You are on page 1of 246

‫ال تحزن‬

‫للشيخ ‪ /‬عائض القرني‬


‫‪/http://www.saaid.net‬‬
‫هذا الكتاب‬

‫ِ‬
‫البشرية‬ ‫اجلانب املأسوي من ِ‬
‫حياة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مبعاجلة‬ ‫أخاذةٌ مسؤولةٌ ‪ ،‬تعىن‬ ‫دراسةٌ جادةٌ ّ‬
‫والغم‬
‫واهلم ِّ‬ ‫ِ‪/‬‬
‫والتشاؤم ‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫والكآبة‬ ‫وفقد ِ‬
‫الثقة ‪ ،‬واحلرية ‪،‬‬ ‫االضطراب والقلق ِ ‪/ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫جانب‬
‫ِ‬
‫واإلحباط ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والقنوط‬ ‫واحلزن ‪ ،‬والكد ِ‪/‬ر ‪ ،‬واليأس‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬
‫املشكالت العصر على نو ٍر من الوحي ‪ ،‬وهدي من الرسالة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حل‬
‫وهو ٌّ‬
‫ِ‬
‫والقصص‬ ‫واألمثال احليَّ ِة ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الراشدة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والتجارب‬ ‫وموافقة مع الفطر ِة السويَِّة ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫نقوالت عن الصحابة األبرار ‪ ،‬والتابعني األخيا ِر ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ب ‪ ،‬وفيه‬ ‫واألدب اخلالَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫اب ‪،‬‬ ‫اجلذ ِ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫احلكماء‬ ‫ونصائح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األطباء ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫جهابذة‬ ‫نفحات من قصيِ ِد كبا ِر الشعراء‪ ، /‬ووصايا‬ ‫وفيه‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫وتوجيهات العلماء ‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫كل ذلك مع‬ ‫ُأطروحات للشرقيني والغربيني ‪ ،‬والقدامى واحملدثني ‪ُّ .‬‬ ‫ٌ‬ ‫ويف ثناياه‬
‫ودوريات ومالحق‬‫ٍ‬ ‫صحف وجمالت ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وسائل اإلعالم ‪ ،‬من‬ ‫َّمْته‬
‫ُ‬ ‫احلق مما قد َ‬
‫يوافق َّ‬
‫ما ُ‬
‫ونشرات ‪.‬‬
‫يقول لك‬ ‫ب ‪ .‬وهو ُ‬ ‫مشذ ٌ‬‫ب َّ‬ ‫َّب ‪ ،‬وجه ٌد َّ‬
‫مهذ ٌ‬ ‫مزيج مرت ٌ‬
‫إن هذا الكتاب ٌ‬
‫باختصار ‪:‬‬

‫ْ‬
‫وتفاءل وال تحزن ))‬ ‫وأبشر‬
‫ْ‬ ‫واطمئن‬
‫َّ‬ ‫(( اسع ْد‬

‫*************************************‬

‫‪/http://www.saaid.net‬‬
‫المقدمة‬
‫وبعد ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وصحبه ُ‬ ‫رسول اهلل ِ ‪ ،‬وعلى آله‬ ‫احلمد هلل ‪ ،‬والصالةُ والسالم على ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واالستفادة منه ‪ ،‬ولك‬ ‫ِ‬
‫بقراءته‬ ‫فهذا الكتاب ( ال حتزن ) ‪ ،‬عسى أن تسعد‬
‫الصحيح ‪ ،‬وفوق هذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعقل‬ ‫املنطق السلي ِ‪/‬م‬ ‫ٍ‬
‫الكتاب أن حتاكمه إىل ِ‬ ‫قبل أن تقرأ هذا‬
‫وذاك الن ْقل املعصوم ‪.‬‬
‫وذوقه ومشِِّه ‪ ،‬وإن من‬
‫ِ‬ ‫تصور ِه‬
‫قبل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫احلي ِ‬ ‫َّ‬
‫احلكم املُسبق على الشيء َ‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫إن من ْ‬
‫ورؤية ِ‬
‫احلجة‬ ‫ِ‬ ‫ومساع الدعوى‬ ‫والتأم ِل ‪،‬‬
‫اإلطالع ُّ‬ ‫قبل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظلم املعرفة إصدار فتوى مسبقة َ‬
‫ِ‬
‫وقراءة الربهان ‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫هم أو حز ٌن ‪ ،‬أو طاف به‬ ‫كتبت هذا احلديث ملن عاش ضائقةً أو أملَّ ِبه ٌّ‬ ‫ُ‬
‫قلق ‪ .‬وأيُّنا خيلو من ذلك‬ ‫ٍ‬
‫نومه ٌ‬ ‫وشر َد َ‬
‫أرق ‪َّ ،‬‬ ‫أقض مضجعة ٌ‬ ‫مصيبة ‪ ،‬أو َّ‬ ‫طائف من‬
‫ٌ‬
‫؟!‬
‫وقصص ‪،‬‬ ‫وأمثال‬ ‫وشوارد ‪،‬‬ ‫وفوائد‬ ‫وصور ِ‬
‫وعربٌ ‪،‬‬ ‫ٌ‪/‬‬ ‫وأبيات ‪،‬‬ ‫آيات‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هنا ٌ‬
‫والروح‬
‫ِ‪/‬‬ ‫املفجوع ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫دواء ِ‬
‫للقلب‬ ‫سكبت فيها عصارة ما وصل إليه الالمعون ؛ من ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫البائسة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلزينة‬ ‫ِ‬
‫والنفس‬ ‫ِ‬
‫املنهكة ‪،‬‬
‫ش‬‫يقول ‪ِ :‬ع ِ‬
‫أبشر واسع ْد ‪ ،‬وتفاءَ ْل واهدأ ‪ .‬بل ُ‬ ‫يقول لك ‪ِ :‬‬ ‫الكتاب ُ‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫احلياة كما هي ‪ ،‬طيبةً رضيَّة هبيجةً ‪.‬‬
‫ِ‬
‫والناس‬ ‫التعامل مع السن ِن‬
‫ِ‬ ‫هذا الكتاب يصحح لك أخطاء ِ‬
‫خمالفة الفطرة ‪ ،‬يف‬ ‫ٌ ُّ‬
‫ِ‬
‫واملكان ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والزمان‬ ‫ِ‬
‫واألشياء ‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫ِ‬
‫القضاء ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ومعاكسة‬ ‫مصادمة ِ‬
‫احلياة‬ ‫ِ‬ ‫إنه ينهاك هنياً جازماً عن اإلصرا ِر على‬
‫نفسك ‪،‬‬ ‫قريب من أقطا ِر ِ‬
‫مكان ٍ‬ ‫ورفض الدليل ‪ ،‬بل يناديك من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫املنهج‬ ‫ِ‬
‫وخماصمة ِ‬
‫ُ‬
‫تطمئن حلُ ْس ِن مص ِريك ‪ ،‬وتثق مبعطياتِك وتستثمر مواهبك ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وحك أن‬‫أطراف ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املسرية ‪.‬‬ ‫العيش ‪ ،‬وغصص العم ِر وأتعاب‬ ‫صات ِ‬ ‫وتنسى منغّ ِ‬
‫هامة يف أوله ‪:‬‬ ‫وأريد التنبيه على مسائل ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واهلدوء والسكينة وانشراح‪ ِ /‬الصد ِ‪/‬ر ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السعادة‬ ‫ب‬ ‫األولى ‪َّ :‬‬
‫أن املقصد من الكتاب ج ْل ُ‬
‫واملستقبل الزاه ِر ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتفاؤل والفرج‬ ‫باب ِ‬
‫األمل‬ ‫وفتح ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واإلميان‬ ‫الظن ِبه ‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫والتوك ِل عليه ‪ ،‬وحس ِن ِّ‬ ‫اهلل وغفرانِِه ‪،‬‬
‫وهو تذكري‪ /‬برمحة ِ‬
‫ٌ‬
‫وتذك ِر‬
‫القلق على املستقبل ِ ‪ُّ ،‬‬‫وترك ِ‬ ‫حدود ِ‬
‫اليوم ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعيش يف‬ ‫ِ‬
‫بالقضاء والقد ِ‪/‬ر ‪،‬‬
‫نِ َع ِم اهلل ِ ‪.‬‬
‫طراب ‪ِ ،‬‬
‫وضيق‬ ‫واالض ِ‬ ‫والغم ‪ ،‬واحلزن واألسى ‪ِ ،‬‬
‫والقلق‬ ‫اهلم ِّ‬ ‫الثَّانية ‪ :‬وهو حماولةٌ ِ‬
‫لطرد ِّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫واإلحباط ‪.‬‬ ‫ِ‪/‬‬
‫والقنوط‬ ‫ِ‬
‫واليأس ‪،‬‬ ‫الصد ِر واالهنيا ِر‬
‫ِ‬
‫املعصوم ‪ ، ‬ومن‬ ‫ِ‬
‫التنزيل ‪ ،‬ومن كالم‬ ‫من‬ ‫الثالثة ‪ :‬مجعت فيه ما يدور يف ِ‬
‫املوضوع ْ‬
‫ِ‬ ‫فلك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫والقصص املعربة ‪ ،‬واألبيات املؤثّرة ‪ ،‬وما قالهُ احلكماءُ‬ ‫األمثلة الشاردة ِ ‪،‬‬
‫ني الساطعة ‪،‬‬ ‫التجارب املاثِلة والرباه ِ‬
‫ِ‬ ‫قبس من‬
‫واألطباءُ واألدباءُ ‪ ،‬وفيه ٌ‬
‫اجلاد ِة وليس وعظاً جمرداً ‪ ،‬وال ترفاً فكريّاً ‪ ،‬وال طرحاً سياسياً ؛‬ ‫ِ‬
‫والكلمة َّ‬
‫أجل سعادتِك ‪.‬‬ ‫بل هو دعوةٌ ُملِ َّحةٌ من ِ‬
‫ِ‬
‫اإلنسانية ؛ آخذاً‬ ‫فراعيت فيه املشاعر ومنافذ ِ‬
‫النفس‬ ‫الكتاب للمسلم وغريه ‪،‬‬ ‫الرابعة ‪ :‬هذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫دين الفط ِرة ‪.‬‬
‫يف االعتبار املنهج الرباينَّ الصحيح ‪ ،‬وهو ُ‬
‫على يف ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫جتد يف الكتاب نُقوالت عن شرقيني وغربيّني ‪ ،‬ولعلّه ال تثريب َّ‬ ‫الخامسة ‪ :‬سوف ُ‬
‫؛ فاحلكمة ضالةُ املؤم ِن ‪ ،‬أىَّن وجدها فهو ُّ‬
‫أحق هبا ‪.‬‬
‫مستمرةً‬
‫ّ‬ ‫أجعل للكتاب حواشي ‪ ،‬ختفيفاً للقارئ وتسهيالً له ‪ ،‬لتكون قراءاته‬
‫السادسة ‪ :‬مل ْ‬
‫النقل يف ِ‬
‫أصل الكتاب ِ ‪.‬‬ ‫وجعلت املرجع مع ِ‬
‫ُ‬ ‫وفكره متصالً ‪.‬‬
‫ُ‬
‫مبن سبق يف ذلك ؛ ورأيتُه أنفع وأسهل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنقل رقم‪ /‬الصفحة وال اجلزء ‪ ،‬مقتدياً ْ‬ ‫ْ‬ ‫مل‬ ‫‪:‬‬ ‫السابعة‬
‫الكتاب أو ِ‬
‫املقالة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بالنص ‪ ،‬أو مبا فهمتُه من‬ ‫ف ‪ ،‬وحيناً‬ ‫بتصر ٍ‬
‫أنقل ُّ‬
‫ِّ‬ ‫فحيناً ُ‬
‫نوعت فيه‬ ‫ِ‬
‫الفصول ‪ ،‬وإمنا‬ ‫ِ‬
‫األبواب وال على‬ ‫أرتب هذا الكتاب على‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الثامنة‪ :‬مل ْ‬
‫وأعود‬ ‫ٍ‬
‫حديث إىل آخر‬ ‫من‬ ‫الطَّرح ‪ ،‬فرمَّب ا أداخل بني ِ‬
‫الف ِ‬
‫ُ‬ ‫وأنتقل ْ‬
‫ُ‬ ‫قرات ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫صفحات ‪ ،‬ليكون أمتع للقارئ وأل ّذ لهُ وأطرف لنظر ِه ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫للحديث بعد‬
‫ضعف بيّنتُهُ ‪،‬‬ ‫احلديث فيه‬ ‫ختريج األحاديث ؛ فإ ْن كان‬ ‫ِ‬
‫اآليات أو ِ‬ ‫ُأطل ِ‬
‫بأرقام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫التاسعة ‪ :‬مل ْ‬
‫سكت ‪ .‬وهذا كلُّه طلباً‬ ‫ُّ‬ ‫ذكرت ذلك أو‬
‫ُ‬ ‫وإن كان صحيحاً أو حسناً‬
‫واإلمالل ‪ (( ،‬والمتشبِّ ُع بما لم‬ ‫ِ‬ ‫لالختصار ‪ ،‬وبُعداً‪ /‬عن التكرا ِر واإلكثا ِر‬
‫ثوبي ُزو ٍر )) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالبس ْ‬ ‫يُعط‬
‫ٍ‬
‫متنوعة ‪ ،‬وأنا‬ ‫ظ القارُئ تكراراً لبعض املعاين يف قوالب‪ /‬شىّت ‪ ،‬وأساليب‬ ‫العاشرة ‪ :‬رمبا ي ْلح ُ‬
‫طرح ‪ ،‬وترسخ‬ ‫وتعمدت هذا الصنيع‪ /‬لتثبت الفكرةُ بأكثر من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫قصدت ذلك‬‫ُ‬
‫النقل ‪ ،‬ومن يتدبِّر القرآن جي ْد ذلك ‪.‬‬ ‫املعلومةُ بغزار ِة ِ‬
‫حيمل‬
‫تلك عشرةٌ كاملةٌ ‪ ،‬أقدِّمها ملن أراد أن يقرأ هذا الكتاب ‪ ،‬وعسى أن َّ‬
‫القول ‪ ،‬ويقيناً يف‬‫هذا الكتاب ص ْدقاً يف اخل ِرب ‪ ،‬وعدالً يف احلكم ِ ‪ ،‬وإنصافاً يف ِ‬
‫املعرفة ‪ ،‬وسداداً يف الرأ ِي ‪ ،‬ونوراً يف البصرية ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خاصةً ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للكل ‪ ،‬ومل أقص ْد به طائفةً ّ‬ ‫أخاطب فيه اجلميع ‪ ،‬وأتكلم ‪ ،‬فيه ّ‬ ‫ُ‬ ‫إنين‬
‫لكل من أراد أ ْن حييا حياة‬ ‫بعينه ‪ ،‬أو فئةً متحيز ًة ‪ ،‬أو بلداً ِ‬
‫بذاته ‪ ،‬بل هو ِّ‬ ‫أو جيالً ِ‬
‫ّ‬
‫سعيدةً ‪.‬‬

‫ويسري بال‬ ‫ٍ‬ ‫ورصعت ِ‬


‫فيه ُّ‬
‫شمس ْ‬ ‫يُضيءُ بال‬ ‫الد َّر حتى تركتُهُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫والجيد‬ ‫الر ِ‬
‫مش‬ ‫در َّ‬‫وهلل ُّ‬ ‫والجبين مهنَّ ٌد‬ ‫سحر‬
‫ُ‬ ‫فعيناهُ ٌ‬
*****************************************
‫يــا اهلل‬
‫ض ُك َّل يوٍم ُهو فِي َش ٍ‬
‫ْأن ﴾ ‪ :‬إذا‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ يَ ْسَألُهُ َمن فِي َّ‬
‫َْ َ‬ ‫الس َم َاوات َو ْ‬
‫أصحاب السفينةِ ‪ :‬يا اهلل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الريح ‪ ،‬نادى‬
‫وهبتِ ُ‬
‫اضطرب البحرُ ‪ ،‬وهاج املوجُ ‪َّ ،‬‬
‫وحارت القافلةُ يف‬
‫ِ‬ ‫الطريق ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ضل احلادي يف الصحراءِ ومال الركبُ‪ /‬عن‬
‫إذا َّ‬
‫السريِ ‪ ،‬نادوا ‪ :‬يا اهلل‪.‬‬
‫ُ‬
‫املنكوب‬ ‫ُ‬
‫املصاب‬ ‫وجثمت الكارثةُ ‪ ،‬نادى‬
‫ِ‬ ‫ت النكبةُ‬
‫املصيبة ‪ ،‬وحلّ ِ‬
‫ُ‬ ‫إذا وقعت‬
‫‪ :‬يا اهلل‪.‬‬
‫وجوه السائلني ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫سدلتِ الستور‪ ُ/‬يف‬
‫وأ ِ‬
‫وصدت األبوابُ أمام الطالبني ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إذا ُأ‬
‫صاحوا ‪ :‬يا اهلل ‪.‬‬
‫عت احلبالُ ‪ ،‬نادوا ‪ :‬يا‬
‫وتقط ِ‬
‫اآلمال َّ‬
‫بارت احليلُ وضاقتِ‪ /‬السُُّبُل وانتهتِ‪ُ /‬‬
‫إذا ِ‬
‫اهلل‪.‬‬
‫رحبتْ وضاقتْ‪ /‬عليك نفسُك مبا محلتْ ‪،‬‬
‫إذا ضاقتْ عليك األرضُ‪ /‬مبا ُ‬
‫فاهتف‪ :‬يا اهلل‪.‬‬
‫ْ‬
‫ادق ‪ ،‬والدَّ‪/‬معُ‬
‫الكلمُ الطيبُ ‪ ،‬والدعاءُ اخلالصُ ‪ ،‬واهلاتفُ الصَّ ُ‬
‫إليه يصعدُ ِ‬
‫الربيءُ ‪ ،‬والتفجُّع الوال‪ُِ/‬ه ‪.‬‬
‫ات ‪،‬‬
‫واألعني يف املل َّم ِ‬
‫ُ‬ ‫حار ‪ ،‬واأليادي‪ /‬يف احلاجات ‪،‬‬
‫ف يف األسْ ِ‬‫إليه ُتمدُّ األكُ‪ُّ /‬‬
‫واألسئلةُ يف احلوادث‪.‬‬
‫تطمئن القلوبُ‬
‫ُّ‬ ‫وتلهج وتنادي‪،‬وبذكرهِ‬
‫ُ‬ ‫بامسه تشدو األلسنُ وتستغيثُ‬ ‫ِ‬
‫ويستقر اليقنيُ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ويثوب الرُّْشُد ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وتربد األعصابُ ‪،‬‬
‫وتسكن األرواح‪ ، ُ/‬وهتدأُ املشاعر ُ‬ ‫ُ‬
‫اد ِه ﴾‬ ‫يف بِ ِعب ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ اللَّهُ لَط ٌ َ‬
‫الكلمات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وأصدق العباراتِ ‪ ،‬وأمثنُ‬
‫ُ‬ ‫احلروف ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأمجل‬ ‫أحسن األمساءِ‬
‫ُ‬ ‫اهلل ‪:‬‬
‫﴿ َه ْل َت ْعلَ ُم لَهُ َس ِميّاً ﴾ ؟! ‪.‬‬
‫والقدرة واحلِْكَمُة ‪ ﴿ ،‬لِّ َم ِن‬
‫ُ‬ ‫صرة ‪ ،‬والعزُّ‬
‫اهللُ ‪ :‬فإذا الغىن والبقاءُ ‪ ،‬والقوةُ والنُّ ُ‬
‫ْك الْيوم لِلَّ ِه الْو ِ‬
‫اح ِد الْ َق َّها ِر ﴾ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال ُْمل ُ َ ْ َ‬
‫واملدد ‪ ،‬والوُ‪ُّ/‬د واإلحسان ‪َ ﴿ ،‬و َما‬
‫ُ‬ ‫اللطف والعنايةُ ‪ ،‬والغوْ‪ُ /‬‬
‫ث‬ ‫ُ‬ ‫اهلل ‪ :‬فإذا‬
‫بِ ُكم ِّمن ِّن ْع َم ٍة فَ ِم َن اللّ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫واجلربوت‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ :‬ذو اجلاللِ والعظمةِ ‪ ،‬واهليبةِ‬
‫أمنًا‪.‬‬
‫اخلوف ْ‬
‫ِ‬ ‫احلزن سروراً ‪ ،‬وعند‬ ‫سلوة ‪ ،‬وجزاء ِ‬ ‫فاجعل مكان اللوعة ْ‬
‫ْ‬ ‫اللهم‬
‫اإلميان ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مجر األرواح‪ ِ/‬مباءِ‬ ‫بثلج اليقنيِ ‪ ،‬وأطفْئ ْ‬ ‫العج القلبِ ِ‬ ‫اللهم أبردْ ِ‬
‫املض ِ‬
‫طربة‬ ‫منة منك ‪ ،‬وعلى النفوسِ ْ‬ ‫رب ‪ ،‬ألق على العيونِ‪ /‬السَّاهرةِ ُنعاساً أ ً‬ ‫يا ُّ‬
‫املناهج‬
‫ِ‬ ‫الل‬
‫رب اهدِ حيارى البصائرْ إىل نورِْك ‪ ،‬وضُ َّ‬ ‫فتحا قريباً‪ .‬يا ُّ‬
‫وأثبها ً‬ ‫سكينة ‪ْ ،‬‬
‫إىل صراطكْ ‪ ،‬والزائغني عن السبيل إىل هداك ‪.‬‬
‫لق من‬ ‫بفي ٍ‬
‫صادق من النور ‪ ،‬وأزهقْ باطل الضَّمائرِ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫بفجر‬
‫اللهم أزل الوساوس ْ‬
‫سومني‪.‬‬‫عوِنك ُم ِّ‬ ‫جنود ْ‬‫مبدد من ِ‬ ‫احلقِّ ‪ ،‬وردَّ كيد الشيطانِ ٍ‬
‫واطرد من نفوسنِا القلق‪.‬‬‫ْ‬ ‫وأزل عنا اهلمَّ ‪،‬‬
‫عنا احلزن ‪ْ ،‬‬ ‫اللهم أذهبْ َّ‬
‫والتوكل إال عليك ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ف إال ْمنك ‪ ،‬والركونِ إال إليك ‪،‬‬ ‫نعوذُ بك من اخلوْ ِ‬
‫ولينا ‪ ،‬نعم املوىل ونعم النصري‪.‬‬ ‫والسؤالِ إال منك ‪ ،‬واالستعانِة إال بك ‪ ،‬أنت ُّ‬
‫***************************************‬
‫كن سعيداً‬
‫‪ -‬اإلميان والعمل الصاحل مها سر حياتك الطيبة ‪ ،‬فاحرص عليهما ‪.‬‬
‫‪ -‬اطلب العلم واملعرفة ‪ ،‬وعليك بالقراءة فإهنا تذهب اهلم ‪.‬‬
‫جدد التوبة واهجر املعاصي ؛ ألهنا تنغص عليك احلياة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عليك بقراءة القرآن متدبراً ‪،‬وأكثر من ذكر اهلل دائماً ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحسن إىل الناس بأنواع اإلحسان ينشرح صدرك‪. /‬‬ ‫‪-‬‬
‫كن شجاعاً ال وجالً خائفاً ‪ ،‬فالشجاع منشرح الصدر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫طهر قلبك من احلسد واحلقد والدغل والغش وكل مرض ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اترك فضول النظر والكالم واالستماع واملخالطة واألكل والنوم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنس مهومك وأحزانك ‪.‬‬ ‫اهنمك يف عمل مثمر َ‬ ‫‪-‬‬
‫عش يف حدود يومك وانس املاضي واملستقبل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انظر إىل من هو دونك يف الصورة والرزق والعافية وحنوها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قدر‪ /‬أسوأ االحتمال مث تعامل معه لو وقع ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪-‬‬
‫ال تطاوع ذهنك يف الذهاب وراء اخلياالت املخيفة واألفكار‪ /‬السيئة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تغضب ‪ ،‬واصرب واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر قصري ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تتوقع زوال النعم‪ /‬وحلول النقم‪ ، /‬بل على اهلل توكل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أعط املشكلة حجمها الطبيعي وال تضخم احلوادث ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫ختلص من عقدة املؤامرة وانتظار املكاره ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بسط احلياة واهجر الرتف ‪ ،‬ففضول العيش شغل ‪ ،‬ورفاهية اجلسم عذاب‬ ‫ِّ‬ ‫‪-‬‬
‫للروح ‪.‬‬
‫قارن بني النعم‪ /‬اليت عندك واملصائب اليت حلت بك لتجد األرباح‪ /‬أعظم من‬ ‫‪-‬‬
‫اخلسائر ‪.‬‬
‫األقوال السيئة اليت قيلت فيك لن تضرك ‪ ،‬بل تضر صاحبها فال تفكر فيها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صحح تفكريك ‪ ،‬ففكر يف النعم والنجاح‪ /‬والفضيلة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تنتظر شكراً من أحد ‪ ،‬فليس لك على أحد حق ‪ ،‬وافعل اإلحسان لوجه اهلل‬ ‫‪-‬‬
‫فحسب ‪.‬‬
‫حدد مشروعاً نافعاً لك ‪ ،‬وفكر فيه وتشاغل به لتنسى مهومك ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احسم عملك يف احلال وال تؤخر عمل اليوم إىل غد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعلم العمل النافع الذي‪ /‬يناسبك ‪ ،‬واعمل العمل املفيد الذي ترتاح إليه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فكر يف نعم اهلل عليك ‪ ،‬وحتدث هبا واشكر اهلل عليها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقنع‪ /‬مبا آتاك اهلل من صحة ومال وأهل وعمل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعامل مع القريب والبعيد‪ /‬برؤية احملاسن وغض الطرف عن املعائب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغافل عن الزالت والشائعات وتتبع السقطات وأخبار الناس ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عليك باملشي والرياضة واالهتمام‪ /‬بصحتك ؛ فالعقل السليم‪ /‬يف اجلسم السليم‪. /‬‬ ‫‪-‬‬
‫ادع اهلل دائماً بالعفو والعافية‪ /‬وصاحل احلال والسالمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫*****************************‬

‫فكر واشكر‬
‫من فوقِك ومن حتتِ قدميْك‬
‫اهلل عليك فإذا هي ْتغُمُرك ْ‬
‫املعىن ‪ :‬أن تذكر ِنعم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمن يف وطن ‪ ،‬غذاءٌ‬
‫بدن ‪ٌ ،‬‬
‫صحٌَّة يف ٍ‬
‫وها ﴾ ِ‬ ‫﴿ َوِإن َتعُ ُّدواْ ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ‬
‫ص َ‬
‫احلياة وأنت ال تعلمُ ﴿‬
‫متلك ً‬‫تشعر ‪ُ ،‬‬
‫وهواء وماءٌ ‪ ،‬لديك الدنيا‪ /‬وأنت ما ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وكساءٌ ‪،‬‬
‫ان ‪ ،‬ويدانِ‬
‫اطنَةً﴾ عندك عينان ‪ ،‬ولسانٌ وشفت ِ‬ ‫اهر ًة وب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأسبَ َغ َعلَْي ُك ْم ن َع َمهُ ظَ َ َ َ‬
‫َو ْ‬
‫أن متشي على‬‫ان ﴾ هلْ هي مسأٌلة سهلةٌ ْ‬ ‫َأي آاَل ء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬
‫ورجالن ﴿ فَبِ ِّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عت سوقٌ؟! أحقي ٌق‬‫تعتمد على ساقيْك ‪ ،‬وقد ُقِط ْ‬
‫قدميْك ‪ ،‬وقد ُبِترتْ أقدامٌ؟! وأنْ ِ‬
‫األمل نوم الكثريِ؟! وأنْ متأل معدتك من الطعامِ الشهيِّ‬
‫أن تنام ملء عينيك وقدْ أطار ُ‬
‫املاء الباردِ وهناك من ُعِّكر عليه الطعامُ ‪ ،‬ونُِّغص عليه الشَّرابُ‬ ‫وأن تكرع من ِ‬
‫نظرك وقدْ‬ ‫وتأمل يف ِ‬ ‫ْ‬ ‫مسِعك وقدْ ُعوفيت من الصَّمم ‪،‬‬ ‫تفكر يف ْ‬‫وأسقامٍ ؟! َّ‬‫بأمراضٍ ْ‬
‫واملح عقلك‬ ‫واجلذامِ ‪ْ ،‬‬ ‫سلمت من العمى‪ ، /‬وانظر إىل ِجْلِدك وقد جنوْت من الربصِ ُ‬
‫وقدْ أنعم عليك حبضورهِ ومل ُتفجعْ باجلنونِ والذهولِ ‪.‬‬
‫ذهبا ؟! أحتبُّ بيع مسعِك وزن ثهالن َّ‬
‫فضة‬ ‫كجبل ُأُحدٍ ً‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وحده‬ ‫بصرك‬
‫أتريدُ يف ِ‬
‫تقايض بيديك مقابل‬ ‫ُ‬ ‫هل‬
‫بلسانك فتكون أبكم؟! ْ‬ ‫؟! هل تشرتي قصور‪ /‬الزهراءِ ِ‬
‫جسيمة ‪ ،‬ولكنك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأفضال‬ ‫عم عميمةٍ‬‫والياقوت لتكون أقطع؟! إنك يف ِن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عقود اللؤلؤ‬
‫ِ‬
‫واملاء الباردُ‬
‫اخلبز الدافُئ ‪ُ ،‬‬ ‫حزينا كئيباً ‪ ،‬وعندك ُ‬ ‫تعيش مهموماً مغموماً ً‬ ‫ال تدريْ ‪ُ ،‬‬
‫تشكر املوجود‪ ،‬تنزعجُ من‬ ‫ُ‬ ‫املفقود وال‬
‫ِ‬ ‫تتفكر يف‬
‫ُ‬ ‫‪ ،‬والنومُ‪ /‬اهلانُئ ‪ ،‬والعافيةُ الوارفةُ ‪،‬‬
‫اخلري واملواهبِ والنعمِ‬ ‫مفتاح السعادة‪ ،‬وقناطريُ مقنطرةٌ من ِ‬ ‫ُ‬ ‫خسارة ماليٍَّة وعندك‬
‫ٍ‬
‫وأهلك‬ ‫ص ُرو َن ﴾ فكّْر يف نفسك ‪ِ ،‬‬ ‫فكْر واشكرْ ﴿ وفِي َأن ُف ِس ُكم َأفَاَل ُت ْب ِ‬ ‫واألشياءِ ‪ّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫وعملك ‪ ،‬وعافيتِك ‪ ،‬وأصدقائِك ‪ ،‬والدنيا‪ /‬من حولِك ﴿ َي ْع ِرفُو َن نِ ْع َم َ‬ ‫‪ ،‬وبيتك ‪ِ ،‬‬
‫اللّ ِه ثُ َّم ي ِ‬
‫نك ُرو َن َها ﴾ ‪.‬‬‫ُ‬
‫***************************************‬
‫**‬

‫ما مضى فات‬


‫وجنون ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫واحلزن ملآسيه ٌ‬
‫محق‬ ‫ُ‬ ‫والتفاعل معه واستحضارُه ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تذكُُّر املاضي‬
‫احلاضرة‪ .‬إن ملفَّ املاضي عند العقالء ُيْطَوى وال ُيْروى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للحياة‬ ‫لإلرادة وتبديدٌ‬
‫ِ‬ ‫وقتلٌ‬
‫اإلمهال فال خيرجُ ً‬
‫أبدا‬ ‫ِ‬ ‫سجن‬
‫ِ‬ ‫حببال قوٍَّية يف‬
‫زنزانة النسيانِ ‪ُ ،‬يَّقيُد ٍ‬
‫أبدا يف ِ‬ ‫‪ُ ،‬يْغَلُق عليه ً‬
‫احلزن يعيدَُه ‪ ،‬وال اهلمُّ‬
‫صدُ عليه فال يرى النورَ‪ /‬؛ ألنه مضى وانتهى ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ويوْ َ‬
‫‪ُ ،‬‬
‫تعش يف كابوس‬ ‫عدم ‪ ،‬ال ْ‬ ‫ألنه ٌ‬ ‫حيييه ‪ُ ،‬‬
‫حُه ‪ ،‬ال الكدرُ‪ِ /‬‬
‫يصلحه ‪ ،‬وال الغمَّ‪ /‬يصحِّ ُ‬
‫ُ‬
‫شبح املاضي ‪ ،‬أتريدُ أن ُترَّد النهر إىل‬ ‫أنقذ نفسك من ِ‬ ‫مظلة الفائتِ‪ْ ، /‬‬
‫املاضي وحتت ِ‬
‫َمصِِّبِه ‪ ،‬والشمس إىل مطلعِها ‪ ،‬والطفل إىل بطن ِّأمِه ‪ ،‬واللنب إىل الثدي‪ ، /‬والدمعة‬
‫بناره ‪ ،‬وانطراحك على‬ ‫منه واحرتاقك ِ‬ ‫إن تفاعلك مع املاضي ‪ ،‬وقلقك ُ‬ ‫إىل العنيِ ‪َّ ،‬‬
‫مفزع ‪.‬‬
‫خميف ٌ‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫رهيب‬ ‫أعتابه وضعٌ مأساويٌّ‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫للساعة‬ ‫ف‬
‫ضياع للحاضرِ ‪ ،‬ومتزيقٌ للجهدِ ‪ ،‬ونسْ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫القراءةُ يف دفرت املاضي‬
‫ت ﴾ انتهى األمرُ‬ ‫فعلت مث قال ‪ ﴿ :‬تِل َ‬
‫ْك َُّأمةٌ قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الراهنةِ ‪ ،‬ذكر اهللُ األمم‪ /‬وما‬
‫عجلة التاريخ‪.‬‬
‫وإعادة ِ‬‫ِ‬ ‫تشريح جثة الزمانِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ضي ‪ ،‬وال طائل من‬ ‫وقُ ِ‬
‫أصال ‪،‬‬
‫يطحن الطحني وهو مطحونٌ ً‬ ‫ُ‬ ‫إن الذي‪ /‬يعودُ للماضي ‪ ،‬كالذي‬
‫ينشر نشارةُ اخلشبِ ‪ .‬وقدمياً قالوا ملن يبكي على املاضي ‪ :‬ال خترج‬ ‫وكالذي‪ُ /‬‬
‫ألسنة البهائمِ‪ /‬أهنمْ قالوا‪ /‬للحمارِ ‪:‬‬
‫يتحدث على ِ‬ ‫ُ‬ ‫األموات من قبورهم‪ ، /‬وقد ذكر من‬
‫َمل ال جترتُّ؟ قال ‪ :‬أكرهُ الكذِب‪.‬‬
‫هنمل قصورنا اجلميلة ‪،‬‬ ‫جز عن حاضِرنا ونشتغلُ مباضينا ‪ُ ،‬‬ ‫إن بالءنا أننا ْنع ُ‬
‫إعادة ما مضى ملا‬
‫واجلن على ِ‬ ‫اإلنس ُّ‬
‫ُ‬ ‫ونندبُ األطالل البالية ‪ ،‬ولئنِ اجتمعتِ‬
‫احملال بعينه ‪.‬‬
‫استطاعوا ؛ ألن هذا هو ُ‬
‫تتجه إىل‬
‫ألن الرِّيح ُ‬‫اخللف ؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫إن الناس ال ينظرون إىل الوراء‪ ِ/‬وال يلتفتون إىل‬
‫واملاء ينحدرُ إىل األمامِ ‪ ،‬والقافلةُ تسريُ إىل األمامِ ‪ ،‬فال ختالفْ ُسّنة احلياة ‪.‬‬
‫األمامِ ُ‬
‫****************************************‬

‫َ‬
‫يومك‬ ‫يومك‬
‫أمس الذي ذهب‬ ‫ستعيش ‪ ،‬فال ُ‬
‫ُ‬ ‫املساء ‪ ،‬اليوم‪ /‬فحسْبُ‬
‫إذا أصبحتَ فال تنتظر ُ‬
‫مشسه ‪،‬‬
‫ك ُ‬ ‫أظلْت َ‬
‫ت إىل الآن ‪ .‬اليومُ الذي َّ‬ ‫وشرِه ‪ ،‬وال الغدُ الذي‪ /‬مل يأ ِ‬
‫خبريِِه ِ‬
‫فاجعل يف خلدِك العيش‬‫ْ‬ ‫واحد ‪،‬‬
‫عمرك يومٌ ٌ‬ ‫وأدركك هنارُُه هو يومُك فحسْبُ ‪ُ ،‬‬
‫هاجس املاضي‬
‫ِ‬ ‫تتعثر حياتُك بني‬
‫فيه ‪ ،‬حينها ال ُ‬ ‫ومتوت ِ‬
‫ُ‬ ‫هلذا اليومِ وكأنك ولدت ِ‬
‫فيه‬
‫لليوم فقطْ‬
‫املخيف وزحفِِه املرعبِ ‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫املستقبل وشبحِِه‬
‫ِ‬ ‫وغمِه ‪ ،‬وبني توقعِ‬
‫ومهِه ِّ‬‫ِّ‬
‫اصرفْ تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدَّك وجدَّك ‪ ،‬فلهذا اليومِ البد أن تقدم‬
‫وذكًْرا حبضورٍ ‪ ،‬واتزاناً يف األمور‪، /‬‬
‫واطالعا بتأملٍ ‪ِ ،‬‬
‫ً‬ ‫خاشعة وتالوةً ٍ‬
‫بتدبر‬ ‫ً‬ ‫صالةً‬
‫واعتناء باجلسمِ ‪ ،‬ونفعاً‬
‫ً‬ ‫باملظهر ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫باملقسوم ‪ ،‬واهتماماً‬
‫ِ‬ ‫خلق ‪ ،‬ورضاً‬‫وحسًْنا يف ِ‬ ‫ُ‬
‫لآلخرين ‪.‬‬
‫سنوات ‪ ،‬ومن‬‫ٍ‬ ‫فتقسِّم ساعاتِه وجتعل من دقائقه‬ ‫لليوم هذا الذي أنت فيه ُ‬
‫اخلير ‪ُ ،‬تسدي فيه اجلميل ‪ ،‬تستغفرُ فيه من الذنب‪ُ ، /‬‬
‫تذكر‬ ‫تزرع فيه ْ‬‫ثوانيهِ شهوراً ‪ُ ،‬‬
‫وسكينة ‪ ،‬ترضى‬
‫ً‬ ‫فرحا وسروراً ‪ً ،‬‬
‫وأمنا‬ ‫تعيش هذا اليوم‪ً /‬‬ ‫للرحيل ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫فيه الربَّ ‪ ،‬تتهيأ‬
‫بعلمك ‪ُ ،‬مبسْتواك ﴿ فَ ُخ ْذ َما‬
‫ببيتك ‪ِ ،‬‬ ‫بزوجتك‪ ،‬بأطفالِك بوظيفتك ‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫فيه برزقِك ‪،‬‬
‫ك و ُكن ِّمن َّ ِ‬
‫ٍ‬
‫سخط‬ ‫تعيش هذا اليوم بال ُحْزٍن وال انزعاجٍ ‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫الشاك ِر َ‬
‫ين ﴾‬ ‫َ‬ ‫آَت ْيتُ َ َ‬
‫حسد ‪.‬‬
‫حقد ‪ ،‬وال ٍ‬
‫وال ٍ‬
‫عبارة واحدة جتعلُها أيضاً على مكتبك‬
‫إن عليك أن تكتب على لوحِ قلبك ً‬
‫شهيًا هذا اليوم فهل يضُُّرك‬
‫تقول العبارة ‪( :‬يومك يومُك)‪ .‬إذا أكلت خبزاً حارّاً ّ‬
‫خبز غدٍ الغائبِ‪ /‬املنتظرِ ‪.‬‬
‫األمس اجلافِّ الرديء ‪ ،‬أو ُ‬‫ِ‬ ‫خبزُ‬
‫ِ‬
‫األجاج‬ ‫ماء أمس امللحِ‬
‫ماء عذباً زالالً هذا اليوْم ‪ ،‬فلماذا حتزنُ من ِ‬
‫إذا شربت ً‬
‫ملاء غدٍ اآلس ِن احلارِّ‪.‬‬
‫‪ ،‬أو هتتمُّ ِ‬
‫عارمة ألخضعتها لنظرية‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صارمة‬ ‫بإرادة فوالذيةٍ‬
‫نفسك ٍ‬ ‫إنك لو صدقت‪ /‬مع ِ‬
‫بناء كيانِك‬
‫كل حلظة يف هذا اليوم يف ِ‬
‫تستغل َّ‬
‫ُّ‬ ‫اليوم )‪ .‬حينها‬
‫(لن أعيش إلى هذا ْ‬
‫ب ألفاظي فال أنطقُ‬ ‫هذ ُ‬
‫عملك ‪ ،‬فتقول ‪ :‬لليوم فقطْ ُأ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وتزكية‬ ‫وتنميةِ مواهبك ‪،‬‬
‫سبًا ‪ ،‬أو غيبةً ‪ ،‬لليوم فقطْ سوف أرتبُ بييت ومكتبيت ‪ ،‬فال‬ ‫شا ‪ ،‬أو ّ‬ ‫ُهجراً أو ُفحْ ً‬
‫بنظافة جسمي‬ ‫ِ‬ ‫أعيش فأعتين‬‫بعثرة ‪ ،‬وإمنا نظامٌ ورتابةٌ‪ .‬لليوم فقط سوف ُ‬ ‫ارتباكٌ وال ٌ‬
‫‪ ،‬وحتسني مظهري واالهتمامِ‪ /‬هبندامي ‪ ،‬واالتزانِ يف مشييت وكالمي وحركايت‪.‬‬
‫وجه ‪،‬‬
‫أكمل ِ‬ ‫ِ‬ ‫طاعة ربِّي ‪ ،‬وتأديةِ صاليت على‬ ‫فأجتهد يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سأعيش‬ ‫لليوم فقطْ‬
‫وحفظ فائدةٍ ‪ ،‬ومطالعةِ‬‫ِ‬ ‫والنظر يف كتيب ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وتعاهد مصحفي ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والتزودِ بالنوافلِ ‪،‬‬
‫كتاب نافعٍ ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وأجتث منه شجرة الشرِّ بغصونِها‬ ‫ُّ‬ ‫فأغرس يف قليب الفضيلةً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سأعيش‬ ‫لليومِ فقطْ‬
‫وسوء ظنٍّ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وغًّل‬
‫وحسد وحقدٍ ِ‬‫ٍ‬ ‫جب ورياءٍ‬
‫وع ٍ‬ ‫الشائكةِ من كِْبٍر ُ‬
‫أعود‬
‫اجلميل إىل الغري ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أعيش فأنفعُ الآخرين ‪ ،‬وأسدي‬ ‫لليوم فقط سوف ُ‬
‫مكروب ‪ ،‬أقفٌ مع‬
‫ٍ‬ ‫ج عن‬ ‫أفر ُ‬
‫طعم جائعاً ‪ِّ ،‬‬‫مريضاً ‪ ،‬أشيُِّع جنازةً ‪ ،‬أدُُّل حريان ‪ُ ،‬أ ُ‬
‫أجُّل كبرياً ‪.‬‬‫أرحم صغرياً‪ِ ، /‬‬ ‫عاملا ‪ُ ،‬‬ ‫منكوبا‪ ،‬أكرمُ ً‬
‫ً‬ ‫لضعيف ‪ ،‬أواسي‬
‫ٍ‬ ‫مظلومٍ ‪ُ ،‬‬
‫أشفع‬
‫ماض ذهب وانتهى اغربْ كشمِسك ‪ ،‬فلن أبكي‬ ‫سأعيش ؛ فيا ٍ‬‫ُ‬ ‫لليوم فقط‬
‫عنا ولن‬‫عليك ولن تراين أقفُ ألتذكرك حلظة ؛ ألنك تركتنا وهجرتنا وارحتلْت َّ‬
‫تعود إلينا أبد الآبدين ‪.‬‬
‫األحالم ‪ ،‬ولن أبيع نفسي مع‬ ‫ِ‬ ‫فلن أتعامل مع‬
‫عامل الغيبِ ْ‬ ‫مستقبل أنْت يف ِ‬
‫ُ‬ ‫ويا‬
‫ألن غداً ال شيء ؛ ألنه مل خيلق وألنه مل يكن‬ ‫مفقود ‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫أتعجَل ميالد‬
‫األوهام ولن َّ‬
‫مذكورا‪.ً/‬‬
‫قاموس السعادةِ ملن أراد احلياة يف‬
‫ِ‬ ‫كلمة يف‬
‫أروع ٍ‬
‫يومك يومُك أيها اإلنسانُ ُ‬
‫وأمجل ُحِللها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أهبى صورِها‬
‫****************************************‬
‫اترك المستقبلَ حتى يأ َ‬
‫تي‬ ‫ِ‬
‫تستبق األحداث ‪ ،‬أتريدُ إجهاض‬
‫ِ‬ ‫﴿ َأتَى َْأم ُر اللّ ِه فَالَ تَ ْسَت ْع ِجلُوهُ ﴾ ال‬
‫غدا مفقودٌ ال حقيقة ُله ‪ ،‬ليس له‬ ‫الثمرة قبل النضج ؟! إنَّ ً‬ ‫ِ‬ ‫متامهِ؟! وقطف‬ ‫احلمل قبْل ِ‬ ‫ِ‬
‫س من مصائِِبِه ‪،‬‬ ‫ونتوج ُ‬
‫َّ‬ ‫نشغل أنفسنا ِبه ‪،‬‬ ‫لون ‪ ،‬فلماذا ُ‬ ‫وجود ‪ ،‬وال طعمٌ ‪ ،‬وال ٌ‬ ‫ٌ‬
‫نلقاه ‪ ،‬فإذا هو‬ ‫وبينه ‪ ،‬أو ُ‬ ‫حال بيننا ُ‬ ‫هل ُي ُ‬ ‫وهنتمُّ حلوادثهِ ‪ ،‬نتوقعُ كوارثهُ ‪ ،‬وال ندري ْ‬
‫أن ال‬ ‫يصل إىل األرضِ ْبعَد ‪ ،‬إن علينا ْ‬ ‫عامل الغيبِ مل ْ‬ ‫املهم أنه يف ِ‬ ‫وحبور ؟! ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫سرورٌ‬
‫لعل اجلسرَ‬ ‫وصول اجلسرِ ‪ ،‬أو َّ‬ ‫ِ‬ ‫لعلنا ِنقف قبل‬ ‫جسرا حىت نأتيه ‪ ،‬ومن يدري؟ َّ‬ ‫ً‬ ‫نعرب‬
‫بسالم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وربما وصلنا اجلسر ومررنا عليه‬ ‫ينهارُ ْقبل وصولِ‪/‬نا ‪َّ ،‬‬
‫كتاب الغيبِ‪ /‬مث‬ ‫ِ‬ ‫املستقبل وفتحِ‬
‫ِ‬ ‫مساحة أوسع للتفكريِ يف‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫الذهن‬ ‫إن إعطاء‬
‫طول أملٍ ‪ ،‬وهو مذمومٌ عقلاً ؛‬ ‫ممقوت شرعاً ؛ ألنه ُ‬ ‫ٌ‬ ‫باملزعجات املتوقعةِ‬
‫ِ‬ ‫االكتواء‪ِ/‬‬
‫اجلوع العري واملرضَ‬ ‫َ‬ ‫يتوقع يف ُم ِ‬
‫ستقبله‬ ‫للظل‪ .‬إن كثرياً من هذا العامل ُ‬ ‫ألنه مصارعةُ ِّ‬
‫الش ْيطَا ُن يَ ِع ُد ُك ُم‬
‫قررات مدارسِ الشيطانِ ﴿ َّ‬ ‫ِ‬ ‫كله من ُم‬ ‫والفقرَ واملصائبَ ‪ ،‬وهذا ُّ‬
‫ضالًـ ﴾ ‪.‬‬ ‫شاء َواللّهُ يَ ِع ُد ُكم َّم ْغ ِف َر ًة ِّم ْنهُ َوفَ ْ‬ ‫الْ َف ْق َر َويَ ُْأم ُر ُكم بِالْ َف ْح َ‬
‫غدا‪ ،‬وسوف ميرضون بعد‬ ‫كثريٌ همْ الذين يبكون ؛ ألهنم‪ /‬سوف جيوعون ً‬
‫عمره يف يد غريه ال ينبغي ُله أن‬ ‫مائة عام‪ .‬إنَّ الذي‪ُ /‬‬ ‫العامل بعد ِ‬ ‫سنةٍ‪ ،‬وسوف ينتهي ُ‬
‫بشيء مفقودٍ ال‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫االشتغال‬ ‫ميوت ال جيوزُ ُله‬ ‫يراهن على العدمٍ ‪ ،‬والذي‪ /‬ال يدرِي مىت ُ‬
‫حقيقة له‪.‬‬
‫أخباره ‪ ،‬ال تنتظر زحوفه ‪ ،‬ألنك‬
‫غدا حىت يأتيك ‪ ،‬ال تسأل عن ِ‬ ‫اترك ً‬
‫مشغولٌ باليوم‪.‬‬
‫يوم مل ُتشرق‬
‫نسيئة يف ٍ‬
‫وإن تعجبْ فعجبٌ هؤالء يقرتضون اهلمَّ نقداً ليقضوه ً‬
‫مل ‪.‬‬
‫طول الأ ِ‬
‫مشسُه ومل ير النور ‪ ،‬فحذار‪ /‬من ِ‬
‫****************************************‬
‫كيف تواجه النقد الآثم ؟‬
‫جل يف عاله ‪ ،‬وشتموا الواحد‪ /‬األحد ال‬ ‫الرازق َّ‬ ‫قعاء السُّخفاءُ سبُّوا اخلالق َّ‬
‫الرُّ ُ‬
‫تواجه يف‬
‫ُ‬ ‫وحنن أهل احليف واخلطأ ‪ ،‬إنك سوف‬ ‫إله إلا هو ‪ ،‬فماذا أتوقعُ أنا وأنت ُ‬
‫املر ‪ ،‬ومن التحطيم املدروسِ‬ ‫وسا ال هوادة فيها من النًّقدِ الآِمث ِّ‬ ‫ضر ُ‬
‫حياتِك حرًْبا! ُ‬
‫وتسطع وتلمعُ ‪ ،‬ولن‬
‫ُ‬ ‫دة مادام أنك ُتعطي وتبين وتؤثرُ‬ ‫املتعم ِ‬
‫املقصودِ ‪ ،‬ومن اإلهانةِ ّ‬
‫نفقا يف األرضِ‪ /‬أو سلماً يف السماءِ‪ /‬فتفرَّ منهم ‪ ،‬أما‬ ‫يسكت هؤالءِ عنك حىت تتخذ ً‬
‫ويبكي عينك ‪ ،‬ويُدمي مقلتك ‪ ،‬ويقضُّ‬ ‫فانتظر منهمْ ما يسوؤك ُ‬ ‫ْ‬ ‫أظهرِهمْ‬
‫وأنت بني ِ‬
‫مضجعك‪.‬‬
‫ميتا ‪ ،‬لكنهم‬
‫كلبا ً‬‫إن اجلالس على األرضِ ال يسقطُ ‪ ،‬والناسُ ال يرفسون ً‬
‫عندهم‬
‫علما ‪ ،‬أو أدباً ‪ ،‬أو مالاً ‪ ،‬فأنت ُ‬ ‫صالحا ‪ ،‬أو ً‬ ‫ً‬ ‫يغضبون عليك ألنك ُفْقَتهمْ‬
‫ِ‬
‫صفات‬ ‫اهلل عليك ‪ ،‬وتنخلع من ِّ‬
‫كل‬ ‫ونَعمَ ِ‬ ‫ُمذنبٌ ال توبة لك حىت ترتك مواهبك ِ‬
‫حمطماً ‪ ،‬مكدوداً‬‫غبيا ‪ ،‬صفراً َّ‬‫بليدا ! َّ‬
‫كل معاين النبلِ ‪ ،‬وتبقى ً‬ ‫احلمدِ ‪ ،‬وتنسلخ من ِّ‬
‫لكالم هؤالءِ ونقدهمْ وتشويهِِهمْ وحتقريِهمْ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬هذا ما يريدونهُ بالضبطِ ‪ .‬إذاً فاصمد‪/‬‬
‫حباتُ الربدِ لتثبت‬‫تتكسر عليها ّ‬
‫ُ‬ ‫وكن كالصخرةِ الصامتةِ ِ‬
‫املهيبة‬ ‫(( أثبتْ ُأُحدٌ )) ْ‬
‫لكالم هؤالءِ وتفاعلت به حققت‬ ‫ِ‬ ‫وجودها وقُدرهتا‪ /‬على البقاءِ ‪ .‬إنك إنْ أصغيت‬
‫وتكدير عمرك ‪ ،‬أال فاصفح الصَّْفح اجلميل ‪ ،‬أال‬ ‫ِ‬ ‫حياتك‬
‫أمنيتهم الغالية يف تعكريِ ِ‬
‫ُ‬
‫ترمجة حمرتمةٌ لك ‪،‬‬
‫ضيق مما ميكرون‪ .‬إن نقدهمُ السخيف ٌ‬ ‫تك يف ٍ‬ ‫عنهم وال ُ‬ ‫فأعرضْ ْ‬
‫املفتعل ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يكون النقدُ الآُمث‬ ‫وزنك ُ‬ ‫وبقدرِ ِ‬
‫لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤالءِ ‪ ،‬ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك‬ ‫إنك ْ‬
‫وجتنيهم بتجافيك هلم ‪ ،‬وإمهالك لشأهنمْ‪ ، /‬واِّطراحك‬ ‫نقدهم ّ‬ ‫تستطيعُ أن تدفن ُ‬
‫بزيادة‬
‫ِ‬ ‫اخلرَدَل‬
‫أفواههُِم ْ‬
‫تصب يف ِ‬ ‫َّ‬ ‫تستطيع أنْ‬
‫ُ‬ ‫ألقواهلِمِ!‪ ﴿ .‬قُ ْل ُموتُواْ بِغَْي ِظ ُك ْم ﴾ بل‬
‫اعوجاجك ‪ .‬إنْ كنت ُتريد أن تكون مقبولاً عند‬
‫ِ‬ ‫وتربية حماسنِك وتقومي‬ ‫ِ‬ ‫فضائلك‬
‫العامل ‪ ،‬فقدْ طلبت مستحيلاً‬
‫حمبوبا لدى الكلِّ ‪ ،‬سليماً من العيوبِ عند ِ‬ ‫اجلميع ‪ً ،‬‬
‫وأملت أملاً بعيداً ‪.‬‬‫َّ‬
‫*******************************************‬
‫*****‬
‫شكرا من أ ٍ‬
‫حد‬ ‫ً‬ ‫ال تنتظرْ‬
‫خلق اهللُ العباد ليذكروهُ ورزق اهللُ اخلليقة ليشكروهُ ‪ ،‬فعبد الكثريُ غريه ‪،‬‬
‫غالبة على‬
‫وكْفرانِ النِّعم ٌ‬ ‫ألن طبيعة اجلحودِ والنكرانِ‪ /‬واجلفاءِ ُ‬ ‫وشكر الغالب‪ ُ/‬سواه ‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫هؤالء قد كفروا مجيلك ‪ ،‬وأحرقوا إحسانك ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صدمْ إذا وجدت‬ ‫النفوس ‪ ،‬فال ُت ْ‬
‫ٍ‬
‫لشيء‬ ‫احلقد الدفني ‪ ،‬ال‬
‫ونسوا معروفك ‪ ،‬بل رمبا ناصبوك العِداءَ ‪ ،‬ورموك مبنجنيق ِ‬
‫اه ُم اللّهُ َو َر ُسولُهُ ِمن فَ ْ‬
‫ضلِ ِه ﴾‬ ‫إلا ألنك أحسنت إليهمْ ﴿ َو َما َن َق ُمواْ ِإالَّ َأ ْن َأ ْغنَ ُ‬
‫ابنه وغذُّاه وكساهُ‬
‫ربى ُ‬‫أب َّ‬
‫العامل املشهود ‪ ،‬فإذا يف فصولِِه قصةُ ٍ‬
‫وطالعْ سجلَّ ِ‬
‫وتعب لريتاح ‪ ،‬فلمَّا‬ ‫مه ‪ ،‬سهر لينام ‪ ،‬وجاع ليشبع ‪ِ ،‬‬ ‫وعل ُ‬
‫وأدبهُ ‪َّ ،‬‬
‫وسقاه ‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأطعمه‬
‫شارب هذا االبن وقوي ساعده ‪ ،‬أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ‪ ،‬استخفافاً ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫طر‬
‫عذابا وبيلاً ‪.‬‬
‫صارخا ‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫ازدراءً ‪ ،‬مقتاً ‪ ،‬عقوقاً‬
‫هم عند منكوسي الفِطرِ ‪ ،‬وحمطَّمي‬ ‫مجيل ْ‬‫أال فليهدأ الذين احرتقت‪ /‬أوراقُ ِ‬
‫خزائنه ‪.‬‬
‫املثوبة عند من ال تنف ُد ُ‬ ‫اإلراداتِ ‪ ،‬وليهنؤوا بعوضِ ِ‬
‫وعدم اإلحسانِ للغري ‪ ،‬وإمنا‬
‫اجلميل ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫احلار ال يدعوك لرتكِ‬ ‫إن هذا اخلطاب َّ‬
‫اجلميل واإلحسانِ ‪ ،‬فال تبتئس مبا كانوا‬ ‫ِ‬ ‫يوطُِّنك على انتظار اجلحودِ ‪ ،‬والتنكرِ هلذا‬
‫يصنعون‪.‬‬
‫غمطُ من‬‫حال ‪َّ ،‬مث ال يضرك ْ‬ ‫وجِه اهللِ ؛ ألنك الفائزُ على كل ٍ‬ ‫اعمل اخلري لِ ْ‬
‫خري من‬
‫احملسن ‪ ،‬واليدُ‪ /‬العليا ٌ‬
‫ُ‬ ‫وامحد اهلل ألنك‬‫ِ‬ ‫جحود من جحدك ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫غمطك ‪ ،‬وال‬
‫اليدِ السفلى ﴿ ِإنَّ َما نُط ِْع ُم ُك ْم لَِو ْج ِه اللَّ ِه اَل نُ ِري ُد ِمن ُك ْم َج َزاء َواَل ُش ُكوراً ﴾ ‪.‬‬
‫غاء ‪ ،‬وكأهنمْ‪ /‬ما مسعوا‬ ‫العقالء من جبلَِّة اجلحودِ عند الغوْ ِ‬
‫ِ‬ ‫وقد ُذِهل كثريٌ من‬
‫الوحي اجلليل وهو ينعي على الصنف عت َّوه ومتردهُ ﴿ َم َّر َكَأن لَّ ْم يَ ْدعُنَا ِإلَى ُ‬
‫ض ٍّر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سهُ َك َذلِ َ‬
‫بليدا قلماً‬
‫ين َما َكانُواْ َي ْع َملُو َن ﴾ ال ُتفاجأ إذا أهديت ً‬ ‫ك ُزيِّ َن لل ُْم ْس ِرف َ‬ ‫َّم َّ‬
‫غنمه ‪ ،‬فشجَّ‬‫ويهش هبا على ِ‬ ‫ُّ‬ ‫عصا يتوكأ عليها‬
‫فكتب به هجاءك ‪ ،‬أو منحت جافياً ً‬
‫اجلحود مع باريها َّ‬
‫جل‬ ‫ِ‬ ‫طة يف ِ‬
‫كفن‬ ‫البشرية احملنّ ِ‬
‫ِ‬ ‫هبا رأسك ‪ ،‬هذا هو األصلُ عند ِ‬
‫هذه‬
‫يف عاله ‪ ،‬فكيف هبا معي ومعك ؟! ‪.‬‬
‫****************************************‬
‫انشراح للصدر‬
‫ٌ‬ ‫اإلحسا ُن إلى اآلخرين‬
‫كرمسِه ‪ ،‬واخلريُ كطعمِِه‪ .‬أولُ املستفيدين من‬
‫واملعروف ِ‬
‫ُ‬ ‫اجلميل كامسِِه ‪،‬‬
‫ُ‬
‫نفوسهمْ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عاجال يف‬
‫ً‬ ‫مثرته‬
‫هم املتفضِّلون هبذا‪ /‬اإلسعادِ ‪ ،‬جينون ُ‬
‫اس ُ‬‫إسعادِ النَّ ِ‬
‫وأخالقِهم ‪ ،‬وضمائِِرِهم ‪ ،‬فيجدون‪ /‬االنشراح واالنبساط‪ ، /‬واهلدوء‪ /‬والسكينة‪.‬‬
‫فامنح غريك معروفاً ِ‬
‫وأسد لهُ‬ ‫أمل بك غمٌّ ْ‬‫طائف من همٍّ أو ِّ‬
‫ٌ‬ ‫فإذا طاف بك‬
‫أطعم جائعاً‬‫مكروبا ‪ْ ،‬‬‫ً‬ ‫مجيلاً جتدِ الفرج والرَّاحة‪ِ .‬‬
‫أعط حمروماً ‪ ،‬انصر مظلوماً ‪ ،‬أنقِذْ‬
‫خلفك‪.‬‬
‫ومن ِ‬ ‫يديك ْ‬ ‫أعن منكوباً ‪ ،‬جتدِ السعادة تغمرُك من بني ْ‬‫‪ِ ،‬عْد مريضاً ‪ْ ،‬‬
‫حامله وبائعه ومشرتيهُ ‪ ،‬وعوائدُ اخلريِ النفسيَّ‪/‬ة‬
‫ُ‬ ‫اخلري كالطيب ينفعُ‬
‫فعل ِ‬‫إنَّ َ‬
‫رت قلوبُهم بالبِّر واإلحسان ‪.‬‬ ‫تصرف يف صيدليةِ الذي‪ُ /‬عمِ ْ‬
‫ُ‬ ‫عقاقريُ مباركةٌ‬
‫عامل القيمِ ((‬
‫جارية يف ِ‬
‫ٌ‬ ‫فقراء األخالقِ صدقةٌ‬
‫املشرقة على ِ‬
‫ِ‬ ‫إن توزيع البسماتِ‬
‫حرب ضروسٍ على‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫إعالن‬ ‫طلِق )) وإن عبوس ِ‬
‫الوجه‬ ‫ولو أن تلقى أخاك بوجهِ ْ‬
‫يعلم قيامها إلا علاٌَّم الغيوبِ ‪.‬‬
‫اآلخرين ال ُ‬
‫عرضها السمواتُ‬ ‫أمثرت دخول جنة ُ‬ ‫ْ‬ ‫كف بغي لكلب عقورٍ‬ ‫ماء من ِّ‬ ‫شربةُ ِ‬
‫محيد ‪.‬‬
‫غين ٌ‬ ‫مجيل ‪ ،‬حيبُّ اجلميل ‪ٌ ،‬‬ ‫غفور شكورٌ ٌ‬ ‫ألن صاحب الثوابِ ٌ‬ ‫واألرض‪ ُ/‬؛ َّ‬
‫ِ‬
‫املعروف‬ ‫واخلوف هلموا إىل بستانِ‬
‫ِ‬ ‫كوابيس الشقاءِ والفزع‬ ‫ُ‬ ‫دهمْ‬
‫من ُتهدِّ ُ‬
‫يا ْ‬
‫وخدمة وستجدون السعادة‬ ‫ً‬ ‫ومواساة وإعانةً‬
‫ً‬ ‫وتشاغلوا باآلخرين‪ ،‬عطاءً وضيافةً‬
‫َأِلح ٍد ِعن َدهُ ِمن ِّن ْع َم ٍة تُ ْج َزى{‪ِ }19‬إاَّل ابْتِغَاء َو ْج ِه َربِِّه‬
‫طعماً ولوناً وذوقاً ﴿ َو َما َ‬
‫ضى ﴾ ‪.‬‬
‫ف َي ْر َ‬ ‫اَأْل ْعلَى{‪َ }20‬ولَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫*****************************************‬
‫ِ‬
‫بالعمل‬ ‫طرد الفراغ‬
‫ا ِ‬
‫عة ﴿‬‫أهل األراجيفِ والشائعات ألنَّ أذهاهنم موزَّ ٌ‬
‫الفارغون يف احلياةِ هم ُ‬
‫ف ﴾‪.‬‬ ‫ضواْ بَِأن ي ُكونُواْ مع الْ َخوالِ ِ‬
‫َر ُ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫صاحبه من العملِ ‪ ،‬فيبقى كالسيارةِ‬
‫ُ‬ ‫يفرغ‬
‫الذهن يوم ُ‬
‫ِ‬ ‫إنَّ أخطر حاالت‬
‫جتنح ذات اليمني وذات الشمالِ ‪.‬‬
‫سائق ُ‬ ‫املسرعةِ يف احندار‪ ِ/‬بال ٍ‬
‫والفزع ‪ ،‬ألن هذا الفراغ‬
‫ِ‬ ‫يوم جتدُ يف حياتك فراغًا فتهيَّأ حينها للهمِّ والغمِّ‬
‫أمر‬
‫احلياة فيجعلك يف ٍ‬ ‫واملستقبل من أدراج ِ‬‫ِ‬ ‫ملفاتِ املاضي واحلاضرِ‬ ‫كل َّ‬
‫يسحبُ لك َّ‬
‫مثمرة بدلاً من هذا االسرتخاءِ‬‫مريجٍ ‪ ،‬ونصيحيت لك ولنفسي أن تقوم بأعمالٍ ٍ‬
‫بكبسول مسكٍِّن ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫خفي ‪ ،‬وانتحارٌ‪/‬‬‫وأد ٌّ‬ ‫ألنه ٌ‬
‫القاتلِ ُ‬
‫سجون الصنيِ بوضعِ‬
‫ِ‬ ‫ميارس يف‬
‫ُ‬ ‫أشبه بالتعذيب‪ /‬البطيءِ الذي‪/‬‬ ‫إن الفراغً ُ‬
‫ِ‬
‫القطرات‬ ‫قطرة ‪ ،‬ويف فرتاتِ انتظارِ هذه‬ ‫دقيقة ً‬ ‫كل ٍ‬ ‫يقطُر َّ‬
‫السجنيِ حتت أنبوبٍ ُ‬
‫صاب السجنيُ باجلنونِ ‪.‬‬‫ُي ُ‬
‫ِ‬
‫احلروب‬ ‫قة هلذه‬
‫ممز ٌ‬
‫فريسة َّ‬
‫ٌ‬ ‫ف ‪ ،‬وعقلك هو‬ ‫ص حمرتِ ٌ‬ ‫غفلة ‪ ،‬والفراغُ ِل ٌّ‬
‫الراحةُ ٌ‬
‫الومهيَّة ‪.‬‬
‫سبْح ‪ ،‬أو طالعْ ‪ ،‬أو اكتبْ ‪ ،‬أو رتِّب مكتبك‬ ‫صل أو اقرأ ‪ ،‬أو ِّ‬ ‫إذاً قم اآلن ِّ‬
‫‪ ،‬أو أصلح بيتك ‪ ،‬أو انفعْ غريك حىت تقضي على الفراغِ ‪ ،‬وإين لك من الناصحنيْ‬
‫‪.‬‬
‫بسكني العملِ ‪ ،‬ويضمن لك أطباءُ العامل ‪ %50‬من السعادة‬ ‫ِ‬ ‫اذبح الفراغ‬
‫ْ‬
‫اإلجراء الطارِئ فحسب‪ ، /‬انظر إىل الفالحني واخلبازين والبنائني يغردون‬ ‫ِ‬ ‫مقابل هذا‬
‫وتضطرب‬
‫ُ‬ ‫متسح دموعك‬ ‫وراحة وأنت على فراشك ُ‬ ‫ٍ‬ ‫باألناشيد كالعصافريِ يف سعادةٍ‬
‫ملدوغ ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ألنك‬
‫****************************************‬
‫ال تكن إمعة‬
‫ال تتقمص شخصية غريك وال تذُب يف الآخرين‪ .‬إن هذا هو العذاب الدائم‪، /‬‬
‫وكالمهم ‪ ،‬ومواهبهم ‪،‬‬
‫َ‬ ‫وحركاتهم ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وكثريٌ هم الذين ينسون أنفسهم‪ /‬وأصواتِهم‬
‫لف ‪ ،‬واالحرتاقُ‬
‫ف والصَّ ُ‬‫شخصيات الآخرين ‪ ،‬فإذا التكلّ ُ‬
‫ِّ‬ ‫هروا يف‬
‫وظروفهم ‪ ،‬لينصْ ُ‬
‫‪ ،‬واإلعدامُ للكيان وللذَّات‪.‬‬
‫واحدة ‪ ،‬فلماذا يتفقون يف‬
‫ٍ‬ ‫من آدم إىل آخر اخلليقة مل يتفق اثنانِ يف صورةٍ‬
‫املواهبِ واألخالق ‪.‬‬
‫آخر مل يسبق لك يف التاريخِ مثيٌل ولن يأيت ُمثلك يف الدنيا شبيه ‪.‬‬‫أنت شيءٌ ُ‬

‫حتشر نفسك يف سرداب التقليد‬ ‫أنت خمتلف متاماً عن زيد وعمرو فال ْ‬
‫واحملاكاة والذوبان ‪.‬‬
‫اس َّم ْش َر َب ُه ْـم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ولِ ُك ٍّل‬
‫وسجيتك ﴿ قَ ْد َعلِ َم ُك ُّل ُأنَ ٍ‬
‫َّ‬ ‫انطلق على هيئتك‬
‫ات ﴾ عشْ كما خلقت ال تغري صوتك ‪ ،‬ال‬ ‫ِو ْج َهةٌ ُهو مولِّ َيها فَاستَبِ ُقواْ الْ َخ ْير ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ‬
‫تبدل نربتك ‪ ،‬ال ختالف مشيتك ‪ ،‬هذب نفسك بالوحي ‪ ،‬ولكن ال تلغِ وجودك‬
‫وتقتل استقاللك‪.‬‬
‫أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ؛‬
‫ألنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ((ال يكن أحدكم َّإمعة)) ‪.‬‬
‫وطويل وقصريٌ ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وحامض ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بعامل األشجارِ‪ : /‬حلوٌ‬
‫أشبه ِ‬ ‫إنَّ الناس يف طبائعهمْ ُ‬
‫تتحول إىل سفرجل ؛ ألن مجالك وقيمتك‬ ‫ْ‬ ‫وهكذا فليكونوا‪ .‬فإن كنت كاملوزِ فال‬
‫يات الباري‬
‫من آ ِ‬
‫وألسنتنا ومواهبِنا وقدرات‪ِ/‬نا آيةٌ ْ‬
‫ِ‬ ‫أن تكون موزاً ‪ ،‬إن اختالف ألوانِنا‬
‫فال جتحد آياته ‪.‬‬
‫******************************‬
‫قضاء وقدر‬
‫ض َواَل فِي َأن ُف ِس ُك ْم ِإاَّل فِي كِتَ ٍ‬
‫اب ِّمن َق ْب ِل‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫﴿ما َأص ِ ِ ٍ ِ‬
‫اب من ُّمصيبَة في ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫جف القلمُ ‪ُ ،‬رفعتِ الصحفُ ‪ ،‬قضي األمرُ ‪ ،‬كتبت املقادير ‪ ﴿ ،‬قُل‬ ‫َأن َّن ْب َر ََأها﴾ ‪َّ ،‬‬
‫يكن لُِيخطِئك ‪ ،‬وما أخطأكَ مل‬ ‫ب اللّهُ لَنَا ﴾ ‪ ،‬ما أصابك مل ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫لن يُص َيبنَا ِإالَّ َما َكتَ َ‬
‫يكنْ ِلُيصيِبك ‪.‬‬
‫البلية ً‬
‫عطية‬ ‫إن هذه العقيدة إذا رسختْ يف نفسك وقرَّت يف ضمريِك صارتْ ُ‬
‫ب منه))‬
‫اهلل به خيراً ُيصِ ْ‬
‫وأومسة ((ومن ُيِردِ ُ‬
‫ً‬ ‫وكل الوقائع‪ /‬جوائز‬
‫حة ‪ُّ ،‬‬
‫واملحُْنة ِمْن ً‬
‫‪ِ ،‬‬
‫بيت ‪،‬‬
‫خسارة ماليةٍ ‪ ،‬أو احرتاقِ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫موت ٍ‬
‫قريب ‪ ،‬أو‬ ‫مرض أو ِ‬ ‫فال يصيبُك قلقٌ من ٍ‬
‫واخلرية هللِ ‪ ،‬واألجرُ حصل‬
‫ُ‬ ‫حل ‪ ،‬واالختيارُ هكذا ‪،‬‬
‫فإنَّ الباري‪ /‬قد قدَّر والقضاءُ‪ /‬قد َّ‬
‫خذ ‪ ،‬املعطي ‪،‬‬‫ألهل املصائب صربهم ورضاهم عن الآ ِ‬ ‫‪ ،‬والذنبُ ُكِّفر ‪.‬هنيئاً ِ‬
‫َأل َع َّما َي ْف َع ُل َو ُه ْم يُ ْسَألُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫القابضِ ‪ ،‬الباسط ‪ ﴿ ،‬اَل يُ ْس ُ‬
‫وساوس صدِْرك حىت‬
‫ُ‬ ‫وتذهب‬‫بالبل نفسِك ‪ْ ،‬‬ ‫ولن هتدأ أعصابُك وتسكن ُ‬
‫حسرات ‪ ،‬ال‬
‫ٍ‬ ‫جف القلمُ مبا أنت ال ٍق فال تذهبْ ُ‬
‫نفسك‬ ‫تؤمن بالقضاءِ والقدرِ ‪َّ ،‬‬
‫ومْنعُ‬
‫ب‪َ ،‬‬‫أن ْينسكِ ُ‬
‫املاء ْ‬
‫س ِ‬ ‫وحب ُ‬‫إيقاف اجلدار أن ينهار ‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫بوسعك‬
‫تظن أنه كان ِ‬ ‫ُّ‬
‫بصحيح على رغمي‬
‫ٍ‬ ‫وحفظ الزجاج أن ينكسر ‪ ،‬هذا ليس‬ ‫ُ‬ ‫الريحِ أن هتبُّ ‪،‬‬
‫وب ﴿ فَ َمن َشاء‬
‫وينُفذُ القضاءُ ‪ ،‬وحيُِّل املكت ُ‬
‫ورغمك ‪ ،‬وسوف يقعُ املقدورُ‪ْ ، /‬‬
‫َفل ُْيْؤ ِمن َو َمن َشاء َفلْيَ ْك ُف ْر ﴾ ‪.‬‬
‫ْ‬
‫اعرتف‬ ‫خط والتذمُّ‪/‬ر والعويل ‪،‬‬
‫استسلمْ للقدر ْقبل أن تطوّق جبيش السُّ ْ‬
‫سيُل النَّدمِ ‪ ،‬إذاً فليهدأ بالُك إذا فعلت األسباب ‪ ،‬وبذلت‪/‬‬
‫بالقضاءِ ْقبل أن يدمهك ْ‬
‫احليل ‪ ،‬مث وقع ما كنت حتذرُ ‪ ،‬فهذا هو الذي‪ /‬كان ينبغي أن يقع ‪ ،‬وال ُتقْل ((لو‬
‫ِ‬
‫اهلل وما شاء فعلْ)) ‪.‬‬
‫أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ‪ ،‬ولكن قُْل ‪ :‬قدَّر ُ‬
‫***************************************‬
‫﴿ ِإ َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسراً ﴾‬
‫وبعدَ املرض‬
‫نوٌم ‪ْ ،‬‬
‫هر ْ‬
‫وبعدَ السَّ ِ‬
‫الظمأ ريٌّ ‪ْ ،‬‬
‫وبعدَ َّ‬
‫شبع ‪ْ ،‬‬
‫يا إنسانُ بعد اجلوع ٌ‬
‫الظالم ﴿‬
‫ُ‬ ‫فك العاين ‪ ،‬وينقشعُ‬ ‫وي ُّ‬
‫الضال ‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫يصل الغائبُ ‪ ،‬ويهتدي‬ ‫عافية ‪ ،‬سوف ُ‬ ‫ٌ‬
‫ند ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫َفعسى اللّهُ َأن يْأتِي بِالْ َف ْت ِح َأو َأم ٍر ِّمن ِع ِ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫األودية ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وس اجلبال ‪ ،‬ومسارب‬ ‫يطاردُه على رؤِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫بشَّر الليل بصبح صادق‬
‫بشِر املنكوب‬ ‫وملِح البصرِ ‪ِّ ،‬‬ ‫سرعة الضَّْوِء ‪ُ ،‬‬
‫فرج مفاجئ يصُِل يف ِ‬ ‫بشِّر املهمومَ ِب ٍ‬
‫وادعة ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وكف حانيةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خفي ‪،‬‬
‫بلطف ٍّ‬
‫ومتتد ‪ ،‬فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ‬ ‫إذا رأيت الصحراء‪ /‬متتدُّ ُّ‬
‫الل‪.‬‬
‫الظِّ ِ‬
‫قطِع ‪.‬‬
‫فاعلم أنه سوف َيْن ُ‬ ‫احلْبل يشتدُّ ويشتدُّ ‪ْ ،‬‬ ‫إذا رأيت ِ‬
‫سكينة ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اخلوف ْأمٌن ‪ ،‬ومع الفََز ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫مع الدمعةِ‪ /‬بسمةٌ ‪ ،‬ومع‬
‫الربانية َفَتحتْ َنِافذََة ﴿ َب ْرداً‬
‫الرعاية َّ‬
‫َ‬ ‫حترق إبراهيم ِ‬
‫اخلليل ‪ ،‬ألنَّ‬ ‫النارُ ال ُ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِإ ِ‬
‫َو َساَل ماً َعلَى ْب َراه َ‬
‫ت القويَّ‪ /‬الصادق َنَطَق بـ ﴿ َكاَّل‬ ‫الرْحَمِن ‪ ،‬ألنَّ الصَّْو َ‬ ‫ق كَِليمَ َّ‬ ‫البحرُ ال ُيْغِر ُ‬
‫ِإ َّن َم ِع َي َربِّي َسَي ْه ِدي ِـن ﴾ ‪.‬‬
‫جل يف عُالهُ معنا ؛ فنزل األمُْن‬ ‫وحَدْه َّ‬‫صاحُبه بأنه ْ‬
‫املعصومُ يف الغارِ‪ /‬بشََّر ِ‬
‫والفتُح والسكينة ‪.‬‬
‫القامتة ال َيرْوَن إلاَّ النََّكدَ والضِّ‪/‬يقَ‬
‫اء ظروفِِهمُ ِ‬ ‫إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ‪ ،‬وأرِّق َ‬
‫ب‪ .‬أال ْفلَيُمدُّوا‬‫حسْ ُ‬ ‫والتَّعاسةَ ‪ ،‬ألهنم ال ينظرون إلاَّ إىل جدار الغرفةِ وباب الدَّ‪/‬ارِ فَ َ‬
‫ب وليُْطِلُقوا أعنة أفكارِِهْم إىل ما وراء األسوار‪.ِ/‬‬ ‫احلجُ ِ‬
‫أبصارَُهْم وراء ُ‬
‫وأفضل العبادِة انتظارُ الفرجِ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫احلال ‪،‬‬
‫حال دوامُ ِ‬‫تضْق ذرعاً فمن ُامل ِ‬‫إذاً فال ِ‬
‫كل يوم هو‬‫ب ‪ ،‬والليايل ُحَباىل ‪ ،‬والغيبُ مستورٌ ‪ ،‬واحلكيمُ َّ‬ ‫ول ‪ ،‬والدهرُ ُقّل ٌ‬
‫األيامُ ُد ٌ‬
‫سِر‬
‫سراً ‪ ،‬إن مع العُ ْ‬
‫ث بعد ذلك أمراً ‪ ،‬وإن مع العُسِْر ُي ْ‬
‫حدِ ُ‬‫ولعل اهلل ُي ْ‬
‫شأن ‪َّ ،‬‬
‫يف ٍ‬
‫ُيسْراً ‪.‬‬
‫*******************************‬
‫اصنع من الليمون شراباً ً‬
‫حلوا‬
‫جيعل املصيبة‬
‫الرْعديُِد ُ‬
‫واجلاهل ِّ‬
‫ُ‬ ‫أرباح ‪،‬‬
‫الذكيُّ األريبُ‪ /‬حيوُّل اخلسائر إىل ٍ‬
‫مصيبتني ‍‪‍.‬‬
‫ِ‬
‫وبصره ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مسع التاريخِ‬‫دولة مألتْ ْ‬
‫املدينة ً‬
‫مكة فأقامَ يف ِ‬ ‫ُطِرَد الرسولُ ‪ ‬من َ‬
‫ابن تيمية ُفأْخِرج‬
‫وحبس ُ‬ ‫بن َحْنَبَل وجلد ‪ ،‬فصار إمام السنة ‪ُ ،‬‬ ‫ُسجن أمحدُ ُ‬
‫قعِر ْبئٍر معطلةٍ فأخرج عشرين جملداً يف‬ ‫ووضع السرخسيُّ يف ْ‬ ‫مجا ‪ُ ،‬‬‫علما ً‬
‫من حبسهِ ً‬
‫وأنفع كتبِ‬
‫ف جامع األصول والنهاية من أشهرِ ِ‬ ‫الفِْقِه ‪ ،‬وأقعد ابن األثريِ فصنّ َ‬
‫وأصابت محى‬
‫ْ‬ ‫ابن اجلوزي من بغداد ‪ ،‬فجوَّد القراءاتِ السبعِ‪، /‬‬ ‫ونفي ُ‬ ‫احلديثِ ‪ُ ،‬‬
‫املوت مالك بن الريبِ فأرسل للعاملني قصيدتهُ الرائعة الذائعة اليت تعدُِل دواوين‬ ‫ِ‬
‫فرثاهم بإلياذة أنْصت هلا الدهرُ‬
‫ْ‬ ‫أبناء أيب ذؤيب اهلذيل‬‫العباسية ‪ ،‬ومات ُ‬
‫ِ‬ ‫شعراء الدولةِ‬
‫ِ‬
‫وذِهل منها اجلمهورُ‪ ، /‬وصفَّق هلا التاريخُ ‪.‬‬ ‫‪ُ ،‬‬
‫أحدهمْ كوب‬ ‫ق منها ‪ ،‬وإذا ناولك ُ‬ ‫املشر ِ‬
‫فانظر يف اجلانبِ ِ‬ ‫داهية ْ‬
‫إذا دامهتك ٌ‬
‫ثعبانا فخذْ جلَْدُه الثمني واتركْ‬
‫فأضف إليهِ ِحْفَنًة من ُسَّكر ‪ ،‬وإذا أهدى لك ً‬ ‫ْ‬ ‫ليمونٍ‬
‫ومناعة حصينة ضد ُسِّم احلياتِ ‪.‬‬‫ٌ‬ ‫مصل ٍ‬
‫واق‬ ‫عقرب فاعلم أنه ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لدغتك‬
‫باقيه ‪ ،‬وإذا ْ‬
‫سى َأن‬
‫ويامسينا ﴿ َو َع َ‬
‫ً‬ ‫منه زهًْرا وورْداً‬
‫ظرفك القاسي ‪ ،‬لتخرج لنا ُ‬
‫ِ‬ ‫تكيف يف‬ ‫َّ‬
‫تَ ْك َر ُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم ﴾ ‪.‬‬
‫متفائال ومتشائماً فأخرجا‬
‫ً‬ ‫شاعرين جميديِْن‬
‫سجنتْ فرنسا قبل ثورتِها العارمةِ ْ‬
‫نظرة يف النجومِ‪ /‬فضحك‪ .‬وأما‬ ‫املتفائل فنظر ٌ‬
‫ُ‬ ‫نافذة السجنِ ‪ .‬فأما‬
‫رأسيهما من ِ‬ ‫ْ‬
‫للمأساة ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫انظر إىل الوجه الآخر‬ ‫الطني يف الشارعِ اجملاور فبكى‪ْ .‬‬
‫املتشائمٌ فنظر إىل ِ‬
‫ومْكسبٌ وفَْتٌح وأْجٌر ‪.‬‬ ‫خري َ‬
‫احملض ليس موجوداً ؛ بل هناك ٌ‬ ‫ألن الشرَّ ْ‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ ﴾‬
‫يب ال ُْم ْ‬‫ج‬‫﴿ ََّأمن ي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫املنكوب ‪ ،‬وتصمدُ‪ /‬إليه‬
‫ً‬ ‫املكروب ‪ ،‬ويستغيثُ به‬
‫ُ‬ ‫زع إليه‬
‫من الذي ْيف ُ‬
‫األلس ُن وتَُؤ لُِّهُه القلوب ؟ إنه اهللُ ال‬
‫وتلهج بذكِِره ُ‬‫ُ‬ ‫املخلوقات ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الكائناتُ ‪ ،‬وتسألهُ‬
‫إله إالَّ هو‪.‬‬
‫ُ‬
‫ونفزع‬ ‫راء ‪،‬‬
‫راء والضَّ‪ِ /‬‬
‫خاء والسَّ ِ‬ ‫ندعوه يف الشدةِ والرَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫علي وعليك أن‬‫وحقٌ َّ‬
‫عتبات بابهِ سائلني باكني‬
‫ِ‬ ‫الكربات وننطرحُ على‬
‫ِ‬ ‫ونتوسُل إليه يف‬
‫ّ‬ ‫إليه يف ُاملِلَّماتِ‬
‫حُه ﴿‬‫ويحَُّل فتْ ُ‬
‫فرجُه َ‬‫رع ُ‬‫ويسْ ٌ‬‫عوُنه ‪ُ ،‬‬ ‫ويصُل ْ‬
‫ضارعني منيبني ‪ ،‬حينها يأيت مددُْه ِ‬
‫ُ‬
‫وينصر‬ ‫ويرد الغائب ويعايف املبتلي‬‫ضطََّر ِإ َذا َد َعاهُ﴾ فينجي الغريق ُّ‬ ‫يب ال ُْم ْ‬ ‫ِ‬
‫ََّأمن يُج ُ‬
‫ويفرجُ عن املكروبِ ﴿ فَِإ ذَا َركِبُوا فِي‬ ‫ويهدِي الضالَّ ويشفي املريض ّ‬ ‫املظلوم ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ِّين ﴾ ‪.‬‬ ‫الْ ُفلْك َد َع ُوا اللَّهَ ُم ْخلص َ‬
‫ين لَهُ الد َ‬
‫واحلزن والكربِ ‪ ،‬ولكن‬ ‫ِ‬ ‫ولن أْسُرد عليك هنا أدعية ِ‬
‫إزاحة اهلمِ والغمِ‪/‬‬
‫وتناديه وتدعوهُ‬
‫ِ‬ ‫حيلك إىل ُكُتبِ السَُّّنِة لتتعلم شريف اخلطابِ معه ؛ فتناجيهِ‬ ‫ُأ ُ‬
‫كل شيء ‪،‬‬ ‫شيء ‪ ،‬وإن فقدت اإلميان به فقدت َّ‬ ‫كل ٍ‬ ‫وجدت َّ‬ ‫وجدتهُ ْ‬
‫وترجوه‪ ،‬فإن ْ‬
‫املطلوب ‪ ،‬وإن‬
‫ِ‬ ‫وطاعة عظمى ثانيةٌ فوق حصولِ‬ ‫ٌ‬ ‫إن دعاءك ربَّك عبادةٌ أخرى ‪،‬‬
‫تتصرم إالَّ حبلُه‬
‫يغتم وال يقلق كل احلبال ّ‬ ‫يهتم وال َّ‬
‫حري أن ال َّ‬ ‫فن الدعاءِ ٌّ‬ ‫عبداً جييدُ َّ‬
‫يأم ُرك‪-‬‬ ‫ِ‬
‫األبواب توصدُ إالَّ ُ‬
‫قريب مسيعٌ جميبٌ ‪ ،‬جييب املضطرَّ إذا دعاه ُ‬
‫بابه وهو ٌ‬ ‫ُّ‬
‫كل‬
‫وأنت الفقريُ الضعيفُ احملتاجُ ‪ ،‬وهو الغينُّ القويُّ الواحدُ‪ /‬املاجدُ ‪ -‬بأن تدعوه ﴿‬
‫ت بك اخلطوبُ فالْ ْ‬
‫هج‬ ‫ب لَ ُك ْم ﴾ إذا نزلتْ بك النوازلُ ‪ ،‬وألَ ََََّم ْ‬ ‫ا ْدعُونِي ْ ِ‬
‫َأستَج ْ‬
‫ِ‬
‫لتقديس‬ ‫غ اجلبني‬‫مر ِ‬
‫حه ونصَْرُه ‪ِّ ،‬‬ ‫واسأله ْفت ُ‬
‫مدده ْ‬ ‫واهتف بامسِِه ‪ ،‬واطلبْ ُ‬‫ْ‬ ‫بذكرِِه ‪،‬‬
‫عبوديتِه لتحوز ِوسام النجاةِ‬
‫ِ‬ ‫احلريِة ‪ ،‬وأرغم األنْف يف طني‬ ‫امسِِه ‪ ،‬لتحصل على تاج َّ‬
‫أحل‬
‫طلبِه ‪ ،‬بالغْ يف سؤالِِه ‪َّ ،‬‬
‫أكثر من ِ‬ ‫أطلق لسانك ‪ْ ،‬‬ ‫ك‪ْ ،‬‬ ‫مد يديْك ‪ ،‬ارفع‪ /‬كفَّْي َ‬‫‪َّ ،‬‬
‫ظنك فيه ‪ ،‬انقطعْ‬ ‫أحسن َّ‬
‫ْ‬ ‫بامسِه ‪،‬‬‫حه ‪ ،‬أش ُْد ِ‬‫انتظر لُْطُفه ‪ ،‬ترقبْ ْفت ُ‬
‫عليه ‪ ،‬الزْم بابهُ ‪ْ ،‬‬
‫وتْفِلَح ‪.‬‬
‫تبتْل إليه تبتيلاً حىت تسعد ُ‬
‫إليه ‪َّ ،‬‬
‫**************************************‬
‫وليسعك بيتك‬
‫وأهلِه ‪ ،‬والفارغني َواللاهني والفوضويني ‪،‬‬ ‫العُْزُلة الشرعيَُّة السنيَُّة ‪ :‬بُْعُدك عن الشرِّ ِ‬
‫احلكم ‪،‬‬ ‫ويرتاح خاطرُك ‪ ،‬وجيودُ ذهنُك ِبدُررِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫مشلك ‪ ،‬ويهدأ بالُك ‪،‬‬ ‫فيجتمعُ عليك ُ‬
‫ك يف بستانِ ا ملعارفِ‪.‬‬ ‫طرف َ‬‫ويسرحُ ُ‬
‫ِ‬
‫القلوب‬ ‫عزيز جرٌَّبه أط ُ‬
‫باء‬ ‫والطاعة دواءٌ ٌ‬‫ِ‬ ‫يشغل عن ِ‬
‫اخلري‬ ‫كل ما ُ‬ ‫إن العزلة عن ِّ‬
‫تلقيح‬
‫غو وعن الدمهاءِ ٌ‬ ‫عليه ‪ ،‬يف العزلةِ عن الشرِّ واللّ ِ‬
‫جناح ‪ ،‬وأنا ُّأدلك ِ‬ ‫فنجح أَّيما ٍ‬
‫واحتفال مبولدِ اإلنابةِ والتذكرِ ‪ ،‬وإمنا كان‬
‫ٌ‬ ‫اخلشية ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وإقامة لناموسِ‬
‫ٌ‬ ‫للفِْكر ‪،‬‬
‫واجلمَِع وجمالسِ العِْلمِ والتعاونِ‪/‬‬
‫واالختالط املمدوحُ‪ /‬يف الصلواتِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫االجتماعُ احملمودُ‬
‫بك على‬
‫اهرب جبلدِك ‪ ،‬ا ِ‬‫ْ‬ ‫البطالة والعطالةِ فحذار‪ ِ/‬حذارِ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اخليِر ‪ ،‬أما جمالسُ‬
‫على ْ‬
‫وأمسك عليك لسانك ‪ ،‬وليسعك بيتك ‪ ،‬االختالط اهلمجي‪ /‬حرب‬ ‫ْ‬ ‫خطيئتك ‪،‬‬
‫ُ‬
‫جتالس‬ ‫شعواء على النفس ‪ ،‬وهتديد خطري لدنيا األمنِ واالستقرارِ يف نفسك ‪ ،‬ألنك‬
‫أساطني الشائعاتِ ‪ ،‬وأبطال األراجيفِ‪ ،‬وأساتذة التبشري بالفنت والكوارث واحملن‪،‬‬
‫املوت ﴿ لَ ْو َخ َر ُجواْ فِي ُكم َّما‬
‫مرات قبل أن يصلك ُ‬
‫يوم َسْبعَ ٍ‬
‫كل ٍ‬ ‫حىت متوت َّ‬
‫ادو ُك ْم ِإالَّ َخبَاالً﴾ ‪.‬‬
‫َز ُ‬
‫غرفتك إلاَّ من قولِ خريٍ‬
‫شانك واالنزواءُ‪ /‬يف ِ‬
‫إذاً فرجائي الوحيدُ إقبالك على ِ‬
‫وعمرك من‬
‫الضياع ‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫وقتك من‬‫خري ‪ ،‬حينها جتدُ قلبك عاد إليك ‪ ،‬فسلمَ ُ‬
‫فعل ٍ‬‫أو ِ‬
‫اإلهدار‪ ، ِ/‬ولسانُك من الغيبةِ ‪ ،‬وقلبُك من القلقِ ‪ ،‬وأذنُك من اخلنا ونفسُك من ِ‬
‫سوء‬
‫ف ‪ ،‬ومن أركب نفسه مطايا األوهامِ ‪ ،‬واسرتسل مع العوام‪ِ/‬‬‫جرب َعَر َ‬ ‫الظن ‪ ،‬ومن َّ‬
‫ِ‬
‫فقل عليه السالمُ ‪.‬‬
‫ْ‬
‫*************************************‬
‫العوض من اهلل‬
‫ت ((منْ‬
‫واحَتسَْب َ‬
‫ت ْ‬ ‫ال يسلبك اهلل شيئا إالَّ َّ‬
‫عوضك خرياً منه ‪ ،‬إذا صربْ َ‬
‫صفيُه من‬
‫سلبت َّ‬
‫ُ‬ ‫ضته منهما الجنة)) يعين عينيه ((من‬
‫عو ُ‬
‫أخذت حبيبتيه فصبر َّ‬
‫ُ‬
‫ت احلمدِ‬
‫ضُتهُ من الجنَّة)) من فقد ابنه وصرب ُبني له َبْي ُ‬
‫عو ْ‬
‫أهل الدنيا ثم احتسب َّ‬
‫جمرد مثال ‪.‬‬
‫س على هذا املنوالِ فإن هذا ُ‬ ‫اخلْلدِ ‪ ،‬وقِ ْ‬
‫يف ُ‬
‫وأجر‬
‫وعوضٌ ٌ‬ ‫وثواب ِ‬
‫ٌ‬ ‫تأسف على مصيبة فان الذي قدّرها عنده جنةٌ‬ ‫ْ‬ ‫فال‬
‫عظيمٌ ‪.‬‬
‫س ﴿ َسالَ ٌم َعلَْي ُكم بِ َما‬
‫دو ِ‬‫ينوُه هبم يف الفِْر ْ‬ ‫إن أولياء اهلل املصابني املبتلني ِّ‬
‫الدا ِر ﴾ ‪.‬‬ ‫صَب ْرتُ ْم فَنِ ْع َم عُ ْقبَى َّ‬
‫َ‬
‫اخلير ﴿ ُأولَـِئ َ‬
‫ك‬ ‫املصيبة ويف ثواهبا ويف خلفها ِّ‬ ‫ِ‬ ‫وحق علينا أن ننظر يف ِعوض‬
‫هنيئا للمصابني ‪،‬‬ ‫ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن ﴾ ً‬ ‫ات ِّمن َّربِّ ِه ْم َو َر ْح َمةٌ َوُأولَـِئ َ‬ ‫َعلَْي ِه ْم َ‬
‫صلَ َو ٌ‬
‫بشرى للمنكوبني‪.‬‬
‫خري وأبقى فمن ُأصيب هنا‬ ‫خرة ٌ‬
‫حقري ‪ ،‬والآ ُ‬
‫وكنزها ٌ‬ ‫إن ُعْمر الدنيا قصريٌ ُ‬
‫كُوفِئ هناك ‪ ،‬ومن تعب هنا ارتاح هناك ‪ ،‬أما املتعلقون بالدُّنيا العاشقون هلا‬
‫وتنغيص راحتهم فيها‬
‫ُ‬ ‫الراكنون‪ /‬إليها ‪ ،‬فأشدَّ ما على قلوهبم فوت حظوظُهم منها‬
‫عندهم النكباتُ ؛ ألهنمْ‬‫ُ‬ ‫املصائب وتكربُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عليهم‬ ‫تعظمً‬
‫ألهنم يريدوهنا وحدها فلذلك ُ‬
‫ينظرون حتت أقدامِهم فال يرون إلاَّ الدُّنيا الفانية الزهيدة الرخيصة‪.‬‬
‫وأنتم الراحبون‪ ، /‬فقد بعث لكمْ برسالةٍ بني‬‫أيها املصابون ما فات شيءٌ ُ‬
‫املصاب الذي‪ /‬ضرب عليه‬ ‫ِ‬ ‫سن اختيار‪ .‬إن على‬‫وح ُ‬ ‫ف وثوابٌ ُ‬ ‫ف وعطْ ٌ‬ ‫أسطرها ُلْط ٌ‬
‫ض ِرب بيَنهمـ بِسو ٍر لَّه باب ب ِ‬
‫اطنُهُ فِ ِيه‬ ‫سرادقُ املصيبة أن ينظر لريى أن النتيجة ﴿فَ ُ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ٌ َ‬
‫ُّ‬
‫وأجل‬ ‫وأمرأ‬
‫خري وأبقى وأهنأ ُ‬ ‫اهلل ٌ‬
‫اب﴾ ‪ ،‬وما عند ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫الر ْح َمةُ َوظَاه ُرهُ من قبَله ال َْع َذ ُ‬
‫َّ‬
‫وأعلى ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫اإليمان هو الحياة‬
‫اإلميان ‪ ،‬ومن ِ‪/‬‬
‫رصيد‬ ‫ِ‬ ‫هم املفلسون من كنو ِز‬ ‫بكل معاين الشقاءِ ُ‬ ‫األشقياءُ ِّ‬
‫ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ني ‪ ،‬فهم أبداً يف ٍ‬ ‫اليق ِ‬
‫وغضب ومهانة وذلَّة ﴿ َو َم ْن َأ ْع َر َ‬ ‫تعاسة‬ ‫ْ‬
‫ضنكاً ﴾ ‪.‬‬ ‫شةً َ‬ ‫َم ِعي َ‬
‫غمها ومهّها وقلقها إالَّ‬ ‫ويذهب َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويفرحها‬
‫ُ‬ ‫ويطهرها‬
‫ُ‬ ‫سعد النفس ويز ّكيها‬ ‫ال يُ ُ‬
‫ِ‬
‫باإلميان ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫للحياة أصالً إالَّ‬ ‫رب العاملني ‪ ،‬ال طعم‬ ‫اإلميا ُن باهلل ِّ‬
‫ينتحروا لريحيُوا‪ /‬أنفسهم‪ /‬من هذه‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إن الطريقة املثلى للمالحدة إن مل يؤمنوا أن ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من‬
‫من حياة تاعسة بال إميان ‪ ،‬يا هلا ْ‬ ‫اآلصا ِر واألغالل والظلمات والدواهي‪ ، /‬يا هلا ْ‬
‫ب َأفِْئ َدَت ُه ْـم‬ ‫لعنة ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حاقت باخلارجني على منهج اهلل يف األرض‪َ ﴿ /‬و ُن َقلِّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫أبدية‬
‫ص َار ُه ْم َك َما لَ ْم ُيْؤ ِمنُواْ بِ ِه ََّأو َل َم َّر ٍة َونَ َذ ُر ُه ْم فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم َي ْع َم ُهو َن ﴾ وقد آن‬
‫َوَأبْ َ‬
‫بأن ال إله إال اهلل ْبع َد‬ ‫ِ‬
‫اإلميان َّ‬ ‫كل‬
‫كل القناعة ‪ ،‬وأن يؤمن َّ‬ ‫األوا ُن للعا ِمل أن يقتنع َّ‬
‫توصل بعدها الع ْق ُل إىل أن الصنم‪ /‬خرافةٌ والكفر‬ ‫رون غابر ٍة َّ‬ ‫شاقة عبر قُ ٍ‬ ‫طويلة ٍ‬ ‫جتربة ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َْ‬
‫احلمد وهو‬ ‫امللك ولهُ ُ‬ ‫حق له ُ‬ ‫الر ُس َل صادقون ‪ ،‬وأ ّن اهلل ٌّ‬ ‫لعنةٌ ‪ ،‬واإلحلاد كِ ْذبةٌ وأ ّن ُّ‬
‫قدير ‪.‬‬
‫كل شيء ٌ‬ ‫على ِّ‬
‫وبقد ِر إميانِك قوةً وضعفاً ‪ ،‬حرارةً وبرودةً ‪ ،‬تكون سعادتُك وراحتُك‬
‫وطمأنينتُك ‪.‬‬
‫صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍر َْأو ُأنثَى َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيَِينَّهُ َحيَاةً طَيِّبَةً‬‫﴿ َم ْن َع ِم َل َ‬
‫استقرار‬
‫ُ‬ ‫س ِن َما َكانُواْ َي ْع َملُو َن ﴾ وهذه احلياةُ الطيبةُ هي‬ ‫َأج َر ُهم بِ ْ‬
‫َأح َ‬ ‫َّه ْم ْ‬ ‫َولَنَ ْج ِز َين ُ‬
‫حبب باريهم ‪ ،‬وطهارةُ ضمائ ِرهم من‬ ‫وثبات قلوهِب م ِّ‬ ‫ِ‬
‫موعود رهِّب م ‪،‬‬ ‫نفوسهم حَلُ ْس ِن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫القضاء‬ ‫احلوادث ‪ ،‬وسكينةُ قلوهِب م عن ْد وقْ ِع‬ ‫ِ‬ ‫وبرود أعصاهِبِم أمام‬ ‫ِ‬
‫االحنراف ‪،‬‬ ‫أوضا ِر‬
‫ُ‬
‫ومبحم ٍد ‪ ‬نبياً‬ ‫َّ‬ ‫باهلل ربّاً وباإلسالم ديِناً ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ورضاهم‪ /‬يف مواطن القدر‪ ، /‬ألهنم‪ /‬رضوا ِ‬
‫ُ‬
‫ورسوالً ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫اج ِن العسل وال تكس ِر الخليَّة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الرفق ما كان يف شيء إالَّ زانهُ ‪ ،‬وما نُزع من شيء إالَّ شانُه ‪ُ ،‬‬
‫اللني يف‬ ‫ُ‬
‫اخلطاب ‪ ،‬البسمةُ الرائقةُ على احمليا ‪ ،‬الكلمةُ الطيبةُ عند ِ‬
‫اللقاء ‪ ،‬هذه ُحلُ ٌل منسوجةٌ‬
‫وتصنع طيِّباً ‪ ،‬وإذا‬ ‫تأكل طيِّباً‬ ‫كالنحلة‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫يرتديها السعداء ‪ ،‬وهي صفات ِ‬
‫املؤم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرفق ما ال يعطي على ِ‬
‫العنف ‪.‬‬ ‫ألن اهلل يعطي على ِ‬ ‫تكسرها ؛ َّ‬ ‫ٍ‬
‫وقعت على زهرة ال ُ‬ ‫ْ‬
‫وتشخص إىل طلعاهِت ُم األبصا ُر ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫األعناق ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ب ِ‬
‫لقدوم ِه ُم‬ ‫الناس من ت ْشَرِئ ُّ‬
‫إن من ِ‬ ‫َّ‬
‫ح ‪ ،‬ألهنم‪ /‬حمبون يف كالم ِهم ‪ ،‬يف أخذهم وعطاِئهم‬ ‫عه ُم األروا ُ‬
‫وحتييهم األفئدةُ وتشيّ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ووداع ِهم‪. /‬‬ ‫‪ ،‬يف بيع ِهم وشراِئهم ‪ ،‬يف لقاِئهم‬
‫فهم حمفوفون دائماً‬ ‫ِ‬
‫األبرار ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫جييدهُ النبالءُ‬
‫مدروس ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فن‬
‫األصدقاء ٌّ‬ ‫إن اكتساب‬
‫فالسؤال والدعاءُ ‪.‬‬‫ُ‬ ‫واألنس ‪ ،‬وإن غابوا‬ ‫الناس ‪ ،‬إ ْن حضروا فالبِ ْش ُر‬ ‫هبالة من ِ‬ ‫وأبداً ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ُن فَِإ ذَا‬ ‫هلم دستور أخالق عنوانُه ‪ ﴿ :‬ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي ْ‬
‫َأح َ‬ ‫إن هؤالء السعداء‪ْ /‬‬ ‫َّ‬
‫ك وبينَهُ َع َداوةٌ َكَأنَّهُ ولِ ٌّي ح ِميم ﴾ فهم ميتصون األحقاد ِ‬
‫بعاطفتِ ِه ُم‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫الَّذي َب ْينَ َ َ َ ْ‬
‫الربيء ‪ ،‬يتناسون اإلساءة وحيفظون‬ ‫ِ‬ ‫وحلم ِه ُم الدافِئ ‪ ،‬وص ْف ِحهم‪/‬‬ ‫اشة ‪ِ ،‬‬ ‫اجلي ِ‬
‫ّ‬
‫تذهب بعيداً هناك إىل غ ِري‬ ‫ُ‬ ‫تلج آذاهنم‪ ، /‬بل‬ ‫الكلمات النابيةُ فال ُ‬ ‫ُ‬ ‫هبم‬
‫اإلحسان ‪ ،‬متُُّر ُ‬
‫عة ‪ .‬هم يف ٍ‬ ‫رج ٍ‬
‫المسلم‬
‫ُ‬ ‫منهم يف أم ٍن ‪ ،‬واملسلمون ُ‬
‫منهم يف سالم ((‬ ‫والناس ُ‬ ‫ُ‬ ‫راحة ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الناس على دماِئهم‬ ‫ِ‬ ‫من سلِم المسلمو ُن من لِسانِِه ويَ ِد ِه ‪،‬‬
‫والمؤمن من أمنَهُ ُ‬ ‫ُ‬
‫عمنـ ظلمني وأن‬ ‫من قطعني وأن أ ْع ُف َو َّ‬ ‫ِ‬
‫وأموالهمـ )) (( إن اهلل أمرني أ ْن أصل ْ‬
‫بش ْر هؤالء‬ ‫َّاس ﴾ ّ‬‫ين َع ِن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُأعطي من ِ‬
‫ظ َوال َْعاف َ‬ ‫ين الْغَْي َ‬‫حر َمني )) ﴿ َوالْ َكاظم َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫واهلدوء ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والسكينة‬ ‫ِ‬
‫الطمأنينة‬ ‫بثواب ٍ‬
‫عاجل من‬ ‫ٍ‬
‫رب غفو ٍر يف ٍ‬
‫جنات و َن َه ٍر ﴿ فِي‬ ‫أخروي كب ٍري يف جوا ِر ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫وبشرهم ٍ‬
‫بثواب‬
‫يك ُّم ْقتَ ِد ٍر ﴾ ‪.‬‬ ‫ص ْد ٍق ِعن َد ملِ ٍ‬ ‫م ْقع ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫**********************************‬
‫ِ ِئ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َأالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْم ُّن الْ ُقلُ ُ‬
‫وب ﴾‬
‫والرائد‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫القلوب ‪ ،‬والتجربةُ برها ٌن ‪،‬‬ ‫الصدق حبيب ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬والصراحةُ صابو ُن‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫وأعظم لألج ِر كالذكر‪﴿ /‬‬
‫ُ‬ ‫أشرح للصد ِر‬‫ُ‬ ‫عمل‬
‫يكذب أهله ‪ ،‬ومل يوج ْد ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫أرض ِه ‪ ،‬من ملْ يدخ ْلها مل يدخل‬ ‫فَاذْ ُكرونِي َأذْ ُكر ُكم ﴾ وذكره سبحانه جنَّتُه يف ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ميسٌر‬ ‫هِب‬ ‫هِب‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬
‫طريق ّ‬
‫بل هو ٌ‬ ‫جنة اآلخرة ‪ ،‬وهو إنقاذٌ للنفس من أوصا ا وأتعا ا واضطرا ا‪ْ ، /‬‬
‫ب مع‬ ‫فوائد الذك ِر ‪َ ،‬‬
‫وجِّر ْ‬ ‫طالع دواوين الوحي لرتى َ‪/‬‬ ‫وفالح ‪ْ .‬‬
‫ٍ‬ ‫كل فو ٍز‬
‫خمتصر إىل ِّ‬
‫ٌ‬
‫لتنال الشفاءَ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األيام ب ْلسمهُ َ‬
‫زاح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واهلم واحلزن ‪ .‬بذكره تُ ُ‬ ‫اخلوف وال َفَز ِع ِّ‬ ‫ب‬
‫تنقشع ُس ُح ُ‬
‫ُ‬ ‫بذكره سبحانهُ‬
‫ب والغ ِ‪/‬م واألسى ‪.‬‬ ‫جبال ال َكر ِ‬
‫ُ ْ‬
‫ب‬‫الع َج َ‬
‫األصيل ‪ ،‬لكن َ‬ ‫ُ‬ ‫األصل‬
‫ُ‬ ‫عجب أ ْن يرتاح الذاكرون ‪ ،‬فهذا هو‬ ‫َ‬ ‫وال‬
‫َأحيَاء َو َما يَ ْشعُ ُرو َن َأيَّا َن‬ ‫يعيش الغافلون عن ذكِ ِر ِه ﴿ َْأم ٌ‬
‫وات غَْي ُر ْ‬ ‫جاب كيف ُ‬ ‫العُ َ‬
‫ُي ْب َعثُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ورمتهُ‬
‫احلوادث ‪ْ ،‬‬ ‫وتفجع من‬
‫من شكى األرق ‪ ،‬وبكى من األمل ‪َّ ،‬‬ ‫يا ْ‬
‫اهتف بامسه املقدس ‪َ ﴿ ،‬ه ْل َت ْعلَ ُم لَهُ َس ِميّاً ﴾ ‪.‬‬ ‫اخلطوب ‪ ،‬هيا ْ‬ ‫ُ‬
‫يرتاح‬
‫تسعد ن ْف ُسك ‪ُ ،‬‬ ‫خاطرك ‪ ،‬يهدُأ قلبُك ‪ُ ،‬‬ ‫ط ُ‬ ‫بقد ِر إكثارك من ذك ِره ينبس ُ‬
‫ِ‬
‫واالعتماد عليه‬ ‫التوكل عليه ‪ِ ،‬‬
‫والثقة به‬ ‫ِ‬ ‫جل يف عُاله معاين‬‫ضمريك ‪ ،‬ألن يف ذكره َّ‬
‫قريب إذا ُد ِعي ‪،‬‬ ‫الفرج منُه ‪ ،‬فهو ٌ‬ ‫الظن فيه ‪ ،‬وانتظار ِ‬ ‫والرجوع إليه ‪ ،‬وحس ِن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬
‫ور ِّد ِد امسهُ الطيب‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫واخشع‬
‫ْ‬ ‫واخضع‬
‫ْ‬ ‫فاضرع‬
‫ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫ئل‬ ‫س‬
‫ٌ ُ َ‬ ‫إذا‬ ‫جميب‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫مسيع إذا نُ ِ‬
‫ود‬ ‫ٌ‬
‫املبارك على لسانِك توحيداً وثناءً ومدحاً ودعاءً وسؤاالً واستغفاراً ‪ ،‬وسوف ُ‬
‫جتد‬
‫اب‬ ‫– حبولِِه وقوتِِ‬
‫اه ُم اللّهُ َث َو َ‬ ‫واحلبور ﴿ فَآتَ ُ‬
‫َ‬ ‫‪/‬‬
‫ر‬ ‫والنو‬ ‫‪/‬‬‫ر‬‫والسرو‬ ‫واألمن‬
‫َ‬ ‫السعادة‬ ‫–‬ ‫ه‬
‫اب ِ‬
‫اآلخ َر ِة ﴾ ‪.‬‬ ‫الد ْنيَا َو ُح ْس َن َث َو ِ‬
‫ُّ‬
‫*****************************‬
‫اه ُم اللّهُ ِمن فَ ْ‬
‫ضلِ ِه ﴾‬ ‫َّاس َعلَى َما آتَ ُ‬
‫س ُدو َن الن َ‬
‫﴿ َْأم يَ ْح ُ‬
‫يعيث يف‬
‫مزمن ُ‬ ‫العظم خنْراً ‪َّ ،‬‬ ‫كاألكلة امللِح ِ‬
‫ِ‬
‫مرض ٌ‬ ‫إن احلسد ٌ‬ ‫َ‬ ‫تنخر‬
‫ُ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫احلسد‬
‫َ‬
‫وعدو يف‬
‫ثوب مظلوم ‪ٌّ ،‬‬ ‫اجلسم فساداً ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬ال راحة حلسود فهو ظامل يف ِ‬
‫ٌ‬
‫فقتلَهَ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باب ٍ‬ ‫ِج ْل ِ‬
‫بصاحبه َ‬ ‫أع َدلَ ْه ‪ ،‬بدأ‬
‫در احلسد ما ْ‬
‫صديق ‪ .‬وقد قالوا ‪ :‬هلل ُّ‬
‫احلسد رمحةً يب وبك ‪ ،‬قبل أ ْن نرحم اآلخرين ؛‬ ‫ِ‬ ‫إنين أهنى نفسي ونفسك عن‬
‫ونوزعُ نوم جفوننا على‬ ‫الغم دماءَنا ‪ِّ ،‬‬‫اهلم حلومنا ‪ ،‬ونسقي َّ‬ ‫نطعم َّ‬ ‫ِ‬
‫هلم ُ‬ ‫ألننا حبسدنا ْ‬
‫اآلخرين ‪.‬‬
‫احلاضر‬
‫ُ‬ ‫واهلم‬
‫والكدر ُّ‬‫ُ‬ ‫التنغيص‬
‫ُ‬ ‫يقتحم فيه ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إن احلاسد يُ ْشعِ ُل فرناً ساخناً مث‬ ‫َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫احلسد لتقضي على الراحة واحلياة الطيبة اجلميلة ‪ .‬بليَّةُ احلاسد أنهُ‬ ‫ُ‬ ‫أمراض يولّدها‬‫ٌ‬
‫َّرع ‪ ،‬وخالف‬ ‫خاصم القضاءَ ‪ ،‬واهتم الباري‪ /‬يف الع ْد ِل ‪ ،‬وأساء األدب مع الش ْ‬ ‫َ‬
‫هج ‪.‬‬
‫صاحب املْن ِ‬
‫َ‬
‫ثاب عليه املْبَتلَى به‬ ‫عليه صاحبه ‪ ،‬ومن ٍ‬
‫بالء ال ُي‬ ‫مرض ال يؤجر ِ‬ ‫يا للحسد من ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الناس عنهم ‪.‬‬ ‫عم ِ‬ ‫دائمة حىت ميوت أو ت ْذه ِ‬ ‫حرقة ٍ‬ ‫احلاسد يف ٍ‬
‫بن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬وسوف يبقى هذا‬
‫مواهبِك ‪،‬‬‫اهلل وتتنازل عن ِ‬ ‫كلٌّ يصاحل إالَّ احلاسد فالصلح معه أن تتخلّى عن نع ٍم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫مضض ‪ ،‬نعوذُ‬ ‫ٍ‬ ‫و ُت ْلغِي خصاِئصك ‪ ،‬ومناقِبك ‪ ،‬فإن فعلت ذلك فلَ َعلَّهُ يرضى على‬
‫السام ال يقر قراره حىت‬ ‫ِ‬
‫األسود َّ‬ ‫ِ‬
‫كالثعبان‬ ‫يصبح‬ ‫فإنه‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫حس‬ ‫إذا‬ ‫حاسد‬ ‫شر‬
‫ِّ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫باهلل‬
‫ُ‬
‫غ مسَّه يف جسم ٍ‬
‫بريء ‪.‬‬ ‫يُف ِر َ ُ‬
‫ِ‬
‫باملرصاد ‪.‬‬ ‫احلاس ِد فإنه لك‬
‫باهلل من ِ‬‫فأهناك أهناك عن احلسد واستعذ ِ‬
‫***********************************‬
‫ِ‬
‫اقبل الحياة كما هي‬

‫التلو ِن ‪،‬‬ ‫ِ‬


‫التبعات ‪ ،‬جامهةُ احمليَّا ‪ ،‬كثريةُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫اللذات ‪ ،‬كثريةُ‬ ‫حال الدنيا منغصةُ‬
‫ُ‬
‫م ِزجت بالكد ِر ‪ ،‬وخلِطت بالن ِ‬
‫َّكد ‪ ،‬وأنت منها يف َكبَد ‪.‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫ولن جتد والداً أو زوجةً ‪ ،‬أو صديقاً ‪ ،‬أو نبيالً ‪ ،‬وال مسكناً وال وظيفةً إالَّ‬
‫شر ِه ِ‬
‫بربد خرْيِ ِه ‪ ،‬لتْن ُج َو رأساً‬ ‫حر ِّ‬ ‫ِّر ‪ ،‬وعنده ما يسوءُ أحياناً ‪ ،‬فأطفئ َّ‬ ‫وفيه ما يكد ُ‬
‫قصاص ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫واجلروح‬
‫ُ‬ ‫برأس ‪،‬‬
‫أراد اهللُ هلذه الدنيا أن تكون جامعةً للضدي ِن ‪ ،‬والنوعني ‪ ،‬والفريقني ‪،‬‬
‫وح ْز ٍن ‪ ،‬مث يصفو اخلَْيُر كلُّهُ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫والرأيني خرْيٍ وش ٍر ‪،‬‬
‫والصالح‬
‫ُ‬ ‫صالح وفساد ‪ ،‬سرو ٍر ُ‬‫ٍ‬
‫والفساد واحلز ُن يف النا ِر ‪ .‬يف احلديث ‪:‬‬ ‫الشر كله‬
‫اجلنة ‪ ،‬وجُيْ َم ُع ُّ‬‫والسرو ُر يف ِ‬
‫ُ‬
‫فعش‬ ‫(( الدنيا ملعونةٌ ملعو ٌن ما فيها إال ذكر ِ‬
‫ومتعلم )) ْ‬ ‫ٌ‬ ‫وعالم‬
‫ٌ‬ ‫اهلل وما واالهُ‬ ‫ُ‬
‫دنياك كما هي ‪،‬‬ ‫اقبل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تسرح من اخليال ‪ ،‬وحلّ ْق يف عامل املثاليات ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫واقعك وال‬
‫َ‬
‫صاحب ‪ ،‬وال‬‫ٌ‬ ‫وطوع نفسك ملعايشتها ومواطنتِها‪ ، /‬فسوف ال يصفو لك فيها‬ ‫ِّ‬
‫من صفاهِت ا ‪.‬‬ ‫الص ْف َو والكمال والتمام‪ /‬ليس من شأهنا وال ْ‬ ‫ألن َّ‬‫أمر ‪َّ ،‬‬ ‫يكمل لك فيها ٌ‬ ‫ُ‬
‫مؤمن مؤمنةً إن كره منها‬ ‫يفرك ٌ‬ ‫لن تكمل لك زوجةٌ ‪ ،‬ويف احلديث ‪ (( :‬ال ُ‬
‫خلقاً رضي منها آخر )) ‪.‬‬
‫تعسر‬
‫تيسَر ‪ ،‬ونذر ما َّ‬ ‫ونأخذ ما َّ‬ ‫فح ‪ُ ،‬‬ ‫ونص َ‬
‫ونع ُف َو ْ‬
‫فينبغي أ ْن نسدد ونقارب ‪ْ ،‬‬
‫ونتغافل عن أمو ٍر ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ونسدد اخلطى ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ونغض الطَّْرف أحياناً ‪،‬‬
‫َّ‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫بأهل ِ‬
‫البالء‬ ‫تعز ِ‬
‫َّ‬
‫تشاهد إالَّ منكوباً يف كل دا ٍر‬
‫ُ‬ ‫ت مَيْنَةً ويَ ْسَر ًة ‪ ،‬فهل ترى إالَّ ُمبتلى ؟ وهل‬
‫َتلَ َّف ْ‬
‫خد دمع ‪ ،‬ويف كل ٍ‬
‫واد بنو سعد ‪.‬‬ ‫نائحةٌ ‪ ،‬وعلى كل ٍّ ْ ٌ‬
‫وكم من الصابرين ‪ ،‬فلست أنت وحدك املصاب ‪ ،‬بل‬ ‫ِ‬
‫من املصائب ‪ْ ،‬‬ ‫كم َ‬ ‫ْ‬
‫يتقلب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫مريض على سريره من أعوام ‪ُ ،‬‬ ‫كم من‬ ‫قليل ‪ْ ،‬‬ ‫ك أنت بالنسبة لغريك ٌ‬ ‫مصابُ َ‬
‫السقم‪. /‬‬‫ويصيح من َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّمال ‪ ،‬يَِئ ُّن من األ ِمل ‪،‬‬ ‫ني وذات الش ِ‬ ‫ذات اليم ِ‬
‫كم من حمبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينه ‪ ،‬وما عرف غري‬
‫زنزانته ‪.‬‬
‫عان العُ ْم ِ‪/‬ر ‪.‬‬ ‫الشباب وري ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫فلذات أكبادمِه ا يف ْمي َع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وامرأة فقدا‪/‬‬ ‫كم من ٍ‬
‫رجل‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫ومنكوب ‪.‬‬ ‫ومدي ٍن وم ٍ‬
‫صاب‬ ‫مكروب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كم من‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫سج ٌن للمؤم ِن ‪،‬‬ ‫هبؤالء ‪ ،‬وأ ْن تعلم ِع ْل َم اليقني ِّ‬ ‫ِ‬
‫أن هذه احلياة ْ‬ ‫تتعز‬
‫آن لك أن ّ‬
‫تصبح القصو ُر حافلةً بأهلها ومتسي خاويةً على عروشها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ودار لألحزان والنكبات ‪ُ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫واألوالد ُك ٌثر ‪ ،‬مثَّ ما‬ ‫واألموال وافرةً ‪،‬‬‫ُ‬ ‫جمتم ٌع ‪ ،‬واألبدا ُن يف عافية ‪،‬‬ ‫‪ ،‬بينها الشَّمل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫ف َف َعلْنَا بِ ِه ْم‬ ‫ض ﴿ َوَتَبيَّ َن لَ ُك ْم َك ْي َ‬ ‫والفراق واألمرا ُ‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫واملو ُ‬
‫الفقر ْ‬‫أيام فإذا ُ‬ ‫هي إالَّ ٌ‬
‫مبن حولك ‪ ،‬ومبن سبقك يف‬ ‫ال ﴾ فعليك أن توطِّن مصابك ْ‬ ‫اَألمثَ َ‬
‫ض َر ْبنَا لَ ُك ُم ْ‬
‫َو َ‬
‫وخزات‬ ‫هلؤالء ‪ ،‬وأنه مل يأتك إال‬ ‫مسرية الده ِر ‪ ،‬ليظهر لك أنك معاىف بالنسبة ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫مبن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتعز ْ‬ ‫ب ما أخذ ‪َّ ،‬‬ ‫سهلةٌ ‪ ،‬فامحد اهلل على لُطْفه ‪ ،‬واشكره على ما أبقى ‪ ،‬واحتس ْ‬
‫حولك ‪.‬‬
‫يت قدماه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫السلى على رأسه ‪ ،‬وأدم ْ‬ ‫ولك يف الرسول ‪ ‬قدوةٌ وق ْد ُوض ِع َّ‬
‫مكة ‪،‬‬ ‫ِّعب حىت أكل ورق الشج ِ‪/‬ر ‪ ،‬وطُِرد من َّ‬ ‫وحوصر يف الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجهه ‪،‬‬‫وش َّج ُ‬ ‫ُ‬
‫أصحابه ‪ ،‬وفقد‬ ‫ِ‬ ‫الشريف ‪ ،‬وقُتِل سبعون من‬ ‫ض زوجتِ ِه‬ ‫و ُك ِسرت ثنيتُه ‪ِ ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ورمي ع ْر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اجلوع ‪ ،‬واهُّتِم بأنه ِ‬
‫شاعٌر‬ ‫حياته ‪ ،‬وربط احلجر على بطنِه من ِ‬ ‫ابنه ‪ ،‬وأكثر بناتِه يف ِ‬
‫ُ‬
‫ومتحيص ال‬ ‫كاذب ‪ ،‬صانُهُ اهللُ من ذلك ‪ ،‬وهذا بالءٌ َّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫البد منهُ‬ ‫ٌ‬ ‫ساح ُر كاهن جمنو ٌن‬
‫اخلليل يف النا ِ‪/‬ر ‪،‬‬ ‫ووضع‬ ‫موسى‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫ّ‬ ‫وه‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫حيىي‬ ‫ح‬ ‫أعظم منهُ ‪ ،‬وق ْد قُتِل زكريَّا ‪ ،‬وذُبِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫علي ‪،‬‬ ‫ن‬ ‫بدم ِه ‪ ،‬واغتيل عثما ُن ‪ ،‬وطٌعِ‬ ‫وسار األئمةُ على هذا الطريق فضِّرج عمر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ َُُ‬
‫األخيار‪ ،‬ونكل باألبرار ﴿ َْأم َح ِس ْبتُ ْم َأن تَ ْد ُخلُواْ‬ ‫ُ‬ ‫وس ِجن‬ ‫ِ‬
‫ظهور األئمة ُ‬ ‫ت ُ‬
‫ِ‬
‫وجل َد ْ‬‫ُ‬
‫ْأساء َوالض ََّّراء َو ُزلْ ِزلُواْ﴾‬ ‫ين َخلَ ْواْ ِمن َق ْبلِ ُكم َّم َّ‬
‫س ْت ُه ُم الْبَ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجنَّةَ َولَ َّما يَْأت ُكم َّمثَ ُل الذ َ‬
‫ال َ‬
‫‪.‬‬
‫********************************‬

‫الصالة ‪ ..‬الصالة‬
‫الصالَ ِة ﴾‬ ‫استَ ِعينُواْ بِ َّ‬
‫الص ْب ِر َو َّ‬ ‫آمنُواْ ْ‬
‫َ َ‬‫ين‬‫ذ‬‫﴿ يا َُّأيها الَّ ِ‬
‫َ َ‬
‫فقم حاالً إىل‬ ‫اهلم بتالبيبك ‪ْ ،‬‬ ‫وطوقك احلز ُن ‪ ،‬وأخذ ُّ‬ ‫ف َّ‬ ‫إذا دامهك اخلَْو ُ‬
‫بأذن ِ‬
‫اهلل‬ ‫وتطمئن نفسك ‪ ،‬إن الصالة كفيلةٌ – ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫روح‬ ‫لك‬ ‫ب‬ ‫تث‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصالة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫االكتئاب ‪.‬‬ ‫فلول‬ ‫ِ‬
‫ومطاردة ِ‬ ‫ِ‬
‫والغموم ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األحزان‬ ‫ِ‬
‫مستعمرات‬ ‫باجتياح‬
‫ِ‬
‫فكانت ُقَّر َة عينِ ِه‬ ‫بالل ))‬ ‫ِ‬
‫بالصالة يا ُ‬ ‫أمر قال ‪ (( :‬أرحنا‬
‫ْ‬ ‫كان ‪ ‬إذا حزبَهُ ٌ‬
‫وسعادتهُ وهبجتَهُ ‪.‬‬
‫َّرت يف‬ ‫ِ ٍ ٍ‬
‫الضوائق ‪ ،‬وكش ْ‬
‫ُ‬ ‫ضاقت هبم‬
‫ْ‪/‬‬ ‫كانت إذا‬
‫طالعت سريُ قوم أفذاذ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫واه ْم وإراداهُت م ومِه َ ُم ُه ْم ‪.‬‬‫فتعود هلم قُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اخلطوب ‪ ،‬فزعوا إىل صالة خاشعة ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجوههم‬
‫ُ‬
‫اجلماجم‪،‬‬ ‫تتطاير‬ ‫يوم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الرعب‬ ‫ودى يف ِ‬
‫ساعة‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫اخلوف فُ ِرضت لِ‬
‫ِ‬ ‫إ ّن صالة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫سكينة صالةٌ‬ ‫وأجل‬
‫ُّ‬ ‫السيوف ‪ ،‬فإذا أعظم ٍ‬
‫تثبيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شفرات‬ ‫النفوس على‬ ‫وتسيل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خاشعةٌ ‪.‬‬
‫املسجد ‪،‬‬‫ِ‬ ‫ف على‬ ‫يتعر َ‬ ‫إن على ِ‬ ‫َّ‬
‫األمراض النفسيةُ أن ّ‬‫ُ‬ ‫اجليل الذي‪ /‬عصفت به‬
‫ب ‪ ،‬وإالَّ‬ ‫العذاب ِ‬
‫الواص ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ جبينَهُ لُِي ْر ِضي ربَّه َّأوالً ‪ ،‬ولينقذ نفسهُ من هذا‬ ‫مير َ‬
‫وأن ّ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫حيطم أعصابهُ ‪ ،‬وليس لديه طاقةٌ مت ّدهُ‬ ‫حيرق ج ْفنهُ ‪ ،‬واحلزن سوف ُ‬ ‫فإن الدمع سوف ُ‬
‫ِ‬
‫بالسكينة واألم ِن إال الصالةُ ‪.‬‬
‫يوم ٍ‬
‫وليلة‬ ‫هذه الصلوات اخلمس كل ٍ‬ ‫من أعظ ِم النع ِ‪/‬م – لو كنّا نعقل – ِ‬
‫ُ ْ ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عظيم ملآسينا ‪ ،‬ودواءٌ ناج ٌع‬
‫عالج ٌ‬ ‫كفارةٌ لذنوبِنا ‪ ،‬رفعةٌ لدرجاتنا عند ربِّنا ‪ ،‬مث هي ٌ‬
‫تسكب يف ضمائ ِرنا مقادير زاكيةً من اليقني ‪ ،‬ومتُأل جواحننا ِّ‬
‫بالرضا أما‬ ‫ِ‬
‫ألمراضنا ‪،‬‬
‫ُ‬
‫نكد ‪ ،‬ومن ٍ‬
‫حزن إىل‬ ‫نكد إىل ٍ‬‫أولئك الذين جانبوا املسجد ‪ ،‬وتركوا الصالة ‪ ،‬فمن ٍ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حزن ‪ ،‬ومن شقاء إىل شقاء ﴿ َفَت ْعساً لَّ ُه ْم َو َ‬
‫َأض َّل َأ ْع َمالَ ُه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫*****************************‬

‫حسبنا اهلل ونعم الوكيل‬


‫ِ‬
‫بصنيعه‬ ‫بوعد ِه ‪ ،‬والرضا‬ ‫عليه ‪ ،‬والثقة ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬والتوكل ِ‬ ‫تفويض األم ِر إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫صفات‬ ‫وأجل‬
‫اإلميان ‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الفرج منه ؛ من أعظ ِم ِ‬
‫مثرات‬ ‫الظن ِبه ‪،‬‬
‫وانتظار ِ ُ‬ ‫ُ‬ ‫سن ِّ‬ ‫وح ُ‬ ‫ُ‬
‫كل شأنِه ‪،‬‬ ‫ويعتمد على ربِِّه يف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العاقبة ‪،‬‬ ‫يطمئن العب ُد إىل حس ٍن‬ ‫ُّ‬ ‫املؤمنني ‪ ،‬وحينما‬
‫والتأييد ‪ ،‬والنصر َة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫جيد الرعاية ‪ ،‬والوالية ‪ ،‬والكفاية ‪،‬‬
‫الوكيل ‪ ،‬فجعلها‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ملا ألقي إبراهيم عليه السالم يف النا ِر قال ‪ :‬حسبنا اهلل ونِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وكتائب‬ ‫جبيوش الكفار ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّدوا‬
‫اهللُ عليه ْبرداً وسالماً ‪ ،‬ورسولُنا ‪ ‬وأصحابُه ملا ُهد ُ‬
‫ض ٍل‬‫يل{‪ }173‬فَان َقلَبُواْ بِنِ ْع َم ٍة ِّم َن اللّ ِه َوفَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوثنية قالوا ‪َ ﴿ :‬ح ْس ُبنَا اللّهُ َون ْع َم ال َْوك ُ‬
‫ض ٍل َع ِظ ٍيم ﴾ ‪.‬‬ ‫ض َوا َن اللّ ِه َواللّهُ ذُو فَ ْ‬
‫س ْس ُه ْم ُسوءٌ َو َّاتَبعُواْ ِر ْ‬ ‫َّ‬
‫ل ْم يَ ْم َ‬
‫ات ‪ ،‬وال‬ ‫امللم ِ‬
‫يستطيع أ ْن يصارع األحداث ‪ ،‬وال يقاوم َّ‬ ‫إن اإلنسان وحده ال‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫ويثق مبواله ‪،‬‬
‫يتوكل على ربِّه ُ‬ ‫ُ‬ ‫اخلطوب ؛ ألنه ُخلِ َق ضعيفاً عاجزاً ‪ ،‬إال حينما‬ ‫َ‬ ‫ينازل‬
‫احتوشتهُ املصائب ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫األمر إليه ‪ ،‬وإال فما حيلةُ هذا ِ‪/‬‬
‫العبد الفق ِري احلق ِري إذا‬ ‫ض َ‬ ‫ويفو ُ‬
‫ِّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫النكبات ﴿ َو َعلَى اللّه َفَت َو َّكلُواْ ِإن ُكنتُم ُّمْؤ من َ‬
‫ُ‬ ‫وأحاطت به‬
‫ْ‬
‫الغين ذي ال ُق َّو ِة املتني ‪،‬‬
‫القوي ِّ‬‫ِّ‬ ‫توكل على‬
‫أراد أن ينصح نفسه ‪ْ :‬‬ ‫فيا من َ‬
‫ِ‬ ‫الويالت ‪ ،‬وخيرجك من ال ُكر ِ‬ ‫ِ‬
‫ودثار َك حسبنا اهللُ‬ ‫واجعل شع َارك َ‬ ‫ْ‬ ‫بات ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫لينقذك من‬
‫وجفت موا ِردك ‪ ،‬وشحت ِ‬ ‫ونِ ْع َم‬
‫مصاد ُرك‬ ‫ّ ْ‬ ‫دينُك ‪ْ َّ ،‬‬ ‫وكثَر ْ‬ ‫قل مالُك ‪ُ ،‬‬ ‫الوكيل ‪ ،‬فإن َّ‬
‫ُ‬
‫الوكيل ‪.‬‬ ‫اهلل ونِ ْع َم‬
‫فناد ‪ :‬حسبنا ِ‬‫‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فاهتف ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ب‬‫ت من ظامِلٍ ‪ ،‬أو فزعت من َخطْ ٍ‬ ‫عب َ‬
‫عدو ‪ ،‬أو ُر ْ‬‫خفت من ٍّ‬ ‫وإذا َ‬
‫حسبنا اهللُ ونِ ْع َم الوكيل ‪.‬‬
‫صيراً ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿ و َك َفى بِربِّ َ ِ‬
‫ادياً ونَ ِ‬
‫ك َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫**********************************‬

‫﴿ قُ ْل ِس ُيرواْ ِفي اَأل ْر ِ‬


‫ض﴾‬
‫الس َف ُر يف الديا ِر ‪ ،‬وقَطْ ُع‬
‫والغم ‪َّ ،‬‬
‫اهلم ِّ‬
‫ويزيح ُس ُحب ِّ‬‫ُ‬ ‫الص ْد َ‪/‬ر ‪،‬‬
‫يشرح َّ‬‫ُ‬ ‫مما‬
‫املفتوح لتشاهد أقالم‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكون‬ ‫كتاب‬ ‫ِ‬
‫الواسعة ‪ ،‬والنظر يف ِ‬ ‫ِ‬
‫األرض‬ ‫والتقلب يف‬ ‫القفا ِر ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اجلمال ‪ ،‬لرتى حدائق ذات ٍ‬
‫هبجة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫آيات‬ ‫ِ‬
‫الوجود ِ‬ ‫ِ‬
‫صفحات‬ ‫تكتب على‬ ‫ِ‬
‫القدرة وهي ُ‬
‫وتأمل ما حولك وما بني يديك وما‬ ‫بيتك‬ ‫من‬ ‫اخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ألف‬ ‫ٍ‬
‫وجنات‬ ‫ورياضاً أنيقةً‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫خلفك ‪ ،‬اصع ِ‪/‬د اجلبال ‪ِ ،‬‬
‫ب من املاء النم ِ‪/‬ري ‪ْ ،‬‬
‫ضع‬ ‫األشجار ‪ ،‬عُ َّ‬
‫َ‬ ‫اهبط األودية ‪ ،‬تسلّ ِق‬ ‫َْ‬
‫تسبح‬
‫يد ِّ‬ ‫جتد روحك حرةً طليقةً ‪ ،‬كالطائ ِر الغر ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫أغصان اليامسني ‪ ،‬حينها ُ‬ ‫أنفك على‬
‫سر يف‬ ‫اخرج من بيتِك ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف ِ‬
‫األسود عن عينيك ‪ ،‬مث ْ‬ ‫َ‬ ‫ألق الغطاء‬ ‫ْ‬ ‫السعادة ‪،‬‬ ‫فضاء‬
‫ِ‬
‫الواسعة ذاكراً مسبحاً ‪.‬‬ ‫فجاج ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫ناجح لالنتحا ِر ‪،‬‬ ‫الغرفة الضي ِ‬
‫إن االنزواء يف ِ‬ ‫َّ‬
‫طريق ٌ‬ ‫الفراغ القاتل ٌ‬ ‫ِ‬ ‫قة مع‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫كتائب‬ ‫االستسالم أمام‬
‫ُ‬ ‫الناس فَلِ َم‬
‫كل ِ‬ ‫وليست غرفتك هي العاملُ ‪ ،‬ولست‪ /‬أنت َّ‬ ‫ْ‬
‫ك ‪ ﴿ :‬انْ ِف ُرواْ ِخ َفافاً َوثَِقاالً ﴾ ‪ ،‬تعال‬ ‫فاهتف ببص ِرك ومسعِك وقلبِ َ‬‫ْ‬ ‫األحزان ؟ أال‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫وبنْي َ‬
‫احلب ‪َ ،‬‬‫ب ِّ‬ ‫لتقرأ القرآن هنا بني اجلداول واخلما ل ‪َ ،‬بنْي َ الطيور وهي تتلو ُخطَ َ‬
‫التل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وصوله من ِّ‬ ‫املاء وهو يروي قصة‬
‫مسارب األرض متعةٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫نفسهُ‬
‫ت عليه ُ‬ ‫يوصي هبا األطباءُ ملن ثَ ُقلَ ْ‬ ‫ال يف‬‫إن الرَّت ْح َ‬
‫عليه غرفتهُ الضيقةُ ‪ ،‬فهيَّا بنا نسافْر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبّر ﴿‬ ‫‪ ،‬وأظلمت ِ‬
‫ْ‬
‫ك﴾ ‪.‬‬ ‫اطالً ُس ْب َحانَ َ‬ ‫ت هذا ب ِ‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َيَت َف َّك ُرو َن فِي َخل ِْق َّ‬
‫ض َر َّبنَا َما َخلَ ْق َ َ َ‬ ‫الس َم َاوات َو ْ‬
‫************************************‬
‫جميل‬
‫ٌ‬ ‫فصبر‬
‫ٌ‬
‫برحابة ص ْد ٍ‪/‬ر ِ‬
‫وبقوة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األفذاذ الذين يتلقون املكاره‬ ‫التحلِّي بالصرب من شي ِم‬
‫َ‬
‫نصنع ؟! ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أصرب أنا وأنت فماذا ُ‬ ‫إرادة ‪ ،‬ومناعة أبيَّة ‪ .‬وإ ْن مل ْ‬
‫غريهُ ؟‬ ‫ِ‬
‫هل عندك حلٌّ لنا غريُ الصرب ؟ هل تعلم لنا زاداً َ‬
‫العظماء مسرحاً تركض فيه املصائب ‪ ،‬وميداناً تتسابق ِ‬
‫فيه‬ ‫ِ‬ ‫أحد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كان ُ‬
‫النكبات كلما خرج من ٍ‬
‫مترتس بالص ِرب ‪ّ ،‬‬
‫متدرعٌ‬ ‫ٌ‬ ‫كربة زارتهُ كربةٌ أخرى ‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬
‫بالثقة ِ‬
‫باهلل ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫النكبات أرضاً ‪.‬‬ ‫ات ويطرحون‬ ‫هكذا يفعل النبالء ‪ ،‬يصارعون امللم ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫مريض ‪ ،‬قالوا‪ : /‬أال ندعو لك‬
‫ٌ‬ ‫دخلوا على أيب بكر ‪-‬رضي اهللُ عنهُ‪ -‬وهو‬
‫أريد‬
‫ال ملا ُ‬‫فع ٌ‬
‫يقول ‪ :‬إين َّ‬
‫الطبيب قد رآين ‪ .‬قالوا‪ : /‬فماذا قال ؟ قال ‪ُ :‬‬‫ُ‬ ‫طبيباً ؟ قال ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫بالفرج ‪ ،‬عامل حبُ ْس ِن املص ِري ‪،‬‬ ‫صْبر ٍ‬
‫واثق‬ ‫واصرب وما صربك إالَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫اصرب َ َ‬
‫باهلل ‪/ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫وأظلمت‬ ‫اخلطوب ‪،‬‬ ‫ادهلمت‬
‫اصرب مهما َّ‬ ‫ِ‬
‫السيئات ‪/ْ ،‬‬ ‫طالب لألج ِر ‪ٍ ،‬‬
‫راغب يف تفك ِري‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ب ‪ ،‬وإن مع العُ ْس ِر‬ ‫وأن الفرج مع ال َكر ِ‬ ‫الصرْبِ‪َّ ، /‬‬
‫فإن النصر مع َّ‬ ‫الدروب ‪َّ ،‬‬ ‫أمامك‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يُ ْسراً ‪.‬‬
‫مروا يف هذه الدنيا‪ ، /‬وذهلت لعظي ِم ص ِرب ِهم ِ‬
‫وقوة‬ ‫ٍ‬
‫عظماء ُّ‬ ‫قرأت سري‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫باردة ‪ ،‬وهم يف‬ ‫ماء ٍ‬ ‫رؤوسهم كأهَّن ا قطرات ٍ‬ ‫احتماهِل م ‪ ،‬كانت املصائب تقع على ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫رسوخ ِ‬ ‫ثبات ِ‬ ‫ِ‬
‫وجوههم على‬ ‫ُ‬ ‫فتشرق‬
‫ُ‬ ‫احلق ‪ ،‬فما هو إالَّ وقت قصريٌ‬ ‫ِ‬ ‫اجلبال ‪ ،‬ويف‬
‫وأحدهم ما اكتفى بالص ِرب‬ ‫الفتح ‪ ،‬وعص ِر النص ِر ‪ُ .‬‬ ‫وفرحة ِ‬‫ِ‬ ‫طالئع فج ِر ِ‬
‫الفرج ‪،‬‬
‫ِ‬
‫املصائب ُمتحدِّياً ‪.‬‬ ‫وح َده ‪ ،‬بل ناز َل الكوا ِرث ‪ ،‬وصاح يف ِ‬
‫وجه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫***************************************‬
‫ك‬ ‫تحمل الكرة األرضيةـ على ِ‬
‫رأس َ‬ ‫ال ِ‬
‫الناس تدور يف ِ‬
‫ب عامليَّةٌ ‪ ،‬وهم على ُف ُرش النوم ‪ ،‬فإذا‬ ‫حر ٌ‬‫ْ‬ ‫هم‬‫نفوس‬ ‫نفر من ِ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ري ‪ .‬حيرتقون‪ /‬مع‬ ‫َّ‬
‫والسك َّ‬ ‫الدم‬
‫ط ِّ‬ ‫وض ْغ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب أوزارها َغن ُموا ُق ْر َحة املعدة ‪َ ،‬‬
‫احلر ُ‬
‫وضعت ْ‬
‫ِ‪/‬‬
‫الخنفاض‬ ‫يضجون‬‫غالء األسعا ِ‪/‬ر ‪ ،‬يثورون لتأخر األمطا ِر ‪ُّ ،‬‬ ‫األحداث ‪ ،‬يغضبون من ِ‬ ‫ِ‬
‫ح ٍة َعلَ ْي ِه ْم ﴾‬
‫ص ْي َ‬
‫سبُو َن ُك َّل َ‬‫ب﴿ يَ ْح َ‬
‫وقلق ِ‬
‫واص ٍ‪/‬‬ ‫انزعاج دائ ٍم ‪ٍ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫العملة ‪ ،‬فهم يف‬ ‫سع ِر‬
‫ْ‬
‫‪.‬‬
‫دع األحداث على‬
‫ك‪ِ ،‬‬ ‫تحمل الكرة األرضية على ِ‬
‫رأس َ‬ ‫لك أ ْن ال ِ‬ ‫ونصيحيت َ‬
‫يتشرب‬ ‫قلب كاإلسفنجة‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تضعها يف أمعا ك ‪ .‬إن بعض الناس عنده ٌ‬ ‫األرض وال ْ‬
‫للواردات ‪ ،‬يضطرب لكل ٍ‬
‫شيء ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ينزعج للتوافِ ِه ‪ ،‬يهت ِز‬ ‫واألراجيف ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الشائعات‬
‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حاملِ ِه ‪.‬‬
‫وهذا القلب كفيل أن حيطم صاحبه ‪ ،‬وأن يهدم كيان ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫هِن‬ ‫احلق ُ ِ‬
‫تزيدهم‬ ‫وأه ُل اخلو ِر ُ‬ ‫والعظات إمياناً إىل إميا م ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تزيدهم العربُ‬ ‫أهل املبدأ ِّ‬ ‫ُ‬
‫شجاع ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫الزالزل خوفاً إىل خوفِ ِهم ‪ ،‬وليس أنفع أمام الزوابع‪ /‬والدواهي‪ /‬من ٍ‬
‫قلب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األعصاب ‪،‬‬ ‫بارد‬ ‫راسخ اليق ِ‬ ‫ثابت ِ‬ ‫ِ‬ ‫فإن املِ‬
‫ني ‪ُ ،‬‬ ‫اجلأش ‪ُ ،‬‬ ‫واسع البطان ‪ُ ،‬‬ ‫الباسل ُ‬ ‫َ‬ ‫دام‬‫ق‬‫ْ‬
‫كل يوم مرات بسيف‬ ‫منشرح الصدر ‪ ،‬أما اجلبا ُن فهو يذبح فهو يذبح نفسه َّ‬ ‫ُ‬
‫املستقر َة ِ‬
‫فواج ِه‬ ‫تريد احلياة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫واألحالم ‪ ،‬فإن كنت ُ‬ ‫واألوهام‬ ‫واألراجيف‬ ‫التوقّعات‬
‫ضي ٍق ممَّا‬ ‫ٍ ٍ‬
‫األمور بشجاعة وجلد ‪ ،‬وال يستخفنّك الذين ال يوقنون ‪ ،‬وال تك يف ْ‬
‫األزمات ‪ ،‬وأقوى من‬‫ِ‬ ‫رياح‬
‫وأعىت من ِ‬ ‫ِ‬
‫كن أصلب من األحداث ‪ْ ،‬‬ ‫ميكرون ‪ْ ،‬‬
‫هزاً ﴿ َولَتَ ِج َد َّن ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األعاص ِري ‪ ،‬وارمحتاه‬
‫األيام ّ‬
‫هتزهم ُ‬ ‫الضعيفة ‪ ،‬كم ُّ‬ ‫القلوب‬ ‫ألصحاب‬
‫الوعد يف ٍ‬
‫ثقة‬ ‫اهلل يف َم َد ٍد ‪ ،‬وعلى ِ‪/‬‬ ‫َّاس َعلَى حي ٍاة ﴾ ‪ ،‬وأما اُألباةُ فهم من ِ‬
‫ََ‬ ‫ص الن ِ‬ ‫َأح َر َ‬
‫ْ‬
‫الس ِكينَةَ َعلَْي ِه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫َأنز َل َّ‬
‫﴿ فَ َ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫ال تحطمك التوافهُ‬
‫أمر حقريٌ تافهٌ ال يُ ْذ َك ُر !! ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سبب مهِّه ٌ‬ ‫كم من مهموم ُ‬
‫رد عزاِئ َم ُه ْم ‪ .‬هذه أقواهُل م ‪ ﴿ :‬الَ‬‫انظر إىل املنافقني ‪ ،‬ما أسقط مهَ َم ُهم‪، /‬وما أبْ َ‬
‫ْح ِّر ﴾ ‪ ﴿ ،‬اْئ َذن لِّي َوالَ َت ْفتِنِّي ﴾ ‪ُ ﴿ ،‬بيُوَتنَا َع ْو َرةٌ ﴾ ‪ ﴿ ،‬نَ ْخ َ‬
‫شى َأن‬ ‫ِ ِ‬
‫تَنف ُرواْ في ال َ‬
‫تُ ِ‬
‫ص َيبنَا َدآِئَرةٌ ﴾ ‪َّ ﴿ ،‬ما َو َع َدنَا اللَّهُ َو َر ُسولُهُ ِإاَّل غُ ُروراً ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫النفوس ‪.‬‬ ‫لتعاسة ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه املعاطس يا‬ ‫خليبة ِ‬
‫يا ِ‬
‫مههم البطو ُن والصحو ُن والدو ُر والقصو ُر ‪ ،‬مل يرفعوا أبصارهم إىل مساء املثُ ِل‬
‫ُ‬ ‫أحد ِهم ُ ِ ِ ِ‬‫هم ِ‬
‫ومبلغ ع ْلمه ‪ :‬دابَّتهُ وثوبُهُ ونعلُهُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ،‬مل ينظروا أبداً إىل جنوم الفضائل ‪ُّ .‬‬
‫خالف‬
‫ٌ‬ ‫مهومهم‬
‫ْ‬ ‫سبب‬
‫الناس تراهم صباح مساء ُ‬‫من ِ‬ ‫اع ٍ‬
‫هائل َ‬ ‫وانظر لقطَّ ٍ‬
‫ومأدبتُهُ ‪ْ ،‬‬
‫موقف تافهٌ ‪ .‬هذه‬
‫ٌ‬ ‫كلمة ٍ‬
‫نابية ‪ ،‬أو‬ ‫القريب ‪ ،‬أو مساع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزوجة ‪ ،‬أو االب ِن ‪ ،‬أو‬ ‫مع‬
‫ُ‬
‫املقاصد العليا ما يشغلُهم ‪ ،‬ليس عندهم من‬ ‫ِ‬ ‫البش ِر ‪ ،‬ليس عندهم من‬ ‫ِ‬
‫مصائب هؤالء َ‬ ‫ُ‬
‫اجلليلة ما ميُأل وقتهم ‪ ،‬وق ْد قالوا ‪ :‬إذا خرج املاء من ِ‬
‫اإلناء مألهُ اهلواءُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االهتمامات‬
‫ُ‬
‫يستحق هذا اجلهد وهذا العناءَ ‪ ،‬ألنك‬ ‫ُ‬ ‫هل‬
‫وتغتم ‪ْ ،‬‬
‫هتتم له ُّ‬‫ففكر يف األم ِر الذي‪ُّ /‬‬ ‫إذاً ْ‬
‫ِ‬
‫الصفقة ‪،‬‬ ‫ود ِمك وراحتِك ووقتِك ‪ ،‬وهذا غُنْبٌ يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أعطيته من عقلك وحَلْمك َ‬
‫لكل شيء حداً معقوالً‬ ‫اجعل ِ‬ ‫النفس يقولون ‪ْ :‬‬ ‫وخسارةٌ هائلةٌ مثنُها خبس ‪ ،‬وعلماءُ ِ‬
‫ٌ‬
‫فأعط القضية‬‫‪ ،‬وأصدق من هذا قوله تعاىل ‪ ﴿ :‬قَ ْد جعل اللَّهُ لِ ُك ِّل َشي ٍء قَ ْدراً ﴾ ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ‬
‫وإياك والظلم والغُلَُّو ‪.‬‬
‫حجمها ووزهنا‪ /‬وق ْدرها َ‬ ‫ْ‬
‫بالبيعة فنالوا ِرضوان‪ِ /‬‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األبرار مههم حتت الشجرة الوفاءُ‬ ‫ُ‬ ‫هؤالء الصحابةُ‬
‫واملقت ‪,‬‬
‫ُ‬ ‫ورج ٌل معهم أمهَّه مجلُهُ حىت فاتهُ البي ُع فكان جزاءهُ احلرما ُن‬ ‫ُ‬
‫ت فَ ِرحاً‬
‫ذهبت عنك وعُ ْد َ‬
‫أن أكثر مهومك ْ‬
‫ِ‬ ‫فاطرح التوافِه واالشتغال هبا جت ْد َّ‬
‫ِ‬
‫مسروراً ‪.‬‬
‫*******************************‬
‫لك‬
‫قسم اهللُ َ‬
‫ارض بما َ‬
‫تكن أغنى ِ‬
‫الناس‬ ‫ْ‬
‫أكثر وهو ‪:‬‬
‫بعض معاين هذا السبب‪ /‬؛ لكنين أبسطُهُ هنا ليُفهم‪َ /‬‬‫مر فيما سبق ُ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬
‫عليك أن ت ْقنع مبا قُس َم لك من جس ٍم ومال وولد وسك ٍن وموهبة ‪ ،‬وهذا ُ‬
‫منطق‬ ‫َّ‬
‫أن َ‬
‫ِ‬ ‫إن غالب ِ‬ ‫ك و ُكن ِّمن َّ ِ‬
‫السلف وأكثر‬ ‫علماء‬ ‫ين ﴾ َّ َ‬ ‫الشاك ِر َ‬ ‫َ‬ ‫القرآن ﴿ فَ ُخ ْذ َما آَت ْيتُ َ َ‬
‫مراكب ‪،‬‬ ‫مساكن هبيةٌ ‪ ،‬وال‬ ‫ُأعطيات وال‬ ‫يكن لديهم‪/‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اجليل األول كانوا فقراء مل ْ‬
‫وجهوا ما‬
‫روا احلياة وأسعدوا‪ /‬أنفسهم‪ /‬واإلنسانية ‪ ،‬ألهنم‪ّ /‬‬
‫حشم ‪ ،‬ومع ذلك أثْ ُ‬
‫وال ٌ‬
‫الصحيح ‪َ ،‬فبُو ِر َك هلم يف أعما ِرهم وأوقاهِت م‪ /‬ومواهبهم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫آتاهم اهللُ من خ ٍري يف سبيلِ ِه‬
‫ُ‬
‫سبب‬ ‫ِ‬
‫واألوالد والنع ِ‪/‬م ‪،‬‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫املبارك َمٌأل ُأعطوا من‬
‫فكانت َ‬ ‫ْ‬ ‫األموال‬ ‫ُ‬ ‫الصنف‬
‫ُ‬ ‫ويقابل هذا‬
‫ُ‬
‫احلق وهذا برها ٌن‬ ‫واملنهج ِّ‬
‫ِ‬ ‫شقاِئهم وتعاستِهم ‪ ،‬ألهنم احنرفوا عن الفطر ِة السويَِّة‬
‫ٍ‬ ‫ساطع على أن األشياء ليست كل ٍ‬
‫انظر إىل من محل شهادات عامليَّةً لكنهُ‬ ‫ْ‬ ‫‪،‬‬ ‫شيء‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫ٌ‬
‫حمدود ‪ ،‬وق ْد‬ ‫علم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫نكرةٌ من النكرات يف عطائه وفهمه وأثره ‪ ،‬بينما آخرون عندهم ٌ‬
‫واإلصالح والعما ِر ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جعلوا منه هنراً دافقاً بالنف ِع‬
‫فارض بصورتِك اليت ركبَّك اهللُ فيها ‪ ،‬وارض‬ ‫َ‪/‬‬ ‫تريد السعادةُ‬ ‫إن كنت ُ‬
‫إن بعض املربّني‬ ‫فهمك ‪ ،‬ودخلِك ‪ ،‬بل َّ‬ ‫بوضعك األسري ‪ ،‬وصوتِك ‪ ،‬ومستوى ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه ودون ما‬ ‫بأقل ممَّا أنت ِ‬ ‫أبعد من ذلك فيقولون لك ‪ :‬ارض َّ‬ ‫الزهاد يذهبون إىل ِ‬ ‫ِ‬
‫أنت ِ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫حظوظه ُم الدنيوية ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫هاك قائمةً رائعةً مليئةً بالالمعني الذين خبسوا‬
‫مفلفل الشع ِر ‪.‬‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫أش‬
‫َ‬ ‫أفطس‬ ‫أسود‬ ‫موىل‬ ‫‪،‬‬ ‫عطاء بن رباح عامل الدنيا يف ِ‬
‫عهده‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫األحنف بن قيس ‪ ،‬حليم ِ‬
‫ب الظه ِر ‪،‬‬ ‫حنيف اجل ْس ِم ‪ْ ،‬‬
‫أح َد ُ‬ ‫العرب قاطبةً ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫أحىن الساقني ‪ ،‬ضعيف ِ‬
‫البنية ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ممزق‬
‫اليد ‪ُ ،‬‬ ‫ذات ِ‪/‬‬
‫ِّث الدنيا ‪ ،‬من املوايل ‪ ،‬ضعيف البص ِر ‪ ،‬فقري ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األعمش حمد ُ‬
‫ِ‬
‫واملنزل ‪.‬‬ ‫رث ِ‬
‫اهليئة‬ ‫ِ‬
‫الثياب ‪ُ ،‬‬
‫وسالمهُ عليهم ‪ ،‬كلٌّ منهم رعى الغنَ َ‪/‬م ‪،‬‬ ‫بل األنبياء الكرام صلوات ِ‬
‫اهلل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وخْي ُر‬
‫الناس َ‬‫داود َحدَّاداً ‪ ،‬وزكريا جناراً ‪ ،‬وإدريس خياطاً ‪ ،‬وهم صفوةُ ِ‬ ‫وكان ُ‬
‫البش ِر ‪.‬‬
‫إذاً فقيمتُك مواهبُك ‪ ،‬وعملُك الصاحلُ ‪ ،‬ونفعُك ‪ ،‬وخلقك ‪ ،‬فال تأس على‬
‫س ْمنَا َب ْيَن ُهم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ما فات من مجال أو مال أو عيال ‪ ،‬وارض بقسمة اهلل ﴿ نَ ْح ُن قَ َ‬
‫ْحيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا ﴾ ‪.‬‬ ‫َّم ِعي َ ِ‬
‫شَت ُه ْـم في ال َ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫واألرض‬ ‫السماوات‬
‫ُ‬ ‫عرضها‬ ‫ذ ّكر نفسك ٍ‬
‫بجنة ُ‬
‫ُ‬
‫خبست حقاً أو‬ ‫َ‬ ‫مرضت أو‬
‫َ‬ ‫حزنت أو‬
‫َ‬ ‫افتقرت أو‬
‫َ‬ ‫مجعت يف هذه الدا ِ‪/‬ر أو‬ ‫إ ْن َ‬
‫وعملت هلذا‬
‫َ‬ ‫فذكر نفسك بالنعي ِم ‪ ،‬إنك إن اعتقدت هذه العقيدة َ‬ ‫ذقت ظلماً ِّ‬
‫أرباح ‪ ،‬وبالياك إىل عطايا ‪ .‬إن أعقل ِ‬
‫الناس هم ُ‬ ‫َ‬ ‫خسائرك إىل ِ‬ ‫ُ‬ ‫حتولت‬
‫ْ‬ ‫املص ِري ‪،‬‬
‫وإن أمحق هذه اخلليقة هم الذين يرون َّ‬
‫أن‬ ‫الذين يعملون لآلخر ِة ألهنا خريٌ وأبقى ‪َّ ،‬‬
‫أجزع ِ‬
‫الناس عند‬ ‫َ‬ ‫فتجدهم‪/‬‬
‫ودارهم ومنتهى أمانيهم ‪َ ،‬‬ ‫قرارهم‪ُ /‬‬ ‫هذه الدنيا هي ُ‬
‫حياهتم الزهيدة احلقرية ‪ ،‬ال‬ ‫ألهنم ال يرون إالَّ‬
‫احلوادث ‪/ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عند‬
‫املصائب ‪ ،‬وأندهم َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الفانية ‪ ،‬ال يتفكرون يف غ ِريها وال يعملون لسواها‪ ، /‬فال‬ ‫هذه ِ‬ ‫ينظرون إالَّ إىل ِ‬
‫أهنم خلعوا حجاب‬ ‫فرحهم ‪ ،‬ولو ْ‬ ‫سرورهم وال يك ّدر عليهم ُ‬ ‫يريدون أن يع ّكر هلم ُ‬
‫اخللد ِ‬
‫ونعيمها‬ ‫اجلهل عن عيوهنِم حلدثوا أنفسهم بدا ِ‪/‬ر ِ‬ ‫الران عن قلوهبِ ْ‪/‬م ‪ ،‬وغطاء ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ودو ِرها وقصو ِرها‪ ، /‬ولسمعوا‪ /‬وأنصتوا خلطاب الوح ِي يف وصفها ‪ ،‬إهنا واهلل ُ‬
‫الدار‬
‫واجله َد ‪.‬‬
‫والكد ْ‬ ‫َّ‬ ‫تستحق االهتمام‬‫ُّ‬ ‫اليت‬
‫أهل اجلنة بأهنم ال ميرضون وال حيزنون وال ميوتون ‪،‬‬ ‫هل تأملنا طويالً وصف ِ‬
‫غرف يرى ظاهرها من باطنِها ‪ِ ،‬‬
‫وباطنُها من‬ ‫وال يفىن شبا م ‪ ،‬وال تبلى ثيا م ‪ ،‬يف ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هُب‬ ‫هُب‬
‫يسري‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫قلب‬ ‫على‬ ‫ر‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫خ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫مسعت‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫ُأ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫رأت‬ ‫عني‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫فيها‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ظاهره‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫اخليم ِة فيها ستون ميالً‬‫عام ال يقطعُها ‪ ،‬طول َّ‬ ‫أشجارها مائة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الراكب يف شجر ٍة من‬ ‫ُ‬
‫قصورها منيفةٌ ‪ ،‬قطوفُها دانيةٌ ‪ ،‬عيوهُن ا جاريةٌ ‪ُ ،‬سُر ُرها مرفوعةٌ ‪،‬‬ ‫أهنارها ُمطَِّردةٌ ُ‬
‫‪ُ ،‬‬
‫حبورها ‪،‬‬‫سرورها ‪ ،‬عظُم ُ‬ ‫أكواهُب ا موضوعةٌ ‪ ،‬منارقُها مصفوفَةٌ ‪ ،‬زرابيُّها‪ /‬مبثوثةٌ ‪ ،‬متَّ َ‬
‫تفكر ؟! ما لنا ال‬ ‫وص ُفها ‪ ،‬منتهى األماين فيها ‪ ،‬فأين عقولُنا ال ْ‬ ‫عرفُها ‪ ،‬عظُم ْ‬ ‫فاح ْ‬
‫نتدبَّْر ؟!‬
‫ولت َقَّر عيو ْن‬‫املصائب على املصابني ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫فلتخف‬
‫َّ‬ ‫إذا كان املصريُ إىل هذه الدا ِر ؛‬
‫قلوب املعدمني ‪.‬‬
‫املنكوبني ‪ ،‬ولتفرح ُ‬
‫بالفاقة ‪ ،‬املبتلون باملصائب ‪ ،‬اعملوا‬ ‫ِ‬ ‫فيها أيها املسحوقون‪ /‬بالفق ِر ‪ ،‬املنهكون‬
‫ِ‬
‫تقدست أمساُؤ ه ﴿ َسالَ ٌم َعلَْي ُكم بِ َما َ‬
‫صَب ْرتُ ْم‬ ‫ْ‬ ‫صاحلاً ؛ لتسكنوا‪ /‬جنة اهلل وجتاوروهُ‬
‫فَنِ ْع َم عُ ْقبَى َّ‬
‫الدا ِر ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫ك َج َعلْنَا ُك ْم َُّأمةً َو َسطاً ﴾‬ ‫ِ‬
‫﴿ َو َك َذل َ‬
‫ط‪،‬‬ ‫وشرعي ‪ ،‬ال غُلَُّو وال جفاءٌ ‪ ،‬ال إفرا ٌط وال تفري ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫عقلي‬
‫ب ٌّ‬ ‫العدل مطْلَ ٌ‬
‫ُ‬
‫وليكن عادالً يف رضاهُ‬ ‫ْ‬ ‫ط عواطفهُ ‪ ،‬واندفاعاتِِه ‪،‬‬ ‫ومن أراد السعادة ِ‬
‫فعليه أ ْن يضب َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫وح ْزنِِه ؛ ألن َّ‬ ‫ِ‬
‫ظلم‬
‫ط واملبالغةَ يف التعامل مع األحداث ٌ‬ ‫الشطَ َ‬ ‫وغضبِه ‪ ،‬وسرو ِر ِه ُ‬
‫القسط ‪،‬‬ ‫فإن الشرع نزل بامليزان واحلياةُ قامت على ِ‬ ‫سن الوسطيّةَ ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫أح َ‬ ‫للنفس ‪ ،‬وما ْ‬
‫تتضخ ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أتعب ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫طاوع هواه ‪ ،‬واستسلم لعواطفه وميوالته ‪ ،‬حينها ّ‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫الناس ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫األحقاد‬ ‫معارك ضاربةٌ من‬ ‫وتقوم يف قلبِه‬ ‫لم لديه الزوايا ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلوادث ‪ ،‬وتظ ُ‬
‫ُ‬ ‫عنده‬
‫يتصو ُر َّ‬
‫أن‬ ‫بعضهم‬ ‫إن‬ ‫حىت‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وخياالت‬ ‫والدخائل والضغائ ِن ‪ ،‬ألنه يعيش يف ٍ‬
‫أوهام‬ ‫ِ‬
‫ْ ّ‬ ‫ُ‬
‫أن الدنيا‬ ‫وساوسه َّ‬
‫ُ‬ ‫إلبادته ‪ ،‬ومُتْلِي عليه‬
‫ِ‬ ‫اآلخرين حيبكون مؤامر ًة‬
‫َ‬ ‫اجلميع ِضدَّهُ ‪َّ ،‬‬
‫وأن‬
‫ِ‬
‫اخلوف واهلِّم والغّ ِ‪/‬م ‪.‬‬ ‫سود من‬‫سحب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يعيش يف‬ ‫ِ‬
‫له باملرصاد فلذلك ُ‬
‫أناس مفلسون من‬ ‫ميارسه إالَّ ٌ‬ ‫رخيص طبعاً ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اإلرجاف ممنوعٌ شرعاً ‪،‬‬‫ُ‬ ‫إن‬
‫ص ْي َح ٍة َعلَْي ِه ْم ُه ُم ال َْع ُد ُّو ﴾ ‪.‬‬
‫سبُو َن ُك َّل َ‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫القي ِم احليَّة واملباد الربانيَّة﴿ يَ ْح َ‬
‫خياف ال يكو ُن ‪ ،‬ولك ْقب َل وقوع ما‬ ‫فأكثر ما ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫كرسي‬ ‫على‬ ‫ك‬ ‫قلب‬ ‫س‬ ‫أجلِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫نفسك على تقبُّل هذا األسوأ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االحتماالت ‪ ،‬مث توطِّن‬ ‫ِّر أسوأ‬
‫ختاف وقوعه أن تقد َ‬‫ُ‬
‫ث َفيَْب َقى ‪.‬‬
‫قبل أ ْن َي َق َع احلَ َد ُ‬ ‫القلب‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫متز‬ ‫اليت‬ ‫نات اجلائر ِ‬
‫ة‬ ‫التكه ِ‬
‫حينها تنجو من ُّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫تضخم األحداث‬ ‫حجمهُ ‪ ،‬وال ِّ‬ ‫فيا أيُّها العاقل النَّابه ‪ِ :‬‬
‫كل شيء َ‬ ‫أعط َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫هوناً‬
‫والبغض يف احلديث ‪ (( :‬أحبب حبيبَك ْ‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫واعدل‬
‫ْ‬ ‫واملواقف والقضايا ‪ ،‬بل اقتص ْ‪/‬د‬
‫َ‬
‫هوناً ما ‪ ،‬فعسى أن‬ ‫ك يوماً ما ‪ ،‬وأبغض بغيضك ْ‬ ‫ضَ‬‫ما ‪ ،‬فعسى أن يكون بغي َ‬
‫َّ ِ‬
‫اد ْيتُم ِّم ْن ُهم‬ ‫سى اللَّهُ َأن يَ ْج َع َل َب ْينَ ُك ْم َو َب ْي َن الذ َ‬
‫ين َع َ‬ ‫حبيبك يوماً ما )) ﴿ َع َ‬
‫َ‬ ‫يكون‬
‫يم﴾‪.‬‬ ‫َّمو َّدةً واللَّه قَ ِدير واللَّه غَ ُف ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫َ َ ُ ٌ َ ُ ٌ‬
‫إن كثرياً‪ /‬من التخويفات واألراجيف ال حقيقة هلا ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫*********************************‬
‫الحز ُن ليس مطلوباً شرعاً ‪ ،‬وال مقصوداً أصالً‬
‫منهي عنهُ قوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬والَ تَ ِهنُوا َوالَ تَ ْح َزنُوا ﴾ ‪ .‬وقولِه ‪َ ﴿ :‬والَ‬ ‫فاحلز ُن ٌّ‬
‫واملنفي‬
‫ُّ‬ ‫تَ ْح َز ْن َعلَْي ِه ْم ﴾ يف غرْيِ موض ٍ‪/‬ع ‪ .‬وقوله ‪ ﴿ :‬الَ تَ ْح َز ْن ِإ َّن اللّهَ َم َعنَا ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫الطلب ‪،‬‬ ‫مخود جل ْذ َو ِة‬
‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن ﴾ ‪ .‬فاحلز ُن ٌ‬ ‫كقوله ‪ ﴿ :‬فَالَ َخ ْو ٌ‬
‫تشل جسم ِ‬
‫احلياة ‪.‬‬ ‫ى‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النفس‬ ‫يف‬ ‫وبرود‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫اهلم ِ‬
‫لروح َّ‬‫ود ِ‬
‫َْ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫مُح‬ ‫ٌ‬ ‫ومُه ٌ‬
‫وأحب‬
‫ُّ‬ ‫ف غري ُم َسرّي ‪ ،‬وال مصلحة فيه للقلب ‪،‬‬ ‫وسر ذلك ‪ :‬أن احلزن ُم َوقِّ ٌ‬ ‫ُّ‬
‫شيء إىل الشيطان ‪ :‬أن حُيْ ِزن العبد ليقطعهُ عن س ِريه ‪ ،‬ويوقفه عن سلوكِه ‪ ،‬قال اهلل‬ ‫ٍ‬
‫النيب ‪ (( : ‬أن‬ ‫َّ ِ‬ ‫تعاىل ‪ِ ﴿:‬إنَّما النَّجوى ِمن َّ ِ ِ‬
‫آمنُوا ﴾ ‪ .‬وهنى ُّ‬ ‫ين َ‬ ‫الش ْيطَان ليَ ْح ُز َن الذ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مطلوب‬ ‫وح ْز ُن املؤم ِن ْ‬
‫غي ُر‬ ‫ناجى اثنان منهم دون الثالث ‪ ،‬ألن ذلك يُ ْح ِزنُه )) ‪ُ .‬‬ ‫َيتَ َ‬
‫ِ‬
‫بالوسائل‬ ‫يصيب النفس ‪ ،‬وقد ومغالبتُه‬ ‫مرغوب فيه ألنَّهُ من األذى الذي‪/‬‬ ‫ٍ‬ ‫وال‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫املشروعة ‪.‬‬
‫النيب ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مبطلوب ‪ ،‬وال مقصود ‪ ،‬وال فيه فائدةٌ ‪ ،‬وقد استعاذ منه ُّ‬ ‫فاحلز ُن ليس‬
‫والفر ُق ‪ ،‬وإ ّن‬ ‫ِ‬
‫اهلم ‪ْ ،‬‬ ‫قرين ِّ‬ ‫الهم والحزن )) فهو ُ‬ ‫اللهم إني أعوذُ بك من ِّ‬ ‫فقال ‪َّ (( :‬‬
‫للقلب عن الس ِري ‪ ،‬مفتِّر ِ‬
‫للعزم ‪.‬‬ ‫ُ ٌ‬
‫ف ِ‬ ‫كان ملا مضى أورثه احلُْز َن ‪ ،‬وكالمها مضعِ ٌ‬
‫للروح ‪ ،‬يورثُها‬‫مصل سامٌّ ِ‬ ‫وتنغيص ِ‬ ‫ِ‬
‫للعيش ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫للحياة‬ ‫تكدير‬
‫واحلز ُن ٌ‬
‫اجلمال ‪ ،‬فتهوي‪ /‬عند‬ ‫ِ‬ ‫قامت متذبِّ ٍل أمام‬ ‫ٍ‬
‫بوجوم ٍ‬ ‫واحليَرة ‪ ،‬ويصيبُها‬ ‫الفتور َّ‬
‫والنك َ‪/‬د ْ‬
‫كأس الشؤم‪ /‬واحلسر ِة واأل ِمل ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلُ ْس ِن ‪ ،‬وتنطفُئ عند مباهج احلياة ‪ ،‬فتحتسي َ‬
‫يقول أهل ِ‬
‫اجلنة إذا‬ ‫ُ‬ ‫‪/‬‬
‫ا‬ ‫وهلذ‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬‫‪/‬‬
‫ِ‬ ‫الواق‬ ‫ِ‬
‫حبسب‬ ‫ضروري‬ ‫ه‬‫ولكن نزول منزلتِ ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ ِ َّ ِ‬
‫أهنم كان‬ ‫ُّ‬
‫ْح َز َن ﴾ فهذا‪ /‬يدل على ْ‬ ‫ب َعنَّا ال َ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الذي َأ ْذ َه َ‬ ‫دخلوها ‪﴿ :‬ال َ‬
‫املصائب اليت جتري عليهم بغ ِري‬ ‫ِ‬ ‫سائر‬
‫يصيبهم ُ‬ ‫ُ‬ ‫يصيبُهم يف الدنيا‪ /‬احلز ُن ‪ ،‬كما‬
‫سبيل‬ ‫ِ‬ ‫حل احلُْز ُن وليس ِ‬ ‫اختيا ِرهم ‪ .‬فإذا َّ‬
‫للنفس فيه حيلةٌ ‪ ،‬وليس هلا يف استجالبه ٌ‬
‫العبد أ ْن يدافعه إذا نزل‬ ‫املصائب فعلى ِ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫فهي مأجورةٌ على ما أصاهبا ؛ ألنه ْنوعٌ من‬
‫بطرده ‪.‬‬‫الكفيلة ِ‬‫ِ‬ ‫والوسائل احليَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باألدعية‬
‫ْت الَ ِ‬
‫َأج ُد َما‬ ‫ين ِإذَا َما َأَت ْو َك لِتَ ْح ِملَ ُه ْم ُقل َ‬ ‫َّ ِ‬
‫وأما قوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬والَ َعلَى الذ َ‬
‫الد ْم ِع َح َزناً َأالَّ يَ ِج ُدواْ َما يُ ِنف ُقو َن ﴾ ‪.‬‬‫يض ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأح ِملُ ُك ْم َعلَْيه َت َولَّواْ َّوَأ ْع ُي ُن ُه ْـم تَف ُ‬
‫ْ‬
‫دل عليه احلز ُن من ِ‬
‫قوة‬ ‫احلزن ‪ ،‬وإمنا ُمدحوا على ما َّ‬ ‫نفس ِ‬ ‫فلم مُي دحوا على ِ‬ ‫ْ‬
‫تعريض باملنافقني‬ ‫النفقة ِ‬
‫ففيه‬ ‫اهلل ‪ ‬لِعج ِزهم عن ِ‬ ‫رسول ِ‬ ‫إمياهِن م ‪ ،‬حيث ختلَّفوا عن ِ‬
‫ٌ‬
‫الذين مل حيزنوا على ختلُّفهم ‪ ،‬بل َغبَطُوا نفوسهم به ‪.‬‬
‫طاعة ‪ ،‬أو‬ ‫وقوع ِه – وهو ما كان سببه فوت ٍ‬ ‫فإن احلزن احملمود إ ْن مُحِ َد بع َد ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ‬
‫وتفريط ِه يف َجْن ِ‬
‫ِ‬ ‫العبد على تقص ِري ِه مع ربّه‬ ‫فإن حز َن ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب مواله ‪:‬‬ ‫وقوع معصية – َّ ُ ْ‬
‫حياته وقبُولِِه اهلدايةَ ‪ ،‬ونو ِر ِه واهتداِئِه ‪.‬‬ ‫دليل على ِ‬
‫ٌ‬
‫هم وال نصب‬ ‫يصيب المؤمن من ِّ‬ ‫الصحيح ‪ (( :‬ما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫أما قولُه ‪ ‬يف‬
‫ُ‬
‫يدل على أنه مصيبةٌ من ِ‬
‫اهلل‬ ‫وال حزن ‪ ،‬إالَّ كفر اهللُ به من خطاياه )) ‪ .‬فهذا‪ُّ /‬‬
‫مقام ينبغي طلبُه‬ ‫يدل على أنه ٌ‬ ‫العب َد ‪ ،‬يك ّفر هبا من سيئاتِه ‪ ،‬وال ُّ‬ ‫يصيب هبا ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الشارع‬ ‫ويظن أنهُ عبادة ‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫للعبد أن يطلب احلزن ويستدعيّه ُّ‬ ‫واستيطانُه ‪ ،‬فليس ِ‬
‫َ‬
‫لعباد ِه ‪ ،‬ولو كان هذا صحيحاً لََقطَ َع‬ ‫حث عليه ‪ ،‬أو َأمر به ‪ ،‬أو ر ِضيه ‪ ،‬أو َشرعه ِ‬ ‫َّ‬
‫َ َُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ََ‬
‫باسم ‪ ،‬وقلبُه‬ ‫ه‬ ‫ووجه‬ ‫ِح‬‫ر‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫وصدر‬ ‫كيف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫باهلموم‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫وص‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫باألحزان‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬حياتَهُ‬
‫متواصل السرو ِ‪/‬ر ؟! ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫راض ‪ ،‬وهو‬ ‫ٍ‬
‫متواصل‬ ‫كان‬ ‫أنه‬
‫ُ‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫النيب‬ ‫حديث هْن ِد بن أيب هالة ‪ ،‬يف ِ‬
‫صفة‬ ‫ُ‬ ‫وأما‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ف ‪ ،‬وهو خالف واقعِ ِه‬ ‫عر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪ ،‬ويف إسناده من ال يُ َ‬ ‫فحديث ال يثبُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫األحزان )) ‪،‬‬
‫وحالِِه ‪. ‬‬
‫احلزن على الدنيا‪/‬‬ ‫األحزان ‪ ،‬وقد صانَه اهلل عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫متواصل‬ ‫وكيف يكو ُن‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫تأخَر ؟!‬ ‫احلزن على الكفا ِ‪/‬ر ‪ ،‬و َغ َفَر له ما تقدَّم من ذنبِ ِه وما َّ‬ ‫وأسباهبا ‪ ،‬وهناه عن ِ‬
‫ُ‬
‫يأتيه احلز ُن ؟! وكيف يصل إىل قلبِ ِه ؟! ومن أي الطرق ينساب إىل ِ‬
‫فؤاد ِه ‪،‬‬ ‫فمن أين ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫مطمئن بوعد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معمور ِّ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫الربانية ‪،‬‬ ‫اض باهلداية‬ ‫بالذك ِر ‪ ،‬ريّا ٌن باالستقامة ‪ ،‬فيّ ٌ‬ ‫ٌ‪/‬‬ ‫وهو‬
‫الس ِّن ‪ ،‬كما يف صفته‬ ‫دائم البِ ْش ِر ‪ ،‬ضحوك ِّ‬ ‫ِ‬
‫بل كا َن َ‬ ‫راض بأحكامه وأفعاله ؟! ْ‬
‫غاص يف أخبار ِه ودقَّ َق يف‬ ‫ومن َ‬ ‫(( الضَّحوك القتَّال )) ‪ ،‬صلوات اهلل وسالمه عليه ‪َ .‬‬
‫ض ال َقلَ ِق ِّ‬
‫واهلم‬ ‫ودح ِ‬ ‫إلزهاق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الباطل ْ‬ ‫ف أنه جاءَ‬ ‫أيام ْه ‪َ ،‬عَر َ‬‫واستَ ْجلَى َ‬ ‫أعماق حياته ْ‬
‫والشكوك والش ِّْر ِ‪/‬ك واحلَْيَر ِة‬
‫ِ‬ ‫النفوس من استعما ِ‪/‬ر الشُّبَ ِه‬
‫ِ‬ ‫والغم واحلُْز ِن ‪ ،‬وحتري ِر‬
‫ِّ‬
‫كم له على البَ َش ِر من ِمنَ ٍن ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واالضطراب ‪ ،‬وإنقاذها من مهاوي املهالك ‪ ،‬فلله ْ‬
‫إسناده ‪،‬‬
‫كل قلب حزين )) فال يُعرف ُ‬ ‫يحب َّ‬ ‫املروي ‪ (( :‬إن اهلل ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫وأما اخلربُ‬
‫وال َمن رواه وال نعلم ِص َّحتَهُ ‪ .‬وكيف يكو ُن هذا صحيحاً ‪ ،‬وقد جاءت امللَّةُ‬
‫ِ‬
‫املصائب اليت‬ ‫ض ِه؟! وعلى تقدي ِر صحتِ ِه ‪ :‬فاحلز ُن مصيبةٌ من‬ ‫خبالفِ ِه ‪ ،‬والشرع بن ْق ِ‬
‫ُ‬
‫صربه على بالِئِه ‪ .‬والذين‬ ‫أحب َ‬ ‫عليه َّ‬ ‫العبد فصري ِ‬
‫يبتلي اهللُ هبا َعْب َدهُ ‪ ،‬فإذا ابتُلي به ُ َ‬
‫الشرع األمر به وحتبيذهُ ؛ أخطؤوا يف ذلك ؛‬ ‫ِ‬ ‫مدحوا احلز َن وأشادوا ِبه ونسبُوا‪ /‬إىل‬
‫ِ‬ ‫برمحة ِ‬
‫الفرح ِ‬
‫وبفضله ‪ ،‬ومبا‬ ‫اهلل تعاىل‬ ‫واألمر بضدِّه ‪ ،‬من ِ‬ ‫ُ‬ ‫النهي عنهُ ‪،‬‬‫بل ما ورد إالَّ َّ‬ ‫ْ‬
‫املبارك الذي‬‫ِ‬ ‫واالنشراح هبذا‪ /‬اخل ِري‬
‫ِ‬ ‫هبداية ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫اهلل ‪ ، ‬والسرو ِر ِ‬ ‫رسول ِ‬ ‫أنزل على ِ‬
‫ِ‬
‫األولياء ‪.‬‬ ‫السماء على ِ‬
‫قلوب‬ ‫ِ‬ ‫َنَز َل من‬
‫ب في ق ْلبِ ِه نائحةً ‪ ،‬وإذا‬ ‫صَ‬ ‫أحب اهللُ عبداً نَ َ‬ ‫اآلخ ُر ‪ (( :‬إذا َّ‬ ‫وأما األثَ ُر َ‬
‫إسرائيلي ‪ ،‬قيل ‪ :‬إنه يف التوراة ‪ .‬وله‬ ‫ٌّ‬ ‫جعل في قلبه ِم ْزماراً )) ‪ .‬فأثر‬ ‫أبغض عبداً َ‬
‫ذنوبه ‪ ،‬والفاجر ٍ‬ ‫فإن املؤمن حزين على ِ‬ ‫صحيح ‪َّ ،‬‬
‫العب ‪ ،‬مرتمِّنٌ فَر ٌ‬
‫ِح ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫اله‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫معىن‬
‫اخلريات ‪ ،‬وقصروا ِ‬
‫فيه‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫الصاحلني فإمنا هو ملِا فاَت ُهم من‬
‫َ‬ ‫وإذا حصل كسر يف ِ‬
‫قلوب‬ ‫َ َ ٌْ‬
‫صاة ‪ ،‬فإنَّهُ على‬ ‫حزن الع ِ‬ ‫السيئات ‪ .‬خالف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الدرجات ‪ ،‬وارتكبوهُ من‬ ‫ِ‬ ‫بلوغ‬
‫من ِ‬
‫ُ‬
‫وغم ُه ْم وحزنُ ُه ْم هلا ‪،‬‬ ‫فهم ُه ْم ُّ‬‫وأغراضها ‪ُّ ،‬‬‫ِ‬ ‫فوت الدنيا‪ /‬وشهواهِت ا ومالذِّها ومكاسبِها‬ ‫ِ‬
‫ومن أجلِها ويف سبيلِها ‪.‬‬
‫ْح ْز ِن َف ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫وأما قولُه تعاىل عن نبيِّ ِه إسرائيل ‪َ ﴿ :‬و ْابيَض ْ‬
‫َّت َع ْينَاهُ م َن ال ُ‬ ‫))‬ ‫((‬

‫لد ِه وحبيبِ ِه ‪ ،‬وأنه ابتالهُ بذلك كما‬ ‫حاله مبصابِه بف ْق ِد ِو ِ‬


‫َك ِظيم ﴾ ‪ :‬فهو إخبار عن ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫استحسان ه وال‬ ‫ِ‬ ‫يدل على‬ ‫الشيء ال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ابتالهُ بالتفريق بينَهُ وبينَهُ ‪ .‬وجمرد اإلخبا ِر عن‬
‫باهلل من ِ‬
‫احلزن ‪ ،‬فإنَّهُ َس َحابَةٌ‬ ‫احلث عليه ‪ ،‬بل أمرنا أ ْن نستعي َذ ِ‬ ‫على األم ِر به وال ِّ‬
‫طريق السائ ِر إىل معايل األمور‪. /‬‬ ‫وعائق يف ِ‬ ‫طويل ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ثقيلةٌ وليل جامثٌ ٌ‬
‫اجلربي‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫حممود ‪ ،‬إال أبا عثمان‬ ‫أن ُح ْز َن الدنيا َغْي ُر‬ ‫ِ‬
‫السلوك على َّ‬ ‫أرباب‬ ‫وأمجع‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫يكن ِ‬ ‫قال ‪ :‬احلز ُن ِّ ٍ‬
‫معصية ‪.‬‬ ‫بسبب‬ ‫بكل وجه فضيلةٌ ‪ ،‬وزيادةٌ للمؤم ِن ‪ ،‬ما ملْ ْ‬ ‫‪ ،‬فإنهُ َ‬
‫وجب متحيصاً ‪.‬‬ ‫وجب ختصيصاً ‪ ،‬فإنه يُ ُ‬ ‫قال ‪ :‬ألنهُ إن مل يُ ْ‬
‫وأما أنهُ من‬ ‫واهلم والغَ ِّم َّ‬ ‫مبنزلة ِ‬
‫املرض ِّ‬ ‫اهلل ‪ِ ،‬‬ ‫قال ‪ :‬ال ريب أنه حمنةٌ وبالء من ِ‬ ‫فيُ ُ‬
‫ٌ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫الطريق ‪ ،‬فال ‪.‬‬ ‫منا ِز ِل‬
‫وسؤال ِ‬
‫اهلل احليا َة الطيبةَ والعيشةَ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫االنشراح ‪،‬‬
‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫واستدعاء‬ ‫فعليك جبلب السرو ِ‪/‬ر‬‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعضهم ‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫قال ُ‬ ‫عم عاجلة ‪ ،‬حىت َ‬ ‫الرضيَّة ‪ ،‬وصفاءَ اخلاط ِر ‪ ،‬ورحابة البال ‪ ،‬فإهنا ن ٌ‬
‫يدخل جنةَ اآلخر ِة ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫من مل يدخلها مل‬ ‫يف الدنيا‪ /‬جنةً ‪ْ ،‬‬
‫لصراط ِه‬
‫ِ‬ ‫ني ‪ ،‬ويهدي قلوبنا‬ ‫املسؤول و ْح َد ْه أن يشرح صدورنا‪ /‬بنو ِر اليق ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫واهلل‬
‫ك والضيِّ ِق ‪.‬‬ ‫الضْن ِ‬ ‫املستقي ِم ‪ ،‬وأ ْن ينقذنا من ِ‬
‫حياة َّ‬
‫********************************‬

‫وقفــة‬
‫واهلم‬
‫ب ِّ‬ ‫ادق ‪ .‬فإنهُ لِ ِ‬
‫كشف ال ُكر ِ‬ ‫احلار الص ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وإياك هبذا الدعاء ِّ ّ‬‫حنن َ‬ ‫هنتف ُ‬‫هيَّا ْ‬
‫ِ‬
‫العظيم ‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫العرش‬ ‫رب‬
‫العظيم الحليم ‪ ،‬ال إله إال اهللُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫واحلزن ‪ (( :‬ال إلهَ إال اهللُ‬
‫قيوم ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حي يا ُ‬‫الكريم ‪ ،‬يا ٌّ‬ ‫العرش‬ ‫ورب‬
‫األرض ُّ‬ ‫ورب‬
‫السموات ُّ‬ ‫رب‬
‫إله إال اهللُ ُّ‬
‫أستغيث )) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أنت برحمتك‬ ‫إله إال َ‬
‫وأصلح لي‬ ‫طرفَةَ َع ْي ِن ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫رحمتك أرجو ‪ ،‬فال تكلْني إلى نفسي ْ‬
‫َ‬ ‫اللهم‬
‫(( َّ‬
‫شأني كلَّه ‪ ،‬ال إله إال َ‬
‫أنت )) ‪.‬‬ ‫َ‬
‫وأتوب إليه )) ‪.‬‬
‫َ‬ ‫القيوم‬
‫َ‬ ‫الحي‬
‫استغفر اهلل الذي ال إله إال هو َّ‬
‫ُ‬ ‫((‬
‫كنت من الظالمين )) ‪.‬‬ ‫((ال إله إال أنت سبحانك إني ُ‬
‫في‬
‫ماض َّ‬‫بيدك ‪ٍ ،‬‬‫عبدك ‪ ،‬ابن أمتِك ‪ ،‬ناصيتي ِ‬ ‫اللهم إني عب ُد ًك ‪ ،‬ابن ِ‬
‫(( َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سميت به نفسك ‪ ،‬أو‬ ‫اسم هو لك َّ‬‫بكل ٍ‬‫في قضاُؤ ك ‪ ،‬أسألك ِّ‬ ‫ك ‪ ،‬ع ْد ٌل َّ‬‫حكم َ‬
‫ُ‬
‫علم ِ‬
‫الغيب‬ ‫كتابك ‪ ،‬أو علَّمتهُ أحداً من خلقك ‪ ،‬أو استأثرت به في ِ‬ ‫َ‬ ‫أنزلتهُ في‬
‫همي ‪ ،‬وجالء‬
‫عندك ‪ ،‬أ ْن تجعل القرآن ربيع قلبي ‪ ،‬ونور صدري ‪ ،‬وذهاب ِّ‬
‫َ‬
‫حزني )) ‪.‬‬
‫س ِل ‪ ،‬والبُ ْخ ِل‬ ‫ِ‬
‫والع ْجز وال َك َ‬
‫الهم والحزن ‪َ ،‬‬
‫اللهم إني أعوذُ بك من ِّ‬ ‫(( َّ‬
‫الر ِ‬
‫جال )) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وغلبة ِّ‬ ‫والج ْب ِن ‪ ،‬وضل ِع الديْ ِن‬
‫ُ‬
‫الوكيل )) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫(( حسبنا اهللُ ونعم‬
‫************************************‬
‫ابتسم‬
‫ْ‬
‫فرح‬ ‫ِ‬
‫لألحزان ‪ ،‬وله قوةٌ عجيبةٌ يف ِ‬ ‫ومره ٌم‬ ‫ِ‬ ‫الض ِ‬
‫املعتدل ب ْل َس ٌم للهموم َ‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫َّح ُ‬
‫ب ‪ ،‬حىت قال أبو الدرداء‪ – /‬رضي اهللُ عنه ‪ : -‬إين ألضحك‬ ‫الروح ‪ ،‬وج ِ‬
‫ذل الق ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫يضحك أحياناً حىت تبدو نواج ُذه ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أكرم الناس ‪‬‬
‫حىت يكو َن إمجاماً لقليب ‪ .‬وكان ُ‬
‫النفس ودواِئها ‪.‬‬
‫بداء ِ‬ ‫البصراء ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقالء‬ ‫ضحك‬ ‫وهذا‬
‫ُ‬
‫ضحك بال‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫االنبساط ‪ .‬ولكنه‬ ‫ِ‬
‫الراحة وهنايةُ‬ ‫االنشراح وقِ َّمةُ‬
‫ِ‬ ‫والضحك ِذروةُ‬
‫التوسط‪/‬‬
‫القلب )) ‪ .‬ولكنه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫إسراف ‪ (( :‬ال تُكث ِر الضحك ‪َّ ،‬‬
‫يت َ‬ ‫فإن كثرةَ الضحك مُت ُ‬
‫احكاً ِّمن َق ْولِ َها ﴾ ‪ .‬ومن‬ ‫ضِ‬ ‫س َم َ‬ ‫وجه أخيك صدقةٌ )) ‪َ ﴿ ،‬فتَبَ َّ‬ ‫وتبسمك يف ِ‬‫‪ُّ (( :‬‬
‫ض َح ُكو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫آمنُواْ ِم َن الْ ُك َّفا ِر يَ ْ‬‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫الضحك ‪ ﴿ :‬فَالَْي ْو َم الذ َ‬
‫ُ‬ ‫أهل ِ‬
‫اجلنة‬ ‫نعي ِم ِ‬
‫ِ‬
‫وجودة‬ ‫سعة ِ‬
‫النفس‬ ‫الس ِّن ‪ ،‬وجتعلُه دليالً على ِ‬ ‫ضحوك ِّ‬ ‫متدح‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫العرب ُ‬
‫ُ‬ ‫وكانت‬
‫ونداوة اخلاط ِر ‪.‬‬‫ِ‬ ‫وكرم السجايا ‪،‬‬ ‫وسخاوة الطب ِع ‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الكف ‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وقال زهريٌ يف (( َه ِرم )) ‪:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫تراهُ إذا ما جئتَهُ متهلِّالً‬
‫كأنك تعطيه الذي‪ /‬أنت سائلهُ‬
‫َ‬
‫ِ‪/‬‬
‫العقائد والعبادات‬ ‫ِ‬
‫واالعتدال يف‬ ‫ِ‬
‫الوسطية‬ ‫ين على‬
‫اإلسالم بُ َ‬
‫َ‬ ‫واحلقيقةُ َّ‬
‫أن‬
‫خميف قامتٌ ‪ ،‬وال قهقهةٌ مستمرةٌ عابثةٌ لكنه ٌّ‬
‫جد‬ ‫عبوس ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألخالق والسلوك ‪ ،‬فال ٌ‬
‫روح ٍ‬
‫واثقة ‪.‬‬ ‫وخفةُ ٍ‬ ‫وقور ‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬
‫يقول أبو متام ‪:‬‬

‫املتأم ِل‬
‫كوكب ِّ‬‫ُ‬ ‫املؤم ِل‬
‫صبح ِّ‬‫ُ‬ ‫علي إنهُ‬
‫نفسي فداءُ أيب ِّ‬
‫ويهزل عيش من مل ِ‬
‫يهزل‬ ‫ُ ُ‬ ‫ينضو‬
‫ُ‬ ‫جيم اجل ّد أحياناً وق ْد‬‫فَ ِكهٌ ُّ‬
‫وتعك ِر‬ ‫ِ‬
‫وغليان اخلاط ِر ‪ُّ ،‬‬ ‫تذم ِر ِ‬
‫النفس ‪،‬‬ ‫الوجه والعبوس عالمةٌ على ُّ‬ ‫إن انقباض ِ‬
‫َ‬
‫س َر ﴾ ‪.‬‬ ‫س َوبَ َ‬
‫املزاج ﴿ثُ َّم َعبَ َ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫بوجه طلْق » ‪.‬‬ ‫* « ولو أن تلقى أخاك‬
‫ض الخاط ِر » ‪(( :‬ليس املبتسمون للحياة َ‬
‫أسعد‬ ‫يقول أمحد أمني يف « ْفي ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫للمسؤولية ‪،‬‬ ‫وأكثر احتماالً‬ ‫أقدر على ِ‬ ‫ِِ‬
‫العمل ‪ُ ،‬‬ ‫بل هم كذلك ُ‬ ‫حاالً ألنفسه ْم فقط ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشدائد ومعاجلة الصعاب ‪ ،‬واإلتيان بعظائ ِم األمو ِ‪/‬ر اليت ُ‬
‫تنفعه ْم‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫ملواجهة‬ ‫وأصلح‬
‫ُ‬
‫وتنفع الناس ‪.‬‬‫ُ‬
‫راضية ٍ‬
‫بامسة ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫منصب خط ٍري ‪ ،‬وبني ٍ‬
‫نفس‬ ‫ٍ‬ ‫مال كث ٍري أو‬ ‫ت بني ٍ‬ ‫لو ُخرِّي ُ‬
‫كل‬
‫النفس ؟! وما ُّ‬‫انقباض ِ‬‫ِ‬ ‫املنصب مع‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العبوس ؟! وما‬ ‫املال مع‬
‫الخرتت الثانيةَ ‪ ،‬فما ُ‬ ‫ُ‬
‫مجال‬
‫حبيب؟! وما ُ‬ ‫احلياة إذا كان صاحبُه ضيِّقاً حرجاً كأنه عائ ٌد من جنازة ٍ‬ ‫ما يف ِ‬
‫ألف مر ٍة – زوجةٌ مل تبل ْغ‬ ‫وقلبت بيتها جحيماً ؟! خلريٌ منها – َ‬ ‫ْ‬ ‫عبست‬
‫ْ‬ ‫الزوجة إذا‬
‫وجعلت بيتها جنَّةً ‪.‬‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫اجلمال‬ ‫مبلغها يف‬
‫ِ‬
‫اإلنسان من‬ ‫كانت منبعثةً مما يعرتي طبيعة‬ ‫وال قيمةَ للبسمةَ الظاهر ِة إال إذا ْ‬
‫والنجوم والطيو ُر‬ ‫شذوذ ‪ ،‬فالزهر ِ‬
‫ُ‬ ‫والغابات بامسةٌ ‪ ،‬والبحا ُر واألهنا ُر والسماءُ‬ ‫ُ‬ ‫باس ٌم‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وأنانية‬ ‫وشر‬
‫يعرض له من طم ٍع ٍّ‬ ‫كلُّها بامسةٌ ‪ .‬وكان اإلنسا ُن ِ‬
‫بطبعه بامساً لوال ما‬
‫ُ‬
‫اجل هذا ال‬ ‫ومن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جتعلُهُ عابساً ‪ ،‬فكان بذلك نشازاً يف نغمات الطبيعة املنسجعة ‪ْ ،‬‬
‫إنسان يرى‬‫فكل ٍ‬ ‫نفسه ‪ ،‬وال يرى احلقيقةَ من تدنَّس قلبُه ‪ُّ ،‬‬ ‫عبست ُ‬ ‫ْ‬ ‫يرى اجلمال من‬
‫والفكر نظيفاً‬ ‫العمل طيباً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الدنيا من خالل عمله وف ْكره وبواعثه ‪ ،‬فإذا كان ُ‬
‫منظاره الذي‪ /‬يرى به الدنيا‪ /‬نقياً ‪ ،‬فرأى الدنيا‪ /‬مجيلةً كما‬ ‫والبواعث طاهرةً ‪ ،‬كان ُ‬ ‫ُ‬
‫كل شيء أسود مغبشاً‪.‬‬ ‫زجاجه ‪ ،‬فرأى َّ‬ ‫ُ‬ ‫واسود‬
‫َّ‬ ‫منظاره‪،‬‬
‫ش ُ‬ ‫لقت ‪ ،‬وإالَّ تغبَّ َ‬ ‫ُخ ْ‬
‫ونفوس تستطيع أن‬ ‫ٌ‬ ‫كل شيء شقاًء ‪،‬‬ ‫تستطيع أن تصنع من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫نفوس‬
‫هناك ٌ‬
‫تقع عينُها إال على اخلطأ ‪،‬‬ ‫شيء سعاد ًة ‪ ،‬هناك املرأةُ يف ِ‪/‬‬ ‫تصنع من كل ٍ‬
‫البيت ال ُ‬ ‫ِّ‬
‫الطعام زاد الطاهي يف ِم ْل ِحه ‪ ،‬أو‬ ‫ألن طبقاً ُك ِسر ‪ ،‬وألن نوعاً من ِ‬ ‫أسود ‪َّ ،‬‬ ‫فاليوم ُ‬ ‫ُ‬
‫السباب إىل‬ ‫وتسب ‪ ،‬ويتعدَّى‬ ‫فتهيج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫عثرت على قطعة من الورق يف احلجرة ‪ُ ،‬‬ ‫ألهنا ْ‬
‫نفسه وعلى‬ ‫البيت ‪ ،‬وإذا هو شعلةٌ من نا ِر ‪ ،‬وهناك رجل ينغِّص على ِ‬ ‫من يف ِ‪/‬‬
‫ٌ ُ‬ ‫كل ْ‬ ‫ِّ‬
‫يؤوهلا تأويالً سيِّئاً ‪ ،‬أو ِمن ٍ ِ‬
‫حدث له ‪،‬‬ ‫عمل تاف ٍه َ‬ ‫ْ‬ ‫كلمة يسمعُها أو ِّ‬ ‫من حوله ‪ِ ،‬من ٍ‬
‫َْ‬
‫حيدث ‪ ،‬أو حنو‬ ‫ينتظره فلم ُ‬ ‫كان‬ ‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫من ِ‬
‫ر‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ره‬ ‫حدث منه ‪ ،‬أو من ِرب ٍح ِ‬
‫خس‬ ‫أو َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫من حوله ‪ .‬هؤالء‬ ‫يسو ُدها على ْ‬ ‫ذلك ‪ ،‬فإذا الدنيا كلُّها سوداءُ يف نظ ِره ‪ ،‬مث هو ِّ‬
‫الشر ‪ ،‬فيجعلون من احلبَّ ِة ُقبَّةً ‪ ،‬ومن البذر ِة‪ /‬شجرةً ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املبالغة يف ِّ‬ ‫عندهم قدرةٌ على‬ ‫ْ‬
‫عندهم قدرةٌ على اخل ِري ‪ ،‬فال يفرحون مبا ُأوتوا ولو كثرياً‪ ، /‬وال ينعمون مبا‬ ‫ْ‬ ‫وليس‬
‫نالوا ولو عظيماً ‪.‬‬
‫لإلنسان أن جَيِ َّد يف وض ِع األزها ِ‪/‬ر والرياح ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬ ‫وفن يُتَعلَّ ُم ‪ ،‬وخلريٌ‬
‫فن ‪ٌّ ،‬‬ ‫احلياةُ ٌّ‬
‫جيبه أو يف مصرفِه ‪ .‬ما احلياةُ إذا‬ ‫املال يف ِ‬ ‫تكديس ِ‬‫ِ‬ ‫حياته ‪ ،‬من أن َّ‬
‫جيد يف‬ ‫ب يف ِ‬ ‫واحلُ ِّ‬
‫ِ‬
‫الرمحة‬ ‫لرتقية جانب‬‫جهد ِ‬ ‫أي ٍ‬ ‫وج ْه ُّ‬
‫املال ‪ ،‬ومل يُ َّ‬ ‫اجلهود فيها جلم ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫كل‬
‫هت ُّ‬ ‫ُو ِّج ْ‬
‫ِ‬
‫واجلمال ؟!‬ ‫واحلب فيها‬
‫ِّ‬
‫احلياة ‪ ،‬وإمنا يفتحوهنا للدره ِم والدينا ِ‪/‬ر‬ ‫ملباهج ِ‬ ‫أعينه ْم ِ‬ ‫أكثر ِ‬
‫الناس ال يفتحون ُ‬ ‫ُ‬
‫دة ‪،‬‬‫املغر ِ‬ ‫اجلميلة ‪ِ ،‬‬
‫واملاء املتدفِّ ِق ‪ ،‬والطيو ِ‪/‬ر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َّاء ‪ ،‬واألزها ِ‪/‬ر‬ ‫احلديقة الغن ِ‬
‫ِ‬ ‫ميرون على‬ ‫‪ُّ ،‬‬
‫خيرج ‪ .‬ق ْد كان الدينا ُر وسيلةً‬ ‫يدخل ودينا ٍر ُ‬ ‫ُ‬ ‫فال يأهبون هلا ‪ ،‬وإمنا يأهبون لدينا ٍ‪/‬ر‬
‫أجل الدينا ِر ‪ ،‬وقد‬ ‫السعيدة ‪ ،‬فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للعيشة‬
‫فعودناها أال تنظر إالَّ إىل الدينا ِ‪/‬ر ‪.‬‬ ‫اجلمال ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بت فينا العيو ُن لنظ ِر‬ ‫ُر ِّك ْ‬
‫االبتسام فحارب اليأس ‪ .‬إن‬ ‫كاليأس ‪ ،‬فإ ْن أردت‬ ‫ِ‬ ‫س النفس والوجه‬
‫ُ‬ ‫ليس يعبِّ ُ‬
‫فعو ْد عقلك تفتُّح‬ ‫ِ‬
‫وللناس ‪ِّ ،‬‬ ‫مفتوح بابُه لك‬‫ٌ‬ ‫والنجاح‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وللناس ‪،‬‬ ‫الفرصة ساحنةً لك‬
‫ِ‬
‫املستقبل ‪.‬‬ ‫األمل ‪ ،‬وتوقُّع اخل ِري يف‬
‫احلياة إال الصغري ‪ ،‬وإذا‬ ‫خملوق للصغ ِري من األمو ِ‪/‬ر مل تبل ْغ يف ِ‬ ‫إذا اعتقدت أنك ٌ‬
‫ْ‬
‫تكسر احلدود واحلواجز ‪ ،‬وتنف ُذ‬ ‫هبم ٍ‬
‫ة‬ ‫خملوق لعظائ ِم األمو ِر شعرت َّ‬ ‫اعتقدت أنك ٌ‬
‫ُ‬
‫احلياة ِ‬
‫املادية ‪،‬‬ ‫حادث يف ِ‬ ‫داق ذلك‬ ‫ص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫والغرض األمسى ‪ ،‬وم ْ‬ ‫الفسيحة‬ ‫الساحة‬ ‫منها إىل‬
‫بالتعب إذا هو قطعها ‪ ،‬ومن دخل مسابقة أربعماِئِة‬ ‫ِ‬ ‫فمن دخل مسابقة ِ‬
‫مائة م ٍرت شعر‬ ‫ْ‬
‫ني ‪ .‬فالنفس تعطيك من َّ ِ‬ ‫بالتعب من ِ‬
‫املائة واملائت ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّد من‬ ‫اهلمة بقد ِر ما حتد ُ‬ ‫ُ‬ ‫م ٍرت ملْ ْ‬
‫يشعر‬
‫ولكن ال عليك يف ذلك ما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صعب املنال ‪ْ ،‬‬ ‫وليكن سامياً ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّد غرضك ‪،‬‬ ‫الغرض ‪ .‬حد ْ‬
‫يصد النفس ويعبِّ َسها وجيعلُها يف سج ٍن‬ ‫يوم ختطو إليه خطواً جديداً ‪ .‬إمنا ُّ‬ ‫دمت كل ٍ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫معايب‬ ‫ِ‪/‬‬
‫والبحث عن‬ ‫برؤية الشرو ِر ‪،‬‬‫األمل ‪ ،‬والعيشةُ السيئةُ ِ‬ ‫اليأس وفقدا ُن ِ‬ ‫ٍ‬
‫مظلم ‪ُ :‬‬
‫سيئات العا ِمل ال غري ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باحلديث عن‬ ‫الناس ‪ ،‬والتشد ِ‬
‫ُّق‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الطبيعية ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ملكاته‬ ‫ينمي‬ ‫وليس يُوفَّ ُق اإلنسا ُن يف شيء كما يُوفَّ ُق إىل ُمَر ٍّ‬
‫ب ّ‬
‫وسعةَ الصد ِر ‪ ،‬ويعلِّمهُ أن َخْيَر ٍ‬
‫غرض‬ ‫ويعودهُ السماحةَ َ‬ ‫ويوس ُع أفقه ‪ِّ ،‬‬ ‫ويعادل بينها ِّ‬ ‫ُ‬
‫نفسه مشساً‬ ‫مصدر خ ٍري للناس بقد ِر ما‬ ‫يسعى ِ‬
‫يستطيع ‪ ،‬وأ ْن تكون ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إليه أن يكو َن‬
‫واحلب واخل ِري ‪ ،‬وأ ْن يكون قلبُه مملوءاً عطفاً وبراً وإنسانية ‪ ،‬وحباً‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫للضوء‬ ‫مشعةً‬
‫َّ‬
‫إليصال اخل ِري لكلِّمن اتصل به ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َ ُّ‬
‫فتبسم ‪ ،‬وتعاجلها‬ ‫تنظرها َّ‬‫ب عليها ‪ُ ،‬‬ ‫الصعاب فيلذها التغلُّ ُ‬ ‫النفس البامسةُ ترى‬
‫ُ‬
‫والنفس العابسةُ ال ترى صعاباً فتخلفها ‪ ،‬وإذا رأهْت ا‬ ‫ُ‬ ‫فتبسم ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وتتغلب عليها‬‫ْ‬ ‫فتبسم ‪،‬‬
‫ْ‬
‫مزاجه‬
‫الدهر الذي‪ /‬يلعنُه إال ُ‬ ‫لت بلو وإذا وإ ْن ‪ .‬وما ُ‬ ‫واستصغرت مهَّتها وتعلَّ ْ‬
‫ْ‬ ‫أكربهْت ا‬
‫كل طريق‬ ‫يؤد النجاح يف ِ‬
‫يريد أن يدفع مثَنَهُ ‪ ،‬إنه يرى يف ِّ‬ ‫احلياة وال ُ‬ ‫وتربيتُه ‪ ،‬إنه ُّ‬
‫ض عن َكْن ٍز ‪.‬‬ ‫تنشق األر ُ‬‫متطر السماءُ ذهباً أو َّ‬ ‫ينتظر حىت َ‬ ‫أسداً رابضاً ‪ ،‬إنه ُ‬
‫ب جداً عند ِ‬
‫النفس‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص ْع ٌ‬
‫فكل شيء َ‬ ‫أمور نسبيةٌ ‪ُّ ،‬‬ ‫الصعاب يف احلياة ٌ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫النفس العظيمةُ تزداد‬ ‫وبينما‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العظيمة‬ ‫الصغرية جداً ‪ ،‬وال صعوبة عظيمةً عند ِ‬
‫النفس‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫الصعاب‬ ‫تزداد سقماً بالفرا ِ‪/‬ر منها ‪ ،‬وإمنا‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫عظمةً ِ‬
‫ُ‬ ‫عاب إذا بالنفوس اهلزيلة ُ‬ ‫مبغالبة ِّ‬
‫ك وعدا وراءك ‪ ،‬وإذا رءاك‬ ‫ت ‪َ ،‬نبَ َح َ‬ ‫كالكلب العقو ِ‪/‬ر ‪ ،‬إذا رآك خفت منهُ وجريْ َ‬ ‫ِ‬
‫وتربق له عينك ‪ ،‬أفسح الطريق لك ‪ ،‬وانكمش يف ِ‬
‫جلده‬ ‫هتزُأ به وال تعريه اهتماماً ُ‬
‫منك ‪.‬‬
‫وصغَ ِر شأهِن ا وقلَّ ِة قيمت ِها ‪ ،‬وأهنا‬ ‫بضعتِها ِ‬
‫للنفس من شعو ِرها َ َ‬ ‫مثَّ ال شيء أقتل ِ‬
‫ُ‬
‫الشعور‬
‫ُ‬ ‫نتظر منها خريٌ كبريٌ ‪ .‬هذا‬ ‫عظيم ‪ ،‬وال يُ ُ‬ ‫عمل ٌ‬ ‫ميكن أن يصدر عنها ٌ‬ ‫ال ُ‬
‫عمل ارتاب يف‬ ‫بنفسه واإلميان بقوهِت ا ‪ ،‬فإذا أقدم على ٍ‬ ‫فق ُد اإلنسان الثقة ِ‬ ‫َّعة ي ِ‬
‫ِ‬
‫بالض ُ‬
‫فيه ‪ .‬الثقةُ بالنفس فضيلةٌ كربى‬ ‫ففشل ِ‬
‫جناحه ‪ ،‬وعاجله بفتو ٍر ِ‬
‫إمكان ِ‬
‫ِ‬ ‫ويف‬ ‫ه‬‫مقدرتِ‬
‫َ‬
‫والفرق‬ ‫عد رذيلةً ‪،‬‬ ‫النجاح يف ِ‬
‫احلياة ‪ ،‬وشتَّان بينها وبني الغرو ِ‪/‬ر الذي يُ ُّ‬ ‫عماد‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫عليها ُ‬
‫ِ‬
‫الزائف ‪ ،‬والثقةُ بالنفس‬ ‫اخليال وعلى ِ‬
‫الكرْبِ‪/‬‬ ‫النفس على ِ‬ ‫اعتماد ِ‬ ‫بينهما َّ‬
‫أن الغرور‬
‫ُ‬
‫تقوية ملكاهِت ا وحتس ِ‬
‫ني‬ ‫املسؤولية ‪ ،‬وعلى ِ‬‫ِ‬ ‫حتم ِل‬ ‫هِت‬
‫اعتمادها على مقدر ا على ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫استعدادها )) ‪.‬‬
‫يقول إيليا أبو ماضي ‪:‬‬

‫التجه ُم يف السما‪! /‬‬


‫ابتسم يكفي ُّ‬ ‫قلت‪ْ :‬‬ ‫ُ‬ ‫وجتهما‬
‫قال ‪ « :‬السماءُ كئيبةٌ ! » َّ‬ ‫َ‬
‫املتصرما !‬
‫األسف الصبِّا ِّ‬ ‫ُ‬ ‫رجع‬
‫لن يُ َ‬ ‫ابتسم‬
‫فقلت لهُ ‪ْ :‬‬ ‫الصبا وىَّل ! ُ‬ ‫قال ‪ِّ :‬‬ ‫َ‬
‫صارت لنفسي يف ِ‬
‫الغرام جهنَّما‬ ‫ْ‬ ‫كانت مسائي يف اهلوى‪/‬‬ ‫قال ‪ :‬اليت ْ‬ ‫ً‬
‫أتبسما !‬
‫ُأطيق أن َّ‬ ‫قليب ‪ ،‬فكيف ُ‬ ‫خانت عهودي بعدما ملَّكتُها‬ ‫ْ‬
‫عمرك كلَّه متأملا !‬‫ت َ‬ ‫قضَّْي َ‬ ‫فلو قار ْنتَها‬‫واطرب ْ‬ ‫ْ‬ ‫ابتسم‬
‫قلت ‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫مثل املساف ِر كاد يقتلهُ الظَّما‬ ‫ُ‬ ‫صراع ٍ‬
‫هائل‬ ‫قال ‪ :‬التِّجارةُ يف ٍ‬ ‫َ‬
‫هلثت َد َما !‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫غادة مس ٍ‬ ‫أو ٍ‬
‫كلما ْ‬ ‫ث َّ‬ ‫لدم ‪ ،‬وتن ُف ُ‬ ‫حمتاجة‬ ‫لولة‬ ‫ْ‬
‫وشفائها ‪ ،‬فإذا ابتسمت‪ /‬فرمَّب ا ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫جالب دائها‬ ‫ابتسم ‪ ،‬ما أنت َ‬ ‫قلت ‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫وجل كأنك أنت صرت امل ْجرما ؟‬ ‫ٍ‬ ‫وتبيت يف‬
‫ُ‬ ‫أيكو ُن غريُك جمرماً ‪،‬‬
‫ُ‬
‫ُأسُّر واألعداءُ حويل يف احلِ َمى ؟‬ ‫َأ َ‬ ‫علت صيحا ُت ُه ْم‬ ‫قال ‪ :‬العدى‪ /‬حويل ْ‬
‫ِ‬
‫أجل وأعظما !‬ ‫منهم َّ‬ ‫لو مل تَ ُك ْن ْ‬ ‫هم‬
‫بذم ْ‬
‫ابتسم مل يطلبوك ِّ‬ ‫قلت ‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫املالبس والدُّمى‬ ‫ضت يل يف‬ ‫وتعر ْ‬ ‫َّ‬ ‫أعالمها‬
‫بدت ُ‬ ‫املواسم قد ْ‬‫ُ‬ ‫قال ‪:‬‬
‫متلك درمها‬ ‫ليس ُ‬ ‫ِ‬
‫لكن كفِّي َ‬ ‫ّ‬ ‫الزم‬
‫فرض ٌ‬ ‫لألحباب ٌ‬ ‫وعلي‬
‫َّ‬
‫ولست من األحبَّ ِة ُمعدما !‬ ‫َ‬ ‫حياً ‪،‬‬ ‫ابتسم يكفيك أنَّك مل ْ‬
‫تزل‬ ‫قلت ‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫عت العلقما‪/‬‬‫ولئن ُجِّر َ‬ ‫ابتسم ‪ْ ،‬‬
‫قلت ‪ْ :‬‬ ‫ُ‬ ‫جرعتين علقماً‬ ‫قال ‪ :‬الليايل َّ‬
‫طََر َح الكآبة جانباً وترمَّن ا‬ ‫غريك إن رآك مرمِّن اً‬ ‫فلعل َ‬ ‫ِّ‬
‫بالبشاشة مغنما ؟‬‫ِ‬ ‫ختسر‬ ‫بالتربِم درمهاً‬
‫أم أنت ُ‬ ‫تغنم ُّ‬
‫أتُراك ُ‬
‫ِ‬
‫والوجه أ ْن يتحطَّما‬ ‫تتثلَّما ‪،‬‬ ‫خطر على شفتيك أ ْن‬ ‫صاح ال ٌ‬ ‫يا ِ‬
‫حنب األجنُما‪! /‬‬ ‫متالط ٌم ‪ ،‬ولذا ُّ‬ ‫جى ِ‬ ‫تضحك وال ّد‬
‫ُ‬ ‫ب‬‫الش ْه َ‪/‬‬ ‫فاضحك َّ‬
‫فإن ّ‬ ‫ْ‬
‫ويذهب ُم ْر َغما‬‫ُ‬ ‫يأيت إىل الدنيا‬ ‫قال ‪ :‬البشاشةُ ليس تُسعِ ُد كائناً‬
‫تتبسما‬
‫لن َّ‬ ‫شربٌ ‪ ،‬فإنَّك ُ‬
‫بعد ْ‬ ‫والردى‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم مادام بينك َّ‬
‫الص ْد ِ‪/‬ر وأرحييّ ِة اخلُلُ ِق ‪،‬‬
‫وانشراح َّ‬
‫ِ‪/‬‬ ‫وطالقة ِ‬
‫الوجه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البسمة‬ ‫ما أحوجنا إىل‬
‫إلي تواضعوا ‪ ،‬حتى ال يبغي أح ٌد‬ ‫((إن اهلل أوحى َّ‬ ‫اجلانب ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الروح ول ِ‬
‫ني‬ ‫ولطف ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد وال يفخر أح ٌد على ٍ‬
‫أحد )) ‪.‬‬ ‫على ٍ‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫وقفـ ــة‬
‫ب ابنُك‬
‫شيئا ‪ ،‬رََس َ‬
‫ك ً‬ ‫باألمس فما َنَفَع َ‬
‫ِ‬ ‫بت احلزن‬
‫ال تحزنْ ‪ :‬ألنك جرّ َ‬
‫حيَا ؟! خسِرت جتارتُك‬
‫فحزنتَ ‪ ،‬فهل َنجََح؟! مات والدُك فحزنت فهل عادَ ّ‬
‫اخلسائر أرباحاً؟!‬
‫ُ‬ ‫فحزنت‪ ،‬فهل عادتْ‬
‫املصيبة فصارتْ مصائبَ ‪ ،‬وحزنتَ من الفقرِ‬
‫ِ‬ ‫ال تحزنْ ‪ :‬ألنك حزنت من‬
‫توقع‬
‫وحزنت من ُّ‬
‫فأعنتهم عليك ‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫وحزنت من كالم أعدائك‬
‫َ‬ ‫ت َنَكداً ‪،‬‬
‫فازْددْ َ‬
‫مكروه فما وقع ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حسناء ‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫دار واسعةٌ ‪ ،‬وال ٌ‬
‫زوجة‬ ‫احلْزن ٌ‬
‫لن ينفعك مع ُ‬
‫فإنه ْ‬
‫ال تحزنْ ‪ُ :‬‬
‫جباء ‪.‬‬
‫أوالد ُن ُ‬
‫سام ‪ ،‬وال ٌ‬
‫مال وفريٌ ‪ ،‬وال منصبٌ ٍ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫واحلديقة‬ ‫علقماً ‪ ،‬والوردةَ َحْنَظَلًة ‪،‬‬
‫املاء الزاللَ ْ‬
‫احلْزَن ُيريك َ‬
‫ال تحزنْ ‪ :‬ألنَّ ُ‬
‫طاق ‪.‬‬
‫سجنا ال ُي ُ‬
‫صحراءَ قاحلةً ‪ ،‬واحلياة ً‬
‫ورجالن ولسانٌ ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وأذنان وشفتانِ ويدانِ‬‫ِ‬ ‫ال تحزنْ ‪ :‬وأنت عندك ِ‬
‫عينان‬
‫ان ﴾ ‪.‬‬‫َأي آاَل ء ربِّ ُكما تُ َك ِّذب ِ‬
‫وعافية يف األبدانِ ‪ ﴿ :‬فَبِ ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ان وأمنٌ ٌ‬
‫وأمان‬ ‫وجَن ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫تشربُه ‪،‬‬
‫تأكله ‪ ،‬وماءٌ ُ‬
‫وخبز ُ‬
‫وبيت تسكُُنُه ‪ٌ ،‬‬
‫ال تحزنْ ‪ :‬ولك دينٌ َتْعَتِقُدُه ‪ٌ ،‬‬
‫حتزن ؟!‬
‫وزوجة تأوي إليها ‪ ،‬فلماذا ْ‬
‫ٌ‬ ‫سُه ‪،‬‬
‫وثوب َتْلَب ُ‬
‫ٌ‬
‫**********************************‬
‫نعمة األلم‬
‫يتألََّم‬
‫أن َ‬‫خريا للعبدِ ْ‬
‫دائما ‪ ،‬وال مكروهاً أبداً ‪ ،‬فقدْ يكونُ ً‬
‫األملُ ليس مذموماً ً‬
‫‪.‬‬
‫الصادق يصاحبُ األلَ‪/‬مَ ‪ ،‬وتألُّم‬ ‫َ‬ ‫األمل ‪ ،‬والتسبيحَ‬ ‫إنَّ الدعاء احلا َّر يأيت مع ِ‬
‫ألنه احرتق يف البدايةِ‪/‬‬ ‫ثمر عاملاً َجهَْبذاً ‪ُ ،‬‬ ‫ألعباء الطلبِ ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ومحله‬
‫الطالبِ َزَمَن التحصيلِ ْ‬
‫خالًبا ‪ ،‬ألنه‬
‫أدبا مؤثراً َّ‬ ‫يقول ُتنتجُ ً‬‫ومعاناته ملا ُ‬ ‫ُ‬ ‫فأشرق يف النهايةِ‪ .‬وتألُّم الشاعرِ‬
‫وحرَك األفئدةَ ‪ .‬ومعاناة‬ ‫املشاعر َّ‬
‫َ‬ ‫انقدحَ مع األملِ من القلبِ والعصبِ والدمِ‪ /‬فهزَّ‬
‫ميور بالعِِرب والصور‪ ِ/‬والذكرياتِ ‪.‬‬ ‫جذاباً ُ‬ ‫حيًا َّ‬‫خرج ِنتاجاً ّ‬
‫الكاتبِ ُت ُ‬
‫تكوِِه‬
‫ومل ْ‬‫ذعُه األََزَماتُ ‪ْ ،‬‬ ‫والراحة ومل تلْ ْ‬
‫ِ‬ ‫حياة الدَّ‪/‬عةِ‬
‫عاش َ‬ ‫إنَّ الطالبَ‪ /‬الذي َ‬
‫ال فاتراً ‪.‬‬
‫ُاملِلَّماتُ ‪ ،‬إنَّ هذا الطالبَ يبقى كسوالً مرتهِّ ً‬
‫ص ‪ ،‬تبقى‬ ‫ص َ‬ ‫جترع الغُ َ‬
‫ذاق املر وال َّ‬ ‫عرف األملَ وال َ‬ ‫وإن الشاعر الذي ما َ‬ ‫َّ‬
‫خرجتْ‬‫ألن قصائدَُه َ‬ ‫تال من زبدِ القولِ ‪َّ ،‬‬ ‫رخيص احلديثِ ‪ ،‬وكُ ً‬ ‫ِ‬ ‫قصائدهُ ُركاماً من‬
‫حُه ‪.‬‬‫قلبه وجوانِ ُ‬ ‫شها ُ‬ ‫وجدانِه ‪ ،‬وتلفَّظ هبا فهمه ومل ِيع ْ‬ ‫ِ‬ ‫خترجْ من‬
‫من لسانِِه ومل ُ‬
‫فجَر‬
‫حياة املؤمنني األوَّلني الذين عاشوا ْ‬ ‫هذه األمثلةِ وأرفعُ ‪ُ :‬‬ ‫وأمسى من ِ‬
‫وأبر قلوباً ‪ ،‬وأصدقُ ْهل ً‬
‫جة‬ ‫إميانا ‪ُّ ،‬‬ ‫ث ‪ ،‬فإهنُم أعظمُ ً‬ ‫ومولَِد امللَِّة ‪ ،‬وبدايةَ البَْع ِ‬
‫الرسالةِ َ‬
‫أمل اجلوع والفَْقِر والتشريدِ‪ ، /‬واألذى‪/‬‬ ‫واملعاناة ‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫لمًا ‪ ،‬ألهنم‪ /‬عاشوا األََلمَ‬ ‫مق ِع ْ‬‫وأع ُ‬
‫‪ْ ،‬‬
‫اجلراح ‪ ،‬والقتلِ‬‫ِ‬ ‫جَر املرغوباتِ ‪ ،‬وأملَ‬ ‫وه ْ‬‫املألوفات ‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫والطردِ واإلبعادِ‪ ،‬وفراقَ‬
‫جَتَباةَ ‪ ،‬آياتٍ يف الطهرِ ‪ ،‬وأعالماً‬ ‫حبق الصفوة الصافيةَ ‪ ،‬والثلََّة ُامل ْ‬ ‫والتعذيب‪ ، ِ/‬فكانوا ٍّ‬
‫ب َوالَ‬ ‫صٌ‬
‫ِ‬
‫ك بِ ََّأن ُه ْم الَ يُص ُيب ُه ْم ظَ َمٌأ َوالَ نَ َ‬ ‫يف النبل ‪ ،‬ورموزاً يف التضحية ‪ ﴿ ،‬ذَلِ َ‬
‫ظ الْ ُك َّف َار َوالَ َينَالُو َن ِم ْن َع ُد ٍّو َّن ْيالً‬ ‫يل اللّ ِه َوالَ يَطَُؤ و َن َم ْو ِطئاً يَ ِغي ُ‬‫صةٌـ فِي َسبِ ِ‬ ‫َم ْخ َم َ‬
‫َأج َر ال ُْم ْح ِسنِي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِإالَّ ُكتِب لَهم بِ ِه َعمل ِ‬
‫ن﴾‪.‬‬ ‫يع ْ‬ ‫صال ٌح ِإ َّن اللّهَ الَ يُض ُ‬ ‫ٌَ َ‬ ‫َ ُ‬
‫وع َكْته‬ ‫ِ‬
‫اج ُه ْم ‪ ،‬ألهنم‪ /‬تأملَّوا ‪ ،‬فاملتنيب َ‬ ‫أروع نت َ‬‫أناس قدَّموا َ‬ ‫ويف عامل الدنيا‪ٌ /‬‬
‫فأنشد رائعته ‪:‬‬
‫احلُ َّمى َ‬
‫ِ‬
‫الظالم‬ ‫إال يف‬
‫فليس تزورُ َّ‬ ‫َ‬ ‫كأن هبا حياءَ‬ ‫وزائريت َّ‬
‫بالقتل ‪ ،‬فقدَّم للناس ‪:‬‬ ‫بن املنذ ِر ِ‬ ‫خوفَهُ النعما ُن ُ‬ ‫والنابغةُ ّ‬
‫منهن كَوكبُ‬ ‫طلعت مل ْيبُد َّ‬ ‫ْ‬ ‫إذا‬ ‫وامللوك كواكبٌ‬‫ُ‬ ‫فإنك ٌ‬
‫مشس‬ ‫َ‬
‫تأملوا ‪.‬‬‫وكثريٌ أولئك الذين َأْثَروا احلياةَ ‪ ،‬ألهنم َّ‬
‫ً‬
‫ومتاعا‬ ‫املعاناة ‪ ،‬فرمبا كانتْ قوةً لك‬ ‫ِ‬ ‫ف من‬ ‫خ َ‬ ‫جتزع من األمل وال َت َ‬ ‫إذنْ فال ْ‬
‫أرق‬
‫النفس ؛ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ملذوع‬ ‫اجلَوى‬‫حمروق َ‬ ‫َ‬ ‫مشبوب الفؤادِ‬
‫َ‬ ‫فإنك إنْ ْ‬
‫تعش‬ ‫إىل حني ‪َ ،‬‬
‫ـكن َك ِر َه اللّهُ‬ ‫س ‪ ﴿ ،‬ولَ ِ‬ ‫خامد النَّْف ِ‬
‫فاتر اهلَِّمِة َ‬ ‫املشاعر َ‬
‫ِ‬ ‫تعيش باردَ‬
‫وأصفى من أن َ‬
‫َ‬
‫ين ﴾‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل اقْعُ ُدواْ َم َع الْ َقاعد َ‬ ‫انب َعا َث ُه ْم َفثَبَّطَ ُه ْم َوق َ‬
‫أنفاسه‬
‫املعاناة واألسى وأملَ الفراقِ وهو يلفظُ َ‬ ‫َ‬ ‫ذكرتُ هبذا شاعراً عاش‬
‫بعيدة عن التكلُّف والتزويق ‪ :‬إنه‬ ‫هرة ٍ‬ ‫احلسِْن ‪ ،‬ذائعةِ الشُّ ِ‬ ‫بديعة ُ‬
‫األخريةَ يف قصيدةٍ ِ‬
‫مالك بن الرّيب ‪ ،‬يَرثي نفسه ‪:‬‬

‫غازيا‬
‫ان َ‬ ‫عف َ‬‫ابن َّ‬‫وأصبحتُ يف جيش ِ‬ ‫الَلة باهلَُدى‬ ‫َأَلمْ َتَرين ِبْعتُ الضَّ َ‬
‫ِي بأعلى الرقمتيْ‪/‬ن وماليا‬ ‫َبن َّ‬ ‫يوم ُأْتَرُك ً‬
‫طائعا‬ ‫فللهِ َدِّري َ‬
‫برابية إنِّي مقيمٌ لياليا‬ ‫ٍ‬ ‫املوت فانزال‬
‫صاحَبْي رحلي دنا ُ‬ ‫فيا ِ‬
‫تبين ما بيا‬ ‫عجالين قد َّ‬ ‫وال ُت ِ‬ ‫ض ٍ‬
‫ليلة‬ ‫أو َبْع َ‬‫علي اليومَ ْ‬ ‫أقيما َّ‬
‫فضل ردائيا‬
‫ورَُّدا على َعْيَنَّي َ‬ ‫بأطراف األسنةِ مضجعي‬
‫ِ‬ ‫وخطاً‬
‫ُ‬
‫وسعَا ليا‬
‫أن ُت ِ‬
‫ذات العَْرض ْ‬
‫ِمن األرضِ‪ِ /‬‬ ‫بارك اهللُ فيكما‬
‫وال حتسُداين َ‬

‫املفجوعة التي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والصرخة‬ ‫املتهدجِ ‪ ،‬والعويلِ الثاكل ‪،‬‬ ‫آخر ذاكَ الصوتِ ِّ‬ ‫إىل ِ‬
‫حياته ‪.‬‬
‫املصاب يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بنفسه‬ ‫من قلبِ هذا الشاعرِ املفجوعِ‬ ‫ثارت محماً ْ‬ ‫ْ‬
‫أعماق‬
‫ِ‬ ‫القلوب ‪ ،‬وتغوصُ يف‬ ‫ِ‬ ‫احملرتق َتصُِل كلماتُه إىل شِ ِ‬
‫غاف‬ ‫َ‬ ‫إن الوعظَ‬
‫الس ِكينَةَ َعلَْي ِه ْم‬ ‫ِ ِ‬
‫واملعاناة ﴿ َف َعل َم َما في ُقلُوبِ ِه ْـم فَ َ‬
‫َأنز َل َّ‬ ‫َ‬ ‫وح ألنه يعيشُ َ‬
‫األمل‬ ‫الرُّ ِ‬
‫ريباً ﴾ ‪.‬‬ ‫َوَأثَ َاب ُه ْم َف ْتحاً قَ ِ‬
‫أحشائه‬
‫ِ‬ ‫حشاك يف‬
‫َ‬ ‫حىت َ‬
‫يكون‬ ‫أشواقه‬
‫املشتاق يف ِ‬ ‫َ‬ ‫ال ِ‬
‫تعذل‬
‫حياة فيها‪ ،‬وال روح ألهنمْ قالوها‬ ‫باردة ال َ‬ ‫دواوين لشعراءَ ولكنها ً‬ ‫َ‬ ‫لقد رأيتُ‬
‫الطني ‪.‬‬
‫وكتال من ِ‬ ‫ً‬ ‫قطعا من ِ‬
‫الثلج‬ ‫فجاءت ً‬‫ْ‬ ‫بال َعناء ‪ ،‬ونظموها يف رخاء ‪،‬‬
‫شعرة ‪ ،‬وال حترُِّك يف ُاملْنصِ ِ‬
‫ت‬ ‫هتز يف السامعِ ً‬ ‫فات يف الوعظِ‪ /‬ال ُّ‬ ‫مصن ٍ‬ ‫ورأيتُ َّ‬
‫معاناة‪َ ﴿ ،‬ي ُقولُو َن بَِأ ْف َو ِاه ِهم‬
‫ٍ‬ ‫أمل وال‬‫لوعة ‪ ،‬وال ٍ‬‫قة وال ٍ‬ ‫ذرًَّة ‪ ،‬ألهنم‪ /‬يقولونَها بال ُحْر ٍ‬
‫س فِي ُقلُوبِ ِه ْم﴾ ‪.‬‬ ‫َّما لَْي َ‬
‫وتأثْر به‬‫فاحرتق به أنت قَْبُل ‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫بشعِرك ‪،‬‬
‫تؤثر بكالمِك أو ْ‬ ‫أردت أن ِّ‬ ‫َ‬ ‫فإذا‬
‫َأنزلْنَا َعلَْي َها ال َْماء‬‫وسوف ترى أنك تؤثِّر يف الناس ‪ ﴿،‬فَِإ ذَا َ‬ ‫َ‬ ‫وتفاعل َمَعُه ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وذقْه‬
‫يج ﴾ ‪.‬‬‫ت ِمن ُك ِّل َز ْو ٍج بَ ِه ٍ‬ ‫ت َوَأنبَتَ ْ‬ ‫ت َو َربَ ْ‬‫ْاهَت َّز ْ‬
‫************************************‬
‫نعمة المعرفة‬
‫ك َع ِظيماً ﴾ ‪.‬‬
‫ض ُل اللّ ِه َعلَْي َ‬ ‫﴿ َو َعلَّ َم َ‬
‫ك َما لَ ْم تَ ُك ْن َت ْعلَ ُم َو َكا َن فَ ْ‬
‫ك َأن تَ ُكو َن‬ ‫للعمر ﴿ ِإنِّي ِ‬
‫َأعظُ َ‬ ‫حٌق ِ‬ ‫للحياة ‪ ،‬ومَ ْ‬
‫ِ‬ ‫وذْبٌح‬
‫موت للضمريِ َ‬
‫اجلهل ٌ‬
‫ُ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِمن ال ِ ِ‬
‫ْجاهل َ‬
‫َ َ‬
‫ود للطبعِ ‪ََ ﴿ ،‬أو َمن َكا َن َم ْيتاً‬ ‫وحياة للروحِ ‪ ،‬ووَُق ٌ‬
‫ٌ‬ ‫نور البصرية ‪،‬‬ ‫والعلمُ ٌ‬
‫س‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َّاس َكمن َّم َثلُهُ فِي الظُّلُم ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ي‬‫فََأحيينَاهُ وجعلْنَا لَهُ نُوراً يم ِشي بِ ِه فِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْْ َ َ َ‬
‫بِ َخار ٍ‬
‫ِج ِّم ْن َها ﴾ ‪.‬‬
‫عثور على الغامضِ ‪،‬‬ ‫إنَّ السرورَ‪ /‬واالنشراح‪ َ/‬يأيت معَ العلم ‪ ،‬ألنّ العلمَ ٌ‬
‫مبعرفة اجلديدِ‬
‫عة ِ‬ ‫وحصول على الضََّّالة ‪ ،‬واكتشافٌ للمستورِ ‪ ،‬والنفسُ ُمولَ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ف‪.‬‬ ‫واالطالعِ على ُاملسَْتْطَر ِ‬
‫طريف ‪ ،‬و ال‬
‫َ‬ ‫حياة ال جديدَ فيها وال‬ ‫وحْزٌن ‪ ،‬ألنه ٌ‬ ‫اجلهل فهوَ َمَلٌل ُ‬ ‫َّأما ُ‬
‫أمس كاليومِ ‪ ،‬واليومَ كالغدِ‪. /‬‬ ‫مستعذَباً ‪ِ ،‬‬
‫وحصل الفوائد‪، َ/‬‬‫املعرفة ِّ‬
‫ِ‬ ‫تريد السعادةَ فاطلبِ العلمَ واحبثْ‪ /‬عن‬ ‫فإنْ كنتَ ُ‬
‫ب ِز ْدنِي ِعلْماً ﴾ ‪ ﴿ ،‬اق َْرْأ‬ ‫لتذهبَ عنكَ الغمومُ واهلمومُ واألحزانُ ‪َ ﴿ ،‬وقُل َّر ِّ‬
‫يفقههُ في الدينِ ))‪ .‬وال يفخرْ‬ ‫يرد اهللُ به خيراً ِّ‬ ‫ك الَّ ِذي َخلَ َق ﴾ ‪(( .‬من ِ‬ ‫بِ ْ‬
‫اس ِم َربِّ َ‬
‫وعمره‬
‫تامًة ُ‬ ‫فإن حياتَه ليستْ َّ‬ ‫املعرفة ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫صفٌر من‬ ‫جاهل ْ‬ ‫ٌ‬ ‫جباهِه ‪ ،‬وهو‬ ‫مبالِه أو ِ‬‫أحدٌ ِ‬
‫ْح ُّق َك َم ْن ُه َو َأ ْع َمى ﴾ ‪.‬‬
‫ك ال َ‬ ‫ك ِمن َربِّ َ‬‫كامال ‪َ ﴿ :‬أفَ َمنـ َي ْعلَ ُم َأنَّ َما ُأن ِز َل ِإلَْي َ‬
‫ً‬ ‫ليس‬
‫الزخمشري ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫قال‬
‫اق‬
‫عن ِ‬‫غانية وطيِِب ِ‬
‫صِل ٍ‬ ‫ِمَن وَ ْ‬ ‫لتنقيح العلومِ ألذُّ يل‬
‫ِ‬ ‫سهري‬
‫أشهى وأحلى من ُمدامةِ ساقي‬ ‫ٍ‬
‫عويصة‬ ‫طرًبا حللِّ‬
‫ومتايلي َ‬
‫ُ‬
‫اق‬
‫كاء والعشَّ ِ‬
‫أحلى من الدَّ‪/‬وْ ِ‬ ‫وصرير أقالمي على أوراقها‪/‬‬ ‫ُ‬
‫نقري ألُلقي الرملَ عن أوراقي‬ ‫نقر الفتاةِ لدُِّفها‬
‫وألذ من ِ‬
‫ُّ‬
‫وآخر راقي‬
‫سَتْغٍل َ‬ ‫كمْ بني ُم ْ‬ ‫يا َمْن حياول باألماين ُرْتبيت‬
‫بعد ذاكَ ِحلاقي‬ ‫نوما وتبغي َ‬ ‫ً‬ ‫أأبيت سهران الدُّ‪/‬جى ُ‬
‫وتبيته‬ ‫ُ‬
‫أثلج الصدر‪ َ/‬بربْدها ‪ ،‬وما‬ ‫أفرح النفسَ هبا ‪ ،‬وما َ‬ ‫أشرف املعرفة ‪ ،‬وما َ‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫اخلاطر بنزوهلا ‪َ ﴿ ،‬أفَ َمن َكا َن َعلَى َبِّينَ ٍة ِّمن َّربِِّه َك َمن ُزيِّ َن لَهُ ُسوءُ َع َملِ ِه‬
‫َ‬ ‫أرحبَ‬
‫َو َّاتَبعُوا َْأه َو ُ‬
‫اءه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫فن السرور‬
‫ثبات‬
‫سروره ُ‬‫ِ‬ ‫فإن يف‬
‫من أعظمِ النعمِ‪ /‬سرورُ القلبِ ‪ ،‬واستقرارُه وهدوُؤ ُه ‪َّ ،‬‬
‫عرف‬
‫س ‪ ،‬فمنْ َ‬ ‫فن ُيدرَّ ُ‬
‫وجودة اإلنتاجِ وابتهاجِ النفسِ ‪ ،‬وقالوا‪ .‬إنّ السرورَ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫الذهنِ‬
‫احلياة ومسارِ العيشِ ‪،‬‬ ‫استفاد من مباهجِ ِ‬ ‫َ‬ ‫وحيصل عليه ‪ ،‬وحيظى به‬ ‫ُ‬ ‫جيلبه‬
‫كيف ُ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫االحتمال‬ ‫طلب السرورِ‪ /‬قوةُ‬ ‫خلفه‪ .‬واألصلُ األصيلُ يف ِ‬ ‫يديه ومن ِ‬ ‫بني ْ‬‫والنعمِ اليت من ِ‬
‫ينزعج للتوافِِه ‪ .‬وحبسبِ ِ‬
‫قوة‬ ‫ُ‬ ‫يتحرُك للحوادثِ ‪ ،‬وال‬ ‫يهتز من الزوابعِ وال َّ‬ ‫‪ ،‬فال ُّ‬
‫س‪.‬‬ ‫شرق النَّْف ُ‬
‫القلبِ وصفائِِه ‪ُ ،‬ت ُ‬
‫رواحل للهمومِ والغموم‪ِ/‬‬‫ُ‬ ‫ع النفسِ ‪،‬‬ ‫املقاومة وجََز َ‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫الطبيعة وضَْع َ‬
‫ِ‬ ‫إن خَوََر‬
‫عود نفسَه التصبُّر والتجلَُّد هانتْ عليه املزعجاتُ ‪ ،‬وخفَّتْ ِ‬
‫عليه‬ ‫واألحزانِ ‪ ،‬فمنْ َّ‬
‫األزماتُ ‪.‬‬

‫فأهون ما مترُّ به الوحولُ‬


‫ُ‬ ‫إذا اعتاد الفىت خوضَ املنايا‬
‫النظرة ‪ ،‬واالهتمامُ‪ /‬بالنفس‬
‫ِ‬ ‫ضيُق األُُفِق ‪ ،‬وضحالََة‬‫ومن أعداءِ السرورِ ِ‬
‫س ُه ْم‬
‫وصف أعداءَُه بأهنمْ ﴿ ََأه َّم ْت ُه ْـم َأن ُف ُ‬
‫َ‬ ‫ونسيان العاملِ وما فيه ‪ ،‬واهللُ قدْ‬
‫ُ‬ ‫ب‪،‬‬‫حسْ ُ‬
‫فَ َ‬
‫غريِهمْ ‪ ،‬وال‬ ‫رون يف ِ‬ ‫يفك َ‬
‫داخلهم ‪ ،‬فال ّ‬ ‫هؤالء القاصرينَ َيَروْن الكَْوَن يف ِ‬
‫ِ‬ ‫﴾ ‪ ،‬فكأن‬
‫اغَل عن أنفسَِنا‬
‫شَ‬ ‫وعليك أنْ َنَت َ‬
‫َ‬ ‫لآلخرين ‪ .‬إنَّ عل َّي‬
‫َ‬ ‫يعيشوَن لسواهُْم ‪ ،‬وال يهتمّ َ‬
‫ون‬
‫جراحنا وغمومَنا وأحزانَنا ‪ ،‬فنكسبَ أمرْين‬
‫َ‬ ‫أزمانا ِلَنْنسَى‬
‫أحيانا ‪ ،‬ونبتعد عن ذواتِنا ً‬
‫ً‬
‫وإسعاد اآلخرين‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ :‬إسعادَ أنفسنِا ‪،‬‬
‫يتفلتُ وال‬
‫تفكريَك وتعصمهَ ‪ ،‬فال َّ‬
‫السرور ‪ :‬أن ُتلجمَ َ‬
‫ِ‬ ‫من األصولِ في فنِّ‬
‫وأعاد عليكَ‬
‫وشأنُه َجمََح وطََفَح ‪َ ،‬‬ ‫تفكريَك َ‬‫إن تركتَ َ‬ ‫يطيش ‪ ،‬فإنك ْ‬
‫ُ‬ ‫يهربُ وال‬
‫أعاد‬
‫ك‪ .‬إنَّ التفكريَ إذا شردَ َ‬
‫ك ُّأم َ‬ ‫كتاب املآسي منذُ ولدتْ َ‬
‫َ‬ ‫وقرأ َ‬
‫عليك‬ ‫األحزان َ‬
‫ِ‬ ‫َملفَّ‬
‫وهز كيانَك‬
‫أركانك ‪ّ ،‬‬ ‫فزلزل َ‬ ‫َ‬ ‫املخيف ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫املستقبل‬ ‫وجرجَر‬
‫َ‬ ‫اجلريح‬
‫َ‬ ‫لك املاضي‬
‫املفيد ‪﴿ ،‬‬‫اجلاد املركِّز على العملِ املثمرِ ِ‬ ‫خبطام التوجُِّه ِّ‬ ‫فاخطمه ِ‬ ‫ْ‬ ‫مشاعرك ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأحرق‬
‫وت ﴾ ‪.‬‬ ‫ْح ِّي الَّ ِذي اَل يَ ُم ُ‬
‫َوَت َو َّك ْل َعلَى ال َ‬
‫عطي احليا َة قيمتَها ‪ ،‬وأ ْن تُنزهَلَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن األصول أيضاً في دراسة السرور ‪ :‬أ ْن تُ َ‬
‫اهلج ِر‬
‫والصدود ‪ ،‬ألهنا ُّأم ْ‬ ‫َ‬ ‫اإلعراض‬
‫َ‬ ‫منك إال‬
‫تستحق َ‬ ‫ُّ‬ ‫منزلتها ‪ ،‬فهي هلٌْو ‪ ،‬وال‬
‫هتم هبا ‪ ،‬وحُي ز ُن‬ ‫فم ْن هذه صفتُها كيف يُ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومرضعةُ الفجائ ِ‪/‬ع ‪ ،‬وجالبةُ الكوارث ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ومواعيدها سراب بقيِ ٍ‬
‫عة ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫على ما فات منها‪ .‬ص ُفوها َك َدٌ‪/‬ر ‪ ،‬وبرقُها ُخلَّ ٌ‬
‫بسيف َغ ْد ِرها‬ ‫مقتول ِ‬ ‫َّد ‪ ،‬وعاش ُقها ٌ‬ ‫ومنع ُمها‪ /‬مهد ٌ‬ ‫حمسود ‪َّ ،‬‬‫ٌ‬ ‫وسيدها‬
‫مفقود ‪ُ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مولودها‬
‫ُ‬
‫‪.‬‬
‫راب البَْيِن فيها َيْنِعُق‬
‫أبدا ُغ ُ‬‫ً‬ ‫ِ‬
‫منازل‬ ‫حنن ُ‬
‫أهل‬ ‫ًأَبين َأِبينا ُ‬
‫يتفرقوا‬
‫فلم َّ‬ ‫مجعتهُُم الدنيا ْ‬
‫ْ‬ ‫نبكي على الدنيا وما ِمْن ٍ‬
‫معشر‬
‫بقني وال َبق‪/ُ/‬وا‬ ‫َكَنْزوا الكنوزَ‪ /‬فال َ‬ ‫اجلَبِابَرُة األكاسرةُ األُىل‬
‫أين َ‬‫َ‬
‫حىت َثوى فحََواه حلدٌ ضَِّيُق‬ ‫شه‬
‫اء ِبَعْي ِ‬
‫ضاق الفَضَ ُ‬
‫كل َمْن َ‬ ‫ِمن ِّ‬
‫طلُق‬‫الٌل ُم َ‬ ‫أن الكالمَ هلم َح َ‬ ‫َّ‬ ‫كأن ْمل يعلمُوا‬ ‫س إذا ن ‪ُ/ /‬ودوا ْ‬ ‫ُخْر ٌ‬
‫والحْلُم بالتحلُِّم )) ‪.‬‬
‫بالتعلمِ ِ‬ ‫ويف احلديثِ ‪ (( :‬إنما العلمُ ُّ‬
‫سمَِتِه ‪ ،‬واقتناصِ‪/‬‬
‫باصطناعه واجتالبِ َب ْ‬
‫ِ‬ ‫اآلداب ‪ :‬وإمنا السرورُ‬
‫ِ‬ ‫وفي فنِّ‬
‫طبًعا ‪.‬‬
‫يكون ْ‬
‫ف بوادرِه ‪ ،‬حىت َ‬ ‫وتكل ِ‬
‫أسبابِِه ‪ُّ ،‬‬
‫والتذمَر والتربُّ َ‪/‬م ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫العبوس‬
‫َ‬ ‫تستحق منا‬
‫ُّ‬ ‫إن احلياةَ الدُّنيا ال‬
‫هذه الدنيا‪ /‬بدارِ قرارِ‬
‫ما ِ‬ ‫جاري‬
‫املنيِة يف الربيةِ ِ‬
‫ُحْكمُ َّ‬
‫ألفيتَهُ َخَبراً ِمن األخبارِ‬‫ْ‬ ‫خِبراً‬
‫بينا َتَرى اإلنسان فيها ُم ْ‬
‫صْفواً من األقذارِ‪ /‬واألكدار‪ِ/‬‬ ‫َ‬ ‫وأنت تريدُها‬
‫ت على َكدٍَر‪َ ،‬‬ ‫ُطِبَع ْ‬
‫تطلبٌ يف املاء ُجْذوََة نارِ‬ ‫ُم ِّ‬ ‫طباعها‬
‫ف األيَِّام ضَِّد ِ‬‫ومكل ُ‬
‫ِّ‬
‫كل آثا ِر‬
‫ك ِّ‬ ‫تنزع من حياتِ َ‬ ‫تستطيع أ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫أنك ال‬
‫ريب فيها َ‬ ‫واحلقيقةُ اليت ال َ‬
‫نسا َن فِي َكبَ ٍد ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إنَّا َخلَ ْقنَا‬ ‫لقت هكذا ﴿ لََق ْد َخلَ ْقنَا اِإْل َ‬ ‫َخ ْ‬ ‫ألن احلياة ُ‬
‫ِ‬
‫احلزن ‪َّ ،‬‬
‫ولكن‬
‫س ُن َع َمالًـ ﴾ ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ٍ ِِ‬
‫اج َّن ْبتَليه ﴾ ‪ ﴿ ،‬ليَْبلُ َو ُك ْم َأيُّ ُك ْم ْ‬
‫َأح َ‬ ‫نسا َن ِمن نُّطْ َف ٍة َْأم َ‬
‫اِإْل َ‬
‫وغمك ‪ ،‬أما قَطْع احلز ِن بالكليَّ ِة فهذا يف ِ‬
‫جنات‬ ‫ف من حزنِك ومهِّك ِّ‬
‫ُ ُْ‬ ‫املقصود أن خت ّف ُ‬
‫َ‬
‫ِ ِ َّ ِ‬
‫ْح َز َن‬
‫ب َعنَّا ال َ‬ ‫ْح ْم ُد للَّه الذي َأ ْذ َه َ‬ ‫يقول املنعمون يف اجلنة ‪ ﴿ :‬ال َ‬ ‫النعي ِم ؛ ولذلك‪ُ /‬‬
‫يذهب إال يف‬ ‫ُ‬ ‫كل الغِ ِّل ال‬‫أن َّ‬ ‫هناك ‪ ،‬كما َّ‬ ‫يذهب عنهُ إال َ‬ ‫ْ‬ ‫دليل على أنهُ مل‬ ‫﴾ ‪ .‬وهذا ٌ‬
‫ِ‬
‫صدودها‬ ‫ف حالةَ الدنيا وصفتها ‪َ ،‬ع َذ َرها على‬ ‫ل ﴾ ‪ْ ،‬‬
‫فمن َعَر َ‬ ‫ص ُدو ِر ِهم ِّم ْن ِغ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫اجلنة ‪َ ﴿ ،‬و َن َز ْعنَا َما في ُ‬
‫ِ‬
‫طبعها وخلُ ُقها ووص ُفها ‪.‬‬ ‫وجفاِئها و َغ ْد ِرها ‪ِ ،‬‬
‫وعل َم ان هذا ُ‬
‫َ‬
‫ت لنا أ ْن ال تَِفي‬
‫فكَّأهنا َحلَ َف ْ‬ ‫عهودنا‬
‫حلفت لنا أ ْن ال ختون َ‬
‫ْ‬
‫باألريب النابِِه أ ْن ال‬
‫ِ‪/‬‬ ‫واألمر ما ذكرنا ‪ ،‬فح ِر ٌّ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫احلال ما وص ْفنا ‪،‬‬ ‫فإذا كان ُ‬
‫يدافع هذه‬ ‫ِ‬ ‫باالستسالم للكد ِر ِّ‬‫ِ‬ ‫يعينَها على ِ‬
‫والغم واحلزن ‪ ،‬بل ُ‬ ‫واهلم ِّ‬ ‫نفسه ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫َأع ُّدواْ لَهم َّما استطَعتم ِّمن ُق َّو ٍة و ِمن ِّرب ِ‬
‫اط‬ ‫قوة ‪﴿ ،‬و ِ‬ ‫بكل ما أويت من ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫املنغصات ِّ‬
‫َأص َاب ُه ْم فِي َسبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫الْ َخ ْي ِل ُت ْرهبُو َن بِه َع ْد َّو اللّه َو َع ُد َّو ُك ْم﴾ ‪ ﴿ ،‬فَ َما َو َهنُواْ ل َما َ‬
‫استَ َكانُواْ ﴾ ‪.‬‬ ‫ضعُ ُفواْ َو َما ْ‬ ‫اللّ ِه َو َما َ‬
‫**********************************‬
‫وقف ــة‬
‫متلك وسيلةَ‬ ‫حمبوس يف َديْ ٍن ‪ ،‬وإن كنت ال ُ‬‫ٌ‬ ‫كنت فقرياً‪ /‬فغريُك‬ ‫تحز ْن ‪ :‬إن َ‬ ‫ال َ‬
‫آالم فاآلخرون يرقدون على‬ ‫َن ْق ٍل ‪ ،‬فسواك مبتور القدمني ‪ ،‬وإن كنت تشكو من ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‪/‬‬
‫األوالد يف‬ ‫فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من‬ ‫ٍ‬
‫سنوات ‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬
‫البيضاء ومنذ‬ ‫ِ‬
‫األسَّرة‬
‫َ‬
‫حادث ٍ‬
‫واحد ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وبالقضاء‬ ‫اآلج ِر‬ ‫باهلل وبرسلِ ِه ومالئكتِ ِه ِ‬
‫واليوم ِ‬ ‫ال تحز ْن ‪ :‬ألنك مسلم آمنت ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫وج َح ُدوا‬ ‫ِ‬
‫الرسل واختلفوا يف الكتاب ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫بالرب َّ‬
‫وكذبوا‬ ‫وأولئك كفروا ِّ‬ ‫َ‬ ‫خ ِري ِه ِّ‬
‫وشره ‪،‬‬
‫ِ‬
‫القضاء وال َق َد ِر ‪.‬‬ ‫اآلخر ‪ ،‬وأحلدوا يف‬ ‫اليوم َ‬ ‫َ‬
‫فاستغفر ‪ ،‬وإن أخطأت فأصلِ ْح ‪،‬‬‫ْ‬ ‫ب ‪ ،‬وإن أسأت‬ ‫أذنبت فتُ ْ‬
‫تحز ْن ‪ :‬إن َ‬ ‫ال َ‬
‫جم ‪ ،‬والتوبةُ مقبولةٌ ‪.‬‬
‫مفتوح ‪ ،‬والغفران ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫والباب‬
‫ُ‬ ‫فالرمحةُ واسعةٌ ‪،‬‬
‫قض‬
‫تعب قلبَك ‪ ،‬وتُ ّ‬
‫وهتز كيانك وتُ ُ‬ ‫قلق أعصابَك ‪ُّ ،‬‬ ‫تحز ْن ‪ :‬ألنك تُ ُ‬ ‫ال َ‬
‫مضجعك ‪ ،‬وتُ ْس ِه ْر ليلَك ‪.‬‬
‫َ‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬

‫املخر ُج‬ ‫َذرعاً َ ِ‬ ‫ولَر َّ ٍ‬


‫وعند اهلل منها َ‬ ‫ْ‬ ‫يضيق هبا الفىت‬
‫ب نازلة ُ‬ ‫َُ‬
‫فرج‬ ‫فُ ِر َج ْ‬
‫ت وكا َن يظنُّها ال تُ ُ‬ ‫استحكمت حلقاهُت ا‬
‫ْ‪/‬‬ ‫فلما‬
‫ضاقت َّ‬
‫ْ‪/‬‬
‫************************************‬
‫ط العواطف‬
‫ضب ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الفرحة الغامر ِة ‪،‬‬ ‫املشاعر عند سببني ‪ :‬عند‬ ‫وتعصف‬ ‫العواطف‬ ‫تتأج ُج‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أحمقين فاجريْن ‪:‬‬ ‫صوتين‬ ‫ِ‬
‫احلديث ‪ (( :‬إني نُِه ْي ُ‬ ‫واملصيبة الد ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ت عن ْ‬ ‫َّامهة ‪ ،‬ويف‬
‫ْأس ْوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َواَل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صوت عند نعمة ‪ ،‬وصوت عن َد مصيبة )) ﴿ ل َك ْياَل تَ َ‬
‫ِ‬
‫الصدمةـ األولى )) ‪.‬‬ ‫َت ْف َر ُحوا بِ َما آتَا ُك ْم﴾ ‪ .‬ولذلك قال ‪ (( : ‬إنما الصب ِر عند‬
‫استحق مرتبةَ ِ‬ ‫الفرح الغام ِر ‪،‬‬
‫الثبات‬ ‫َّ‬ ‫احلدث اجلامث وعند َ‬ ‫عند َ‬
‫ك مشاعره َ‬ ‫فم ِن َملَ َ‬
‫َ‬
‫جل يف‬
‫النفس ‪ ،‬واهللُ َّ‬ ‫ِ‬
‫الراحة ‪ ،‬ول َذةَ االنتصا ِر على ِ‬ ‫ونال سعادة‬
‫الرسوخ ‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ومنزلةَ‬
‫مسهُ اخلريُ منوعاً‬ ‫الشر جزوعاً وإذا َّ‬ ‫مسه ُّ‬ ‫فخور ‪ ،‬وإذا َّ‬ ‫ِح ٌ‪/‬‬ ‫عُاله وصف اإلنسان بأنهُ فر ٌ‬
‫ِ‬
‫الرخاء ‪،‬‬ ‫واجلزع ‪ ،‬يشكرو َن يف‬ ‫ِ‬ ‫الفرح‬ ‫ٍ‬
‫وسطية يف ِ‬ ‫‪ ،‬إالَّ املصلِّني ‪َ .‬ف ُهم على‬
‫ويصربون يف ِ‬
‫البالء ‪.‬‬
‫وتؤرقُهُ ‪ ،‬فإذا‬
‫وتضنيه وتؤملهَ ِّ‬‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫إن العواطف‪ /‬اهلائجةَ ُتْتعِب صاحبها أمَّي ا َت َع ٍ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شاشتُهُ ‪،‬‬
‫والتهبت ُح َ‬‫ْ‪/‬‬ ‫نفس ِه ‪،‬‬
‫وتوعد ‪ ،‬وثارت مكامن ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫احتد وأزبد ‪ ،‬وأرعد َّ‬ ‫غضب َّ‬
‫نفسه يف غمر ِة السرو ِ‪/‬ر وتع ّدى‬ ‫ونسي َ‬ ‫وطاش ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫فرح ط ِر َ‬
‫الع ْد َل ‪ ،‬وإن َ‬ ‫فيتجاوز َ‬
‫ُ‬
‫أحب آخر‬ ‫ونسي حماسنَهُ ‪ ،‬وطمس فضاِئلَهُ ‪ ،‬وإذا َّ‬ ‫ذمه ‪ِ ،‬‬ ‫قدره ‪ ،‬وإذا َه َجَر أحداً َّ‬
‫أحبب حبيبك‬ ‫ِ‬
‫الكمال ‪ .‬ويف األثر ‪(( :‬‬ ‫التبجيل ‪ ،‬وأوصله إىل ذور ِة‬
‫ِ‬ ‫خلع عليه أومسة‬
‫ْ‬
‫وأبغض بغيضك هوناً ما ‪ ،‬فعسى أن‬
‫ْ‬ ‫هوناً ما ‪ ،‬فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما‬
‫ْ‬
‫يكون حبيبك يوماً ما )) ‪ .‬ويف احلديث ‪ (( :‬وأسألك العدل في الغضب والرضا‬
‫)) ‪.‬‬
‫لكل شيء قدراً‪، /‬‬ ‫وح َّكم عقلَه ‪ ،‬ووز َن األشياء وجعل ِّ‬ ‫فمن ملك عاطفته َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫احلقيقة ‪ ﴿ ،‬لََق ْد َأرسلْنَا رسلَنَا بِالْبِّينَ ِ‬
‫ات‬ ‫الرشد ‪ ،‬ووقع‪ /‬على‬ ‫ف َ‬ ‫وعَر َ‬
‫َ‬ ‫َْ ُُ‬ ‫احلق ‪َ ،‬‬‫أبصر َّ‬
‫َّاس بِال ِْق ْس ِط ﴾ ‪.‬‬ ‫وم الن ُ‬
‫ِ‬
‫اب َوال ِْم َيزا َن لَي ُق َ‬
‫ِ‬
‫َأنزلْنَا َم َع ُه ُـم الْكتَ َ‬
‫َو َ‬
‫وي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الس ِّ‬‫والسلوك ‪ ،‬مثلما جاء باملْن َه ِج َّ‬ ‫واألخالق‬ ‫القيم‬
‫إن اإلسالم جاءَ مبيزان َ‬
‫ِ‬
‫فالعدل ‪،‬‬ ‫ك َج َعلْنَا ُك ْم َُّأمةً َو َسطاً﴾ ‪،‬‬‫املقدسة ‪َ ﴿ ،‬و َك َذلِ َ‬
‫ِ‬ ‫الرضي ‪ ،‬وامللّ ِة‬
‫ِّ‬ ‫والشرع‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫واألخالق ‪َ ﴿ ،‬وتَ َّم ْ‬ ‫ِ‪/‬‬
‫واألفعال‬ ‫ِ‬
‫األحكام واألقوال‬ ‫ِ‬
‫والعدل يف‬ ‫الصدق يف األحبا ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ص ْدقاً َو َع ْدالً﴾ ‪.‬‬ ‫ك ِ‬‫ت َربِّ َ‬ ‫َكلِ َم ُ‬
‫*********************************‬
‫ِ‬
‫بمحمد ‪‬‬ ‫ِ‬
‫الصحابة‬ ‫سعادةُ‬
‫من دنيا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لق ْد جاءَ رسولُنا ‪ ‬إىل ِ‬
‫يكن له دعايةٌ َ‬ ‫الناس بالدعوة الربانية ‪ ،‬ومل ْ‬
‫فأقبل احملبُّون‬
‫يسكن قصراً ‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫يأكل منها ‪ ،‬ومل‬‫كانت له جنَّة ُ‬ ‫لق إليه َكْنٌز ‪ ،‬وما ْ‬ ‫فلم يُ َ‬
‫ْ‬
‫املشق ِة ‪ ،‬يوم كانوا قليالً مستضعفني يف‬ ‫وذروة من َّ‬ ‫ٍ‬ ‫شظف من ِ‬
‫العيش ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يبايعون على‬
‫كل ِ‬
‫احلب ‪.‬‬ ‫هِل‬ ‫ِ‬
‫الناس من حو ْم ‪ ،‬ومع ذلك أحبَّهُ أتباعُه َّ‬ ‫يتخطفهم ُ‬
‫ُ‬ ‫األرض خيافو َن أ ْن‬
‫ِ‬
‫السمعة ‪،‬‬ ‫ب ‪ ،‬وضيِّق عليهم يف ِ‬
‫الرزق ‪ ،‬وابتُلوا يف‬ ‫ِّع ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُحوصروا‪ /‬يف الش ْ‬
‫احلب ‪.‬‬
‫كل ِّ‬ ‫الناس ‪ ،‬ومع هذا أحبُّوه َّ‬ ‫ِ‬
‫القرابة ‪ ،‬وُأوذُوا من ِ‬ ‫وحوربوا من‬ ‫ُ‬
‫َّن‬ ‫ضاء ‪ ،‬وحبس آخرو َن يف ِ‬ ‫س ِحب بعضهم على الرم ِ‬
‫من تفن َ‬
‫ومنهم ْ‬
‫ْ‬ ‫العراء ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫احلب ‪.‬‬
‫كل ِّ‬ ‫ومع هذا أحبُّوه َّ‬ ‫الكفار يف تعذيبه ‪ ،‬وتأنَّقوا يف النكال به ‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫صباهم ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ُسلبوا أوطاهنم ودورهم وأهليهم وأمواهلم ‪ ،‬طُردوا من مرات ِع‬
‫احلب ‪.‬‬
‫كل ِّ‬ ‫شباهبم ومغاين أهل ِه ْم ‪ ،‬ومع أحبوهُ َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ومالعب‬
‫القلوب‬ ‫منهم‬ ‫وزلْ ِزلوا زلزاالً‪ /‬شديداً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ابُتلي املؤمنون ِ‬
‫ُ‬ ‫وبلغت ْ‬‫ْ‬ ‫بسبب دعوته ‪ُ ،‬‬
‫احلب ‪.‬‬
‫كل ِّ‬ ‫ومع أحبوه َّ‬ ‫ِ‬
‫احلناجر وظنُّوا باهلل الظنونا ‪َ ،‬‬‫َ‬
‫ِ‬
‫الوارفة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كأغصان الشجر ِة‬ ‫رؤوس ِهم‬ ‫ِ‬
‫للسيوف املصلَتَ ِة ‪ ،‬فكانت على ِ‬ ‫شباهبم‬ ‫ض صفوةُ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ُعِّر َ‬
‫ِ‬ ‫السيف ِظ ُّل‬
‫ِ‬
‫خضراء ُتْنبِ ُ‬
‫ت حولنا األزهارا‪/‬‬ ‫حديقة‬ ‫ظل‬ ‫َّ‬
‫وكأن َّ‬
‫نزهة ‪ ،‬او يف ليلة ٍ‬
‫عيد ؛‬ ‫للمعركة فكانوا يأتو َن املوت كأهنم يف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِّم رجاهُل م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وقُد َ‬
‫احلب ‪.‬‬
‫كل ِّ‬ ‫ألهنم أحبوه َّ‬ ‫ْ‬
‫فيؤدي رسالتَه ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫يعود بعدها إىل الدنيا‪ّ ، /‬‬‫لن َ‬ ‫لم أنه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫وي‬
‫َ‬ ‫برسالة‬ ‫هم‬
‫أحد ْ‬
‫يُْر َس ُل ُ‬
‫كل‬
‫ألهنم أحبوه َّ‬‫فيذهب راضياً ؛ ْ‪/‬‬ ‫ويعلم أهنا النهايةُ‬ ‫الواحد منهم يف َّ ٍ‬
‫ُ‬ ‫مهمة ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ث‬
‫ويُ َبع ُ‬
‫احلب ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بقدومه ‪،‬‬ ‫واستبشروا‬ ‫ِ‬
‫املنهجه ‪،‬‬ ‫ولكن ملاذا أحبُّوه وسعِ ُدوا‪ /‬برسالتِه ‪ ،‬واطمأنُّوا‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اتباع ِه ؟!‬
‫أجل ِ‬ ‫ومعاناة من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مشقة وج ٍ‬
‫هد‬ ‫وكل ٍ‬ ‫كل أ ٍمل َّ‬ ‫ونسوا َّ‬
‫ُ‬
‫واحلق ‪ ،‬لق ْد كا َن‬ ‫الرب ِّ‬ ‫ِ‬
‫عالمات ِّ‬ ‫وكل‬
‫والفرح ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫كل معاين اخل ِري‬ ‫فيه َّ‬ ‫إهنم رأوا ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫هِبِ ِِ‬
‫حبديثه‬ ‫هم‬
‫صدور ْ‬‫َ‬ ‫وأثلج‬
‫غليل قلو ْ‪/‬م حبنانه ‪َ ،‬‬ ‫َأبرد َ‬ ‫آيةً للسائلني يف معايل األمو ِر ‪ ،‬لق ْد َ‬
‫أرواح ُه ْم برسالتِه ‪.‬‬‫‪ ،‬وأ ْف َع َم َ‬
‫دعوته حساباً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قلوهبم الرضا ‪ ،‬فما حسبوا لآلالم يف ِ‬
‫سبيل‬ ‫سكب يف‬ ‫لق ْد‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫وتنغيص ‪.‬‬ ‫كل ُجْر ٍح و َك َد ٍ‪/‬ر‬ ‫أنساهم َّ‬ ‫نفوس ِهم من اليق ِ‬
‫ني ما‬ ‫وأفاض على ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫آصار‬ ‫لهم‬
‫‪/‬‬ ‫ص َقل ضمائرهم هبداه ‪ ،‬وأنار بصائرهم بسناه ‪ ،‬ألقى عن ِ‬
‫كواه‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫الوثنية ‪ ،‬وخلع من رقاهِب ‪/‬م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشرك‬ ‫تبعات‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وحط عن ظهو ِرهم َ‬
‫أوزار‬ ‫اجلاهلية ‪َّ ،‬‬
‫وصب على املشاع ِر ماءَ اليقني‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫والعداوة ‪،‬‬ ‫أرواحهم نار ِ‬
‫احلقد‬ ‫والضالل ‪ ،‬وأطفأ من ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬
‫وبردت أعصاهُب م ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫واطمأنت قلوهُب م ‪،‬‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫ت أبدانُ ُه ْ‪/‬م ‪،‬‬ ‫هم ‪ ،‬وسكنَ ْ‬ ‫نفوس ْ‬
‫فهدأت ُ‬ ‫ْ‬ ‫‪،‬‬
‫قربه ‪ ،‬والرضا‪ /‬يف رحابِِ‬ ‫العيش معه ‪ ،‬واألنس يف ِ‬
‫واألمن يف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫وجدوا َّلذةُ ِ ُ‬
‫امتثال أم ِر ِه ‪ ،‬والغِىن يف االقتداء به ‪.‬‬ ‫اتباعه ‪ ،‬والنجاة يف ِ‬ ‫ِ‬
‫صر ٍ‬ ‫ك لََت ْه ِدي ِإلَى ِ‬ ‫ين ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫َ‬ ‫اك ِإاَّل َر ْح َمةً لِّل َْعالَم َ‬ ‫﴿ َو َما َْأر َسلْنَ َ‬
‫ث فِي‬ ‫ات ِإلَى النُّو ِر ﴾ ‪ُ ﴿ ،‬ه َو الَّ ِذي َب َع َ‬ ‫ُّمستَ ِق ٍيم ﴾ ‪ ﴿ ،‬وي ْخ ِرج ُهمـ ِّم ِن الظُّلُم ِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ْح ْك َمةَ َوِإن‬ ‫ْكتَاب وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َر ُسوالً ِّم ْن ُه ْـم َي ْتلُو َعلَْي ِه ْم آيَاته َو ُي َز ِّكي ِه ْم َو ُي َعلِّ ُم ُه ُم ال َ َ‬ ‫اُأْلميِّ َ‬
‫ِّ‬
‫ص َر ُه ْم َواَأل ْغالَ َل الَّتِي‬ ‫ض ُع َع ْن ُه ْـم ِإ ْ‬ ‫ضاَل ٍل ُّمبِي ٍن ﴾‪َ ﴿ ،‬ويَ َ‬ ‫َكانُوا ِمن َق ْب ُل لَِفي َ‬
‫ول ِإ َذا َد َعا ُكم لِ َما يُ ْحيِي ُك ْم ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫لر ُس ِ‬ ‫استَ ِجيبُواْ لِلّ ِه َولِ َّ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم ﴾ ‪ْ ﴿ ،‬‬ ‫َكانَ ْ‬
‫َو ُكنتُ ْم َعلَ َى َش َفا ُح ْف َر ٍة ِّم َن النَّا ِر فََأن َق َذ ُكم ِّم ْن َها ﴾ ‪.‬‬
‫ويبتهجوا‬ ‫يسعدوا‪/‬‬ ‫هِت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫هلم أ ْن ُ‬ ‫وح َّق ْ‬ ‫هم وقدو ْم ‪ُ ،‬‬ ‫لق ْد كانوا سعداء ح ّقاً مع إمام ْ‬
‫‪.‬‬
‫ِ‬
‫النفوس من‬ ‫ِ‬
‫ومنقذ‬ ‫ِ‬
‫االحنراف ‪،‬‬ ‫العقول من ِ‬
‫أغالل‬ ‫ِ‬ ‫حمر ِر‬
‫صل وسلِّ ْم على ِّ‬
‫اللهم ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‪/‬‬
‫واألجماد ‪ ،‬جزاءَ ما بذلُوا وق ّد ُموا ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األصحاب‬ ‫وارض عن‬
‫َ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫ويالت الغوايِِ‪/‬ة ‪،‬‬
‫**************************************‬
‫الملَ َل ِم ْن حياتِ َ‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اطرد‬
‫امللل ؛ ألن النفس‬ ‫به‬ ‫يصي‬ ‫أن‬ ‫جدير‬ ‫واحدة‬ ‫إن من يعِش عمره على ٍ‬
‫وترية‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ ْ َُ‬
‫غايَر سبحانَهُ وتعاىل بني‬ ‫فإن اإلنسا َن ِ‬ ‫ملولةٌ ‪َّ ،‬‬
‫ولذلك َ‬ ‫َ‬ ‫بطبعه مَيَ ُّل احلالةَ الواحد َة ؛‬
‫وسهل‬ ‫وهنار ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ليل ٌ‬ ‫األزمنة واألمكنة ‪ ،‬واملطعومات واملشروبات ‪ ،‬واملخلوقات ‪ٌ ،‬‬
‫وحامض ‪ ،‬وق ْد ذكر‬ ‫ٌ‬ ‫وح ْل ٌو‬
‫وح ُرور ‪ُ ،‬‬ ‫وبارد ‪ ،‬وظلٌّ َ‬ ‫وحار ٌ‬ ‫وأسود ‪ٌّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وأبيض‬
‫ُ‬ ‫وجبَ ٌل ‪،‬‬
‫َ‬
‫اب ُّم ْختَلِ ٌ‬ ‫واالختالف يف كتابِِه ‪﴿ :‬ي ْخر ِ‬
‫ف‬ ‫ج من بُطُونِ َها َش َر ٌ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُّوع‬
‫اهللُ هذا التن َ‬
‫ْجبَ ِ‬ ‫شابِ ٍه﴾ ﴿و ِمن ال ِ‬ ‫شابِهاً َوغَْي َر ُمتَ َ‬ ‫ص ْنو ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫َ َ‬ ‫ان﴾ ﴿ ُمتَ َ‬ ‫َأل َْوانُهُ﴾ ﴿ص ْن َوا ٌن َوغَْي ُر َ‬
‫َّاس﴾ ‪.‬‬ ‫ام نُ َدا ِولُ َها َب ْي َن الن ِ‬
‫ْك األيَّ ُ‬‫ف َأل َْوا ُن َها﴾ ﴿ َوتِل َ‬‫يض َو ُح ْم ٌر ُّم ْختَلِ ٌ‬‫ُج َد ٌد بِ ٌ‬
‫صبِ َر َعلَ َى‬‫ألهنم أداموا أ ْكله ‪﴿ :‬لَن نَّ ْ‬ ‫ِ‬
‫مل بنو إسرائيل أجود الطعام ؛ ْ‬ ‫وقد َّ‬
‫اح ٍد﴾ ‪ .‬وكان املأمو ُن يقرُأ مر ًة جالساً ‪ ،‬ومر ًة قائماً ‪ ،‬ومر ًة وهو ميشي ‪ ،‬مث‬ ‫طَع ٍام و ِ‬
‫َ َ‬
‫ين يَ ْذ ُك ُرو َن اللّهَ قِيَاماً َو ُقعُوداً َو َعلَ َى ُجنُوبِ ِه ْم﴾ ‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫النفس ملولةٌ ‪﴿ ،‬الذ َ‬ ‫قال ‪ُ :‬‬
‫فأعمال قلبيَّةٌ وقوليةٌ وعمليةٌ‬ ‫ع َّ‬
‫واجلد َة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العبادات ‪ ،‬جَيِ ْد ُّ‬ ‫يتأم ِل‬
‫ٌ‬ ‫التنو َ‬ ‫ومن َّ‬
‫وسجود‬
‫ٌ‬ ‫قيام وركوعٌ‬‫وجهاد ‪ ،‬والصالةُ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وحج‬
‫وصوم ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫وماليةٌ ‪ ،‬صالةٌ وزكاةٌ‬
‫فعليه بالتنوي ِع يف عملِ ِه ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العطاء ِ‬ ‫فمن أراد االرتياح والنشاط‪ /‬ومواصلةَ‬ ‫وجلوس ‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ينوع الفنو َ‪/‬ن ‪ ،‬ما بني ٍ‬
‫قرآن وتفس ٍري‬ ‫ِ‬ ‫واطالع ِه وحياتِِه اليوميَّ ِة ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫فعند القراءة مثالً ِّ ُ‬
‫يوزع وقته ما بني‬ ‫عام ٍة ‪ ،‬وهكذا ‪ِّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫وثقافة َّ‬ ‫وتاريخ ٍ‬
‫وأدب‬ ‫ٍ‬ ‫وحديث ٍ‬
‫وفقه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وسرية‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫نفسهُ‬
‫َ‬ ‫جيد‬
‫ُ‬ ‫فسوف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ونزهة‬ ‫ورياضة‬ ‫‪،‬‬ ‫ضيوف‬ ‫واستقبال‬ ‫وزيادة‬ ‫‪،‬‬ ‫مباح‬
‫ٍ‬ ‫وتناول‬ ‫عبادة‬
‫اجلديد ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وتستملح‬
‫ُ‬ ‫التنويع‬
‫َ‬ ‫متوثِّبةً مشرقةً ؛ ألهنا ُّ‬
‫حتب‬
‫*************************************‬
‫دع ال َقلَ َق‬
‫ِ‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫ال حتز ْن ‪َّ ،‬‬
‫فإن ربك ُ‬
‫النور ‪،‬‬
‫وأبصر َ‪/‬‬
‫َ‬ ‫احلق‬
‫لكل من محَ َل َّ‬
‫ص ْد َر َك ﴾ ‪ :‬وهذا عامٌّ ِّ‬ ‫﴿ َألَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ‬
‫ك َ‬
‫ك اهلَُدى‪. /‬‬
‫وسلَ َ‬
‫﴿َأفَمن َشرح اللَّهُ ص ْدرهُ لِِإْل ساَل ِم َفهو َعلَى نُو ٍر ِّمن َّربِِّه َفويل لِّ ْل َق ِ‬
‫اسيَ ِة‬ ‫ٌَْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫يقسيها ‪.‬‬ ‫وباطل ِّ‬
‫ٌ‬ ‫يشرح الصدور‪، /‬‬ ‫ُ‬ ‫وب ُهم ِّمن ِذ ْك ِر اللَّ ِه ﴾ ‪ :‬إذاً فهناك ٌّ‬
‫حق‬ ‫ُقلُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدين غايةٌ ال‬ ‫ص ْد َرهُ لِإل ْسالَم﴾ ‪ :‬فهذا‪ُ /‬‬ ‫﴿فَ َمن يُ ِرد اللّهُ َأن َي ْهديَهُ يَ ْش َر ْح َ‬
‫يصل إليها إال املسدَّد ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يتيقن رعاية ِ‬ ‫﴿ الَ تَ ْح َز ْن ِإ َّن اللّهَ َم َعنَا ﴾ ‪ :‬يقوهُل ا ُّ‬
‫اهلل ‪ ،‬وواليته‬ ‫من َّ َ‬ ‫كل ْ‬
‫ونصره‪.‬‬
‫ولطفه َ‬
‫َّ ِ‬
‫اد ُه ْم ِإ َ‬
‫يماناً‬ ‫ش ْو ُه ْم َف َز َ‬ ‫َّاس َّن الن َ‬
‫َّاس قَ ْد َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْخ َ‬ ‫ال لَ ُهم الن ِإ‬
‫ين قَ َ ُ ُ‬ ‫﴿الذ َ‬
‫يل ﴾ ‪ :‬كفايتُه تكفيك ‪ ،‬وواليتُه حتميك ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوقَالُواْ َح ْس ُبنَا اللّهُ َون ْع َم ال َْوك ُ‬
‫ِِ‬ ‫ك اللّه وم ِن َّاتبع َ ِ‬
‫من سلك‬ ‫وكل ْ‬ ‫ين ﴾ ‪ُّ :‬‬ ‫ك م َن ال ُْمْؤ من َ‬ ‫﴿يَا َُّأي َها النَّبِ ُّي َح ْسبُ َ ُ َ َ َ َ‬
‫اجلادة حصل على هذا الفو ِز ‪.‬‬ ‫هذه َّ‬‫ِ‬
‫زائل‬
‫حي ‪ٌ ،‬‬ ‫ت َغْي ُر ٍّ‬ ‫وت﴾ ‪ :‬وما سواهُ فميِّ ٌ‪/‬‬ ‫ْح ِّي الَّ ِذي اَل يَ ُم ُ‬ ‫﴿ َوَت َو َّك ْل َعلَى ال َ‬
‫ذليل وليس بعزي ٍز ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َغْي ُر باق ‪ٌ ،‬‬
‫ك فِي َ‬
‫ض ْي ٍق ِّم َّما‬ ‫ص ْب ُر َك ِإالَّ بِاللّ ِه َوالَ تَ ْح َز ْن َعلَْي ِه ْم َوالَ تَ ُ‬
‫اصبِ ْر َو َما َ‬
‫﴿ َو ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين ُهم ُّم ْحسنُو َن﴾ ‪ :‬فهذه معيتهُ‬ ‫ين َّات َقواْ َّوالذ َ‬ ‫يَ ْم ُك ُرو َن{‪ِ }127‬إ َّن اللّهَ َم َع الذ َ‬
‫هم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تقواهم وجهاد ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫حبسب‬ ‫ِ‬
‫والوالية ‪،‬‬ ‫ِ‪/‬‬
‫والتأييد‬ ‫ِ‬
‫والرعاية‬ ‫ِ‬
‫باحلفظ‬ ‫اخلاصةُ ألولياِئِه‬
‫علواً يف‬ ‫‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫ين‬‫﴿والَ تَ ِهنُوا والَ تَ ْحزنُوا وَأنتُم اَأل ْعلَو َن ِإن ُكنتُم ُّمْؤ ِمنِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واملكانة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العبودية‬
‫نص ُرو َن ﴾‬ ‫ض ُّرو ُك ْم ِإالَّ َأذًى َوِإن ُي َقاتِلُو ُك ْم ُي َولُّو ُك ُم ُ‬
‫اَألدبَ َار ثُ َّم الَ يُ َ‬ ‫﴿ لَن يَ ُ‬
‫‪.‬‬
‫ي َع ِز ٌيز ﴾ ‪.‬‬ ‫ب اللَّهُ َأَل ْغلِبَ َّن َأنَا َو ُر ُسلِي ِإ َّن اللَّهَ قَ ِو ٌّ‬
‫﴿ َكتَ َ‬
‫وم اَأْل ْش َه ُ‬
‫اد ﴾‬ ‫ْحيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا َو َي ْو َم َي ُق ُ‬
‫ِ‬
‫آمنُوا في ال َ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫نص ُر ُر ُسلَنَا َوالذ َ‬ ‫﴿ ِإنَّا لَنَ ُ‬
‫‪.‬‬
‫يتأخَر ‪.‬‬
‫لن َّ‬‫ف ‪ ،‬ووع ٌد ْ‬ ‫لن خيْلَ َ‬
‫وهذا عه ٌد ْ‬
‫صير بِال ِْعب ِ‬
‫اد{‪َ }44‬فوقَاهُ اللَّهُ سيَِّئ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َْأم ِري ِإلَى اللَّه ِإ َّن اللَّهَ بَ ٌ َ‬
‫﴿ َوُأ َف ِّو ُـ‬
‫َم َك ُروا﴾ ‪.‬‬
‫﴿ َو َعلَى اللّ ِه َفلْيََت َو َّك ِل ال ُْمْؤ ِمنُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ب ‪ ،‬فلماذا حتز ُن يف هذا‬‫تعيش إال يوماً واحداً فَ َح ْس ُ‬
‫أنك ال ُ‬
‫ال حتز ْن وقد ِّْر َ‬
‫وتثور ؟!‬ ‫ِ‬
‫وتغضب ُ‬‫ُ‬ ‫اليوم ‪،‬‬
‫أمسيت فال تنتظ ِر‬
‫َ‬ ‫المساء ‪ ،‬وإذا‬
‫َ‬ ‫أصبحت فال تنتظر‬
‫َ‬ ‫يف األث ِر ‪ (( :‬إذا‬
‫الصباح )) ‪.‬‬
‫َ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املستقبل ‪ .‬قال‬ ‫ب ‪ ،‬فال تذك ِر املاضي ‪ ،‬وال ْ‬
‫تقلق من‬ ‫ِ ِ‬
‫تعيش يف حدود يومك فَ َح ْس ُ‬
‫أن َ‬ ‫والمعنى ‪:‬‬
‫ولك الساعةُ اليت أنت فيها‬ ‫ب‬
‫واملؤمل َغْي ٌ‬
‫فات َّ‬ ‫ما مضى َ‬
‫حدثت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫املصائب اليت‬ ‫وتذكَر املاضي ‪ ،‬واجرتار‪/‬‬‫االشتغال باملاضي ‪ُّ ،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫ِ‬
‫واجلنون ‪.‬‬ ‫ب من احلُ ْم ِق‬ ‫ض ْر ٌ‬
‫انتهت ‪ ،‬إمنا هو َ‬
‫ْ‬ ‫والكوارث اليت‬
‫َ‬ ‫ومضت ‪،‬‬
‫ْ‬
‫تعرب ِج ْسراً حىت تأتيَه ‪.‬‬
‫الصيين ‪ :‬ال ْ‬
‫ُّ‬ ‫يقول املثَ ُل‬
‫َ‬
‫تعيشها وتدر َكها‪/‬‬
‫وغمومها حىت َ‬
‫َ‬ ‫ومهومها‬
‫احلوادث َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫تستعجل‬ ‫ومعىن ذلك ‪ :‬ال‬
‫‪.‬‬
‫ك وق ْد وىَّل ‪،‬‬ ‫أمس َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أنت ثالثةُ أيام ‪ُ :‬‬‫آدم ‪ ،‬إمنا َ‬ ‫َأح ُد السلف ‪ :‬يا ابن َ‬ ‫يقول َ‬
‫ُ‬
‫فاتق اهللَ فيه ‪.‬‬
‫ويومك ِّ‬ ‫ِ‬
‫وغد َك وملْ يأت ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫كيف يعيش من حيمل مهوم املاضي ِ‬
‫يرتاح ْ‬
‫واملستقبل ؟! كيف ُ‬ ‫واليوم‬ ‫ُ ْ ُ َ‬
‫يتذكر ما صار وما جرى ؟! فيعيدهُ على ذاكرتِِه ‪ ،‬ويتأملُ لهُ ‪ ،‬وأمله ال ينفعُه ! ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أمسيت فال تنتظ ِر‬
‫َ‬ ‫المساء ‪ ،‬وإذا‬
‫َ‬ ‫أصبحت فال تنتظر‬
‫َ‬ ‫ومعىن ‪ (( :‬إذا‬
‫الع َم َل ‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬ ‫قصري ِ‬
‫األج َل ‪ ،‬وحُتْس ُن َ‬
‫تنتظر َ‬‫األمل ‪ُ ،‬‬ ‫أي ‪ :‬أن تكو ُن َ‬ ‫الصباح ))‪ْ :‬‬
‫َ‬
‫ِّب‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫جهودك‬
‫َ‬ ‫ز‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫فرت‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫تعيش‬ ‫‪/‬‬
‫ي‬ ‫الذ‬ ‫تطمح هبمومك لغ ِري هذا ِ‬
‫اليوم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫مهتماً بصحتِك ‪ ،‬مصلحاً أخالقَ َ‬
‫ك‬ ‫ك ّ‬ ‫حمسناً ُخل َق َ‬
‫فيه ‪ِّ ،‬‬ ‫وتصب اهتمامك ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ك‪،‬‬
‫أعمالَ َ‬
‫مع اآلخرين ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫وقف ـةٌ‬
‫ت‪،‬‬ ‫واقع ‪ ،‬واألقالمُ َج َّف ْ‬
‫واملقدور ٌ‪/‬‬
‫ُ‬ ‫ألن القضاءَ مفروغٌ منهُ ‪،‬‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫يؤخ ُر ‪،‬‬
‫ِّم يف الواق ِع شيئاً وال ِّ‬ ‫مستقر ‪ ،‬فحزنُك ال يقد ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫وكل أم ٍر‬
‫ويت ‪ُّ ،‬‬ ‫والصحف طُ ْ‬
‫ُ‬
‫ص‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يزيد وال يُنق ُ‬
‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫الشمس ‪ ،‬وإعاد َة‬ ‫وحبس‬
‫َ‬ ‫إيقاف الزم ِن ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ال تحز ْن ‪ :‬ألنك حبزنِك ُ‬
‫تريد‬
‫ورد النه ِر إىل منبعِ ِه ‪.‬‬
‫اخللف ‪َّ ،‬‬‫الساعة ‪ ،‬واملشي إىل ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عقارب‬
‫وتغي ُر‬
‫بعثر املاءَ ‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫فسد اهلواءَ ‪ ،‬وتُ ُ‬‫اهلوجاء تُ ُ‬ ‫كالريح ْ‬
‫ِ‬ ‫احلز َن‬
‫ألن َ‬
‫احلديقة الغن ِ‬
‫َّاء ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الورود اليانعة يف‬ ‫وتكسر‬ ‫السماءَ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويصب يف البح ِر ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ينحدر من البح ِر‬ ‫ِ‬
‫األمحق‬ ‫ألن احملزون كالنه ِر‬
‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والكاتب‬ ‫ٍ‬
‫مثقوبة ‪،‬‬ ‫قوة أنكاثاً ‪ ،‬وكالنافِ ِخ يف ٍ‬
‫قربة‬ ‫وكاليت نقضت غزهلا من ِ‬
‫بعد ٍ‬
‫ْ‬
‫بإصبعه على ِ‬
‫املاء ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أيامك يف‬ ‫ِ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫نفق َ‬ ‫احلقيقي سعادتُك وراحةُ بالك ‪ ،‬فال تُ ْ‬
‫َّ‬ ‫عمرك‬
‫فإن َ‬
‫ِ‬
‫إضاعة‬ ‫تسرف يف‬ ‫ِ‬
‫الغموم وال‬ ‫وتوزع ساعاتِك على‬
‫اهلم ‪ِّ ،‬‬ ‫احلز ِن ‪ِّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫وتبذ ْر لياليَك يف ِّ‬ ‫ْ‬
‫حيب املسرفني ‪.‬‬ ‫حياتِك ‪َّ ،‬‬
‫فإن اهلل ال ُّ‬
‫******************************‬
‫لفرح بتوبة اهلل عليك‬
‫جل يف‬‫قول ربِّك َّ‬ ‫وجيلب سعادتك ُ‬ ‫ُ‬ ‫وغمك ‪،‬‬ ‫ويزيل مهَّك َّ‬ ‫ُ‬ ‫صدرك ‪،‬‬
‫َ‪/‬‬ ‫يشرح‬
‫ُ‬ ‫أال‬
‫َأس َرفُوا َعلَى َأن ُف ِس ِه ْـم اَل َت ْقنَطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه ِإ َّن‬ ‫ين ْ‬
‫اد َّ ِ‬
‫ي الذ َ‬
‫ِ ِ‬
‫عاله ‪ ﴿ :‬قُ ْل يَا عبَ َ‬
‫الذنُوب ج ِميعاً ِإنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ﴾ ؟ فخاطََب ُه ْم بـ «يا عبادي»‬ ‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫اللَّهَ َي ْغف ُر ُّ َ َ‬
‫وخص الذين أسرفُوا ‪ ،‬ألهن ُم املكثرون من‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ألرواح ِه ْ‪/‬م ‪،‬‬ ‫تأليفاً لقلوهِبِ ْم ‪ ،‬وتأنيساً‬
‫واليأس من املغفر ِة وأخرب أنه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫القنوط‬ ‫وهناهم ع ِن‬‫الذنوب واخلطايا فكيف بغ ِريهم ؟! ْ‬
‫وصف نفسه‬ ‫َ‬ ‫وصغريها ‪ ،‬دقيقها وجليلَها ‪ .‬مث‬ ‫َ‬ ‫ملن تاب ‪ ،‬كبريها‬ ‫يغفر الذنوب كلَّها ْ‬ ‫ُ‬
‫الصفة ‪ ،‬فقال‬ ‫ِ‬ ‫يف اليت تقتضي كمال‬ ‫املؤكدة ‪ ،‬و «الـ » التعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالضمائ ِر‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫‪ِ ﴿ :‬إنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬
‫جل يف عاله ‪ ﴿ :‬والَّ ِذين ِإ َذا َفعلُواْ فَ ِ‬ ‫ِ‬
‫شةً‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫تسعد وتفر ُح بقول ِه َّ‬ ‫ُ‬ ‫أال‬
‫وب ِإالَّ اللّهُ َولَ ْم‬ ‫اسَت ْغ َف ُرواْ لِ ُذنُوبِ ِه ْم َوَمن َي ْغ ِف ُر ُّ‬
‫الذنُ َ‬ ‫َْأو ظَلَ ُمواْ َأْن ُف َ‬
‫س ُه ْم ذَ َك ُرواْ اللّهَ فَ ْ‬
‫ص ُّرواْ َعلَى َما َف َعلُواْ َو ُه ْم َي ْعلَ ُمو َن ﴾ ؟!‬ ‫يِ‬
‫ُ‬
‫سهُ ثُ َّم يَ ْسَت ْغ ِف ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جل يف عاله ‪َ ﴿ :‬وَمن َي ْع َم ْل ُسوءاً َْأو يَظْل ْم َن ْف َ‬ ‫وقول ِه َّ‬
‫اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ غَ ُفوراً َّرِحيماً ﴾ ؟!‬
‫وقولِِه ‪ِ ﴿ :‬إن تَ ْجتَنِبُواْ َكبَآِئَر َما ُت ْن َه ْو َن َع ْنهُ نُ َك ِّف ْر َعن ُك ْم َسيَِّئاتِ ُك ْم َونُ ْد ِخ ْل ُكم‬
‫ُّم ْد َخالً َك ِريماً ﴾ ؟!‬
‫اسَت ْغ َف ُرواْ‬ ‫َّ‬ ‫ِإ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقولِِ‬
‫وك فَ ْ‬ ‫س ُه ْم َجآُؤ َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫َأن‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ظ‬ ‫ذ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َأن‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫قائل‬ ‫من‬ ‫عز‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫ول لََو َج ُدواْ اللّهَ َت َّواباً َّرِحيماً ﴾ ؟!‬ ‫الر ُس ُ‬
‫اسَتغْ َف َر لَ ُه ُم َّ‬
‫اللّهَ َو ْ‬
‫صالِحاً ثُ َّم ْ‬ ‫ِِ‬
‫اهتَ َدى ﴾‬ ‫آم َن َو َع ِم َل َ‬ ‫اب َو َ‬ ‫ار لِّ َمن تَ َ‬ ‫وقوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬وِإنِّي لَغََّف ٌ‬
‫؟!‬
‫ت َن ْف ِسي‬ ‫ب ِإنِّي ظَلَ ْم ُ‬ ‫السالم نفساً قال ‪َ ﴿ :‬ر ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وملا َقتَ َل موسى عليه‬
‫فَا ْغ ِف ْر لِي َفغَ َف َر لَهُ﴾‪.‬‬
‫ك َوِإ َّن لَهُ ِعن َدنَا لَ ُزلْ َفى‬ ‫داود بعدما تاب وأناب ‪َ ﴿ :‬فغَ َف ْرنَا لَهُ ذَلِ َ‬ ‫وقال عن َ‬
‫آب ﴾ ‪.‬‬ ‫َو ُح ْس َن َم ٍ‬
‫قال‬
‫ملن َ‬ ‫أكرمهُ !! حىت إنه عرض رمحته ومغفرته ْ‬ ‫سبحانَهُ ما أرمَح هُ و َ‬
‫ث ثَالَثٍَة َوَما ِم ْن‬‫ين قَالُواْ ِإ َّن اللّهَ ثَالِ ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫يلبتثليث ‪ ،‬فقال عنهم ‪ ﴿ :‬ل َق ْد َك َف َر الذ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح ٌد وِإن لَّم ي َنتهواْ َع َّما ي ُقولُو َن لَيم َّ َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫اب‬
‫ين َك َف ُرواْ م ْن ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫س َّن الذ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ِإلَـه ِإالَّ ِإلَـهٌ َو َ ْ َ ُ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫َألِيم{‪َ }73‬أفَالَ يتوبو َن ِإلَى اللّ ِه ويست ْغ ِفرونَه واللّه غَ ُف ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫ََ ْ َ ُ ُ َ ُ ٌ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ٌ‬
‫تبارك وتعالى ‪ :‬يا ابن‬ ‫َ‬ ‫يقول اهللُ‬
‫صح عنهُ ‪ُ (( :‬‬ ‫ويقول ‪ ‬فيما َّ‬ ‫ُ‬
‫ت لك على ما كان منك‬ ‫غفر ُ‬
‫آدم ‪ ،‬إنك ما دعوتني ورجوتني إال ْ‬
‫ثم‬
‫السماء ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بلغت ذنوبُك َعنَا َن‬ ‫ْ‬ ‫وال أبالي ‪ ،‬يا ابن آدم ‪ْ ،‬لو‬
‫اب‬‫غفرت لك وال ُأبالي ‪ ،‬يا ابن آدم ‪ ،‬لو أتيتني ب ُقر ِ‬ ‫ُ‬ ‫استغفرتني‬
‫تشرك بي شيئاً ‪ ،‬ألتيتُك بقرابِها مغفرًة‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األرض خطايا ثم لقيتني ال‬
‫)) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالليل‬ ‫ط يدهُ‬ ‫يبس ُ‬
‫إن اهلل ُ‬ ‫ويف الصحيح عنهُ ‪ ‬أنه قال ‪َّ (( :‬‬
‫ِ‬
‫الليل ‪،‬‬ ‫ط يدهُ بالنهار ليتوب مسيءُ‬ ‫ويبس ُ‬
‫ُ‬ ‫ليتوب مسيءُ النها ِر ‪،‬‬‫َ‬
‫الشمس من مغربِها )) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫َ‬ ‫حتى‬
‫ِ‬
‫بالليل‬ ‫إنكم تُذنبون‬
‫ْ‬ ‫القدسي ‪ (( :‬يا عبادي ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويف احلديث‬
‫أغفر لكم )) ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫الذنوب جميعاً ‪ ،‬فاستغفروني‬ ‫َ‬ ‫أغفر‬
‫ُ‬ ‫والنها ِر ‪ ،‬وأنا‬
‫لم تذنبُوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحيح ‪ (( :‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬لو ْ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫بقوم آخرين يذنبون ‪ ،‬فيستغفرون اهلل ‪،‬‬ ‫لذهب اهلل بكم ولجاء ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫فيغفر لهم )) ‪.‬‬
‫ُ‬
‫لم تذنبوا لَ ِخ ْف ُ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صحيح ‪ (( :‬والذي نفسي بيده لو ْ‬ ‫ٍ‬ ‫حديث‬ ‫ويف‬
‫ب )) ‪.‬‬ ‫الذنب ‪ ،‬وهو العُ ْج ُ‬ ‫ِ‬ ‫أشد من‬‫عليكم ما هو ُّ‬
‫وخير الخطَّائين‬ ‫كم خطَّاءٌ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ويف احلديث الصحيح ‪ (( :‬كلُّ ْ‬
‫التوابون )) ‪.‬‬
‫عبده من أحدكم‬ ‫بتوبة ِ‬
‫ِ‬ ‫أفرح‬
‫ُ‬ ‫قال ‪ (( :‬هللُ‬
‫وصح عنه ‪ ‬أنه َ‬ ‫َّ‬
‫طعامهُ وشرابه ‪ ،‬فضلَّت منهُ في الصحراء‬ ‫ُ‬ ‫كان على راحلتِ ِه ‪ ،‬عليها‬
‫أسه ‪،‬‬‫‪ ،‬فبحث عنها حتى أيِس ‪ ،‬فنام ثم استيقظ فإذا هي عند ر ِ‬
‫َ‬
‫الفرح )) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك ‪ .‬أخطأ من َّش ِ‬
‫دة‬ ‫اللهم أنت عبدي ‪ ،‬وأنا ربُّ َ‬ ‫فقال ‪َّ :‬‬
‫إن عبداً أذنب ذنباً فقال ‪ :‬اللهم‬ ‫قال ‪َّ (( :‬‬
‫وصح عنه ‪ ‬أنه َ‬ ‫َّ‬
‫الذنوب إال أنت ‪ ،‬ثم أذنب ذنباً ‪،‬‬
‫َ‬ ‫يغفر‬
‫اغفر لي ذنبي فإنهُ ال ُ‬ ‫ْ‬
‫الذنوب إال أنت ‪ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫يغفر‬
‫اغفر لي ذنبي فإنه ال ُ‬
‫ْ‬ ‫اللهم‬
‫فقال ‪َّ :‬‬
‫الذنوب إال‬
‫َ‬ ‫يغفر‬
‫اغفر لي ذنبي فإنه ال ُ‬
‫ْ‬ ‫اللهم‬
‫أذنب ذنباً ‪ ،‬فقال ‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫بالذنب‪،‬‬ ‫أن له ربّاً يأخ ُذ‬‫وجل علِ َم عبدي َّ‬‫َّ‬ ‫عز‬
‫أنت ‪ .‬فقال اهللُ َّ‬
‫فليفعل عبدي ما شاء))‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الذنب ‪،‬‬ ‫ويعفو عن‬
‫أغفر له ‪.‬‬
‫ويندم ‪ ،‬فإين ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويستغفر‬
‫ُ‬ ‫يتوب‬
‫ُ‬ ‫والمعنى ‪ :‬ما دام أنهُ‬
‫***************************************‬
‫ٍ‬
‫بقضاء وق َدر‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫كل‬
‫ُّ‬
‫أتباع‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم ‪ِ ،‬‬ ‫معتقد ِ‬
‫أهل‬ ‫وقد ٍر ‪ ،‬وهذا‬ ‫ٍ‬
‫بقضاء‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫كل‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫اهلل وبإذنِه‬
‫الكون إال بعل ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫يقع شيءٌ يف‬
‫ال ُ‬ ‫رسول اهلدى ‪ ‬؛ أنهُ‬
‫ِ‬
‫وبتقدي ِره ‪.‬‬
‫ض َواَل فِي َأن ُف ِس ُك ْم ِإاَّل فِي كِتَ ٍ‬
‫اب ِّمن َق ْب ِل‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫﴿ ما َأص ِ ِ ٍ ِ‬
‫اب من ُّمصيبَة في ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ك َعلَى اللَّ ِه يَ ِس ٌير ﴾ ‪.‬‬ ‫َأن َّن ْب َر ََأها ِإ َّن ذَلِ َ‬
‫﴿ ِإنَّا ُك َّل َش ْي ٍء َخلَ ْقنَاهُ بَِق َد ٍر ﴾ ‪.‬‬
‫س‬‫اَألم َو ِال َواألن ُف ِ‬
‫ص ِّم َن َ‬ ‫وع َوَن ْق ٍ‬
‫ْج ِ‬ ‫ش ْي ٍء ِّم َن الْ َخ ْ‬
‫وف َوال ُ‬ ‫﴿ َولَنَْبلُ َونَّ ُك ْم بِ َ‬
‫ش ِر َّ ِ‬ ‫والثَّمر ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫الصاب ِر َ‬ ‫ات َوبَ ِّ‬ ‫َ ََ‬
‫أمره كلَّه له خير ‪،‬‬ ‫إن َ‬ ‫احلديث ‪ (( :‬عجباً ألم ِر المؤم ِن !! َّ‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫ضراءُ صبر‬
‫أصابته َّ‬
‫ْ‬ ‫سراءُ شكر فكان خيراً له ‪ ،‬وإ ْن‬ ‫إ ْن أصابْتهُ َّ‬
‫وليس ذلك إال للمؤمن )) ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فكان خيراً له ‪،‬‬
‫ِ‬
‫فاسأل اهللَ ‪ ،‬وإذا‬ ‫سألت‬
‫َ‬ ‫وصح عنه ‪ ‬أنه قال ‪ (( :‬إذا‬ ‫َّ‬
‫أن األمةَ لو اجتمعُوا على أ ْن ينفعوك‬ ‫واعلم َّ‬ ‫استعنت فاستعن ِ‬
‫باهلل ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫بشيء قد كتبهُ اهللُ لك ِ ‪ ،‬وإن اجتمعوا‬ ‫ٍ‬ ‫ينفعوك إال‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫بشيء لم‬
‫عليك ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫يضروك إال بشيء ق ْد كتبهُ اهللُ‬
‫لم ُّ‬ ‫بشيء‬ ‫وك‬‫يضر َ‬
‫على أن ُّ‬
‫الصحف )) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وجف ِ‬
‫ت‬ ‫األقالم ‪َّ ،‬‬ ‫ر ِ‬
‫فعت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واعلم أن ما أصابك لم يكنع‬ ‫ِ‬
‫احلديث الصحيح أيضاً ‪(( :‬‬ ‫ويف‬
‫ْ‬
‫لم يكن ليصيبَك )) ‪.‬‬ ‫أخطأك ْ‬
‫َ‬ ‫لِيخطَئك ‪ ،‬وما‬
‫القلم يا أبا هريرة بما أنت‬
‫ُ‬ ‫قال ‪َّ (( :‬‬
‫جف‬ ‫وصح عنه ‪ ‬أنه َ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬
‫الق )) ‪.‬‬
‫واستعن‬
‫ُ‬ ‫احرص على ما ينفعُك ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫قال ‪(( :‬‬ ‫وصح عنه ‪ ‬أنهُ َ‬ ‫َّ‬
‫فعلت كذا لكان كذا وكذا ‪،‬‬ ‫تقل ‪ :‬لو أني‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تعجز ‪ ،‬وال ْ‬ ‫ْ‬ ‫باهلل وال‬
‫شاء َف َع َل )) ‪.‬‬ ‫قدر اهللُ وما َ‬ ‫قل ‪َّ :‬‬ ‫ولكن ْ‬ ‫ْ‬
‫للعبد إال‬‫ِ‬ ‫قضاء‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫صحيح عنه ‪ (( : ‬ال يقضي اهللُ‬ ‫ٍ‬ ‫حديث‬ ‫ويف‬
‫كان خيراً له )) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫للعبد‬ ‫هي َخْيٌر‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫املعصية‬ ‫ابن تيميةَ عن‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫شيخ اإلسالم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُسئل‬
‫التوبة ‪ ،‬واالستغفا ِر واالنكسا ِر ‪.‬‬ ‫الندم و ِ‬ ‫بشرطها من ِ‬ ‫ِ‬ ‫نعم‬
‫قال ‪ْ :‬‬ ‫؟ َ‬
‫سى َأن تُ ِحبُّواْ‬ ‫َّ‬
‫سى َأن تَ ْك َرُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر ل ُك ْم َو َع َ‬ ‫وقولُه سبحانه ‪َ ﴿ :‬و َع َ‬
‫ن ﴾ ‪.‬‬ ‫َش ْيئاً َو ُه َو َش ٌّر لَّ ُك ْم َواللّهُ َي ْعلَ ُم َوَأنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُمو َ‬
‫غرِز‬
‫املقادير على ْ‬ ‫ُ‬ ‫جتري‬ ‫املقادير فلُمين أو فَ َذ ْر‬ ‫ُ‬ ‫هي‬
‫َ‬
‫*****************************************‬
‫انتظ ِر َ‬
‫الفر َج‬
‫انتظار ال َف َر ِج » ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العبادة ‪:‬‬ ‫أفضل‬ ‫الرتمذي ‪« :‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫احلديث عند‬ ‫يف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الص ْب ُح بَِق ِر ٍ‬
‫يب ﴾ ‪.‬‬ ‫س ُّ‬ ‫﴿ َألَْي َ‬
‫تقب ال َفْت َح من‬ ‫الصباح ‪ ،‬وار ِ‬ ‫فانظر إىل‬
‫ِ‬ ‫الح ‪ْ ،‬‬ ‫صْب ُح املهمومني واملغمومني َ‬ ‫ُ‬
‫َّاح ‪.‬‬
‫الفت ِ‬
‫احلبل انقطع » ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اشتد‬ ‫العرب ‪ « :‬إذا‬ ‫تقول ُ‬ ‫ُ‬
‫فانتظر فرجاً وخمرجاً ‪.‬‬ ‫األمور ‪،‬‬ ‫والمعنى ‪ :‬إذا تأز ِ‬
‫َّمت‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫جل‬
‫وقال َّ‬ ‫وقال سبحانَهُ وتعاىل ‪َ ﴿ :‬وَمن َيت َِّق اللَّهَ يَ ْج َعل لَّهُ َم ْخ َرجاً ﴾ ‪َ .‬‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫شأنُه‪َ ﴿ :‬وَمن َيت َِّق اللَّهَ يُ َك ِّف ْر َع ْنهُ َسيَِّئاتِه َوُي ْعظ ْم لَهُ ْ‬
‫َأجراً ﴾ ‪َ ﴿ .‬وَمن َيت َِّق اللَّهَ يَ ْج َعل‬
‫لَّهُ ِم ْن َْأم ِرِه يُ ْسراً ﴾ ‪.‬‬
‫ب‪:‬‬
‫العَر ُ‬
‫وقالت َ‬
‫مث يذهنْب َ وال جين َّْه‬ ‫ات مثَّ َيْنجلِين َّْه‬
‫الغَ َمر ُ‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫كم سروٍر قد أتى َب ْع َد األسى‬‫وْ‬ ‫إياس قد أتى‬ ‫كم فرٍج َب ْع َد ٍ‬‫ْ‬
‫ائق من َش ْو ِك َّ‬
‫السفا‬ ‫ُح ْل َو اجلىَن الر َ‬ ‫العرش جىن‬‫الظن بذي ِ‬ ‫من حيس ِن َّ‬
‫شاء )) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْيظن بي ما َ‬ ‫ظن عبدي بي ‪ ،‬فل َّ‬ ‫الصحيح ‪ (( :‬أنا عند ِّ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫ِ‬
‫ص ُرنَا َفنُ ِّج َي َمن‬ ‫الر ُس ُل َوظَنُّواْ ََّأن ُه ْم قَ ْد ُكذبُواْ َج ُ‬
‫اءه ْم نَ ْ‬ ‫َأس ُّ‬ ‫﴿ َحتَّى ِإ َذا ْ‬
‫اسَت ْي َ‬
‫نَّ َ‬
‫شاء ﴾ ‪.‬‬
‫وقولهُ سبحانَهُ ‪ ﴿ :‬فَِإ َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسراً{‪ِ }5‬إ َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسراً ﴾ ‪.‬‬
‫يغلب عُ ْس ٌر يُ ْس َريْن‬
‫لن َ‬ ‫وبعض ُهم جيعلُهُ حديثاً ‪ْ (( : -‬‬
‫بعض املفسرين – ُ‬
‫قال ُ‬
‫)) ‪.‬‬
‫ث َب ْع َد ذَلِ َ‬
‫ك َْأمراً ﴾ ‪.‬‬ ‫وقال سبحانهُ ‪ ﴿ :‬لَ َع َّل اللَّهَ يُ ْح ِد ُ‬
‫جل امسه‪َ﴿ :‬أال ِإ َّن نَصر اللّ ِه قَ ِريب﴾ ‪ِ ﴿.‬إ َّن رحم َ ِ‬
‫ت اللّه قَ ِر ٌ‬
‫يب ِّم َن‬ ‫ََْ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫وقال َّ ُ‬‫َ‬
‫ين﴾‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ال ُْم ْحسن َ‬
‫الص ْب ِر ‪ ،‬وأن ال َف َر َج َم َع‬
‫النص َر مع َّ‬
‫أن ْ‬ ‫واعلم َّ‬ ‫ِ‬
‫احلديث الصحيح ‪(( :‬‬ ‫ويف‬
‫ْ‬
‫ب )) ‪.‬‬ ‫ال ُك ْر ِ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬

‫فأقرب األم ِر أدناهُ إىل ال َفرِج‬


‫ُ‬ ‫فانتظر َفَرحاً‬
‫ْ‬ ‫أمر‬
‫تضايق ٌ‬
‫َ‬ ‫إذا‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫ٍ‬
‫شؤون تكو ُن أو ال‬ ‫يف‬ ‫ونامت عيو ُن‬
‫ْ‬ ‫أعني‬
‫سهرت ٌ‬ ‫ْ‬
‫اهلموم ُجنو ُن‬ ‫ـالنُك‬ ‫اهلم ما استطعت ِ‬
‫فح ْمـ‬ ‫فدع َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـس سيكفيك يف ٍ‬
‫غد ما‬ ‫ِ‬ ‫كفاك ما كا َن‬
‫َ‬ ‫إن ربّاً‬
‫َ‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫تنامن إال خايل ِ‬
‫البال‬ ‫َّ‬ ‫وال‬ ‫املقادير جتري يف‬ ‫دع‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫يغير اهلل ِمن ٍ‬
‫حال إىل‬ ‫ِ‬
‫غمضة عنْي ٍ‬ ‫بني‬
‫ما َ‬
‫ُّ ُ‬
‫************************************‬
‫وقفــة‬
‫وقصورك السامقةَ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫فإن أموالك اليت يف خزانتِك‬
‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ك‬ ‫اليأس ‪ :‬زيادةٌ يف ِ‬
‫احلزن واألسى و ِ‬‫ِ‬
‫ك ومهِّ َ‬ ‫أسف َ‬
‫َ‬ ‫وبساتينَك اخلضراءَ ‪ ،‬مع‬
‫ك ‪.‬‬‫وغم َ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الصيادلة ‪ ،‬ووصفةَ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫فإن عقاقري األطباء ‪ ،‬ودواء‬
‫وفرشت له عينك ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تسعد َك ‪ ،‬وق ْد أسكنت احلزن قلبَك ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الطبيب ال‬
‫جلدك ‪.‬‬
‫وبسطت له جواحنَك ‪ ،‬وأحلفتَه َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عتبات‬ ‫يد االنطراح على‬
‫متلك الدعاءَ ‪ ،‬وجُت ُ‬
‫ال تحز ْن ‪ :‬وأنت ُ‬
‫الثلث‬
‫ُ‬ ‫ومعك‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫امللوك ‪،‬‬ ‫ك‬‫بوبية ‪ ،‬وحُت سن املسكنة على أبواب ملِ ِ‬
‫الر ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‪/‬‬
‫السجود ‪.‬‬ ‫ني يف‬‫ولديك ساعةُ متريغ اجلب ِ‬
‫َ‬ ‫األخريُ من ِ‬
‫الليل ‪،‬‬
‫لك األرض‪ /‬وما فيها ‪ ،‬وأنبت لك‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫فإن اهلل َخلَ َق َ‬
‫هبيج ‪ ،‬وخنالً‬
‫زوج ٍ‬‫كل ٍ‬‫هبجة ‪ ،‬وبساتني فيها من ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ذات‬
‫حدائق َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫المعات ‪ ،‬ومخائل وجداول ‪،‬‬ ‫طلع نضي ٌد ‪ ،‬وجنوماً‬ ‫ٍ‬
‫باسقات له ٌ‬
‫ولكنَّك حتزن !!‬
‫وتستنشق اهلواء الطَّْلق ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تشرب املاء الزالل ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ال تحز ْن ‪ :‬فأنت‬
‫ليلك آمناً ‪.‬‬
‫َ‬ ‫قدميك معاىف ‪ ،‬وتنام‬
‫ْ‬ ‫ومتشي على‬
‫***************************************‬
‫أكثِ ْر من االستغفا ِر‬
‫الس َماء َعلَْي ُكم‬ ‫اسَت ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم ِإنَّهُ َكا َن غَ َّفاراً{‪ُ }10‬ي ْر ِس ِل َّ‬ ‫ْت ْ‬‫﴿ َف ُقل ُ‬
‫ِّم ْدراراً{‪ }11‬ويم ِد ْد ُك ـم بِ َْأمو ٍال وبنِين وي ْجعل لَّ ُكم جن ٍ‬
‫َّات َويَ ْج َعل لَّ ُك ْم َأْن َهاراً﴾‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُْ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪.‬‬
‫البال ‪ ،‬والرزق‬ ‫فأكثر من االستغفا ِ‪/‬ر ‪ ،‬لرتى الفرح وراحةَ ِ‬
‫ََ‬
‫الغزير ‪.‬‬ ‫والغيث‬
‫َ‬ ‫احلالل ‪ ،‬والذرية الصاحلةَ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سناً ِإلَى َ‬
‫َأج ٍل‬ ‫اسَتغْف ُرواْ َربَّ ُك ْم ثُ َّم تُوبُواْ ِإلَْيه يُ َمت ْ‬
‫ِّع ُكمـ َّمتَاعاً َح َ‬ ‫﴿ َوَأن ْ‬
‫ضلَهُ ﴾ ‪.‬‬ ‫ض ٍل فَ ْ‬ ‫ت ُك َّل ِذي فَ ْ‬ ‫ُّمس ًّمى ويْؤ ِ‬
‫َ َُ‬
‫كل‬
‫من ِّ‬ ‫من االستغفا ِر‬ ‫ِ‬
‫جعل اهللُ لهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ويف احلديث ‪ (( :‬من أكثر َ‬
‫ضيق مخرجاً )) ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬
‫هم َف َرجاً ‪ ،‬ومن ِّ‬ ‫ٍّ‬
‫اللهم‬
‫احلديث الذي‪ /‬يف البخاري ‪َّ (( :‬‬ ‫ُ‬ ‫وعليك بسيّ ِد االستغفار‪، /‬‬ ‫َ‬
‫أنت ربي ال إلهَ إال أنت ‪ ،‬خلقتني وأنا عب ُدك ‪ ،‬وأنا على ِ‬
‫عهدك‬
‫لك‬
‫صنعت ‪ ،‬أبوءُ َ‬
‫ُ‬ ‫شر ما‬
‫استطعت ‪ ،‬أعوذُ بك من ِّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ووعدك ما‬
‫يغفر الذنوب إال‬ ‫ِ‬ ‫بنعمتِك َّ‬
‫علي ‪ ،‬وأبوءُ بذنبي فاغف ْر لي ‪ ،‬فإنهُ ال ُ‬
‫أنت))‪.‬‬
‫**********************************‬
‫عليك بذك ِر ِ‬
‫اهلل دائماً‬ ‫َ‬
‫ِ ِئ‬ ‫ِ‬
‫وب ﴾ ‪ .‬وقال ‪:‬‬ ‫قال َ سبحانه ‪َ ﴿ :‬أالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْم ُّن الْ ُقلُ ُ‬
‫آمنُوا اذْ ُك ُروا اللَّهَ ِذ ْكراً‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿فَاذْ ُك ُروني َأذْ ُك ْر ُك ْم﴾ ‪ .‬وقال ‪ ﴿ :‬يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ين َ‬
‫آمنُوا‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َ‬ ‫َكثيراً{‪َ }41‬و َسبِّ ُحوهُ بُ ْك َر ًة َوَأصيالً ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪ ﴿ :‬يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ك ِإذَا‬ ‫اَل ُت ْل ِه ُك ْم َْأم َوالُ ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُك ْم َعن ِذ ْك ِر اللَّ ِه ﴾ ‪ .‬وقال ‪َ ﴿ :‬واذْ ُكر َّربَّ َ‬
‫ِ َّ‬ ‫يت ﴾ ‪ .‬وقال ‪ ﴿ :‬وسبِّح بِحم ِد ربِّ َ ِ‬ ‫نَ ِس َ‬
‫سبِّ ْحهُ‬‫وم{‪َ }48‬وم َن الل ْي ِل فَ َ‬ ‫ين َت ُق ُ‬ ‫كح َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬
‫آمنُواْ ِإ َذا لَِقيتُ ْم فَِئةً فَا ْثبُتُواْ‬ ‫ين‬ ‫وم ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪ ﴿ :‬يا َُّأيها الَّ ِ‬
‫ذ‬ ‫وِإدبار النُّج ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ ُ‬
‫َواذْ ُك ُرواْ اللّهَ َكثِيراً لَّ َعلَّ ُك ْم ُت ْفلَ ُحو َن ﴾ ‪.‬‬
‫يذكر ربَّه ‪َ ،‬مثَ ُل‬ ‫ِ‬
‫يذكر ربَّه والذي ال ُ‬ ‫الصحيح ‪َ (( :‬مثَ ُل الذي ُ‬ ‫ِ‬ ‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫ِ‬
‫والميت )) ‪.‬‬ ‫الحي‬
‫ِّ‬
‫اهلل ؟ قال‬ ‫رسول ِ‬ ‫َ‬ ‫المفردون )) ‪ .‬قالوا‪ : /‬ما املفِّردون يا‬ ‫وقوله ‪َ (( : ‬سبَ َق ِّ‬
‫(( الذاكرون اهلل كثيراً والذاكرات )) ‪.‬‬
‫بأفضل أعمالِ ِكم ‪ ،‬وأزكاها عند‬ ‫ِ‬ ‫أخبركم‬‫صحيح ‪ (( :‬أال ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫ويف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخي ٍر لكم من ِ‬ ‫ِ‬
‫عدوكم‬ ‫لكم من أن تلقوا َّ‬ ‫الذهب والو ِرق ‪ ،‬وخي ٍر ْ‬ ‫إنفاق‬ ‫مليك ُك ْم ْ ْ‬
‫اهلل ‪ .‬قال ‪ِ (( :‬ذ ْك ُر‬ ‫فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقُ ُكم )) ؟ قالوا ‪ :‬بلى يا رسول ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫اهلل )) ‪.‬‬‫ِ‬
‫إن‬ ‫أن رجالً أتى إىل رسول ‪ ‬فقال ‪ :‬يا رسول ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ويف حديث صحيح ‪َّ :‬‬
‫ث ِبه ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫فأخربين بشيء أتشبَّ ُ‬
‫ت ْ‬ ‫علي ‪ ،‬وأنا َكرِب ْ ُ‬
‫ت َّ‬‫شرائع اإلسالم ق ْد ُك َثر ْ‬
‫ك رطْباً بذك ِر ِ‬
‫اهلل )) ‪.‬‬ ‫يزال لسانُ َ‬
‫(( ال ُ‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫ال تيأس من رو ِح ِ‬
‫اهلل‬ ‫ْ ْ َْ‬
‫َأس ِمن َّر ْو ِح اللّ ِه ِإالَّ الْ َق ْو ُم الْ َكافِ ُرو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫ِإ‬
‫﴿ نَّهُ الَ َي ْي ُ‬
‫ِ‬
‫ص ُرنَا ﴾ ‪.‬‬ ‫اءه ْم نَ ْ‬ ‫الر ُس ُل َوظَنُّواْ ََّأن ُه ْم قَ ْد ُكذبُواْ َج ُ‬ ‫َأس ُّ‬ ‫﴿ َحتَّى ِإذَا ْ‬
‫اسَت ْي َ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫﴿ ونَ َّج ْينَاهُ ِمن الْغَ ِّم و َك َذلِ َ ِ‬
‫ك نُنجي ال ُْمْؤ من َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ْابتُلِ َي ال ُْمْؤ ِمنُو َن َو ُزلْ ِزلُوا ِزل َْزاالً‬
‫﴿ َوتَظُنُّو َن بِاللَّ ِه الظُّنُونَا{‪ُ }10‬هنَالِ َ‬
‫َش ِديداً﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫إليك‬
‫عمن أساء َ‬
‫اعف َّ‬
‫ُ‬
‫عليهم ‪:‬‬ ‫احلاقد‬
‫الناس ‪ُ ،‬‬ ‫املنتقم من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ‪/‬‬
‫ْ‬ ‫اص الباهظ ‪ ،‬وهو الذي يدفعُه ُ‬ ‫مثن ال َق َ‬
‫ُ‬
‫ودم ِه ‪ ،‬من أعصابِه ومن راحتِ ِه ‪ ،‬وسعادتِه وسرو ِر ِه ‪ ،‬إذا‬ ‫حلم ِه ِ‬
‫يدفعه من قلبِه ‪ ،‬ومن ِ‬
‫ُ‬
‫شك ‪.‬‬‫اخلاسر بال ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫غضب علي ِه ْم أو َح َق َد ‪ .‬إنه‬
‫َ‬ ‫أراد أ ْن َّ‬
‫يتشفى ‪ ،‬أو‬
‫ين‬ ‫ِِ‬ ‫وعالج ِه ‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وق ْد أخربنا اهلل سبحانه وتعاىل ِ‬
‫فقال ‪َ ﴿ :‬والْ َكاظم َ‬ ‫بدواء ذلك‬ ‫َ ُ‬
‫ين َع ِن الن ِ‬
‫َّاس ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظ َوال َْعاف َ‬
‫الْغَْي َ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫اهلِ‬
‫ض َع ِن الْج ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫و‬ ‫وقال ‪ُ ﴿ :‬خ ِذ الْع ْفو وْأمر بِالْعر ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ُْ‬
‫ك َو َب ْينَهُ َع َد َاوةٌ َكَأنَّهُ َولِ ٌّي‬
‫س ُن فَِإ ذَا الَّ ِذي َب ْينَ َ‬ ‫ِ‬
‫وقال ‪ ﴿ :‬ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي ْ‬
‫َأح َ‬ ‫َ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َحم ٌ‬
‫*************************************‬
‫عندك نعم كثيرة‬
‫اجلزيلة ‪ ،‬واش ُكره على ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلليلة ويف أعطياتِِه‬ ‫ِ‬ ‫فكر يف نِع ِم ِ‬
‫هذه النع ِ‪/‬م ‪،‬‬ ‫ُْ‬ ‫اهلل‬ ‫ِّ ْ َ‬
‫مغمور بأعطياتِِه ‪.‬‬ ‫ٌ‪/‬‬ ‫أنك‬
‫واعلم َ‬‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها ﴾ ‪.‬‬ ‫ص َ‬‫قال سبحانه وتعاىل ‪َ ﴿ :‬وِإن َتعُ ُّدواْ ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ‬
‫اطنَةً ﴾ ‪.‬‬ ‫اهرةً وب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأسبَ َغ َعلَْي ُك ْم ن َع َمهُ ظَ َ َ َ‬ ‫وقال ‪َ ﴿ :‬و ْ‬
‫وقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬و َما بِ ُكم ِّمن ِّن ْع َم ٍة فَ ِم َن اللّ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫بنعم ِه ِ‬
‫عليه ‪َ ﴿ :‬ألَ ْم نَ ْج َعل لَّهُ َع ْيَن ْي ِن{ـ‪}8‬‬ ‫العبد ِ‬ ‫يقرر ُ‬ ‫وقال سبحانه وهو ُ‬
‫َّج َديْ ِـن ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ساناً َو َش َفَت ْي ِن{‪َ }9‬و َه َد ْينَاهُ الن ْ‬‫َول َ‬
‫العافية ‪ ،‬ونعمةُ السم ِع ‪ ،‬ونعمةُ البص ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نِعم َت ْترى ‪ :‬نعمةُ ِ‬
‫احلياة ‪ ،‬ونعمةُ‬ ‫ٌَ َ‬
‫ِ‬
‫اهلداية الربانية‪:‬‬ ‫والغذاء ‪ ،‬ومن أجلِّها نعمةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‪/‬‬
‫واهلواء ‪،‬‬ ‫واليدي ِن والرجل ‪ِ ،‬‬
‫واملاء‬ ‫نْي‬
‫أتريد بليون دوالر يف عينيك ؟ أتريُد بليون دوال ٍر‬ ‫الناس ‪ُ :‬‬ ‫أحد ِ‬ ‫يقول ُ‬ ‫( اإلسالَ ُم ) ‪ُ .‬‬
‫أتريد بليون دوال ٍر يف يديك ؟ ُ‬
‫أتريد‬ ‫أتريد بليون دوالر يف رجليك ؟ ُ‬ ‫يف أذنيك ؟ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أديت ُش ْكَرها !! ‪.‬‬ ‫األموال الطائلة عندك وما َ‬ ‫كم من‬‫بليون دوال ٍر يف قلبك ؟ ْ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫الدنيا ال تستحق الحزن عليها‬
‫فصاحب‬ ‫هتتم ِ‬
‫بتوافه األمو ِر ‪،‬‬ ‫وينميها ويعم ُقها‪ : /‬أ ْن ال َّ‬‫يثبت السعادة ِّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫إن مما ُ‬
‫اهلمة ِ‬
‫العالية مهُّه اآلخرةُ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫هم ِ‬
‫لقاء‬ ‫اهلم مهّاً واحداً ‪َّ ،‬‬ ‫اجعل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد السلف وهو يُوصي أحد إخوانه ‪ْ :‬‬ ‫قال ُ‬
‫ضو َن اَل تَ ْخ َفى‬ ‫ِ‬
‫الوقوف بني يديْ ِه ‪َ ﴿ ،‬ي ْو َمِئ ٍذ ُت ْع َر ُ‬ ‫هم‬
‫هم اآلخرة ‪َّ ،‬‬
‫اهلل عز وجل ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫هم هذه احلياةُ‬ ‫أي ٍّ‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلم‬
‫ِّ‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫أقل‬
‫ُّ‬ ‫وهي‬ ‫إال‬ ‫مهوم‬ ‫هناك‬ ‫فليس‬ ‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ِمن ُكم َخافِ‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وجاهها وشهرهِت ا‬‫وأوالدها ‪ ،‬وأمواهِل ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫؟ مناصبِها ووظاِئفها ‪ ،‬وذهبِها وفضتِها‬
‫وقصو ِرها ودو ِرها ‪ ،‬ال شيء !!‬
‫س ُه ْم يَظُنُّو َن‬
‫جل وعال قد وصف أعداءَهُ املنافقني فقال ‪ََ ﴿ :‬أه َّم ْت ُه ْـم َأن ُف ُ‬
‫واهللُ ّ‬
‫بِاللّ ِه غَير الْح ِّق ﴾ ‪ ،‬فهمهم‪ : /‬أنفسهم وبطوهُن م وشهواهُت م‪ ، /‬وليست‪ /‬مِه‬
‫هلم َ ٌم عاليةٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُّ‬ ‫َْ َ‬
‫أبداً !‬
‫يبحث عن مَجَ ٍل لهُ أمحر ‪َ ،‬‬
‫وقال‬ ‫ُ‬ ‫ت الشجر ِة انفلت ُ‬
‫أحد املنافقني‬ ‫وملَّا بايع ‪ ‬الناس حَن َ‬
‫ِ‬
‫مغفور له إالَّ‬
‫ٌ‬ ‫فور َد ‪ « :‬كلُّ ْ‬
‫كم‬ ‫إيل من ْبيعت ُك ْم ‪َ .‬‬
‫أحب َّ‬
‫‪ :‬حلُصويل على مجلي هذا ُّ‬
‫اجلمل األمح ِر » ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صاحب‬
‫َ‬
‫احلر ‪ .‬فقال‬ ‫ِ‬
‫ألصحابه ‪ :‬ال تنفروا يف ِّ‬ ‫أمهتهُ نفسهُ ‪ ،‬وقال‬
‫إن أحد املنافقني ْ‬‫َّ‬
‫َّم َأ َش ُّد َح ّراً ﴾ ‪.‬‬
‫ار َج َهن َ‬
‫سبحانه ‪﴿ :‬قُ ْل نَ ُ‬
‫نفسه ‪ ،‬فقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬أالَ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫آخر ‪ ﴿ :‬اْئ َذن لي َوالَ َت ْفتنِّي ﴾ ‪ .‬ومهُّه ُ‬ ‫وقال ُ‬
‫فِي ال ِْف ْتنَ ِة َس َقطُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫اسَت ْغ ِف ْر لَنَا ﴾‬
‫وأهلوهم ‪َ ﴿ :‬شغَلَْتنَا َْأم َوالُنَا َو َْأهلُونَا فَ ْ‬
‫ْ‬ ‫أمهت ُه ْم أمواهُلُ ْم‬
‫وآخرون ْ‬
‫‪ .‬إهنِا اهلمومُ التافهةُ الرخيصةُ ‪ ،‬اليت حيملُها التافهون الرخيصون ‪ ،‬أما الصحابة‬
‫األجالَّء فإهنم يبتغون فضالً من ِ‬
‫اهلل ورضواناً ‪.‬‬ ‫ُ ْ‬
‫**********************************‬
‫الهم‬ ‫ِ‬
‫واطرد َّ‬ ‫ال تحز ْن‬
‫وأكثر‬
‫ُ‬ ‫قاتل ‪ ،‬والعطالَةُ بطالَةٌ ‪،‬‬‫راحةُ املؤمن َغ ْفلَةٌ ‪ ،‬والفراغُ ٌ‬
‫واهلواجس‬ ‫واألراجيف‬
‫ُ‬ ‫الناس مهوماً وغموماً وكدراً‪ /‬العاطلو َن الفارغو َ‪/‬ن ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫اجلاد املثم ِر ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫العمل‬ ‫ِ‬
‫املفاليس من‬ ‫رأس ِ‬
‫مال‬ ‫ُ‬
‫وز ْر‬
‫واكتب ُ‬‫ْ‪/‬‬ ‫وطالع ‪ ،‬واتْ ُل وسبِّ ْح ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وزاول‬
‫ْ‬ ‫واعمل ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫فتحرك‬
‫َّ‬
‫للفراغ ‪ ،‬إنك يوم تفرغُ‬ ‫ِ‬ ‫جتعل دقيقةً‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫‪ ،‬واستف ْد من وقتِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وتصبح ميداناً‬
‫ُ‬ ‫والوساوس ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واهلاجس‬
‫ُ‬ ‫والغم ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫اهلم‬
‫يدخل عليك ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الشيطان ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ألالعيب‬
‫*************************************‬
‫اطلب ثوابك من ربك‬
‫أحد ‪،‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬وال تنتظر شكراً من ٍ‬ ‫لوجه ِ‬
‫ِ‬ ‫اجعل عملك خالصاً‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الناس ‪ ،‬ووجدته لئيماً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ألحد من‬ ‫ٍ‬ ‫تغتم إذا أحسنت‬ ‫هتتم وال َّ‬ ‫وال َّ‬
‫فاطلب‬ ‫هذه اليد‪ /‬البيضاء ‪ ،‬وال احلسنة اليت أسديتها إليه ‪،‬‬ ‫ال يقدِّر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اهلل ‪.‬‬‫أجرك من ِ‬
‫ض َواناً ﴾ ‪.‬‬ ‫ضالً ِّم َن اللَّ ِه َو ِر ْ‬
‫يقول سبحانه عن أولياِئه ‪َ ﴿ :‬ي ْبَتغُو َن فَ ْ‬
‫َأج ٍر ﴾ ‪ ﴿ .‬قُ ْل َما َسَألْتُ ُكم‬ ‫ِِ‬ ‫ِئ‬
‫َأسَألُ ُك ْم َعلَْيه م ْن ْ‬
‫وقال سبحانه عن أنبيا ه ‪َ ﴿ :‬و َما ْ‬
‫َأِلح ٍد ِعن َدهُ ِمن ِّن ْع َم ٍة تُ ْج َزى﴾ ‪ِ ﴿ .‬إنَّ َما نُط ِْع ُم ُك ْـم لَِو ْج ِه‬
‫َأج ٍر َف ُه َو لَ ُك ْم﴾ ‪َ ﴿.‬و َما َ‬
‫ِّم ْن ْ‬
‫اللَّ ِه اَل نُ ِري ُد ِمن ُك ْم َج َزاء َواَل ُش ُكوراً﴾ ‪.‬‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫رف بني ِ‬
‫اهلل‬ ‫يذهب العُ ُ‬ ‫ال‬ ‫يعدم‬ ‫اخلري ال‬ ‫َم ْن ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يفعل َ‬
‫ِ‬
‫والناس‬ ‫جوا ِزيَهُ‬
‫ومينح ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ثيب ويعطي‬ ‫الواحد األحد وحدهُ فهو الذي‪ /‬يُ ُ‬ ‫َ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫فعامل‬
‫ويغضب ‪ ،‬سبحانهُ وتعاىل ‪.‬‬‫ُ‬ ‫وحياسب ‪ ،‬ويرضى‬ ‫ُ‬ ‫ويعاقب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫للصحابة ‪ :‬من القتلى ؟‬ ‫عمر‬
‫تل شهداءُ بقندهار ‪ ،‬فقال ُ‬ ‫قُ َ‬
‫عمر ‪،‬‬‫فدمعت عينا َ‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫وأناس ال تعرفُهم ‪.‬‬
‫فذكروا‪ /‬لهُ األمساء ‪ ،‬فقالوا ‪ٌ :‬‬
‫ولكن اهلل يعلَ ُمهم ‪.‬‬ ‫وقال ‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫األكالت‬ ‫فالو َذجاً ( من أفخ ِر‬
‫أحد الصاحلني رجالً أعمى ْ‬ ‫وأطعم ُ‬ ‫َ‬
‫لكن اهلل‬
‫فقال ‪َّ :‬‬
‫يأكل ! َ‬‫ُ‬ ‫) ‪ ،‬فقال أهلُه ‪ :‬هذا األعمى ال يدري ماذا‬
‫يدري !‬
‫ويعلم ما قدَّمته من خ ٍري ‪ ،‬وما‬‫ُ‬ ‫أن اهللَ ُمطَّلِ ٌع عليك‬ ‫ما دام َّ‬
‫ِ‬
‫الناس ‪.‬‬ ‫فضل ‪ ،‬فما عليك من‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫عملته من بٍّر وما أسديتهُ ْ‬
‫********************************‬
‫الالئمين وع ْذل العُ َّذ ِال‬
‫َ‬ ‫لوم‬
‫ك فِي َ‬
‫ض ْي ٍق ِّم َّما يَ ْم ُك ُرو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫ض ُّرو ُك ْم ِإالَّ َأ ًذى ﴾ ﴿ َوالَ تَ ُ‬ ‫﴿ لَن يَ ُ‬
‫اه ْم َوَت َو َّك ْل َعلَى اللَّ ِه َو َك َفى بِاللَّ ِه َوكِيالً ﴾ ‪َ ﴿ .‬فَب َّرَأهُ اللَّهُ ِم َّما قَالُوا‬
‫ع َأذَ ُ‬
‫﴿ َو َد ْ‬
‫﴾ ‪.‬‬

‫غالم حِب َ َج ْر‬ ‫أ ْن رمى ِ‬


‫فيه‬ ‫البحر أمسى‬ ‫يضر‬
‫ال ُّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أن الرسول ‪ ‬قال ‪ (( : :‬ال تبلِّغوني عن‬ ‫حديث حسن َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ويف‬
‫الصد ِر‬
‫سليم َّ‬ ‫إليكم وأنا‬ ‫أخرج‬ ‫ب أ ْن‬ ‫ُأح ُّ‬ ‫أصحابي سوءاً ‪ ،‬فإني ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫)) ‪.‬‬
‫***********************************‬
‫اليد ‪ ،‬فإن ِ‬
‫القلَّةُ معها‬ ‫ذات ِ‬ ‫ال تحز ْن من قلَّ ِة ِ‬
‫ْ‬
‫السالمةُ‬
‫ّ‬
‫الروح ‪ ،‬والقلَّةُ فيها السالمةُ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تعقدت‬ ‫اجلسم‬
‫ُ‬ ‫كلّما ترفَّهَ‬
‫ِ‬
‫عباده ‪ِ ﴿ :‬إنَّا‬ ‫والزهد يف الدنيا‪ /‬راحةٌ عاجلةٌ يقدِّمها اهللُ ملن شاءَ من‬ ‫ُ‬
‫ض َو َم ْن َعلَْي َها ﴾ ‪.‬‬‫اَأْلر َ‬
‫ث ْ‬ ‫نَ ْح ُن نَ ِر ُ‬
‫أحدهم ‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫األج ُّل‬ ‫ماء وخبز ِ‬
‫النعيم َ‬
‫ُ‬ ‫ذاك‬ ‫وظ ُّل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫قل‬
‫قلت إين ُم ُّ‬‫إ ْن ُ‬ ‫كفرت نعمةَ ريِّب‬
‫ُ‬
‫وارف !!‬
‫ٌ‬ ‫وظل‬
‫ٌ‬ ‫وخبز دافٌئ ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بارد‬
‫هي الدنيا إال ماءٌ ٌ‬‫ما َ‬
‫وقال الشافعي ‪:‬‬

‫آبار ت ْك ُرور‬ ‫ِ‬


‫ـب وفيضي َ‬ ‫َ‬ ‫أمطري لؤلؤاً‪ /‬مساء سرنْديـ‬
‫أعدم قربا‬
‫ُ‬ ‫لست‬
‫ُ‬ ‫مت‬
‫وإذا ُّ‬ ‫أعدم‬
‫ُ‬ ‫لست‬
‫ُ‬ ‫عشت‬
‫ُ‬ ‫أنا إ ْن‬
‫حر ترى املذلَّةَ ُك ْفرا‬ ‫ِ‬ ‫مهَّيت مِه‬
‫نفس ٍّ‬
‫ُ‬ ‫ونفسي‬ ‫امللوك‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اجلادين يف‬ ‫هِتِ‬
‫الصادقني يف دعو ْ‪/‬م ‪،‬‬
‫هم ‪َّ ،‬‬ ‫ِئ‬
‫ّ‬ ‫عزةُ الواثقني مبباد ْ‬ ‫إهنا َّ‬
‫رسالتِ ِه ْم ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫مما ُيَت َوقَّع‬
‫ال تحز ْن َّ‬
‫أكثر ما خُي اف ال يكو ُن !‬ ‫ِ‬
‫جد يف التوراة مكتوباً ‪ُ :‬‬ ‫ُو َ‬
‫األوهام يف‬
‫َ‬ ‫يقع ‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫الناس ال ُ‬
‫ُ‬ ‫يتخوفُهُ‬
‫َّ‬ ‫ومعناهُ ‪َّ :‬‬
‫إن كثرياً مما‬
‫ِ‬
‫األعيان ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلوادث يف‬ ‫ِ‬
‫األذهان ‪ ،‬أكثُر من‬
‫وتأن وال حتز ْن ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فتمه ْل‬
‫مبصيبة ‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومسعت‬ ‫حدث ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫إذا جاءك‬
‫َ‬
‫صحة هلا ‪ ،‬إذا كان هناك‬ ‫فإن كثرياً‪ /‬من األخبا ِر والتوقُّعات ال َّ‬ ‫َّ‬
‫يكن فأين يكو ُن؟!‬ ‫بحث عنهُ‪ ،‬وإذا مل ْ‬ ‫صارف للقد ٍر فيُ ُ‬ ‫ٌ‬
‫اد{‪َ }44‬فوقَاهُ اللَّهُ سيَِّئ ِ‬ ‫صير بِال ِْعب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َْأم ِري ِإلَى اللَّه ِإ َّن اللَّهَ بَ ٌ َ‬‫﴿ َُأ َف ِّو ُ‬
‫َم َك ُروا ﴾‪.‬‬
‫***********************************‬
‫سِ‬
‫اد‬ ‫والح َّ‬ ‫ِ‬
‫الباطل‬ ‫ن ْقد ِ‬
‫أهل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وحسده ْم – على ص ِربك ‪ ،‬مثَّ َّ‬
‫إن‬ ‫نقدهم‬ ‫مأجور – من‬ ‫فإنك‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫ترفس كلباً ميتاً ‪ ،‬والتافهني‬ ‫نقده ْم يساوي قيمتك ‪ ،‬مث َّ‬
‫إن الناس ال‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ال ُح َّساد هلم ‪.‬‬
‫هم ‪:‬‬
‫أحد ْ‬
‫قال ُ‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫وال ترى لِلَِئ ِام‬ ‫إن العرانني تلقاها حُمَ َّسد ًة‬
‫وقال اآلخر ‪:‬‬

‫وخصوم‬
‫ُ‬ ‫لهُ‬ ‫أعداءٌ‬ ‫فالناس‬
‫ُ‬ ‫َح َس ُدوا الفىت إ ْذ مل ينالوا‬
‫لذميم‬ ‫ِ‬ ‫كضرائ ِر‬
‫ُ‬ ‫إنهُ‬ ‫ومقتاً‬ ‫حسداً‬ ‫احلسناء ُق ْلن‬
‫وقال زهريٌ ‪:‬‬

‫منهم ما له‬
‫ْ‬ ‫ال ينزعُ اهلل‬ ‫حُم َّس ُدون على ما كان من‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫املوت ال أخلو ِم َن‬‫ِ‬ ‫حىت على‬ ‫هم حيسدوين على مويت فوا‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫احلسد‬ ‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ُ‬
‫أسفاً‬
‫سؤدد إال ُأصيب حبُ َّس ِد‬
‫ٍ‬ ‫ذا‬ ‫وشكوت ِمن ظل ِم الوشاةِ‬
‫َ‬
‫حمس ِد‬
‫املسكني غريُ َّ‬
‫ُ‬ ‫والتافهُ‬ ‫حمسداً‪/‬‬ ‫ِ‬
‫الكرام َّ‬ ‫ال زلت‪ِ /‬‬
‫ياسبط‬
‫عز‬ ‫ِ‬
‫الناس عنهُ ‪ ،‬فقال اهللُ َّ‬ ‫يكف ألسنةَ‬
‫َّ‬ ‫رب أ ْن‬ ‫سأل موسى َّ‬ ‫َ‬
‫اتخذت ذلك لنفسي ‪ ،‬إني أخل ُقهم‬‫ُ‬ ‫وجل ‪ (( :‬يا موسى ‪ ،‬ما‬ ‫َّ‬
‫ويشتُموننِي )) !!‬ ‫وأرز ُق ُه ْـم ‪ ،‬وإنهم يسبُّونَنِي‬
‫ابن‬
‫وجل ‪ :‬يسبُّني ُ‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫يقول اهللُ َّ‬‫وصح عنهُ ‪ ‬أنهُ قال ‪ُ (( :‬‬ ‫َّ‬
‫ابن آدم ‪ ،‬وما ينبغي له ذلك ‪َّ ،‬أم سبُّه إياي‬ ‫آدم ‪ ،‬ويشتمني ُ‬ ‫َ‬
‫والنهار كيف أشاءُ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الليل‬
‫َ‬ ‫ب‬‫الدهر ‪ ،‬أقلِّ ُ‬
‫ُ‬ ‫يسب الدهر ‪ ،‬وأنا‬ ‫ُّ‬ ‫فإنهُ‬
‫وليس لي صاحبةٌ‬ ‫َ‬ ‫فيقول ‪ :‬إ ّن لي صاحبةً وولداً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫شتمه إياي ‪،‬‬ ‫وأما ُ‬
‫وال ول ٌد))‪.‬‬
‫لن تستطيع أن تعتقل ألسنةَ البش ِر عن ْفري ِع ْر ِضك ‪،‬‬ ‫إنك ْ‬ ‫َ‬
‫اخلري ‪ ،‬وجتتنب كالمهم ونقدهم ‪.‬‬ ‫تفعل َ‬ ‫َ‬ ‫تستطيع أن‬
‫ُ‬ ‫ولكنك‬
‫قال حامتٌ ‪:‬‬

‫فقلت ٌمّري فانفذيين‬ ‫مسعت‬ ‫من غ ِري‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وكلمة حاسد ْ‬
‫ومل يند هلا أبداً جبيين‬ ‫علي ومل تعِْبين‬
‫وعابوها َّ‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫ِ‬
‫فمضيت مَثَّة ُ‬
‫قلت ال‬ ‫ُ‬ ‫السفيه‬ ‫أمر على‬
‫ولق ْ‪/‬د ُّ‬
‫ثالث ‪:‬‬
‫وقال ٌ‬
‫السكوت‬
‫ُ‬ ‫فخريٌ ِم ْن إجابِتِه‬ ‫ِ‬
‫السفيهُ فال جُت ْبهُ‬
‫إذا نَطَ َق َّ‬
‫ِ‬
‫واجلهابذة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النبالء والالمعني‬ ‫َّ‬
‫إن التافهني واملخوسني جيدون حتدِّياً سافراً من‬

‫كانت ذنويب َف ُق ْل يل كيف‬ ‫ْ‬ ‫إذا حماسين الالئي ُِأد ُّل هبا‬
‫أسهمهم‪/‬‬ ‫ارتفعت‬
‫‪/‬‬ ‫إذا‬ ‫‪،‬‬‫أعتذر؟!‬
‫ً‬‫ا‬
‫ُ‬ ‫اضطراب‬ ‫يعيشون‬ ‫ِ‬
‫الغالب‬ ‫يف‬ ‫ِ‬
‫الثراء‬ ‫أهل‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الدم عندهم ‪َ ﴿ ،‬ويْ ٌل لِّ ُك ِّل ُه َم َز ٍة لُّ َم َز ٍة{‪ }1‬الَّ ِذي َج َم َع َماالً‬ ‫ط ِ‬ ‫اخنفض ضغ ُ‬
‫َ‬
‫ْحطَ َم ِة ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َأن َمالَهُ َأ ْخلَ َدهُ{‪َ }3‬كاَّل لَيُنبَ َذ َّن في ال ُ‬ ‫ب َّ‬ ‫َو َع َّد َدهُ{‪ }2‬يَ ْح َ‬
‫سُ‬
‫أدر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬مث ْ‬ ‫صحيح‬
‫ٌ‬ ‫افعل ما هو‬ ‫أحد أدباء الغَْرب ‪ْ :‬‬ ‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫سخيف !‬ ‫ظهرك لكل ٍ‬
‫نقد‬ ‫ِّ‬
‫جارحة فيك ‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كلمة‬ ‫ترد على‬ ‫ِ‬
‫والتجارب ‪ :‬ال َّ‬ ‫ِ‬
‫الفوائد‬ ‫ومن‬
‫عز ‪،‬‬ ‫املعايب ‪ ،‬واحللم ٌّ‬‫ِ‬ ‫دفن‬ ‫ٍ‬
‫قصيدة ‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫االحتمال ُ‬
‫َ‬ ‫فإن‬ ‫مقولة أو‬
‫ونصف الذين‬ ‫ُ‬ ‫وشرف ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يقهر األعداء‪ ، /‬والعفو‪ /‬مثوبةٌ‬ ‫والصمت‪ُ /‬‬
‫اآلخر ما قرؤوه ‪ ،‬وغريهم ال‬ ‫ُ‬ ‫والنصف‬
‫ُ‬ ‫يقرؤون الشتم‪ /‬فيك نسوهُ ‪،‬‬
‫بالرد‬
‫ِّ‬ ‫وتعمقهُ‬
‫ِّ‬ ‫رس ْخ ذلك أنت‬ ‫السبب وما القضيةُ ! فال تُ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يدرون ما‬
‫على ما قيل ‪.‬‬
‫بنقص خب ِزهم‬ ‫ِ‬ ‫الناس مشغولون عين وعنك‬ ‫ِ‬
‫أحد احلكماء ‪ُ :‬‬ ‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫أحدهم ينُسيهم مويت وموتك ‪.‬‬ ‫وإن ظمأ ِ‬ ‫‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫بأعداد‬ ‫بيت مليء‬ ‫بيت فيه سكينةٌ مع خبز الشع ِري ‪ ،‬خري من ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫األطعمة ‪ ،‬ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫شهية من‬
‫***********************************‬
‫وقفــة‬
‫غفر‬
‫والذنب يُ ُ‬
‫َ‪/‬‬ ‫حيول ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واملصاب‬
‫َ‬ ‫يزول ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫املرض‬
‫َ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫فإن‬
‫يتوب‬
‫ُ‬ ‫يقدم ‪ ،‬والعاصي‪/‬‬
‫ُ‬ ‫والغائب‬
‫َ‪/‬‬ ‫فك ‪،‬‬‫يُ ُّ‬ ‫واحملبوس‬
‫َ‬ ‫‪ ،‬والدَّيْ َن يُقضى ‪،‬‬
‫والفقري يغتين ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫ينقشع ‪ ،‬والليل‬
‫ُ‬ ‫ال تحز ْن ‪ :‬أما ترى السحاب األسود كيف‬
‫تسكن ‪ ،‬والعاصفة كيف‬‫ُ‬ ‫صَر كيف‬‫الص ْر َ‬
‫البهيم كيف ينجلي ‪ ،‬والريح َّ‬
‫وعيشك إىل هناء ‪ ،‬ومستقبلُك إىل‬
‫ُ‬ ‫فشدائدك إىل رخاء ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫هتدأ ؟! إذاً‬
‫َنع ِ‬
‫ماء ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫الظل ‪ ،‬وظمُأ اهلاجر ِة‬‫ِّ‬ ‫وارف‬
‫ُ‬ ‫هليب الشمس يطفُئهُ‬ ‫ال تحز ْن ‪ُ :‬‬
‫سكنُها اخلُْب ُز الدافُِئ ‪ ،‬ومعاناةُ‬
‫اجلوع يُ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ضةٌ‬
‫وع َّ‬
‫املاءُ النمريُ ‪َ ،‬‬ ‫ربده‬
‫يُ ُ‬
‫ِ‬
‫العافية ‪ ،‬فما‬ ‫ِ‬
‫املرض يَُزيُلها لذي ُذ‬ ‫وآالم‬ ‫نوم لذي ٌ‪/‬ذ ‪،‬‬ ‫السه ِر‬
‫ُ‬ ‫يعقبُهُ ٌ‬
‫واالنتظار حلظةً ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إال الصربُ قليالً‬ ‫عليك‬
‫وتساءل الشعراء ‪ ،‬وبارت احليل ُأمام ِ‬
‫نفاذ القدر ِة ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ووقف العلماءُ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫فق ْد حا ِر األطباءُ ‪َ ،‬‬
‫وع َجَز احلكماءُ ‪،‬‬ ‫ال تحز ْن ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بن جبلةَ ‪:‬‬ ‫ووقوع القضاء ‪ ،‬وحتمية املقدو ِر قال ُّ‬
‫علي ُ‬ ‫ِ‬

‫نعلّ ُل نفسنا بعسى‬ ‫فرج يكو ُن عسى‬


‫عسى ٌ‬
‫َّفسا‬
‫يقبض الن َ‬
‫ُ‬ ‫ـت مهّاً‬ ‫القيـ‬
‫فال تقنط وإن ْ‬
‫فرج إذا ِ‬
‫يئسا‬ ‫ءُ ِم ْن ٍ‬ ‫املر‬
‫فأقرب ما يكو ُن ْ‬
‫ُ‬
‫***************************************‬
‫اختر لنفسك ما اختاره اهللُ لك‬
‫ْ‬
‫واشكر‬
‫ْ‬ ‫أفقرك ‪،‬‬
‫واصرب إذا َ‬
‫ْ‬ ‫قم إن أقامك ‪ ،‬واقع ْد إ ْن أقعدك ‪،‬‬
‫ْ‬
‫إذا أغناك ‪.‬‬
‫ِ‬
‫وباإلسالم ديناً ‪،‬‬ ‫فهذه من لوازم‪ (( : /‬رضيت ِ‬
‫باهلل رباً ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ومبحمد ‪ ‬نبياً )) ‪.‬‬
‫أحد ُه ْم ‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫فأولوا‪ /‬التدب ِري ه ْلكى‬ ‫دب ْر لك أمراً‬
‫ال تُ ِّ‬
‫حنن أوىل بِك ِمنكا‬ ‫ُ‬ ‫كمنا‬
‫وارض عنَّا إن َح ْ‬
‫َ‪/‬‬
‫***************************************‬
‫تصرفات الناس‬
‫تراقب ُّ‬
‫ْ‬ ‫ال‬
‫ضراً وال نفعاً ‪ ،‬وال موتاً وال حياة وال‬ ‫هَّن‬
‫فإ م ال ميلكون ّ‬
‫نشوراً ‪ ،‬وال ثواباً وال عقاباً ‪.‬‬
‫أحدهم ‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اجلسور‬ ‫ِ‬
‫باللذة‬ ‫وفاز‬ ‫مات مهّاً‬
‫ُ‬ ‫الناس َ‬
‫َ‬ ‫َم ْن راقب‪/‬‬
‫وقال بشَّار ‪:‬‬
‫ِ‬
‫بالطيبات الفاتِ ُ‬
‫ك‬ ‫وفاز‬ ‫يظفر‬
‫ْ‬ ‫من راقب الناس مل‬
‫امللوك جلالدونا‬ ‫ُ‬ ‫ش ْلو علم ِبه‬ ‫عي ٍ‬
‫إبراهيم بن أدهم ‪ :‬حنن يف ْ‬ ‫ُ‬ ‫قال‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بالسيوف ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫عليه‬
‫أهل‬ ‫ِ‬
‫أقول ‪ :‬إن كان ُ‬ ‫حال ‪ُ ،‬‬ ‫بالقلب ٌ‬ ‫ليمر‬
‫ابن تيمية ‪ :‬إنه ُّ‬ ‫وقال ُ‬
‫طيب ‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عيش‬ ‫مثل حالِنا إهنم يف‬ ‫اجلنة يف ِ‬ ‫ِ‬
‫الفرح‬
‫ِ‬ ‫يرقص طرباً ‪ ،‬من‬ ‫ُ‬ ‫حاالت‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫بالقلب‬ ‫ليمر‬
‫قال أيضاً ‪ :‬إنه ُّ‬
‫بذكر ِه سبحانه وتعاىل واألنس به ‪.‬‬
‫السجا ُن‬
‫َّ‬ ‫السجن ‪ ،‬وق ْد أغلق‬ ‫ل‬ ‫وقال ابن تيمية أيضاً عندما ِ‬
‫ُأدخ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اه ُرهُ ِمن‬
‫الرحمةُ وظَ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اب بَاطنُهُ فيه َّ ْ َ َ‬‫سو ٍر لَّهُ بَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫ب َب ْيَن ُهمـ ب ُ‬‫ض ِر َ‬
‫الباب ‪ ،‬قال ﴿ فَ ُ‬
‫اب ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫قبَله ال َْع َذ ُ‬
‫يفعل أعدائي يب ؟! أنا جنيت‬ ‫ماذا‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫وقال وهو يف سجنِ‬
‫ُ‬
‫إن قتلي شهادةٌ ‪،‬‬ ‫ت فهي معي ‪َّ ،‬‬ ‫سر ُ‬ ‫وبستاين يف صدري‪ ، /‬أىَّن ْ‬
‫وإخراجي من بلدي سياحةٌ وسجين خلوةٌ ‪.‬‬
‫فقد من‬ ‫ٍ‬
‫وأي شيء َ‬ ‫فقد اهلل ؟! ُّ‬ ‫أي شيء َو َج َد من َ‬ ‫يقولون ‪ُّ :‬‬
‫كل شيء ‪،‬‬ ‫من وجد اهلل وجد َّ‬ ‫وجد اهلل ؟! ال يستويان أبداً ‪ْ ،‬‬
‫شيء ‪.‬‬‫ٍ‬ ‫كل‬
‫ومن فقد اهلل فقد َّ‬ ‫ْ‬
‫هلل ‪ ،‬وال‬ ‫اهلل ‪ ،‬والحم ُـد ِ‬ ‫أقول ‪ :‬سبحان ِ‬ ‫ُ‬ ‫يقول ‪ (( : ‬إلن‬
‫الشمس ))‬
‫ُ‬ ‫طلعت عليه‬ ‫ْ‬ ‫إلي مما‬ ‫أحب َّ‬ ‫ُّ‬ ‫أكبر ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إله إال اهللُ ‪ ،‬واهللُ‬
‫‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نأكل‬
‫وأمواهلم ‪ُ :‬‬‫ْ‬ ‫هم ودو ِر ْ‬
‫هم‬ ‫األثرياء وقصو ِر ْ‪/‬‬ ‫السلف ع ِن‬ ‫أحد‬
‫قال ُ‬
‫اسب‬
‫وننظر وينظرون ‪ ،‬وال حُن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ونشرب ‪ ،‬ويشربون ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويأكلون ‪،‬‬
‫وحُي اسبون ‪.‬‬
‫ادى َك َما َخلَ ْقنَا ُك ْم ََّأو َل َم َّر ٍة ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿ َولََق ْد ِجْئتُ ُمونَا ُف َر َ‬
‫ص َد َق اللَّهُ َر ُسولَهُ ﴾ ‪ .‬واملنافقون يقولون ‪َّ ﴿ :‬ما‬ ‫املؤمنون يقولون ‪َ ﴿ :‬‬
‫َو َع َدنَا اللَّهُ َو َر ُسولُهُ ِإاَّل غُ ُروراً ﴾ ‪.‬‬
‫وتفكر فيها‬
‫ُ‬ ‫تستثمرها‬
‫ُ‬ ‫من صنع أفكا ِرك فاألفكا ُر اليت‬ ‫حياتُك ْ‬
‫ٍ‬
‫سعادة أو‬ ‫كانت يف‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫تؤثر يف حياتك ‪ ،‬سواءٌ‬ ‫وتعيشها هي اليت ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫شقاوة ‪.‬‬
‫ت ساقاه ‪،‬‬ ‫ملن بُرِت َ ْ‬
‫فانظر ْ‬
‫ْ‬ ‫أحدهم ‪ :‬إذا كنت حافياً ‪،‬‬ ‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫الرجلَنْي ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حتم ْد ربَّك على نعمة ْ‬ ‫َّ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫أضيق به ذرعاً إذا‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫اهلول قليب قبل‬
‫ُ‬ ‫ال ميُأل‬
‫************************************‬
‫أحسن إلى الناس‬
‫ِ‬
‫السعادة ‪ .‬ويف‬ ‫الناس طريق واسعةٌ من ِ‬
‫طرق‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫فإن اإلحسا َن على‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫القيامة ‪ :‬يا‬ ‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫حديث صحيح ‪َّ (( :‬‬‫ٍ‬
‫يقول لعبده وهو يحاسبُهُ‬
‫ُ‬ ‫إن اهلل‬
‫رب‬
‫أطعمك وأنت ُّ‬
‫ُ‬ ‫تطعمني ‪ .‬قال ‪ :‬كيف‬
‫ْ‬ ‫جعت ولم‬
‫ُ‬ ‫ابن آدم ‪،‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫فالن جاع فما‬ ‫العالمين ؟! قال ‪ :‬أما علمت َّ‬
‫أن عبدي فالن ابن‬
‫وجدت ذلك عندي ‪ .‬يا ابن آدم ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أطعمتَهُ‬
‫ْ‬ ‫إنك لو‬
‫أطعمتهُ ‪ ،‬أما َ‬
‫ْ‬
‫العالمين! قال ‪:‬‬
‫َ‬ ‫رب‬
‫فلم تسقني ‪ .‬قال ‪ :‬كيف أسقيك وأنت ُّ‬ ‫ظمئت ْ‬
‫ُ‬
‫ظمَئ فما أسقيته ‪ ،‬أما إنَّك‬ ‫ٍ‬
‫فالن ِ‬ ‫أن عبدي فالن ابن‬ ‫أما علمت َّ‬
‫ت فلم تعُدني‬ ‫ضُ‬ ‫ْلو أسقيته وج ْدت ذلك عندي ‪ .‬يا ابن آدم ‪ ،‬مر ْ‬
‫علمت َّ‬
‫أن‬ ‫رب العالمين ؟! قال ‪ :‬أما ْ‬ ‫أعودك وأنت ُّ‬‫ُ‬ ‫‪ .‬قال ‪ :‬كيف‬
‫فالن مرض فما ع ْدتَهُ ‪ ،‬أما إنك ْلو عدت ْه‬‫ٍ‬ ‫عبدي فالن ابن‬
‫وجدتني عندهُ ؟! )) ‪.‬‬
‫يقل كالسابقتني ‪ :‬وجدته‬ ‫هنا لفتةٌ وهي وجدتين عندهُ ‪ ،‬ومل ْ‬
‫ِ‬
‫احلديث ‪(( :‬‬ ‫ِ‬
‫املنكسرة قلوهُب م‪ ، /‬كاملريض ‪ .‬ويف‬ ‫عندي ؛ َّ‬
‫ألن اهلل عند‬
‫من بين‬ ‫ِ‬ ‫واعلم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫في ِّ ٍ‬
‫أن أدخل امرأ ًة بغيّاً ْ‬ ‫أجر )) ‪ْ .‬‬ ‫كل كبد رطبة ٌ‬
‫أطعم وسقى‬‫َ‬ ‫مبن‬
‫سقت كلباً على ظمأ ‪ .‬فكيف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ألهنا‬ ‫إسرائيل اجلنة ‪،‬‬
‫وكشف ال ُك ْربَةَ ؟!‬ ‫‪ ،‬ورفع‪ /‬الضائقة‬
‫فليعُد‬ ‫ٍ‬
‫فضل زاد َ‬ ‫ُ‬ ‫عنهُ ‪ ‬أنهُ قال ‪َ (( :‬م ْن كان لهُ‬ ‫صح‬
‫وق ْد َّ‬
‫ظه ٍر فليع ْد ِبه على‬
‫فضل ْ‬‫ُ‬ ‫ومن كان له‬ ‫زاد لهُ ‪ْ ،‬‬ ‫ِبه على َم ْن ال‬
‫مركوب ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫)) ‪ .‬أي ليس لهُ‬ ‫من ال ظهر لهُ‬
‫ْ‬
‫يقول‬ ‫أبيات له ٍ‬
‫مجيلة ‪ ،‬وهو ي ِ‬
‫وصي خادمهُ أ ْن يلتمس ضيفاً ُ‬ ‫وق ْد قال حامت يف ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ضيف فأنت ُحُّر‬
‫ٌ‬ ‫إذا أتى‬ ‫ليل ُّقر‬ ‫أوق ْد َّ‬
‫فإن الليل ٌ‬
‫ويقول المرأته ‪:‬‬
‫ِ‬
‫لست آكلُهُ‬
‫ُ‬ ‫أكيالً فإين‬ ‫صنعت الزاد‬ ‫إذا ما‬
‫وقال أيضاً ‪:‬‬

‫األحاديث‬ ‫ويبقى من ِ‬
‫املال‬ ‫ورائح‬ ‫إن املال ٍ‬
‫غاد‬ ‫أماوي َّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫حشرجت يوماً وضاق هبا‬
‫ْ‬ ‫إذا‬ ‫أماوي ما يُغين الثراءُ ع ِن الفىت‬
‫َّ‬
‫ويقول ‪:‬‬

‫ِغنانا وال أزرى بأحسابنا‬ ‫فما زادنا فخراً على ذي‬


‫وقال عروةُ بن ٍ‬
‫حزام‬ ‫ُ‬
‫واحلق‬
‫ُّ‬ ‫احلق‬
‫بوجهي شحوب ِّ‬ ‫أهتزُأ مين أن مسنِت وأن ترى‬
‫بارد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وأحسو قراح املاء واملاءُ ُ‬ ‫جسوم‬ ‫أوزعُ جسمي يف‬ ‫ِّ‬
‫اليهودي‬ ‫يهودي ‪ ،‬فكان يبدأ فيُطعم‬ ‫جار‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ابن املبارك لهُ ٌ‬ ‫وكان ُ‬
‫لليهودي ‪ :‬بعنا دارك ‪ .‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫أبنائه ‪ ،‬ويكسوه قبل أبناِئه ‪ ،‬فقالوا‪/‬‬ ‫ِ‬ ‫قبل‬
‫املبارك ! ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫جوار ابن‬ ‫وألف‬
‫ٌ‬ ‫ألف قيمتُها ‪،‬‬ ‫بألفي دينا ٍر ‪ٌ ،‬‬ ‫‪ :‬داري‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اإلسالم ‪ .‬فأسلم‬ ‫ِ‬ ‫اهد ِه إىل‬ ‫اللهم ِ‬ ‫املبارك بذلك ‪ ،‬فقال ‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫فسمع ابن‬
‫اهلل !‪.‬‬ ‫بإذن ِ‬ ‫ِ‬
‫أخذت غُراباً ْميتاً‬ ‫بقافلة ‪ ،‬فرأى امرأ ًة‬ ‫ٍ‬ ‫حاجاً‬ ‫ابن املبارك‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ومر ُ‬ ‫َّ‬
‫فقالت ‪ :‬ما لنا من ُذ‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫فأرسل يف أث ِرها غالمه فسأهلا ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مزبلة‬ ‫من‬
‫َ‬
‫القافلة يف‬‫ِ‬ ‫فدمعت عيناهُ ‪ ،‬وأمر بتوزي ِع‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫أيام إال ما يُلقى هبا ‪.‬‬ ‫ثالثة ٍ‬‫ِ‬
‫يقول‬
‫ُ‬ ‫منام ِه قائالً‬ ‫السنة ‪ ،‬فرأى يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫حجته تلك‬ ‫القرية ‪ ،‬وعاد وترك ّ‬
‫ِ‬
‫مغفور ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وذنب‬
‫ٌ‬ ‫مشكور ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وسعي‬
‫ٌ‬ ‫مربور ‪،‬‬
‫ٌ‪/‬‬ ‫حج‬
‫‪ٌّ :‬‬
‫وجل ‪َ ﴿ :‬و ُيْؤ ثُِرو َن َعلَى َأن ُف ِس ِه ْم َولَ ْو َكا َن بِ ِه ْم‬‫َّ‬ ‫عز‬
‫ويقول اهللُ َّ‬
‫ُ‬
‫اصةٌ ﴾ ‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫َخ َ‬
‫أحد ُه ْم ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أرضه‬ ‫عن صاحيب يف‬ ‫كنت امرًأ‬ ‫إين وأ ْن‬
‫ُ‬
‫وصوت‬
‫ُ‬ ‫وجميب دعوتِه‬
‫ُ‬ ‫وكاشف‬
‫ُ‬ ‫ملفيدهُ نصري‬
‫فضل‬
‫َ‬ ‫على‬
‫أن َّ‬ ‫يا ليت َّ‬ ‫وإذا ارتدى‪ /‬ثوباً مجيالً ملْ‬
‫املواهب ! وما أحسن السجايا‪/‬‬ ‫أجل‬
‫َّ‬ ‫وما‬ ‫!‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫اخل‬ ‫أمجل‬ ‫ما‬ ‫يا ِ‬
‫هلل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫!‬
‫الندم على‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اجلميل اح ٌد ولو أسرف ‪ ،‬وإمنا‬ ‫يندم على ْفع ِل‬
‫ال ُ‬
‫قل ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فعل اخلطأ وإ ْن َّ‬
‫أحد ُه ْم يف هذا املعىن ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫ت‬
‫أخبث ما ْأو َعْي َ‬
‫ُ‬ ‫والشر‬
‫ُّ‬ ‫اخلريُ أبقى وإ ْن طال الزما ُن‬
‫ِم ْن َز ِاد‬
‫***************************************‬ ‫ِبه‬
‫**‬
‫ت أذانك كلمةٌ نابيةٌ‬ ‫إذا َّ‬
‫صك ْ‬
‫َّ‬
‫تشفى أو‬ ‫واهجر مالمةَ َم ْن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الفضائل‬ ‫ص على مج ِع‬ ‫اح ِر ْ‬
‫ِ‬
‫ينقطع‬
‫ُ‬ ‫املوت‬ ‫لت وبعد‬‫قُبِ ْ‬ ‫سم‬
‫مو ُ‬
‫العمر ْ‬
‫َ‬ ‫واعلم َّ‬
‫بأن‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫احلساسية املرهفة من‬ ‫إن على ِ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬
‫علماء العص ِر ‪َّ :‬‬ ‫أحد‬
‫يقول ُ‬‫ُ‬
‫ِ‪/‬‬
‫النقد الظا ِمل اجلائ ِر‬ ‫ِ‬
‫الربود أمام‬ ‫النقد أ ْن يسكبوا يف أعصاهِب م مقادير من‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬
‫الحسد ما أ ْع َدلَهُ ‪ ،‬بدأ بصاحبِ ِه فقتلهُ » ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وقالوا‪ِ « : /‬‬
‫هلل َد ُّو‬
‫وقال املتنيب ‪:‬‬

‫ش‬ ‫العي ِ‬
‫وفضول ْ‬
‫ُ‬ ‫ما فاته‬ ‫عمرهُ الثاين‬ ‫ِذ ْك ُر الفىت‬
‫أشغال‬
‫ُ‬ ‫وحاجتُه‬
‫األجل جنةٌ حصينةٌ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫رضي اهللُ عنهُ ‪:‬‬ ‫علي‬
‫وقال ٌّ‬
‫ميوت مر ًة‬ ‫احلكماء ‪ :‬اجلبا ُن ميوت َّ ٍ‬
‫ُ‬ ‫مرات ‪ ،‬والشجاعُ‬ ‫ُ‬ ‫أحد‬
‫وقال ُ‬
‫واحد ًة ‪.‬‬
‫بعباده خرياً يف وقت األزمات ألقى عليهم النعاس‬ ‫ِ‬ ‫وإذا أراد اهلل‬
‫ُأحد ‪،‬‬ ‫ََأمنَةً منه‪ ،‬كما وقع النعاس على طلحة رضي اهلل عنه يف ُ‬
‫بال ‪.‬‬ ‫يده ‪َ ،‬أمناً وراحة ٍ‬ ‫مرات من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حىت سقط سي ُفه‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫يزيد وهو‬ ‫البدعة ‪ ،‬فق ْد نعس شبيب بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألهل‬ ‫نعاس‬ ‫وهناك‬
‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬
‫الناس ‪ ،‬وامرأتُهُ غزالةُ هي الشجاعةٌ‬ ‫ِ‬ ‫من أشج ِع‬ ‫ِِ‬
‫على بغلته ‪ ،‬وكان ْ‬
‫الشاعر ‪:‬‬ ‫احلجاج ‪ ،‬فقال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫طردت‬ ‫اليت‬
‫ُ‬
‫فتخاءُ َتْن ِف ُر ِمن صف ِري‬ ‫ِ‬
‫احلروب‬ ‫علي ويف‬ ‫أس ٌد َّ‬
‫جناحي‬
‫ْ‬ ‫أم كان قلبُك يف‬ ‫برزت إىل غزالةَ يف‬ ‫َ‬ ‫هالّ‬
‫صو َن بِنَا ِإالَّ ِإ ْح َدى‬‫وجل ‪ ﴿ :‬قُ ْل َه ْل َت َربَّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫وقال اهللُ تعاىل َّ‬
‫اب ِّمن ِع ِ‬
‫ند ِه َْأو بَِأيْ ِدينَا‬ ‫ِ‬
‫ص بِ ُك ْم َأن يُصيبَ ُك ُم اللّهُ بِ َع َذ ٍ ْ‬ ‫ْح ْسَنَي ْي ِن َونَ ْح ُن َنَت َربَّ ُ‬‫ال ُ‬
‫صو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫صواْـ ِإنَّا َم َع ُكم ُّمَت َربِّ ُ‬
‫َفَت َربَّ ُ‬
‫وت ِإالَّ بِِإ ْذ ِن اهلل كِتَاباً ُّمَؤ َّجالً‬
‫س َأ ْن تَ ُم َ‬ ‫وقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬و َما َكا َن لَِن ْف ٍ‬
‫اآلخ َر ِة نُْؤ تِِه ِم ْن َها َو َسنَ ْج ِزي‬
‫الد ْنيا نُْؤ تِِه ِم ْنها ومن ي ِر ْد َثواب ِ‬
‫َ ََ ُ َ َ‬ ‫اب ُّ َ‬ ‫َو َمن يُ ِر ْد َث َو َ‬
‫َّ ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫الشاك ِر َ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬

‫ك لَ ْن‬ ‫األبطال وحْي ِ‬


‫ِ‬ ‫ِمن‬ ‫طارت‬
‫ْ‬ ‫أقول هلا وق ْد‬
‫ُ‬
‫لك مل‬ ‫األجل الذي ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫سألت بقاء ٍ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإنك لو‬
‫مبستطاع‬ ‫ِ‬
‫اخللود‬ ‫نيل‬ ‫ِ‬ ‫فصرباً‪ /‬يف ِ‬
‫ِ‬ ‫فما ُ‬ ‫املوت صرْب اً‬ ‫جمال‬
‫الرياع‬
‫ِ‪/‬‬ ‫أخ اخلن ِع‬‫خلع عن ِ‬ ‫فيُ ُ‬ ‫بثوب ِعٍّز‬
‫ِ‬ ‫ثوب احلياة‬‫ُ‬ ‫وما‬
‫إي واهلل ‪ ،‬فإذا جاء أجلُهم ال يستأخرون عنه ساعةً وال‬
‫يستقدمون ‪.‬‬
‫علي رضي اهللُ عنه ‪:‬‬
‫قال ٌّ‬
‫يوم ال قُ ِّدر‪ْ /‬أم يوم قُ ِد ْ‪/‬ر‬ ‫افر‬
‫املوت ُّ‬‫ِ‬ ‫يومي ِمن‬ ‫َّ‬ ‫أي‬
‫ُّ‬
‫ومن املقدو ِ‪/‬ر ال ينجو‬‫ِ‬
‫يوم ال قُ ِّدر‪ /‬ال أرهبُهُ‬
‫لكم احلياةُ‬
‫ب ُ‬ ‫وقال أبو بك ٍر رضي اهللُ عنه ‪ :‬اطلبوا املوت تُ َ‬
‫وه ْ‬
‫‪.‬‬
‫*********************************‬
‫وقفــة‬
‫تستغفر لك‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يدافع عنك‪ ،‬واملالئكةُ‬ ‫ُ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫فإن اهلل‬
‫يشفع ‪،‬‬ ‫والنيب ‪‬‬ ‫ٍ‬
‫صالة ‪،‬‬ ‫كل‬
‫هم َّ‬ ‫ِئ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫واملؤمنون يشركونك يف دعا ْ‬
‫عدك وعداً حسناً ‪ ،‬وفوق هذا رمحةُ أرحم الرامحني ‪.‬‬ ‫والقرآ ُن يِ ُ‬
‫ف إىل‬ ‫ِ‬
‫سبعمائة ِض ْع ٍ‬ ‫فإن احلسنة بعشر أمثاهِل ا إىل‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫كثرية ‪ ،‬والسيئةُ مبثلها إال أ ْن يعفو ربك ويتجاوز ‪ ،‬فكم ِ‬
‫هلل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أضعاف‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ود!‬ ‫ِمن كرم ما مُس ع مثله ! ومن جود ال يقاربُه ُج ٌ‬
‫ِ‬
‫القبلة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأهل‬ ‫ِ‬
‫التوحيد ومَح ِلة امللَّ ِة‬ ‫رو ِاد‬
‫ال تحز ْن ‪ :‬فأنت من َّ‬
‫وتفرح‬ ‫وتندم إذا أذنبت ‪،‬‬ ‫وحب رسوله ‪، ‬‬ ‫ِّ‬ ‫حب ِ‬
‫اهلل‬ ‫أصل ِّ‬ ‫وعندك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إذا أحسنت ‪ ،‬فعندك خريٌ وأنت ال تدري ‪.‬‬
‫ال تحز ْن ‪ :‬فأنت على خ ٍري يف ضراِئك وسراِئك ‪ ،‬وغناك‬
‫أمره كلَّه‬
‫إن َ‬ ‫وفق ِرك ‪ ،‬وشدَّتِك ورخاِئك ‪ (( ،‬عجباً ألم ِر المؤم ِن ‪َّ ،‬‬
‫اء فشكر كان‬ ‫وليس ذلك إال للمؤم ِن ‪ْ ،‬ن أصابْته َّ‬
‫سر َ‬ ‫َ‬ ‫خير ‪،‬‬
‫له ٌ‬
‫ضراءُ فصبر فكان خيراً له )) ‪.‬‬ ‫أصابته َّ‬
‫ْ‬ ‫خيراً له ‪ ،‬وإ ْن‬
‫***********************************‬
‫ِ‬
‫الشدائد‬ ‫وتحم ُل‬
‫ُّ‬ ‫الصبر على المكا ِر ِه‬
‫ِ‬
‫والسعادة‬ ‫والنجاح‬
‫ِ‬ ‫طريق الفو ِز‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َواللّهُ ال ُْم ْسَت َعا ُن َعلَى َما‬
‫ص ْب ٌر َجم ٌ‬ ‫ص ْب ُر َك ِإالَّ بِاللّه ﴾ ‪ ﴿ .‬فَ َ‬
‫اصبِ ْر َو َما َ‬
‫﴿ َو ْ‬
‫تَ ِ‬
‫اصبِ ْر‬
‫صَب ْرتُ ْم ﴾ ‪َ ﴿ .‬و ْ‬ ‫ص ْبراً َج ِميالً ﴾ ‪َ ﴿ .‬سالَ ٌم َعلَْي ُكم بِ َما َ‬ ‫اصبِ ْر َ‬
‫ص ُفو َن ﴾‪﴿ .‬فَ ْ‬
‫صابُِرواْ َو َرابِطُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫اصبِ ُرواْ َو َ‬ ‫ك﴾﴿ ْ‬ ‫َأصابَ َ‬
‫َعلَى َما َ‬
‫العيش » ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حسن‬ ‫ِ‬
‫عمر رضي اهللُ عنهُ ‪ « :‬بالصرب أدركنا ْ‬ ‫قال ُ‬
‫فنون ‪ :‬الصربُ ‪ ،‬والدُّعاءُ ‪،‬‬ ‫املصائب ثالثةُ ٍ‬‫ِ‬ ‫السنة عند‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألهل‬
‫وانتظار ال َفَر ِج ‪.‬‬
‫ُ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ِ‬
‫املوت‬ ‫ولكنَّنا ُكنا على‬ ‫سقونا‬
‫سقينامُهُو كأساً ْ‬
‫سمعه من‬‫ويف حديث صحيح ‪ (( :‬ال أحد أصبر على أذى ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل ‪ :‬إنهم يزعمون َّ‬
‫أن له ولداً وصاحبةً ‪ ،‬وإنهُ يعافيهم ويرزقُهم‬
‫فصبر ))‬ ‫رحم اهللُ موسى ‪ ،‬ابتُلي باكثر من هذا‬‫)) ‪ .‬وقال ‪ِ (( : ‬‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫يتصب ْر يُصبِّر ْه اهللُ ))‬
‫‪.‬‬ ‫وقال ‪ (( : ‬من َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النفوس وألقوا دونهُ‬ ‫جهد‬ ‫للمجد والساعون‬ ‫دببت‬
‫َ‬
‫ومن‬
‫وعانق اجملد َم ْن أوىف ْ‬ ‫مل‬
‫وكابدوا اجملد حىت َّ‬
‫لن تبلغ اجملد حىت ت ْلعق‬
‫ْ‬ ‫أنت‬ ‫ِ‬
‫حتسب اجملد متراً َ‬ ‫ال‬
‫باألحالم ‪ ،‬وال بالرؤيا يف ِ‬
‫املنام ‪ ،‬وإمَّن ا‬ ‫ِ‬ ‫نال‬
‫إن املعايل ال تُ ُ‬
‫والع ْزِ‪/‬م ‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫باحلزم‬
‫************************************‬

‫ال تحز ْن من ِف ِ‬
‫عل ال َخل ِْق َم َع َ‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫الخالق‬ ‫فعلِهم مع‬
‫وانظر إلى ْ‬
‫ْ‬
‫يقول ‪ (( :‬عجباً لك يا‬
‫ُ‬ ‫الزهد ‪ ،‬أن اهلل‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتاب‬ ‫عند أمحد يف‬
‫َ‬
‫ب‬
‫وتشكر سواي ‪ ،‬أتحبَّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ابن آدم ! خلقتُك وتعب ُد غيري ‪ ،‬ورزقتُك‬
‫فقير‬
‫إلي بالمعاصي وأنت ٌ‬
‫ض َّ‬ ‫غني عنك ‪ ،‬وتتبغَّ ُ‬ ‫ِ‬
‫بالنعم وأنا ٌّ‬ ‫إليك‬
‫إلي صاع ٌد )) !! ‪.‬‬
‫وشرك َّ‬ ‫ُّ‬ ‫إلي ‪ ،‬خيري إليك ٌ‬
‫نازل ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫السالم أنه داوى ثالثني مريضاً‬
‫ُ‬ ‫وقد ذكروا يف سرية عيسى عليه‬
‫‪ ،‬وأبرأ عميان كثريين ‪ ،‬مث انقلبوا ضدَّه أعداءً ‪.‬‬
‫************************************‬
‫ِ‬
‫الرزق‬ ‫تعسر‬
‫من ُّ‬
‫ال تحز ْن ْ‬
‫العباد ‪ ،‬وق ْد َّ‬
‫تكف َل‬ ‫ِ‬ ‫األحد ‪ ،‬فعنده ِر ْز ُق‬‫ُ‬ ‫فإن الرزَّاق هو الواح ُد‬ ‫َّ‬
‫بذلك ‪َ ﴿ ،‬وفِي َّ‬
‫الس َماء ِر ْزقُ ُك ْم َو َما تُ َ‬
‫وع ُدو َن ﴾ ‪.‬‬
‫النفس‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫هُت‬ ‫الرزاق فلِم يتملَّق البشر ‪ ،‬ومِل‬ ‫فإذا كان اهللُ هو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫سبيل الرزق ألجل البش ِر ؟! قال سبحانه ‪َ ﴿ :‬و َما من َدآبَّة في ْ‬
‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫َّاس ِمن َّر ْح َم ٍة فَاَل‬
‫جل امسُه ‪َ ﴿ :‬ما َي ْفتَ ِح اللَّهُ لِلن ِ‬
‫ِإالَّ َعلَى اللّ ِه ِر ْز ُق َها ﴾ ‪ .‬وقال َّ‬
‫ك فَاَل ُم ْر ِس َل لَهُ ِمن َب ْع ِد ِه ﴾ ‪.‬‬
‫ك لَ َها َو َما يُ ْم ِس ْ‬
‫ُم ْم ِس َ‬
‫*********************************‬
‫تهو ُن المصائب‬
‫أسباب ِّ‬
‫ٌ‬
‫وجل ‪ِ ﴿ :‬إنَّ َما ُي َوفَّى‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫اهلل َّ‬ ‫واملثوبة من عند ِ‬
‫ِ‬ ‫انتظار األج ِر‬ ‫‪.1‬‬
‫ُ‬
‫اب ﴾ ‪.‬‬ ‫َأجر ُهم بِغَْي ِر ِحس ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الصاب ُرو َن ْ َ‬
‫‪ .2‬رؤيةُ املصابني ‪:‬‬
‫ت نفسي‬ ‫هِن‬ ‫ولوال كثرةُ الباكِني حويل‬
‫على إخوا ْ‪/‬م لََقَت ْل ُ‬
‫والتفت يَ ْسَر ًة ‪ ،‬هل ترى غال مصاباً أو ممتحناً ؟‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫ت مَيْنَةً‬ ‫ِ‬
‫فالتف ْ‬
‫سعد ‪.‬‬‫ٍ‬ ‫وكما قيل ‪ :‬يف كل ٍ‬
‫واد بنو‬ ‫ِّ‬
‫من غ ِريها ‪.‬‬ ‫أسهل ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪ .3‬وأهنا‬
‫العبد ‪ ،‬وإمنا يف دنياه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ليست يف ديِ ِن‬ ‫‪ .4‬وأهنا‬
‫ْ‬
‫أعظم منها أحياناً يف‬ ‫ُ‬ ‫وأن العبودية يف التسليم عند املكار ِه‬ ‫‪َّ .5‬‬
‫احملاب ‪.‬‬‫ِّ‬
‫‪ .6‬وأنه ال حيلة ‪:‬‬

‫إمنا احليلةُ يف َت ْر ِك احليَ ْل‬ ‫ِ‬


‫فاترك احليلة يف حتويِلها‬

‫سى َأن تَ ْك َر ُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر‬ ‫وأن اخلربة ِ‬


‫‪َّ .7‬‬
‫رب العاملني ‪َ ﴿ :‬و َع َ‬
‫هلل ِّ‬
‫لَّ ُ‬
‫ك ْم ﴾ ‪.‬‬
‫*******************************‬
‫ال تتقمص شخصية غي ِرك‬
‫﴿ ولِ ُك ٍّل ِو ْج َهةٌ ُهو مولِّ َيها فَاستَبِ ُقواْ الْ َخ ْير ِ‬
‫ات ﴾ ﴿ َو ُه َو الَّ ِذي َج َعلَ ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫ات ﴾ ﴿ قَ ْد َعلِ َم ُك ُّل ُأنَ ٍ‬
‫اس‬ ‫ض َدرج ٍ‬
‫ض ُك ْـم َف ْو َق َب ْع ٍ َ َ‬ ‫اَألر ِ‬
‫ض َو َرفَ َع َب ْع َ‬ ‫ف ْ‬ ‫َخالَِئ َ‬
‫َّم ْش َر َب ُه ْـم ﴾ ‪.‬‬
‫أنه وظَّف‬ ‫عظمة رسولِنا ‪‬‬
‫ِ‬ ‫وصنعات ‪ ،‬ومن‬
‫ٌ‬ ‫وطاقات‬
‫ٌ‬ ‫وقدرات‬
‫ٌ‬ ‫مواهب‬
‫ُ‬ ‫الناس‬
‫ُ‬
‫وحسا ُن للشعِر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِت‬ ‫هِت‬
‫للجهاد ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫للفرائض ‪ ،‬وخالد‬ ‫ِ‬
‫للقرآن ‪ ،‬وزي ٌد‬ ‫فعلي للقضاء ‪ ،‬ومعاذٌ للعِْل ِم ‪ٌّ ،‬‬
‫وُأيب‬ ‫أصحابه حسب قُدرا ْم واستعدادا م ‪ٌّ ،‬‬
‫ِ‬
‫للخطابة ‪.‬‬ ‫وقيس بن ٍ‬
‫ثابت‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫السيف يف موض ِع‬ ‫مِ‬
‫ضٌّر كوض ِع‬ ‫فوض ُع الندى يف موض ِع السيف بالعُال‬ ‫ْ‬
‫ُ‬
‫قتل جُمْ ِهٌز‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الذوبا ُن يف الغ ِري‬
‫ص صفات اآلخرين ٌ‬ ‫تقم ُ‬
‫انتحار ُّ‬
‫ٌ‬
‫هم ‪،‬‬ ‫الناس ومواهبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫اختالف‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫وجل‬
‫َّ‬ ‫عز‬
‫َّ‬ ‫آيات ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫نفع األمةَ وامللَّة‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫هِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هم وألوا ْم ‪ ،‬فأبو بكر برمحته ورفقه َ‬ ‫واختالف ألسنت ْ‬
‫اإلسالم وأهله ‪ ،‬فالرضا مبا عندك من‬ ‫َ‬ ‫وعمر بشدَّتِِه وصالبتِ ِه نصر‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬
‫عطاء موهبةٌ ‪ ،‬فاستثمرها ومنِّها وقدِّمها‪ /‬وانفع هبا ‪ ﴿ ،‬الَ يُ َكلِّ ُ‬ ‫ٍ‬
‫ف اللّهُ‬
‫َن ْفساً ِإالَّ ُو ْس َع َها ﴾ ‪.‬‬
‫وأد‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫شخصيات اآلخرين ٌ‬ ‫إن التقليد األعمى واالنصهار املسرف يف‬
‫املقصود من‬‫ِ‬ ‫والتفر ِد‬ ‫متعم ٌد التميُّ ِز‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫للموهبة ‪ ،‬و َقْت ٌل لإلرادة وإلغاءٌ‬
‫ِ‬
‫اخلليقة ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫ِ‬
‫العزلة‬ ‫ع ُّـز‬
‫يشرح‬ ‫املباح ‪ ،‬وهي ممّا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفضول‬ ‫الشر‬
‫وأقصد هبا العزلة عن ِّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ذهب احلزن ‪.‬‬
‫اخلاطر ويُ ُ‬
‫عزلة لعبادتِه وذك ِره وتالوتِه‬ ‫ٍ‬ ‫للعبد من‬‫ِ‬ ‫قال ابن تيمية ‪ :‬ال َّ‬
‫البد‬
‫الشر ‪ ،‬وحن ِو‬ ‫عده عن ِّ‬ ‫لنفسه ‪ ،‬ودعاِئه واستغفا ِره ‪ ،‬وب ِ‬ ‫‪ ،‬وحماسبتِه ِ‬
‫ُ‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫صي ِد اخلاط ِر ) ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ابن اجلوزي ثالثة فصول يف ( ْ‬ ‫ولقد عقد ُ‬
‫وعزاً وشرفاً‬ ‫رأيت كالعزلة ‪ ،‬راحةً ّ‬ ‫ُ‬ ‫مسعت وال‬ ‫ُ‬ ‫ملخصها أنه قال ‪ :‬ما‬ ‫َّ‬
‫وحفظاً‬ ‫والوقت ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫للجاه‬ ‫وصوناً‬ ‫‪،‬‬ ‫الشر‬
‫ِّ‬ ‫وعن‬ ‫ِ‬
‫السوء‬ ‫‪ ،‬وبُعداً‪ /‬عن‬
‫ْ‬
‫وتفكراً يف اآلخر ِة ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫والثقالء والشامتني ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫احلس ِاد‬
‫َّ‬ ‫للعم ِر ‪ ،‬وبعداً عن‬
‫الطاعة ‪ ،‬وجوالن الفكر‬ ‫ِ‬ ‫وجل ‪ ،‬واغتناماً يف‬ ‫عز‬ ‫للقاء ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ِ‬ ‫واستعداداً‪/‬‬
‫َّ‬
‫ِ‪/‬‬
‫النصوص ‪.‬‬ ‫ينفع ‪ ،‬وإخراج كنو ِز احلِ َك ِم ‪ ،‬واالستنباط من‬ ‫فيما ُ‬
‫بتصرف ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫العزلة هذا معناه‬ ‫ِ‬ ‫كالم ِه ذكرهُ يف‬ ‫ِ‬ ‫وحنو ذلك من‬
‫ِ‬
‫القلب‬ ‫ف جَىَن الفك ِر ‪ ،‬وراحةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقل ‪ ،‬وقطْ ُ‬ ‫استثمار‬
‫ُ‬ ‫العزلة‬ ‫ويف‬
‫واغتنام‬
‫ُ‬ ‫وموفور األج ِر ‪ ،‬والنه ُي عن املنكر ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫العرض‪، /‬‬ ‫‪ ،‬وسالمةُ ْ‬
‫ِ‬
‫واملشغالت ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫امللهيات‬ ‫وهجر‬ ‫وتذك ُر الرحي ِم ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫الطاعة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األنفاس يف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫احلاقد ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ومشاتة‬ ‫العدو ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مداراة‬ ‫نت ‪ ،‬والبع ُد عن‬ ‫والفرا ُر من الف ِ‬
‫ِ‬
‫ومطالبة‬ ‫ب ‪،‬‬ ‫الثقيل ‪ ،‬واالعتذا ِر على املعاتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومماطلة‬ ‫ِ‬
‫احلاسد ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ونظرات‬
‫ِ‬
‫األمحق ‪.‬‬ ‫ومداجاة املتكرِّبِ ‪ ،‬والص ِ‪/‬رب على‬ ‫ِ‬ ‫احلقوق ‪،‬‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫احلركات‬ ‫ِ‬
‫وعثرات‬ ‫ِ‬
‫اللسان ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عورات‬ ‫ِ‬
‫للعورات ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫العزلة َسْتٌر‬ ‫ويف‬
‫ِ‬
‫النفس ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ورعونة‬ ‫ِ‬
‫وفلتات الذه ِن ‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫وأكمام‬ ‫ِ‬
‫الفضل ‪،‬‬ ‫ف ُلد ِّر‬ ‫وصد ٌ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لوجه احملاس ِن ‪،‬‬ ‫حجاب‬ ‫فالعزلةُ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الكتاب ‪ ،‬وفرةً للعم ِر ‪،‬‬‫ِ‬ ‫املناقب ‪ ،‬وما أحسن العزلةَ مع‬ ‫ِ‬ ‫لط ْلع‬
‫طاعة ‪ ،‬وسياحةً‬ ‫ِ‬ ‫اخللوة ‪ ،‬وسفراً يف‬ ‫ِ‬ ‫لألجل ‪ ،‬وحببوحةً يف‬ ‫ِ‬ ‫وفسحةً‬
‫تأم ٍل ‪.‬‬
‫يف ُّ‬
‫وتتأمل‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اللطائف‬ ‫على‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫وحتو‬ ‫‪،‬‬ ‫املعاين‬ ‫على‬ ‫حترص‬ ‫ِ‬
‫العزلة‬ ‫ويف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العقل ‪.‬‬ ‫كل‬ ‫هي‬ ‫وتشيد‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬‫املقاصد ‪ ،‬وتبين صرح الرأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫واخلاطر‬ ‫اكرب ‪،‬‬ ‫العزلة يف ج ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫والقلب يف َفَر ٍح َ‬ ‫ُ‬ ‫ذل ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫والروح يف‬
‫ُ‬
‫ِ‪/‬‬
‫الفوائد ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اصطياد‬ ‫يف‬
‫العزلة ‪ :‬ألنهُ ال يراك إال اهللُ ‪ ،‬وال تُسم ِع‬ ‫ِ‬ ‫وال تٌرائي يف‬
‫السميع البصريُ ‪.‬‬ ‫إال‬ ‫يسمعك‬ ‫فال‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫بشر‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫بكالم‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واجلهابذة وأساطني الزم ِن ‪،‬‬ ‫كل الالمعني والنافعني ‪ ،‬والعباق ِرة‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫احملافل‬ ‫ِ‬
‫وكواكب‬ ‫ِ‬
‫وعيون الده ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الفضائل ‪،‬‬ ‫وش ِ‬
‫داة‬ ‫التاريخ ‪ُ ،‬‬‫ِ‬ ‫ورو ِاد‬
‫َّ‬
‫العزلة حىت استوى على ُسوقِ ِه ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬كلُّهم س َقوا َغرس نُبلهم من ِ‬
‫ماء‬ ‫َ ْ ْ َ ْ‬
‫ني ِ‬
‫بإذن رهِّب ا ‪.‬‬ ‫كل ح ٍ‬ ‫فآتت ُأ ُكلَها َّ‬ ‫ْ‬ ‫فنبتت شجرةُ عظمتِهم ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫قال علي ِ‬
‫عبدالعزيز اجلُْرجاينُّ ‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫الذ ِّل‬
‫موقف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫رأوا رجالً عن‬ ‫وإمنا‬ ‫انقباض‬
‫ُ‬ ‫يقولون يل فيك‬
‫حتتمل الظَّما‬‫ُ‬ ‫ولكن نفس احلُِّر‬ ‫َّ‬ ‫ق ْد‬ ‫قلت‬
‫مورد ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قيل هذا‬
‫إذا َ‬
‫طمع صرَّي تُهُ يِل َ ُسلَّما‬
‫ٌ‬ ‫بدا‬ ‫حق العل ِم إن‬‫أقض َّ‬‫ومل ِ‬
‫اجلهل ق ْد كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأجنيه ذلَّةً‬
‫إذن فاتَّباعُ‬ ‫أأشقى به َغْرساً‬
‫النفوس لَعُظَّما‬
‫ِ‬ ‫ولو عظَّموه يف‬ ‫أن أهل العل ِم صانوه‬ ‫ولو َّ‬
‫هتجما‬
‫باألطماع حىت َّ‬
‫ِ‬ ‫حُمَيَّاهُ‬ ‫ولكن أهانُوهُ فهانوا ودنَّسوا‬
‫ْ‬
‫احلنبلي ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫بن ٍ‬
‫خليل‬ ‫أمحد ُ‬
‫وقال ُ‬
‫ِ‬
‫طويل‬ ‫ِمن ِّ‬
‫هم‬ ‫حةَ‬ ‫العز والرا‬
‫َم ْن أراد َّ‬
‫ِ‬
‫بالقليل‬ ‫ويرضى‬ ‫ِس‬ ‫لي ُك ْن فرداً من النا‬
‫عيش وبِ ِيل‬
‫ٍ‬ ‫عاش ِم ْن‬ ‫كيف يصفو المرٍئ ما‬
‫ِ‬
‫ومداجاة ثقيل ِ‬ ‫ٍ‬
‫ختول‬ ‫بني غم ٍز ِم ْن‬
‫ِ‬
‫ومعاناة ِ‬
‫خبيل‬ ‫ٍ‬
‫حسود‬ ‫ِ‬
‫ومداراة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫ِس على ِّ‬
‫كل‬ ‫معرفة النا‬ ‫من‬
‫آه ْ‬
‫علي بن عبدالعزي ِز اجلرجايُّن ‪:‬‬
‫وقال القاضي ُّ‬
‫ِ‬
‫والكتاب‬ ‫ِ‬
‫للبيت‬ ‫صرت‬ ‫ِ‬
‫العيش‬ ‫مت لذةَ‬
‫ُ‬ ‫تطع ُ‬
‫ما َّ‬
‫ـم فما أبتغي سواهُ أنيسا‬ ‫أعز من العلـ‬ ‫ليس شيءٌ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إمَّن ا ُّ‬
‫ش عزيزاً‬ ‫ِس ْ‬
‫فدع ُهم‪ /‬وع ْ‬ ‫خمالطة النا‬ ‫الذل يف‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ِ‬
‫السرور‬
‫ُ‬ ‫فدام‪ /‬يِل اهلنا ومَنَا‬ ‫ت بوحديت ول ِز ُ‬
‫مت‬ ‫أن ْس ُ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫اجليش أم رك َ‬ ‫ُ‬ ‫أسار‬
‫َ‬ ‫األنام فما أبايل‬
‫َ‬ ‫وقاطعت‬
‫ُ‬
‫وقال احلميدي احملدِّث ‪:‬‬

‫من ٍ‬
‫قيل‬ ‫ْ‬ ‫سوى اإلكثا ِر‬ ‫فيد‬ ‫ِ‬
‫الناس ليس يُ ُ‬ ‫لقاءُ‬
‫إصالح‬
‫ِ‬ ‫أو‬ ‫ِ‬
‫لكسب العل ِم‬ ‫ِ‬
‫الناس إالَّ‬ ‫فأقْلِل من ِ‬
‫لقاء‬ ‫ْ ْ‬
‫ابن فارس ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫حاج‬
‫ُ‬ ‫وتفوت‬
‫ُ‬ ‫تًقضَّى حاجةٌ‬ ‫قلت‬‫حالُك ُ‬ ‫وقالوا كيف‬
‫عسى يوماً يكو ُن لهُ‬ ‫مهوم الصد ِ‪/‬ر‬
‫ُ‬ ‫ازدمحت‬
‫ْ‬ ‫إذا‬
‫ج‬
‫دفاتر يل ومعشوقي السرا ُ‬‫ُ‬ ‫وأنيس نفسي‬‫ُ‬ ‫ندميي ِهَّريت‬
‫أحب العزلة فهي ِعٌّز لهُ ‪ .‬ولك أن تراجع‬
‫َّ‬ ‫كل من‬‫قالوا ‪ُّ :‬‬
‫كتاب (( ِ‬
‫العزلة)) للخطَّايب ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫فوائد الشدائد‬
‫ب ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تقوي القلب ‪ ،‬ومتحو الذنب ‪ ،‬وتقص ُم العُ ْج َ‬ ‫فإن الشدائد‪ِّ /‬‬
‫ِ‬ ‫وتنسف ِ‬
‫للتذك ِر ‪ ،‬وج ْل ُ‬
‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫وإشعال‬
‫ٌ‬ ‫للغفلة ‪،‬‬ ‫الكْبَر ‪ ،‬وهي ذوبا ٌن‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫للجربوت ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عطف املخلوقني ‪ ،‬ودعاءٌ من الصاحلني ‪ ،‬وخضوعٌ‬
‫مقدم ‪ ،‬وإحياءٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ونذير‬
‫ٌ‬ ‫حاضر ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وزجٌر‬
‫ْ‬ ‫واستسالم للواحد القها ِ‪/‬ر ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫للقدوم على‬‫ِ‬ ‫للغصص ‪ ،‬وهتيئةٌ‬ ‫ِ‬ ‫واحتساب‬ ‫وتضرع بالص ِرب ‪،‬‬‫ُّ‬ ‫للذك ِر ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الركون على الدنيا والرضا‪ /‬هبا واالطمئنان‪ /‬إليها‬ ‫ِ‬ ‫وإزعاج عن‬ ‫املوىل ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫الذنب أكربُ ‪ ،‬وما‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫أعظم ‪ ،‬وما ُسرِت َ من‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫اللطف‬ ‫‪ ،‬وما خفي من‬
‫أجل ‪.‬‬‫ُّ‬ ‫عُفي من اخلطأ‬
‫***********************************‬
‫وقفـةٌ‬
‫ِ‬
‫العبادة ‪ ،‬ويعطِّلك عن‬ ‫ألن احلزن يضع ُفك يف‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫الظن ‪ ،‬ويُوقعُك يف‬
‫ِّ‬ ‫اجلهاد ‪ ،‬ويُورثُك اإلحباط ‪ ،‬ويدعوك إىل سوء‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫التشاؤم ‪.‬‬
‫ومصدر‬ ‫ِ‬
‫النفسية ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األمراض‬ ‫أساس‬ ‫فإن احلزن والقلق‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واالضطراب ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والوسواس‬ ‫ِ‬
‫العصيبة ‪ ،‬ومادةُ االهنيا ِر‬ ‫ِ‬
‫اآلالم‬
‫ال تحز ْن ‪ :‬ومعك القرآ ُن ‪ ،‬والذك ُر ‪ ،‬والدعاءُ ‪ ،‬والصالةُ ‪،‬‬
‫املثم ُر ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املعروف ‪ ،‬والعملُ النافع ِ‬ ‫وفع ُل‬
‫ُ‬ ‫والصدقةُ ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫والعطالة ‪،‬‬ ‫الفراغ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طريق‬ ‫تستسلم للحزن عن‬ ‫ال تحز ْن ‪ :‬وال‬
‫ْ‬
‫تأم ْل ‪.‬‬
‫استقبل ‪ُ ..‬ز ْر ‪َّ ..‬‬
‫ْ‬ ‫اعمل ‪..‬‬ ‫صل ‪ ..‬سبِّ ْح اقرْأ ‪ْ ..‬‬
‫اكتب ‪ْ ..‬‬ ‫ِّ‬
‫ض ُّرعاً َو ُخ ْفيَةً ِإنَّهُ الَ يُ ِح ُّ‬
‫ب‬ ‫ب لَ ُك ْم ﴾ ﴿ ا ْدعُواْ َربَّ ُك ْم تَ َ‬ ‫﴿ ا ْدعُونِي ْ ِ‬
‫َأستَج ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ِّين ﴾ ﴿ قُ ِل ا ْدعُواْ اللّهَ َأ ِو ا ْدعُواْ‬ ‫ين ﴾ ﴿فَا ْدعُوا اللَّهَ ُم ْخلصي َن لَهُ الد َ‬
‫ال ُْم ْعتَد َ‬
‫ْح ْسنَى ﴾ ‪.‬‬
‫اَألس َماء ال ُ‬
‫الر ْح َم َـن َأيّاً َّما تَ ْدعُواْ َفلَهُ ْ‬
‫َّ‬
‫*******************************‬
‫قواعد في السعادة‬
‫يومك تشتَّت ذهنُك ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حدود ِ‬ ‫ش يف‬ ‫ِ‬
‫اعلم أنك إذا مل تع ْ‬
‫‪ْ .1‬‬
‫وغمومك ‪ ،‬وهذا معىن‬
‫ُ‬ ‫مهومك‬
‫وكثرت ُ‬
‫ْ‬ ‫أمورك ‪،‬‬
‫واضطربت عليك ُ‬
‫ْ‬
‫‪ (( :‬إذا أصبحت فال تنتظ ِر المساء ‪ ،‬وإذا أمسيت فال تنتظ ِر‬
‫الصباح )) ‪.‬‬
‫فاالهتمام مبا مضى وانتهى مُحْ ٌق وجنو ٌن‬ ‫ُ‬ ‫‪ .2‬انْس املاضي مبا فيه ‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫التفكر فيه‬
‫َ‬ ‫ودع‬
‫الغيب ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫باملستقبل ‪ ،‬فهو يف عا ِمل‬
‫ِ‬ ‫تشتغل‬
‫ْ‬ ‫‪ .3‬ال‬
‫حىت يأيت ‪.‬‬
‫ك ‪.‬‬ ‫واعلم َّ‬ ‫ِ‬
‫قيمتَ َ‬
‫أن النقد‪ /‬يساوي َ‬ ‫ْ‬ ‫واثبت ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫النقد ‪،‬‬ ‫هتتز من‬ ‫‪ .4‬ال َّ‬
‫باهلل ‪ ،‬والعملُ الصاحلُ هو احلياةُ الطيبةُ السعيدةُ ‪.‬‬ ‫‪ .5‬اإلميا ُن ِ‬
‫اهلل تعاىل ‪.‬‬ ‫‪ .6‬من أراد االطمئنان‪ /‬واهلدوء والراحةَ ‪ ،‬فعليه بذك ِر ِ‬
‫شيء بقضاء وقد ٍ‪/‬ر ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‪/‬‬
‫العبد أن يعلم َّ‬
‫أن‬ ‫‪ .7‬على‬
‫‪ .8‬ال تنتظر شكراً من ٍ‬
‫أحد ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الفروض ‪.‬‬ ‫‪ .9‬و ِطَ ْن نفسك على تلقِّي أسوأ‬
‫لعل فيما حصل خرياً لك ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪.10‬‬
‫قضاء للمسل ِم خريٌ له ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫‪.11‬‬
‫ُّ‬
‫واشكر ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫فك ْر يف النع ِم‬ ‫‪.12‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الناس ‪.‬‬ ‫أنت مبا عندك فوق كث ٍري من‬ ‫‪.13‬‬
‫ٍ‬
‫ساعة َفَر ٌج ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ساعة إىل‬ ‫من‬ ‫‪.14‬‬
‫ِ‬
‫بالبالء يُ ْستَ ْخَر ُج الدعاءُ ‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫ِ‬
‫للقلب ‪.‬‬ ‫مراهم للبصائ ِر َّ‬
‫وقوةٌ‬ ‫املصائب‬ ‫‪.16‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إن مع العُ ْس ِر يُ ْسراً ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪.17‬‬
‫تقض عليك التوافِهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫‪.18‬‬
‫واسع املغفر ِة ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إن َّربك‬ ‫‪.19‬‬
‫تغضب ‪.‬‬‫ْ‬ ‫تغضب ‪ ،‬ال‬ ‫ْ‬ ‫تغضب ‪ ،‬ال‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫‪.20‬‬
‫تكرتث بغري ذلك ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫خبز وماءٌ وظلٌّ ‪ ،‬فال‬ ‫احلياةُ ٌ‬ ‫‪.21‬‬
‫وع ُدو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿ َوفِي َّ‬
‫الس َماء ِر ْزقُ ُك ْم َو َما تُ َ‬ ‫‪.22‬‬
‫اف ال يكو ُن ‪.‬‬
‫‪.23‬‬ ‫أكثر ما خٌي ْ‬
‫لك يف املصابني ُأسوةٌ ‪.‬‬
‫‪.24‬‬
‫ابتاله ْم ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أحب قوماً‬
‫‪.25‬‬ ‫َّ‬ ‫إن اهلل إذا‬ ‫َّ‬
‫ب ‪.‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫َكِّرر أدعيةَ ال َكر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اجلاد املثم ِر ‪ ،‬واهج ِر الفراغ ‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫بالعمل‬ ‫عليك‬
‫ِ‬
‫الشائعات ‪.‬‬ ‫تصدق‬
‫ْ‬ ‫اترك األراجيف ‪ ،‬وال‬
‫‪.28‬‬ ‫ِ‬
‫ضُّر‬ ‫بص َّحتِ َ‬
‫ك أكثر مما يَ ُ‬ ‫يضُّر ِ‬ ‫ِ‬
‫االنتقام ُ‬ ‫وحرصك على‬
‫‪.29‬‬ ‫ُ‬ ‫حقد َك‬
‫ُ‬
‫اخلص ُم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫للذنوب ‪.‬‬ ‫كل ما يصيبك فهو َّ‬
‫كفارةٌ‬ ‫ُّ‬ ‫‪.30‬‬
‫***********************************‬
‫ٍ‬
‫أخالط ؟‬ ‫ولِم الحز ُن وعندك ستَّةُ‬
‫لي‬ ‫ابت‬ ‫ِ‬
‫احلكماء‬ ‫احد‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫الشدة ) ‪َّ :‬‬ ‫الفرج بعد‬
‫صاحب ( ِ‬ ‫ذكر‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عملت‬ ‫املصاب ‪ ،‬فقال ‪ :‬إين‬ ‫ِ‬ ‫يعزونَهُ يف‬
‫فدخل عليه إخوانُه ُّ‬ ‫ٍ‬
‫مبصيبة ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫األول ‪ :‬الثقةُ‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫أخالط ‪ .‬قالوا‪ : /‬ما هي ؟ قال ‪ :‬اخلل ُ‬ ‫ٍ‬ ‫دواء من ِ‬
‫ستة‬ ‫ً‬
‫باهلل ‪ .‬والثاين ‪ :‬علمي َّ‬ ‫ِ‬
‫والثالث ‪ :‬الصربُ خريٌ‬
‫ُ‬ ‫كائن ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كل مقدور‪/‬‬‫بأن َّ‬
‫فأي شيء أعمل ؟!‬ ‫أصرب أنا ًّ‬ ‫ْ‬ ‫ما استعملهُ املمتحنُون ‪ .‬والراب ُع ‪ :‬إ ْن مل‬
‫ميكن أن أكون‬ ‫ُ‬ ‫واخلامس ‪ :‬قد‬
‫ُ‬ ‫أكن ُأعني على نفسي باجلزع ‪.‬‬ ‫ومل ْ‬
‫ٍ‬
‫ساعة َفَر ٌج ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ساعة إىل‬ ‫والسادس ‪ :‬من‬ ‫شر مما أنا فيه ‪.‬‬‫يف ٍّ‬
‫ُ‬
‫**********************************‬
‫المشاكل‬
‫ُ‬ ‫الصعاب وداهم ْتك‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫ال تَ ْح َز ْن إذا واجه ْت َ‬
‫وتحم ُل‬
‫َّ‬ ‫واعترضتك العوائق ‪ ،‬واصبرـ‬
‫الكرام فهاهِت ا‬
‫َ‬ ‫ني ِبه‬
‫مما هُت ُ‬ ‫يا زما ُن‬ ‫إ ْن كا َن عندك‬
‫أشرف من اخلو ِر ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وإن التحمل‬‫اجلزع ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫أرفق‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫إن الصرب‬
‫اختياراً سوف يصربُ اضطراراً‪. /‬‬ ‫وإن الذي‪ /‬ال يصربُ‬
‫وقال املتنيب ‪:‬‬
‫من ِ‬
‫نبال‬ ‫ٍ‬
‫غشاء‬ ‫فؤادي‪ /‬يف‬ ‫ِ‪/‬‬
‫باألرزاء حىت‬ ‫الدهر‬ ‫رماين‬
‫ُ‬
‫على‬ ‫النصال‬
‫ُ‬ ‫تكس ِ‬
‫رت‬ ‫َّ‬ ‫سهام‬ ‫فصرت إذا أصابتين‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫بأ ْن ُأبايل‬ ‫انتفعت‬
‫ُ‬ ‫ألين ما‬ ‫فعشت وال ُأبايل بالرزايا‬
‫ُ‬
‫وقال أبو املظفر األبيوردي ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الزمان هتُو ُن‬ ‫وأحداث‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َأعُّز‬ ‫َّ‬
‫تنكَر يل دهري ومل يد ِر‬
‫ت ِ‬
‫ُأريه الصرب كيف‬ ‫وبِ ُّ‬ ‫الدهر كيف‬ ‫فبات يُريين‬
‫ُ‬
‫َّع ِر ‪ ،‬وخبز الشع ِري ‪ُّ ،‬‬
‫أعز‬ ‫اخلشيب ‪ ،‬وخيمةَ الش ْ‬‫َّ‬ ‫إن الكوخ‪/‬‬
‫النفس –‬ ‫ِ‬ ‫وصو َن‬ ‫ض‬‫وكرامة العِْر ِ‪/‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫حفظ ِ‬
‫ماء‬ ‫ِ‬ ‫وأشرف – مع‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫وحديقة غنَّاءَ مع التعك ِري وال َك َد ِر ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫منيف‬ ‫ص ٍر‬
‫من قَ ْ‬
‫البد له من زمن حىت يزول ‪ ،‬ومن استعجل‬ ‫احملنةُ كاملرض ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫زواله أوشك أن يتضاعف ويستفحل ‪ ،‬فكذلك املصيبةُ وامل ْحنَةُ‬ ‫يف‬
‫وواجب املبتلي ‪ :‬الصربُ‬ ‫آثارها ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫البد هلا من وقت ‪ ،‬حىت تزول ُ‬
‫الفرج ومداومةُ الد ِ‬
‫ُّعاء ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وانتظار‬
‫ُ‬
‫*******************************‬
‫وقف ــة‬
‫َأس ِمن َّر ْو ِح اللّ ِه ِإالَّ الْ َق ْو ُم الْ َكافِ ُرو َن‬ ‫ِ ِإ‬ ‫ِ‬
‫َأسواْ من َّر ْو ِح اللّه نَّهُ الَ َي ْي ُ‬ ‫﴿ َوالَ َت ْي ُ‬
‫ط ِمن َّرحم ِة ربِِّه ِإالَّ الضَّآلُّو َن ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إ َّن رحم َ ِ‬
‫يب ِّم َن‬ ‫ت اللّه قَ ِر ٌ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫﴾ ‪َ ﴿ .‬و َمن َي ْقنَ ُ‬
‫سى َأن‬ ‫ك َْأمراً ﴾ ‪َ ﴿ .‬و َع َ‬ ‫ث َب ْع َد ذَلِ َ‬‫ال ُْم ْح ِسنِي َن ﴾ ‪ ﴿ .‬اَل تَ ْد ِري لَ َع َّل اللَّهَ يُ ْح ِد ُ‬
‫سى َأن تُ ِحبُّواْ َش ْيئاً َو ُه َو َش ٌّر لَّ ُك ْم َواللّهُ َي ْعلَ ُم‬ ‫َّ‬
‫تَ ْك َر ُهواْ َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر ل ُك ْم َو َع َ‬
‫ش ْي ٍء ﴾ ‪.‬‬ ‫ت ُك َّل َ‬ ‫اد ِه ﴾ ‪َ ﴿ .‬و َر ْح َمتِي َو ِس َع ْ‬ ‫يف بِ ِعب ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَأنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُمو َن ﴾ ‪ ﴿ .‬اللَّهُ لَط ٌ َ‬
‫ِ‬
‫اب لَ ُك ْم ﴾ ‪َ ﴿ .‬و ُه َو‬ ‫استَ َج َ‬ ‫﴿ الَ تَ ْح َز ْن ِإ َّن اللّهَ َم َعنَا ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إ ْذ تَ ْستَغيثُو َن َربَّ ُك ْم فَ ْ‬
‫ش ُر َر ْح َمتَهُ ﴾ ‪َ ﴿ .‬ويَ ْدعُو َننَا َرغَباً َو َر َهباً‬ ‫ث ِمن َب ْع ِد َما َقنَطُوا َويَن ُ‬ ‫الَّ ِذي ُيَن ِّز ُل الْغَْي َ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َو َكانُوا لَنَا َخاشع َ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫باملزاج‬
‫ِ‬ ‫إذا مل ترض منها‬ ‫مىت تص ُفو لك الدنيا‪ /‬خب ٍري‬
‫اُألجاج‬
‫ِ‬ ‫وخمرجهُ من البح ِر‬ ‫أمل تر جوهر الدنيا‬
‫وابتهاج‬
‫ِ‬ ‫مبسر ٍة لك‬
‫جرت َّ‬‫ْ‬ ‫فجأت هِب ْو ٍل‬
‫ْ‬
‫ب خُم ٍ‬
‫يفة‬ ‫ور َّ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫إقامة َب ْع َد اع ِو ِ‬
‫جاج‬ ‫ورب‬
‫َّ‬ ‫امتناع‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سالمة َب ْع َد‬ ‫ب‬
‫ور َّ‬
‫ُ‬
‫*************************************‬

‫كتاب‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األنام‬ ‫ٍ‬
‫جليس في‬ ‫وخير‬
‫ُ‬
‫إ ّن من أسباب السعادة ‪ :‬االنقطاع إىل مطالعة الكتاب ‪،‬‬
‫ِ‪/‬‬
‫بالفوائد ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العقل‬ ‫واالهتمام‪ /‬بالقراءة ‪ ،‬وتنمية‬
‫وصك بالكتاب واملطالعة ‪ ،‬لتطرد احلزن عنك فيقول‬ ‫واجلاحظ ي ِ‬
‫ُ‬
‫‪:‬‬
‫والصديق الذي ال‬
‫ُ‬ ‫اجلليس الذي ال يُط ِريك ‪،‬‬‫ُ‬ ‫والكتاب هو‬
‫واملستميح الذي‪ /‬ال يسرتيثك ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والرفيق الذي‪ /‬ال مَيَلُّك ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يُغ ِريك ‪،‬‬
‫واجلار الذي‪ /‬ال يستبطيك ‪ ،‬والصاحب‪ /‬الذي ال يريد استخراج ما‬ ‫ُ‬
‫حيتال‬
‫ُ‬ ‫بامللق ‪ ،‬وال يعاملُك بامل ْكر ‪ ،‬وال خيدعُك بالنفاق ‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫عندك‬
‫ب ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالكذ ِ‬ ‫لك‬
‫والكتاب هو الذي‪ /‬إن نظرت فيه أطال إمتاعك ‪ ،‬وشحذ‬
‫وفخم‪ /‬ألفاظك ‪ ،‬وحببح‬
‫وجو بنانك ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫طباعك ‪ ،‬وبسط لسانك ‪،‬‬
‫العوام ‪ ،‬وصداقة امللوك ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وعمَر صدرك‪ ، /‬ومنحك تعظيم‬ ‫نفسك ‪َّ ،‬‬
‫ده ٍر ‪ ،‬مع‬ ‫ِ‬
‫وعرفت به شه ٍر ما ال تعرفه من أفواه الرجال يف ْ‬
‫بباب املكتسب‬ ‫ِ‬
‫الوقوف ِ‬ ‫كد الطلب ‪ ،‬ومن‬ ‫السالمة من الغُْرِم ‪ ،‬ومن ِّ‬
‫وأكرم‬
‫ُ‬ ‫أفضل منه ُخلُقاُ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫بالتعليم ‪ ،‬ومن اجللوس بني يدي َمن أنت‬
‫منه ِعرقاً ‪ ،‬ومع السالمة من جمالسة البغضاء ‪ ،‬ومقارنة األغنياء ‪.‬‬
‫والكتاب هو الذي‪ /‬يطيعك بالليل كطاعته بالنهار ‪ ،‬ويطيعك يف‬
‫ِ‬
‫يعرتيه َكلَ ُل السه ِ‪/‬ر‬ ‫السفر كطاعته يف احلض ِر ‪ ،‬وال يعتل ٍ‬
‫بنوم ‪ ،‬وال‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫‪ ،‬وهو املعلِّ ُم الذي إن افتقرت إليه مل خيْ ِف ْرك ‪ ،‬وإن قطعت عنه‬
‫يدع طاعتك ‪ ،‬وإن‬ ‫يقطع عنك الفاِئد َة ‪ ،‬وإن عزلته مل ْ‬ ‫ْ‬ ‫املادة مل‬
‫ينقلب عليك ‪ ،‬ومىت كنت معه متعلِّقاً بسبب‬ ‫ْ‬ ‫ريح أعاديك مل‬ ‫هبَّت ُ‬
‫تضرك‬
‫غىن من غريه ‪ ،‬ومل َّ‬ ‫حبل كان لك فيه ً‬ ‫أو معتصماً بأدىن ْ‬
‫السوء ‪ ،‬ولو مل يكن من فضله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جليس‬ ‫معه وحشةُ الوحدة إىل‬
‫والنظر‬
‫ُ‬ ‫عليك وإحسانه إليك إالَّ مْنعُه لك من اجللوس على بابِك ‪،‬‬
‫التعرض‪ /‬للحقوق اليت تلزم ‪،‬‬ ‫إىل املارة بك ‪ .‬مع ما يف ذلك من ُّ‬
‫ض فيما ال يعنيك ‪ ،‬ومن‬ ‫اخلو ِ‬ ‫ِ‬
‫عادة‬ ‫فضول النظ ِر ‪ ،‬ومن‬‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫الناس ‪ ،‬وحضو ِر ألفاظهم الساقطة ‪ ،‬ومعانيهم الفاسدة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مالبسة صغا ِر‬
‫‪ ،‬وأخالقِهم الرديئة ‪ ،‬وجهاالهتم‪ /‬املذمومة ‪ .‬لكان يف ذلك السالمةُ مث‬
‫الفر ِع ‪ ،‬ولو مل يكن يف ذلك‬ ‫ِ‬
‫وإحراز األصل مع استفادة ْ‬ ‫ُ‬ ‫الغنيمةُ ‪،‬‬
‫عب ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الراحة وعن اللَّ ِ‬ ‫إال أنه يشغلك عن سخف املىن ‪ ،‬وعن اعتياد‬
‫ُ‬
‫وكل ما أشبه اللعب ‪ ،‬لقد كان على صاحبه أسبغ النعمة وأعظم‬
‫املِنَّةَ ‪.‬‬
‫وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به ال ُفَّراغُ هنارهم ‪ ،‬وأصحاب‬
‫الكتاب ‪ ،‬وهو الشيء الذي‪ /‬ال يُرى هلم‬ ‫ِ‬
‫ساعات ليلهم ‪:‬‬ ‫الفكاهات‬
‫ُ‬
‫فيه مع النيل أثر يف ازدياد جتربة وال عقل وال مروءة ‪ ،‬وال يف‬
‫صون ِعرض ‪ ،‬وال يف إصالح دي ٍن ‪ ،‬وال يف تثمري مال ‪ ،‬وال يف‬
‫ْ‬
‫إنعام ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ابتداء ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صنيعة وال يف‬ ‫رب‬
‫* ٌ‬
‫أقوال في فضل الكتاب ‪:‬‬
‫وقال أبو عبيدة ‪ :‬قال املهلَّب لبنيه يف وصيته ‪ :‬يا بَيِن َّ ‪ ،‬ال‬
‫وراق ‪.‬‬
‫زراد أو َّ‬ ‫تقوموا‪ /‬يف األسواق إال على َّ‬
‫قرأت على شيخ شامي كتاباً فيه من‬ ‫وح ّدثين صديق يل قال ‪ُ :‬‬
‫ومسعت احلسن‬ ‫ذهبت املكارم إال من الكتب ‪.‬‬ ‫مآث ِر غطفان ‪ ،‬فقال ‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫اتكأت ‪ ،‬إال‬ ‫بت وال‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫لت وال ُ‬ ‫غربت أربعني عاماً ما ق ُ‬ ‫اللؤلؤي يقول‪ُ :‬‬
‫والكتاب موضوع على صدري ‪.‬‬
‫وقال ابن اجلهم ‪ :‬إذا غشيين النعاس يف غري وقت نوم ‪ .‬وبئس‬
‫تناولت كتاباً من كتب احلِكم ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الشيء النوم‪ /‬الفاضل عن احلاجة ‪.‬‬
‫فأجد اهتزازي‪ /‬للفوائد ‪ ،‬واألرحيية اليت تعرتيين عند الظفر ببعض‬ ‫ُ‬
‫وعز التبني ُّ‬
‫أشد‬ ‫احلاجة ‪ ،‬والذي يغشى قليب من سرور االستبانة ‪ُّ ،‬‬
‫هنيق احلم ِري ‪ ،‬وهد ِ‬
‫َّة اهلَْدِ‪/‬م ‪.‬‬ ‫إيقاظاً من ِ‬
‫ورجوت‬
‫ُ‬ ‫استحسنت الكتاب واستجدتُه ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ابن اجلهم ‪ :‬إذا‬
‫وقال ُ‬
‫ورأيت ذلك فيه ‪ ،‬فلو تراين وأنا ساعة بعد ساعة‬ ‫ُ‬ ‫منه الفائدة ‪،‬‬
‫أنظر كم بقي من ورقة خمافة استنفاده ‪ ،‬وانقطاع املادة من قلبه ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العدد فقد متَّ‬ ‫ِ‬
‫الورق كثري‬ ‫املصحف عظيم احلج ِم كثري‬ ‫وإن كان‬
‫ُ‬
‫عيشي وكمل سروري ‪.‬‬
‫وذكر العتيب كتاباً لبعض القدماء‪ /‬فقال ‪ :‬لوال طولُه وكثرةُ ورقِ ِه‬
‫زهدك فيه‬ ‫رغبين فيه إال الذي َّ‬ ‫لنسختُه ‪ .‬فقال ابن اجلهم ‪ :‬لكين ما َّ‬
‫قط كتاباً كبرياً فأخالين من فائدة ‪ ،‬وما أحصي كم‬ ‫قرأت ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬وما‬
‫دخلت ! ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فخرجت منها كما‬ ‫ُ‬ ‫قرأت من صغار الكتب‬ ‫ُ‬
‫ك فَالَ يَ ُكن فِي‬‫اب ُأن ِز َل ِإلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫وأجل الكتب وأشرفها وأرفعها ‪ ﴿ :‬كتَ ٌ‬ ‫ُّ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬
‫ج ِّم ْنهُ لتُنذ َر به َوذ ْك َرى لل ُْمْؤ من َ‬‫ص ْد ِر َك َح َر ٌ‬
‫َ‬
‫* فوائد القراءة والمطالعة ‪:‬‬
‫ِ‬
‫واحلزن ‪.‬‬ ‫واهلم‬ ‫ِ‪/‬‬
‫الوسواس‬ ‫طرد‬
‫ِّ‬ ‫‪ً .1‬‬
‫الباطل ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلوض يف‬ ‫اجتناب‬
‫ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫ِ‬
‫العطالة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وأهل‬ ‫االشتغال عن البطَّالني‬ ‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫والبعد عن اللَّ ْح ِن‪ ،‬والتحلِّي‬
‫ُ‬ ‫وتدريب على الكالم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ْ .4‬فت ُق اللسان‬
‫ِ‬
‫والفصاحة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالبالغة‬
‫ِ‬
‫اخلاط ِر ‪.‬‬ ‫الذ ْه ِن ‪ ،‬وتصفيةُ‬ ‫وجتويد ِّ‬ ‫الع ْق ِل ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ .5‬تنميةُ َ‬
‫ِ‬
‫واملفهوم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احملفوظ‬ ‫‪ .6‬غزارةُ العل ِم ‪ ،‬وكثرةُ‬
‫ِ‬
‫العلماء‬ ‫ِ‬
‫واستنباط‬ ‫ِ‬
‫احلكماء‬ ‫الناس وحك ِم‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جتارب‬ ‫‪ .7‬االستفادةُ من‬
‫‪.‬‬
‫للعلوم ‪ ،‬واملطالعةُ على الثقافات الواعية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلاضمة‬ ‫إجياد امللَ َك ِة‬ ‫‪.8‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫لدورها يف احلياة ‪.‬‬
‫اإلسالم ‪ ،‬فإن‬‫ِ‬ ‫كتب ِ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫خاصةً يف قراءة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلميان‬ ‫‪ .9‬زيادةُ‬
‫أجل الزاجرين ‪ ،‬ومن‬ ‫الوعاظ ‪ ،‬ومن ِّ‬ ‫الكتاب من أعظم َّ‬
‫أكرب الناهني ‪ ،‬ومن أحك ِم اآلمرين ‪.‬‬
‫ُّت ‪ ،‬وللقلب من التشرذُِم ‪،‬‬ ‫للذهن من التشت ِ‪/‬‬ ‫‪ .10‬راحةٌ ِّ‬
‫الضياع ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وللوقت من‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ومدلول‬ ‫ِ‬
‫ومقصود العبار ِة ‪،‬‬ ‫وصياغة ِ‬
‫املادة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكلمة ‪،‬‬ ‫الرسوخ يف َف ْه ِم‬ ‫‪.11‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫احلكمة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومعرفة أسرا ِر‬ ‫ِ‬
‫اجلملة ‪،‬‬
‫وليس بأ ْن طعمت وال‬ ‫أرواح املعاين‬
‫ُ‬ ‫الروح‬
‫ِ‬ ‫فروح‬
‫ُ‬
‫***********************************‬
‫وقفــة‬
‫مرض أبو بك ٍر رضي اهلل عنه فعادوه ‪ ،‬فقالوا‪ : /‬أال ندعو لك‬
‫فأي شيء قال لك ؟‬ ‫الطبيب ؟ فقال ‪ :‬قد رآين الطبيب ‪ .‬قالوا‪ُّ : /‬‬
‫أريد ‪.‬‬
‫ال ملا ُ‬ ‫فع ٌ‬
‫قال ‪ :‬إين ّ‬
‫اخلطاب رضي اهلل عنه ‪ :‬وجدنا َخْيَر عيشنِا بالص ِرب‬ ‫ِ‬ ‫بن‬
‫عمر ُ‬‫قال ُ‬
‫‪.‬‬
‫أن الصرب كان‬ ‫عيش أدركناه بالصرب ‪ ،‬ولو َّ‬ ‫ٍ‬ ‫أفضل‬
‫وقال أيضاً ‪ُ :‬‬
‫الرجال كان كرمياً ‪.‬‬‫ِ‬ ‫من‬
‫الصْبَر من‬
‫علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه ‪ :‬أال إن َّ‬ ‫وقال ُّ‬
‫اجلسم ‪ ،‬مث‬ ‫الرأس بار‬ ‫ِ‬
‫اجلسد ‪ ،‬فإذا قُطع‬ ‫ِ‬
‫الرأس من‬ ‫اإلميان مبنزلة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صْبَر له ‪ .‬وقال ‪ :‬الصربُ مطيَّةٌ‬ ‫َرفَ َع صوتَه فقال ‪ :‬إنه ال إميان ملن ال َ‬
‫ال تَ ْكبُو ‪.‬‬
‫وقال احلسن ‪ :‬الصرب َكْنٌز من كنو ِز اخل ِري ‪ ،‬ال يعطيه اهللُ إال‬
‫كرمي عنده ‪.‬‬ ‫لعبد ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عبد نعمةً ‪،‬‬ ‫وقال عمر بن عبدالعزيز ‪ :‬ما أنعم اهلل على ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫عوضه خرياً مما‬ ‫فانتزعها منه ‪ ،‬فعاضه مكاهنا الصرب ‪ ،‬إالَّ كان ما َّ‬ ‫َ‬
‫انتزعهُ ‪.‬‬
‫بن مهران ‪ :‬ما نال أحد شيئاً من خت ِم اخل ِري فيما‬ ‫وقال ميمون ُ‬
‫دونه إال الصرب ‪.‬‬
‫الصرب ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫كل عمل يُعرف ثوابه إال‬ ‫بن القاسم ‪ُّ :‬‬ ‫وقال سليمان ُ‬
‫اب ﴾ قال ‪ :‬كاملال‬ ‫َأجر ُهم بِغَْي ِر ِحس ٍ‬ ‫قال تعاىل ‪ِ ﴿ :‬إنَّما ُيوفَّى َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الصاب ُرو َن ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫املنهمر ‪.‬‬
‫*****************************‬
‫ألن هناك مشهداً آخر وحيا ًة أخرى‬ ‫ال تحز ْن َّ‬
‫‪ ،‬ويوماً ثانياً‬
‫لعدل ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫تطمئن‬
‫ُّ‬ ‫األولني واآلخرين ‪ ،‬وهذا جيعلك‬ ‫جيمع اهلل فيه َّ‬
‫ب مالُه هنا وجده هناك ‪ ،‬ومن ظُلم هنا ُأنصف هناك ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬فَ َم ْن ُسل َ‬
‫ومن جار هنا عُوقِب هناك !!‬
‫نُقل عن « كانت » الفيلسوف األملاين أنه قال ‪ (( :‬إن مسرحيَّة‬
‫ثان ؛ ألننا نرى هنا‬ ‫ٍ‬
‫مشهد ٍ‬ ‫َّ‬
‫والبد من‬ ‫تكتمل َب ْع ُد ‪،‬‬ ‫احلياة الدنيا مل‬
‫ْ‬
‫ظاملاً ومظلوماً ومل جن ْد اإلنصاف ‪ ،‬وغالباً ومغلوباً ومل جند االنتقام ‪،‬‬
‫الع ْد ُل )) ‪.‬‬
‫يتم فيه َ‬ ‫فالبد إذن من عا ٍمل آخر ُّ‬ ‫َّ‬
‫قال الشيخ علي الطنطاوي معلِّقاً ‪ :‬وهذا الكالم اعرتاف ضمين باليوم اآلخر‬
‫والقيامة ‪ ،‬من هذا األجنيب ‪.‬‬
‫األرض أجحف يف‬‫ِ‬ ‫وقاضي‬ ‫جار الوز ُير وكاتبِاهُ‬ ‫إذا َ‬
‫األرض من قاضي‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القضاء‬
‫لقاضي‬ ‫َف َويْ ٌل مث َويْ ٌل مُثَّ ويْ ٌل‬
‫اب ﴾ ‪ِ .‬‬
‫السماء‬‫ْحس ِ‬ ‫﴿ اَل ظُلْم الْيوم ِإ َّن اللَّهَ س ِر ِ‬
‫يع ال َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َْ َ‬
‫*********************************‬
‫ِ‬
‫القوم‬ ‫ِ‬
‫تجارب‬ ‫قوالت من‬ ‫ٌ‬
‫أقوال عالميةٌ ونُ ٌ‬
‫كتب « روبرت لويس ستيفنسون » ‪ (( :‬فكل إنسان يستطيع‬
‫يستطيع‬ ‫ٍ‬
‫إنسان‬ ‫القيام بعمله مهما كان شاقّاً يف يوم واحد ‪ ،‬وكل‬
‫ُ‬
‫الشمس ‪ .‬وهذا ما تعنيه احلياة )) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫العيش بسعادة حىت تغيب‬
‫يوم واحد ‪ ،‬أمس‬ ‫ِ‬
‫قال أحدهم ‪ (( :‬ليس لك من حياتك إال ٌ‬
‫يأت )) ‪.‬‬ ‫ذهب ‪ ،‬و َغ ٌد مل ِ‬
‫كتب « ستيفن ليكوك » ‪ :‬فالطفل يقول ‪ :‬حني أصبح صبيّاً ‪،‬‬
‫الصيب يقول ‪ :‬حني ُأصبح شابّاً ‪ .‬وحني ُأصبح شابّاً أتزوج ‪ .‬ولكن‬ ‫و ُّ‬
‫ماذا بعد الزواج؟ وماذا َب ْع َد كل هذه املراحل؟ تتغريُ الفكرة حنو ‪ :‬حني‬
‫أكون قادراً على التقاعُد ‪ .‬ينظر خلفه ‪ ،‬وتلفحه رياح باردة ‪ ،‬لقد‬
‫فقد حياته اليت ولَّت دون أن يعيش دقيقةً واحدة منها ‪ ،‬وحنن نتعلَّم‬
‫كل ساعة من يومنا‬ ‫تقع يف كل دقيقة و ِّ‬ ‫ات األو ِان َّ‬ ‫بعد فو ِ‬
‫أن احلياة ُ‬
‫احلاض ِر )) ‪.‬‬
‫املسوفُون بالتوبة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وكذلك‬
‫قال أحد السلف ‪ (( :‬أنذرتُكم ( سوف ) ‪ ،‬فغنها كلمةٌ كم‬
‫أخرت من صالح )) ‪.‬‬ ‫منعت من خري و َّ‬
‫ف َي ْعلَ ُمو َن ﴾ ‪.‬‬
‫س ْو َ‬ ‫﴿ ذَ ْرُه ْم يَْأ ُكلُواْ َوَيتَ َمتَّعُواْ َوُي ْل ِه ِه ُم َ‬
‫اَألم ُل فَ َ‬
‫ِّ‬
‫باحلظ‬ ‫يقول الفيلسوف الفرنسي « مونتني » ‪ (( :‬كانت حيايت مليئة‬
‫يرحم أبداً )) ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫السيئ الذي مل‬
‫قلت ‪ :‬هؤالء مل يعرفوا احلكمة من خ ْلقهم ‪ ،‬على الرغم من‬ ‫ُ‬
‫ذكائهم ومعارفهم ‪ ،‬لكن مل يهتدوا هبدي اهلل الذي بعث به رسوله ‪‬‬
‫يل ِإ َّما َشاكِراً‬‫السبِ‬
‫َّ‬ ‫اه‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫‪َ ﴿ ،‬وَمن لَّ ْم يَ ْج َع ِل اللَّهُ لَهُ نُوراً فَ َما لَهُ ِمن نُّوٍر﴾ ‪ِ ﴿ .‬إ‬
‫َ‬
‫َوِإ َّما َك ُفوراً ﴾ ‪.‬‬
‫فك ْر إن هذا اليوم لن ينبثق ثانيةً )) ‪.‬‬ ‫يقول ‪ « :‬دانسي » ‪ِّ (( :‬‬
‫صل صال َة مود ٍِّع ))‬‫حديث ‪ِّ (( :‬‬ ‫أكمل‬
‫أمجل منه و ُ‬
‫قلت ‪ :‬و ُ‬
‫ُ‬
‫أيام ِه ‪،‬‬
‫هذا اليوم الذي يعيش فيه آخر ِ‬ ‫ومن جعل يف ِ‬
‫خلد ِه أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اتباع رسولِِه ‪‬‬ ‫طاعة ربِِّه و ِ‬
‫واجتهد يف ِ‬ ‫َّد توبته ‪ ،‬وأحسن عمله ‪،‬‬
‫جد َ‬
‫‪.‬‬
‫كتب املثل املسرحي اهلندي الشهري « كاليداسا » ‪:‬‬
‫حتيةً للفجر‬
‫انظر إىل هذا النهار‬ ‫ْ‬
‫ألنه هو احلياة ‪ ،‬حياة احلياة‬
‫ِ‬
‫وجودك‬ ‫ِ‬
‫حقائق‬ ‫خمتلف‬ ‫يف فرتتِِه ‪ ،‬تُوجد‬
‫ُ‬
‫ُّم ِّو‬
‫نعمةُ الن ُ‬
‫اجمليد‬
‫ُ‬ ‫العمل‬
‫ُ‬
‫وهباءُ االنتصا ِر‬
‫وألن األمس ليس سوى ُحلُ ٍم‬
‫والغَ ُد ليس إال ُرًؤى‬
‫لكن اليوم الذي تعيشه بأكمله جيعل األمس ُح ْلماً مجيالً‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫لألمل‬ ‫وكل غد رؤيةً‬
‫فانظر جيِّداً إىل هذا النهار‬
‫هذه هي حتية الفجر‬
‫*********************************‬
‫ْ‬
‫اسأل نفسك هذه األسئلة‬
‫دقائق‬
‫َ‬ ‫وعش‬
‫ْ‬ ‫أغلق األبواب احلديديَّة على املاضي واملستقبل ‪،‬‬
‫ِ‬
‫يومك ‪:‬‬
‫ِ‬
‫بشأن‬ ‫ِ‬
‫القلق‬ ‫أؤجل حيايت احلاضرة من أجل‬ ‫‪ .1‬هل أقصد أن ِّ‬
‫ني إىل (( حديقة سحرية وراء اُألفُ ِق )) ؟‬ ‫املستقبل ‪ ،‬أو احلن ِ‬
‫ِ‬
‫ث يف‬ ‫‪ .2‬هل أجعل حاضري مريراً بالتطلُّ ِع إىل أشياء َح َديَ ْ‬
‫انقضت مع مروِر الزم ِن ؟‬
‫ْ‬ ‫ت و‬ ‫املاضي ‪َ ،‬ح َدثَ ْ‬
‫ِ‬
‫استغالل‬ ‫ت على‬ ‫صم ْم ُ‬
‫الصباح ‪ ،‬وقد َّ‬‫ِ‬ ‫ظ يف‬ ‫‪ .3‬هل أستيق ُ‬
‫اإلفادة القصوى من الساعات األرب ِع والعشرين‬ ‫النها ِر ‪ ،‬و ِ‬
‫املقبلة ؟‬
‫عشت دقائق يومي ؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ .4‬هل أستفيد من احلياة إذا ما‬
‫‪ .5‬مىت سأبدُأ يف القيام بذلك ؟ األسبوع املقبل ؟ ‪ ..‬يف ِ‬
‫الغد‬
‫اليوم ؟‬
‫؟ ‪ ..‬أو َ‬
‫ميكن أ ْن حَيْ ُدث ؟ مث ‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫احتمال‬ ‫اسأل نفسك ‪ :‬ما اسوُأ‬ ‫‪ْ .6‬‬
‫ُ‬
‫وحتملِ ِه ‪.‬‬
‫جه ْز نفسك لقبو ِله ُّ‬ ‫‪ِّ -‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّاس‬
‫ال لَ ُه ُم الن ُ‬ ‫‪ -‬با ْش ِر هبدوء لتحسني ذلك االحتمال ‪ ﴿ .‬الذ َ‬
‫ين قَ َ‬
‫اد ُه ْم ِإ َ‬
‫يماناً َوقَالُواْ َح ْس ُبنَا اللّهُ‬ ‫ش ْو ُه ْم َف َز َ‬ ‫َّن الن َ‬
‫َّاس قَ ْد َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْخ َ‬ ‫ِإ‬
‫يل ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َون ْع َم ال َْوك ُ‬
‫********************************‬
‫وقفـ ــة‬
‫ب َوَمن‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َوَمن َيت َِّق اللَّهَ يَ ْج َعل لَّهُ َم ْخ َرجاً{‪َ }2‬وَي ْرُزقْهُ ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث اَل يَ ْحتَس ُ‬
‫َيَت َوَّك ْل َعلَى اللَّ ِه َف ُه َو َح ْسبُهُ ﴾ ‪َ ﴿ .‬سيَ ْج َع ُل اللَّهُ َب ْع َد عُ ْس ٍر يُ ْسراً ﴾ ‪.‬‬
‫ب ‪،‬‬ ‫الكر ِ‬
‫ْ‬ ‫(( واعلم أن النصر مع الصب ِر ‪ ،‬وأن الفرج مع‬
‫وأن مع العُ ْس ِر يُ ْسراً )) ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ظن عبدي بي فلْيَظُ َّن بي ما شاء )) ‪.‬‬ ‫(( أنا عند ِّ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿ فَسي ْك ِفي َك ُهم اللّهُ و ُهو َّ ِ‬
‫يع ال َْعل ُ‬
‫السم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫وت ﴾ ‪.‬‬ ‫ْح ِّي الَّ ِذي اَل يَ ُم ُ‬ ‫﴿ َوَت َوَّك ْل َعلَى ال َ‬
‫﴿ َفعسى اللّهُ َأن يْأتِي بِالْ َف ْت ِح َأو َأم ٍر ِّمن ِع ِ‬
‫ند ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ون اللَّ ِه َك ِ‬
‫اش َفةٌ ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿ لَْيس لَ َها ِمن ُد ِ‬
‫َ‬
‫**************************************‬
‫ُّ‬
‫ويهد الجسم‬ ‫الحز ُن يحطِّ ُم َّ‬
‫القوة‬
‫قال الدكتور « ألكسيس كاريل » احلائز على جائزة نوبل يف‬
‫ِ‬
‫القلق ‪ ،‬وميوتون‬ ‫ِ‬
‫األعمال الذين ال يعرفون جماهبة‬ ‫الطب ‪ (( :‬إن رجال‬‫ِّ‬
‫باكراً )) ‪.‬‬
‫بقضاء وقد ٍر ‪ ،‬لكن قد يكون املعىن ‪ :‬أن‬‫ٍ‬ ‫كل شيء‬ ‫قلت ‪ُّ :‬‬
‫ُ‬
‫القلق ‪ .‬وهذا صحيح‬
‫ُ‬ ‫من األسباب املتلفة للجسم احملطِّمة للكيان ‪ ،‬هو‬
‫‪.‬‬
‫(( واحلز ُن أيضاً يثريُ ال ُق ْرحة! )) ‪:‬‬
‫يقول الدكتور « جوزيف ف ‪ .‬مونتاغيو » مؤلف كتاب (( مشكلة‬
‫تتناول من‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بسبب ما‬ ‫العصبية )) ‪ ،‬يقول فيه‪ (( :‬أنت ال تُصاب بال ُق ْر َح ِة‬
‫ِ‬
‫بسبب ما يَْأ ُكلُك )) !!‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫طعام ‪ ،‬بل‬
‫قال املتنيب ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الغالم ويُه ِرُم‬ ‫شيب ناصية‬
‫ويُ ُ‬ ‫خيرتم اجلسيم حنافةً‬
‫ُ‬ ‫اهلم‬
‫و ُّ‬
‫وطبقاً جمللة « اليف » تأيت ال ُق ْر َحةُ يف الدرجة العاشرِة من‬
‫األمراض الفتَّاكة ‪.‬‬
‫الح ْز ِن ‪:‬‬
‫وإليك بعض آثا ِر ُ‬
‫تُرمجت يل قطعة من كتاب الدكتور إدوار بودولسكي ‪ ،‬وعنوانه ‪:‬‬
‫ِ‬
‫فصول هذا‬ ‫ِ‬
‫األفضل )) إليك بعضاً من عناوين‬ ‫دع القلق وانطلق حنو‬ ‫(( ِ‬
‫الكتاب ‪:‬‬
‫ِ‬
‫بالقلب ‪.‬‬ ‫القلق‬
‫ُ‬ ‫يفعل‬ ‫‪ ‬ماذا‬
‫ُ‬
‫القلق ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يغذيه‬ ‫ط ِ‬
‫الدم املرتفع ِّ‬ ‫‪ ‬ضغ ُ‬
‫‪ ‬ال َقلَ ُق ميكن أن يتسبب يف أمر ِ‬
‫اض الروماتيزم ‪.‬‬
‫قلقك إكراماً ملعدتِك ‪.‬‬‫‪ ‬خفِّف من ِ‬
‫ْ‬
‫‪ ‬كيف ميكن أن يكون القلق سبباً ِ‬
‫للربد ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬القلق و َّ‬
‫الغدةُ الدرقيةُ ‪.‬‬
‫القلق ‪.‬‬
‫مصاب السكري و ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ويف ترمجة لكتاب د‪ .‬كارل مانينغر ‪ ،‬أحد األطباء املتخصصني يف‬
‫الطب النفسي ‪ ،‬وعنوانه ‪ (( :‬اإلنسان ض ّد نفسه )) ‪ ،‬يقول ‪ (( :‬ال‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫القلق ‪ ،‬بل تقريراً‬ ‫ِ‬
‫اجتناب‬ ‫ِ‬
‫كيفية‬ ‫حول‬
‫اعد َ‬ ‫يعطيك الدكتور مانينغر قو َ‬
‫ت ‪ ،‬و ِ‬
‫احلقد‬ ‫بالقلق والكب ِ‬
‫ِ‬ ‫حنطم أجسادنا وعقولنا‬ ‫مذهالً عن كيف‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ف )) ‪.‬‬ ‫واالزدر ِاء ‪ ،‬والثورِة واخلو ِ‬
‫ْ‬
‫ين َع ِن الن ِ‬
‫َّاس ﴾ ‪ :‬راحة‬ ‫ِ‬
‫إن من أعظم منافع قوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬وال َْعاف َ‬
‫البال والسعادة ‪.‬‬ ‫اخلاط ِر ‪ ،‬وسعةَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫القلب ‪ ،‬وهدوءَ‬
‫ويف مدينة « بوردو » الفرنسية ‪ ،‬يقول حاكمها الفيلسوف الفرنسي‬
‫ئيت‬
‫أرغب يف معاجلة مشاكلكم بيدي وليس بكبدي ور َّ‬ ‫« مونتني » ‪ُ (( :‬‬
‫)) ‪.‬‬
‫والهم ِ‬
‫والح ْق ُد ؟‬ ‫ُّ‬ ‫ماذا يفعل الحز ُن ‪،‬‬
‫وضع الكتور راسل سيسيل – من جامعة « كورنيل » ‪ ،‬معهد‬
‫ِ‬
‫املفاصل ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫التهاب‬ ‫أسباب شائعة تسبب يف‬ ‫ٍ‬ ‫الطب – أربعة‬
‫اهنيار الزو ِاج ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫ارث املاديةُ واحلز ُن ‪.‬‬ ‫الكو ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫القلق ‪.‬‬
‫الوحدةُ و ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫االحتقار واحلِْق ُد ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫وقال الدكتور وليم مالك غوينغل ‪ ،‬يف خطاب الحتاد أطباء‬
‫القلق و ِ‬
‫اخلوف ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫السارِة ِمثْل‬
‫َّ‬ ‫األسنان األمريكيني ‪ (( :‬إن املشاعر َغرْيِ‬
‫ميكن أن تؤثر يف توزيع الكالسيوم يف اجلسم ‪ ،‬وبالتايل تؤدي إىل َتلَ ِ‬
‫ف‬
‫ِ‬
‫األسنان )) ‪.‬‬
‫وتناول أمورك بهدوء ‪:‬‬
‫ِ‬
‫جنوب‬ ‫يقول دايل كارنيجي ‪ (( :‬إن الزنوج الذين يعيشون يف‬
‫الناجتة عن ِ‬
‫القلق ؛‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القلب‬ ‫والصينيني نادراً ما يُصابون بأمراض‬ ‫ِ‬
‫البالد‬
‫يتناولون األمور هبدوء )) ‪.‬‬ ‫ألهنم‬
‫ويقول ‪ (( :‬إن عدد األمريكيني الذين يُقبلون على االنتحار هو‬
‫بكثري من الذين ميوتون نتيجة لألمراض اخلمسة الفتَّاكة )) ‪.‬‬ ‫أكثر‬
‫َّق !‬
‫تكاد ال تصد ُ‬
‫ُ‬ ‫وهذه حقيقة مذهلة‬
‫حس ْن ظنَّك بربِّك ‪:‬‬
‫ِّ‬
‫يغفر لنا خطايانا‪ ،‬لكن جهازنا العصيب‬ ‫قال وليم جاميس‪(( :‬إن اهلل ُ‬
‫ال يفعل ذلك أبداً))!‬
‫ذكر ابن الوزير يف كتابه «العواصم والقواصم» ‪(( :‬إن الرجاء يف‬
‫ِ‬
‫الطاعة ‪ ،‬وجيعلُه‬ ‫ويقويه على‬ ‫ِ‬
‫للعبد‪ِّ ،‬‬ ‫وجل ‪ -‬يفتح األمل‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫رمحة اهلل ‪َّ -‬‬
‫افل سابقاً إىل اخلري ِ‬
‫ات)) ‪.‬‬ ‫نشيطاً يف النو ِ‬
‫قلت ‪ :‬وهذا صحيح ‪ ،‬فإن بعض النفوس ال يصلحها إال ُّ‬
‫تذكر‬ ‫ُ‬
‫وتثابر ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وجتتهد‬
‫ُ‬ ‫رمحة اهلل وعفوه وتوبته وحلمه ‪ ،‬فتدنو منه ‪،‬‬
‫الخيال ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫هام بِك‬
‫إذا َ‬
‫يقول توماس أدسون ‪ (( :‬ال توجد وسيلةٌ يلجُأ إليها اإلنسا ُن َهَرباً‬
‫من التفكري )) ‪.‬‬
‫يكتب وهو‬‫ُ‬ ‫وهذا صحيح بالتجربة ‪ ،‬فإن اإلنسان قد يقرُأ أو‬
‫املثمر‬
‫ُ‬ ‫اجلاد‬
‫ُّ‬ ‫العمل‬
‫ُ‬ ‫يفكر ‪ ،‬ولكن من أحسن ما ُّ‬
‫حيد التفكري ويضبطه‬ ‫ُ‬
‫وجنوح وأراجيف ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫خيال‬ ‫أهل‬
‫ٍ‬ ‫النافع ‪ ،‬فإن أهل الفراغ ُ‬
‫ُ‬
‫****************************‬
‫َّقد البن ِ‬
‫ِّاء‬ ‫رحب بالن ِ‬
‫ِّ ْ‬
‫ِ‬
‫الشخصية‬ ‫يتفق مع رغباتِنا‬ ‫يقول أندريه مورو ‪َّ (( :‬‬
‫كل ما ُ‬ ‫إن َّ‬ ‫ُ‬
‫كل ما هو غريُ ذلك يُثري غضبنا ‪.‬‬ ‫يبدو حقيقيّاً ‪ ،‬و َّ‬
‫ب‬
‫حنب املدح ونَطَْر ُ‬ ‫فالغالب أننا ُّ‬ ‫ُ‬ ‫النقد ‪،‬‬
‫قلت وكذلك النصائح و ُ‬ ‫ْ‬
‫عيب‬
‫ٌ‬ ‫لهُ ‪ ،‬ولو كان باطالً ‪ ،‬ونكرهُ النقد وال ّذ َّم ولو كان ح ّقاً وهذا‬
‫وخطٌأ خطريٌ ‪.‬‬
‫ضو َن{‪}48‬‬ ‫﴿ َوِإ َذا ُدعُوا ِإلَى اللَّ ِه َوَر ُسولِ ِه لِيَ ْح ُك َم َب ْيَن ُه ْم ِإ َذا فَ ِري ٌق ِّم ْن ُهم ُّم ْع ِر ُ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫وِإن ي ُكن لَّ ُهم الْح ُّق يْأتُوا ِإلَْي ِه م ْذ ِعنِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫التوصل إىل قرا ٍر يُ َّنف ُذ يف ِ‬
‫نفس‬ ‫ُّ‬ ‫يتم‬
‫ليم جاميس ‪ (( :‬عندما ُّ‬ ‫يقول و ُ‬ ‫ُ‬
‫ستسيطر عليك فيما أنت‬ ‫لبيت‬ ‫ِ‬
‫اهلموم‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫كلي‬ ‫ص‬ ‫اليوم ‪ ،‬فإنك ستتخلَّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫كز‬ ‫ِ‬
‫بنتائج املشكلة ‪ ،‬وهو يعين أنك إذا اختذت قراراً حكيماً ير ُ‬ ‫ِ‬ ‫تفكر‬
‫ُ‬
‫اجع‬ ‫ِ‬ ‫تنفيذ ِه وال تتوقَّف ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مرتدداً أو قلقاُ أو ترت ٌ‬ ‫فامض يف‬ ‫على الوقائ ِع ‪،‬‬
‫تلد غالَّ الشكوك‬ ‫بالشكوك اليت ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫يف خطواتِك ‪ ،‬وال تضيَّ ْع نفسك‬
‫تستمر يف النظ ِر إىل ما ور ِاء ظهرك )) ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ ،‬وال‬
‫واشدوا يف ذلك ‪:‬‬

‫إخفاق‬ ‫ظفر وال‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫حريان ال ٌ‬ ‫نفق‬
‫َّت العزمات يُ ُ‬
‫ومشت ُ‬
‫ٌ‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫ترتددا‬ ‫َّ‬
‫فإن فساد الرأي أة َّ‬ ‫فكن‬
‫إذا كنت ذا رأي ُ‬
‫القلق واالضطر ِ‬
‫اب ‪﴿ .‬‬ ‫ِ‬ ‫اختاذ القرا ِر إنقاذ لك من‬ ‫إن الشجاعة يف ِ‬
‫خ ْيراً لَّ ُه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫ص َدقُوا اللَّهَ لَ َكا َن َ‬ ‫فَِإ ذَا َع َزَم ْ‬
‫اَأْلم ُر َفلَ ْو َ‬
‫**************************************‬
‫ِّ‬
‫متفكراً أو متردِّداً‬ ‫تتوقف‬
‫ْ‬ ‫ال‬
‫اعمل واب ُذ ْل واهج ِر الفراغ‬
‫ْ‬ ‫بل‬
‫ِ‬
‫جامعة ( هارفرد‬ ‫الطب يف‬‫ِّ‬ ‫الدكتور ريتشاردز كابوت ‪ :‬أستاذُ‬ ‫يقول‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أنصح‬ ‫يعيش اإلنسا ُن ) ‪ (( :‬بصفيت طبيباً ‪،‬‬ ‫كتابة بعنوان ( مب‬ ‫ِ‬ ‫) ‪ ،‬يف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الشكوك‬ ‫الناتج عن‬
‫ِ‬ ‫العمل ) للمرضى الذين يعانون من االر ِ‬
‫تعاش‬ ‫بعالج ( ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫االعتماد‬ ‫مثل‬ ‫ِ‬ ‫و ُّ ِ‬
‫العمل لنا هي ُ‬ ‫ُ‬ ‫مينحها‬
‫الرتدد واخلوف ‪ ..‬فالشجاعةُ اليت ُ‬
‫وعة )) ‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫َّفس الذي جعله ( أمرسو ُن ) دائم َّ‬ ‫على الن ِ‬
‫ض َو ْابَتغُوا ِمن فَ ْ‬
‫ض ِل اللَّ ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصاَل ةُ فَانتَش ُروا في ْ‬ ‫ت َّ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ فَِإ َذا قُ َ‬
‫التعاسة يف أن يتاح لك‬ ‫ِ‬ ‫سر‬
‫ميكن ُّ‬‫يقول جورج برناردشو ‪ُ (( :‬‬ ‫ُ‬
‫لرفاهية التفك ِري ‪ ،‬فيما إذا كنت سعيداً أو ال ‪ ،‬فال َّ‬
‫هتتم‬ ‫ِ‬ ‫وقت‬
‫ٌ‬
‫دمك يف‬ ‫بالتفك ِري يف ذلك بل ابق منهمكاً يف العمل ‪ ،‬عندئذ يبدُأ ُ‬
‫ب احلياةُ اجلديدة القلق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدوران ‪ ،‬وع ُقلك بالتفكري ‪ ،‬وسرعان ما تُذه ُ‬
‫ٍ‬
‫موجود‬ ‫فإن أرخص دو ٍاء‬ ‫العمل ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عمل وابق منهمكاً يف‬ ‫ْ‬ ‫!‬ ‫ك‬ ‫من عقلِ‬
‫األرض وأفضلُه )) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫على ِ‬
‫وجه‬
‫سَي َرى اللّهُ َع َملَ ُك ْم َوَر ُسولُهُ َوال ُْمْؤ ِمنُو َن ﴾ ‪.‬‬‫﴿ َوقُ ِل ا ْع َملُواْ فَ َ‬
‫يقول دزرائيلي ‪ « :‬احلياةُ قصريةٌ جداً ‪ ،‬لتكون تافهةً » ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالشحناء‬ ‫نقصرها‬
‫أقصر من أن ِّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫احليا‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫العرب‬ ‫ِ‬
‫حكماء ِ‬ ‫وقال بعض‬
‫ُ‬
‫»‪.‬‬
‫ين{‪ }112‬قَالُوا لَبِ ْثنَا َي ْوماً َْأو َب ْع َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ض َع َد َد سن َ‬ ‫ال َك ْم لَبِثْتُ ْم في ْ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫﴿ قَ َ‬
‫ال ِإن لَّبِثْتُ ْم ِإاَّل قَلِيالً لَّ ْو َأنَّ ُك ْم ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُمو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ِّين{‪ }113‬قَ َ‬ ‫اس ْ‬ ‫ٍ‬
‫َأل ال َْعاد َ‬ ‫َي ْوم فَ ْ‬
‫صحة لها ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الشائعات ال َّ‬ ‫أكثر‬
‫ُ‬
‫هندي يف التاريخ‬ ‫حمارب ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫أعظم‬
‫اجلنرال جورج كروك – وهو رمبا ُ‬ ‫ُ‬ ‫يقول‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اهلنود تقريباً‬ ‫ِ‬
‫وتعاسة‬ ‫كل ِ‬
‫قلق‬ ‫إن َّ‬ ‫األمريكي – يف صفحة ‪ 77‬من مذكراته ‪َّ « :‬‬ ‫ِّ‬
‫هم وليس من الواق ِع » ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تصدر من خميلت ْ‬ ‫ُ‬
‫ص ْي َح ٍة َعلَْي ِه ْم ﴾ ﴿ لَ ْو َخ َر ُجواْ فِي ُكم‬
‫سبُو َن ُك َّل َ‬ ‫قال سبحانهُ وتعاىل‪ ﴿ :‬يَ ْح َ‬
‫ضعُواْ ِخالَلَ ُك ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫ادو ُك ْم ِإالَّ َخبَاالً ْ‬
‫وَألو َ‬ ‫َّما َز ُ‬
‫يقول األستاذُ هوكس – من جامعة « كولومبيا » ‪ -‬إنه اختذ ِ‬
‫هذه‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫عالج ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫لكل علّ ٍة حتت الشمس يُ ُ‬
‫وجد‬ ‫الرتنيمة واحداً من شعاراتِِه ‪َّ « :‬‬
‫عالج حاول أن جتدهُ ‪ ،‬وإن مل‬ ‫ٌ‬ ‫يوجد‬
‫ُ‬ ‫يوجد أبداً ‪ ،‬فإ ْن كان‬ ‫ُ‬ ‫أو ال‬
‫هتتم ِبه » ‪.‬‬ ‫يكن موجوداً ال َّ‬ ‫ْ‬
‫داء إال أنزل له دواء‬ ‫صحيح ‪ (( :‬ما أنزل اهلل من ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫ويف‬
‫ُ‬
‫علِمهُ من َعلِ َمهُ وج ِهلَهُ َم ْن ج ِهلَهُ )) ‪.‬‬
‫الرفق يجنبُك المزالق ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫مثل البلُّوط‬ ‫ِ‬
‫املقاومة‬ ‫وعدم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فصاص‬
‫‪/‬‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫مثل‬ ‫االحنناء‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫لتالميذه‬ ‫قال أستاذٌ ياباينٌّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫»‪.‬‬
‫الريح يَ ْمنَةً ويَ ْس َرةً‬ ‫ِ‬
‫الزرع ‪ ،‬تفيُئها ُ‬‫ِ‬ ‫كالخامة من‬ ‫المؤمن‬
‫ُ‬ ‫ويف احلديث ‪(( :‬‬
‫)) ‪.‬‬
‫وم ْن فوقِها‪/‬‬ ‫واحلكيم ِ‬
‫كاملاء‪ ،‬ال يصطدم يف الصخر ِة‪ ،‬لكنه يأتيها مَيْنَةً ويسرةُ ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وم ْن ِحتتها‪.‬‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫صخرة ألناخ‬ ‫كالجمل األنِ ِ‬
‫ف ‪ ،‬لو ُأنيخ على‬ ‫ِ‬ ‫المؤمن‬ ‫ِ‬
‫احلديث ‪(( :‬‬ ‫ويف‬
‫ُ‬
‫عليها )) ‪.‬‬
‫ما فات لن يعود ‪:‬‬
‫ْأس ْوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫﴿ ل َك ْياَل تَ َ‬
‫ِ‬
‫األرض ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫حليب إىل‬ ‫ِ‬
‫بزجاجة‬ ‫الدكتور بول براندوين ‪ ،‬وألقى‬ ‫وقف‬
‫ُ‬
‫تبك على احلليب املراق » ‪.‬‬ ‫وهتف قائالً ‪ « :‬ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ب لك عسريٌ عليك ‪.‬‬ ‫العامة ‪ :‬الذي مل يُ ْكتَ ْ‬ ‫وقالت َّ‬
‫ٍ‬
‫السالم ‪ :‬أتلومين على شيء كتبهُ اهللُ‬
‫ُ‬ ‫آدم ملوسى عليهما‬ ‫وقال ُ‬
‫آدم‬ ‫رسول ِ‬
‫فحج ُ‬ ‫اهلل ‪َّ (( : ‬‬ ‫ُ‬ ‫علي قبل أن خيلقين بأربعني عاماً ؟ قال‬ ‫َّ‬
‫فحج آدم موسى )) ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫آدم موسى ‪،‬‬ ‫فحج ُ‬ ‫َّ‬ ‫موسى ‪،‬‬
‫وخارجك ‪.‬‬‫ِ‬ ‫وداخلك ال من حولِك‬
‫ِ‬ ‫السعادة في نفسك‬ ‫ِ‬ ‫وابحث عن‬
‫نفس ِه‬
‫مكانه وبِ ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلجنليزي ميلتون ‪َّ (( :‬‬
‫إن العقل في‬ ‫ُّ‬ ‫الشاعر‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫يستطيع أن يجعل الجنة جحيماً ‪ ،‬والجحيم جنةً )) !‬‫ُ‬
‫قال املتنيب ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الشقاوة‬ ‫ِ‬
‫اجلهالة يف‬ ‫وأخو‬ ‫ذو الع ْق ِل يشقى يف النعي ِم‬
‫ُّ‬
‫تستحق الحزن ‪:‬‬ ‫فالحياةُ ال‬
‫ِ‬
‫سعيدة يف‬ ‫أعرف ستة ٍ‬
‫أيام‬ ‫ْ‬ ‫قال نابليو ُن يف « سانت هيلينا » ‪ « :‬مل‬
‫حيايت » !!‬
‫عددت أيام سعاديت فوجدهُت ا‬ ‫امللك ‪-‬اخلليفةُ‪« .:-‬‬ ‫قال هشام بن ِ‬
‫عبد ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ثالثة َع َشَر يوماً »‬
‫أتول اخلالفة » ‪.‬‬‫ويقول ‪ « :‬يا ليتين ملْ َّ‬
‫ُ‬ ‫يتأوه‬ ‫عبد ِ‬
‫امللك َّ‬ ‫وكان أبوه ُ‬
‫يفررون إلينا وال‬
‫جعله ْم ُّ‬ ‫احلمد ِ‬
‫هلل الذي‬ ‫ِ‬
‫املسيب ‪ُ :‬‬ ‫بن‬
‫ُ‬ ‫سعيد ُ‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫نفر إليهم ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫الرشيد ‪ ،‬فظمئ هارو ُن‬ ‫ظ على هارون‬ ‫ِ‬
‫السماك الواع ُ‬ ‫ودخل ابن‬
‫السماك ‪ :‬لو منعت ِ‬
‫هذه الشربة يا أمري‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬ ‫فقال‬ ‫‪،‬‬ ‫وطلب شربة ٍ‬
‫ماء‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فلما شرهبا ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫املؤمنني ‪ ،‬أتفتديها بنصف ملكك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ّ .‬‬
‫لتخرج ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال‬ ‫ُ‬ ‫أتدفع نصف ملكك‬ ‫ُ‬ ‫لو ُمنعت إخراجها ‪،‬‬
‫ملك ال يساوي شربة ٍ‬
‫ماء ‪.‬‬ ‫السماك ‪ :‬فال خري يف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ابن‬
‫ُ‬
‫اإلميان فال قيمة هلا وال وزن وال معىن‬‫ِ‬ ‫خلت من‬‫ْ‬ ‫إن الدنيا إذا‬ ‫َّ‬
‫‪.‬‬
‫إقبال ‪:‬‬
‫يقول ُ‬‫ُ‬

‫من مل حُي يي‬ ‫ِ‬


‫وال دنيا ل ْ‬ ‫إذا اإلميا ُن ضاع فال أما ٌن‬
‫فق ْد جعل الفناء هلا قرينا‬ ‫ومن رضي احلياة بغ ِري دي ٍن‬
‫النفس ) ‪َّ « :‬‬
‫إن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االعتماد على‬ ‫ِ‬
‫مقالته عن (‬ ‫قال أمرسو ُن يف ِ‬
‫هناية‬
‫املرض ‪ ،‬أو عودة‬ ‫ِ‬ ‫السياسي ‪ ،‬وارتفاع األجوِر ‪ ،‬وشفاءك من‬ ‫َّ‬ ‫النصر‬
‫ألن األمر لن‬ ‫ِّق ذلك ؛ َّ‬ ‫تنفتح أمامك ‪ ،‬فال تصد ُ‬ ‫ِ‬
‫السعيدة‬ ‫ِ‬
‫األيام‬
‫ُ‬
‫نفسك » ‪.‬‬ ‫جيلب لك الطمأنينة إال ُ‬ ‫ُ‬ ‫يكون كذلك ‪ .‬وال شيء‬
‫اضيةً َّمر ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِئ‬
‫ضيَّةً ﴾ ‪.‬‬ ‫س ال ُْمط َْم نَّةُ{‪ْ }27‬ارجعي ِإلَى َربِّك َر َ ْ‬
‫الن ْف ُ‬
‫﴿ يَا ََّأي ُت َها َّ‬
‫االهتمام بإز ِ‬
‫الة‬ ‫ِ‬ ‫ائي أبيكتويتوس ‪ « :‬بوجوب‬ ‫َّ‬
‫الفيلسوف الرو ُّ‬
‫ُ‬ ‫حذر‬
‫من‬ ‫الورم و ِ‬ ‫الة ِ‬ ‫االهتمام بإز ِ‬
‫ِ‬ ‫اخلاطئة من تفك ِرينا ‪ ،‬أكثر من‬ ‫ِ‬ ‫األفكا ِر‬
‫املرض ْ‬
‫أجسادنا » ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العقائدي يف القرآن‬ ‫ِّ‬ ‫الفكري و‬
‫ِّ‬ ‫أن التحذير من املرض‬ ‫العجب َّ‬
‫و ُ‬
‫اد ُه ُم‬ ‫املرض اجلسماينِّ ‪ ،‬قال سبحانه ‪ ﴿ :‬فِي ُقلُوبِ ِهم َّم َر ٌ‬
‫ض َف َز َ‬ ‫ِ‬ ‫أعظم من‬ ‫ُ‬
‫يم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِذبُو َن ﴾ ﴿ َفلَ َّما َزاغُوا ََأزا َ‬‫اللّه مرضاً ولَهم َع َذ ِ‬
‫غ اللَّهُ ُقلُ َ‬
‫وب ُه ْم‬ ‫اب َأل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ََ َ ُ‬
‫﴾‪.‬‬
‫الكلمات شعاراً يف حياتِِه ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫نسي مونتني هذه‬ ‫الفيلسوف الفر ُّ‬
‫ُ‬ ‫تبىِّن‬
‫حيدث » ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يتأثر برأيِِه حول ما‬ ‫حيدث مثلما ُ‬ ‫ُ‬ ‫يتأثر اإلنسا ُن مبا‬
‫« ال ُ‬
‫ويف األثر ‪ (( :‬اللهم رضِّني بقضائك حتى أعلم أن ما أصابني‬
‫يكن ليخطئني ‪ ،‬وما أخطأني لم يكن ليصيبني )) ‪.‬‬
‫لم ْ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫وقف ــة ٌ‬
‫وخيوفك من‬
‫زعجك من املاضي ‪ِّ ،‬‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ألن احلزن يُ ُ‬
‫ذهب عليك يومك ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املستقبل ‪ ،‬ويُ ُ‬
‫ويعبس له الوجهُ ‪،‬‬ ‫القلب ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ينقبض له‬
‫ُ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ألن احلزن‬
‫ُ‬
‫األمل ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الروح ‪ ،‬ويتالشى معه‬
‫ُ‬ ‫وتنطفُئ منهُ‬
‫ظ الصديق ‪ ،‬ويُ ْش ِمت‬ ‫العدو ‪ ،‬ويغي ُ‬
‫َّ‬ ‫يسر‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ألن احلزن ُّ‬
‫ويغي ُر عليك احلقائق ‪.‬‬
‫بك احلاسد ‪ِّ ،‬‬
‫وخروج‬ ‫ِ‬
‫باحملتوم ‪،‬‬ ‫وتربٌم‬
‫للقضاء ‪ُّ ،‬‬‫ِ‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ألن احلزن خماصمةٌ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫النعمة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األنس ‪ ،‬ونقمةٌ على‬ ‫على‬
‫يبعث ميِّتا ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يرد مفقوداً وذاهباً ‪ ،‬وال‬ ‫ال تحز ْن ‪َّ :‬‬
‫ألن احلزن ال ُّ‬
‫جيلب نفعاً ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يرد قدراً ‪ ،‬وال‬
‫وال ُّ‬
‫حاضر‬ ‫وفقر‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫يأس جامثٌ ‪ٌ ،‬‬ ‫ال تحز ْن ‪ :‬فاحلز ُن من الشيطان واحلز ُن ٌ‬
‫يع ‪.‬‬ ‫وإخفاق ذر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫حمق ٌق ‪،‬‬ ‫دائم ‪ ،‬وإحبا ٌط َّ‬ ‫‪ ،‬وقنو ٌط ٌ‬
‫ِ‬
‫نك ِوْزَر َك{‪ }2‬الَّذي َأن َق َ‬
‫ض ظَ ْه َر َك{‬ ‫ض ْعنَا َع َ‬
‫ص ْد َر َك{‪َ }1‬وَو َ‬ ‫ك َ‬ ‫﴿ َألَ ْم نَ ْش َر ْح لَ َ‬
‫ك ِذ ْك َر َك{‪ }4‬فَِإ َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسراً{‪ِ }5‬إ َّن َم َع الْعُ ْس ِر يُ ْسراً{‪ }6‬فَِإ َذا‬ ‫‪َ }3‬وَرَف ْعنَا لَ َ‬
‫ب﴾‪.‬‬ ‫ك فَ ْارغَ ْ‬ ‫ب{‪َ }7‬وِإلَى َربِّ َ‬ ‫انص ْ‬
‫ت فَ َ‬ ‫َف َر ْغ َ‬
‫************************************‬
‫ت مؤمناً باهلل‬
‫دم َ‬
‫ال تحز ْن ما ْ‬
‫وإن احلَْيَرةَ‬ ‫سر الرضا و ِ‬
‫اهلدوء واألم ِن ‪َّ ،‬‬ ‫إن هذا اإلميان هو ُّ‬ ‫َّ‬
‫خلت‬ ‫أيت أذكياء – بل عباقرًة –‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫الشك ‪ .‬ولق ْد ر ُ‬ ‫اإلحلاد و ِّ‬ ‫والشقاءَ مع‬
‫أفئدهُت م من نوِر الرسالِة ‪ ،‬فطفحت ألسنتُهم ع ِن الشر ِ‬
‫يعة ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫السكوت‬ ‫تناقض ما لنا إال‬ ‫ي ع ِن الشر ِ‬
‫يعة ‪:‬‬ ‫املعر ُّ‬ ‫ِ‬
‫العالء ِّ‬ ‫يقول أبو‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫له !!‬
‫العقول ِع ُ‬
‫قال ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ازي ‪ :‬هناية ِ‬
‫إقدام‬ ‫ويقول الر ُّ‬
‫ُ‬
‫ويقول اجلويين ‪ ،‬وهو ال يدري أين اهللُ ‪ :‬حرَّي ين اهلمداينُّ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫حريين اهلمداينُّ ‪.‬‬
‫الكون ‪.‬‬‫ِ‬ ‫الفعال هو املؤثُِّر يف‬
‫إن العقل َّ‬ ‫ابن سينا ‪َّ :‬‬‫ويقول ُ‬
‫ُ‬
‫ويقول إيليا أبو ماضي ‪:‬‬
‫ُ‬

‫أبصرت قُدَّامي طريقاً‬ ‫ولقد‬ ‫لكين‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫أعلم من أين و ِّ‬ ‫ُ‬ ‫جئت ال‬
‫ُ‬
‫فمشيت قُرباً وبُعداً عن ِّ‬
‫احلق ‪.‬‬ ‫تتفاوت ُ‬
‫ُ‬ ‫أتيت إىل ير ذلك من األقو ِال اليت‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫وشكه‬ ‫وحبسب حرْيِتِِه‬
‫ِ‬ ‫يسعد ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العبد‬ ‫ِ‬
‫حبسب إميان‬ ‫فعلمت أنه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العاتية من ُذ‬ ‫ِ‬
‫الكلمات‬ ‫بنات لتلك‬ ‫األطروحات املتأخرةُ‬ ‫ِ‬
‫وهذه‬ ‫يشقى ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫َما َعلِ ْم ُ‬
‫ت لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍه غَْي ِري ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿‬ ‫األثيم فرعون قال ‪:‬‬ ‫املنحرف‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫دم‬ ‫ِ‬
‫الق‬
‫ُ‬
‫وقال ‪َ ﴿ :‬أنَا َربُّ ُك ُم اَأْل ْعلَى ﴾ ‪.‬‬
‫ت العامل ‪.‬‬ ‫دمر ِ‬
‫ات ََّ‬ ‫ويا هلا من كفريَّ ٍ‬
‫يفكر اإلنسا ُن » ‪« :‬‬ ‫ُ‬ ‫لف كتاب « مثلما‬ ‫يقول جاميس ألني ‪ ،‬مؤ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األشخاص‬ ‫ِ‬
‫األشياء و‬ ‫سيكتشف اإلنسا ُن أنهُ كلما غرَّي أفكاره إزاء‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫دع شخصاً ما‬ ‫األشخاص اآلخرون بدوِره ْم ‪ْ ..‬‬ ‫ُ‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬ستتغريُ األشياءُ و‬
‫ِ‬
‫املادية ‪،‬‬ ‫ظروف حياتِِه‬ ‫ُ‬ ‫للسرعة اليت ستتغريُ هبا‬ ‫ِ‬ ‫وسندهش‬ ‫يغي ُر أفكارهُ ‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫يشكل أهدافنا هو نفسنا ‪. » ..‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّس الذي‬ ‫فالشيءُ املقد ُ‬
‫يقول سبحانه‪﴿ :‬بَ ْل ظَنَنتُ ْم َأن لَّن‬ ‫اخلاطئة وتأث ِريها ‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وعن األفكا ِر‬
‫ك فِي ُقلُوبِ ُك ْم َوظَنَنتُ ْم ظَ َّن‬ ‫ول َوال ُْمْؤ ِمنُو َن ِإلَى َْأهلِي ِه ْم َأبَداً َوُزيِّ َن َذلِ َ‬ ‫الر ُس ُ‬
‫ب َّ‬ ‫ِ‬
‫يَن َقل َ‬
‫السوِء وُكنتم َقوماً بوراً ﴾ ‪ ﴿ .‬يظُنُّو َن بِاللّ ِه غَير الْح ِّق ظَ َّن الْج ِ‬
‫اهلِيَّ ِة َي ُقولُو َن َهل لَّنَا‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ ُ ْ ْ ُ‬
‫اَألم َر ُكلَّهُ لِلَّ ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَألم ِر من َش ْيء قُ ْل ِإ َّن ْ‬ ‫م َن ْ‬
‫كل ما حُي قِّقه اإلنسا ُن هو نتيجةٌ مباشرةٌ‬ ‫ويقول جاميس ألني أيضاً ‪ « :‬و ُّ‬ ‫ُ‬
‫االنتصار وحتقيق‬ ‫و‬ ‫ط‬‫ْ‬ ‫فق‬ ‫النهوض‬ ‫يستطيع‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫اإلنسا‬ ‫و‬ ‫‪..‬‬ ‫اخلاص ِ‬
‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ألفكارِه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫خالل أفكا ِرِه ‪ ،‬وسيبقى ضعيفاً وتعِساً إذا ما رفض ذلك‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِِ‬
‫أهدافه ْ‬
‫»‪.‬‬
‫ادواْ‬
‫الصائب ‪َ ﴿ :‬ولَ ْو ََأر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصادقة والفك ِر‬ ‫قال سبحانه عن العز ِ‬
‫مية‬
‫ـكن َك ِرَه اللّهُ انبِ َعا َث ُه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫َألع ُّدواْ لَهُ عُ َّد ًة ولَ ِ‬
‫وج َ‬
‫َ‬ ‫الْ ُخ ُر َ‬
‫وقال تعاىل ‪َ ﴿ :‬ولَ ْو َعلِ َم اللّهُ فِي ِه ْم َخ ْيراً أَّل ْس َم َع ُه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫الس ِكينَةَ َعلَْي ِه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َأنز َل َّ‬ ‫وقال ‪َ ﴿ :‬ف َعل َم َما في ُقلُوبِ ِه ْـم فَ َ‬
‫*****************************************‬
‫بأسرها تافهةٌ‬ ‫الدنيا‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫فإ‬ ‫ال تحز ْن للتوافِ ِ‬
‫ه‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكبار بني براث ِن األسد ‪ ،‬فأجناه اهللُ منه ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬فيم كنت تفكر ؟ قال ‪ :‬أفكر يف لعاب األسد ‪ْ ،‬‬
‫هل هو‬ ‫أحد الصاحلني ُ‬ ‫ُرمي ُ‬
‫طاهر أم ال !! ‪ .‬وماذا قال العلماء ِ‬
‫فيه ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫للباسلني مع القنا اخلطَّا ِر‬ ‫ذكرت اهلل ساعة‬ ‫ُ‬ ‫ولقد‬
‫احد القها ِر‬ ‫يوم الوغى للو ِ‬ ‫اشة‬ ‫ٍ‬
‫لذائذ جيَّ ٍ‬ ‫كل‬
‫فنسيت َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مقاصده ْم‬ ‫ِ‬
‫حبسب‬ ‫ِ‬
‫الصحابة‬ ‫جل يف عاله – مايز بني‬ ‫إن اهلل – َّ‬ ‫َّ‬
‫الد ْنيا وِمن ُكم َّمن ي ِري ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ َرَة ﴾ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬من ُكم َّمن يُ ِري ُد ُّ َ َ‬
‫يد ؟! ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان مهتُه ‪ ،‬وماذا ير ُ‬ ‫أن قيمة‬‫ابن القيم َّ‬ ‫ذكر ُ‬
‫أي ٍ‬
‫رجل هو ‪.‬‬ ‫ُأخرب َك ُّ‬ ‫ِ‬
‫اهتمام ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجل ْ‬ ‫أخربين عن‬
‫أحد احلكماء ‪ْ :‬‬
‫وقال ُ‬
‫وبلَّغ أكناف احلِمى من‬ ‫أال بلَّغ اهللُ احلمى من‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫َّ‬
‫مصفدينا‬ ‫ِ‬
‫بامللوك‬ ‫وع ْدنا‬ ‫فعادوا باللّ ِ‬
‫باس وباملطايا‬
‫البحر وجنا‬ ‫انقلب قارب يف البح ِر ‪ ،‬فوقع عاب ٌد يف ِ‬
‫ويستنشق ‪ ،‬فأخرجهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫ض‬
‫املاء ‪ ،‬فأخذ يوضِّئ أعضاءه عضواً عضواً ‪ ،‬ويتمضم ُ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أردت أن أتوضأ قبل املوت ألكون على طهارة ‪.‬‬
‫عن ذلك ؟ فقال ‪ُ :‬‬ ‫‪ ،‬فسئل ْ‬
‫قدسيةً ويداك يف ال ُكالَّ ِ‬
‫ب‬ ‫هلل َد ُّرك ما نسيت رسالةً‬ ‫ِ‬
‫املوت يف‬‫يف ساعةُ و ُ‬ ‫رمشت عيونُك‬ ‫ْ‬ ‫أفديك ما‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ختليل حليتِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املوت يشري إىلِ‬
‫األهداب‬ ‫أمحد يف سكر ِ‬
‫وهم‬
‫ُ‬ ‫باملاء‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ات‬ ‫اإلمام ُ‬‫رمشةُ ُ‬
‫يوضئونه !!‬
‫ِّ‬
‫اب ِ‬
‫اآلخ َرِة ﴾ ‪.‬‬ ‫الد ْنيَا َو ُح ْس َن َث َو ِ‬
‫اب ُّ‬
‫اه ُم اللّهُ َث َو َ‬
‫﴿ فَآتَ ُ‬
‫***********************************‬
‫العفو‬
‫َ‬ ‫العفو‬
‫﴿‬ ‫وشرف اآلخرِة ‪:‬‬
‫َ‬ ‫عز الدنيا‬
‫وصفحت نلت َّ‬
‫َ‬ ‫فإنك إ ْن عفوت‬
‫َأج ُرهُ َعلَى اللَّ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫َأصلَ َح فَ ْ‬
‫فَ َم ْن َع َفا َو ْ‬
‫‪.‬‬‫توقد الفرن كثرياً لعدِّوك ‪ ،‬لئالَّ حترق به نفسك »‬ ‫يقول شكسبري ‪ « :‬ال ِ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫مغيب ومطْل ِع‬ ‫ٍ‬ ‫حبق يف‬‫تراها ٍّ‬ ‫ِ‬
‫للشمس‬ ‫الر ِ‬
‫مد‬‫للعيون ُّ‬‫ِ‬ ‫فقل‬
‫ْ‬
‫تستفيق وال‬
‫ُ‬ ‫بأبصا ِرها ال‬ ‫وسامح عيوناً أطفأ اهللُ‬ ‫ْ‬
‫التابعي ‪ :‬إنك‬ ‫عبداهلل ب ِن عمر العا ِمل‬ ‫أحدهم لسا ِمل ب ِن ِ‬
‫ِّ‬ ‫وقال ُ‬
‫رجل سوء! فقال ‪ :‬ما َعَرفَين إالَّ أنت ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫صي واحلجارةُ عظامي ‪،‬‬ ‫ميكن أن حتطِّم الع ُّ‬ ‫يكي ‪ُ « :‬‬ ‫أديب أمر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫قال‬
‫النيل مين » ‪.‬‬‫الكلمات ْ‬
‫ُ‬ ‫لكنلن تستطيع‬ ‫ْ‬
‫يدخل معك قربك !‬ ‫قال رجل أليب بكر ‪ :‬و ِ‬
‫اهلل ألسبنَّك سبّاً‬
‫ُ‬
‫يدخل معك قربك أنت !! ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بل‬
‫فقال أبو بكر ‪ْ :‬‬
‫عمرو اآلن‬ ‫ٌ‬ ‫ألتفرغن حلربِك ‪ .‬قال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫العاص ‪:‬‬ ‫رجل لعمرِو بن‬ ‫وقال ٌ‬
‫ِ‬
‫الشاغ ِل ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الشغل‬ ‫وقعت يف‬
‫يقول اجلنر ُال أيزهناور‪« :‬دعونا ال نضيِّ ُع دقيقةً من التفك ِري‬ ‫ُ‬
‫باألشخاص الذين ال حنبُّهم»‬ ‫ِ‬
‫ك ‪.‬‬ ‫يد أ ْن أطري و َأد َع ِ‬ ‫للنخلة ‪ :‬متاسكي ‪ ،‬فإين أر ُ‬ ‫ِ‬ ‫قالت البعوضةُ‬ ‫ِ‬
‫أشعر‬ ‫فكيف‬ ‫‪،‬‬ ‫علي‬ ‫ِ‬
‫هبطت‬ ‫حني‬ ‫شعرت ِ‬
‫بك‬ ‫ما‬ ‫قالت النخلةُ ‪ :‬و ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫طرت ؟!‬‫ِ‬ ‫بك إذا‬ ‫ِ‬
‫قال حامتٌ ‪:‬‬

‫شتم اللئي ِم‬


‫ُأعرض عن ْ‬
‫و ُ‬ ‫أغفر عوراء الكرمي ِّادخارهُ‬ ‫و ُ‬
‫قال تعاىل ‪َ ﴿:‬وِإذَا َم ُّروا بِاللَّغْ ِو َم ُّروا كِ َراماً ﴾ ‪ .‬وقال تعاىل ‪َ ﴿ :‬وِإذَا‬
‫َخاطَبهم الْج ِ‬
‫اهلُو َن قَالُوا َساَل ماً ﴾ ‪.‬‬ ‫َُ ُ َ‬
‫إن الرجل الغاضب ميتلئ دائماً مُسّاً » ‪.‬‬ ‫قال كونفوشيوس ‪َّ « :‬‬
‫تغضب )) ‪.‬‬ ‫تغضب ‪ ،‬ال‬ ‫تغضب ‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫احلديث ‪ (( :‬ال‬ ‫ويف‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الغضب جمرةٌ من النار )) ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وفيه ‪(( :‬‬
‫الغضب ‪ ،‬والش ِ‬
‫َّهوة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ثالث ‪:‬‬ ‫العبد عند‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫إن الشيطان يصرعُ‬
‫والغَ ْفلَ ِة ‪.‬‬
‫*****************************‬

‫العالم ُخلِق هكذا‬


‫الرجال حكمةً ممن حكموا‬‫ِ‬ ‫يقول ماركوس أويليوس – وهو من أكثر‬ ‫ُ‬
‫سأقابل اليوم أشخاصاً يتكلَّمون‬
‫ُ‬ ‫اإلمرباطورية الرومانية – ذات يوم ‪« :‬‬
‫كثرياً ‪ ،‬أشخاصاً أنانيِّني جاحدين ‪ ،‬حيبُّون أنفسهم‪ ،‬لكن لن أكون‬
‫مندهشاً أو منزعجاً من ذلك‪ ،‬ألنين ال أختيل العامل من ِ‬
‫دون أمثاهلم‬ ‫ُ‬
‫»!‬
‫ِ‬
‫باألعمال اليت يؤديها‬ ‫املثايل يفر ُح‬
‫َّ‬ ‫إن الرجل‬‫يقول أرسطو ‪َّ « :‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫العطف‬ ‫وخبجل إن أدى اآلخرون األعمال لهُ ‪ ،‬ألن تقدمي‬ ‫لآلخرين ‪،‬‬
‫ُ‬
‫دليل الفشل » ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العطف هو‬ ‫لكن تلقِّي‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫هو من التفوق ‪ْ ،‬‬
‫ويف احلديث ‪ (( :‬الي ُد العليا خير من ِ‬
‫اليد السفلى )) ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫والعليا هي املعطيةُ ‪ ،‬والسفلى هي اآلخذةُ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫ال تَ ْح َز ْن إذا كان معك كِ ْسرةُ ُخ ْب ٍز‬
‫ب يَ ْس ُت ُر َك‬ ‫وثو‬ ‫وغرفةُ ٍ‬
‫ماء‬
‫ْ ٌ‬
‫ِ‬
‫احمليط اهلادي وبقي واحداً وعشرين يوماً ‪،‬‬ ‫أحد البحارِة يف‬
‫ضل ُ‬ ‫َّ‬
‫إن أكرب ٍ‬
‫درس‬ ‫الناس عن أك ِرب ٍ‬
‫درس تعلَّمه ‪ ،‬فقال ‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫وملا جنا سألهُ‬
‫الطعام‬ ‫ِ‬
‫من تلك التجربة هو ‪ :‬إذا كان لديك املال الصايف ‪ ،‬و ُ‬ ‫تعلمتُه ْ‬
‫تتذمر أبداً !‬
‫جيب أ ْن ال َّ‬ ‫الكايف ‪ُ ،‬‬
‫فضل ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أحدهم ‪ :‬احلياةُ كلُّها لقمةٌ َ‬
‫وش ْربَةٌ ‪ ،‬وما بقي‬ ‫قال ُ‬
‫ابن الوردي ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫بالوشل‬
‫ْ‬ ‫وع ِن البح ِر‬
‫اجتزاءٌ‬ ‫ك كِسرى عنهُ تُغين‬ ‫ُم ْل ُ‬
‫ِ‬
‫هم ‪:‬‬‫يف العا ِمل ْ‬
‫األطباء‬ ‫إن أفضل‬ ‫يقول جوناثان سويفت ‪َّ « :‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الطعام مع‬ ‫وإن تقليل‬ ‫َّ‬
‫الدكتور مرِح ‪،‬‬
‫الدكتور هادئ ‪ ،‬و ُ‬ ‫الدكتور رجييم‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫يسأل عنه » ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ناجع ال‬ ‫عالج‬ ‫اهلدوء والسروِر‬‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اهلدوء‬ ‫ِ‬ ‫قلت ‪َّ :‬‬
‫ذهب الفطنةَ و ُ‬
‫مزمن ‪ ،‬والبطنةُ تُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫مرض‬
‫ٌ‬ ‫ألن السمنة‬ ‫ُ‬
‫نافع ‪.‬‬
‫عاجل وغذاءٌ ٌ‬ ‫سرور‬
‫ٌ‬ ‫للروح ‪ ،‬واملر ُح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للقلب وعي ٌد‬ ‫متعةٌ‬
‫ٌ‬
‫*************************************‬
‫فق ْد تكو ُن م ْنحة‬ ‫ٍ‬
‫محنة‬ ‫تحز ْن من‬
‫ال َ‬
‫فقد تكو ُن عطية‬ ‫وال تحز ْن من بليَّ ٍة‬
‫ِ‬
‫اجلانب‬ ‫الدكتور صموئيل جونسون ‪ « :‬إن عادة النظر إىل‬ ‫قال‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫جنيه يف‬ ‫ألف‬ ‫ٍ‬
‫حادثة ‪ ،‬هلو أمثن من احلصول على ِ‬ ‫كل‬
‫الصا ِحل من ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫السنة » ‪.‬‬
‫﴿ ََأوالَ َي َرْو َن ََّأن ُه ْم ُي ْفَتنُو َن فِي ُك ِّل َع ٍام َّم َّرةً َْأو َم َّرَت ْي ِن ثُ َّم الَ َيتُوبُو َن َوالَ ُه ْم‬
‫يَ َّذ َّك ُرو َن﴾‪.‬‬
‫يقول املتنيب ‪:‬‬
‫الضد ُ‬
‫وعلى ِّ‬

‫أعطت‬
‫ْ‬ ‫مين حبلمي الذي‬ ‫ليت احلوادث باعتين اليت‬
‫وقال معاوية ‪ :‬ال حليم إال ذو جتربة ‪.‬‬
‫قال أبو ٍ‬
‫متام يف األفشني ‪:‬‬

‫فكأهنا يف غُر ٍبة وإسا ِر‬ ‫كانت عندهُ‬ ‫ْ‬


‫ٍ‬
‫نعمة هلل‬ ‫كم‬
‫ْ‬
‫لرجل من املرتفني ‪ :‬إين أرى عليك نعمةً ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الس ِ‬
‫لف‬ ‫أحد َّ‬ ‫قال ُ‬
‫فقيِّ ْدها بالشك ِر ‪.‬‬
‫ش ِدي ٌد ﴾ ‪،‬‬
‫قال تعاىل ‪ ﴿ :‬لَِئن َش َك ْرتُ ْم َأل ِزي َدنَّ ُك ْم َولَِئن َك َف ْرتُ ْم ِإ َّن َع َذابِي لَ َ‬
‫آمنَةً ُّمطْمِئنَّةً يْأتِ َيها ِرْزُق َها رغَداً ِّمن ُك ِّل م َك ٍ‬
‫ان‬ ‫ت ِ‬ ‫ب اللّهُ َمثَالً َق ْريَةً َكانَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ض َر َ‬
‫﴿ َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَنعُو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫وع َوالْ َخ ْوف بِ َما َكانُواْ يَ ْ‬ ‫ْج ِ‬ ‫اس ال ُ‬ ‫ت بَأْنعُ ِم اللّه فََأذَا َق َها اللّهُ لبَ َ‬
‫فَ َك َفر ْ ِ‬
‫َ‬
‫***********************************‬
‫كن نفسك‬
‫ِ‬
‫الرغبة يف‬ ‫إن مشكلة‬‫يقول الدكتور جاميس غوردون غليلكي ‪َّ « :‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫كاحلياة‬ ‫أ ْن تكون نفسك ‪ ،‬هي قدميةٌ قِ َد َم التاريخ ‪ ،‬وهي َّ‬
‫عامةٌ‬
‫الرغبة هي يف أن تكون نَفسك هي‬ ‫ِ‬ ‫أن مشكلة ِ‬
‫عدم‬ ‫البشر ِية ‪ .‬كما َّ‬
‫ِ‬
‫النفسية » ‪.‬‬ ‫مصدر الكث ِري من التوت ِر والع ِ‬
‫قد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫آخر ال يشبهك أح ٌد ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وقال آخر ‪ « :‬أنت يف اخلليقة شيءٌ ُ‬
‫جل يف عاله – مايز بني املخلوقني‬ ‫ألن اخلالق – ّ‬ ‫وال تشبهُ أحداً ‪َّ ،‬‬
‫شتَّى ﴾ ‪.‬‬‫» ‪ .‬قال تعاىل ‪ِ ﴿ :‬إ َّن َس ْعيَ ُك ْم لَ َ‬
‫املقاالت حول‬ ‫ِ‬ ‫عشَر كتاباً‪ ،‬وآالف‬ ‫كتب إجنيلو باتري ثالثة َ‬
‫س كالذي‬ ‫أحد تعِ ٍ‬ ‫يقول ‪ « :‬ليس من ٍ‬ ‫الطفل» ‪ ،‬وهو ُ‬‫ِ‬ ‫موضوع «تدر ِ‬
‫يب‬ ‫ِ‬
‫جسده وتفك ِريه » ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نفسه ‪ ،‬و َغْيَر‬ ‫يصبو إىل أ ْن يكون غرْي‬
‫ت َْأو ِديَةٌ بَِق َد ِرَها ﴾ ‪.‬‬‫سالَ ْ‬ ‫َأنز َل ِم َن َّ‬
‫الس َماء َماء فَ َ‬ ‫قال سبحانه وتعاىل ‪َ ﴿ :‬‬
‫لكل صفات ومواهب وقدرات فال يذوب أح ٌد يف ٍ‬
‫أحد ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍّ‬
‫سع ُد‬
‫ما هكذا تُ َورُد يا ْ‬ ‫َْأوَرَد َها سع ٌد وسع ٌد ُمشتَ ِم ْل‬
‫َّدة لتودي عمالً حمدَّداً ‪ ،‬وكما قالوا ‪:‬‬ ‫إنك خلقت مبواهب حمد ٍ‬
‫َ ُ‬
‫ِّم ‪.‬‬ ‫نفسك ‪ ،‬واعرف ماذا تقد ُ‬ ‫َ‬ ‫اقرأ‬
‫النفس » ‪ « :‬سيأيت‬ ‫ِ‬ ‫االعتماد على‬ ‫ِ‬ ‫قال أمرسو ُن يف مقالتِ ِه حول «‬
‫بأن احلَ َس َد هو اجلَ ْه ُل‬‫اإلميان َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان إىل‬ ‫علم‬
‫يصل فيه ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوقت الذي‬ ‫ُ‬
‫االنتحار ‪ ،‬وأن يعترب نفسه كما هي مهما تك ِن‬ ‫ُ‬ ‫التقليد هو‬
‫‪ ،‬و َ‬
‫ِ‬
‫باألشياء‬ ‫ِ‬
‫امتالء الكون‬ ‫ألن ذاك هو نصيبُه ‪ .‬وأنهُ رغم‬ ‫الظروف ؛ َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األرض‬ ‫ِ‬
‫ورعاية‬ ‫الصاحلة ‪ ،‬لن حيصل على حبَّ ِة ذُرٍة إال بعد زر ِ‬
‫اعة‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الطبيعة ‪،‬‬ ‫املعطاة لهُ ‪ ،‬فالقوى الكامنةُ يف داخلِ ِه ‪ ،‬هي جديدةٌ يف‬ ‫ِ‬
‫جيرب » ‪.‬‬ ‫يعرف ‪ ،‬حىت ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يعرف مدى قدرتِه ‪ ،‬حىت هو ال‬ ‫ُ‬ ‫وال أحد‬
‫سَي َرى اللّهُ َع َملَ ُك ْم َوَر ُسولُهُ َوال ُْمْؤ ِمنُو َن ﴾ ‪.‬‬‫﴿ َوقُ ِل ا ْع َملُواْ فَ َ‬
‫*********************************‬
‫وقفــة‬
‫وحتس ُن ظنَّك‬
‫ِّ‬ ‫ض َدك ‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫وتشد َع ُ‬ ‫تقوي من رجاِئك ‪،‬‬
‫آيات ِّ‬
‫ٌ‬ ‫هذه‬
‫بريِّك ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأس َرفُوا َعلَى َأن ُف ِس ِه ْم اَل َت ْقنَطُوا من َّر ْح َم ِة اللَّ ِه ِإ َّن اللَّهَ‬ ‫ين ْ‬
‫اد َّ ِ‬
‫ي الذ َ‬ ‫﴿ قُ ْل يَا عبَ َ‬
‫الذنُوب ج ِميعاً ِإنَّه هو الْغَ ُفور َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َي ْغف ُر ُّ َ َ‬
‫﴿ والَّ ِذين ِإذَا َفعلُواْ فَ ِ‬
‫اسَت ْغ َف ُرواْ‬ ‫شةً َْأو ظَلَ ُمواْ َأْن ُف َ‬
‫س ُه ْم ذَ َك ُرواْ اللّهَ فَ ْ‬ ‫اح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الذنُوب ِإالَّ اللّهُ ولَم ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُّرواْ َعلَى َما َف َعلُواْ َو ُه ْم َي ْعلَ ُمو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫ل ُذنُوبِ ِه ْم َوَمن َيغْف ُر ُّ َ‬
‫سهُ ثُ َّم يَ ْسَت ْغ ِف ِر اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ غَ ُفوراً َّرِحيماً‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوَمن َي ْع َم ْل ُسوءاً َْأو يَظْل ْم َن ْف َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫الد ِاع ِإ َذا َد َع ِ‬ ‫ادي َعنِّي فَِإ نِّي قَ ِر ِ‬ ‫ك ِعب ِ‬
‫ان‬ ‫يب َد ْع َو َة َّ‬ ‫يب ُأج ُ‬ ‫ٌ‬ ‫﴿ َوِإ َذا َسَألَ َ َ‬
‫َفلْيَ ْستَ ِجيبُواْ لِي َول ُْيْؤ ِمنُواْ بِي لَ َعلَّ ُه ْم َي ْر ُش ُدو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ض‬‫اَأْلر ِ‬
‫وء َويَ ْج َعلُ ُك ْم ُخلَ َفاء ْ‬ ‫الس َ‬‫ف ُّ‬ ‫ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ‬ ‫يب ال ُْم ْ‬ ‫ِ‬
‫﴿ ََّأمن يُج ُ‬
‫َأِإلَهٌ َّم َع اللَّ ِه قَلِيالً َّما تَ َذ َّك ُرو َن ﴾ ‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫يماناً‬‫اد ُه ْم ِإ َ‬
‫ش ْو ُه ْم َف َز َ‬
‫َّاس قَ ْد َج َمعُواْ لَ ُك ْم فَا ْخ َ‬ ‫ال لَ ُهم الن ِإ‬
‫َّاس َّن الن َ‬‫ين قَ َ ُ ُ‬ ‫﴿ الذ َ‬
‫يل{‪ }173‬فَان َقلَبُواْ بِنِ ْع َم ٍة ِّم َن اللّ ِه َوفَ ْ‬
‫ض ٍل لَّ ْم‬ ‫وقَالُواْ حسبنَا اللّهُ ونِعم الْوكِ‬
‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬
‫ض ٍل َع ِظ ٍيم ﴾ ‪.‬‬ ‫ض َوا َن اللّ ِه َواللّهُ ذُو فَ ْ‬ ‫س ْس ُه ْم ُسوءٌ َو َّاتَبعُواْ ِر ْ‬ ‫يَ ْم َ‬
‫اد{‪َ }44‬فوقَاهُ اللَّهُ سيَِّئ ِ‬ ‫صير بِال ِْعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َْأم ِري ِإلَى اللَّه ِإ َّن اللَّهَ بَ ٌ َ‬ ‫﴿ َوُأ َف ِّو ُ‬
‫َم َك ُروا﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫ِ‬
‫ضارة نافعةٌ‬ ‫ب‬
‫ُر َّ‬
‫حد َغرْيِ متوقَّ ٍع ‪ ،‬ولو ملْ ْ‬
‫يعش‬ ‫تساعدنا إىل ٍّ‬
‫ُ‬ ‫يقول وليم جاميس ‪ « :‬عاهاتُنا‬ ‫ُ‬
‫تم ‪،‬‬ ‫هِت‬
‫دوستيوفسكي وتولستوي حيا ًة أليمةً ملا استطاعا أ ْن يكتبا روايا ما اخلالد َة ‪ ،‬فاليُ ُ‬
‫ِ‬ ‫للنبوغ واالجنا ِز ‪ ،‬و ِ‬
‫التقدم والعطاء » ‪.‬‬ ‫الفقر ‪ ،‬قد تكو ُن أسباباً ِ‬ ‫والعمى ‪ ،‬والغربةُ ‪ ،‬و ُ‬
‫ويبتلي اهلل بعض ِ‬
‫القوم بالنع ِم‬ ‫عم اهللُ بالبلوى وإ ْن‬
‫ُ‬ ‫قد ينُ ُ‬
‫ِ‬
‫ك‬‫الشقاء ‪ ﴿ :‬فَالَ ُت ْع ِج ْب َ‬ ‫عظمت األبناء والثراءَ ‪ ،‬قد يكونون سبباً يف‬ ‫َّ‬
‫إن ْ‬
‫ْحيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْأم َوالُ ُه ْم َوالَ َْأوالَ ُد ُه ْم ِإنَّ َما يُ ِري ُد اللّهُ ل ُي َع ِّذ َب ُهم بِ َها في ال َ‬
‫ِ‬
‫األصول»‪ ،‬و‬ ‫ابن األث ِري ُكتبهُ الرائعة ‪ ،‬كـ ‪« :‬جام ِع‬ ‫َّ‬
‫ألف ُ‬
‫بسبب أنهُ ُم ْق َع ٌد ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫« ِ‬
‫النهاية»‪،‬‬
‫وألَّف السرخسي كتابه الشهري « املبسوط » مخسة عشر جملَّداً ؛‬
‫ب!‬ ‫حمبوس يف اجلُ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ألنهُ‬
‫مسافر !‬
‫ٌ‬ ‫ابن القيم ( زاد املعاد ) وهو‬ ‫وكتب ُ‬
‫ِ‬
‫السفينة !‬ ‫القرطيب ( صحيح مسلم ) وهو على ظه ِر‬ ‫وشرح‬
‫ُّ‬
‫حمبوس !‬
‫ٌ‬ ‫وج ُّل فتاوى اب ِن تيمية كتبها وهو‬ ‫ُ‬
‫ألهنم فقراءُ غرباءُ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‬ ‫اآلالف من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مئات‬ ‫ومجع احملدِّثون‬
‫ْ‬
‫أحد الصاحلني أنه ُسجن فحفظ يف سجنِ ِه القرآن كلَّه ‪،‬‬ ‫وأخربين ُ‬
‫وقرأ أربعني جملَّداً !‬
‫وأملى أبو العالء املعري دواوينه وُكتُبه وهو أعمى !‬
‫وعمي طه حسني فكتب مذ ّكراته ومصنَّفاتِه !‬
‫لألمة العلم والرأي‬ ‫ِ‬ ‫وكم من الم ٍع عُ ِزل من منصبِه ‪ ،‬فقدَّم‬
‫ِ‬
‫املنصب ‪.‬‬ ‫أضفاف ما قدَّم مع‬
‫مييل‬ ‫اإلنسان‬ ‫جيعل‬ ‫ِ‬
‫الفلسفة‬ ‫قليل من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫انسيس بايكون ‪ٌ « :‬‬ ‫يقول فر ُ‬ ‫ُ‬
‫يقرب عقل اإلنسان من الدِّي ِن‬ ‫ِ‬
‫الفلسفة ِّ‬ ‫التعمق يف‬ ‫ُّ‬ ‫لكن‬
‫اإلحلاد ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫إىل‬
‫»‪.‬‬
‫اد ِه الْعُلَ َماء ﴾ ‪.‬‬‫شى اللَّهَ ِمن ِعب ِ‬ ‫﴿ َوَما َي ْع ِقلُ َها ِإاَّل ال َْعالِ ُمو َن ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إنَّ َما يَ ْخ َ‬
‫ْ َ‬
‫اب اللَّ ِه ِإلَى يوِم الْب ْع ِ‬
‫يما َن لََق ْد لَبِثْتُ ْم فِي كِتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ وقَ َ َّ ِ‬
‫ث‬ ‫َْ َ‬ ‫ْم َواِإْل َ‬
‫ين ُأوتُوا الْعل َ‬
‫ال الذ َ‬ ‫َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫وموا لِلَّ ِه َم ْثنَى َو ُف َر َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ادى ثُ َّم َتَت َف َّك ُروا َما‬ ‫﴿ قُ ْل ِإنَّ َما َأعظُ ُكم بَِواح َدة َأن َت ُق ُ‬
‫بِص ِ‬
‫احبِ ُكم ِّمن ِجن ٍَّة ﴾ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫لن يُصاب‬ ‫أي مؤم ٍن حقيقي ْ‬ ‫الدكتور أ‪ .‬أ ‪ .‬بريل ‪ « :‬إ ّن َّ‬ ‫ُ‬ ‫يقول‬
‫ُ‬
‫نفسي » ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫مبرض‬
‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫الر ْح َم ُن ُو ّداً ﴾ ‪.‬‬ ‫ات َسيَ ْج َع ُل لَ ُه ُم َّ‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا َّ َ‬ ‫ين َ‬ ‫﴿ ِإ َّن الذ َ‬
‫صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍر َْأو ُأنثَى َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيَِينَّهُ َحيَاةً طَيِّبَةً ﴾ ‪.‬‬‫﴿ َم ْن َع ِم َل َ‬
‫اط ُّم ْستَ ِق ٍ‬‫صر ٍ‬ ‫ِإ ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫آمنُوا لَى َ‬ ‫ين َ‬‫﴿ َوِإ َّن اللَّهَ لَ َهاد الذ َ‬
‫**********************************‬
‫أعظم دواء‬
‫ُ‬ ‫اإليما ُن‬
‫الدكتور كارل جائغ يف الصفحة (‪)264‬‬ ‫ِ‬
‫النفس‬ ‫ِ‬
‫أطباء‬ ‫أبرز‬
‫ُ‬ ‫يقول ُ‬
‫الروح » ‪ « :‬خالل السنو ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫حبثه ع ِن‬ ‫احلديث يف ِ‬ ‫ُ‬ ‫من كتابِِه « اإلنسا ُن‬
‫أشخاص من مجي ِع أقطا ِر العا ِمل الستشاريت ‪،‬‬ ‫املاضية ‪ ،‬جاء‬ ‫ِ‬ ‫الثالثني‬
‫ٌ‬
‫أي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومعظمهم يف منتصف مرحلة احلياة ‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫مئات املرضى ‪،‬‬ ‫عاجلت‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫تعود‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بينهم من ال ُ‬ ‫ْ‬ ‫يكن‬
‫ْ‬ ‫مل‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ر‬ ‫العم‬ ‫من‬ ‫الثالثني‬
‫و‬ ‫اخلامسة‬ ‫فوق‬
‫ِ‬
‫احلياة ‪ ،‬وباستطاعيت‬ ‫إجياد ملجأ ديين يتطلَّع من خاللِِه إىل‬ ‫ِ‬ ‫مشكلتُه إىل‬
‫َّأل‬
‫الدين للمؤمنني ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أ ْن أقول ‪ :‬إن كالّ منهم م ِرض نهُ فقد ما َمنحهُ‬
‫احلقيقي » ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ومل يُ ْشف من ملْ يستعِد إميانه‬
‫ضنكاً ﴾ ‪.‬‬ ‫شةً َ‬ ‫ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ‬ ‫﴿ َوَم ْن َأ ْع َر َ‬
‫ب بِ َما َأ ْش َرُكواْ بِاللّ ِه ﴾ ‪.‬‬‫الر ْع َ‬
‫ين َك َف ُرواْ ُّ‬ ‫﴿ س ُنل ِْقي فِي ُقلُ ِ َّ ِ‬
‫وب الذ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِإذَا َأ ْخ َر َج يَ َدهُ لَ ْم يَ َك ْد َي َر َاها َوَمن لَّ ْم يَ ْج َع ِل‬
‫ض َها َف ْو َق َب ْع ٍ‬
‫ات َب ْع ُ‬
‫﴿ ظُلُ َم ٌ‬
‫اللَّهُ لَهُ نُوراً فَ َما لَهُ ِمن نُّوٍر ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫طر‬
‫ض َّ‬
‫الم ْ‬
‫يجيب ُ‬
‫ُ‬ ‫اهللُ‬
‫ينهار لوال أنه‬
‫ُ‬ ‫اهلندي بعد بوذا –‬
‫ُّ‬ ‫الزعيم‬
‫ُ‬ ‫كاد املهامتا غاندي –‬
‫الصالةُ ‪ ،‬وكيف يل أ ْن أعلم ذلك‬ ‫متنحها‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫استمد اإلهلام من القوة اليت ُ‬
‫ألصبحت جمنوناً من ُذ زم ٍن‬
‫ُ‬ ‫أصل‬
‫ِّ‬ ‫ألن غاندي نفسهُ قال ‪ :‬لو ملْ‬ ‫؟ َّ‬
‫طويل ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ضاللة ‪ ،‬لكنهُ على‬ ‫ٍ‬ ‫هذا وغاندي ليس مسلماً ‪ ،‬وإمنا هو على‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِّين ﴾ ‪ََّ ﴿ .‬أمن‬ ‫ين لَهُ الد َ‬‫مذهب ‪ ﴿ :‬فَِإ َذا َركبُوا في الْ ُفلْك َد َع ُوا اللَّهَ ُم ْخلص َ‬ ‫ِ‬
‫ط بِ ِهم َد َعواْ اللّهَ م ْخلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صي َن لَهُ‬ ‫ُ‬ ‫ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ﴾ ‪َ ﴿ .‬وظَنُّواْ ََّأن ُه ْم ُأحي َ ْ ُ‬ ‫يب ال ُْم ْ‬‫يُج ُ‬
‫ِّين ﴾ ‪.‬‬ ‫الد َ‬
‫فلم‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هم يف اجلملة ‪ْ ،‬‬ ‫سربت أقوال علماء اإلسالم ومؤرخيهم وأدبا ْ‬ ‫ُ‬
‫السبب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النفسية‬ ‫اب واألمر ِ‬
‫اض‬ ‫القلق واالضطر ِ‬ ‫أج ْد ذاك الكالم عن ِ‬
‫ُ‬
‫كانت حياهُت م بعيد ًة عن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫هم يف أمن وهدوء ‪ ،‬و ْ‬ ‫أهنم عاشوا من دين ْ‬
‫آمنُوا بِ َما ُن ِّز َل َعلَى‬ ‫ف ‪ ﴿ :‬والَّ ِذين آمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫التعقيد والتكلُّ ِ‬
‫الصال َحات َو َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫مح َّم ٍد وهو ال ِ‬
‫َأصلَ َح بَالَ ُه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫ْح ُّق من َّربِّ ِه ْم َك َّف َر َع ْن ُه ْم َسيَِّئاتِ ِه ْم َو ْ‬
‫ُ َ َ َُ َ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يقول ‪ « :‬إمنا بيين وبني امللوك ٌ‬ ‫حازم ‪ ،‬إ ْذ ُ‬ ‫امسع قول أيب‬ ‫ْ‬
‫غد على َو َج ٍل ‪،‬‬ ‫أمس فال جيدون َّلذته ‪ ،‬وأنا وهم من ٍ‬ ‫واح ٌد ‪ ،‬أما ِ‬
‫ُْ ْ‬
‫اليوم ؟! » ‪.‬‬ ‫اليوم ‪ ،‬فما عسى أن يكون ُ‬ ‫وإمنا هو ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص َرهُ‬
‫اللهم إني أسالُك َخ ْي َر هذا اليوم ‪ :‬بركته ونَ ْ‬ ‫احلديث‪َّ (( :‬‬ ‫ويف‬
‫ورهُ وهدايتَهُ ))‪.‬‬ ‫ونُ َ‬
‫آمنُواْ ُخ ُذواْ ِح ْذ َرُك ْم ﴾ وقولٌه تعاىل ‪َ ﴿ :‬ولْيََتلَطَّ ْ‬
‫ف َواَل‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿ يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ِ‬
‫يُ ْشع َر َّن بِ ُك ْم َ‬
‫َأحداً ﴾ ‪.‬‬
‫وقال الشاعر ‪:‬‬

‫تفعل‬
‫ُ‬ ‫احلوداث‬
‫ُ‬ ‫بِبُؤسى ونُ ْع َمى و‬ ‫ِّلت‬
‫األيام فينا تبد ْ‬ ‫ُ‬ ‫فإ ْن تك ِن‬
‫جتمل‬
‫ُ‬ ‫وال ذللتنا لليت ليس‬ ‫نت منّا قنا ًة صليبة‬ ‫فما ليَّ ْ‬
‫فتحمل‬
‫ُ‬ ‫حُت َّم ُل ماال يُستطاعُ‬ ‫لكن رحلناها نفوساً كرميةً‬ ‫و ْ‬
‫الناس‬
‫اض و ُ‬ ‫ت لنا األعر ُ‬ ‫وصح ْ‬
‫َّ‬ ‫وقينا حبس ِن الصرب منَّا نفوسنا‬ ‫ْ‬
‫وبنَا َوِإ ْس َرا َفنَا فِي َْأم ِرنَا َوَثبِّ ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوَما َكا َن َق ْولَ ُه ْم ِإالَّ َأن قَالُواْ َّربنَا ا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬
‫اب ُّ‬
‫الد ْنيَا َو ُح ْس َن‬ ‫ِ‬ ‫َأقْ َدامنَا وانصرنَا َعلَى الْ َقوِم الْ َكافِ‬
‫اه ُم اللّهُ َث َو َ‬‫ين{‪ }147‬فَآتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫اب ِ‬
‫اآلخ َرِة ﴾ ‪.‬‬ ‫َث َو ِ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫تتصوُر‬
‫َّ‬ ‫مما‬
‫أقصر َّ‬
‫ُ‬ ‫ال تحز ْن فالحياةُ‬
‫من خطورهِت ا َّ‬
‫أن‬ ‫أصابْته ُق ْرحةٌ يف أمعائه ‪ ،‬بلغ ْ‬
‫قصةَ رجل َ‬ ‫دايل كارنيجي َ‬ ‫ذكر ْ‬
‫جيهَز َك َفنَهُ ‪ .‬قال ‪ :‬وفجأة اختذ « هاين‬
‫أوعزوا إليه أ ْن ِّ‬ ‫ِِ‬
‫األطباء حدَّدوا لهُ أوان وفاته ‪ ،‬و ُ‬
‫هذه ِ‬
‫احلياة‬ ‫نفس ِه ‪ :‬إذا مل يبق يل يف ِ‬
‫فكر يف ِ‬ ‫َّ‬ ‫» ‪ -‬اسم املر ِ‬
‫يض – قراراً مدهشاً إنهُ َ‬
‫متنيت أ ْن‬ ‫ِ‬ ‫سوى ٍ‬
‫أمد قص ٍري ‪ ،‬فلماذا ال‬
‫كل وجه ؟ لطاملا ُ‬ ‫أستمتع هبذا األمد على ِّ‬ ‫ُ‬
‫الوقت الذي أحقِّق فيه أمنييت ‪.‬‬
‫املوت ‪ ،‬ها هو ذا ُ‬ ‫أطوف حول العا ِمل قبل أ ْن يدركين ُ‬
‫وابتاع تذكرة السفر ‪ ،‬فارتاع أطباؤه ‪ ،‬وقالوا له ‪ :‬إننا ِحن ّذ ُرك ‪ ،‬إنك إن أقدمت على‬
‫هذه ِ‬ ‫ِ‬
‫لن حيدث شيءٌ من هذا ‪،‬‬ ‫قاع البح ِر !! لكنه أجاب ‪ :‬كال ْ‬ ‫فستدفن يف ِ‬
‫ُ‬ ‫الرحلة‬
‫دت أقاريب أال يدفن جثماين إال يف مقاب ِر األسرِة ‪ .‬ور‬
‫كب « هاين » السفينة ‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬
‫لق ْد وع ُ‬
‫بقول ِ‬
‫اخليام ‪:‬‬ ‫يتمثَّل ِ‬

‫العمر حبُْل ِو َّ‬


‫الس َم ْر‬ ‫َ‬ ‫ونقطع‬
‫ُ‬ ‫للبشر‬
‫ْ‬ ‫تعال نروي قصةً‬
‫قصَر يف األعما ِر ُ‬
‫طول‬ ‫َّ‬ ‫النوم عمراً وما‬ ‫فما أطال ُ‬
‫وهذه أبيات يقوهلا وثيٌّن غري مسلم ‪.‬‬
‫الرجل رحلةً ُمشبعةً باملرِح والسروِر ‪ ،‬وأرسل خطاباً لزوجتِ ِه‬ ‫ُ‬ ‫وبدأ‬
‫أكلت ما َّلذ وطاب على ظه ِر السفينِة ‪،‬‬ ‫بت و ُ‬ ‫يقول فيه ‪ :‬لقد شر ُ‬ ‫ُ‬
‫َّسم احملظور‬ ‫الطعام كلَّها حىت الد ِ‬‫ِ‬ ‫أكلت ألوان‬‫أنشدت القصائد ‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫أمتتع به يف ماضي حيايت‪ .‬مث ماذا؟!‬ ‫ِ‬
‫متتعت يف هذه الفرتة مبا مل ْ‬ ‫منها‪ ،‬و ُ‬
‫أن األسلوب‬ ‫صح من علَّتِ ِه ‪ ،‬و َّ‬ ‫أن الرجل َّ‬ ‫يزعم دايل كارنيجي َّ‬ ‫ُ‬ ‫مث‬
‫اآلالم !!‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومغالبة‬ ‫اض‬‫ناجع يف ْقه ِر األمر ِ‬ ‫أسلوب‬ ‫الذي سار عليه‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ألن فيها احنرافاً عن النهج‬ ‫ِ‬
‫أبيات اخليَّ ِام ‪َّ ،‬‬ ‫افق على‬ ‫إنين ال أو ُ‬
‫أعظم‬ ‫القصة ‪ :‬أن السرور والفرح واالرتياح‬ ‫ِ‬ ‫لكن املقصود من‬ ‫الرباينِّ ‪ ،‬و َّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫بكث ٍري من العقاق ِري الطبيَّة ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫اقنع واهدأ‬
‫الرومي ‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ابن‬
‫قال ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األشقياء‬ ‫كب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص مر ُ‬
‫إمنا احل ْر ُ‬ ‫شقي‬
‫ص مركباً ل ّ‬‫َّقرب احل ْر ُ‬
‫ِ‬
‫العفاء‬ ‫ذيل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعلى املُتعبات ُ‬ ‫بالكفاف يأيت هنيئاً‬ ‫مرحباً‬
‫آم َن َو َع ِم َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوَما َْأم َوالُ ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُكم بِالَّتي ُت َق ِّربُ ُك ْم عن َدنَا ُزلْ َفى ِإاَّل َم ْن َ‬
‫آمنُو َن ﴾ ‪.‬‬‫ات ِ‬ ‫ف بِما َع ِملُوا و ُهم فِي الْغُرفَ ِ‬ ‫ك لَ ُهم ج َزاء الض ْ ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّع َ‬ ‫صالحاً فَ ُْأولَ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫القائل‬
‫ُ‬ ‫يقول دايل كارنيجي ‪ « :‬لق ْد أثبت اإلحصاءُ أ ّن ال َقلَ َق هو‬
‫األخرية ‪ ،‬قُتِ َل من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العاملية‬ ‫ِ‬
‫احلرب‬ ‫ِ‬
‫خالل سيِّن‬ ‫( رقم‪ )1‬يف أمريكا ‪ ،‬ففي‬
‫نفسها قضى‬ ‫الفرتة ِ‬ ‫ِ‬ ‫خالل هذه‬ ‫ِ‬ ‫مقاتل ‪ ،‬ويف‬ ‫ٍ‬ ‫ث مليون‬ ‫أبناِئنا حنو ثُلُ ِ‬
‫نسمة كان‬ ‫ٍ‬ ‫هؤالء األخريين مليو ُن‬ ‫ِ‬ ‫نسمة ‪ .‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫مليوين‬ ‫القلب على‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫داءُ‬
‫ِ‬
‫األعصاب » ‪.‬‬ ‫مرضه ْم ناشئاً ع ِن ِ‬
‫القلق وتوتُّ ِر‬ ‫ُ‬
‫حدت بالدكتوِر‬ ‫القلب من األسباب الر ِ‬
‫ئيسية اليت‬ ‫ِ‬ ‫إن مرض‬ ‫نعم َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫األعمال الذين ال يعرفون‬ ‫ِ‬ ‫« ألكسيس كاريل » على أن يقول‪« :‬إن رجال‬
‫مبكرين»‬ ‫كيف يكافحون القلق ‪ ،‬ميوتون ِّ‬
‫س َأ ْن تَ ُم َ‬
‫وت‬ ‫األجل مفروغٌ منه ‪َ ﴿ :‬وَما َكا َن لَِن ْف ٍ‬ ‫معقول ‪ ،‬و ُ‬ ‫ٌ‬ ‫السبب‬
‫و ُ‬
‫ِإالَّ بِِإ ْذ ِن اهلل كِتَاباً ُّمَؤ َّجالً ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫القلب ‪،‬‬ ‫نوج يف أمريكا أو الصينيون بأمر ِ‬
‫اض‬ ‫وقلَّما‬
‫ميرض الز ُ‬
‫ُ‬
‫فهؤالء أقو ٌام يأخذون احلياة مأخذاً سهالً ليِّناً ‪ ،‬وإنك لرتى أن عدد‬ ‫ِ‬
‫يد عشرين ِضعفاً على ِ‬
‫عدد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫القلبية يز ُ‬ ‫بالسكتة‬ ‫األطباء الذين ميوتون‬
‫حييون حيا ًة متوترًة‬ ‫نفسها ‪َّ ،‬‬ ‫الفالحني الذين ميوتون بالعلَّة ِ‬
‫فإن األطباء ْ‬
‫عليل » !!‬‫ُ‬ ‫طبيب يداوي الناس وهو‬
‫عنيفةً ‪ ،‬يدفعون الثمن غالياً ‪ٌ « .‬‬
‫*******************************‬
‫الح ْزن‬
‫ذهب ُ‬
‫الرضا بما حصل يُ ُ‬
‫نقول إال ما يُرضي ربَّنا )) ‪.‬‬
‫ويف احلديث ‪ (( :‬وال ُ‬
‫التسليم إذا دامهك‬
‫و ُ‬ ‫االنقياد‬
‫ُ‬ ‫إن عليك واجباً مقدَّساً ‪ ،‬وهو‬ ‫َّ‬
‫لك ؛ ألنك هبذا تنجو‬ ‫املقدور‪ ،‬لتكون النتيجةُ يف صاحلِك ‪ ،‬والعاقبةُ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫اآلجل ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلفالس‬ ‫ِ‬
‫العاجل و‬ ‫ِ‬
‫اإلحباط‬ ‫من كار ِثة‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫ِ‬
‫قلت للشَّيب‬ ‫وم ْف ِرق رأسي ُ‬ ‫َ‬ ‫أيت الشِّْيب الح‬ ‫وملا ر ُ‬
‫ت أ ْن يتنكبا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫تنكب عين ُرْم ُ‬ ‫ت‬‫ت أين إ ْن َك َف ْف ُ‬ ‫ولو خ ْف ُ‬
‫النفس يوماً كان لل ُك ْرِه‬ ‫ُ‬ ‫به‬ ‫حل ُك ْرهٌ‬ ‫ولكن إذا ما َّ‬
‫مفر إال أن تؤمن بالقد ِر ‪ ،‬فإنهُ سوف ين ُف ُذ ‪ ،‬ولو انسلخت‬ ‫ال َّ‬
‫جلدك وخرجت من ثيابِك !!‬ ‫من ِ‬
‫نُِق َل عن إميرسون يف كتابه « القدرةُ على اإلجنا ِز » حيث تساءل‬
‫من أين َأَتْتنا الفكرةُ القائلةُ ‪ :‬إن احلياة الرغدة املستقرَة اهلادئة اخلالية‬ ‫‪ْ «:‬‬
‫إن األمر‬ ‫الرجال أو عظماءهم ؟ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ختلق سعداء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصعاب والعقبات ُ‬ ‫من‬
‫العكس ‪ ،‬فالذين اعتادوا الرثاء ألنفس ِه ْم سيواصلون الرثاءَ ألنفسهم‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫يشهد َّ‬
‫بأن‬ ‫ُ‬ ‫يخ‬
‫ِّمقس ‪ .‬والتار ُ‬ ‫ولو ناموا على احلري ِر ‪ ،‬وتقلَّبُوا يف الد ِ‬
‫وخبيث ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫طيب‬ ‫يتميز فيها بني‬ ‫وبيئات ال‬ ‫اخلبيث ‪،‬‬‫ُ‬ ‫العظمة والسعادة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ليات على أكتافِهم ‪ ،‬ومل‬ ‫رجال محلوا املسؤو ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫يف هذه البيئات َنبَ َ‬
‫يطرحوها وراء ظهوِرهم » ‪.‬‬
‫للدعوة احملمدية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيام األوىل‬ ‫اهلداية الربانيَّ ِة يف‬ ‫ِ‬ ‫إن الذين رفعوا علم‬ ‫َّ‬
‫صادموا الزحف اإلمياينَّ‬ ‫ُ‬ ‫وإن ُج َّل الذين‬ ‫هم املوايل والفقراءُ والبؤساءُ ‪َّ ،‬‬
‫الوجهاء واملرتفون ‪َ ﴿ :‬وِإذَا ُت ْتلَى َعلَْي ِه ْم آيَا ُتنَا‬ ‫ِ‬ ‫هم أولئك املرموقون و‬ ‫املقدَّس ْ‬
‫ن نَ ِديّاً ﴾ ‪﴿ .‬‬ ‫ِِ‬ ‫ات قَ َ َّ ِ‬ ‫بِّينَ ٍ‬
‫سُ‬ ‫َأي الْ َف ِري َق ْي ِن َخ ْي ٌر َّم َقاماً َو ْ‬
‫َأح َ‬ ‫آمنُوا ُّ‬
‫ين َ‬ ‫ين َك َف ُروا للَّذ َ‬ ‫ال الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ين ﴾ ‪ََ ﴿ .‬أهـُؤالء َم َّن اللّهُ َعلَْي ِهم‬ ‫َوقَالُوا نَ ْح ُن َأ ْك َث ُر َْأم َواالً َو َْأواَل داً َوَما نَ ْح ُن ب ُم َع َّذب َ‬
‫ِِ‬ ‫الشاكِ ِرين ﴾ ‪ ﴿ .‬وقَ َ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِّمن ب ْينِ‬
‫آمنُوا لَ ْو‬
‫ين َ‬ ‫ين َك َف ُروا للَّذ َ‬
‫ال الذ َ‬ ‫َ‬ ‫س اللّهُ بَأ ْعلَ َم ب َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫َأ‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫َ‬
‫آمنتُ ْم بِ ِه َكافِ ُرو َن‬
‫ي َ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫استَ ْكَب ُرواْ ِإنَّا بالذ َ‬
‫ين ْ‬
‫َكا َن َخيراً َّما سب ُقونَا ِإلَي ِه ﴾ ‪ ﴿ .‬قَ َ َّ ِ‬
‫ال الذ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫﴾ ‪َ ﴿ .‬وقَالُوا لَ ْواَل ُن ِّز َل َه َذا الْ ُق ْرآ ُن َعلَى َر ُج ٍل ِّم َن الْ َق ْرَيَت ْي ِن َعظ ٍيم{‪ُ }31‬‬
‫َأه ْم‬
‫ك﴾‪.‬‬ ‫َي ْق ِس ُمو َن َر ْح َمةَ َربِّ َ‬
‫أن قيمته يف سجاياه ومآثِ ِر ِه ونُْبلِ ِه ال يف أصلِ ِه وعنص ِر ِه ‪ُ ،‬‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫ألذكر بيتاً لعنرتة ‪ ،‬وهو خيربُنا َّ‬
‫ُ‬ ‫وإين‬

‫أبيض‬ ‫ِ‬
‫اللون إين‬ ‫ْأو أسود‬ ‫كنت فإين سي ٌد َكَرماً‬ ‫إن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫إ ْن فقدت جارحةً من جوارحك‬
‫جوارح‬
‫ُ‬ ‫بقيت لك‬
‫ْ‬ ‫فق ْد‬
‫ابن عباس ‪:‬‬
‫يقول ُ‬
‫ُ‬

‫ففي لساين ومسعي منهما‬ ‫عيين‬ ‫ِ‬


‫إ ْن يأخذ اهللُ من َّ‬
‫ِ‬
‫كالسيف‬ ‫صارم‬
‫ٌ‬ ‫ويف فمي‬ ‫ذكي وعقلي غريُ ذي‬ ‫قليب ٌّ‬
‫سى َأن تَ ْك َر ُهواْ‬ ‫ِ‬
‫ص َل لك من املصاب ‪َ ﴿ ،‬و َع َ‬‫لعل اخلري فيما َح َ‬ ‫و َّ‬
‫َش ْيئاً َو ُه َو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم﴾‪.‬‬
‫بن بُْر ٍد ‪:‬‬
‫َّار ُ‬
‫يقول بش ُ‬
‫ُ‬

‫فليس بعا ٍر أن يُقال ضر ُير‬ ‫العيب فيهمو‬‫وعرَّي ين األعداءُ و ُ‬


‫ِ‬ ‫َّ‬
‫فإن عمى العينني ليس يضريُ‬ ‫إذا أبصر املرءُ املروءة والتُّقى‬
‫ِ‬
‫وإين إىل تلك الثالث فقريُ‬ ‫أيت العمى أجراً وذُخراً‬
‫ر ُ‬
‫انظر إىل ِ‬
‫ِ‬
‫عبدالقدوس ملا َعمي ‪:‬‬ ‫عباس وبشَّا ِر ‪ ،‬وبني ما قاله صاحلُ بن‬ ‫الفرق بني ِ‬
‫كالم اب ِن ٍ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫يف الدنيا‬ ‫ضري ِر الع ِ‬
‫ني‬ ‫السالم فما‬
‫ُ‬ ‫الدنيا‬ ‫على‬
‫الكذوب‬ ‫األمل‬ ‫ِ‬ ‫املرءُ وهو يُ َع ُّد حيّاً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف ظنَّهُ‬
‫وخُي ل ُ‬ ‫ميوت‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بعض‬ ‫ِمن‬ ‫فإن البعض‬ ‫َّ‬ ‫الطبيب شفاء عيين‬ ‫ُ‬ ‫مُي نِّيين‬
‫افض لهُ ‪،‬‬‫إن القضاء سوف ينف ُذ ال حمالة ‪ ،‬على القابِل لهُ والر ِ‬
‫ويس َع ُد ‪ ،‬وهذا يأمثُ ويشقى ‪.‬‬
‫ؤج ُر ْ‬
‫لكن ذاك يُ َ‬
‫َّ‬
‫عمر بن عبدالعزي ِز إىل ميمون بن مهران ‪ :‬كتبت ّ‬
‫تعزيين‬ ‫كتب ُ‬
‫عبدامللك ‪ ،‬وهذا أمر مل أزل أنتظره ‪ ،‬فلما وقع مل ِ‬
‫ُأنك ْرهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫*********************************‬
‫األيام ُد ٌ‬
‫ول‬ ‫ُ‬
‫خملد يف‬ ‫يروى أ ّن أمحد بن حنبل – رمحه اهلل‪ -‬زار بقي بن ٍ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫أيام‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫أبشر بثواب اهلل ‪ُ ،‬‬ ‫مرض له فقال له ‪ « :‬يا أبا عبدالرمحن ‪ْ ،‬‬
‫صحة فيها ‪. » ..‬‬ ‫أيام السق ِم ال َّ‬ ‫ِّ ِ‬
‫قم فيها ‪ ،‬و ُ‬ ‫الص ِّحة ال ُس َ‬
‫بالبال ‪ ،‬فتقوى‬ ‫ِ‬ ‫املرض فيها‬ ‫يعرض‬ ‫ِ‬
‫الصحة ال‬ ‫واملعىن ‪ :‬أن أيام‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الشديد‬ ‫ِ‬
‫املرض‬ ‫أيام‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫طموحه ‪ .‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويشتد‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬وتكثر آمالُه ‪،‬‬ ‫ائم‬
‫عز ُ‬
‫األمل ‪ ،‬وانقباض‬ ‫ِ‬ ‫النفس ضعف‬ ‫ِ‬ ‫بالبال ‪ ،‬فيخيِّم على‬ ‫ِ‬ ‫تعرض الصحةُ‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫قوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬ولَِئ ْن‬ ‫اإلمام أمحد مأخوذٌ من ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلم ِة وسلطان اليأس ‪ُ .‬‬
‫وقول‬ ‫َّ‬
‫ور{‪َ }9‬ولَِئ ْن َأذَقْنَاهُ َن ْع َماء‬ ‫َأذَقْنا اِإل نْسا َن ِمنَّا رحمةً ثُ َّم َنز ْعن ِ‬
‫وس َك ُف ٌ‬ ‫اها م ْنهُ ِإنَّهُ لََيُؤ ٌ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫ور{‪ِ }10‬إالَّ الذ َ‬
‫ين‬ ‫ح فَ ُخ ٌ‬‫ات َعنِّي ِإنَّهُ لََف ِر ٌ‬‫السيَِّئ ُ‬
‫ب َّ‬ ‫س ْتهُ لََي ُقولَ َّن ذَ َه َ‬
‫ض َّراء َم َّ‬
‫َب ْع َد َ‬
‫َأج ٌر َكبِ ٌير ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الصالِح ِ‬
‫ات ُْأولَـِئ َ‬ ‫ِ‬
‫ك لَ ُهم َّم ْغف َرةٌ َو ْ‬ ‫صَب ُرواْ َو َعملُواْ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‬ ‫ابن كث ٍري – رمحهُ اهللُ ‪ « : -‬خيربُ اهللُ تعاىل عن‬ ‫ظ ُ‬ ‫قال احلاف ُ‬
‫عباد ِه املؤمنني ‪،‬‬ ‫الذميمة ‪ ،‬إال من رحم اهلل من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفات‬ ‫فيه من‬ ‫وما ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يأس وقنو ٌط من اخل ِري‬ ‫له‬ ‫حصل‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نعمة‬ ‫شدةٌ بعد‬ ‫أصابته َّ‬ ‫ْ‬ ‫أنه إذا‬
‫ٌ‬
‫احلال ‪ ،‬كأنه مل ير خرياً‬ ‫ِ‬ ‫وجحود ملاضي‬ ‫كفر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫املستقبل ‪ ،‬و ٌ‬ ‫بالنسبة إىل‬
‫ومل ير ُج فرجاً » ‪.‬‬
‫َعنِّي ﴾‬ ‫ات‬
‫السيَِّئ ُ‬
‫ب َّ‬ ‫ٍ‬
‫وهكذا إن أصابتهُ نعمةٌ بعد نقمة ‪ ﴿ :‬لََي ُقولَ َّن ذَ َه َ‬
‫‪.‬‬
‫ور ﴾ ‪.‬‬ ‫ِإنَّهُ لََف ِر ٌ‬
‫ح فَ ُخ ٌ‬ ‫ضيم وال سوءٌ ‪،‬‬
‫﴿‬ ‫يقول ‪ :‬ما ينالين بعد هذا ٌ‬ ‫أي ُ‬
‫فخور على غريه ‪ .‬قال اهللُ تعاىل ‪:‬‬ ‫بطر‬ ‫ِِ‬
‫ٌ‬ ‫أي فرح مبا يف يده ‪ٌ ،‬‬
‫َأج ٌر َكبِ ٌير ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الصالِح ِ‬
‫ات ُْأولَـِئ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ك لَ ُهم َّم ْغف َرةٌ َو ْ‬ ‫صَب ُرواْ َو َعملُواْ َّ َ‬ ‫﴿ ِإالَّ الذ َ‬
‫ين َ‬
‫***************************************‬
‫سيروا في األرض‬

‫يذهب اهلموم ‪.‬‬


‫ُ‬ ‫السفر‬
‫أحد ُه ْم ‪ُ :‬‬ ‫قال ُ‬
‫بيان فو ِ‬
‫ائد‬ ‫ِّث الفاضل » ‪ ،‬يف ِ‬ ‫احملد‬ ‫«‬ ‫ه‬‫الرامهرمزي يف كتابِِ‬
‫ُّ‬ ‫ظ‬
‫قال احلاف ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رداً على من ك ِره الرحلة‬ ‫طلب العل ِم واملت ِع احلاصلة هبا ‪ّ ،‬‬ ‫الرحلة يف‬
‫وعاهبا ما يلي ‪:‬‬
‫ونشاط ِه عند‬
‫ِ‬ ‫احل يف رحلتِ ِه‬
‫الر ِ‬ ‫حلة مقدار َّلذ ِة َّ‬ ‫الر ِ‬
‫أهل ِّ‬ ‫الطاعن على ِ‬
‫ُ‬ ‫ف‬‫« ولو َعَر َ‬
‫وغياضها ‪ ،‬وحداِئِقها‬ ‫ِ‬ ‫ف األقطا ِر‬ ‫تصر ِ‬‫ارح ِه ‪ ،‬عند ُّ‬ ‫ِ‬
‫استلذاذ مجي ِع جو ِ‬ ‫فصولِِه من ِ‬
‫وطنه ‪ ،‬و‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫اختالف‬ ‫ِ‬
‫البلدان ‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫عجائب‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ياضها ‪ُّ ،‬‬ ‫‪ ،‬ور ِ‬
‫وتصفح الوجوه ‪ ،‬ومشاهدة ما ملْ ير ْ‬
‫الغيطان ‪ ،‬و ِ‬
‫األكل يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وظالل‬ ‫ِ‬
‫احليطان ‪،‬‬ ‫احة يف ِ‬
‫أفياء‬ ‫األلسنة واأللو ِان ‪ ،‬واالسرت ِ‬
‫ِ‬
‫من حيبُّهُ يف‬ ‫ِ‬
‫استصحاب‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الليل‬ ‫كه‬ ‫يدر‬ ‫حيث‬ ‫األودية ‪ ،‬و ِ‬
‫النوم‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫املساجد ‪ ،‬و ِ‬
‫الشرب‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عن ظف ِرِه‬ ‫ِ‬ ‫احلشمة ‪ِ ،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذات ِ‬ ‫ِ‬
‫يصل إىل قلبه من السروِر ْ‬ ‫كل ما ُ‬ ‫وترك التصنُّ ِع ‪ ،‬و ِّ‬ ‫بسقوط‬ ‫اهلل‬
‫اجمللس الذي مشََّر لهُ ‪ ،‬وقطع الش َّ‬
‫ُّقةَ إليه‬ ‫وهجوم ِه على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مقصد ِه ‪،‬‬ ‫ببغيتِ ِه ‪ ،‬ووصولِِه إىل‬
‫ِ‬
‫وحالوة تلك املناظ ِر ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املشاهد ‪،‬‬ ‫ات الدنيا جمموعةٌ يف حماسن تلك‬ ‫أن َّلذ ِ‬
‫– لعلَّ َمهُ َّ‬
‫أنفس من ذخائ ِر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫بي‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫من زه ِ‬
‫ر‬ ‫أهبى‬ ‫ها‬‫ائد ‪ ،‬اليت هي عند أهلِ‬ ‫اقتناص تلك الفو ِ‬
‫و ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أشباهه » ‪.‬‬ ‫حيث ُح ِرمها‬ ‫العِ ِ‬
‫الطاعن و ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫قيان ‪ ،‬من ُ‬
‫ب‬ ‫الذ َّل َّ ُّ َّ‬
‫إن الذل جُي َتنَ ُ‬
‫ب ُّ‬ ‫وجانِ ِ‬ ‫عن ربْ ٍه ُِأهْنت‬
‫ض خيامك ْ‬ ‫ِّقو ْ‬
‫***************************************‬
‫****‬
‫وقفـ ـةٌ‬
‫ط َفلَهُ‬
‫ومن سخ َ‬
‫الرضا‪ْ ،‬‬ ‫فمن رضي فله ِّ‬‫أحب قوماً ابتالهم‪ْ ،‬‬ ‫((إن اهلل إذا َّ‬ ‫َّ‬
‫ط)) ‪.‬‬
‫الس ْخ ُ‬
‫َّ‬
‫ثم األمثل فاألمثل يبتلى الرجل على قد ِر ِ‬
‫دينه‬ ‫أشد ِ‬
‫الناس بالء األنبياءُ ‪َّ ،‬‬ ‫(( ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫أشتد بالؤه ‪ ،‬وإن كان في دينه رقَّةٌ ابتُلي على قد ِر‬
‫دينه صالبةٌ َّ‬ ‫‪ ،‬فإ ْن كان في ِ‬
‫األرض وما عليه خطيئةٌ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالعبد ‪ ،‬حتى يتركهُ يمشي على‬ ‫يبرح البالءُ‬
‫دينه ‪ ،‬فما ُ‬
‫)) ‪.‬‬
‫أمرهُ كلَّه خير !! وليس ذاك ِ‬
‫ألحد إال للمؤم ِن ‪،‬‬ ‫إن َّ‬‫(( عجباً ألم ِر المؤم ِـن َّ‬
‫ٌ‬
‫ضراء صبر فكان خيراً له‬
‫سراء شكر فكان خيراً له ‪ ،‬وإ ْن أصابتهُ َّ‬
‫أصابته َّ‬
‫إن ْ‬
‫)) ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشيء لم ينفعوك إال‬ ‫اجتمعت على أ ْن ينفعوك‬
‫ْ‬ ‫واعلم َّ‬
‫أن األمة لو‬ ‫((‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫بشيء لم يضروك إال‬ ‫يضروك‬ ‫وإن اجتمعوا على أ ْن ُّ‬‫بشيء قد كتب اهلل لك ‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫بشيء ق ْد كتبهُ اهللُ عليك ))‪.‬‬
‫فاألمثل )) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫األمثل‬
‫ُ‬ ‫(( يُبتلى الصالحون‬
‫الريح يَم ْنةً ويَ ْسر ًة )) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الزرع تُفيُِّئها ُ‬
‫ِ‬ ‫كالخامة من‬ ‫المؤمن‬
‫ُ‬ ‫((‬
‫***************************************‬
‫*****‬
‫تبس ْم‬ ‫ِ‬
‫الموت َّ‬ ‫ِ‬
‫سكرات‬ ‫حتَّى في‬
‫الفسحة يف التعم ِ‪/‬ري فق ْد عاش ‪78‬‬ ‫ِ‬ ‫الرحيان البريوينُّ ( ت‪ ، ) 440‬مع‬ ‫ِ‬ ‫فهذا أبو‬
‫ط‬
‫يفتح أبواهبا وحيي ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬
‫‪/‬‬ ‫ِ‬
‫تصنيف‬ ‫إىل‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫حتصيل ِ‬
‫العلوم‬ ‫ِ‬ ‫على‬ ‫ً‬‫ا‬ ‫ب‬ ‫سنةً م ِ‬
‫ك‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫القلم ‪،‬‬ ‫هِت‬ ‫ِ‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬
‫يفارق يده ُ‬ ‫يكاد ُ‬ ‫بشواكلها وأقرا ا – يعىن ‪ :‬بغوامضها‪ /‬وجليّا ا – وال ُ‬
‫املعاش من ب ْلغة ِ‬
‫الطعام‬ ‫متس إليه احلاجةُ يف ِ ْ ُ‬ ‫الفكر ‪ ،‬إال فيما ُّ‬ ‫النظر ‪ ،‬وقلبه ُ‬ ‫وعينه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سفر عن‬‫علم يُ ُ‬‫الرياش ‪ ،‬مث ه ِّجرياهُ – أي َديْ َدنُهُ – يف سائ ِر األيام من السنة ‪ٌ :‬‬ ‫ِ‬ ‫وعلقة‬
‫ِ‬
‫اإلغالق ‪.‬‬ ‫أكمال‬
‫ُ‬ ‫ذراعي ِة‬
‫وحيسر عن ْ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اإلشكال‬ ‫قناع‬ ‫ِ‬
‫وجهه‬
‫ِ‬
‫الرحيان وهو‬ ‫دخلت على أيب‬‫ُ‬ ‫بن عيسى ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫علي ُ‬ ‫حدَّث الفقيهُ أبو احلس ِن ُّ‬
‫نفسهُ ‪ ،‬وضاق‬ ‫حشرجت‬ ‫قد‬ ‫–‬ ‫املوت‬ ‫قارب‬ ‫الروح‬
‫ِ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫نز‬ ‫يف‬ ‫وهو‬ ‫أي‬ ‫–‬ ‫جيود بِن ْف ِس ِ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الفاسدة ؟‬ ‫احلال ‪ :‬كيف قلت يل يوماً حساب اجلد ِ‬
‫َّات‬ ‫هبا صدره ‪ ،‬فقال يل يف تلك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫هذه ِ‬
‫احلالة‬ ‫األم ‪ ،‬فقلت له إشفاقاً عليه ‪ :‬أيف ِ‬
‫ُ‬ ‫املرياث ‪ ،‬وهي اليت تكو ُن من قِبل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أي‬
‫ْ‬
‫هبذه املسألة ‪ ،‬أال يكون خرياً من أ ْن‬ ‫أودع الدنيا‪ /‬وأنا عامل ِ‬
‫ٌ‬ ‫؟ قال يل ‪ :‬يا هذا ‪ُ ِّ ،‬‬
‫وخرجت‬ ‫ظ وعلَّمين ما وعد ‪،‬‬ ‫عليه ‪ِ ،‬‬
‫وحف َ‬ ‫أخلِّيها وأنا جاهل هبا ؟! فأعدت ذلك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫املخاوف ‪.‬‬ ‫جتتاح ركام‬ ‫من ِ‬
‫عند ِه‬
‫فسمعت الصراخ!! إهنا اهلم ُم اليت ُ‬ ‫ُ‬
‫ويسأل الصحابة ‪:‬‬ ‫جرحه دماً ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫يثعب ُ‬ ‫عمر يف سكرات املوت ‪ُ ،‬‬ ‫والفاروق ُ‬
‫ُ‬
‫هل أكمل صالتهُ ْأم ال ؟! ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫يسأل يف آخ ِر َر َم ٍق عن‬‫مضرج بدماِئِه ‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ُأحد)) َّ‬ ‫وسعد بن الربيع يف (( ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫الرسول ‪ ، ‬إهنا ثباتةُ ِ‬
‫اجلأش وعمار ِ‬
‫القلب !‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫شك ِ‬ ‫وقفت ما يف ِ‬
‫كأنك يف جف ِن الردى وهو ُ‬
‫نائم‬ ‫لواقف‬ ‫املوت ٌّ‬ ‫َ‪/‬‬
‫باسم‬
‫وثغرك ُ‬
‫وضاح ُ‬
‫ٌ‬ ‫ووجهك‬
‫ُ‬ ‫األبطال كلمى هزميةً‬
‫ُ‬ ‫بك‬
‫متر َ‬‫ُّ‬
‫اجلراح ‪ :‬مرض أبو يوسف فأتيتُه أعوده ‪ ،‬فوجدتُه م ْغمى ِ‬
‫عليه‬ ‫بن‬
‫ُ ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫إبراهيم ُ‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫مثل هذه ِ‬
‫احلال ؟! قال ‪ :‬ال‬ ‫قلت ‪ :‬يف ِ‬ ‫ٍ‬
‫تقول يف مسألة ؟ ُ‬ ‫فلما أفاق قال يل ‪ :‬ما ُ‬ ‫‪َّ ،‬‬
‫ندرس بذلك لعلَّه ينجو به ٍ‬
‫ناج ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫بأس‬
‫الرجل ماشياً أو‬
‫ُ‬ ‫أفضل يف رمي اجلما ِر ‪ :‬أن يرميها‬
‫إبراهيم ‪ ،‬أمُّي ا ُ‬
‫ُ‬ ‫مث قال ‪ :‬يا‬
‫قلت ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬ماشياً ‪ .‬قال ‪ :‬أخطأت ‪ُ .‬‬ ‫قلت ‪ :‬راكباً ‪ .‬قال ‪ :‬أخطأت ‪ُ .‬‬ ‫راكباً ؟ ُ‬
‫فاألفضل أ ْن يرميه ماشياً ‪ ،‬وأما ما كان ال‬
‫ُ‬ ‫وقف عندهُ‬
‫أفضل ؟ قال ‪ :‬ما كان يُ ُ‬ ‫أيُّهما ُ‬
‫بلغت باب دا ِر ِه‬ ‫ِ‬
‫قمت من عنده فما ُ‬ ‫فاألفضل أن يرميه راكباً ‪ ،‬مث ُ‬
‫ُ‬ ‫وقف عنده ‪،‬‬ ‫يُ ُ‬
‫مسعت الصراخ عليه وإذا هو ق ْد مات ‪ .‬رمحةُ اهلل عليه ‪.‬‬ ‫حىت ُ‬
‫نفس ِه‬
‫تشتد يف ِ‬
‫ص ِه ‪ ،‬واحلشرجةُ ُّ‬ ‫أحد ِهم ب ُكربِِه وغُص ِ‬
‫رأس ِ‬
‫املوت جامثٌ على ِ‬ ‫احد ال ُكت ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّاب املعاصرين ‪ :‬هكذا كانوا !! ُ‬ ‫قال ُ‬
‫ِ‬
‫املندوبة ‪ ،‬ليتعلَّمها‬
‫‪/‬‬ ‫ِ‬
‫مسائل العل ِم الفرعيَّة أو‬
‫ِ‬ ‫عن ِ‬
‫بعض‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وصد ِر ِه ‪ ،‬واألغماءُ والغشيا ُن حمي ٌ‬
‫ط به ‪ ،‬فإذا صحا أو أفاق من غشيته حلظات ‪ ،‬تساءل ْ‬
‫املوت منه األنفاس والتالبيب ‪.‬‬ ‫أو ليعلِّمها ‪ ،‬وهو يف تلك ِ‬
‫احلال اليت أخذ فيها ُ‬
‫طار‬ ‫ويطيش فيه النابِهُ ْ‬ ‫ٍ‬
‫البي ُ‬ ‫ُ‬ ‫احلليم سدادهُ‬
‫يف موقف نسي ُ‬
‫خواطره ْم وعقوهَلُ ْم به !! حىت‬ ‫أشغل‬ ‫هِب‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يا هلل ما أغلى العلم على قلو ْم !! وما َ‬
‫واملوت ‪ ،‬مل يتذكروا‪ /‬فيها زوجةً أو ولداً قريباً عزيزاً ‪ ،‬وإمنا تذكروا‪/‬‬‫ِ‬ ‫النزع‬
‫ساعة ِ‬‫يف ِ‬
‫عليهم ‪ .‬فبهذا‪ /‬صاروا أئمة يف العل ِم والدِّي ِن ‪.‬‬ ‫العلم !! فرمحةُ ِ‬
‫اهلل تعاىل‬
‫ْ‬
‫*********************************‬
‫ِ‬
‫الشدائد‬ ‫أسرار‬
‫ُ‬
‫املعجب‬
‫ُ‬ ‫املصري يف كتابِِه‬
‫ُّ‬ ‫الكاتب‬
‫ُ‬ ‫بن يوسف‬ ‫أمحد ُ‬
‫األديب ُ‬
‫ُ‬ ‫املؤرخ‬
‫ُ‬ ‫أورد‬
‫الفريد (املكافأةُ وحسن العقىب ) فقال ‪ :‬وق ْد علم اإلنسا ُن أن سفور ِ‬
‫احلالة – أي‬ ‫ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫الليل‬ ‫اجنالء‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫علم‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫َّ‬
‫البد‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫ِّه‬
‫ضد‬ ‫عن‬ ‫–‬ ‫انكشاف الغُ َّم ِة والشد ِ‬
‫َّة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الكوارث ‪،‬‬ ‫عند ِ‬
‫نزول‬ ‫يالزم النفس َ‬ ‫ِ‬
‫الطبيعة ُّ‬
‫أشد ما ُ‬ ‫ولكن خور‬
‫يسفر عن النهار ‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وازدادت احملنةُ ‪ ،‬ألن النفس إذا مل ُت َع ْن عند‬ ‫ت العلةُ ‪،‬‬ ‫ِ‪/‬‬
‫بالدواء ‪ ،‬اشت ّد ِ‬
‫فإذا مل تُعاجلْ‬
‫اليأس فأهلكها ‪.‬‬ ‫ىَّل‬ ‫ِ‬
‫الشدائد مبا جي ّد ُد قُواها ‪ ،‬تو عليها ُ‬
‫باب أخبا ِر من ابتلي فصرب ‪ ،‬فكان مثرةُ ص ِربه‬ ‫الباب – ِ‬ ‫والتفكر يف أخبا ِر هذا ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫األدب مع‬ ‫ِ‬
‫مالزمة الص ِ‪/‬رب وحس ِن ِ‬ ‫شجع الن ْفس ‪ ،‬ويبعثُها عن‬ ‫حسن العقىب – ممَّا يُ ِّ‬
‫ِ‪/‬‬
‫االمتحان ‪.‬‬ ‫اإلحسان عند ِ‬
‫هناية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موافاة‬ ‫وجل ‪ ،‬حبس ِن ِّ‬
‫الظن يف‬ ‫عز َّ‬ ‫الرب َّ‬
‫ِّ‬
‫الشدائد قبل‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ‪ « : -‬خامتةٌ ‪ :‬قال بُُز ْرمجْ َه ُر ‪:‬‬ ‫وقال أيضاً – يف آخر‬
‫ويلذ معه تناولهُ » ‪.‬‬ ‫حيس ِبه مو ُقعُهُ ‪ُّ ،‬‬ ‫املواهب ‪ ،‬تشبهُ اجلوع قبل ِ‬
‫الطعام ‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫تفسد من ِ‬
‫العيش ‪،‬‬ ‫النفس مبقدا ِر ما ُ‬ ‫وقال أفالطو ُن ‪ « :‬الشدائ ُد تُصلِ ُح من ِ‬
‫يصلح من ِ‬
‫العيش » ‪.‬‬ ‫النفس مبقدا ِر ما ُ‬ ‫يفسد من ِ‬ ‫الرتف والرتفُّه – ُ‬
‫َّرتف – أي ُ‬ ‫والت ُّ‬
‫كل‬
‫عن ِّ‬‫صديق أهدتْه إليك الشدائ ُد ‪ ،‬والْه ْ‬ ‫كل ٍ‬ ‫وقال أيضاً ‪ « :‬حافظ على ِّ‬
‫ٍ‬
‫صديق أهدتْه إليك النعمةُ » ‪.‬‬
‫تصدره أو تتناولُه ‪،‬‬
‫تتأمل فيه ما ُ‬
‫كالليل ‪ ،‬ال ْ‬ ‫ِ‬ ‫وقال أيضاً ‪ « :‬الرتفُّفهُ‬
‫والشدة كالنها ِ‪/‬ر ‪ ،‬ترى فيها سعيك وسعي غ ِريك » ‪.‬‬
‫الشدةُ ُك ْح ٌل ترى به ما ال تراه بالنعمة » ‪.‬‬ ‫وقال أزدشري ‪َّ « :‬‬ ‫ُ‬
‫أصغرمها قوةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ويقول أيضاً ‪ِ « :‬‬
‫الك مصلحة األمر يف الشدَّة شيئان ‪ُ :‬‬ ‫وم ُ‬
‫مالك ِه ورازقِ ِه » ‪.‬‬
‫تفويض ِه إىل ِ‬
‫ِ‬ ‫وأعظمها ُح ْس ُن‬‫ُ‬ ‫قلب صاحبِها على ما ينوبُه ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خالق ِه ‪ ،‬علم أنه مل ِ‬
‫ميتحْنه إال مبا‬ ‫ِ‬ ‫الرجل بفك ِرِه حَنْ َو‬ ‫ص َم َد‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وإذا َ‬
‫ميحص عنه كبريةً ‪ ،‬وهو مع هذا من ِ‬
‫اهلل يف‬ ‫يوجب له مثوبةً ‪ ،‬أو ِّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫متتابعة ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫متصلة ‪ ،‬وفوائد‬ ‫باح‬
‫أر ٍ‬
‫كثرت رذائلُه ‪ ،‬وزاد تصنُّعه‬ ‫ِ‬
‫اخلليقة ‪،‬‬ ‫فكرهُ تلقاء‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫اشتد ُ‬ ‫فأما إذا‬
‫تأم ِله ‪ ،‬واستطال من املِح ِن ما عسى أن‬ ‫قصر عن ُّ‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬وب ِرم مبقامه فيما ُ‬
‫املكروه ما لعلَّه أ ْن خيطئهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يوم ِه ‪ ،‬وخاف من‬ ‫ينقضي يف ِ‬
‫لعلم ِه مبا يف السرائ ِر‬‫الرجل وبني ربِِّه ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املناجاة بني‬ ‫تصدق‬
‫ُ‬ ‫وإمنا‬
‫ِ‬
‫األذية ‪ ،‬خارجةٌ‬ ‫ِ‬
‫أشباه ِه كثريةُ‬ ‫ِ‬
‫الرجل وبني‬ ‫وتأييد ِه البصائر ‪ ،‬وهي بني‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫املصلحة ‪.‬‬ ‫عن‬
‫من يشاءُ من‬ ‫ِ‬ ‫وِ‬
‫صيب به ْ‬ ‫اليأس منهُ ‪ ،‬يُ ُ‬ ‫هلل تعاىل َرْو ٌح يأيت عند‬
‫وتسهيل األم ِر ‪ ،‬و ِ‬
‫الرجوع إىل‬ ‫ِ‬ ‫يب الفرِج ‪،‬‬ ‫وإليه الرغبةُ يف تقر ِ‬ ‫خلق ِه ‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫كيل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السْؤ ُل ‪ ،‬وهو حسيب ون ْعم الو ُ‬ ‫أفضل ما تطاول إليه ُّ‬
‫رت قراءته‬ ‫ِ‬
‫كر ُ‬
‫للتنوخي ‪ ،‬و َّ‬
‫ِّ‬ ‫الشدة )‬ ‫طالعت كتاب ( الفر ُج بعد‬ ‫ُ‬
‫ائد ‪:‬‬‫بثالث فو َ‬‫ِ‬ ‫فخرجت منه‬‫ُ‬
‫كاليح بعد‬‫ِ‬ ‫الكرب سنَّةٌ ماضيةٌ وقضيةٌ ُمسلَّمةٌ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أن الفرج بعد‬ ‫األولى ‪َّ :‬‬
‫شك فيه وال ريب ‪.‬‬ ‫الليل ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ِ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثانيةُ ‪َّ :‬‬
‫أرفع فائد ًة للعبد يف دينه ودنياهُ‬ ‫أمجل عائد ًة ‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫الغالب‬ ‫أن املكاره مع‬
‫احملاب ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من‬
‫جل يف عاله ‪،‬‬ ‫الضر حقيقةٌ إمنا هو اهلل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أن جالب النف ِع ودافع‬ ‫الثالةُ ‪َّ :‬‬
‫يكن‬ ‫ِ ِ‬
‫يكن ليخطئك وما أخطأك ملْ ْ‬ ‫اعلم أ ّن ما أصابك مل ْ‬ ‫و ْ‬
‫ليصيبك ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫حقارةُ الدنيا‬
‫غلي‬ ‫عدي ب ِن ز ٍ‬ ‫ِ‬
‫أحب َّ‬
‫ُّ‬ ‫يد‬ ‫ِّ‬ ‫العاملُ الشهري ‪ :‬قصيدةُ‬ ‫املبارك‬ ‫ابن‬
‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫ني لو كان يل ‪.‬‬ ‫ب ِن احلس ِ‬ ‫طاه ِر‬ ‫من قص ِر األم ِري‬
‫وهي القصيدةُ الذائعةُ الرائعةُ ‪ ،‬ومنها ‪:‬‬

‫املوفور‬
‫ُ‬ ‫ـ ِر أأنت َّ‬
‫املربُؤ‬ ‫َّهـ‬
‫الشامت املُ ِّعي ُر بالد ْ‬
‫ُ‬ ‫أيُّها‬
‫مغرور‬ ‫جاهل‬ ‫بل أنت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ـام ْ‬ ‫الوثيق من‬
‫ُ‬ ‫العهد‬
‫ُ‬ ‫ْأم لديك‬
‫مبصائب اآلخرين‪ ،‬هل عندك عه ٌد أ ْن ال‬ ‫ِ‬ ‫أي ‪ :‬يا من ِمشت‬ ‫ْ‬
‫األيام ميثاقاً لسالمتِك من‬ ‫ُ‬ ‫منحتك‬
‫ْ‬ ‫هل‬
‫تصيبك أنت مصيبةٌ مثلُهم؟! أم ْ‬
‫ارث واحمل ِن ؟! فلماذا الشماتةُ إذ ْن ؟‬ ‫الكو ِ‬
‫اهلل جناح‬‫أن الدنيا تساوي عند ِ‬ ‫الصحيِ ِح ‪ْ (( :‬لو َّ‬
‫احلديث َّ‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫ماء )) ‪ .‬إ ّن الدنيا عند ِ‬
‫اهلل تعاىل‬ ‫بعوضة ‪ ،‬ما سقى كافراً منها شربة ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫هِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جناح البعوضة ‪ ،‬وهذه حقيقةُ قيمتها ووز ا ‪ ،‬فلم اجلزعُ‬ ‫ِ‬ ‫أهو ُن من‬
‫اهللع عليها ومن أجل ِها ؟!‬ ‫و ُ‬
‫نفسك ومستقبلك وأهلِك‬ ‫السعادةُ ‪ :‬أ ْن تشعر باألم ِن على ِ‬
‫ِ‬
‫وقضائه وقدرِه ‪،‬‬ ‫اإلميان والرضا ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ومعيشتِك ‪ ،‬وهي جمموعةٌ يف‬
‫والقناعةُ ‪ :‬الصربُ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫قيمةُ‬
‫﴿ ب ِل اللَّهُ يم ُّن َعلَْي ُكم َأ ْن َه َدا ُكم لِِإْل يم ِ‬
‫ان ﴾ ‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫نظر املسل ِم إىل الكاف ِر ‪،‬‬ ‫من النعيم الذي ال يدرُكهُ إالَّ الفطناءُ ‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫وجل مل‬
‫َّ‬ ‫عز‬
‫أن اهلل َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم ‪ ،‬و َّ‬ ‫اهلداية إىل دين‬ ‫ِ‬ ‫اهلل يف‬‫نعمة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫وتذك ُر‬
‫ِ‬
‫وإحلاده‬ ‫ده ِ‬
‫عليه ‪،‬‬ ‫متر ِ‬
‫يقد ِّْر لك أ ْن تكون كهذا الكاف ِر يف كف ِره بربِّه و ُّ‬
‫وخالقه ورازقِه ‪ ،‬وتكذيبِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف آياته ‪ ،‬وجحود صفاته ‪ ،‬وحماربته ملوالهُ‬
‫ِ‬
‫موح ٌد ‪،‬‬
‫مسلم ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫تذك ْر أنت أنَّك‬ ‫لرسلِه وكتبه ‪ ،‬وعصيانِِه أوامرهُ ‪ ،‬مث َّ‬
‫وتؤدي الفرائض ولو على تقص ٍري ‪،‬‬ ‫باهلل ورسو ِله و ِ‬
‫اليوم اآلخ ِر ‪ِّ ،‬‬ ‫تؤمن ِ‬
‫ُ‬
‫تدور‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫حد ذاته نعمةٌ ال تُقدَّر بثمن وال تُباعُ مبال ‪ ،‬وال ُ‬ ‫فإن هذا يف ِّ‬
‫األعيان ‪َ ﴿ :‬أفَ َمن َكا َن ُمْؤ ِمناً َك َمن َكا َن‬
‫ِ‬ ‫احلسبان ‪ ،‬وليس هلا شبيهٌ يف‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫فَ ِ‬
‫اسقاً اَّل يَ ْسَت ُوو َن ﴾ ‪.‬‬
‫أهل اجلن َِّة نظُرهم إىل ِأهل النا ِر‬ ‫أن ِم ْن نعي ِم ِ‬ ‫بعض املفسرين َّ‬
‫ُ‬ ‫حىت ذكر‬
‫تتميز األشياءُ » ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬فيشكرون رهَّب م على هذا النعي ِم ‪ « :‬وبضدِّها‬
‫*************************************‬
‫وقفـ ـةٌ‬
‫حبق إال اهللُ سبحانهُ وتعاىل ‪،‬‬ ‫أي ال معبود ٍّ‬ ‫ال إله إال اهللُ ‪ْ :‬‬
‫ِ‬
‫الكمال ‪.‬‬ ‫صفات‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بصفات األلوهيَّ ِة ‪ ،‬وهي‬ ‫لتفرِد ِه‬
‫ُّ‬
‫َّست‬ ‫ِ‬
‫جل ثناؤه وتقد ْ‬ ‫الرب – َّ‬ ‫وسرها ‪ :‬إفر ُاد ِّ‬
‫الكلمة ُّ‬ ‫روح هذه‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫باحملبة‬ ‫أمساُؤه ‪ ،‬وتبارك امسُه ‪ ،‬وتعاىل جدُّه ‪ ،‬وال إله غريُهُ –‬
‫الرجاء ‪ ،‬وتواب ِع ذلك من التوّك ِل و ِ‬
‫اإلنابة‬ ‫اخلوف و ِ‬
‫اإلجالل والتعظي ِم ‪ ،‬و ِ‬‫ِ‬ ‫و‬
‫ب تبعاً‬ ‫ب غريُه فإمنا حُي ُّ‬ ‫كل ما حُي ُّ‬ ‫ب سواهُ ‪ ،‬و ُّ‬ ‫الرغبة و ِ‬
‫الرهبة ‪ ،‬فال حُي ُّ‬ ‫و ِ‬
‫اف سواهُ وال يُرجى‬ ‫يادة حمبتِه ‪ ،‬وال خُي ُ‬ ‫حملبتِه ‪ ،‬وكونِه وسيلةً إىل ز ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رهب إال‬‫رغب إال إليه ‪ ،‬وال يُ ُ‬ ‫سواهُ ‪ ،‬وال يُتوَّكل إال عليه ‪ ،‬وال يُ ُ‬
‫بامس ِه ‪ ،‬وال ينذر إال له ‪ ،‬وال يتاب إال ِ‬
‫إليه‬ ‫منه ‪ ،‬وال حُي لف إال ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب إال ِبه ‪ ،‬وال يُ ُ‬
‫ستغاث يف‬ ‫يتحس ُ‬
‫َّ‬ ‫أمره ‪ ،‬وال‬ ‫‪ ،‬وال يُطاعُ إال ُ‬
‫سجد إال لهُ ‪ ،‬وال‬ ‫الشدائد إال به ‪ ،‬وال يلتجأ إال ِ‬ ‫ِ‬
‫إليه ‪ ،‬وال يُ ُ‬ ‫ُ‬
‫حرف و ٍ‬
‫احد ‪ ،‬وهو ‪ :‬أ ْن ال‬ ‫ٍ‬ ‫وجيتمع ذلك يف‬ ‫وبامس ِه ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ذبح إال له‬
‫ُ‬ ‫يُ ُ‬
‫ِ‬
‫العبادة ‪.‬‬ ‫يُعبد إال إياهُ جبمي ِع أنو ِاع‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫معاقون متفوقون‬
‫ملحق ع ٍ‬
‫العدد ‪ 10262‬يف ‪ 1415 / 4 / 7‬هـ ‪ ،‬مقابلةٌ‬ ‫ُ‬ ‫كاظ‬‫ِ ُ‬ ‫يف‬
‫ِ‬
‫بعيون‬ ‫ِ‬
‫األدب‬ ‫ٍ‬
‫حممد املدينَّ ‪ ،‬درس كتب‬ ‫مع كفيف يُدعى ‪ :‬حممود بن‬
‫يات والصحف ‪ ،‬ورمبا قرأ‬‫اجملالت والدور ِ‬
‫يخ و ِ‬ ‫اآلخرين ‪ ،‬ومسع كتب التار ِ‬
‫ِ‬
‫الثالثة صباحاً حىت صار مرجعاً يف‬ ‫بالسماع على ِ‬
‫أحد أصدقاِئه حىت‬ ‫ِ‬
‫األدب والطُّ ِ‬
‫رف واألخبار ‪.‬‬
‫ِ‬
‫وسطوة‬ ‫اصرب على كيد الكائدين ‪ ،‬وظل ِم الظاملني ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتب مصطفى أمني يف زاوية ( فكرة ) يف الشرق األوسط كالماً ‪ ،‬منه ‪ْ :‬‬
‫ينقشع ‪ ،‬لكن عليك أن تصرب وتنتظر ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫خيرج ‪ ،‬والظالم سوف‬
‫ينكسر ‪ ،‬واحملبوس سوف ُ‬
‫ُ‬ ‫ط ‪ ،‬والقيد سوف‬ ‫اجلبابر ِة ‪َّ ،‬‬
‫فإن السوط سوف يسق ُ‬

‫وعند اهلل منها‬‫ذرعاً ِ‬ ‫يضيق هبا الفىت‬ ‫ب ناز ٍلة‬ ‫َولَُر َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ياض مفيت ألبانيا ‪ ،‬وقد ُسجن عشرين سنةً ِمن قبل‬ ‫قابلت يف الر ِ‬ ‫ُ‬
‫النك ِال‬ ‫احلبس و ِ‬
‫الكيد ‪ ،‬و َّ‬ ‫األعمال الشاقَِّة ‪ ،‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫الشيوعيني يف ألبانيا مع‬
‫ٍ‬
‫ناحية من‬ ‫ات اخلمس يف‬ ‫وجوع ‪ ،‬وكان يصلِّى الصلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫والظل ِم ‪ ،‬و ِ‬
‫الظالم‬
‫صَبَر واحتسب حىت جاءهُ الفر ُج ‪،‬‬ ‫منهم ‪ ،‬ومع هذا َ‬ ‫ْ‬ ‫دورِة املياه خوفاً‬
‫ض ٍل ﴾ ‪.‬‬‫﴿ فَان َقلَبُواْ بِنِ ْع َم ٍة ِّم َن اللّ ِه َوفَ ْ‬
‫ِ‬
‫جنوب أفريقيَّة ‪ُ ،‬سجن سبعاً وعشرين سنةً ‪،‬‬ ‫هذا ( نلسون مانديال ) رئيس‬
‫ِ‬
‫االستبداد والظل ِم ‪ ،‬وهو‬ ‫وخلوص ِ‬
‫شعبه من القه ِر و ِ‬
‫الكبت و‬ ‫ِ‬ ‫وهو ينادي حبريَِّة َّأم ِته ‪،‬‬
‫ف ِإلَْي ِه ْم َأ ْع َمالَ ُه ْم‬
‫الدنيوي ‪ُ ﴿ .‬ن َو ِّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫مستميت ‪ ،‬حىت نال جمدهُ‬
‫ٌ‬ ‫اصل‬
‫ُمصٌّر صام ٌد مو ٌ‬
‫فِ َيها ﴾ ﴿ ِإن تَ ُكونُواْ تَْألَ ُمو َن فَِإ َّن ُه ْم يَْألَ ُمو َن َك َما تَْألَمو َن َوَت ْر ُجو َن ِم َن اللّ ِه َما الَ‬
‫ن ﴾ ‪.‬‬
‫َي ْر ُجو َ‬
‫وما ثبتت إال ويف ِ‬
‫نفسها‬ ‫وأشجع مين ُكل ٍ‬
‫يوم‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ح ِّم ْثلُهُ ﴾ ‪.‬‬‫س الْ َق ْوَم َق ْر ٌ‬
‫ح َف َق ْد َم َّ‬ ‫س ْس ُك ْم َق ْر ٌ‬ ‫ِإ‬
‫﴿ ن يَ ْم َ‬
‫**********************************‬
‫ال تحزن إذا عرفت اإلسالم‬
‫هتتد إليه ‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫تعرف اإلسالم ‪ ،‬ومل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ما أشقى النفوس اليت ال‬
‫عاملي هائل ‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫أصحابه ومَحَلتِ ِه ‪ ،‬وإعالن‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ٍ‬
‫حيتاج إىل دعاية ْ‬ ‫ُ‬ ‫اإلسالم‬
‫جيب أن تكون راقيةً مهذبةً جذابةً ‪،‬‬ ‫عظيم ‪ ،‬والدعايةُ له ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ألنهُ نبأ‬
‫اخلالد ‪َ ﴿ ،‬وَمن‬ ‫ِ‬ ‫ألن سعادة البشر ِية ال تكو ُن إال يف هذا الدي ِن ِّ‬
‫احلق‬ ‫َّ‬
‫َي ْبتَ ِغ غَْي َر اِإل ْسالَِم ِديناً َفلَن ُي ْقبَ َل ِم ْنهُ ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫مدخل‬ ‫مسلم شهريٌ مدينة ميونخ األملانية ‪ ،‬وعند‬ ‫ٌ‬ ‫سكن داعيةٌ‬
‫باألملانية ‪ « :‬أنت ال‬ ‫ِ‬ ‫مكتوب عليها‬ ‫وجد لوحةٌ إعالنيةٌ كربى‬ ‫ِ‬
‫املدينة تُ ُ‬
‫ٌ‬
‫ات يوكوهاما » ‪ .‬فنصب هذا الداعيةُ لوحةً كربى جبانب هذه‬ ‫تعرف كفر ِ‬ ‫ُ‬
‫تعرف اإلسالم ‪ ،‬إ ْن أردت معرفتهُ ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اللوحة كتب عليها ‪ « :‬أنت ال‬ ‫ِ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االتصاالت من األملان ْ‬ ‫ْ‬ ‫واهنالت عليه‬
‫ْ‬ ‫هاتف كذا وكذا » ‪.‬‬ ‫فاتصل بنا على‬
‫ألف أملاينٍّ ما‬‫سنة واحدة قرابة مائة ِ‬ ‫يده يف ِ‬ ‫ب وصوب ‪ ،‬حىت أسلم على ِ‬ ‫كل ح َد ٍ‬
‫ِّ َ‬
‫وامرأة وأقام مسجداً ومركزاً إسالمياً ‪ ،‬وداراً‪ /‬للتعلي ِم ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫بني ٍ‬
‫رجل‬
‫ماس ِة إىل هذا الدي ِن العظي ِم ‪َّ ،‬‬
‫لريد إليها أمنها‬ ‫حباجة َّ‬‫إن البشرية حائر ٍ‬
‫ٌ‬
‫السالَِم َويُ ْخ ِر ُج ُهمـ‬
‫ض َوانَهُ ُسبُ َل َّ‬‫وسكينتها وطمأنينتها ‪َ ﴿ ،‬ي ْه ِدي بِ ِه اللّهُ َم ِن َّاتبَ َع ِر ْ‬
‫اط ُّم ْستَ ِق ٍيم ﴾ ‪.‬‬‫صر ٍ‬ ‫ِِإ ِِ ِ ِإ ِ‬ ‫ُّ ِ ِإ‬
‫ِّم ِن الظلُ َمات لَى النُّو ِر ب ْذنه َو َي ْهدي ِه ْـم لَى َ‬
‫أن يف العا ِمل أحداً ُ‬ ‫يقول ُ ِ‬
‫يعبد غري اهلل ‪.‬‬ ‫ظننت َّ‬‫أحد العُبَّاد الكبا ِ‪/‬ر ‪ :‬ما ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ور ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وِإن تُط ْع َأ ْك َث َر َمن في ْ‬
‫اَألر ِ‬ ‫الش ُك ُ‬‫ي َّ‬ ‫يل ِّم ْن عبَاد َ‬ ‫لكن ﴿ َوقَل ٌ‬ ‫ْ‬
‫وك َعن سبِ ِ ِ‬ ‫يِ‬
‫صو َن ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َما‬ ‫يل اللّه ِإن َيتَّبِعُو َن ِإالَّ الظَّ َّن َوِإ ْن ُه ْم ِإالَّ يَ ْخ ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫ضلُّ َ‬ ‫ُ‬
‫ت بِ ُمْؤ ِمنِي َن ﴾ ‪.‬‬ ‫صَ‬ ‫َأ ْك َث ُر الن ِ‬
‫َّاس َولَ ْو َح َر ْ‬
‫ِ‬
‫العاصمة‬ ‫العلماء أن سودانيّاً مسلماً قدم من البادية إىل‬ ‫ِ‬ ‫أحد‬
‫وقد أخربين ُ‬
‫وسط ِ‬
‫املدينة‬ ‫اإلنكليزي ‪ ،‬فرأى رجل مرو ٍر بريطانياً يف ِ‬ ‫ِّ‬ ‫أثناء االستعما ِ‪/‬ر‬‫اخلرطوم يف ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫باهلل ‪ .‬قال‬‫‪ ،‬فسأل هذا املسلم ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬كافر ‪ .‬قال ‪ :‬كافر مباذا ؟ قالوا ‪ِ :‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ‬
‫يكفر باهلل ؟! فأمسك على بطنِ ِه مثَّ تقيَّأ ممَّا مسع ورأى ‪ ،‬مث عاد إىل‬ ‫وهل أح ٌد ُ‬ ‫‪ْ :‬‬
‫البادية ‪ ﴿ .‬فَ َما لَ ُه ْم اَل ُيْؤ ِمنُو َن ﴾ ‪!.‬‬
‫ِ‬
‫ض ِإنَّهُ لَ َح ٌّق‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫الس َماء َو ْ‬ ‫ب َّ‬ ‫أعرايب يقرُأ ‪َ ﴿ :‬ف َو َر ِّ‬ ‫ٌّ‬ ‫األصمعي ‪ :‬مسع‬
‫ُّ‬ ‫يقول‬
‫ُ‬
‫اهلل ‪ ،‬ومن أحوج العظيم حىت‬ ‫األعرايب ‪ :‬سبحان ِ‬ ‫َّ‬ ‫نط ُقو َن ﴾ ‪ ،‬قال‬ ‫ِّمثْل ما َأنَّ ُكم تَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬
‫يقسم ؟!‬
‫كرم املوىل وإحسانِه ولطفه ورمحته ‪.‬‬ ‫إنه حسن الظن والتطلُّع إىل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫أعرايب‬
‫ٌّ‬ ‫أن الرسول ‪ ‬قال ‪ (( :‬يضحك ربُّنا )) ‪ .‬فقال‬ ‫ِ‬
‫احلديث َّ‬ ‫صح يف‬ ‫وقد َّ‬
‫يضحك خرياً ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رب‬
‫من ٍّ‬ ‫‪ :‬النعدامُ ْ‬
‫ث ِمن بع ِد ما َقنَطُوا ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن رحم َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت اللّه قَ ِر ٌ‬
‫يب‬ ‫َ َْ‬ ‫﴿ َو ُه َو الَّذي ُيَن ِّز ُل الْغَْي َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يب ﴾ ‪.‬‬ ‫ين ﴾ ﴿ َأال ِإ َّن نَ ْ‬
‫ص َر اللّه قَ ِر ٌ‬ ‫ِّم َن ال ُْم ْحسن َ‬
‫يستفيد منها مسائل مطَّ ِرد ًة ثابتةً‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الرجال‬ ‫الناس وتراجم‬‫من يقرُأ كتب س ِري ِ‬ ‫ْ‬
‫منها ‪:‬‬
‫طالب ‪ ،‬ومعناها‬ ‫لعلي بن أيب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫سن ‪ ،‬وهي كلمةٌ ِّ‬ ‫أن قيمة اإلنسان ما حُي ُ‬
‫ِ‬
‫احلقيقة‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان أو أدبهُ أو عبادتهُ أو كرمهُ أو خلقهُ هي يف‬ ‫‪َّ :‬‬
‫أن علم‬
‫س َوَت َولَّى{‪َ }1‬أن‬ ‫هندامهُ ومنصبُهُ ‪َ ﴿ :‬عبَ َ‬ ‫وليست صورتُه أو ُ‬ ‫ْ‪/‬‬ ‫قيمتُهُ ‪،‬‬
‫َجاءهُ اَأْل ْع َمى ﴾ ‪َ ﴿ .‬ولَ َع ْب ٌد ُّمْؤ ِم ٌن َخ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِر ٍك َولَ ْو َأ ْع َجبَ ُك ْـم ﴾ ‪.‬‬
‫واهتمام ِه وبذلِِه وتضحيِتَه تكو ُن مكانُتُه ‪ ،‬وال يعطى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلنسان‬ ‫‪ .2‬بقد ِر مهَِّة‬
‫اجمل ُد ُجزافاً ‪.‬‬
‫لهُ ْ‬
‫تحسب المجد تمراً أنت آكلُهُ ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ال‬
‫﴾ ‪ ﴿ .‬وج ِ‬
‫اه ُدوا فِي اللَّ ِه َح َّق‬ ‫َألع ُّدواْ لَهُ عُ َّدةً‬
‫ََ‬ ‫وج َ‬ ‫ادواْ الْ ُخ ُر َ‬
‫﴿ َولَ ْو ََأر ُ‬
‫اد ِه ﴾ ‪.‬‬‫ِجه ِ‬
‫َ‬
‫يكتب‬ ‫‪/‬‬
‫ي‬ ‫الذ‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫بنفس ِه ِ‬
‫بإذن‬ ‫أن اإلنسان هو الذي‪ /‬يصنع تارخيه ِ‬ ‫‪َّ .3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب َما قَ َّد ُموا َوآثَ َار ُه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫سريتهُ بأفعاله اجلميلة أو القبيحة ‪َ ﴿ :‬ونَ ْكتُ ُ‬
‫ويذهب عاجالً ‪ ،‬فال يقصره‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫سريع‬ ‫ينصرم‬ ‫قصري‬ ‫وإن عمر ِ‬
‫العبد‬
‫‪/‬‬ ‫‪َّ .4‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫واألحزان ‪ ﴿ :‬لَ ْم َيلْبَثُوا ِإاَّل َع ِشيَّةً َْأو‬
‫ِ‬ ‫ِ‪/‬‬
‫والغموم‬ ‫ِ‬
‫واهلموم‬ ‫ِ‬
‫بالذنوب‬
‫ِّين ﴾ ‪.‬‬ ‫اد‬ ‫ْع‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ْ‬
‫َأل‬ ‫اس‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ضحاها ﴾ ‪ ﴿ .‬قَالُوا لَبِثنا يوما َأو بعض يوٍ‬
‫م‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َْ ً ْ َ ْ َ َْ‬ ‫ََُ‬
‫ِ‬ ‫كفى حزناً َّ‬
‫عمل يرضى به اهللُ صاحلُ‬ ‫وال ٌ‬ ‫أن احلياة مريرةٌ‬
‫ِ‬
‫السعادة ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫من‬
‫‪ْ ‬‬
‫صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍر َْأو ُأنثَى َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيَِينَّهُ َحيَاةً‬ ‫الصالح ‪َ ﴿ :‬م ْن َع ِم َل َ‬
‫ُ‬ ‫العمل‬
‫‪ُ )1‬‬
‫طَيِّبَةً ﴾‪.‬‬
‫‪ )2‬الزوجةُ الصالحةُ ‪ ﴿ :‬ر َّبنَا َهب لَنَا ِمن َأ ْزو ِ‬
‫اجنَا َوذُ ِّريَّاتِنَا ُق َّرةَ َأ ْعيُ ٍن ﴾ ‪.‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وس ْع لي في داري )) ‪.‬‬ ‫اللهم ِّ‬ ‫ِ‬
‫الواسع ‪ :‬ويف احلديث ‪ّ (( :‬‬ ‫ُ‬ ‫البيت‬
‫‪ُ )3‬‬
‫يقبل إال طيِّباً )) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احلديث ‪َّ (( :‬‬
‫ب ال ُ‬ ‫إن اهلل طيِّ ٌ‬ ‫الطيب ‪ :‬ويف‬
‫ُ‬ ‫ب‬‫الكس ُ‬
‫‪ْ )4‬‬
‫نت ﴾ ‪.‬‬ ‫للناس ‪َ ﴿ :‬و َج َعلَنِي ُمبَ َاركاً َأيْ َن َما ُك ُ‬ ‫ُّد ِ‬ ‫لق والتود ُ‬‫‪ُ )5‬ح ْس ُن ال ُخ ُ‬
‫اإلسراف في ِ‬
‫النفقة ‪ ﴿ :‬لَ ْم يُ ْس ِرفُوا َولَ ْم َي ْق ُت ُروا ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الديْ ِن ‪ ،‬ومن‬ ‫‪ )6‬السالمةُ من َّ‬
‫سط َْها ُك َّل الْبَ ْس ِط ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿ َوالَ تَ ْج َع ْل يَ َد َك َم ْغلُولَةً ِإلَى عُنُ ِق َ‬
‫ك َوالَ َت ْب ُ‬
‫ِ‬
‫السعادة ‪:‬‬ ‫‪ ‬مقومات‬
‫صابر ‪.‬‬
‫وجسم ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ذاكر ‪،‬‬‫شاكر ‪ ،‬ولسا ٌن ٌ‬ ‫قلب ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وعليك بالشكر عن النعم والصرب عند النقم واالستغفار‪ /‬من الذنوب ‪.‬‬
‫ِ‬
‫السعادة‬ ‫ِ‪/‬‬
‫الشعراء ع ِن‬ ‫احلكماء ‪ ،‬وقصائد‬ ‫ِ‬ ‫العلماء ‪ ،‬وحكمة‬ ‫ِ‬ ‫مجعت لك ع ْلم‬ ‫ُ‬ ‫ْلو‬
‫وطر ِد ما‬ ‫ِ‬ ‫تذوقِها‪ِ َ /‬‬
‫وج ْلبها ‪ ،‬والبحث عنها ْ‬ ‫‪ ،‬ملا وجدهتا حىت تعزم عزميةً صادقة على ُّ‬
‫من أتاين ميشي أتيتهُ هرولةً » ‪.‬‬ ‫يضادها ‪ْ « :‬‬ ‫ُّ‬
‫كتم أسرا ِرِه وتدب ِريه أمورهُ ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سعادة ِ‬
‫العبد‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ُ‬
‫سر مقابل عشرِة دنانري ‪ ،‬فضاق‬ ‫ذكروا أ ّن أعربيّاً استُؤمن على ٍّ‬
‫عليه مقابل أ ْن‬ ‫وردها ِ‬ ‫صاحب الدنلن ِري ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بالسر ‪ ،‬وذهب إىل‬ ‫ِّ‬ ‫ذرعاً‬
‫مية ‪ ﴿ :‬الَ‬ ‫ثبات وص ٍرب وعز ٍ‬ ‫ألن الكتمان حيتاج إىل ٍ‬ ‫السر ‪َّ ،‬‬ ‫يُفشي َّ‬
‫ُ‬
‫كشف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‬ ‫الضعف عند‬ ‫ِ‬ ‫ألن نِقاط‬ ‫ك ﴾ ‪َّ ،‬‬ ‫اك َعلَى ِإ ْخ َوتِ َ‬ ‫ص ُرْؤ يَ َ‬ ‫ص ْ‬ ‫َت ْق ُ‬
‫متأص ٌل‬
‫ِّ‬ ‫مرض قدميٌ ‪ ،‬وداءٌ‬ ‫ٌ‬ ‫هلم ‪ ،‬وهو‬ ‫للناس ‪ ،‬وإفشاءُ أسرا ِره ْ‬ ‫ِ‬ ‫أوراقِ ِه‬
‫بإفشاء األسرا ِر ‪ ،‬ون ْق ِل األخبار ‪ .‬وعالقةُ‬ ‫ِ‬ ‫النفس ُمولعةٌ‬ ‫ِ‬
‫يف البشرية ‪ ،‬و ُ‬
‫فالغالب عليه أن يندم وحيزن‬ ‫من أفشى أسراره‬ ‫ِ‬
‫السعادة َّ‬
‫ُ‬ ‫أن ْ‬ ‫مبوضوع‬
‫ِ‬ ‫هذا‬
‫تم ‪.‬‬‫وي ْغ َّ‬
‫ِ‬
‫األدبية ‪ ،‬فليعُ ْد‬ ‫ب يف رسائلِ ِه‬ ‫كالم خالَّ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الكتمان‬ ‫ِ‬
‫للجاحظ يف‬ ‫و‬
‫ِ‬
‫َأحداً ﴾ ‪ ،‬وهذا‬ ‫ف َواَل يُ ْشع َر َّن بِ ُك ْم َ‬ ‫من أراد ‪ .‬ويف القرآن ‪َ ﴿ :‬ولْيََتلَطَّ ْ‬ ‫إليها ْ‬
‫السر فيه ضربةُ ِ‬
‫العنق‬ ‫أكتم َّ‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫ايب‬
‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫األع‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫السر‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫كتمان‬ ‫أصل يف‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫‪.‬‬
‫***************************************‬
‫لن تموت قبل أجلِك‬
‫اعةً َوالَ يَ ْسَت ْق ِد ُمو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َأجلُ ُه ْم الَ يَ ْستَْأخ ُرو َن َس َ‬ ‫﴿ فَِإ ذَا َجاء َ‬
‫املوت ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ات كثريًة قبل‬ ‫للجبناء الذين ميوتون مر ٍ‬ ‫ِ‬
‫هذه اآليةُ عزاءٌ‬
‫يعج ُل‬
‫أن هناك أجالً مسمى ‪ ،‬ال تقدمي وال تأخري ‪ ،‬ال ِّ‬ ‫ف ْليعلموا َّ‬
‫بشر ‪ ،‬ولو اجتمع أهل اخلافقنْي ‪ ،‬وهذا‬ ‫يؤجله ٌ‬ ‫هذا املوت أح ٌد ‪ ،‬وال ِّ‬
‫اءت َس ْك َرةُ‬‫للعبد الطمأنينة والسكينة والثبات ‪َ ﴿ :‬و َج ْ‬ ‫ِ‬ ‫جيلب‬ ‫حد ِ‬
‫ذاته‬ ‫يف ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ْح ِّق ﴾ ‪.‬‬ ‫ال َْم ْوت بِال َ‬
‫نص ُرونَهُ ِمن‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫ِ‬
‫أن التعلُّق بغ ِري اهلل شقاءٌ ‪ ﴿ :‬فَ َما َكا َن لَهُ من فَئة يَ ُ‬ ‫اعلم َّ‬ ‫و ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ُدون اللَّه َوَما َكا َن م َن ُ‬
‫المنتَص ِر َ‬
‫للذهيب ثالثةٌ وعشرون جملداً ‪ ،‬ترجم فيها‬ ‫ِ‬
‫النبالء )‬ ‫ِ‬
‫أعالم‬ ‫( ِسَي ُر‬
‫ِّ‬
‫ياء والشعر ِاء ‪،‬‬ ‫امللوك واألمر ِاء والوزر ِاء واألثر ِ‬ ‫اخللفاء و ِ‬ ‫العلماء و ِ‬ ‫ِ‬ ‫للمشاه ِري من‬
‫جتد حقيقتني مهمتني ‪:‬‬ ‫الكتاب ُ‬ ‫ِ‬ ‫وباستقر ِاء هذا‬
‫ٍ‬ ‫مال أو و ٍ‬ ‫اهلل من ٍ‬ ‫أن من تعلَّق بغ ِري ِ‬
‫منصب أو‬ ‫لد أو‬ ‫ْ‬ ‫األولى ‪ْ َّ :‬‬
‫وحم ِق ِه‬ ‫ِ‬
‫حرفة ‪ ،‬وكلهُ اهللُ إىل هذا الشيء ‪ ،‬وكان سبب شقاِئِه وعذابِِه ْ‬ ‫ٍ‬
‫سبُو َن ََّأن ُهم ُّم ْهتَ ُدو َن ﴾ ‪ .‬فرعو ُن‬ ‫ح‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫السبِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫َ‬‫و‬‫د‬‫ُّ‬ ‫ص‬ ‫ي‬‫َ‬‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫وسحق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لد ‪﴿ :‬‬ ‫الوليد والو ُ‬
‫خلف والتجارةُ ‪ ،‬و ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬ ‫ِ‬
‫املال ‪ ،‬وُأميَّةُ ُ‬ ‫ب قارو ُن و ُ‬ ‫واملنص ُ‬
‫ت َو ِحيداً ﴾ ‪.‬‬ ‫ذَ ْرنِي َوَم ْن َخلَ ْق ُ‬
‫النسب ‪ ،‬أبو مسلم والسلطةُ ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أبو جهل واجلاهُ ‪ ،‬أبو هلب و ُ‬
‫ات والوزارةُ ‪.‬‬ ‫األرض ‪ ،‬ابن الفر ِ‬ ‫ِ‬ ‫العلو يف‬ ‫احلجاج و ُّ‬ ‫املتنبئ والشهرةُ ‪ ،‬و َّ‬
‫ُ‬
‫أعزه ورفعه‬
‫وتقرب منه ‪َّ ،‬‬ ‫باهلل وعمل له َّ‬ ‫اعتز ِ‬ ‫أن م ِن َّ‬ ‫الثانيةُ ‪َّ :‬‬
‫بالل‬ ‫ٍ‬
‫عشرية ‪ُ :‬‬ ‫مال وال‬ ‫أهل وال ٍ‬ ‫منصب وال ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫نسب وال‬ ‫ٍ‬ ‫وشرفه بال‬ ‫َّ‬
‫هيب والتضحيةُ ‪ ،‬عطاءٌ والعِْل ُم ‪﴿ ،‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫واألذا ُن ‪ ،‬سلما ُن واآلخرةُ ‪ُ ،‬‬
‫الس ْفلَى َوَكلِ َمةُ اللّ ِه ِه َي الْعُلْيَا ﴾ ‪.‬‬
‫ين َك َف ُرواْ ُّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫َو َج َع َل َكل َمةَ الذ َ‬
‫***************************************‬
‫ِ‬
‫الجالل واإلكر ِام »‬ ‫« يا ذا‬
‫اجلالل واإلكرِام » ‪ .‬أي‬ ‫ِ‬ ‫صح عنه ‪ ‬أنهُ قال ‪ « :‬ألظُّوا بيا ذا‬ ‫َّ‬
‫حي يا‬ ‫أعظم ‪ :‬يا ُّ‬ ‫أكثروا منها ‪ ،‬وداوموا عليها ‪ ،‬ومثلُها و ْ‬ ‫الزموها ‪ ،‬و ُ‬
‫لرب العاملني الذين إذا ُدعي به أجاب‬ ‫األعظم ِّ‬
‫ُ‬ ‫االسم‬
‫ُ‬ ‫قيوم ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنه‬ ‫ْ‬
‫للعبد إال أ ْن يهتف هبا وينادي ويستغيث‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬وإذا سئل به أعطى ‪ .‬فما‬
‫الفالح ‪ِ ﴿ :‬إ ْذ تَ ْستَ ِغيثُو َن َربَّ ُك ْم‬
‫الظفر و َ‬ ‫الفر َج و َ‬ ‫ويدمن عليها ‪ ،‬لريى َ‬
‫اب لَ ُك ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫استَ َج َ‬ ‫فَ ْ‬
‫أعياد ‪:‬‬ ‫أيام كأهنا‬ ‫حياة املسل ِم ثالثةُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫ٌ‬
‫استَ ِجيبُواْ‬
‫لم من املعاصي‪ْ ﴿ :‬‬ ‫ويس ُ‬
‫يؤدي فيه الفرائض مجاعةً ‪ْ ،‬‬ ‫يوم ّ‬ ‫ٌ‬
‫ول ِإ َذا َد َعا ُكم ﴾ ‪.‬‬ ‫لر ُس ِ‬ ‫لِلّ ِه َولِ َّ‬
‫ويعود إىل ربِِه‬ ‫ُ‬ ‫وينخلع من معصيتِ ِه ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يتوب فيه من ذنبِ ِه ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويوم‬
‫ٌ‬
‫اب َعلَْي ِه ْم لِيَتُوبُواْ ﴾‪.‬‬‫‪ ﴿ :‬ثُ َّم تَ َ‬
‫ٍ‬ ‫ويوم يلقى فيه ربِّه على ٍ‬
‫أحب‬
‫أحب لقاء اهلل َّ‬ ‫((م ْن َّ‬ ‫وعمل مربوٍر ‪َ :‬‬ ‫حسنة ٍ‬ ‫خامتة‬ ‫ٌ‬
‫اهللُ لقاءهُ )) ‪.‬‬

‫ويوم هو‬ ‫ودا ٍر هي الدنيا ٍ‬ ‫ٍ‬


‫بشخص هو‬ ‫رت آمايل‬ ‫وبش ُ‬‫ّ‬
‫فوجدت يف‬ ‫اهلل عليهم ‪، -‬‬‫قرأت ِسري الصحابة – رضوا ُن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هِت‬
‫عن غ ِري ْ‬
‫هم ‪:‬‬ ‫متيزهم ْ‬ ‫حيا ْم خمس مسائل ُ‬
‫األولى ‪ :‬اليُ ْس ُر يف حياهِتِ ْم ‪ ،‬والسهولةُ وعدم التكلُّف ‪ ،‬وأخذ‬
‫س ُر َك لِلْيُ ْس َرى ﴾ ‪.‬‬
‫التعمق والتشديد ‪َ ﴿ :‬وُنيَ ِّ‬ ‫األمور ببساطة ‪ ،‬وترك التنطع و ُّ‬
‫فضول فيه‬
‫َ‬ ‫بالعمل ‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬ ‫متصل‬
‫ٌ‬ ‫مبارك‬
‫ٌ‬ ‫الثانيةَ ‪ :‬أن ِع ْلمهم غز ٌير‬
‫شى‬‫كالم ‪ ،‬وال رغوة أو تعقيد ‪ِ ﴿ :‬إنَّ َما يَ ْخ َ‬ ‫ٍ‬ ‫وال حواشي ‪ ،‬وال كثرة‬
‫اللَّهَ ِمن ِعب ِ‬
‫اد ِه الْعُلَ َماء ﴾ ‪.‬‬‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫األبدان ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أعمال‬ ‫أعظم من‬ ‫لديهم‬ ‫ِ‬
‫القلوب‬ ‫أن أعمال‬ ‫الثالثةَ ‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وحنوها ‪،‬‬
‫كل واحملبةُ والرغبةُ والرهبةُ واخل ْشيةُ ُ‬ ‫اإلخالص واإلنابُةُ والتو ُ‬
‫ُ‬ ‫فعنده ُم‬
‫ُ‬
‫الصيام ‪ ،‬حىت إن بعض التابعني‬ ‫الصالة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميسرةٌ يف نو ِ‬
‫افل‬ ‫أمورهم َّ‬ ‫بينما ُ‬
‫افل الظاهرِة ‪َ ﴿ :‬ف َعلِ َم َما فِي ُقلُوبِ ِه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫منهم يف النو ِ‬
‫ْ‬ ‫أكثر اجتهاداً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اض‬
‫وختف ُفهم منها ‪ ،‬واإلعر ُ‬ ‫ومتاعها ‪ُّ ،‬‬ ‫لهم من الدنيا‬ ‫الرابعة ‪ :‬تقلُّ ْ‬
‫عن هبارجها وزخارفِها ‪ ،‬مما أكسبهم راحةً وسعاد ًة وطمأنينةً وسكينةً ‪:‬‬
‫اآلخ َرَة َو َس َعى لَ َها َس ْعَي َها َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ ومن َأراد ِ‬
‫ََ ْ َ َ‬
‫الصاحلة ‪ ،‬حىت‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األعمال‬ ‫اجلهاد على غ ِريه من‬ ‫ِ‬ ‫تغليب‬
‫الخامسة ‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫وغمومهم‬ ‫مهومهم‬ ‫وباجلهاد قضوا على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومعلماً وشعاراً ‪.‬‬ ‫مِس‬
‫ْ‬ ‫هلم ‪ْ ،‬‬ ‫صار ةً ْ‬
‫ألن فيه ذكراً وعمالً وبذالً وحركةً ‪.‬‬ ‫وأحزاهِن ْم ‪َّ ،‬‬
‫أشرحهم ص ْدراً‬ ‫الناس حاالً ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أسعد‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫فاجملاهد يف سبيل اهلل ْ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّه ْم ُس ُبلَنَا َوِإ َّن اللَّهَ لَ َم َع ال ُْم ْحسن َ‬
‫ين‬ ‫اه ُدوا فينَا لََن ْهد َين ُ‬ ‫ين َج َ‬‫وأطيب ِهم نفساً ‪َ ﴿ :‬والذ َ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬
‫يتعلق‬
‫ُ‬ ‫أذكر ما‬‫حتول ‪ُ ،‬‬ ‫تزول وال ُ‬ ‫نن ال ُ‬ ‫وس ٌ‬
‫حقائق ُ‬‫ُ‬ ‫يف القرآن‬
‫ِ‬
‫الثابتة ‪:‬‬ ‫السن ِن‬ ‫احة بالِِه ‪ ،‬من ِ‬
‫هذ ِه ُّ‬ ‫العبد ور ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بسعادة‬ ‫منها‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫نص ُروا اللَّهَ يَ ُ‬
‫نص ْرُك ْم َوُيثَبِّ ْ‬ ‫صَرهُ ‪ِ ﴿ :‬إن تَ ُ‬
‫أن م ِن استنصر باهلل نَ َ‬ ‫َّ‬
‫ب لَ ُك ْم ﴾ ‪ .‬ومن استغفره‬ ‫َأقْ َدام ُكم ﴾ ‪ .‬ومن سأله أجابه ‪ ﴿ :‬ا ْدعُونِي ْ ِ‬
‫َأستَج ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ومن تاب إليه قبل منه ‪َ ﴿ :‬و ُه َو الَّ ِذي‬ ‫ِ ِ‬
‫َغ َفَر له ‪ ﴿ :‬فَا ْغف ْر لي َفغَ َف َر لَهُ ﴾ ‪ْ .‬‬
‫عليه كفاهُ ‪َ ﴿ :‬وَمن َيَت َوَّك ْل َعلَى اللَّ ِه‬ ‫اد ِه ﴾ ‪ .‬ومن توَّكل ِ‬ ‫ي ْقبل التَّوبةَ َعن ِعب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ َْ ْ َ‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫َف ُه َو َح ْسبُهُ‬
‫البغي ‪ِ ﴿ :‬إنَّ َما‬ ‫‪:‬‬ ‫ائها‬ ‫ز‬ ‫وج‬ ‫ا‬ ‫يعجلُها اهلل ألهلِها بنكاهِل‬ ‫أن ثالثةً ِّ‬ ‫و َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ث َعلَى َن ْف ِس ِه ﴾ ‪،‬‬ ‫ث فَِإ نَّ َما يَن ُك ُ‬ ‫النكث ‪ ﴿ :‬فَ َمن نَّ َك َ‬ ‫َبغْيُ ُك ْم َعلَى َأن ُف ِس ُكم ﴾ ‪ ،‬و ُ‬
‫لن يفلت من‬ ‫أن الظامل ْ‬ ‫السيُِّئ ِإاَّل بِ َْأهلِ ِه ﴾ ‪ .‬و َّ‬ ‫املكر ‪َ ﴿ :‬واَل يَ ِح ُ‬
‫يق ال َْم ْك ُر َّ‬ ‫و ُ‬
‫العمل الصا ِحل‬‫ِ‬ ‫أن مثرة‬ ‫ْك ُبيُوُت ُه ْم َخا ِويَةً بِ َما ظَلَ ُموا ﴾ ‪ .‬و َّ‬ ‫اهلل ‪ ﴿ :‬فَتِل َ‬ ‫قبضة ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ُّ‬
‫الد ْنيَا َو ُح ْس َن‬ ‫اه ُم اللّهُ َث َو َ‬ ‫شكور ‪ ﴿ :‬فَآتَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫غفور‬
‫ٌ‬ ‫ألن اهلل‬ ‫عاجلةٌ وآجلةٌ ‪َّ ،‬‬
‫اآلخ َرِة ﴾ ‪ ،‬وأن من أطاعه أحبَّه ‪ ﴿ :‬فَاتَّبِعُونِي يُ ْحبِْب ُك ُم اللّهُ ﴾ ‪ .‬فإذا‬ ‫اب ِ‬ ‫َث َو ِ‬
‫﴿‬ ‫ص ُر ‪:‬‬ ‫ويْن ُ‬
‫يرزق َ‬
‫رب ُ‬ ‫يتعامل مع ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫وسَّر ‪ ،‬ألنه‬ ‫العبد ذلك سعد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬‫َعَر َ‬
‫ويغفر ‪َ ﴿ :‬وِإنِّي‬ ‫الرزَّا ُق ﴾ ‪ ﴿ ،‬وما النَّصر ِإالَّ ِمن ِع ِ‬
‫ند اللّ ِه ﴾ ‪،‬‬ ‫ِإ َّن اللَّهَ ُه َو َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫َّواب َّ ِ‬
‫وينتقم ألوليائه‬ ‫ُ‬ ‫يم ﴾ ‪،‬‬
‫الرح ُ‬ ‫ويتوب ‪ِ ﴿ :‬إنَّهُ ُه َو الت َّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ار لِّ َمن تَ َ‬
‫اب ﴾ ‪،‬‬ ‫لَغََّف ٌ‬
‫من أعداِئِه ‪ِ ﴿ :‬إنَّا ُمنتَ ِق ُمو َن ﴾ ‪ ،‬فسبحانه ما أكملهُ وأجلًّهُ ‪َ ﴿ :‬ه ْل َت ْعلَ ُم‬ ‫ْ‬
‫لَهُ َس ِميّاً ﴾ ؟! ‪.‬‬
‫سعدي – رمحهُ اهللُ – رسالةٌ قيِّمةٌ امسُها (‬ ‫ٍّ‬ ‫للشيخ ِ‬
‫عبدالرمح ِن ب ِن‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫من‬ ‫السعيدة ) ‪ ،‬ذكر فيها ‪َّ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ْ‬ ‫احلياة‬ ‫الوسائل املفيدةُ يف‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يفوق هبا‬
‫ُ‬ ‫العبد إىل نع ِم اهلل عليه ‪ ،‬فسوف يرى أنهُ‬ ‫ُ‬ ‫السعادة أ ْن ينظر‬
‫اهلل عليه » ‪.‬‬ ‫العبد فضل ِ‬ ‫ُ‬ ‫يستشعر‬ ‫الناس ال حُتْصى ‪ ،‬حينها‬ ‫ِ‬ ‫أمماً من‬
‫ُ‬
‫فئام من‬ ‫العبد ‪ ،‬جيُد انه أعلى من ٍ‬ ‫أقول ‪ :‬حىت يف األمو ِر الدينيَّ ِة مع تقص ٍري ِ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحنو ذلك ‪ ،‬وهذه‬ ‫احملافظة على الصالة مجاعةً ‪ ،‬وقراءة القرآن والذك ِ‪/‬ر ْ‬ ‫ِ‬
‫الناس يف‬
‫اهرةً وب ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اطنَةً ﴾ ‪.‬‬ ‫َّر بثم ٍن ‪َ ﴿ :‬و ْ‬
‫َأسبَ َغ َعلَْي ُك ْم ن َع َمهُ ظَ َ َ َ‬ ‫نعمةٌ جليلةٌ ال تُقد ُ‬
‫عبد الباقي‪ /‬انه ‪ :‬استعرض الناس بعد‬ ‫ِّث الكب ِ‪/‬ري اب ِن ِ‬ ‫وق ْد ذكر الذهيب عن احملد ِ‬
‫ُّ‬
‫منهم يتمىَّن أنه مكانه‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫أحد‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫فما‬ ‫‪،‬‬ ‫ببغداد‬ ‫)‬ ‫ِ‬
‫السالم‬ ‫خروجهم من جام ِع ( دا ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ويف مسالخه ‪.‬‬
‫اه ْم َعلَى َكثِي ٍر ِّم َّم ْن َخلَ ْقنَا‬ ‫وسليب ‪َ ﴿ :‬وفَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضلْنَ ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫إجيايب‬
‫جانب ٌّ‬ ‫وهلذه الكلمة ٌ‬
‫ضيالً ﴾ ‪.‬‬ ‫َت ْف ِ‬
‫فاترك تفاصيل اجلُ َم ْل‬ ‫منهم ْ‬ ‫وأنا‬ ‫ر‬‫ٌّ‬ ‫كل هذا اخل ْل ِق ِ‬
‫غ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫وقفـ ـةٌ‬
‫قالت ‪ :‬قال يل‬ ‫س – رضي اهللُ عنها –‬ ‫مي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫عن أمساء بنت عُ ْ‬
‫رسول اهلل ‪: ‬‬ ‫ُ‬
‫الكر ِ‬
‫ب ‪.‬‬ ‫ب ‪ .‬أو في‬‫الكر ِ‬ ‫ينهن عند‬‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫(( أال ُأعلِّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫كلمات تقول ُ‬ ‫مك‬
‫ُأشرك به شيئاً )) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫؟ ‪ :‬اهللُ اهللُ ربِّي ال‬
‫سقم أو ِش َّدةٌ ‪ ،‬فقال‬
‫ٌ‬ ‫غم أو‬
‫هم أو ٌّ‬ ‫من أصابهُ ٌّ‬ ‫ٍ‬
‫ويف لفظ ‪ْ (( :‬‬
‫‪ :‬اهللُ ربي ‪ ،‬ال شريك له ‪ُ .‬ك ِشف ذلك عنه )) ‪.‬‬
‫القلب سحائب مرت ٍ‬
‫اكمات مظلمةً‬ ‫ِ‬ ‫مظلمةٌ توِرُد على‬ ‫أمور‬
‫« هناك ٌ‬
‫يديه ِم ْن‬
‫إليه ‪ ،‬وألقى نفسه بني ِ‬
‫ُ‬
‫‪ ،‬وسلّم أمره ِ‬ ‫‪ ،‬فإذا َّفر إىل ربِِّه‬
‫من قال ذلك‬ ‫ِ‬ ‫كة ٍ‬ ‫غ ِري ش ِر ِ‬
‫فأما ْ‬
‫ف عنه ذلك ‪َّ ،‬‬‫كش َ‬
‫اخللق ‪َ ،‬‬ ‫أحد من‬
‫فهيهات » ‪.‬‬ ‫اله ‪،‬‬‫غافل ٍ‬
‫بقلب ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫مال ِ‬
‫وم ْن‬ ‫مبا فقدناه ِمن ٍ‬ ‫احنا‬
‫ُ ْ‬ ‫وما نبايل إذا أرو ٌ‬
‫النفوس وقاها اهللُ ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫إذا‬ ‫جتع‬ ‫ِ‬
‫مكتسب والعُّز ُم ْر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫فاملال‬
‫ُ‬
‫**********************************‬
‫َمن خاف حاسداً‬
‫الدعاء عموماً ‪ ﴿ :‬وِمن َش ِّر ح ِ‬
‫اس ٍد‬ ‫املعوذات مع األذكا ِر و ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬
‫س َد ﴾ ‪.‬‬ ‫ِإ‬
‫ذَا َح َ‬
‫اب و ِ‬
‫اح ٍد‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .2‬كتما ُن أم ِرك ع ِن احلاسد ‪ ﴿ :‬الَ تَ ْد ُخلُواْ من بَ ٍ َ‬
‫َوا ْد ُخلُواْ ِم ْن َْأب َو ٍ‬
‫اب ُّمَت َف ِّرقَ ٍة ﴾ ‪.‬‬
‫ون ﴾ ‪.‬‬ ‫االبتعاد عنه ‪ ﴿ :‬وِإ ْن لَّم تُْؤ ِمنُوا لِي فَا ْعتَ ِزلُ ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫س ُن ﴾ ‪.‬‬ ‫َأح َ‬
‫ِ‬
‫كف أذاهُ ‪ ﴿ :‬ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َي ْ‬ ‫اإلحسا ُن إليه لِ ِّ‬ ‫‪.4‬‬
‫************************************‬
‫قك‬
‫حس ْن خلُ َ‬
‫ِّ‬
‫ؤم وشقاءٌ ‪.‬‬‫وسوءُ اخلُلُ ِق ُش ٌ‬
‫ُح ْس ُن اخلُلُ ِق مُيْ ٌن وسعادةٌ ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫القائم)) ‪(( .‬أال‬ ‫ِ‬
‫الصائم‬ ‫(( إن المرء لَ ْيبلغ بحس ِن خلُ ِق ِه درجةَ‬
‫ِ‬
‫كم أخالقاُ))‬‫كم وأقربِ ُك ْم منِّي مجلساً يوم القيامة ؟! أحاسنُ ْ‬ ‫ُأنبُِّئكم بأحبِّ ُ‬
‫نت فَظّاً‬ ‫ك لَ َعلى ُخلُ ٍق َع ِظ ٍيم ﴾‪ ﴿ .‬فَبِ َما َر ْح َم ٍة ِّم َن اللّ ِه لِ َ‬
‫نت لَ ُه ْم َولَ ْو ُك َ‬ ‫‪َ ﴿ .‬وِإنَّ َ‬
‫َّاس ُح ْسناً ﴾ ‪.‬‬ ‫ك ﴾ ‪َ ﴿ .‬وقُولُواْ لِلن ِ‬ ‫ْب الَن َفضُّواْ ِم ْن َح ْولِ َ‬
‫ظ الْ َقل ِ‬ ‫غَلِي َ‬
‫بنت الصديق – رضي اهلل عنهما –‬ ‫وتقول ُّأم املؤمنني عائشةُ ُ‬ ‫ُ‬
‫وسالمه ‪ (( :‬كان ُخلُ ُقهُ ال ُقران )) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يف وصفها املعصوم عليه صالةُ ريب‬
‫حاضر ملن‬‫ٌ‬ ‫وسرور‬
‫ٌ‬ ‫عاجل‬
‫ٌ‬ ‫إن َس َعةَ اخلُلُق وبَ ْسطَهَ اخلاط ِر ‪ٌ :‬‬
‫نعيم‬
‫ِ‬
‫الغضب ‪ :‬نَ َك ٌد‬ ‫َّة وثورة‬‫االنفعال واحلِد ِ‬
‫ِ‬ ‫وإن سرعة‬ ‫أراد به اهللُ خرْي اً ‪َّ ،‬‬
‫مقيم ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وعذاب‬
‫ٌ‬ ‫مستمر‬
‫ٌّ‬
‫*************************************‬
‫ِ‬
‫األرق‬ ‫دواءُ‬
‫ِ‬
‫باألرق ؟‬ ‫من ُأصيب‬ ‫يفعل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ماذا‬
‫النوم ‪ ،‬والتململ على الفر ِ‬
‫اش ‪.‬‬ ‫تعسر ِ‬
‫ُ‬ ‫األرق ُّ ُ‬
‫ُ‬
‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األذكار الشرعيَّةُ ‪َ ﴿ :‬أالَ بِذ ْك ِر اللّه تَط َْم ُّن الْ ُقلُ ُ‬
‫وب‬ ‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫﴾ ‪.‬‬
‫َّه َار‬ ‫حلاجة َّ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هجر ِ‬
‫النوم بالنها ِر إال‬
‫ماسة ‪َ ﴿:‬و َج َعلْنَا الن َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫‪.2‬‬
‫َم َعاشاً ﴾ ‪.‬‬
‫ب ِز ْدنِي ِعلْماً ﴾‬ ‫القراءةُ والكتابة حىت ِ‬
‫النوم ‪َ ﴿ :‬وقُل َّر ِّ‬ ‫‪.3‬‬
‫ُ‬
‫‪.‬‬
‫َّه َار‬ ‫ِ‬
‫بالعمل الناف ِع هناراً ‪َ ﴿ :‬و َج َع َل الن َ‬ ‫إتعاب اجلس ِم‬
‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫شوراً ﴾ ‪.‬‬
‫نُ ُ‬
‫ِ‬
‫كالقهوة والشا ِي ‪.‬‬ ‫شرب املنبِّ ِ‬
‫هات‬ ‫التقليل من ِ‬ ‫‪.5‬‬
‫ُ ْ‬
‫فقالوا لنا ما أقصر الليل‬ ‫شكونا إىل أحبابِنا طول‬
‫ْ‬
‫النوم‬ ‫ِ‬ ‫بأن النوم ي ِ‬
‫وذاك َّ‬
‫يقيناً وال يُغشي لنا ُ‬ ‫غشي‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلميان ‪ ،‬ومذاق‬ ‫ِ‬
‫الطاعة ‪ ،‬وبشاشة‬ ‫ِ‬
‫الذنب تنايف حالوة‬ ‫مرارةُ‬
‫ِ‬
‫السعادة ‪.‬‬
‫ِ‬
‫فضاء‬ ‫ِ‬
‫اجلوالن يف‬ ‫من‬
‫القلب َ‬
‫َ‬ ‫متنع‬
‫ابن تيمية ‪ :‬املعاصي ُ‬ ‫يقول ُ‬
‫ُ‬
‫ض﴾‪.‬‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬
‫التوحيد ‪ ﴿ :‬قُ ِل انظُرواْ ما َذا فِي َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫ُ َ‬
‫************************************‬
‫عواقب المعاصي‬
‫العبد وربِّه ‪َ ﴿ :‬كاَّل ِإَّن ُه ْم َعن َّربِّ ِه ْم َي ْوَمِئ ٍذ‬ ‫ِ‬ ‫حجاب بني‬ ‫‪.1‬‬
‫ٌ‬
‫لَّ َم ْح ُجوبُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫اخلالق ‪ :‬إذا ساء فعل ِ‬
‫املرء‬ ‫ِ‬ ‫وحش املخلوق من‬
‫ُ‬ ‫يُ ُ‬ ‫‪.2‬‬
‫ساءت ظنونُه ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ال ُب ْنيَا ُن ُه ُم الَّ ِذي َبَن ْواْ ِريبَةً فِي‬ ‫كآبةٌ دائمةٌ ‪ ﴿ :‬الَ َي َز ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫ُقلُوبِ ِه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫ين‬ ‫القلب واضطراب ‪ ﴿ :‬س ُنل ِْقي فِي ُقلُ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫وب الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫خوف يف‬ ‫ٌ‬ ‫‪.4‬‬
‫ب بِ َما َأ ْش َرُكواْ بِاللّ ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫الر ْع َ‬
‫َك َف ُرواْ ُّ‬
‫ضنكاً ﴾ ‪.‬‬ ‫شةً َ‬ ‫ِ‬
‫املعيشة ‪ ﴿ :‬فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ‬ ‫نك ٌد يف‬ ‫‪.5‬‬
‫اسيَةً ﴾ ‪.‬‬ ‫القلب وظلمةٌ ‪ ﴿ :‬وجعلْنَا ُقلُوبهم قَ ِ‬ ‫‪ .6‬قسوةٌ يف ِ‬
‫َُ ْ‬ ‫َ ََ‬
‫وه ُه ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّت ُو ُج ُ‬ ‫اس َود ْ‬ ‫ين ْ‬‫وعبوس ‪ ﴿ :‬فَ ََّأما الذ َ‬ ‫ٌ‬ ‫الوجه‬ ‫سو ٌاد يف‬ ‫‪.7‬‬
‫َأ ْك َف ْرتُم ﴾ ‪.‬‬
‫أرض ِه‬ ‫قلوب اخل ْل ِق ‪ (( :‬أنتم شهداء ِ‬
‫اهلل يف ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫بغض يف‬
‫ٌ‬ ‫‪.8‬‬
‫)) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َوَما‬‫ضيق يف الرزق ‪َ ﴿ :‬ولَ ْو ََّأن ُه ْم َأقَ ُامواْ الت َّْوَراةَ َواِإل نج َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪.9‬‬
‫ت َْأر ُجلِ ِهم ﴾ ‪.‬‬ ‫ُأن ِز َل ِإلَي ِهم ِّمن َّربِّ ِهم أل َكلُواْ ِمن َفوقِ ِهم وِمن تَ ْح ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املصائب‬ ‫وحلول‬
‫ُ‬ ‫اإلميان ‪،‬‬ ‫ص‬‫غضب الرمح ِن ‪ ،‬ون ْق ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪.10‬‬
‫ب ﴾ ‪ ﴿.‬بَ ْل َرا َن َعلَى ُقلُوبِ ِهم‬ ‫ضٍ‬ ‫ب َعلَى غَ َ‬ ‫ضٍ‬‫واألحز ِان ‪َ ﴿ :‬فبَآُؤواْ بِغَ َ‬
‫ْف ﴾ ‪.‬‬ ‫وبنَا غُل ٌ‬ ‫ِ‬
‫َّما َكانُوا يَ ْكسبُو َن ﴾ ‪َ ﴿ .‬وقَالُواْ ُقلُ ُ‬
‫**************************************‬

‫ِ‬
‫اطلب الرزق وال تح ِر ْ‬
‫ص‬
‫ض ِإالَّ‬
‫اَألر ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫الدودةُ يف الطِّ ِ‬
‫رب العاملني‪َ ﴿ :‬وَما من َدآبَّة في ْ‬ ‫ني يرزقُها ُّ‬
‫َعلَى اللّ ِه ِرْزُق َها﴾‪.‬‬
‫الطير ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الشكور ‪ (( :‬كما يرز ُق‬‫ُ‬ ‫الغفور‬
‫ُ‬ ‫يطعمها‬
‫ُ‬ ‫الطيور يف الوكوِر‬ ‫ُ‬
‫وتروح بِطاناً )) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تغدو ِخماصاً‬
‫األرض والسماء ‪ ﴿ :‬يُط ِْع ُم َوالَ يُط َْع ُم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رب‬
‫املاء يرزقُه ُّ‬ ‫السمك يف ِ‬
‫ُ‬
‫السمك ‪ ،‬فال حتز ْن على رزقِك ‪.‬‬ ‫الدودة والط ِري و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأنت أزكى من‬
‫بعدهم عن ِ‬
‫اهلل‬ ‫بسبب ِ‬‫وضيق الصدر إال ِ‬ ‫الكدر ُ‬ ‫الفقر و ُ‬ ‫عرفت أناساً ما أصابُ ُه ُم َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫من‬‫من ربِّه ويف خ ٍري ْ‬ ‫اسع وهو يف عافية ْ‬ ‫فتجد أحدهم كان غنيّاً ‪ ،‬ورزقُه و ٌ‬ ‫وجل ‪ُ ،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫َّ‬
‫الذنوب ‪ ،‬فسلبَهَ ربُّه‬‫ِ‬ ‫بالصالة ‪ ،‬واقرتف كبائر‬‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬وهتاون‬ ‫طاعة ِ‬‫مواله ‪ ،‬فأعرض عن ِ‬
‫ومن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عافية بدنِِه وسعة رزقِ ِه ‪ ،‬وابتالهُ بالف ْق ِر و ِّ‬
‫من نكد إىل نكد ‪ْ ،‬‬ ‫الغم ‪ ،‬فأصبح ْ‬ ‫اهلم و ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ك بِ َّ‬
‫َأن‬ ‫ضنكاً ﴾ ‪ ﴿ .‬ذَلِ َ‬ ‫ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ‬
‫شةً َ‬ ‫بالء إىل بالء ‪َ ﴿ :‬وَم ْن َأ ْع َر َ‬
‫ك ُمغَيِّراً ِّن ْع َمةً َأْن َع َم َها َعلَى َق ْوٍم َحتَّى ُيغَِّي ُرواْ َما بَِأن ُف ِس ِه ْم ﴾ ‪َ ﴿ .‬وَما‬‫اللّهَ لَ ْم يَ ُ‬
‫صيب ٍة فَبِما َكسب ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َأيْدي ُك ْم َوَي ْع ُفو َعن َكثِي ٍر ﴾ ‪َ ﴿ .‬وَألَّ ِو ْ‬
‫اسَت َق ُاموا‬ ‫َأصابَ ُكم ِّمن ُّم َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫دقاً ﴾ ‪.‬‬ ‫اهم َّماء غَ َ‬ ‫َعلَى الطَّ ِري َقة ْ‬
‫َأَلس َق ْينَ ُ‬
‫القاتل‬
‫ُ‬ ‫هنيئاً مريئاً أيُّها‬ ‫أتبكي على ليلى وأنت‬
‫**************************************‬
‫يم ﴾‬ ‫الصرا َط المستَ ِ‬
‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫﴿ ِ‬
‫اهد‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الهداية‬ ‫سر‬
‫ُّ‬
‫لن ينعم هبا ‪ ،‬إال م ِن اتبع‬ ‫ِ‬
‫لن جيدها و ْ‬ ‫لن يهتدي للسعادة و ْ‬ ‫وْ‬
‫اآلخر يف‬
‫ُ‬ ‫الصراط املستقيم الذي تركنا حمم ٌد ‪ ‬على طرفِ ِه ن وطرفُه‬
‫ص َراطاً ُّم ْستَ ِقيماً﴾‪.‬‬ ‫اهم ِ‬ ‫ِ‬
‫جنات النعي ِم ‪َ ﴿ :‬ولَ َه َد ْينَ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫حلس ِن العاقبة ‪ ،‬و ٌ‬
‫اثق‬ ‫مطمئن ْ‬ ‫ٌّ‬ ‫فسعادةُ من لزم الصراط املستقيم أنهُ‬
‫بقضاء موالهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫موعود ربِِّه ‪ ،‬ر ٍ‬
‫اض‬ ‫ِ‬ ‫ساكن إىل‬ ‫طيب املص ِري ‪،‬‬‫ِ‬ ‫من‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫يهديه على هذا‬ ‫ِ‬ ‫ان له هادياً‬ ‫يعلم َّ‬ ‫خمبت يف سلوكِ ِه هذا‬
‫السبيل ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫من غوى ‪،‬‬ ‫الصر ِ‬
‫يتبع ْ‬ ‫ينطق عن اهلوى ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ُ‬ ‫معصوم ال‬
‫ٌ‬ ‫اط ‪ ،‬وهو‬
‫ات القر ِان‬ ‫الشيطان ‪ ،‬وعثر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نزغات‬ ‫من‬
‫حجةٌ على الورى ‪ ،‬حمفو ٌظ ْ‬ ‫َق ْولُهُ َّ‬
‫ات ِّمن َب ْي ِن يَ َديْ ِه َوِم ْن َخل ِْف ِه يَ ْح َفظُونَهُ ِم ْن َْأم ِر‬‫اإلنسان ‪ ﴿ :‬لَهُ ُم َع ِّقبَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسقطات‬ ‫‪،‬‬
‫اللّ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫يعلم َّ‬ ‫ِِ‬
‫أن له إهلاً ‪ ،‬وأمامهُ‬ ‫جيد السعادة يف سلوكه هذا الصراط ؛ ألنهُ ُ‬ ‫العبد ُ‬
‫وهذا ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ذاهب إىل نعي ٍم ‪،‬‬‫أسوًة ‪ ،‬وبيده كتاباً ‪ ،‬ويف قلبِه نوراً ‪ ،‬ويف خلده ‪ ،‬واعظاً ‪ ،‬وهو ٌ‬
‫شاء ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ك ُه َدى اللّه َي ْهدي به َمن يَ َ ُ‬ ‫وساع إىل خ ٍري ‪ ﴿ :‬ذَلِ َ‬ ‫طاعة ‪ٍ ،‬‬ ‫وعامل يف ٍ‬
‫ٌ‬
‫اهلل يف قليب وهذا ما‬ ‫إن نور ِ‬ ‫َّ‬ ‫أين ما يُدعى ظالماً يا رفيق‬
‫اهلداية و ِ‬
‫اإلميان‬ ‫ِ‬ ‫فاملعنوي ‪ :‬صرا ُط‬
‫ٌّ‬ ‫معنوي ِ‬
‫وح ِّس ٌّي ‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ومها صراطان ‪:‬‬
‫نت الدنيا‬ ‫ِ‬
‫اإلميان على م ِ‬ ‫احلسي ‪ :‬الصرا ُط على منْت ِ جهنم ‪ ،‬فصرا ُط‬ ‫‪ ،‬و ُّ‬
‫األخروي على منْت ِ جهنم‬ ‫ُّ‬ ‫ات ‪ ،‬والصرا ُط‬ ‫الفانية له كالليب من الشهو ِ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫فمن جتاوز هذا الصراط بإميانِِه جتاوز‬ ‫ِ‬
‫كالليب كشوك السعدان ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫له‬
‫العبد إىل الصر ِ‬
‫اط‬ ‫ُ‬ ‫إيقانه ‪ ،‬وإذا اهتدى‬ ‫ِ‬ ‫ذاك الصراط على حس ِ‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫وغمومه وأحزانُه ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مهومه‬
‫الت ُ‬‫املستقي ِم ز ْ‬
‫***************************************‬
‫****‬
‫من أراد الحياة الطيبة‬ ‫ِ ٍ‬
‫عشر زهرات يقط ُفها ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ين بِ ْ‬
‫اَألس َحا ِر‬ ‫السحر لالستغفا ِر ‪َ ﴿ :‬وال ُْم ْسَت ْغف ِر َ‬
‫جلسةٌ يف َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫﴾‪.‬‬
‫اَألر ِ‬
‫ض‬ ‫للتفك ِر ‪ ﴿ :‬ويَت َف َّكرو َن فِي َخل ِْق َّ ِ‬
‫ُّ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫ََ ُ‬ ‫وخلوةٌ‬ ‫‪.2‬‬
‫﴾‪.‬‬
‫ين يَ ْدعُو َن‬ ‫َّ ِ‬ ‫وجمالسةُ الصاحلني ‪ ﴿ :‬و ْ ِ‬
‫ك َم َع الذ َ‬ ‫سَ‬ ‫اصب ْر َن ْف َ‬ ‫َ‬ ‫‪.3‬‬
‫َرَّب ُهم ﴾ ‪.‬‬
‫الذ ْكر ‪ ﴿ :‬اذْ ُك ُروا اللَّهَ ِذ ْكراً َكثِيراً ﴾ ‪.‬‬ ‫و ِّ‬ ‫‪.4‬‬
‫اشعُو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫خبشوع ‪ ﴿ :‬الَّ ِذين هم فِي صاَل تِ ِهم َخ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ور ِ‬
‫كعتان‬ ‫‪.5‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُْ‬
‫وتالوةٌ بتدبٍُّر ‪َ ﴿ :‬أفَالَ َيتَ َد َّب ُرو َن الْ ُق ْرآ َن ﴾ ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫احلر ‪ (( :‬يدع طعامه وشرابه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫شديد ِّ‬ ‫يوم‬ ‫وصيام‬
‫ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫أجلي )) ‪.‬‬ ‫من‬
‫وشهواته ْ‬
‫تنفق‬ ‫خفاء ‪ (( :‬حتى ال تعلم شمالهُ ما‬‫ٍ‬ ‫يف‬ ‫وصدقةٌ‬ ‫‪.8‬‬
‫ُ‬
‫يمينُه )) ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫مسلم‬ ‫عن‬
‫ْ‬ ‫فرج‬ ‫من َّ‬ ‫عن مسل ٍم ‪ْ (( :‬‬ ‫ف كربة ْ‬ ‫‪ .9‬وك ْش ُ‬
‫كرب ِ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫من ُك ِ‬
‫ْ‬ ‫فرج اهللُ عنه كربةً‬ ‫رب الدنيا َّ‬ ‫كربةً ْ‬
‫ِ‬
‫القيامة )) ‪.‬‬
‫الفانية ‪َ ﴿ :‬واآْل ِخ َرةُ َخ ْي ٌر َو َْأب َقى ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وزه ٌد يف‬ ‫‪ْ .10‬‬
‫تلك عشرةٌ كاملةٌ ‪.‬‬
‫ص ُمنِي ِم َن ال َْماء ﴾ ‪.‬‬ ‫نوح قولُه ‪ ﴿ :‬سآ ِوي ِإلَى جب ٍل ي ْع ِ‬ ‫شقاء اب ِن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أعز وأمنع ‪.‬‬ ‫أجل و َّ‬ ‫األرض و ِ‬
‫السماء لكان‬ ‫ِ‬ ‫رب‬
‫ولو أوى إىل ِّ‬
‫َّ‬
‫فتقمص ثوباً ليس‬ ‫ُأميت ‪َّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن شقاء النمرود قولهُ ‪ :‬أنا ُأحيي و ُ‬
‫حتل له ‪ ،‬فُبِ ِهت وخسأ وخاب ‪.‬‬ ‫له ‪ ،‬واغتصب صفةً ال ُّ‬
‫ال اآْل ِخ َرِة َواُأْلولَى ﴾ ‪.‬‬ ‫﴿ فََأ َخ َذهُ اللَّهُ نَ َك َ‬
‫الفالح مجلةٌ‬
‫ِ‬ ‫اث امللَّ ِة عبارةٌ ‪ ،‬ورايةُ‬ ‫السعادة كلمةٌ ‪ ،‬ومري ُ‬ ‫ِ‬ ‫مفتاح‬
‫ُ‬
‫اهلل ‪‬‬‫رسول ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬فالكلمةُ والعبارةُ واجلملةُ هي ‪ :‬ال إله إال اهللُ ‪ .‬حمم ٌد‬
‫‪.‬‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األرض ‪ :‬أن يُقال لهُ يف السماء ‪ :‬صدقْ َ‬ ‫من نطقها يف‬ ‫سعادةُ ْ‬
‫ص َّد َق بِ ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫‪ ﴿ :‬والَّ ِذي جاء بِ ِّ ِ‬
‫الص ْدق َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من عمل هبا ‪ :‬أ ْن ينجو من الدما ِر والشَّنا ِر والعا ِر والنا ِر‬ ‫وسعادةُ ْ‬
‫ين َّات َقوا بِ َم َف َازتِ ِه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫‪َ ﴿ :‬وُينَ ِّجي اللَّهُ الذ َ‬
‫صَر ويُ ْش َكَر ‪َ ﴿ :‬وِإ َّن ُجن َدنَا‬ ‫من دعا إليها ‪ :‬أ ْن يٌعان ويُْن َ‬ ‫وسعادةُ ْ‬
‫لَ ُه ُم الْغَالِبُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫عز ‪َ ﴿ :‬ولِلَّ ِه ال ِْع َّزةُ َولَِر ُسولِ ِه‬
‫كرَم ويُ َّ‬
‫من أحبَّها ‪ :‬أ ْن يُرفع ويُ َ‬
‫وسعادةُ ْ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫َولل ُْمْؤ من َ‬
‫ات ِإلَى‬ ‫بالل الرقيق فأصبح حراً ‪ ﴿ :‬ي ْخ ِرج ُهم ِّمن الظُّلُم ِ‬ ‫هتف هبا ٌ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ُّوِر ﴾ ‪.‬‬
‫الن ُ‬
‫اهلامشي ‪ ،‬فمات عبداً ذليالً حقرياً ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫وتلعثم يف نطقهاِ أبو ٍ‬
‫هلب‬
‫﴿ َوَمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم ﴾ ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫إلميانية‬ ‫البشري الفاين إىل قم ٍم‬ ‫َّ‬ ‫حيول الركام‬ ‫إهنا اإلكسرِي الذي ِّ‬
‫ُ‬
‫شاء ِمن ِعب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ادنَا ﴾ ‪.‬‬ ‫ربانية طاهرٍة ‪َ ﴿ :‬ولَكن َج َعلْنَاهُ نُوراً َّن ْهدي بِه َم ْن نَّ َ ْ َ‬
‫فإن العذاب الواصب‬ ‫أعرضت ع ِن اآلخرِة ‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ال تفر ْح بالدنيا إذا‬
‫ك‬ ‫ينتظرك ‪َ ﴿ :‬ما َأ ْغنَى َعنِّي َمالِي ْه{‪َ }28‬هلَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّكال‬
‫الغل والن ُ‬ ‫يف طر ِيقك ‪ ،‬و َّ‬
‫اد ﴾ ‪.‬‬‫ك لَبِال ِْمرص ِ‬ ‫َعنِّي ُس ْلطَانِي ْه ﴾ ‪ِ ﴿ .‬إ َّن َربَّ َ‬
‫ْ َ‬
‫فإن اإلعراض‬ ‫الصمد ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫لد إذا أعرضت عن الو ِ‬
‫احد‬ ‫وال تفرح بالو ِ‬
‫ْ‬
‫ت َعلَْي ِه ُم‬ ‫اخلذالن ‪ ،‬وغايةُ اخلسر ِان ‪ ،‬وهنايةُ اهلو ِان ‪َ ﴿ :‬و ُ‬
‫ض ِربَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫كل‬
‫عنه ُّ‬
‫الذلَّةُ َوال َْم ْس َكنَةُ ﴾ ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫حمق‬
‫فإن إساءة العمل ٌ‬ ‫وال تفر ْح باألمو ِال إذا أسأت األعمال ‪َّ ،‬‬
‫اب اآْل ِخ َرِة َأ ْخ َزى ﴾‬ ‫وتباب يف املص ِري ‪ ،‬ولعنةٌ يف اآلخرِة ‪َ ﴿ :‬ولَ َع َذ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫للخامتة‬
‫صالِحاً ﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آم َن َو َع ِم َل َ‬
‫﴿ َوَما َْأم َوالُ ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُكم بِالَّتي ُت َق ِّربُ ُك ْم عن َدنَا ُزلْ َفى ِإاَّل َم ْن َ‬
‫‪.‬‬
‫*************************************‬
‫وقف ـةٌ‬
‫ِ‬
‫الدعاء‬ ‫أستغيث )) ‪ :‬يف رفع هذا‬ ‫قيوم برحمتِك‬
‫ُ‬ ‫حي يا ُ‬ ‫(( يا ُّ‬
‫ِ‬
‫الكمال ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫متضمنةً جلميع‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫احلياة‬ ‫فإن صفة‬ ‫مناسبةٌ بديعةٌ ‪َّ ،‬‬
‫األفعال ‪ ،‬وهلذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفات‬ ‫متضمنةٌ جلمي ِع‬
‫ِّ‬ ‫مستلزمةٌ هلا ‪ ،‬وصفةُ القيَّوميةُ‬
‫األعظم الذي إذا ُد ِع َي به أجاب ‪ ،‬وإذا ُسئل به‬ ‫ُ‬
‫كان اسم ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األسقام واآلالم‬ ‫تضاد مجيع‬ ‫التامة‬
‫القيوم ‪ .‬واحلياةُ َّ‬ ‫احلي‬
‫اسم ُّ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫أعطى ‪ :‬هو ُ‬
‫غم وال‬ ‫هم وال ٌّ‬ ‫اجلنة ‪ ،‬ملْ يلح ْق ُه ْم ُّ‬ ‫أهل ِ‬ ‫لت حياةُ ِ‬ ‫كم ْ‬‫؛ وهلذا ملا ُ‬
‫باألفعال ‪ ،‬وتنايف‬ ‫ِ‬ ‫تضر‬ ‫ِ‬
‫احلياة ُّ‬ ‫اآلفات ‪ .‬ونقصا ُن‬‫ِ‬ ‫َحَزٌن وال شيءٌ من‬
‫ِ‬
‫احلياة ال‬ ‫التام‬
‫املطلق ُّ‬ ‫فاحلي‬ ‫ِ‬
‫احلياة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لكمال‬ ‫ِ‬
‫القيومية‬ ‫فكمال‬
‫ُ‬ ‫القيومية ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يتعذ ُر عليه ْفعل ممكن ألبتة ‪،‬‬ ‫القيوم ال َّ‬ ‫ِ‬
‫تفوتُه صفةُ الكمال ألبتة ‪ ،‬و ُ‬
‫ويضر‬
‫ُّ‬ ‫ضاد احليا َة‬‫الة ما يُ ُّ‬ ‫القومية له تأثري يف إز ِ‬ ‫احلياة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بصفة‬ ‫فالتوسل‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫باألفعال ‪.‬‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬

‫حيث‬
‫ُ‬ ‫احملبوب من‬
‫ُ‬ ‫وختشى وال‬ ‫من حيث‬‫ما املكروهُ ْ‬ ‫لعم ُرك‬
‫ْ‬
‫ينفع‬ ‫ِ‬
‫الناس ليس بكائ ِن‬ ‫ِ‬
‫اهلم الذي ليس ُ‬
‫درُك ِّ‬‫فما ْ‬ ‫خوف‬ ‫أكثر‬
‫و ُ‬
‫*************************************‬
‫مع األم ِر الواق ِع‬
‫تعام ْل َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫سلت عنهُ‬
‫ْ‬ ‫الشيء‬ ‫أيست من‬ ‫عز هان ‪ ،‬وإذا ْ‬ ‫هونت ما ق ْد َّ‬ ‫إذا َّ‬
‫ضلِ ِه ورسولُه ِإنَّا ِإلَى اللّ ِه ر ِ‬ ‫ِ‬
‫اغبُو َن ﴾ ‪.‬‬‫َ‬ ‫نفسك ‪َ ﴿ :‬س ُيْؤ تِينَا اللّهُ من فَ ْ َ َ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫نافذة وكان بأصبعِه اليسرى خامت ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫أت َّ‬
‫أن رجالً قفز ْ‬ ‫قر ُ‬
‫املسار‬ ‫ِ‬
‫الرجل اقتلع‬ ‫ِ‬
‫سقوط‬ ‫ِ‬
‫النافذة ‪ ،‬ومع‬ ‫فنشب اخلامتُ مبسما ِر يف‬
‫ُ‬
‫أكاد‬
‫ُ‬ ‫نفس ِه ‪ :‬ال‬
‫يقول عن ِ‬
‫بع أصابع ‪ْ ُ ،‬‬ ‫أصبعه من أصلها ‪ ،‬وبقي بأر ُ‬
‫أتذكر أن يل أربع أصابع يف ٍ‬
‫فقدت أصبُعاً من‬ ‫ُ‬ ‫فحسب ‪ ،‬أو أنين‬ ‫ُ‬ ‫يد‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬
‫أتذكر تلك الواقعةَ ‪ ،‬وإال فعلمي على ما ير ُام ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أصابعِي إال حينما‬
‫ونفسي راضيةٌ مبا حدث ‪ (( :‬ق ّدر اهللُ وما شاء فعل )) ‪.‬‬
‫ملرض أصابهُ ‪ ،‬فعاش‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬‫يده اليسرى من الكتِ ِ‬ ‫ت ُ‬‫أعرف رجالً بُرِت ْ‬
‫و ُ‬
‫بطالقة ‪ ،‬ويؤدي عمله‬ ‫ٍ‬
‫يقود سيارتهُ‬
‫ورزق بنني ‪ ،‬وهو ُ‬ ‫وتزوج ‪ُ ،‬‬‫طويالً َّ‬
‫تياح ‪ ،‬و َّ ِ‬
‫خيلق له إال يداً واحد ًة ‪ (( :‬ارض مبا قسم اهللُ‬ ‫كأن اهلل مل ْ‬ ‫بار ٍ‬
‫تكن أغىن الناس )) ‪.‬‬ ‫لك ‪ْ ،‬‬
‫من حص ٍري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نتأقلم مع وضعنا وحياتنا ‪ ،‬قبل مخسني سنةً كان قاعُ البيت بساطاً ْ‬ ‫ما أسرع ما نتكيَّف مع واقعنا ‪ ،‬وما أعجب ما ُ‬
‫وحتاكمنا إىل‬ ‫واستمرت معيشتُنا ‪ ،‬ألننا رضينا وسلَّمنا‬ ‫وقامت حياتُنا‬ ‫من فخا ٍر ‪ ،‬وقصعةً ‪ ،‬وجفنةً‪ ،‬وإبريقاً ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫النخل ‪ ،‬وقربة ماء ‪ ،‬وقدراً ْ‬
‫واق ِعنا‪.‬‬
‫نع‬ ‫وإذا تُ ُّرد إىل ٍ‬
‫قليل ت ْق ُ‬ ‫والنفس راغبةٌ إذا َّ‬
‫رغْبتها‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫اجلماجم‬
‫ُ‬ ‫وكادت‬ ‫وهاجت الدائرةُ ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وقعت قتنةٌ بني قبيلتني يف الكوفة يف املسجد اجلام ِع ‪ ،‬فسلُّوا سيوفهم ‪ ،‬وامتشقوا رماحهم ‪،‬‬‫ْ‬
‫لب غنمه ‪،‬‬ ‫قيس ‪ ،‬فوجده يف بيتِه حِي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫األحنف‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫احللي‬ ‫ِ‬
‫والرجل‬ ‫ِ‬
‫ري‬ ‫الكب‬ ‫لح‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫امل‬ ‫عن‬ ‫ليبحث‬ ‫ِ‬
‫املسجد‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫الناس‬ ‫أحد‬ ‫وانسل‬ ‫‪،‬‬ ‫األجساد‬ ‫تفارق‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اهتزت يف جسمه شعرةٌ وال اضطرب‬ ‫ِ‬ ‫اخلرب فما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫أحنف الرجلني ‪ ،‬فأخربوه َ‬ ‫ُ‬ ‫حنيف البنية ‪،‬‬
‫حنيل اجلسم ‪ُ ،‬‬
‫عليه كساءٌ ال يساوي عشرة دراهم ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫حيدث شيءٌ ‪ ،‬فإذا إفطارهٌ ك ْسرةٌ من‬ ‫إفطاره وكأ ْن مل ْ‬ ‫ِ‬
‫؛ ألنه قد اعتاد الكوارث ‪ ،‬وعاش احلوادث ‪ ،‬وقال هلم ‪ :‬خرياً إ ْن شاء اهللُ ‪ ،‬مث قُدِّم له ُ‬
‫ماء دجلة ‪،‬‬ ‫الشام ‪ ،‬مع ِ‬ ‫وزيت من ِ‬ ‫اليابس ‪ ،‬وزيت وملح ‪ ،‬وكأس من ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلب ِز‬
‫من بُِّر العراق ‪ٌ ،‬‬ ‫محد اهللَ ‪ ،‬وقال ‪ :‬بٌُّر ْ‬
‫فسمى وأكل ‪ ،‬مثَّ َ‬ ‫املاء ‪َّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ٌ‬
‫وطفحت غليه‬
‫ْ‬ ‫ت إليه أعناقُهم ‪،‬‬ ‫الناس اشرأبَّ ْ‬
‫فلما رآه ُ‬ ‫اجلموع ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫لنعم جليلةٌ ‪ .‬مث لبس ثوبَهَ ‪ ،‬وأخذ عصاهُ ‪ ،‬مث دلف على‬
‫وملح مرو ‪ ،‬إهنا ٌ‬
‫شيء ‪ ،‬وهدأت الثائرةُ‬ ‫التفرق ‪ ،‬فذهب كل واحداً منهم ال يلوي على ٍ‬ ‫صْل ٍح ‪ ،‬مثَّ طلب من ِ‬
‫الناس ُّ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫يقول ‪ ،‬فارحتل كلمة ُ‬
‫عيوهُن م ‪ ،‬وأنصتوا ملا ُ‬
‫ِ‬
‫وماتت الفتنةُ ‪.‬‬ ‫‪،‬‬
‫ِ‬
‫ب قميصه َم ْرقوعُ‬
‫وجي ُ‬
‫َخلَ ٌق ْ‬ ‫يدرك الشرف الفىت‬
‫ُ‬ ‫ق ْد‬
‫دروس ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫القصة‬ ‫‪ ‬في‬
‫ٌ‬
‫ليست دليالً‬ ‫ِ‬
‫الشيء‬ ‫أن قلَّة‬
‫واملظه ِر ‪ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬
‫باألهبة‬ ‫ليست‬ ‫َّ‬
‫أن العظمة‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫األشياء والرتفُِّه ‪ ﴿ :‬فَ ََّأما‬ ‫ليست بكثرِة‬ ‫ِ‬
‫الشقاء ‪ ،‬وكذلك السعادةُ‬ ‫على‬
‫ْ‬
‫ول َربِّي َأ ْك َرَم ِن{‪َ }15‬و ََّأما ِإذَا َما‬ ‫نسا ُن ِإذَا َما ْابتَاَل هُ َربُّهُ فََأ ْك َرَمهُ َوَن َّع َمهُ َفَي ُق ُ‬ ‫اِإْل َ‬
‫ول َربِّي ََأهانَ ِن ﴾ ‪.‬‬ ‫ْابتَاَل هُ َف َق َد َر َعلَْي ِه ِرْزقَهُ َفَي ُق ُ‬
‫السامية هي قيمةُ اإلنسان ‪ ،‬ال ْثوبُهُ وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفات‬ ‫أن املواهب و‬ ‫و َّ‬
‫ِ‬
‫وعقله ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وحلمه‬ ‫علمه و ِ‬
‫كرمه‬ ‫ِ‬ ‫دارهُ ‪ ،‬إهنا وزنهُ يف‬ ‫ص ُرهُ وال ُ‬ ‫نعلُهُ وال قَ ْ‬
‫ليست‬
‫ْ‬ ‫مبوضوعنا أن السعادة‬ ‫ِ‬ ‫﴿ ِإ َّن َأ ْك َرَم ُك ْم ِعن َد اللَّ ِه َأْت َقا ُك ْم ﴾ ‪ .‬وعالقةُ هذا‬
‫الذهب والفض َِّة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫املنيف ‪ ،‬وال يف‬ ‫ِ‬ ‫القص ِر‬
‫ْ‬ ‫الفاحش ‪ ،‬وال يف‬ ‫ِ‬ ‫يف الثر ِاء‬
‫اقه ‪ ﴿ :‬فَالَ‬ ‫بأنسه ‪ ،‬بإشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بإميانه ‪ ،‬برضاهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القلب‬ ‫لكن السعاد َة يف‬ ‫و َّ‬
‫ك َفلَْي ْف َر ُحواْ ُه َو‬ ‫ض ِل اللّ ِه َوبَِر ْح َمتِ ِه فَبِ َذلِ َ‬
‫ك َْأم َوالُ ُه ْم َوالَ َْأوالَ ُد ُه ْم ﴾ ﴿ قُ ْل بَِف ْ‬ ‫ُت ْع ِج ْب َ‬
‫َخ ْي ٌر ِّم َّما يَ ْج َمعُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالقضاء والقد ِر‬ ‫عو ْد نفسك على التسلي ِم‬
‫تفعل إذا ملْ‬
‫ُ‬ ‫‪ ،‬ماذا‬ ‫ِّ‬
‫نفقاً أو ُسلَّماً يف‬ ‫ِ‬
‫األرض‬ ‫هل تتخ ُذ يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تؤمن بالقضاء والقدر ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫القضاء والقد ِر ‪ .‬إذ ْن‬ ‫لن ينقذك من‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ينفعك‬ ‫لن‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السماء‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫احلل ؟‬
‫فما ّ‬
‫ت َولَ ْو ُكنتُ ْم فِي ُب ُر ٍ‬
‫وج‬ ‫الحل ‪ :‬رضينا وسلَّمنا‪َْ ﴿ :‬أينَ َما تَ ُكونُواْ يُ ْد ِر ُّ‬
‫كك ُم ال َْم ْو ُ‬ ‫ُّ‬
‫شيَّ َد ٍة﴾‪.‬‬
‫ُّم َ‬
‫األوقات يف عمري ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أعنف األيام يف حيايت ‪ ،‬ومن أفظ ِع‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫حممد –‬ ‫ٍ‬ ‫املختص بب ِرت يد أخي‬ ‫ُّ‬ ‫الطبيب‬ ‫تلك الساعةُ اليت أخربين فيها‬
‫ُ‬
‫وغالبت‬ ‫ِ‬
‫كالقذيفة ‪،‬‬ ‫الكتف ‪ ،‬ونزل اخلربُ على مسعي‬ ‫ِ‬ ‫رمحه اهللُ – من‬
‫ُ‬
‫صيبَ ٍة ِإاَّل بِِإ ْذ ِن‬‫قول املوىل ‪َ﴿ :‬ا َأصاب ِمن ُّم ِ‬ ‫وثابت روحي إىل ِ‬ ‫ْ‬ ‫نفسي ‪،‬‬
‫َ َ‬
‫ين‬ ‫َّ ِ‬
‫ين{‪ }155‬الذ َ‬
‫ش ِر َّ ِ‬
‫الصاب ِر َ‬ ‫اللَّ ِه َوَمن ُيْؤ ِمن بِاللَّ ِه َي ْه ِد َقلْبَهُ ﴾ ‪ ،‬وقو ِله ‪َ ﴿ :‬وبَ ِّ‬
‫صيبةٌ قَالُواْ ِإنَّا لِلّ ِه وِإنَّـا ِإلَْي ِه ر ِ‬
‫ِ‬
‫اجعو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِإذَا َ‬
‫َأص َاب ْت ُهم ُّم َ‬
‫وروحاً ورحْي اناً ‪.‬‬ ‫اآليات ْبرداً وسالماً ْ‬ ‫ُ‬ ‫كانت هذه‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫اإلميان والتسلي ِم‬ ‫فنحتال ‪ ،‬إمنا احليلةُ يف‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫حيلة‬ ‫وليس لنا من‬
‫ب َعلَى َْأم ِرِه ﴾ ﴿ َوِإذَا‬ ‫ِ‬
‫ب ‪َْ ﴿ ،‬أم َْأب َرُموا َْأمراً فَِإ نَّا ُم ْب ِرُمو َن ﴾ ﴿ َواللّهُ غَال ٌ‬ ‫فَ َح ْس ُ‬
‫ول لَهُ ُكن َفيَ ُكو ُن ﴾ ‪.‬‬ ‫ضى َْأمراً فَِإ نَّ َما َي ُق ُ‬ ‫قَ َ‬
‫أبناء هلا يف‬ ‫بعة ٍ‬ ‫بقتل أر ِ‬ ‫احدة ِ‬ ‫حلظة و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إن اخلنساء النخعيةَ خُت ربُ يف‬
‫وشكرت‬ ‫محدت رهَّب ا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بالقادسية ‪ ،‬فما كان منها إال أ ْن‬ ‫ِ‬ ‫سبيل ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫القضاء ؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحلول‬ ‫لطف االختيا ِر ‪،‬‬ ‫موالها على حسن الصني ِع ‪ ،‬و ِ‬
‫ُْ‬
‫تشكر‬ ‫ينقطع ‪ ،‬فمثلُها‬ ‫ني ال‬ ‫اإلميان ‪ ،‬ورافداً من اليق ِ‬ ‫ِ‬ ‫هناك معيناً من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫البديل‬
‫ُ‬ ‫تفعل هذا فما هو‬ ‫ْ‬ ‫وتسعد يف الدنيا واآلخرِة ‪ ،‬وإذا ملْ‬ ‫ُ‬ ‫ؤجر‬
‫وتُ ُ‬
‫الرفض ‪ ،‬مث خسارةُ الدنيا واآلخرِة‬ ‫اض و ُ‬ ‫التضج ُر واالعرت ُ‬ ‫ط و ُّ‬ ‫التسخ ُ‬
‫ُّ‬ ‫إذ ْن ؟!‬
‫ط )) ‪.‬‬ ‫ومن سخط فله السخ ُ‬ ‫الرضا ‪ْ ،‬‬ ‫فمن رضي فلهُ َّ‬ ‫! (( ْ‬
‫هلل وإنّا إليه‬ ‫األزمات ‪ ،‬قولُنا ‪ :‬إنّا ِ‬ ‫ِ‬ ‫املصائب وعالج‬ ‫ِ‬ ‫إن بلسم‬
‫راجعون ‪.‬‬
‫إليه ‪ ،‬فاملبدُأ منه ‪ ،‬واملعاد إليه ‪ ،‬واألمر ِ‬
‫بيده ‪ ،‬فليس لنا من األم ِر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ملك ِه ‪ ،‬وحنن نعود ِ‬
‫ُ ُ‬
‫هلل ‪ ،‬فنحن خْل ُقه ويف ِ‬
‫ُ َ‬
‫كلُّنا ِ‬ ‫والمعنى ‪:‬‬
‫شيءٌ ‪.‬‬

‫شيء إذا‬ ‫ٍ‬ ‫فكيف أبكي على‬ ‫متلك األشياء‬ ‫نفسي اليت ُ‬
‫ت‬
‫ك َميِّ ٌ‬ ‫﴿ ُك ُّل من َعلَْي َها فَ ٍ‬
‫ان﴾ ‪ِ﴿،‬إنَّ َ‬ ‫َْ‬ ‫﴿ ُك ُّل َش ْي ٍء َهالِ ٌ‬
‫ك ِإاَّل َو ْج َههُ ﴾ ‪،‬‬
‫َّميِّتُو َن﴾ ‪.‬‬ ‫َوِإَّن ُهم‬
‫موت ابنك ‪ ،‬أو‬ ‫صاعق باحرت ِاق بيتِك ‪ ،‬أو ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو فوجئت خب ٍرب‬
‫اآلن وطِّ ْن نفسك ‪ ،‬ال‬‫ذهاب مالك فماذا عساك أ ْن تفعل ؟ من ِ‬ ‫ِ‬

‫اهلرب ‪ ،‬ال جيدي الفر ُار والتملُّ ُ‬


‫ص من القضاء والقدر ‪ ،‬سلِّ ْم‬ ‫ُ‬ ‫ينفع‬
‫ُ‬
‫اكتسب األجر ‪ ،‬ألنه‬‫اعرتف بالواق ِع ‪ ،‬و ِ‬
‫باألم ِر ‪ ،‬وارض بالقد ِر ‪ ،‬و ْ‬
‫أحذرك‬‫خيار آخر ‪ ،‬ولكنه رديءٌ ِّ‬ ‫نعم هناك‬
‫ليس أمامك إال هذا ‪ْ .‬‬
‫ٌ ُ‬
‫الغضب‬
‫التضج ُر مما صار ‪ ،‬والثورةُ و ُ‬ ‫ص َل و ُّ‬ ‫التربُم مبا َح َ‬ ‫منُه ‪ ،‬إنه ‪ُّ :‬‬
‫من هذا كلِّه ؟! إنك سوف ُ‬
‫تنال‬ ‫حتصل على ماذا ْ‬ ‫ُ‬ ‫لكن‬
‫واهليجان ‪ ،‬و ْ‬
‫األج ِر ‪،‬‬‫الناس ‪ ،‬وذهاب ْ‬ ‫ِ‬ ‫جل يف علياِئه ‪ ،‬وم ْقت‬ ‫الرب َّ‬ ‫غضب ِّ‬
‫تفع عنك املصيبةُ‬ ‫يعود عليك املصاب ‪ ،‬وال تر ُ‬ ‫وفادح الوزِر ‪ ،‬مثَّ ال ُ‬
‫الس َماء ثُ َّم لَِي ْقطَ ْع‬
‫ب ِإلَى َّ‬
‫سبَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫احملتوم ‪َ ﴿ :‬فلْيَ ْم ُد ْد ب َ‬
‫ُ‬ ‫األمر‬
‫ُ‬ ‫ينصرف عنك‬ ‫ُ‬ ‫‪ ،‬وال‬
‫ظ﴾‪.‬‬‫َفلْيَنظُْر َه ْل يُ ْذ ِهبَ َّن َك ْي ُدهُ َما يَ ِغي ُ‬
‫**************************************‬
‫ما تحز ُن ألجلِ ِه سينتهي‬
‫ِ‬ ‫فإن املوت مقدم على الكل ‪ :‬الظا ِمل و ِ‬
‫الغين‬
‫الضعيف ‪ ،‬و ِّ‬
‫القوي و‬
‫املظلوم ‪ ،‬و ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َ ٌ‬
‫أمم ‪.‬‬
‫متوت ٌ‬‫أمم وبعدك ُ‬
‫ماتت ٌ‬ ‫والفق ِري ‪ ،‬فلست بِدعاً من ِ‬
‫الناس أ ْن متوت ‪ ،‬فقبلك ْ‬
‫مكتوب فيها ‪:‬‬ ‫ألف ملِ ٍ‬
‫ك عليها لوحةٌ‬ ‫ِ‬
‫الشمال مقرب ًة ُدفن ُ‬ ‫ابن بطوطة َّ‬
‫أن يف‬
‫ٌ‬ ‫ذكر ُ‬

‫صارت عظاماً‬‫ْ‬ ‫العظام‬


‫ُ‬ ‫الرؤوس‬
‫و ُ‬ ‫عنهم‬
‫سل الطني ُ‬ ‫وسالطينُهم ِ‬
‫الفناء املداه ِم له صباح مساء‬ ‫اإلنسان عن هذا ِ‬ ‫ِ‬ ‫األمر املذهل يف هذا ‪ :‬غفلةُ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫إن َ‬
‫احلق ِة‬ ‫ِ‬
‫النهاية َّ‬ ‫منعم ‪ ،‬وتغافلُه عن املص ِري ِ‬
‫احملرتم وتراخيه عن‬ ‫‪ ،‬وظنُّه أنهُ خال ٌد خملَّ ٌد َّ ٌ‬
‫يم ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الس َ ِ‬
‫َّاس َّات ُقوا َربَّ ُك ْم ِإ َّن َزل َْزلَةَ َّ‬
‫اعة َش ْيءٌ َعظ ٌ‬ ‫حي ‪ ﴿ :‬يَا َُّأي َها الن ُ‬
‫لكل ٍّ‬ ‫ِّ‬
‫ضو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫س ُاب ُه ْم َو ُه ْم فِي غَ ْفلَ ٍة َّم ْع ِر ُ‬ ‫اقْترب لِلن ِ ِ‬
‫َّاس ح َ‬ ‫ََ َ‬
‫قال–عز ِم ْن‬
‫َّ‬ ‫ودمَر ال ُقرى الظاملةَ وأهلها ‪،‬‬ ‫ملا أهلك اهللُ األمم ‪ ،‬وأباد الشعوب ‪َّ ،‬‬
‫كزاً ﴾ ؟! انتهى ُّ‬ ‫َأح ٍد َْأو تَ ْس َم ُع لَ ُه ْم ِرْ‬ ‫قائل‪ ﴿ :-‬هل تُ ِح ُّ ِ‬
‫اخلرب‬
‫عنهم إال َ‬
‫ٍ‬
‫كل شيء ْ‬ ‫س م ْن ُهم ِّم ْن َ‬ ‫َْ‬
‫واحلديث ‪.‬‬
‫حبديث ِ‬
‫القوم ركبا ُن‬ ‫ِ‬ ‫فق ْد مضى‬ ‫ٍ‬
‫أندلس‬ ‫من ِ‬
‫أهل‬ ‫عندكم خربٌ ْ‬
‫ْ‬ ‫هل‬
‫************************************‬
‫وقف ـةٌ‬
‫ِ‬ ‫اإلهلية والر ِ‬‫توحيد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكرب ‪ِ :‬‬ ‫ِ‬
‫الرب سبحانهُ‬ ‫ووصف ِّ‬ ‫بوبية ‪،‬‬ ‫مشتم ٌل على‬ ‫دعاء‬
‫ِ‬
‫اإلحسان‬ ‫لكمال القدرِة و ِ‬
‫الرمحة ‪ ،‬و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مستلزمتان‬ ‫ِ‬
‫الصفتان‬ ‫ِ‬
‫وهاتان‬ ‫بالعظمة واحلِل ِم ‪،‬‬
‫ِ‬
‫سقف‬
‫العرش الذي هو ُ‬ ‫فلي و ِ‬ ‫الس ِّ‬ ‫العلوي و ُّ‬
‫ِّ‬ ‫بكمال ربوبيتِه للعا ِمل‬
‫ِ‬ ‫والتجاوِز ‪ ،‬ووص ِ‬
‫فه‬ ‫ْ‬
‫أعظمها ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املخلوقات و ُ‬
‫اخلوف‬
‫احلب و ُ‬ ‫تستلزم توحيده ‪ ،‬وأنهُ الذي ال تنبغي العبادةُ و ُّ‬ ‫ُ‬ ‫التامةُ‬
‫والربوبيةُ َّ‬
‫كل ٍ‬
‫كمال لهُ ‪،‬‬ ‫تستلزم إثبات ِّ‬ ‫اإلجالل والطاعةُ إال لهُ ‪ .‬وعظمتُه املطلقةُ‬ ‫ُ‬ ‫والرجاءُ و‬
‫ُ‬
‫وحلمه يستلزم كمال رمحتِ ِه وإحسانِِه إىل ِ‬
‫خلق ِه ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نقص و ٍ‬ ‫كل ٍ‬
‫ُ‬ ‫متثيل عنهُ ؛ ُ ُ‬ ‫وسلب ِّ‬
‫فيحصل له من‬ ‫وتوحيدهُ ‪،‬‬ ‫وجب حمبتُهُ وإجاللُهُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فع ْل ُم القلب ومعرفتُهُ بذلك تُ ُ‬
‫جتد املريض إذا‬ ‫الغم ‪ ،‬وأنت ُ‬‫اهلم و ِّ‬‫رب و ِّ‬ ‫اللذة والسروِر ما يدفع عنهُ أمل ال ْك ِ‬ ‫االبتهاج و ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫قوي نفسهُ ‪ ،‬كيف تقوى الطبيعةُ على دف ِع ِ‬
‫املرض‬ ‫فرحه ‪ ،‬ويُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫يسُّرهُ ويُ ُ‬‫ورد عليه ما ُ‬
‫للقلب أوىل وأحرى ‪.‬‬ ‫الشفاء ِ‬ ‫ِ‬ ‫فحصول هذا‬
‫ُ‬ ‫احلسي ‪،‬‬
‫ِّ‬
‫***************************************‬
‫ِ‬
‫الشقاء‬ ‫يق‬
‫االكتئاب طر ُ‬
‫ُ‬
‫ذكرت جريدةُ ( املسلمون ) عدد ‪ 240‬يف شه ِر صفر سنة ‪1410‬هـ ‪َّ ،‬‬
‫أن‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫األرض !‬ ‫مكتئب على ِ‬
‫وجه‬ ‫ٍ‬ ‫هناك ‪ 200‬مليون‬
‫غين وفق ٍري ‪ .‬إنه‬ ‫ٍ ٍ‬
‫يفر ُق بني دولة غربية وأخرى شرقية ! أو ٍّ‬
‫االكتئاب العامل!! ال ِّ‬
‫ُ‬
‫االنتحار !!‬ ‫ِ‬
‫الغالب‬ ‫يصيب اجلميع ‪ ..‬وهنايتُه يف‬ ‫مرض‬
‫ٌ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خياف من املؤمنني ‪،‬‬ ‫املناصب و ِ‬
‫الدول ‪ ،‬لكنَّه ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باألمساء و‬ ‫يعرتف‬
‫ُ‬ ‫االنتحار ال‬
‫ُ‬
‫يض يف كل ِ‬
‫أحناء العا ِمل ‪..‬‬ ‫أن ضحاياهُ وصلوا إىل ‪ 200‬مليون مر ٍ‬ ‫كد َّ‬ ‫بعض ِ‬
‫ِّ‬ ‫األرقام تؤ ُ‬ ‫ُ‬
‫األقل بني كل عشرِة أفر ٍاد على ِ‬
‫وجه‬ ‫ِ‬
‫اإلحصاءات تؤّك ُد َّ‬
‫أن واحداً على ِّ‬ ‫إالَّ َّ‬
‫أن آخر‬
‫مصاب هبذا ِ‬
‫املرض اخلطري !!‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫األرض‬
‫حد‬ ‫املرض أنه ال يصيب الكبار فقط ‪ ،‬بل ِ‬
‫يص ُل إىل ِّ‬ ‫وصلت خطورةُ هذا ِ‬ ‫وقد‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫مدامهة اجلن ِ‬
‫ني يف بط ِن ِّأمه !!‬
‫االكتئاب بوابةُ االنتحار ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫َّهلُ َك ِة ﴾ ‪.‬‬
‫س ُك ْم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬والَ ُت ْل ُقواْ بَِأيْ ِدي ُك ْم ِإلَى الت ْ‬ ‫﴿َالَ َت ْق ُتلُواْ َأن ُف َ‬
‫االكتئاب قد َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫متكن من‬ ‫أن مرض‬ ‫األنباء َّ‬ ‫تناقلتها ِو ُ‬
‫كاالت‬ ‫األخبار اليت ْ‬ ‫ُ‬ ‫تذكر‬
‫وتعود إصابةُ الرئيس‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫ئيس السابق للواليات املتحدة األمريكية (رونال ْد رجيان)‪ُ .‬‬
‫ٍ‬
‫لضغوط‬ ‫ض فيه‬ ‫سن السبعني يف ِ‬ ‫املرض لتجاوِزه َّ‬ ‫األمريكي هبذا ِ‬
‫يتعر ُ‬ ‫الوقت الذي ال يز ُال َّ‬
‫ٍ‬
‫متالحقة ‪،‬‬ ‫احية اليت ُأجريت له على فرت ٍ‬
‫ات‬ ‫ِ‬
‫للعمليات اجلر ِ‬ ‫ِ‬
‫باإلضافة‬ ‫عصبية ٍ‬
‫كبرية ‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬
‫شيَّ َد ٍة ﴾ ‪.‬‬
‫وج ُّم َ‬‫﴿ َولَ ْو ُكنتُ ْم فِي ُب ُر ٍ‬
‫املرض ‪،‬‬
‫هم هذا ُ‬ ‫بالفن ‪ ،‬يدامهُ ْ‬
‫وخاصةً َم ْن يعملون ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وهناك الكثريُ من املشاه ِري‬
‫موت الشاع ِر صالح‬ ‫وقد كان االكتئاب سبباً رئيساً – إ ْن مل يكن الوحيد – يف ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫س ُه ْم‬
‫إن نابليون بونابرت مات مكتئباً يف منفاهُ ﴿ َوَت ْزَه َق َأن ُف ُ‬ ‫جاهني ‪ ،‬وكذلك يُقال ‪َّ :‬‬
‫َو ُه ْم َكافِ ُرو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفحات‬ ‫احتل صدر‬ ‫نذكر أيضاً اخلرب الذي طرَّي تْه وكِاالت األنباء ‪َّ ،‬‬ ‫وما زلنا ُ‬
‫بقتل ٍ‬
‫ثالثة‬ ‫تكبتها أمٌّ أملانيةٌ ِ‬ ‫عة اليت ار ْ‬ ‫املرو ِ‬
‫مية ِّ‬ ‫صحف العا ِمل ‪ ،‬عن اجلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫األوىل يف ِ‬
‫أغلب‬
‫الشديد ألطفاهلا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باالكتئاب ‪ ،‬وحلبِّها‬ ‫مرضها‬ ‫من أطفاهلا‪ ،‬واتضح َّ‬
‫أن السبب هو ُ‬ ‫ْ‬
‫من هذا‬ ‫ِ‬
‫رت « إراحتهم» !! ْ‬ ‫فقر ْ‬
‫تشعر به ‪ّ ،‬‬ ‫خافت أ ْن تورثهم العذاب والضيق الذي ُ‬ ‫ْ‬
‫قتلت نفسها !!‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫العذاب بقتلهم الثالثة ‪ ..‬مث ْ‬
‫العاملية) تشريُ إىل خطورِة األم ِر‪ ..‬ففي عام ‪ 1973‬م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحة‬ ‫ِ‬
‫(منظمة‬ ‫أرقام‬
‫و ُ‬
‫تفعت هذه النسبةُ لتصل إىل ‪%5‬‬ ‫باالكتئاب يف العا ِمل ‪ ، %3‬وار ْ‬ ‫ِ‬ ‫عدد املصابني‬ ‫كان ُ‬
‫ٍ‬
‫مصاب‬ ‫يكي‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫بعض الدراسات إىل وجود فرد أمر ٍّ‬ ‫أشارت ُ‬ ‫ْ‬ ‫يف عام ‪ 1978‬م ‪ ،‬كما‬
‫النفسي الذي عُقد‬ ‫بعة !! يف حني أعلن رئيس مؤمت ِر االضطر ِ‬
‫اب‬ ‫كل أر ٍ‬ ‫من ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫باالكتئاب ْ‬
‫شخص يف العا ِمل يعانون من‬ ‫ٍ‬ ‫أن هناك ‪ِ 100‬‬
‫مليون‬ ‫يف شيكاغو عام ‪ 1981‬م َّ‬
‫أرقام أخرى أهنم مائتا مليون‬ ‫دول العا ِمل املتقدم ‪،‬‬ ‫االكتئاب ‪ ،‬أغلبهم من ِ‬ ‫ِ‬
‫وقالت ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫مكتئب!! ﴿ ََأوالَ َي َرْو َن ََّأن ُه ْم ُي ْفَتنُو َن في ُك ِّل َع ٍام َّم َّرًة ْ‬
‫َأو َم َّرَت ْي ِن﴾‬ ‫ٍ‬
‫أحدهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الليمون شراباً ُحلواً ‪ .‬وقال ُ‬ ‫اصنع من‬ ‫ْ‬ ‫‪:‬‬ ‫احلكماء‬ ‫أحد‬
‫قال ُ‬
‫الذكي الذي‬ ‫لكن‬ ‫‪ :‬ليس الذكي ِ‬
‫َّ‬ ‫يستطيع أ ْن يزيد أرباحهُ‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫الفط ُن الذي‬ ‫ُّ‬
‫ات ِّمن َّربِّ ِه ْم َوَر ْح َمةٌ‬ ‫ك َعلَْي ِه ْم َ‬
‫صلَ َو ٌ‬ ‫باح ﴿ُأولَـِئ َ‬ ‫حيو ُل خسائره إىل أر ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫َوُأولَـِئ َ‬
‫تنطح احلائط !!‬ ‫ِ‬ ‫املثل ‪ :‬ال‬ ‫ويف ِ‬
‫تعود عليك خبرْيٍ ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫من عناده فائدةً ُ‬
‫تستفيد ْ‬
‫ُ‬ ‫من ال‬ ‫ِ‬
‫ال تعان ْد ْ‬ ‫والمعنى ‪:‬‬
‫تستطيع‬
‫ُ‬ ‫وجا ِوْزه إىل ما‬ ‫فد ْعهُ‬
‫َ‬ ‫تستطع شيئاً‬
‫ْ‬ ‫إذا مل‬
‫الدقيق ‪ ﴿ ،‬فََأثَابَ ُك ْم غُ َّماً بِغَ ٍّم لِّ َك ْيالَ تَ ْح َزنُواْ َعلَى‬ ‫وقالوا ‪ :‬وال تطح ِن‬
‫َما فَاتَ ُك ْم﴾ ‪.‬‬
‫ينبغي أن تُعاد‬ ‫انتهت ال‬
‫أن األمور اليت فُرغ منها و ْ‬ ‫والمعنى ‪َّ :‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألن يف ذلك قلقاً واضطراباً وتضييعاً للوقت‬ ‫كرر ؛ َّ‬‫وتُ َّ‬
‫النشارة ‪.‬‬ ‫إنكليزي ‪ : -‬ال تنش ِر‬
‫ٌ‬ ‫مثل‬
‫وقالوا أيضاً – وهو ٌ‬
‫وتنشرها مرةً ثانيةُ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اخلشب ‪ ،‬ال تأت‬ ‫والمعنى ‪ :‬أي نشارةَ‬
‫ْ‬
‫فق ْد فرغ منها ‪.‬‬
‫ِ‬
‫وإعادة‬ ‫ِ‬
‫اهلموم ‪،‬‬ ‫افه ‪ ،‬واجرتار‬ ‫يقولون ذلك ملن يشتغل بالتو ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ين قَالُواْ ِإل ْخ َوانِ ِه ْم َو َق َع ُدواْ لَ ْو َأطَاعُونَا َما قُتِلُوا قُ ْل فَا ْد َرُؤوا َع ْن‬ ‫َّ ِ‬
‫املاضي ‪ ﴿ ،‬الذ َ‬
‫ين﴾‪.‬‬ ‫ت ِإن ُكنتُم ِ ِ‬ ‫َأن ُف ِس ُك ُم ال َْم ْو َ‬
‫صادق َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫بالصاحلات ‪ ،‬ون ْف ِع‬ ‫ِ‬
‫كالتزود‬ ‫ميكن سدُّها ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫جماالت للفارغني من األعمال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هناك‬
‫ِ‬
‫اجلمعيات‬ ‫كة يف‬ ‫ِ‬
‫باملساجد ‪ ،‬واملشار ِ‬ ‫وعيادة املرضى ‪ ،‬وزيارِة املقاب ِر ‪ ،‬و ِ‬
‫العناية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس ‪،‬‬
‫ِ‬
‫وإيصال النفع‬ ‫ِ‬
‫النافعة ‪،‬‬ ‫املكتبة والر ِ‬
‫ياضة‬ ‫املنزل و ِ‬ ‫تيب ِ‬ ‫وجمالس األحيَّ ِاء ‪ ،‬وتر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلري ِية ‪،‬‬
‫يه ﴾ ‪.‬‬ ‫ك َك ْدحاً فَماَل قِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ح ِإلَى َربِّ َ‬ ‫امل ‪ِ ﴿ ،‬إنَّ َ ِ‬
‫ك َكاد ٌ‬ ‫للفقر ِاء والعجزِة واألر ِ‬
‫فجميل‬ ‫ه‬ ‫وجه‬ ‫َّ‬
‫ا‬ ‫أم‬‫و‬ ‫فحلو‬ ‫ا‬ ‫أم‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫كاملعروف‬ ‫ومل أر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫اقرِأ التاريخ لتجد املنكوبني واملسلوبني واملصابني ‪.‬‬
‫تعز باملنكوبني ‪.‬‬
‫احلزن للمنكوبني بعنوان ‪َّ :‬‬ ‫البحث سوف أطلعك على ٍ‬
‫لوحة من ِ‬ ‫ِ‬ ‫من هذا‬ ‫ٍ‬
‫وبعد فصول ْ‬
‫اخلرب‬
‫ْ‬ ‫قوم ليس يدرون‬ ‫ضل ٌ‬ ‫َّ‬ ‫اقرأ التاريخ إ ْذ فيه العِ ْرب‬
‫اد َك ﴾ ‪ ﴿ ،‬لََق ْد َكا َن‬ ‫ت بِ ِه ُفَؤ َ‬ ‫ك ِم ْن َأنبَاء ُّ‬
‫الر ُس ِل َما ُنثَبِّ ُ‬ ‫﴿ َوُكـالًّ َّن ُق ُّ‬
‫ص َعلَْي َ‬
‫ص لَ َعلَّ ُه ْم َيَت َف َّك ُرو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫فِي قَ ِ ِ‬
‫ص َ‬‫ص الْ َق َ‬ ‫صص ِه ْم ع ْب َرةٌ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَاق ُ‬
‫ْص ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫القضاء ‪.‬‬ ‫ُّع مبواط ِن‬‫مطلب إال التمت ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أصبحت وما يل‬ ‫ُ‬ ‫عمر ‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫اهلل وقدرِه ‪ ،‬سواءٌ كان فيما‬ ‫لقضاء ِ‬‫ِ‬ ‫تاح‬
‫ومعىن ذلك ‪ :‬أنه مر ٌ‬
‫مراً ‪.‬‬
‫حيلو له أو فيما كان ّ‬
‫كبت ‪ ،‬إ ْن كان‬ ‫أي الراحلتنْي ِ ر ُ‬ ‫هم ‪ :‬ما أبايل على ِّ‬ ‫بعض ْ‬
‫وقال ُ‬
‫الشكر ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الفقر هلم الصربُ ‪ ،‬وإ ْن كان الغىن هلو‬ ‫ُ‬
‫ربه ‪ ،‬وقال‬ ‫ِ‬
‫لقضاء ِ‬ ‫عام ٍ‬
‫واحد فماذا عسى أ ْن يقول؟ إنه آمن وسلَّم وأذعن‬ ‫ِ‬
‫بالطاعون يف ٍ‬ ‫ومات أليب ذؤيب اهلذيل مثانيةٌ من ِ‬
‫األبناء‬ ‫ِّ‬
‫‪:‬‬
‫أين لر ِ‬
‫يب الده ِر ال‬ ‫ُّ‬
‫وجتلدي للشامتني ُأر ُ‬
‫يهم‬
‫تنفع‬ ‫ٍ‬
‫كل متيمة ال ُ‬ ‫ألفيت َّ‬ ‫وإذا املنيةُ أنشبت أظفارها‬
‫﴿ ما َأصاب ِمن ُّم ِ‬
‫صيبَ ٍة ِإاَّل بِِإ ْذ ِن اللَّ ِه ﴾ ‪.‬‬ ‫َ َ َ‬
‫عباس بصره فقال –‬
‫معزياً نفسه ‪: -‬‬
‫ِّ‬ ‫ابن ٍ‬ ‫وفقد ُ‬
‫نور‬ ‫ِ‬
‫ففي فؤادي وقليب منهما ُ‬ ‫عيين نورها‬
‫من َّ‬ ‫إ ْن يأخذ اهللُ ْ‬
‫ِ‬
‫كالسيف‬ ‫صارم‬
‫ٌ‬ ‫ويف فمي‬ ‫ذكي غريُ ذي ِع ٍ‬
‫وج‬ ‫قليب ٌّ‬
‫ِ‬ ‫من النَّعِم‬
‫الكثرية إذا فقد القليل منها ‪.‬‬ ‫وهو التسلِّي مبا عنده َ‬
‫يوم واحداً ‪ ،‬فقال‬ ‫وبرتت ِرجل عروة بن الزب ِري ‪ ،‬ومات ابنه يف ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ ُْ‬
‫أعطيت ‪ ،‬وإ ْن كنت‬ ‫احلمد ‪ ،‬إ ْن كنت أخذت فق ْد‬ ‫‪ِ َّ :‬‬
‫ْ‬ ‫اللهم لك ْ‬
‫أعضاء ‪ ،‬وأخذت عضواً واحداً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عافيت ‪ ،‬منحتين أربعة‬ ‫ت فق ْد ْ‬ ‫ابتلي َ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫اهم بِ َما َ‬
‫صَب ُروا َجنَّةً‬ ‫ومنحتين أربعة أبناء وأخذت ابناً واحداً ‪َ ﴿ .‬و َج َز ُ‬
‫َو َح ِريراً﴾ ‪َ ﴿ ،‬سالَ ٌم َعلَْي ُكم بِ َما َ‬
‫صَب ْرتُ ْم ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫القضاء ‪،‬‬ ‫ولكن ال حيلة يف‬ ‫فعزى دري ٌد نفسه بعد أن ذكر أنه دافع عن ِ‬ ‫الص َّم ِة أخو ٍ‬ ‫وقُتل ُ ِ‬
‫املستطاع ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫أخيه ق ْدر‬ ‫ْ‬ ‫دريد ‪َّ ،‬‬ ‫بن ِّ‬ ‫عبداهلل ُ‬
‫عبداهلل فقال دري ٌد ‪:‬‬
‫مات أخوه ُ‬
‫ِ‬
‫اللون‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫وحىت عالين حال ُ‬ ‫وطاعنت عنه اخليل حىت‬ ‫ُ‬
‫خملَّ ِد‬ ‫ويعلم َّ‬
‫أن املرء غريُ‬ ‫ُ‬ ‫طعان امرِئ آسى أخاهُ‬
‫ملكت‬
‫ْ‬ ‫أخبل مبا‬
‫كذبت ومل ْ‬ ‫أقل‬
‫فت وجدي أنين مل ْ‬ ‫َّ‬
‫وخف ُ‬
‫الشافعي – واعظاً ِّ‬
‫ومعزياً للمصابني ‪: -‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويروى ع ِن‬
‫ِ‬
‫ب نفساً إذا حكم القضاءُ‬ ‫وط ْ‬ ‫تفعل ما تشاءُ‬
‫دع األيام ْ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫بأرض ٍ‬‫إذا نزل القضاءُ ِ‬
‫أرض تقية وال مساءُ‬
‫فال ٌ‬ ‫قوم‬
‫ِ‬
‫العتاهية ‪:‬‬ ‫وقال أبو‬

‫خار لك اهللُ وأنت كا ِرْه ؟‬ ‫ت بك املكا ِره‬ ‫كم مرِة َّ‬


‫حف ْ‬ ‫ْ‬
‫كم مرٍة خفنا من ِ‬
‫املوت فما ْمتنا ؟!‬ ‫ْ‬
‫كم مرٍة ظننا اهنا القاضيةُ وأهنا النهايةُ ‪ ،‬فإذا هي العودةُ اجلديدةُ والقوةُ‬
‫ْ‬
‫واالستمر ُار ؟!‬
‫احلبال ‪ ،‬وأظلمت يف ِ‬ ‫كم مرٍة‬
‫اآلفاق‬
‫وجوهنا ُ‬ ‫ْ‬ ‫عت بنا ُ‬ ‫السبُ ُل ‪ ،‬وتقطَّ ْ‬ ‫ضاقت بنا ُّ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫‪ ،‬وإذا هو الفتح والنصر واخلري والبِشارةُ ؟! ﴿ قُ ِل اللّهُ ُينَ ِّجي ُكم ِّم ْن َها َوِمن ُك ِّل َك ْر ٍ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫﴾‪.‬‬
‫بت ‪ ،‬فإذا‬ ‫رح ْ‬ ‫األرض مبا ُ‬‫أنفسنا و ُ‬ ‫وضاقت علينا ُ‬ ‫ْ‬ ‫أظلمت أمامنا دنيانا ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫كم مرٍة‬‫ْ‬
‫ف لَهُ ِإالَّ ُه َو‬ ‫اش َ‬ ‫ض ٍّر فَالَ َك ِ‬
‫ك اللّهُ بِ ُ‬ ‫س ْس َ‬ ‫ِإ‬
‫التأييد ؟! ﴿ َو ن يَ ْم َ‬ ‫اليسر و ُ‬ ‫العميم و ُ‬ ‫ُ‬ ‫هو اخلريُ‬
‫﴾‪.‬‬
‫كل‬
‫أن َّ‬ ‫من علم َّ‬ ‫خياف أمر غ ِريه ؟! ْ‬ ‫غالب على أم ِره ‪ ،‬كيف ُ‬ ‫أن اهلل ٌ‬ ‫من علم َّ‬ ‫ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫شيء دون ِ‬ ‫ٍ‬
‫خياف ْ‬ ‫من خاف اهلل كيف ُ‬ ‫من دونه ؟! ْ‬ ‫خيوفونك بالذين ْ‬ ‫اهلل ‪ ،‬فكيف َّ‬
‫ون ﴾ ‪.‬‬ ‫وهم و َخافُ ِ‬ ‫غ ِريه ‪ ،‬وهو ُ‬
‫يقول ‪ ﴿ :‬فَالَ تَ َخافُ ُ ْ َ‬
‫هلل ولرسو ِله وللمؤمنني ‪.‬‬ ‫معه سبحانُه العزةُ ‪ ،‬والعزةُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا‬
‫ين َ‬ ‫نص ُر ُر ُسلَنَا َوالذ َ‬‫معه الغَلَبَةُ ﴿ َوِإ َّن ُجن َدنَا لَ ُه ُم الْغَالبُو َن ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إنَّا لَنَ ُ‬
‫اد ﴾ ‪.‬‬ ‫وم اَأْل ْش َه ُ‬
‫الد ْنيَا َوَي ْوَم َي ُق ُ‬‫ْحيَ ِاة ُّ‬ ‫ِ‬
‫في ال َ‬
‫ابن كث ٍري يف تفس ِريه أثراً قدسيّاً ‪ (( :‬وعزتي وجاللي ما اعتصم بي عب ٌد ‪،‬‬ ‫ذكر ُ‬
‫وعزتي‬‫من بينِها فرجاً ومخرجاً ‪َّ .‬‬ ‫جعلت له ْ‬ ‫ُ‬ ‫واألرض ‪ ،‬إال‬
‫ُ‬ ‫السماوات‬
‫ُ‬ ‫فكادت له‬
‫ْ‬
‫قدمي ِه )) ‪.‬‬‫تحت ْ‬ ‫ت األرض من ِ‬ ‫وجاللي ما اعتصم عبدي بغيري إال أس ْخ ُ‬
‫األثقال ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ابن تيمية ‪ :‬بـ (( ال حول وال قوة إال باهلل ِ )) حُت مل‬ ‫اإلمام ُ‬ ‫قال ُ‬
‫يف األحو ِال ‪.‬‬ ‫نال شر ُ‬ ‫كابد األهو ُال ‪ ،‬ويُ ُ‬ ‫وتُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن‬
‫من بنود السعادة ‪ْ ،‬‬ ‫من كنوِز اجلنة ‪ .‬وهي ْ‬ ‫كنز ْ‬‫العبد ! فإهنا ٌ‬ ‫أي ُ‬ ‫فالزمها ُّ‬‫ْ‬
‫احة ‪ ،‬وانشر ِاح الصد ِر ‪.‬‬ ‫ات الر ِ‬ ‫مسار ِ‬
‫***************************************‬
‫يفتح األقفال‬
‫االستغفار ُ‬
‫ُ‬
‫فأستغفر اهلل ألف مرٍة أو أكثر أو َّ‬
‫أقل‬ ‫ُ‬ ‫علي ‪،‬‬ ‫لتغلق َّ‬
‫إن املسألة ُ‬ ‫ابن تيمية ‪َّ :‬‬ ‫يقول ُ‬
‫علي ‪.‬‬
‫فيفتحها اهللُ َّ‬ ‫‪ُ ،‬‬
‫اسَتغْ ِف ُروا َربَّ ُك ْم ِإنَّهُ َكا َن غَ َّفاراً ﴾ ‪.‬‬
‫ْت ْ‬ ‫﴿ َف ُقل ُ‬
‫البال ‪ ،‬استغفار ذي اجلالل ‪.‬‬ ‫احة ِ‬ ‫أسباب ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫َّ‬
‫إن ْ‬
‫بشرطها ‪.‬‬ ‫قضاء خري حىت املعصيةُ ِ‬ ‫ب ضارٍة نافعةٌ ‪ ،‬وكل ٍ‬ ‫ُر َّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫للعبد قضاء إال كان خيراً له)) ‪ .‬قيل‬ ‫املسند ‪(( :‬ال يقضي اهلل ِ‬ ‫ِ‬ ‫فق ْد ورد يف‬
‫ُ‬
‫االستغفار‬
‫ُ‬ ‫الندم ‪ ،‬و‬
‫نعم ‪ ،‬إذا كان معها التوبةُ و ُ‬ ‫البن تيمية‪ :‬حىت املعصية ؟ قال ‪ْ :‬‬
‫ِإ َّ‬
‫اسَت ْغ َف َر لَ ُه ُم‬
‫اسَت ْغ َف ُرواْ اللّهَ َو ْ‬
‫وك فَ ْ‬
‫س ُه ْم َجآُؤ َ‬ ‫االنكسار ‪َ ﴿ .‬ولَ ْو ََّأن ُه ْم ذ ظلَ ُمواْ َأن ُف َ‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫ول لََو َج ُدواْ اللّهَ َت َّواباً َّرِحيماً﴾‬ ‫الر ُس ُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫النحس ‪:‬‬ ‫وأيام‬ ‫ِ‬
‫السعود ِ‬ ‫متام يف ِ‬
‫أيام‬ ‫قال أبو ٍ‬

‫ص ِرها أيَّ ُام‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫فكأهَن ا م ْن ق ْ‬ ‫بالسعود وباهلنا‬ ‫ت سنو ُن‬ ‫مر ْ‬
‫َّ‬
‫من طوهِل ا أعو ُام‬ ‫فكأهنا ْ‬ ‫أيام هج ٍر بعدها‬ ‫ثنت ُ‬ ‫مثَّ انْ ْ‬
‫أحالم‬
‫ُ‬ ‫فكأهَّن ا وكأنَّ ُه ْم‬ ‫مثَّ انقضت تلك السنو ُن وأهلُها‬
‫َّاس﴾ ‪َ ﴿ ،‬ك ََّأن ُه ْم َي ْوَم َي َرْوَن َها لَ ْم َيلْبَثُوا ِإاَّل‬
‫ام نُ َدا ِولُ َها َب ْي َن الن ِ‬
‫ْك األيَّ ُ‬‫﴿ َوتِل َ‬
‫اها ﴾ ‪.‬‬ ‫َع ِشيَّةً َْأو ُ‬
‫ض َح َ‬
‫يخ ‪ ،‬كانوا يستقبلون املصائب كأهَّن ا قطر ُ‬
‫ات‬ ‫عجبت لعظماء َعَرَف ُه ُم التار ُ‬
‫ُ‬
‫سيد اخل ْل ِق حمم ٌد ‪ ، ‬وهو يف الغا ِر ‪،‬‬ ‫أس اجلميع ُ‬ ‫النسيم ‪ ،‬وعلى ر ِ‬ ‫هفيف‬ ‫ِ‬
‫الغيث ‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سو ُر‬
‫مشر ٌد يبش ُِّر سراقة بأنه يُ َّ‬
‫مطارد َّ‬
‫ٌ‬ ‫طريق اهلجر ِة ‪ ،‬وهو‬ ‫يقول لصاحبِه ‪﴿ :‬الَ تَ ْح َز ْن ِإ َّ َ َ َ َ‬
‫ن اللّه معنا ﴾ ‪ .‬ويف ِ‬ ‫ُ‬
‫سواري كسرى !‬
‫ْ‬
‫وحياً وأفضت إىل الدنيا بأسرا ِر‬ ‫ْ‬ ‫ألقت يف ف ِم‬
‫الغيب ْ‬‫بُشرى ِمن ِ‬
‫ُّ‬
‫ْج ْم ُع َوُي َولو َن ُّ َ‬
‫الد ُبر ﴾ ‪.‬‬ ‫يقول ‪َ ﴿ :‬س ُي ْه َزُم ال َ‬
‫يثب يف الدرِع ‪ ‬وهو ُ‬ ‫ويف بدر ُ‬
‫هوِل الردى أبطاهلا‬ ‫َّأدبْت يف ْ‬ ‫أنت الشجاعُ إذا ِلقيت كتيبةً‬
‫ص ُّفوا خلفي ‪ُ ،‬ألثين‬ ‫ِ‬ ‫ُأحد – بعد ِ‬ ‫ويف ٍ‬
‫يقول للصحابة ‪ُ (( :‬‬ ‫القتل واجلر ِاح – ُ‬
‫يهز اجلبال ‪.‬‬ ‫نبوي ُّ‬ ‫م‬‫وعز‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫الث‬ ‫تنطح‬ ‫ة‬ ‫ي‬‫نبو‬ ‫م‬ ‫على ريب )) ‪ .‬إهنا مِه‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫العرب ‪ ،‬كان حُم تبياً يكلِّم قومه ٍ‬
‫بقصة ‪،‬‬ ‫حلماء ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫بن عاصم املْنق ِر ُّ‬
‫ُ‬ ‫ي ْ‬ ‫قيس ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫قصتهُ‬
‫حل َحْب َوتَهُ ‪ ،‬وال أهنى ّ‬
‫ابن فالنة ‪ .‬فما َّ‬ ‫رجل فقال ‪ :‬قُتل ابنُك اآلن ‪َ ،‬قَتلَهُ ُ‬ ‫فأتاه ٌ‬
‫ِ‬
‫بالصالة عليه ! ﴿‬ ‫غسلوا ابين وكفِّنوه ‪ ،‬مثَّ آذنِوين‬ ‫كالمه ‪ ،‬مث قال ‪ِّ :‬‬ ‫‪ ،‬حىت انتهى من ِ‬
‫ْ‬
‫ْأس ﴾ ‪.‬‬‫ين الْبَ ِ‬ ‫الصابِ ِرين فِي الْبْأساء والض َّ ِ‬
‫َّراء َوح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َّ َ‬
‫ات ِ‬ ‫جهل يعطى املاء يف سكر ِ‬ ‫ِ‬
‫فيقول ‪ :‬أعطوه فالناً ‪.‬‬
‫املوت ‪ُ ،‬‬ ‫بن أيب ٍ ُ‬ ‫وعك ِرمةُ ُ‬
‫اجلميع ‪.‬‬ ‫ميوت‬ ‫ِ‬
‫حلارث ب ِن ِ‬
‫ُ‬ ‫هشام ‪ ،‬فيتناولونه واحداً بعد واحداً ‪ ،‬حىت ُ‬
‫**************************************‬
‫الناس عليك ال لك‬
‫ُ‬
‫إن العاقل احلصيف جيعل الناس ِ‬
‫عليه ال لهُ ‪ ،‬فال يبين موقفاً ‪ ،‬أو يتخذ قراراً‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫يعتمد ِ‬
‫مدى يصلون‬ ‫حدود يف التضام ِن مع الغ ِري ‪ ،‬و ْ‬
‫هلم ً‬ ‫هلم ٌ‬ ‫فيه على ِ‬
‫الناس ‪ ،‬إن الناس ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫التضحية ال يتجاوزونهُ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إليه يف ِ‬
‫البذل و‬
‫ِ‬
‫الرسول ‪، ‬‬ ‫ني ب ِن علي – رضي اهلل عنه وأرضاه – وهو ابن ِ‬
‫بنت‬ ‫انظر إىل احلس ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ْ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ذحب ِه !! ‪ ،‬رضي اهللُ عنه ‪ُ .‬‬
‫يقول‬ ‫شفة ‪ ،‬بل الذين قتلوه يكرِّب ون ويهلّلون‪ /‬على هذا االنتصا ِر الضخ ِم بِ ِ‬
‫ُ‬
‫ببنت ٍ‬
‫األمةُ ِ‬
‫تنبس َّ‬
‫قتل فال ُ‬
‫يُ ُ‬
‫تزمالً بدماِئِه تزميال‬
‫ُم ِّ‬ ‫بنت ٍ‬
‫حممد‬ ‫أسك يا ابن ِ‬ ‫جاؤوا بر ِ‬
‫قتلوا بك التكبري والتهليال‬ ‫ويُكرِّب ون بأ ْن قُتلت وإمنا‬
‫ويشرف على ِ‬
‫املوت ‪،‬‬ ‫لد جلداً رهيباً ‪،‬‬ ‫حنبل إىل ِ‬
‫احلبس ‪ ،‬وجُي ُ‬ ‫بن ٍ‬
‫ُ‬ ‫أمحد ُ‬
‫ويُساق ُ‬
‫يتحرُك معهُ أح ٌد ‪.‬‬
‫فال ّ‬
‫متوج تلك اجلموعُ‬
‫كب البغل إىل مصر ‪ ،‬فال ُ‬ ‫ابن تيمية مأسوراً ‪ ،‬وير ُ‬‫ويُؤخ ُذ ُ‬
‫ب ‪َ ﴿ ،‬واَل يَ ْملِ ُكو َن‬
‫هلم حدوداً يصلون إليها فَ َح ْس ُ‬ ‫حضرت جنازتهُ ‪َّ ،‬‬
‫ألن ْ‬ ‫ْ‬ ‫اهلادرةُ اليت‬
‫شوراً ﴾ ‪ ﴿ ،‬يَا َُّأي َها النَّبِ ُّي‬ ‫ض ّراً َواَل َن ْفعاً َواَل يَ ْملِ ُكو َن َم ْوتاً َواَل َحيَاةً َواَل نُ ُ‬
‫َأِلن ُف ِس ِه ْم َ‬
‫ْح ِّي الَّ ِذي اَل يَ ُم ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ك اللّه وم ِن َّاتبع َ ِ‬
‫وت‬ ‫ين ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وَت َوَّك ْل َعلَى ال َ‬ ‫ك م َن ال ُْمْؤ من َ‬ ‫َح ْسبُ َ ُ َ َ َ َ‬
‫شيئاً ﴾ ‪.‬‬ ‫نك ِم َن اللَّ ِه َ‬ ‫﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إَّن ُه ْم لَن ُي ْغنُوا َع َ‬
‫حببل ِ‬ ‫فالزم يديْك ِ‬
‫فإنَّهُ الر ُ‬
‫كن إ ْن خا َنْتك أركا ُن‬ ‫اهلل معتصماً‬ ‫ْ‬
‫***************************************‬
‫********‬

‫ص َد »‬ ‫ِ‬
‫بالمال « ما عال م ِن ا ْقتَ َ‬ ‫رفقاً‬
‫أحده ْ‪/‬م ‪:‬‬
‫قال ُ‬
‫عم وعن ِ‬ ‫إن العَِّز يف ِ‬
‫خال‬ ‫عن ٍّ ْ‬ ‫واستغ ِن ما شئت ْ‬ ‫املال‬ ‫امجع نقودك َّ‬‫ْ‬
‫وج ِه ِه أو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عدم‬ ‫إن الفلسفة اليت تدعو إىل تبذي ِر املال وتبديده وإنفاقه يف غ ِري ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫املتصوفة‬ ‫جهلة‬ ‫بصحيحة ‪ ،‬وإمنا هي منقولةٌ من عبَّ ِاد ِ‬
‫اهلنود ‪ ،‬ومن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ليست‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫مجعه أصالً ْ‬
‫‪.‬‬
‫ِ‬
‫وإنفاقه يف‬ ‫يف ‪،‬‬ ‫يف ‪ ،‬وإىل مج ِع ِ‬
‫املال الشر ِ‬ ‫الكسب الشر ِ‬
‫ِ‬ ‫إن اإلسالم يدعو إىل‬ ‫َّ‬
‫المال الصالح في ِ‬
‫يد‬ ‫العبد عزيزاً مباله‪ ،‬وق ْد قال ‪(( : ‬نِعم ُ‬
‫يف ‪ ،‬ليكون ُ‬ ‫ِ‬
‫الوجه الشر ِ‬
‫ُ‬
‫حسن ‪.‬‬
‫حديث ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الصالح)) ‪ .‬وهو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجل‬
‫فهل‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الفقر املضين املهلك ‪ْ (( :‬‬‫ُ‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الديون‬ ‫جيلب اهلموم والغموم كثرةُ‬
‫وإن مما ُ‬
‫تنتظرون إالَّ غنى مطغياً أو فقراً منسياً )) ‪ .‬ولذا استعاذ ‪ ‬فقال ‪ (( :‬اللهم إني‬
‫من الكف ِر والف ْق ِر )) ‪ .‬و (( كاد الف ْق ُر أ ْن يكون كفراً )) ‪.‬‬
‫أعوذُ بك َ‬
‫ابن ماجة ‪ (( :‬ازه ْد في الدنيا‬ ‫ِ‬
‫يتعارض مع احلديث الذي يرويه ُ‬ ‫ُ‬ ‫وهذا ال‬
‫أن ِ‬
‫فيه ضعيفاً ‪.‬‬ ‫الناس )) ‪ .‬على َّ‬ ‫يحبّك اهللُ ‪ ،‬وازه ْد فيما عند ِ‬
‫الناس يحبُّك ُ‬
‫ِ‬
‫استجداء ِ‬
‫الناس‬ ‫الكفاف ‪ ،‬وما يكفيك عن‬
‫ُ‬ ‫لكن المعنى ‪ :‬أن يكون لك‬ ‫َّ‬
‫عنهم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجهك ْ‬ ‫َ‬ ‫يكف‬
‫بل تكو ُن شريفاً نزيهاً ‪ ،‬عندك ما ُّ‬ ‫وطلب ما عندهم من املال ‪ْ ،‬‬
‫(( ومن يستغ ِن يُغنِه اهللُ )) ‪.‬‬
‫من أن تَ َذ َرُه ْم عالةً‬
‫خير ْ‬
‫ك أغنياء ‪ٌ ،‬‬‫الصحيح ‪ (( :‬إنك إ ْن تَ َذ ُر ورَثتَ َ‬
‫ِ‬ ‫ويف‬
‫ن الناس )) ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يتكففو ُ‬
‫أناس ما استطاعوا هلا س ّدا‬‫حقوق ٍ‬ ‫َأس ُّد به ما ق ْد أضاعوا َّ‬
‫وفرطوا‬ ‫ُ‬
‫أحدهم يف ِعَّز ِة ِ‬
‫النفس ‪:‬‬ ‫يقول ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫أحسن األقو ِال قويل لك خ ْذ‬
‫أقبح األقوال كالَّ و ْ‬
‫لعل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اليد‬
‫السفلى )) ‪ُ .‬‬ ‫خير من ِ‬
‫اليد ُّ‬ ‫ويف الصحيح ‪ (( :‬الي ُد العليا ٌ‬
‫السفلى اآلخذةُ أو السائلةُ ‪ ﴿ ،‬يحسبهم الْج ِ‬
‫اه ُل‬ ‫اليد ُّ‬
‫العليا املعطيةُ ‪ ،‬و ُ‬
‫َ ْ َُ ُ ُ َ‬
‫َّع ُّف ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف﴾ ‪.‬‬ ‫َأ ْغنيَاء م َن الت َ‬
‫وجل‬
‫عز َّ‬ ‫فإن اهلل َّ‬ ‫منهم رزقاً أو مكسباً ‪َّ ،‬‬ ‫البشر فتطلب ْ‬ ‫َّ‬
‫والمعنى ‪ :‬ال تتملق َ‬
‫اإلميان قعساءُ ‪ ،‬وأهلُه شرفاءُ ‪ ،‬والعزةُ هلم ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عزَة‬ ‫األجل واخل ْل َق َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫و‬ ‫الرزق‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ضم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ورؤوسهم دائماً مرتفعةٌ ‪ ،‬وأنوفُهم دائماً شاخمةٌ ‪َ ﴿ :‬أيبَتغُو َن ِعن َد ُهم ال ِْع َّزَة فَِإ َّن ِ‬
‫الع َّزَة‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫لِلّ ِه ِ‬
‫جميعاً ﴾ ‪ .‬قال ُ‬
‫الوردي ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ابن‬ ‫َ‬
‫من تلك‬ ‫أنا ال أرغب تقبيل ٍ‬
‫أحسن ْ‬ ‫ُ‬ ‫قطْعُها‬ ‫يد‬ ‫ُ‬
‫اخلجل‬
‫ْ‬ ‫ِرقِّها أو ال فيكفيين‬ ‫كنت‬
‫ُ‬ ‫عن صني ِع‬ ‫إ ْن جزتْين ْ‬
‫***************************************‬
‫****‬
‫ال تتعل ْق بغي ِر ِ‬
‫اهلل‬
‫جيلب اهلموم والغموم التعلُّ ُق‬
‫أن أكثر ما ُ‬ ‫ورأيت َّ‬
‫ُ‬ ‫منهم ؟!‬
‫والقلق ُ‬
‫ُ‬ ‫اخلوف من الناس‬
‫ُ‬ ‫والرزاق هو اهللُ ‪ ،‬فلماذا‬
‫ُ‬ ‫وامليت‬
‫ُ‬ ‫إذا كان احمليي‬
‫ِ‬
‫التوحيد ‪.‬‬ ‫بذمهم ‪ ،‬وهذا من ِ‬
‫ضعف‬ ‫واحلرص على ثناِئهم ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والتضرر ِّ ْ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫منهم ‪،‬‬
‫والتقرب ُ‬
‫ُ‬ ‫رضاهم ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وطلب‬
‫ُ‬ ‫بالناس ‪،‬‬
‫األنام‬
‫وليتك ْترضى و ُ‬ ‫فليتك حتلو واحلياةُ مريرةٌ‬
‫كل الذي فوق الرت ِ‬
‫اب‬ ‫و ُّ‬ ‫الود فال ُك ُّل‬
‫صح منك ُّ‬ ‫إذا َّ‬
‫***************************************‬
‫الص ْد ِر‬
‫انشرح َّ‬
‫ِ‬ ‫أسباب‬
‫ُ‬
‫الصدر ‪ ،‬حىت يكون أوسع‬ ‫يوسع‬ ‫ه‬‫سب صفاِئِه ونقاِئ‬
‫أهمها ‪ :‬التوحي ُد ‪ :‬فإنهُ حِب ِ‬
‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫من الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫ض َعن ِذ ْك ِري‬ ‫يقول سبحانه وتعاىل ‪َ ﴿ :‬وَم ْن َأ ْع َر َ‬ ‫وملح ٍد ‪ُ ،‬‬ ‫شرك ِ‬ ‫وال حياة مل ٍ‬
‫ُ‬
‫شرهُ يوم ال ِْقيام ِة َأ ْعمى ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪ ﴿ :‬فَمن ي ِردِ‬ ‫فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ‬
‫َ ُ‬ ‫ضنكاً َونَ ْح ُ ُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫شةً َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْد َرهُ لِإل ْسالَِم ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه ‪َ ﴿ :‬أفَ َمن َش َر َح اللَّهُ‬ ‫اللّهُ َأن َي ْهديَهُ يَ ْش َر ْح َ‬
‫ص ْد َرهُ لِِإْل ْساَل ِم َف ُه َو َعلَى نُوٍر ِّمن َّربِِّه ﴾ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫اب ‪﴿ ،‬‬ ‫القلق واالضطر ِ‬ ‫اخلوف و ِ‬ ‫الرهبة و ِ‬ ‫الصد ِر و ِ‬ ‫بضيق َّ‬‫وتوعد اهللُ أعداءه ِ‬ ‫َّ‬
‫ب بِ َما َأ ْش َرُكواْ بِاللّ ِه َما لَ ْم ُيَن ِّز ْل بِ ِه ُس ْلطَاناً ﴾ ‪،‬‬ ‫الر ْع َ‬
‫ين َك َف ُرواْ ُّ‬ ‫س ُنل ِْقي فِي ُقلُ ِ َّ ِ‬
‫وب الذ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ْد َرهُ‬‫وب ُهم ِّمن ذ ْك ِر اللَّه ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَ َمن يُ ِرد اللّهُ َأن َي ْهديَهُ يَ ْش َر ْح َ‬ ‫﴿ َف َويْ ٌل لِّ ْل َقاسيَة ُقلُ ُ‬
‫ص َّع ُد فِي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َماء ﴾ ‪.‬‬ ‫ضيِّقاً َح َرجاً َكَأنَّ َما يَ َّ‬ ‫ص ْد َرهُ َ‬ ‫لِإل ْسالَِم َوَمن يُ ِر ْد َأن يُضلَّهُ يَ ْج َع ْل َ‬
‫أكثرهم‬
‫الناس صدوراً ‪ ،‬و ُ‬ ‫النافع ‪ ،‬فالعلماءُ أشر ُح ِ‬ ‫العلم ُ‬ ‫الص ْد َر ‪ُ :‬‬ ‫ومما يشر ُح َّ‬
‫ك َما‬ ‫النبوي ‪َ ﴿ :‬و َعلَّ َم َ‬‫ِّ‬ ‫احملمدي‬
‫ِّ‬ ‫اث‬‫حبوراً ‪ ،‬وأعظمهم سروراً ‪ ،‬ملا عندهم من املري ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫لَ ْم تَ ُك ْن َت ْعلَ ُم ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَا ْعلَ ْم َأنَّهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل اللَّهُ ﴾ ‪.‬‬
‫القلب ‪ ،‬وضياء يف ِ‬
‫الوجه ‪،‬‬ ‫للحسنة نوراً يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالح ‪َّ :‬‬
‫فإن‬ ‫العمل‬ ‫ومنها ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرزق ‪ ،‬وحمبةً يف ِ‬ ‫وسعةَ يف ِ‬
‫اهم َّماء غَ َدقاً ﴾ ‪.‬‬ ‫قلوب اخل ْل ِق ‪ْ ﴿ ،‬‬
‫َأَلس َق ْينَ ُ‬ ‫ََ‬
‫ومنها ‪ :‬الشجاعةُ ‪ :‬فالشجاعُ ُ‬
‫يؤول على الرمح ِن ‪ ،‬فال ُّ‬
‫هتمه‬ ‫ِ‬
‫األركان ‪ ،‬ألنه ُ‬ ‫قوي‬
‫ان ‪ُّ ،‬‬ ‫البطان ‪ ،‬ثابت اجلنَ ِ‬
‫ِ‬ ‫واسع‬
‫ُ َ‬
‫التوجسات ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫األراجيف ‪ ،‬وال تزع ِزعُهُ‬
‫ُ‬ ‫هتزهُ‬
‫احلوادث ‪ ،‬وال ُّ‬
‫ُ‬
‫ض ُر‬ ‫ٍ‬
‫سندس ُخ ْ‬ ‫الليل إال وهي ِم ْن‬ ‫تردى ثبات ِ‬
‫هلا ُ‬ ‫املوت مُحْراً فما أتى‬ ‫َّ‬
‫الس ْم ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِمن‬ ‫وما مات حىت مات مض ِرب ِ‬
‫سيف ِه‬
‫واعتلت عليه القنا ّ‬
‫ْ‬ ‫الضرب‬ ‫ُ‬
‫وظالم قامتٌ ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حاضر ‪ ،‬ووحشةٌ جامثةٌ ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كدر‬
‫فإهنا ٌ‬ ‫اجتناب المعاصي ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ومنها ‪:‬‬
‫الذ َّل إدماهُن ا‬
‫ورث ُّ‬
‫وق ْد يُ ُ‬ ‫يت القلوب‬
‫رأيت الذنوب مُت ُ‬
‫ُ‬
‫﴿‬ ‫ِ‬
‫واخللطة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والطعام واملنام‬ ‫ِ‬
‫الكالم‬ ‫ِ‬
‫المباحات ‪ :‬من‬ ‫ومنها ‪ :‬اجتناب ِ‬
‫كثرة‬ ‫ُ‬
‫يب َعتِي ٌد ﴾‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضو َن ﴾ ‪ ﴿ ،‬ما يل ِْف ُ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ظ من َق ْو ٍل ِإاَّل لَ َديْه َرق ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ين ُه ْم َع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِر ُ‬
‫َوالذ َ‬
‫‪ ﴿ ،‬و ُكلُواْ َوا ْش َربُواْ َوالَ تُ ْس ِرفُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫*************************************‬

‫ِ‬
‫القضاء‬ ‫فُ ِرغ من‬
‫ِ‬
‫واالضطراب ‪ ،‬فقال له‬ ‫واهلموم طبيب ِ‬
‫القلق‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫باهلواجس‬ ‫أحد املرضى‬
‫سأل ُ‬‫َ‬
‫فيه حركةٌ وال‬ ‫غ من ِ‬
‫خلق ِه وتدب ِريه ‪ ،‬وال يقع ِ‬ ‫اعلم َّ‬
‫ُ‬ ‫أن العامل ق ْد فر َ ْ‬ ‫املسلم ‪ْ :‬‬
‫ُ‬ ‫الطبيب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخالئق قبل أ ْن يَ ْخلُ َق‬ ‫((إن اهلل كتب مقادير‬ ‫والغم؟! َّ‬
‫اهلم ُّ‬ ‫اهلل ‪ ،‬فلِم ُّ‬
‫مَهْس إال بإذن ِ‬
‫ٌ‬
‫الخلْق بخمسينـ ألف ٍ‬
‫سنة)) ‪.‬‬
‫قال املتنيب على هذا ‪:‬‬

‫ني العظي ِم العظاِئ ُم‬


‫وتصغر يف ع ِ‬
‫ُ‬ ‫صغارها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتعظُ ُم يف عني الصغري ُ‬
‫ْ‬
‫*********************************‬
‫طَ ْع ُم الحريَِّة اللذي ُذ‬
‫وجرة‬ ‫ٍ‬
‫ثالمثائة وستون رغيفاً َّ‬ ‫ِ‬
‫عندهُ‬
‫من َ‬‫الراشد يف كتاب ( املسار ) ‪ْ :‬‬ ‫ُ‬ ‫يقول‬
‫ُ‬
‫وألف وستمائة مترة ‪ ،‬مل يستعب ْده أح ٌد ‪.‬‬ ‫زيت ٌ‬ ‫ٍ‬
‫الر ِّق غال ِ‬
‫هلل‬ ‫اليابس ِ‬
‫واملاء ‪ ،‬سلِم من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫السلف ‪ :‬م ِن اكتفى باخلب ِز‬ ‫ِ‬ ‫أحد‬
‫وقال ُ‬
‫َأِلح ٍد ِعن َدهُ ِمن ِّن ْع َم ٍة تُ ْج َزى ﴾ ‪.‬‬
‫تعاىل ﴿ َو َما َ‬
‫أحدهم‪: /‬‬
‫قال ُ‬

‫لكنت حراً‬ ‫ِِ‬


‫ت ُ‬ ‫ولو أين قن ْع ُ‬
‫ْ‬ ‫أطعت مطامعي فاستعبدتين‬
‫ُ‬
‫آخر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬

‫على أهَّن ْم فيها عُراةٌ ُ‬


‫وج َّوعُ‬ ‫أرى أشقياء ِ‬
‫الناس ال يسأموهنا‬
‫َّع‬ ‫عن ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قليل تقش ُ‬ ‫سحابةُ صيف ْ‬ ‫تسُّر فإهنا‬
‫كانت ُ‬
‫أراها وإ ْن ْ‬
‫ِ‬
‫الوظيفة ‪ ،‬سوف‬ ‫ِ‬
‫املنصب أو‬ ‫املال أو‬ ‫ِ‬
‫السعادة جبمع ِ‬ ‫يسعون على‬ ‫َّ‬
‫إن الذين ْ‬
‫وأهنم ما جلبوا إال اهلموم‪ /‬والغموم‪َ ﴿ ، /‬ولََق ْد‬ ‫هم اخلاسرون ح ّقاً ‪ْ ،‬‬ ‫أهنم ُ‬
‫يعلمون ْ‬
‫ادى َك َما َخلَ ْقنَا ُك ْم ََّأو َل َم َّر ٍة َوَت َر ْكتُم َّما َخ َّولْنَا ُك ْم َو َراء ظُ ُهو ِر ُك ْم ﴾ ‪،‬‬ ‫ِجْئتُ ُمونَا ُف َر َ‬
‫الد ْنيَا{‪َ }16‬واآْل ِخ َرةُ َخ ْي ٌر َو َْأب َقى ﴾ ‪.‬‬ ‫ْحيَاةَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫﴿ بَ ْل تُْؤ ث ُرو َن ال َ‬
‫************************************‬
‫التراب‬
‫ُ‬ ‫الثوري َّ‬
‫مخدتُهُ‬ ‫ُّ‬ ‫سفيا ُن‬
‫الناس‬
‫حاج ‪ ،‬فقال له ُ‬ ‫من ِ‪/‬‬
‫الرتاب يف مزدلفة وهو ٌّ‬ ‫كومةً ْ‬‫الثوري ْ‬
‫ُّ‬ ‫توسد سفيا ُن‬
‫َّ‬
‫أعظم‬ ‫ِّث الدنيا ؟ قال ‪ :‬ملخدَّيت ِ‬
‫هذه‬ ‫الرتاب وأنت حُم د ُ‬
‫َ‪/‬‬ ‫مثل هذا املوط ِن َّ‬
‫تتوس ُد‬ ‫‪ :‬أيف ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اخلليفة ‪.‬‬ ‫من ِ‬
‫خمدة أيب جعف ٍر املنصو ِر‬ ‫ْ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿ قُل لن يُص َيبنَا ِإالَّ َما َكتَ َ‬
‫ب اللّهُ ﴾ ‪.‬‬
‫*********************************‬
‫ين‬‫ف‬‫رج ِ‬
‫ال تركن إلى الم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أكثر ِ‬
‫الناس‬ ‫خياف منها ُ‬ ‫واإلرهاصات اخلاطئةُ املغلوبةُ ‪ ،‬اليت ُ‬ ‫ُ‬ ‫الوعود الكاذبةُ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫شاء َواللّهُ يَ ِع ُد ُكم‬
‫الش ْيطَا ُن يَ ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َويَ ُْأم ُر ُكم بِالْ َف ْح َ‬
‫أوهام ‪َّ ﴿ ،‬‬
‫‪ ،‬إمنا هي ٌ‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّمغْ ِف َرةً ِّم ْنهُ َوفَ ْ‬
‫ضالًـ َواللّهُ َواس ٌع َعل ٌ‬
‫باإلحباط واإلخفاق ‪.‬‬‫ِ‬ ‫اليأس والشعو ِر‬ ‫مثرات ِ‬ ‫ِ‬
‫واألرق و ُق ْرحةُ املعدة ‪ُ :‬‬ ‫ُ‬ ‫والقلق‬
‫ُ‬
‫***********************************‬
‫السب َّ‬
‫والش ْت ُم‬ ‫ُّ‬ ‫يضرك‬
‫لن َّ‬
‫ْ‬
‫يقول ‪ :‬أنا ال أقرُأ رسائل الشت ِم‬
‫األمريكي ( إبراهام لينكولن ) ُ‬ ‫ُّ‬ ‫الرئيس‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫اشتغلت هبا ملا‬
‫ُ‬ ‫الرد عليها ؛ ألنين لو‬
‫أفتح مظروفها فضالً عن ِّ‬ ‫ُ‬ ‫إيل ‪ ،‬وال‬
‫وجه َّ‬‫اليت تُ َّ‬
‫َ‬
‫اص َف ْح‬
‫يل ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَ ْ‬ ‫الص ْفح ال ِ‬ ‫قدَّمت شيئاً لشعيب ﴿فََأ ْع ِر ْ‬
‫ْجم َ‬
‫اص َف ِح َّ َ َ‬ ‫ض َع ْن ُه ْم ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَ ْ‬
‫َع ْن ُه ْم َوقُ ْل َساَل ٌم ﴾ ‪.‬‬
‫حسا ُن ‪:‬‬
‫قال َّ‬
‫لئيم‬ ‫ب‬‫أو حلاين بظه ِر َغْي ٍ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫أنب باحلز ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ما أبايل َّ ْ‬
‫ِ‬
‫واحلقراء الشتّامني املتسلقني على‬ ‫ِ‬
‫والسخفاء‬ ‫ِ‬
‫اللؤماء‬ ‫ِ‬
‫كلمات‬ ‫المعنى ‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫مسلم ‪ ،‬أو أن يتحرك‬
‫ميكن أ ْن يتلفت هلا ٌ‬ ‫تضر وال ُت ُه ُّم ‪ ،‬وال ُ‬ ‫أعراض ِ‬
‫الناس ‪ ،‬ال ُّ‬ ‫ِ‬
‫منها شجاعٌ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫مرؤوسية الذين كالوا له‬ ‫فتعامل مع‬ ‫حيرص على الشهر ِة ‪،‬‬ ‫العاملية ِ‬
‫الثانية رجالً المعاً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫احلرب‬ ‫ِ‬
‫األمريكية يف ِ‬ ‫ِ‬
‫البحرية‬ ‫قائد‬
‫كان ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت َّ‬
‫أن الكالم ال‬ ‫وكربت سين ‪ ،‬وعلم ُ‬ ‫واإلهانات ‪ ،‬حىت قال ‪ :‬أصبح اليوم عندي من ِ‬
‫النقد مناعةٌ ‪ ،‬لق ْد َع َج َم عودي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الشتائم والسباب‬
‫ْ‬
‫ف ُسوراً حصيناً ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يهدم وال ينس ُ‬
‫ُ‬
‫جاوزت َّ‬
‫حد األربعينا‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫وق ْد‬ ‫وماذا تبتغي الشعراءُ ميّن‬
‫السالم – أنهُ قال ‪ :‬أحبوا أعداءكم‪. /‬‬ ‫ُ‬ ‫ذكر عن عيسى – عليه‬
‫يُ ُ‬
‫عاماً ‪ ،‬حىت تسلموا من ِّ‬
‫التشفي‪/‬‬ ‫والمعنى ‪ :‬أ ْن تُصدروا يف أعداِئ‬
‫كم عفواً ّ‬ ‫ْ‬
‫ين‬‫ِِ‬ ‫َّاس َواللّهُ يُ ِح ُّ‬
‫ين َع ِن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال ُْم ْحسن َ‬ ‫واالنتقام واحلقد الذي‪ /‬ينهي حياتَ ُك ْم‪َ ﴿ ،‬وال َْعاف َ‬
‫يب َعلَْي ُك ُم الَْي ْو َم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ع َفا اللّهُ َع َّما‬
‫فأنتم الطلقاءُ)) ‪ ﴿ ،‬الَ َت ْث َر َ‬
‫﴾‪(( .‬اذهبوا ُ‬
‫َسلَف ﴾ ‪.‬‬
‫*************************************‬
‫الكو ِن‬
‫اقرأ الجمال في ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يشرح الصدر‪ /‬قراءةُ اجلمال يف خ ْل ِق ذي اجلالل واإلكرام‪ ،‬والتمت ُ‬
‫ُّع بالنظ ِر‬ ‫ُ‬ ‫مما‬
‫ات‬ ‫يقول يف ِ‬
‫خلق ِه ‪ ﴿ :‬فََأنبَْتنَا بِ ِه َح َداِئ َق َذ َ‬ ‫إن اهلل ُ‬ ‫املفتوح ‪َّ ،‬‬ ‫الكتاب‬ ‫ِ‬
‫الكون‪ ،‬هذا‬ ‫يف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ين ِمن ُدونِِه ﴾ ‪ ﴿ ،‬قُ ِل انظُُرواْ َما َذا‬ ‫َّ ِ‬ ‫ْق اللَّ ِه فَ ِ‬
‫َأروني َما َذا َخلَ َق الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َب ْه َج ٍة ﴾ ﴿ َه َذا َخل ُ‬
‫ض﴾ ‪.‬‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫فِي َّ‬
‫ٍ‬
‫حكمة‬ ‫الكون ما يدلُّك على‬ ‫ِ‬ ‫صفحات ‪ ،‬من أخبا ِر‬‫ِ‬ ‫أنقل لك ‪ ،‬بعد‬ ‫وسوف ُ‬
‫وعظمة ﴿الَّ ِذي َأ ْعطَى ُك َّل َش ْي ٍء َخ ْل َقهُ ثُ َّم َه َدى ﴾ ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬

‫صوراً‪ /‬ما قرأهُت ا يف كتايب‬ ‫وكتايب الفضاء َأقرُأ ِ‬


‫فيه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلدول ‪ ..‬يف‬ ‫ِ‬
‫الساطعة ‪ ،‬يف النه ِر ‪ ..‬يف‬ ‫ِ‬
‫والنجوم‬ ‫ِ‬
‫الالمعة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الشمس‬ ‫قراءةٌ يف‬
‫اهلواء ‪ ..‬يف ِ‬
‫املاء ‪،‬‬ ‫الضياء ‪ ..‬يف ِ‬
‫ِ‬ ‫التل ‪ ..‬يف الشجر ِة ‪ ..‬يف الثمر ِة ‪ ..‬يف‬
‫ِّ‬
‫الواحد‬ ‫ُّ‬
‫تدل على أنَّه‬ ‫ويف كل ٍ‬
‫شيء لهُ آيةٌ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫يقول إيليا أبو ماضي ‪:‬‬

‫كيف تغدو إذا غدوت عليالَ‬ ‫أيُّها الشاكي‪ /‬وما بك داءٌ‬


‫أن ترى فوقهُ النَّدى إكليالَ‬ ‫ِ‬
‫الورود وَت ْع َمى‬ ‫أترى الشوك‪ /‬يف‬
‫ِ‬
‫الوجود شيئاً مجيال‬ ‫ال يرى يف‬ ‫والذي نفسه بغ ِري ٍ‬
‫مجال‬ ‫ُ‬
‫***************************************‬
‫****‬
‫ف ُخلِ َق ْ‬
‫ت﴾‬ ‫﴿ َأفَاَل يَنظُُرو َن ِإلَى اِإْل بِ ِل َك ْي َ‬
‫أن املبدع حكيم ال يلعب بالن ِ‬
‫َّرد ‪.‬‬ ‫يعلم َّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ينظر إىل الكون ْ‬ ‫يقول أيْنشتاين ‪َ :‬م ْن ْ‬ ‫ُ‬
‫ْح ِّق ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أفَ َح ِس ْبتُ ْم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اه َما ِإاَّل بِال َ‬
‫س َن ُك َّل َش ْيء َخلَ َقهُ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ما َخلَ ْقنَ ُ‬ ‫﴿ الَّذي ْ‬
‫َأح َ‬
‫َأنَّ َما َخلَ ْقنَا ُك ْم َعبَثاً ﴾‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫شيء حِب س ٍ‬‫أن كل ٍ‬
‫من يرى‬ ‫يعلم ْ‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫وبنظام‬ ‫وبرتتيب‬ ‫‪،‬‬ ‫وحبكمة‬ ‫بان‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫والمعنى ‪َّ َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫جل يف عالهُ ‪.‬‬ ‫أن هناك إهلاً قديراً ال جُي ري األمور‪ /‬جمازفةً ‪َّ ،‬‬ ‫هذا الكون َّ‬
‫ان ﴾ ‪ ﴿ ،‬اَل َّ‬ ‫الشمس والْ َقمر بِحسب ٍ‬
‫س‬‫الش ْم ُ‬ ‫يقول سبحانهُ وتعاىل ‪َ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َّ ﴿ :‬‬ ‫مثَّ ُ‬
‫َّها ِر و ُكلٌّ فِي َفلَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ك يَ ْسبَ ُحو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫يَنبَغي لَ َها َأن تُ ْد ِر َك الْ َق َم َر َواَل الل ْي ُل َساب ُق الن َ َ‬
‫**********************************‬
‫ص‬ ‫ِ‬
‫ال يجدي الح ْر ُ‬
‫ِ‬
‫نفس حتى تستكمل ر ْزقها وأجلَها )) ‪ .‬فلم اجلََزعُ‬ ‫تموت ٌ‬ ‫َ‬ ‫لن‬
‫قال ‪ْ (( : ‬‬
‫ٍ ِ‬
‫غ ؟! ﴿ َو ُك ُّل َش ْيء عن َدهُ‬
‫من هذا و َفَر َ‬ ‫انتهى‬ ‫إذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إذ‬ ‫ص‬ ‫ر‬‫؟!ومِل اهللَع ؟! ومِل احلِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َُ‬
‫بِ ِم ْق َدا ٍر ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َكا َن َْأم ُر اللَّ ِه قَ َدراً َّم ْق ُدوراً ﴾ ‪.‬‬
‫**************************************‬
‫ِ‬
‫السيئات‬ ‫األزمات ِّ‬
‫تكف ُر عنك‬ ‫ُ‬
‫املعتز أنه قال ‪ :‬آهلل ما أوطأ راحلةً املتوكل على ِ‬
‫اهلل ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يُذ َك ُر عن الشاع ِر ابن ِّ ُ‬
‫من‬ ‫الواثق ِ‬
‫وما أسرع ْأوبةَ ِ‬
‫يصيب المؤم َن ْ‬
‫ُ‬ ‫صح عنهُ ‪ ‬أنهُ قال ‪ (( :‬ما‬
‫باهلل !! وقد َّ‬
‫مرض ‪ ،‬حتى الشوكةُ يُشا ُكها ‪،‬‬ ‫وصب ‪ ،‬وال ٍ‬
‫نصب ‪ ،‬وال ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫غم ‪ ،‬وال‬
‫هم ‪ ،‬وال ٍّ‬
‫ٍّ‬
‫ف أنهُ‬
‫وعَر َ‬
‫من خطاياهُ )) ‪ .‬فهذا‪ /‬ملن صرب واحتسب وأناب ‪َ ،‬‬ ‫إال َّ‬
‫كفر اهللُ بها ْ‬
‫ِ‬
‫الوهاب ‪.‬‬ ‫ِ‪/‬‬
‫الواحد‬ ‫يتعامل مع‬
‫ُ‬ ‫حكيمة تضفي على ِ‬
‫العبد قوةً وانشراحاً ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫قال املتنيب يف ٍ‬
‫أبيات‬

‫فيه ُروحك البد ُن‬‫ما دام يصحب ِ‬ ‫ٍ‬


‫مكرتث‬ ‫غيَر‬
‫ُ‬ ‫ال تلق دهرك إال ْ‬
‫يرد عليك الغائب احلز ُن‬ ‫وال ُّ‬ ‫فما يُدميُ ُسروراً‪ /‬ما ُس ِر ْرت ِبه‬
‫ْأس ْوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم َواَل َت ْف َر ُحوا بِ َما آتَا ُك ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫﴿ ل َك ْياَل تَ َ‬
‫**********************************‬
‫»‬ ‫يل‬‫« حسبنَا اللّهُ ونِعم الْوكِ‬
‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫فصارت‬ ‫إبراهيم ملا ُألقي يف النا ِ‪/‬ر ‪،‬‬ ‫يل » ‪ :‬قاهلا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫« َح ْس ُبنَا اللّهُ َون ْع َم ال َْوك ُ‬
‫ُأح ٍد ‪ ،‬فنصره اهللُ ‪.‬‬ ‫برداً وسالماً ‪ .‬وقال حمم ٌد ‪ ‬يف ُ‬ ‫ْ‬
‫إيل حاجةٌ ؟ فقال له‬ ‫جربيل ‪ :‬ألك َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫املنجنيق قال له‬ ‫إبراهيم يف‬
‫ُ‬ ‫ملا ُو ِضع‬
‫وأما إىل ِ‬
‫اهلل َفَن َع ْم !‬ ‫إبراهيم ‪َّ :‬أما إليك فال ‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ومخدت تلك ‪ ،‬بسبب ‪« :‬‬ ‫ْ‬ ‫جف هذا ‪،‬‬ ‫والنار حَتْ ِر ُق ‪ ،‬ولكن َّ‬ ‫رق ‪ُ ،‬‬ ‫البحر يُ ْغ ُ‬
‫ُ‬
‫يل » ‪.‬‬ ‫حسبنَا اللّهُ ونِعم الْوكِ‬
‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫ال َكاَّل ِإ َّن َم ِع َي َربِّي‬‫والعد خلفه ‪ ،‬فقال ‪ ﴿ :‬قَ َ‬ ‫البحر أمامه َّ‬ ‫رأى موسى َ‬
‫بإذن ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫سي ْه ِدي ِن ﴾ ‪ .‬فنجا ِ‬
‫ََ‬
‫عشها ‪ ،‬والعنكبوت فبنت بيتها بف ِم‬ ‫فبنت ّ‬ ‫أن الرسول ‪ ‬ملا دخل الغار ‪َّ ،‬‬
‫سخ اهلل احلمام ْ‬
‫ِ‬
‫السرية َّ‬ ‫ذُكِر يف‬
‫الغا ِر ‪ ،‬فقال املشركون ‪ :‬ما دخل هنا حمم ٌ‪/‬د ‪.‬‬
‫الربية مل ِ‬
‫تنس ْخ ومل حَتُ ِم‬ ‫خ ِري ِ‬ ‫ظنُّوا احلمام وظنُّوا العنكبوت على‬
‫ِ‬
‫اُألطم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عنايةُ ِ‬
‫وعن عال من ُ‬ ‫الدروع ْ‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫مضاعفة‬ ‫عن‬
‫أغنيت ْ‬‫ْ‬ ‫اهلل‬
‫العبد ‪ ،‬ونظر َّ‬
‫أن هناك ربّاً قديراً ناصراً وليّاً‬ ‫تلمحها ُ‬
‫إهنا العنايةُ الربانيةُ إذا َّ‬
‫يركن العب ُد إليه ‪.‬‬
‫رامحاً ‪ ،‬حينها ُ‬
‫يقول شوقي ‪:‬‬
‫ُ‬

‫فاحلوادث ُكلُّهن أما ُن‬


‫ُ‬ ‫ْمن‬ ‫ك عيوهُن ا‬
‫الحظت َ‬
‫ْ‬ ‫وإذا العنايةُ‬
‫ك بَِأ ْعينِنَا ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَاللّهُ َخ ْير حافِظاً و ُهو َأرحم َّ ِ ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬
‫الراحم َ‬ ‫َ َ َُْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫﴿ فَِإ نَّ َ ُ‬
‫*************************************‬
‫الس ِ‬
‫عادة‬ ‫نات َّ‬
‫مكو ُ‬
‫ِّ‬
‫معافى في بدنه ‪ ،‬عندهُ‬ ‫ً‬ ‫من بات آمناً في ِس ْر ِبه ‪،‬‬ ‫الرتمذي عنهُ ‪ْ (( : ‬‬
‫ِّ‬ ‫وعند‬
‫ت له الدنيا بحذافِي ِرها )) ‪.‬‬ ‫يوم ِه ‪ ،‬فكأنما ِح َيز ْ‬‫قوت ِ‬ ‫ُ‬
‫مأوى وكان آمناً ‪ ،‬فق ْد حصل على‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫واملعىن ‪ :‬إذا حصل على ٍ‬
‫غذاء‬
‫ً‬
‫لكنهم ال‬ ‫اخلريات ‪ ،‬وهذا حيصل عليه كثريٌ من ِ‬
‫الناس ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأفضل‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السعادات‬ ‫أحس ِن‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يذكرونه ‪ ،‬وال ينظرون إليه وال يلمسونه ‪.‬‬
‫ت َعلَي ُكم نِعمتِي ﴾ ‪ٍ ُّ .‬‬
‫ت‬‫فأي نعمة متّ ْ‬ ‫يقول سبحانه وتعاىل لرسوله ‪َ ﴿ :‬وَأتْ َم ْم ُ ْ ْ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الرسول ‪ ‬؟‬ ‫على‬
‫ميلك‬
‫ضةُ ‪ ،‬ومل ْ‬ ‫أهي املادةُ ؟ أهو الغذاء ؟ أهي القصور والدور والذهب ِ‬
‫والف َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫من ذلك شيئاً ؟‬
‫ط َح َجريْ ِن على بطنِ ِه ‪،‬‬ ‫جريد ِ‬
‫النخل ‪ ،‬ويرب ُ‬ ‫ني ‪ ،‬سق ُفها من ِ‬
‫ْ‬ ‫من ط ٍ‬ ‫ٍ‬
‫إن هذا الرسول العظيم ‪ ‬كان ُ‬
‫ينام يف غرفة ْ‬ ‫َّ‬
‫جيد رديء التم ِر‬ ‫يهودي يف ثالثني صاعاً من شع ٍري‪ ،‬ويدور ثالثة ٍ‬
‫أيام ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫جنبه ‪ ،‬ورهن ِد ْرعهُ عند‬
‫النخل تؤثِّر يف ِ‬
‫من َس َعف ِ‬ ‫ٍ‬
‫ويتوس ُد على خمدَّة ْ‬
‫َّ‬
‫ليأكله ويشبع منه‪.‬‬

‫األجل‬
‫ُ‬ ‫ك‬ ‫من الشَّع ِري وأبقى َ‬
‫ره َ‬ ‫ٍ‬
‫شظف‬ ‫ِمت ودرعُك مرهو ٌن على‬
‫حىت ُدعيت أبا ِ‬
‫األيتام يا بَطَ ُل‬ ‫ألن فيك معاين اليُْت ِ‪/‬م أعذبُهُ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫قصيدة أخرى ‪:‬‬ ‫وقلت يف‬
‫ُ‬
‫كهف من العل ِم‬ ‫بيت من الط ِ‬ ‫شاهق ٍ‬ ‫كل قص ٍر ٍ‬
‫ني أو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عمد‬ ‫عن ِّ‬‫كفاك ْ‬
‫أروع اخلي ِم‬
‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َي اخليام اليت ْ‬ ‫نُ ْ‬ ‫تبين الفضائل أبراجاً مشيَّد ًة‬
‫ضى ﴾ ‪،‬‬ ‫ك َفَت ْر َ‬ ‫ف ُي ْع ِط َ‬
‫يك َربُّ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫}‬‫‪4‬‬ ‫ى{‬‫َ‬‫ل‬ ‫اُأْلو‬ ‫ن‬ ‫م‬‫كِ‬ ‫َ‬ ‫﴿ ولَآْل ِخرةُ َخ ْي ٌر لَّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫﴿ ِإنَّا َأ ْعطَْينَ َ‬
‫اك الْ َك ْو َث َر ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫نَصب الم ْن ِ‬
‫صب‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الوردي ‪:‬‬ ‫ابن‬ ‫متاعب ِ‬‫ِ‬
‫ُّ‬ ‫املنصب ‪ ،‬قال ُ‬
‫ُ‬ ‫احلياة‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫مداراة الس َف ْل‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫يا عنائي ْ‬ ‫املنصب أوهي َجلَدي‬ ‫نصب‬
‫ُ‬
‫الو ْج ِه ‪ِّ ،‬‬
‫والص ِّحة‪ /‬والراحةَ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ان ضريبةَ املنصب غاليةٌ ‪ ،‬إهنا تأخ ُذ ماء َ‬ ‫واملعىن ‪َّ :‬‬
‫من‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‪/‬‬
‫من عرقه ‪ ،‬من دم ‪ْ ،‬‬ ‫الضرائب اليت يدفعُها يوميّاً ‪ْ ،‬‬ ‫من تلك‬
‫وقليل َم ْن ينجو ْ‬
‫ٌ‬
‫تسأل اإلمارةَ)) ‪.‬‬‫مسعتِه ‪ ،‬من راحتِه ‪ ،‬من عزتِه ‪ ،‬من شرفِه ‪ ،‬من كرامتِه ‪(( ،‬ال ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك َعنِّي ُس ْلطَانِي ْه ﴾ ‪.‬‬
‫ت المرضعةُ وبِئست الفاطمةُ)) ﴿ َهلَ َ‬ ‫((نِ ْعم ِ‬
‫َ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫أليس مصري ذلك ِ‬
‫للزوال ؟!‬ ‫هب الدنيا تصريُ غليك عفواً‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫شيء ‪ ،‬فإىل أي شيء تذهب ؟ إىل ِ‬
‫الفناء ‪َ ﴿ ،‬و َي ْب َقى‬ ‫أن الدنيا أتت بكل ٍ‬ ‫قد ِّْر َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْجاَل ِل َواِإْل ْك َر ِام ﴾ ‪.‬‬
‫ك ذُو ال َ‬ ‫َو ْجهُ َربِّ َ‬
‫األوجاع ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ين رأساً ‪َّ ،‬‬
‫فإن الرأس كثريُ‬ ‫تكن يا بُ َّ‬
‫أحد الصاحلني البنه ‪ :‬ال ْ‬
‫قال ُ‬
‫تصل إال إىل هؤالء املقدَّمني ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّر دائماً والرَّت ُّؤ س ‪َّ ،‬‬ ‫واملعىن ‪ :‬ال حُتِ َّ‬
‫فإن االنتقادات والشتائم واإلحراجات والضرائب ال ُ‬ ‫ب التصد َ‬
‫عدل‬
‫ويل الس ْلطة هذا إ ْن ْ‬ ‫الناس أعداءٌ ملِ ْن‬
‫إن نصف ِ‬
‫َّ‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫هيا إلى الصالة‬
‫الصالَ ِة ﴾ ‪.‬‬
‫الص ْب ِر َو َّ‬ ‫استَ ِعينُواْ بِ َّ‬
‫آمنُواْ ْ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫﴿ يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫ِ‬
‫الصالة ‪.‬‬ ‫أمر فَزِع إىل‬ ‫كان ‪ ‬إذا حزبه ٌ‬
‫بالل )) ‪.‬‬ ‫يقول ‪ (( :‬أ ِرح ْنا بها يا ُ‬ ‫وكان ُ‬
‫ِ‬
‫الصالة )) ‪.‬‬ ‫قرةُ عيني في‬ ‫ويقول ‪ُ (( :‬جعلت َّ‬ ‫ُ‬
‫فاهرع إىل املصلَّى ِّ‬
‫فصل ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫األمر ‪ ،‬وكثر امل ْك ُر ‪،‬‬ ‫إذا ضاق الصد ُر ‪ ،‬وصعُب‪ُ /‬‬
‫األصحاب ‪ ،‬فعليك‬ ‫ُ‬ ‫وتغيَر‬
‫واختلفت الليايل ‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫أظلمت يف وج ِهك ُ‬
‫األيام ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫إذا‬
‫ِ‬
‫بالصالة ‪.‬‬
‫بالصالة ‪ِ ،‬‬
‫كيوم ي ْد ٍر‬ ‫ِ‬ ‫يشرح صدره‬ ‫ِ‬
‫العظيمة‬ ‫املهم ِ‬
‫ات‬ ‫النيب ‪ ‬يف َّ‬
‫ُ‬ ‫كان ُّ‬
‫الفتح )‬
‫صاحب ( ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلافظ ابن حج ٍر‬ ‫ِ‬ ‫واألحزاب وغ ِريها من املواط ِن ‪ .‬وذكروا ع ِن‬ ‫ِ‬
‫ففرج اهللُ عنهُ ‪.‬‬‫اللصوص ‪ ،‬فقام يصلي ‪َّ ،‬‬ ‫القلعة مبصر فأحط به‬ ‫أنه ذهب إىل ِ‬
‫ُ‬
‫لص يف إحدى‬ ‫أن رجالً من الصاحلني لقيه ٌّ‬ ‫وابن القي ِ‪/‬م ‪َّ :‬‬
‫ابن عساكر ُ‬ ‫وذكر ُ‬
‫مهلة ليصلي ركعتني ‪ ،‬فقام فافتتح‬ ‫الشام ‪ ،‬فأجهز عليه ليقتله ‪ ،‬فطلب منه ٍ‬ ‫طرق ِ‪/‬‬ ‫ِ‬
‫فرددها‬‫ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ ﴾ ‪َّ .‬‬ ‫يب ال ُْم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالة ‪َّ ،‬‬
‫وتذكَر قول اهلل تعاىل ‪ََّ ﴿ :‬أمن يُج ُ‬
‫جييب‬
‫من ُ‬ ‫رسول ْ‬
‫ُ‬ ‫حبربة َف َقتَ َل اجملرم ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنا‬ ‫السماء ٍ‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫ملك من‬ ‫ثالثاً ‪ ،‬فنزل ٌ‬
‫اصطَبِ ْر َعلَْي َها ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن َّ‬
‫الصاَل َة َت ْن َهى‬ ‫ك بِ َّ ِ‬ ‫املضطر إذا دعاهُ ‪َ ﴿ .‬وْأ ُم ْر َْأهلَ َ‬
‫الصاَل ة َو ْ‬ ‫َّ‬
‫ت َعلَى ال ُْمْؤ ِمنِي َن كِتَاباً َّم ْوقُوتاً ﴾ ‪.‬‬ ‫الصالَةَ َكانَ ْ‬ ‫شاء َوال ُْمن َك ِر ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن َّ‬ ‫َع ِن الْ َف ْح َ‬
‫والغم ‪ ،‬الصالةُ على الرسول ‪ ﴿ : ‬يَا‬ ‫اهلم َّ‬ ‫ويزيل َّ‬‫ُ‬ ‫يشرح الصدر‪، /‬‬ ‫ُ‬ ‫وإن ممَّا‬
‫صلُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً ﴾ ‪.‬‬ ‫آمنُوا َ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫َُّأي َها الذ َ‬
‫أن ُأيَبَّ بن كعب – رضي اهللُ عنهُ – قال ‪ :‬يا‬ ‫الرتمذي ‪َّ :‬‬
‫ِّ‬ ‫صح ذلك عند‬ ‫َّ‬
‫أجعل لك من صاليت ؟ قال ‪ (( :‬ما شئت )) ‪ .‬قال ‪ :‬الربع ؟ قال‬ ‫ِ‬
‫كم ُ‬ ‫رسول اهلل ‪ْ ،‬‬
‫الثلُثنْي ؟ قال ‪ (( :‬ما شئت ‪ ،‬وإ ْن‬ ‫فخي ٌـر )) ‪ .‬قال ‪ُّ :‬‬ ‫‪ (( :‬ما شئت ‪ ،‬وإ ْن زدت ْ‬
‫غفر ذنبُك ‪،‬‬
‫كلها ؟ قال ‪ (( :‬إذ ْن يُ ُ‬
‫أجعل لك صاليت َّ‬
‫فخير )) ‪ .‬قال ‪ُ :‬‬
‫زدت ٌ‬
‫همك )) ‪.‬‬
‫وتُ ْكفى ُّ‬
‫من صلَّى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والسالم على سيد اخل ْل ِق ‪ْ (( :‬‬ ‫بالصالة‬ ‫يزول‬
‫اهلم ُ‬ ‫الشاهد ‪ ،‬أ ْن َّ‬
‫ُ‬ ‫وهنا‬
‫علي ليلة‬ ‫ِ‬
‫الصالة َّ‬ ‫عليه بها َع ْشراً )) ‪ (( .‬أكِثروا من‬ ‫علي صالةً واحدةً صلَّى اهلل ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫عرض‬ ‫ِ‬
‫الجمعة ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫علي)) ‪ .‬قالوا‪ : /‬كيف تُ ُ‬ ‫صالتكم معروضةٌ َّ‬ ‫ْ‬ ‫فإن‬ ‫الجمعة ويوم‬
‫ِ‬
‫األرض أ ْن‬ ‫حرم على‬ ‫أرمت ؟! ‪-‬أي بليت‪ -‬قال‪َّ :‬‬
‫((إن اهلل َّ‬ ‫عليك صالتُنا وق ْد ْ‬
‫ِ‬
‫إن للذين يقتدون به ‪ ‬ويتّبعون النور‪ /‬الذي ُأنْ ِز َل معهُ‬ ‫األنبياء)) ‪َّ .‬‬ ‫تأكل أجساد‬
‫ِ‬
‫ورفعة ذكر ِه ‪.‬‬ ‫انشراح صد ِره وعُ ِّلو قد ِره‬
‫ِ‬ ‫نصيباً من‬
‫ِ‬
‫الرسول ‪ ‬هي الصالةُ اإلبراهيميةُ ‪ :‬اللهم صل على ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة على‬ ‫أكمل‬ ‫ابن تيمية ‪:‬‬
‫حممد‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يقول ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫حممد كما بار ْكت على إبراهيم وعلى ِآل إبراهيم‬ ‫ٍ‬
‫حممد وعلى ِآل ‪/‬‬
‫وبارك على ‪/‬‬ ‫ٍ‬
‫حمم ‪/‬د كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ‪ْ ،‬‬ ‫وعلى آل َّ‬
‫يف العاملني ‪ .‬إنك محي ٌد جمي ٌد ‪.‬‬

‫اليوم أغلى ما لَ َد ْينَا‬ ‫نسينا يف ِ‬


‫ودادك ُك َّل ِ‬
‫فأنت َ‬ ‫غال‬
‫نالم وما علينا‬ ‫ِ‬
‫لنا شرفاً ُ‬ ‫كم ويكفي‬‫الم على حمبَّت ْ‬
‫نُ ُ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫الص ْد ِر‬
‫الص َدقةُ َسعةٌ في َّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫اإلحسان ‪ ،‬من‬ ‫فعل‬ ‫‪:‬‬ ‫‪/‬‬
‫ر‬ ‫والكد‬ ‫اهلم‬
‫َّ‬ ‫ويزيل‬ ‫السعادة‬ ‫جيلب‬ ‫ما‬ ‫ويدخل يف ِ‬
‫عموم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وس ُع ِبه َّ‬
‫الص ْد ُر ‪﴿ ،‬‬ ‫من أحس ِن ما يُ َّ‬ ‫ِ‬
‫وإلسداء اخل ِري ِ‬
‫للناس ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الصدقة والرِب ُّ‬
‫فإن هذا ْ‬
‫ات ﴾ ‪.‬‬ ‫َأنف ُقواْ ِم َّما ر َزقْنَا ُكم﴾ ‪ ﴿ ،‬والْمتَصدِّقِين والْمتَص ِّدقَ ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُ َ ََ ُ َ‬ ‫َ‬
‫وق ْد وصف ‪ ‬البخيل والكرمي برجل عليهما جبَّ ِ‬
‫يزال الكرميُ‬
‫تان ‪ ،‬فال ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ نْي‬ ‫ُ‬
‫يزال‬
‫وأثره ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ِ‬
‫فتتوس ُع عليه اجلبَّةُ والد ِّْرعُ من احلديد حىت يع ُف َو ُ‬
‫ويبذل ‪َّ ،‬‬ ‫يُعطي ُ‬
‫عليه ‪ ،‬فتخنقه حىت تضيق ِ‬
‫عليه روحهُ ! ﴿ َو َمثَ ُل‬ ‫ميسك ومينع ‪ ،‬فتتقلَّص ِ‬
‫ُ‬ ‫البخيل ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ات اللّ ِه َوَتثْبِيتاً ِّم ْن َأن ُف ِس ِه ْم َك َمثَ ِل َجن ٍَّة بَِر ْب َو ٍة‬‫ض ِ‬‫ين يُ ِنف ُقو َن َْأم َوالَ ُه ُم ابْتِغَاء َم ْر َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫ص ْب َها َوابِ ٌل فَطَلٌّ ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه‬ ‫ض ْع َف ْي ِن فَِإ ن لَّم ي ِ‬
‫ت ُأ ُكلَ َها ِ‬ ‫َأص َاب َها َوابِ ٌل فَآتَ ْ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬
‫ك﴾‪.‬‬ ‫وتعاىل ‪َ ﴿ :‬والَ تَ ْج َع ْل يَ َد َك َم ْغلُولَةً ِإلَى عُنُ ِق َ‬
‫الناس صدوراً‪ /‬وأخالقاً‬ ‫أضيق ِ‬ ‫وإن البخالء ُ‬ ‫اليد ‪َّ ،‬‬ ‫غل ِ‪/‬‬ ‫من ِّ‬ ‫الروح جزءٌ ْ‬ ‫غل ِ‬ ‫إن َّ‬ ‫َّ‬
‫جلب‬ ‫وجل ‪ ،‬ولو عملوا َّ‬ ‫بفضل ِ‬ ‫؛ ألهنم‪ /‬خبلُوا ِ‬
‫أن ما يعطونه الناس إمنا هو ٌ‬ ‫عز َّ‬ ‫اهلل َّ‬
‫ضوا اللَّه َقرضاً حسناً ي َ ِ‬ ‫الفعل اخلرِّيِ ‪ِ ﴿ ،‬إن ُت ْق ِر ُ‬ ‫للسعادة ‪ ،‬لسارعوا‪ /‬إىل هذا ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاع ْفهُ‬ ‫َ ْ ََ ُ‬
‫لَ ُك ْم َو َي ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ﴾ ‪.‬‬
‫اه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال سبحانه وتعالى ‪َ ﴿ :‬وَمن يُو َق ُش َّح َن ْف ِس ِه فَ ُْأولَِئ َ‬
‫ك ُه ُم ال ُْم ْفل ُحو َن ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وم َّما َرَزقْنَ ُ‬
‫يُ ِنف ُقو َن ﴾‬
‫ال‬
‫رح ُ‬
‫فاملال عاريةٌ والعم ُر َّ‬ ‫فابذل ِمن ِ‬
‫عطيته‬
‫ُ‬ ‫اهللُ أعطاك ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سلسال‬
‫ُ‬ ‫ب منه‬‫يأسن جي ِر يع ُذ ْ‬
‫ْ‬ ‫حتبس سواقيهُ‬
‫املال كاملاء إ ْن ْ‬
‫ُ‬
‫يقول حامتُ ‪:‬‬
‫ُ‬

‫رميم‬
‫وحُي يي العظام البيض وهي ُ‬ ‫يعلم الغيب غريهُ‬
‫أما والذي‪ /‬ال ُ‬
‫لئيم‬ ‫ٍ‬
‫خمافة يوم أ ْن يُقال ُ‬ ‫والزاد يُشتهى‬
‫كنت أطوي البطن ُ‬‫لق ْد ُ‬
‫يقول ‪:‬‬
‫رواده ليأكلوا معه ‪ ،‬ويؤانسوهُ ليشرح صدرهُ ‪ُ ،‬‬
‫يأمر امرأته أ ْن تستضيف له ضيوفاً ‪ ،‬وأن تنتظر َّ‬ ‫َّ‬
‫إن هذا الكرمي ُ‬
‫لست آكلُه وحدي‬ ‫ِ‬
‫أكوالً فإين ُ‬ ‫إذا ما صنعت الزاد فالتمسي‪ /‬لهُ‬
‫يعلن فلسفته الواضحة ‪ ،‬وهي معادلةٌ حسابيةٌ سافرةٌ ‪:‬‬
‫يقول هلا وهو ُ‬
‫مثّ ُ‬

‫فريضى‪ /‬فؤادي أو خبيالً خملدَّا‬ ‫قبل ِح ِ‬


‫ينه‬ ‫أريين كرمياً مات ِم ْن ِ‬
‫نقص من أجلِه ؟ ليس‬ ‫هل إنفاقُهُ يُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يزيد يف عمر صاحبه ؟ ْ‬
‫هل مجْع ِ‬
‫املال ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫بصحيح ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫***************************************‬
‫تغضب‬
‫ْ‬ ‫ال‬
‫يم ﴾ ‪.‬‬ ‫ان َنزغٌ فَاست ِع ْذ بِاللّ ِه ِإنَّه س ِم ِ‬
‫يع َعل ٌ‬
‫ُ َ ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َّك ِم َن َّ‬
‫الش ْيطَ ِ ْ‬ ‫﴿ َوِإ َّما يَ َنزغَن َ‬
‫تغضب )) ‪.‬‬‫ْ‬ ‫تغضب ‪ ،‬ال‬‫ْ‬ ‫تغضب ‪ ،‬ال‬
‫ْ‬ ‫أوصى ‪ ‬أحد أصحابه فقال ‪ (( :‬ال‬
‫ِ‬
‫الشيطان الرجي ِم ‪.‬‬ ‫وغضب رجل عنده فأمره ‪ ‬أ ْن يستعيذ ِ‬
‫باهلل من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ين َّات َقواْ ِإ َذا‬ ‫َّ ِ‬ ‫ب َأن ي ْح ُ ِ‬ ‫وقال تعاىل ‪َ ﴿ :‬وَأعُوذُ بِ َ‬
‫ض ُرون ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن الذ َ‬ ‫ك َر ِّ َ‬
‫ان تَ َذ َّكرواْ فَِإ َذا ُهم ُّم ْب ِ‬
‫ص ُرو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫الش ْيطَ ِ‬
‫ف ِّم َن َّ‬‫س ُه ْم طَاِئ ٌ‬
‫َم َّ‬
‫ُ‬
‫والغضب ‪ ،‬وله أدواءٌ عند املصطفى‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫واهلم واحلزن احلِ‬
‫ث ال َك َد َ‪/‬ر َّ‬ ‫إن ممَّا يو ِر ُ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫‪.‬‬
‫‪َ ﴿ ،‬وِإ َذا‬ ‫ظ﴾‬
‫الْغَْي َ‬ ‫ين‬ ‫ِِ‬ ‫ضِ‬ ‫منها ‪ :‬جماهدةُ الطب ِع على ِ‬
‫ب ‪َ ﴿ ،‬والْ َكاظم َ‬ ‫ترك الغَ َ‬
‫ضبُوا ُه ْم َي ْغ ِف ُرو َن ﴾ ‪.‬‬
‫ما غَ ِ‬
‫َ‬
‫ب مجرةٌ من النا ِر ‪ُ ،‬‬
‫والنار يطفُئها املاءُ ‪،‬‬ ‫ض َ‪/‬‬ ‫ومنها ‪ :‬الوضوءُ ‪َّ ،‬‬
‫فإن الغَ َ‬
‫سالح المؤم ِـن )) ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الطهور شط ُْر اإليمان )) ‪ (( ،‬الوضوءُ‬ ‫ُ‬ ‫((‬
‫ومنها ‪ :‬إذا كان واقفاً أن جيلس ‪ ،‬وإذا كان جالساً أن يضطجع ‪.‬‬
‫منها ‪ :‬أ ْن يسكت فال يتكلم إذا ِ‬
‫غضب ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ومنها أيضاً ‪ :‬أن يتذكر ثواب الكاظمني ِ‬
‫لغيظهم ‪ ،‬والعافني عن ِ‬
‫الناس‬
‫املساحمني ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫صباحي‬
‫ٌّ‬ ‫ِو ْر ٌد‬
‫صباح ‪ ،‬ليجلب لك‬
‫كل ٍ‬ ‫بورد من األذكا ِر تداومُ عليه َّ‬
‫وسوف أخربُك ْ‬
‫عاصماً ِطيلة ِ‬
‫يومك‬ ‫واجلن ‪ ،‬ويكون لك ِ‬ ‫ني ِ‬
‫اإلنس َّ‬ ‫شر شياط ِ‬
‫من ِّ‬‫السعادة ‪ ،‬وحيفظك ْ‬
‫حىت مُت سي ‪.‬‬
‫ت عنه ‪: ‬‬
‫صح ْ‬ ‫ِ‬
‫األدعية ‪ ،‬وهي التي َّ‬ ‫من ِ‬
‫هذه‬ ‫ْ‬
‫هلل ‪ ،‬والحم ُـد ِ‬
‫هلل ‪ ،‬وال إله إال اهللُ َو ْح َدهُ ال‬ ‫الملك ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ .1‬أصبحنا وأصبح‬
‫قدير ‪.‬‬ ‫الملك وله الحم ُد ‪ ،‬وهو على ِّ ٍ‬
‫كل شيء ٌ‬ ‫ُ‬ ‫شريك لهُ ‪ ،‬لهُ‬
‫الليلة ‪ ،‬و َخ ْي َر ما بعدها ‪ ،‬وأعوذُ بك‬ ‫رب أسألُك َخير ما في هذه ِ‬ ‫ِّ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫الكسل‬ ‫رب أعوذُ بك من‬ ‫وشر ما بعدها ‪ِّ ،‬‬ ‫شر هذه ِ‬
‫الليلة ِّ‬ ‫من ِّ‬ ‫ْ‬
‫وعذاب في القب ِر‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عذاب في النا ِر‬ ‫من‬ ‫وء الكبِ ِر ‪ِّ ،‬‬ ‫وس ِ‬
‫رب أعوذُ بك ْ‬ ‫ُ‬
‫)) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫السماوات‬ ‫ِ‬
‫والشهادة ‪ ،‬فاطر‬ ‫اللهم عالم ِ‬
‫الغيب‬ ‫وحديث ‪َّ (( :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ُ‬
‫كل شيء ومليِكه ‪ ،‬أشه ُد أ ْن ال إله إال أنت ‪ ،‬أعوذُ‬ ‫رب ِّ‬ ‫ِ‬
‫واألرض ‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫وشركه ‪ ،‬وأ ْن أقترف على‬ ‫ِ‬
‫الشيطان‬ ‫وشر‬
‫شر نفسي ‪ِّ ،‬‬ ‫من ِّ‬ ‫بك ْ‬
‫أجره إلى ٍ‬
‫مسلم ))‪.‬‬ ‫نفسي سوءاً أو َّ‬
‫ِ‬
‫األرض وال‬ ‫اسمه شيءٌ في‬‫يضر مع ِ‬ ‫اهلل الذي ال ُّ‬‫بسم ِ‬
‫وحديث ‪ِ (( :‬‬‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫السماء ‪ ،‬وهو السميع العليم )) ‪ .‬ثالث ٍ‬
‫مرات ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عرشك ومالئكتك‬ ‫أصبحت أشه ُدك وأشه ُد حملة ِ‬ ‫ُ‬ ‫اللهم إني‬
‫‪َّ (( .4‬‬
‫خلقك أنك أنت اهللُ ال إله إالَّ أنت ‪ ،‬وحدك ال شريك لك‬ ‫وجميع ِ‬
‫وأن محمداً عب ُدك ورسولُك ‪ . )) ‬أربع مرات ‪.‬‬ ‫‪َّ ،‬‬
‫وأستغفرك‬
‫ُ‬ ‫أعلم ‪،‬‬
‫((اللهم إني أعوذُ بك أ ْن أشرك بك شيئاً وأنا ُ‬
‫َّ‬ ‫‪.5‬‬
‫أعلم))‪.‬‬
‫لما ال ُ‬
‫ِ‬
‫اإلخالص ‪ ،‬وعلى‬ ‫اإلسالم ‪ ،‬وعلى ِ‬
‫كلمة‬ ‫ِ‬ ‫‪ (( .6‬أصبحنا على فِط ِ‬
‫ْرة‬
‫محمد ‪ ، ‬وعلى ملَّ ِة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان‬
‫ٍـ‬ ‫دي ِن نبيِّنا‬
‫من المشركين )) ‪.‬‬
‫عرش ِه ‪،‬‬
‫نفس ِه ‪ ،‬و ِزنه ِ‬ ‫ِ‬
‫وبحمده ‪َ :‬ع َد َد َخل ِْق ِه ‪ ،‬ورضا ِ‬ ‫‪ (( .7‬سبحان ِ‬
‫اهلل‬
‫ومداد كلماتِِه )) ‪ .‬ثالث ٍ‬
‫مرات ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ٍـ‬
‫وبمحمد ‪ ‬نبياً )) ‪ .‬ثالث‬ ‫رضيت ِ‬
‫باهلل َربّاً ‪ ،‬وباإلسالم ديناً ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪(( .8‬‬
‫ٍ‬
‫مرات ‪.‬‬
‫شر ما َخلَ َق )) ‪ .‬ثالثاً يف املساء ‪.‬‬ ‫اهلل َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫بكلمات ِ‬
‫من ُ‬
‫التامات ْ‬ ‫‪ (( .9‬أعوذُ‬
‫نحيا ‪ ،‬وبك‬
‫أصبحنا ‪ ،‬وبك أمسنا ‪ ،‬وبك ْ‬
‫ْ‬ ‫اللهم بك‬
‫(( ّ‬ ‫‪.10‬‬
‫النشور )) ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫نموت ‪ ،‬وإليك‬
‫ُ‬
‫الحم ُد‬
‫ْك ولهُ ْ‬
‫المل ُ‬
‫‪ (( .11‬ال إله إال اهللُ وحده ال شريك لهُ ‪ ،‬لهُ ُ‬
‫قدير )) ‪ .‬مائة مرة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وهو على ِّ ٍ‬
‫كل شيء ٌ‬
‫*********************************‬
‫وقف ــة‬
‫أن اخلِ ْذالن ‪ :‬أ ْن يكلك اهللُ على‬ ‫ابن القيِّم ‪ (( :‬أمجع العارفون باهلل على َّ‬ ‫يقول ُ‬‫ُ‬
‫نفسك ‪.‬‬‫يكلك اهلل إىل ِ‬ ‫نفسك ‪ ،‬وخُي لِّي بينك وبينها ‪ .‬والتوفي ُق أ ْن ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ينال نصيبه‬ ‫ِ‬
‫الواحدة ُ‬ ‫ِ‬
‫الساعة‬ ‫توفيقه وخذالنِِه ‪ِ ،‬بل ُ‬
‫العبد يف‬ ‫ِ‬ ‫فالعبيد متقلِّبون بني‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫يعصيه وخيال ُفه ‪،‬‬ ‫رضيه ‪ ،‬ويذكره ويشكره ِ‬
‫بتوفيقه له ‪ ،‬مث‬ ‫فيطيعه وي ِ‬‫ِ‬ ‫من هذا وهذا ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وخ ْذالنِِه ‪.‬‬
‫توفيقه ِ‬‫ويس ِخطُه ويغفل عنه خبذالنِِه له ‪ ،‬فهو دائر بني ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫حقه ‪ ،‬علِم ِشدَّة ضرورتِه وحاجتِه إىل‬ ‫فمىت ش ِهد العب ُد هذا املشهد وأعطاهُ َّ‬
‫وأن إميانه وتوحيده ِ‬
‫بيد ِه تعاىل ‪ ،‬لو‬ ‫وطر ِفة عنْي ٍ ‪َّ ،‬‬ ‫س ِّ ٍ‬ ‫كل َن َف ٍ‬
‫وكل حلظة ْ‬ ‫التوفيق يف ِّ‬
‫ِ‬
‫األرض ‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ت مساءُ إميانِِه على‬ ‫ِ‬ ‫ختلَّى عنه طرفة ع ٍ‬
‫ش توحيده ‪ ،‬وخلََّر ْ‬ ‫ني لَثُ َّل َعْر ُ‬
‫األرض إال بإذنِِه )) ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من ميسك السماء أ ْن تقع على‬ ‫املمسك له ‪ :‬هو ْ‬
‫***************************************‬
‫**‬
‫المبارك‬
‫ُ‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬ ‫القرآ ُن ‪..‬‬
‫ومتع ٍن ُّ‬
‫وتأم ٍل ‪،‬‬ ‫اهلل بتدبٍُّر ُّ‬ ‫كتاب ِ‬ ‫وانشراح الصد ِر قراءةُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السعادة‬ ‫ِ‬
‫أسباب‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫ونور وشفاءٌ ملا يف الصدو ِر‪ ،‬ووصفه بأنه رمحةٌ‪﴿ ،‬‬ ‫هدى ٌ‬ ‫ف كتابه بأنه ً‬ ‫ص َ‬ ‫فإن اهلل َو َ‬‫َّ‬
‫الص ُدو ِر ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أفَاَل َيتَ َد َّب ُرو َن‬ ‫قَ ْد َجاءتْ ُكم َّم ْو ِعظَةٌ ِّمن َّربِّ ُك ْم َو ِش َفاء لِّ َما فِي ُّ‬
‫ند غَْي ِر‬ ‫وب َأ ْق َفالُها﴾ ‪َ﴿ ،‬أفَالَ يتَ َد َّبرو َن الْ ُقرآ َن ولَو َكا َن ِمن ِع ِ‬ ‫الْ ُق ْرآ َن َْأم َعلَى ُقلُ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ار ٌك لِّيَ َّد َّب ُروا آيَاتِِه ﴾‬ ‫ك ُمبَ َ‬ ‫َأنزلْنَاهُ ِإلَْي َ‬
‫اب َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اللّه لََو َج ُدواْ فيه ا ْختِالَفاً َكثِيراً ﴾ ‪ ﴿ ،‬كتَ ٌ‬
‫ِ‬
‫‪.‬‬
‫ِ‬
‫واالستنباط‬ ‫ِ‬
‫وحتكيمه‬ ‫والعمل به ‪،‬‬‫ِ‪/‬‬ ‫مبارك يف تالوتِِه ‪،‬‬
‫أهل العِْل ِم ‪ٌ :‬‬ ‫بعض ِ‬ ‫قال ُ‬
‫منه ‪.‬‬
‫فأخذت‬
‫ُ‬ ‫وهبم مقي ٍم ‪،‬‬ ‫بغم ال يعلمهُ إال اهللُ ‪ٍّ ،‬‬ ‫ت ٍّ‬‫أحسس ُ‬
‫ْ‬ ‫أحد الصاحلني ‪:‬‬ ‫وقال ُ‬
‫الغم ‪ ،‬وأبدلين اهللُ سروراً‪/‬‬ ‫وبقيت أتلو ‪ ،‬فزال عين – واهلل – فجأ ًة هذا ُّ‬ ‫ُ‬ ‫املصحف‬
‫وحبوراً مكان ذلك الكد ِ‪/‬ر ‪ِ ﴿ .‬إ َّن َهـ َذا الْ ُق ْرآ َن يِ ْه ِدي لِلَّتِي ِه َي َأق َْو ُم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ي ْه ِدي‬
‫ك ُروحاً ِّم ْن‬ ‫ك َْأو َح ْينَا ِإلَْي َ‬ ‫السالَِم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َك َذلِ َ‬‫ض َوانَهُ ُسبُ َل َّ‬ ‫بِ ِه اللّهُ َم ِن َّاتبَ َع ِر ْ‬
‫َْأم ِرنَا ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫ِ‬
‫الشهرة‬ ‫تحرص على‬ ‫ال‬
‫ْ‬
‫والغم‬
‫والهم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫فإن لها ضريبةًـ من الكد ِر‬
‫َّ‬
‫احلرص على الظهو ِر‬
‫ُ‬ ‫ِّر صفاءه واستقراره وهدوءه ‪:‬‬ ‫يشتت القلب ويكد ُ‬
‫ُ‬ ‫مما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والشهر ِة ‪،‬‬
‫ساداً ﴾ ‪.‬‬ ‫الناس ‪ ﴿ ،‬اَل يُ ِري ُدو َن عُلُّواً في ْ‬
‫اَأْلر ِ‬
‫ض َواَل فَ َ‬ ‫وطلب رضا ِ‬
‫ِ‬
‫باملقابل ‪:‬‬ ‫أحدهم‪/‬‬
‫ولذلك قال ُ‬
‫يبت طاوياً منها على ضج ِر‬
‫ومل ْ‬ ‫وروحها‬‫َم ْن أمخل النفس أحياها َّ‬
‫من الشج ِر‬
‫فليس ترمي سوى العايل َ‬ ‫َّت عواص ُفها‬ ‫َّ‬
‫إن الرياح إذا اشتد ْ‬
‫َّاس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سمع اهللُ به)) ‪ُ ﴿ .‬ي َرآُؤو َن الن َ‬ ‫سمع َّ‬
‫ومن َّ‬ ‫((من راءى راءى اهللُ به ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ين َخ َر ُجواْ ِمن‬ ‫َّ ِ‬
‫﴿والَ تَ ُكونُواْ َكالذ َ‬
‫ِ‬ ‫﴾ ‪ِ َّ ،‬‬
‫﴿ويُحبُّو َن َأن يُ ْح َم ُدواْ ب َما لَ ْم َي ْف َعلُواْ ﴾ ‪َ ،‬‬
‫ِديَا ِرِهم بَطَراً َوِرَئاء الن ِ‬
‫َّاس﴾‪.‬‬
‫فإذا ْالتح ْفت ِبه فإنَّك عاري‬ ‫ثوب الر ِ‬
‫ياء ِ‬
‫عما حتتهُ‬ ‫ف َّ‬ ‫يش ُّ‬ ‫ُ‬
‫***********************************‬
‫الحياةُ الطيبةُ‬
‫جلب‬ ‫ِ‬
‫األسباب اليت أكتبُها هنا يف ِ‬ ‫أن أعظم هذه‬ ‫من القضايا الكربى املسلَّ ِ‬
‫مة َّ‬
‫ِ‬
‫املعلومات والفوائد اليت‬‫أن السباب األخرى و‬ ‫رب العاملني ‪ ،‬و َّ‬‫باهلل ِّ‬ ‫ِ‬
‫السعادة هو اإلميا ُن ِ‬
‫فلن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫حيصل على اإلميان باهلل ‪ ،‬ومل حيُْز ذلك الكْنز ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫لشخص ومل‬ ‫ُأهديت‬
‫ْ‬ ‫مجعت إذا‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫البحث عنها ‪.‬‬ ‫يتعب نفسه يف‬
‫تنفعه أبداً ‪ ،‬وال تفيده ‪ ،‬وال ْ‬
‫ِ‬
‫وباإلسالم ديناً ‪.‬‬ ‫باهلل رباً ‪ ،‬و ٍ‬
‫مبحمد نبيّاً ‪،‬‬ ‫إن األصل اإلميا ُن ِ‬
‫َّ‬
‫ّ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫إقبال‬
‫يقول ُ‬‫ُ‬

‫اآلفاق فيِه‬
‫ُ‬ ‫وأرى املؤمن كوناً ِ‬
‫تاهت‬ ‫اآلفاق تِ ْيه‬
‫ُ‬ ‫الكافر حريا ُن له‬
‫ُ‬ ‫إمنا‬
‫صالِحاً ِّمن ذَ َك ٍر‬‫قول ربِّنا سبحانه ‪َ ﴿ :‬م ْن َع ِم َل َ‬ ‫أصدق ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫من ذلك و‬ ‫أعظم ْ‬ ‫و ُ‬
‫س ِن َما َكانُواْ‬ ‫َأح‬
‫ْ‬ ‫َأجرُهم بِ‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫َّه‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫َ‬‫ِ‬
‫ز‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬‫َ‬‫ل‬‫و‬‫َ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬‫َ‬‫ط‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫َّه‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َْأو ُأنثَى َو ُهو ُمْؤ ِم ٌن َفلَنُ ْحيِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي ْع َملُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫وهناك شرطان ‪:‬‬
‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اإلميا ُن ِ‬
‫ات‬ ‫آمنُوا َو َعملُوا َّ َ‬ ‫العمل الصاحلُ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫ُ‬ ‫باهلل ‪ ،‬مثَّ‬
‫الر ْح َم ُن ُو ّداً ﴾ ‪.‬‬
‫َسيَ ْج َع ُل لَ ُه ُم َّ‬
‫وهناك فائدتان ‪:‬‬
‫﴿‬ ‫احلياةُ الطيبةُ يف الدنيا واآلخرِة ‪ ،‬واألجر العظيم عند ِ‬
‫اهلل سبحانهُ وتعاىل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الد ْنيا وفِي ِ‬
‫اآلخ َرِة ﴾ ‪.‬‬ ‫لَهم الْب ْشرى فِي ال ِ‬
‫ْحياة ُّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ ُ َ‬
‫********************************‬

‫البالء في ِ‬
‫صالحك‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫احلديث ‪ (( :‬إن اهلل إذا‬ ‫تكرتث بالكو ِ‬
‫ارث ‪ ،‬ففي‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫املصائب ‪ ،‬وال‬ ‫ال جتز ْع من‬
‫ط )) ‪.‬‬
‫ومن سخط َفلَهُ السخ ُ‬
‫فمن رضي فلهُ الرضا ‪ْ ،‬‬
‫أحب قوماً ابتالهم ‪ُ ،‬‬
‫َّ‬
‫**************************************‬
‫ِ‬
‫والتسليم‬ ‫ِ‬
‫اإلذعان‬ ‫عبوديةُ‬
‫ش ْي ٍء ِّم َن‬ ‫اإلميان أ ْن ترضى بالقد ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ومن لو ِ‬
‫وشرِه ‪َ ﴿ ،‬ولَنَْبلُ َونَّ ُك ْم بِ َ‬
‫خريه ِّ‬ ‫ازم‬ ‫ْ‬
‫ش ِر َّ ِ‬ ‫س والثَّمر ِ‬ ‫ص ِّمن َ ِ‬
‫ين ﴾ ‪َّ .‬‬
‫إن‬ ‫الصاب ِر َ‬ ‫ات َوبَ ِّ‬ ‫اَألم َوال َواألن ُف ِ َ َ َ‬ ‫وع َوَن ْق ٍ َ‬
‫ْج ِ‬‫وف َوال ُ‬
‫الْ َخ ْ‬
‫القضاء والقد ِر‬ ‫ِ‬ ‫نعرف االختيار يف‬ ‫ليست على رغباتِنا دائماً وإمنا بقصوِرنا ال ُ‬ ‫األقدار‬
‫ْ‬
‫مقام العبوديِِّة والتسلي ِم ‪.‬‬
‫مقام االقرت ِاح ‪ ،‬ولكننا يف ِ‬ ‫‪ ،‬فلسنا يف ِ‬
‫ْ‬
‫منكم )) ‪،‬‬ ‫ك رجالن ْ‬ ‫وع ُ‬ ‫العبد على قد ِر إميانه ‪ُ (( ،‬‬
‫ُأوعك كما يُ َ‬ ‫يُبتلى ُ‬
‫صَب َر ُْأولُوا ال َْع ْزِم‬‫اصبِ ْر َك َما َ‬ ‫ثم الصالحون )) ‪ ﴿ ،‬فَ ْ‬ ‫بالء األنبياءُ ‪َّ ،‬‬
‫الناس ً‬ ‫أشد ِ‬ ‫(( ُّ‬
‫يصب منهُ )) ‪َ ﴿ ،‬ولَنَْبلُ َونَّ ُك ْم َحتَّى َن ْعلَ َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس ِل ﴾ ‪َ (( ،‬من يرد اهللُ به خيراً ْ‬ ‫ِم َن ُّ‬
‫ين ِمن َق ْبلِ ِه ْم‬ ‫َّ ِ‬ ‫اه ِدين ِمن ُكم و َّ ِ‬
‫الصاب ِر َ‬
‫ين َوَن ْبلُ َو َأ ْخبَ َارُك ْم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ولََق ْد َفَتنَّا الذ َ‬
‫ِ‬
‫ال ُْم َج َ ْ َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫ِمن اإلمارة إلى النجارة‬
‫يسكن قصراً فخماً ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ابن خليفة – كان‬ ‫بن املأمون العباسي – أمريٌ و ُ‬ ‫علي ُ‬‫ُّ‬
‫يكدح‬ ‫شرفة القص ِر ‪ ،‬فرأى عامالً‬ ‫يوم من ِ‬ ‫ميسرةٌ ‪ ،‬فأطل ذات ٍ‬ ‫وعندهُ الدنيا مبذولةٌ َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫توضأ وصلَّى ركعتني على شاطئ ِدجلة ‪ ،‬فإذا اقرتب‬ ‫طيلةَ النها ِر ‪ ،‬فإذا أضحى ُ‬
‫النهار َّ‬ ‫ِ‬
‫األيام فسألهُ فأخربه أن له زوجةً وأختني‬ ‫الغروب ذهب إىل أهلِه ‪ ،‬فدعاه يوماً من ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السوق ‪ ،‬وأنه‬ ‫ِ‬ ‫عليهن ‪ ،‬وأنه ال قوت لهُ وال دخل إال ما يتكسبُه من‬ ‫َّ‬ ‫يكدح‬ ‫و ُّأماً‬
‫ُ‬
‫الغروب على ما حيصل ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل تشكو من ٍ‬
‫شيء ؟‬ ‫ِ‬ ‫مع‬ ‫فطر‬ ‫وي‬ ‫يصوم كل ٍ‬
‫يوم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫رب العاملني ‪ .‬فرتك القصر ‪ ،‬وترك اإلمارة ‪ ،‬وهام على ِ‬
‫وجهه ‪،‬‬ ‫احلمد ِ‬
‫هلل ِّ‬ ‫قال ‪ :‬ال و ُ‬
‫يعمل يف اخلشب جهة خرسان ؛ ألنهُ وجد‬ ‫كان‬ ‫و‬ ‫ٍ‬
‫عديدة‬ ‫ووجد ميتاً بعد سنو ٍ‬
‫ات‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ُه ْم ُه ًدى‬ ‫السعادة يف عمله هذا ‪ ،‬ومل جي ْدها يف القص ِر ‪َ ﴿ ،‬والذ َ‬
‫ين ْاهتَ َد ْوا َز َ‬
‫واه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫اه ْم َت ْق ُ‬
‫َوآتَ ُ‬
‫الكهف ‪ ،‬الذين كانوا يف القصور مع ِ‬
‫امللك ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بقصة أصحاب‬ ‫يذكرين هذه ِ‬ ‫ِّ‬
‫يسكن القصر ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ألن الكفر‬ ‫اب ؛ َّ‬ ‫ُّت ‪ ،‬ووجدوا االضطر َ‬ ‫الضيق ‪ ،‬ووجدوا التشت َ‬ ‫َ‬ ‫فوجدوا‬
‫ُ‬
‫فذهبوا ‪ ،‬وقال قائلُهم ‪ ﴿ :‬فَْأووا ِإلَى الْ َك ْه ِ‬
‫وي َهيِّْئ‬
‫ش ْر لَ ُك ْم َربُّ ُكم ِّمن َّرحمته ُ‬
‫ف يَن ُ‬ ‫ُ‬
‫‪.‬‬ ‫لَ ُكم ِّم ْن َْأم ِرُكم ِّم ْرفَقاً ﴾‬
‫قص ٍر ِ‬
‫منيف‬ ‫أحب َّ ِ‬ ‫لبيت ختفق األرياح ِ‬
‫إيل م ْن ْ‬ ‫ُّ‬ ‫فيه‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬
‫ِ‬
‫األحباب ميدا ُن ‪...‬‬ ‫س ُّم اخلِ ِ‬
‫ياط مع‬ ‫َ‬
‫ويتحم ُل‬ ‫َّسع‬ ‫اإلميان ‪ ،‬ومع َّ ِ‬
‫احلب و ِ‬
‫َّ‬ ‫املودة يت ُ‬ ‫احملل الضيَّق مع ِّ‬
‫والمعنى ‪ :‬أن َّ‬
‫ِ‬
‫لضيوف الدار أجفا ُن )) ‪.‬‬ ‫الكثري ‪(( ،‬جفانُنا‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫ِ‬
‫الثقالء‬ ‫ِ‬
‫والنكد مجالسةُ‬ ‫ِ‬
‫أسباب الكد ِر‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ثخني‬
‫الثقيل ‪ :‬هو ُ‬ ‫وقيل ‪ :‬احلمقى ‪ .‬وقيل ُ‬ ‫البدع ‪َ .‬‬
‫أهل ِ‬ ‫أمحد ‪ :‬الثقالءُ ُ‬ ‫قال ُ‬
‫سنَّ َدةٌ ﴾ ‪،‬‬ ‫ب ُّم َ‬
‫شٌ‬ ‫البارد يف تصرفاتِه ‪َ ﴿ ،‬ك ََّأن ُه ْم ُخ ُ‬
‫املشرب ‪ُ ،‬‬‫ِ‬ ‫املخالف يف‬
‫ُ‬ ‫الطب ِع ‪،‬‬
‫ادو َن َي ْف َق ُهو َن َح ِديثاً ﴾ ‪.‬‬
‫﴿ الَ يَ َك ُ‬
‫أن األرض متيل يف ِ‬
‫اجلهة‬ ‫فأظن َّ‬‫إيل ُّ‬ ‫ليجلس َّ‬ ‫عنهم ‪َّ :‬‬
‫إن الثقيل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الشافعي ْ‬‫َّ‬ ‫قال‬
‫اليت هو فيها‪.‬‬
‫اب ِإنَّا ُمْؤ ِمنُو َن‬
‫ف َعنَّا ال َْع َذ َ‬ ‫األعمش إذا رأى ثقيالً ‪ ،‬قال ‪َ ﴿ :‬رَّبنَا ا ْك ِش ْ‬
‫ُ‬ ‫وكان‬
‫‪.‬‬ ‫﴾‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم ْن قِص ٍر‬
‫ول ِ‬ ‫ال بأس ِ‬
‫بالقوم ِمن طُ ٍ‬
‫أحالم العصاف ِري‬‫ج ْس ُم البِغال و ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الثقالء محَّى الربْ ِع‪َ ﴿ ،‬وِإذَا‬ ‫ابن تيمية إذا جالس ثقيالً ‪ ،‬قال ‪ :‬جمالسةُ‬ ‫وكان ُ‬
‫((مثل‬
‫ُ‬ ‫ض َع ْن ُه ْم ﴾ ‪ ﴿ .‬فَالَ َت ْقعُ ُدواْ َم َع ُه ْم﴾ ‪.‬‬ ‫وضو َن فِي آيَاتِنَا فََأ ْع ِر ْ‬
‫ين يَ ُخ ُ‬ ‫رَأي َ َّ ِ‬
‫ت الذ َ‬ ‫َْ‬
‫ي من‬ ‫ِ‬
‫القلوب الع ِر َّ‬ ‫اثقل ِ‬
‫الناس على‬ ‫إن ِمن ِ‬ ‫الجليس السيِّئ كنافخ الكي ِر)) ‪َّ .‬‬ ‫ِ‬
‫الفضائل الصغري يف املثُ ِل‪ ،‬الواقف على شهواتِه ‪ ،‬املستسلم لرغباتِه‪ ﴿ ،‬فَالَ َت ْقعُ ُدواْ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وضواْ في َحديث غَْي ِره نَّ ُك ْم ذاً ِّم ْثلُ ُه ْم ﴾ ‪.‬‬‫ِ‬ ‫َم َع ُه ْم َحتَّى يَ ُخ ُ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬

‫يل‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أنت يف املنظر إنسا ٌن ويف امليزان ف ْ‬ ‫وثقيل‬
‫وثقيل ْ‬
‫ثقيل ٌ‬
‫أنت يا هذا ٌ‬
‫بثقيل ‪ ،‬فسلِّم له جسمك ‪ ،‬وهاجر ِ‬
‫بروحك ‪،‬‬ ‫ابن القي ِم ‪ :‬إذا ابتُليت ٍ‬
‫ْ‬ ‫قال ُ‬
‫وعيناً عمياءَ ‪ ،‬حىت يفتح اهللُ بينك وبينه ‪.‬‬ ‫صماء ‪ْ ،‬‬ ‫وسافر ‪ ،‬وملِّ ْكه أذناً َّ‬ ‫انتقل عنهُ ْ‬ ‫و ْ‬
‫﴿ َواَل تُ ِط ْع َم ْن َأ ْغ َفلْنَا َقلْبَهُ َعن ِذ ْك ِرنَا َو َّاتبَ َع َه َواهُ َوَكا َن َْأم ُرهُ ُف ُرطاً ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫ِ‬
‫المصائب‬ ‫إلى ِ‬
‫أهل‬
‫سبَهُ‬ ‫قبضت صفيَّهُ من ِ‬ ‫ِ‬
‫احتَ َ‬‫ثم ْ‬
‫أهل ال ُدنْيا َّ‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫الصحيح ‪ْ (( :‬‬
‫ِ‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬
‫عوضتهُ منه الجنة )) ‪ .‬رواه البخاري ‪.‬‬

‫ظ منك حيّاً‬ ‫فأنت اليوم أوع ُ‬ ‫عظات‬


‫ٌ‬ ‫كانت يف حياتِك يل‬ ‫و ْ‬
‫عيني ِه ) عوضتُه منهما‬ ‫ِ‬
‫بحبيبتيه ( أي ْ‬ ‫ْ‬ ‫احلديث الصحيح ‪ (( :‬من ابتليتُه‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫وب الَّتِي فِي ُّ‬
‫الص ُدوِر ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ار َولَكن َت ْع َمى الْ ُقلُ ُ‬ ‫الجنة )) ‪ ﴿ .‬فَِإ َّن َها اَل َت ْع َمى اَأْلبْ َ‬
‫صُ‬
‫وجل – إذا قبض ابن ِ‬
‫العبد المؤم ِن‬ ‫عز َّ‬ ‫إن اهلل – َّ‬ ‫صحيح ‪َّ (( :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫ويف‬
‫ِ‬
‫هم ثمرة‬ ‫نعم ‪ .‬قال ‪ :‬قبضتُ ْ‬ ‫قال للمالئكة ‪ :‬قبضتُم ابن عبدي المؤم ِن ؟ قالُوا ‪ْ :‬‬
‫واسترج َع ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫فؤاده ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬ماذا قال عبدي ؟ قالوا ‪َ :‬ح َم َد َك‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الح ْم ِد )) ‪ .‬رواه الرتمذي ‪.‬‬ ‫ت َ‬ ‫وسموه َب ْي َ‬‫الجنة ‪ُّ ،‬‬ ‫ابنُوا لعبدي بيتاً في ِ‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫القيامة أهَّن ْم قُ ِرضوا‬
‫من ُح ْس ِن‬ ‫يرون ْ‬ ‫باملقارض ‪ ،‬ملا ْ‬ ‫أناس يوم‬‫ويف األث ِر ‪ :‬يتمىَّن ٌ‬
‫اب ﴾ ‪َ ﴿ ،‬سالَ ٌم‬ ‫َأجرُهم بِغَْي ِر ِحس ٍ‬ ‫اب املصابني ‪ِ ﴿ .‬إنَّما ُيوفَّى َّ ِ‬ ‫عُقىب وثو ِ‬
‫َ‬ ‫الصاب ُرو َن ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ص ْب ُر َك ِإالَّ بِاللّ ِه‬
‫اصبِ ْر َوَما َ‬
‫ص ْبراً ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و ْ‬ ‫غ َعلَْينَا َ‬ ‫صَب ْرتُ ْم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬رَّبنَا َأفْ ِر ْ‬‫َعلَْي ُكم بِ َما َ‬
‫اصبِ ْر ِإ َّن َو ْع َد اللَّ ِه َح ٌّق ﴾ ‪.‬‬
‫﴾ ‪ ﴿ ،‬فَ ْ‬
‫إن ِعظَم اجلز ِاء من ِعظ ِم ِ‬
‫البالء ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أحب قوماً‬‫وإن اهلل إذا َّ‬ ‫ْ‬ ‫ويف احلديث ‪َ َّ (( :‬‬
‫ط )) ‪ .‬رواه الرتمذي ‪.‬‬ ‫سخط فلُه السخ ُ‬ ‫الرضا ‪ ،‬ومن ِ‬ ‫فمن رضي فلهُ َّ‬
‫ْ‬ ‫ابتالهم ‪ْ ،‬‬
‫ْ‬
‫ان الذي أخذ‬ ‫األجر ‪ ،‬وليعل ِم ُ‬
‫العبد َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫القدر و َ‬
‫الصرب و َ‬
‫مسائل ‪َ :‬‬‫َ‬ ‫املصائب‬ ‫إن يف‬
‫أن الذي سلب هو الذي منح‪ِ ﴿ ،‬إ َّن اللّهَ يَ ُْأم ُرُك ْم َأن تُؤدُّواْ‬ ‫هو الذي أعطى ‪ ،‬و َّ‬
‫َأهلِ َها ﴾ ‪.‬‬
‫ات ِإلَى ْ‬ ‫اَألمانَ ِ‬
‫َ‬
‫الودائع‬ ‫َّ‬
‫والبد يوماً أ ْن تُ َّرد‬ ‫املال واألهلون إال ِ‬
‫وديعةٌ‬ ‫وما ُ‬
‫ُ‬
‫************************************‬
‫مشاهد التوحيد‬
‫الناس ) أموراً ‪:‬‬ ‫استقبال األذى من ِ‬ ‫ِ‬ ‫التوحيد عند األذيَِّة (‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مشاهد‬ ‫من‬ ‫َّ‬
‫إن ْ‬
‫ملن آذاك ‪،‬‬ ‫ِ ِئ‬ ‫سالمة ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ْف ِو ‪ :‬وهو‬
‫القلب ‪ ،‬وصفائه ونقا ه ْ‬ ‫مشهد‬
‫ُ‬ ‫أوهُل ا مشه ُد َ‬
‫أعظم ‪،‬‬ ‫ُ ِ‬ ‫وحب اخل ِري وهي درجةٌ زائدةٌ ‪.‬‬
‫وإيصال اخلَرْي والنَّف ِع له ‪ ،‬وهي درجة أعلى و ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫من آذاك ‪ ،‬مثَّ العفو ‪ ،‬وهو أ ْن تساحمهُ‬ ‫فهي تبدأ بكظْ ِم الغَْيظ ‪ ،‬وهو ‪ :‬أ ْن ال تُؤذي ْ‬
‫اإلساءة منه إحساناً منك‬ ‫ِ‬ ‫اإلحسان ‪ ،‬وهو ‪ :‬أ ْن تبادله مكان‬ ‫ِ‬ ‫تغفر له زلَّتهُ ‪ .‬و‬ ‫‪ ،‬وأ ْن َ‬
‫ين ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَ َم ْن َع َفا‬ ‫ِِ‬ ‫َّاس َواللّهُ يُ ِح ُّ‬ ‫ين َع ِن الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب ال ُْم ْحسن َ‬ ‫ظ َوال َْعاف َ‬ ‫ين الْغَْي َ‬
‫‪َ ﴿ ،‬والْ َكاظم َ‬
‫ِ‬
‫ص َف ُحوا ﴾ ‪.‬‬ ‫َأج ُرهُ َعلَى اللَّه ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ولَْي ْع ُفوا َولْيَ ْ‬ ‫َأصلَ َح فَ ْ‬
‫َو ْ‬
‫عم ْن ظلمنِي‬ ‫من قطعني ‪ ،‬وأ ْن أعفو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ويف األث ِر ‪َّ (( :‬‬
‫إن اهلل أمرني أ ْن أص َل ْ‬
‫من َح َرَمنِي )) ‪.‬‬ ‫وأ ْن ُأعطي ْ‬
‫اهلل وقَ َد ٍر ‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫بقضاء من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫القضاء ‪ :‬وهي أ ْن تعلم أنه ما آذاك إال‬ ‫ِ‬ ‫ومشه ُد‬
‫أن املقدر والقاضي هو اهللُ ‪ ،‬فتسلِّ َم وتُ ْذعن ملوالك ‪.‬‬ ‫األسباب ‪ ،‬و َّ‬‫ِ‬ ‫سبب من‬ ‫العبد ٌ‬
‫من سيئاتِك ‪،‬‬ ‫ٌّ‬
‫وحط‬ ‫ذنوبك‬ ‫من‬ ‫ة‬
‫ٌ‬‫كفار‬ ‫األذى‬ ‫هذا‬ ‫َّ‬
‫أن‬ ‫وهي‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكفارة‬ ‫ومشه ُد‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اج ُرواْ َوُأ ْخ ِر ُجواْ ِمن ِديَا ِرِه ْم َوُأوذُواْ‬
‫ين َه َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫وحمو لزالّتك ‪ ،‬ورفعةٌ لدرجاتك ‪ ﴿ ،‬فَالذ َ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫فِي َسبِيلِي َوقَاَتلُواْ َوقُتِلُواْ ُأل َك ِّف َر َّن َع ْن ُه ْم َسيَِّئاتِ ِه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ا ْدفَ ْع بِالَّتِي‬
‫العداوة ‪،‬‬‫﴿‬ ‫احلكمة اليت يؤتاها كثريٌ من املؤمنني ‪َ ،‬ن ْزعُ ِ‬
‫فتيل‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ِ ِ‬ ‫س ُن فَِإ َذا الَّ ِذي َب ْينَ َ‬ ‫ِ‬
‫من‬
‫المسلم ْ‬
‫ُ‬ ‫يم ﴾ ‪(( ،‬‬ ‫ك َوَب ْينَهُ َع َد َاوةٌ َكَأنَّهُ َول ٌّي َحم ٌ‬ ‫َأح َ‬
‫ه َي ْ‬
‫ويده )) ‪.‬‬‫سلِم المسلمون من لسانِه ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫العداوة ‪ ،‬وتطفئ نار‬ ‫طليق ‪ ،‬لتنزع منهُ أتون‬ ‫وبوجه ٍ‬ ‫لينة ‪ٍ ،‬‬ ‫وبكلمة ٍ‬‫ٍ‬ ‫من آذاك بِبِشر‬ ‫أي ‪ :‬أن َتْل َقى ْ‬‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نزغُ َب ْيَن ُه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫الش ْيطَا َن يَ َ‬ ‫اخلصومة ﴿ َوقُل لِّعبَادي َي ُقولُواْ الَّتِي ه َي ْ‬
‫َأح َس ُن ِإ َّن َّ‬
‫صحيفةٌ وعليها البِ ْش ُر عنوا ُن‬ ‫إن احلَُّر شيمتُهُ‬‫ٌكن ريِّق البِ ْش ِر َّ‬
‫من يؤذيك ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن مشاهد التوحيد يف أذى ْ‬ ‫ْ‬
‫بذنوب منك‬ ‫ٍ‬ ‫ان هذا مل يُسلَّ ِط عليك إال‬ ‫النفس ‪ :‬وهو َّ‬ ‫معرفة تقص ِري ِ‬ ‫مشهد ِ‬ ‫ُ‬
‫صيبةٌ قَ ْد َأصبتُم ِّم ْثلَيها ُقلْتُم َأنَّى هـ َذا قُل هو ِمن ِع ِ‬
‫ند‬ ‫ِ‬
‫ْ َُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َأص َاب ْت ُكم ُّم َ‬
‫أنت ‪ََ ﴿ ،‬أولَ َّما َ‬
‫ك ْم ﴾‬ ‫ت َأيْ ِدي ُ‬
‫سبَ ْ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫َأصابَ ُكم ِّمن ُّمصيبَة فَب َما َك َ‬
‫ِ‬
‫َأْن ُفس ُك ْم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وَما َ‬
‫وتشكره ‪ ،‬وهو ‪ :‬أ ْن جعلك‬ ‫حتمد اهلل ِ‬
‫عليه‬ ‫عظيم ‪ ،‬وهو مشه ٌد ُ‬
‫ُ‬ ‫وهناك مشه ٌد ٌ‬
‫مظلوماً ال ظاملاً ‪.‬‬
‫اللهم اجع ْلين مظلوماً ال ظاملاً ‪ .‬وهذا كابيْن ْ آدم‬ ‫يقول ‪َّ :‬‬ ‫السلف كان ُ‬ ‫ِ‬ ‫وبعض‬
‫ُ‬
‫ي ِإلَْي َ‬ ‫ِ ٍِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِئ‬
‫ك‬ ‫طت ِإلَ َّي يَ َد َك لَت ْق ُتلَني َما َأنَاْ ببَاسط يَد َ‬
‫س َ‬ ‫‪ ،‬إذ قال خريُمها ‪ ﴿ :‬لَ ن بَ َ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ك ِإنِّي َأ َخ ُ‬‫َأَلق ُْتلَ َ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬
‫اف اللّهَ َر َّ‬
‫من آذاك ‪،‬‬ ‫ُ ِ‬
‫مشهد الرمحة وهو ‪ :‬إن ْتر َح َم ْ‬ ‫آخر ‪ ،‬وهو ‪:‬‬ ‫لطيف ُ‬ ‫وهناك مشه ٌد ٌ‬
‫بأذية مسل ٍم ‪:‬‬ ‫اهلل ِ‬ ‫فإن إصراره على األذى ‪ ،‬وجرأته على جماهرِة ِ‬ ‫يستحق الرمحةَ ‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫فإنهُ‬
‫انصر أخاك ظالماً أو‬ ‫ترق لهُ ‪ ،‬وأ ْن ترمَحَهُ ‪ ،‬وأ ْن تنقذه من هذا ‪ْ (( ،‬‬ ‫يستحق أن َّ‬‫ُّ‬
‫مظلوماً )) ‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫وملَّا آذى م ْسطَ ٌح أبا بك ٍر يف ع ْرضه ويف ابنته عائشة ‪ ،‬حلف أبو بك ٍر ال ُ‬
‫ينفق‬
‫ينفق عليه أبو بك ٍر ‪ ،‬فأنزل اهللُ ‪َ ﴿ :‬واَل يَْأتَ ِل ُْأولُوا الْ َف ْ‬
‫ض ِل‬ ‫مسطح ‪ ،‬وكان فقرياً ُ‬ ‫ٍ‬ ‫على‬
‫يل اللَّ ِه َولَْي ْع ُفوا‬‫ين فِي َسبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السع ِة َأن يْؤ تُوا ُأولِي الْ ُقربى والْم ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َوال ُْم َهاج ِر َ‬ ‫ساك َ‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫من ُك ْم َو َّ َ ُ‬
‫يغفر‬ ‫ولْيص َفحوا َأاَل تُ ِحبُّو َن َأن ي ْغ ِفر اللَّهُ لَ ُكم ﴾ ‪ .‬قال أبو بك ٍر ‪ :‬بلى ِ‬
‫ب أن َ‬ ‫ُأح ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫اهللُ يل ‪ .‬فأعاد له النفقة وعفا عنهُ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وقال عيينه ِ‬
‫حتكم‬
‫عمر ؟ واهلل ما تعطينا اجلَْزَل ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ص ٍن لعمر ‪ :‬هيه يا ُ‬ ‫بن ح ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫إن اهلل يقول ‪:‬‬ ‫بن قيس ‪ :‬يا أمري املؤمنني ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫احلر ُ‬ ‫عمر ‪ ،‬فقال ُّ‬ ‫فهم به ُ‬ ‫فينا بالع ْدل ‪ّ .‬‬
‫فواهلل‪ /‬ما جاوزها‬ ‫اهلِين ﴾ ‪ ،‬قال ‪ِ :‬‬ ‫ض َع ِن ال ِ‬ ‫﴿ ُخ ِذ الْع ْفو وْأمر بِالْعر ِ‬
‫ف َوَأ ْع ِر ْ‬
‫ْج َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ُْ‬
‫كتاب ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫عمر ‪ ،‬وكان وقَّفاً عند ِ‬
‫ُ‬
‫يب َعلَْي ُك ُم الَْي ْو َم َيغْ ِف ُر اللّهُ لَ ُك ْم َو ُه َو‬ ‫ال الَ َت ْث َر َ‬‫ف إخوتِِه ‪ ﴿ :‬قَ َ‬ ‫يوس ُ‬
‫وقال ُ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫َأرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َُْ‬
‫من كفا ِر قريش ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫وأعلنها ‪ ‬يف املِأل‬
‫فيمن آذاهُ وطرده وحاربه ْ‬ ‫ْ‬
‫احلديث ‪ (( :‬ليس الشدي ُد‬ ‫ِ‬ ‫الفتح ‪ِ ،‬‬
‫ويف‬ ‫فأنتم الطلقاءُ )) قاهلا يوم ِ‬ ‫(( اذهبُوا ُ‬
‫الغضب )) ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يملك نفسه عن َد‬ ‫بالص َر َع ِة ‪ ،‬إنَّما الشدي ُد الذي ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫املبارك ‪:‬‬ ‫ابن‬
‫قال ُ‬
‫ِ‬
‫الشفيق‬ ‫الرِح ِم‬
‫هلم كذي َّ‬
‫ف ْكن ُ‬ ‫إذا صاحبت قوماً أهل ُوٍّد‬
‫الزمان بال ِ‬
‫رفيق‬ ‫فتبقى يف ِ‬ ‫وال تأخ ْذ بزلَِّة كل ٍ‬
‫قوم‬ ‫ِّ‬
‫موجود يف اإلجنيل ‪ :‬اغفر ملن أخطأ عليك مرةً سبع مر ٍ‬
‫ات‬ ‫بعضهم ‪:‬‬
‫﴿‬ ‫ْ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫قال ُ‬
‫َأج ُرهُ َعلَى اللَّ ِه ﴾‬
‫َأصلَ َح فَ ْ‬
‫َم ْن َع َفا َو ْ‬
‫ات ‪ ،‬ليسلم لك دينُك‬ ‫فكرر عليه الع ْفو سبع مر ٍ‬
‫ََ‬ ‫من أخطأ عليك مرةً ِّ ْ‬ ‫أي ‪ْ :‬‬ ‫ْ‬
‫ومن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضك ‪ ،‬ويرتاح قلبُك ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ومن نومك ْ‬ ‫ومن دمك ‪ْ ،‬‬ ‫من أعصابك ْ‬ ‫اص ْ‬‫ص َ‬ ‫فإن ال َق َ‬ ‫وع ْر ُ‬
‫رضك ‪ ،‬وليس من اآلخرين ‪.‬‬ ‫راحتِك ومن ِع ِ‬
‫ْ‬
‫يفتح مدينةً‬
‫ُ‬ ‫أشجع من الذي‬
‫ُ‬ ‫يقهر نفسه ‪:‬‬ ‫مثل هلم ‪ « :‬الذي ُ‬ ‫اهلنود يف ٍ‬
‫قال ُ‬
‫الس ِ‬
‫وء ِإالَّ َما َر ِح َم َربِّ َي ﴾ ‪.‬‬ ‫َألم َارةٌ بِ ُّ‬
‫س َّ‬ ‫» ‪ِ ﴿ .‬إ َّن َّ‬
‫الن ْف َ‬
‫**********************************‬

‫وقفـ ـةٌ‬
‫للرب‬ ‫ِ‬
‫التوحيد والتنز ِيه‬ ‫ِ‬
‫كمال‬ ‫من‬ ‫النون ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫فإن فيها ْ‬ ‫« أما دعوةُ ذي‬
‫ِ‬
‫الكرب‬ ‫ِ‬
‫أدوية‬ ‫من أبلغ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعاىل ‪ ،‬واعرتاف العبد بظلمه وذنبه ‪ ،‬ما هو ْ‬
‫ائج َّ‬
‫فإن‬ ‫قضاء احلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل سبحانه يف‬ ‫الوسائل إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الغم ‪ ،‬وأبلغ‬ ‫اهلم و ِّ‬
‫و ِّ‬
‫ٍ‬
‫نقص‬ ‫كل‬
‫هلل ‪ ،‬وسلب ِّ‬ ‫كمال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬
‫نان إثبات ِّ‬ ‫وتضم ِ‬
‫َّ‬ ‫التوحيد والتنزيهَ‬
‫اب‬‫العبد بالشرِع والثو ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتضم ُن إميان‬ ‫َّ‬ ‫اف بالظل ِم‬ ‫متثيل عنه ‪ .‬واالعرت ُ‬ ‫وعيب و ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اهلل ‪ ،‬واستقالته عثرته ‪،‬‬ ‫العقاب ‪ ،‬ويوجب انكساره ورجوعه إىل ِ‬ ‫و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫التوس ُل‬
‫ُّ‬ ‫بعبوديته وافتقا ِره إىل ربِّه فهاهنا أربعة أموٍر ق ْد وقع‬ ‫ِ‬ ‫واالعرتاف‬
‫اف » ‪.‬‬ ‫التوحيد ‪ ،‬والتنزيهُ ‪ ،‬والعبوديةُ ‪ ،‬واالعرت ُ‬ ‫ُ‬ ‫هبا ‪:‬‬
‫صيبَةٌ قَالُواْ ِإنَّا لِلّ ِه َوِإنَّـا ِإلَْي ِه‬‫الصابِ ِرين{‪ }155‬الَّ ِذين ِإذَا َأصاب ْت ُهم ُّم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ش ِر َّ َ‬ ‫﴿ َوبَ ِّ‬
‫ْم ْهتَ ُدو َن ﴾‬ ‫ك ُه ُم ال ُ‬ ‫ات ِّمن َّربِّ ِه ْم َوَر ْح َمةٌ َوُأولَـِئ َ‬ ‫ك َعلَْي ِه ْم َ‬
‫صلَ َو ٌ‬ ‫اجعو َن{‪ُ }156‬أولَـِئ َ‬ ‫رِ‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫**************************************‬
‫اعت ِن بالظاه ِر والباط ِن‬
‫أن بعض‬ ‫لطيف وشيءٌ شريف ‪ ،‬وهو َّ‬ ‫أمر ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صفاءُ ِ‬
‫النفس بصفاء الثوب ‪ ،‬وهنا ٌ‬
‫ظاهر ‪.‬‬ ‫أمر‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫نفس‬ ‫َّرت‬ ‫تكد‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ثوب‬ ‫اتسخ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫احلكماء‬
‫ٌ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ندام ِه ‪ ،‬أو ِ‬
‫عدم‬ ‫بسبب اتساخ ثوبِِه ‪ ،‬أو تغرُّيِ ِه ِ‬ ‫يأتيه ال َك َدر ِ‬ ‫الناس ِ‬ ‫وكثريٌ من ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اليومي ‪،‬‬ ‫اب مو ِ‬
‫اعيده وبرناجِمِ ه‬ ‫اختالط األور ِاق عنده ‪ ،‬أو اضطر ِ‬ ‫ِ‬ ‫تيب مكتبتِ ِه ‪ ،‬أو‬‫تر ِ‬
‫ِّ‬
‫ف حقيقة هذا الدِّي ِن ‪ ،‬علم أنه جاء لتنظي ِم ِ‬
‫حياة‬ ‫فمن َعَر َ‬ ‫ِ‬
‫والكو ُن بُين على النظام ‪ْ ،‬‬
‫بان ﴿ َّما َف َّرطْنَا فِي‬ ‫شيء عنده حبس ٍ‬ ‫العبد ‪ ،‬قليلِها وكث ِريها ‪ ،‬صغ ِريها وجليلِها ‪ ،‬وكل ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُّ‬
‫يحب النظافة‬ ‫نظيف ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫إن اهلل‬‫الرتمذي ‪َّ (( :‬‬
‫ِّ‬ ‫حديث عند‬ ‫ٍ‬ ‫اب ِمن َش ْي ٍء ﴾ ‪ .‬ويف‬ ‫ِ‬
‫الكتَ ِ‬
‫)) ‪.‬‬
‫يحب الجمال )) ‪.‬‬ ‫جميل ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫إن اهلل‬‫الصحيح ‪َّ (( :‬‬ ‫ِ‬ ‫وعند مسل ٍم يف‬
‫عيون ِ‬
‫الناس‬ ‫تجملُوا حتى تكونوا كأنكم شامةٌ في ِ‬ ‫حديث حس ٍن ‪َّ (( :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويف‬
‫ْ‬
‫)) ‪.‬‬

‫البَّزِل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫مشي اجلمال إىل اجلمال ُ‬ ‫نس ُجها‬ ‫ميشون يف احلُ ِلل املضاعف ْ‬
‫ِ‬
‫المسلم أ ْن‬ ‫حق على‬ ‫بالغسل ‪ .‬وعند البخاري ‪ٌّ (( :‬‬ ‫ِ‬ ‫االهتمام‬ ‫ِ‬
‫اجلمال ‪:‬‬ ‫أول‬
‫ز ُ‬
‫ُ‬
‫يغسل فيه رأسه وجسمهُ )) ‪.‬‬ ‫أيام يوماً ‪،‬‬ ‫سبعة ٍ‬‫كل ِ‬ ‫يغتسل في ِّ‬
‫ُ‬
‫يوم مرةً كعثمان ب ِن‬ ‫هذا على أقل تقدي ٍر ‪ .‬وكان بعض الصاحلني يغتسل كل ٍ‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫اب ﴾ ‪.‬‬ ‫س ٌل بَا ِرٌد َو َش َر ٌ‬ ‫عفان فيما ورد عنهُ ‪َ ﴿ ،‬ه َذا ُم ْغتَ َ‬
‫الشارب ‪ ،‬وتقلي ِم األظاف ِر ‪ ،‬و ِ‬
‫أخذ‬ ‫ِ‬ ‫كإعفاء اللحيِة ِّ‬
‫وقص‬ ‫ِ‬ ‫خصال الفطرِة ‪:‬‬‫ُ‬ ‫ومنها‬
‫ِ‬
‫املالبس ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وتنظيف‬ ‫ِ‬
‫األسنان ‪،‬‬ ‫يب ‪ِ ،‬‬
‫وختليل‬ ‫ائد من اجلس ِم ‪ ،‬والسو ِاك ‪ ،‬والطِّ ِ‬ ‫الشع ِر الز ِ‬
‫ِ‬
‫البياض ‪،‬‬ ‫بس‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ومنها‬ ‫‪.‬‬ ‫اخلاطر‬ ‫ويفسح‬ ‫الصدر‬ ‫ع‬ ‫يوس‬
‫ِّ‬ ‫مما‬ ‫هذا‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫باملظه‬ ‫ِ‬
‫االعتناء‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كفنوا فيه موتاكم )) ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫(( البسوا البياض ‪ ،‬و ِّ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫السباس ِ‬ ‫ان يوم‬‫بالرحْي ِ‬
‫حُي يّون َّ‬ ‫النعال طيّباً ُح ُجزاهُت م‬ ‫رقاق ِ‬ ‫ُ‬
‫بثياب ٍ‬
‫بيض‬ ‫تنزل ٍ‬ ‫إن املالئكة ُ‬ ‫البياض ‪َّ (( :‬‬ ‫ِ‬ ‫البخاري باب ‪ِ :‬‬
‫لبس‬ ‫ُّ‬ ‫وقد عقد‬
‫يض )) ‪.‬‬ ‫عمائم بِ ٌ‬
‫ُ‬ ‫عليهم‬
‫ْ‬
‫ووقت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعيد يف دف ٍرت صغ ٍري ‪،‬‬ ‫ومنها ترتيب املو ِ‬
‫فوقت للقراءة ‪ٌ ،‬‬ ‫وتنظيم الوقت ‪ٌ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وِإن ِّمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأج ٍل كتَ ٌ‬ ‫ووقت للراحة ‪ ﴿ ،‬ل ُك ِّل َ‬ ‫ووقت للمطالعة ‪ٌ ،‬‬ ‫للعبادة ‪ٌ ،‬‬
‫َش ْي ٍء ِإالَّ ِعن َدنَا َخ َزاِئنُهُ َوَما ُنَن ِّزلُهُ ِإالَّ بَِق َد ٍر َّم ْعلُ ٍوم ﴾ ‪.‬‬
‫النظام ‪ .‬وهذا‬ ‫مكتوب عليها ‪ :‬الكو ُن بين على ِ‬ ‫ِ‬
‫الكوجنرس لوحةٌ‬ ‫يف ِ‬
‫مكتبة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫تيب ‪ ،‬وأخرب –‬ ‫التنسيق والرت ِ‬ ‫السماوية الدعوةُ إىل التنظي ِم و ِ‬ ‫ِ‬ ‫صحيح ‪ ،‬ففي الشرائ ِع‬ ‫ٌ‬
‫بقضاء وقد ٍر ‪ ،‬وأنه برتتيب‬ ‫ٍ‬ ‫أن الكون ليس هلْواً وال عبثاً ‪ ،‬وأنه‬ ‫سبحانه وتعاىل – َّ‬
‫س يَنبَ ِغي لَ َها َأن تُ ْد ِر َك الْ َق َم َر‬ ‫الش ْم ُ‬‫ان ﴾ ‪ ﴿ .‬اَل َّ‬ ‫الشمس والْ َقمر بِحسب ٍ‬
‫وحبُسبان ‪َ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َّ ﴿ :‬‬
‫ٍ‬
‫ك يَ ْسبَ ُحو َن ﴾ ‪َ ﴿ .‬والْ َق َم َر قَ َّد ْرنَاهُ َمنَا ِز َل َحتَّى‬ ‫َّها ِر وُكلٌّ فِي َفلَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َواَل الل ْي ُل َساب ُق الن َ َ‬
‫آيَت ْي ِن فَ َم َح ْونَا آيَةَ اللَّْي ِل َو َج َعلْنَا‬ ‫اد َكالْعرج ِ ِ‬
‫َّه َار َ‬ ‫ون الْ َقد ِيم ﴾ ‪َ ﴿ .‬و َج َعلْنَا اللَّْي َل َوالن َ‬ ‫َع َ ُ ْ ُ‬
‫السنِين وال ِ‬ ‫ضالً ِّمن َّربِّ ُكم ولِ‬ ‫صرةً لِ‬‫ِ‬
‫اب َوُك َّل‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ْح‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َّها ِر ُم ْب َ‬
‫آيَةَ الن َ‬
‫الس َماء‬
‫اطالً ﴾ ‪َ ﴿ .‬وَما َخلَ ْقنَا َّ‬ ‫ت هذا ب ِ‬
‫صلْنَاهُ َت ْفصيالً ﴾ ‪َ ﴿.‬رَّبنَا َما َخلَ ْق َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َش ْي ٍء فَ َّ‬
‫َّخ َذ لَ ْهواً اَّل تَّ َخ ْذنَاهُ ِمن لَّ ُدنَّا ِإن‬
‫واَأْلرض وما بيَنهما اَل ِعبِين{‪ }16‬لَو َأر ْدنَا َأن َّنت ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َْ ُ َ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ُكنَّا فَاعل َ‬
‫﴿ َوقُ ِل ا ْع َملُواْ ﴾ ‪:‬‬
‫باألوهام والقلق واألمر ِ‬
‫اض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املصاب‬ ‫ِ‬
‫اليونان إذا أر ُادوا معاجلة‬ ‫كان حكماءُ‬
‫وقت قصري إال وقد‬ ‫ِ‬
‫النفسية ‪ :‬جيربونهُ على ِ‬
‫مير ٌ‬ ‫العمل يف الفالحة والبساتني ‪ ،‬فما ُّ‬
‫شوا فِي َمنَاكِبِ َها ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وقُ ِل ا ْع َملُواْ ﴾ ‪.‬‬
‫عادت إليه عافيته وطمأنينته ‪ ﴿ ،‬فَ ْام ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫انظر إىل‬
‫وبسطة بال‪ ،‬و ْ‬ ‫هم أكثُر ِ‬
‫الناس راحةً وسعاد ًة ْ‬ ‫إن أهل األعمال اليدويِة ْ‬‫َّ‬
‫هم‬ ‫ِ‬
‫ونشاط‬ ‫هم‬‫بسبب حركتِ‬ ‫ِ‬
‫األجسام ‪ِ ،‬‬ ‫البال ِ‬
‫وقوة‬ ‫العم ِال كيف ميلكون من ِ‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫والكسل )) ‪.‬‬ ‫العج ِز‬ ‫هِت‬
‫ومزاوال ْم ‪(( ،‬وأعوذُ بك من ْ‬
‫***************************************‬
‫******‬
‫ال ْت ِجئ إلى اهلل‬
‫لطيف ‪ ،‬قيل‬ ‫ِ‬
‫معىن ٌ‬ ‫ً‬ ‫فيه‬ ‫‪،‬‬ ‫املعارف‬ ‫أعرف‬
‫العظيم ‪ ،‬هو ُ‬ ‫ُ‬ ‫اجلليل‬
‫ُ‬ ‫اهللُ ‪ :‬هو االسم‬
‫كن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتسكن إليه ‪ ،‬وترضى به وتر ُ‬ ‫ُ‬ ‫القلوب ‪ ،‬وحتبُّه ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬هو م ْن َألهَ ‪ ،‬وهو الذي تأهلُهُ‬
‫لغريه سبحانه ‪ ،‬ولذلك‬ ‫يطمئن ِ‬ ‫َّ‬ ‫للقلب أبداً أن يسكن أو يرتاح أو‬ ‫إليه ‪ ،‬وال ميكن ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أشرك به شيئاً )) ‪ .‬وهو‬ ‫ب ‪ (( :‬اهللُ ‪ ،‬اهللُ ربي ال ُ‬ ‫علّم ‪ ‬فاطمة ابنتهُ دعاء الكر ِ‬
‫ْ‬
‫ض ِهم يلْعبو َن ﴾ ‪ ﴿ ،‬وهو الْ َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ُر‬ ‫َ َُ‬ ‫صحيح ‪ ﴿ ،‬قُ ِل اللّهُ ثُ َّم َذ ْرُه ْم في َخ ْو ْ َ َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫اد ِه ﴾ ‪ ﴿ ،‬اللَّه لَ ِط ٌ ِ ِ ِ‬ ‫َفو َق ِعب ِ‬
‫ض‬ ‫يف بِعبَاده﴾ ‪َ ﴿ ،‬وَما قَ َد ُروا اللَّهَ َح َّق قَ ْد ِره َو ْ‬
‫اَأْلر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ات بِيَ ِمينِ ِه ُس ْب َحانَهُ َوَت َعالَى َع َّما‬
‫ات َمطْ ِويَّ ٌ‬
‫ماو ُ‬ ‫ضتُهُ َي ْوَم ال ِْقيَ َام ِة َو َّ‬
‫الس َ‬ ‫َج ِميعاً َق ْب َ‬
‫ب ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن اللَّهَ يُ ْم ِس ُ‬
‫ك‬ ‫الس ِج ِّل لِ ْل ُكتُ ِ‬
‫الس َماء َكطَ ِّي ِّ‬‫يُ ْش ِرُكو َن ﴾ ‪ْ ﴿ ،‬وَم نَطْ ِوي َّ‬
‫ض َأن َت ُزواَل ﴾ ‪.‬‬ ‫اَأْلر َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬
‫***************************************‬
‫ِ‬
‫عليه توَّكل ُ‬
‫ْت‬
‫عليه ‪،‬‬‫العبد ركونُه إىل ربِّه ‪ ،‬وتوُّكلُه ِ‬ ‫ومن أعظ ِم ما يضفي السعادة على ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫استه ‪َ ﴿ ،‬ه ْل َت ْعلَ ُم لَهُ َس ِميّاً ﴾ ‪ِ ﴿ ،‬إ َّن َولِيِّ َـي اللّهُ الَّ ِذي‬
‫ورعايته وحر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بواليته‬ ‫واكتفاؤه‬
‫ين ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أال ِإ َّن َْأولِيَاء اللّ ِه الَ َخ ْو ٌ‬
‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ‬ ‫ْكتَاب وهو يَتولَّى َّ ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِ‬
‫َن َّز َل ال َ َ ُ َ َ َ‬
‫ُه ْم يَ ْح َزنُو َن ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫أجمعوا على ٍ‬
‫ثالثة‬ ‫ُ‬
‫لسلفنا من‬‫اب ‪ ،‬سواء كانت ِ‬ ‫القلق واالضطر ِ‬ ‫مبسألة ِ‬ ‫ِ‬ ‫طالعت الكتب اليت تعتين‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الشرقية والغر ِ‬
‫بية‬ ‫ِ‬ ‫ات و ِ‬
‫الكتب‬ ‫ومؤرخني أو لغ ِريهم مع النشر ِ‬ ‫حمدِّثني وأدباء ومربِّني ِّ‬
‫ْ‬
‫ملن أراد‬ ‫ثالثة ِ‬ ‫ت ‪ ،‬فوجدت اجلميع جممعني على ِ‬ ‫يات واجملالَّ ِ‬‫املرتمجة ‪ ،‬والدور ِ‬ ‫و ِ‬
‫أسس ْ‬ ‫ُ‬
‫الشفاء والعافية وانشراح الصد ِر ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫وجل ‪ ،‬وعبوديتُه ‪ ،‬وطاعتُه واللجوءُ إليه ‪ ،‬وهي‬ ‫عز َّ‬ ‫االتصال ِ‬
‫باهلل َّ‬ ‫ُ‬ ‫األول ‪:‬‬
‫ُ‬
‫اصطَبِ ْر لِ ِعبَ َ‬
‫ادتِِه ﴾ ‪.‬‬ ‫اإلميان الكربى ‪ ﴿ ،‬فَا ْعبُ ْدهُ َو ْ‬ ‫ِ‬ ‫مسألةُ‬
‫ودموعه ‪ ،‬وأحزانِه ومصاِئبِه ‪ِ ،‬‬
‫وآالمه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مبآسيه‬ ‫ملف املاضي ‪،‬‬ ‫إغالق ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الثاني ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫جديد ‪.‬‬ ‫جديدة مع ٍ‬
‫يوم‬ ‫ٍ‬ ‫البدء ٍ‬
‫حبياة‬ ‫ومهومه ‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬
‫وترك‬
‫فيه ‪ُ ،‬‬ ‫االهنماك ِ‬ ‫االشتغال ِبه و‬
‫ِ‬ ‫وعدم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الغائب ‪ُ ،‬‬ ‫املستقبل‬ ‫الثالث ‪ْ :‬ترُك‬
‫ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫سات ‪ ،‬وإمِّن ا‬‫التوج ِ‬ ‫التوقعات واالنتظار ِ‬
‫ِ‬
‫العيش يف حدود اليوم فَ َح ْس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ات و ُّ‬
‫األمل ‪ ،‬فإنَّه يُْن ِسي ‪َ ﴿ ،‬وظَنُّوا ََّأن ُه ْم ِإلَْينَا اَل ُي ْر َجعُو َن‬ ‫اكم وطول ِ‬ ‫علي ‪ :‬إيَّ ْ‬ ‫قال ٌّ‬
‫﴾‪.‬‬
‫سبُو َن‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫الشائعات ‪َّ ،‬‬ ‫إيَّاك وتصديق األر ِ‬
‫عن أعدا ه ‪ ﴿ :‬يَ ْح َ‬ ‫فإن اهلل قال ْ‬ ‫اجيف و‬
‫ص ْي َح ٍة َعلَْي ِه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫ُك َّل َ‬
‫وهم ينتظرون أموراً ومصائب وحوادث‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫من سنوات عديدة ‪ْ ،‬‬ ‫وعرفت أناساً ْ‬ ‫ُ‬
‫أنكد‬
‫تقع ‪ ،‬وال يزالون خُي ِّوفون أنفسهم وغريهم منها‪ ،‬فسبحان اهلل ما ُ‬ ‫وكوارث ملْ ْ‬
‫ب عند الصينيني ‪ ،‬فإهنم جيعلونه حتت ٍ‬
‫أنبوب‬ ‫املعذ ِ‬
‫ني َّ‬ ‫هؤالء كالسج ِ‬ ‫عيشهم !! ومثل ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ َ ْ َ َ ُ‬
‫كل‬ ‫الدقيقة الو ِ‬ ‫ِ‬ ‫أس ِه قطرًة من ِ‬ ‫يقطُر على ر ِ‬
‫ينتظر َّ‬ ‫ُ‬ ‫السجني‬
‫ُ‬ ‫هذا‬ ‫فيبقى‬ ‫‪،‬‬ ‫احدة‬ ‫يف‬ ‫املاء‬ ‫ُ‬
‫ضى‬ ‫ويفقد عقله ‪ .‬وق ْد وصف اهللُ أهل النا ِر فقال ‪ ﴿ :‬اَل ُي ْق َ‬ ‫قطرٍة مثَّ يصيبُه اجلنو ُن ‪ُ ،‬‬
‫وت فِ َيها َواَل‬
‫حيى ﴾ ‪﴿ ،‬‬
‫يَ ْ‬ ‫ف َع ْن ُهم ِّم ْن َع َذابِ َها ﴾ ‪ ﴿ ،‬اَل يَ ُم ُ‬‫َعلَْي ِه ْم َفيَ ُموتُوا َواَل يُ َخ َّف ُ‬
‫ود ُه ْم بَ َّدلْنَ ُ‬
‫اه ْم ُجلُوداً غَْي َرَها ﴾ ‪.‬‬ ‫ت ُجلُ ُ‬ ‫ض َج ْ‬ ‫ُكلَّما نَ ِ‬
‫َ‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫ِ‬
‫أح ْل ظالمك على اهلل‬
‫اخلصوم‬ ‫جتتمع‬ ‫ِ‬ ‫َّيان يوم احل ْش ِر منضي‬ ‫إىل الد ِ‬
‫ُ‬ ‫وعند اهلل ُ‬
‫فيه األولني واآلخرين ‪،‬‬ ‫ويكفي العبد إنصافاً وع ْدالً أنه ينتظر يوماً جيمع اهلل ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ض ُع‬ ‫ِ‬
‫الشهود املالئكةُ ‪َ ﴿ ،‬ونَ َ‬ ‫وجل ‪ ،‬و ُ‬ ‫عز َّ‬‫احلكم هو اهللُ َّ‬
‫ال ظلم يف ذلك اليوم ‪ ،‬و ُ‬
‫س َش ْيئاً َوِإن َكا َن ِم ْث َق َ‬
‫ال َحبَّ ٍة ِّم ْن َخ ْر َد ٍل‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ل‬ ‫ظ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ط لِيوِم ال ِْقيام ِ‬
‫ة‬ ‫الْموا ِز ِ‬
‫ْ‬
‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اَل‬‫َ‬ ‫ين الْق ْس َ َ ْ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬‫َأَت ْينَا ب َها َوَك َفى بنَا َحاسب َ‬
‫*****************************‬
‫كسرى وعجوٍز‬
‫كوخ‬
‫دجاج يف ٍ‬ ‫أن عجوزاً فارسيةً كان عندها ٌ‬ ‫حكيم فارس ‪َّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫مجهر‬
‫ذكر بُزر ُ‬
‫رب أستودعُك‬ ‫فقالت ‪ :‬يا ِّ‬ ‫ْ‬ ‫فسافرت إىل قر ٍية أخرى ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫جماوٍر لقص ِر كسرى احلاك ِم ‪،‬‬
‫قصره وبستانهُ ‪ ،‬فذبح‬ ‫ِ‬
‫غابت ‪ ،‬عدا كسرى على كوخها ليوسع ْ‬ ‫فلما ْ‬ ‫الدجاج ‪َّ .‬‬
‫وقالت ‪ :‬يا‬ ‫ِ‬
‫السماء‬ ‫فالتفتت إىل‬ ‫العجوز‬ ‫ِ‬
‫فعادت‬ ‫وهدموا الكوخ ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫جنوده الدجاج ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ابن كسرى على أبيه‬ ‫غبت أنا فأين أنت ! فأنصفها اهللُ وانتقم هلا ‪ ،‬فعدا ُ‬ ‫رب ‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ين ِمن ُدونِِه‬ ‫اف َعب َدهُ وي َخ ِّوفُونَ َ ِ َّ ِ‬
‫ك بالذ َ‬ ‫ْ َُ‬
‫ني َف َقتله على فر ِاش ِه ‪َ ﴿ .‬ألَيس اللَّه بِ َك ٍ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫بالسك ِ َ ُ‬
‫طت ِإلَ َّي يَ َد َك لَِت ْق ُتلَنِي‬
‫س َ‬ ‫ِئ‬ ‫كخيَري ابين آدم ِ‬
‫القائل ‪ ﴿ :‬لَ ن بَ َ‬ ‫﴾ ‪ ،‬ليتنا مجيعاً نكو ُن ْ‬
‫ِ‬ ‫ي ِإلَْي َ‬
‫ك َأَلق ُْتلَ َ‬ ‫ِ ٍِ ِ‬
‫تكن عبد اهلل‬ ‫كن عبد اهلل المقتول ‪ ،‬وال ْ‬ ‫ك ﴾ ‪ْ (( .‬‬ ‫َما َأنَاْ ببَاسط يَد َ‬
‫االنتقام والتشفي واحلِْق ِد‬
‫ِ‬ ‫أعظم من‬ ‫ِ‬ ‫القاتل )) ‪َّ ،‬‬
‫إن عند املسلم مبدأ ورسالةً وقضيةً ُ‬
‫والكر ِ‬
‫اهية ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫ص قد يكو ُن ُمرَّكب ٍ‬
‫كمال‬ ‫َ َ‬ ‫ُم َرَّك ُ‬
‫ب الن ْق ِ‬
‫شقوا طريقهم‬ ‫سبُوهُ َش ّراً لَّ ُكم بَ ْل ُه َو َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم ﴾ ‪ُ .‬‬
‫بعض العباقرِة ُّ‬ ‫﴿ اَل تَ ْح َ‬
‫ٍ‬
‫كعطاء ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العلماء كانوا موايل ‪،‬‬ ‫عارض ‪ ،‬فكثريٌ من‬ ‫ٍ‬ ‫إلحساسهم ٍ‬
‫بنقص‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بصمود‬
‫الرتمذي ‪ ،‬وأيب حنيفة ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫البخاري ‪ ،‬و‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫وسعيد بن ُجبرْيٍ ‪ ،‬وَقتَ َادةَ ‪ ،‬و‬
‫عباس ‪ ،‬وقتادة ‪،‬‬ ‫يعة أصاهبُم العمى ‪ ،‬كابن ٍ‬ ‫أذكياء العا ِمل وحبوِر الشر ِ‬‫ِ‬ ‫من‬
‫وكثريٌ ْ‬
‫يد ب ِن هارون ‪.‬‬ ‫األعمش ‪ ،‬ويز ِ‬‫ِ‬ ‫واب ِن ِّأم مكتوم ‪ ،‬و‬
‫عبد ِ‬
‫اهلل‬ ‫الشيخ ُ‬‫بن إبراهيم آل الشيخ ‪ ،‬و ُ‬ ‫حممد ُ‬
‫الشيخ ُ‬
‫ُ‬ ‫ومن العلماء املتأخرين ‪:‬‬
‫أت عن أذكياء وخمرتعني وعباقرٍة َعر ٍ‬ ‫بن با ٍز ‪ .‬وقر ُ‬
‫ب كان‬ ‫َ‬ ‫عبدالعزي ِز ُ‬
‫الشيخ ُ‬‫بن محيد ‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬
‫وثان ُم ْقع ٌد ‪ ،‬ومع ذلك أثَّروا‬ ‫أصم وآخر أعوج ‪ٍ ،‬‬
‫عاهات ‪ ،‬فهذا أعمى ‪ ،‬وذاك ُّ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هبم‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الكشوف ‪َ ﴿ .‬ويَ ْج َعل لَّ ُك ْم‬ ‫بالعلوم واالخرت ِ‬
‫اعات و‬ ‫ِ‬ ‫يف التاريخ ‪ ،‬وأثَّروا يف ِ‬
‫حياة البشر ِية‬
‫شو َن بِ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫نُوراً تَ ْم ُ‬
‫ذرعاً‬ ‫ِ‬ ‫ليست الشهادةُ العلميةُ الراقيةُ كل ٍ‬ ‫ِ‬
‫تغتم وال تض ْق ْ‬ ‫هتتم وال َّ‬
‫شيء ‪ ،‬ال َّ‬ ‫َّ‬
‫كل شيء‬ ‫ليست ُّ‬ ‫ْ‬ ‫تنل الشهادة اجلامعية ‪ ،‬أو املاجستري ‪ ،‬أو الدكتوراه ‪ ،‬فإهنا‬ ‫ألنك مل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تكن صاحب‬ ‫‪ ،‬بإمكانك أ ْن تؤثَِّر وأ ْن تلمع وأ ْن تق ّدم لألمة خرياً كثرياً ‪ ،‬و ْلو ملْ ْ‬
‫شق طريقه‬ ‫حيمل شهاد ًة ‪ ،‬إمنا َّ‬ ‫من ٍ ٍ ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫رجل شهري خطري ناف ٍع ال ُ‬ ‫كم ْ‬ ‫شهادة علمية ‪ْ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫أيت كثرياً من‬ ‫نظرت يف عص ِرنا احلاض ِر فر ُ‬ ‫بعصاميَّته وطموحه ومهَّته وصموده ‪ُ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عندهم‬
‫ْ‬ ‫املؤثِّرين يف العا ِمل الشرعي والدعوة والوعي والرتبية والفك ِر واألدب ‪ ،‬مل ْ‬
‫يكن‬
‫ومالك ب ِن نيب ‪ ،‬و ِ‬
‫العقاد ‪ ،‬والطنطاوي ‪ ،‬وأيب‬ ‫ِ‬ ‫مثل الشيخ ابن با ِز ‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫شهادات عامليةٌ ‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬
‫الندوي ‪ ،‬ومج ٍع كث ٍري ‪.‬‬
‫املودودي و ِّ‬
‫ِّ‬ ‫زهرة ‪ ،‬و‬
‫القرون املفض ِ‬
‫َّلة ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مروا يف‬ ‫ِ‬
‫السلف ‪ ،‬والعباقرة الذين ُّ‬ ‫ودونك علماء‬

‫الكر واإلقداما‬
‫متهُ َّ‬ ‫وعلَّ ْ‬ ‫دت ِعصاما‬ ‫سو ْ‬‫عصام َّ‬ ‫نفس ٍ‬
‫ُ‬
‫آالف الدكاترِة يف العا ِمل طوالً وعرضاً ‪َ ﴿ ،‬ه ْل تُ ِح ُّ‬
‫س‬ ‫من ذلك ُ‬ ‫الضد ْ‬‫وعلى ِّ‬
‫الصحيح ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫عظيم ‪ ،‬ويف‬ ‫ز‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ُ‬‫ة‬ ‫القناع‬ ‫‪.‬‬ ‫﴾‬ ‫ا‬
‫ً‬‫ز‬‫ك‬‫ْ‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َأو‬ ‫ِم ْنهم ِّمن َأح ٍ‬
‫د‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫(( ارض بما قسم اهللُ لك تَ ُك ْن أغنى ِ‬
‫الناس )) ‪.‬‬
‫ارض بأهلِك ‪ ،‬بدخلِك ‪ ،‬مبركبِك ‪ ،‬بأبناِئك ‪ ،‬بوظيفتِك ‪ِ ،‬‬
‫جتد السعادة‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫والطمأنينة ‪.‬‬
‫ِ‬
‫النفس )) ‪.‬‬ ‫الغنى ِغنى‬‫الصحيح ‪ِ (( :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫لكن راحة ِ‬
‫النفس ‪ ،‬ورضاها مبا‬ ‫ِ‬
‫وباملنصب‪َّ ،‬‬ ‫العرض وال باألمو ِال‬
‫ِ‬ ‫وليس بكثرِة‬
‫قَ َس َم اهلل‪.‬‬
‫الخفي)) ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التقي‬
‫الغني َّ‬
‫يحب العبد َّ‬
‫((إن اهلل ُّ‬ ‫الصحيح ‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫اجعل غناه في قلبِ ِه )) ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫((اللهم‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وحديث ‪:‬‬
‫صاحب سيارٍة من املطا ِر ‪ ،‬متوجهاً إىل ٍ‬
‫مدينة من‬ ‫ِ‬ ‫كبت مع‬
‫ّ‬ ‫أحدهم ‪ :‬ر ُ‬ ‫قال ُ‬
‫جذالً ‪ ،‬حامداً ِ‬
‫هلل وشاكراً ‪ ،‬وذاكراً ملوالهُ ‪،‬‬ ‫املدن ‪ ،‬فرأيت هذا السائق مسروراً ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أن عنده أسرتني ‪ ،‬وأكثر من عشرِة ٍ‬
‫أبناء ‪ ،‬ودخلُهُ يف الشه ِر‬ ‫َّ‬ ‫فأخربين‬ ‫ه‬‫فسألُه عن أهلِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫رف قدميةٌ يسكنُها هو وأهلُه ‪ ،‬وهو مرتاح البال ‪ ،‬ألنهُ‬ ‫ب ‪ ،‬وعنده غُ ٌ‬ ‫مثامنائة لاير فَ َح ْس ُ‬
‫ر ٍ‬
‫اض مبا قَ َس َم اهللُ لهُ ‪.‬‬
‫ات من األمو ِال‬ ‫أناس ميلكو ُن مليار ٍ‬ ‫نت بني هذا وبني ٍ‬ ‫فعجبت حينما قار ُ‬
‫ُ‬ ‫قال ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ليست يف‬ ‫ْ‬ ‫فعرفت أن السعادة‬ ‫ُ‬ ‫املعيشة ‪،‬‬ ‫وهم يعيشون ضْنكاً من‬ ‫والقصوِر والدوِر ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫املال ‪.‬‬
‫ات القصوِر‬ ‫آالف املاليني وعشر ُ‬ ‫وثري شه ٍري عندهُ ُ‬ ‫عرفت َخَبَر تاج ٍر كب ٍري ‪ٍّ ،‬‬
‫ُ‬
‫البال ‪ ،‬مات يف‬‫التعامل ثائر الطبع ‪ ،‬كاسف ِ‬ ‫ِ‬ ‫والدوِر ‪ ،‬وكا َن ضيِّق اخلُلُ ِق ‪ ،‬شرس‬
‫ض مبا أعطاهُ اهللُ إياه ‪ ﴿ ،‬ثُ َّم يَط َْم ُع َأ ْن َأ ِزي َد{‪َ }15‬كاَّل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عن أهله ‪ ،‬ألنهُ مل َيْر َ‬ ‫غربة ْ‬
‫ِإنَّهُ َكا َن آِل يَاتِنَا َعنِيداً ﴾ ‪.‬‬
‫أحدهم ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحراء ‪ ،‬وينفرد ع ِن‬ ‫القدمي أ ْن خَيْلُو ِ‬
‫العريب ِ‬ ‫راحة ِ‬‫من معا ِمل ِ‬
‫يقول ُ‬
‫األحياء ‪ُ ،‬‬ ‫بنفسه يف‬ ‫البال عند ِّ‬ ‫ْ‬
‫فك ْدت ِ‬
‫أط ُري‬ ‫وصوت إنسا ٌن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫بالذئب إ ْذ‬ ‫فاستأنست‬ ‫الذئب‬ ‫عوى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب من‬ ‫ت أين يف ِش ْع ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫أبو ذر إىل الر ِ‬ ‫عوى وقد خرج ٍّ‬
‫الثوري ‪ :‬ود ْد ُ‬ ‫بذة ‪ .‬وقال سفيا ُن‬
‫ِ‬
‫المسلم ‪:‬‬ ‫ك أ ْن يكون َخ ْير ِ‬
‫مال‬ ‫وش ُ‬ ‫احلديث ‪ (( :‬ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِّعاب ال يعرفُين أح ٌد ! ويف‬ ‫الش ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الفت ِن )) ‪.‬‬‫ويفر بدينِه من ِ‬ ‫الجبال ‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫يتبع بها مواقع القط ِر وشعف‬ ‫غَنَ ٌم ُ‬
‫مر‬ ‫ع‬ ‫ابن‬ ‫فعل‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫منها‬ ‫ار‬‫ر‬ ‫الف‬ ‫حصلت الفنت كان األسلم ِ‬
‫للعبد‬ ‫ِ‬ ‫فإذا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بن مسلمة ملا قُتِل عثما ُن ‪.‬‬ ‫وأسامةُ بن ز ٍ‬
‫وحممد ُ‬
‫ُ‬ ‫يد‬ ‫ُ‬
‫بسبب بُ ْع ِدهم ع ِن‬ ‫الص ْد ِر إال ِ‬ ‫الكدر وضيِ ُق َّ‬ ‫أصاهبم الف ْق ُر و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت أناساً ما‬ ‫َعرفْ ُ‬
‫من ربِّه ‪ ،‬ويف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فتجد أحدهم كان غنيّاً ورزقُهُ واسعاً ‪ ،‬وهو يف عافية ْ‬ ‫وجل ‪ُ ،‬‬ ‫عز َّ‬ ‫اهلل َّ‬
‫ِ‬
‫الذنوب ‪،‬‬ ‫بالصالة ‪ ،‬واقرتف كبائر‬ ‫ِ‬ ‫طاعة ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬وهتاون‬ ‫خ ٍري من مواله ‪ ،‬فأعرض عن ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الغم ‪ ،‬فأصبح من ٍ‬
‫نكد إىل‬ ‫اهلم و ِّ‬ ‫فسلبَه ربُّه عافية بدنِه ‪َ ،‬و َس َعةَ ِرْزقِ ِه ‪ ،‬وابتالهُ بالف ْق ِر و ِّ‬
‫ْ‬
‫ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ضنكاً ﴾ ‪،‬‬ ‫شةً َ‬ ‫ومن بالء إىل بالء ‪َ ﴿ ،‬و َم ْن َأ ْع َر َ‬ ‫نَ َكد ‪ْ ،‬‬
‫ك ُمغَيِّراً ِّن ْع َمةً َأْن َع َم َها َعلَى َق ْوٍم َحتَّى ُيغَِّي ُرواْ َما بَِأن ُف ِس ِه ْم ﴾ ‪،‬‬ ‫ك بِ َّ‬
‫َأن اللّهَ لَ ْم يَ ُ‬ ‫﴿ َذلِ َ‬
‫ت َأيْ ِدي ُك ْم َوَي ْع ُفو َعن َكثِي ٍر﴾ ‪،‬‬ ‫سبَ ْ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫َأصابَ ُكم ِّمن ُّمصيبَة فَب َما َك َ‬ ‫وقوله تعاىل ‪َ ﴿ :‬وَما َ‬
‫ِ‬
‫اهم َّماء غَ َدقاً﴾‪.‬‬ ‫اسَت َق ُاموا َعلَى الطَّ ِري َقة ْ‬
‫َأَلس َق ْينَ ُ‬ ‫﴿ َوَأن َألَّ ِو ْ‬
‫وغمومك وأحزانِك ‪ ،‬فإذا‬ ‫ِ‬ ‫أن عندي وصفةً سحريَّة ألقيها على مهومك‬ ‫دت َّ‬ ‫ِ‬
‫ود ُ‬
‫من‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكن سوف أخربُك بوصفة طبيَّة ْ‬ ‫لكن م ْن أين يل ؟! و ْ‬ ‫قف ما يأفكون ‪ْ ،‬‬ ‫هي ت ْل ُ‬
‫بالرزق ‪ ،‬وسلّ ْم‬ ‫اعبد اخلالق ‪ ،‬وارض ِ‬ ‫يعة ‪ ،‬وهي ‪ِ :‬‬ ‫الشر ِ‬
‫ورواد َّ‬ ‫ِ‬
‫علماء امللَّ ِة َّ‬ ‫ِ‬
‫عيادة‬
‫وقص ِر األمل ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫بالقضاء ‪ ،‬وازه ْد يف الدُّنيا ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫يكي ‪ ،‬امسُهُ ( وليم جاميس ) ‪ ،‬هو أبو علِم‬ ‫مِل‬
‫عجبت العا نفسايٍّن شه ٍري أمر ٍّ‬ ‫ُ‬
‫نشكر اهلل على ما‬ ‫يقول ‪ :‬إننا حنن البشر ِّ‬ ‫ِ‬
‫منلك ‪ ،‬وال ُ‬ ‫نفك ُر فيما ال ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫النفس عندهم ‪ُ ،‬‬
‫املأسوي املظل ِم يف حياتِنا ‪ ،‬وال ننظر إىل اجلانب امل ْش ِ‬
‫رق‬ ‫ِ‬
‫اجلانب‬ ‫وننظر إىل‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫منلك ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ك ْم ﴾‬ ‫نسعد مبا عندنا ‪ ﴿ ،‬لَِئن َش َك ْرتُ ْم َأل ِزي َدنَّ ُ‬ ‫ينقصنا ‪ ،‬وال ُ‬ ‫ونتحس ُر على ما ُ‬ ‫َّ‬ ‫فيها ‪،‬‬
‫نفس ال تَ ْشبَ ُع )) ‪.‬‬ ‫من ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ (( ،‬وأعوذُ باهلل ْ‬
‫وج َع َل غناه‬ ‫ِ‬
‫همه ‪ ،‬جمع اهللُ شمله ‪َ ،‬‬ ‫من أصبح واآلخرةُ ُّ‬ ‫ويف احلديث ‪ْ (( :‬‬
‫فرق اهلل ِ‬
‫عليه‬ ‫في قلبِه ‪ْ ،‬‬
‫همه ‪ُ َّ ،‬‬ ‫ومن أصبح والدنيا ُّ‬ ‫وأتته الدنيا وهي راغمةٌ ‪ْ ،‬‬
‫عيَن ْيه ‪ ،‬ولم يأتِه من الدنيا إالَّ ما ٌكتِب له )) ‪َ ﴿ .‬ولَِئن‬ ‫وجعل َف ْق َرهُ بين ْ‬ ‫َ‬ ‫شمله ‪،‬‬
‫س َوالْ َق َم َر لََي ُقولُ َّن اللَّهُ فََأنَّى‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫َّر‬‫خ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫اَأْلر‬ ‫و‬ ‫السماو ِ‬
‫ات‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َسَألَْت ُهم َّم ْن َخلَ َق َّ َ َ‬
‫ُيْؤ فَ ُكو َن ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫وأخيراً اعترفُوا‬
‫ِ‬
‫لإلحلاد‬ ‫ٍ‬
‫املخالفة‬ ‫روسي ‪ ،‬نُِفي إىل جزيرِة سيبرييا ‪ ،‬ألفكا ِره‬
‫( سخروف ) عاملٌ ٌ‬
‫أن هناك قوًة فاعلةً مؤثرًة يف العا ِمل خالف ما يقولُه‬ ‫‪ ،‬والكف ِر ِ‬
‫باهلل ‪ ،‬فكان يُنادي َّ‬
‫ِ‬
‫التوحيد ‪.‬‬ ‫أن النفوس مفطورةٌ على‬ ‫الشيوعيُّون ‪ :‬ال إله ‪ ،‬واحلياةُ مادةٌ ‪ .‬ومعىن هذا ‪َّ :‬‬
‫َّاس َعلَْي َها ﴾ ‪.‬‬ ‫َّ ِ َِّ‬ ‫ِ‬
‫﴿ فط َْرَة الله التي فَطََر الن َ‬
‫الفطْرِة ‪ ،‬خاوي الضم ِري‬ ‫إن امللحد ال مكان له هنا وهناك ؛ ألنه منكوس ِ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األرض ‪.‬‬ ‫ملنهج ِ‬
‫اهلل يف‬ ‫خمالف ِ‬ ‫مبتور اإلر ِ‬
‫ادة ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫سقوط‬ ‫اإلسالمي بواشنطن قبل‬ ‫قابلت أستاذاً مسلماً يف ِ‬
‫معهد الفك ِر‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ب َأفِْئ َدَت ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السوفييت – بسنتني ‪ ،‬فذكر يل هذه اآلية ‪ُ َ﴿ :‬ن َقلِّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫االحتاد‬ ‫الشيوعية – أو‬
‫ص َارُه ْم َك َما لَ ْم ُيْؤ ِمنُواْ بِ ِه ََّأو َل َم َّرٍة َونَ َذ ُرُه ْم فِي طُ ْغيَانِ ِه ْم َي ْع َم ُهو َن ﴾ وقال‪ :‬سوف‬ ‫َوَأبْ َ‬
‫ف ِمن‬ ‫الس ْق ُ‬ ‫تتم هذه اآليةُ فيهم‪﴿ :‬فََأتَى اللّه ب ْنيا َنهم ِّمن الْ َقو ِ‬
‫اع ِد فَ َخ َّر َعلَْي ِه ُم َّ‬ ‫َُُ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫خ ْذنَا بِ َذنبِ ِه ﴾ ‪﴿ ،‬‬ ‫ِ‬
‫َف ْوقِ ِه ْم ﴾ ‪ ﴿ ،‬فََأ ْع َر ُ‬
‫ضوا فَ َْأر َسلْنَا َعلَْي ِه ْم َس ْي َل ال َْع ِرم ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَكُاّل ً َأ َ‬
‫َفيَْأتَِي ُهم َب ْغتَةً َو ُه ْم اَل يَ ْشعُ ُرو َن ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫لحظات مع الحمقى‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الشيوعية ‪،‬‬ ‫كالم عجيب ‪ ،‬ومقالةٌ رائعةٌ يف ِ‬
‫وصف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫للزيِّات يف جملة ( الرسالة) ٌ‬
‫َأح ُد ّرو ِادها مقاالً يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فكتب َ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫وعادت‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫القم‬ ‫إىل‬ ‫الفضاء‬ ‫حينما أرسلوا سفينة‬
‫فلم جن ْد هناك إهلاً وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول فيها ‪ :‬صع ْدنا إىل السماء ْ‬ ‫الروسية ‪ُ ،‬‬ ‫صحيفة ( الربافدا)‬
‫جنةً وال ناراً وال مالئكةً ‪.‬‬
‫أنكم‬
‫احلمقى !! أتظنون ْ‬ ‫ات مقالةً فيها ‪ « :‬عجباً لكم أيُّها احلُ ُم ُر ْ‬ ‫فكتب الزيَّ ْ‬
‫ِ‬
‫اجلنات ميشني يف‬ ‫عرش ِه بارزاً ‪ ،‬وسوف ترون احلُور العِني يف‬ ‫سوف َترو َن ربَّ ُكم على ِ‬
‫َْ‬
‫املعذبني يف النا ِر ‪،‬‬
‫تشمون رائحة َّ‬ ‫الكوث ِر ‪ ،‬وسوف ُّ‬ ‫احلري ِر ‪ ،‬وسوف تسمعون رقرقة ْ‬
‫أفسر ذلك التيه‬
‫لكن ال ُ‬ ‫إنكم إ ْن ظننتم ذلك خسرمُت خسرانكم الذي تعيشونه ‪ ،‬و ْ‬ ‫ْ‬
‫إن الشيوعية‬ ‫كم ‪َّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والضالل واالحنراف واحلُ ْمق إال بالشيوعية واإلحلاد الذي يف رؤوس ْ‬
‫نتيجة ‪ » ..‬إىل‬ ‫خامتة ‪ ،‬وسعي بال ٍ‬ ‫مساء ‪ ،‬وعمل بال ٍ‬ ‫غد ‪ ،‬وأرض بال ٍ‬ ‫يوم بال ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫َأن َأ ْك َث َرُه ْم يَ ْس َمعُو َن َْأو َي ْع ِقلُو َن ِإ ْن ُه ْم ِإاَّل‬
‫ب َّ‬‫س ُ‬‫آخ ِر ما قال ‪َْ ﴿ ،‬أم تَ ْح َ‬
‫وب الَّ َي ْف َق ُهو َن بِ َها َولَ ُه ْم َأ ْعيُ ٌن الَّ‬ ‫َأض ُّل َسبِيالً ﴾ ‪ ﴿ ،‬لَ ُه ْم ُقلُ ٌ‬ ‫َكاَأْلْن َع ِام بَ ْل ُه ْم َ‬
‫ص ُرو َن بِ َها َولَ ُه ْم آذَا ٌن الَّ يَ ْس َمعُو َن بِ َها ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وَمن يُِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم‬ ‫ي ْب ِ‬
‫ُ‬
‫يح فِي‬ ‫الر ُ‬ ‫ت بِ ِه ِّ‬ ‫اد ا ْشتَ َّد ْ‬‫اب بِِقيع ٍة ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أ ْعمالُهم َكرم ٍ‬
‫َ ُ ْ ََ‬ ‫س َر ٍ َ‬ ‫﴾ ‪َ ﴿ ،‬أ ْع َمالُ ُه ْم َك َ‬
‫ف﴾‪.‬‬ ‫اص ٍ‬ ‫يوٍم َع ِ‬
‫َْ‬
‫العاهات ) ‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫مذاهب ذوي‬ ‫(‬ ‫ِ‬
‫كتاب‬ ‫يف‬ ‫ِ‬
‫العقاد‬ ‫ِ‬
‫كالم‬ ‫ومن‬
‫ُ‬
‫السخيف الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلحلاد‬ ‫الشيوعية ‪ ،‬وعلى هذا‬ ‫ِ‬ ‫ينهد غاضباً على ِ‬
‫هذه‬ ‫ُ‬
‫تقبل هذا الدين‬ ‫ُ‬ ‫إن الفطرة السويَّة‬ ‫كالم ما معناه ‪َّ :‬‬‫ٌ‬ ‫وقع يف العا ِمل ‪،‬‬
‫أهل األفكا ِر‬ ‫ِ‬
‫احلق ‪ ،‬دين اإلسالم ‪ ،‬أما املعاقون عقلياً واملختلفون و ُ‬ ‫َّ‬
‫ميكن أ ْن ترتكب اإلحلاد ‪َ ﴿ .‬وطُبِ َع َعلَى ُقلُوبِ ِه ْم‬ ‫فإهنا‬ ‫‪،‬‬ ‫العف ِنة القاصرِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫َف ُه ْم الَ َي ْف َق ُهو َن ﴾ ‪.‬‬
‫األطفال يف عاملِهم ‪،‬‬‫ُ‬ ‫إن اإلحلاد ضربةٌ قاصمةٌ للفك ِر ‪ ،‬وهو أشبهُ مبا حُي ِّدثُه‬ ‫َّ‬
‫﴿‬‫الدهر أكرب منها خطيئةً ‪ .‬ولذلك قال اهللُ سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫ف ُ‬ ‫وهو خطيئةٌ ما َعَر َ‬
‫ك‪!! ﴾....‬‬ ‫َأفِي اللّ ِه َش ٌّ‬
‫ابن تيمية ‪ :‬أن الصانع ‪-‬‬ ‫بل ذكر ُ‬ ‫ظاهر ‪ْ .‬‬ ‫شك فيه ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫أن األمر ال َّ‬ ‫يعين ‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫ينكره أح ٌد يف الظاه ِر إال فرعو ُن ‪ ،‬مع العل ٍم أنهُ‬ ‫يعين ‪ :‬اهلل سبحانه وتعاىل – مل ْ‬
‫ت َما‬‫ال لََق ْد َعلِ ْم َ‬‫يقول موسى ‪ ﴿ :‬قَ َ‬ ‫داخله ‪ ،‬ولذلك ُ‬ ‫معرتف به يف باطنِه ‪ ،‬ويف ِ‬ ‫ٌ‬
‫ُّك يَا فِ ْر َعو ُن َمثْبُوراً ﴾ ‪،‬‬
‫صآِئَر َوِإنِّي َأَلظُن َ‬ ‫اَألر ِ‬
‫ض بَ َ‬
‫ب َّ ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫َأنز َل َهـُؤالء ِإالَّ َر ُّ‬
‫َ‬
‫نت َأنَّهُ ال ِإلِـهَ ِإالَّ الَّ ِذي‬ ‫ِ‬
‫لكن فرعون يف آخر املطاف صرخ مبا يف قلبِه ‪َ ﴿ :‬‬
‫آم ُ‬ ‫و َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫آمنَ ْ ِ ِ ِإ ِئ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫يل َوَأنَاْ م َن ال ُْم ْسلم َ‬
‫ت به َبنُو ْس َرا َ‬ ‫َ‬
‫**************************************‬
‫ِ‬
‫النجاة‬ ‫يق‬
‫اإليما ُن طر ُ‬
‫ِ‬
‫اإلميان )‬ ‫اب‬ ‫كتاب ( اهلل يتجلَّى يف عص ِر العل ِم ) ‪ ،‬وكتاب ( ُّ حِم‬ ‫يف ِ‬
‫الطب ْر ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وغمومه ‪ ،‬هو‬ ‫للعبد يف التخلُّص من ِ‬
‫مهومه‬ ‫أن أكثر معني ِ‬ ‫وجدت َّ‬ ‫حقيقةٌ وهي ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ض َْأم ِري ِإلَى اللَّ ِه ﴾ ‪َ ﴿ ،‬ما‬ ‫وتفويض األم ِر إليه ‪َ ﴿ ،‬وُأ َف ِّو ُ‬ ‫ُ‬ ‫وجل‪،‬‬
‫عز ّ‬
‫اإلميا ُن ِ‬
‫باهلل َّ‬
‫صيبَ ٍة ِإاَّل بِِإ ْذ ِن اللَّ ِه َوَمن ُيْؤ ِمن بِاللَّ ِه َي ْه ِد َقلْبَهُ ﴾ ‪.‬‬‫َأصاب ِمن ُّم ِ‬
‫َ َ‬
‫يهد قلبه للرضا والتسلي ِم أو حنو ذلك ‪﴿ ،‬‬ ‫بقضاء وقد ٍر ‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أن هذا‬ ‫يعلم َّ‬‫من ْ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ِهم ﴾ ‪.‬‬
‫ت َ ْ‬ ‫ص َرُه ْم َواَأل ْغالَ َل الَّتِي َكانَ ْ‬ ‫ض ُع َع ْن ُه ْم ِإ ْ‬‫َويَ َ‬
‫فىت‬ ‫أصابت‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬ ‫إال‬ ‫اهلل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫مصيب‬ ‫ين‬ ‫ب‬ ‫وأعلم أين مل تُ ِ‬
‫ص‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الغرب الالمعِني ‪ ،‬مثل ( كرسي مريسون ) ‪ ،‬و ( ألكس كاريل ) ‪،‬‬ ‫إن ُكتَّاب ِ‬
‫املادي املتدهوِر يف حياهتم إمنا هو‬ ‫ِّ‬ ‫أن املنقذ ِ‬
‫للغرب‬ ‫و ( دايل كارنيجي ) ‪ ،‬يعرتفون َّ‬
‫السر األعظم يف حو ِ‬
‫ادث‬ ‫أن السبب الكبري و َّ‬ ‫وجل ‪ ،‬وذكروا َّ‬ ‫عز َّ‬ ‫اإلميا ُن ِ‬
‫باهلل َّ‬
‫اض ع ِن اهلل – َّ‬
‫عز‬ ‫أصبحت ظاهرًة يف ِ‬ ‫االنتحار ِ‬
‫اإلحلاد واإلعر ُ‬
‫ُ‬ ‫الغرب ‪ ،‬إمّن ا هو‬ ‫ْ‬ ‫ات اليت‬
‫اب ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وَمن‬ ‫ْحس ِ‬ ‫ِ‬ ‫رب العاملني ‪ ﴿ ،‬لَ ُهم َع َذ ٌ ِ ِ‬
‫سوا َي ْوَم ال َ‬ ‫اب َشدي ٌد ب َما نَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وجل – ِّ‬ ‫َّ‬
‫الريح فِي م َك ٍ‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫الس َماء َفتَ ْخطَُفهُ الطَّْي ُر َْأو َت ْه ِوي بِه ِّ ُ َ‬ ‫يُ ْش ِر ْك بِاللَّ ِه فَ َكَأنَّ َما َخ َّر ِم َن َّ‬
‫يق ﴾ ‪.‬‬ ‫َس ِح ٍ‬
‫ذكرت جريدةُ ( الشرق األوسط ) يف عددها بتاريخ ‪ 1415 /4 /21‬هـ ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫السابق ( جورج بوش ) ‪ :‬أهَّن ا حاو ِ‬
‫لت‬ ‫ِ‬ ‫يكي‬ ‫ات ِ‬
‫عقيلة الر ِ‬ ‫نقالً عن مذكر ِ‬
‫ئيس األمر ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫االنتحار أكثر ْ ٍ‬
‫لت‬‫تطلب املوت مظانَّهُ ‪ ،‬وحاو ْ‬ ‫من مرة ‪ ،‬وقادت السيارة إىل اهلاوية ُ‬
‫أ ْن ختتنق ‪.‬‬
‫فقاتل قتاالً شديداً ‪.‬‬ ‫املسلمني‬ ‫مع‬ ‫فيها‬ ‫يقاتل‬ ‫لق ْد حضر قزما ُن معركة ٍ‬
‫ُأحد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫احه‬‫فاشتدت به جر ُ‬ ‫ْ‬ ‫أهل النا ِر))!!‬‫من ِ‬ ‫الناس ‪ :‬هنيئاً له اجلنةُ ‪ .‬فقال ‪(( : ‬إنهُ ْ‬ ‫قال ُ‬
‫ْحيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ِ‬
‫ض َّل َس ْع ُي ُه ْم في ال َ‬‫ين َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يصرب ‪َ ،‬ف َقتَ َل نفسه بالسيف فمات‪﴿ ،‬الذ َ‬ ‫فلم ْ‬
‫ِ‬
‫ص ْنعاً﴾‪.‬‬‫سبُو َن ََّأن ُه ْم يُ ْحسنُو َن ُ‬ ‫َو ُه ْم يَ ْح َ‬
‫ض َعن ِذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َم ِعي َ‬ ‫ِِ‬
‫شةً‬ ‫وهذا معىن قوله سبحانه وتعاىل‪َ ﴿ :‬و َم ْن َأ ْع َر َ‬
‫ضنكاً ﴾ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫إن املسلم ال يقدم على ِ ِ‬
‫إن ركعتني‬ ‫احلال ‪َّ .‬‬
‫بلغت ُ‬ ‫مثل هذه األموِر ‪ ،‬مهما ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اإلحباط ‪﴿ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الغم والكد ِر و ِّ‬
‫اهلم و‬ ‫كل هذا ِّ‬ ‫ٍ‬
‫وخضوع كفيلتان أ ْن تُنهيا َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وخشوع‬
‫ٍ‬ ‫بوضوء‬
‫َّها ِر لَ َعلَّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ضى ﴾ ‪.‬‬ ‫ك َت ْر َ‬ ‫اف الن َ‬‫سبِّ ْح َوَأط َْر َ‬ ‫َوم ْن آنَاء الل ْي ِل فَ َ‬
‫فيقول ‪﴿ :‬فَ َما لَ ُه ْم اَل‬ ‫عن هذا العا ِمل ‪ ،‬وع ِن احنرافِه وضاللِه ُ‬ ‫يتساءل ْ‬ ‫ُ‬ ‫إن القرآن‬ ‫َّ‬
‫وقامت احلجةُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حت احملجةُ ‪،‬‬ ‫اإلميان‪ ،‬وق ْد وض ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫هم ع ِن‬ ‫ُيْؤ ِمنُو َن﴾ ؟! ما هو الذي ُّ‬
‫يرد ْ‬
‫اق َوفِي‬ ‫احلق ‪ ،‬وسطع الربها ُن‪﴿ .‬سنُ ِري ِهم آياتِنَا فِي اآْل فَ ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫الدليل ‪ ،‬وظهر ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وبان‬
‫ِ‬
‫أن اهلل إلهٌ‬ ‫صادق ‪ ،‬و َّ‬
‫ٌ‬ ‫أن حممداً ‪‬‬ ‫هلم َّ‬ ‫يتبني ْ‬‫ْح ُّق﴾ ‪ُ ،‬‬ ‫َأن ُفس ِه ْم َحتَّى َيتََبيَّ َن لَ ُه ْم َأنَّهُ ال َ‬
‫يستحق أ ْن يعتنقه العاملُ ‪َ ﴿ ،‬وَمن يُ ْسلِ ْم‬ ‫ُّ‬ ‫كامل‬
‫دين ٌ‬ ‫أن اإلسالم ٌ‬ ‫يستحق العبادة ‪ ،‬و َّ‬ ‫ُّ‬
‫ك بِالْعُ ْرَوِة ال ُْوْث َقى﴾‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫استَ ْم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ْج َههُ ِإلَى اللَّه َو ُه َو ُم ْحس ٌن َف َقد ْ‬
‫******************************‬
‫درجات‬
‫ٌ‬ ‫حتى ال ُك َّف ُ‬
‫ار‬
‫األمام ) ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ئيس ( جورج بوش ) بعنوان ( سريةٌ إىل‬ ‫ات الر ِ‬ ‫يف مذكر ِ‬
‫السوفييت يف موسكو ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫االحتاد‬ ‫ذكر أنَّه حضر جنازة برجنيف ) ‪ ،‬ر ِ‬
‫ئيس‬
‫ِّ‬
‫روح ‪ .‬أل ّن‬ ‫قال فوجدهُت ا جنازًة مظلمةً قامتةً ‪ ،‬ليس فيها إميا ٌن وال ٌ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫آمنُواْ الذ َ‬ ‫ين َ‬ ‫(بوش ) نصراينٌّ وأولئك مالحدةٌ ﴿ َولَتَج َد َّن َأق َْرَب ُه ْم َّم َو َّد ًة لِّلَّذ َ‬
‫فانظر كيف أدرك هذا مع ضاللِِه احنراف أولئك ‪،‬‬ ‫ص َارى ﴾ ‪ْ .‬‬ ‫قَالَُواْ ِإنَّا نَ َ‬
‫احلق‬
‫اهلل ِّ‬ ‫ألن األمر أصبح نسبياً فكيف لو عرف بوش اإلسالم ‪ ،‬دين ِ‬ ‫َّ‬
‫ََ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾‬ ‫؟! ﴿ َوَمن َي ْبتَ ِغ غَْي َر اِإل ْسالَِم ديناً َفلَن ُي ْقبَ َل م ْنهُ َو ُه َو في اآلخ َرة م َن الْ َخاس ِر َ‬
‫‪.‬‬
‫َّث عن‬ ‫اإلسالم اب ِن تيمية ‪ ،‬وهو يتحد ُ‬ ‫ِ‬ ‫لشيخ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مبقالة‬ ‫وذكرين هذا‬ ‫َّ‬
‫البطائحي‬ ‫يقول هذا‬ ‫املنحرفة ) ‪ُ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصوفية‬ ‫الفرق الضالًِّة‬ ‫ِ‬
‫البطائحية ( ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫السنة‬ ‫إليكم – يعين أهل‬ ‫ْ‬ ‫لكم يا ابن تيمية إذا جْئنا‬ ‫الب ِن تيمية ‪ :‬ما ْ‬
‫ظهرت‬
‫ْ‬ ‫املغول الكفا ِر‬‫ِ‬ ‫وبطلت ‪ ،‬وإذا ذهبنا إىل الترِت‬ ‫ْ‬ ‫بارت كرامتُنا‬ ‫ْ‬ ‫–‬
‫ْ‬
‫ابن تيمية ‪ :‬أتدري ما مثلُنا ومثلُ ُكم ومثَ ُل التتا ِر ؟ أما‬ ‫كرامتُنا؟ قال ُ‬
‫فاألبلق إذا دخل بني‬ ‫ُ‬ ‫ود ‪،‬‬ ‫بيض ‪ ،‬وأنتم بُْل ٌق ‪ ،‬والترتُ ُس ٌ‬ ‫فخيول ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫حنن‬
‫ُ‬
‫عندكم‬ ‫فأنتم‬ ‫‪،‬‬ ‫أسود‬ ‫أصبح‬ ‫البض‬ ‫خالط‬ ‫وإذا‬ ‫‪،‬‬ ‫أبيض‬ ‫أصبح‬ ‫ِ‬
‫السود‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫النور وإذا أتيتُم‬ ‫أهل الكف ِر ظَ َهَر هذا ُ‬ ‫دخلتم مع ِ‬ ‫ْ‬ ‫من نوٍر ‪ ،‬إذا‬ ‫بقيةٌ ْ‬
‫ظالمكم وسوا ُدكم ‪ ،‬فهذا‬ ‫ُ‬ ‫وحنن أهل النوِر األعظ ِم والسنة ‪ ،‬ظهر‬ ‫ُ‬ ‫إلينا‬
‫وه ُه ْم فَِفي َر ْح َم ِة اللّ ِه ُه ْم‬ ‫َّت ُو ُج ُ‬ ‫ين ْابيَض ْ‬ ‫َّ ِ‬
‫ومثل التتا ِر ‪َ ﴿ .‬و ََّأما الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫مثل ُكم ومثلُنا‬
‫فِ َيها َخالِ ُدو َن ﴾ ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫إرادةٌ فوالذيةٌ‬
‫الغرب ‪ ،‬ويف لندن‬ ‫ِ‬ ‫يدرس يف‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫ذهب طالب من ِ‬
‫بالد‬
‫ُ‬ ‫ٌ ْ‬
‫يطانية كافرٍة ‪ ،‬ليتعلَّم اللغة ‪ ،‬فكان‬ ‫بالذات ‪ ،‬فسكن مع أسرٍة بر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظ مع الفج ِر الباك ِر ‪ ،‬فيذهب إىل صنبوِر ِ‬
‫املاء‬ ‫متديِّناً وكان يستيق ُ‬
‫ُ‬
‫كع‬
‫فيسجد لربِّه وير ُ‬ ‫ُ‬ ‫يذهب إىل مصالَّهُ‬ ‫ُ‬ ‫ويتوضُأ ‪ ،‬وكان ماءً بارداً ‪ ،‬مثَّ‬
‫فسألته بعد‬ ‫البيت تالحظهُ دائماً ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عجوز يف‬ ‫كانت‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ويسبح وحَيْ َم ُد ‪ ،‬و ْ‬ ‫ُ‬
‫قالت ‪ :‬فلو‬ ‫تفعل ؟ قال ‪ :‬أمرين ديين أ ْن أفعل هذا ‪ْ .‬‬ ‫أيام ‪ :‬ماذا‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫لكن ريب‬ ‫نومك مثَّ تستيقظ ‪ .‬قال ‪َّ :‬‬ ‫أخرت الوقت الباكر حىت ترتاح يف ِ‬
‫َّ ْ‬
‫وقالت ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ت رأسها ‪،‬‬ ‫رت الصالة عن وقتِها ‪َّ .‬‬
‫فهز ْ‬ ‫أخ ُ‬ ‫يقبل ميِّن إذا ّ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬
‫ال اَّل ُت ْل ِهي ِه ْم تِ َج َارةٌ َواَل َب ْي ٌع َعن ِذ ْك ِر اللَّ ِه َوِإقَ ِام‬
‫تكسر احلديد !! ﴿ ِر َج ٌ‬ ‫ُ‬ ‫إرادةٌ‬
‫الصاَل ِة ﴾ ‪.‬‬
‫َّ‬
‫هذه اإلرادةُ‬ ‫التوحيد ‪ِ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪ ،‬وسلطا ُن‬ ‫اإلميان ‪ ،‬وقوةُ اليق ِ‬ ‫ِ‬ ‫إهِّن ا إرادةُ‬
‫ِ‬
‫حلظة‬ ‫رب العاملني يف‬ ‫هي اليت أوحت إىل سحرِة فرعون وق ْد آمنوا ِ‬
‫باهلل ِّ‬ ‫ْ‬
‫العاملي بني موسى وفرعون ‪ ،‬قالوا لفرعون ‪ ﴿ :‬قَالُوا لَن ُّنْؤ ثَِر َك َعلَى‬ ‫ِّ‬ ‫الصر ِاع‬
‫اض ﴾ ‪ .‬وهو التح ّدي الذي‬ ‫َأنت قَ ٍ‬
‫ْض َما َ‬ ‫ات َوالَّ ِذي فَطََرنَا فَاق ِ‬ ‫ما جاءنَا ِمن الْبِّينَ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫اللحظة‬ ‫يؤدوا هذه الرسالة يف هذه‬ ‫عليهم أ ْن ُّ‬ ‫أصبح‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ما مُس ع مبثلِ ِ‬
‫ه‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫امللحد اجلبا ِر ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وأ ْن يبلِّغوا الكلمة الصادقة القوية إىل هذا‬
‫التوحيد ‪،‬‬‫ِ‬ ‫يد إىل مسيلمة يدعوه إىل‬ ‫لق ْد دخل حبيب بن ز ٍ‬
‫ُ ُ‬
‫أن وال صاح وال‬ ‫بالسيف قطعةً قطعةً ‪ ،‬فما َّ‬ ‫ِ‬ ‫فأخذ مسيلمةُ يقطعُهُ‬
‫ِ‬ ‫الشه َداء ِ‬
‫ورُه ْم ﴾‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َ ْ ْ ُ َْ ُ‬‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َأج‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ِّ‬‫ر‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫رب شهيداً ‪َ ﴿ ،‬و ُّ َ‬ ‫اهتز حىت لقي َّ‬ ‫َّ‬
‫‪.‬‬
‫مشنقة ِ‬
‫املوت ‪ ،‬فأنشد ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫عدي على‬
‫بن ٍّ‬
‫بيب ُ‬
‫ورفع ُخ ُ‬
‫ُ‬
‫جنب كان يف ِ‬
‫اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬
‫على ِّ‬ ‫ُأقتل مسلماً‬
‫لست أبايل حني ُ‬
‫و ُ‬
‫مصرعي‬
‫**************************************‬
‫فطرة ِ‬
‫اهلل‬
‫استيقظت الفطرةُ‪.‬‬‫ِ‬ ‫يح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الر ْع ُد وقصفت الر ُ‬ ‫الظالم وزجمر َّ‬ ‫ُ‬ ‫اشتد‬ ‫إذا‬
‫ط بِ ِه ْم َد َع ُواْ‬ ‫ان وظَنُّواْ ََّأنهم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ف وجاءهم الْمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ُأحي َ‬ ‫ُْ‬ ‫ج من ُك ِّل َم َك َ‬ ‫يح َعاص ٌ َ َ ُ ُ َ ْ ُ‬ ‫﴿ َجاء ْت َها ِر ٌ‬
‫َّة و ِ‬
‫الرخاء ‪،‬‬ ‫أن املسلم يدعو ربَّه يف الشد ِ‬ ‫ِّين﴾ ‪َ .‬غْيَر َّ‬ ‫ِِ‬
‫ين لَهُ الد َ‬
‫اللّهَ ُم ْخلص َ‬
‫ث فِي بَطْنِ ِه ِإلَى‬ ‫ين{‪ }143‬لَلَبِ َ‬ ‫والسر ِاء والضر ِاء ‪َ ﴿ :‬فلَواَل َأنَّهُ َكا َن ِمن الْم ِ‬
‫سبِّح َ‬
‫ْ َُ‬ ‫ْ‬
‫متضرعٌ إىل ربِّه ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫يسأل اهلل وقت حاجتِه وهو‬ ‫ُ‬ ‫إن الكثري‬ ‫َي ْوِم ُي ْب َعثُو َن ﴾ ‪َّ .‬‬
‫لعب عليه‬ ‫وجل ال يُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫حتقق مطلبُه أعرض ونأى جبانبِه ‪ ،‬واهللُ َّ‬
‫عز‬ ‫فإذا َّ‬
‫ادعُو َن‬ ‫الولدان ‪ ،‬وال خُي ادع كما خُي ادع الطفل ‪ ﴿ ،‬ي َخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لعب على‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كما يُ ُ‬
‫الصنائ ِع ما‬ ‫وقت َّ‬ ‫اهلل يف ِ‬ ‫إن الذين يلتجئون إىل ِ‬ ‫اللّهَ و ُهو َخ ِ‬
‫ادعُ ُه ْم ﴾ ‪َّ .‬‬ ‫َ َ‬
‫ات‬‫املنحرف فرعون ‪ ،‬الذي قيل له بعد فو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫الضال‬ ‫هم إال تالمي ٌذ لذاك‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ت َقبل وُك َ ِ‬ ‫ِ‬
‫نت م َن ال ُْم ْفسد َ‬ ‫ص ْي َ ْ ُ َ‬ ‫األوان ‪ ﴿ :‬آآل َن َوقَ ْد َع َ‬
‫اق الكويت ‪ :‬أن‬ ‫احتل العر ُ‬‫َّ‬ ‫اإلذاعة الرب ِ‬
‫يطانية خُت ربُ حني‬ ‫ِ‬ ‫مسعت هيئة‬
‫ُ‬
‫والية كلورادو األمر ِ‬
‫يكية‬ ‫ِ‬ ‫تاتشر رئيسة الوزر ِاء الربيطانية السابقة كانت يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسجدت !‬
‫ْ‬ ‫الكنيسة‬ ‫‪ ،‬فلما مسعت اخلرب ُه ِر ْ‬
‫عت إىل‬
‫ِ‬
‫هؤالء إىل‬ ‫باستيقاظ الفطرِة عند ِمثْ ِل‬
‫ِ‬ ‫أفسر هذه الظاهرة إال‬ ‫وال‬
‫ُ‬
‫ألن النفوس مفطورةٌ على‬ ‫وجل ‪ ،‬مع كف ِرهم وضالهِل م ‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫فاط ِرها َّ‬
‫عز‬
‫يهودانِِه أو‬ ‫ِ‬
‫الفطرة ‪ ،‬فأبواهُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫مولود يُول ُد على‬ ‫اإلميان ِبه تعاىل ‪ُّ (( :‬‬
‫كل‬ ‫ِ‬
‫يمجسانِِه )) ‪.‬‬
‫ينصرانِه أو ِّ‬ ‫ِّ‬
‫***************************************‬
‫*******‬
‫مسم ًى‬ ‫ٍ‬
‫بأجل‬ ‫ه‬‫ِّ‬
‫ن‬ ‫فإ‬ ‫‪،‬‬ ‫الر ِ‬
‫زق‬ ‫ال تحز ْن على ُّ‬
‫تأخر ِّ‬
‫ّ‬
‫من‬ ‫الر ِ‬
‫ويقلق ْ‬ ‫ُ‬ ‫ويبادر الزمن ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫زق ‪،‬‬ ‫يستعجل نصيبه من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الذي‬
‫الصالة ‪ ،‬ويعلُم أنَّه ال يسلِّ ُم‬ ‫ِ‬ ‫يسابق اإلمام يف‬ ‫تأخ ِر رغباتِه ‪ ،‬كالذي‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اخلليقة ‪،‬‬ ‫اق مقدَّرةٌ ‪ ،‬فُ ِرغ منها قبل خ ْل ِق‬ ‫فاألمور واألرز ُ‬ ‫إال ْبعد اإلمام!‬
‫ُ‬
‫سنة ‪َ ﴿ ،‬أتَى َْأم ُر اللّ ِه فَالَ تَ ْسَت ْع ِجلُوهُ ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وِإن يُ ِر ْد َك بِ َخ ْي ٍر‬ ‫خبمسني ألف ٍ‬
‫ضلِ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫آد لَِف ْ‬
‫فَالَ َر َّ‬
‫جلد الفاج ِر ‪ ،‬وعج ِز‬ ‫هم إين أعوذُ بك من ِ‬ ‫عمر ‪ « :‬اللَّ َّ‬ ‫يقول ُ‬ ‫ُ‬
‫فوجدت‬ ‫التاريخ ‪،‬‬ ‫ت بفكري يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الثقة » ‪ .‬وهذه كلمةٌ عظيمةٌ صادقةٌ ‪ .‬فلق ْد طُْف ُ‬
‫موح ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫واجللد واملثابر ِة والطُّ ِ‬ ‫وجل ‪ ،‬عندهم من الد ِ‬
‫َّأب‬ ‫عز‬
‫َّ‬ ‫أعداء ِ‬
‫اهلل‬ ‫كثرياً من ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫الكسل والفتو ِر‬ ‫ِ‬ ‫عندهم من‬
‫ْ‬ ‫ووجدت كثرياً من املسلمني‬ ‫ُ‬ ‫جاب ‪.‬‬‫ب العُ َ‬ ‫الع َج َ‬‫َ‬
‫فأدركت عمق ِ‬ ‫ِ‬
‫كلمة عُ َمَر – رضي اهللُ عنه‬ ‫ُ ُْ‬ ‫والتَّوا ُك ِ‪/‬ل والتَّخاذُل ‪ :‬ما اهللُ به ٌ‬
‫عليم ‪،‬‬
‫‪.-‬‬
‫*****************************************‬
‫انغمس في ِ‬
‫العمل الناف ِع‬ ‫ْ‬
‫ف والعاص بن وائل أنفقوا أمواهلم يف ِ‬
‫حماربة‬ ‫املغرية وُأمية بن َخلَ ٍ‬ ‫أن الوليد بن ِ‬
‫َّ‬
‫سيُ ِنف ُقو َن َها ثُ َّم تَ ُكو ُن َعلَْي ِه ْم َح ْس َر ًة ثُ َّم ُي ْغلَبُو َن ﴾ ‪َّ .‬‬
‫ولكن‬ ‫ِ‬
‫وجماهبة ِ‬
‫احلق ﴿ فَ َ‬
‫ِ‬
‫الرسالة‬
‫صرح‬ ‫هبا‬ ‫بىن‬ ‫وي‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الفضيلة‬ ‫منار‬ ‫هبا‬ ‫شاد‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫لئ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫كثرياً من املسلمني يبخلون بأمواهِل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الفاجر وعجز ِ‬ ‫اإلميان ﴿ ومن يب َخل فَِإ نَّما يب َخل عن َّن ْف ِس ِه ﴾ ‪ ،‬وهذا جلَ ُد ِ‬
‫الثقة ‪.‬‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ِ َ َ َْ ْ َ َْ ُ َ‬
‫اليهودية ‪ ،‬بعنوان ( احلقد ) ‪ :‬فإذا هي يف‬ ‫ِ‬ ‫رات ( جولدا مائري )‬ ‫يف مذ ّك ِ‬
‫خدمة مبادِئها‬ ‫انقطاع ‪ ،‬يف ِ‬ ‫ست عشرة ساعةً بال‬ ‫تعمل َّ‬ ‫ِ هِت‬ ‫ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مراحل حيا ا ُ‬ ‫من‬
‫مرحلة ْ‬
‫ومن شاء‬ ‫ِ‬ ‫الضالَِّة وأفكا ِرها‬
‫أوجدت مع ( بن جوريون ) دولةً ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫املنحرفة ‪ ،‬حىت‬ ‫ّ‬
‫فلينظُْر كتاهبا ‪.‬‬
‫هم يف هلو‬ ‫ِ‬
‫من أبناء املسلمني ال يعملون ولو ساعةً واحد ًة ‪ ،‬إمنا ْ‬ ‫ورأيت ألوفاً ْ‬
‫ُ‬
‫يل اللّ ِه اثَّا َقلْتُ ْم‬
‫انف ُرواْ فِي َسبِ ِ‬
‫وضياع ﴿ ما لَ ُكم ِإذَا قِيل لَ ُكم ِ‬ ‫رب ٍ‬
‫ونوم‬ ‫وش ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وأكل ُ‬
‫ض﴾‪.‬‬ ‫ِإلَى ْ‬
‫اَألر ِ‬
‫تنام ؟‬
‫عمر دؤوباً يف عمله ليالً وهناراً‪ ، /‬قليل النوم ‪ .‬فقال أهلُه ‪ :‬أال ُ‬ ‫كان ُ‬
‫ضاعت رعيَّيِت ‪.‬‬ ‫منت يف النها ِ‪/‬ر‬ ‫ِ‬ ‫منت يف اللّ ِيل‬
‫ْ‬ ‫ضاعت ن ْفسي ‪ ،‬ولو ُ‬
‫ْ‬ ‫قال ‪ :‬لو ُ‬
‫مدينة إىل ٍ‬
‫مدينة ‪ ،‬هناراً‬ ‫دولة ‪ ،‬ومن ٍ‬ ‫دولة إىل ٍ‬ ‫اهلالك ( موشى ديان ) بعنوان ( السيف واحلكم ) ‪ :‬كان يطري من ٍ‬ ‫مذكرات ِ‬‫ِ‬ ‫يف‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فقلت ‪ :‬واحسرتاهُ ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويكتب املذ ّكرات ‪ُ .‬‬
‫ُ‬ ‫فقات ‪ ،‬واملعاهدات ‪،‬‬ ‫وينس ُق َّ‬
‫املؤمترات ‪ِّ ،‬‬ ‫ويعقد‬
‫االجتماعات ‪ُ ،‬‬ ‫وحيضر‬
‫ُ‬ ‫سراً وجهراً ‪،‬‬
‫وليالً ‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جلد الفاج ِر َ‬
‫وع ْج ُز الثقة ‪.‬‬ ‫هذا َجلَ ُد إخوان القردة واخلنازي ِر ‪ ،‬وذاك َع ْج ُز كث ٍري من املسلمني ‪ْ ،‬‬
‫ولكن هذا ُ‬
‫ِِ‬ ‫لو كنت من ٍ‬
‫مازن مل تستبِ ْح إبِلي‬
‫شيبانا‬ ‫بنو اللَّقطية م ْن ذُ ْه ِل ب ِن ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫عمر العطالة والبطالة والفراغ ‪ ،‬وأخرج شباباً سكنوا املسجد ‪،‬‬ ‫لق ْد حارب ُ‬
‫متطر ذهباً وال فضةً ‪َّ .‬‬
‫إن‬ ‫فإن السماء ال ُ‬ ‫الرزق ‪َّ ،‬‬ ‫فضرهبم وقال ‪ :‬اخرجوا واطلبوا ِّ‬
‫واهلم‬
‫العصيب َّ‬ ‫واالهنيار‬
‫ً‪/‬‬ ‫النفسي‬ ‫واملرض‬ ‫والكد َ‪/‬ر‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والعطالة ‪ :‬الوساوس‬ ‫مع الفراغ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫والنشاط ‪ :‬السرور‪ /‬واحلُبُور والسعادة ‪ .‬وسوف ينتهي عندنا‬ ‫ِ‪/‬‬ ‫وإن مع ِ‬
‫العمل‬ ‫والغم ‪َّ .‬‬‫َّ‬
‫ض العقليَّةُ والعصبيَّةُ والنفسيَّةُ إذا قام كلٌّ بدو ِر ِه يف ِ‬
‫احلياة‬ ‫والغم ‪ ،‬واألمرا ُ‬
‫واهلم ُّ‬
‫القلق ُّ‬ ‫ُ‬
‫ات اخلرييَّةُ والتعاونيَّةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ،‬فع ِم ِ‬
‫املعامل ‪ ،‬وفتحت اجلمعيّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫واشتغلت‬ ‫‪،‬‬ ‫املصانع‬
‫ُ‬ ‫لت‬ ‫ُ‬
‫َّورات العلميَّةُ و َغْي ُرها ‪﴿ ..‬‬
‫لتقيات األدبيَّةُ ‪ ،‬والد ُ‬
‫واملراكز واملُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫واملخيمات‬
‫ُ‬ ‫والدعويَّةُ ‪،‬‬
‫ض ﴾ ‪َ ﴿ ،‬سابُِقوا﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َسا ِرعُواْ﴾ ‪(( ،‬‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوقُ ِل ا ْع َملُواْ ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَانتَش ُروا في ْ‬
‫يده )) ‪.‬‬ ‫عمل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يأكل من‬ ‫اهلل داود كان‬‫نبي ِ‬ ‫وإن َّ‬
‫ُ‬
‫احلياة ) ‪ ،‬حتدَّث عن ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫كتاب ‪ ،‬بعنوان ( صناعةُ‬ ‫وللر ِ‬
‫اشد‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫الناس ال يقومون بدوِرهم يف‬ ‫ِ‬ ‫أن كثرياً من‬ ‫بإسهاب ‪ ،‬وذَ َكَر َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املسالة‬
‫ِ‬
‫احلياة ‪.‬‬
‫سر‬
‫ات ‪ ،‬ال يُدركون َّ‬ ‫الناس أحياء ‪ ،‬ولكنَّهم كاألمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫وكثريٌ من‬
‫ٌ‬
‫ألنفسهم خرياً ﴿‬ ‫ِ‬ ‫هم ‪ ،‬وال‬ ‫حياهِت م ‪ ،‬وال يقدمون ملستقبلهم وال َّ ِ‬
‫ُألمت ْ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫رُ ِ‬
‫ين غَْي ُر‬ ‫ضواْ بَأن يَ ُكونُواْ َم َع الْ َخ َوالف ﴾ ‪ ﴿ ،‬الَّ يَ ْستَ ِوي الْ َقاع ُدو َن م َن ال ُْمْؤ من َ‬ ‫َ‬
‫يل اللّ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫اه ُدو َن فِي َسبِ ِ‬ ‫ُأولِي الضَّرِر والْمج ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫ْ‬
‫قامت بدوِرها‬ ‫ْ‬ ‫كانت ت ُق ُّم مسجد الرسول ‪‬‬ ‫ْ‬ ‫إن املرأة السوداء اليت‬ ‫َّ‬
‫َألمةٌ ُّمْؤ ِمنَةٌ َخ ْي ٌر ِّمن ُّم ْش ِرَك ٍة َولَ ْو‬
‫ودخلت هبذا الدَّوِر اجلنة ﴿ َو َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫احلياة ‪،‬‬ ‫يف‬
‫َأ ْع َجبَْت ُك ْم ﴾ ‪.‬‬
‫عليه ‪،‬‬ ‫للرسول ‪َّ ‬أدى ما ِ‬ ‫ِ‬ ‫صنَ َع املِْنرب‬‫الغالم الذي َ‬ ‫ُ‬ ‫وكذلك‬
‫ين الَ يَ ِج ُدو َن ِإالَّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ألن موهلته يف النّجارِة ﴿ َوالذ َ‬ ‫وكسب اجراً هبذا األم ِر ‪َّ ،‬‬
‫ُج ْه َد ُه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫بدخول الد ِ‬
‫ُّعاة‬ ‫ِ‬ ‫الواليات املتحدةُ األمريكيَّةُ عام ‪ 1985‬م‬ ‫ِ‬
‫مسحت‬
‫ُ‬
‫اهتد ْوا‬
‫املروجني وال َقَتلَةَ ‪ ،‬إذا َ‬ ‫ألن اجملرمني و ِّ‬ ‫املسلمني سجون أمريكا ‪َّ ،‬‬
‫اإلسالم ‪ ،‬أصبحوا أعضاءً صاحلني يف جمتمعاهِت ْم ﴿ ََأو َمن َكا َن َم ْيتاً‬ ‫ِ‬ ‫إىل‬
‫َّاس ﴾ ‪.‬‬‫َأحَي ْينَاهُ َو َج َعلْنَا لَهُ نُوراً يَ ْم ِشي بِ ِه فِي الن ِ‬
‫فَ ْ‬
‫وضب ِط‬
‫السداد يف األموِر ْ‬ ‫ملن أراد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دعاءان اثنان عظيمان ‪ ،‬نافعان ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫األحداث والوقائ ِع ‪.‬‬ ‫النفس عند‬ ‫ِ‬
‫اللهم‬ ‫علي ‪َّ ،‬‬
‫أن الرسول ‪ ‬قال لهُ ‪ (( :‬قُ ْل ‪َّ :‬‬ ‫حديث ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫األول ‪:‬‬‫ُ‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫وسد ْدني )) ‪ .‬رواهُ‬ ‫اهدنِي‬
‫قل ‪ :‬اللَّ َّ‬
‫هم‬ ‫ٍ‬
‫حديث ُحصنْي بن عبيد ‪ ،‬عند أيب داود ‪ :‬قال له ‪ْ (( : ‬‬ ‫ُ‬ ‫الثاني ‪:‬‬
‫شر َن َّفسي )) ‪.‬‬ ‫ألهمني ُرش ْدي ‪ ،‬وقِني َّ‬
‫فأكثر ما جيين عليه‬ ‫إذا مل يكن عو ٌن من ِ‬
‫اهلل‬
‫ُ‬ ‫ْ ْ‬
‫املوت ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ‪ ،‬وكر ِاهيَةُ‬ ‫العي ِ‬ ‫ِ‬ ‫التَّعلُّ ُق باحلياة ‪ ،‬وع ْش ُق‬
‫وحب ْ‬ ‫ُّ‬ ‫البقاء ‪،‬‬
‫الرهق ‪ ،‬وقد‬ ‫الصد ِر وامللَ َق والقلق واألرق و َّ‬ ‫يق َّ‬ ‫الكدر ِ‬
‫وض‬ ‫العبد ‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ورد‬ ‫ي‬
‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‬
‫َأح َر َ‬‫الم اهلل اليهود على تعلُّقهم باحلياة الدنيا ‪ ،‬فقال ‪َ ﴿ :‬ولَتَج َد َّن ُه ْم ْ‬
‫ْف َسنَ ٍة َوَما ُه َو‬ ‫َأح ُد ُه ْم لَ ْو ُي َع َّم ُر َأل َ‬ ‫ٍ ِ َّ ِ‬ ‫الن ِ‬
‫ين َأ ْش َرُكواْ َي َو ُّد َ‬‫َّاس َعلَى َحيَاة َوم َن الذ َ‬
‫ص ٌير بِ َما َي ْع َملُو َن ﴾ ‪.‬‬ ‫اب َأن يع َّمر واللّهُ ب ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫بِ ُم َز ْح ِزحه م َن ال َْع َذ ِ ُ َ َ َ َ‬
‫حياة ‪،‬‬‫ٍ‬ ‫املقصود ‪ :‬أهَّن ا َّ‬
‫أي‬ ‫احلياة ‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وهنا قضايا ‪ ،‬منها ‪ :‬تنكريُ‬
‫كانت شخصيةً رخيصةً‬ ‫ات ‪ ،‬ولو‬ ‫ولو كانت حياة البهائ ِم والعجماو ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فإهَّن ْم حيرصون عليها ‪.‬‬
‫اليهودي‬
‫َّ‬ ‫اليهودي كان يلقى‬ ‫َّ‬ ‫سنة َّ‬
‫ألن‬ ‫ألف ٍ‬ ‫لفظ ‪ِ :‬‬ ‫ومنها ‪ :‬اختيار ِ‬
‫ُ‬
‫سنة ‪ .‬فذكر‬ ‫سنة ‪ .‬أي ‪ِ :‬عش ألف ٍ‬ ‫فيقول له ‪ِ :‬عم صباحاً ألف ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫لكن لو عاشوهُ فما‬ ‫أهنم يريدون هذا العمر الطويل ‪ ،‬و ْ‬ ‫سبحانهُ وتعاىل ْ‬
‫ِ ِ‬
‫نص ُرو َن ﴾‬ ‫اب اآْل خ َرة َأ ْخ َزى َو ُه ْم اَل يُ َ‬ ‫النهايةُ ؟! مصريُهم إىل نا ٍر تلظَّى ﴿ َولَ َع َذ ُ‬
‫‪.‬‬
‫هم واهللُ يُ ْدعى ‪.‬‬ ‫العامة ‪ :‬ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كلمات‬ ‫من أحس ِن‬ ‫ْ‬
‫اخلي ُر ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واملعىن ‪َّ :‬‬
‫طلب منهُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬‫وي‬ ‫‪،‬‬ ‫دعى‬ ‫ُ‬‫ي‬ ‫السماء‬ ‫أن هناك إهلاً يف‬
‫كش َفه وأزاله‬ ‫هبمك ‪َ ،‬‬ ‫األرض ‪ ،‬فإذا وَّكلت ربَّك ِّ‬ ‫ِ‬ ‫هتتم أنت يف‬ ‫فلماذا ّ‬
‫ك ِعب ِ‬ ‫ضطََّر ِإذَا َد َعاهُ َويَ ْك ِش ُ‬ ‫ِ‬
‫ادي‬ ‫وء ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وِإذَا َسَألَ َ َ‬ ‫الس َ‬ ‫ف ُّ‬ ‫يب ال ُْم ْ‬ ‫﴿ ََّأمن يُج ُ‬
‫ان ﴾ ‪.‬‬ ‫الد ِاع ِإ َذا َد َع ِ‬
‫يب َد ْع َو َة َّ‬ ‫َعنِّي فَِإ نِّي قَ ِر ِ‬
‫يب ُأج ُ‬ ‫ٌ‬
‫وم ْد ِم ِن القرِع لألبو ِ‬
‫اب أن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أخلِ ْق بذي َّ‬
‫الص ِرب أ ْن حيظى‬
‫**************************************‬
‫دقائق غاليةٌ‬
‫ُ‬ ‫في حياتِك‬
‫اته ‪:‬‬ ‫الطنطاوي يف مذ ّكر ِ‬ ‫للشيخ علي‬ ‫أيت موقفنْي ِ ُمؤثِّريْ ِن ُمعرِّب يْ ِن‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ر ُ‬
‫يغرق على شاطِئ بريوت‬ ‫نفسه وكاد ُ‬ ‫َّث عن ِ‬ ‫األول ‪ :‬حتد َ‬ ‫ُ‬ ‫املوقف‬
‫ُ‬
‫عليه ‪ ،‬وكان‬ ‫املوت ‪ ،‬ومُحِ ل م ْغ ِمياً ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسبح فأشرف على‬ ‫‪ ،‬حينما كان‬
‫َ ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫احلياة ‪،‬‬ ‫عاد ولو ساعةً إىل‬ ‫اللحظات ي ِ‬‫ِ‬
‫ويود لو َ‬ ‫ذع ُن ملوالهُ ‪ُّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يف تلك‬
‫صل اإلميا ُن عنده منتهاه ‪.‬‬ ‫الصاحل ‪ ،‬فيَ ِ‬ ‫ليجدِّد إميانه وعملهُ ّ‬
‫بيت ِ‬
‫اهلل‬ ‫قافلة من سوريا إىل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫قدم يف‬ ‫واملوقف الثاين ‪ :‬ذَ َكر أنه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب ُقوا ثالثة أيام ‪ ،‬وانتهى‬ ‫العتيق‪ ،‬وبينما هو يف صحراء تبوك ضلُّوا َ‬
‫اجلموع خطبة‬ ‫ِ‬ ‫املوت ‪ ،‬فقام وألقى يف‬ ‫ِ‬ ‫طعام ُهم واشرابُ ُهم ‪ ،‬وأشرفوا على‬ ‫ُ‬
‫حارةً رنَّانة ‪ ،‬بكى وأبكى الناس ‪،‬‬ ‫احلياة ‪ ،‬خطبةً توحيديَّة َّ‬ ‫ِ‬ ‫الوداع من‬ ‫ِ‬
‫عني وال ُمنق ٌذ إال اهللُ‬ ‫أن اإلميان ارتفع ‪ ،‬وأنه ليس هناك ُم ٌ‬ ‫أحس َّ‬ ‫و َّ‬
‫ْأن ﴾ ‪.‬‬ ‫ض ُك َّل يوٍم ُهو فِي َش ٍ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫جل يف عاله ﴿ يسَألُهُ من فِي َّ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َّ‬
‫يقول سبحانهُ وتعاىل ‪َ ﴿ :‬وَكَأيِّن ِّمن نَّبِ ٍّي قَاتَ َل َم َعهُ ِرِّبيُّو َن َكثِ ٌير فَ َما َو َهنُواْ‬ ‫ُ‬
‫ب َّ ِ‬ ‫استَ َكانُواْ َواللّهُ يُ ِح ُّ‬ ‫يل اللّ ِه َوَما َ‬‫َأص َاب ُه ْم فِي َسبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫الصاب ِر َ‬ ‫ضعُ ُفواْ َوَما ْ‬ ‫ل َما َ‬
‫حيب املؤمنني األقوياء الذين يتحدَّون أعداءهم بص ٍرب‬ ‫إن اهلل ُّ‬ ‫َّ‬
‫تنهار‬ ‫اليأس ‪ ،‬وال‬ ‫باإلحباط و ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجالدة ‪ ،‬فال ي ِهنون ‪ ،‬وال يُصابون‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫الضع ِ‬ ‫قواهم ‪ ،‬وال يستكينون ِّ ِ‬
‫يصمدون ويُواصلون‬ ‫ُ‬ ‫الفشل ‪ ،‬بل‬ ‫ف و ِ‬ ‫للذلَّة و ْ‬ ‫ُ‬
‫القوي‬ ‫المؤمن‬ ‫هم ((‬ ‫ِ‬ ‫هِل‬ ‫هِن‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ويُرابطون ‪ ،‬وهي ضريبةُ إميا م برهِّب م وبرسو ْم وبدين ْ‬
‫خير )) ‪.‬‬ ‫اهلل من المؤم ِن والض ِ‬ ‫وأحب إلى ِ‬
‫كل ٌ‬ ‫َّعيف وفي ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫خير‬
‫ٌ‬
‫ذات ِ‬
‫اهلل فقال‬ ‫جرحت ُأصبع أيب بك ٍر – رضي اهلل عنه – يف ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ ْ ُْ ُ‬
‫‪:‬‬
‫سبيل اهلل ما ِلق ِ‬
‫يت‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬ ‫أنت إال إصبع د ِم ِ‬
‫يت‬ ‫هل ِ‬
‫َْ ٌ َ‬ ‫ْ‬
‫ب الغا ِر ليحمي هبا الرسول ‪ ‬من‬ ‫ووضع أبو بك ٍر إصبعهُ يف َث ْق ِ‬
‫بإذن ِ‬
‫اهلل ‪.‬‬ ‫العقرب ‪ ،‬فلُدغ ‪ ،‬فقرأ عليها ‪ ‬فربئت ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫الرجال‬‫لب ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السُّر يف شجاعتك ‪ ،‬وأنك تغ ُ‬ ‫رجل لعنرتة ‪ :‬ما ِّ‬ ‫قال ٌ‬
‫وخذ إصبعي يف فمك ‪ .‬فوضعها يف‬ ‫ضع إصبعك يف فمي ‪ُ ،‬‬ ‫؟ قال ‪ْ :‬‬
‫عض إصبع‬ ‫َّ‬ ‫جل ‪ ،‬وكلٌّ‬ ‫ووض َع عنرتةُ إصبعه يف ف ِم َّ‬
‫الر ِ‬ ‫ف ِم عنرتة ‪َ ،‬‬
‫يصرب فأخر َج له عنرتةُ إصبعه‬ ‫ْ‬ ‫الرجل من األمل ‪ ،‬ومل‬ ‫ُ‬ ‫صاحبِه ‪ ،‬فصاح‬
‫ِ‬
‫االحتمال ‪.‬‬ ‫بالص ِرب و‬
‫َّ‬ ‫غلبت األبطال ‪ .‬أي‬ ‫‪ ،‬وقال ‪ :‬هبذا‬
‫ُ‬
‫يب منه‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫وعفوه‬ ‫ورمحته‬ ‫مم يفرح املؤمن أن لُطف ِ‬
‫اهلل‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫إن َّ ُ ُ‬
‫ات‬
‫الكائنات واألحياءُ والعجماو ُ‬ ‫ُ‬ ‫حبسب إميانِِه ‪ .‬و‬ ‫ِ‬ ‫اهلل وواليتِ ِه‬‫برعاية ِ‬
‫ِ‬ ‫فيشعر‬
‫ُ‬
‫بأن هلا ربّاً خالِقاً ورازقاً ﴿ َوِإن ِّمن َش ْي ٍء ِإالَّ‬ ‫تشعر َّ‬ ‫ُ‬ ‫احف‬
‫الطيور والزو ُ‬ ‫و ُ‬
‫ِ ِ‬
‫يح ُه ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫سبِّ ُح بِ َح ْم َده َولَـكن الَّ َت ْف َق ُهو َن تَ ْسبِ َ‬
‫يُ َ‬
‫من لهُ ُك ُّل اخلالِئ ِق‬ ‫يا ْ‬ ‫رب محداً ليس غريُك‬ ‫يا ّ‬
‫ِ‬
‫شقوق‬ ‫بأيديهم يف‬ ‫احلب‬ ‫ث يرمون‬ ‫العامةُ وقْت احلر ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫عندنا ‪ْ َ َ َّ ،‬‬
‫يابس ‪ ،‬بني يديك يا‬ ‫ٍ‬ ‫حب يابس ‪ ،‬يف ٍ‬
‫بلد‬ ‫األرض ‪ ،‬ويهتفون ‪ٌّ :‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫فاطر السماوات و ِ‬
‫األرض ﴿ َأ َف َر َْأيتُم َّما تَ ْح ُرثُو َن{‪َ }63‬أَأنتُ ْم َت ْزَرعُونَهُ َْأم نَ ْح ُن‬
‫إليه ‪ ،‬سبحانه وتعاىل ‪.‬‬ ‫وتوجه ِ‬ ‫توحيد الربي ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الزا ِرعُو َن ﴾ ‪ .‬إهَّن ا نزعةُ‬
‫َّ‬
‫ُّ ُ‬
‫فلما‬
‫كشك – وهو أعمى – َّ‬ ‫عبد ِ‬
‫احلميد‬ ‫قام اخلطيب املِ‬
‫ُ‬ ‫قع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ص‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫جيبه سعفة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مكتوب عليها بنفسها ‪ :‬اهللُ‬ ‫ٌ‬ ‫خنل ‪،‬‬ ‫من‬
‫عال املْن َرب ‪ ،‬أخرج ْ‬
‫اجلموع ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ف يف‬ ‫اجلميل ‪ ،‬مث َهتَ َ‬ ‫ِ‬ ‫الكويف‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫باخلط‬ ‫‪،‬‬
‫ون الن ِ‬
‫َّض ْره‬ ‫الغُص ِ‬ ‫ِ‬
‫ذات‬ ‫َّجره‬
‫ُ‬ ‫انظُْر لتلك الش ْ‬
‫ِ‬
‫باخلض ْره‬ ‫وزاهنا‬ ‫م ِن الذي أنبتها‬
‫م ْق ِ‬
‫تد ْره‬ ‫قُدرتُه‬ ‫ذاك هو اهللُ الذي‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالبكاء ‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫فأجهش‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫تنطق‬ ‫ِ‬
‫الكائنات ‪،‬‬ ‫األرض مرسومةٌ آياتُه يف‬ ‫ات و ِ‬ ‫إنه فاطر السماو ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ت هذا ب ِ‬
‫اطالً ﴾ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالوحدانيَّ ِة و َّ ِ‬
‫الصمدية والربوبيَّة واأللوهيَّة ﴿ َرَّبنَا َما َخلَ ْق َ َ َ‬
‫يرحم‬
‫ُ‬ ‫أن هناك ربّاً‬ ‫تياح ‪ ،‬أ ْن ت ْشعَُر َّ‬ ‫من دعائ ِم السروِر واالر ِ‬ ‫ْ‬
‫وسعت السماو ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫برمحة ربِّك اليت‬ ‫ويغفر ويتوب على من تاب ‪ِ ،‬‬
‫فأبش ْر‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫واألرض ‪ ،‬قال سبحانه ‪َ ﴿ :‬وَر ْح َمتِي َو ِس َع ْ‬
‫ت ُك َّل َش ْيء ﴾ ‪ ،‬وما أعظم لطفهُ‬
‫رسول ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫أن أعرابيّاً صلًّى مع‬ ‫صحيح ‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫سبحانه وتعاىل ‪ ،‬ويف‬
‫ترحم‬
‫ْ‬ ‫اللهم ارمحين وحممداً ‪ ،‬وال‬ ‫َّشه ِد قال ‪َّ :‬‬ ‫فلما أصبح يف الت ُّ‬ ‫‪َّ ، ‬‬
‫معنا أحداً ‪ .‬قال ‪ (( : ‬لق ْد حجرت واسعاً )) ‪ .‬أي ‪ :‬ضيَّقت واسعاً‬
‫ٍ‬
‫شيء ﴿ وَكا َن بِالْمْؤ ِمنِ ِ‬ ‫إن رمحة ِ‬‫‪َّ ،‬‬
‫ين َرحيماً ﴾ ‪ (( ،‬اهللُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫كل‬
‫َّ‬ ‫وسعت‬
‫ْ‬ ‫اله‬
‫بولدها )) ‪.‬‬‫هذه ِ‬ ‫بعباد ِه من ِ‬
‫ِ‬ ‫أرحم‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عذاب ِ‬‫ِ‬
‫وجل‪ ،‬فجمعه‬‫َّ‬ ‫عز‬
‫اهلل َّ‬ ‫رجل نفسه بالنا ِر فراراً ْ‬
‫من‬ ‫ٌ‬ ‫أحرق‬
‫عب ِدي ‪ ،‬ما َح َملَك على ما صنعت ؟‬ ‫سبحانه وتعاىل وقال له‪ (( :‬يا ْ‬
‫وخشيت ذنوبي ‪ .‬فأدخلهُ اهللُ الجنّة )) ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رب ‪ِ ،‬خ ْفتُك ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬يا ِّ‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬
‫ْجنَّةَ ِه َي‬
‫س َع ِن ال َْه َوى{‪ }40‬فَِإ َّن ال َ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫الن‬
‫َّ‬ ‫ى‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬
‫اف م َقام ربِِّ‬
‫ه‬ ‫﴿ َو ََّأما َم ْن َخ َ َ َ َ‬
‫ال َْم َْأوى ﴾ ‪.‬‬
‫حاسب اهلل رجالً مسرفاً على ِ‬
‫فلم جي ْد عندهُ‬ ‫موحداً‪ْ ،‬‬
‫نفسه ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويتجاوز ع ِن امل ْع ِس ِر‪ ،‬قال اهللُ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫تاجر يف الدنيا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حسنَةً ‪ ،‬لكنَّه كان ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالكرم منك ‪ ،‬جتاوزوا عنهُ‪ .‬فأدخله اهللُ اجلنّة ‪.‬‬ ‫حنن أوىْل‬
‫ُ‬
‫﴿ َوالَّ ِذي َأط َْم ُع َأن َيغْ ِف َر لِي َخ ِطيَئتِي َي ْوَم الدِّي ِن ﴾ ‪ ﴿ ،‬اَل َت ْقنَطُوا ِمن‬
‫َّر ْح َم ِة اللَّ ِه ﴾ ‪.‬‬
‫رجل فقال ‪:‬‬ ‫بالناس ‪ ،‬فقام ٌ‬ ‫ِ‬ ‫عند مسل ٍم ‪ :‬أ ّن الرسول ‪ ‬صلَّى‬
‫نعم‬ ‫ِ‬
‫علي ‪ .‬قال ‪ (( :‬أصليت معنا ؟ )) ‪ .‬قال ‪ْ :‬‬ ‫ت ح ّداً ‪ ،‬فأق ْمهُ َّ‬ ‫أصب ُ‬
‫ْ‬
‫اذهب فقد غُ ِفر لك )) ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ .‬قال ‪(( .‬‬
‫سهُ ثُ َّم يَ ْسَتغْ ِف ِر اللّهَ يَ ِج ِد اللّهَ غَ ُفوراً َّرِحيماً‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوَمن َي ْع َم ْل ُسوءاً َْأو يَظْل ْم َن ْف َ‬
‫﴾‪.‬‬
‫ومن خلفه ‪ ،‬وعن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫العبد ‪ ،‬م ْن أمامه ْ‬‫َ‬ ‫خفي ي ْكتنف‬
‫ٌّ‬ ‫طف‬
‫هناك لُ ٌ‬
‫قدمي ِه ‪ ،‬صاحب اللُّ ِ‬
‫طف‬ ‫ومن فوقِه ومن ِ‬
‫حتت‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وعن مشاله ‪ْ ،‬‬ ‫ميينه ْ‬
‫الص ْخرةُ يف الغا ِر ‪ ،‬وأجْن ى‬
‫عليهم َّ‬
‫ُ‬ ‫انطبقت‬
‫ْ‬ ‫رب العاملني ‪،‬‬
‫اخلفي هو اهللُ ُّ‬
‫ِّ‬
‫الغرق ‪ ،‬ونُوحاً من الطُّ ِ‬
‫وفان ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إبراهيم من النا ِر ‪ ،‬وأجنى موسى من‬
‫ِ‬
‫املرض ‪.‬‬ ‫ب وأيوب من‬ ‫ويوسف من اجلُ ِّ‬
‫***************************************‬
‫وقفــة‬
‫يقول ‪ (( :‬ما‬ ‫ُ‬ ‫عن ِّأم سلَمةَ أهَّن ا قالت ‪ :‬مسعت رسول ِ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫فيقول ما أمره اهللُ ‪ِ ﴿ :‬إنَّا لِلّ ِه َوِإنَّـا ِإلَْي ِه‬
‫ُ‬ ‫مسلم تُصيبُه مصيبةٌ ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫وأخلف لي خيراً م ْنها ؛ إالَّ‬ ‫اج ْرني في مصيبتي‬ ‫رِ‬
‫اجعو َن ﴾ اللَّ َّ‬
‫ْ‬ ‫هم ُ‬ ‫َ‬
‫أخلف اهللُ لهُ خيراً م ْنها )) ‪.‬‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬

‫حي وإ ْن ِهي‬‫وم على ٍّ‬ ‫تد ُ‬‫ُ‬ ‫اهلل ما ِم ْن ُملِ َّم ٍة‬
‫خليلي ال و ِ‬
‫َّ‬
‫َّعل‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫إذا‬ ‫وى‬ ‫ك‬ ‫الش‬ ‫ر‬‫وال تُكثِ‬ ‫ض َع ْن‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫لت يوماً فال ختْ َ‬‫فإ ْن نز ْ‬
‫مضت‬
‫ْ‬ ‫فصابرها حىت‬ ‫لي‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫فكم ِم ْن ٍ‬
‫كرمي‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫الذ ِّل‬
‫أت صربي على ُّ‬ ‫فلما ر ْ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫األيام نفسي‬ ‫كانت على‬
‫و ْ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬

‫ورمَّب ا ِخري يل يف ِّ‬


‫الغم‬ ‫ُ‬ ‫بغم عند‬
‫يضيق صدري ٍّ‬ ‫ُ‬
‫وعند آخ ِره ْروحاً ورحْي انا‬ ‫ب ٍ‬
‫الغم َّأولهُ‬
‫يوم يكو ُن ُّ‬ ‫ور َّ‬
‫ُ‬
‫حل ْأو‬ ‫إالَّ ويل فر ٌج قد َّ‬ ‫ذرعاً عند ناِئ ٍبة‬
‫قت ْ‬
‫ِ‬
‫ما ض ُ‬
‫********************************‬
‫ِ‬
‫السعادة‬ ‫يق‬
‫األفعال الجميلةُ طر ُ‬
‫ُ‬
‫يقول فيها ‪:‬‬
‫ائي كلمةً مجيلةً لهُ ‪ُ ،‬‬ ‫حامت الطّ ِّ‬ ‫أيت يف ّأوِل ديو ِان ٍ‬ ‫ر ُ‬
‫فد ْعهُ ‪.‬‬ ‫ترك الشَِّّر يكفيك ‪َ ،‬‬ ‫إذا كان ُ‬
‫كوت ع ِن الشَِّّر واجتنابُه ‪ ،‬فحسبُه‬ ‫الس ُ‬ ‫ومعناهُ ‪ :‬إذا كان يسع ُّ‬
‫اه ْم ﴾ ‪.‬‬‫ع َأ َذ ُ‬
‫ض َع ْن ُه ْـم ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َد ْ‬ ‫بذلك ﴿فََأ ْع ِر ْ‬
‫َّاح العلي ِم ‪.‬‬
‫مبارك من الفت ِ‬
‫ٌ‬ ‫للناس موهبةٌ ربَّانيَّةٌ ‪ ،‬وعطاءٌ‬ ‫ِ‬ ‫حمبَّةُ‬
‫ٍ‬
‫خصال‬ ‫ثالث‬ ‫يف‬
‫وجل ‪َّ :‬‬ ‫عز‬ ‫بنعمة ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عباس متحدِّثاً‬ ‫ابن‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫يقول ُ‬
‫ررت بذلك ‪ ،‬وليس يل‬ ‫وس ُ‬‫محدت اهلل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بأرض ‪ ،‬إالَّ‬ ‫غيث‬
‫ٌ‬ ‫‪ :‬ما نزل‬
‫دعوت اهلل له ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫عادل ‪ ،‬إالَّ‬ ‫ٍ‬
‫بقاض‬ ‫مسعت‬ ‫فيها شاةٌ وال بعريٌ ‪ .‬وال‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كتاب اهلل ‪ ،‬إالَّ ود ُ‬
‫دت‬ ‫من‬
‫فت آيةً ْ‬ ‫وليس عنده يل قضيَّةٌ ‪ .‬وال َعَر ُ‬
‫أعرف ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الناس يعرفون منها ما‬ ‫َّ‬
‫الصد ِر‬
‫بينهم وسالمةُ َّ‬ ‫ِ‬
‫الفضيلة‬ ‫للناس ‪ ،‬وإشاعةُ‬‫ِ‬ ‫ب اخل ِري‬
‫إنه ُح ُّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫للخليقة ‪.‬‬ ‫النصح‬ ‫كل‬
‫َّص ُح ُّ‬
‫ِ‬ ‫هلم ‪ ،‬والن ْ‬
‫ْ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يقول‬
‫ُ‬

‫ب ليس تْنتَ ِظ ُم البالدا‬ ‫ِئ‬


‫سحا ُ‬ ‫على وال بأرضي‬ ‫لت َّ‬ ‫فال نز ْ‬
‫ٍ‬
‫الناس ‪،‬‬ ‫عاماً يف‬‫ث ّ‬ ‫الغي ُ‬
‫عامةً ‪ ،‬و ْ‬ ‫المعنى ‪ :‬إذا مل تك ِن الغمامةُ َّ‬
‫ين َي ْب َخلُو َن َويَ ُْأم ُرو َن‬ ‫َّ ِ‬
‫فلست أنانيّاً ﴿الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫خاصةً يب‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يدها أ ْن تكون‬ ‫فال أر ُ‬
‫اه ُم اللّهُ ِمن فَ ْ‬
‫ضلِ ِه﴾‬ ‫َّاس بِالْبُ ْخ ِل َويَ ْكتُ ُمو َن َما آتَ ُ‬
‫الن َ‬
‫اجلم ‪:‬‬ ‫اضة ‪ ،‬وعن ِ‬
‫خلق ِه ِّ‬ ‫وحه الفيَّ ِ‬
‫َّث عن ر ِ‬ ‫أال يُشجيك ْقو ُل ٍ‬
‫حامت ‪ ،‬وهو يتحد ُ ْ ُ‬
‫رميم‬ ‫ِ‬
‫وهي ُ‬ ‫وحُيْيي العظام البيض ْ‬ ‫يعلم الغيب غريُهُ‬ ‫أما والذي ال ُ‬
‫لئيم‬ ‫خمافة ٍ‬ ‫كنت أط ِوي البطن و َّ‬
‫قال ُ‬‫يوم أن يُ َ‬ ‫الز ُاد‬ ‫ُ‬ ‫لق ْد‬
‫***************************************‬
‫*‬
‫والعلم َّ‬
‫الض ّار‬ ‫النافع‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ِ‬
‫الع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫اهلل ‪ ﴿ .‬وقَ َ َّ ِ‬‫لِيهنِك العِْلم إذا دلَّك على ِ‬
‫يما َن‬‫ْم َواِإْل َ‬‫ين ُأوتُوا الْعل َ‬ ‫ال الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫إن هناك علماً إميانيّاً ‪ ،‬وعلماً‬ ‫ث ﴾ ‪َّ .‬‬‫اب اللَّ ِه ِإلَى يوِم الْب ْع ِ‬‫لََق ْد لَبِثْتُ ْم فِي كِتَ ِ‬
‫َْ َ‬
‫ْحيَ ِاة‬ ‫ِ‬ ‫ِئِ‬
‫عن أعدا ه ‪َ ﴿ :‬ي ْعلَ ُمو َن ظَاهراً ِّم َن ال َ‬ ‫يقول سبحانه وتعاىل ْ‬ ‫كافراً ‪ُ ،‬‬
‫َّار َك ِعل ُْم ُه ْم فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ْنيَا َو ُه ْم َع ِن اآْل خ َرة ُه ْم غَافلُو َن ﴾ ‪ .‬ويقول عنهم ‪ ﴿ :‬بَ ِل اد َ‬ ‫ُّ‬
‫ك‬ ‫ويقول عنهم ﴿ َذلِ َ‬ ‫اآْل ِخ َرِة بَ ْل ُه ْم فِي َش ٍّ‬
‫ك ِّم ْن َها بَ ْل ُهم ِّم ْن َها َع ِمو َن ﴾ ‪ُ .‬‬
‫َّ ِ‬ ‫َم ْبلَغُ ُهم ِّم َن ال ِْعل ِْم ‪ُ . ﴾ ....‬‬
‫ي آَت ْينَاهُ‬‫جل وعال ‪َ ﴿ :‬واتْ ُل َعلَْي ِه ْم َنبََأ الذ َ‬‫ويقول َّ‬
‫ِ‬ ‫انسلَ َخ ِم ْن َها فََأْتَب َعهُ َّ‬
‫ين{‪َ }175‬ولَ ْو ِشْئ نَا لََرَف ْعنَاهُ‬ ‫الش ْيطَا ُن فَ َكا َن م َن الْغَا ِو َ‬
‫ِ‬
‫آيَاتنَا فَ َ‬
‫ْب ِإن تَ ْح ِم ْل َعلَْي ِه‬ ‫ض َو َّاتبَ َع َه َواهُ فَ َم َثلُهُ َك َمثَ ِل الْ َكل ِ‬ ‫ِ‬
‫بِ َها َولَـكنَّهُ َأ ْخلَ َد ِإلَى ْ‬
‫اَألر ِ‬
‫ِ‬ ‫ك مثَل الْ َقوِم الَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص‬‫ص َ‬ ‫ص الْ َق َ‬‫ْص ِ‬ ‫ين َك َّذبُواْ بِآيَاتنَا فَاق ُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ث َْأو َت ْت ُرْكهُ َيل َْهث ذَّل َ َ ُ ْ‬ ‫َيل َْه ْ‬
‫علمهم ‪﴿ :‬‬ ‫اليهود وعن ِ‬ ‫ِ‬ ‫لَ َعلَّ ُه ْم َيَت َف َّك ُرو َن ﴾ ‪ .‬وقال سبحانه وتعاىل ع ِن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫علم لكنَّه ال يهدي ‪ ،‬وبرها ٌن ال‬ ‫َأس َفاراً ﴾ ‪ :‬إنَّه ٌ‬ ‫َك َمثَ ِل الْح َما ِر يَ ْح ِم ُل ْ‬
‫كالم‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫ليست قاطعةً وال فاجلةً ‪ ،‬وَن ْق ٌل ليس بصادق ‪ ،‬و ٌ‬ ‫ْ‬ ‫وحجةٌ‬
‫َّ‬ ‫يشفي ‪،‬‬
‫غي ‪،‬‬ ‫حبق ‪ ،‬وداللةٌ ولكن إىل االحنر ِ‬
‫وتوجهٌ ولكن إىل ٍّ‬ ‫ُّ‬ ‫اف ‪،‬‬ ‫ليس ٍّ‬
‫من يسح ُقها‬ ‫وهم َّأو ُل ْ‬ ‫أصحاب هذا العل ِم السعادة ‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫جيد‬
‫فكيف ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْف بَ ْل طَبَ َع‬ ‫وبنَا غُل ٌ‬‫استَ َحبُّوا ال َْع َمى َعلَى ال ُْه َدى ﴾ ‪َ ﴿ ،‬و َق ْول ِه ْم ُقلُ ُ‬ ‫بأقدامهم ‪ ﴿ :‬فَ ْ‬
‫اللّهُ َعلَْي َها بِ ُك ْف ِرِه ْم ﴾ ‪.‬‬
‫مكتبة الكوجنرس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املذهلة يف‬ ‫ِ‬
‫اهلائلة‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫األلوف من‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مئات‬ ‫أيت‬
‫ر ُ‬
‫ٍ‬
‫وشعب‬ ‫كل ٍ‬
‫جيل‬ ‫عن ِّ‬ ‫ص ‪ْ ،‬‬ ‫ختص ٍ‬
‫كل ُّ‬ ‫فن ‪ ،‬ويف ِّ‬ ‫كل ٍّ‬ ‫بواشنطن‪ ،‬يف ِّ‬
‫حتتضن هذه املكتبة العظمى ‪،‬‬ ‫لكن األمة اليت‬ ‫وثقافة ‪ ،‬و َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُأمة وحضارٍة‬ ‫و ٍ‬
‫ُ‬
‫تعلم إال العامل املنظور املشهود ‪ ،‬و ّأما ما‬ ‫َُّأمةٌ كافرةٌ برهِّب ا ‪ ،‬إهنا ال ُ‬
‫ب وال َو ْع َي ﴿ َو َج َعلْنَا لَ ُه ْم َس ْمعاً‬ ‫صَر وال ق ْل َ‬ ‫وراء ذلك فال مسْع وال بَ َ‬
‫ارُه ْم َواَل َأفِْئ َد ُت ُهم ِّمن َش ْي ٍء ﴾ ‪.‬‬ ‫صُ‬
‫ِئ‬
‫صاراً َوَأفْ َد ًة فَ َما َأ ْغنَى َع ْن ُه ْم َس ْمعُ ُه ْم َواَل َأبْ َ‬ ‫َوَأبْ َ‬
‫مقفزي ‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫وإن الت َّْمَر‬‫لكن العْنَز مريضةٌ ‪َّ ،‬‬ ‫ض ُر ‪ ،‬و َّ‬ ‫أخ َ‬‫وض ْ‬ ‫الر َ‬ ‫إن َّ‬
‫الل ‪ ،‬ولكن يف الفم مرارًة ﴿‬ ‫ب ُز ٌ‬ ‫ي ‪ ،‬وإن املاء ع ْذ ٌ‬ ‫لكن البُخل ْمروِز ٌّ‬ ‫و ّ‬
‫ات َربِّ ِه ْم ِإالَّ َكانُواْ َع ْن َها‬ ‫اهم ِّمن آي ٍة بِّينَ ٍة ﴾ ‪ ﴿ .‬وما تَْأتِي ِهم ِّمن آي ٍة ِّمن آي ِ‬
‫ْ َ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َك ْم آَت ْينَ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ين ﴾ ‪.‬‬ ‫ُم ْع ِرض َ‬
‫***************************************‬
‫َّأم ِل‬ ‫أ ْكثِ ْر من االطِّ ِ‬
‫الع والت ُّ‬
‫ِ‬
‫الثقافة ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫املعرفة ‪ ،‬وغزارةُ ِ‬ ‫إن ممَّا يشرح الصدر ‪ :‬كثْرةُ ِ‬ ‫َّ‬
‫املادة العلميَّة ‪ ،‬واتِّساعُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫سر‬
‫الدليل ‪ ،‬ومعرفةُ ِّ‬ ‫ص على ِ‬ ‫الغو ُ‬ ‫عد النَّظْرِة ‪ ،‬وأصالةُ ْ‬
‫الفه ِم ‪ ،‬و ْ‬ ‫مق الفك ِر ‪ ،‬وبُ ُ‬
‫وعُ ُ‬
‫شى اللَّهَ ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫األشياء ﴿ ِإنَّ َما يَ ْخ َ‬ ‫ِ‬
‫حقائق‬ ‫اكتشاف‬
‫ُ‬ ‫مقاصد األموِر ‪ ،‬و‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسألة ‪ ،‬وإدر ُاك‬
‫إن العامِل رحب الصد ِر ‪ ،‬واسع ِ‬‫ْم ِه ﴾ ‪َّ .‬‬ ‫ِعب ِ‬
‫اد ِه الْعُلَماء ﴾ ‪ ﴿ ،‬بل َك َّذبواْ بِما لَم ي ِحيطُواْ بِ ِعل ِ‬
‫البال ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫منشرح اخلاط ِر ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫مطمئن الن ْف ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫شددتا‬
‫ْ‬ ‫وينقص إ ْن به ك ّفاً‬
‫ُ‬ ‫يد بكثْرِة اإلنفاق منهُ‬ ‫يز ُ‬
‫ملف كبريٌ يف درِج مكتيب ‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫الغرب ‪ :‬يل‬ ‫ِ‬ ‫مفكري‬‫يقول أحد َّ‬ ‫ُ‬
‫سقطات وتوافه وعثر ٍ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫لكل‬
‫محاقات ارتكبتُها ‪ ،‬أكتبُه ِّ‬ ‫مكتوب عليه ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ُأزاوهُل ا يف يومي وليليت ‪ ،‬ألختلَّص منها ‪.‬‬
‫التْن ِ‬
‫قيب‬ ‫ِ‬
‫الدقيقة و َّ‬ ‫اُألم ِة بامل ِ‬
‫حاسبة‬ ‫سلف هذه َّ‬ ‫ِ‬ ‫قلت ‪ :‬سبقك علماء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫س اللَّ َّو َام ِة ﴾ ‪.‬‬ ‫ألنفسهم ﴿واَل ُأق ِ‬
‫ْس ُم بِ َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫املضين‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أشد حُم اسبةً من الشريكِ‬ ‫املسلم لنفسه ُّ‬ ‫البصري ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫احلسن‬ ‫قال‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يك ِه ‪.‬‬‫لشر ِ‬
‫ِ‬
‫اجلمعة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اجلمعة إىل‬ ‫ب كالمهُ من‬ ‫ٍ‬
‫بن ُخ ْثيم يكتُ ُ‬ ‫بيع ُ‬‫وكان الر ُ‬
‫محد اهلل ‪ ،‬وإ ْن َو َج َد سيِّئةً استغفر ‪.‬‬ ‫فإ ْن وج َد حسنةً ِ‬
‫ََ‬
‫أسأل اهلل‬ ‫من أربعني سنةً ‪ ،‬وأنا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ذنب ْ‬ ‫أحد السلف ‪ :‬يل ٌ‬ ‫وقال ُ‬
‫َّ ِ‬
‫طلب املغفرِة ﴿ َوالذ َ‬
‫ين ُيْؤ تُو َن َما آتَوا‬ ‫ِ‬ ‫لت ُأحلُّ يف‬ ‫أ ْن يغفرهُ يل ‪ ،‬وال ز ُ‬
‫وب ُه ْم َو ِجلَةٌ ﴾ ‪.‬‬
‫َّو ُقلُ ُ‬
‫********************************‬
‫ك‬
‫ب َن ْف َس َ‬ ‫ِ‬
‫حاس ْ‬
‫ن ْفشك ‪ ،‬وتذكر فيها‬ ‫احتفظ مبذ ّكرٍة لديك ‪ ،‬لتُحاسب هبا‬ ‫ِ‬
‫يف معاجلتِها ‪.‬‬ ‫ات املالزمة لك ‪ ،‬وتبدأ بذ ْكر التَّقدُِّم‬ ‫السلبيَّ ِ‬
‫حُت اسبوا ‪ ،‬وِزنُوها قبل أن‬ ‫حاسبوا أن ُفس ُك ْم قبل أ ْن‬‫قال عمر ‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫للعرض األك ِرب ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تُوزنوا ‪ ،‬وتزيَّنوا‬
‫تتكرُر في حياتِنا اليومية ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫أخطاء‬ ‫ثالثةُ‬
‫الوقت ‪.‬‬‫ِ‬
‫األول ‪ :‬ضياعُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثاني ‪ :‬التَّكلُّ ُم فيما ال يعين ‪ِ (( :‬م ْن ُح ْس ِن‬
‫إسالم المرء تركهُ‬
‫ِ‬
‫يعنيه )) ‪.‬‬ ‫ما ال‬
‫ختويفات امل ِرجفني ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كسماع‬
‫ِ‬ ‫االهتمام بتوافِ ِه األموِر ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الثالث ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ات امل ِ‬ ‫عات املثبِّطني ‪ ،‬وتومُّه ِ‬
‫وتوقُّ ِ‬
‫معج ٌل ‪،‬‬
‫وهم َّ‬‫عاجل ‪ٌّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬‫ٌ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫وسوس‬
‫ُِ‬ ‫ِ‬
‫احة ِ‬
‫البال ‪.‬‬ ‫السعادة ور‬ ‫من عو ِ‬
‫ائق‬ ‫وهو ْ‬
‫يقول امرُؤ ِ‬
‫القيس ‪:‬‬ ‫ُ‬

‫صر‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬


‫من كان يف العُ ُ‬ ‫من ْ‬‫وهل يع ْ‬ ‫ْ‬ ‫لل‬
‫أال ع ْم صباحاً أيها الط ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأوجال‬ ‫قليل اهلموم ال يبِ ُ‬
‫يت‬ ‫ُ‬ ‫منع ٌم‬
‫من إال سعي ٌد َّ‬ ‫وهل يع ْ‬ ‫ْ‬
‫جيمع سعادة الدنيا واآلخرِة ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عم العباس دعاءً‬ ‫الرسول ‪َّ ‬‬ ‫ُ‬ ‫علَّم‬
‫الع ْف َو والعافية )) ‪.‬‬
‫وهو قولُه ‪(( : ‬اللّهم إني أسألُك َ‬
‫العاجل و ِ‬
‫اآلجل ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مانع شاف كاف فيه خريُ‬ ‫جامع ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وهذا‬
‫ض ُّل َواَل‬ ‫ِ ِ‬
‫اآلخر ِة ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَاَل ي ِ‬ ‫اب ُّ‬
‫َ‬ ‫الد ْنيَا َو ُح ْس َن َث َواب َ‬ ‫اه ُم اللّهُ َث َو َ‬
‫﴿ فَآتَ ُ‬
‫يَ ْش َقى ﴾ ‪.‬‬
‫***************************************‬
‫ُخذوا ِح ْذ َرَك ْم‬
‫ِ‬
‫األسباب ‪ ،‬مع التَّوُّك ِل‬ ‫استعمال‬
‫ُ‬ ‫طة و‬‫العبد اخ ُذ احلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سعادة‬ ‫من‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ات وعليه‬ ‫بعض الغزو ِ‬
‫ِ‬ ‫وجل ‪ ،‬فإن الرسول ‪ ‬بارز يف‬ ‫َّ‬ ‫عز‬
‫اهلل َّ‬‫على ِ‬
‫أعقلُها يا‬ ‫ألحدهم ملا قال له ‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِدرعٌ ‪ ،‬وهو سيِّ ُد املتوَّكلني ‪ ،‬وقال‬
‫اعقلها وتوَّكل )) ‪.‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬أو أتوَّكل ؟ قال ‪ِ (( :‬‬ ‫رسول ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وترُك السبب مع‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫التوحيد‬ ‫ام‬‫و‬‫ُ‬‫ق‬ ‫بالسبب والتَّوُّكل على ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫فاألخ ُذ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫السبب مع ْترِك التوُّك ِل على‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ق ْد ٌح يف الشرِع ‪ ،‬وأخ ُذ‬ ‫التوُّك ِل على ِ‬
‫ِ‬
‫التوحيد ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل قَ ْد ٌح يف‬
‫قص ظفره ‪ ،‬فاستفحل‬ ‫أن رجالً َّ‬ ‫اجلوزي يف هذا ‪َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫ابن‬
‫وذَ َكَر ُ‬
‫طة ‪.‬‬‫عليه فمات ‪ ،‬ومل يأخ ْذ باحلي ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫من سردان ‪ ،‬فهصر بطنهُ فمات ‪.‬‬ ‫ورج ٌل َد َخ َل على محا ٍر ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لسائق ِه ‪:‬‬ ‫املصري – أنه قال‬ ‫ِ‬
‫الكاتب‬ ‫عن طه حسني –‬
‫ِّ‬ ‫وذكروا ْ‬
‫مبكرين ‪.‬‬ ‫نصل ِّ‬ ‫ال تُسر ْع حىت ِ‬
‫هتب ريْثاً ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وهذا معىن ٍ‬
‫ب عجلة ُ‬ ‫مثل ‪ُ :‬ر َّ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬

‫املتعج ِل‬
‫ِّ‬ ‫وق ْد يكو ُن مع‬ ‫قد يُد ِرُك املتأيِّن بعض‬
‫ُ‬
‫ومن لُبِّ ِه ﴿ َولْيََتلَطَّ ْ‬
‫ف‬ ‫بل هو منهُ ‪ْ ،‬‬ ‫عارض القدر ‪ْ ،‬‬ ‫فالتَّوقِّي ال يُ ُ‬
‫ْأس ُك ْم ﴾ ‪.‬‬ ‫﴾ ‪ ﴿ ،‬تَِقي ُكم الْح َّر وسرابِ ِ‬
‫يل تَقي ُكم بَ َ‬
‫ُ َ َ ََ َ‬
‫***************************************‬
‫***‬
‫ا ْك ِ‬
‫سب الناس‬
‫ب الناس ‪ ،‬واستجالب حمبَّتِهم‬ ‫العبد قُدرتُه على كس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سعادة‬ ‫ومن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اجعل لِّي لِسا َن ِ‬
‫ص ْد ٍق فِي‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫السالم ‪َ ﴿ :‬و ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫اهيم عليه‬‫وعطفهم ‪ ،‬قال إبر ُ‬
‫عن‬ ‫ِ‬ ‫اآْل ِ‬
‫احلسن ‪ .‬وقال سبحانه وتعاىل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ناء‬
‫ُ‬ ‫ّ‬‫الث‬ ‫‪:‬‬ ‫املفسرون‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫بعضهم ‪ :‬ما رآك أح ٌد إال‬ ‫ك َم َحبَّةً ِّمنِّي ﴾ ‪ .‬قال ُ‬ ‫ت َعلَْي َ‬‫موسى ‪َ ﴿ :‬وَألْ َق ْي ُ‬
‫أحبَّك ‪.‬‬
‫اهلل في األرض )) ‪.‬‬ ‫الصحيح ‪ (( :‬أنتم شهداء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫ُ‬
‫احلق ‪.‬‬
‫أقالم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وألسنةُ اخل ْل ِق‬
‫يحب فالناً‬ ‫ُّ‬ ‫إن‬ ‫ِ‬
‫السماء ‪َّ :‬‬ ‫وصح ‪ (( :‬أن جبريل يُنادي في ِ‬
‫أهل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫األرض )) ‪.‬‬ ‫وضع له القبُول في‬ ‫ِ‬
‫أهل السماء ‪ ،‬ويُ ُ‬ ‫فأحبُّوه ‪ ،‬فيُحبُّهُ ُ‬
‫لق ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الوجه ولِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َعةُ اخلُ ُ‬
‫َ‬ ‫الكالم‬ ‫ني‬
‫ُ‬ ‫بسطةُ‬‫الود ‪ْ :‬‬ ‫أسباب ِّ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫فق ؛‬ ‫ِ‬ ‫القوية يف ج ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫من العو ِ‬ ‫َّ‬
‫الر ُ‬
‫الناس إليك ‪ِّ :‬‬ ‫ب أرو ِاح‬ ‫امل‬ ‫إن ْ‬
‫شيء إال زانه ‪ ،‬وما نُزع‬ ‫ٍ‬ ‫فق في‬ ‫الر ُ‬‫يقول ‪ (( : ‬ما كان ِّ‬ ‫ولذلك ُ‬
‫شيء إال شانهُ )) ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ويقول ‪ (( :‬من يُحرم الرفق ‪ ،‬يُحرم الخير كلّه )) ‪.‬‬
‫قال أحد احلكماء ‪ :‬الرفق خُي رج احليَّة من ُج ْحرها ‪.‬‬
‫اج ِن العسل ‪ ،‬وال تَ ْك ِس ِر اخللِيَّة ‪.‬‬
‫قال الغربيُّون ‪ْ :‬‬
‫وتضع‬ ‫تأكل طيِّباً ‪،‬‬ ‫الصحيح ‪ (( :‬المؤمن كالنَّح ِ‬
‫لة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عود ‪ ،‬لم ِ‬
‫تكس ْرهُ )) ‪.‬‬ ‫وقعت على ٍ‬ ‫ْ‬ ‫طيّباً ‪ ،‬وإذا‬
‫************************************‬
‫ِ‬
‫آيات ال ُقدرة‬ ‫َّ‬
‫تنق ْل في الدِّيا ِر واقرْأ‬
‫َّنق ُل يف الدِّيا ِر ورؤيةُ‬
‫فار والت ُّ‬
‫األس ُ‬
‫السرور ‪ْ :‬‬ ‫وممَّا جيلُب الفرح و ُّ‬
‫عن هذا ‪ .‬قال‬ ‫ِ‬ ‫األمصا ِر ‪ ،‬وقد‬
‫سبقت كلمةٌ يف ّأول هذا الكتاب ْ‬ ‫ْ‬
‫اَأْلر ِ‬
‫ض‬ ‫ِ ِ‬ ‫اَألر ِ‬ ‫سبحانه ‪ ﴿ :‬انظُرواْ ماذَا فِي َّ ِ‬
‫ض ﴾ ‪ ﴿ ،‬قُ ْل س ُيروا في ْ‬ ‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫ُ َ‬
‫اَألر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َفيَنظُُرواْ ﴾ ‪.‬‬ ‫فَانظُُروا ﴾ ‪َ ﴿ ،‬أ َفلَ ْم يَس ُيرواْ في ْ‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬

‫ذيب القلب إال إ ْن ُكبِْلتا‬ ‫يُ ُ‬ ‫تلبث بِربْ ٍع فيه ْ‬


‫ضي ٌم‬ ‫ْ‬ ‫وال‬
‫وشر ْق إ ْن بِ ِريِقك ق ْد ش ِرقْتا‬ ‫ِّ‬ ‫ب فيه ن ْف ٌع‬‫َّغر ُ‬
‫ب فالت ُّ‬ ‫وغر ْ‬
‫ِّ‬
‫املبالغات ‪ِ ،‬جي ِد‬‫ِ‬ ‫ومن يقرْأ رحلة اب ِن بطُّوطة ‪ ،‬على ما فيها من‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الكون ‪،‬‬ ‫اهلل سبحانه وتعاىل ‪ ،‬وتصر ِيفه يف‬ ‫العجب العجاب ِمن خ ْل ِق ِ‬
‫ََ َ‬
‫احة له أ ْن يسافر ‪،‬‬ ‫العظيمة للمؤم ِن ‪ ،‬ومن الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويرى أهنا من العِرب‬
‫املفتوح ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب الكوينِّ‬ ‫ِّري أجواءه ومكانه وحملَّه ‪ ،‬لقرأ يف هذا‬
‫ِ‬ ‫وأ ْن يغ َ‬
‫يقول أبو متام – وهو يتحدَّث عن ِ‬
‫التنقل يف الدِّيا ِر ‪: -‬‬ ‫ُ‬
‫وبالفسطاط ِجرياين‬
‫ِ‬ ‫بالرقْمت ِ‬
‫ني‬ ‫َّ‬ ‫وبغداد اهلوى‬ ‫ُ‬ ‫َّام أهلي‬‫بالش ِ‬
‫ض ﴾ ‪َ ﴿ ،‬حتَّى ِإذَا‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يحواْ في ْ‬ ‫ض ﴾ ‪ ﴿ ،‬فَس ُ‬ ‫﴿ قُ ْل س ُيروا في ْ‬
‫س ﴾ ‪ ﴿ ،‬حتَّى َْأبلُ َغ م ْجمع الْب ْحريْ ِن َأو َْأم ِ‬
‫ض َي ُح ُقباً ﴾ ‪.‬‬ ‫َ ََ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫الش ْم ِ‬
‫ب َّ‬ ‫َبلَ َغ َمغْ ِر َ‬
‫************************************‬
‫المتهجديِن‬
‫ِّ‬ ‫تهج ْد مع‬
‫َّ‬
‫قيام ِ‬
‫الليل ‪.‬‬ ‫الن ْفس ويشر ُح الصدر ‪ُ :‬‬ ‫سعد َّ‬
‫ومما يُ ُ‬
‫الليل ‪ ،‬وذكر‬ ‫أن العبد إذا قام من ِ‬ ‫وق ْد ذكر ‪ ‬يف الصحيح ‪َّ :‬‬
‫س ‪َ ﴿ .‬كانُوا قَلِيالً ِّم َن‬‫توضأ وصلَّى ‪ ،‬أصبح نشيطاً طيِّب الن ْف ِ‬ ‫اهلل ‪ ،‬مث َّ‬
‫ك﴾ ‪.‬‬ ‫اللَّْي ِل َما َي ْه َجعُو َن ﴾ ‪َ ﴿ ،‬وِم َن اللَّْي ِل َفَت َه َّج ْد بِ ِه نَافِلَةً لَّ َ‬
‫صحيح عند‬ ‫حديث‬ ‫ِ‬
‫الجسد ‪ ،‬وهو‬ ‫عن‬ ‫ذهب ال ّداء‬ ‫وقيام ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يُ ُ‬ ‫الليل‬ ‫ُ‬
‫يقوم الليل ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كن مثْل فالن ‪ ،‬كان ُ‬ ‫تُ ْ‬ ‫عبداهلل ‪ ،‬ال‬ ‫أيب داود ‪ (( :‬يا‬
‫ِ‬
‫الليل‬ ‫يقوم من‬ ‫ِ‬ ‫)) ‪ (( ،‬نِ ْع َم‬ ‫ِ‬
‫الرجل عب ُداهلل لو كان ُ‬
‫ُ‬ ‫الليل‬ ‫قيام‬
‫رك َ‬ ‫فتَ َ‬
‫)) ‪.‬‬
‫احلياة ٍ‬
‫فان‬ ‫ِ‬ ‫شيء يف هذه‬‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفانية ‪ُّ ،‬‬ ‫األشياء‬ ‫تأسف على‬ ‫ْ‬ ‫ال‬
‫ك ِإاَّل َو ْج َههُ ﴾ ‪ُ ﴿ ،‬ك ُّل َم ْن‬ ‫وجههُ سبحانه وتعاىل ﴿ ُك ُّل َش ْي ٍء َهالِ ٌ‬ ‫إال ْ‬
‫ْجاَل ِل َواِإْل ْك َر ِام ﴾ ‪.‬‬ ‫َعلَْي َها فَ ٍ‬
‫ك ذُو ال َ‬ ‫ان{‪َ }26‬وَي ْب َقى َو ْجهُ َربِّ َ‬
‫فل الذي يبكي على‬ ‫يأسف على دنياه ‪ ،‬كالطِّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫إن اإلنسان الذي‬ ‫َّ‬
‫ف ْق ِد لعبتِ ِه ‪.‬‬
‫**********************************‬
‫َو ْق َفـ ـةٌ‬
‫الروح ومع ّذباهِت ا ‪،‬‬ ‫ينان ‪ ،‬ومها من ِ‬
‫آالم ُّ‬ ‫ْ‬
‫ني منهما قر ِ‬ ‫كل اثن ِ‬
‫« ُّ‬
‫احلزن التَّأمُّلُ على‬ ‫ِ‬
‫املستقبل ‪ ،‬و ُ‬ ‫اهلم توقُّع الشَِّّر يف‬
‫أن َّ‬ ‫الفرق بينهما َّ‬ ‫و ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حص ِ‬
‫وعذاب ي ِرُد‬
‫ٌ‬ ‫ات احملبوب ‪ ،‬وكالمها تأمُّلٌ‬ ‫ول املكروه يف املاضي أو فو ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫باملستقبل مُسِّي‬ ‫وح ‪ ،‬فإ ْن تعلَّق باملاضي مُسِّي حزناً ‪ ،‬وإ ْن تعلّق‬ ‫الر ِ‬
‫على ُّ‬
‫مهّاً » ‪.‬‬
‫هم إني أسألُك الع ْفو‬ ‫ِ‬
‫واآلخرة ‪ ،‬اللَّ َّ‬ ‫هم إني أسألك العافية في ُّ‬
‫الدنيا‬ ‫(( اللَّ َّ‬
‫ِ‬
‫روعاتي ‪،‬‬
‫است ْر عوراتي وآم ْن ْ‬ ‫اللهم ُ‬
‫ودنياي وأهلي ومالي ‪َّ ،‬‬ ‫والعافية في ديِني ُ‬
‫وم ْن فوقي ‪،‬‬ ‫ومن خلْفي ‪ ،‬وعن يميني وعن شمالي ِ‬ ‫اللهم احفظني من بي ِن َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫يدي ْ‬ ‫ْ‬
‫وأعوذُ بعظمتك أ ْن ُأ ْغتال ِم ْن تحتي )) ‪.‬‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫والقدميه‬ ‫ِ‬
‫أياد ِيه احلديثةُ‬ ‫أمل تر َّ‬
‫أن ربَّك ليس حٌت صى‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫قيمه‬ ‫يُقيِ ُم وال ُ‬
‫مهومك باملُ ْ‬ ‫تَ َس َّل ع ِن اهلموم فليس شيءٌ‬
‫ِ‬
‫إليك بنظر ٍة مْنهُ رحيِ ْ‬
‫مه‬ ‫لعل اهلل ينظُُر بعد هذا‬
‫َّ‬
‫**************************************‬

You might also like