِإ َّن ِ
الع َّزَة ُ َْ ُ
لِلّ ِه ِ
جميعاً ﴾ .قال ُ
الوردي :
ُّ ابن َ
من تلك أنا ال أرغب تقبيل ٍ
أحسن ْ ُ قطْعُها يد ُ
اخلجل
ْ ِرقِّها أو ال فيكفيين كنت
ُ عن صني ِع إ ْن جزتْين ْ
***************************************
****
ال تتعل ْق بغي ِر ِ
اهلل
جيلب اهلموم والغموم التعلُّ ُق
أن أكثر ما ُ ورأيت َّ
ُ منهم ؟!
والقلق ُ
ُ اخلوف من الناس
ُ والرزاق هو اهللُ ،فلماذا
ُ وامليت
ُ إذا كان احمليي
ِ
التوحيد . بذمهم ،وهذا من ِ
ضعف واحلرص على ثناِئهم ، ِ
والتضرر ِّ ْ
ُّ ُ منهم ،
والتقرب ُ
ُ رضاهم ،
ْ وطلب
ُ بالناس ،
األنام
وليتك ْترضى و ُ فليتك حتلو واحلياةُ مريرةٌ
كل الذي فوق الرت ِ
اب و ُّ الود فال ُك ُّل
صح منك ُّ إذا َّ
***************************************
الص ْد ِر
انشرح َّ
ِ أسباب
ُ
الصدر ،حىت يكون أوسع يوسع هسب صفاِئِه ونقاِئ
أهمها :التوحي ُد :فإنهُ حِب ِ
ُّ
َ ُ
من الدنيا وما فيها .
ض َعن ِذ ْك ِري يقول سبحانه وتعاىل َ ﴿ :وَم ْن َأ ْع َر َ وملح ٍد ُ ، شرك ِ وال حياة مل ٍ
ُ
شرهُ يوم ال ِْقيام ِة َأ ْعمى ﴾ .وقال سبحانه ﴿ :فَمن ي ِردِ فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ
َ ُ ضنكاً َونَ ْح ُ ُ َ ْ َ َ َ َ شةً َ
ِ ِ
ص ْد َرهُ لِإل ْسالَِم ﴾ .وقال سبحانه َ ﴿ :أفَ َمن َش َر َح اللَّهُ اللّهُ َأن َي ْهديَهُ يَ ْش َر ْح َ
ص ْد َرهُ لِِإْل ْساَل ِم َف ُه َو َعلَى نُوٍر ِّمن َّربِِّه ﴾ . َ
اب ﴿ ، القلق واالضطر ِ اخلوف و ِ الرهبة و ِ الصد ِر و ِ بضيق َّوتوعد اهللُ أعداءه ِ َّ
ب بِ َما َأ ْش َرُكواْ بِاللّ ِه َما لَ ْم ُيَن ِّز ْل بِ ِه ُس ْلطَاناً ﴾ ، الر ْع َ
ين َك َف ُرواْ ُّ س ُنل ِْقي فِي ُقلُ ِ َّ ِ
وب الذ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ص ْد َرهُوب ُهم ِّمن ذ ْك ِر اللَّه ﴾ ﴿ ،فَ َمن يُ ِرد اللّهُ َأن َي ْهديَهُ يَ ْش َر ْح َ ﴿ َف َويْ ٌل لِّ ْل َقاسيَة ُقلُ ُ
ص َّع ُد فِي َّ ِ ِ
الس َماء ﴾ . ضيِّقاً َح َرجاً َكَأنَّ َما يَ َّ ص ْد َرهُ َ لِإل ْسالَِم َوَمن يُ ِر ْد َأن يُضلَّهُ يَ ْج َع ْل َ
أكثرهم
الناس صدوراً ،و ُ النافع ،فالعلماءُ أشر ُح ِ العلم ُ الص ْد َر ُ : ومما يشر ُح َّ
ك َما النبوي َ ﴿ :و َعلَّ َم َِّ احملمدي
ِّ اثحبوراً ،وأعظمهم سروراً ،ملا عندهم من املري ِ
ْ ُ ْ ُ
لَ ْم تَ ُك ْن َت ْعلَ ُم ﴾ ﴿ ،فَا ْعلَ ْم َأنَّهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل اللَّهُ ﴾ .
القلب ،وضياء يف ِ
الوجه ، للحسنة نوراً يف ِ ِ الصالح َّ :
فإن العمل ومنها :
ً ُ ُ
الرزق ،وحمبةً يف ِ وسعةَ يف ِ
اهم َّماء غَ َدقاً ﴾ . قلوب اخل ْل ِق ْ ﴿ ،
َأَلس َق ْينَ ُ ََ
ومنها :الشجاعةُ :فالشجاعُ ُ
يؤول على الرمح ِن ،فال ُّ
هتمه ِ
األركان ،ألنه ُ قوي
ان ُّ ، البطان ،ثابت اجلنَ ِ
ِ واسع
ُ َ
التوجسات .
ُ األراجيف ،وال تزع ِزعُهُ
ُ هتزهُ
احلوادث ،وال ُّ
ُ
ض ُر ٍ
سندس ُخ ْ الليل إال وهي ِم ْن تردى ثبات ِ
هلا ُ املوت مُحْراً فما أتى َّ
الس ْم ُر ِ ِمن وما مات حىت مات مض ِرب ِ
سيف ِه
واعتلت عليه القنا ّ
ْ الضرب ُ
وظالم قامتٌ .
ٌ حاضر ،ووحشةٌ جامثةٌ ،
ٌ كدر
فإهنا ٌ اجتناب المعاصي :
ُ ومنها :
الذ َّل إدماهُن ا
ورث ُّ
وق ْد يُ ُ يت القلوب
رأيت الذنوب مُت ُ
ُ
﴿ ِ
واخللطة ، ِ
والطعام واملنام ِ
الكالم ِ
المباحات :من ومنها :اجتناب ِ
كثرة ُ
يب َعتِي ٌد ﴾ ِ ِ ضو َن ﴾ ﴿ ،ما يل ِْف ُ ِ َّ ِ
ظ من َق ْو ٍل ِإاَّل لَ َديْه َرق ٌ َ َ ين ُه ْم َع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِر ُ
َوالذ َ
﴿ ،و ُكلُواْ َوا ْش َربُواْ َوالَ تُ ْس ِرفُواْ ﴾ .
*************************************
ِ
القضاء فُ ِرغ من
ِ
واالضطراب ،فقال له واهلموم طبيب ِ
القلق ِ/ ِ
باهلواجس أحد املرضى
سأل َُ
فيه حركةٌ وال غ من ِ
خلق ِه وتدب ِريه ،وال يقع ِ اعلم َّ
ُ أن العامل ق ْد فر َ ْ املسلم ْ :
ُ الطبيب
ُ
ِ
الخالئق قبل أ ْن يَ ْخلُ َق ((إن اهلل كتب مقادير والغم؟! َّ
اهلم ُّ اهلل ،فلِم ُّ
مَهْس إال بإذن ِ
ٌ
الخلْق بخمسينـ ألف ٍ
سنة)) .
قال املتنيب على هذا :
األجل
ُ ك من الشَّع ِري وأبقى َ
ره َ ٍ
شظف ِمت ودرعُك مرهو ٌن على
حىت ُدعيت أبا ِ
األيتام يا بَطَ ُل ألن فيك معاين اليُْت ِ/م أعذبُهُ
َّ
ٍ
قصيدة أخرى : وقلت يف
ُ
كهف من العل ِم بيت من الط ِ شاهق ٍ كل قص ٍر ٍ
ني أو ٌ ٌ عمد عن ِّكفاك ْ
أروع اخلي ِم
من ِ ِ
ص َي اخليام اليت ْ نُ ْ تبين الفضائل أبراجاً مشيَّد ًة
ضى ﴾ ، ك َفَت ْر َ ف ُي ْع ِط َ
يك َربُّ َ س ْو َ ل
َ و }4 ى{َل اُأْلو ن مكِ َ ﴿ ولَآْل ِخرةُ َخ ْي ٌر لَّ
َ َ َ َ َ
﴿ ِإنَّا َأ ْعطَْينَ َ
اك الْ َك ْو َث َر ﴾ .
***************************************
نَصب الم ْن ِ
صب َ َ
الوردي : ابن متاعب ِِ
ُّ املنصب ،قال ُ
ُ احلياة من
ْ
ِ
مداراة الس َف ْل من ِ
يا عنائي ْ املنصب أوهي َجلَدي نصب
ُ
الو ْج ِه ِّ ،
والص ِّحة /والراحةَ ، ِ
ان ضريبةَ املنصب غاليةٌ ،إهنا تأخ ُذ ماء َ واملعىن َّ :
من ِِ ِِ ِ/
من عرقه ،من دم ْ ، الضرائب اليت يدفعُها يوميّاً ْ ، من تلك
وقليل َم ْن ينجو ْ
ٌ
تسأل اإلمارةَ)) .مسعتِه ،من راحتِه ،من عزتِه ،من شرفِه ،من كرامتِه (( ،ال ِ
ْ ْ ْ
ك َعنِّي ُس ْلطَانِي ْه ﴾ .
ت المرضعةُ وبِئست الفاطمةُ)) ﴿ َهلَ َ ((نِ ْعم ِ
َ
الشاعر :
ُ قال
أليس مصري ذلك ِ
للزوال ؟! هب الدنيا تصريُ غليك عفواً ِ
ُ
شيء ،فإىل أي شيء تذهب ؟ إىل ِ
الفناء َ ﴿ ،و َي ْب َقى أن الدنيا أتت بكل ٍ قد ِّْر َّ
ُ ْ
ْجاَل ِل َواِإْل ْك َر ِام ﴾ .
ك ذُو ال َ َو ْجهُ َربِّ َ
األوجاع .
ِ ين رأساً َّ ،
فإن الرأس كثريُ تكن يا بُ َّ
أحد الصاحلني البنه :ال ْ
قال ُ
تصل إال إىل هؤالء املقدَّمني . ِ ِ ِ ِ ُّر دائماً والرَّت ُّؤ س َّ ، واملعىن :ال حُتِ َّ
فإن االنتقادات والشتائم واإلحراجات والضرائب ال ُ ب التصد َ
عدل
ويل الس ْلطة هذا إ ْن ْ الناس أعداءٌ ملِ ْن
إن نصف ِ
َّ
***************************************
**
هيا إلى الصالة
الصالَ ِة ﴾ .
الص ْب ِر َو َّ استَ ِعينُواْ بِ َّ
آمنُواْ ْ ين َ
َّ ِ
﴿ يَا َُّأي َها الذ َ
ِ
الصالة . أمر فَزِع إىل كان إذا حزبه ٌ
بالل )) . يقول (( :أ ِرح ْنا بها يا ُ وكان ُ
ِ
الصالة )) . قرةُ عيني في ويقول ُ (( :جعلت َّ ُ
فاهرع إىل املصلَّى ِّ
فصل . ْ األمر ،وكثر امل ْك ُر ، إذا ضاق الصد ُر ،وصعُبُ /
األصحاب ،فعليك ُ وتغيَر
واختلفت الليايل َّ ، ْ أظلمت يف وج ِهك ُ
األيام ، ْ إذا
ِ
بالصالة .
بالصالة ِ ،
كيوم ي ْد ٍر ِ يشرح صدره ِ
العظيمة املهم ِ
ات النيب يف َّ
ُ كان ُّ
الفتح )
صاحب ( ِ ِ احلافظ ابن حج ٍر ِ واألحزاب وغ ِريها من املواط ِن .وذكروا ع ِن ِ
ففرج اهللُ عنهُ .اللصوص ،فقام يصلي َّ ، القلعة مبصر فأحط به أنه ذهب إىل ِ
ُ
لص يف إحدى أن رجالً من الصاحلني لقيه ٌّ وابن القي ِ/م َّ :
ابن عساكر ُ وذكر ُ
مهلة ليصلي ركعتني ،فقام فافتتح الشام ،فأجهز عليه ليقتله ،فطلب منه ٍ طرق ِ/ ِ
فرددهاضطََّر ِإذَا َد َعاهُ ﴾ َّ . يب ال ُْم ْ ِ ِ الصالة َّ ،
وتذكَر قول اهلل تعاىل ََّ ﴿ :أمن يُج ُ
جييب
من ُ رسول ْ
ُ حبربة َف َقتَ َل اجملرم ،وقال :أنا السماء ٍ ِ/ ملك من ثالثاً ،فنزل ٌ
اصطَبِ ْر َعلَْي َها ﴾ ِ ﴿ ،إ َّن َّ
الصاَل َة َت ْن َهى ك بِ َّ ِ املضطر إذا دعاهُ َ ﴿ .وْأ ُم ْر َْأهلَ َ
الصاَل ة َو ْ َّ
ت َعلَى ال ُْمْؤ ِمنِي َن كِتَاباً َّم ْوقُوتاً ﴾ . الصالَةَ َكانَ ْ شاء َوال ُْمن َك ِر ﴾ ِ ﴿ ،إ َّن َّ َع ِن الْ َف ْح َ
والغم ،الصالةُ على الرسول ﴿ : يَا اهلم َّ ويزيل َُّ يشرح الصدر، / ُ وإن ممَّا
صلُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً ﴾ . آمنُوا َ ين َ
َّ ِ
َُّأي َها الذ َ
أن ُأيَبَّ بن كعب – رضي اهللُ عنهُ – قال :يا الرتمذي َّ :
ِّ صح ذلك عند َّ
أجعل لك من صاليت ؟ قال (( :ما شئت )) .قال :الربع ؟ قال ِ
كم ُ رسول اهلل ْ ،
الثلُثنْي ؟ قال (( :ما شئت ،وإ ْن فخي ٌـر )) .قال ُّ : (( :ما شئت ،وإ ْن زدت ْ
غفر ذنبُك ،
كلها ؟ قال (( :إذ ْن يُ ُ
أجعل لك صاليت َّ
فخير )) .قال ُ :
زدت ٌ
همك )) .
وتُ ْكفى ُّ
من صلَّى ِ ِ ِ
والسالم على سيد اخل ْل ِق ْ (( : بالصالة يزول
اهلم ُ الشاهد ،أ ْن َّ
ُ وهنا
علي ليلة ِ
الصالة َّ عليه بها َع ْشراً )) (( .أكِثروا من علي صالةً واحدةً صلَّى اهلل ِ َّ
ُ
عرض ِ
الجمعة َّ ، ِ
علي)) .قالوا : /كيف تُ ُ صالتكم معروضةٌ َّ ْ فإن الجمعة ويوم
ِ
األرض أ ْن حرم على أرمت ؟! -أي بليت -قالَّ :
((إن اهلل َّ عليك صالتُنا وق ْد ْ
ِ
إن للذين يقتدون به ويتّبعون النور /الذي ُأنْ ِز َل معهُ األنبياء)) َّ . تأكل أجساد
ِ
ورفعة ذكر ِه . انشراح صد ِره وعُ ِّلو قد ِره
ِ نصيباً من
ِ
الرسول هي الصالةُ اإلبراهيميةُ :اللهم صل على ِ ِ
الصالة على أكمل ابن تيمية :
حممد ِّ ُ يقول ُ
ُ
ٍ
حممد كما بار ْكت على إبراهيم وعلى ِآل إبراهيم ٍ
حممد وعلى ِآل /
وبارك على / ٍ
حمم /د كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ْ ، وعلى آل َّ
يف العاملني .إنك محي ٌد جمي ٌد .
رميم
وحُي يي العظام البيض وهي ُ يعلم الغيب غريهُ
أما والذي /ال ُ
لئيم ٍ
خمافة يوم أ ْن يُقال ُ والزاد يُشتهى
كنت أطوي البطن ُلق ْد ُ
يقول :
رواده ليأكلوا معه ،ويؤانسوهُ ليشرح صدرهُ ُ ،
يأمر امرأته أ ْن تستضيف له ضيوفاً ،وأن تنتظر َّ َّ
إن هذا الكرمي ُ
لست آكلُه وحدي ِ
أكوالً فإين ُ إذا ما صنعت الزاد فالتمسي /لهُ
يعلن فلسفته الواضحة ،وهي معادلةٌ حسابيةٌ سافرةٌ :
يقول هلا وهو ُ
مثّ ُ
اآلفاق فيِه
ُ وأرى املؤمن كوناً ِ
تاهت اآلفاق تِ ْيه
ُ الكافر حريا ُن له
ُ إمنا
صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍرقول ربِّنا سبحانه َ ﴿ :م ْن َع ِم َل َ أصدق ُ ، ُ من ذلك و أعظم ْ و ُ
س ِن َما َكانُواْ َأح
ْ َأجرُهم بِ
ْ م
ْ َّه
ُ ن ي
َِ
ز ج
ْ ن
ََلوَ ة
ً ب
َ ي
َِّط ة
ً اي
َ ح
َ َّه
ُ ن ي
َ َْأو ُأنثَى َو ُهو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيِ
َ َ َ
َي ْع َملُو َن ﴾ .
وهناك شرطان :
الصالِح ِ ِ َّ ِ اإلميا ُن ِ
ات آمنُوا َو َعملُوا َّ َ العمل الصاحلُ ِ ﴿ ،إ َّن الذ َ
ين َ ُ باهلل ،مثَّ
الر ْح َم ُن ُو ّداً ﴾ .
َسيَ ْج َع ُل لَ ُه ُم َّ
وهناك فائدتان :
﴿ احلياةُ الطيبةُ يف الدنيا واآلخرِة ،واألجر العظيم عند ِ
اهلل سبحانهُ وتعاىل ُ ُ
الد ْنيا وفِي ِ
اآلخ َرِة ﴾ . لَهم الْب ْشرى فِي ال ِ
ْحياة ُّ َ َ َ ُُ ُ َ
********************************
البالء في ِ
صالحك ُ
ِ
احلديث (( :إن اهلل إذا تكرتث بالكو ِ
ارث ،ففي ْ ِ
املصائب ،وال ال جتز ْع من
ط )) .
ومن سخط َفلَهُ السخ ُ
فمن رضي فلهُ الرضا ْ ،
أحب قوماً ابتالهم ُ ،
َّ
**************************************
ِ
والتسليم ِ
اإلذعان عبوديةُ
ش ْي ٍء ِّم َن اإلميان أ ْن ترضى بالقد ِر ِ
ِ ومن لو ِ
وشرِه َ ﴿ ،ولَنَْبلُ َونَّ ُك ْم بِ َ
خريه ِّ ازم ْ
ش ِر َّ ِ س والثَّمر ِ ص ِّمن َ ِ
ين ﴾ َّ .
إن الصاب ِر َ ات َوبَ ِّ اَألم َوال َواألن ُف ِ َ َ َ وع َوَن ْق ٍ َ
ْج ِوف َوال ُ
الْ َخ ْ
القضاء والقد ِر ِ نعرف االختيار يف ليست على رغباتِنا دائماً وإمنا بقصوِرنا ال ُ األقدار
ْ
مقام العبوديِِّة والتسلي ِم .
مقام االقرت ِاح ،ولكننا يف ِ ،فلسنا يف ِ
ْ
منكم )) ، ك رجالن ْ وع ُ العبد على قد ِر إميانه ُ (( ،
ُأوعك كما يُ َ يُبتلى ُ
صَب َر ُْأولُوا ال َْع ْزِماصبِ ْر َك َما َ ثم الصالحون )) ﴿ ،فَ ْ بالء األنبياءُ َّ ،
الناس ً أشد ِ (( ُّ
يصب منهُ )) َ ﴿ ،ولَنَْبلُ َونَّ ُك ْم َحتَّى َن ْعلَ َم ِ ِ
الر ُس ِل ﴾ َ (( ،من يرد اهللُ به خيراً ْ ِم َن ُّ
ين ِمن َق ْبلِ ِه ْم َّ ِ اه ِدين ِمن ُكم و َّ ِ
الصاب ِر َ
ين َوَن ْبلُ َو َأ ْخبَ َارُك ْم ﴾ َ ﴿ ،ولََق ْد َفَتنَّا الذ َ
ِ
ال ُْم َج َ ْ َ
﴾.
***************************************
*
ِمن اإلمارة إلى النجارة
يسكن قصراً فخماً ، ُ ابن خليفة – كان بن املأمون العباسي – أمريٌ و ُ علي ُُّ
يكدح شرفة القص ِر ،فرأى عامالً يوم من ِ ميسرةٌ ،فأطل ذات ٍ وعندهُ الدنيا مبذولةٌ َّ
ُ ْ َّ
توضأ وصلَّى ركعتني على شاطئ ِدجلة ،فإذا اقرتب طيلةَ النها ِر ،فإذا أضحى ُ
النهار َّ ِ
األيام فسألهُ فأخربه أن له زوجةً وأختني الغروب ذهب إىل أهلِه ،فدعاه يوماً من ِ
ُ ُ
السوق ،وأنه ِ عليهن ،وأنه ال قوت لهُ وال دخل إال ما يتكسبُه من َّ يكدح و ُّأماً
ُ
الغروب على ما حيصل ،قال :فهل تشكو من ٍ
شيء ؟ ِ مع فطر وي يصوم كل ٍ
يوم
ْ ْ ُ ُ ُ ُ َّ
رب العاملني .فرتك القصر ،وترك اإلمارة ،وهام على ِ
وجهه ، احلمد ِ
هلل ِّ قال :ال و ُ
يعمل يف اخلشب جهة خرسان ؛ ألنهُ وجد كان و ٍ
عديدة ووجد ميتاً بعد سنو ٍ
ات
ُ ُ
َّ ِ ِ
اد ُه ْم ُه ًدى السعادة يف عمله هذا ،ومل جي ْدها يف القص ِر َ ﴿ ،والذ َ
ين ْاهتَ َد ْوا َز َ
واه ْم ﴾ . اه ْم َت ْق ُ
َوآتَ ُ
الكهف ،الذين كانوا يف القصور مع ِ
امللك ، ِ بقصة أصحاب يذكرين هذه ِ ِّ
يسكن القصر ، ُ ألن الكفر اب ؛ َّ ُّت ،ووجدوا االضطر َ الضيق ،ووجدوا التشت َ َ فوجدوا
ُ
فذهبوا ،وقال قائلُهم ﴿ :فَْأووا ِإلَى الْ َك ْه ِ
وي َهيِّْئ
ش ْر لَ ُك ْم َربُّ ُكم ِّمن َّرحمته ُ
ف يَن ُ ُ
. لَ ُكم ِّم ْن َْأم ِرُكم ِّم ْرفَقاً ﴾
قص ٍر ِ
منيف أحب َّ ِ لبيت ختفق األرياح ِ
إيل م ْن ْ ُّ فيه ُ ٌ ُ
ِ
األحباب ميدا ُن ... س ُّم اخلِ ِ
ياط مع َ
ويتحم ُل َّسع اإلميان ،ومع َّ ِ
احلب و ِ
َّ املودة يت ُ احملل الضيَّق مع ِّ
والمعنى :أن َّ
ِ
لضيوف الدار أجفا ُن )) . الكثري (( ،جفانُنا
***************************************
*
ِ
الثقالء ِ
والنكد مجالسةُ ِ
أسباب الكد ِر من
ْ
ثخني
الثقيل :هو ُ وقيل :احلمقى .وقيل ُ البدع َ .
أهل ِ أمحد :الثقالءُ ُ قال ُ
سنَّ َدةٌ ﴾ ، ب ُّم َ
شٌ البارد يف تصرفاتِه َ ﴿ ،ك ََّأن ُه ْم ُخ ُ
املشرب ُ ،ِ املخالف يف
ُ الطب ِع ،
ادو َن َي ْف َق ُهو َن َح ِديثاً ﴾ .
﴿ الَ يَ َك ُ
أن األرض متيل يف ِ
اجلهة فأظن َّإيل ُّ ليجلس َّ عنهم َّ :
إن الثقيل
ُ ُ الشافعي َّْ قال
اليت هو فيها.
اب ِإنَّا ُمْؤ ِمنُو َن
ف َعنَّا ال َْع َذ َ األعمش إذا رأى ثقيالً ،قال َ ﴿ :رَّبنَا ا ْك ِش ْ
ُ وكان
. ﴾
ِ ِ وم ْن قِص ٍر
ول ِ ال بأس ِ
بالقوم ِمن طُ ٍ
أحالم العصاف ِريج ْس ُم البِغال و ُ ْ
ِ
الثقالء محَّى الربْ ِعَ ﴿ ،وِإذَا ابن تيمية إذا جالس ثقيالً ،قال :جمالسةُ وكان ُ
((مثل
ُ ض َع ْن ُه ْم ﴾ ﴿ .فَالَ َت ْقعُ ُدواْ َم َع ُه ْم﴾ . وضو َن فِي آيَاتِنَا فََأ ْع ِر ْ
ين يَ ُخ ُ رَأي َ َّ ِ
ت الذ َ َْ
ي من ِ
القلوب الع ِر َّ اثقل ِ
الناس على إن ِمن ِ الجليس السيِّئ كنافخ الكي ِر)) َّ . ِ
الفضائل الصغري يف املثُ ِل ،الواقف على شهواتِه ،املستسلم لرغباتِه ﴿ ،فَالَ َت ْقعُ ُدواْ ِ
ُ
ِإ ِإ ِ ٍ ِ
وضواْ في َحديث غَْي ِره نَّ ُك ْم ذاً ِّم ْثلُ ُه ْم ﴾ .ِ َم َع ُه ْم َحتَّى يَ ُخ ُ
الشاعر :
ُ قال
يلِ ِ
أنت يف املنظر إنسا ٌن ويف امليزان ف ْ وثقيل
وثقيل ْ
ثقيل ٌ
أنت يا هذا ٌ
بثقيل ،فسلِّم له جسمك ،وهاجر ِ
بروحك ، ابن القي ِم :إذا ابتُليت ٍ
ْ قال ُ
وعيناً عمياءَ ،حىت يفتح اهللُ بينك وبينه . صماء ْ ، وسافر ،وملِّ ْكه أذناً َّ انتقل عنهُ ْ و ْ
﴿ َواَل تُ ِط ْع َم ْن َأ ْغ َفلْنَا َقلْبَهُ َعن ِذ ْك ِرنَا َو َّاتبَ َع َه َواهُ َوَكا َن َْأم ُرهُ ُف ُرطاً ﴾ .
**********************************
ِ
المصائب إلى ِ
أهل
سبَهُ قبضت صفيَّهُ من ِ ِ
احتَ َثم ْ
أهل ال ُدنْيا َّ ُ من
الصحيح ْ (( :
ِ احلديث يف
عوضتهُ منه الجنة )) .رواه البخاري .
وقفـ ـةٌ
للرب ِ
التوحيد والتنز ِيه ِ
كمال من النون َّ ، ِ
ِّ فإن فيها ْ « أما دعوةُ ذي
ِ
الكرب ِ
أدوية من أبلغ ِ ِ ِ
تعاىل ،واعرتاف العبد بظلمه وذنبه ،ما هو ْ
ائج َّ
فإن قضاء احلو ِ ِ اهلل سبحانه يف الوسائل إىل ِ ِ الغم ،وأبلغ اهلم و ِّ
و ِّ
ٍ
نقص كل
هلل ،وسلب ِّ كمال ِ ٍ كل
نان إثبات ِّ وتضم ِ
َّ التوحيد والتنزيهَ
ابالعبد بالشرِع والثو ِ ِ يتضم ُن إميان َّ اف بالظل ِم متثيل عنه .واالعرت ُ وعيب و ٍ ٍ
اهلل ،واستقالته عثرته ، العقاب ،ويوجب انكساره ورجوعه إىل ِ و ِ
ُ ُ ُ
التوس ُل
ُّ بعبوديته وافتقا ِره إىل ربِّه فهاهنا أربعة أموٍر ق ْد وقع ِ واالعرتاف
اف » . التوحيد ،والتنزيهُ ،والعبوديةُ ،واالعرت ُ ُ هبا :
صيبَةٌ قَالُواْ ِإنَّا لِلّ ِه َوِإنَّـا ِإلَْي ِهالصابِ ِرين{ }155الَّ ِذين ِإذَا َأصاب ْت ُهم ُّم ِ
ََ َ ش ِر َّ َ ﴿ َوبَ ِّ
ْم ْهتَ ُدو َن ﴾ ك ُه ُم ال ُ ات ِّمن َّربِّ ِه ْم َوَر ْح َمةٌ َوُأولَـِئ َ ك َعلَْي ِه ْم َ
صلَ َو ٌ اجعو َن{ُ }156أولَـِئ َ رِ
َ
.
**************************************
اعت ِن بالظاه ِر والباط ِن
أن بعض لطيف وشيءٌ شريف ،وهو َّ أمر ٌ ِ ِ صفاءُ ِ
النفس بصفاء الثوب ،وهنا ٌ
ظاهر . أمر وهذا . ه نفس َّرت تكد ، ه ثوب اتسخ ِ
ن م : يقول
ُ ِ
احلكماء
ٌ ٌ ُ ْ ُ
ندام ِه ،أو ِ
عدم بسبب اتساخ ثوبِِه ،أو تغرُّيِ ِه ِ يأتيه ال َك َدر ِ الناس ِ وكثريٌ من ِ
ْ ُ
اليومي ، اب مو ِ
اعيده وبرناجِمِ ه اختالط األور ِاق عنده ،أو اضطر ِ ِ تيب مكتبتِ ِه ،أوتر ِ
ِّ
ف حقيقة هذا الدِّي ِن ،علم أنه جاء لتنظي ِم ِ
حياة فمن َعَر َ ِ
والكو ُن بُين على النظام ْ ،
بان ﴿ َّما َف َّرطْنَا فِي شيء عنده حبس ٍ العبد ،قليلِها وكث ِريها ،صغ ِريها وجليلِها ،وكل ٍ ِ
ُْ ُّ
يحب النظافة نظيف ُّ ٌ إن اهللالرتمذي َّ (( :
ِّ حديث عند ٍ اب ِمن َش ْي ٍء ﴾ .ويف ِ
الكتَ ِ
)) .
يحب الجمال )) . جميل ُّ ٌ إن اهللالصحيح َّ (( : ِ وعند مسل ٍم يف
عيون ِ
الناس تجملُوا حتى تكونوا كأنكم شامةٌ في ِ حديث حس ٍن َّ (( : ٍ ويف
ْ
)) .
الكر واإلقداما
متهُ َّ وعلَّ ْ دت ِعصاما سو ْعصام َّ نفس ٍ
ُ
آالف الدكاترِة يف العا ِمل طوالً وعرضاً َ ﴿ ،ه ْل تُ ِح ُّ
س من ذلك ُ الضد ْوعلى ِّ
الصحيح :
ِ ِ
احلديث عظيم ،ويف ز ن
ْ ك
َ ُة القناع . ﴾ ا
ًزكِْ
ر م ه ل
َ ع م س ت
َ َأو ِم ْنهم ِّمن َأح ٍ
د
ٌ ٌ ْ ُ ُ َ ْ ْ ُ ْ َ
(( ارض بما قسم اهللُ لك تَ ُك ْن أغنى ِ
الناس )) .
ارض بأهلِك ،بدخلِك ،مبركبِك ،بأبناِئك ،بوظيفتِك ِ ،
جتد السعادة ْ ْ ْ
والطمأنينة .
ِ
النفس )) . الغنى ِغنىالصحيح ِ (( :
ِ ِ
احلديث ويف
لكن راحة ِ
النفس ،ورضاها مبا ِ
وباملنصبَّ ، العرض وال باألمو ِال
ِ وليس بكثرِة
قَ َس َم اهلل.
الخفي)) .
َّ التقي
الغني َّ
يحب العبد َّ
((إن اهلل ُّ الصحيح َّ :
ِ ِ
احلديث ويف
اجعل غناه في قلبِ ِه )) .
ْ ((اللهم
َّ ِ
وحديث :
صاحب سيارٍة من املطا ِر ،متوجهاً إىل ٍ
مدينة من ِ كبت مع
ّ أحدهم :ر ُ قال ُ
جذالً ،حامداً ِ
هلل وشاكراً ،وذاكراً ملوالهُ ، املدن ،فرأيت هذا السائق مسروراً ِ ِ
ُ
أن عنده أسرتني ،وأكثر من عشرِة ٍ
أبناء ،ودخلُهُ يف الشه ِر َّ فأخربين هفسألُه عن أهلِ
ْ
ِ ِ ٍ
رف قدميةٌ يسكنُها هو وأهلُه ،وهو مرتاح البال ،ألنهُ ب ،وعنده غُ ٌ مثامنائة لاير فَ َح ْس ُ
ر ٍ
اض مبا قَ َس َم اهللُ لهُ .
ات من األمو ِال أناس ميلكو ُن مليار ٍ نت بني هذا وبني ٍ فعجبت حينما قار ُ
ُ قال :
ِ
ليست يف ْ فعرفت أن السعادة ُ املعيشة ، وهم يعيشون ضْنكاً من والقصوِر والدوِر ْ ،
ِ
املال .
ات القصوِر آالف املاليني وعشر ُ وثري شه ٍري عندهُ ُ عرفت َخَبَر تاج ٍر كب ٍري ٍّ ،
ُ
البال ،مات يفالتعامل ثائر الطبع ،كاسف ِ ِ والدوِر ،وكا َن ضيِّق اخلُلُ ِق ،شرس
ض مبا أعطاهُ اهللُ إياه ﴿ ،ثُ َّم يَط َْم ُع َأ ْن َأ ِزي َد{َ }15كاَّل ِ ٍ
عن أهله ،ألنهُ مل َيْر َ غربة ْ
ِإنَّهُ َكا َن آِل يَاتِنَا َعنِيداً ﴾ .
أحدهم : ِ ِ
الصحراء ،وينفرد ع ِن القدمي أ ْن خَيْلُو ِ
العريب ِ راحة ِمن معا ِمل ِ
يقول ُ
األحياء ُ ، بنفسه يف البال عند ِّ ْ
فك ْدت ِ
أط ُري وصوت إنسا ٌن ِ َّ ِ
بالذئب إ ْذ فاستأنست الذئب عوى
ُ ُ ُ
ب من ت أين يف ِش ْع ٍ َّ ِ أبو ذر إىل الر ِ عوى وقد خرج ٍّ
الثوري :ود ْد ُ بذة .وقال سفيا ُن
ِ
المسلم : ك أ ْن يكون َخ ْير ِ
مال وش ُ احلديث (( :ي ِ
ِ ِّعاب ال يعرفُين أح ٌد ! ويف الش ِ
َ ُ
الفت ِن )) .ويفر بدينِه من ِ الجبال ُّ ، ِ يتبع بها مواقع القط ِر وشعف غَنَ ٌم ُ
مر ع ابن فعل كما ، منها ارر الف حصلت الفنت كان األسلم ِ
للعبد ِ فإذا
َ ُ ُ ُ ُ
بن مسلمة ملا قُتِل عثما ُن . وأسامةُ بن ز ٍ
وحممد ُ
ُ يد ُ
بسبب بُ ْع ِدهم ع ِن الص ْد ِر إال ِ الكدر وضيِ ُق َّ أصاهبم الف ْق ُر و ُ ُ ت أناساً ما َعرفْ ُ
من ربِّه ،ويف ٍ ِ
فتجد أحدهم كان غنيّاً ورزقُهُ واسعاً ،وهو يف عافية ْ وجل ُ ، عز َّ اهلل َّ
ِ
الذنوب ، بالصالة ،واقرتف كبائر ِ طاعة ِ
اهلل ،وهتاون خ ٍري من مواله ،فأعرض عن ِ
ْ ْ
الغم ،فأصبح من ٍ
نكد إىل اهلم و ِّ فسلبَه ربُّه عافية بدنِه َ ،و َس َعةَ ِرْزقِ ِه ،وابتالهُ بالف ْق ِر و ِّ
ْ
ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ ٍ ٍ ٍ
ضنكاً ﴾ ، شةً َ ومن بالء إىل بالء َ ﴿ ،و َم ْن َأ ْع َر َ نَ َكد ْ ،
ك ُمغَيِّراً ِّن ْع َمةً َأْن َع َم َها َعلَى َق ْوٍم َحتَّى ُيغَِّي ُرواْ َما بَِأن ُف ِس ِه ْم ﴾ ، ك بِ َّ
َأن اللّهَ لَ ْم يَ ُ ﴿ َذلِ َ
ت َأيْ ِدي ُك ْم َوَي ْع ُفو َعن َكثِي ٍر﴾ ، سبَ ْ ِ ٍ ِ
َأصابَ ُكم ِّمن ُّمصيبَة فَب َما َك َ وقوله تعاىل َ ﴿ :وَما َ
ِ
اهم َّماء غَ َدقاً﴾. اسَت َق ُاموا َعلَى الطَّ ِري َقة ْ
َأَلس َق ْينَ ُ ﴿ َوَأن َألَّ ِو ْ
وغمومك وأحزانِك ،فإذا ِ أن عندي وصفةً سحريَّة ألقيها على مهومك دت َّ ِ
ود ُ
من ٍ ٍ ِ ِ
لكن سوف أخربُك بوصفة طبيَّة ْ لكن م ْن أين يل ؟! و ْ قف ما يأفكون ْ ، هي ت ْل ُ
بالرزق ،وسلّ ْم اعبد اخلالق ،وارض ِ يعة ،وهي ِ : الشر ِ
ورواد َّ ِ
علماء امللَّ ِة َّ ِ
عيادة
وقص ِر األمل .انتهى . بالقضاء ،وازه ْد يف الدُّنيا َّ ، ِ
يكي ،امسُهُ ( وليم جاميس ) ،هو أبو علِم مِل
عجبت العا نفسايٍّن شه ٍري أمر ٍّ ُ
نشكر اهلل على ما يقول :إننا حنن البشر ِّ ِ
منلك ،وال ُ نفك ُر فيما ال ُ ُ ُ النفس عندهم ُ ،
املأسوي املظل ِم يف حياتِنا ،وال ننظر إىل اجلانب امل ْش ِ
رق ِ
اجلانب وننظر إىل
ُ ِّ منلك ُ ، ُ
ك ْم ﴾ نسعد مبا عندنا ﴿ ،لَِئن َش َك ْرتُ ْم َأل ِزي َدنَّ ُ ينقصنا ،وال ُ ونتحس ُر على ما ُ َّ فيها ،
نفس ال تَ ْشبَ ُع )) . من ٍ ِ
(( ،وأعوذُ باهلل ْ
وج َع َل غناه ِ
همه ،جمع اهللُ شمله َ ، من أصبح واآلخرةُ ُّ ويف احلديث ْ (( :
فرق اهلل ِ
عليه في قلبِه ْ ،
همه ُ َّ ، ومن أصبح والدنيا ُّ وأتته الدنيا وهي راغمةٌ ْ ،
عيَن ْيه ،ولم يأتِه من الدنيا إالَّ ما ٌكتِب له )) َ ﴿ .ولَِئن وجعل َف ْق َرهُ بين ْ َ شمله ،
س َوالْ َق َم َر لََي ُقولُ َّن اللَّهُ فََأنَّى م َّ
الش َّرخ س و ض اَأْلر و السماو ِ
ات
َ ْ َ َ َ َ ْ َ َسَألَْت ُهم َّم ْن َخلَ َق َّ َ َ
ُيْؤ فَ ُكو َن ﴾ .
***************************************
***
وأخيراً اعترفُوا
ِ
لإلحلاد ٍ
املخالفة روسي ،نُِفي إىل جزيرِة سيبرييا ،ألفكا ِره
( سخروف ) عاملٌ ٌ
أن هناك قوًة فاعلةً مؤثرًة يف العا ِمل خالف ما يقولُه ،والكف ِر ِ
باهلل ،فكان يُنادي َّ
ِ
التوحيد . أن النفوس مفطورةٌ على الشيوعيُّون :ال إله ،واحلياةُ مادةٌ .ومعىن هذا َّ :
َّاس َعلَْي َها ﴾ . َّ ِ َِّ ِ
﴿ فط َْرَة الله التي فَطََر الن َ
الفطْرِة ،خاوي الضم ِري إن امللحد ال مكان له هنا وهناك ؛ ألنه منكوس ِ َّ
ُ
ِ
األرض . ملنهج ِ
اهلل يف خمالف ِ مبتور اإلر ِ
ادة ،
ٌ ُ
ِ
سقوط اإلسالمي بواشنطن قبل قابلت أستاذاً مسلماً يف ِ
معهد الفك ِر
ِّ ُ
ب َأفِْئ َدَت ُه ْم ِ ِ
السوفييت – بسنتني ،فذكر يل هذه اآلية ُ َ﴿ :ن َقلِّ ُ ِّ االحتاد الشيوعية – أو
ص َارُه ْم َك َما لَ ْم ُيْؤ ِمنُواْ بِ ِه ََّأو َل َم َّرٍة َونَ َذ ُرُه ْم فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم َي ْع َم ُهو َن ﴾ وقال :سوف َوَأبْ َ
ف ِمن الس ْق ُ تتم هذه اآليةُ فيهم﴿ :فََأتَى اللّه ب ْنيا َنهم ِّمن الْ َقو ِ
اع ِد فَ َخ َّر َعلَْي ِه ُم َّ َُُ ُ َ َ ْ ُّ
خ ْذنَا بِ َذنبِ ِه ﴾ ﴿ ، ِ
َف ْوقِ ِه ْم ﴾ ﴿ ،فََأ ْع َر ُ
ضوا فَ َْأر َسلْنَا َعلَْي ِه ْم َس ْي َل ال َْع ِرم ﴾ ﴿ ،فَكُاّل ً َأ َ
َفيَْأتَِي ُهم َب ْغتَةً َو ُه ْم اَل يَ ْشعُ ُرو َن ﴾ .
***************************************
*
لحظات مع الحمقى
ٌ
ِ
الشيوعية ، كالم عجيب ،ومقالةٌ رائعةٌ يف ِ
وصف ِ ِ
ٌ للزيِّات يف جملة ( الرسالة) ٌ
َأح ُد ّرو ِادها مقاالً يف ِ ِ
فكتب َ
َ ، وعادت
ْ ر القم إىل الفضاء حينما أرسلوا سفينة
فلم جن ْد هناك إهلاً وال ِ ِ ِ ِ
يقول فيها :صع ْدنا إىل السماء ْ الروسية ُ ، صحيفة ( الربافدا)
جنةً وال ناراً وال مالئكةً .
أنكم
احلمقى !! أتظنون ْ ات مقالةً فيها « :عجباً لكم أيُّها احلُ ُم ُر ْ فكتب الزيَّ ْ
ِ
اجلنات ميشني يف عرش ِه بارزاً ،وسوف ترون احلُور العِني يف سوف َترو َن ربَّ ُكم على ِ
َْ
املعذبني يف النا ِر ،
تشمون رائحة َّ الكوث ِر ،وسوف ُّ احلري ِر ،وسوف تسمعون رقرقة ْ
أفسر ذلك التيه
لكن ال ُ إنكم إ ْن ظننتم ذلك خسرمُت خسرانكم الذي تعيشونه ،و ْ ْ
إن الشيوعية كم َّ . ِ ِ ِ
والضالل واالحنراف واحلُ ْمق إال بالشيوعية واإلحلاد الذي يف رؤوس ْ
نتيجة » ..إىل خامتة ،وسعي بال ٍ مساء ،وعمل بال ٍ غد ،وأرض بال ٍ يوم بال ٍ
ٌ ٌ ٌ ٌ
َأن َأ ْك َث َرُه ْم يَ ْس َمعُو َن َْأو َي ْع ِقلُو َن ِإ ْن ُه ْم ِإاَّل
ب َّس ُآخ ِر ما قال َْ ﴿ ،أم تَ ْح َ
وب الَّ َي ْف َق ُهو َن بِ َها َولَ ُه ْم َأ ْعيُ ٌن الَّ َأض ُّل َسبِيالً ﴾ ﴿ ،لَ ُه ْم ُقلُ ٌ َكاَأْلْن َع ِام بَ ْل ُه ْم َ
ص ُرو َن بِ َها َولَ ُه ْم آذَا ٌن الَّ يَ ْس َمعُو َن بِ َها ﴾ َ ﴿ ،وَمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم ي ْب ِ
ُ
يح فِي الر ُ ت بِ ِه ِّ اد ا ْشتَ َّد ْاب بِِقيع ٍة ﴾ َ ﴿ ،أ ْعمالُهم َكرم ٍ
َ ُ ْ ََ س َر ٍ َ ﴾ َ ﴿ ،أ ْع َمالُ ُه ْم َك َ
ف﴾. اص ٍ يوٍم َع ِ
َْ
العاهات ) ،وهو ِ مذاهب ذوي ( ِ
كتاب يف ِ
العقاد ِ
كالم ومن
ُ
السخيف الذي ِ ِ
اإلحلاد الشيوعية ،وعلى هذا ِ ينهد غاضباً على ِ
هذه ُ
تقبل هذا الدين ُ إن الفطرة السويَّة كالم ما معناه َّ :ٌ وقع يف العا ِمل ،
أهل األفكا ِر ِ
احلق ،دين اإلسالم ،أما املعاقون عقلياً واملختلفون و ُ َّ
ميكن أ ْن ترتكب اإلحلاد َ ﴿ .وطُبِ َع َعلَى ُقلُوبِ ِه ْم فإهنا ، العف ِنة القاصرِ
ة ِ
ُ
َف ُه ْم الَ َي ْف َق ُهو َن ﴾ .
األطفال يف عاملِهم ،ُ إن اإلحلاد ضربةٌ قاصمةٌ للفك ِر ،وهو أشبهُ مبا حُي ِّدثُه َّ
﴿الدهر أكرب منها خطيئةً .ولذلك قال اهللُ سبحانه وتعاىل: ف ُ وهو خطيئةٌ ما َعَر َ
ك!! ﴾.... َأفِي اللّ ِه َش ٌّ
ابن تيمية :أن الصانع - بل ذكر ُ ظاهر ْ . شك فيه ،وهو ٌ أن األمر ال َّ يعين َّ :
ِ
ينكره أح ٌد يف الظاه ِر إال فرعو ُن ،مع العل ٍم أنهُ يعين :اهلل سبحانه وتعاىل – مل ْ
ت َماال لََق ْد َعلِ ْم َيقول موسى ﴿ :قَ َ داخله ،ولذلك ُ معرتف به يف باطنِه ،ويف ِ ٌ
ُّك يَا فِ ْر َعو ُن َمثْبُوراً ﴾ ،
صآِئَر َوِإنِّي َأَلظُن َ اَألر ِ
ض بَ َ
ب َّ ِ
الس َم َاوات َو ْ َأنز َل َهـُؤالء ِإالَّ َر ُّ
َ
نت َأنَّهُ ال ِإلِـهَ ِإالَّ الَّ ِذي ِ
لكن فرعون يف آخر املطاف صرخ مبا يف قلبِه َ ﴿ :
آم ُ و َّ
ِِ ِ آمنَ ْ ِ ِ ِإ ِئ
ين ﴾ . يل َوَأنَاْ م َن ال ُْم ْسلم َ
ت به َبنُو ْس َرا َ َ
**************************************
ِ
النجاة يق
اإليما ُن طر ُ
ِ
اإلميان ) اب كتاب ( اهلل يتجلَّى يف عص ِر العل ِم ) ،وكتاب ( ُّ حِم يف ِ
الطب ْر ُ ُ
ِ
وغمومه ،هو للعبد يف التخلُّص من ِ
مهومه أن أكثر معني ِ وجدت َّ حقيقةٌ وهي :
ْ ُ ُ
ض َْأم ِري ِإلَى اللَّ ِه ﴾ َ ﴿ ،ما وتفويض األم ِر إليه َ ﴿ ،وُأ َف ِّو ُ ُ وجل،
عز ّ
اإلميا ُن ِ
باهلل َّ
صيبَ ٍة ِإاَّل بِِإ ْذ ِن اللَّ ِه َوَمن ُيْؤ ِمن بِاللَّ ِه َي ْه ِد َقلْبَهُ ﴾ .َأصاب ِمن ُّم ِ
َ َ
يهد قلبه للرضا والتسلي ِم أو حنو ذلك ﴿ ، بقضاء وقد ٍر ِ ، ٍ أن هذا يعلم َّمن ْ ْ
علَ ْي ِهم ﴾ .
ت َ ْ ص َرُه ْم َواَأل ْغالَ َل الَّتِي َكانَ ْ ض ُع َع ْن ُه ْم ِإ َْويَ َ
فىت أصابت د
ْ ق إال اهلل ن م ِ ة
ٌ مصيب ين ب وأعلم أين مل تُ ِ
ص
ً ْ ْ ُ
الغرب الالمعِني ،مثل ( كرسي مريسون ) ،و ( ألكس كاريل ) ، إن ُكتَّاب ِ
املادي املتدهوِر يف حياهتم إمنا هو ِّ أن املنقذ ِ
للغرب و ( دايل كارنيجي ) ،يعرتفون َّ
السر األعظم يف حو ِ
ادث أن السبب الكبري و َّ وجل ،وذكروا َّ عز َّ اإلميا ُن ِ
باهلل َّ
اض ع ِن اهلل – َّ
عز أصبحت ظاهرًة يف ِ االنتحار ِ
اإلحلاد واإلعر ُ
ُ الغرب ،إمّن ا هو ْ ات اليت
اب ﴾ َ ﴿ ،وَمن ْحس ِ ِ رب العاملني ﴿ ،لَ ُهم َع َذ ٌ ِ ِ
سوا َي ْوَم ال َ اب َشدي ٌد ب َما نَ ُ ْ وجل – ِّ َّ
الريح فِي م َك ٍ
ان ِ
الس َماء َفتَ ْخطَُفهُ الطَّْي ُر َْأو َت ْه ِوي بِه ِّ ُ َ يُ ْش ِر ْك بِاللَّ ِه فَ َكَأنَّ َما َخ َّر ِم َن َّ
يق ﴾ . َس ِح ٍ
ذكرت جريدةُ ( الشرق األوسط ) يف عددها بتاريخ 1415 /4 /21هـ ، ْ
السابق ( جورج بوش ) :أهَّن ا حاو ِ
لت ِ يكي ات ِ
عقيلة الر ِ نقالً عن مذكر ِ
ئيس األمر ِّ ْ
ِ ِ االنتحار أكثر ْ ٍ
لتتطلب املوت مظانَّهُ ،وحاو ْ من مرة ،وقادت السيارة إىل اهلاوية ُ
أ ْن ختتنق .
فقاتل قتاالً شديداً . املسلمني مع فيها يقاتل لق ْد حضر قزما ُن معركة ٍ
ُأحد
ُ ُ
احهفاشتدت به جر ُ ْ أهل النا ِر))!!من ِ الناس :هنيئاً له اجلنةُ .فقال (( : إنهُ ْ قال ُ
ْحيَ ِاة ُّ
الد ْنيَا ِ
ض َّل َس ْع ُي ُه ْم في ال َين َ َّ ِ ِ
يصرب َ ،ف َقتَ َل نفسه بالسيف فمات﴿ ،الذ َ فلم ْ
ِ
ص ْنعاً﴾.سبُو َن ََّأن ُه ْم يُ ْحسنُو َن ُ َو ُه ْم يَ ْح َ
ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ ِِ
شةً وهذا معىن قوله سبحانه وتعاىلَ ﴿ :و َم ْن َأ ْع َر َ
ضنكاً ﴾ . َ
إن املسلم ال يقدم على ِ ِ
إن ركعتني احلال َّ .
بلغت ُ مثل هذه األموِر ،مهما ْ ُ َّ
اإلحباط ﴿ ، ِ الغم والكد ِر و ِّ
اهلم و كل هذا ِّ ٍ
وخضوع كفيلتان أ ْن تُنهيا َّ ٍ وخشوع
ٍ بوضوء
َّها ِر لَ َعلَّ َ َّ ِ
ضى ﴾ . ك َت ْر َ اف الن َسبِّ ْح َوَأط َْر َ َوم ْن آنَاء الل ْي ِل فَ َ
فيقول ﴿ :فَ َما لَ ُه ْم اَل عن هذا العا ِمل ،وع ِن احنرافِه وضاللِه ُ يتساءل ْ ُ إن القرآن َّ
وقامت احلجةُ، ِ حت احملجةُ ، اإلميان ،وق ْد وض ِ
ُ ِ هم ع ِن ُيْؤ ِمنُو َن﴾ ؟! ما هو الذي ُّ
يرد ْ
اق َوفِي احلق ،وسطع الربها ُن﴿ .سنُ ِري ِهم آياتِنَا فِي اآْل فَ ِ
َ ْ َ الدليل ،وظهر ُّ ُ وبان
ِ
أن اهلل إلهٌ صادق ،و َّ
ٌ أن حممداً هلم َّ يتبني ْْح ُّق﴾ ُ ، َأن ُفس ِه ْم َحتَّى َيتََبيَّ َن لَ ُه ْم َأنَّهُ ال َ
يستحق أ ْن يعتنقه العاملُ َ ﴿ ،وَمن يُ ْسلِ ْم ُّ كامل
دين ٌ أن اإلسالم ٌ يستحق العبادة ،و َّ ُّ
ك بِالْعُ ْرَوِة ال ُْوْث َقى﴾. سَ استَ ْم َ
ِ ِ ِ
َو ْج َههُ ِإلَى اللَّه َو ُه َو ُم ْحس ٌن َف َقد ْ
******************************
درجات
ٌ حتى ال ُك َّف ُ
ار
األمام ) : ِ ئيس ( جورج بوش ) بعنوان ( سريةٌ إىل ات الر ِ يف مذكر ِ
السوفييت يف موسكو ، ِ
االحتاد ذكر أنَّه حضر جنازة برجنيف ) ،ر ِ
ئيس
ِّ
روح .أل ّن قال فوجدهُت ا جنازًة مظلمةً قامتةً ،ليس فيها إميا ٌن وال ٌ
َّ ِ ِ ِ
ين
آمنُواْ الذ َ ين َ (بوش ) نصراينٌّ وأولئك مالحدةٌ ﴿ َولَتَج َد َّن َأق َْرَب ُه ْم َّم َو َّد ًة لِّلَّذ َ
فانظر كيف أدرك هذا مع ضاللِِه احنراف أولئك ، ص َارى ﴾ ْ . قَالَُواْ ِإنَّا نَ َ
احلق
اهلل ِّ ألن األمر أصبح نسبياً فكيف لو عرف بوش اإلسالم ،دين ِ َّ
ََ ّ
ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
ين ﴾ ؟! ﴿ َوَمن َي ْبتَ ِغ غَْي َر اِإل ْسالَِم ديناً َفلَن ُي ْقبَ َل م ْنهُ َو ُه َو في اآلخ َرة م َن الْ َخاس ِر َ
.
َّث عن اإلسالم اب ِن تيمية ،وهو يتحد ُ ِ لشيخ
ِ ٍ
مبقالة وذكرين هذا َّ
البطائحي يقول هذا املنحرفة ) ُ . ِ ِ
الصوفية الفرق الضالًِّة ِ
البطائحية ( ِ ِ
أحد
ُّ
ِ
السنة إليكم – يعين أهل ْ لكم يا ابن تيمية إذا جْئنا الب ِن تيمية :ما ْ
ظهرت
ْ املغول الكفا ِرِ وبطلت ،وإذا ذهبنا إىل الترِت ْ بارت كرامتُنا ْ –
ْ
ابن تيمية :أتدري ما مثلُنا ومثلُ ُكم ومثَ ُل التتا ِر ؟ أما كرامتُنا؟ قال ُ
فاألبلق إذا دخل بني ُ ود ، بيض ،وأنتم بُْل ٌق ،والترتُ ُس ٌ فخيول ٌ ٌ حنن
ُ
عندكم فأنتم ، أسود أصبح البض خالط وإذا ، أبيض أصبح ِ
السود
ْ ْ
النور وإذا أتيتُم أهل الكف ِر ظَ َهَر هذا ُ دخلتم مع ِ ْ من نوٍر ،إذا بقيةٌ ْ
ظالمكم وسوا ُدكم ،فهذا ُ وحنن أهل النوِر األعظ ِم والسنة ،ظهر ُ إلينا
وه ُه ْم فَِفي َر ْح َم ِة اللّ ِه ُه ْم َّت ُو ُج ُ ين ْابيَض ْ َّ ِ
ومثل التتا ِر َ ﴿ .و ََّأما الذ َ ُ مثل ُكم ومثلُنا
فِ َيها َخالِ ُدو َن ﴾ .
**********************************
إرادةٌ فوالذيةٌ
الغرب ،ويف لندن ِ يدرس يف ِ
اإلسالم ذهب طالب من ِ
بالد
ُ ٌ ْ
يطانية كافرٍة ،ليتعلَّم اللغة ،فكان بالذات ،فسكن مع أسرٍة بر ٍ ِ
ظ مع الفج ِر الباك ِر ،فيذهب إىل صنبوِر ِ
املاء متديِّناً وكان يستيق ُ
ُ
كع
فيسجد لربِّه وير ُ ُ يذهب إىل مصالَّهُ ُ ويتوضُأ ،وكان ماءً بارداً ،مثَّ
فسألته بعد البيت تالحظهُ دائماً ، ِ عجوز يف كانت
ْ ٌ ويسبح وحَيْ َم ُد ،و ْ ُ
قالت :فلو تفعل ؟ قال :أمرين ديين أ ْن أفعل هذا ْ . أيام :ماذا ٍ
ُ
لكن ريب نومك مثَّ تستيقظ .قال َّ : أخرت الوقت الباكر حىت ترتاح يف ِ
َّ ْ
وقالت : ْ ت رأسها ، رت الصالة عن وقتِها َّ .
فهز ْ أخ ُ يقبل ميِّن إذا ّ ُ ال
ال اَّل ُت ْل ِهي ِه ْم تِ َج َارةٌ َواَل َب ْي ٌع َعن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َوِإقَ ِام
تكسر احلديد !! ﴿ ِر َج ٌ ُ إرادةٌ
الصاَل ِة ﴾ .
َّ
هذه اإلرادةُ التوحيد ِ . ِ ني ،وسلطا ُن اإلميان ،وقوةُ اليق ِ ِ إهِّن ا إرادةُ
ِ
حلظة رب العاملني يف هي اليت أوحت إىل سحرِة فرعون وق ْد آمنوا ِ
باهلل ِّ ْ
العاملي بني موسى وفرعون ،قالوا لفرعون ﴿ :قَالُوا لَن ُّنْؤ ثَِر َك َعلَى ِّ الصر ِاع
اض ﴾ .وهو التح ّدي الذي َأنت قَ ٍ
ْض َما َ ات َوالَّ ِذي فَطََرنَا فَاق ِ ما جاءنَا ِمن الْبِّينَ ِ
َ َ َ َ
ِ
اللحظة يؤدوا هذه الرسالة يف هذه عليهم أ ْن ُّ أصبح و ، ما مُس ع مبثلِ ِ
ه
ْ
ِ
امللحد اجلبا ِر . ،وأ ْن يبلِّغوا الكلمة الصادقة القوية إىل هذا
التوحيد ،ِ يد إىل مسيلمة يدعوه إىل لق ْد دخل حبيب بن ز ٍ
ُ ُ
أن وال صاح وال بالسيف قطعةً قطعةً ،فما َّ ِ فأخذ مسيلمةُ يقطعُهُ
ِ الشه َداء ِ
ورُه ْم ﴾ ن
ُ و
َ ْ ْ ُ َْ ُم ه
ُ ر َأج
ْ م ه
ُ ل
َ م ه ب
ِّر د
َ ن ع رب شهيداً َ ﴿ ،و ُّ َ اهتز حىت لقي َّ َّ
.
مشنقة ِ
املوت ،فأنشد : ِ عدي على
بن ٍّ
بيب ُ
ورفع ُخ ُ
ُ
جنب كان يف ِ
اهلل ٍ أي
على ِّ ُأقتل مسلماً
لست أبايل حني ُ
و ُ
مصرعي
**************************************
فطرة ِ
اهلل
استيقظت الفطرةُ.ِ يح، ِ َّ
الر ْع ُد وقصفت الر ُ الظالم وزجمر َّ ُ اشتد إذا
ط بِ ِه ْم َد َع ُواْ ان وظَنُّواْ ََّأنهم ِ ٍ ف وجاءهم الْمو ِ ِ
ُأحي َ ُْ ج من ُك ِّل َم َك َ يح َعاص ٌ َ َ ُ ُ َ ْ ُ ﴿ َجاء ْت َها ِر ٌ
َّة و ِ
الرخاء ، أن املسلم يدعو ربَّه يف الشد ِ ِّين﴾ َ .غْيَر َّ ِِ
ين لَهُ الد َ
اللّهَ ُم ْخلص َ
ث فِي بَطْنِ ِه ِإلَى ين{ }143لَلَبِ َ والسر ِاء والضر ِاء َ ﴿ :فلَواَل َأنَّهُ َكا َن ِمن الْم ِ
سبِّح َ
ْ َُ ْ
متضرعٌ إىل ربِّه ، ِّ يسأل اهلل وقت حاجتِه وهو ُ إن الكثري َي ْوِم ُي ْب َعثُو َن ﴾ َّ .
لعب عليه وجل ال يُ ُ َّ حتقق مطلبُه أعرض ونأى جبانبِه ،واهللُ َّ
عز فإذا َّ
ادعُو َن الولدان ،وال خُي ادع كما خُي ادع الطفل ﴿ ،ي َخ ِ ِ لعب على
ُ ُ ُ ُ كما يُ ُ
الصنائ ِع ما وقت َّ اهلل يف ِ إن الذين يلتجئون إىل ِ اللّهَ و ُهو َخ ِ
ادعُ ُه ْم ﴾ َّ . َ َ
اتاملنحرف فرعون ،الذي قيل له بعد فو ِ ِ ِّ
الضال هم إال تالمي ٌذ لذاك
ُ ْ
ين ﴾ . ِِ ت َقبل وُك َ ِ ِ
نت م َن ال ُْم ْفسد َ ص ْي َ ْ ُ َ األوان ﴿ :آآل َن َوقَ ْد َع َ
اق الكويت :أن احتل العر َُّ اإلذاعة الرب ِ
يطانية خُت ربُ حني ِ مسعت هيئة
ُ
والية كلورادو األمر ِ
يكية ِ تاتشر رئيسة الوزر ِاء الربيطانية السابقة كانت يف
ِ ِ
وسجدت !
ْ الكنيسة ،فلما مسعت اخلرب ُه ِر ْ
عت إىل
ِ
هؤالء إىل باستيقاظ الفطرِة عند ِمثْ ِل
ِ أفسر هذه الظاهرة إال وال
ُ
ألن النفوس مفطورةٌ على وجل ،مع كف ِرهم وضالهِل م َّ ، َّ فاط ِرها َّ
عز
يهودانِِه أو ِ
الفطرة ،فأبواهُ ِّ ِ
مولود يُول ُد على اإلميان ِبه تعاىل ُّ (( :
كل ِ
يمجسانِِه )) .
ينصرانِه أو ِّ ِّ
***************************************
*******
مسم ًى ٍ
بأجل هِّ
ن فإ ، الر ِ
زق ال تحز ْن على ُّ
تأخر ِّ
ّ
من الر ِ
ويقلق ْ ُ ويبادر الزمن ،
ُ زق ، يستعجل نصيبه من ِّ ُ الذي
الصالة ،ويعلُم أنَّه ال يسلِّ ُم ِ يسابق اإلمام يف تأخ ِر رغباتِه ،كالذي ُّ
ُ
ِ
اخلليقة ، اق مقدَّرةٌ ،فُ ِرغ منها قبل خ ْل ِق فاألمور واألرز ُ إال ْبعد اإلمام!
ُ
سنة َ ﴿ ،أتَى َْأم ُر اللّ ِه فَالَ تَ ْسَت ْع ِجلُوهُ ﴾ َ ﴿ ،وِإن يُ ِر ْد َك بِ َخ ْي ٍر خبمسني ألف ٍ
ضلِ ِه ﴾ .
آد لَِف ْ
فَالَ َر َّ
جلد الفاج ِر ،وعج ِز هم إين أعوذُ بك من ِ عمر « :اللَّ َّ يقول ُ ُ
فوجدت التاريخ ، ت بفكري يف ِ ِ
ُ ِ الثقة » .وهذه كلمةٌ عظيمةٌ صادقةٌ .فلق ْد طُْف ُ
موح : ِ
واجللد واملثابر ِة والطُّ ِ وجل ،عندهم من الد ِ
َّأب عز
َّ أعداء ِ
اهلل كثرياً من ِ
ْ ْ َّ ْ
الكسل والفتو ِر ِ عندهم من
ْ ووجدت كثرياً من املسلمني ُ جاب .ب العُ َ الع َج ََ
فأدركت عمق ِ ِ
كلمة عُ َمَر – رضي اهللُ عنه ُ ُْ والتَّوا ُك ِ/ل والتَّخاذُل :ما اهللُ به ٌ
عليم ،
.-
*****************************************
انغمس في ِ
العمل الناف ِع ْ
ف والعاص بن وائل أنفقوا أمواهلم يف ِ
حماربة املغرية وُأمية بن َخلَ ٍ أن الوليد بن ِ
َّ
سيُ ِنف ُقو َن َها ثُ َّم تَ ُكو ُن َعلَْي ِه ْم َح ْس َر ًة ثُ َّم ُي ْغلَبُو َن ﴾ َّ .
ولكن ِ
وجماهبة ِ
احلق ﴿ فَ َ
ِ
الرسالة
صرح هبا بىن وي ، ِ
الفضيلة منار هبا شاد ي َّ
ال لئ ، م كثرياً من املسلمني يبخلون بأمواهِل
ُ ُ ُ ُ ْ
الفاجر وعجز ِ اإلميان ﴿ ومن يب َخل فَِإ نَّما يب َخل عن َّن ْف ِس ِه ﴾ ،وهذا جلَ ُد ِ
الثقة . ُْ َ ِ َ َ َْ ْ َ َْ ُ َ
اليهودية ،بعنوان ( احلقد ) :فإذا هي يف ِ رات ( جولدا مائري ) يف مذ ّك ِ
خدمة مبادِئها انقطاع ،يف ِ ست عشرة ساعةً بال تعمل َّ ِ هِت ٍ
ٍ مراحل حيا ا ُ من
مرحلة ْ
ومن شاء ِ الضالَِّة وأفكا ِرها
أوجدت مع ( بن جوريون ) دولةً ْ ، ْ املنحرفة ،حىت ّ
فلينظُْر كتاهبا .
هم يف هلو ِ
من أبناء املسلمني ال يعملون ولو ساعةً واحد ًة ،إمنا ْ ورأيت ألوفاً ْ
ُ
يل اللّ ِه اثَّا َقلْتُ ْم
انف ُرواْ فِي َسبِ ِ
وضياع ﴿ ما لَ ُكم ِإذَا قِيل لَ ُكم ِ رب ٍ
ونوم وش ٍ ٍ
َ ُ ْ َ ٍ وأكل ُ
ض﴾. ِإلَى ْ
اَألر ِ
تنام ؟
عمر دؤوباً يف عمله ليالً وهناراً ، /قليل النوم .فقال أهلُه :أال ُ كان ُ
ضاعت رعيَّيِت . منت يف النها ِ/ر ِ منت يف اللّ ِيل
ْ ضاعت ن ْفسي ،ولو ُ
ْ قال :لو ُ
مدينة إىل ٍ
مدينة ،هناراً دولة ،ومن ٍ دولة إىل ٍ اهلالك ( موشى ديان ) بعنوان ( السيف واحلكم ) :كان يطري من ٍ مذكرات ِِ يف
ْ ُ ُ ُ
فقلت :واحسرتاهُ ، ِ الص ِ ِ ِ
ويكتب املذ ّكرات ُ .
ُ فقات ،واملعاهدات ، وينس ُق َّ
املؤمترات ِّ ، ويعقد
االجتماعات ُ ، وحيضر
ُ سراً وجهراً ،
وليالً ّ ،
ِ ِ ِ
جلد الفاج ِر َ
وع ْج ُز الثقة . هذا َجلَ ُد إخوان القردة واخلنازي ِر ،وذاك َع ْج ُز كث ٍري من املسلمني ْ ،
ولكن هذا ُ
ِِ لو كنت من ٍ
مازن مل تستبِ ْح إبِلي
شيبانا بنو اللَّقطية م ْن ذُ ْه ِل ب ِن ْ ُ ْ
عمر العطالة والبطالة والفراغ ،وأخرج شباباً سكنوا املسجد ، لق ْد حارب ُ
متطر ذهباً وال فضةً َّ .
إن فإن السماء ال ُ الرزق َّ ، فضرهبم وقال :اخرجوا واطلبوا ِّ
واهلم
العصيب َّ واالهنيار
ً/ النفسي واملرض والكد َ/ر
َ ِ
والعطالة :الوساوس مع الفراغ
َّ َّ َ
والنشاط :السرور /واحلُبُور والسعادة .وسوف ينتهي عندنا ِ/ وإن مع ِ
العمل والغم َّ .َّ
ض العقليَّةُ والعصبيَّةُ والنفسيَّةُ إذا قام كلٌّ بدو ِر ِه يف ِ
احلياة والغم ،واألمرا ُ
واهلم ُّ
القلق ُّ ُ
ات اخلرييَّةُ والتعاونيَّةُ ِ ِ ،فع ِم ِ
املعامل ،وفتحت اجلمعيّ ُ ُ واشتغلت ، املصانع
ُ لت ُ
َّورات العلميَّةُ و َغْي ُرها ﴿ ..
لتقيات األدبيَّةُ ،والد ُ
واملراكز واملُ ُ ُ واملخيمات
ُ والدعويَّةُ ،
ض ﴾ َ ﴿ ،سابُِقوا﴾ َ ﴿ ،و َسا ِرعُواْ﴾ (( ، اَأْلر ِ ِ ِ
َوقُ ِل ا ْع َملُواْ ﴾ ﴿ ،فَانتَش ُروا في ْ
يده )) . عمل ِ ِ يأكل من اهلل داود كاننبي ِ وإن َّ
ُ
احلياة ) ،حتدَّث عن ِ
هذه ِ كتاب ،بعنوان ( صناعةُ وللر ِ
اشد
ْ ٌ ّ
الناس ال يقومون بدوِرهم يف ِ أن كثرياً من بإسهاب ،وذَ َكَر َّ ٍ ِ
املسالة
ِ
احلياة .
سر
ات ،ال يُدركون َّ الناس أحياء ،ولكنَّهم كاألمو ِ ِ وكثريٌ من
ٌ
ألنفسهم خرياً ﴿ ِ هم ،وال حياهِت م ،وال يقدمون ملستقبلهم وال َّ ِ
ُألمت ْ ُ
ِِ ِ ِ ِِ رُ ِ
ين غَْي ُر ضواْ بَأن يَ ُكونُواْ َم َع الْ َخ َوالف ﴾ ﴿ ،الَّ يَ ْستَ ِوي الْ َقاع ُدو َن م َن ال ُْمْؤ من َ َ
يل اللّ ِه ﴾ .
اه ُدو َن فِي َسبِ ِ ُأولِي الضَّرِر والْمج ِ
َ َ َُ ْ
قامت بدوِرها ْ كانت ت ُق ُّم مسجد الرسول ْ إن املرأة السوداء اليت َّ
َألمةٌ ُّمْؤ ِمنَةٌ َخ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِرَك ٍة َولَ ْو
ودخلت هبذا الدَّوِر اجلنة ﴿ َو َ ْ
ِ
احلياة ، يف
َأ ْع َجبَْت ُك ْم ﴾ .
عليه ، للرسول َّ أدى ما ِ ِ صنَ َع املِْنربالغالم الذي َ ُ وكذلك
ين الَ يَ ِج ُدو َن ِإالَّ َّ ِ
ألن موهلته يف النّجارِة ﴿ َوالذ َ وكسب اجراً هبذا األم ِر َّ ،
ُج ْه َد ُه ْم ﴾ .
بدخول الد ِ
ُّعاة ِ الواليات املتحدةُ األمريكيَّةُ عام 1985م ِ
مسحت
ُ
اهتد ْوا
املروجني وال َقَتلَةَ ،إذا َ ألن اجملرمني و ِّ املسلمني سجون أمريكا َّ ،
اإلسالم ،أصبحوا أعضاءً صاحلني يف جمتمعاهِت ْم ﴿ ََأو َمن َكا َن َم ْيتاً ِ إىل
َّاس ﴾ .َأحَي ْينَاهُ َو َج َعلْنَا لَهُ نُوراً يَ ْم ِشي بِ ِه فِي الن ِ
فَ ْ
وضب ِط
السداد يف األموِر ْ ملن أراد َّ ِ ِ
دعاءان اثنان عظيمان ،نافعان ْ
ِ ِ
ِ
األحداث والوقائ ِع . النفس عند ِ
اللهم علي َّ ،
أن الرسول قال لهُ (( :قُ ْل َّ : حديث ٍّ ُ األول :ُ
مسلم .
ٌ ِّ
وسد ْدني )) .رواهُ اهدنِي
قل :اللَّ َّ
هم ٍ
حديث ُحصنْي بن عبيد ،عند أيب داود :قال له ْ (( : ُ الثاني :
شر َن َّفسي )) . ألهمني ُرش ْدي ،وقِني َّ
فأكثر ما جيين عليه إذا مل يكن عو ٌن من ِ
اهلل
ُ ْ ْ
املوت ، ِ ش ،وكر ِاهيَةُ العي ِ ِ التَّعلُّ ُق باحلياة ،وع ْش ُق
وحب ْ ُّ البقاء ،
الرهق ،وقد الصد ِر وامللَ َق والقلق واألرق و َّ يق َّ الكدر ِ
وض العبد َ : َ ورد ي
ِ َ َ َ ُ ُ
ِ ِ
ص
َأح َر َالم اهلل اليهود على تعلُّقهم باحلياة الدنيا ،فقال َ ﴿ :ولَتَج َد َّن ُه ْم ْ
ْف َسنَ ٍة َوَما ُه َو َأح ُد ُه ْم لَ ْو ُي َع َّم ُر َأل َ ٍ ِ َّ ِ الن ِ
ين َأ ْش َرُكواْ َي َو ُّد ََّاس َعلَى َحيَاة َوم َن الذ َ
ص ٌير بِ َما َي ْع َملُو َن ﴾ . اب َأن يع َّمر واللّهُ ب ِ ِِ ِ
بِ ُم َز ْح ِزحه م َن ال َْع َذ ِ ُ َ َ َ َ
حياة ،ٍ املقصود :أهَّن ا َّ
أي احلياة ،و ِ
ُ وهنا قضايا ،منها :تنكريُ
كانت شخصيةً رخيصةً ات ،ولو ولو كانت حياة البهائ ِم والعجماو ِ
ْ ْ ْ
فإهَّن ْم حيرصون عليها .
اليهودي
َّ اليهودي كان يلقى َّ سنة َّ
ألن ألف ٍ لفظ ِ : ومنها :اختيار ِ
ُ
سنة .فذكر سنة .أي ِ :عش ألف ٍ فيقول له ِ :عم صباحاً ألف ٍ
ْ ْ ُ ُ
لكن لو عاشوهُ فما أهنم يريدون هذا العمر الطويل ،و ْ سبحانهُ وتعاىل ْ
ِ ِ
نص ُرو َن ﴾ اب اآْل خ َرة َأ ْخ َزى َو ُه ْم اَل يُ َ النهايةُ ؟! مصريُهم إىل نا ٍر تلظَّى ﴿ َولَ َع َذ ُ
.
هم واهللُ يُ ْدعى . العامة :ال َّ ِ ِ
كلمات من أحس ِن ْ
اخلي ُر ، ِ واملعىن َّ :
طلب منهُ ْ ُ ُوي ، دعى ُي السماء أن هناك إهلاً يف
كش َفه وأزاله هبمك َ ، األرض ،فإذا وَّكلت ربَّك ِّ ِ هتتم أنت يف فلماذا ّ
ك ِعب ِ ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ ِ
ادي وء ﴾ َ ﴿ ،وِإذَا َسَألَ َ َ الس َ ف ُّ يب ال ُْم ْ ﴿ ََّأمن يُج ُ
ان ﴾ . الد ِاع ِإ َذا َد َع ِ
يب َد ْع َو َة َّ َعنِّي فَِإ نِّي قَ ِر ِ
يب ُأج ُ ٌ
وم ْد ِم ِن القرِع لألبو ِ
اب أن ْ ُ أخلِ ْق بذي َّ
الص ِرب أ ْن حيظى
**************************************
دقائق غاليةٌ
ُ في حياتِك
اته : الطنطاوي يف مذ ّكر ِ للشيخ علي أيت موقفنْي ِ ُمؤثِّريْ ِن ُمعرِّب يْ ِن
ِّ ِ ر ُ
يغرق على شاطِئ بريوت نفسه وكاد ُ َّث عن ِ األول :حتد َ ُ املوقف
ُ
عليه ،وكان املوت ،ومُحِ ل م ْغ ِمياً ِ ِ يسبح فأشرف على ،حينما كان
َ ّ ُ
ِ
احلياة ، عاد ولو ساعةً إىل اللحظات ي ِِ
ويود لو َ ذع ُن ملوالهُ ُّ ، ُ يف تلك
صل اإلميا ُن عنده منتهاه . الصاحل ،فيَ ِ ليجدِّد إميانه وعملهُ ّ
بيت ِ
اهلل قافلة من سوريا إىل ِ ٍ قدم يف واملوقف الثاين :ذَ َكر أنه ِ
ْ َ ُ
ِ ِ
وب ُقوا ثالثة أيام ،وانتهى العتيق ،وبينما هو يف صحراء تبوك ضلُّوا َ
اجلموع خطبة ِ املوت ،فقام وألقى يف ِ طعام ُهم واشرابُ ُهم ،وأشرفوا على ُ
حارةً رنَّانة ،بكى وأبكى الناس ، احلياة ،خطبةً توحيديَّة َّ ِ الوداع من ِ
عني وال ُمنق ٌذ إال اهللُ أن اإلميان ارتفع ،وأنه ليس هناك ُم ٌ أحس َّ و َّ
ْأن ﴾ . ض ُك َّل يوٍم ُهو فِي َش ٍ اَأْلر ِ جل يف عاله ﴿ يسَألُهُ من فِي َّ ِ
َْ َ الس َم َاوات َو ْ َْ َ َّ
يقول سبحانهُ وتعاىل َ ﴿ :وَكَأيِّن ِّمن نَّبِ ٍّي قَاتَ َل َم َعهُ ِرِّبيُّو َن َكثِ ٌير فَ َما َو َهنُواْ ُ
ب َّ ِ استَ َكانُواْ َواللّهُ يُ ِح ُّ يل اللّ ِه َوَما ََأص َاب ُه ْم فِي َسبِ ِ ِ
ين ﴾ . الصاب ِر َ ضعُ ُفواْ َوَما ْ ل َما َ
حيب املؤمنني األقوياء الذين يتحدَّون أعداءهم بص ٍرب إن اهلل ُّ َّ
تنهار اليأس ،وال باإلحباط و ِ ِ وجالدة ،فال ي ِهنون ،وال يُصابون ٍ
ُ
الضع ِ قواهم ،وال يستكينون ِّ ِ
يصمدون ويُواصلون ُ الفشل ،بل ف و ِ للذلَّة و ْ ُ
القوي المؤمن هم (( ِ هِل هِن
ُّ ُ ويُرابطون ،وهي ضريبةُ إميا م برهِّب م وبرسو ْم وبدين ْ
خير )) . اهلل من المؤم ِن والض ِ وأحب إلى ِ
كل ٌ َّعيف وفي ٍّ ُّ خير
ٌ
ذات ِ
اهلل فقال جرحت ُأصبع أيب بك ٍر – رضي اهلل عنه – يف ِ
ُ ُ ُ ْ ُْ ُ
:
سبيل اهلل ما ِلق ِ
يت ِ ويف أنت إال إصبع د ِم ِ
يت هل ِ
َْ ٌ َ ْ
ب الغا ِر ليحمي هبا الرسول من ووضع أبو بك ٍر إصبعهُ يف َث ْق ِ
بإذن ِ
اهلل . العقرب ،فلُدغ ،فقرأ عليها فربئت ِ ِ
ْ
الرجاللب ِّ ِ ِ
السُّر يف شجاعتك ،وأنك تغ ُ رجل لعنرتة :ما ِّ قال ٌ
وخذ إصبعي يف فمك .فوضعها يف ضع إصبعك يف فمي ُ ، ؟ قال ْ :
عض إصبع َّ جل ،وكلٌّ ووض َع عنرتةُ إصبعه يف ف ِم َّ
الر ِ ف ِم عنرتة َ ،
يصرب فأخر َج له عنرتةُ إصبعه ْ الرجل من األمل ،ومل ُ صاحبِه ،فصاح
ِ
االحتمال . بالص ِرب و
َّ غلبت األبطال .أي ،وقال :هبذا
ُ
يب منه، ر ق وعفوه ورمحته مم يفرح املؤمن أن لُطف ِ
اهلل َّ
ٌ َ إن َّ ُ ُ
ات
الكائنات واألحياءُ والعجماو ُ ُ حبسب إميانِِه .و ِ اهلل وواليتِ ِهبرعاية ِ
ِ فيشعر
ُ
بأن هلا ربّاً خالِقاً ورازقاً ﴿ َوِإن ِّمن َش ْي ٍء ِإالَّ تشعر َّ ُ احف
الطيور والزو ُ و ُ
ِ ِ
يح ُه ْم ﴾ . سبِّ ُح بِ َح ْم َده َولَـكن الَّ َت ْف َق ُهو َن تَ ْسبِ َ
يُ َ
من لهُ ُك ُّل اخلالِئ ِق يا ْ رب محداً ليس غريُك يا ّ
ِ
شقوق بأيديهم يف احلب ث يرمون العامةُ وقْت احلر ِ
ْ َّ عندنا ْ َ َ َّ ،
يابس ،بني يديك يا ٍ حب يابس ،يف ٍ
بلد األرض ،ويهتفون ٌّ : ِ
ٌ
فاطر السماوات و ِ
األرض ﴿ َأ َف َر َْأيتُم َّما تَ ْح ُرثُو َن{َ }63أَأنتُ ْم َت ْزَرعُونَهُ َْأم نَ ْح ُن
إليه ،سبحانه وتعاىل . وتوجه ِ توحيد الربي ، ِ الزا ِرعُو َن ﴾ .إهَّن ا نزعةُ
َّ
ُّ ُ
فلما
كشك – وهو أعمى – َّ عبد ِ
احلميد قام اخلطيب املِ
ُ قع ُ ُ ص
ْ ُ
ِ جيبه سعفة ٍ ِ ِ
مكتوب عليها بنفسها :اهللُ ٌ خنل ، من
عال املْن َرب ،أخرج ْ
اجلموع :
ِ ف يف اجلميل ،مث َهتَ َ ِ الكويف
ِّ ِّ
باخلط ،
ون الن ِ
َّض ْره الغُص ِ ِ
ذات َّجره
ُ انظُْر لتلك الش ْ
ِ
باخلض ْره وزاهنا م ِن الذي أنبتها
م ْق ِ
تد ْره قُدرتُه ذاك هو اهللُ الذي
ُ
ِ
بالبكاء . الناس فأجهش
ُ ْ
تنطق ِ
الكائنات ، األرض مرسومةٌ آياتُه يف ات و ِ إنه فاطر السماو ِ
ُ ُ ُ
ت هذا ب ِ
اطالً ﴾ . ِ ِ بالوحدانيَّ ِة و َّ ِ
الصمدية والربوبيَّة واأللوهيَّة ﴿ َرَّبنَا َما َخلَ ْق َ َ َ
يرحم
ُ أن هناك ربّاً تياح ،أ ْن ت ْشعَُر َّ من دعائ ِم السروِر واالر ِ ْ
وسعت السماو ِ
ات ِ ِ
برمحة ربِّك اليت ويغفر ويتوب على من تاب ِ ،
فأبش ْر ْ ُ ُ
ٍ واألرض ،قال سبحانه َ ﴿ :وَر ْح َمتِي َو ِس َع ْ
ت ُك َّل َش ْيء ﴾ ،وما أعظم لطفهُ
رسول ِ
اهلل ِ أن أعرابيّاً صلًّى مع صحيح َّ : ٍ ٍ
حديث سبحانه وتعاىل ،ويف
ترحم
ْ اللهم ارمحين وحممداً ،وال َّشه ِد قال َّ : فلما أصبح يف الت ُّ َّ ،
معنا أحداً .قال (( : لق ْد حجرت واسعاً )) .أي :ضيَّقت واسعاً
ٍ
شيء ﴿ وَكا َن بِالْمْؤ ِمنِ ِ إن رمحة َِّ ،
ين َرحيماً ﴾ (( ،اهللُ
ُ َ َ كل
َّ وسعت
ْ اله
بولدها )) .هذه ِ بعباد ِه من ِ
ِ أرحم
ْ ُ
عذاب ِِ
وجل ،فجمعهَّ عز
اهلل َّ رجل نفسه بالنا ِر فراراً ْ
من ٌ أحرق
عب ِدي ،ما َح َملَك على ما صنعت ؟ سبحانه وتعاىل وقال له (( :يا ْ
وخشيت ذنوبي .فأدخلهُ اهللُ الجنّة )) . ُ رب ِ ،خ ْفتُك ، قال :يا ِّ
صحيح .
ٌ حديث
ٌ
ْجنَّةَ ِه َي
س َع ِن ال َْه َوى{ }40فَِإ َّن ال َ
َ ف
ْ الن
َّ ى ه
َ ن
َوَ
اف م َقام ربِِّ
ه ﴿ َو ََّأما َم ْن َخ َ َ َ َ
ال َْم َْأوى ﴾ .
حاسب اهلل رجالً مسرفاً على ِ
فلم جي ْد عندهُ موحداًْ ،
نفسه ِّ ُ ُ
ويتجاوز ع ِن امل ْع ِس ِر ،قال اهللُ:
ُ تاجر يف الدنيا، ُ حسنَةً ،لكنَّه كان ي
ُ َ
ُ ِ
بالكرم منك ،جتاوزوا عنهُ .فأدخله اهللُ اجلنّة . حنن أوىْل
ُ
﴿ َوالَّ ِذي َأط َْم ُع َأن َيغْ ِف َر لِي َخ ِطيَئتِي َي ْوَم الدِّي ِن ﴾ ﴿ ،اَل َت ْقنَطُوا ِمن
َّر ْح َم ِة اللَّ ِه ﴾ .
رجل فقال : بالناس ،فقام ٌ ِ عند مسل ٍم :أ ّن الرسول صلَّى
نعم ِ
علي .قال (( :أصليت معنا ؟ )) .قال ْ : ت ح ّداً ،فأق ْمهُ َّ أصب ُ
ْ
اذهب فقد غُ ِفر لك )) . ْ .قال (( .
سهُ ثُ َّم يَ ْسَتغْ ِف ِر اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ غَ ُفوراً َّرِحيماً ِ
﴿ َوَمن َي ْع َم ْل ُسوءاً َْأو يَظْل ْم َن ْف َ
﴾.
ومن خلفه ،وعن ِِ ِ
العبد ،م ْن أمامه َْ خفي ي ْكتنف
ٌّ طف
هناك لُ ٌ
قدمي ِه ،صاحب اللُّ ِ
طف ومن فوقِه ومن ِ
حتت ِ ِِ ِ
ُ ْ ْ وعن مشاله ْ ، ميينه ْ
الص ْخرةُ يف الغا ِر ،وأجْن ى
عليهم َّ
ُ انطبقت
ْ رب العاملني ،
اخلفي هو اهللُ ُّ
ِّ
الغرق ،ونُوحاً من الطُّ ِ
وفان ، ِ إبراهيم من النا ِر ،وأجنى موسى من
ِ
املرض . ب وأيوب من ويوسف من اجلُ ِّ
***************************************
وقفــة
يقول (( :ما ُ عن ِّأم سلَمةَ أهَّن ا قالت :مسعت رسول ِ
اهلل ُ ْ ََ
فيقول ما أمره اهللُ ِ ﴿ :إنَّا لِلّ ِه َوِإنَّـا ِإلَْي ِه
ُ مسلم تُصيبُه مصيبةٌ ، ٍ من
ْ
وأخلف لي خيراً م ْنها ؛ إالَّ اج ْرني في مصيبتي رِ
اجعو َن ﴾ اللَّ َّ
ْ هم ُ َ
أخلف اهللُ لهُ خيراً م ْنها )) .
الشاعر :
ُ قال
حي وإ ْن ِهيوم على ٍّ تد ُُ اهلل ما ِم ْن ُملِ َّم ٍة
خليلي ال و ِ
َّ
َّعل ن ال إذا وى ك الش روال تُكثِ ض َع ْن
ُ ْ َّ لت يوماً فال ختْ َفإ ْن نز ْ
مضت
ْ فصابرها حىت لي ب
ُ دْ ق فكم ِم ْن ٍ
كرمي ْ
ْ
الذ ِّل
أت صربي على ُّ فلما ر ْ
َّ ِ
األيام نفسي كانت على
و ْ
وقال آخر :
املتعج ِل
ِّ وق ْد يكو ُن مع قد يُد ِرُك املتأيِّن بعض
ُ
ومن لُبِّ ِه ﴿ َولْيََتلَطَّ ْ
ف بل هو منهُ ْ ، عارض القدر ْ ، فالتَّوقِّي ال يُ ُ
ْأس ُك ْم ﴾ . ﴾ ﴿ ،تَِقي ُكم الْح َّر وسرابِ ِ
يل تَقي ُكم بَ َ
ُ َ َ ََ َ
***************************************
***
ا ْك ِ
سب الناس
ب الناس ،واستجالب حمبَّتِهم العبد قُدرتُه على كس ِ ِ ِ
سعادة ومن
ْ ْ
اجعل لِّي لِسا َن ِ
ص ْد ٍق فِي ِ
َ السالم َ ﴿ :و ْ َ ُ اهيم عليهوعطفهم ،قال إبر ُ
عن ِ اآْل ِ
احلسن .وقال سبحانه وتعاىل ْ ُ ناء
ُ ّالث : املفسرون قال ، ﴾ ين
َ ر خ
بعضهم :ما رآك أح ٌد إال ك َم َحبَّةً ِّمنِّي ﴾ .قال ُ ت َعلَْي َموسى َ ﴿ :وَألْ َق ْي ُ
أحبَّك .
اهلل في األرض )) . الصحيح (( :أنتم شهداء ِ ِ ِ
احلديث ويف
ُ
احلق .
أقالم ِّ ُ وألسنةُ اخل ْل ِق
يحب فالناً ُّ إن ِ
السماء َّ : وصح (( :أن جبريل يُنادي في ِ
أهل َّ
ِ
األرض )) . وضع له القبُول في ِ
أهل السماء ،ويُ ُ فأحبُّوه ،فيُحبُّهُ ُ
لق . ِ الوجه ولِ
ِ ِ
وس َعةُ اخلُ ُ
َ الكالم ني
ُ بسطةُالود ْ : أسباب ِّ ومن
ْ
فق ؛ ِ القوية يف ج ْل ِ ِ من العو ِ َّ
الر ُ
الناس إليك ِّ : ب أرو ِاح امل إن ْ
شيء إال زانه ،وما نُزع ٍ فق في الر ُيقول (( : ما كان ِّ ولذلك ُ
شيء إال شانهُ )) . ٍ من
ْ
ويقول (( :من يُحرم الرفق ،يُحرم الخير كلّه )) .
قال أحد احلكماء :الرفق خُي رج احليَّة من ُج ْحرها .
اج ِن العسل ،وال تَ ْك ِس ِر اخللِيَّة .
قال الغربيُّون ْ :
وتضع تأكل طيِّباً ، الصحيح (( :المؤمن كالنَّح ِ
لة ِ ِ
احلديث ويف
ُ ُ ْ ُ
عود ،لم ِ
تكس ْرهُ )) . وقعت على ٍ ْ طيّباً ،وإذا
************************************
ِ
آيات ال ُقدرة َّ
تنق ْل في الدِّيا ِر واقرْأ
َّنق ُل يف الدِّيا ِر ورؤيةُ
فار والت ُّ
األس ُ
السرور ْ : وممَّا جيلُب الفرح و ُّ
عن هذا .قال ِ األمصا ِر ،وقد
سبقت كلمةٌ يف ّأول هذا الكتاب ْ ْ
اَأْلر ِ
ض ِ ِ اَألر ِ سبحانه ﴿ :انظُرواْ ماذَا فِي َّ ِ
ض ﴾ ﴿ ،قُ ْل س ُيروا في ْ الس َم َاوات َو ْ ُ َ
اَألر ِ ِ ِ
ض َفيَنظُُرواْ ﴾ . فَانظُُروا ﴾ َ ﴿ ،أ َفلَ ْم يَس ُيرواْ في ْ
الشاعر :
ُ قال