You are on page 1of 236

.....................................................................

.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
.....................................................................
‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪1‬‬

‫املُقدّمة‬
‫الحمدُ هللِ رب العالمين‪ ،‬والصال ُة والسالم على نبينا م ٍ‬
‫حمد‪ ،‬وعلى آل ِ ِه وصحبِ ِه‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫أجمعين‪ ،‬أما بعدُ ‪:‬‬
‫ب ِ‬
‫غير ُمسندة‪،‬‬ ‫المسندة‪ ،‬وبعضها يف ُك ُت ٍ‬ ‫ِ‬ ‫تفرقت يف ُك ُت ِ‬
‫السنة ُ‬ ‫ب ُّ‬ ‫اآلثار قد ّ‬
‫ُ‬ ‫فهذه‬
‫الجهبِ ِذ‪ ،‬أبي ُمحمد‬ ‫همي ِة» لإلما ِم الن ِ‬
‫َّاقد ِ‬ ‫ِ‬
‫الج َّ‬ ‫«الر ِّد َع َلى َ‬
‫أن أص َل َها يرجع لكتاب‪َّ :‬‬ ‫أحسب َّ‬
‫ُ‬
‫حاتم ‪.--‬‬ ‫ٍ‬ ‫بن أبي‬‫حمن ِ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫َعبد َّ‬
‫ووضعت لها أبوا ًبا‪ ،‬وعلقت عليها بما فتح اهلل الكريم‬ ‫ُ‬ ‫فرمت جمعها و َترتِيبها‪،‬‬
‫ُ‬
‫والقادر عليه‪.‬‬ ‫ولي ذلك‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫والمسلمات؛ إنَّه ُّ‬ ‫المسلمين ُ‬ ‫نفع هبا ُ‬
‫وأنعم‪ ،‬عسى ربي أن َي َ‬

‫كنت ُأق ّيد ما َي ُم ُّر بي‬ ‫سنة (‪١٤٣٩‬هـ)؛ ُ‬


‫حيث ُ‬ ‫جمع ِه ونشرته قريبا مِن ِ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫فرغت مِن‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ٍ‬
‫مسودات أتدارسها‬ ‫وكنت أضعها يف‬ ‫السنَة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أحسب أصله هذا الكتاب له قبل هذه َّ‬ ‫ُ‬ ‫مما‬
‫ّ‬
‫مع بعض إخواين ‪ ،‬ثم نشرت تلك المسودات بعدَ ترتِيبِ َها وص ِّفها ضمن أبواب‬
‫نشر ِه مر ًة ُأخرى‪ ،‬فأجب ُته على ِ‬ ‫ِ‬
‫بإعادة ِ‬ ‫بعض اإلخوة ال ُفضالء‪:‬‬
‫كثرة‬ ‫ُ‬ ‫علي ُ‬ ‫ُث ّم َ‬
‫أشار َّ‬
‫المستعان وعليه التّكالن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وضعف ِ‬ ‫ِ‬
‫اله ّمة وتشتت البال‪ ،‬واهلل ُ‬ ‫األشغال‬
‫ولعل اإلخوة األفاضل من طلبة‬‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫إضافات وتنسيق ‪،‬‬ ‫فيه مر ًة ُأخرى مع‬‫فنظرت ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫إضافة أو توجيه أن يجودوا به و ُيرشدوا أخاهم إليها‪ ،‬من‬ ‫العلم إذا وقفوا على‬
‫املُقدّمة‬
‫‪2‬‬

‫المو ّف ُق‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل وهو‬ ‫ِ‬


‫واهلل ُ‬
‫مالحظات علم َّية وإرشادات منهج َّية‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبحانه من وراء ال َق ْصد و َيهدي َّ‬
‫السبيل‪.‬‬
‫ومن علم حقيقة حالي عذرين إذا قصرت ألن عندي من األشغال ما يزع الجنان‬
‫عن حفظه ‪ ،‬ويكور اللسان عن لفظه ‪،‬واهلل المستعان على كل مطلوب والمأمول يف كل‬
‫مرغوب أن يرزقني اإلخالص والصدق والتوفيق والسداد يف القول والعمل إنه‬
‫الرحمن الرحيم‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ديق والباحث األفيق‪ :‬أبو عبد‬ ‫وقد أعانني على وض ِع ُمقدّ َمته و َتنسيقه‪ :‬أخي ّ‬
‫الص ُ‬
‫ِ‬
‫ونفع بِه اإلسال َم ُ‬
‫والمسلمين‪.-‬‬ ‫اهلل َ‬
‫اهلل الخالدي ‪-‬حفظ ُه ُ‬
‫حمد‪ ،‬وعلى آل ِ ِه وصحبِ ِه أجمعين‪.‬‬
‫وص ّلى اهلل وبارك على م ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪3‬‬

‫ني يَديِ الكِتابِ‬


‫ب َ‬

‫ف ونسبُه‪:‬‬
‫م املُؤلّ ِ‬
‫‪ -‬أوّال‪ :‬اس ُ‬

‫المنذر‬
‫بن ُ‬‫بن إدريس ِ‬
‫الرحمن ب ُن محمد ِ‬
‫حمد‪ ،‬عبد َّ‬ ‫ُ‬
‫الحافظ النّاقدُ ‪ :‬أبو ُم ّ‬ ‫هو اإلما ُم‬
‫بابن أبي‬ ‫هران التَّميمي‪ ،‬الرازي(‪ ،)1‬الحنظلي‪ ،‬يكنّى‪ :‬أبا م ٍ‬
‫حمد‪ ،‬واش ُت ِه َر‪ِ :‬‬ ‫بن مِ َ‬
‫بن داود ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َّ ُّ‬
‫حاتم‪.‬‬
‫قدسي‪:‬‬‫الم‬ ‫ٍ‬
‫طاهر َ‬ ‫السمعاينُّ يف «األنساب»(‪( :)2‬عن أبي الفض ِل محمد ِ‬
‫بن‬ ‫وقد َن َق َل َّ‬
‫ِّ‬
‫وداره ومسجدُ ُه يف هذا الدَّ رب‪ ،‬رأي ُت ُه‬ ‫أن الحنظلي نسبة إلى ِ‬
‫درب حنظل َة َّ‬
‫بالر ِّي‪ ،‬وقال‪ُ :‬‬ ‫ّ‬
‫َّ‬

‫(الر ِازي) بفتح الراء والزاي المكسورة بعد األلف‪:‬‬ ‫(‪ )1‬نسب ًة إلى َّ‬
‫(الر ِّي) على غير القياس‪ ،‬يقول السمعاينُّ‪َّ :‬‬
‫(الري)‪ ،‬وهي بلدة كبيرة مِن بالد الديلم‪ ،‬بين قومس والجبال‪ ،‬وألحقوا الرازي يف النسبة‬ ‫هذه النسبة إلى َّ‬
‫نخفي ًفا‪.)٢/١٨٠(...‬‬
‫و(الري)‪ :‬مدينة تقع يف الطرف الشمالي الشرقي مِن إقليم الجبال‪ ،‬واسمها عند اليونان‪( :‬راكس)‪ ،‬ويف المئة‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الرابعة للهجرة خرب أكثرها‪ ،‬وتحول أهلها إلى طهران القريبة منها‪ ،‬وهي اليوم حي من أحياء طهران‪.‬‬
‫[«معجم البلدان» لياقوت الحموي‪ ،)٢/٣٧٧( :‬و«آثار البالد وأخبار العباد» للقزويني‪،)١/١٥٢( :‬‬
‫و«تعريف األماكن الواردة يف البداية والنهاية البن كثير»‪.])١/١٨٥( :‬‬
‫(‪« )2‬األنساب»‪.)٤/٢٨٧( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪4‬‬

‫قال أبي‪:‬‬ ‫ٍ‬


‫حاتم‪َ :‬‬ ‫ٍ‬
‫بإسناد له إلى عبد الرحمن‪ :‬قال عبدُ الرحمن بن أبي‬ ‫ودخل ُته)‪ ،‬ثم َذك ََر‬
‫المقدسي‪ :‬واالعتما ُد على هذا‪ ،‬واهلل‬ ‫نحن مِن موالي تميم ابن حنظلة‪ ،‬مِن َغ َط َفان‪َ ،‬‬
‫قال َ‬
‫أعلم(‪.)1‬‬

‫وهم‪ ،‬ولع ّله أرا َد حنظل َة ابن َت ِميم‪،‬‬


‫ب ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬وهذا ٌ‬ ‫موي تع ّق َ‬
‫الح َّ‬ ‫ولك َّن ياقو ًتا َ‬
‫بن زيد َمنَاة ِ‬
‫بن‬ ‫ِ‬
‫مالك ِ‬ ‫شك يف أنّه غلط؛ ّ‬
‫ألن حنظل َة هو‪ :‬حنظل ُة ب ُن‬ ‫ُ‬
‫غطفان فإنّه ال َّ‬ ‫وأ ّما‬
‫بن قيس بن عيالن َمن‬ ‫بن سعد ِ‬ ‫ولد َغطفان ِ‬‫ولد ِه من اسمه َت ِميم‪ ،‬وال يف ِ‬
‫َت ِميم‪ ،‬وليس يف ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫النسابون‪ ،‬إال حنظلة بن رواحة بن ربيعة‬
‫أجمع عليه ّ‬
‫َ‬ ‫اسمه تميم بن حنظلة البتّة على ما‬
‫بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عنس بن بغيض بن ريث بن غطفان‪ ،‬وليس له ولد‬
‫اسم ُه‪ :‬تميم‪ ،‬واهلل أعلم(‪.)2‬‬
‫غير غطفان‪ ،‬وليس يف ولد غطفان َمن ُ‬
‫السنَدُ إلى ابن أبي حاتم؛‬
‫صح َّ‬‫علمي يف «مقدمة الجرح والتعديل»‪ :‬فإن َّ‬
‫الم ُّ‬‫وقال ُ‬
‫ممن بعده(‪.)3‬‬ ‫ُ‬
‫والتخليط ّ‬ ‫فهم مِن موالي بني حنظلة‪ ،‬مِن َت ٍ‬
‫ميم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫و َت ِ‬
‫رج ُع ُأسر ُة ِ‬
‫بالجيم‬ ‫حاتم إلى قرية من ُقرى أصبهان‪ ،‬يقال لها‪َ :‬‬
‫(ج ّز)‪:‬‬ ‫ابن أبي‬
‫المشدّ دة‪.‬‬
‫المعجمة ُ‬‫المعجمة المفتوحة‪ ،‬والزاي ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحموي‪ :‬هي من ُقرى أصبهان‪ُ ،‬نس َ‬
‫ب إليها أبو حاتم محمد بن إدريس‬ ‫ُّ‬ ‫ياقوت‬
‫ٌ‬ ‫قال‬

‫(‪« )1‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٢٩( :‬‬


‫(‪« )2‬األنساب»‪.)٤/٢٥٣( :‬‬
‫(‪« )3‬مقدمة الجرح والتعديل»‪.‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪5‬‬
‫الحنظلي الرازي‪ ،‬اإلمام الحنبلي‪ ،‬كان يقول‪ :‬نحن مِن أصبهان‪ ،‬مِن ٍ‬
‫قرية ُيقال لها‪:‬‬
‫(ج ّز)‪)1(...‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬ثانيًا‪ :‬مو ِل ُدهُ ونشأتُه‪:‬‬

‫جمع على أنَّه ولِدَ يف ِ‬


‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سنة أربعين‬ ‫ُ‬ ‫حاتم ُت ُ‬ ‫المصادر التي ترجمت البن أبي‬ ‫ُ‬ ‫تكا ُد‬
‫أن ذاك الذهبي َذك ََر أنَّه ُولِدَ سن َة أربعين أو إحدى وأربعين ومائتين‪ ،‬وال‬ ‫ومائتين(‪ ،)2‬إال َّ‬

‫موافق له يف قول ِ ِه‬


‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫االحتمال ال َّثاين‪ ،‬ولم ُيب ِّين ُمس َتنَدَ ُه يف ذلك‪ ،‬وال ُيعرف‬ ‫ُيعلم ُمستندُ ُه يف‬
‫هذا(‪.)3‬‬

‫ِ‬
‫الحافظ ال َّث ْبت‪:‬‬ ‫لم و َفض ٍل ِ‬
‫ودين؛ فهو اب ُن اإلما ِم‬ ‫بيت ِع ٍ‬
‫حاتم يف ِ‬
‫ٍ‬ ‫وقد ن ََش َأ اب ُن أبي‬

‫وش ِهدَ‬ ‫ِ‬ ‫حاتم محمد ِ‬


‫وخ ُل ًقا وأد ًبا‪َ ،‬‬
‫وصالحا ُ‬
‫ً‬ ‫بن إدريس ‪ ،--‬وهو َمن هو ع ً‬
‫لما‬ ‫ٍ‬ ‫أبي‬
‫له بذلك جهابذ ُة ال ُعلماء‪.‬‬
‫باختالف الصحابة وفِ ِ‬
‫قه‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫عالما‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫حاتم‬ ‫كان أبو‬ ‫ومِن ذلك ُ‬
‫قول الخليلي(‪ )4‬فيه‪َ ( :‬‬
‫ِّ‬
‫علي اب َن إبراهيم الق َّطان يقول‪ :‬ما‬ ‫عوا‬‫م‬‫سمعت جدي وجماعة س ِ‬
‫ُ‬ ‫التَّابعي َن و َمن بعدهم‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬

‫(‪« )1‬معجم البلدان»‪ ،)٢/١٣٣( :‬وانظر‪« :‬مقدمة الجرح والتعديل»‪( :‬صـ‪.)..:‬‬


‫مصدر مِن المصادر التي ترجمت البن أبي حاتم مكان والدته‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(‪ )2‬لم يذكر‬
‫(‪« )3‬السير»‪.)١٣/٢٦٣( :‬‬
‫(‪ )4‬هو‪ :‬الخليل بن عبد اهلل بن أحمد القزويني‪( ،‬ت‪٤٤٦:‬هـ)‪«[ .‬العرب يف خرب من غرب»‪.])١/٢٠٥( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪6‬‬
‫َ‬
‫وإسماعيل القاضي‪ .‬قال‪ :‬ما‬ ‫إبراهيم الحربي‪،‬‬
‫َ‬ ‫رأيت‬ ‫رأيت َ‬
‫مثل أبي حاتم‪ ،‬فقلنا له‪ :‬قد َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫أفضل منه)(‪.)1‬‬ ‫أجمع من أبي حاتم‪ ،‬وال‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أظفاره‪ ،‬يقول اب ُن‬ ‫ِ‬
‫نعومة‬ ‫المبارك‪ :‬هو الذي تو ّلى تربي َة ابن ِ ِه ُم ُ‬
‫نذ‬ ‫الح ُ‬
‫الص ُ‬
‫األب َّ‬
‫فهذا ُ‬
‫رآن على الفض ِل بن شاذان‬‫قرأت ال ُق َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالحديث حتّى‬ ‫ِ‬
‫أشتغ ُل‬ ‫أبي حاتم‪( :‬لم َيدعني أبي‬
‫َ‬
‫الحديث)(‪.)2‬‬ ‫كتبت‬
‫الرازي‪ ،‬ثم ُ‬

‫بكتاب اهلل ‪،‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وتعليمه؛ بد َأ‬ ‫وهبذا َو َض َع اإلما ُم األُ ُس َس الصحيح َة يف ترب َي ِة ابن ِ ِه‬
‫الحديث كيف شاء وممن شاء‪ ،‬بل َر َس َم له‬ ‫ِ‬ ‫َان يف ِ‬
‫كتابة‬ ‫حاتم لم ُيطلق البن ِ ِه ال َعن َ‬
‫ٍ‬ ‫ثم ّ‬
‫إن أبا‬
‫الضعفاء‬ ‫األخذ عن المشايخِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ستقيما؛ فمنعه مِن‬ ‫وس َل َك بِ ِه در ًبا ُم‬ ‫مسل ًكا‬
‫ً‬ ‫صحيحا‪َ ،‬‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫الصالح‪.‬‬
‫السلف َّ‬ ‫كتب عن ال ِّثقات الذين اقتفوا َ‬
‫أثر َّ‬ ‫والمجروحين‪ ،‬وأمره أن َي َ‬ ‫َ‬
‫الحذ ِاء البصري مولى بني‬ ‫َّ‬ ‫بن مهران‬ ‫بشير ِ‬‫يقول اب ُن أبي حاتم‪َ ( :‬س ِم َع أبي مِن ِ‬

‫ٍ‬
‫هاشم أيام األنصاري‪ ،‬و َت َر َ‬
‫ك حدي َثه وأمرين أ ّال أقرأ عليه حدي َثه)(‪.)3‬‬

‫صالحا‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫وعالما‬
‫ً‬ ‫يكون اب ُن أبي حاتم فيما بعدُ إما ًما ناقِدً ا‪،‬‬
‫َ‬ ‫فال غرو بعد هذا أن‬

‫شار إليه‪ ،‬إنه اب ُن أبيه ‪.-‬‬


‫و َع َل ًما ُي ُ‬

‫(‪ )1‬المصدر السابق‪.‬‬


‫(‪« )2‬سير أعالم النبالء»‪« ،)١٣/٢٦٥( :‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٣٠( :‬‬
‫(‪« )3‬الجرح والتعديل»‪.)٢/٣٧٩( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪7‬‬

‫وهناك محاور ٌة لطيف ٌة َج َرت بين أبي حاتم وأبي ُزرعة ‪ -‬تعالى‪ :-‬قال أبو‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحديث منك‪ ،‬فقلت‪َّ :‬‬
‫إن عبد‬ ‫أحرص على َط َل ِ‬
‫ب‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫حاتم‪ :‬قال لي أبو ُزرعة‪ :‬ما‬
‫َ‬
‫الرحمن ابني لحريص‪ ،‬فقال‪ :‬من أشبه أباه فما ظلم!(‪)1‬‬
‫َ‬
‫المتقن‪ :‬أبو‬ ‫ُ‬
‫والحافظ ُ‬ ‫ُ‬
‫الجليل‪،‬‬ ‫الكبير يف تربيتِ ِه ‪ً -‬‬
‫أيضا‪ :-‬اإلما ُم‬ ‫ُ‬ ‫األثر‬ ‫ِ‬
‫وم ّمن كان له ُ‬
‫علي ب َن أحمد‬‫سمعت أبا الحسن َّ‬ ‫ُ‬ ‫الرازي ‪ :--‬قال‪ُّ :‬‬
‫علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫ُزرعة َّ‬
‫بالر ِّي يقول‪( :‬عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬إما ٌم اب ُن إمام‪ ،‬قد ُر ِّب َي بي َن إمامين‪:‬‬
‫الخوارزمي َّ‬
‫َّ‬
‫أبي حاتم وأبي ُزرعة إمامي ُهدى)(‪.)2‬‬
‫سمعت أبا بكر محمدَ ب َن عبد اهللِ البغدادي بم ّكة يقول‪( :‬كان مِن مِن ِّة‬
‫ُ‬ ‫أيضا‪:‬‬
‫وقال ً‬
‫اهللِ على عبد الرحمن‪ :‬أن ُولِدَ بين قماطر)(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ثالثًا‪ :‬سِريَتُهُ‪:‬‬

‫والورع‪،‬‬ ‫بادة والخشو ِع ُّ ِ‬


‫الع ِ‬‫جانب َكبِ ٍير مِن ِ‬
‫ٍ‬ ‫كان أبو محمد ‪ --‬على‬ ‫لقد َ‬
‫والزهد َ‬
‫صالحا‪.‬‬ ‫فظ واإلتقان‪،‬‬ ‫والح ِ‬
‫ِ‬ ‫إضاف ًة إلى ما هو عليه مِن ِ‬
‫الع ِ‬
‫لم‬
‫ً‬
‫الرحمن؟ ال ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف لعبد‬
‫أعر ُ‬ ‫ومن ذلك‪ :‬قول أبيه ‪( :--‬و َمن َيقوى على عبادة عبد َّ‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٥١( :‬‬


‫(‪« )2‬تاريخ دمشق»‪.)٣٥/٣٦١( :‬‬
‫(‪( )3‬قماطر)‪ :‬جمع (قمطر)‪ ،‬وهو ما تصان فيه الكتب‪«[ .‬لسان العرب»‪.])٥/١١٧( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪8‬‬

‫الرحمن ذن ًبا)(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫نفسك يعمل‬ ‫الرحمن فس ِّلم إليه َ‬ ‫وقال أبو عبد اهلل القزويني‪( :‬إذا َص َّل َ‬
‫يت مع عبد َّ‬
‫قائما‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫عبد الرحمن يف مر ِ ِ‬ ‫هبا ما شاء‪ ،‬دخلنا يوما ب َغ َلس على ِ‬
‫ض موته‪ ،‬فكان على فراشه ً‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫الركوع)(‪.)2‬‬ ‫ُيص ّلي‪َ ،‬‬
‫ورك ََع فأطال ُّ‬
‫الرازي الخطيب‪( :‬رجل ُمنذ ثمانين سنة على َوتِ َير ٍة واحدة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫علي ب ُن إبراهيم‬
‫وقال ُّ‬
‫انحرف عن ال َّط ِر ِ‬
‫يق ساعة واحدة)(‪.)3‬‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫الرحمن‬ ‫ف عبدَ َّ‬ ‫ممن َع َر َ‬‫رأيت أحدً ا ّ‬‫علي ب ُن أحمد ال َف َر ِضي‪( :‬ما ُ‬ ‫وقال أبو الحسن ُّ‬
‫وكنت ُمالز ًما له مدة طويلة‪ ،‬فما رأيته َّإال على َوتِ َير ٍة واحدة‪ ،‬لم َأر‬ ‫ُ‬ ‫ذكر عنه جهال ًة قط‪،‬‬ ‫َ‬
‫نفس ِه ودين ِه‬
‫اآلخرة‪ ،‬بل رأي ُته صائنًا ل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫أمر الدُّ نيا‪ ،‬وال مِن ِ‬
‫أمر‬ ‫منه ما أنكرته مِن ِ‬

‫ومرو َءتِه)(‪.)4‬‬
‫رأيت أحسن‬ ‫ُ‬ ‫مشايخ أهل العلم‪ ،‬ما‬ ‫َ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫وقال عبدُ اهللِ ب ُن ِدينار الدَّ ينوري‪ :‬قد‬
‫َ‬
‫الرحمن ب ُن‬ ‫ِ‬ ‫شيب ًة مِ‬
‫الرحمن‪( :‬كان عبدُ َّ‬ ‫علي ب ُن عبد َّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬ ‫حاتم‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫الرحمن‬ ‫عبد‬ ‫ن‬
‫هار ِة؛ فكساه‬ ‫والس َه ِر بال ّليل‪ِّ ،‬‬
‫والذكر‪ ،‬ولزو ِم ال َّط َ‬ ‫نذ ص َغ ِره‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫الع ِ‬
‫بادة م ُ ِ‬ ‫أبي حاتم مقبِ ًال على ِ‬
‫ُ‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٦٥( :‬‬


‫(‪« )2‬السير»‪.)١٣/٢٦٦.٢٦٧( :‬‬
‫(‪« )3‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٣٠( :‬‬
‫(‪« )4‬تاريخ دمشق»‪.)٣٥/٣٥٩( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪9‬‬

‫نورا‪ ،‬فكان ُيسر به َمن نظر إليه)(‪.)1‬‬


‫اهلل هبا ً‬
‫ُ‬
‫غيض مِن‬
‫ابن أبي حاتم‪ :‬هو ٌ‬ ‫َاء على ِ‬ ‫وبعدُ ‪ :‬فما ُن ِق َل هنا مِن كال ِم هؤالء يف ال َّثن ِ‬
‫ٍ‬
‫بصورة‬ ‫أخبار ابن أبي حاتم وأحوال ِ ِه‬
‫ِ‬ ‫الوقوف على‬‫َ‬ ‫وقليل مِن كثير‪ ،‬و َمن أرا َد‬
‫ٌ‬ ‫فيض‪،‬‬
‫رجع إلى ال ُكتب التي ترجمت له‪ ،‬فسيجد فيها الشي َء الكثير‪.‬‬ ‫فصلة؛ فل َي ِ‬
‫ُم ّ‬
‫‪ -‬رابعًا‪ :‬وَفَاتُهُ‪:‬‬
‫هر اهللِ المحر ِم مِن ِ‬
‫الجلِ ُيل يف َش ِ‬
‫سنة‪ :‬سب ٍع‬ ‫ُ َّ‬ ‫َب َل َغ سب ًعا وثماني َن َسنَة‪ُ ،‬تو ِّف َي هذا اإلما ُم َ‬
‫الر ِّي(‪ ،)2‬فقيل عنه يو َم موتِ ِه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫النبي ‪ ،‬وذلك بمدينة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعشري َن وثالثمائة من هجرة ِّ‬
‫ٍ‬
‫حافلة بال َّط َل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بالري‪ُ :‬ختِ َمت بابن أبي حاتم»(‪ ،)3‬وقد قضى ُع ُم َر ُه يف‬ ‫َّ‬
‫ب‬ ‫حياة‬ ‫السنَّ َة َّ‬
‫«إن ُّ‬
‫ِ‬
‫البحث‬ ‫ونشر ِه بي َن الناس‪ ،‬ثم يف‬
‫ِ‬ ‫وتعليم ِه‬
‫ِ‬ ‫والتَّحصيلِ‪ ،‬والتَّن ُّق ِل والرتحال‪ ،‬يف َتع ُّل ِم ِ‬
‫الع ِ‬
‫لم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتنقيب‪ ،‬والتأليف والتصنيف‪  ،‬رحم ًة واسعةً‪ ،‬وجزاه َ‬
‫خير ما ُيجازي به عبا َده‬
‫الصالحين‪.‬‬

‫(وممن‬ ‫‪ -‬جاء يف «البداية والنهاية» عند حديثِ ِه عن سن َِة سب ٍع ِ‬


‫وعشري َن وثالثمائة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الكبير‪ :‬أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم‪:‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحافظ‬ ‫الحافظ ال َكبِ ُير اب ُن‬
‫ُ‬ ‫ُتو ِّف َي فيها‪:‬‬

‫(‪« )1‬تاريخ دمشق»‪.)٣٥/٣٦٠( :‬‬


‫(‪« )2‬تاريخ دمشق»‪« ،)٣٥/٣٦٦( :‬تذكرة الحفاظ»‪« ،)٣/٨٣١( :‬السير»‪ ،)١٣/٢٦٩( :‬وفيهما‪( :‬تويف يف‬
‫المحرم)‪ ،‬وزيد يف «السير»‪( :‬وله بضع وثمانون سنة)‪.‬‬
‫نقال عن الخليلي‪.‬‬
‫(‪« )3‬طبقات المفسرين»‪ً ،)١٣/٢٦٥( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪10‬‬
‫كتاب «الجرح والتعديل»‪ ،‬وهو مِن ِّ‬
‫أجل ال ُكتب‬ ‫ِ‬ ‫صاحب‬
‫ُ‬ ‫محمد بن إدريس الرازي‪،‬‬
‫اشتم َل على النَّقل الكامل‪ ،‬الذي‬ ‫ِ‬
‫«التفسير» الحافل الذي َ‬
‫ُ‬ ‫المصنَّفة يف هذا الشأن‪ ،‬وله‬
‫ُ‬
‫المصنَّفة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫«تفسير» ِ‬ ‫ُيربِي فيه على‬
‫المفسرين‪ ،‬وله كتاب «العلل ُ‬‫وغيره من ُ‬ ‫ابن جرير‬
‫ِ‬
‫العبادة‬ ‫المصنّفات النافعة‪ ،‬وكان مِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والمر ّت ِ‬
‫أبواب الفقه»‪ ،‬وغير ذلك من ُ‬ ‫بة على‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫جانب كبير‪ ،‬‬ ‫والح ِ‬
‫فظ والكرامات الكثيرة المشهورة على‬ ‫ِ‬ ‫والو َر ِع‬ ‫َّ ِ‬
‫والزهادة َ‬
‫وأكرهم مثواه(‪.)1‬‬

‫(‪« )1‬البداية والنهاية»‪.)١٥/١١٣( :‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪11‬‬

‫حياتُهُ العِلميَّة‪ :‬طلبُهُ للعِلمِ‪ ،‬ومكانتُهُ‪ ،‬وثناءُ العُلماءِ‬


‫عليهِ‪ ،‬ورحالتُ ُه وشيوخُهُ‪ ،‬وتالمي ُذهُ‪ ،‬ومؤلفاتُهُ‬

‫‪ -‬أولًا‪ :‬طلبُ ُه للعِلمِ‪:‬‬

‫نذ ِص َغ ِره‪ ،‬وذلك بعدَ أن قر َأ ال ُقرآن الكريم بنا ًء‬ ‫بكتابة الح ِد ِ‬
‫يث ُم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاتم‬ ‫َبدَ َأ اب ُن أبي‬
‫َ‬
‫شيخ ِه محمد بن عبد اهلل بن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ترجمة‬ ‫والد ِه كما تقدّ م‪ ،‬وقد ذكر ذلك يف‬ ‫توجيه ِ‬‫ِ‬ ‫على‬
‫كتبت عنه مع أبي ‪-‬وهو صدوق‪ -‬يف ِ‬
‫سنة‬ ‫إسماعيل بن أبي الثلج البغدادي‪ ،‬فقال‪ُ ( :‬‬

‫أرب ٍع وخمسين ومائتين)(‪ ،)1‬أي‪ :‬أن َ‬


‫عمره يوم ذاك‪ :‬أربع عشرة سنة‪ ،‬أو خمس عشرة‪.‬‬

‫كال وال َملِلٍ‪ ،‬وقد‬


‫كان ‪ ‬يواصل عمل الليل بالنهار والنهار بالليل‪ ،‬غير ٍّ‬
‫وقد َ‬
‫الز َم أباه ُمالزم ًة قلما حصل لها نظير يف تاريخ طلب العلم‪ ،‬حتى أنّه ر ّبما قر َأ عليه وهو‬
‫يأكل أو يمشي ‪-‬أو نحو ذلك‪ ،)2(-‬وقد َن َق َل لنا صورة ُتم ّثل ِحرصه على ال َّط َلب‪ِ ،‬‬
‫وشدّ َة‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫حضرت أبي ‪ --‬وكان يف النّزع وأنا ال أعلم‪ ،‬فسأل ُت ُه َعن عقب َة ِ‬
‫بن‬ ‫ُ‬ ‫تث ُّبتِ ِه فيه‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫برأس ِه‪ :‬ال‪ ،‬فلم أقنع منه‪ ،‬فقلت‪:‬‬


‫عبد الغافر يروي عن النبي ‪ ،‬له صحبة؟ فقال ِ‬
‫ُ‬

‫(‪« )1‬الجرح والتعديل»‪.)٧/٢٩٤( :‬‬


‫(‪« )2‬السير»‪.)١٣/٢٥١( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪12‬‬

‫فهمت عنّي؟ له ُصحبة؟‪ ،‬قال‪ :‬هو تابعي(‪.)1‬‬


‫َ‬
‫بعض ما َيلقاه يف سبي ِل ذلك مِن‬‫وح ِّبه للعلم‪ :‬خ ّففت عنه َ‬
‫ب‪ُ ،‬‬‫وإن ِشدَّ َة شوقِ ِه لل َّط َل ِ‬
‫َّ‬
‫المخاطِر؛ فهو َيكتفي بالقليل‪ ،‬و َيقنع بالموجود‪ ،‬و َيصرب إذا لم‬
‫وركوب َ‬ ‫ِ‬ ‫ف ال َعيش‪،‬‬ ‫َش َظ ِ‬

‫لدليل َب ِّي ٌن على ما ألبي محمد مِن‬


‫ٌ‬ ‫بمصر يف سبيل طلب ِ‬
‫العلم‬ ‫حصل له ِ‬ ‫َ‬ ‫َيجد‪ ،‬وإن ما‬

‫يتحل به َّإال أمثاله مِن‬


‫َّ‬ ‫وشوق لحديث رسول اهلل ‪ ‬أكسباه صربًا َ‬
‫وج َلدً ا‪ ،‬لم‬ ‫ب َ‬ ‫ُح ٍّ‬
‫العلماء الصادقين‪ ،‬يقول ‪( :--‬كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة‪ ،‬كل هنارنا‬ ‫ِ‬

‫ً‬
‫شيخا‪،‬‬ ‫ورفيق لي‬
‫ٌ‬ ‫والمقابلة‪ ،‬فأتينا يو ًما أنا‬
‫الشيوخ‪ ،‬وبالليل النّسخ ُ‬ ‫ِ‬
‫لمجالس ُّ‬ ‫مقسم‬
‫ّ‬
‫فقالوا‪ :‬هو عليل‪ ،‬فرأينا سمك ًة أعجبتنا فاشرتيناها‪ ،‬فلما ِصرنا إلى البيت حضر ُ‬
‫وقت‬
‫الشيوخ‪ ،‬فلم يمكنّا إصالحها‪ ،‬ومضينا إلى المجلس‪ ،‬فلم نزل حتى أتى‬ ‫ِ‬
‫بعض ُّ‬ ‫مجلس‬
‫عليها ثالثة أيام وكادت أن تتغ ّير‪ ،‬فأكلناها نيئة‪ ،‬لم َيكن لنا فرا ٌغ أن نعطيها َمن َي ِ‬
‫شويها‪،‬‬
‫ِ‬
‫لم براحة الجسد)(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫ثم قال‪ :‬ال ُيستطاع الع ُ‬
‫ِ‬
‫ومعرفة‬ ‫بحرا يف العلو ِم‬ ‫ِ‬
‫لم أبيه وأبي ُزرعة‪ ،‬وكان ً‬
‫الخليلي‪( :‬أخذ ع َ‬
‫ُّ‬ ‫يقول أبو يعلى‬
‫ِ‬
‫السقيم)(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحيح من َّ‬
‫الرجال‪ ،‬والحديث َّ‬
‫ِّ‬

‫(‪« )1‬الجرح والتعديل»‪.)١/٣٦٨.٣٦٧( :‬‬


‫(‪« )2‬السير»‪« ،)١٣/٢٦٦( :‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٣٠( :‬‬
‫(‪« )3‬السير»‪.)١٣/٢٦٤( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪13‬‬

‫‪ -‬ثانيًا‪ :‬مكانتُ ُه العِلمِيَّة‪:‬‬

‫ِ‬
‫علماء عصره؛‬ ‫ٍ‬
‫حاتم مكانة علم ّية بي َن‬ ‫لشخص ِ‬
‫كابن أبي‬ ‫ٍ‬ ‫ليس مِن ال َغ ِر ِ‬
‫يب أن َيكون‬
‫الرجال‪ ،‬مِن كِ ِ‬
‫بار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّفسير والحديث‪ ،‬واس َع اال ِّطال ِع بأحوال ِّ‬ ‫فقد كان ‪ --‬عال ِ ًما بالت ِ‬
‫ِ‬
‫والحفظ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باإلمامة‬ ‫عصر ِه‬
‫ِ‬ ‫الجرحِ والتَّعديل‪ ،‬قد َش ِهدَ له علما ُء‬
‫علماء َ‬
‫ِّف مِن رف ِع لِو ِاء ِ‬
‫العلم؛ فقد نبغ‬ ‫ويجدُ ر التَّنبيه هنا إلى ما امتازت به عائل ُة المصن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫طريق‪( :‬حدَّ ثنا وأخربنا‪ ،‬وتفسير قول ِ ِه تعالى‪ :‬كذا‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلفاق َعن‬ ‫ذاع ِصي ُت ُهم يف‬ ‫ٌ‬
‫رجال َ‬ ‫منها‬
‫فسران‪ :‬أبو‬
‫الم ِّ‬
‫المحدِّ ثان ُ‬ ‫ِ‬
‫أشهر رجاالت هذه العائلة‪ :‬اإلمامان الناقدان ُ‬ ‫وكذا)‪ ،‬ومِن‬
‫خال أبي حاتم‪ ،-‬والكال ُم َعن‬ ‫المصنِّف‪ ،-‬وأبو ُزرعة الرازي ‪-‬اب ُن ِ‬ ‫الرازي ‪-‬والدُ ُ‬ ‫حاتم َّ‬
‫ٍ‬
‫شيء مِن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الجانب‬ ‫سأقتصر يف الكال ِم َعن‬
‫ُ‬ ‫كره‪ ،‬ولكنّي‬ ‫علم ِهما وجهودهما يطول ذ ُ‬
‫باع ِهما يف الحديث‪ ،‬وكان أبو‬ ‫التّفسيري لهما؛ ألُبين أن لهما با ًعا يف التّفسير ال ي ِق ُّل َعن ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ َ‬
‫اظ التفسير المو َل ِعين به‪ ،‬وكانا لهما‬‫بعض ح َّف ِ‬
‫ِ ُ‬ ‫لم التفسير على‬ ‫ِ‬
‫حاتم وأبو ُزرعة َيتل ّقيان ع َ‬
‫شيوخ ِه حينما تستعصي عليهم‬ ‫ِ‬ ‫بعض‬
‫العلم؛ فقد كان أبو حاتم ُيفيد َ‬ ‫الصدارة يف هذا ِ‬

‫مسألةٌ‪ ،‬و َيستحسنون تفسيره‪.‬‬


‫حفظ التفسير ول ًعا‬ ‫ِّف عن ِ‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪( :‬كان ُمحمدُ ب ُن يزيد األس َفاطِي َي ُ‬ ‫المصن ُ‬
‫ُّ‬ ‫روى ُ‬
‫ٍ‬
‫بشيء ال يحفظه‪ ،‬كان يقول‪:‬‬ ‫علي وعلى أبي ُزرعة التفسير‪ ،‬فإذا ذاكرته‬‫به‪ ،‬وكان ُيلقي َّ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪14‬‬

‫يا ُبنَي أفدين)(‪.)1‬‬

‫التفسير؛ حتى َي ِ‬
‫رج َع ُ‬
‫شيخ ُه إليه فيما ال‬ ‫ِ‬ ‫نَستنتِ ُج مِن هذا مدى َح ِصي َل ِة أبي حاتم يف‬
‫آية مِن ال ُقرآن الكريم‪ ،‬فإذا به‬
‫تفسير ٍ‬
‫ِ‬ ‫يحفظه‪ ،‬وهكذا كان مع أقرانِ ِه حينما يتوقفون يف‬
‫ِ‬
‫يستحس ُن روايته‪:‬‬ ‫بشيخ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإسناده‪ ،‬وإذا‬ ‫تفسير‪ُ ،‬ثم يذكر تفسير ِ‬
‫اآلية‬ ‫ٍ‬ ‫يعرض ما لديه مِن‬
‫َ‬
‫وسمعت أبي يقول‪( :‬كان محمد ب ُن يزيد األس َفاطِ ُّي قد َول ِ َع‬
‫ُ‬ ‫ِّف‪:‬‬
‫المصن ُ‬ ‫َ‬
‫قال ُ‬
‫تحفظون يف قوله‪{ :‬ﱊ ﱋ ﱌ ﱐ} [ق‪]٣٦ :‬؛‬ ‫َ‬ ‫ّفسير وتح ُّفظِ ِه‪ ،‬فقال يو ًما‪ :‬ما‬
‫بالت ِ‬

‫نظر بعضهم إلى بعض‪ ،‬فقلت‪ :‬حدّ ثنا أبو صالح‪ ،‬عن ُمعاوي َة‬ ‫ِ‬ ‫ف َب ِق َي‬
‫أصحاب الحديث َي ُ‬ ‫ُ‬
‫اس‪ ،‬قال‪ :‬ضربوا يف البالد‪.‬‬ ‫بن أبي طلحة‪ ،‬عن ِ‬
‫ابن ع َّب ٍ‬ ‫بن صالحٍ ‪ ،‬عن علي ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫ن)(‪.)2‬‬
‫فاستحس َ‬
‫تفسيره‬ ‫والظاهر ّ‬
‫أن‬ ‫المفسرين»(‪،)3‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وودي يف «طبقات ُ‬
‫ُّ‬ ‫أما أبو ُزرعةَ‪ :‬فقد ذكره الدَّ ا‬
‫ُ‬
‫يحفظ‬ ‫الرازي‪ ،‬قال‪ :‬وكان‬
‫بن ُعمر َّ‬ ‫استنتاج مِن ِ‬
‫قول أبي بكر محمد ِ‬ ‫ٌ‬ ‫كبير جدًّ ا‪ ،‬وذلك‬
‫ٌ‬
‫جمع ِه للتفسير‪ ،‬والكشف‬
‫ِ‬ ‫وكان حاذ ًقا يف‬
‫َ‬ ‫ِ ِ‬
‫التفسير والقراءات(‪.)4‬‬ ‫مائ ًة وأربعين أل ًفا‪ :‬يف‬
‫والع َل ِل التي وقعت يف ِر ِ‬
‫واية التفسير‪.‬‬ ‫عن التصحيفات ِ‬

‫(‪« )1‬تقدمة الجرح والتعديل»‪( :‬صـ‪.)٣٥٧‬‬


‫(‪« )2‬تقدمة الجرح والتعديل»‪( :‬صـ‪ ،)٣٥٧‬و«السير»‪.)١٣/٢٥٥( :‬‬
‫(‪« )3‬طبقات المفسرين»‪.)١/٣٧٦( :‬‬
‫(‪« )4‬هتذيب الكمال»‪.)١٩/٩٨( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪15‬‬

‫اسم ُه أكثر مِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬


‫بذكر أحد يف الحفظ َّإال كان ُ‬ ‫الموصلي‪( :‬ما سمعنا‬
‫ُّ‬ ‫قال أبو يعلى‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األبواب‬ ‫فظ‬‫اسم ِه‪ ،‬وكان قد َج َم َع ِح َ‬
‫فإن مشاهدته كانت أعظم مِن ِ‬
‫َ‬ ‫رؤيته‪َّ ،‬إال أبو ُزرعة؛ َّ ُ‬
‫والتَّفسير‪)1()..‬‬ ‫ُّ‬
‫والشيوخِ‬
‫الربذعي يف «سؤاالتِ ِه» ألبي ُزرعة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫لكشف التصحيف؛ فقد روى‬ ‫ِ‬
‫بالنسبة‬ ‫أ َّما‬
‫ِ‬
‫سعيد ِ‬
‫بن أبي‬ ‫سالم‪ ،‬عن‬ ‫عفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن ّ‬ ‫الج‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫وقال لي‪ :‬حدّ ثنا أبو‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫َعروبة‪ ،‬عن قتاد َة يف قولِه‪{ :‬ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ} [األعراف‪ ،]١٤٥ :‬قال‪ :‬مصر‪.‬‬
‫َ‬
‫وجعل أبو ُزرعة ُيع ّظم هذا و َيستقبحه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫فأيش أرا َد هبذا؟‬ ‫قلت ‪-‬أي الربذعي‪:-‬‬
‫ٍ‬‫ِ‬
‫تفسير سعيد‪ ،‬عن قتادةَ‪ :‬مصيرهم(‪.)2‬‬ ‫قال‪ :‬هو يف‬
‫ِ‬ ‫ومِن هذه‬
‫المصنِّف‪ ،‬وقد َكت َ‬
‫َب عنه‬ ‫عم ُ‬‫الرازي‪ُّ :‬‬
‫إدريس َّ‬
‫َ‬ ‫إبراهيم ب ُن‬
‫ُ‬ ‫العائلة‪:‬‬
‫وعم أبي ُزرعة‪ ،‬وأبو القاسم عبدُ اهلل ب ُن‬ ‫ٍ‬
‫حاتم ُّ‬ ‫ُ‬
‫وإسماعيل ابن يزيد‪ :‬خال أبي‬ ‫المصنِّف‪،‬‬
‫ُ‬
‫محمد ِ‬
‫بن عبد الكريم‪ :‬وهو اب ُن أخِ أبي ُزرعة‪ ،‬وأبو جعفر محمد ب ُن يزيد األحدب‪:‬‬

‫كبير يف تم ّكن ُ‬
‫المصنِّف‬ ‫أثر ٌ‬ ‫وعم أبي ُزرعة‪ ،‬وقد كان ِ‬
‫لعلم هذه العائلة ٌ‬ ‫تم ُّ‬‫خال أبي حا ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بحرا يف ال ُعلو ِم ومعرفة ِّ‬
‫الرجال‪،‬‬ ‫من التحصيل العلمي‪ ،‬وخاص ًة يف األخذ عن أبيه‪ ،‬وكان ً‬

‫الخطيب البغدادي‪ ،‬عن الماليني‪ ،‬أخربنا عبد اهلل بن عدي‪ ،‬عن أبي يعلى‪«[ ...‬تاريخ بغداد»‪:‬‬
‫ُ‬ ‫(‪ )1‬رواه‬
‫(‪.])١٠/٣٣٤‬‬
‫(‪« )2‬سؤاالت الربذعي ألبي زُ رعة»‪( :‬صـ‪( ،)٩٠‬ت‪ :‬األزهري)‪.‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪16‬‬

‫أهم العلوم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و َمن تأ َّم َل َ‬


‫َّف يف ِّ‬‫المصنّف؛ وجده قد صن َ‬ ‫الخليلي ثم قارنه بمصنّفات ُ‬‫ِّ‬ ‫قول‬
‫الحديث ورجال ِ ِه ِ‬
‫وع َللِه‪ ،‬ولعلماء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لعلماء‬ ‫أصيال‬
‫ً‬ ‫وكانت وما تزال ُمصنّفا ُت ُه ِ‬
‫مرج ًعا‬
‫الروايات‪َ ،‬يرويها عن أبيه وأبي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫كبيرا من ِّ‬
‫الباحث حشدً ا ً‬ ‫التفسير والعقيدة‪ ،‬وسيجدُ‬
‫ُزرعة‪.‬‬
‫السنة واعتقاد الدِّ ين» أفاده منهما‪ ،‬ويف كتابِ ِه‪« :‬الجرح‬ ‫فمثال‪ :‬كتا ُب ُه‪« :‬أصل ُّ‬
‫ً‬
‫عت ُجز ًءا منه ‪-‬الذي‬ ‫والتعديل» أفاده كله مِن أبيه وأبي ُزرعة‪ ،‬ويف كتابِه‪ِ :‬‬
‫«الع َلل» إذا تت ّب َ‬
‫الجز َء ك ّله‬
‫أن ُ‬‫فيه ِع َلل أخبار يف ال ُقرآن وتفسير‪ ،‬مِن رقم‪-)١٧٩٠-١٦٤٧( :‬؛ فستجدُ َّ‬

‫َيرويه عن أبيه أو عن أبي ُزرعة‪ ،‬إال األثر رقم‪ ،١٧٧٣( :‬و‪.)1()١٧٨٥‬‬


‫ِ‬

‫الس َور‪َ :‬يرويها عن أبيه أو عن أبي‬


‫الروايات يف بعض ُّ‬ ‫ِ‬
‫«التفسير» تجدُ قراب َة ُرب ِع ِّ‬ ‫ويف‬
‫ُزرعة‪ ،‬وهذا يعود إلى اهتمامِ ِه وثقتهما واهتمامهما به؛ فكأهنما عرفا أن إيداع ِع ِ‬
‫لمهما‬ ‫َ‬
‫أصول مِن كتبهما؛ لذا‬
‫ٌ‬ ‫حاتم لن َيضيع؛ فخزان ُته أمينةٌ‪ ،‬وقد كان عنده‬ ‫ٍ‬ ‫ابن أبي‬ ‫ِ‬
‫خزانة ِ‬ ‫يف‬
‫ابن أبي حاتم‪ ،‬وقد‬ ‫أن الذي يبحث عن رواياهتما فإنَّه غال ًبا يجدها يف « ُمصنّفات» ِ‬ ‫نرى َّ‬
‫ِ‬
‫ببعض‬ ‫صال أبيه وأبي ُزرعة مع مشايخهم‪ ،‬فكانا ُيك ِّلفانِ ِه‬ ‫دور يف ا ّت ِ‬
‫كان هو نفسه له ٌ‬
‫المها ِم ِ‬
‫العلم َّية‪.‬‬
‫فكتب‬
‫َ‬ ‫بن ٍ‬
‫عزيز األيلي (تـ ‪٢٦٧‬هـ)؛‬ ‫خرجت إلى أ ْي َلةَ‪ ،‬إلى ُمحمد ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّف‪( :‬‬
‫المصن ُ‬ ‫َ‬
‫قال ُ‬

‫(‪ )1‬الذي تتبع ذلك هو‪ :‬حكمت بشير يف ترجمته البن أبي حاتم‪.‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪17‬‬

‫الج ُم َع ِة‪ ،‬ما‬


‫فجعل محمدُ ب ُن َع ِز ٍيز يقر ُأ لي يو َم ُ‬
‫َ‬ ‫أبي وأبو ُزرع َة إليه ‪-‬يعني‪ :‬يف الوصاة‪-‬؛‬
‫والعصر أرب ًعا‪.‬‬
‫َ‬ ‫ص ّلى ذلك اليو َم َّإال ُ‬
‫الجمعة ركعتين‬
‫َ‬
‫الحديث)(‪.)1‬‬ ‫وكان يقر ُأ لي‬
‫البالد ل ِّل ِ‬
‫قاء مع‬ ‫ِ‬ ‫كان َي ُص ُ‬
‫ول ويجول يف‬ ‫وهذا ال يعني أ َّنه اكتفى بالر ِ‬
‫واية عنهما‪ ،‬بل َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫خالل رحالته(‪.)2‬‬
‫الشيوخِ ِ‬ ‫كِ ِ‬
‫بار ُّ‬
‫بلد ِه‬
‫لكثير مِن العلماء‪ ،‬ويف ِ‬
‫ٍ‬ ‫الحج؛ ففي م َّك َة ُملتقى ٌ‬
‫كبير‬ ‫ِّ‬ ‫ال س ّيما حينما أ َّدى َف ِريض َة‬
‫فالراحلون مِن‬
‫الحج أو كليهما؛ َّ‬
‫َّ‬ ‫لم أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تمر هبا قواف ٌل كثير ٌة تقصدُ الع َ‬ ‫(الري) كانت ُّ‬ ‫َّ‬
‫يمرون هبا يف طريقهم إلى نيسابور‪ ،‬ومرو وبلخ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العراق والجزيرة العربية ّ‬ ‫ِ‬
‫والشام ومصر ُّ‬
‫ِ‬
‫طريقهم‬ ‫يمرون هبا يف‬ ‫للري‪ ،‬وهكذا ُ‬ ‫ِ‬
‫أهل نيسابور ومرو وبلخ ّ‬ ‫المدن الشرق ّية َّ‬ ‫وغيرها من ُ‬
‫والشام والجزيرة ومِصر‪.‬‬ ‫راق َّ‬ ‫إلى ِ‬
‫الع ِ‬

‫التفسير الحافل‪ ،‬الذي قال فيه اب ُن ٍ‬


‫كثير‪( :‬وله‬ ‫َ‬ ‫تالميذ تل ّقوا هذا‬
‫َ‬ ‫مما ُّ‬
‫يدل على ّ‬
‫أن له‬ ‫ّ‬
‫اشتمل على النّق ِل الكامل الذي يربو على «تفسير» ِ‬
‫ابن جرير‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحافل الذي‬ ‫«التفسير»‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فسرين إلى زماننَا)(‪.)3‬‬ ‫ال ّطربي وغيره من ُ‬
‫الم ّ‬
‫ٍ‬
‫تفسير بدليل‬ ‫كل ما يحفظه مِن‬
‫دون فيه َّ‬
‫ِّف لم ُي ِّ‬
‫المصن َ‬
‫فإن ُ‬
‫ِ‬
‫الوصف؛ َّ‬ ‫ومع هذا‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٦٥( :‬‬


‫(‪ )2‬ذكره الرامهرمزي ضمن الراحلين الذين جمعوا بين األقطار‪« :‬المحدث الفاصل»‪( :‬صـ‪.)٣٣١‬‬
‫(‪« )3‬البداية والنهاية»‪.)١١/٢١٦( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪18‬‬

‫التفسير عن رسول اهلل ‪‬؛ لم‬


‫َ‬ ‫وجدت‬
‫ُ‬ ‫صرح يف ُمقدّ مته بقوله‪ :‬فإذا‬
‫وأيضا فقد ّ‬
‫انتقائه‪ً ،‬‬
‫ممن أتى بمث ِل ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أذكر معه أحدً ا من الصحابة ّ‬
‫للصحابي أو للتابعي‪ ،‬ولوال هذا المنهج؛‬
‫ِّ‬ ‫للمفسرين الموافقين‬
‫حذف األسانيدَ ُ‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫تفسير ُه ِضعف ما هو عليه يف األصل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫لكان‬
‫وأمر‬ ‫بالر ِّي ُختِ َمت ِ‬
‫بابن أبي حاتم‪َ ،‬‬ ‫السن َة َّ‬
‫الخليلي‪ُ :‬يقال‪ :‬إن ُّ‬ ‫ِ‬
‫بقول‬ ‫م‬
‫ُ‬
‫وأخيرا أختِ‬
‫ً‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫تصانيفه‪ ،‬وأوصى إلى الدارستيني‬ ‫كتب أبيه وأبي ُزرعة‪ ،‬وو ْق ِ‬
‫ف‬ ‫األصول مِن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بدفن‬
‫َ َ‬
‫القاضي(‪.)1‬‬

‫كبير‪ ،‬ومكان ٌة َرفِي َع ٌة يف التأصي ِل ال َع َقدي‪:‬‬


‫دور ٌ‬ ‫وقد كان لهذا اإلما ِم الجلي ِل ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فسقة؛ فقد تصدّ ى‬ ‫المك ِّفرة ُ‬
‫والم ِّ‬ ‫دور ُه يف الوقوف ضد أه ِل البِدَ ِع ُ‬ ‫ومن ذلك‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫والخوارج؛ فحدّ د‬ ‫نادقة والر ِ‬
‫افضة‬ ‫والز ِ‬ ‫َّ‬ ‫عتزلة والقدر ّي ِة‬
‫رجئة والجهمي ِة والم ِ‬ ‫للم ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِّقاب عن ضالالتِها‪ ،‬ثم دحضها ُمد ِّع ًما أقوا َله مِن‬
‫وكشف الن َ‬
‫َ‬ ‫عالماهتا‪ ،‬وفنّدَ مقاالتِها‪،‬‬
‫والسنة واآلثار‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفقه كان‬ ‫مجال‬ ‫وكذلك يف الفقه‪ :‬كان إما ًما َع َل ًما؛ ُ‬
‫فمصنّفاته تشهد بذلك‪ ،‬ففي‬
‫المدارس الفقه ّية‪ .‬وأئمتها‪ ،‬كاإلما ِم الشافعي واإلمام أحمد‪ ،‬حتى أنّه صن َ‬
‫ّف يف‬ ‫َ‬ ‫ُي ِ‬
‫ج ُّل‬
‫شرفة لهما يف الذود عن هذا الدِّ ين‪،‬‬
‫ومواقف ُم ّ‬
‫َ‬ ‫مناقبهما وفضائلهما‪ ،‬وب َّين سيرهتما‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٦٥( :‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪19‬‬
‫ٍ‬
‫واحد منهما كتا ًبا‪.‬‬ ‫وأفر َد ِّ‬
‫لكل‬
‫تب‬ ‫ِ‬
‫بتصنيف ال ُك ِ‬ ‫َ‬
‫شارك‬ ‫أشهر رجال ِ ِه وأبرز ُن ّقاده‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مجال الحديث‪ :‬فهو مِن‬
‫ِ‬ ‫أ َّما يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫زء كأص ٍل مِن‬ ‫ألف ج ٍ‬
‫ف «المسندَ » يف ِ‬
‫وغربلة‬ ‫بتمحيص‬ ‫الرواية‪ ،‬وقام‬‫أصول ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الحافلة؛ فأ َّل َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المرسل‬ ‫والمرفوع من ُ‬
‫َ‬ ‫المتصل‪،‬‬ ‫المنقطع من ُ‬ ‫الروايات يف كتابه‪« :‬ع َلل الحديث»‪ ،‬وب َّي َن ُ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لبيان‬ ‫وتجريحا‬
‫ً‬ ‫الرجال توثي ًقا‬ ‫يف كتابِه‪« :‬المراسيل»‪ ،‬وانربى بالكشف يف معرفة ِّ‬
‫والثابت مِن الموضوع‪ ،‬وذلك يف كتابِه‪« :‬الجرح والتعديل»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫السقيم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصحيحِ م َن َّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫الحديث عنه‬ ‫مجال التفسير‪ :‬فكتا ُب ُه‪« :‬تفسير القرآن العظيم» يكفي‪ ،‬وسيأيت‬ ‫ِ‬ ‫ويف‬
‫يم ِة العلم ّية لتفسيره‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تفسيره‪ ،‬ومبحث الق َ‬
‫ِ‬
‫منهجه يف‬ ‫عندَ الكال ِم يف‬
‫‪ -‬ثالثًا‪ :‬الثَّنَاءُ َعلَيهِ‪:‬‬

‫خالل كتب الرتاجم؛ َي ِ‬


‫جدُ الجميع َيشهدُ له‬ ‫ِ‬ ‫ابن أبي حاتم مِن‬
‫تراجم ِ‬
‫ِ‬ ‫إن النَّاظِ َر يف‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫واالستقامة والتقوى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والحفظ والصالحِ‬ ‫ِ‬
‫باإلمامة‬ ‫عطرا‪ ،‬و َيصفونه‬‫و ُيثنون عليه ثنا ًء ً‬
‫زمن‬ ‫ِ‬
‫ترجمة أبي بكر ابن أبي داود‪ :‬كان ُيقال‪( :‬أئمة ثالثة يف ٍ‬ ‫الخليلي يف‬ ‫ومِن ذلك‪ُ :‬‬
‫قول‬
‫ِّ‬
‫واحد‪ )..:‬ثم ذكر منهم ابن أبي حاتم(‪.)1‬‬

‫الذكر‪ ،‬إما ًما مِن‬


‫وقال مسلمة بن قاسم األندلسي‪( :‬كان ثق ًة جليل ال َقدْ ر‪ ،‬عظيم ِّ‬

‫(‪« )1‬لسان الميزان»‪.)٢/٤٣( :‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪20‬‬

‫أئمة خراسان)(‪.)1‬‬
‫ِ‬

‫التصانيف الكثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬


‫َ‬ ‫َّف‬ ‫وقال السمعاينُّ يف «األنساب»‪ :‬مِن ِ‬
‫كبار األئمة‪ ،‬صن َ‬
‫«الجرح والتعديل»‪ ،‬و«ثواب األعمال»‪ ،‬وغيرها ‪)2(...‬‬

‫وجا َء يف «تذكرة الحفاظ»‪( :‬اإلما ُم الحافِ ُظ النَّاقد‪ ،‬شيخ اإلسالم ‪ ...‬كتا ُب ُه يف‬
‫تبة المنيف يف الحفظ‪ ،‬وكتابه يف «التفسير» عدة‬ ‫«الجرح والتعديل» يقضي له بالر ِ‬
‫ُّ‬
‫يدل على إمامتِه)(‪ .)3‬وقال يف‬ ‫الر ِّد على الجهم ّي ِة ُّ‬ ‫كبير يف َّ‬
‫ّف ٌ‬ ‫مجلدات‪ ،‬وله ُمصن ٌ‬
‫واية ومعرفة‬ ‫بت ‪ ...‬وكان ممن جمع ِعلم الر ِ‬ ‫الحافظ ال َّث ِ‬
‫ِ‬ ‫الحافظ ال َّث ُ‬
‫بت اب ُن‬ ‫ُ‬ ‫«الميزان»‪( :‬‬
‫ّ َ َ َ َ ِّ‬
‫الف ِّن له‪ ،‬وله الكتب النافعة؛ ككتاب «الجرح والتعديل»‪ ،‬و«التفسير الكبير»‪ ،‬و«كتاب‬
‫الع َلل»)(‪.)4‬‬
‫ِ‬

‫‪ -‬رابعًا‪ :‬رحالتُ ُه العِلميّة‪:‬‬

‫ِ‬
‫أفواه‬ ‫الحديث وتل ِّقيه مِن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحابة ‪ --‬على تت ُّب ِع‬ ‫ِ‬
‫عصر‬ ‫لقد دأب العلما ُء ُ‬
‫منذ‬

‫حيث كانوا وأنّى ُو ِجدوا‪ ،‬وقد كان ذلك ُيك ِّلفهم متاعب َج ّمة‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫عرضهم‬ ‫ُ‬ ‫الرجال‪،‬‬
‫ِّ‬

‫(‪ )1‬ا«لسان الميزان»‪.)٩/٤٣٣( :‬‬


‫(‪« )2‬األنساب»‪.)٢/١٠٠( :‬‬
‫(‪« )3‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٣٩.٨٢٩( :‬‬
‫(‪« )4‬ميزان االعتدال»‪.)٢/٥٨٨.٥٧٨( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪21‬‬

‫كثير مِن الفلوات‪ ،‬ولكن‬


‫األمن يف ٍ‬
‫ِ‬ ‫تيسر الرحالت‪ ،‬وانعدام‬
‫لمخاطر كثيرة؛ بسبب عدم ّ‬
‫تحمل ما‬
‫صدقهم وشدّ ة شغفهم وتطلعهم إلى رضوان اهلل ومغفرته؛ شجعهم على ّ‬
‫يلقون مِن صعوبة‪ ،‬واستسهال ما يواجههم مِن ن ََصب‪ ،‬ألم يقل رسول اهلل ‪َ « :‬من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل له بِه طري ًقا إلى َ‬
‫الجنّة»؟(‪.)1‬‬ ‫سه َل ُ‬
‫لما؛ َّ‬ ‫َس َل َك طري ًقا َي ُ‬
‫لتمس فيه ع ً‬
‫ٍ‬
‫شيء بجنب جن ِّة اهلل التي عرضها كعرض السموات واألرض‪،‬‬ ‫إذن‪َ :‬ف ْل َي ُهن ُّ‬
‫كل‬
‫ُأعدّ ت للمتقين‪.‬‬
‫ِ‬
‫كثيرا‬
‫زار ً‬ ‫حاتم ‪ --‬واحدً ا من هؤالء العلماء َّ‬
‫الر َّحالين؛ فقد َ‬ ‫ٍ‬ ‫وقد كان اب ُن أبي‬
‫ٍ‬
‫رحلة‬ ‫مِن البلدان‪ ،‬بلغت َن ِّي ًفا وعشرين بلدً ا ‪-‬كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪َّ ،-‬‬
‫وإن ّأول‬
‫َ‬
‫لتشمل‬ ‫تكتمل تربي ُة أبي حاتم البن ِ ِه‬
‫َ‬ ‫اهلل ‪ ‬أن‬
‫البن أبي حاتم كانت مع أبيه‪ ،‬فقد شا َء ُ‬
‫الس َف َر كما هي عليه يف َ‬
‫الح َضر‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫احتلمت بعد‪ ،‬فلما بلغنا ذا‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫خمس ومائتين وما‬ ‫قال أبو محمد‪َ :‬ر َح َل بي أبي سن َة‬
‫َ‬
‫السنَة مِن‬ ‫فسمعت يف هذه َّ‬
‫ُ‬ ‫أدركت ِح ّجة اإلسالم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الحليفة احتلمت‪َ ،‬ف ُس َّر أبي حيث‬
‫المقرئ(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫محمد ِ‬
‫بن أبي عبد الرحمن ُ‬
‫كثيرا مِن الفوائد‪ ،‬كما أسهمت إسها ًما بال ًغا‬
‫أن رحلتَه مع أبيه قد أكسبته ً‬ ‫شك َّ‬
‫وال َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪ ،‬برقم‪( :)٢٦٩٩( :‬كتاب‪ :‬الذكر والدعاء)‪.‬‬


‫(‪« )2‬السير»‪.)١٣/٢٦٣( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪22‬‬

‫يف تربيتِ ِه وتثقيفه‪.‬‬


‫البن أبي حاتم مع أبيه‪ ،‬وفيها َس ِم َع مِن محمد‬
‫ورحلته هذه هي الرحلة الوحيدة ِ‬

‫المقرئ(‪.)1‬‬
‫ابن أبي عبد الرحمن ُ‬
‫ٍ‬
‫إسحاق الهمداين‪،‬‬ ‫هارون ِ‬
‫بن‬ ‫َ‬ ‫وقد كانت بداي ُة رحلتِ ِه مدينة همدان‪ ،‬وقد روى عن‬
‫بمجموعة مِن ِ‬
‫كبار‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حيث التقى‬ ‫ٍ‬
‫بغداد‬ ‫المتو ّفى سنة‪٢٥٨( :‬هـ)‪ ،‬وبعدها ّ‬
‫توجه إلى‬ ‫ُ‬
‫فسرين ببغداد وسامراء‪ ،‬ومنهم‪ :‬الحسن بن عرفة العبدي البغدادي‬ ‫الم ّ‬
‫المحدِّ ثين ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ ِ‬
‫عمار‬
‫فسرين الذين روى عنهم فيها‪ّ :‬‬ ‫الم ّ‬
‫مر بواسط‪ ،‬ومن ُ‬‫المتو ّفى سنة‪٢٥٧( :‬هـ)‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فسرين الذين‬ ‫المتو ّفى سنة (‪٢٦٠‬هـ)‪ ،‬وقد َقد َم الكوفةَ‪ ،‬ومن ُ‬
‫الم ّ‬ ‫بن خالد الواسطي ُ‬
‫روى عنهم فيها‪ :‬عبد اهلل بن ُأسامة الحلبي‪ ،‬ثم إلى مكة‪ ،‬حيث َس ِم َع مِن محمد ِ‬
‫بن عبد‬
‫المتو ّفى سنة (‪٢٥٥‬هـ)‪.‬‬
‫المقرئ ُ‬ ‫اهلل ِ‬
‫بن يزيد ُ‬
‫ُثم َر َح َل اب ُن أبي حاتم بعد ذلك رحلتين ُأخريين‪.‬‬
‫علي بن إبراهيم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ذكر يف «تاريخ دمشق» رحالت ابن أبي حاتم‪ ،‬فقال‪ :‬قال ُّ‬
‫وقد َ‬
‫ست‬ ‫ٍ‬
‫خمس أو ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫رحالت‪ :‬رحل ٌة مع أبيه يف سنة حج‪ ،‬سنة‬ ‫كان لعبد الرحمن ثالث‬
‫الر ِّي‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وخمسين يف رجوعه من الحج‪ ،‬ثم حج ثانية بنفسه مع مشايخ من أهل العلم من َّ‬
‫محمد بن حم ٍ‬
‫اد الطهراين وغيره يف الستين والمائتين‪.‬‬ ‫ّ‬

‫(‪« )1‬السير»‪« ،)١٣/٢٦٣( :‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٣٠( :‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪23‬‬

‫واحيها‪ ،‬يف الثنتين والستين‪،‬‬ ‫والشام ون ِ‬ ‫والرحل ُة الثانية‪ :‬بنفسه إلى مصر ونواحيها‪َّ ،‬‬
‫كاملة على األقل لما فيها مِن َت َف ُّر ٍغ‬
‫ٍ‬ ‫مكوث ٍ‬
‫سنة‬ ‫َ‬ ‫وقد َم َك َث بمصر سبعة أشهر‪ ،‬تعادل‬
‫كل ِ‬
‫هنارنا‬ ‫أشه ٍر لم نأكل فيها مرقةً‪ُّ ،‬‬
‫علمي أصيل‪ ،‬يقول ابن أبي حاتم‪( :‬كنّا بمصر سبع َة ُ‬ ‫ٍّ‬
‫والمقابلة)(‪.)1‬‬
‫الش ُيوخِ ‪ ،‬وبالليل النّسخ ُ‬ ‫ِ‬
‫لمجالس ُّ‬ ‫قس ٌم‬‫ُم ّ‬
‫يونس ِ‬
‫بن حبيب‪ ،‬و ُأسيد بن عاصم‪ ،‬وغيرهما‪،‬‬ ‫والرحلة ال َّثالثة‪ :‬إلى أصبهان‪ ،‬إلى َ‬
‫ِّ‬
‫سن َة أرب ٍع وستين‪ ،‬والتقى بقاضي أصبهان صالح بن اإلمام أحمد ابن حنبل ‪ ،‬وكتب‬
‫عنه(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫البالد التي ارتحل إليها اب ُن أبي حاتم؛ فلبغت‬ ‫وقد أحصى رفعت فوزي جمل َة‬
‫ثال ًثا وعشرين بلدً ا(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫رحلتان إلى حضرموت‬ ‫وزا َد عليها أحمد الزهراين ثالث ُمدن أخرى(‪ ،)4‬وهناك‬

‫والحديثة ن ّبه عليهما حكمت بشير يف «رسالته»(‪.)5‬‬


‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كرمة‪،‬‬ ‫فقد ارتحل ‪ --‬وتن ّق َل بين أكثر من خمسة وعشرين بلدً ا‪ ،‬منها‪ :‬م ّكة ُ‬
‫الم ّ‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٦٦( :‬‬


‫(‪« )2‬السير»‪« ،)١٣/٢٦٦( :‬تذكرة الحفاظ»‪.)٣/٨٣١( :‬‬
‫(‪« )3‬رسالته يف نيل الماجستير»‪.)٧٣-٦٤( :‬‬
‫(‪« )4‬رسالته يف الدكتوراه»‪.)٢٥-١٥( :‬‬
‫(‪ )5‬المبحث الخامس من «رسالته»‪( :‬صـ‪.)٨٥‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪24‬‬
‫ودمشق‪ِ ،‬‬
‫وحمص‪ ،‬وبيت المقدس‪ ،‬وأصبهان‪،‬‬ ‫والمدينة المنورة‪ ،‬وبغداد‪ ،‬والكوفة‪ِ ،‬‬

‫والرملة‪ ،‬وطربية‪ ،‬وسامراء‪ ،‬وطرابلس‪ ،‬واإلسكندرية‪ ،‬وعسقالن‪ ،‬وواسط ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬


‫‪ -‬خامسًا‪ :‬شيوخُ ُه وتالميذُه‪:‬‬

‫‪ .1‬شيوخه‪:‬‬

‫والد ِه وهو اب ُن أربع‬


‫الحديث مب ّكرا؛ فقد تقدّ م أنَّه رح َل مع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ً‬ ‫ٍ‬
‫حاتم‬ ‫َكت َ‬
‫َب اب ُن أبي‬
‫الرحال يف ذلك َّإال أن يكتب‬ ‫ِ‬ ‫عشرة سنة‪ ،‬ومِن المعلو ِم َّ‬
‫طالب الحديث كان ال َي ُشدُّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ابن أبي حاتم‪ -‬مملو َء ًة ُّ‬ ‫الر ُّي ‪-‬بلد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بالشيوخ‪،‬‬ ‫عن ُش ُيوخِ بلده والمجاورين له‪ ،‬وقد كانت َّ‬
‫علمي مهم يف ذلك العصر‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫مركز‬ ‫المحدّ ثين‪ ،‬لما لها مِن‬ ‫ِ‬
‫زاخر ًة بطبقات ُ‬
‫شيوخها ‪-‬مع أبيه وبعده‪ -‬كان‬ ‫ِ‬ ‫ختلف ال ُبلدان‪ ،‬وكثرة تر ّدده على‬ ‫ِ‬ ‫ثم إن تجواله يف ُم‬
‫ِ‬
‫شيوخه‪.‬‬ ‫سببا مهما يف ِ‬
‫كثرة‬ ‫ً ُ ًّ‬
‫والم ِّك َّي‪ ،‬والمدين‪ ،‬والبغدادي‪ ،‬والدِّ مشقي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الم ْر َو ِز َّي‪،‬‬
‫فنجدُ يف شيوخه‪َ :‬‬
‫والحمصي‪ ،‬واإلسكندراين‪ ،‬والمقدسي‪ ،‬والرملي‪ ،‬واأليلي‪ ،‬واألصبهاين‪ ،‬وغير ذلك‬ ‫ِ‬

‫مما يتّضح مِن تت ُّب ِع ُمصنّفاتِه كـ«الجرح والتعديل» ‪-‬مثال‪ -‬وغيره‪...‬‬ ‫كثير‪ّ ،‬‬
‫رأس ِهم‪ :‬أبوه وأبو ُزرع َة عبيد اهلل بن عبد الكريم‬ ‫شيوخ ِه وعلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫مة‬‫ويأيت يف مقدّ ِ‬
‫ُ‬
‫ونس ب ُن عبد‬ ‫ذان َ‬‫نان المكثِران‪ ،‬ال ّل ِ‬ ‫الحافظان الم ِتق ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال فيهما ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلمامان‬ ‫قريب أبيه‪،‬‬
‫صالح‬
‫ٌ‬ ‫األعلى‪( :‬أبو ُزرعة وأبو حاتم‪ :‬إماما خراسان)‪ ،‬ودعا لهما‪ ،‬وقال‪( :‬بقاؤهما‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪25‬‬

‫للمسلمين)(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫البن أبي حاتم‪( :‬كان ‪-‬‬ ‫ٍ‬
‫ترجمة عملها ِ‬ ‫ازي يف‬ ‫َ‬
‫الر ُّ‬
‫علي ب ُن إبراهيم َّ‬
‫قال أبو الحسن ُّ‬
‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫نورا وهبا ًء‪ُ ،‬ي َس ُّر َمن َن َظ َر إليه‪ .‬سمع ُت ُه يقول‪َ :‬ر َح َل بي أبي سن َة‬ ‫‪ -‬قد كسا ُه ُ‬
‫اهلل ً‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫فس َّر أبي‬
‫احتلمت‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫احتلمت بعد‪ ،‬لما بلغنا ذا الحليفة‬
‫ُ‬ ‫وخمسين ومائتين‪ ،‬وما‬
‫المقرئ‪.‬‬
‫بن أبي عبد الرحمن ُ‬ ‫السنَة مِن محمد ِ‬
‫فسمعت يف هذه َّ‬
‫ُ‬ ‫أدركت ِح ّجة اإلسالم‪،‬‬
‫ُ‬
‫بن َع َرفة‪ ،‬والزعفراين‪ ،‬ويونس ِ‬
‫بن‬ ‫األشج‪ ،‬والحسن ِ‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫وس ِم َع مِن‪ :‬أبي‬
‫ِّ‬ ‫قلت‪َ :‬‬
‫المنذر ال َّط ِريقي‪ ،‬وأحمد بن ِسنان(‪ ،)2‬ومحمد بن إسماعيل‬‫بن ُ‬‫عبد األعلى‪ ،‬وعلي ِ‬

‫حسان األزرق‪ ،‬ومحمد بن عبد الملك بن‬


‫وحجاج بن الشاعر‪ ،‬ومحمد بن ّ‬
‫ّ‬ ‫االحمسي‪،‬‬
‫المزين‪ ،‬والربيع بن ُسليمان المؤ ّذن‪ ،‬وبحر بن نصر‪ ،‬وسعدان بن‬
‫زنجويه‪ ،‬وإبراهيم ُ‬
‫ِ‬
‫بالحجاز‪،‬‬ ‫وممن بعدهم‬ ‫ِ‬
‫وأبي ُزرعة‪ ،‬وابن َو َارة‪ ،‬وخالئق من طبقتهم‪ّ ،‬‬
‫والرمادي‪ِّ ،‬‬
‫نصر‪َّ ،‬‬
‫والعراق‪ ،‬والعجم‪ ،‬ومِصر‪ّ ،‬‬
‫والشام‪ ،‬والجزيرة‪ ،‬والجبال‪.‬‬ ‫ِ‬

‫وكان بحرا ال تكدّ ُر ُه الدِّ َال ُل)‪.‬‬


‫وقد َذك ََر أبو يعلى يف «طبقاته» مِن مشايخِ ابن أبي حاتم‪ :‬صالح بن أحمد‪ ،‬وأحمد‬
‫بن أصرم‪ ،‬ويونس بن حبيب األصبهاين(‪.)3‬‬

‫(‪« )1‬مقدمة الجرح والتعديل»‪.)١/٣٣٤( :‬‬


‫(‪ )2‬يعني به‪ :‬الق ّطان‪.‬‬
‫(‪« )3‬طبقات الحنابلة»‪.)٢/٥٥( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪26‬‬

‫‪ .2‬تالمي ُذهُ‪:‬‬

‫انتشر ِذكرهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َ‬ ‫كان اب ُن أبي حاتم ‪ ‬من ال ُعلماء األفذاذ‪ُ ،‬‬
‫والمحدِّ ثين النُّ ّقاد‪ ،‬الذين‬
‫ِ‬
‫البالد‬ ‫العلم‪ ،‬مِن‬
‫ِ‬ ‫المسلمين‪َ ،‬فر َح َل إليه طلب ُة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وذاع صي ُت ُهم يف أنحاء بالد ُ‬
‫َ‬ ‫بين النَّاس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بدور ِهم‬
‫ِ‬ ‫والم َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بنشر ما‬ ‫ارف‪ ،‬وقاموا‬ ‫كثيرا من العلوم َ‬‫ال َبعيدة وال َق ِريبة‪ ،‬وتل َّقوا عنه ً‬
‫تع ّلموه بي َن ُ‬
‫المسلمين لكي َي ُع َّم النفع‪ ،‬وتنتشر الفائدة‪.‬‬
‫كثير مِن‬
‫وتخر َج على يديه ٌ‬
‫ّ‬ ‫وتتلم َذ عليه‪،‬‬
‫َ‬ ‫خلق كثير‪،‬‬
‫ابن أبي حاتم ٌ‬‫أخذ عن ِ‬‫وقد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تالميذ ِه مع‬
‫ِ‬
‫مواض ِع تراجمهم يف بعض‬ ‫اإلشارة إلى‬ ‫المحدّ ثين‪ ،‬وهذه قائم ٌة ُّ‬
‫تضم أهم‬ ‫ُ‬
‫كتب الرتاجم‪:‬‬
‫عبد اهللِ ِ‬
‫بن محمد بن عبد الرحمن بن أيوب بن شريك‪ ،‬أبو علي‬ ‫‪ -1‬حمدُ بن ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫الرازي‪ ،‬وهو أصبهاين األصل‪« .‬تاريخ بغداد»‪.)٨/٢٩١( :‬‬
‫ّ‬
‫رجاين‪،‬‬
‫الج َ‬
‫‪ -2‬أبو أحمد عبد اهلل بن عدي بن عبد اهلل بن محمد بن مبارك ُ‬
‫الح ّفاظ»‪« ،)٣/٩٤٠( :‬تاريخ جرجان»‪:‬‬
‫أيضا‪ :‬بابن الق ّطان‪« .‬تذكرة ُ‬
‫عرف ً‬
‫و ُي َ‬
‫(صـ‪.)٢٦٦‬‬

‫‪ -3‬أبو محمد عبد اهلل بن محمد بن جعفر بن ح ّيان األنصاري‪ ،‬و ُيعرف بأبي‬

‫الشيخ‪« .‬تذكرة الحفاظ»‪« ،)٣/٩٤٥( :‬تاريخ أصبهان»‪.)٢/٩٠( :‬‬

‫‪ -4‬أبو عبد اهلل محمد بن الشيخ أبي يعقوب إسحاق بن أبي عبد اهلل محمد بن‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪27‬‬

‫زكريا بن منده‪« .‬تذكرة الح ّفاظ»‪« ،)٣/١٠٣١( :‬ميزان االعتدال»‪.)٣/٤٧٩( :‬‬

‫‪ -5‬أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن ُمعاذ بن َمع َبد ابن سهيد بن‬

‫هدية بن ُم ّرة بن سعد بن يزيد بن ُم ّرة بن زيد بن عبد اهلل بن دارم بن حنظلة بن مالك‬

‫الح ّفاظ»‪« ،)٣/٩٢٠( :‬األنساب»‬ ‫ِ‬


‫بن زيد مناة بن تميم التميمي ال ُبستي‪« .‬تذكرة ُ‬
‫للسمعاين‪.)٢/٢٠٩( :‬‬

‫‪ -6‬أبو أحمد الحاكم‪ُ ،‬محدّ ث خراسان محمد بن محمد بن أحمد ابن إسحاق‬

‫الح ّفاظ»‪« ،)٣/٩٧٦( :‬لسان الميزان»‪.)٧/٥( :‬‬


‫النيسابوري الكرابيسي‪« .‬تذكرة ُ‬

‫روى عنه‪ :‬ابن عدي‪ ،‬وحسين بن علي التميمي‪ ،‬والقاضي يوسف الميانجي‪،‬‬
‫وأبو الشيخ ابن حبان‪ ،‬وأبو أحمد الحاكم‪ ،‬وعلي ابن عبد العزيز بن َمر َدك‪ ،‬وأحمد‬
‫بن محمد البصير الرازي‪ ،‬وعبد اهلل بن محمد بن أسد الفقيه‪ ،‬وأبو علي َح َمد بن‬
‫عبد اهلل األصبهاين‪ ،‬وإبراهيم بن محمد بن َيز َداد‪ ،‬وأخوه أحمد‪ ،‬وإبراهيم بن محمد‬
‫وخلق‬
‫ٌ‬ ‫النصرآباذي‪ ،‬وأبو سعيد عبد الوهاب الرازي‪ ،‬وعلي بن محمد ال َق َّصار‪،‬‬
‫سواهم(‪.)1‬‬
‫ُ‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٦٤( :‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪28‬‬

‫‪ -‬سادسًا‪ :‬مؤلّفَاتُهُ‪:‬‬

‫ٍ‬
‫مجاالت ُمتعدّ دة‬ ‫َّف يف‬
‫يف والتَّصنيف؛ فقد صن َ‬ ‫كان ‪ ‬ذا با ٍع طوي ٍل يف التأل ِ ِ‬
‫قد َ‬
‫ِ‬
‫الرتاجم وال ُكنى‪ ،‬ويف علل‬ ‫التفسير‪ ،‬ويف الح ِد ِ‬
‫يث‪ ،‬ويف‬ ‫ِ‬ ‫َّف يف‬
‫تنوعة‪ ،‬حيث صن َ‬
‫َ‬ ‫ومعارف ُم ّ‬
‫والزهد‪ ،‬ويف‬ ‫ِ‬
‫ثواب األعمال‪ ،‬ويف المناقب‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫العقائد‪ ،‬ويف‬ ‫الحديث‪ ،‬ويف المراسيل‪ ،‬ويف‬
‫الفوائد‪ ،‬ويف الف ِ‬
‫قه‪ ،‬ويف ِ‬
‫غير ذلك‪...‬‬ ‫ِ‬

‫بحرا يف ال ُع ُلومِ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫وكان ً‬ ‫لم أبيه وأبي ُزرعة‪،‬‬
‫(أخذ أبو محمد ع َ‬ ‫الخليلي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫قال عنه‬
‫ِ‬
‫اختالف الصحابة والتابعين و ُعلماء‬ ‫ِ‬
‫الفقه‪ ،‬ويف‬ ‫َّف يف‬
‫الرجال‪ ،‬وصن َ‬ ‫ِ‬
‫ومعرفة ِّ‬
‫األمصار)(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫ومعرفة الف ِّن‪ ،‬وله ال ُكتب‬ ‫الذهبي‪( :‬وكان ممن جمع علو الر ِ‬
‫واية‬ ‫وقال عنه ّ‬
‫ّ َ َ َ َّ ِّ‬ ‫ُّ‬
‫النافعة)(‪.)2‬‬
‫و ُي َعدُّ اب ُن أبي حاتم ‪ --‬مِن المؤ ِّلفين البارزين ا ّلذين كان لهم القدح المع ّلى‬
‫والنصيب األوىف‪ ،‬يف هذا الشأن‪.‬‬
‫بكثرة التأليف‪ ،‬وإنما بقيمتِ ِه ِ‬
‫العلم ّية؛ َّ‬
‫فإن اب َن أبي حاتم‬ ‫ِ‬ ‫وإذا كانت ِ‬
‫العربَ ُة ليست‬
‫َ‬
‫ضيف إلى ذلك كثر ُتها؟‬‫َ‬ ‫الق َّم ِة مِن ُ‬
‫حيث أهم ّية مؤلفاته‪ ،‬فكيف إذا ُأ‬ ‫يعدُّ يف ِ‬
‫َُ‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)٢٥/٢٦٤( :‬‬


‫(‪« )2‬ميزان االعتدال»‪.)٢/٥٨٨( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪29‬‬
‫ِ‬ ‫نجم ُه يف ِع َل ِل‬
‫الحديث‪ ،‬ويف الجرحِ والتعديل‪ ،‬فإنه لم‬ ‫كان أبو ُمحمد قد َل َم َع ُ‬
‫وإذا َ‬
‫والزهد‬ ‫ِ‬
‫والمناقب ُّ‬ ‫ف يف التفسير والفقه والتاريخ‬ ‫يقتصر على ذلك يف ف ّن التأليف‪ ،‬فقد أ َّل َ‬
‫وغير ذلك مِن فنون العلوم وميادين ال ُب ُحوث‪ ،‬قال أبو يعلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعقائد وفضائ ِل ال ُبلدان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بحرا يف ال ُع ُلومِ‪ ،‬ومعرفة ِّ‬
‫الرجال‪.‬‬ ‫َ‬
‫وكان ً‬ ‫لم أبيه وأبي ُزرعة‪،‬‬ ‫(أخذ أبو محمد ع َ‬ ‫َ‬ ‫الخليلي‪:‬‬
‫ُّ‬
‫اختالف الصحابة والتابعين و ُعلماء األمصار)(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفقه‪ ،‬ويف‬ ‫َّف يف‬‫صن َ‬
‫ِِ‬ ‫ّ‬
‫نفيس يف «الجرح‬
‫كتاب ٌ‬
‫ٌ‬ ‫هبي بعد نقله للكال ِم ُ‬
‫المتقدّ م‪( :‬قلت‪ :‬له‬ ‫يقول ذاك الذ ُّ‬
‫والتعديل» أربع مجلدات‪ ،‬وكتاب «الرد على الجهمية» مجلد ضخم‪ ،‬انتخب منه‪ ،‬وله‬
‫ِ‬
‫أحسن التفاسير‪.‬‬ ‫بأسانيد ِه‪ ،‬مِن‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫«تفسير» كبير يف عدّ ة ُمج ّلدات‪ ،‬عام ُت ُه ٌ‬
‫آثار‬
‫«الزهد»‪،‬‬
‫ألف ُجزء‪ ،‬وكتاب ُّ‬‫َّف ابن أبي حاتم‪« :‬المسند» يف ِ‬
‫ُ‬ ‫قال يحيى بن منده‪ :‬صن َ ُ‬
‫وكتاب «الكنى»‪ ،‬وكتاب «الفوائد الكبير»‪ ،‬و«فوائد أهل الري»‪ ،‬وكتاب «الجرح‬
‫والتعديل»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وله كتاب ِ‬
‫«الع َلل»‪ ،‬مجلدٌ كبير(‪.)2‬‬

‫(‪« )1‬السير»‪.)١٣/٢٦٤( :‬‬


‫(‪« )2‬السير»‪.)١٣/٢٦٥.٢٦٤( :‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪30‬‬

‫• وفيما يلي‪ :‬بيا ٌن مبؤلّفاتِهِ ‪ ،--‬مع املطبوعِ منها‪ ،‬واملخطوط‪ ،‬واملفقود‪:‬‬

‫‪ -‬أوّلًا‪ :‬املُصنّفات املطبوعة‪:‬‬

‫الشافعي ومناق ُب ُه»‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫«آداب‬
‫ُ‬ ‫‪.١‬‬

‫تاريخ ِه»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫«بيان خطأِ محمد ِ‬
‫بن إسماعيل ال ُبخاري يف‬ ‫ُ‬ ‫‪.٢‬‬

‫‪ .٣‬تقدمة «الجرحِ والتعديل»‪.‬‬

‫‪ .٤‬كتاب «الجرح والتعديل»‪.‬‬


‫‪ .٥‬كتاب ِ‬
‫«ع َلل الحديث»‪.‬‬

‫‪ .٦‬كتاب «المراسيل»‪.‬‬

‫‪ .٧‬كتاب «أصل السنة واعتقاد الدين»‪.‬‬

‫‪« .٨‬تفسير القرآن العظيم ُمسندً ا عن الرسول والصحابة والتابعين»‪.‬‬

‫ت املوجود ُة املَخطوطة‪:‬‬
‫‪ -‬ثانِيًا‪ :‬املُصنّفا ُ‬

‫‪« -1‬حديث»‪:‬‬

‫ِ‬
‫المكتبة ال َّظاهر ّية‪،‬‬ ‫المخطوط‪ :‬هو جز ٌء َي َق ُع يف حوالي ست ورقات‪ ،‬وهو موجو ٌد يف‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫ضمن مجمع رقم‪١٠٣( ،)٤١/٨( :‬أ‪.)١٠٩.‬‬
‫‪« -2‬زهد الثمانية مِن التابعين»‪:‬‬

‫(عامر بن عبد اهلل‪ ،‬أويس القرين‪ ،‬هرم بن حيان‪ ،‬الربيع بن خثيم‪ ،‬أبو مسلم الخوالين‪،‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪31‬‬

‫األسود بن يزيد‪ ،‬مسروق بن األجدع‪ ،‬والحسن البصري)‪.‬‬


‫ُ‬
‫المخطوط ُيوجد منه يف المكتبة الظاهر ّية‪ :‬حوالي ست ورقات‪ ،‬ضمن مجمع رقم‪:‬‬ ‫هذا‬
‫(‪.)١١‬‬
‫المنورة‪ ،‬بتحقيق‪ :‬عبد الرحمن الفريوائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقد َط َب َع ْت ُه مكتب ُة الدار بالمدينة‬
‫‪ -‬ثالثًا‪ :‬املُصنّفاتُ املخطوط ُة املفقودة‪:‬‬

‫‪« -1‬ثواب األعمال»‪:‬‬

‫المخطوط َمفقو ٌد‪ ،‬وقد َذك ََره أبو سعد السمعاينُّ يف‪« :‬األنساب»‪.)٤/٢٥٢( :‬‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫‪ -2‬كتاب «الرد على الجهمية»‪:‬‬

‫النصوص التي وقفت عليها‬


‫َ‬ ‫اهلل جاء هذا الجمع ليخرج‬ ‫ُ‬
‫المخطوط َمفقو ٌد‪ ،‬وإن شاء ُ‬ ‫هذا‬
‫الاللكائي َ‬
‫النقل منه يف شرح اإلعتقاد‬ ‫َّ‬ ‫أكثر‬
‫َ‬ ‫وقد‬ ‫ه‪،‬‬‫مِن كتابِ‬
‫ُّ‬
‫‪« -3‬فضائل قزوين»‪:‬‬

‫ِ‬
‫حديث‪:‬‬ ‫السيوطي يف «الجامع الصغير» عند‬ ‫ِ‬
‫المخطوطات المفقودة‪ ،‬وقد َذك ََر ُه‬ ‫هذا مِن‬
‫ُّ‬
‫اهلل إخواين بقزوين»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«رح َم ُ‬ ‫َ‬
‫الري»‪:‬‬
‫‪« -4‬فوائد أهل َّ‬

‫سماه هبذه التسمية‪.‬‬ ‫المخطوط مفقو ٌد‪ ،‬وقد َذك ََر الذهبي َّ‬
‫أن اب َن منده ّ‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬
‫ُّ‬
‫سماه‪« :‬فوائد الرازيين»‪ ،‬والذي يظهر لي ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬أنّه‬
‫ولك َّن اب َن شاكر الكتبي ّ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪32‬‬

‫(الر ِّي)‪ ،‬على غير القياس‪.‬‬


‫كتاب واحدٌ ؛ ألن كلمة (الرازيين) نسبة إلى بالد َّ‬
‫ٌ‬
‫‪« -5‬الفوائد الكبير»‪:‬‬

‫الذهبي يف ِ‬
‫«س َي ِره»‪ ،‬منسو ًبا إلى ِ‬
‫ابن منده‪ ،‬كما‬ ‫هذا مِن مخطوطاتِ ِه المفقودة‪ ،‬وقد َذك ََر ُه ّ‬
‫ُّ‬
‫َذك ََر ُه ُّ‬
‫السبكي يف «طبقات الشافعية»‪ ،‬ومحمد شاكر الكتبي يف «فوات الوفيات»‪.‬‬
‫‪« -6‬كتاب ال ُكنَى»‪:‬‬

‫المفسرين»‪ ،‬والسيوطي‬ ‫المخطوط الذهبي يف ِ‬


‫«س َي ِره»‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َذك ََر هذا‬
‫والداوودي يف «طبقات ُ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫أيضا يف «طبقات المفسرين»‪.‬‬
‫ً‬
‫«المسند»‪:‬‬
‫‪ُ -7‬‬

‫المفقودة‪ ،‬وقد َن َق َل الذهبي عن ِ‬


‫ابن منده‪ :‬أنه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫ُّ‬ ‫المصنِّف َ‬
‫المخطوط من مخطوطات ُ‬ ‫هذا‬
‫يقع يف ألف جزء‪.‬‬
‫‪« -8‬كتاب مكة»‪:‬‬

‫السخاوي بقوله‪( :‬ولعبد الرحمن بن أبي‬ ‫ِ‬


‫المخطوطات المفقودة‪ ،‬وقد َذك ََر ُه‬ ‫هذا مِن‬
‫ُّ‬
‫حاتم‪« :‬كتاب مكة»)‪.‬‬
‫‪« -9‬مناقب أحمد»‪:‬‬

‫الداوودي هبذه‬ ‫سماه‬ ‫ِ‬


‫مخطوطات ِ‬ ‫المخطوط مِن‬
‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫ابن أبي حاتم المفقودة‪ ،‬وقد ّ‬ ‫هذا‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪33‬‬

‫الخليلي‪« :‬فضائل أحمد»‪.‬‬ ‫يعلى‬ ‫أبو‬ ‫اه‬‫وسم‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬


‫التسمية‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪34‬‬

‫ب املَوسومةُ‪( :‬بالرد على اجلهمية)‪:‬‬


‫الكُ ُت ُ‬
‫‪« -1‬الرد على القدرية والجهمية»‪ ،‬مقاتل بن ُسليمان‪( ،‬ت‪١٥٠:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -2‬رسالة يف الرد على الجهمية»‪ ،‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن أبي سلمة الماجشون‪،‬‬
‫(ت‪١٦٤:‬هـ)‪.‬‬
‫الرازي‪( ،‬ت‪٢٢١:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -3‬كتاب يف الرد على الجهمية»‪ ،‬هشام بن عبيد اهلل َّ‬
‫حماد الخزاعي‪،‬‬
‫‪ -4‬ثالثة عشر كتا ًبا يف الصفات والرد على الجهمية‪ ،‬نعيم بن ّ‬
‫(ت‪٢٢٨:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -5‬الصفات والرد على الجهمية»‪ ،‬عبد اهلل بن محمد الجعفي البخاري‪،‬‬
‫(ت‪٢٢٩:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -6‬الرد على الجهمية والزنادقة»‪ ،‬أحمد ابن حنبل‪( ،‬ت‪٢٤١:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -7‬كتاب يف الرد على الجهمية»‪ ،‬كتبه اإلمام أحمد بخ ِّطه‪ ،‬وكتبه عنه المر ِ‬
‫وذي‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫أحمد ابن حنبل (ت‪٢٤١:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -8‬الرد على الجهمية»‪ ،‬محمد بن أسلم الطوسي (ت‪٢٤٢:‬هـ)‪.‬‬
‫المرو ِزي الشافعي (ت‪٢٦٨:‬هـ)‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪« -9‬الرد على الجهمية»‪ ،‬أحمد بن سيار‬
‫‪« -10‬السنة والرد على الجهمية»‪ ،‬األثرم أحمد بن محمد بن هانئ (ت‪٢٧٣:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -11‬الرد على الجهمية»‪ ،‬عثمان بن سعيد الدارمي (ت‪٢٨٠:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -12‬نقض اإلمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪35‬‬

‫افرتاه على اهلل ‪ ‬من التوحيد»‪ ،‬عثمان بن سعيد الدارمي (ت‪٢٨٠:‬هـ)‪.‬‬


‫‪« -13‬الرد على الجهمية»‪ ،‬الحكم بن معبد الخزاعي (ت‪٢٩٥:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -14‬الرد على الجهمية»‪ ،‬محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو العباس السراج‬
‫الشافعي (ت‪٣١٣:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -15‬الرد على الجهمية»‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن عرفة‪ ،‬المشهور‪ :‬بنفطويه‬
‫(ت‪٣٢٣:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -16‬الرد على الجهمية»‪ ،‬البن أبي حاتم (ت‪٣٢٧:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -17‬مصنف يف الرد على المخالفين من القدرية والجهمية والرافضة»‪ ،‬ألبي‬
‫العالء‪ ،‬محارب بن محمد بن محارب القاضي الشافعي (ت‪٣٥٩:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -18‬الرد على الجهمية»‪ ،‬ألبي القاسم الطرباين (ت‪٣٦٠:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -19‬الرد على الجهمية»‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن إسحاق‪ ،‬ابن منده (ت‪٣٥٩:‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -20‬الرد على الجهمية»‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق‪ ،‬ابن‬
‫مندة (ت‪٤٧٠ :‬هـ)‪.‬‬
‫‪« -21‬تكفير الجهمية»‪ ،‬ألبي إسماعيل األنصاري الهروي (ت‪٤٨١:‬هـ)‪.‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪36‬‬

‫مَنش ُأ مقاالتِ التَّعطِيلِ‬

‫ني ال ِب َدعِ‪:‬‬
‫‪ -‬مَقال ُة التَّعطيلِ‪ :‬تَرتيبُ ظُهورِهَا ب َ‬
‫ِ‬
‫عصر‬ ‫ِ‬
‫أواخ ِر‬ ‫ظهرت (مقال ُة التَّعطيل) ‪-‬والتي هي‪( :‬مقال ُة الجهم ّية)‪ -‬يف‬
‫اضطرب فيها‬ ‫ِ‬
‫القرن الثاين‪ ،‬وهذه مسأل ٌة كبير ٌة عظيم ُة ال َقدْ ِر‪ ،‬قد‬ ‫ِ‬
‫بداية‬ ‫التابعين يف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫القرن الثاين بعد الهجرة النَّبو ّية‪.‬‬ ‫األولين واآلخرين ُمنذ ّأول‬ ‫ُ ِ‬
‫خالئق من ّ‬
‫اضطراب يف هذا‪ ،‬وإنّما ن ََش َأ ذلك‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫المسلمين‬ ‫األو ُل‪ :‬فلم يكن بين ُ‬ ‫ُ‬
‫القرن ّ‬ ‫أ ّما‬
‫فوان‪ ،‬و َمن‬ ‫الج ْه ُم ب ُن َص َ‬ ‫الج ْعدُ ب ُن ِد َ‬
‫رهم‪ ،‬وصاح ُبه َ‬
‫ِ‬
‫يف أوائ ِل ال َق ْرن الثاين إذ َظ َه َر َ‬
‫الصفات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تبعهما مِن الم ِ‬
‫إنكار ِّ‬ ‫عتزلة وغيرهم على‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫مقاالت‬ ‫الزماين‪ -‬بعد‬ ‫وقد جاءت هذه المقال ُة ‪-‬مِن حيث الرتتيب َّ‬
‫و(المرجئة)؛ فقد كانت تلك‬
‫ُ‬ ‫و(المعتزلة)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(الخوارج)‪ ،‬و(الشيعة)‪ ،‬و(القدرية)‪،‬‬
‫ظهورا مِنها‪.‬‬
‫ً‬ ‫المقاالت أسبق‬
‫ُ‬
‫‪ -‬مقال ُة التَّعطيلِ‪ :‬أوجُهُ ُخطُورَ ِتهَا‪:‬‬
‫أن مقال َة التَّعطي ِل‬ ‫ِ‬
‫للمقاالت األُخرى‪َّ ،-‬إال َّ‬ ‫ِ‬
‫بالنسبة‬ ‫تأخ ِر ُظ ِ‬
‫هورها ‪-‬‬ ‫ولكن ُرغم ُّ‬
‫فر بواح‪ ،‬وزندق ٌة وإلحاد‪.‬‬ ‫أغلظ تلك البِدَ ع‪ ،‬وأشنعها‪ ،‬وهي ُك ٌ‬
‫ُ‬ ‫هي‬
‫وتكم ُن خطور ُت َها يف ِعدّ ِة أشياء‪ ،‬مِن ِ‬
‫أبرز َها‪:‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪37‬‬

‫والو ِ‬
‫هم‬ ‫بالر ِ‬ ‫ِ‬
‫المقالة كانوا ّأو َ‬ ‫ّأو ًال‪َّ :‬‬
‫أي َ‬ ‫الوحي َّ‬
‫َ‬ ‫عارض‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫أصحاب هذه‬‫َ‬ ‫أن‬
‫الحقيقة‪ :‬الوهم والتخ ُّيل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫سمونه‪( :‬معقول)‪ :‬هو يف‬ ‫والخيال‪ ،‬وما ُي ُّ‬
‫ُّصوص‬ ‫وكبار التَّابعين‪ :‬لم َيكن فيه َمن ُي ِ‬
‫عار ُض الن‬ ‫ِ‬ ‫أن عصر الص ِ‬
‫حابة‬ ‫ومعلو ٌم َّ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ِ‬ ‫الخوارج والشيعة حدثوا يف ِ‬ ‫بالش َب ِه العقل ّية؛ َّ‬
‫والمرجئة‬‫علي ‪ُ ،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫خالفة‬ ‫آخر‬ ‫َ‬ ‫فإن‬ ‫ُّ‬
‫ُّصوص‬ ‫عصر الصحابة‪ ،‬وهؤالء كانوا ينت ِ‬
‫َح ُلون الن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أواخ ِر‬ ‫والقدر ّية حدثوا يف‬
‫َ‬
‫عارض النُّصوص‪.‬‬ ‫ات ُت ُ‬ ‫أن لديهم عقلي ٍ‬ ‫و َيستد ُّلون هبا على قول ِ ِهم‪ ،‬وال يدَّ عون َّ‬
‫ّ‬
‫اإليمان‪ ،‬أال وهي‪ :‬اإليمان باهللِ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أعظم مسائ ِل‬ ‫ِ‬ ‫أن بدع َة هؤالء كانت يف‬ ‫ثان ًيا‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫المقاالت َّإال القدر ّية؛ فقد قال‬ ‫بأسمائِ ِه وصفاتِ ِه‪ ،‬وهذا لم َيسبقهم إليه أحدٌ مِن أه ِل‬
‫المعتمر ُسليمان ب ُن طرخان التَّيمي‪ ،‬كما عند عبد اهلل‪:‬‬
‫أبو ُ‬
‫ٍ‬
‫هاشم‪ ،-‬حدثنا عبدُ الملك ب ُن‬ ‫حمدُ ب ُن صالحٍ ال َب ِ‬
‫صر ُّي ‪-‬مولى بني‬ ‫حدثني ُم ّ‬
‫(ليس قو ٌم‬
‫عتمر ب ُن ُسليمان التَّيمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫الم ُ‬ ‫األصمعي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ُ‬ ‫يب‬‫َق ِر ٍ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َقضا لإلسال ِم من الجهم َّية والقدر َّية‪ ،‬فأ َّما الجهم َّي ُة؛ فقد بارزوا َ‬
‫اهلل تعالى‪،‬‬ ‫أشدَّ ن ً‬
‫وأ َّما القدر َّي ُة؛ فإنَّهم قالوا يف اهلل ‪.)‬‬
‫المهدي‪ ،‬فقال‪ُ :‬د َّلني‬ ‫(شم َع َلة) على‬ ‫الز ِ‬
‫نادقة ُيقال له َ‬ ‫ِ‬
‫رؤوس َّ‬ ‫رأس مِن‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ودخل ٌ‬
‫على أصحابِك‪.‬‬
‫أكثر مِن ذلك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أصحابي ُ‬
‫فقال‪ُ :‬د َّلني عليهم‪.‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪38‬‬
‫َح ُل ِ‬
‫القبلة‪ :‬الجهم َّي ُة والقدر َّية‪.‬‬ ‫نفان ممن ينت ِ‬
‫فقال‪ِ :‬ص ِ‬
‫ّ َ‬
‫والقدري إذا غال‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وأشار إلى السماء‪.‬‬
‫َ‬ ‫(ليس َث َّم شي ٌء)‪،‬‬
‫الجهمي إذا غال‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫ُّ‬
‫خير‪ ،‬وخال ِ ُق َشر)‪.‬‬
‫خالق ٍ‬
‫قال‪( :‬هما اثنان‪ُ ،‬‬
‫وص َل َبه‪.‬‬
‫فض َر َب ُعن َقه َ‬
‫َ‬
‫بار ِك ‪-‬كما عندَ عبد اهلل يف السنة‪-:‬‬
‫الم َ‬
‫وقال عبدُ اهلل ب ُن ُ‬
‫ورقي‪ ،‬حدثني محرز ب ُن عون‪ ،‬حدثني أبو سه ٍل‬
‫ُّ‬ ‫حدثني أحمدُ ب ُن إبراهيم الدَّ‬
‫ليس تعبدُ‬
‫المبارك‪َ :‬‬
‫راهو َيه‪ ،-‬قال‪ :‬قال اب ُن ُ‬
‫ب‪ُ :‬‬‫يحيى ب ُن إبراهيم ‪-‬وكان ُيل َّق ُ‬
‫الجهم َّي ُة شي ًئا‪.‬‬
‫ِ‬
‫بأسماء اهلل وصفاتِ ِه محفوظ ٌة‬ ‫ِ‬
‫اإليمان‬ ‫حابة وعقيد ُة‬ ‫وقد مضى عصر الص ِ‬
‫ُ َّ‬
‫وإن َّأو َل َمن ُح ِف َظ عنه‬ ‫ِ‬
‫عصر التابعين‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أواخر‬ ‫مصونَة‪ ،‬إلى ِ‬
‫أن ابتَدَ َع الجعدُ مقال َت ُه يف‬ ‫َ ُ‬
‫مقالة إلحادية يف كالم اهلل تعالى وصفاته يف تاريخ اإلسالم‪ :،‬هو الجعد بن‬ ‫ِ‬ ‫أنَّه َ‬
‫قال‬
‫ِد َ‬
‫رهم‪.‬‬

‫ِ‬
‫عصر اإلسال ِم مقال َة‬ ‫أظهر يف‬
‫َ‬ ‫ف عنه أ َّن ُه‬ ‫فـ(الجعد ب ُن ِد َ‬
‫رهم)‪ :‬هو َّأو ُل َمن ُع ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اله َر ِو ُّي‪( :‬وأ َّما فِتن ُة‬ ‫ِ‬
‫فأو ُل َمن زرعها‪ :‬جعدُ ب ُن‬ ‫إنكار الكال ِم هلل ‪‬؛ َّ‬ ‫التَّعطيلِ‪ :‬قال َ‬
‫أئم ِة اإلسال ِم وقائدُ ُهم‪ :-‬ليس‬ ‫الز ِ‬
‫هر ُّي ‪-‬وهو أستا ُذ َّ‬ ‫ظهر جعد‪ ،‬قال ُّ‬ ‫فلما َ‬ ‫درهم‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫الش ِ‬
‫يء؛ ألنَّه كان ُمع ِّل َم‬ ‫بعض َّ‬ ‫نفق ِعندَ الن ِ‬
‫َّاس َ‬ ‫محمد ‪ ،)‬وإنَّما َ‬ ‫ٍ‬ ‫الجعدُ مِن ُأ َّم ِة‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪39‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫مروان ِ‬
‫ب‬‫الجعدي)‪ ،‬وعلى رأسه َس َل َ‬
‫ِّ‬ ‫بـ(مروان‬ ‫سمى‬ ‫َ‬
‫وشيخه‪ ،‬ولهذا كان ُي َّ‬ ‫بن محمد‬
‫المع ِّط َل ِة النفاة هذا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك والخالفة‪ ،‬بربكة شيخِ ُ‬ ‫اهلل بني ُأم َّي َة ُ‬
‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫أميرا‬
‫وكان ً‬ ‫َ‬ ‫عبد اهللِ ال َقسري‪،‬‬
‫فلما اش ُت ِهر أمره يف المسلمين؛ طلبه خالدُ بن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َّ‬
‫الناس يوم األضحى‪ ،‬وكان آخر ما قال يف‬ ‫فخطب‬ ‫العراق‪ ،‬حتى ظفر به‪،‬‬ ‫على ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رهم؛ فإ َّن ُه‬‫بن ِد َ‬ ‫ِ‬
‫بالجعد ِ‬ ‫ِِ‬
‫خطبته‪( :‬أ ُّيها الناس؛ َض ُّحوا تق َّب َل ُ‬
‫اهلل ضحاياكم‪ ،‬فإنِّي ُم َض ٍّح‬
‫عما ُ‬ ‫أن اهلل لم يك ِّلم موسى تكليما‪ ،‬ولم يت ِ‬
‫يقول‬ ‫اهلل َّ‬
‫خليال‪ ،‬تعالى ُ‬
‫ً‬ ‫َّخذ إبراهيم‬ ‫ً‬ ‫َيز ُع ُم َّ َ ُ‬
‫كبيرا)‪.‬‬
‫علوا ً‬
‫الجعدُ ًّ‬
‫ح َّيةَ‪ ،‬ثم ُط ِف َئت تلك البدع ُة فكانت‬ ‫فكان َض ِ‬
‫َ‬ ‫نزل فذبحه يف أص ِل ِ‬
‫المن َب ِر‬ ‫ثم َ‬
‫عرش ِه‪،‬‬
‫فوق سماواتِ ِه على ِ‬ ‫اهلل َ‬ ‫عنق واحد‪َّ :‬‬
‫أن َ‬ ‫َّاس إذ ذاك ٌ‬ ‫ِ‬
‫كأنَّها حصا ٌة ُرم َي هبا‪ ،‬والن ُ‬
‫فصفات الكمال ونعوت الجالل‪ ،‬وأ َّن ُه ك َّل َم عبدَ ه ورسو َله‬ ‫ِ‬ ‫موصوف‬
‫ٌ‬ ‫خلق ِه‪،‬‬
‫بائن مِن ِ‬
‫ٌ‬
‫هشيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتج َّلى للجبل فجعله دكًّا‬
‫تكليما‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫موسى‬
‫ألهم َّيتِ ِه‪ :-‬يف ِختا ِم هذا السرد التاريخي‪..‬‬ ‫ِ‬
‫أمر الجعد وقو َله ‪ِّ -‬‬
‫فص ُل َ‬‫وسنُ ِّ‬
‫‪ -‬مرحل ُة اجلَهمِ ب ِن صَفوَان ‪-‬اختصارًا‪-:‬‬
‫رهم)‬ ‫بن ِد َ‬ ‫أخذ عن (الج ِ‬
‫عد ِ‬ ‫َ‬ ‫(الجهم ب ُن صفوان)‪ ،‬ا َّلذي َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المذهب‬ ‫ُث َّم َ‬
‫ظهر هبذا‬
‫نشر ذلك المذهب‪،‬‬ ‫هم هو الذي َ‬ ‫والج ُ‬
‫َ‬ ‫مقال َة التَّعطي ِل عندما التقى بِ ِه يف ال ُكوفة؛‬
‫الجعد بم ِزي ِة‪( :‬الم ِ‬
‫بالغة يف‬ ‫ِ‬ ‫شيخ ِه‬
‫ِ‬ ‫وامتاز عن‬
‫َ‬ ‫وتك َّل َم عليه فبس َط ُه وطراه ودعا إليه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫وكثر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كان عليه من َسال َطة ال ِّلسان َ‬ ‫نظرا لما َ‬ ‫إظهار ذلك والدَّ ِ‬
‫عوة إليه)‪ً ،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكثرة‬ ‫النَّفي‬
‫املُقدّمة‬
‫‪40‬‬

‫يث الذي اش ُت ِه َر بنسبتِ ِه إليه‪ ،‬والذي‬


‫الخبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫المذهب َ‬ ‫صاحب ذاك‬ ‫ُ‬
‫الجدَ ِل ِ‬
‫والم َراء؛ فهو‬ ‫َ‬
‫جال‪ ،‬وامرأ َته (زهرة) تدعو ِ‬
‫إليه النِّسا َء‪،‬‬ ‫الر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صار به مذه ًبا‪ ،‬فلم َيزل هو يدعو إليه ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َهو َيا بِه خل ًقا ً‬
‫كثيرا‪.‬‬ ‫حتَّى است َ‬
‫َ ِ‬ ‫شر ِق؛‬‫بالم ِ‬ ‫ِ‬
‫سارت يف البالد‪ ...‬وقد‬ ‫فهناك ُبس َطت و ُم ِّهدَ ت‪ ،‬ثم َ‬ ‫وكانت فتنَ ُت ُه َ‬
‫دولة بني ُأم َّية‪ .‬وقد ُقتِ َل سنةَ‪١٢٨( :‬هـ)‪.‬‬‫آخر ِ‬ ‫الجهم يف ِ‬‫ُ‬ ‫ظهر‬
‫َ‬
‫افرتق مِن هذه األُ َّم ِة‪:‬‬
‫َ‬ ‫خربت عن بعض أهل ِ‬
‫العلم‪ :‬أول ما‬ ‫ُ‬ ‫قال أبو حاتم‪( :‬و ُأ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الفرق‬ ‫الزنادقة‪ ،‬والقدرية‪ ،‬والمرجئة‪ ،‬والرافضة‪ ،‬والحرورية‪ ،‬فهذا جماع‬
‫فرقة مِن هذه الفرق على فِ َر ٍق‪ ،‬وكان جماعها األصل‪،‬‬
‫كل ٍ‬ ‫وأصولها‪ ،‬ثم تش َّعبت ُّ‬

‫وجه َل بعضهم ً‬
‫بعضا‪.‬‬ ‫واختلفوا يف الفروع‪ ،‬فك َّف َر بعضهم ً‬
‫بعضا‪َّ ،‬‬
‫(المع ِّطلة)‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫فافرتقت الزنادق ُة على إحدى عشرة فرقة‪ ،‬وكان منها‪ُ :‬‬
‫(المنَانِ َّية)‪ ،‬وإنما ُس ُّموا المنانية‪ :‬برجل كان يقال له‪( :‬ماين)‪ ،‬كان يدعو إلى االثنين‪،‬‬
‫بعضهم‪.‬‬
‫فزعموا أنه نب ُّيهم‪ ،‬وكان زمن األكاسرة‪ ،‬فقتله ُ‬
‫رجال ظهر يف زمن األكاسرة يقال له‪َ ( :‬م ْز َدك)‪.‬‬
‫ومنهم‪( :‬المزدكية)؛ ألن ً‬
‫ومنهم‪( :‬العبدَ كِ َّية)‪ ،‬وإنما سموا العبدكية؛ ألن ( َع ْبدَ ك) هو الذي أحدث لهم‬
‫هذا الرأي ودعاهم إليه‪.‬‬
‫وس ُّموا‪( :‬الفكرية)‪.‬‬
‫ومنهم‪( :‬الروحانية)‪ُ ،‬‬
‫أصناف‪ ،‬وإنما سموا‬
‫ٌ‬ ‫المع ِّطلة‪ ،‬وهم‬ ‫ومنهم‪( :‬الجهمية)‪ ،‬وهم ِص ٌ ِ‬
‫نف من ُ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪41‬‬

‫اشتق هذا الكالم من كالم‬ ‫َّ‬ ‫الجهمية؛ ألن (جهم بن صفوان) كان أول من‬
‫بناحية خراسان‪ ،‬وكانوا ش َّككوه يف دين ِ ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫صنف من العجم‪ ،‬كانوا‬
‫ُ‬ ‫السمن َّية)‪ ،‬وهم‬
‫( ُّ‬
‫ويف ر ِّبه حتى ترك الصال َة أربعين يو ًما بأنَّها ال ُتص َّلى‪ ،‬فقال‪ :‬ال ُأص ِّلي لمن ال‬
‫اشتق هذا الكالم( (‪.)1‬‬
‫أعرف‪ .‬ثم َّ‬
‫وراسب بط ٌن مِ َن‬
‫ُ‬ ‫الراسبي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫جهم بن صفوان‬
‫ُ‬ ‫حر ٍز‬
‫قال الزنجاين‪( :‬هذا أبو ُم ِ‬

‫أه ِل سمرقندَ ‪ ،‬كان كاتبًا للحارث بن ُسريجٍ التميمي حين كان على‬‫األزد‪ ،‬وهو مِ ْن ْ‬
‫خراسان‪ ،‬فلما طرده عنها نصر بن س َّيار الكِناين خرج معه إلى العراق‪ ،‬فحين حصل‬
‫مجلس أبي حنيفة‪ ،‬ثم أحدث‬
‫َ‬ ‫هبا َت َر َك خدم ُة ُ‬
‫الملوك والكتابة وتأ َّل َه‪ ،‬وكان َيغشى‬
‫ث‪ ،‬وكال َم ُه ُمحدَ ٌ‬
‫ث‪ ،‬لم يكن عالمًا وال‬ ‫أن علم اهلل ُمحدَ ٌ‬ ‫ٍ‬
‫مقاالت خبيثةً؛ منها‪َّ :‬‬
‫وأن اهلل جرب‬‫مذهب الجرب‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫متكلمًا حتى أحدث لنفسه علمًا وكالمًا‪ .‬وأحدث‬
‫كم ٌة‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْل َق على الكفر والمعاصي‪ ،‬وله أن يفعل ما يشاء‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫تكليف ما ال ُيطاق ح َ‬
‫َ‬ ‫وأن‬
‫وأن اإليمان علم القلب بوجود اهلل دون األقوال وال َع ْق ِد والعمل‪َّ ،‬‬
‫وأن الزياد َة‬ ‫بالغةٌ‪َّ ،‬‬
‫اإليمان‪ .‬وكان َت َر َك الصالة نيفًا وأربعين‬
‫َ‬ ‫يدخ ُل‬
‫والضعف ال ُ‬
‫َ‬ ‫والنُّقصان والقوة‬
‫ثبوت َم ْن أعبدُ ه‪َّ .‬‬
‫وأن الجن َة‬ ‫ُ‬ ‫يص َّح لي‬ ‫يومًا متعمد ًا‪ ،‬وقال‪ :‬أنا يف م ِ‬
‫هلة النظر حتى ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫والنار ما ُخلقتا بعدُ ‪ ،‬وهذا تكذيب هلل؛ حيث قال‪{ :‬ﱋ ﱌ ﱍ} [آل‬

‫(‪« )1‬اإلبانة الكربى» البن بطة‪( ،‬ر‪ ،)٢٩٥‬تـ آل حمدان‪.‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪42‬‬

‫عمران‪ ،]١٣٣:‬ويف النار {ﳒ ﳓ ﳔ} [سورة البقرة‪ ،]24:‬وأنَّهما يفنيان آخر ًا‪،‬‬


‫ِ‬
‫فال ُخلو َد للمؤمن يف النعيم‪ ،‬وال للكافرين يف الجحيم‪ ،‬وله م َن الفضائح ُ‬
‫غير قلي ٍل‬
‫أحوز‪ ،‬وكان أمير ًا على العراق مِ ْن‬ ‫َ‬ ‫أمره إلى َس ْل ِم ِ‬
‫بن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م َّما ينايف السمع والعقل‪َ ،‬ف ُرف َع ُ‬
‫قرره ببعضها‪ ،‬فأجمع‬ ‫ِ‬ ‫قِ َب ِل المنصور‪ ،‬فجمع العلماء‪ ،‬و ُأ‬
‫حضر‪ ،‬وسأله َعن مقاالته‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫قائل ذلك ومعتقدَ ه ملحدٌ خال ِ ٌع ِر ْب َق َة الدين‪،‬‬ ‫العلما ُء ‪-‬حين سمعوا ذلك‪ -‬على أن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شر مقاالته واندرست‪ ،‬ولم ي ْب َق‬ ‫فأمر بق ْطع يده ورجله وص ْلبِه وانقطع على األمة ُّ‬
‫األشعري‪ ،‬وفسد‬ ‫َ‬
‫إسماعيل‬ ‫علي بن‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫أحدٌ يقولها إال حيث ال ُيفط ُن له‪ ،‬إلى أن كان ُّ‬
‫الج َّبائي وأخرجه من مجلسه ونفاه‪ ،‬فعدَ ل إلى بعض أقواله‪،‬‬
‫بينه وبين أبا علي ُ‬
‫شرها إلى األمة)(‪.)1‬‬
‫ينصره ويناظر عليه المعتزلةَ‪ ،‬فعاد ُّ‬
‫ُ‬ ‫وصار‬
‫ِ‬ ‫لم ِ‬ ‫بن صفوان على َي ِد َس ِ‬ ‫هم ِ‬
‫الج ِ‬
‫المقالة أحمد‬ ‫أحوز‪ ،‬قا َم لهذه‬‫بن َ‬ ‫وبعدَ َمق َت ِل َ‬
‫والقلوب‬
‫َ‬ ‫ابن أبي دؤاد (‪٢٤٠‬هـ)‪ ،‬وبشر المريسي (‪٢١٨‬هـ)؛ فمآل الدُّ نيا مِحنةً‪،‬‬
‫طويال‪.‬‬
‫ً‬ ‫دهرا‬ ‫ِ‬
‫فتنة‪ً ،‬‬
‫الناس عبد اهلل المأمون (‪١٩٧‬هـ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫الثالث‪ ،‬وولي على‬ ‫ِ‬ ‫فما جاء أو ُل ال َق ِ‬
‫رن‬ ‫َ َّ‬
‫مجلس ُه عامِ ًرا بأنوا ِع‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الباطلة‪ ،‬وكان‬ ‫أنواع (العلومِ)‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫َ ِ‬
‫وكان ُيح ُّ‬ ‫‪٢١٨‬هـ)‪،‬‬
‫والفطرة‪،-‬‬ ‫القواعد الفلسفية ‪-‬المخالفة للعق ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫حب‬ ‫المتك ِّلمين فيها‪،‬‬
‫َّ‬ ‫فغلب عليه ُّ‬‫َ‬ ‫ُ‬

‫(‪« )1‬شرح المنظومة الزنجانية يف السنة» للزنجاين‪( ،‬صـ‪.)١٠٩-١٠٧‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪43‬‬

‫َ‬
‫واشتغل هبا‬ ‫ِ‬
‫البالد ف ُع ِّر َبت له‪،‬‬ ‫المرتجمي َن مِ َن‬ ‫ِ‬ ‫يب ُك ِ‬ ‫فأمر ِ‬
‫بتعر ِ‬
‫تب ال ُيونان‪ ،‬وأقدَ َم لها ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ممن كان أقصاهم أبوه (هارون‬ ‫فغلب على مجلسه جماع ٌة م َن الجهمية ‪َّ -‬‬ ‫َ‬ ‫الناس‪،‬‬
‫ُ‬
‫َّجه ِم يف ُأذنِ ِه وقلبِه‪ ،‬فقبلها‬ ‫ِ‬
‫بالحبس وال َقتل‪-‬؛ فحشوا بدع َة الت ُّ‬ ‫الرشيد)‪ ،‬وتتبعهم‬ ‫َّ‬
‫الناس إليها‪ ،‬وامتحنهم وعاق َبهم عليها‪.‬‬
‫واستحسنها‪ ،‬ودعا َ‬
‫األمر‪َّ -‬إال بالم ِ‬
‫شرق‪ ،‬ولكن قوي‬ ‫ِ‬ ‫والجهمي ُة لم يكونوا ظاهرين ‪-‬يف بادئ‬
‫َ‬
‫(الرشيد) وتو َّلى ابنُ ُه ُ‬
‫المل َّق ُ‬
‫ب بالـ(مأمون) ‪-‬الال مأمون كما كان‬ ‫مات َّ‬
‫لما َ‬
‫أمر ُهم َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫هؤالء ما تل َّقاه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالمشرق وتل َّقى عن‬ ‫يقول أحمد ‪-‬‬
‫آخر عمره‪،‬‬ ‫بكثير مِن هؤالء‪ ،‬ودعا إلى قول ِ ِهم يف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اجتمع‬
‫َ‬
‫ثم لما تو َّلى ِ‬
‫الخالف َة‬ ‫َّ‬
‫بن ُمصعب كتا ًبا‬ ‫وكتب وهو بالثغر ب َط َر ُسوس إلى نائبِ ِه ببغداد إسحاق بن إبراهيم ِ‬ ‫َ‬
‫كتب كِتا ًبا ثان ًيا‬
‫جب ُه أحد‪ ،‬ثم َ‬ ‫فيه إلى أن يقولوا‪( :‬القرآن مخلوق)‪ ،‬فلم ُي ِ‬ ‫يدعو النَّاس ِ‬
‫َ‬
‫أكثر ُهم‪ ،‬ثم قيدوا سبع ًة لم‬ ‫فأجاب ُ‬ ‫َ‬ ‫جب ُه وإرساله إليه‪،‬‬ ‫يأمر فيه بتقييد َمن لم ُي ِ‬
‫ُ‬
‫يد‪ ،‬وبقي اثنان لم ُيجي َبا‪ :‬اإلمام أحمد ابن‬ ‫جيبوا‪ ،‬فأجاب منهم خمس ٌة بعدَ ال َق ِ‬
‫ُي ِ‬
‫َ‬
‫قبل أن َي ِص َال إليه‪ ،‬وكان هذا سن َة‬
‫فمات َ‬
‫َ‬ ‫حنبل‪ ،‬ومحمد بن نوح‪ ،‬فأرسلوهما إليه‪،‬‬
‫ثماين عشر ومائتين‪.‬‬
‫الكثير مِ َن البِدَ عِ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وظهرت حينها‬
‫الم ُج ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أيضا إذ ذاك طائف ٌة مِن ُك ِ‬
‫وس ال ُفرس‪،‬‬ ‫األعاج ِم م َن َ‬ ‫تب‬ ‫و ُع ِّربت ً‬
‫اس المأمون) ظهر‬ ‫ِ‬
‫دولة (أبي الع َّب ِ‬ ‫والمشركي َن الهنود‪ ،‬ويف‬ ‫الروم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والصابئين ُّ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪44‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزنادقة‪ ،‬و ُع ِّر َب مِن ُك ِ‬
‫(الخ َّرمِ َّي ُة) ونحوهم مِ َن َّ‬
‫المج ُلو َبة من بالد ُّ‬
‫الروم‬ ‫تب الفلسفة َ‬ ‫ُ‬
‫الهند ونحوهم حتَّى‬ ‫المشركي َن مِ َن ِ‬ ‫ُ‬
‫ملوك ُ‬ ‫َ‬
‫وراسل‬ ‫الصابِئين‪،‬‬
‫مقاالت َّ‬
‫ُ‬ ‫انتشر بسببِ ِه‬
‫َ‬ ‫ما‬
‫صار بينه وبينهم مو َّدة‪.‬‬
‫َ‬
‫المسلمين‪ ،‬وقوى ما قوى مِن ِ‬
‫حال‬ ‫ِ‬ ‫ظهر مِ َن ال ُك ِ‬
‫فر والنِّفاق يف ُ‬ ‫ظهر ما َ‬
‫فلما َ‬‫َّ‬
‫والرافضة وغيرهم مِن‬ ‫ِ ِ‬
‫الجهم َّية َّ‬
‫أثر ذلك استيال ُء َ‬ ‫المشركين وأه ِل الكتاب‪ ،‬كان مِن ِ‬ ‫ُ‬
‫المتفلسفة‪ ،‬وذلك بنو ِع رأي يحس ُب ُه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أه ِل الضالل‪،‬‬
‫وتقريب الصابئة ونحوهم م َن ُ‬
‫ِ‬
‫والمنافق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المؤمن‬ ‫جهل و ُظلم‪ِ ،‬‬
‫إذ التَّسوي ُة بين‬ ‫دال‪ ،‬وإنَّما هو ٌ‬ ‫عقال وع ً‬
‫صاحب ُه ً‬
‫الل أعظم الجهلِ‪،‬‬ ‫الض ِ‬‫الهدى عند أه ِل َّ‬ ‫سلم والكافر‪ :‬أعظم ال ُّظلم‪ ،‬وطلب ُ‬ ‫والم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫بنفي الص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّكذيب‬ ‫فات‪ ،‬والت‬ ‫فت ََو َّلدَ من ذلك‪( :‬محنة الجهم َّية)‪ ،‬حتى ام ُتحنَت األُ َّم ُة ِ ِّ‬
‫مما يطول وص ُف ُه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫بكال ِم اهللِ ورؤيته‪ ،‬وجرى من مِ ِ‬
‫حنة اإلما ِم أحمدَ‬
‫وغيره ما جرى َّ‬
‫رأس المائتين؛ ن ََج َم التَّش ُّي ُع وأبدى صفح َت ُه‪،‬‬‫ِ‬ ‫الخالف َة على‬ ‫المأمون ِ‬
‫ُ‬ ‫ولما تو َّلى‬
‫َّ‬
‫(المأمون) ِش ِ‬
‫يع ًّيا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكان‬
‫(حكم ُة األوائلِ)‪ ،‬و(منطق اليونان)‪ ،‬وعمل على‬ ‫وب َز َغ َفجر الكالمِ‪ ،‬و ُعربت ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لم النُّ ُب َّو ِة‪ ،‬وال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫(علم) جديد ُم ْرد ُمهلك‪ ،‬ال ُيالئ ُم ع َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ونشأ للن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ِ‬
‫الكواكب‪،‬‬ ‫ر ِ‬
‫صد‬ ‫َ‬
‫ُيوافِ ُق توحيدَ المؤمنين‪ ،‬وقد كانت األُ َّم ُة ‪-‬قبل ذلك‪ -‬منه يف عافية‪ ،‬و َق ِو َيت َش ْو َك ُة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسلمي َن على ال ُك ِ‬ ‫(الر ِ‬
‫بخلق‬ ‫بـ(القول‬ ‫فر‪،‬‬ ‫ُ‬
‫المأمون ُ‬ ‫وح َم َل‬‫و(المعت َِز َلة)‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫افضة)‬ ‫َّ‬
‫إليه فامتحن العلما َء‪ ،‬وحسبنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬ ‫ال ُقرآن)‪ ،‬ودعاهم ِ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪45‬‬

‫عرف‪ ،‬و ُت َقدَّ م عقول‬ ‫نت ُتنكِ ُر‪ ،‬و ُتنكِ َر ما ُك َ‬


‫نت َت ِ‬ ‫ف ما ُك َ‬ ‫ِ‬
‫البالء‪ :‬أن َت ِ‬
‫عر َ‬ ‫إن مِ َن‬
‫َّ‬
‫بالسن َِن واآلثار‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الفالسفة‪ ،‬و ُي ْع َز َل‬
‫الر ُسل‪ ،‬و ُيمارى يف ال ُقرآن‪ ،‬ويبرتم ُّ‬ ‫منقول أتبا ِع ُّ‬
‫الح َيرة‪.‬‬ ‫وتقع يف ِ‬

‫ِ‬ ‫اك وم ِض َّال ِ‬ ‫حلول الدَّ ِ‬‫ِ‬


‫ت األهواء‪ ،‬و ُمجاراة ال ُعقول‪{ ،‬ﱋ‬ ‫مار‪ ،‬وإ َّي َ ُ‬ ‫فالفرار قبل‬

‫ﱓ} [آل عمران‪.]101:‬‬ ‫ﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒ‬


‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون َّأو ُل َمن أعل َن بدع َة‬
‫الطين‪ ،‬ودعا‬ ‫بخلق ال ُقرآن)‪ ،‬م َن َّ‬
‫الس‬ ‫(القول‬ ‫فالمأ ُم ُ‬
‫َّاس‬ ‫وكان كالمه يف ال ُق ِ‬
‫رآن َسنَ َة اثنتي عشرة ومائتين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫إليها ب ُقو ِة الس ِ‬
‫فأنكر الن ُ‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫لطان‪،‬‬ ‫َّ ُّ‬
‫رجع عن قول ِ ِه‪،‬‬
‫ذلك‪ ،‬واضطروا ولم َينَل مقصو َده‪ ،‬ففرت إلى وقت‪ ،‬ولكنَّه لم َي ِ‬

‫اهلل وأخزا ُه‬ ‫َ‬ ‫امتحان الع ِ‬


‫لماء يف َسن َِة ثمان عشرة‪ ،‬وشدَّ َد عليهم؛‬ ‫ِ‬
‫فأخذ ُه ُ‬ ‫ُ‬ ‫وصم َم على‬
‫َّ‬
‫ومألَ قربَه ً‬
‫نارا‪.‬‬
‫وسائر (علو ِم ال ُيونان) بين ظهراين‬
‫َ‬ ‫(المنطِ َق)‪ ،‬و(ال َفلس َفةَ)‪،‬‬
‫أدخل َ‬ ‫فإن َّأو َل َمن َ‬
‫َّ‬
‫جزيرة ُقربُص‪ :‬المأمون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُأ َّم ِة اإلسالمِ‪ ،‬وأحضرها مِن‬
‫رح َل ِة‪َ :‬ق ِو َيت َش ْو َك ُة التَّعطيلِ‪ ،‬وا َّتسعت دائر ُته‪ ،‬ونشط ُدعا ُته‪،‬‬
‫الم َ‬
‫ويف هذه َ‬
‫وكثرت طوائ ُفه‪.‬‬
‫(المعتزل ُة) ا َّلذين‬ ‫ِ‬ ‫فبعد أن َ‬
‫ظهر ُ‬‫السنَّة هم (الجهم َّي ُة) فقط‪َ ،‬‬ ‫كان خصو ُم أه ِل ُّ‬
‫(المأمون)‪ ،‬ومِن‬
‫ُ‬ ‫ووجهوا د َّفتَه‪ ،‬ودخلوا فيه ب ُق َّو ٍة ه َّي َ‬
‫أها لهم‬ ‫حملوا راي َة التَّعطي ِل َّ‬
‫عتصم)‪ ،‬ثم (الواثق)‪.‬‬ ‫(الم‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫بعده ُ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪46‬‬
‫الفر ِق َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(المعتزل ُة) من ذلك‬ ‫الضا َّلة‪ ،‬فجمعت ُ‬ ‫وشا َي َع ُهم على ذلك العديدُ م َن َ‬
‫(نفي ال َقدَ ِر)‪.‬‬
‫فات)‪ ،‬وبلية ِ‬ ‫(نفي الص ِ‬ ‫ِ‬
‫الوقت بين بليتين‪ :‬بلية ِ ِّ‬
‫رون قو َلهم‪.‬‬
‫ظه َ‬ ‫ظهر (القرامط ُة)‪ ،‬وبدؤوا ُي ِ‬ ‫ِ‬
‫ويف هذه المرحلة َ‬
‫شري َن ومائتين‪ ،‬وفيها َش َر َعت (القرامط ُة‬ ‫أحمدَ ) سن َة ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫وكانت (محنَ ُة اإل َما ِم َ‬
‫فلما‬ ‫َّاس أقوا َل ُهم‪َّ ،‬‬
‫وعرف الن ُ‬
‫َ‬ ‫الفالس َف ِة قد ُع ِّر َبت‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫فإن ُك ُت َ‬ ‫الباطن َّي ُة) ُت ِ‬
‫ظه ُر قو َل َها‪َّ ،‬‬

‫ُ‬
‫القول‬ ‫القول ‪-‬المنسوب إلى رسول اهلل ‪ ‬وأهل بيته‪ -‬هو هذا‬ ‫َ‬ ‫رأت الفالسف ُة َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬

‫َ‬
‫القول الذي يقولونه‬ ‫أن هذا‬‫(المتك ِّلمون الجهم َّية) و َم ِن ا َّت َب َع ُهم‪ ،‬ورأوا َّ‬
‫الذي يقوله ُ‬
‫ِ‬ ‫الم َّلة‪ ،‬فأظهروا‬ ‫فاسدٌ مِن جهة العقل؛ َط ِمعوا يف تغيير ِ‬
‫الصانعِ‪ ،‬وأظهروا ال ُك َ‬
‫فر‬ ‫إنكار َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حرين‪.‬‬‫الح َج َر األسو َد‪ ،‬كما فعلته قرامط ُة ال َب َ‬ ‫الص ِريح‪ ،‬وقاتلوا ُ‬
‫المسلمين‪ ،‬وأخذوا َ‬ ‫َّ‬
‫السن َِّة بِنَفيِهم‬ ‫(الص َفاتِ َّية)‪ ،‬وقد خالفوا َ‬
‫قول أه ِل ُّ‬ ‫أيضا ظهرت ِّ‬
‫ويف هذه المرحلة ً‬
‫سعيد بن ُكالب (‪٢٣٤‬هـ)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أولئك‪ :‬عبدُ اهللِ ب ُن‬
‫َ‬ ‫للص ِ‬
‫فات االختيار َّية‪ ،‬وعلى رأس‬ ‫ِّ‬
‫والحارث بن أسد المحاسبي (‪٢٣٤‬هـ)‪ ،‬وأبو العباس القالنسي‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحين‪ :‬ا َّت َس َعت دائر ُة التَّعطيلِ‪ ،‬وعظم خطره‪ ،‬وكثر خصوم ُّ‬
‫السنة‪.‬‬ ‫و ُم ُ‬
‫نذ ذلك‬
‫‪ -‬مَر َحلَ ُة اتِّسَا ِع دَائ َر ِة التَّعطِيل‪:‬‬
‫رحلة يف هذه الم ِ‬‫لك الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قالة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫(المعت َِز َلة)‪ :‬وقد َد َخ َلت ُ‬
‫(المعتزل ُة) يف ت َ َ‬ ‫مرحل ُة ُ‬
‫المعتزل َة هم ا َّلذين كانوا يف َز َم ِن‬ ‫بعض ُأصول ِ ِهم‪ ،‬مع َّ‬
‫أن ُ‬ ‫ِ‬ ‫وشاركوا (الجهم َّيةَ) يف‬
‫في‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫( َعمرو ِ‬
‫(الوعيد)‪ ،‬و(إنكار القدَ ر)‪ ،‬وإنَّما حدث فيهم ( َن ُ‬ ‫بن ُعبيد)‪ ،‬واشتهروا يف َ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪47‬‬

‫قول َج ٍ‬
‫هم‪،‬‬ ‫ذكر اإلما ُم أحمدُ ‪-‬يف ر ِّده على الجهمية‪َ -‬‬ ‫لما َ‬ ‫الصفات) بعدَ هذا؛ ولهذا َّ‬ ‫ِّ‬
‫وأصحاب َعمرو ِ‬
‫بن ُع َبيد بالبصرة)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب أبي حنيفة‪،‬‬ ‫قال‪( :‬فا َّت َب َع ُه قوم مِن‬
‫ف (‪٢٣٥‬هـ)‪ ،‬والنَّ َّظام (‪٢٣١‬هـ)‪،‬‬‫القول عن أبي اله َذي ِل الع َّال ِ‬
‫ُ‬ ‫واش ُت ِه َر هذا‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫وأشباههم مِن أه ِل الكالم‪.‬‬
‫ابن حنبل وغيره مِن‬ ‫ين فِ ِ‬
‫تنة اإلما ِم أحمدَ ِ‬ ‫مقالة التَّعطِي ِل مِن ِح ِ‬
‫ِ‬ ‫وبد َأ اشتِ َه ُار‬
‫ون (‪٢١٨-١٩٨‬هـ) قووا‬ ‫زمن المأم ِ‬
‫فات يف ِ‬ ‫ِ‬
‫لألسماء والص ِ‬ ‫فالمع ِّطل ُة‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫السنَّة؛ ُ‬ ‫ُعلماء ُّ‬
‫بالمحن َِة مِن‬
‫المأمون كان قد أقام بخراسان مدَّ ةً‪ ،‬واجتمع هبم‪ُ ،‬ثم كتب ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وكثروا؛ َّ‬
‫فإن‬
‫ُ‬
‫المأمون‪.‬‬ ‫َط َر ُسوس سن َة ثماين عشرة ومائتين‪ ،‬وفيها َ‬
‫مات‬
‫سنة ِع ِ‬
‫شري َن ومائتين‪ ،‬وفيها‬ ‫بس ببغداد إلى ِ‬ ‫الح ِ‬‫ور ُّدوا أحمدَ اب َن َحن َب ٍل إلى َ‬ ‫َ‬
‫المع َت ِص ِم و ُمنَا َظ َرتِ ِه لهم يف الكالم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كانت محنَ ُت ُه مع ُ‬
‫شيء مِن ذلك‪،‬‬‫ٍ‬ ‫فلما ر َّد عليهم ما اح َت ُّجوا بِ ِه عليه‪ ،‬وب َّين أن ال ُح َّج َة لهم يف‬ ‫َّ‬
‫بخلق ال ُقرآن) مِن‬
‫ِ‬ ‫فات القائلين‬ ‫وكان (أحمدُ ابن أبي دؤاد) قد جمع له ( ُن َفاة الص ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الحين ُهم‪:‬‬ ‫لق ال ُق ِ‬
‫رآن يف ذلك‬ ‫تقول بِ َخ ِ‬ ‫َج ِمي ِع ال َّط َوائف‪ ،‬وكانت ال َّط َو ُ‬
‫ائف التي ُ‬
‫المع َت ِز َل ُة)‪.‬‬
‫‪ُ ( .1‬‬
‫ِ‬
‫والجهم َّي ُة‪ُ :‬‬
‫أتباع َجهم)‪.‬‬ ‫‪َ ( .2‬‬
‫‪( .3‬والنَّ َّج ِ‬
‫ار َّي ُة‪ :‬أتباع حسين النَّ َّجار)‪.‬‬
‫أتباع ِضرار ِ‬
‫بن َعمرو)‪.‬‬ ‫والض َر ِار َّي ُة‪ُ :‬‬
‫‪ِّ ( .4‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪48‬‬
‫المعتزلة فقط‪ ،‬فيظ ُّن َّ‬
‫أن‬ ‫أن ُخصو َم اإلما ِم أحمدَ هم ُ‬ ‫ولذلك ُيخطئ َمن َي ُظ ُّن َّ‬
‫مات قبل مِحنَ ِة اإلما ِم أحمدَ ‪ ،-‬واب َن أبي دؤاد‬
‫كان َ‬ ‫يسي ‪-‬وإن َ‬ ‫ياث ِ ِ‬
‫المر َّ‬
‫َ‬
‫بشر بن ِغ ٍ‬
‫َ َ‬
‫األمر كذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وليس‬
‫ونحوهما كانوا معتزلة‪َ ،‬‬
‫رآن أربع َة عشر عامًا‪ ،‬مِن ِ‬
‫سنة ثماين عشرة‬ ‫بخلق ال ُق ِ‬
‫ِ‬ ‫ت مِحنَ ُة ال َق ِ‬
‫ول‬ ‫وقد استمر ِ‬
‫َّ‬

‫عتصم) (‪٢٢٧-٢١٨‬هـ)‬
‫ُ‬ ‫الم‬
‫سار ( ُ‬
‫ِ‬
‫ومائتين إلى سنة أربع وثالثين ومائتين للهجرة؛ فقد َ‬

‫ِ‬
‫المأمون)‪ ،‬فام َت َحنُوا ال ُعلما َء بذلك‪ ،‬وحملوا‬ ‫ِ‬
‫طريقة (‬ ‫الواثق) (‪٢٣٢-٢٢٧‬هـ) على‬
‫ُ‬ ‫و(‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أهلها على‬ ‫بخلق ال ُقرآن‪ ،‬فمدَّ ت بدع ُة ال َّتعطي ِل رواقها‪ ،‬وتنفذ ُ‬ ‫القول‬ ‫الكا َّف َة على‬
‫المع ِّط َل ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعباد‪ ،‬وصار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المنابر والح َل ُق والقضا ُء حكر ًا على هؤالء ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫البالد‬
‫الشديد‪.‬‬ ‫السنَّ ِة‪ ،‬ونالهم ال َعنَت َّ‬ ‫وض ِّي َق على أه ِل ُّ‬ ‫ُ‬
‫اهلل‬ ‫وهو أمر لم يسبِق له َنظِير يف ُخ ِ‬
‫لفاء األُ َّم ِة‪،‬‬
‫األمر كذلك ح َّتى جا َء ُ‬ ‫ُ‬ ‫واستمر‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ َ‬
‫الم َت َو ِّكل) ‪ - -‬سن َة أربع وثالثين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بال َف َرجِ والنَّ ِ‬
‫السنَّة يف عهد (الخليفة ُ‬ ‫صر أله ِل ُّ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫المحنَ ِة بعدَ‬
‫ومائتين؛ فانقضى عصر ِ‬
‫السنَّة‪،‬‬ ‫المتو ّكل) الذي َ‬
‫أظهر ُّ‬ ‫سنتين من خال َفة ( ُ‬ ‫ُ‬
‫اس وتب َّي َن لهم باطِ ُن ِ‬
‫أمر‬ ‫وظهر للنَّ ِ‬
‫َ‬
‫بخلق ال ُق ِ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القول‬ ‫وز َج َر َعن‬ ‫وقمع البِد َع َة‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫لم‪ ،‬وال ُقدرة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فات‪ ،‬يقولون ‪َّ ( :‬‬ ‫الجهمي ِة‪ ،‬وأ َّنهم مع ِّط َل ُة الص ِ‬
‫اهلل ال ُيرى‪ ،‬وال له ع ٌ‬
‫إن َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرج به إلى‬‫وإن محمد ًا لم ُي َ‬
‫ماوات إل ٌه‪َّ ،‬‬ ‫الس‬
‫العرش َرب‪ ،‬وال على َّ‬ ‫ليس َ‬
‫فوق‬ ‫وإ َّنه َ‬
‫هم َّي ِة النُّ َفاة‪.‬‬
‫أقوال الج ِ‬
‫ِ َ‬ ‫غير ذلك مِن‬ ‫ر ِّبه)‪ ،‬إلى ِ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪49‬‬

‫‪َ -‬مرحََلةُ الكُلَّابِ َّي ِة ‪:‬تأسِيسُ (الصِّ َفاتِ َّي ِة)‪ :‬ابنُ كُلَّابٍ‪:‬‬

‫عتزلة‪( :‬أبو م ٍ‬ ‫الجهمية والم ِ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حمد عبدُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مم ِن ان ُتد َب َّ‬
‫للر ِّد ‪-‬بالباط ِل‪ -‬على‬ ‫وكان َّ‬
‫البصري‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫بن ُك َّالب‬ ‫ِ‬
‫سعيد ِ‬ ‫بن ُك َّالب ال َق َّطان)؛ فقد جا َء عبدُ اهللِ ب ُن‬‫اهللِ ب ُن سعيد ِ‬
‫ِ‬
‫القول‬ ‫والمعتزلة‪ -‬يف َز َم ِن (مِحنَ ِة‬‫المتويف سن َة (‪٢٤٣‬هـ) بعدَ هؤالء ‪-‬أي‪ :‬الجهمية ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع يف هذه المسائ ِل؛ فقا َم أبو‬ ‫وكان قد ان َت َش َر النِّ َز ُ‬ ‫بخلق ال ُقرآن) التي َس َب َق ذ ُ‬
‫كرها‪،‬‬
‫ِ‬
‫بالبصرة‬ ‫المتكلمين‬ ‫َ‬ ‫بن ُك َّالب الق َّطان البصري‪،‬‬‫سعيد ِ‬‫ِ‬ ‫حم ٍد عبدُ اهلل ب ُن‬
‫رأس ُ‬
‫وكان َ‬ ‫ُم َّ‬
‫لما‬ ‫ف يف «الرد على الجهمية والمعتزلة» مصنَّ َف ٍ‬
‫ات‪ ،‬لك َّن اب َن ُك َّال ٍ‬ ‫يف زمانِ ِه‪ ،‬وصنَّ َ‬
‫ب َّ‬ ‫ُ‬
‫ث ا َّلذي ابتدعوه‪ ،‬بل وافقهم‬ ‫اد أص ِل الكال ِم المحدَ ِ‬
‫الجهمية" لم يه َت ِد ل َفس ِ‬
‫ِ‬ ‫"ر َّد على‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫عليه وس َّل َم لهم ذلك األصل‪ ،‬الذي هو‪ :‬ينبوع الكفر والبدع‪ ،‬ومِن ذلك مسأل ُة‬
‫فاحتاج بذلك إلى أن يقول ‪-‬تعالى اهلل عما‬ ‫َ‬ ‫لول الحوادث)؛‬ ‫(الكالم النفسي ‪ُ ،‬ح ِ‬

‫درتِ ِه‪ ،‬وال‬ ‫ِِ‬


‫األمور االختيارية‪ ،‬وال يتك َّل ُم بمشيئته و ُق َ‬
‫ُ‬ ‫الر َّب ال تقو ُم به‬
‫إن َّ‬‫يصفون‪َّ ( :-‬‬
‫الع ِ‬
‫باد‬ ‫إيمان ِ‬
‫ُ‬ ‫نادى موسى حي َن جا َء ال ُّطور‪ ،‬بل وال َيقو ُم به ندا ٌء حقيقي‪ ،‬وال َي ُ‬
‫كون‬
‫بب يف سخطِ ِه‬ ‫الس ُ‬
‫ِِ‬
‫ب يف رضاه ومح َّبته‪ ،‬وال ُكفرهم هو َّ‬ ‫الس َب ُ‬
‫ِ‬
‫الصال ُح هو َّ‬ ‫وعملهم َّ‬ ‫ُ‬
‫أعمالهم‪ :‬ال حب‪ ،‬وال ِرضا‪ ،‬وال َس َخط‪ ،‬وال َف َرح‪ ،‬وال غير‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون بعد‬ ‫وغضبِ ِه‪ ،‬فال‬

‫فابتدع اب ُن ُك ّالب َمسل ًكا ًّ‬


‫خاصا‬ ‫َ‬ ‫والسنة‪)...‬؛‬
‫تاب ُّ‬ ‫صوص ال َك ِ‬ ‫ُ‬ ‫مما أخ َب َرت به ُن‬ ‫ذلك َّ‬
‫فأصبح قو ً‬
‫ال‬ ‫ات الكالمية؛‬ ‫رعية والنَّظري ِ‬
‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫صوص َّ‬ ‫حاول أن ُي َل ِّف َق فيه بي َن النُّ‬
‫َ‬ ‫به‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الس ِ‬
‫ابق‬ ‫المسألة مزيجا من أصول تجهمية مختلفة‪ ،‬بينما َ‬ ‫ِ‬
‫األمر يف َّ‬
‫ُ‬ ‫كان‬ ‫ثالثًا يف‬
‫املُقدّمة‬
‫‪50‬‬

‫َيتناز ُع ُه فريقان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أهل الس ِ‬
‫والجماعة)‪.‬‬ ‫نة‬ ‫األو ُل‪ :‬وهم‪ُّ ُ ( ،‬‬
‫َّ‬
‫والض َر ِار َّية‪.‬‬ ‫والمعتزل ُة‪ ،‬والنَّ َّج ِ‬
‫ار َّي ُة‪ِّ ،‬‬ ‫وال َّثاين‪( :‬النُّفاة)‪ ،‬وهم الجهم َّي ُة‪ُ ،‬‬
‫الر ِّب ‪ -‬ما َيتع َّل ُق بمشيئتِ ِه و ُقدرتِ ِه مِن‬
‫ونفى اب ُن ُك ّالب أن يقو َم به ‪-‬أي‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫األفعال وغيرها‪.‬‬
‫الح َس ِن األشعري)‪،‬‬
‫القالنسي)‪ ،‬و(أبو َ‬‫ُّ‬
‫ذلك (أبو الع َّب ِ‬
‫اس‬ ‫ووا َف َق ُه على َ‬ ‫َ‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫قول ِ‬ ‫ب إلى ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ‬
‫ابن ُك َّالب‪ ،‬ولهذا َ‬
‫أمر أحمدُ‬ ‫فكان َينتَس ُ‬ ‫حاسبي؛‬
‫ُّ‬ ‫الم‬
‫الحارث ُ‬ ‫وأ َّما‬
‫وأتباع ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حذ ُر عن ِ‬
‫ابن ُك َّالب‬ ‫وكان أحمدُ ُي ِّ‬
‫َ‬ ‫َجر ِه و َك َّف َره‪،‬‬
‫هب ِ‬

‫ف فيما بعد بمنهجِ ‪:‬‬


‫عر ُ‬
‫صار ُي َ‬
‫َ‬ ‫َّهج ا َّلذي أحدَ َث ُه اب ُن ُك َّالب‪ :‬هو ما‬
‫فهذا الن ُ‬
‫ٍ‬
‫بطريقة قياس َّية‪ ،‬س َّل َم لهم‬ ‫الصفاتِ َّية) يف كتب الفرق المتأخرة وقد نا َظ َر ُهم‬ ‫ِ‬
‫( ُمتك ِّل َمة ِّ‬

‫روف)‪ ،‬و(امتنا ِع قِ َيا ِم‬


‫صوال ‪-‬هم واضعوها‪ -‬مِن‪( :‬امتِنَا ِع تك ُّل ِم ِه تعالى بالح ِ‬
‫ُ‬ ‫فيها ُأ ً‬

‫ِ‬
‫األفعال والكال ِم وغير‬ ‫مما يتع َّل ُق بمشي َئتِ ِه و ُقدرتِ ِه مِن‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫الصفات االختيار َّية بذاته‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬

‫ذلك)‪.‬‬
‫ذلك ُقدو ًة وإماما لمن جاء بعده مِن َّ ِ ِ‬
‫نف‬ ‫الزناد َقة‪ ،‬هذا ِّ‬
‫الص ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فأصبح بعدَ‬
‫َ‬

‫أس َس مدرس ًة ثالثة‪،‬‬ ‫َ‬


‫أحدث مذه ًبا جديدً ا‪َّ ،‬‬ ‫كـ(األشاعرة) وغيرهم‪.‬فـ(اب ُن ُك َّالب)‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪51‬‬

‫سار على هذا النَّهجِ‬


‫وهي‪( :‬المزاوجة بين فروع الجهمية وأصولها)‪ ،‬وقد َ‬

‫األشعري‬
‫ِّ‬ ‫سلف‬
‫ُ‬ ‫حاسبي)‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وهؤالء هم‬
‫ُّ‬ ‫و(الم‬
‫ُ‬ ‫و(األشعري)‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫(القالنسي)‪،‬‬
‫ُّ‬
‫أصبح يقرب أكثر فأكثر إلى نَهجِ‬ ‫بي‬ ‫واألشاع َر ِة ال ُقدماء‪.‬ولك َّن هذا الن َ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّهج الك َّال َّ‬
‫ِ‬
‫األشاعرة‪.‬‬ ‫يه مِ َن‬
‫عتزلة من حيث الموافقة الصريحة ‪ ،‬وذلك على ي ِد وارثِ ِ‬
‫الم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األشاعرة؛ فقد‬ ‫ِ‬
‫بواسطة‬ ‫كفر َقة‪ ،‬لكن أفكارها ُح ِم َلت‬
‫وقد تالشت ال ُك َّالبي ُة ِ‬
‫َّ‬

‫بأفكار ال ُك َّالب َّي ِة ونشروها‪ ،‬وبذلك اندرست‬


‫ِ‬ ‫األشعري و ُقد َما ُء أصحابِ ِه‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫احتفظ‬

‫ً‬
‫تاريخا واألسبق ظهورا يف األشعرية‪.‬‬ ‫َمدرس ُة ال ُك َّالب ّية‪ ،‬األقدم‬

‫وقع مِن ِ‬
‫أمرنَا َما‬ ‫لما َ‬ ‫اق‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ول‪َّ :‬‬ ‫حمدَ ب َن إِ َ‬
‫سح َ‬ ‫الحاكِ ُم‪َ ) :‬س ِم ُ‬
‫عت َأ َبا َب ٍ‬
‫كر َأ َ‬ ‫َ‬
‫قال َ‬
‫رص َة فِي َت ِ‬
‫قر ِير َم َ‬
‫ذهبِ ِهم‪َ ،‬واغ َتن ََم‬ ‫ِ‬
‫ور ال ُّطوس ُّي ال ُف َ‬
‫نص ٌ‬ ‫الر ِ‬
‫حمن َو َم ُ‬ ‫وقع‪َ ،‬و َجدَ َأ ُبو َعبد َّ‬
‫َ‬
‫ب َأ ُبو َع ٍ‬ ‫الح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأبو ال َق ِ‬
‫اس ِم َو َأ ُبو َب ٍ‬
‫مرو‬ ‫انتص َ‬
‫ال‪َ ،‬‬ ‫السع َي في َف َساد َ‬
‫كر ب ُن َعل ٍّي َوال َبر َدع ُّي َّ‬ ‫ُ‬

‫يم َة اعرتَا َفنَا َل ُه بِالتقدُّ مِ‪،‬‬ ‫قر َر ألَبِي َب ٍ‬


‫كر ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح ِيري لِلت ِ ِ‬
‫ِ‬
‫بن ُخ َز َ‬ ‫الج َما َعة‪َ ،‬و َّ‬
‫يما َب ْي َن َ‬
‫َّوسط ف َ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬

‫ال‪ ،‬إِ َلى َأن َواف َقه َع َلى َأن نَج َت ِم َع ِعندَ ُه‪،‬‬
‫الح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َخالفي َن في َف َساد َ‬ ‫َو َب َّي َن َل ُه َ‬
‫غرض ُ‬

‫ان‪َ ،‬ف َق َال َل ُه َأ ُبو َعلِ ٍّي ال َّث َق ِف ُّي‪َ :‬ما ا َّل ِذي‬
‫ثم َ‬ ‫لت َأنَا‪َ ،‬و َأ ُبو َعلِي‪َ ،‬و َأ ُبو َب ٍ‬
‫كر ب ُن َأبِي ُع َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َفدَ َخ ُ‬

‫الكالّب َّي ِة‪،‬‬


‫ب َ‬ ‫نكرت َأيها األُستَا ُذ مِن م َذ ِ‬
‫اهبِنَا َحتَّى ن ِ‬
‫َرج َع َعنْ ُه؟ َق َال‪َ :‬مي ُل ُكم إِ َلى َم ْذ َه ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َأ‬
‫بن س ِع ِ‬
‫يد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حمدُ ب ُن َحن َب ٍل مِ ْن َأ َشدِّ الن ِ‬
‫كال ٍ‬
‫ّب‪َ ،‬و َع َلى‬ ‫بن َ‬ ‫َّاس َع َلى َعبد اهلل ِ َ‬ ‫َان َأ َ‬
‫َف َقد ك َ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪52‬‬

‫الخطاب َبينَ ُه َو َبي َن َأبِي َعلِ ٍّي فِي َه َذا‬


‫ُ‬ ‫ث َو َغ ْي ِر ِه‪َ ،‬حتَّى َط ُال‬
‫ار ِ‬
‫الح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأ ْص َحابِه م ْث ِل َ‬

‫ال َب ِ‬
‫اب)(‪.)1‬‬

‫(‪« )1‬سير أعالم النبالء»‪.)١٤/٣٨٠( :‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪53‬‬

‫اإلمجَا ُع على أنَّ‪:‬‬


‫اجلَهمِيَّ َة كُفَّا ٌر بأعيَانِهِم‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أظه ِر َها ُك ً‬
‫فرا‬ ‫الجهم َّية ُك ُّلها‪ُ :‬كفر أكرب‪ ،‬ومن َ‬ ‫اع َلم ‪-‬و َّفقك ُ‬
‫اهلل‪َّ :-‬‬
‫أن مقاالت َ‬
‫ِ‬
‫بخلق الكالمِ‪ ،‬ومنه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والقول‬ ‫لخلق ِه ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫َفي ُع ُل ِّو اهللِ تعالى و ُمبا َينَتِ ِه‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫(‬ ‫ا‪:‬‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫فسا‬ ‫ا‬‫ه‬‫َ‬
‫وأبين ِ‬
‫َ‬
‫(ال ُقرآن)‪.‬‬
‫َفهم ُت ُه‬ ‫وذي‪ :‬حدَّ ثنا الم ِ‬ ‫ِ‬
‫يمون ُّي‪ ،‬قال‪ :‬سأل ُت ُه فيما بيني وبينه‪ ،‬واست َ‬‫َ ُ‬ ‫الم ُّر ُّ‬
‫قال َ‬
‫اهلل‬
‫(إن َ‬ ‫قال‪َّ :‬‬‫فيمن َ‬
‫تقول َ‬
‫ِ‬
‫هبؤالء الجهم َّية‪ ،‬ما ُ‬ ‫واستَث َب ُّت ُه‪ ،‬قلت‪ :‬يا أبا عبد اهللِ؛ قد ُبلِينا‬
‫عرش ِه)؟‬
‫ليس على ِ‬
‫َ‬
‫يدور على ال ُك ِ‬
‫فر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كال ُم ُهم كلهم ُ‬
‫اهلل لم ُيك ِّلم موسى)؟‬
‫(إن َ‬‫فيمن قال‪َّ :‬‬ ‫قلت‪ :‬ما تقول َ‬ ‫ُ‬
‫شك‪.‬‬ ‫قال‪ :‬كافِ ٌر‪ ،‬ال َّ‬
‫َ‬
‫(إن أسما َء اهللِ ُمحدَ ثة)؟‬
‫قال‪َّ :‬‬‫قلت‪َ :‬من َ‬ ‫ُ‬
‫كافر‪.‬‬ ‫َ‬
‫قال‪ٌ :‬‬
‫اهلل مخلوق‪،‬‬
‫أن َ‬ ‫زعم َّ‬ ‫اهلل مِن أسمائِ ِه‪ ،‬فمن َ‬
‫قال‪( :‬إنَّها ُمحدثة)؛ فقد َ‬ ‫ثم قال لي‪ُ :‬‬
‫ﳄ} [سورة‬ ‫أمرهم‪ ،‬و ُيك ِّفر‪ ،‬وقر َأ‪{ :‬ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ‬ ‫َ‬
‫وأقبل ُيع ِّظ ُم َ‬
‫وذكر آي ًة ُأخرى‪.‬‬
‫َ‬ ‫الصافات‪،]126:‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪54‬‬
‫َ‬
‫وكان يف هذا‬ ‫وجه ُه يف هذا ُك ِّله‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قلت‪َ :‬من َ‬
‫قال‪َّ :‬‬
‫اهلل كان وال علم)؟؛ فتغ َّي َر ُ‬
‫(إن َ‬ ‫ُ‬
‫كل يو ٍم أزدا ُد يف القو ِم َب ِصيرة(‪.)1‬‬
‫قال لي‪ :‬كافر‪ ،‬وقال‪ :‬يف ِّ‬
‫وأكثر َغي ًظا‪ ،‬ثم َ‬
‫َ‬ ‫أشدَّ تغ ُّي ًرا‬
‫سعيد َيقول‪ُ :‬ك ُّل َمن َأ‬ ‫ٍ‬ ‫قال َأبو ُقدام َة السر ِ‬
‫دركت‬‫ُ‬ ‫سمعت َيح َيى ب َن‬ ‫ُ‬ ‫خس ُّي‪( :‬‬ ‫َّ َ‬ ‫‪ُ َ -‬‬
‫ون الج ِ‬ ‫األئم ِة كَا ُنوا َيقولون‪:‬‬ ‫مِ َن‬
‫هم َّي َة ‪،‬‬ ‫ص‪َ ،‬و ُي َك ِّف ُر َ َ‬ ‫وعمل‪َ ،‬ي ِزيدُ َو َين ُق ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اإليمان َق ٌ‬
‫ول‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الخ َال َف ِة)(‪.)2‬‬
‫كر و ُعمر فِي ال َف ِضي َل ِة و ِ‬
‫َ‬ ‫ون َأ َبا َب ٍ َ َ‬ ‫و ُي َقدِّ ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫هم وأصحاهبم َلم‬ ‫الم ِريس ُّي َو َج ٌ‬ ‫‪...‬و َ‬ ‫ارمي يف «النقض»‪َ ( :‬‬ ‫‪ -‬قال أبو َسعيد الدَّ ُّ‬
‫َ‬
‫ار ِه ْم‪.‬‬‫َي ُش َّك َأ َحدٌ مِن ُْه ْم فِي إِ ْك َف ِ‬

‫وسى ْاألَ ْن َطاكِ َّي‪َ ،‬أ َّن ُه َس ِم َع َوكِي ًعا ُي َك ِّف ُر ا ْل َج ْه ِم َّي َة‪.‬‬ ‫وب ْب َن ُم َ‬ ‫َسم ْع ُت َم ْح ُب َ‬
‫ِ‬
‫َان ي ْخ ِرج ا ْلجه ِمي َة مِن ِعدَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد‬ ‫َب إِ َلى َعلِ ِّي ْب ِن َخ ْش َرم‪َ :‬أ َّن ا ْب َن ا ْل ُم َب َارك ك َ ُ ُ َ ْ َّ ْ‬ ‫َو َكت َ‬
‫ا ْل ُم ْسلِ ِمي َن‪.‬‬
‫ون الج ِ‬ ‫عت يحيى بن يحيى‪ ،‬و َأبا َتوبة‪ ،‬وعلي بن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هم َّي َة‬ ‫المدين ِّي‪ُ :‬ي َك ِّف ُر َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َو َسم ُ َ َ‬
‫وق)‪...‬‬ ‫رآن َم ْخ ُل ٌ‬ ‫َو َمن َيدَّ ِعي َأ َّن‪( :‬ا ْل ُق َ‬
‫ب‬ ‫اه ِ‬ ‫لت َأبِي و َأبا ُزر َع َة َعن م َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الر ْح َم ِن ب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬س َأ ُ‬ ‫ٍ‬
‫‪ -‬قال َأ ُبو ُم َح َّمد َع ْبدُ َّ‬
‫مص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول الدِّ ِ‬ ‫السن َِّة فِي ُأ ُص ِ‬
‫ار‪َ ،‬و َما‬ ‫دركَا َع َليه ال ُع َل َما َء في َجمي ِع ْاألَ َ‬ ‫ين‪َ ،‬و َما َأ َ‬ ‫َأه ِل ُّ‬
‫ار‪ِ :‬ح َج ًازا‪َ ،‬و ِع َرا ًقا‪،‬‬ ‫مص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دركنَا ال ُع َل َما َء في َجمي ِع ْاألَ َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َيعتَقدَ ان من َذل َك‪َ ،‬ف َق َاال‪َ ( :‬أ َ‬

‫برواية المر ِ‬
‫وذي وغيره‪.)٣٤٩( :‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪« )1‬العلل»‬
‫ُّ‬
‫(‪« )2‬سير أعالم النبالء»‪( :‬ط الرسالة)‪.)١٧٩ /٩( :‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪55‬‬

‫ان مِ ْن َم ْذ َهبِ ِه ُم‪..:‬‬ ‫َو َشا ًما‪َ ،‬و َي َمنًا؛ َف َك َ‬


‫َو َأ َّن ا ْل َج ْه ِم َّي َة ُك َّف ٌار‪..‬‬
‫الم َّل ِة‪َ ،‬و َمن‬ ‫يم‪ُ ،‬كفرا ين ُق ُل َع ِن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وق؛ َف ُه َو كَاف ٌر بِاهلل ا ْل َعظ ِ ً َ‬ ‫رآن َمخ ُل ٌ‬ ‫َو َمن َز َع َم َأ َّن ا ْل ُق َ‬
‫فه ُم‪َ :‬ف ُه َو كَافِ ٌر)‪..‬‬ ‫فره م َّمن َي َ‬
‫َش َّك فِي ُك ِ ِ ِ‬

‫هم َّي َة‪:-‬‬ ‫ساق أسماء ا َّلذين َك َّفروا الج ِ‬ ‫الاللكائي ‪-‬بعدما َ‬ ‫اس ِم َّ‬ ‫قال أبو ال َق ِ‬ ‫‪َ -‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫َفسا َأ ْو َأك َث ُر‪ :‬مِ َن التَّابِ ِعي َن‪َ ،‬و َأت َبا ِع التَّابِ ِعي َن‪َ ،‬واألَئِ َّم ِة‬ ‫مس ِمائ ٍَة َو َخ ْم ُس َ‬ ‫ِ‬
‫ون ن ً‬ ‫( َف َه ُؤ َالء َخ ُ‬
‫السنِي َن‬ ‫ِ‬
‫ار َو ُمض ِّي ِّ‬ ‫ف ْاألَ ْع َص ِ‬ ‫رضيين‪ِ ،‬سوى الصحاب ِة ا ْل َخي ِرين‪َ ،‬ع َلى اختِ َال ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َم ِّ َ‬
‫اهبِ ِه ْم‪َ ،‬و َل ِو‬ ‫يهم نَحو مِن مِائ ٍَة إِما ٍم مِمن َأ َخ َذ النَّاس بِ َقول ِ ِهم و َتدَ ينُوا بِم َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ ْ َ َّ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َو ْاألَ ْع َوا ِم‪َ ،‬وف ِ ْ ْ ٌ ْ‬
‫ت‬ ‫اخت ََص ْر ُ‬ ‫اؤ ُه ْم ُأ ُلو ًفا كَثِ َيرةً‪َ ،‬لكِنِّي ْ‬ ‫ْاش َت َغ ْل ُت بِنَ ْق ِل َق ْو ِل ا ْل ُم َحدِّ ثِي َن َل َب َل َغ ْت َأ ْس َم ُ‬
‫ار‪َ ،‬و َن َق ْل ُت َع ْن َه ُؤ َال ِء َع ْص ًرا َب ْعدَ َع ْص ٍر َال ُينْكِ ُر َع َل ْي ِه ْم‬ ‫َو َح َذ ْف ُت ْاألَ َسانِيدَ ل ِ ِال ْختِ َص ِ‬

‫ُمنْكِ ٌر‪َ ،‬و َم ْن َأ ْن َك َر َق ْو َل ُه ُم ْاس َتتَا ُبو ُه َأ ْو َأ َم ُروا بِ َقتْلِ ِه َأ ْو َن ْفيِ ِه َأ ْو َص ْلبِ ِه)(‪.)1‬‬
‫عينة هلكت يف‬ ‫بأسماء م ٍ‬‫ٍ‬ ‫خاصا‬ ‫ليس‬ ‫ِ ِ‬ ‫فاإلجماع على ِ‬
‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫الجهم َّية َ‬ ‫كفر َ‬ ‫ُ‬ ‫قلت‪:‬‬
‫كل‬ ‫وحاضر يف ِّ‬
‫ٌ‬ ‫بمرحلة زمن َّي ٍة مضت وصارت نس ًيا َمنس َّيا؛ بل هو عام‬ ‫ٍ‬ ‫الغابرين‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫بإنكار الص ِ‬ ‫في ال ُع ُل ِّو‪ ،‬وال َق ِ‬ ‫فر َّي ِة ال َّظ ِ‬
‫قال بمقالتِ ِه ُم ال ُك ِ‬
‫وخلق‬ ‫فات‪،‬‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ول‬ ‫اهرة‪ :‬كنّ ِ‬ ‫َمن َ‬
‫يمان؛ كالم ِ‬
‫عتزلة‪ ،‬وال ُك َّالبية‪،‬‬ ‫ين واإل ِ‬ ‫ِ‬
‫أصول الدِّ ِ‬ ‫َ‬
‫وكان على طريقتهم يف‬ ‫ال ُقرآ ِن‪،‬‬
‫ُ‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة»‪.)٣٤٤ /٢( :‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪56‬‬
‫ِ‬
‫والماتريدية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واألشعرية‪،‬‬
‫يمةَ‪َ ،‬س ِم ْع ُت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -‬قال عبد اهلل يف «السنة»‪َ :‬حدَّ َثني إِ ْس َماع ُيل ْب ُن ُع َب ْيد ْب ِن َأبِي ك َِر َ‬
‫َان كَافِرا ج ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َي ِزيدَ ْب ِن َه ُار َ‬
‫احدً ا‪َ ،‬ت َر َك‬ ‫اهلل ا ْل َج ْه َم‪َ ،‬و َم ْن َق َال بِ َق ْوله‪ ،‬ك َ ً َ‬ ‫ول‪َ :‬ل َع َن ُ‬ ‫ون‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫الص َال َة َأ ْر َب ِعي َن َي ْو ًما‪َ ،‬ي ْز ُع ُم َأ َّن ُه َي ْر َتا ُد ِدينًا‪َ ،‬و َذل ِ َك َأ َّن ُه َش َّك فِي ْ ِ‬
‫اإل ْس َالمِ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫حو َز َع َلى َه َذا ا ْل َق ِ‬
‫ول‪.‬‬ ‫لم ب ُن َأ َ‬ ‫‪َ -‬ق َال َي ِزيدُ ‪َ :‬ق َت َل ُه َس ُ‬
‫عبد اهللِ أحمدَ اب َن َحن َب ٍل ‪-‬و َب َل َغ ُه عن رج ٍل‪-‬‬
‫سمعت أبا ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬قال الفضل بن زياد‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ،‬قال‪َّ ( :‬‬
‫ب غض ًبا شديدً ا‪ ،‬ثم قال‪ :‬من قال‪:‬‬ ‫اهلل تعالى ال ُيرى يف اآلخرة)؛ ف َغض َ‬
‫إن َ‬
‫اآلخرة؛ فقد كفر‪ ،‬عليه لعن ُة اهللِ وغض ُب ُه‪َ ،‬من َ‬
‫كان مِن النَّاس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اهلل تعالى ال ُيرى يف‬
‫إن َ‬ ‫( َّ‬

‫أليس اهلل ‪ ‬قال‪{ :‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ} [سورة القيامة‪]23-22:‬؟‪ ،‬وقال‬


‫تعالى‪{ :‬ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ} [سورة املطففني‪ ،]15:‬وهذا دليل على أن‬
‫المؤمنين يرون اهلل تعالى(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫تكفير‪:‬‬ ‫للجهم َّي ِة‪ :‬مِن ِ‬
‫باب‬ ‫ِ‬
‫السنة َ‬
‫ِ‬
‫وأئمة ُّ‬‫َّ‬
‫أن تكفير الس ِ‬
‫لف‬ ‫َ َّ‬
‫الز ِ‬
‫اع ُم‪َّ :‬‬ ‫فزعم َّ‬
‫َ‬
‫كاذب وباطل‪.‬‬ ‫زعم‬ ‫ِ‬ ‫(اإل ِ‬
‫ٌ‬ ‫وليس تكفير األعيان)‪ٌ :‬‬ ‫طالق‪َ ،‬‬
‫حدث‪ :‬أ َّنك ال َت ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫دل وب َ ِ‬
‫جدُ يف‬ ‫ٌ‬ ‫دق على زوره‪ ،‬وأ َّنه ٌ‬
‫أصل ُم‬ ‫رهان ِّ‬ ‫وشاهدُ ال َع ِ ُ‬
‫حابة ‪ ،‬وال ال َّتابعين‪ ،‬وال تابِ ِعي التابعين‪ ،‬وال‬
‫زمن الص ِ‬ ‫رون َ ِ‬
‫الخير َّية‪ ،‬ال يف ِ َّ‬
‫ال ُق ِ‬

‫(‪« )1‬الشريعة» لآلجري‪( ،‬ص ‪.)٥٢٩( )٢١٥‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪57‬‬
‫اهرة الص ِ‬
‫ريحة يف ال ُكفر‪.‬‬ ‫المقاالت ال َّظ ِ‬
‫ِ‬ ‫كم يف‬ ‫ُت َّب ِع األتبا ِع‪َ :‬من َ‬
‫َّ‬ ‫الح َ‬
‫أطلق هذا ُ‬
‫مي ‪ ‬يف «الرد على الجهمية»‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫قال االما ُم أبو َسعيد ُعثمان ب ُن سعيد الدَّ ار ُّ‬
‫هؤالء الجهمية‪َ ،‬ف َقال لِي‪ :‬بأ َّي ِة ُح َّج ٍة ُت َك ِّف ُر َ‬
‫ون‬ ‫ِ‬ ‫(‪ ..‬نَا َظ َرنِي َر ُج ٌل بِ َب ْغداد‪ُ ،‬منَافِ ًحا عن‬
‫َاب نَاطِ ٍق ُت َك ِّف ُرون َُهم؟ َأم بِ َأ َث ٍر‪،‬‬
‫القب َل ِة؟ بِكِت ٍ‬
‫كفار َأه ِل ِ‬
‫الجهمية‪ ،‬و َقد ُن ِه َى َع ْن إِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء َ‬
‫َأم بِإجماعٍ؟‬
‫القب َل ِة‪ ،‬و َما ُن َك ِّف ُر ُهم إال بِ ٍ‬
‫كتاب َمس ُط ٍ‬
‫ور‪ ،‬و َأ َث ٍر‬ ‫همي ُة ِعندنَا مِن َأ ْه ِل ِ‬
‫ِ‬
‫الج َّ‬
‫فقلت‪ :‬ما َ‬
‫شه ٍ‬
‫ور‪.‬‬ ‫َمأ ُث ٍ‬
‫ور‪ ،‬و ُك ٍ‬
‫فر َم ُ‬
‫المنَاظِ ُر الذي ناظرنِي‪َ :‬أ َر ُ‬
‫دت إِ َرادة َمنصوصة يف‬ ‫قال أبو سعيد‪َ :‬‬
‫فقال لي ُ‬ ‫‪َ -‬‬

‫كفار الجهمية باسمهم‪ ،‬وهذا الذي َر َويت عن علي ‪‬؛ يف الزنادقة!‬ ‫إِ ِ‬
‫ٍ‬
‫ومراد‬ ‫ويرجعان إلى معنَى واحد‪،‬‬‫ِ‬ ‫فقلت‪ :‬الزنادق ُة والجهمي ُة َأمرهما ِ‬
‫واحدٌ ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ْف ِ‬
‫وجن ٍ‬
‫ْس‬ ‫واحد‪ ،‬وليس َقوم أشبه بقوم منهم‪ ،‬بعضهم ببعض‪ ،‬وإنما ي َشبه ُك ُّل ِصن ٍ‬
‫ُ َّ ُ‬ ‫ْ ٌ‬
‫يكون عا ًما يف مِ ْثلِ ِه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫شيء َف‬ ‫ِ‬ ‫وصن ِْف ِهم؛ فقد كان َي ِنز ُل ُ‬
‫بجنسهم ِ‬
‫بعض ال ُقرآن ًّ‬
‫خاصا يف‬
‫رسول اهللِ ‪ ‬وكِ َب ِ‬
‫ار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب‬ ‫اب َج ْه ٍم يف ِ‬
‫زمن‬ ‫صح ُ‬ ‫وما َأ ْش َب َه ُه‪ ،‬فلم َي ْظ َه ْر َج ْه ٌم و َأ َ‬
‫سمى‪ ،‬ولو كانوا َب ْين َأ ْظ ُه ِر ِهم مظهرين‬ ‫ِ‬
‫يها َأ َث ٌر منصوص ُم َّ‬ ‫التَّابعين؛ َف ُيروى َعن ُْهم ف َ‬
‫رت يف عصره‪ ،‬و َل ُقتِلوا كما ُقتِ َل‬ ‫َآرا َء ُهم َل ُقتِ ُلوا كما َقت ََل َعلِ ٌي ‪ ‬الزنادقة التِي َظ َه ْ‬
‫من َخالد ال َق ْس ِري‪،‬‬ ‫بعض رأيِ ِه يف َز ِ‬
‫أظهر َ‬ ‫َ‬ ‫الج ْعدَ ب َن ِد ْر َهم‬
‫الر َّدة‪ ،‬أال ترى َأ َّن َ‬ ‫هل ِّ‬ ‫َأ ُ‬

‫تكليما‪َ ،‬ف َذبح ُه خالدٌ‬ ‫براهيم َخليالً‪ ،‬ولم ُي َك ِّلم موسى‬ ‫فزعم أن اهلل ‪ ‬لم يت ِ‬
‫َّخ ْذ إِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪58‬‬

‫ب‪ ،‬ولم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِو ِ‬


‫اسط َيو َم األَ ْض َحى على ُر‬
‫ؤوس َمن َح َضر ُه من المسلمين‪ ،‬لم َيع ْبه به َعائ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‬ ‫َي ْط َع ْن َعليه َطاع ٌن‪ ،‬بل استحسنوا ذلك م ْن ف ْعلِه َ‬
‫وص َّو ُبوه‪ ،‬وكذلك لو َظ َهر‬
‫ِ‬
‫وكبار التابعين‪ ،‬ما كان َسبِي ُل ُهم عند ال َق ْو ِم إِال‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب‬ ‫يف َز َم ِن‬

‫علي ‪َ ‬م ْن َظ َه َر مِن ُْهم يف َع ْص ِر ِه‪ ،‬و َأ ْح َر َق ُه‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬


‫القتْل‪ ،‬كسبيل أه ِل الزندقة‪ ،‬وكما قتَل ٌ‬
‫بن َعو ٍ‬ ‫بن ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ‪‬؛‬ ‫الرحمن ِ ْ‬
‫ِ‬ ‫عبد‬ ‫إبراهيم ِ‬
‫َ‬ ‫بالمدينة يف عهد َسعد ِ‬
‫بن‬ ‫و َظ َه َر َب ْع ُض ُهم‬
‫فأشاروا َع َلى والِي المدينة يومئذ بِ َقتْلِه‪.‬‬
‫الح َججِ يف إكفارهم ما َت َأ َّولنَا فيه من كتاب اهلل‪َ ،‬و َر َو ْينَا فيه‬ ‫ِ ِ‬
‫ويكفي ال َعاقل من ُ‬
‫اهبِ ِهم شي ًئا‬ ‫حش م َذ ِ‬ ‫واضحِ ُك ِ ِ‬ ‫وابن َعباس ‪،‬وما َفسرنا مِن ِ‬
‫فرهم و ُف ِ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫لي‬‫َع ْن َع ٍّ‬
‫المنصوص فيهم‪ ،‬المقصو َد هبا إليهم بِ ُجالهم‬ ‫َ‬ ‫َشي ًئا‪َ ،‬ف َأ َّما إِ ْذ َأ َب ْي ُتم َأن َت ْق َب ُلوا إال‬
‫وأسمائهم‪ ،‬فسنروي ذلك عن بعض من ظهر ذلك بين َأ ْظ ُه ِر ِهم من العلماء‪.‬‬
‫ج ْستَانِ ُّي أبو َس ْه ٍل ‪-‬وكان مِ ْن َأو َث ِق … َأه ِل‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْعتَمر َّ‬ ‫حد َثني محمدُ ب ُن ُ‬
‫ِ‬

‫بن ُن َعيم ال َبابِي‪َ ،‬أ َّن ُه َس ِم َع َس َالّ َم اب َن َأبِي ُمطيع‬‫ج ْستَان و َأ ْصدَ قِ ِهم‪ ،-‬عن ُز َه ْير ِ‬ ‫َس ِ‬

‫الج ْه ِم َّي ُة ُك َّف ٌار‪.‬‬ ‫يقول‪َ :‬‬


‫حما ُد‬ ‫ِ‬ ‫سمعت ُز َه َير ْب َن ُن ٍ‬ ‫الم ْعت َِمر يقول‪:‬‬ ‫ِ‬
‫عيم يقول‪ُ :‬سئل َّ‬ ‫ُ‬ ‫وسم ْع ُت محمدَ ب َن ُ‬ ‫َ‬
‫اك كَافِ ٌر‪.‬‬‫يسي؟ فقال‪َ :‬ذ َ‬ ‫وق البصر ِة َعن بِ ْشر الم ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫زيد و َأنَا م َعه يف س ِ‬
‫َ ُ ُ‬
‫بن ٍ‬
‫ُ‬
‫الج ْه ِم َّي ُة ُك َّفار‪ ،‬وقال‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‪ :‬و َب َل َغنِي َع ْن َي ِزيدَ ِ‬
‫بن َهارون‪َ ،‬أ َّن ُه قال‪َ :‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال أبو‬
‫المريِ ِسي‪.‬‬
‫هل َبغداد َع َلى َق ْت ِل َ‬
‫حر ْض ُت َغير م ٍ‬
‫رة َأ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪59‬‬

‫سمعت اب َن الم َب َار ِك‬


‫ُ‬ ‫الربِيع قال‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫حدثنا يح َيى الح َّماني‪ ،‬حدثنا الحس ُن ب ُن َّ‬
‫يقول‪َ :‬م ْن َز َع َم َأ َّن َقو َل ُه‪{ :‬ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱒ} [سورة طه‪ ،]14:‬مخلوق؛ فهو‬
‫كَافِ ٌر‪.‬‬
‫الج ْه ِم َّي َة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫محبوب ب َن موسى األَ ْن َطاكي َي ْذ ُكر َأ ّن ُه سمع َوكي ًعا ُي َك ِّف ُر َ‬
‫َ‬ ‫َس ِم ُ‬
‫عت‬
‫بن َأبِي ُسليمان‪ ،‬أن ُه‬ ‫حماد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪َ -‬‬
‫يان ال َّث ْوري‪ ،‬عن َّ‬ ‫وحدِّ ْث ُت عن ُس ْف َ‬
‫قال أبو سعيد‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫القرآن مخلوق‪.‬‬ ‫َك َّف َر َم ْن َز َعم َأ َّن‬
‫رآن كَال ُم اهللِ‪َ ،‬م ْن َش َّك فيه َأ ْو َز َع َم َأ َّن ُه‬ ‫ول‪ :‬ال ُق ُ‬ ‫وسمعت يح َيى ب َن يح َيى َي ُق ُ‬ ‫ُ‬
‫مخلوق؛ فهو كَافِ ٌر‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫بيع ب َن نَافِ ٍع َأ َبا َت ْو َبةَ‪ُ ،‬ي َك ِّف ُر الجهمي َة‪.‬‬
‫الر َ‬ ‫وسمعت َّ‬
‫ُ‬
‫الز َمان‪ ،‬وعلي ب ُن َأبِي َط ٍ‬ ‫آخ ِر َّ‬‫وهم يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الب‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫سعيد‪َ :‬فهؤالء الذين َأ ْك َف ُر ُ‬ ‫قال أبو‬‫‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫الز ِ‬ ‫اس ‪ ‬يف َأ ْو ِل َّ‬
‫است ََح ُّقوا ال َقت َْل‬ ‫الهم َمن ِْزل َة َم ْن َبدَّ َل دينَ ُه؛ َف ْ‬
‫مان‪ ،‬و َأن َْز ُ‬ ‫واب ُن َع َّب ٍ‬

‫بِ َت ْب ِديلِ ِه)‪..‬‬


‫يتضم ُن أمرين‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تكفير الجهم َّي ِة‬
‫َ‬
‫إطالق الس ِ‬
‫لف‬ ‫َ َّ‬ ‫فالمقصو ُد‪َّ :‬‬
‫أن‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ونحوها‪-‬‬ ‫ِ‬
‫بخلق ال ُقرآن‬ ‫ِ‬
‫والقول‬ ‫في ال ُع ُل ِّو‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المقالة ‪-‬كنَ ِ‬ ‫الحكم على ِ‬
‫نفس‬ ‫أوله‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ :‬بأ َّنها ُك ٌ‬
‫فر أكرب‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫فر والم ِ‬
‫وصف القائ ِل هبا بال ُك ِ‬
‫نع من وصفه باإلسال ِم؛ وهذا ال َّت ُ‬
‫كفير‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثان ًيا‪:‬‬
‫الواجب ا ِّتبا ُع ُه‪.‬‬ ‫الش ِ‬
‫رع ُّي‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪60‬‬

‫والدليل قوله تعالى‪{ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈ‬

‫ﱉ ﱊﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ‬
‫ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ‬
‫ﱦ ﱧﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ‬
‫ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ} [سورة التوبة‪.]74-73:‬‬
‫اش ِم ُّي‪،‬‬‫اس ِم ا ْله ِ‬
‫َ‬
‫قال ابن ب َّط َة يف «اإلبانة الكربى»‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو ُعمر حم َز ُة بن ا ْل َق ِ‬
‫ُ ََ َ ْ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ُ َ -‬‬
‫الز ِّم ُّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت‬ ‫ف ِّ‬ ‫اق‪َ ،‬ق َال‪َ :‬حدَّ َثنَا َي ْح َيى ْب ُن ُي ُ‬
‫وس َ‬ ‫َق َال‪َ :‬حدَّ َثنَا َحنْ َب ُل ْب ُن إِ ْس َح َ‬
‫ول فِي َق ْو ٍم َي ُقو ُل َ‬
‫يس‪َ ،‬و َجا َء ُه َر ُج ٌل َف َق َال‪َ :‬يا َأ َبا ُم َح َّم ٍد َما َت ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ون‪( :‬ا ْل ُق ْر ُ‬
‫آن‬ ‫َع ْبدَ اهلل ْب َن إِ ْد ِر َ‬
‫َم ْخ ُل ٌ‬
‫وق)؟‬
‫َف َق َال‪َ :‬أ َي ُهو ُد؟‬
‫َق َال‪َ :‬ال‪.‬‬
‫َق َال‪َ :‬أن َْص َارى؟‬
‫َق َال‪َ :‬ال‪.‬‬

‫َق َال‪َ :‬أ َم ُج ٌ‬


‫وس؟‬
‫َق َال‪َ :‬ال‪.‬‬
‫َق َال‪َ :‬ف َم ْن؟‬
‫َق َال‪ :‬مِ ْن َأ ْه ِل ْ ِ‬
‫اإل ْس َال ِم‪.‬‬
‫َاد َق ِة‪َ ،‬ه َذا‬
‫الزن ِ‬ ‫َق َال‪ :‬م َعا َذ اهللِ َأ ْن َي ُك َ‬
‫ون َه ُؤ َال ِء ُم ْسلِ ِمي َن ‪ُ -‬منْكِ ًرا َل ُه‪َ ،-‬ه َذا ك ََال ُم َّ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪61‬‬
‫ِ‬ ‫ك ََالم َأ ْه ِل ِّ ِ‬
‫وق)‪.‬‬ ‫الش ْرك‪َ ،‬واهلل َما َأ َرا ُدوا إِ َّال َأ ْن َي ُقو ُلوا‪( :‬إِ َّن َ‬
‫اهلل َم ْخ ُل ٌ‬ ‫ُ‬
‫القبلة مِن‬
‫ِ‬ ‫خر ُج أحدٌ مِن أه ِل‬ ‫الربهباري يف «شرح السنة»‪..( :‬وال َي ُ‬ ‫ُّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫قال‬

‫ول اهللِ ‪ ،‬أو‬ ‫كتاب اهللِ ‪ ،‬أو َي ُر َّد شي ًئا مِن ِ‬


‫آثار َر ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلسال ِم؛ حتى َي ُر َّد آي ًة مِن‬
‫خر َج ُه مِ َن اإلسال ِم‪َ ،‬فإِ َذا لم‬
‫عليك أن ُت ِ‬
‫َ‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫لغير اهللِ؛ فقد‬ ‫لغير اهللِ‪ ،‬أو َيذ َب َح ِ‬ ‫ُيص ِّلي ِ‬

‫يفعل شي ًئا مِن َذل ِ َك‪ :‬فهو مؤمن ومسلم باالسم‪ ،‬ال بالحقيقة‪.)..‬‬
‫الحديث ُهم ِ‬
‫الفر َق ُة النَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫نصورة‪ ،‬التي‬‫َ‬ ‫اج َية‪ ،‬وال َّطائ َف ُة َ‬
‫الم‬ ‫أصحاب‬
‫ّ‬ ‫نت َّ‬
‫أن‬ ‫فإذا َت َي َّق َ‬
‫صدوق‪ ،‬الذي ال َينطِ ُق َع ِن‬ ‫ُ‬ ‫الم‬
‫ادق َ‬ ‫الص ُ‬ ‫ِ‬
‫الساعة ‪-‬كما أخربَ َّ‬
‫ِ‬
‫الحق إلى ق َيا ِم َّ‬ ‫ُّ‬ ‫معها‬
‫ٍ‬ ‫كل ُم ِ‬
‫ب فيها‬ ‫سلم و ُمسلمة يف مسائل الدِّ ين‪ :‬أن َيط ُل َ‬ ‫فالواجب على ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اله َوى‪-‬؛‬
‫َ‬
‫لمن ال‬ ‫غرورا َ‬‫ً‬ ‫وزخر َفه‬ ‫غير ِهم مهما َز َّي َن مقا َل ُه‪َ ،‬‬‫عر ُج على ِ‬ ‫ذه َب ُهم و َقو َل ُهم‪ ،‬وال ُي ِّ‬‫َم َ‬
‫َيدري‪..‬‬
‫بأسانيد ِه إلى‬
‫ِ‬ ‫البغدادي يف «شرف أصحاب الحديث»‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الخطيب‬
‫ُ‬ ‫أ‪ -‬روى‬
‫الر ْأ ِي‪،‬‬ ‫الر ْأ ِي‪ ،‬إِن ََّما الدِّ ي ُن بِ ْاآل َث ِ‬
‫ار َل ْي َس بِ َّ‬ ‫ان ال َّث ْو ِر ُّي‪ ،‬قال‪ :‬إِن ََّما الدِّ ي ُن بِ ْاآل َث ِ‬
‫ار َل ْي َس بِ َّ‬ ‫ُس ْف َي ُ‬

‫ار َل ْي َس بِ َّ‬
‫الر ْأ ِي‪.‬‬ ‫إِن ََّما الدِّ ي ُن بِ ْاآل َث ِ‬

‫اد‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س َأ ْل ُت َأ َبا َع ْب ِد اهللِ َي ْعنِي َأ ْح َمدَ ا ْب َن َحنْ َب ٍل َع ِن‬ ‫ب‪ -‬وا ْل َف ْض ِل ب ِن ِزي ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ب ا َّلتِي‬
‫يسي‪َ ،‬و َما َأ ْظ َه َر‪َ ،‬ف َك َل َح َو ْج ُه ُه‪ُ ،‬ث َّم َق َال‪ :‬إِن ََّما َجا َء َب َال ُؤ ُه ْم مِ ْن َه ِذ ِه ا ْل ُك ُت ِ‬
‫ِّ‬
‫ا ْل َكرابِ ِ‬
‫َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ول اهللِ ‪َ ‬و َأ ْص َحابِ ِه‪َ ،‬و َأ ْق َب ُلوا َع َلى َه ِذ ِه ا ْل ُك ُت ِ‬ ‫وها‪َ ،‬ت َر ُكوا آ َث َار َر ُس ِ‬ ‫َو َض ُع َ‬
‫ول‬‫ول‪َ :‬س َّن َر ُس ُ‬ ‫َس‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫الر ْح َم ِن ْب ِن َم ْه ِد ٍّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َمال ِ َك ْب َن َأن ٍ‬ ‫ِ‬
‫ج‪ -‬و َع ْبد َّ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪62‬‬

‫استِ ْك َم ٌال‬ ‫اهللِ ‪ ‬وو َال ُة ْاألَم ِر بعدَ ه سنَنًا‪ْ ،‬األَ ْخ ُذ بِها َتص ِد ٌيق لِكِت ِ ِ‬
‫َاب اهلل ‪َ ،‬و ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َْ ُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ل ِ َطا َع ِة اهللِ‪ ،‬و ُقو ٌة َع َلى ِد ِ ِ‬
‫ور‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫اس َتن َْص َر بِ َها َمن ُْص ٌ‬
‫ين اهلل؛ َم ْن َعم َل بِ َها ُم ْهتَد‪َ ،‬و َم ِن ْ‬ ‫َ َّ‬
‫اهلل َما َت َو َّلى‪.‬‬
‫وال ُه ُ‬ ‫َخا َل َف َها ا َّت َب َع َغ ْي َر َسبِي ِل ا ْل ُم ْؤمِنِي َن‪َ ،‬و َّ‬
‫يد ْب ِن َم ْز َيدَ ا ْل َب ْي ُروتِ ُّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬أ ْخ َب َرنِي َأبِي َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت‬ ‫اس ب ِن ا ْلول ِ ِ‬
‫َ‬ ‫د‪ -‬وا ْل َع َّب ِ ْ‬
‫الر َج ِ‬ ‫َّاس‪َ .‬وإِ َّي َ‬ ‫ول‪َ :‬ع َل ْي َك بِآ َث ِ‬ ‫ْاألَو َز ِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫اك َو َر ْأ َي ِّ‬ ‫ف‪َ ،‬وإِ ْن َر َف َض َك الن ُ‬ ‫ار َم ْن َس َل َ‬ ‫اعي‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ْ َّ‬
‫يق ُم ْست َِق ٍ‬
‫يم‪.‬‬ ‫َوإِ ْن َز ْخ َر ُفو ُه بِا ْل َق ْو ِل‪َ .‬فإِ َّن ْاألَ ْم َر َين َْجلِي‪َ ،‬و َأن َْت َع َلى َط ِر ٍ‬

‫وه ِّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َي ِزيدَ ْب ِن ُز َر ْيعٍ‪، ،‬‬ ‫احب ا ْل ُق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ه‪ -‬و َأ ْح َمد ْب ِن ا ْل ُح َس ْي ِن‪َ ،‬ص ُ‬
‫السن َِّة‪.‬‬
‫الر ْأي‪َ :‬أعْدَ ا ُء ُّ‬
‫اب َّ‬ ‫ول‪َ :‬أ ْص َح ُ‬
‫َي ُق ُ‬
‫الر ْأ ِي ا ْل َم ْذ ُمو ِم َش َغ َل َن ْف َس ُه بِ َما َينْ َف ُع ُه مِ َن ا ْل ُع ُلومِ‪،‬‬
‫ب َّ‬
‫ِ‬
‫ثم قال‪َ ..( :‬و َل ْو َأ َّن َصاح َ‬
‫اء َوا ْل ُم َحدِّ ثِي َن؛ َل َو َجدَ فِي َذل ِ َك‬ ‫ول رب ا ْلعا َل ِمين‪ ،‬وا ْق َت َفى آ َثار ا ْل ُف َقه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب ُسنَ َن َر ُس ِ َ ِّ َ‬ ‫َو َط َل َ‬
‫يث َي ْشت َِم ُل َع َلى َم ْع ِر َف ِة‬ ‫يه َع َّما ِس َوا ُه َوا ْك َت َفى بِ ْاألَ َث ِر َع ْن َر ْأيِ ِه ا َّل ِذي َرآ ُه؛ ِألَ َّن ا ْل َح ِد َ‬
‫ما ي ْغن ِ ِ‬
‫َ ُ‬
‫ات َر ِّب ا ْل َعا َل ِمي َن‬ ‫يد‪ِ ،‬و ِص َف ِ‬ ‫وه ا ْلو ْع ِد وا ْلو ِع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ان ما جاء مِن وج ِ‬ ‫ِ‬
‫ول الت َّْوحيد‪َ ،‬و َب َي َ َ َ ْ ُ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ُأ ُص ِ‬

‫َّار‪َ ،‬و َما َأعَدَّ ُ‬


‫اهلل‬ ‫ات ا ْل َجن َِّة َوالن ِ‬‫ار َعن ِص َف ِ‬
‫اإل ْخ َب ِ ْ‬ ‫ح ِدي َن‪َ ،‬و ْ ِ‬ ‫ت ا ْلم ْل ِ‬
‫ُ‬
‫َتعا َلى َعن م َق َاال ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ات مِن صنُ ِ‬ ‫ار‪ ،‬وما َخ َل َق اهلل فِي ْاألَر ِضين والسمو ِ‬ ‫َتعا َلى فِ ِ ِ ِ‬
‫وف‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يه َما ل ْل ُمتَّقي َن َوا ْل ُف َّج ِ َ َ‬ ‫َ‬
‫ت الصا ِّفين وا ْلمسب ِ‬ ‫ات‪ ،‬و ِذك ِْر ا ْلم َالئِ َك ِة ا ْلم َقربِين‪ ،‬و َنع ِ‬ ‫يم ْاآلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل َع َجائِ ِ‬
‫حي َن‪.‬‬ ‫َّ َ َ ُ َ ِّ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب َو َعظ ِ َ‬
‫اع ُظ ا ْلب َل َغ ِ‬
‫اء‪ ،‬ومو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اء‪ ،‬و َأ ْخبار ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬وك ََال ُم‬ ‫ُ‬ ‫الز َّهاد َو ْاألَ ْول َي َ َ َ‬ ‫ص ْاألَ ْنبِ َي َ َ ُ‬ ‫َوفي ا ْل َحديث َق َص ُ‬
‫يص ا ْل ُم َت َقدِّ مِي َن مِ َن ْاألُ َم ِم‪َ ،‬و َش ْر ُح‬ ‫ِ‬ ‫اء‪ ،‬و ِسير م ُل ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوا ْل َع َج ِم‪َ ،‬و َأ َقاص ُ‬ ‫وك ا ْل َع َر ِ‬ ‫ا ْل ُف َق َه َ َ ُ ُ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪63‬‬

‫ول ‪َ ،‬و َس َرا َيا ُه َو ُج َم ُل َأ ْح َكامِ ِه َو َق َضا َيا ُه‪َ ،‬و ُخ َط ُب ُه َو ِع َظا ُت ُه‪َ ،‬و َأ ْع َال ُم ُه‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫ازي َّ‬ ‫َم َغ ِ‬

‫ار ِه َو َأ ْص َحابِ ِه‪َ .‬و ِذك ُْر َف َضائِلِ ِه ْم َو َمآثِ ِر ِه ْم‪.‬‬ ‫اج ِه َو َأ ْو َال ِد ِه َو َأ ْص َه ِ‬
‫ج َزا ُت ُه‪َ ،‬و ِعدَّ ُة َأ ْز َو ِ‬
‫َو ُم ْع ِ‬
‫يه َت ْف ِسير ا ْل ُقر ِ‬
‫ان َأنْسابِ ِهم‪ .‬وفِ ِ‬ ‫ار ِهم ومنَاقِبِ ِهم ‪ ،‬ومب َل ُغ َأ ْعم ِ ِ‬
‫آن‬ ‫ُ ْ‬ ‫اره ْم‪َ ،‬و َب َي ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َو َش ْر ُح َأ ْخ َب ِ ْ َ َ‬
‫يم ‪.‬‬‫الذك ِْر ا ْل َحكِ ِ‬
‫يه مِ َن النَّ َبإِ َو ِّ‬
‫يم‪ ،‬وما فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َعظ ِ َ َ‬
‫ب إِ َلى َق ْو ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َو َأ َق ِ‬
‫الص َحا َبة في ْاألَ ْح َكا ِم ا ْل َم ْح ُفو َظة َعن ُْه ْم‪َ ،‬و َت ْسم َي ُة َم ْن َذ َه َ‬ ‫او ُيل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ُك ِّل َواحد من ُْه ْم م َن ْاألَئ َّمة ا ْل َخالفي َن َوا ْل ُف َق َهاء ا ْل ُم ْجت َِهدي َن‪َ .‬و َقدْ َج َع َل ُ‬
‫اهلل َت َعا َلى َأ ْه َل ُه‬
‫الش ِري َع ِة‪َ ،‬و َهدَ َم بِ ِه ْم ُك َّل بِدْ َع ٍة َشنِي َع ٍة‪.‬‬ ‫َأ ْرك َ‬
‫َان َّ‬

‫ون فِي‬ ‫اس َط ُة َب ْي َن النَّبِي ‪َ ‬و ُأ َّمتِ ِه‪َ ،‬وا ْل ُم ْجت َِهدُ َ‬ ‫َفهم ُأمنَاء اهللِ مِن َخلِي َقتِ ِه‪ ،‬وا ْلو ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ ُ‬
‫اهبهم َظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫اه َرةٌ‪،‬‬ ‫َحفظ م َّلته‪َ .‬أن َْو ُار ُه ْم َزاه َر ٌة َو َف َضائ ُل ُه ْم َسائ َر ٌه‪َ ،‬وآ َيا ُت ُه ْم َباه َرةٌ‪َ ،‬و َم َذ ُ ُ ْ‬
‫ف‬ ‫اه َر ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل فِ َئ ٍة َتت ََح َّي ُز إِ َلى َه ًوى َت ْر ِج ُع إِ َل ْي ِه‪َ ،‬أ ْو َت ْست َْح ِس ُن َر َأ ًيا َت ْع ُك ُ‬
‫وحججهم َق ِ‬
‫َ ُ َ ُ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َع َل ْي ِه‪ِ ،‬س َوى َأ ْص َح ِ‬
‫ول‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫السنَّ ُة ُح َّج ُت ُه ْم‪َ ،‬و َّ‬ ‫َاب ُعدَّ ُت ُه ْم‪َ ،‬و ُّ‬ ‫اب ا ْل َحديث‪َ ،‬فإِ َّن ا ْلكت َ‬
‫ون إِ َلى ْاآل َر ِاء‪ُ ،‬ي ْق َب ُل مِن ُْه ْم‬ ‫فِ َئ ُت ُه ْم‪َ ،‬وإِ َل ْي ِه نِ ْس َب ُت ُه ْم‪َ ،‬ال ُي َع ِّر ُجو َن َع َلى ْاألَ ْه َو ِاء‪َ ،‬و َال َي ْلت َِف ُت َ‬
‫ين َو َخ َز َن ُت ُه‪َ ،‬و َأ ْو ِع َي ُة‬
‫ول‪َ ،‬ح َف َظ ُة الدِّ ِ‬ ‫ون َع َل ْي ِه َوا ْل ُعدُ ُ‬ ‫الر ُس ِ‬
‫ول‪َ ،‬و ُه ُم ا ْل َم ْأ ُمو ُن َ‬ ‫َما َر َو ْوا َع ِن َّ‬
‫وع‪َ ،‬ف َما َح َك ُموا بِ ِه‪َ ،‬ف ُه َو‬ ‫الر ُج ُ‬‫َان إِ َل ْي ِه ُم ُّ‬
‫يث‪ ،‬ك َ‬ ‫ف فِي ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫ا ْل ِع ْل ِم َو َح َم َل ُت ُه‪ .‬إِ َذا ْ‬
‫اخ ُتلِ َ‬
‫اهدٌ فِي َقبِي َل ٍة‪،‬‬ ‫ول ا ْلمسموع‪ .‬ومِنْهم ُك ُّل َعال ِ ٍم َف ِقيه‪ ،‬وإِمام رفِيع َنبِيه‪ ،‬و َز ِ‬
‫ٌ َ َ ٌ َ ٌ ٌ َ‬ ‫ا ْل َم ْق ُب ُ َ ْ ُ ُ َ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وص بِ َف ِضي َل ٍة‪َ ،‬و َق ِ‬
‫يم‪،‬‬ ‫ور ا ْل َعظ ُ‬‫يب ُم ْحس ٌن‪َ .‬و ُه ُم ا ْل ُج ْم ُه ُ‬ ‫ار ٌئ ُمتْق ٌن‪َ ،‬و َخط ٌ‬ ‫َو َم ْخ ُص ٌ‬
‫اه ُر‪َ ،‬و َع َلى ْ ِ‬
‫اإل ْف َصاحِ بِ َغ ْي ِر‬ ‫وسبِي ُلهم السبِ ُيل ا ْلمست َِقيم‪ .‬و ُك ُّل مبتَدَ ٍع بِا ْعتِ َق ِ‬
‫اد ِه ْم َي َت َظ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪64‬‬
‫ِ‬
‫اهلل‪َ ،‬و َم ْن َعانَدَ ُه ْم َخ َذ َل ُه ُم ُ‬
‫اهلل‪َ .‬ال َي ُض ُّر ُه ُم‬ ‫اس ُر‪َ .‬م ْن كَا َد ُه ْم َق َص َم ُه ُ‬ ‫َم َذاهبِ ِه ْم َال َيت ََج َ‬
‫اد ِه ْم َف ِق ٌير‪َ ،‬و َب َص ُر النَّاظِ ِر‬
‫َاط ل ِ ِدين ِ ِه إِ َلى إِر َش ِ‬
‫ْ‬ ‫َم ْن َخ َذ َل ُه ْم‪َ ،‬و َال ُي ْفلِ ُح َم ِن ا ْعت ََز َل ُه ُم ا ْل ُم ْحت ُ‬
‫اهلل َع َلى ن َْص ِر ِه ْم َل َق ِد ٌير‪ )..‬انتهى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السوء إِ َل ْي ِه ْم َحس ٌير َوإِ َّن َ‬ ‫بِ ُّ‬
‫ِ‬
‫مذهب‬ ‫تطهير‬
‫ُ‬
‫الز ِ‬
‫مان‪:‬‬ ‫ِ‬
‫فرائض َّ‬ ‫أن مِن‬
‫األثر و َطال ِ َب ُه ‪َّ :-‬‬
‫حب ِ‬ ‫واع َلم أخي ‪ُ -‬م َّ‬
‫يث مما دخ َله مِن الدَّ َخ ِن والب ِ‬ ‫أصحاب الح ِد ِ‬
‫هتان يف مسائ ٍل ليست بالهينة‪ ،‬عد ًدا‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ‬
‫و َق ً‬
‫درا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نت بين ما ِ‬
‫أصحاب الحديث األُ َو ُل وما ُي ِّ‬
‫قر ُر ُه المتأخرون؛‬ ‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫فإ َّنك إذا َو َاز َ َ‬
‫شاس ًعا‪ ،‬ال ُتخطِ ُئ ُه َعي ُن َناظِر‪.‬‬
‫واسعا‪ ،‬و َفر ًقا ِ‬
‫ً‬
‫وجدت بو ًنا ِ‬
‫َ َ‬
‫بالحق إن ُكن ُتم َتع َل ُمون؟‬
‫ِّ‬ ‫أحق باال ِّتبا ِع وأقو ُم‬ ‫ذه َب ِ‬
‫ين ُّ‬ ‫الم َ‬
‫فأي َ‬
‫ُّ‬
‫يد الدَّ ِارمِي‪َ :‬ق َال َعلِي بن ا ْلم ِدينِي فِي ح ِد ِ‬
‫يث النَّبِ ِّي ‪‬‬ ‫ان بن س ِع ٍ‬ ‫‪َ -‬‬
‫َ‬ ‫ُّ ْ ُ َ ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫قال ُع ْث َم ُ ْ ُ َ‬
‫اه ِري َن َع َلى ا ْل َح ِّق‪َ ،‬ال َي ُض ُّر ُه ُم َم ْن َخا َل َف ُه ْم»‪ُ :‬ه ْم َأ ْه ُل‬ ‫« َال َت َز ُال َطائِ َف ٌة مِن ُأمتِي َظ ِ‬
‫ْ َّ‬
‫جدْ‬ ‫ون َع ِن ا ْل ِع ْل ِم‪َ .‬ل ْو َال ُه ْم‪َ ،‬ل ْم َت ِ‬ ‫الر ُس ِ‬
‫ول‪َ ،‬و َي ُذ ُّب َ‬ ‫ب َّ‬
‫ِ‬
‫ون َم َذاه َ‬ ‫اهدُ َ‬ ‫يث‪َ ،‬وا َّل ِذي َن َي َت َع َ‬ ‫ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرافِ َض ِة َوا ْل َج ْه ِم َّي ِة َو َأ ْه ِل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السن َِن(‪.)1‬‬‫الر ْأ ِي َش ْي ًئا م َن ُّ‬ ‫اإل ْر َجاء َو َّ‬ ‫عنْدَ ا ْل ُم ْعت َِز َلة َو َّ‬
‫اضحات ال َب ِّينَ ِة مِن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذر ألحد بال َغ َلط يف َ‬
‫الو‬ ‫ٍ‬
‫الحديث‪ :‬أن ال ُع َ‬
‫أصحاب ِ ِ‬
‫ِ َ‬ ‫ذهب‬‫فم ُ‬ ‫َ‬
‫وحيدُ اهللِ َر ِّب‬ ‫ين وأصلِ ِه‪ ،‬أال وهو‪َ :‬ت ِ‬ ‫أساس الدِّ ِ‬
‫ِ‬ ‫وباألخص يف‬‫ِّ‬ ‫ول الدِّ ِ‬
‫ين‪،‬‬ ‫مسائ ِل ُأ ُص ِ‬

‫(‪ )1‬رواه الخطيب يف «شرف أصحاب الحديث» (ص‪.)١٠‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪65‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الحسنى‪.‬‬ ‫الصفات ال ُعلى واألسماء ُ‬ ‫العالمي َن‪ ،‬وما َيس َتح ُّق ُه من ِّ‬
‫للخلق يف تِل ُك ُم‬
‫ِ‬ ‫وس َع ِة ال ُع ِ‬
‫ذر‬ ‫رون مِن َت ِ‬
‫عاص َ‬‫تأخرون والم ِ‬
‫ُ‬ ‫الم ِّ‬‫فا َّلذي عليه ُ‬
‫ِ‬
‫الحديث يف يو ٍم من‬ ‫ِ‬
‫ألصحاب‬ ‫قاعدة الر ِ‬
‫حمة العا َّمة ما َ‬
‫كان مذه ًبا‬ ‫ِ‬ ‫المسائل ِو َ‬
‫فق‬
‫َّ‬
‫المخال ِ ِفين له يف هذا النَو ِع‬ ‫ِ‬ ‫الدَّ ِ‬
‫هر‪ ،‬وال َن َط ُقوا بِه‪ ،‬وال َد َّو ُنوه يف ُكتبِ ِهم‪ ،‬وال تعاملوا مع ُ‬
‫مِن المسائل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الم َّطلِ ُع على ُكتبِ ِهم؛ َي ِ‬
‫يأخذ بأحكام ِهم على ُ‬
‫المخالفين‬ ‫ُ‬ ‫لمن ال‬ ‫جدُ ّ‬
‫الذ َّم َ‬ ‫بل ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بشيء ٍ‬
‫مسطور و َنقد بال ٍغ َم ُ‬
‫شهور‪.‬‬ ‫كثير‬
‫رحا على َقرحٍ ‪ :‬أن قالوا َّ‬ ‫الخوال ِ ُ ِ‬
‫األجر إذا‬
‫َ‬ ‫بأن له‬ ‫ف ضغ ًثا على إ ّبالة‪ ،‬و َق ً‬ ‫بل زا َد َ َ‬
‫ستعان على ما َي ِص ُفون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لقصد ِه َّ‬
‫ِ‬ ‫اجتهدَ و َغلِ َط‬
‫ُ‬ ‫الم‬ ‫الحق بقلبِه‪ُ ..‬‬
‫واهلل ُ‬
‫يف يف ِ‬
‫ذلك تار ًة‪ ،‬وتار ًة‬ ‫بتكفير الجهمي ِة بال َّتأل ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫لذلك امتألت ُك ُتب الس َل ِ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫بال َّت ِ‬
‫بو ِ‬
‫يب عليه‪.‬‬
‫أن يف مس َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫والجهم َّي ُة قو ٌم ِعندَ هم ٌ‬
‫ك‬ ‫وحس ُبوا َّ َ‬ ‫تأويل‪ ،‬ووجد فيهم خالئق ظنُّوا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم له‪.‬‬‫ال َّتعطي ِل َت ِنزي ٌه للخال ِق و َتعظ ُ‬
‫كون يف‬‫كوان الدِّ مشقي بسنده إلى عمار بن سعد‪ ،‬قال‪َ :‬ي ُ‬ ‫عبد اهللِ ِ‬
‫بن َذ ِ‬ ‫‪ -‬عن ِ‬

‫اهلل و َيجلونه حتَّى َيكفروا بِ ِه‪ ،‬وهم الجهم َّي ُة(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫آخر هذه األُ َّمة‪ :‬قو ٌم ُيع ِّظمون َ‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬يف «تاريخ دمشق»‪.)٢٥١ /٦١( ،‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪66‬‬

‫اديث‬‫همية ينفون َأح ِ‬ ‫‪ -‬و َق َال َعبد الرحم ِن بن مهدي‪ :‬وذكر ِعنده َأ َّن الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وصف بِ َشيء من َه َذا‪َ ،‬ف َق َال عبد َّ‬
‫الر ْح َمن‬ ‫َ‬ ‫أعظم َمن َأن ُي‬
‫ُ‬ ‫اهلل‬
‫ون‪َ :‬‬ ‫الص َفات‪َ ،‬و َي ُقو ُل َ‬
‫ِّ‬
‫أعظم مِن َأن ينزل كتابا‬‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫جه التَّعظِ ِ‬
‫يم‪َ ،‬ف َقا ُلوا‪ُ :‬‬
‫[ابن مهدي] ‪ -‬قد َه َل َك قوم مِن و ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫َأو ُي ْرسل َر ُسوال‪ُ ،‬ث َّم َق َر َأ {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱏ‬
‫ﱎ‬

‫الم ُجوس إِال من ِج َهة التَّعظِيم؟ َقا ُلوا‪ :‬اهلل‬ ‫ﱲ} [سورة األنعام‪ُ ،]91:‬ث َّم َق َال‪َ :‬هل َه َلكت َ‬
‫الش ْمس وسجدوا َل َها‪،‬‬ ‫أعظم من َأن نعبده‪َ ،‬و َلكِن نعبد من ُه َو أقرب إِ َل ْي ِه منا‪ ،‬فعبدوا َّ‬

‫َفأنْزل اهلل ‪ {:‬ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ‬

‫ﲆ ﲙ} [سورة الزمر‪.)1(]3:‬‬
‫فا ِّدعاء حسن القصد مع المخالفة يف مقام توحيد اهلل تعالى وغيره‪ :‬من‬
‫الواضحات‪ ،‬ال يعذر به صاحبه؛ لذلك ما تراه عند الخوالف ليس مذه ًبا ألصحاب‬
‫الحديث‪ ،‬بل هو عند التحقيق‪ :‬دخيل تأثر به ابن تيمية الحفيد تب ًعا البن حزم‬
‫األندلسي‪ ،‬ثم انتشر على أنه مذهب أصحاب الحديث‪ ،‬أو من أقوال أصحاب‬
‫الحديث‪ ،‬أو قسيم لقول أصحاب الحديث على اختالف مشارب الخالفين‪.‬‬
‫ظهورا وبيانًا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ففكرة توسيع اإلعذار على الطريقة المتأخرة يف المسائل الكبار‬
‫فكرة جاحظية المنشأ‪ ،‬حزمية الـتمهيد‪ ،‬تيمية التأصيل والنشر والتقعيد‪ ،‬واهلل‬

‫(‪« )1‬الحجة يف بيان المحجة» (‪.)٤٧٦ /١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪67‬‬

‫المستعان‪.‬‬
‫فقول الجاحظ المعتزلي عن المقلد يف اآلخرة‪ ،‬هي‪( :‬والكفار عنده بين‪:‬‬
‫‪ .١‬معان ٍد‪.‬‬
‫يشعر بما‬ ‫فهو ال‬ ‫ِ ٍ‬
‫ُ‬ ‫وعارف قد استغرقه ح ُّبه لمذهبه وشغفه وإلفه وعصب َّي ُته ‪َ ،‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫عنده من المعرفة بخالقه وتصديق رسله‪ )..‬انتهى(‪)1‬‬

‫فالجاحظ الزنديق انفرد عن جملة الجهمية المعتزلة أصحابه‪ ،‬وأهل اإلسالم‬


‫عمو ًما بقوله‪( :‬أن عقوبة اهلل ال يستحقها إال المعاند فحسب)‪.‬‬
‫أما المقلد لمذهبه الكفري ح ًّبا له وهو ال يعلم بسبب‪ ،‬تعصبه وتقليده لطريقته‬
‫الباطلة معرفة اهلل وتصديق رسله‪ :‬فهو كافر يف الدنيا‪ ،‬لكنه غير مستحق للعقوبة يف‬
‫اآلخرة‪ ،‬بل معذور ؛إذ العقوبة ال يستحقها إال المعاند‪.‬‬
‫(والعياذ باهلل من هذه الزندقة الصلعاء)‪.‬‬
‫أما الذي اكتملت معه البدعة‪ ،‬واستقرت واضحة البنيان‪ ،‬هو‪ :‬ابن حزم‬
‫األندلسي‪.‬‬
‫بعضا‪ ،‬وخالصة ما فيها‪ :‬أنه يعذر‬
‫وهذه بعض نصوصه التي تفسر بعضها ً‬
‫الشخص مهما كان حاله يف كل المسائل الشرعية‪ ،‬بال فرق بين مسألة وأخرى‬

‫(‪ )1‬من كتاب «المقاالت» ألبي القاسم الكعبي البلخي المعتزلي (ت‪.)٣١٩‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪68‬‬
‫‪َ ..( -1‬وا ْلحق ُه َو َأن كل من َثبت َل ُه عقد ْ ِ‬
‫اإل ْس َالم؛ َفإِ َّن ُه َال َي ُزول َعن ُه إِ َّال بِن ّ‬
‫َص‪َ ،‬أو‬
‫ب َأن َال يكفر أحد بقول َقا َله‪ ،‬إِ َّال بِ َأن‬
‫إِ ْج َماع‪َ ،‬وأما بِالدَّ ْع َوى‪ ،‬واالفرتاء َف َال َف َو َج َ‬
‫ُي َخالف َما قد َص َّح ِعنْده‪َ ،‬أن اهلل َت َعا َلى َقا َله‪َ ،‬أو َأن َر ُسول اهلل ‪َ ‬قا َله‪ ،‬فيستجيز‬

‫َان َذلِك فِي عقد دين‪َ ،‬أو فِي نحلة‪،‬‬


‫خالف اهلل َت َعا َلى‪َ ،‬وخالف َر ُسوله ‪َ ،‬و َس َواء ك َ‬
‫َأو فِي فتيا‪)..‬‬
‫حجة على ا ْل ُم َخالف للحق فِي َأي َش ْيء‬ ‫َق َال َأ ُبو ُم َح َّمد‪( :‬وأما ما لم تقم ا ْل َّ‬
‫َان؛ َف َال يكون كَافِ ًرا‪ ،‬إِ َّال َأن َي ْأتِي نَص بتكفيره)‪.‬‬
‫ك َ‬
‫َق َال َأبو محمد‪.( :‬وك ََذل ِ َك من َق َال َأن ربه جسم؛ َفإِ َّنه إِن ك َ ِ‬
‫َان َجاه ًال َأو َ‬
‫متأو َال؛‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حجة من ا ْل ُق ْرآن‬ ‫َف ُه َو َم ْع ُذور‪َ ،‬ال َش ْيء َع َل ْيه‪َ ،‬ويجب َت ْعلِيمه ‪َ ،‬فإِذا َقا َمت َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫فيهما عناد ًا؛ َف ُه َو كَافِر يحكم َع َل ْي ِه بِحكم ا ْل ُم ْر َتد‪َ ،‬وأما من َق َال‬ ‫السنَن َف َخالف َما َ‬ ‫َو ّ‬
‫إلن َْسان بِ َع ْينِه‪َ ،‬أو َأن اهلل َت َعا َلى يحل فِي جسم من أجسام خلقه‪،‬‬ ‫فالن ِ‬‫َأن اهلل ‪ُ ‬ه َو َ‬

‫يختَلف ا ْثنَان فِي تكفيره‬ ‫يسى بن َم ْر َيم؛ َفإِ َّن ُه َال ْ‬ ‫ِ‬
‫َأو َأن بعد ُم َح َّمد ‪ ‬نَب ًّيا غير ع َ‬
‫حجة بِ ُكل َه َذا على كل أحد‪َ ،‬و َلو أمكن َأن ُيوجد أحد يدين بِ َه َذا لم‬ ‫ِ‬
‫لص َّحة قيام ا ْل َّ‬
‫حجة َع َل ْيه‪ )..‬انتهى(‪.)1‬‬ ‫يبلغه ّ ِ‬
‫قط خ َالفه لما َوجب تكفيره َحتَّى تقوم ا ْل َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حجة‬‫حجة؛ فمعذور‪َ ،‬وأما من َقا َمت َع َل ْيه ا ْل َّ‬ ‫(ومن لم تقم َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫‪ -2‬فصل‪َ :‬‬

‫(‪« )1‬الفصل يف الملل واألهواء والنحل» (‪.)١٣٨ /٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪69‬‬

‫ال َت َعا َلى‪{ :‬ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ‬


‫َف َال عذر َل ُه‪َ ،‬ق َ‬

‫ﱯ ﱱ ﱲ ﱳ} [سورة النساء‪.)1()]115:‬‬
‫ﱰ‬ ‫ﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬

‫‪ -3‬وأهل األهواء‪ ،‬وأهل كل مقالة خالفت الحق‪ ،‬وأهل كل عمل خالف‬


‫الحق‪ ،‬مسلمون أخطأوا ما لم تقم عليهم الحجة؛ فال يكدح شيء من هذا يف‬
‫أجرا‬
‫إيماهنم وال يف عدالتهم‪ ،‬بل هم مأجورون على ما دانوا به من ذلك وعملوا ً‬
‫واحدً ا إذا قصدوا به الخير‪ ،‬وال إثم عليهم يف الخطأ؛ ألن اهلل تعالى يقول‪{ :‬ﲇ‬

‫ﲕﲗ‬
‫ﲖ‬ ‫ﲌﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔ‬
‫ﲈﲉﲊﲋ ﲍ‬
‫ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬

‫ﲥ ﲦ} [سورة األحزاب‪.)2()]5:‬‬
‫‪( -4‬وقد ّفرق بعض السلف بين الداعية وغير الداعية‪ ..‬قال أبو محمد‪ :‬وهذا‬
‫معذورا بأنه‬
‫ً‬ ‫خطأ فاحش‪ ،‬وقول بال برهان‪ ،‬وال يخلو المخالف للحق من أن يكون‬
‫معذورا‬
‫ً‬ ‫لم تقم عليه الحجة أو غير معذور؛ ألنه قامت عليه الحجة‪ ،‬فإن كان‬
‫فالداعية وغير الداعية سواء كالهما معذور مأجور‪ ،‬وإن كان غير معذور؛ ألنه قد‬
‫قامت عليه الحجة‪ ،‬فالداعية وغير الداعية سواء وكالهما إما كافر ‪-‬كما قدمنا‪،-‬‬
‫وإما فاسق ‪-‬كما وصفنا‪ ،-‬وباهلل تعالى التوفيق وال فرق فيما ذكرنا بين من يخالف‬

‫(‪« )1‬النبذة الكافية يف أحكام أصول الدين» (ص‪.)٧٥‬‬


‫(‪« )2‬اإلحكام يف أصول األحكام» (‪.)٢٣٦ /٤‬‬
‫املُقدّمة‬
‫‪70‬‬

‫الحق بنحلة أو بفتيا إذا لم يفرق اهلل تعالى وال رسوله ‪ ‬بين ذلك‪ ،‬إنما قال‪:‬‬
‫{ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ}‬

‫[سورة األعراف‪.)1()]3:‬‬
‫اإل ْس َالم َوقد بلغه َأمر ْ ِ‬
‫اإل ْس َالم؛‬ ‫َان على غير ْ ِ‬ ‫فصح بِ َما ُق ْلنَا‪َ :‬أن كل من ك َ‬
‫‪َّ ( -5‬‬
‫ِ‬ ‫َف ُه َو كَافِر‪َ ،‬ومن َت َأول من أهل ْ ِ‬
‫اإل ْس َالم َف َأ ْخ َط َأ‪َ ،‬فإِن ك َ‬
‫حجة َو َال تبين‬‫َان لم تقم َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫احدً ا لطلبه ا ْلحق وقصده إِ َل ْي ِه‪ ،‬م ْغ ُفور َل ُه َخ ُ‬
‫طؤ ُه‬ ‫َله ا ْلحق؛ َفهو مع ُذور مأجور آجرا و ِ‬
‫ً َ‬ ‫َُ َْ‬ ‫ُ‬
‫إِ ْذ لم يتعمده‪ ،‬ل َق ْول اهلل َت َعا َلى‪{ :‬ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ‬

‫ﲟ ﲠﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ} [سورة األحزاب‪.]5:‬‬
‫َان قد‬‫ان‪ :‬أجر إلصابته‪َ ،‬وأجر آخر لطلبه إِ َّياه‪َ ،‬وإِن ك َ‬ ‫َان مصيبًا َفله َأجر ِ‬ ‫َوإِن ك َ‬
‫ُ ْ َ‬
‫حجة َع َل ْي ِه َوتبين َل ُه ا ْلحق َف ِعنْدَ َعن ا ْلحق غير م َعارض َل ُه َت َعا َلى َو َال َلر ُسوله‬ ‫َقا َمت ا ْل َّ‬
‫‪‬؛ َف ُه َو َفاسق لجراءته على اهلل َت َعا َلى بإصراره على ْاألَمر ا ْل َح َرام‪َ ،‬فإِن َعن ِدَ َعن‬

‫ارضا هلل َت َعا َلى َول ِ َر ُسول ِ ِه ‪‬؛ َف ُه َو كَافِر ُم ْر َتد‪َ ،‬ح َالل الدَّ م َوا ْل َمال‪َ ،‬ال فرق‬
‫ا ْلحق ُم َع ً‬
‫الش ِري َعة‪َ ،‬و َبين ا ْل َخ َطأ‬ ‫فِي َه ِذه ْاألَ ْح َكام َبين ا ْل َخ َطأ فِي ِاال ْعتِ َقاد فِي َأي َشيء ك َ‬
‫َان من َّ‬ ‫ْ‬
‫َان على َما َبينا قبل)(‪.)2‬‬ ‫فِي ا ْلفتيا فِي َأي َشيء ك َ‬
‫ْ‬

‫(‪« )1‬اإلحكام يف أصول األحكام» (‪.)٢٣٦ /٤‬‬


‫(‪« )2‬الفصل يف الملل واألهواء والنحل» (‪.)١٤٤ /٣‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪71‬‬
‫ِ‬
‫‪( -6‬ونقول لمن كفر إن َْسا ًنا بِنَفس م َقا َلته دون َأن تقوم َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫حجة‪ ،‬فيعاند‬

‫َر ُسول اهلل ‪ ،‬ويجد فِي نَفسه ا ْل َحرج مِ َّما َأ َتى بِ ِه‪..‬‬

‫قط‪َ ،‬ف َل َّما َح َضره ا ْل َم ْوت‬


‫خيرا ّ‬ ‫َوقد َص َّح َعن َر ُسول اهلل ‪َ :‬أن ً‬
‫رجال لم يعمل ً‬
‫ثم َذروا رمادي فِي َي ْوم َراح نصفه فِي ا ْل َب ْحر َونصفه‬
‫َق َال ألَهله إِذا مت فأحرقوين َّ‬
‫عذا ًبا لم يعذبه أحدً ا من خلقه‪َ ،‬و َأن‬‫فواهلل َلئِن قدر اهلل َت َعا َلى َعلي ليعذبني َ‬ ‫ِ‬
‫في ا ْلرب‪َ ،‬‬
‫ّ‬
‫جل جمع رماده فأحياه َو َس َأ َل ُه‪َ :‬ما حملك على َذلِك‪َ ،‬ق َال‪ :‬خوفك َيا رب‪،‬‬ ‫اهلل عز ّ‬

‫َو َأن اهلل َت َعا َلى غفر َل ُه َ‬


‫له َذا ال َق ْول‪.‬‬
‫َف َه َذا إِن َْسان جهل إِ َلى َأن َم َ‬
‫ات َأن اهلل عزوجل يقدر على جمع رماده وإحيائه‪،‬‬
‫َوقد غفر َل ُه ِ‬
‫إل ْق َراره وخوفه وجهله‪.‬‬
‫لي)‪:‬‬‫ع‬‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫قدر‬ ‫ن‬ ‫وقد َق َال بعض من يحرف ا ْل َكلم َعن مواضعه‪َ :‬أن معنى‪َ ( :‬لئِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إِن ََّما ُه َو‪َ ( :‬لئِن ضيق اهلل َعلي)‪ ،‬ك ََما َق َ‬
‫ال َت َعا َلى‪{ :‬ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ‬
‫ّ‬
‫ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ} [سورة الفجر‪.]16:‬‬
‫لي‬‫ع‬‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫ضيق‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َو َه َذا َت ْأ ِويل َباطِل َال ُيمكن؛ ِألَ َّن ُه ك َ‬
‫َان يكون معنَاه ِحينَئِ ٍذ‪َ ( :‬لئِ‬
‫ّ‬
‫َان ألَمره بِ َأن يحرق ويذر رماده معنى‪َ ،‬و َال‬ ‫ليضيقن َعلي)‪َ ،‬و َأ ْي ًضا َف َلو ك َ‬
‫َان َه َذا لما ك َ‬
‫ّ‬
‫شك فِي َأنه إِن ََّما أمره بذلك ليفلت من َع َذاب اهلل َت َعا َلى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ح َّمد‪َ :‬وأبين من َشيء فِي َه َذا َقول اهلل َت َعا َلى {ﲧ ﲨ ﲩ‬ ‫َق َال َأ ُبو ُم َ‬
‫ْ‬
‫ﲵﲷﲸﲹ‬
‫ﲶ‬ ‫ﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ‬
‫املُقدّمة‬
‫‪72‬‬

‫ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ} [سورة املائدة‪.]112:‬‬
‫[سورة‬ ‫إِ َلى َق ْوله ‪ { :‬ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ}‬

‫املائدة‪.]113:‬‬

‫َف َه ُؤ َال ِء الحواريون ا َّلذين أثنى اهلل ‪َ ‬ع َل ْي ِهم قد َقا ُلوا بِا ْل َج ْه ِل لعيسى ‪:‬‬
‫ِ‬
‫يماهنم‪َ ،‬و َه َذا‬‫الس َماء)‪َ ،‬ولم يبطل بذلك إِ َ‬ ‫( َهل َي ْستَطيع َربك َأن ينزل علينا مائدة من َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حجة وتبيينهم‬ ‫َما َال مخلص منْ ُه‪َ ،‬وإِن ََّما كَا ُنوا يكفرون َلو َقا ُلوا َذلك بعد قيام ا ْل َّ‬
‫َل َهت‪..‬‬
‫اإل ْس َالم‪َ ،‬وقد بلغه َأمر ْ ِ‬
‫اإل ْس َالم؛ َف ُه َو‬ ‫َان على غير ْ ِ‬ ‫فصح بِ َما ُق ْلنَا‪َ :‬أن كل من ك َ‬
‫حجة َو َال تبين َل ُه‬ ‫ِ‬ ‫كَافِر‪َ ،‬ومن َت َأول من أهل ْ ِ‬
‫اإل ْس َالم َف َأ ْخ َط َأ َفإِن ك َ‬
‫َان لم تقم َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫احدً ا لطلبه ا ْلحق وقصده إِ َل ْي ِه م ْغ ُفور َل ُه َخ ُ‬
‫طؤ ُه إِ ْذ‬ ‫ا ْلحق؛ َفهو مع ُذور مأجور آجرا و ِ‬
‫ً َ‬ ‫َُ َْ‬
‫لم يتعمده‪ )...‬انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذه بعض النقول وغيرها مما هو يف سياقها كثير‪ ،‬يتبين من خاللها أن‬
‫هذه البدعة بدعة حزمية ظاهرية دخيلة‪ ،‬تكلم هبا ابن حزم‪ ،‬ثم نحلت ألصحاب‬
‫ظاهرا يف كثير من أصولها‬
‫ً‬ ‫تأثرا‬
‫الحديث‪ ،‬وذلك حين تأثر هبا ابن تيمية الحفيد ً‬
‫كثيرا يف ردوده على خصومه األشعرية الجهمية القبورية‬
‫وأدلتها؛ حيث كررها ً‬
‫خاصة؛ فصار يظنها من ال يحقق أقوال السلف أهنا هي مذهب أصحاب الحديث‬
‫بعينه‪ ،‬وليست كذلك‪.‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪73‬‬

‫ويكفيك أنه ال يستطع قائلوها إثباهتا من كتب أصحاب الحديث‪ ،‬بل أن‬
‫أحكامهم هتد بنيان هذه النظرية‪ ،‬وهذا يدريه من خرب كتبهم وطالعها وكاشف‬
‫أصحاهبا‪.‬‬
‫وهذه بعض النقول عن ابن تيمية‪ ،‬وقد نقل النظرية الحزمية المحدثة يف‬
‫«منهاج السنة النبوية» دون َنكِير وال تعقيب ‪.)1(...‬‬
‫‪ -7‬قال‪( :‬نعم ُو ُقوع ا ْل َغ َلط فِي مثل َه َذا ُيوجب َما ن ُقوله َدائِما إِن ا ْل ُم ْجتَهد فِي‬
‫مثل َه َذا من ا ْل ُمؤمنِي َن إِن استفرغ َوسعه فِي طلب ا ْلحق َفإِن اهلل ي ْغفر َل ُه خطأه َوإِن‬
‫حصل مِنْ ُه نوع َت ْق ِصير َف ُه َو َذنْب َال يجب ان يبلغ ا ْلك ْفر َوإِن ك َ‬
‫َان ُيطلق ال َق ْول بِ َأن‬
‫السلف ا ْلك ْفر على من َق َال بِ َب ْعض مقاالت ا ْل َج ْه ِمية مثل‬ ‫َه َذا ا ْل َك َالم كفر ك ََما أطلق ّ‬
‫الر ْؤ َية َأو ن َْحو َذلِك مِ َّما ُه َو دون إِ ْن َكار علو اهلل على‬
‫ال َق ْول بِخلق ا ْل ُق ْرآن َأو إِ ْن َكار ُّ‬
‫َان ِعنْدهم من أظهر‬
‫ا ْلخلق َو َأنه َفوق ا ْل َع ْرش َفإِن َت ْك ِفير َصاحب َه ِذه ا ْلم َقالة ك َ‬
‫الش ْخص ا ْل ِ‬
‫يس َت ْلزم َت ْك ِفير َّ‬ ‫ِ‬
‫معين‬ ‫ْاألُ ُمور َفإِن ال َّت ْكفير ا ْل ُمطلق مثل ا ْل َوعيد ا ْل ُمطلق َال ْ‬
‫حجة ا َّلتِي تكفر تاركها‬ ‫ِ‬
‫َحتَّى تقوم َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫الص َحاح َعن النَّبِي ‪ ‬فِي الرجل ا َّل ِذي َق َال‪ :‬إِذا َأنا مت‬ ‫ِ‬
‫ك ََما َثبت في ِّ‬
‫فواهلل َلئِن قدر اهلل على ليعذبني َ‬
‫عذا ًبا‬ ‫ِ‬
‫ثم ذروين في اليم‪َ ،‬‬
‫ثم استحقوين‪َّ ،‬‬
‫فأحرقوين‪َّ ،‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪« :‬منهاج السنة»‪.)٨٧/٥( ،‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪74‬‬

‫َال يعذبه أحدً ا من ا ْل َعالمين‪َ ،‬ف َق َال اهلل َل ُه‪َ :‬ما حملك على َما فعلت‪َ ،‬ق َال‪ :‬خشيتك‬
‫فغفر َل ُه‪.‬‬
‫َف َه َذا الرجل ا ْعتقد َأن اهلل َال يقدر على جمعه إِذا فعل َذلِك َأو ّ‬
‫شك‪َ ،‬و َأنه َال‬
‫ِ‬
‫َان يجهل‬ ‫هذ ْين االعتقادين كفر‪ ،‬يكفر من َقا َمت َع َل ْيه ا ْل َّ‬
‫حجة‪ ،‬لكنه ك َ‬ ‫َي ْب َعث ُه‪ ،‬وكل من َ‬
‫َذلِك‪ ،‬ولم يبلغه ا ْلعلم بِما يرده َعن جهله‪ ،‬وك َ ِ‬
‫َان عنْده إِ َ‬
‫يمان بِاهلل وبأمره َون َْهيه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ووعده ووعيده‪ ،‬فخاف من ِع َقابه فغفر اهلل َل ُه بخشيته‪.‬‬
‫يمان بِاهلل وبرسوله وباليوم‬ ‫مسائِل ِاال ْعتِ َقاد من أهل ْ ِ‬
‫اإل َ‬
‫ِ‬
‫َفمن َأخ َطأ في بعض َ‬
‫الصالح؛ لم يكن َأ ْس َوأ َح ًاال من الرجل َفي ْغفر اهلل خطأه َأو يعذبه إِن‬ ‫اآلخر َوا ْل َع َمل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك َ ِ‬
‫َان منْ ُه َت ْف ِريط في ا ِّت َباع ا ْلحق على قدر دينه‪َ ،‬وأما َت ْكفير شخص علم َ‬
‫إيمانه بِ ُم َج َّرد‬
‫ا ْل َغ َلط فِي َذلِك فعظيم‪ )...‬انتهى(‪.)1‬‬
‫اب َأ َّن ُه‬ ‫ِ‬
‫الص َو ُ‬ ‫‪ -8‬وقال بعد ذكره الخالف يف مسائل القران‪َ ( :‬و َأ َّما ال َّت ْكف ُير)‪َ :‬ف َّ‬
‫اجت ََهدَ مِ ْن ُأ َّم ِة ُم َح َّم ٍد ‪َ ‬و َق َصدَ ا ْل َح َّق َف َأ ْخ َط َأ‪َ :‬ل ْم ُي َك َّف ْر؛ َب ْل ُي ْغ َف ُر َل ُه َخ َط ُؤ ُه‪.‬‬ ‫َم ْن ْ‬
‫ول مِ ْن َب ْع ِد َما َت َب َّي َن َل ُه ا ْل ُهدَ ى َوا َّت َب َع َغ ْي َر‬
‫الر ُس َ‬ ‫اق َّ‬ ‫ول َف َش َّ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫َو َم ْن َت َب َّي َن َل ُه َما َجا َء بِه َّ‬
‫ب ا ْل َح ِّق َو َت َك َّل َم بِ َال َع َل ٍم‪:‬‬ ‫َسبِي ِل ا ْل ُم ْؤمِنِي َن‪َ :‬ف ُه َو كَافِ ٌر‪َ .‬و َم ْن ا َّت َب َع َه َوا ُه َو َق َّص َر فِي َط َل ِ‬

‫َات َت ْر َج ُح َع َلى َس ِّي َئاتِ ِه‪.‬‬ ‫ون َل ُه َح َسن ٌ‬ ‫اس ًقا َو َقدْ َت ُك ُ‬‫ون َف ِ‬ ‫ب‪ُ .‬ث َّم َقدْ َي ُك ُ‬ ‫َفهو َع ٍ ِ‬
‫اص ُم ْذن ٌ‬ ‫َُ‬

‫(‪« )1‬االستقامة» (‪.)١٦٣ /١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪75‬‬

‫ص َف َل ْي َس ُك ُّل ُم ْخطِ ٍئ َو َال ُم ْبتَدَ ٍع‬ ‫الش ْخ ِ‬ ‫ال َّ‬ ‫ف َح ِ‬ ‫اختِ َال ِ‬ ‫ف بِ َح َس ِ‬
‫ب ْ‬ ‫ف(ال َّت ْك ِف ُير) َي ْختَلِ ُ‬ ‫َ‬
‫اص ًيا َال ِس َّي َما فِي مِ ْث ِل‪:‬‬ ‫اس ًقا ب ْل و َال َع ِ‬
‫َ َ‬
‫ون كَافِرا؛ ب ْل و َال َف ِ‬
‫َو َال َجاه ٍل َو َال َض ٍّال َي ُك ُ ً َ َ‬
‫ِ‬

‫ف ا ْل َم ْع ُروفِي َن ِعنْدَ الن ِ‬


‫َّاس‬ ‫آن)‪ ،‬و َقدْ َغلِ َط فِيها َخ ْل ٌق مِن َأئِم ِة ال َّطوائِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(مس َأ َل ِة ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫آخ ُر َال‬ ‫ين‪َ .‬و َغال ِ ُب ُه ْم َي ْق ِصدُ َو ْج ًها مِ ْن ا ْل َح ِّق َف َي َّتبِ ُع ُه َو َي ْع ُز ُب َعنْ ُه َو ْج ٌه َ‬ ‫بِا ْل ِع ْل ِم َوالدِّ ِ‬

‫اه ًال بِ َب ْع ِض ِه؛ َب ْل ُمنْكِ ًرا َل ُه‪َ .‬ومِ ْن َه ُهنَا ن ََش َأ‬ ‫ض ا ْلح ِّق ج ِ‬
‫ار ًفا بِ َب ْع ِ َ َ‬ ‫ُي َح ِّق ُق ُه َف َي ْب َقى َع ِ‬

‫نِ َزا ُع ُه ْم(‪.)1‬‬


‫قلت‪ :‬من األشياء التي ترد مثال يقولون أن ابن تيمية الحفيد سمى كتابه‪« :‬بيان‬
‫تلبيس الجهمية»‪ ،‬وأراد األشعرية؛ فهو حينئذ يكفر النوع منهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا فيه حق وباطل فكونه سمى كتابه‪« :‬بيان تلبيس الجهمية»ن وأراد‬
‫األشاعرة فحق‪..‬‬
‫لكن ابن تيمية نفسه لفظ (التجهم) عنده ليس كما عند السلف‪ ،‬وأصحاب‬
‫الحديث‪ ،‬وهذا الباطل‪.‬‬
‫وذلك أن أصحاب الحديث إذا قالوا‪( :‬تجهم) و(جهمي)‪ ،‬هي عندهم‪:‬‬
‫نصا بال احتمال‪.‬‬
‫(كافر) ًّ‬
‫اهلل َل ْي َس َع َلى َع ْر ِش ِه َف ُه َو كَافِ ٌر‪َ ،‬و َم ْن‬
‫ف‪َ :‬م ْن َق َال إِ َّن َ‬ ‫‪َ -9‬و َق َال ُم َح َّمدُ ْب ُن ُي ُ‬
‫وس َ‬

‫(‪« )1‬مجموع الفتاوى» (‪.)١٨٠ /١٢‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪76‬‬

‫وسى َف ُه َو كَافِ ٌر‪.‬‬ ‫َز َع َم إِ َّن َ‬


‫اهلل َل ْم ُي َك ِّل َم ُم َ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َّاس‪َ ،‬ف َه ْل َس ِم ْع َت َأ َحدً ا َي ُق ُ‬ ‫ْت الن َ‬ ‫ف‪َ :‬أ ْد َرك َ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪َ -10‬وق َيل ل ُم َح َّمد ْب ِن ُي ُ‬
‫ان ُي َك ِّل ُم بِ َه َذا‪َ ،‬م ْن ُي َك ِّل ُم بِ َه َذا َف ُه َو َج ْه ِمي‪َ ،‬وا ْل َج ْه ِم ُّي‬ ‫وق؟ َف َق َال‪َّ :‬‬
‫الش ْي َط ُ‬ ‫آن َم ْخ ُل ٌ‬
‫ا ْل ُق ْر ُ‬

‫كَافِ ٌر(‪.)1‬‬
‫‪ -11‬قال بن هانئ‪ :‬وسألته عن الذي يقول‪ :‬لفظي بالقرآن مخلوق؟‬
‫قال‪ :‬هذا كالم جهم‪ ،‬من كان يخاصم منهم فال يجالس وال يكلم‪ ،‬والجهمي‬
‫كافر(‪.)2‬‬
‫‪ -12‬قال الدارمي يف مقدمة «النقض» على المريسي (ص‪( :)٤٣‬وا ْلم ِر ِ‬
‫يس ُّي‬ ‫َ َ‬
‫ار ِه ْم‪.‬‬‫َو َج ْه ٌم وأصحاهبم َل ْم يشك َأ َحدٌ مِن ُْه ْم فِي إِ ْك َف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب‬ ‫وسى األنطاكي َأ َّن ُه َسم َع َوكي ًعا ُي َك ِّف ُر ا ْل َج ْهم َّيةَ‪َ .‬و َكت َ‬ ‫وب ْب َن ُم َ‬
‫َسم ْع ُت َم ْح ُب َ‬
‫اد ا ْل ُم ْسلِ ِمي َن ‪)...‬‬ ‫َان ي ْخ ِرج ا ْلجه ِمي َة مِن ِعدَ ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ َلى َعلِ ِّي ْب ِن َخ ْش َر ٍم َأ َّن ا ْب َن ا ْل ُم َب َارك ك َ ُ ُ َ ْ َّ ْ‬
‫انتهى‪.‬‬
‫لكن ابن تيمية الحفيد قد يطلقها ويريد هبا النقص ال التكفير؛ فاسم (التجهم)‬
‫وناقضا من نواقض اإلسالم؛‬
‫ً‬ ‫نصا يف التكفير‬
‫عنده اسم ظاهر يف الذم والنقص ال ًّ‬
‫لذلك يجتمع عنده التجهم مع الحكم باإلسالم يف الشخص المعين أو عموم‬

‫(‪« )1‬خلق أفعال العباد» للبخاري (ص‪.)٣٧‬‬


‫(‪« )2‬مسائل» ابن هانئ (‪.)١٨٦٤‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪77‬‬

‫الطائفة؛ فانتبه‪.‬‬
‫َان فِي ك ََالمِ ِه َش ْو ٌب مِ ْن َه َذا َو َش ْو ٌب‬ ‫‪ -13‬قال عن األشعري الجهمي‪َ :‬ف َل َّما ك َ‬
‫يه ن َْو ًعا مِ ْن الت ََّج ُّه ِم‪.‬‬
‫إن فِ ِ‬
‫ول َّ‬‫ول َم ْن َي ُق ُ‬ ‫مِ ْن َه َذا‪َ :‬ص َار َي ُق ُ‬
‫إن َق ْو َل ُه َق ْو ُل َج ْه ٍم؛ َف َقدْ َق َال ا ْل َباطِ َل ‪.‬‬
‫َو َأ َّما َم ْن َق َال‪َّ :‬‬
‫يه َش ْي ٌء مِ ْن َق ْو ِل َج ْه ٍم؛ َف َقدْ َق َال ا ْل َباطِ َل‪.‬‬ ‫ومن َق َال‪ :‬إ َّنه َليس فِ ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ب ا ْل َك َال َم بِ ِع ْل ِم َوعَدْ ٍل َوإِ ْع َطا َء ُك ِّل ِذي َح ٍّق َح َّق ُه َو َتن ِْز َيل الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ِ‬
‫هلل ُيح ُّ‬‫َو َا ُ‬
‫َمن ِ‬
‫َاز َل ُه ْم‪.‬‬
‫ات اهللِ َت َعا َلى َو ُه َو َح ِقي َق ُة َق ْو ِل ا ْل َق َرامِ َط ِة‬
‫و َقو ُل جه ٍم ُهو النَّ ْفي ا ْلمح ُض ل ِ ِص َف ِ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ‬
‫ا ْل َباطِن ِ َّي ِة َو ُمن َْح ِرفِي ا ْل ُم َت َف ْل ِس َف ِة‪ :‬كالفارابي َوا ْب ِن ِسينَا‪َ .‬و َأ َّما ُم ْقت َِصدَ ُة ا ْل َف َال ِس َف ِة ك ََأبِي‬
‫ات َما ُه َو َخ ْي ٌر مِ ْن‬ ‫اإل ْثب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب ا ْل ُم ْع َت َب ِر َوا ْب ِن ُر ْشد ا ْل َحفيد َففي َق ْول ِه ْم م ْن ْ ِ َ‬
‫َات ص ِ‬
‫اح ِ‬ ‫َ‬
‫ا ْلبرك ِ‬
‫ََ‬
‫ات َأح َكا ِم الص َف ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ِّ‬ ‫ات ْاألَ ْس َماء ا ْل ُح ْسنَى َوإِ ْث َب ُ ْ‬ ‫َق ْو ِل َج ْه ٍم؛ َفإِ َّن ا ْل َم ْش ُه َ‬
‫ور َعن ُْه ْم إ ْث َب ُ‬
‫َف ِفي ا ْل ُج ْم َل ِة َق ْو ُل ُه ْم َخ ْي ٌر مِ ْن َق ْو ِل َج ْه ٍم َو َق ْو ُل ِض َر ِار ْب ِن َع ْم ٍرو ا ْل ُكوفِ ِّي َخ ْي ٌر مِ ْن‬
‫َق ْول ِ ِه ْم ‪.‬‬
‫اب َب ْل َه ُؤ َال ِء‬ ‫ب والقالنسي َو ْاألَ ْش َع ِر ُّي َف َل ْي ُسوا مِ ْن َه َذا ا ْل َب ِ‬ ‫َو َأ َّما ا ْب ُن ُك َّال ٍ‬

‫ول‬‫ات؛ َلكِ ْن فِي َأ ْق َوال ِ ِه ْم َشي ٌء مِ ْن ُأ ُص ِ‬ ‫اإل ْثب ِ‬


‫ب ِْ َ‬ ‫ون بِ َم ْذ َه ِ‬ ‫ور َ‬ ‫ون بالصفاتية َم ْش ُه ُ‬ ‫َم ْع ُرو ُف َ‬
‫ْ‬
‫الضدَّ ْي ِن‬‫َّاس إ َّن ُه ُي ْل ِز ُم ُه ْم بِ َس َببِ ِه ال َّتنَا ُق ُض َوإِن َُّه ْم َج َم ُعوا َب ْي َن ِّ‬
‫ول الن ُ‬ ‫ا ْل َج ْه ِم َّية َو َما َي ُق ُ‬
‫َوإِن َُّه ْم َقا ُلوا َما َال ُي ْع َق ُل َو َي ْج َع ُلون َُه ْم ُم َذ ْب َذبِي َن َال إ َلى َه ُؤ َال ِء َو َال إ َلى َه ُؤ َال ِء َف َه َذا َو ْج ُه‬
‫املُقدّمة‬
‫‪78‬‬

‫ال ا ْل َج ْه ِم َّية‬ ‫َم ْن َي ْج َع ُل فِي َق ْول ِ ِه ْم َش ْي ًئا مِ ْن َأ ْق َو ِ‬


‫ون‪ :‬ا ْفتَر َق ْت ا ْلجه ِمية َع َلى ( َث َال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫ك ََما َأ َّن ْاألَئ َّم َة ‪ -‬ك ََأ ْح َمدَ َو َغ ْي ِره ‪ -‬كَا ُنوا َي ُقو ُل َ َ‬
‫وق َو َال َغ ْي ُر‬ ‫ول َم ْخ ُل ٌ‬ ‫ف َو َال َت ُق ُ‬ ‫وق‪َ .‬وفِ ْر َق ٌة َت ِق ُ‬ ‫آن َم ْخ ُل ٌ‬ ‫ون‪ :‬ا ْل ُق ْر ُ‬‫فِ َر ٍق)‪ :‬فِ ْر َق ٌة َي ُقو ُل َ‬
‫آن َم ْخ ُلو َق ٌة‪.‬‬ ‫ول‪َ :‬أ ْل َفا ُظنَا بِا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫وق‪َ .‬وفِ ْر َق ٌة َت ُق ُ‬
‫م ْخ ُل ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ًة‬ ‫َوم ْن ا ْل َم ْع ُلو ِم َأن َُّه ْم إن ََّما َأ َرا ُدوا بِ َذل َك ا ْفت َرا َق ُه ْم في " َم ْس َأ َلة ا ْل ُق ْرآن " َخ َّ‬
‫ش َو َج َع ُلو ُه مِ ْن‬ ‫الر ْؤ َي َة َو ِاال ْستِ َوا َء َع َلى ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َفات َو ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوإِ َّال َف َكث ٌير م ْن َه ُؤ َالء ُي ْثبِ ُت ِّ‬
‫ف َق ْول ِ ِه َال َأ َّن ُه‬ ‫يها؛ ل ِ َي َت َب َّي َن َض ْع ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ا ْل َم َسائ ِل‪َ :‬أ ْي َأ َّن ُه َوا َف َق ا ْل َج ْهم َّية ف َ‬ ‫ا ْل َج ْه ِم َّية فِي َب ْع ِ‬

‫ول‪َ .‬ول ِ َه َذا‬ ‫ف َما َي ُق ُ‬ ‫مِ ْث ُل ا ْل َج ْه ِم َّية َو َال َأ َّن ُح ْك َم ُه ُح ْك ُم ُه ْم؛ َفإِ َّن َه َذا َال َي ُقو ُل ُه َم ْن َي ْع ِر ُ‬
‫َعا َّم ُة ك ََال ِم َأ ْح َمد إن ََّما ُه َو ُي َج ِّه ُم ال َّل ْفظِ َّي َة َال َي َكا ُد ُي ْطلِ ُق ا ْل َق ْو َل بِ َت ْك ِف ِير ِه ْم ك ََما ُي ْطلِ ُق ُه‬
‫السن َِّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ب إ َلى َه َذا ا ْل َق ْو ِل َغ ْي ُر َواحد م ْن ا ْل َم ْع ُروفي َن بِ ُّ‬
‫ِ‬
‫بِ َت ْكف ِير المخلوقية َو َقدْ ُنس َ‬
‫ِ‬
‫ار ِ‬
‫ث‬ ‫يث‪ :‬كَا ْلحسي ِن الكرابيسي و ُنعي ِم اب ِن حم ٍ‬
‫اد الخزاعي والبويطي َوا ْل َح ِ‬ ‫وا ْلح ِد ِ‬
‫َ َ ْ ْ َ َّ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َّاس َم ْن ن ََس َب إ َل ْي ِه ا ْل ُب َخ ِار َّي(‪.)1‬‬
‫اسبِي َومِ ْن الن ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ال ُم َح َّ‬
‫ف‬ ‫ون ا ْل ُم ْص َح َ‬‫الش ِري َع ِة َف ُي َع ِّظ ُم َ‬ ‫اإليم ِ‬
‫ان بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪َ ..‬و َأ َّما َأ ْه ُل ا ْلع ْل ِم بِا ْل َم َقا َلة َو َأ ْه ُل ْ ِ َ‬
‫َان فِي َق ْول ِ ِه ْم‬
‫الش ِري َع ُة مِ ْن ْاألَ ْح َكا ِم َفإِ َّن ُه ك َ‬
‫ون َل ُه َما َأ ْو َج َب ْت ُه َّ‬
‫وج ُب َ‬ ‫ون ُح ْر َم َت ُه َو ُي ِ‬
‫َو َي ْع ِر ُف َ‬
‫الض َال ِل َما َأ ْن َك ُروا بِ ِه َب ْع َض‬ ‫ن َْو ٌع مِ ْن ا ْل َخ َطأِ َوا ْلبِدْ َع ِة َوفِي َم ْذ َهبِ ِه ْم مِ ْن الت ََّج ُّه ِم َو َّ‬

‫(‪« )1‬مجموع الفتاوى» (‪.)٢٠٥ /١٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪79‬‬

‫اهلل َع َلى ُر ُسلِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫ص َفات اهلل َو َب ْع َض ص َفات ك ََالمه َو ُر ُسله َو َج َحدُ وا َب ْع َض َما َأن َْز َل ُ‬
‫ات َلكِن َُّه ْم َم َع َذل ِ َك‬
‫ور ا ْلمنْكِ ِرين لِج ِمي ِع الص َف ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫الذ ُك ِ ُ‬ ‫يث للجهمية ُّ‬ ‫َو َص ُاروا َم َخانِ َ‬
‫ون ا ْلح َّق‪)1()..‬‬ ‫مت ََأو ُل َ ِ‬
‫ون َقاصدُ َ َ‬ ‫ُ ِّ‬
‫فالجهمية الذين اتفق السلف على تكفيرهم عند ابن تيمية‪ :‬هم الجهمية‬
‫تكفيرا‪ ،‬نوع ًيا ال عين ًيا‪ ،‬بخالف األشعرية فهم جهمية بمعنى فيهم تجهم‪،‬‬
‫ً‬ ‫المحضة‬
‫وليسوا بجهمية محضة‪ ،‬وهم من أهل اإلسالم عنده؛ فانتبه‪.‬‬
‫ول ا ْلبِدَ ِع‬ ‫اط َو َغ ْي ُر ُه َما‪ُ :‬أ ُص ُ‬ ‫ف بن َأسب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس ُ ْ ُ ْ َ‬ ‫(‪َ ..‬ول َه َذا َق َال‪َ :‬ع ْبدُ اهلل ْب ُن ا ْل ُم َب َارك َو ُي ُ‬
‫الشي َع ُة َوا ْل َخ َو ِار ُج َوا ْل َقدَ ِر َّي ُة َوا ْل ُم ْر ِج َئ ُة‪َ .‬قا ُلوا‪َ :‬وا ْل َج ْه ِم َّية َل ْي ُسوا مِ ْن ال ِّثنْ َت ْي ِن‬ ‫َأ ْر َب َعةٌ‪ِّ :‬‬
‫اب َأ ْح َمد فِي َذل ِ َك َق ْو َل ْي ِن‬ ‫َو َس ْب ِعي َن فِ ْر َق ًة‪َ .‬وك ََذل ِ َك َذك ََر َأ ُبو َع ْب ِد اهللِ ْب ُن َحامِ ٍد َع ْن َأ ْص َح ِ‬

‫َان َع َل ْي ِه َج ْه ٌم َن ْف ُس ُه َو ُم َّتبِ ُعو ُه‬


‫َه َذا َأ َحدُ ُه َما‪َ .‬و َه َذا َأ َرا ُدوا بِ ِه الت ََّج ُّه َم ا ْل َم ْح َض ا َّل ِذي ك َ‬
‫اهلل بِ َش ْي ٍء مِ ْن َأ ْس َمائِ ِه‬ ‫الص َفات بِ َح ْي ُث َال ُي َس َّمى ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َل ْيه َو ُه َو َن ْف ُي ْاألَ ْس َماء َم َع َن ْف ِي ِّ‬
‫يه َش ْي ًئا َو َال َم ْو ُجو ًدا َو َال َغ ْي َر َذل ِ َك‪...‬‬ ‫ا ْلحسنَى و َال يسم ِ‬
‫ُ ْ َ ُ َ ِّ‬
‫اإل ْس َال ِم‬ ‫ين ْ ِ‬‫ون بِ ِد ِ‬‫ض الت ََّج ُّه ِم كَا ْل ُم ْعت َِز َل ِة َون َْح ِو ِه ْم ا َّل ِذي َن َيتَدَ َّينُ َ‬
‫ول بِ َب ْع ِ‬‫َو َأ َّما َم ْن َي ُق ُ‬

‫ب‪َ .‬وك ََذل ِ َك َم ْن ُه َو َخ ْي ٌر مِن ُْه ْم‬ ‫اه ًرا َف َه ُؤ َال ِء مِ ْن ُأ َّم ِة ُم َح َّم ٍد ‪ ‬بِ َال َر ْي ٍ‬ ‫باطِنًا و َظ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّص‬ ‫ول بِالن ِّ‬ ‫َان مِن ُْه ْم َي ُق ُ‬
‫الشي َع ُة ا ْل ُم َف ِّضلِي َن ل ِ َعلِي َو َم ْن ك َ‬ ‫كَا ْل ُك َّالبِ َية وال َك َّرامِ َية‪َ .‬وك ََذل ِ َك ِّ‬
‫ِّ‬

‫(‪« )1‬مجموع الفتاوى» (‪.)٣٨٢ /١٢‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪80‬‬

‫اه ًرا َو َظن ِِّه َأ َّن َما ُه َو َع َل ْي ِه ُه َو ِدي ُن‬


‫اد ِه ُنبو َة محم ٍد ‪ ‬باطِنًا و َظ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ َ َّ‬
‫وا ْل ِعصم ِة مع ا ْعتِ َق ِ‬
‫َ ْ َ َ َ‬
‫ار ِجي َن َع ْن ُأ َّم ِة ُم َح َّم ٍد ‪َ ‬ب ْل ُه ْم مِ ْن‬ ‫اإل ْس َال ِم َف َه ُؤ َال ِء َأ ْه ُل َض َال ٍل َو َج ْه ٍل َل ْي ُسوا َخ ِ‬
‫ِْ‬
‫ا َّل ِذين َفر ُقوا ِدينَهم وكَا ُنوا ِشيعا‪)1()..‬‬
‫ًَ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ َّ‬
‫التجهم المحض؛ وهو نفي األسماء والصفات؛ كما ُيحكى‬
‫ّ‬ ‫(‪ ..‬والتحقيق‪ّ :‬‬
‫أن‬
‫كفر‪ ،‬ب ِّي ٌن‪،‬‬
‫ممن نفى أسماء اهلل الحسنى ٌ‬
‫عن جهم‪ ،‬والغالية من المالحدة‪ ،‬ونحوهم ّ‬
‫مخالف لما علم باإلضطرار من دين الرسول‪. ‬‬
‫ٌ‬
‫المعتزلة ينفون الصفات‪ ،‬وأما نفي الصفات‪ ،‬مع إثبات األسماء؛ كقول‬
‫عظيم أيضًا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المعتزلة‪ :‬فهو دون هذا لكنّه‬
‫وأما من أثبت الصفات المعلومة بالعقل والسمع‪ ،‬وإنّما نازع يف قيام األمور‬
‫االختيارية به؛ كابن كالب‪ ،‬ومن ا ّتبعه؛ فهؤالء ليسوا جهمية‪ ،‬بل وافقوا جهمًا يف‬
‫بعض قوله‪ ،‬وإن كانوا خالفوه يف بعضه‪ .‬وهؤالء من أقرب الطوائف إلى السلف‬
‫وأهل السنة والحديث‪.‬‬
‫وكذلك السالمية‪ ،‬والكرامية‪ ،‬ونحو هؤالء يوافقون يف جملة أقوالهم‬
‫المشهورة؛ فيثبتون األسماء والصفات‪ ،‬والقضاء والقدر يف الجملة ليسوا من‬

‫(‪« )1‬مجموع الفتاوى» (‪.)٤٤٨ /١٧‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪81‬‬

‫الجهمية‪ )...‬انتهى(‪.)1‬‬
‫‪ -‬قال يف مقدمة «بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية» (‪:)٩ /١‬‬
‫كثرت يف‬
‫ْ‬ ‫وأكثر الطالبين للعلم والدين‪ ،‬ليس لهم قصد من غير الحق المبين‪ ،‬لكن‬
‫هذا الباب الشبه والمقاالت‪ ،‬واستولت على القلوب أنواع الضالالت‪ ،‬حتى صار‬
‫القول الذي ال يشك من أويت العلم واإليمان‪ ،‬أنه مخالف للقرآن والربهان‪ ،‬بل ال‬
‫يشك يف أنه كفر بما جاء به الرسول من رب العالمين‪ ،‬قد جهله كثير من أعيان‬
‫الفضالء‪ ،‬فظنوا أنه من محض العلم واإليمان‪ ،‬بل ال يشكون يف أنه مقتضى صريح‬
‫العقل والعيان‪ ،‬وال يظنون أنه مخالف لقواطع الربهان‪ ،‬ولهذا كنت أقول‬
‫كافرا مريدً ا ‪-‬لعلمي بأن هذا كفر‬
‫ألكابرهم‪ :‬لو وافقتكم على ما تقولونه لكنت ً‬
‫مبين‪ -‬وأنتم ال تكفرون ألنكم من أهل الجهل بحقائق الدين‪ ،‬ولهذا كان السلف‬
‫واألئمة يكفرون الجهمية يف اإلطالق والتعميم‪ ،‬وأما المعين منهم فقد يدعون له‬
‫ويستغفرون له لكونه غير عالم بالصراط المستقيم‪ ،‬وقد يكون العلم واإليمان‬
‫ظاهرا لقوم دون آخرين‪ ،‬ويف بعض األمكنة واألزمنة دون بعض بحسب ظهور دين‬
‫ً‬
‫المرسلين‪ )...‬انتهى‪.‬‬
‫وقال بعد ذكره بعض أئمة الجهمية؛ كالباقالين‪ ،‬وأبي ذر الهروي‪ ،‬والباجي‪،‬‬

‫(‪« )1‬النبوات» البن تيمية (‪.)٥٧٨ /١‬‬


‫املُقدّمة‬
‫‪82‬‬

‫والجويني‪ ،‬وابن العربي‪ ،‬والسمناين‪..( :‬ثم إنه ما من هؤالء إال من له يف اإلسالم‬


‫مساع مشكورة‪ ،‬وحسنات مربورة‪ ،‬وله يف الرد على كثير من أهل اإللحاد والبدع‪،‬‬
‫واالنتصار لكثير من أهل السنة والدين ما ال يخفى على من عرف أحوالهم‪ ،‬وتكلم‬
‫فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف‪ ،‬لكن لما التبس عليهم هذا ألصل المأخوذ‬
‫ابتداء عن المعتزلة‪ ،‬وهم فضالء عقالء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه‪ ،‬فلزمهم‬
‫بسبب ذلك من األقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين‪ ،‬وصار الناس‬
‫بسبب ذلك‪ :‬منهم من يعظمهم‪ ،‬لما لهم من المحاسن والفضائل‪ ،‬ومنهم من‬
‫يذمهم‪ ،‬لما وقع يف كالمهم من البدع والباطل‪ ،‬وخيار األمور أوساطها‪.‬‬
‫وهذا لي مخصوصًا هبؤالء‪ ،‬بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين‪،‬‬
‫واهلل تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات‪ ،‬ويتجاوز لهم عن السيئات‪،‬‬
‫{ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ‬

‫ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ} [سورة احلشر‪.]10:‬‬
‫وال ريب أن من اجتهد يف طلب الحق والدين من جهة الرسول‪ ، ‬وأخطأ‬
‫يف بعض ذلك فاهلل يغفر له خطأه‪ ،‬تحقيقًا للدعاء الذي استجابه اهلل لنبيه وللمؤمنين‬

‫[سورة‬ ‫ﲺ ﳝ}‬
‫ﲻ‬ ‫حيث قالوا‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪83‬‬

‫البقرة‪.)1(]286:‬‬
‫قلت‪ :‬الحمد هلل على العافية‪ ،‬ونسأله سبحانه الهداية لدين أصحاب‬
‫الحديث‪ ،‬وقد تركت القارئ بال تعليق لظهور بطالن هذا التقرير ومناقضته لدين‬
‫أصحاب الحديث‪ ،‬وكذلك حتى يقارن بين ابن حزم وابن تيمية ويخرج الفوارق‬
‫والجوامع األصولية بينهما يف أصل توسعة اإلعذار‪...‬‬
‫ثم يقول لنفسه طال ًبا للحق‪ ،‬متجر ًدا من كل هوى‪ :‬أين هذا التأصيل يف كتب‬
‫العقيدة األثرية المسندة؟ أين هذا اإلعذار المبالغ فيه والخارج عن تقريرات‬
‫السلف الواضحة يف دواوين العقيدة من مذاهب أئمة السنة الذي اتفقوا على تكفير‬
‫أعيان الجهمية؟وهل يستقيم للشخص سلفيته وأثريته بل إسالمه وتوحيده وبراءته‬
‫من الشرك والتعطيل وأهله وهو يقلد دينه هذه الفكرة المحدثة؟‬
‫أترك لك الجواب‪ ،‬واهلل الهادي سواء السبيل‪.‬‬
‫واعلم – وفقك اهلل – أن غالب مذاهب المتأخرين والمعاصرين ال تجري‬
‫على أصول أئمة الحديث وشيوخ السنة وهذا يحتاج إلى تحرير ولي بحث خاص‬
‫لعلي أنشره قريبا ‪-‬يسر اهلل السبيل إلتمامه –‪.‬‬

‫(‪« )1‬درء تعارض العقل والنقل» (‪.)١٠٣ /٢‬‬


‫باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل‬
‫‪84‬‬

‫‪1‬‬

‫ِ‬
‫لإل‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪85‬‬

‫باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل‬

‫‪ - 1‬قال الاللكائي‪ :‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪ :‬ذكره أحمد بن محمد بن‬
‫عثمان أبو عمرو الدمشقي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن شعيب بن شابور قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا أبو رافع‬
‫المديني إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة أنه قال‪َ :‬حدَّ َثنَا‬

‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪ " :‬يأمر اهلل إسرافيل بنفخة الصعقة فإذا هم خامدون وجاء ملك‬
‫السماء واألرض إال من شئت فيقول‪ :‬من بقي ؟‬
‫رب فقد مات أهل ّ‬
‫الموت فقال‪ :‬يا ّ‬
‫رب بقيت أنت الحي الذي ال تموت وبقي حملة عرشك وبقي‬
‫وهو أعلم قال‪ :‬يا ّ‬
‫جربيل وميكائيل وبقيت أنا‪ .‬فيقول‪ :‬ليمت جربيل وميكائيل وليمت حملة عرشي‬
‫فيقول اهلل تعالى وهو أعلم‪ :‬فمن بقي ؟ فيقول‪ :‬بقيت أنت الحي الذي ال تموت وبقيت‬
‫أنا‪ .‬فيقول‪ :‬يا ملك الموت أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت‪ .‬ثم ال يحي‪.‬‬
‫فإذا لم يبق إال اهلل الواحد الصمد قال اهلل‪ :‬ال موت على أهل الجنة وال موت على أهل‬
‫السماء واألرض كطي السجل للكتاب ثم قال‪ :‬أنا الجبار لمن الملك‬
‫النار‪ .‬ثم طوى اهلل ّ‬
‫اليوم ؟ ثم قال‪ :‬لمن الملك اليوم ؟ ثالثا‪ ،‬ثم قال لنفسه‪ :‬هلل الواحد القهار"‪)1(.‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٦٥‬‬


‫باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل‬
‫‪86‬‬

‫‪ - 2‬وقال الاللكائي‪ :‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪َ :‬حدَّ َثنَا أبو زرعة يعني‬
‫الرازي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا إبراهيم بن زياد ولقبه سبالن قال‪َ :‬حدَّ َثنَا عباد بن عباد قال‪َ :‬حدَّ َثنَا‬

‫مجالد ‪ ،‬عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ " :‬لتضربن‬
‫مضر عباد اهلل حتى ال يعبد هلل اسم"‪)1(.‬‬

‫‪ - 3‬أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن‬
‫أبي حاتم ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحسن بن عرفة ‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنِي علي بن ثابت ‪ ،‬عن الوازع بن نافع‬

‫‪ ،‬عن سالم بن عبد اهلل ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ " :‬تفكروا يف آالء اهلل وال‬
‫"‪)2(.‬‬ ‫تفكروا يف اهلل ‪‬‬
‫‪ - 4‬ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا إسحاق بن أحمد ‪ ،‬الخزاز ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ثنا إسحاق ‪ ،‬يعني ابن سليمان الرازي ‪ ،‬عن المغيرة بن مسلم ‪ ،‬عن ميمون أبي حمزة ‪،‬‬
‫قال‪ " :‬كنت جالسا عند أبي وائل فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف فقال له شقيق بن‬
‫سلمة‪ :‬يا أبا عفيف أال تحدثنا عن معاذ بن جبل ‪ ،‬قال‪ :‬بلى ‪ ،‬سمعته يقول‪ :‬يحبس النّاس‬
‫الرحمن ال‬
‫يوم القيامة يف صعيد واحد فينادي أين المتقون فيقومون يف كنف من ّ‬
‫يحتجب اهلل منهم وال يسترت ‪ ،‬قلت‪ :‬من المتقون ؟ قال‪ :‬قوم اتقوا الشرك وعبادة األوثان‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٤٢‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٢٧‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪87‬‬
‫وأخلصوا هلل العبادة فيمرون إلى الجنة "‪)1(.‬‬

‫ِ‬
‫‪ - 5‬قال ُم َح َّمد بن إِ ْس َحاق َّ‬
‫الصا َغاني‪َ :‬حدثنَا سلم بن قادم َحدثنَا ُم َ‬
‫وسى بن َد ُاود‬
‫َحدثنَا عباد بن ا ْل َعوام َق َال‪« :‬قدم علينا شريك بن عبد اهلل مذ ن َْحو من خمسين سنة َف ُق ْلنَا‬
‫ون َه ِذه ْاألَح ِ‬
‫اديث َأن اهلل ينزل إِ َلى‬ ‫َ‬ ‫َل ُه َيا َأ َبا عبد اهلل إِن عندنَا قوما من ا ْل ُم ْعتَز َلة ُي ُ‬
‫نكر َ‬
‫عشرة َأ َحا ِديث فِي‬
‫الس َماء الدُّ ْن َيا َو َأن أهل ا ْلجنَّة َير ْو َن َرهبم َف َحدثني شريك بِن َْح ِو من َ‬
‫َّ‬
‫ه َذا ثم َق َال أما نَحن فأخذنا ديننَا َعن َأبنَاء التَّابِعين َعن الصحابة فهم َعمن ُ‬
‫أخذوا‪)2( .‬‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ - 6‬وقال َأحمد الدَّ ورقِي‪ :‬س ِمعت وكيعًا ي ُقول نسلم َه ِذه ْاألَح ِ‬
‫اديث ك ََما َجا َءت‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أصبع وقلب‬ ‫الس َم َوات على ْ‬ ‫َيف ك ََذا َو َال لم ك ََذا َي ْعني مثل َحديث يحمل َّ‬ ‫َو َال ن ُقول ك َ‬
‫ِ‬
‫ا ْبن آدم َب ْي َن ُأ ْص ُب َع ْي ِن م ْن َأ َصابِ ِع َّ‬
‫الر ْح َم ِ‬
‫ن‪)3(.‬‬

‫‪ - 7‬قال ابن أبي حاتم ‪َ ،‬حدَّ َثنَا أبو زرعة ‪َ ،‬حدَّ َثنَا هدبة بن خالد ‪ ،‬سمعت سالم بن‬
‫أبي مطيع يقول‪ " :‬ويلهم ما ينكرون من هذا األمر ؟ واهلل ما يف الحديث شيء إال ويف‬
‫القرآن أثبت منه يقول اهلل تعالى‪{ :‬ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ} [سورة اجملادلة‪.]1:‬‬
‫ﳄ} [سورة آل عمران‪.]28:‬‬
‫ﳅ‬ ‫‪ -‬وقوله تعالى‪{ :‬ﳂ ﳃ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٦٤‬‬

‫(‪« )2‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٤٤‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٩‬‬


‫باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل‬
‫‪88‬‬

‫وقوله تعالى‪{ :‬ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ‬ ‫‪-‬‬


‫ﳁﳂ}[سورة الزمر‪.]67:‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪{ :‬ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﲴ} [سورة ص‪.]75:‬‬
‫‪ -‬وقوله تعالى ‪ { :‬ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ} [سورة النساء‪.]164:‬‬

‫فما زال يف ذا من العصر‬ ‫‪.‬‬ ‫[سورة يونس‪]3:‬‬ ‫وقوله تعالى { ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲ ﱵ }‬ ‫‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلى المغرب "‪)1(.‬‬

‫َاب الرد َع َلى ا ْلجه ِمي ِة بِسن ٍَد ص ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫حيحٍ َع ْن َس َّال ِم‬ ‫َ ْ َّ َ َ‬ ‫اخ ُرج بن َأبِي َحات ٍم في كت ِ َّ ِّ‬ ‫‪ - 8‬وقد ْ‬
‫يث َواهللِ َما‬ ‫اد ِ‬
‫ون مِن َه ِذ ِه ْاألَح ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب ِن َأبِي ُمطي ٍع َأ َّن ُه َذك ََر ا ْل ُم ْبتَد َع َة َف َق َال‪َ « :‬و ْي َل ُه ْم َما َذا ُينْك ُر َ ْ‬
‫اهلل َت َعا َلى {ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ}‬ ‫ول ُ‬ ‫آن مِ ْث ُل ُه َي ُق ُ‬
‫يث َشيء إِ َّال وفِي ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ٌ َ‬
‫فِي ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬

‫ﳄ} [سورة آل عمران‪.]28:‬‬


‫ﳅ‬ ‫{ﳂ ﳃ‬

‫[سورة الزمر‪.]67:‬‬ ‫{ﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀ}‬

‫[سورة ص‪.]75:‬‬ ‫{ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳﲴ}‬

‫[سورة النساء‪.]164:‬‬ ‫{ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ}‬

‫{ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ} [سورة طه‪َ .]5:‬ون َْح ُو َذل ِ َك َف َل ْم َي َز ْل َأ ْي َس َّال ُم ْب ُن ُمطِي ٍع َي ْذ ُك ُر‬

‫(‪ )1‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٧٨‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪89‬‬

‫الشم ِ‬
‫س»(‪)1‬‬
‫ْ‬ ‫ات مِن ا ْلعص ِر إِ َلى ُغر ِ‬
‫وب َّ‬ ‫ُ‬
‫ْاآلي ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪ - 9‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ذكر الفضل بن شاذان المقرئ الرازي قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا الحسن بن مجد الكندي قال‪ :‬قرأت على أبي عبيدة معمر بن المثنى البصري‬
‫قال‪ " :‬بسم اهلل إنما هو اهلل ؛ ألن اسم الشيء هو الشيء قال لبيد‪ :‬إلى الحول ثم اسم‬
‫السالم عليكما ومن يبك حوال كامال فقد اعتذر"‪)2(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 10‬قال ابن أبي حاتم يف كتاب " ّ‬


‫الرد على الجهمية "‪ " :‬ذكر نعيم بن حماد أن‬
‫الجهمية قالوا‪ :‬إن أسماء اهلل مخلوقة ‪ ،‬ألن االسم غير المسمى ‪ ،‬وادعوا أن اهلل كان وال‬
‫وجود لهذه األسماء ‪ ،‬ثم خلقها ‪ ،‬ثم تسمى هبا ‪ ،‬قال فقلنا لهم‪ :‬إن اهلل قال {ﲏ ﲐ‬

‫[سورة األعلى‪]1:‬‬ ‫ﲑ ﲒ ﲓ}‬

‫وقال ‪{ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﲂ } [سورة يونس‪.]3:‬‬

‫‪ - 11‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا عبد اهلل بن محمد بن الفضل األسدي‬
‫قال‪ :‬سمعت إسحاق بن داود الشعراين يذكر أنه عرض على محمد بن أسلم كالم رجل‬
‫تكلم يف القرآن فقال محمد بن أسلم‪ :‬أما أسماء اهلل التي قد ذكرها فإهنا كلها أسماؤه‬

‫(‪« )1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٣٥٩ /١٣‬‬


‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٤٩‬‬
‫باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل‬
‫‪90‬‬
‫فإذا قال اإلنسان‪ :‬نعبد اهلل فإنما يعني االسم والمعنى شيئا واحدا فهو موحد "‪)1( .‬‬

‫‪ - 12‬قال عبد الرحمان بن أبي حاتم‪ :‬وجدت يف كتاب أبي نعيم بن حماد قال‪:‬‬

‫الرب ‪‬‬
‫"حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف اهلل به نفسه ويرتك التفكر يف ّ‬
‫ويتبع حديث النبي ‪ ‬أنه قال‪ :‬تفكروا يف الخلق وال تتفكروا يف الخالق"‪ .‬قال نعيم‪:‬‬

‫‪.‬‬
‫[سورة الشورى‪ ]11:‬وال يشبهه شيء من األشياء"‪)2(.‬‬ ‫ﱒ}‬
‫{ﱐ ﱑ ﱓ‬

‫‪ - 13‬ذكر عبد الرحمن قال‪ :‬ثنا إسماعيل بن صالح الحلواين‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو معمر‬
‫القطيعي‪ ،‬قال‪ :‬قال عباد بن العوام قدم علينا شريك‪ ،‬فقلنا‪ " :‬إن قوما ينكرون هذه‬
‫األحاديث‪ّ :‬‬
‫إن اهلل ينزل إلى سماء الدّ نيا والرؤية وما أشبه هذه األحاديث ‪ ،‬فقال‪ :‬إنما‬
‫الصالة والزكاة والحج ‪ ،‬وإنما عرفنا اهلل هبذه‬
‫جاءنا هبذه األحاديث من جاءنا بالسنن يف ّ‬
‫األحاديث "‪)3(.‬‬

‫‪ - 14‬قال عبد الرحمان بن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن عمر‬
‫األصبهاين ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬يقول لفتى من ولد جعفر بن‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٥٣‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٢٩‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٧٩‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪91‬‬

‫سليمان‪ " :‬مكانك فقعد حتى تفرق النّاس ثم قال‪ :‬تعرف ما يف هذه الكورة من األهواء‬
‫واالختالف وكل ذلك يجري مني على بال رضي إال أمرك وما بلغني فإن األمر ال يزال‬
‫هينا ما لم يصر إليكم يعني السلطان فإذا صار إليكم ّ‬
‫جل وعظم فقال‪ :‬يا أبا سعيد وما‬

‫الرب ‪ ‬وتصفه وتشبهه فقال الغالم ‪ :‬نعم فأخذ‬


‫ذاك ؟ قال‪ :‬بلغني أنك تتكلم يف ّ‬
‫الصفة فقال‪ :‬رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء يف المخلوق فإذا عجزنا عن‬
‫يتكلم يف ّ‬
‫المخلوقات ‪ ،‬فنحن عن الخالق أعجز وأعجز‪ ،‬أخربين عن حديث حدثنيه شعبة عن‬
‫الشيباين قال‪ :‬سمعت زرا قال‪ :‬قال عبد اهلل " يف قوله‪{ :‬ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬

‫ﲜ} [سورة النجم‪ .]18:‬قال‪ :‬رأى جربيل له ستمائة جناح ‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فعرف الحديث ‪ ،‬فقال‬
‫عبد الرحمن صف لي خلقا من خلق له ستمائة جناح ‪ ،‬فبقي الغالم ينظر إليه ‪ ،‬فقال‬
‫عبد الرحمن‪ :‬يا بني ‪ ،‬فإين أهون عليك المسألة ‪ ،‬وأضع عنك خمسمائة وسبعة وتسعين‬
‫صف لي خلقا بثالثة أجنحة ركب الجناح الثالث منه موضعا غير الموضعين اللذين‬
‫ركبهما اهلل ‪ ،‬حتى أعلم‪ .‬فقال‪ :‬يا أبا سعيد ‪ ،‬نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن‬
‫عن صفة الخالق أعجز وأعجز‪ ،‬فأشهدك أين قد رجعت عن ذلك وأستغفر"‪)1(.‬‬

‫َاب َأبِي عن ُن َع ْي ِم‬ ‫ت فِي كِت ِ‬ ‫الر ِّد َع َلى ا ْل َج ْه ِم َّي ِة َو َجدْ ُ‬ ‫‪ - 15‬قال بن َأبِي َحاتِ ٍم فِي كِت ِ‬
‫َاب َّ‬
‫اد َق َال‪« :‬ي َق ُال ل ِ ْلجه ِمي ِة َأ ْخبِرونَا َعن َقو ِل اهللِ َتعا َلى بعدَ َفن ِ‬
‫َاء َخ ْل ِق ِه ل ِ َم ِن ا ْل ُم ْل ُك‬ ‫ب ِن حم ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َّ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٢‬‬


‫باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل‬
‫‪92‬‬

‫اظ َخ ْل ِق ِه‬
‫احد القهار و َذل ِ َك بعدَ ان ِْق َطا ِع َأ ْل َف ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫جيبه َأحدٌ َفيرد َع َلى َن ْف ِس ِه ل ِ َّل ِه ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫ا ْل َي ْوم َف َال ُي ِ ُ ُ َ َ ُ ُّ‬
‫بِ َم ْوتِ ِه ْم َأ َف َه َذا َم ْخ ُل ٌ‬
‫وق ا ْنت ََهى‪.‬‬
‫ِ‬
‫لمة َعن إِ ْس َحاق بن َر ْاه َو ْيه َق َال َص َّح َأ َّن َ‬
‫اهلل َي ُق ُ‬
‫ول َب ْعدَ فنَاء‬ ‫‪ - 16‬وروى ْح َمدَ بن َس َ‬
‫اح ِد القهار‪.‬‬ ‫ول لِنَ ْف ِس ِه ل ِ َّل ِه ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫جي ُب ُه َأ َحدٌ َف َي ُق ُ‬‫خلقه ل ِ َم ِن ا ْل ُم ْل ُك ا ْل َي ْو َم َف َال ُي ِ‬

‫الر ِاز ِّي َق َال إِ َذا َم َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت فِي كِت ٍ ِ‬


‫ات‬ ‫َاب عنْدَ َأبِي َع ْن ه َشا ِم ْب ِن ُع َب ْيد اهلل َّ‬ ‫‪ - 17‬قال َو َجدْ ُ‬
‫ول ل ِ َّل ِه‬
‫جي ُب ُه َأ َحدٌ َف َي ُر ُّد َع َلى َن ْف ِس ِه َف َي ُق ُ‬
‫ا ْل َخ ْل ُق َو َل ْم َي ْب َق إِ َّال اهلل َو َق َال لمن ا ْلملك ا ْل َي ْوم َف َال ُي ِ‬
‫ُ‬
‫احدُ ا ْل َق َّه ُار َق َال َف َال َي ُش ُّك َأ َحدٌ َأ َّن َه َذا ك ََال ُم اهللِ َو َل ْي َس بِ َو ْح ٍي إِ َلى َأ َح ٍد ِألَ َّن ُه َل ْم َت ْب َق‬‫ا ْلو ِ‬
‫َ‬
‫س ِه»(‪)1‬‬ ‫جيب لِنَ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َن ْفس فِيها روح إِ َّال و َقدْ َذا َق ِ‬
‫اهلل ُه َو ا ْل َقائ ُل َو ُه َو ا ْل ُم ِ ُ‬ ‫ت َو ُ‬‫ت ا ْل َم ْو َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ ُ ٌ‬

‫‪ - 18‬قال ابن أبي حاتم يف كتاب " ّ‬


‫الرد على الجهمية "‪ :‬وجدت يف كتاب أبي عن‬
‫نعيم بن حماد قال‪ " :‬يقال للجهمية أخربونا عن قول اهلل تعالى بعد فناء خلقه {ﳆ‬

‫فال يجيبه أحد فيرد على نفسه قوله تعالى‪ { :‬ﲙ ﲚ‬ ‫[سورة غافر‪]16:‬‬ ‫ﳇ ﳈﳉ}‬
‫ﲛﲜ} وذلك بعد انقطاع ألفاظ خلقه بموهتم ‪ ،‬أفهذا مخلوق ؟ "‪)2(.‬‬

‫‪ - 19‬فأخرب أنه المعبود‪ ،‬ودل كالمه على اسمه بما دل به على نفسه‪ ،‬فمن زعم أن‬

‫(‪« )1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٣٦٨ /١٣‬‬


‫(‪ )2‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٣٦٨/١٣‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪93‬‬
‫اسم ال ّله مخلوق فقد زعم أن اهلل أمر نبيه أن يسبح مخلو ًقا‪)1(.‬‬

‫الر ِاز ُّي‪َ ،‬أ َج َازنِي‬ ‫ِ‬


‫الر ْح َم ِن ْب ُن َأبِي َحات ٍم َّ‬
‫ٍ‬ ‫‪ - 20‬وروي أيضا‪َ :‬كت ِ‬
‫َب لي َأ ُبو ُم َح َّمد َع ْبدُ َّ‬ ‫َ‬
‫ج ِد‬ ‫ان ا ْل ِمص ِري‪ ،‬فِي َأو ِل ل ِ َق ٍ‬
‫اء َل ِقي ُت ُه فِي ا ْل َم ْس ِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ ُّ‬ ‫الربِ ُ‬
‫يع ْب ُن ُس َل ْي َم َ‬ ‫الر َوا َي َة َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬حدَّ َثنَا َّ‬
‫ِّ‬
‫ح َكاي ِة‪ ،‬و َذل ِ َك َأنِّي َك َتب ُتها َعن َأبِي ب ْك ِر ب ِن ا ْل َق ِ‬
‫اس ِم َعنْ ُه َق ْب َل‬ ‫ا ْلجامِعِ‪َ ،‬فس َأ ْل ُته َعن َه ِذ ِه ا ْل ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ول‪َ « :‬م ْن َح َل َ‬ ‫الشافِ ِعي ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫الربِ ُ َ َ‬ ‫ِ‬
‫وجي إِ َلى م ْص َر‪ ،‬ف َحدَّ َثني َّ‬
‫ِ‬ ‫ُخ ُر ِ‬
‫ف‬ ‫يع قال‪َ :‬سم ْع ُت َّ َّ‬
‫ف‬‫وق‪َ ،‬و َم ْن َح َل َ‬ ‫اء اهللِ َف َحن ِ َث َف َع َل ْي ِه ا ْل َك َّفار ُة‪ِ ،‬ألَ َّن اسم اهللِ َغ ْير م ْخ ُل ٍ‬ ‫بِاس ٍم مِن َأسم ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫وق»(‪)2‬‬ ‫اك َغ ْير م ْخ ُل ٍ‬
‫وق‪َ ،‬و َذ َ ُ َ‬ ‫الص َفا َوا ْل َم ْر َو ِة‪َ ،‬ف َل ْي َس َع َل ْي ِه ا ْل َك َّف َار ُة‪ِ ،‬ألَ َّن ُه َم ْخ ُل ٌ‬ ‫ِ‬
‫بِا ْل َك ْع َبة َأ ْو بِ َّ‬

‫(‪ )1‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٣٧٨/١٣‬‬

‫(‪« )2‬اإلبانة الكربى ‪ -‬ابن بطة» (‪)٢٧٤ /٥‬‬


‫باب‪ :‬يف االميان بعلو اهلل تعاىل على خلقه‬
‫‪94‬‬

‫باب‪ :‬يف االميان بعلو اهلل تعاىل‬


‫على خلقه‬

‫‪ - 21‬قال الاللكائي يف شرح السنّة‪ :‬وأخربنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب ‪،‬‬
‫وعلي بن محمد بن عمر ‪ ،‬قاال ‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا محمد بن‬
‫عمار بن الحارث ‪ ،‬ثنا عبد الرحمن يعني ابن عبد اهلل الدشتكي ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عمرو بن‬
‫أبي قيس ‪ ،‬ح قال‪ :‬ونا أبو زرعة ‪ ،‬وعبد الملك بن أبي عبد الرحمن ‪ ،‬وكثير بن شهاب‪،‬‬
‫قالوا‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن سعيد بن سابق ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عمرو ‪ ،‬عن سماك بن حرب ‪ ،‬عن عبد‬
‫اهلل بن عميرة ‪ ،‬عن األحنف بن قيس ‪ ،‬عن العباس بن عبد المطلب ‪ ،‬أنه كان جالسا يف‬

‫البطحاء يف عصابة ورسول اهلل ‪ ‬جالس فيهم إذ مرت عليهم سحابة فنظروا إليها‬

‫فقال رسول اهلل ‪ " :‬تدرون ما اسم هذه ؟ قالوا‪ :‬هذه السحاب فقال رسول اهلل ‪‬‬
‫«والعنان» ثم قال رسول اهلل ‪:‬‬ ‫«والمزن» قالوا‪ :‬والمزن فقال رسول اهلل ‪‬‬
‫السماء واألرض ؟ قالوا‪ :‬واهلل ما ندري قال‪ :‬بعد ما بينهما إما‬
‫"أتدرون بعد ما بين ّ‬
‫والسماء التي فوقها كذلك وقال ابن سابق يف‬
‫واحدة أو اثنتان أو ثالث وسبعون سنة ّ‬
‫والسماء الثالثة فوقها كذلك حتى عدهن سبع سموات كذلك ‪ ،‬ثم قال‪ " :‬فوق‬
‫حديثه ّ‬
‫السماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال ما‬
‫السابعة بحر بين أعاله وأسفله ما بين ّ‬
‫ّ‬
‫بين أظالفهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪95‬‬
‫وأعاله ما بين سماء إلى سماء واهلل تعالى فوق ذلك "‪)1(.‬‬

‫‪ - 22‬أخبرنا علي بن محمد بن عمر ‪ ،‬ومحمد بن علي بن محمد الساوي ‪ ،‬قاال‪:‬‬


‫َأ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا يونس بن عبد األعلى ‪ ،‬قراءة قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا‬
‫ابن وهب ‪ ،‬قال‪ :‬أخربين سعيد بن أبي أيوب ‪ ،‬عن زهرة بن معبد ‪ ،‬عن ابن عم له أخربه‬

‫أنه سمع عقبة بن عامر يقول‪ :‬قال رسول اهلل ‪ " :‬من توضأ فأحسن وضوءه ثم رفع‬
‫السماء فقال‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له وأن محمدا عبده‬
‫نظره إلى ّ‬
‫ورسوله ‪ ،‬فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء "‪)2(.‬‬

‫لمة بن ا ْلفضل َحدثنِي ا ْبن‬ ‫ِ‬


‫الر ِاز ّي ا ْل َحافظ‪َ :‬حدثنَا َس َ‬
‫‪ - 23‬فقال ُم َح َّمد بن حميد َّ‬
‫إِ ْس َحاق َق َال ‪«:‬بعث اهلل ملكا من ا ْل َم َالئِ َكة َي ْعنِي إِ َلى بخت نصر َف َق َال َهل تعلم َيا َعدو‬
‫ثم ي ْبدو ا ْل َع ْرش َع َل ْي ِه‬ ‫ِ‬
‫الس َماء إِ َلى األَ ْرض َق َال َال‪ ،‬وغلظها ك ََذلك إِ َلى َأن َق َال َّ‬
‫اهلل كم َبين َّ‬
‫ثم بعث اهلل َع َل ْي ِه ا ْل َب ُع َ‬
‫وضة َفقتلته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ملك ا ْل ُم ُلوك ‪َ ‬أي َعدو اهلل َف َأنت تطلع إِ َلى َذلك َّ‬
‫ال بخت نصر وا ْلمح ُفوظ َأن صاحب ا ْل ِقصة نمرود(‪)3‬‬
‫ك ََذا َق َ‬
‫ُْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٥٠‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٥٤‬‬

‫(قلت)‪ :‬كل شيء علمه وبيانه يف القرآن‪.‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٤٥‬‬


‫باب‪ :‬يف االميان بعلو اهلل تعاىل على خلقه‬
‫‪96‬‬

‫َان اهلل َت َعا َلى ك ََما وصف‬ ‫لمة بن ا ْلفضل‪َ :‬حدثنَا ا ْبن إِ ْس َحاق َق َال‪«:‬ك َ‬ ‫‪ - 24‬وقال َس َ‬
‫اهر فِي‬ ‫اإلكْرام ال َّظ ِ‬
‫جالل َو ْ ِ َ‬ ‫الماء َع َل ْي ِه ا ْل َع ْرش و َعلى ا ْل َع ْرش ُذو ا ْل َ‬
‫نَفسه إِ ْذ َل ْي َس إِ َّال َ‬
‫علوه على خلقه َف َل ْي َس َش ْيء َف ْوقه ا ْل َباطِن إلحاطته بخلقه َف َل ْي َس َش ْيء دونه الدَّ ائِم‬
‫السبع من ُدخان‬ ‫الس َم َوات َّ‬ ‫ثم سمك َّ‬ ‫ان أول َما خلق النُّور والظلمة َّ‬ ‫ا َّل ِذي َال يبيد َف َك َ‬
‫الس َماء فحبكهن وأكمل َخلقه َّن فِي َي ْو َم ْي ِن ففرغ من‬ ‫است ََوى إِ َلى َّ‬ ‫ثم ْ‬ ‫ثم دحا األَ ْرض َّ‬ ‫َّ‬
‫األَرض فِي ِست َِّة َأيا ٍم ُثم استَوى بعد على َعرشه»(‪)1‬‬
‫ْ‬ ‫َّ َّ ْ َ‬ ‫الس َم َوات َو ْ ْ‬ ‫خلق َّ‬
‫ِ‬
‫الر ِاز ّي‪َ :‬حدثنَا َأ ُبو َ‬
‫عمران الطرطوسي َق َال‪« :‬قلت لسنيد بن‬ ‫‪ - 25‬قال َأ ُبو َحاتم َّ‬
‫على َعرشه بائِن من خلقه َق َ‬
‫ال نعم» (‪)2‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َد ُاود ُه َو ‪‬‬

‫(‪« )1‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٤٥‬‬

‫(‪« )2‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٧١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪97‬‬

‫باب‪ :‬يف القرآن‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وب‪َ ،‬أنا َع ْبدُ‬ ‫‪ - 26‬قال‪َ :‬و َأ ْخ َب َرنَا ه َب ُة اهلل‪َ ،‬أنا َعلِ ُّي ْب ُن ُم َح َّمد ْب ِن َأ ْح َمدَ ْب ِن َي ْع ُق َ‬
‫ب َأ َّن َمال ِ ًكا‬
‫الر ْح َم ِن ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم َق َال‪ُ :‬ق ِر َئ َع َلى ُيو ُن َس ْب ِن َع ْب ِد األَ ْع َلى‪َ ،‬أنا ا ْب ُن َو ْه ٍ‬ ‫َّ‬
‫ث ْب َن ِه َشا ٍم َس َأ َل َر ُسول‬ ‫يه َع ْن َعائِ َش َة ‪َ ‬أ َّن ا ْل َح ِ‬
‫ار َ‬ ‫حدَّ َثه َعن ِه َشا ِم ب ِن ُعرو َة َعن َأبِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫يك ا ْل َو ْح ُي؟ َف َق َال َر ُسول اهلل ‪:- َ  -‬‬ ‫ف َي ْأتِ َ‬‫ول اهللِ‪َ :‬ك ْي َ‬ ‫اهلل ‪َ - َ  -‬ف َق َال‪َ « :‬يا َر ُس َ‬
‫س‪َ ،‬و ُه َو َأ َشدُّ َع َل َّي َف َي ْف ِص ُم َعنِّي‪َ ،‬و َقدْ َو َع ْي ُت ( َعنْ ُه) ‪،‬‬‫َأ ْح َيانًا َي ْأتِينِي مِ ْث َل َص ْل َص َل ِة ا ْل َج َر ِ‬

‫ول‪َ .‬قا َل ْت َعائِ َش ُة ‪َ ،‬و َل َقدْ‬


‫َق َال‪َ :‬و َأ ْح َيانًا َيت ََم َّث ُل إِ َلي ا ْل َم َل ُك َر ُجال َف ُي َك ِّل ُمنِي َف َأ ِعي َما َي ُق ُ‬
‫َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ر َأي ُته ين ِْز ُل َع َلي ِه فِي ا ْليو ِم َّ ِ ِ‬
‫َعر ًقا "»(‪)1‬‬
‫الشديد ا ْل َب ْرد َف َي ْفص ُم َعنْ ُه َوإِ َّن َجبِينَ ُه َل َي َت َف َّصدُ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َُ‬

‫‪ - 27‬عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن األعمش عن أبي الضحى مسلم‬
‫بن صبيح عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا‪ " :‬إذا تكلم اهلل بالوحي سمع أهل‬
‫السلسلة على الصفا فيصعقون فال يزالون كذلك حتى يأتيهم‬
‫السماء صلصلة كجر ّ‬
‫ّ‬
‫جربيل ‪ ،‬فإذا أتاهم جربيل ُف ِّز َع عن قلوهبم فيقولون‪ :‬يا جربيل ماذا قال ربك ؟ قال‪:‬‬
‫يقول الحق ‪ ،‬قال‪ :‬فينادون الحق الحق "‪ .‬قال ابن أبي حاتم‪ :‬هكذا حدث به أبو‬

‫(‪« )1‬الحجة يف بيان المحجة» (‪)٢٨١ /١‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪98‬‬
‫معاوية مسندا ‪ ،‬ووجدته بالكوفة موقوفا‪)1(.‬‬

‫بِا ْل َو ْح ِي َس ِم َع َأ ْه ُل‬ ‫ٍ‬


‫‪‬‬ ‫‪ - 28‬وقال َم ْس ُروق َعن بن َم ْس ُعود‪« :‬إِ َذا َت َك َّل َم ُ‬
‫اهلل‬
‫السم ِ‬
‫ت َع َر ُفوا َأ َّن ُه ا ْل َح ُّق َونَا َد ْوا َما َذا َق َال َر ُّب ُك ْم‬ ‫اوات َفإِ َذا ُف ِّز َع َع ْن ُق ُلوبِ ِه ْم َو َس َك َن َّ‬
‫الص ْو ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َقا ُلوا ا ْل َح َّق»‬
‫ِ ِ‬ ‫‪َ -‬و َأ ْخ َر َج ُه بن َأبِي َحاتِ ٍم فِي كِت ِ‬
‫اب َم ْر ُفو ًعا‬ ‫الر ِّد َع َلى ا ْل َج ْهم َّية َع ْن َعلِ ِّي ْب ِن إِ ْش َك َ‬ ‫َاب َّ‬
‫او َي َة ُم ْسنَدً ا َو َو َجدْ ُت ُه بِا ْل ُكو َف ِة َم ْو ُقو ًفا ُث َّم َأ ْخ َر َج ُه مِ ْن ِر َوا َي ِة‬
‫ث بِ ِه َأ ُبو ُم َع ِ‬‫َو َق َال َه َك َذا َحدَّ َ‬
‫ور‬‫ش َم ْو ُقو ًفا َومِ ْن ِر َوا َي ِة ُش ْع َب َة َع ْن َمن ُْص ٍ‬ ‫َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ُن َم ْي ٍر َو ُش ْع َب َة كِ َال ُه َما َع ِن ْاألَ ْع َم ِ‬
‫ك‪)2(.‬‬ ‫ور ك ََذل ِ َ‬ ‫ش َم ًعا َومِ ْن ِر َوا َي ِة ال َّث ْو ِر ِّي َع ْن َمن ُْص ٍ‬
‫َو ْاألَ ْع َم ِ‬

‫‪ - 29‬ذكر عبد الرحمن قال‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن حجاج الحضرمي المصري قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا معلى بن عبد العزيز القعقاع قال‪َ :‬حدَّ َثنَا عتبة بن السكن الغزاري قال‪َ :‬حدَّ َثنَا‬
‫الفرج بن يزيد الكالعي قال‪ :‬قالوا لعلي يوم صفين‪ :‬حكمت كافرا أو منافقا ؟ فقال‪:‬‬
‫ما حكمت مخلوقا‪ ،‬ما حكمت إال القرآن "‪)3( .‬‬

‫َب إِ َل َّي َح ْر ٌب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ - 30‬روى ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم في " َّ‬
‫الر ِّد َع َلى ا ْل َج ْهم َّية " َق َال‪َ " :‬كت َ‬

‫(‪ )1‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ١٥٧/١٠‬‬

‫(‪« )2‬فتح الباري البن حجر» (‪)٤٥٦ /١٣‬‬


‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٧٢‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪99‬‬

‫ا ْلكِ ْر َمانِ ُّي‪َ ،‬ثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن ا ْل ُم َص َّفى‪َ ،‬ثنَا َع ْبدُ اهللِ ْب ُن ُم َح َّم ٍد‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن ُج َم ْيعٍ‪َ ،‬ع ْن‬
‫اس َق َال‪َ :‬لما ح َّكم َعلِي ا ْلح َكمي ِن‪َ ،‬قا َل ِ‬
‫ت ا ْل َخ َو ِار ُج‪:‬‬ ‫ون ْب ِن مِ ْه َر َ‬
‫ان‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ميم ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َُْ‬
‫َح َّك ْم َت َر ُج َل ْي ِن؟ َق َال‪َ :‬ما َح َّك ْم ُت َم ْخ ُلو ًقا‪ ،‬إِن ََّما َح َّك ْم ُت ا ْل ُق ْر َ‬
‫آن‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬ثنَا َح َس ُن ْب ُن َصالِحٍ ‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن‬ ‫‪ - 31‬حدَّ َثنَا ْاألَ َشج‪َ ،‬ثنَا يحيى بن يم ٍ‬
‫َ َْ ْ ُ ََ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫آن ُك ِّل ِه‪َ ،‬فإِ َّنه ُك َّله لِي‪)1(.‬‬
‫ا ْلحس ِن‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َعلِي ل ِ ْلح َكمي ِن‪ :‬اح ُكما بِا ْل ُقر ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ‬

‫‪ - 32‬أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ‪ ،‬أنا أبو محمد بن حيان ‪ ،‬أنا عبد الرحمن‬
‫بن محمد بن إدريس ‪ ،‬ثنا محمد بن الحجاج الحضرمي البصري ‪ ،‬ثنا المعلى بن‬
‫الوليد بن عبد العزيز بن القعقاع العبسي ‪ ،‬ثنا عتبة بن السكن الفراري ‪ ،‬ثنا الفرج بن‬
‫يزيد الكالعي ‪ ،‬قال‪ " :‬قالوا لعلي‪ :‬حكمت كافرا ومنافقا ‪ ،‬فقال‪ :‬ما حكمت مخلوقا‬
‫ما حكمت إال القرآن "‪)2(.‬‬

‫‪ - 33‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪َ " :‬ثنَا َأبِي ‪َ ،‬ثنَا الصهيبِي ابن َعم َعلِي ب ِن َع ِ‬
‫اص ٍم َو َعلِ ِّي‬ ‫ُّ َ ْ ُّ ْ ُ ِّ ِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬

‫(‪« )1‬منهاج السنة النبوية» (‪)٢٥٣ /٢‬‬


‫والصفات للبيهقي ( ‪.) ٥٢٥‬‬
‫(‪ )2‬األسماء ّ‬
‫تعليق‪:‬‬
‫هذه الحكاية عن علي يف شـــائعة فيما بين أهل العلم ‪ ،‬وال أراها شـــاعت إال عن أصـــل ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬وقد‬

‫رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم بإسناده هذا‪.‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪100‬‬

‫اس فِي ِجن ََاز ٍة َف َس ِم َع‬ ‫َان ا ْب ُن َع َّب ٍ‬‫ان ْب ِن ُحدَ ْي ٍر ‪َ ،‬ع ْن ِع ْك ِر َم َة َق َال‪ :‬ك َ‬
‫ْب ِن َصالِحٍ ‪َ ،‬ع ْن ِع ْم َر َ‬
‫آن ك ََالم اهللِ‬‫آن مِنْ ُه‪ ،‬ا ْل ُق ْر ُ‬ ‫ول‪ :‬يا رب ا ْل ُقر ِ‬
‫آن ْار َح ْم ُه‪َ .‬ف َق َال ا ْب ُن َع َّب ٍ‬
‫اس‪َ :‬م ْه‪ ،‬ا ْل ُق ْر ُ‬
‫ُ‬ ‫َر ُج ًال َي ُق ُ َ َ َّ ْ‬
‫وب‪ ،‬مِنْه َخرج وإِ َلي ِه يعود‪)1(.‬‬ ‫َو َل ْي َس بِ َم ْر ُب ٍ‬
‫ُ َ َ َ ْ َُ ُ‬

‫‪ - 34‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي قال‪َ :‬حدَّ َثنِي علي بن صالح بن‬
‫جابر األنماطي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا علي بن عاصم ح‪ .‬قال‪ :‬وحدثنا أبي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا الصهبي‬
‫عم علي بن عاصم عن علي بن عاصم عن عمران بن حدير عن عكرمة قال‪ " :‬كان‬
‫رب القرآن اغفر‬
‫فلما وضع الميت يف لحده قام رجل فقال‪ :‬اللهم ّ‬
‫ابن عباس يف جنازة ّ‬
‫له ‪ .‬فوثب إليه ابن عباس فقال‪ :‬مه القرآن منه "‪ .‬زاد الصهبي يف حديثه فقال ابن‬
‫عباس‪ " :‬القرآن كالم اهلل ليس بمربوب منه خرج وإليه يعود "‪)2(.‬‬

‫يم‪َ ،‬ثنَا ُر َو ْي ُم ْب ُن َي ِزيدَ‬‫اس ْب ُن َع ْب ِد ا ْل َعظِ ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 35‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ " :‬ثنَا َأبِي‪َ ،‬ثنَا ا ْل َع َّب ُ‬
‫اس‪َ ،‬عن يو ُنس ب ِن بكِ ٍير‪َ ،‬عن جع َف ِر ب ِن محم ٍد‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يه َق َال‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ْ ُ َ َّ‬ ‫ا ْل ُم ْق ِري‪َ ،‬ثنَا َع ْبدُ اهلل ْب ُن َع َّب ٍ ْ ُ َ ْ َ‬
‫وق‪َ ،‬و َلكِنَّ ُه ك ََال ُم‬ ‫سئِ َل َعلِي ب ُن ا ْل ُحس ْي ِن َع ِن ا ْل ُقرآ ِن‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ل ْي َس بِ َخال ِ ٍق َو َال م ْخ ُل ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ور‪َ ،‬ع ْن ُر َو ْي ٍم‪َ ،‬ف َذك ََر ُه‪.‬‬ ‫ا ْل َخال ِ ِق‪َ ،‬و َر َوا ُه َأ ُبو ُز ْر َعةَ‪َ ،‬ع ْن َي ْح َيى ْب ِن َمن ُْص ٍ‬

‫‪ - 36‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا جعفر بن محمد بن هارون قال‪َ :‬حدَّ َثنَا‬

‫(‪« )1‬الحجة يف بيان المحجة» (‪)٣٦٤ /١‬‬


‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٧٦‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪101‬‬

‫عبد الرحمن بن مصعب يعني أبا يزيد المدين ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا موسى بن داود الكويف ‪،‬‬
‫عن رجل ‪ ،‬عن جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه أنه سأله‪ :‬إن قوما يقولون‪ :‬القرآن مخلوق‪.‬‬
‫فقال‪ " :‬ليس بخالق وال مخلوق ولكنه كالم اهلل "‪)1(.‬‬

‫‪ - 37‬ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪َ :‬حدَّ َثنَا عبد اهلل مولى المهلب بن أبي‬
‫صفرة قال‪َ :‬حدَّ َثنَا علي بن أحمد بن علي بن جعفر بن محمد ‪ ،‬عن أبيه عن جده ‪ ،‬عن‬
‫أخيه موسى بن جعفر قال‪ " :‬سئل أبي جعفر بن محمد عن القرآن خالق هو أو‬
‫مخلوق فقال‪ :‬لو كان خالقا لعبد ولو كان مخلوقا لنفد "‪ .‬ورواه ابن أبي حاتم عن‬
‫ابن نشيط محمد بن هارون‪ ،‬عن بركة بن فهد الحلبي ‪ ،‬عن مروان بن معاوية الفزاري‬
‫قال‪ :‬كنا عند جعفر فذكر نحوه ؟‪)2(.‬‬

‫‪ - 38‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا إسماعيل بن صالح الحلواين قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا أبو ذر بكر بن مغلس المروذي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا إبراهيم بن إسماعيل أو إبراهيم بن‬
‫محمد ‪ -‬الشك من أبي ذر – قال‪َ :‬حدَّ َثنَا عوف قال‪ُ " :‬سئِ َل الحسن عن القرآن‪ :‬خالق‬
‫أو مخلوق؟ قال‪ :‬ما هو بخالق وال مخلوق ‪ ،‬ولكنه كالم اهلل "‪)3(.‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٩٠‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٠٣‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٩١‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪102‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َم ِن‬
‫وسى ْب ُن َد ُاو َد‪َ ،‬ثنَا َم ْع َبدٌ َأ ُبو َع ْبد َّ‬ ‫الر ْمل ُّي‪َ ،‬ثنَا ُم َ‬
‫وسى ْب ُن َس ْه ٍل َّ‬ ‫‪ - 39‬حدثنا ُم َ‬
‫آن‪:‬‬‫ار الدهني‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ق ْل ُت لِجع َف ِر ب ِن محم ٍد‪ :‬إِنَّهم يس َأ ُلونِي َع ِن ا ْل ُقر ِ‬ ‫َع ْن ُم َع ِ‬
‫او َي َة ْب ِن َع َّم ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ َْ‬ ‫َ ْ ْ ُ َ َّ‬
‫وق‪َ ،‬و َلكِنَّ ُه ك ََال ُم اهللِ‪.‬‬ ‫وق َأ ْو َخال ِ ٌق؟ َف َق َال‪ :‬إِ َّنه َل ْي َس بِ َخال ِ ٍق َو َال م ْخ ُل ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َم ْخ ُل ٌ‬
‫‪ - 40‬وحدثنا َأبو ُزر َعةَ‪َ ،‬ثنَا سويدُ بن س ِع ٍ‬
‫يد‪َ ،‬ع ْن ُم َع ِ‬
‫او َيةَ‪َ ،‬ف َذك ََر ُه‪.‬‬ ‫ُ َْ ْ ُ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫الص َّباحِ ‪َ ،‬ثنَا َم ْع َبدٌ بِ ِم ْثلِ ِه‪.‬‬
‫‪ - 41‬وحدثنا َأبِي ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬حدَّ َثنَا ا ْل َح َس ُن ْب ُن َّ‬

‫َب إِ َل َّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َأبِي ‪َ :‬و ُحدِّ ْث ُت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َكت َ‬ ‫‪ - 42‬حدثنا َع ْبدُ اهلل ْب ُن َأ ْح َمدَ ْب ِن َحنْ َب ٍل ف َ‬
‫يث َع ْن َم ْع َب ٍد‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ر َأ ْي ُت َم ْع َبدً ا َه َذا َو َل ْم َي ُك ْن بِ ِه َب ْأ ٌس‪،‬‬ ‫َعن موسى ب ِن داود بِه َذا ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ن َأبِي َلي َلى(‪)1‬‬
‫ْ‬ ‫َان ُي ْفتِي بِ َر ْأ ِي ا ْب ِ‬
‫َو َأ ْثنَى َع َل ْي ِه ُث َّم َق َال‪ :‬ك َ‬

‫‪ - 43‬وروى اب ُن َأبِي َحاتِ ٍم يف الرد على الجهمية ‪َ :‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ب ُن ال َف ْض ِل ِ‬


‫بن‬
‫ان ب َن ُع َي ْينَ َة َس َأ َل ُه َر ُج ٌل‪َ :‬ما‬ ‫ُم ْو َسى‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ب ُن َمن ُْص ْو ٍر َ‬
‫الج َّو ُاز‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ر َأ ْي ُت ُس ْف َي َ‬
‫َالم اهللِ‪ ،‬مِنْه َخرج‪ ،‬وإِ َلي ِه يعود»(‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ َ ْ َُْ ُ‬ ‫َت ُق ْو ُل في ال ُق ْرآن؟ َق َال‪ :‬ك َ ُ‬

‫‪ - 44‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا عبد اهلل بن محمد بن الفضل‬
‫الصيداوي األسدي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا فهد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي‪،‬‬

‫(‪« )1‬منهاج السنة النبوية» (‪)٢٥٤ /٢‬‬

‫(‪« )2‬سير أعالم النبالء ‪ -‬ط الرسالة» (‪)٤٦٦ /٨‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪103‬‬

‫َحدَّ َثنَا الفضل بن شاذان‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنَا أحمد بن مدرك قال‪َ :‬حدَّ َثنَا العطاف بن قيس‬
‫قال‪ :‬سألت الفضيل بن عياض عن القرآن ‪ ،‬فقال‪ " :‬القرآن كالم اهلل غير مخلوق ‪،‬‬
‫بلغنا عن أيوب السختياين ‪ ،‬وسليمان التيمي "‪)1(.‬‬

‫ان ال َّط َب ِر ُّي بِ َم َّك َة ‪َ -‬ي ْعنِي‬ ‫ار ِ‬


‫ث‪َ ،‬ثنَا َأ ُبو َم ْر َو َ‬ ‫ار ْب ِن ا ْل َح ِ‬‫‪ - 45‬حدثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َع َّم ِ‬

‫َار‪َ :‬س ِم ْع ُت َم ْش َي َخ َتنَا ُمن ُْذ‬


‫ان ْب ُن ُع َي ْينَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن ِدين ٍ‬
‫ا ْل َح َك َم ْب َن ُم َح َّم ٍد ‪َ -‬ثنَا ُس ْف َي ُ‬
‫وق‪ .‬وفِي ِرواي ٍة‪ :‬مِنْه بدَ َأ وإِ َلي ِه يعود "(‪)2‬‬ ‫ِ‬ ‫َس ْب ِعي َن َسنَ ًة َي ُقو ُل َ‬
‫َُ َ ْ َُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫آن ك ََال ُم اهلل َغ ْي ُر َم ْخ ُل ٍ َ‬
‫ون‪ :‬ا ْل ُق ْر ُ‬

‫‪ - 46‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن الفضل بن موسى‪َ ،‬حدَّ َثنَا محمد بن‬
‫منصور المكي الحوار قال‪ " :‬رأيت سفيان بن عيينة وسأله رجل‪ :‬يا أبا محمد ما تقول‬
‫يف القرآن فقال‪ :‬كالم اهلل منه خرج وإليه يعود "‪)3(.‬‬

‫‪ - 47‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬عن محمد بن عمار بن الحارث قال‪َ :‬حدَّ َثنَا‬
‫أبو مروان الطربي بمكة وكان فاضال قال‪َ :‬حدَّ َثنَا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار‬
‫قال‪ :‬سمعت مشيختنا منذ سبعين سنة يقولون‪ " :‬القرآن كالم اهلل غير مخلوق "‪ .‬وقال‬

‫محمد بن عمار‪ :‬ومن مشيخته إال أصحاب رسول اهلل ‪ ‬ابن عباس وجابر وذكر‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٩٢‬‬

‫(‪« )2‬تاريخ اإلسالم ‪ -‬ت تدمري» (‪)٧٩ /١٧‬‬

‫(‪ )3‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٢٠‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪104‬‬
‫جماعة‪)1(.‬‬

‫‪ - 48‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أحمد بن سلمة النيسابوري‪ ،‬سمعت إسحاق بن‬

‫إبراهيم الحنظلي ‪ ‬يقول‪ " :‬ليس بين أهل العلم اختالف أن القرآن كالم اهلل ليس‬
‫بمخلوق فكيف يكون شيء خرج من الرب عزوجل مخلوقًا "‪)2(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 49‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أحمد بن سنان الواسطي قال‪ّ " :‬‬
‫لما‬
‫امتحن أبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن يونس وأصحابه‪ ،‬ثبت أبو نعيم وقال‪:‬‬
‫لقيت سبعمائة شيخ – ذكر األعمش وسفيان وجماعتهم ‪ -‬ما سمعت أحدا منهم قال‬
‫يعني بخلق القرآن ‪ -‬إال رجل واحد "‪)3(.‬‬ ‫ذا القول –‬
‫‪ - 50‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن يحيى وهو ابن أيوب الرازي‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا الوليد يقول‪ " :‬ما عرفت بالري وال ببغداد وال بالبصرة رجال يقول‬
‫القرآن مخلوق‪ ،‬وأسأل اهلل العافية "‪)4(.‬‬

‫‪ - 51‬وقال ابن أبي حاتم يف كتاب الرد على الجهمية‪ :‬ويحيى بن زكريا بن عيسى‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٨٣‬‬

‫(‪ )2‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٨٨‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٩٥‬‬

‫(‪ )4‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٨٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪105‬‬

‫سمعت زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وسألته عن القرآن فقال‪« :‬كالم اهلل غير‬
‫مخلوق على هذا أدركنا أهل الثقة واألمانة»(‪)1‬‬

‫‪ - 52‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا عبد اهلل بن محمد بن إبرهيم السلمي‬
‫بالكوفة قال‪ :‬قال أبو عبيد القاسم بن سالم‪ :‬لو أن رجال حلف فقال‪ " :‬واهلل ال‬
‫تكلمت اليوم بشيء ‪ ،‬فقرأ القرآن يف غير صالة أو يف صالة لم يحنث ؛ ألن أيمان‬
‫النّاس إنما هي لمعاملة بعضهم بعضا ‪ ،‬وإن القرآن كالم اهلل ليس بداخل يف شيء من‬
‫كالم النّاس وال يختلط به ‪ ،‬ولو كان يشبهه يف شيء من الحاالت لكان القرآن إذا‬
‫يقطع الصالة ؛ ألن كل متكلم يف صالته بالتعمد لذلك قاطع لها ‪ ،‬إال أن يكون‬
‫الحالف نوى القرآن واعتمده يف يمينه فيلزمه حينئذ نيته واعتقاده "‪)2(.‬‬

‫‪«: - 53‬قرأت فِي كتاب الرد َع َلى الجهمية َحدَّ َثنَا صالح ْبن َأ ْح َمد بن حنبل َق َال‬

‫سمعت أبي ‪ ‬يقول َق َال اهلل تعالى‪{ :‬ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ } [سورة األعراف‪ .]54:‬فأخربنا‬
‫بالخلق ُثم َق َ‬
‫ال‪ :‬واألمر فأخرب أن األمر غير الخلق‪)3(.‬‬
‫َّ‬

‫‪ - 54‬وقال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم‪ :‬سمعت َأ ْح َمد ْبن سنان الواسطي يقول‪ :‬قد‬

‫(‪« )1‬لسان الميزان» (‪:)٣٥ /١‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٠٧‬‬

‫(‪« )3‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٥٥ /٢‬ت الفقي)‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪106‬‬

‫ميز اهلل بين الخلق واألمر فسمى َه َذا أمرا وسمي َه َذا خلقا وفرق بينهما َف َق َال َأال َل ُه‬
‫ا ْل َخ ْل ُق واألمر وكل مخلوق داخل فِي الخلق وبقي األمر واألمر ليس بمخلوق َق َال‬
‫اهلل تعالى َذل ِ َك َأ ْم ُر اهلل أنزله إليكم فأنزل كالمه غير مخلوق»‬

‫‪ - 55‬روى ابن أبي حاتم يف كتاب " ّ‬


‫الرد على الجهمية " من طريق بشار بن موسى‬
‫قال‪ " :‬كنا عند سفيان بن عيينة فقال‪{ :‬ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ} [سورة األعراف‪ ]54:‬فالخلق هو‬
‫المخلوقات‪ ،‬واألمر هو الكالم "‪.‬‬

‫‪ - 56‬ومن طريق حماد بن نعيم‪ " :‬سمعت سفيان بن عيينة وسئل عن القرآن‬
‫أمخلوق هو ؟ فقال‪ :‬يقول اهلل تعالى {ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ} [سورة األعراف‪ ]54:‬أال ترى كيف‬
‫فرق بين الخلق واألمر ‪ ،‬فاألمر كالمه ‪ ،‬فلو كان كالمه مخلوقا لم يفرق "‪)1(.‬‬

‫‪« - 57‬قرأت فِي كتاب الرد َع َلى الجهمية َحدَّ َثنَا صالح ْبن َأ ْح َمد بن حنبل َق َال‬

‫سمعت أبي ‪ ‬يقول َق َال اهلل تعالى ‪ { :‬ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ } [سورة األعراف‪ .]54:‬فأخربنا‬
‫بالخلق ُثم َق َ‬
‫ال‪ :‬واألمر فأخرب أن األمر غير الخلق‪)2(.‬‬
‫َّ‬

‫‪ - 58‬فقال ا ْبن أبي َحاتِم‪َ :‬ثنَا َأ ْحمد بن أخرم ا ْل ُمزنِ ّي َثنَا َي ْع ُقوب ا ْبن ِدينَار َثنَا بشار‬

‫(‪ )1‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٥٣٣/١٣‬‬

‫(‪« )2‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٥٥ /٢‬ت الفقي)‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪107‬‬

‫[سورة‬ ‫وسى َق َال ُكنَّا ِعنْد ُس ْف َيان بن ُع َي ْينَة َف َق َ‬


‫ال ُس ْف َيان«{ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒﲓ }‬ ‫بن ُم َ‬
‫األعراف‪ ]54:‬فالخلق ُه َو ا ْلخلق َو ْاألَمر ُه َو ا ْل َ‬
‫ك َالم‪)1(.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ - 59‬وقال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم‪ :‬سمعت َأ ْح َمد ْبن سنان الواسطي يقول‪ :‬قد‬
‫ميز اهلل بين الخلق واألمر فسمى َه َذا أمرا وسمي َه َذا خلقا وفرق بينهما َف َق َ‬
‫ال‪{ :‬ﲏ‬

‫ﲐ ﲑ ﲒﲓ} [سورة األعراف‪ .]54:‬وكل مخلوق داخل فِي الخلق وبقي األمر واألمر‬

‫ليس بمخلوق َق َال اهلل تعالى {ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍﳎ} [سورة الطالق‪ .]5:‬فأنزل كالمه غير‬
‫مخلوق» (‪)2‬‬

‫‪ - 60‬قال‪َ :‬وكتب إِ َل ّي عباد ا ْبن ا ْل َولِيد ا ْل َعنْ َبري َق َال كتب إِ َل ّي نعيم بن َح َّماد َس ِمعت‬

‫{ﲏ ﲐ ﲑ‬ ‫ُس ْف َيان بن ُع َي ْينَة َو ُسئِ َل َعن ا ْل ُق ْرآن أمخلوق ُه َو َف َق َال َي ُقول اهلل ‪‬‬
‫ﲒﲓ} [سورة األعراف‪َ .]54:‬أال ترى ك َ‬
‫َيف فرق َبين ا ْلخلق َو َبين أمره َفأمره ك ََالمه َف َلو ك َ‬
‫َان‬
‫َالمه»(‪)3‬‬
‫ك ََالمه مخلوقا لم يفرق بين خلقه وك َ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫الر ِاز ِّي‪َ « :‬أ َّن َر ُج ًال مِ َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ - 61‬وأخرج بن َأبِي َحات ٍم م ْن َط ِر ِيق ه َشا ِم ْب ِن ُع َب ْيد اهلل َّ‬

‫(‪« )1‬تغليق التعليق» (‪)٣٨١ /٥‬‬

‫(‪« )2‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٥٥ /٢‬ت الفقي)‬

‫(‪« )3‬تغليق التعليق» (‪)٣٨١ /٥‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪108‬‬
‫وق بِ َه ِذ ِه ْاآل َي ِة َف َق َال َل ُه ِه َشا ٌم ُم ْحدَ ٌ‬
‫ث إِ َل ْينَا ُم َح ٌ‬
‫دث‬ ‫احت ََّج ل ِ َز ْع ِم ِه َأ َّن ا ْل ُق ْر َ‬
‫آن َم ْخ ُل ٌ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْل َج ْهم َّية ْ‬
‫إِ َلى ا ْل ِعب ِ‬
‫اد‪.‬‬ ‫َ‬

‫يم الدَّ ْو َرقِ ِّي ن َْح ُو ُه‪.‬‬ ‫ِ‬


‫‪ - 62‬وعن َأ ْح َمدَ ْب ِن إِ ْب َراه َ‬
‫ث ِعنْدَ ا ْل َخ ْل ِق َال ِعنْدَ اهللِ َق َال َوإِن ََّما‬ ‫‪ - 63‬ومن َط ِر ِيق ُنعي ِم ب ِن حم ٍ‬
‫اد َق َال‪ُ :‬م ْحدَ ٌ‬ ‫َ ْ ْ َ َّ‬
‫اهلل ُس ْب َحا َن ُه َف َل ْم َي َز ْل‬ ‫ث ِعنْدَ النَّبِي ‪َ ‬ي ْع َل ُم ُه َب ْعدَ َأ ْن ك َ‬
‫َان َال َي ْع َل ُم ُه َو َأ َّما ُ‬ ‫ا ْل ُم َرا ُد َأ َّن ُه ُم ْحدَ ٌ‬
‫ِّ‬
‫َعال ِ ًما‪.‬‬

‫ث ِألَ َّن ُه َل ْم َي َز ْل ُم َت َك ِّل ًما َال َأ َّن ُه ك َ‬


‫َان‬ ‫آخر ك ََالم اهللِ َليس بِمحدَ ٍ‬
‫ْ َ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 64‬وقال في َم ْوض ٍع َ َ‬
‫اهلل بِ َخ ْل ِق ِه ِألَ َّن ا ْل َخ ْل َق كَا ُنوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ث ك ََال ًما لنَ ْفسه َف َم ْن َز َع َم َذل َك َف َقدْ َش َّب َه َ‬‫َال َي َت َك َّل ُم َحتَّى َأ ْحدَ َ‬
‫ك َّلموا بِ ِه»(‪)1‬‬ ‫َال َي َت َك َّل ُمو َن َحتَّى َأ ْحدَ َ‬
‫ث َل ُه ْم ك ََال ًما َف َت َ ُ‬

‫الخزاز‪َ :‬س ِم ْع ُت هشام بن ُع َب ْيد‬


‫‪ - 65‬قال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا محمد بن َخ َلف ّ‬
‫الرازي يقول‪« :‬القرآن كالم اهلل غير مخلوق‪ .‬فقال له رجل‪ :‬أليس اهلل يقول‪{ :‬ﱉ‬
‫ّ‬ ‫اهلل‬
‫ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ}"‪ .‬فقال‪ :‬محدث إلينا‪ ،‬وليس عند اهلل محدث»(‪)2‬‬

‫اهلل ا ْل َخ ْل َق ُك َّل ُه بِ َق ْول ِ ِه‬ ‫ان َس ِم ْع ُت ا ْل ُب َو ْيطِي َي ُق ُ‬


‫ول‪َ « :‬خ َل َق ُ‬ ‫‪ - 66‬وعن َّ‬
‫الربِي ِع ْب ِن ُس َل ْي َم َ‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٤٩٧ /١٣‬‬

‫(‪« )2‬تاريخ اإلسالم ‪ -‬ت بشار» (‪)٧٢٠ /٥‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪109‬‬

‫ان قد خلق ا ْلخلق بمخلوق و َليس ك ََذل ِ َ‬


‫ك»(‪)1‬‬
‫َ ْ َ‬ ‫َان ُكن م ْخ ُلو ًقا َل َك َ‬
‫ُكن َف َلو ك َ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫الر ِاز ّي‪َ :‬حدثنِي َع َّباس ا ْل َعنْ َبري َس ِمعت َأ َبا ا ْل َولِيد ال َّط َيال ِ ِس ّي‬ ‫ِ‬
‫‪« - 67‬قال َأ ُبو َحاتم َّ‬
‫ون َه َذا‬ ‫َيف ب {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ}[سورة اإلخالص‪َ .]1:‬ي ُقو ُل َ‬ ‫َق َال يحيى بن سعيد ك َ‬
‫خ ُلوق»(‪)2‬‬
‫م ْ‬ ‫َ‬

‫نماطِي َس ِمعت َأ َبا‬ ‫لي بن َصالح ْاأل َ‬


‫ِ‬ ‫‪ - 68‬قال ا ْل َحافِظ َأ ُبو َحاتِم َّ ِ‬
‫الراز ّي‪َ :‬سمعت َع ّ‬
‫بكر بن َع َّياش َي ُقول‪« :‬ا ْل ُق ْرآن ك ََالم اهلل َأ ْل َقا ُه إِ َلى ِج ْب َرائِيل وألقاه ِج ْب َرائِيل إِ َلى ُم َح َّمد‬
‫‪ ‬مِنْه بدَ َأ وإِ َلي ِه يعود»(‪)3‬‬
‫َُ َ ْ‬

‫يسى َحدثنِي يحيى بن أبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪« - 69‬قال ا ْبن أبي َحاتم‪َ :‬حدثنَا يحيى بن َزك َِر َّيا بن ع َ‬
‫بكر السمسار س ِمعت َع َّفان بن مسلم بعد ما جاء من دار إِسحاق بن إِبر ِ‬
‫اهيم لما‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫امتحنه فِي ا ْل ُق ْرآن َف َق َال إِنَّه كتب َأن أدر أرزاقك إِن أج ْبت إِ َلى خلق ا ْل ُق ْرآن َفقلت‬
‫الر ِجيم ُي ِريدُ َ‬
‫ون َأ ْن ُي َبدِّ ُلوا كَال َم ُ‬
‫اهلل {ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ‬ ‫أعوذ بِاهلل من َّ‬
‫الش ْي َطان َّ‬
‫ﱉﱊ} [سورة آل عمران‪{ .]2:‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱅ} [سورة اإلخالص‪ .]1:‬أمخلوق َه َذا أ ْدركْت‬
‫لمة َو َأ ْص َحاب ا ْلحسن َي ُقو ُل َ‬
‫ون ا ْل ُق ْرآن ك ََالم اهلل َل ْي َس َم ْخ ُلوق‬ ‫ُش ْع َبة َو َح َّماد بن َس َ‬

‫(‪« )1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٤٤٣ /١٣‬‬

‫(‪« )2‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٤‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٦‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪110‬‬
‫[سورة الذارايت‪)1( .]22:‬‬ ‫ال إِذا يقطع أرزاقك قلت {ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ}‬
‫َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 70‬قال ا ْبن أبي َحاتم‪َ :‬حدثنَا َصالح بن َأ ْحمد بن َحنْ َبل َق َال‪َ « :‬سمعت أبي ْ‬
‫يحتَج‬
‫بِ َأن ا ْل ُق ْرآن غير َم ْخ ُلوق َي ُقول َق َال َت َعا َلى {ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ} [سورة الرمحن‪َ .]2-1:‬ف ْ‬
‫أخرب‬
‫َتعا َلى َأن ا ْل ُقرآن من علمه»(‪)2‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ - 71‬قال َأبو حاتِم الر ِازي‪َ :‬ق َال عبيد اهلل بن محمد بن َعائِ َشة يست ِ‬
‫َحيل فِي صفة‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ُ َ‬
‫دعي الربوبية َي ْعنِي َق ْوله َت َعا َلى {ﱇ ﱈ ﱉ} [سورة طه‪َ .]14:‬و َقوله‬
‫كالما ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َحكيم َأن يخلق َ َ‬
‫{ﲻ ﲼ} [سورة طه‪)3( » .]12:‬‬

‫الر ِّد َع َلى ا ْل َج ْه ِم َّي ِة‪َ « :‬أ َّن َأ ْح َمدَ َر َّد َع َل ْي ِه بِ َق ْول ِ ِه َت َعا َلى‪:‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ - 72‬وذكر بن َأبِي َحات ٍم في َّ‬
‫خ َل َقهم»(‪)4‬‬
‫{ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ}[سورة الفيل‪َ .]5:‬ف َليس ا ْلمعنَى َف َ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬

‫[سورة‬ ‫وعن الحسن يف تفسير هذه اآلية‪{ :‬ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ}‬ ‫‪- 73‬‬
‫الساعة أقالم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر‬
‫لقمان‪.]27:‬مذ خلق اهلل الدّ نيا إلى أن تقوم ّ‬

‫(‪« )1‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٦٦‬‬

‫(‪« )2‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٧٧‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٨١‬‬

‫(‪« )4‬فتح الباري البن حجر» (‪)٤٩٤ /١٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪111‬‬

‫لتكسرت األقالم ونفدت البحور ولم تنفد كلمات اهلل‪ :‬فعلت كذا صنعت كذا "‪.‬‬
‫ذكره عبد الرحمن قال‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا أحمد بن عبدة قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا يزيد بن‬
‫زريع قال‪َ :‬حدَّ َثنَا أبو رجاء قال‪ :‬سمعت الحسن قرأ {ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ}‬
‫[سورة لقمان‪)1(.]27:‬‬

‫‪ - 74‬وقال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي قال‪ :‬قال أحمد بن حنبل‪َّ " :‬‬
‫دل على أن القرآن‬
‫غير مخلوق حديث عبادة‪ :‬أول ما خلق اهلل القلم فقال اكتب ‪ ...‬الحديث‪ .‬قال‪ :‬إنّما‬

‫[سورة‬ ‫نطق القلم بكالمه لقوله‪{ :‬ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ}‬


‫النحل‪ .]40:‬قال‪ :‬فكالم اهلل سابق على أول خلقه فهو غير مخلوق "‪)2(.‬‬

‫‪ - 75‬أخرج ابن أبي حاتم يف كتاب " ّ‬


‫الرد على الجهمية "‪ :‬عن عبد اهلل بن داود‬
‫الخريبي بخاء معجمة ثم راء ثم موحدة مصغر قال‪ " :‬ما يف القرآن آية أشد على‬
‫ﱕ } [سورة األنعام‪ .]19:‬فمن بلغه القرآن‬
‫أصحاب جهم من هذه اآلية { ﱒ ﱓ ﱔ ﱖ‬
‫فكأنما سمعه من اهلل تعالى "‪)3(.‬‬

‫‪ - 76‬احتج بعض المبتدعة بقوله تعالى‪{ :‬ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ } [سورة الزمر‪ .]62:‬على‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٦١‬‬

‫(‪ )2‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٤٣٣/١٣‬‬

‫(‪ )3‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٥٢٦/١٣‬‬


‫باب‪ :‬يف القرآن‬
‫‪112‬‬

‫أن القرآن مخلوق ألنه شيء ‪ ،‬وتعقب ذلك نعيم بن حماد غيره من أهل الحديث بأن‬

‫القرآن كالم اهلل وهو صفته فكما أن اهلل لم يدخل يف عموم قوله {ﱿ ﲀ ﲁ‬

‫[سورة الزمر‪ .]62:‬اتفاقا فكذلك صفاته ‪ ،‬ونظير ذلك قوله تعالى قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﲂﲃ}‬

‫ﳄ} مع قوله تعالى‪{ :‬ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﳍ } فكما لم‬


‫ﳅ‬ ‫{ﳂ ﳃ‬
‫تدخل نفس اهلل يف هذا العموم اتفاقا فكذا ال يدخل القرآن؟(‪)1‬‬

‫‪ - 77‬قال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم فِي كتاب الرد َع َلى الجهمية‪ :‬سمعت أعين‬
‫بن َزي ٍد يقول سمعت َأحمد بن حنبل يقول‪« :‬القرآن كالم اهلل غير مخلوق»(‪)2‬‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ - 78‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬حدَّ َثنَا أبي َق َال‪َ «:‬ق َال إِبر ِ‬
‫اهيم ْبن شداد‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫صاحب َأحمد بن حنبل القرآن كالم اهلل غير مخلوق»(‪)3‬‬
‫ْ َ‬

‫‪ - 79‬قال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم‪ :‬سمعت َعلِ ّي ْبن الفرات األصبهاين يقول‪:‬‬
‫«سمعت َأحمد بن حنبل يقول القرآن كالم اهلل غير مخلوق»(‪)4‬‬
‫ْ َ‬

‫(‪ )1‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٥٣٢/١٣‬‬

‫(‪« )2‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ١١٩ /١‬ت الفقي)‬

‫(‪« )3‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٩٥ /١‬ت الفقي)‬

‫(‪« )4‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٢٢٩ /١‬ت الفقي)‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪113‬‬

‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن‬


‫خبلق أو وقف أو لفظ‬

‫‪ - 80‬وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬حدثنا يوسف بن إسحاق بن الحجاج قال‪:‬‬
‫قال هارون المستملي‪« :‬من قال القرآن مخلوق فهو واهلل كافر»(‪)1‬‬

‫‪ - 81‬فروى عبد الرحمن بن أبي حاتم َحدَّ َثنَا زكريا بن داود بن بكر النيسابوري‬
‫َحدَّ َثنَا أحمد بن سعيد الدارمي َق َال قلت‪« :‬ألحمد بن حنبل أقول لك قولي وإن‬
‫أنكرت منه شي ًئا فقل إين أنكره قلت‪ :‬له نحن نقول القرآن كالم اهلل من أوله إلى آخره‬
‫ليس منه شيء مخلوق ومن زعم أن شي ًئا منه مخلوق فهو كافر فما أنكر منه شي ًئا‬
‫ورضيه‪)2( .‬‬

‫الر ِاز ُّي َق َال‪َ :‬حدَّ َثنِي‬ ‫يسى َّ‬


‫ِ‬
‫‪ - 82‬وذكره َع ْبدُ َّ‬
‫الر ْح َم ِن َق َال‪ :‬ثنا َج ْع َف ُر ْب ُن َأ ْح َمدَ ْب ِن ع َ‬
‫اج ُش َ‬
‫ون‬ ‫ك ْب َن َع ْب ِد ا ْل َع ِز ِيز ا ْل َم ِ‬ ‫ون بن َأبِي َع ْل َقم َة َق َال‪ :‬س ِمع ُت َعبدَ ا ْلملِ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َأ ُبو ُم َ‬
‫وسى َه ُار ُ ْ ُ‬

‫(‪« )1‬المسائل التي حلف عليها أحمد بن حنبل» (ص‪)١٠٣‬‬

‫(‪« )2‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٤٥ /١‬ت الفقي)‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪114‬‬

‫الش ِّك َفهو مِ ْث ُل من َق َال م ْخ ُل ٌ‬


‫وق» (‪)1‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ف فِي ا ْل ُقر ِ‬
‫آن بِ َّ‬‫َُ‬ ‫ي ُق ُ‬
‫ول‪« :‬من و َق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬

‫اسطِ ُّي َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َأ ِخي‬ ‫‪ - 83‬ذكره ابن َأبِي حاتِ ٍم َق َال‪َ :‬ذكَر محمدُ بن ُعباد َة ا ْلو ِ‬
‫َ ُ َ َّ ْ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َب َعنْ ُه ا ْل ِع ْل ُم َي ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪َ :‬سم ْع ُت َر ُج ًال م ْن َأ ْه ِل د َم ْش َق م َّم ْن ُي ْكت ُ‬
‫ِ‬ ‫َي ْح َيى ْب َن ُع َبا َد َة َي ُق ُ‬

‫ول اهللِ ‪َ ‬ق َال‪َ « :‬م ْن ك ََذ َب َع َل َّي ُم َت َع ِّمدً ا‬ ‫َر َأ ْي ُت النَّبِي ‪ ‬فِي َمنَامِي َو َقدْ َعلِ ْم ُت َأ َّن َر ُس َ‬
‫َّ‬
‫وق َف َقدْ‬ ‫آن َم ْخ ُل ٌ‬ ‫َّار» ‪َ .‬ف َق َال لِي‪ُ :‬ق ْل ل ِ َي ْح َيى ْب ِن َأ ْك َث َم‪َ :‬م ْن َق َال ا ْل ُق ْر ُ‬ ‫َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َعدَ ُه مِ َن الن ِ‬

‫الر ُج ُل‪َ :‬واهللِ َما َر َأ ْي ُت َي ْح َيى َو َما َأ ْع ِر ُف ُه ‪َ ،‬أ َفت ََر ْونَنِي‬ ‫ِ‬
‫َك َف َر ‪َ ،‬و َقدْ َبان َْت منْ ُه ا ْم َر َأ ُت ُه‪ُ .‬ث َّم َق َال َّ‬
‫ول اهللِ ‪‬؟(‪)2‬‬ ‫َأك ِْذ ُب َع َلى َر ُس ِ‬

‫اج َق َال‪ :‬ثنا َأ ْح َمدُ ْب ُن‬ ‫ف ْب ُن إِ ْس َح َ‬


‫اق ْب ِن ا ْل َح ِّ‬ ‫وس ُ‬ ‫الر ْح َم ِن َق َال‪ :‬ثنا ُي ُ‬ ‫‪ - 84‬وذكره َع ْبدُ َّ‬
‫ان‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬يا‬ ‫يد َق َال‪َ :‬حدَّ َثنِي َعلِي ا ْل َعابِدُ َق َال‪َ :‬ر َأ ْي ُت النَّبِي ‪ ‬فِي ا ْل َمنَا ِم بِ َع َّبا َد َ‬ ‫ا ْلول ِ ِ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫آن؟ َه َذا ُي َك ِّف ُر َه َذا َو َه َذا ُي َك ِّف ُر‬ ‫ف فِي ا ْل ُقر ِ‬ ‫يه مِن ِاال ْختِ َال ِ‬ ‫ول اهللِ ‪َ ،‬أما َترى ما نَحن فِ ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ‬
‫ون» ‪.‬‬ ‫آخ ُر َ‬ ‫«و َما َذ ْنبِي َو َقدْ َر َف ْع ُت َل ُك ْم ِع ْل ًما َف َض َّم إِ َل ْي ِه َق ْو ٌم َوا ْن َق َط َع َعنْ ُه َ‬ ‫َه َذا‪َ .‬ف َق َال‪َ :‬‬
‫«ه َك َذا» َو َع َقدَ َث َالثِي َن َو َأ ْو َم َأ إِ َلى‬ ‫ول؟ َق َال‪َ :‬‬ ‫ف َأ ُق ُ‬ ‫السنَّ ُة َو َك ْي َ‬
‫ف ُّ‬ ‫ول اهللِ َف َك ْي َ‬‫َف ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول اهللِ َه ُؤ َال ِء ا َّل ِذي َن َو َق ُفوا َف َقا ُلوا‪:‬‬ ‫وق» ‪َ .‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫يه َو َق َال‪« :‬ك ََالم اهللِ َو َل ْي َس بِم ْخ ُل ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فِ ِ‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٣٦٣ /٢‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٠٢ /٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪115‬‬
‫ف‪)1( .‬‬ ‫ول ك ََذا و َال ك ََذا‪َ .‬ف َق َال‪َ :‬ف َك َلح وجهه و َق َال بِي ِد ِه كَهي َئ ِة ا ْلمست ِ‬
‫َخ ِّ‬ ‫َال َن ُق ُ‬
‫ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُُ َ‬ ‫َ‬

‫اع َيل ا ْل َك ْر َمانِ ُّي ا ْل َحنْ َظلِ ُّي‪« :‬إِ َّن‬


‫‪ - 85‬وقال َعبدُ الرحم ِن‪َ :‬كتَب إِ َلي حرب بن إِسم ِ‬
‫َ َّ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬
‫يم ا َّل ِذي َأ ْد َر ْكنَا َع َل ْي ِه َأ ْه َل ا ْل ِع ْل ِم َأ َّن َم ْن َز َع َم َأ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ا ْل َواض َح ا ْل ُم ْستَق َ‬ ‫ا ْل َح َّق َو َّ‬
‫الص َو َ‬
‫يث» (‪)2‬‬ ‫آن َوتِ َال َو َتنَا َم ْخ ُلو َق ٌة ‪َ ،‬ف ُه َو َج ْه ِمي ُم ْبت َِد ٌع َخبِ ٌ‬
‫َأ ْل َفا َظنَا بِا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬

‫اد ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬م ْخ ُلو َق ٌة‪َ .‬ف ِق َيل‬


‫ال ا ْل ِعب ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْح َم ِن‪ُ « :‬سئ َل َأ ُبو ُز ْر َع َة َع ْن َأ ْف َع ِ َ‬
‫‪ - 86‬وقال َع ْبدُ َّ‬
‫آن مِن َأ ْفعالِنَا‪َ .‬ق َال‪َ :‬ال ي َق ُ‬
‫ال ه َذا» (‪)3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َله‪َ :‬ل ْف ُظنَا بِا ْل ُقر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫‪ - 87‬وقال َع ْبد الرحمن ْبن َأبي حاتم‪َ :‬حدَّ ثني أبي‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنِي يعقوب ْبن‬
‫يوسف ْبن الجارود‪ ،‬قال‪ :‬زعم عفان ْبن مسلم‪ ،‬قال‪« :‬كنت عند سالم أبي المنذر‬
‫قارئ أهل البصرة‪ ،‬فاتاه رجل بمصحف‪ ،‬فقال‪ :‬أليس هذا ورق وزاج‪ .‬فقال له سالم‪:‬‬
‫قم يا زنديق»(‪)4‬‬

‫ِ‬
‫‪ - 88‬قال ا ْبن أبي َحاتم‪َ :‬حدثنَا ُم َح َّمد بن ا ْلفضل بن ُم َ‬
‫وسى َحدثنَا َأ ُبو ُم َح َّمد‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٠٣ /٢‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٣٨٩ /٢‬‬

‫(‪« )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٣٩٠ /٢‬‬

‫(‪« )4‬هتذيب الكمال يف أسماء الرجال» (‪)٢٩٠ /١٢‬‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪116‬‬

‫ارث بن ُع َم ْير َو ُه َو َم َع ُف َض ْيل بن ِع َياض َي ُقول‪«:‬من زعم َأن‬


‫مروزي َق َال َس ِمعت ا ْل َح ِ‬
‫ِ‬ ‫ا ْل‬
‫ا ْل ُق ْرآن ُمحدث فقد كفر َومن زعم َأنه َل ْي َس من علم اهلل َف ُه َو زنديق َف َق َال ُف َض ْيل‬
‫صدقت»(‪)1‬‬

‫الر ِاز ّي َحدثنَا ُم َح َّمد بن يحيى بن أبي َس ِمينَة َق َال‪َ « :‬جا َء رجل‬ ‫ِ‬
‫‪ - 89‬قال َأ ُبو َحاتم َّ‬
‫إِ َلى هشيم َف َق َال إِن لنا إِ َما ًما َي ُقول ا ْل ُق ْرآن َم ْخ ُلوق َف َق َال ا ْق َرأ َع َل ْي ِه آخر ا ْل َح ْشر َفإِن زعم‬

‫َأنه م ْخ ُلوق فقدرت َأن تضرب ُعنُقه َف ْ‬


‫اضرب ُعنُقه» (‪)2‬‬
‫َ‬
‫‪ - 90‬وقال يحيى بن يحيى الت َِّم ِ‬
‫يمي‪َ :‬س ِمعت وكيعًا َي ُقول من ّ‬
‫شك َأن ا ْل ُق ْرآن ك ََالم‬
‫يشهد َأنه منزل غير َم ْخ ُلوق َف ُه َو كَافِر‬ ‫اهلل َي ْعنِي غير منزل َف ُه َو كَافِر َومن لم ْ‬

‫بِ ْ ِ ْ َ‬
‫اإلجماع»(‪)3‬‬

‫‪ - 91‬قال َي ْع ُقوب الدَّ ْو َرقِي‪َ « :‬ق َال لي َأ ْحمد اللفظية إِن ََّما يدورون على ك ََالم جهم‬
‫ون َأن ِجب ِريل إِنَّما جاء بِ َشيء م ْ‬
‫خ ُلوق»(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ي ْزعم َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬

‫(‪« )1‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٠‬‬

‫(‪« )2‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٠‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٨‬‬

‫(‪« )4‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٧٧‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪117‬‬

‫جوزجاين َي ُقول‪:‬‬‫َ‬ ‫اسم بن َعطِ َّية‪َ :‬س ِمعت َأ َبا ُس َل ْي َمان ا ْل‬
‫‪ - 92‬قال َأحمد بن ا ْل َق ِ‬
‫ْ‬
‫« َس ِمعت ُم َح َّمد بن ا ْلحسن َي ُقول َواهلل َال ُأ َص ِّلي خلف من َي ُقول ا ْل ُق ْرآن َم ْخ ُلوق َو َال‬
‫اإل َعاد ِة»(‪)1‬‬
‫أستفتى اال أمرت بِ ْ ِ َ‬

‫‪ - 93‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن الفضل بن موسى قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا نوح بن حبيب القومسي قال‪ :‬سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول‪ :‬سمعت سفيان‬
‫الثوري يقول‪ :‬سمعت حماد بن أبي سليمان يقول‪ " :‬قولوا لفالن الكافر ال يقرب‬
‫مجلسي ؛ فإنه يقول‪ :‬القرآن مخلوق "‪)2(.‬‬

‫‪ - 94‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا يوسف بن إسحاق بن الحجاج قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا أحمد بن الوليد ‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنَا القاسم بن أبي رجاء قال‪ :‬كنت عند أبي سليمان‬
‫الجوزجاين وجاءه رجل فقال‪ :‬مسألة بلوى فإن رجلين ‪ -‬البارحة حلف أحدهما‬
‫فقال امرأته طالق ثالثا البتة إن كان القرآن مخلوقا ‪ ،‬وقال اآلخر امرأته طالق ثالثا إن‬
‫لم يكن القرآن مخلوقا‪ .‬فقال‪ :‬إن الذي حلف أن امرأته طالق إن لم يكن القرآن‬
‫مخلوقا قد بانت منه امرأته "‪)3(.‬‬

‫(‪« )1‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٢‬‬


‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٩٤‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٧٦‬‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪118‬‬

‫‪ - 95‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن أحمد بن عمرو بن عيسى‬
‫قال‪ :‬سمعت أبي يقول‪ " :‬ما رأيت مجلسا يجتمع فيه من المشايخ أنبل من مشايخ‬
‫اجتمعوا يف مسجد جامع الكوفة يف وقت االمتحان ‪ ،‬فقرئ عليهم الكتاب الذي فيه‬
‫المحنة فقال أبو نعيم‪ :‬أدركت ثمانمائة شيخ ونيفا وسبعين شيخا منهم األعمش فمن‬
‫دونه ‪ ،‬فما رأيت خلقا يقول هبذه المقالة – يعني بخلق القرآن – وال تكلم أحد هبذه‬
‫المقالة إال رمي بالزندقة‪ .‬فقام أحمد بن يونس فقبل رأس أبي نعيم وقال‪ :‬جزاك اهلل‬
‫عن اإلسالم خيرا "‪)1(.‬‬

‫‪ - 96‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو‬
‫لما قرئ كتاب المحنة بقزوين بأن القرآن مخلوق‬
‫بن عيسى قال‪ :‬سمعت أبي يقول‪ّ " :‬‬
‫سمعت ألهل المسجد ضجة‪ :‬ال وال كرامة ‪ ،‬قالوا كلهم‪ :‬القرآن كالم اهلل غير مخلوق‬
‫‪ ،‬ومن قال مخلوق فهو كافر "‪)2(.‬‬

‫‪ - 97‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا ميمون بن يحيى‬
‫البكري قال‪ :‬قال مالك بن أنس‪ " :‬من قال القرآن مخلوق يستتاب فإن تاب وإال‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٨١‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٩٠‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪119‬‬
‫ضربت عنقه "‪)1(.‬‬

‫‪ - 98‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا محمد بن أحمد البغدادي قال‪َ :‬حدَّ َثنَا يعقوب بن‬
‫دينار‪ ،‬عن عبد اهلل بن نافع الصايغ قال‪ :‬قلت لمالك بن أنس‪ :‬إن قوما بالعراق‬
‫يقولون‪ :‬القرآن مخلوق‪ .‬فنرت يده عن يدي فلم يكلمني الظهر وال العصر وال‬
‫فلما كان العشاء اآلخرة قال لي‪ :‬يا عبد اهلل بن نافع من أين لك هذا الكالم؟‬
‫المغرب‪ّ ،‬‬
‫ألقيت يف قلبي شيئا هو الكفر‪ ،‬صاحب هذا الكالم يقتل وال يستتاب "‪)2(.‬‬

‫‪ - 99‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي قال‪ :‬نا الحسن بن الصباح قال‪:‬‬
‫ثنا شريح‪ ،‬عن عبد اهلل بن نافع سألت عبد اهلل بن نافع وقلت له‪ " :‬إن قبلنا من يقول‪:‬‬
‫القرآن مخلوق‪ .‬فاستعظم ذلك ولم يزل موجعا حزينا يسرتجع "‪ .‬قال عبد اهلل بن‬
‫نافع‪ :‬قال مالك بن أنس‪ " :‬من قال القرآن مخلوق يحبس حتى يعلم منه توبة "‪)3(.‬‬

‫‪ - 100‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا الحسن بن بيان قال‪" :‬‬
‫سمعت عبد اهلل بن نافع الصايغ سنة تسعين يتكلم فلم أحفظه ‪ ،‬فسمعت شريح بن‬
‫النعمان قال‪ :‬سمعت عبد اهلل بن نافع الصايغ يقول‪ .‬فذكر الحكاية حتى قال مالك‪:‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٩٥‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٩٦‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤٩٨‬‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪120‬‬

‫ويلك يا عبد اهلل ‪ ،‬من سألك عن هذه المسألة ؟ قلت‪ :‬رجالن ما أعرفهما‪ .‬قال‪:‬‬
‫اطلبهما فجئني هبما أو بأحدهما حتى أركب إلى األمير فأمره بقتلهما أو حبسهما أو‬
‫نفيهما"‪)1(.‬‬

‫‪ - 101‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا إسحاق بن الحجاج ‪ ،‬ثنا أحمد بن الوليد‬
‫قال‪ :‬ثنا أبو الوليد الطيالسي قال‪ " :‬من قال القرآن مخلوق يفرق بينه وبين امرأته‬
‫بمنزلة المرتد"‪)2(.‬‬

‫‪ - 102‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا الحسن بن أيوب القزويني قال‪ :‬ثنا هارون‬
‫بن أبي علقمة الفروي قال‪ :‬سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من‬
‫علمائنا يقولون‪ " :‬من وقف يف القرآن بالشك فهو كافر "‪)3(.‬‬

‫‪ - 103‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا حرب بن إسماعيل الكرماين فيما‬
‫كتب إلي قال‪ " :‬سمعت إسحاق بن راهويه ‪ ،‬وسئل عن الرجل يقول ‪ :‬القرآن ليس‬
‫مخلوقا ولكن قراءيت أنا إياه مخلوقة ألين أحكيه ‪ ،‬وكالمنا مخلوق فقال إسحاق‪ :‬هذا‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٥٠٠‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٥١٦‬‬


‫آن َشاكًّا فِ ِ‬
‫يه َأنَّ ُه َغ ْي ُر‬ ‫ف فِي ا ْل ُقر ِ‬
‫اق َما ُر ِو َي فِي َت ْك ِف ِير َم ْن َو َق َ‬ ‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ِ‬
‫(س َي ُ‬
‫ْ‬
‫م ْخ ُل ٍ‬
‫وق)‪.‬‬ ‫َ‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪121‬‬

‫بدعة ال يقار على هذا حتى يرجع عن هذا ويدع قوله هذا "‪ )1(.‬وسئل إسحاق مرة‬
‫أخرى عن اللفظية‪ ،‬فقال‪ " :‬هي مبتدعة "‪.‬‬

‫‪ - 104‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبو بكر عبد اهلل بن محمد بن الفضل‬
‫األسدي الصيداوي قال‪ " :‬أتى قوم أبا مصعب الزهري المديني فقالوا‪ :‬إن قبلنا‬
‫ببغداد رجال يقول‪ :‬لفظه بالقرآن مخلوق‪ .‬فقال‪ :‬يا أهل العراق‪ ،‬ما يأتينا منكم هناه ‪،‬‬
‫ما ينبغي نتلقى وجوهكم إال بالسيوف ‪ ،‬هذا كالم نبطي خبيث "‪)2(.‬‬

‫‪ - 105‬قال ابن أبي حاتم الحافظ‪َ :‬حدَّ َثنَا أحمد بن محمد بن مسلم‪َ ،‬حدَّ َثنَا علي‬
‫بن الحسن الكراعي قال‪ :‬قال أبو يوسف‪ " :‬ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر فاتفق رأينا‬
‫على أن من قال‪ :‬القرآن مخلوق فهو كافر "‪ .‬وقال بشار الخفاف‪ " :‬سمعت أبا يوسف‬
‫يقول‪ :‬من قال القرآن مخلوق ففرض منابذته "‪)3(.‬‬

‫‪ - 106‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا الحسين بن الحسن ‪ ،‬سمعت أحمد بن يونس‬
‫يقول‪ " :‬أول من قال القرآن مخلوق رجل فاستتابه ابن أبي ليلى كما استتاب‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٠٤‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٠٩‬‬

‫(‪ )3‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٠٩‬‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪122‬‬
‫النصارى"‪)1(.‬‬

‫‪ - 107‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا محمد بن الفضل بن موسى ‪َ ،‬حدَّ َثنَا أبو محمد‬
‫المروزي قال‪ " :‬سمعت الحارث بن عمير وهو مع فضيل بن عياض يقول‪ :‬من زعم‬
‫أن القرآن محدث فقد كفر ‪ ،‬ومن زعم أنه ليس من علم اهلل فهو زنديق ‪ ،‬فقال فضيل‪:‬‬
‫صدقت "‪)2(.‬‬

‫‪ - 108‬قال أبو حاتم الرازي‪َ :‬حدَّ َثنَا الحسن بن الصباح قال‪ " :‬سئل عبد اهلل بن‬
‫إدريس فقيل له‪ :‬إن قبلنا قوما يقولون القرآن مخلوق ‪ ،‬قال‪ :‬من النصاري ؟ قيل‪ :‬ال ‪،‬‬
‫قال‪ :‬فمن اليهود ؟ قيل‪ :‬ال ‪ ،‬قال‪ :‬من المجوس ؟ قيل‪ :‬ال ‪ ،‬قال‪ :‬من قي ٍل من المسلمين‬
‫؟ قال‪ :‬ما هم بمسلمين ثم قال {ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ} [سورة النمل‪ ]30:‬ف {ﲝ} ال‬
‫} ال يكون مخلوق و {ﲟ} ال يكون مخلوق هؤالء‬ ‫يكون مخلوق و {ﲞ‬
‫زنادقة "‪)3(.‬‬

‫‪ - 109‬قال ابن أبي حاتم‪ :‬سمعت مسلم بن الحجاج‪ ،‬سمعت يحيى بن يحيى‬

‫(‪ )1‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٣٩٠‬‬

‫(‪ )2‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٠٢‬‬

‫(‪ )3‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤١١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪123‬‬
‫يقول‪ " :‬من زعم أن من القرآن من أوله إلى آخره آية منه مخلوقة فهو كافر "‪)1(.‬‬

‫‪ - 110‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا علي بن الحسين بن مهران ‪ ،‬سمعت أبا جعفر عبد‬
‫اهلل بن محمد بن نفيل يقول‪ " :‬من قال أن القرآن مخلوق فهو كافر ‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا أبا‬
‫بالرب ما تقول‬
‫ّ‬ ‫بالرب عزوجل ‪ ،‬قال‪ :‬ال ‪ ،‬بل كفر‬
‫ّ‬ ‫جعفر الكفر كفران كفر نعمة وكفر‬
‫فيمن يقول‪{:‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ} [سورة اإلخالص‪ .]2-1:‬مخلوق أليس كافر‬
‫هو "‪)2(.‬‬

‫‪ - 111‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أعين بن زيد‪ ،‬سمعت أبا ثور إبراهيم بن خالد‬
‫اإلمام يقول‪ " :‬من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر باهلل وال يكون الرجل صاحب‬
‫سنّة حتى يكون فيه ثالث خصال‪ :‬يقول القرآن ليس بمخلوق ‪ ،‬ويقول اإليمان قول‬
‫وعمل يزيد وينقص ‪ ،‬ويرتك قراءة حمزة "‪)3(.‬‬

‫‪ - 112‬وجمع بن أبي حاتم أسماء من أطلق على اللفظية أهنم جهمية فبلغوا عددا‬
‫كثيرا من األئمة وأفرد لذلك بابا يف كتابه الرد على الجهمية‪)4(.‬‬
‫ّ‬

‫(‪ )1‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٥٦‬‬

‫(‪ )2‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٩١‬‬

‫(‪ )3‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٩٤‬‬

‫(‪ )4‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٤٩٢/١٣‬‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪124‬‬

‫‪ - 113‬وقال َع ْبد الرحمن ْبن َأبي حاتم يف كتاب"الرد على الجهمية"‪ :‬حدثني‬
‫اهيم بن طهمان‪ ،‬قال‪ :‬كان إِبر ِ‬
‫اهيم ْبن يوسف شيخا جليال من‬ ‫عيسى ابن ابنة إِبر ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫أصحاب الرأي‪ ،‬طلب الحديث‪ ،‬بعد أن تفقه يف مذهبهم‪ ،‬فأدرك ا ْبن ُع َي ْينَة ووكيعا‪،‬‬
‫فسمعت محمد ابن محمد بن الصديق يقول‪ :‬سمعت إِبر ِ‬
‫اهيم ْبن يوسف البلخي‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ َّ ْ‬
‫يقول‪ :‬القرآن كالم اهلل غير مخلوق‪ ،‬ومن قال‪ :‬مخلوق‪ ،‬فهو كافر بانت منه امرأته‪ ،‬ال‬
‫يصلى خلفه‪ ،‬وال يصلى عليه إذا مات‪ ،‬ومن وقف‪ ،‬فهو عندنا جهمي‪)1(.‬‬

‫الص ْيدَ ِ‬
‫او ُّي‪َ :‬أ َتى َق ْو ٌم‬ ‫بن ال َف ْض ِل َّ‬ ‫‪ - 114‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ اهللِ ب ُن ُم َح َّم ِد ِ‬
‫الز ْه ِري‪َ ،‬ف َقا ُلوا‪ :‬إِ َّن قِب َلنَا بِب ْغدَ اد رجالً‪ ،‬ي ُقو ُل‪َ :‬ل ْف ُظه بِال ُقر ِ‬
‫آن َم ْخ ُل ْو ٌق َف َق َال‪:‬‬ ‫َأ َبا ُم ْص َع ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ ْ‬ ‫ب ُّ َّ‬
‫ث َن َبطِ ٍّي‪.‬‬
‫َه َذا ك ََالم َخبِي ٍ‬
‫ُ ْ‬

‫‪ - 115‬وقال أبو محمد ابن أبي حاتم يف [كتاب الرد] على الجهمية‪ :‬حدثنا أبو‬
‫هارون محمد بن خالد سمعت أحمد بن محمد ابن عمرو يقول سمعت الفضل بن‬
‫غانم وكان قاضيا على الري لهارون يعنى الرشيد «أول ما سمعت بالقرآن كنت بالري‬
‫فكتبت إلى الرشيد أعلم أن قبلنا قوما يقولون القرآن مخلوق فقال من أصبت منهم‬

‫(‪ -)٣‬سير أعالم النبالء ‪ -‬ط الرسالة (‪:)٤٣٧ /١١‬‬

‫(‪« )1‬هتذيب الكمال يف أسماء الرجال» (‪)٢٥٣ /٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪125‬‬
‫فأخرج لسانه من قفاه وأطل حبسه وأحسن أدبه» (‪)1‬‬

‫‪ - 116‬قال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َأ ْح َمد محمود ْبن خالد الخانقيني‬
‫َق َال‪ :‬سمعت َأ ْح َمد بن حنبل يقول‪« :‬القرآن كالم اهلل وليس بمخلوق ومن زعم أن‬
‫القرآن مخلوق فهو كافر»(‪)2‬‬

‫ِ‬
‫‪ - 117‬قال َع ْبد َّ‬
‫الر ْح َم ِن ْبن أبي حاتم‪َ « :‬حدَّ َثنَا َي ْح َيى ْبن زكريا ْبن ع َ‬
‫يسى َق َال‪ :‬سألت‬
‫أحمد بن حنبل فقلت‪ :‬يا أبا عبد اهلل ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال‪ :‬كافر‬
‫ولم يتعتع فِي الجواب»(‪)3‬‬

‫‪ - 118‬قال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا سعيد ْبن أبي سعيد َأ ُبو نصر األرطائي‬
‫َق َال‪ :‬سمعت أحمد بن حنبل «وسئل َع ِن الصالة خلف المبتدعة فقال‪ :‬أما الجهمية‬
‫فال وأما الرافضة الذين يردون الحديث فال»(‪)4‬‬

‫ِ‬
‫‪ - 119‬وقال عبد الرحمن ْبن أبي حاتم‪َ « :‬حدَّ َثنَا َأ ْح َمد ْبن إِ ْب َراه َ‬
‫يم األهوازي َق َال‪:‬‬
‫سألت سلمة ْبن شبيب بمكة َع ِن القرآن فقال‪ :‬من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر‬

‫(‪« )1‬لسان الميزان» (‪)٤٤٦ /٤‬‬

‫(‪« )2‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٣٤٠ /١‬ت الفقي)‬

‫(‪« )3‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٤٠١ /١‬ت الفقي)‬

‫(‪« )4‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ١٦٨ /١‬ت الفقي)‬


‫باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ‬
‫‪126‬‬
‫باهلل العلي العظيم ثال ًثا»(‪)1‬‬

‫‪ - 120‬وقال َع ْبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي َق َال‪َ :‬ق َال عبد الوهاب الوراق‬
‫«القرآن كالم اهلل غير مخلوق ومن قال‪ :‬مخلوق فهو كافر هو واهلل زنديق» (‪)2‬‬

‫‪ - 121‬وقال َع ْبد َّ‬


‫الر ْح َم ِن ْبن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو زرعة َق َال‪ :‬سمعت أبا رجاء قتيبة‬
‫ْبن سعيد يقول من َق َال‪« :‬القرآن مخلوق فهو زنديق كافر باهلل العلي العظيم ال أصلي‬
‫(‪)3‬‬ ‫خلفه وال أتبع جنازته وال أعوده»‬

‫(‪« )1‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ١٧٠ /١‬ت الفقي)‬

‫(‪« )2‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٢١٢ /١‬ت الفقي)‬

‫(‪« )3‬طبقات الحنابلة» البن أبي يعلى (‪ ٢٥٧ /١‬ت الفقي)‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪127‬‬

‫باب‪ :‬يف نزول اهلل تعاىل‬

‫‪ - 122‬أخبرنا علي بن محمد بن عمر ‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬ثنا أبو‬
‫زرعة ‪ ،‬ثنا أبو نعيم ‪ ،‬ثنا مرزوق مولى عبد الرحمن الباهلي عن أبي الزبير ‪ ،‬عن جابر‬

‫‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ " :‬إذا كان يوم عرفة إن اهلل ‪ ‬ينزل إلى سماء الدنيا فيباهي‬
‫هبم المالئكة فيقول‪ :‬انظروا إلى عبادي أتوين شعثا غربا قاصدين من كل فج عميق ‪،‬‬
‫رب‪ :‬فالن مرهق وفالن مرهق ‪،‬‬
‫أشهدكم أين قد غفرت لهم ‪ ،‬فتقول المالئكة‪ :‬يا ّ‬
‫يعني مغرق بالذنوب‪ ،‬وفالن وفالن ‪ ،‬وقال‪ :‬يقول اهلل ‪ :‬قد غفرت لهم" ‪ ،‬قال‬
‫‪ " :‬فما من يوم أكثر عتيقا من النّار من يوم عرفة "‪)1(.‬‬ ‫رسول اهلل ‪‬‬
‫‪ - 123‬أخبرنا علي بن فهد بن عمر ‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬أخربين‬
‫عوف ‪ ،‬أنبا الربيع بن روح ‪ ،‬عن ابن حرب يعني فجدا عن األحوص بن حكيم ‪ ،‬عن‬

‫المهاصر بن حبيب ‪ ،‬عن أبي ثعلبة الخشني ‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪ " :‬يطلع اهلل إلى خلقه‬
‫يف ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويذر أهل الحقد‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٥١‬‬


‫باب‪ :‬يف نزول اهلل تعاىل‬
‫‪128‬‬
‫لحقدهم أو أهل الضغائن "‪)1(.‬‬

‫‪ - 124‬أخبرنا علي بن فهد بن عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا‬
‫أبو زرعة‪َ ،‬حدَّ َثنَا صفوان بن صالح الدمشقي ‪ ،‬ثنا مروان بن محمد ‪ ،‬ثنا ابن لهيعة ‪،‬‬
‫أخربين الزبير بن سليمان ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عزرب ‪ ،‬يقول‬

‫َحدَّ َثنِي أبي ‪ ،‬عن أبي موسى األشعري ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪ " :‬إن اهلل ينزل ليلة‬
‫النصف من شعبان فيغفر لخلقه كلهم أجمعين إال لمشرك أو مشاحن "‪)2(.‬‬

‫‪ - 125‬أخبرنا علي بن محمد بن عمر ‪ ،‬أنبا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا‬
‫العباس بن يزيد ‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا مروان بن إسحاق ‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا محمد بن أبي إسماعيل ‪ ،‬عن‬

‫خيثمة بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن أم سلمة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪ " :‬إن اهلل ‪ ‬ينزل‬
‫السماء الدّ نيا فيباهي بأهل عرفة مالئكته فيقول‪ :‬انظروا إلى عبادي أتوبي شعثا‬
‫إلى ّ‬
‫غربا ‪ ،‬يا أهل عرفة قد غفرت لكم"‪)3(.‬‬

‫‪ - 126‬أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطربي ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد‬
‫الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبو سعيد األشج ‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنِي عقبة ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٦٠‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٦٣‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٦٧‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪129‬‬

‫األعمش ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن أم سلمة ‪ ،‬قالت‪ " :‬نعم اليوم يوم ينزل اهلل فيه إلى‬
‫سماء الدنيا ‪ ،‬قيل‪ :‬يا أم المؤمنين وأي يوم هو ؟ قالت‪ :‬يوم عرفة"‪)1(.‬‬

‫‪ - 127‬أخبرنا علي بن محمد بن عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثنا أبو زرعة الرازي ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد اهلل بن عبد الجبار الخبايري ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الحكم‬
‫بن الوليد الوحاظي ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الفضيل بن فضالة الهوزي ‪ ،‬يقول‪ " :‬إن اهلل يهبط‬
‫إلى سماء الدنيا ليلة النّصف من شعبان فيعطي رغابا ويفك رقابا ويفخم عقاب "‪)2(.‬‬

‫‪ - 128‬حدثنا جع َفر بن أبي ُع ْثمان ال َّطيال ِ ِسي َعن يحيى بن ِ‬


‫معين َق َال‪« :‬إِذا َق َال َلك‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫الجهمي وكَيف ينزل َفقل ك َ‬
‫َيف يصعد»(‪)3‬‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٦٨‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٧٣‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٧٥‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪130‬‬

‫باب‪ :‬يف صفة العجب هلل تعاىل‬

‫ِ ِ‬ ‫‪ - 129‬ونقل بن َأبِي َحاتِ ٍم فِي كِت ِ‬


‫الر ْح َمن‬ ‫الر ِّد َع َلى ا ْل َج ْهم َّية‪َ :‬عن ُم َح َّمد بن عبد َّ‬ ‫َاب َّ‬
‫ج ُبنِي َأ ْن َأ ْق َر َأ‬
‫َان َي ْف ُض ُل َع َلى ا ْلكِ َسائِي فِي ا ْل ِق َرا َء ِة َأ َّن ُه َق َال ُي ْع ِ‬
‫ِّ‬
‫ا ْل ُم ْق ِرئ َو َل َق ُب ُه َمت َق َال َوك َ‬
‫مي ِة‪)1(.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جب َت بِ َّ ِ‬
‫الض ِّم خ َال ًفا ل ْل َج ْه َّ‬ ‫َب ْل َع ِ ْ‬

‫‪ - 130‬قال ابن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبي ثنا محمد عمرو أبو غسان زنيج قال سمعت مت‬
‫يعني محمد بن عبد الرحمن ‪-‬يذكر الجهمية – يعني بأمر عظيم ويحتج عليهم ويقول‬
‫عجبت ويسخرون خالفا للجهمية وكان ُي َف َّض ُل على الكسائي يف‬
‫ُ‬ ‫يعجبني أن أقرأ بل‬
‫زمانه ‪)2(.‬‬

‫الر ْح َم ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ - 131‬ونقل ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم فِي كِت ِ‬


‫الر ِّد َع َلى ا ْل َج ْهم َّية‪َ :‬ع ْن ُم َح َّمد ْب ِن َع ْبد َّ‬ ‫َاب َّ‬
‫ج ُبنِي َأ ْن‬
‫َان َي ْف ُض ُل َع َلى ا ْلكِ َسائِي فِي ا ْل ِق َرا َء ِة َأ َّن ُه َق َال‪ُ :‬ي ْع ِ‬
‫ِّ‬
‫ا ْل ُم ْق ِر ِّي َو َل َق ُب ُه َمت َق َال« َوك َ‬
‫مي ِة»(‪)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ْقر َأ‪{:‬ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ} [سورة الصافات‪ .]12:‬بِ َّ ِ‬
‫الض ِّمخ َال ًفا ل ْل َج ْه َّ‬ ‫َ‬

‫(‪«)1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٣٦٦ /٨‬‬


‫(‪ )2‬كتاب الصفات البن المحب ‪١١٧١/٣‬‬

‫(‪« )3‬فتح الباري» البن حجر (‪ ٣٦٦ /٨‬ط السلفية)‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪131‬‬

‫باب‪ :‬يف صفة العينني‬

‫‪ - 132‬ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪ :‬ثنا أبو زرعة ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن‬
‫إبراهيم الدمشقي ‪ ،‬ومحمد بن مهران قاال ‪ :‬ثنا ح وقال‪ :‬وثنا إبراهيم بن موسى قال‪:‬‬
‫َأ ْخ َب ْرنَا محمد بن شعيب قال‪ :‬أخربين أبو زرعة يعني يحيى بن أبي عمرو السيباين قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنِي عمرو بن عبد اهلل يعني الحضرمي ‪ ،‬من أهل حمص قال‪َ :‬حدَّ َثنِي أبو أمامة‬

‫الصالة جامعة » فصعد المنرب فحمد اهلل وأثنى عليه‬


‫إن ّ‬‫قال‪ " :‬نادى رسول اهلل ‪ّ « :‬‬
‫فما كان خطبته حتى نزل إال يف الدجال ثم قال‪« :‬يا أيها النّاس إنه يبدأ فيقول‪ :‬إنه نبي‬
‫وال نبي بعدي ثم يثني فيقول‪ :‬أنا ر ّبكم وليس ربكم بأعور وال ترون ربكم حتى‬
‫تموتوا »‪ .‬قال واللفظ لحديث عبد الرحمن‪)1(.‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٥١‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪132‬‬

‫باب‪ :‬يف الرؤية‬

‫‪ - 133‬أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن‬
‫أبي حاتم ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا لمحمد بن عبد اهلل بن يزيد المقرئ ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سفيان بن عيينة عن‬
‫سهيل بن أبي صالح ‪ ،‬أنه سمعه يحدث ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول‬
‫اهلل أنرى ر ّبنا يوم القيامة ؟ قال‪« :‬فهل تضارون يف رؤية الشمس بالظهيرة ليست يف‬
‫سحاب؟» قالوا‪ :‬ال ‪ ،‬قال‪« :‬فهل تضارون يف رؤية القمر ليلة البدر ليس يف سحابة»‬
‫قالوا‪ :‬ال ‪ ،‬قال‪« :‬والذي نفسي بيده ال تضارون يف رؤيته كما ال تضارون يف رؤية‬
‫أحدهما‪)1( ».‬‬

‫‪ - 134‬أخبرنا علي بن محمد بن عمر‪ ،‬ومحمد بن علي الشاوي‪ ،‬قاال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد‬
‫الرحمن بن أبي حاتم‪ ،‬قال‪ :‬ثنا محد بن عبد اهلل بن يزيد المقرئ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبي قال‪:‬‬
‫ثنا ورقاء هو ابن عمر اليشكري قال‪ :‬ثنا أبو ظبية‪ ،‬عن كرز بن وبرة ‪ ،‬عن نعيم بن أبي‬

‫هند ‪ ،‬عن أبي عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رسول اهلل ‪« :‬قوله‬
‫تعالى‪{ :‬ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ} [سورة املطففني‪.]6:‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨١٩‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪133‬‬

‫يوم القيامة أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينظرون فصل القضاء ‪ ،‬حتى يلجمهم‬
‫العرق من شدة الكرب ‪ ،‬ثم ينزل اهلل وتجثوا األمم ‪ ،‬فينادي مناد‪ :‬أيها النّاس أال ترضون‬
‫من ر ّبكم ّ‬
‫الذي خلقكم ورزقكم وأمركم بعبادته ‪ ،‬ثم توليتم غيره وكفرتم نعمته أن‬
‫يخلي بينكم وبين ما توليتم فيتولى كل إنسان ما تولى فينادي مناد‪ :‬من كان تولى شيئا‬
‫فليلزمه قال‪ :‬فينطلق من كان تولى حجرا أو عودا أو دابة ‪ ،‬قال‪ :‬فتفر منهم آلهتهم‬
‫فيقولون‪ :‬ما شعرنا هبذا ويتبع اليهود والنصارى وأصحاب المالئكة والشياطين الذين‬
‫أمروهم بعبادهتم فيسوقوهنم حتى يلقوهم يف جهنم ‪ ،‬ويبقى أهل اإلسالم فيقول لهم‬

‫ر ّبهم ‪ :‬ما لكم ذهب النّاس وبقيتم ؟ قالوا‪ :‬إن لنا ر ّبا لم نره بعد ‪ ،‬فيقول‪ :‬وهل‬
‫تعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون‪ :‬بيننا وبينه آية إذا رأيناه عرفناه‪ ،‬فيكشف عن ساق‬
‫فيخرون له سجدا ‪ ،‬ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون أن يسجدوا فال تلين‬
‫ظهورهم ‪ ،‬ويرفعون رؤسهم ونورهم بين أيديهم وبأيماهنم فمنهم من يكون نوره مثل‬
‫الجبل بين يديه ‪ ،‬ثم يكون دون ذلك على قدر أعمالهم فيمشون وهو من بين أيديهم‬
‫يتبعونه‪ ،‬فيقول أهل النّفاق {ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ} [سورة احلديد‪ ، ]13:‬ومضى النّور بين‬
‫السيف دحض مزلة‪{ ،‬ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩ‬
‫أيديهم‪ ،‬وبقي أثره مثل حدّ ّ‬
‫[سورة احلديد‪.]13:‬إلى آخر اآلية » ‪)1(.‬‬ ‫ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ}‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٤٢‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪134‬‬

‫‪ - 135‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبو زرعة ‪ ،‬ثنا سليمان بن عبد الرحمن ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا‬
‫الوليد بن مسلم ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا أبو بكر بن أبي مريم ‪ ،‬عن حبيب بن عبيد بن صهيب ‪ ،‬عن‬

‫زيد بن ثابت ‪ ،‬أن رسول اهلل ‪ ‬علمه وأمره أن يتعاهد أهله به كل صباح ‪« :‬لبيك‬
‫اللهم لبيك‪ ،‬لبيك وسعديك ‪ ،‬والخير يف يديك ومنك وبك وإليك ‪ ،‬اللهم ما قلت من‬
‫قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يديه ‪ ،‬ما شئت كان وما ال‬
‫تشاء ال يكون‪ ،‬ال حول وال قوة إال بك إنك على كل شيء قدير ‪ ،‬اللهم وما صليت‬

‫من صالة فعلى من صليت ‪ ،‬وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت‪ { :‬ﲻ ﲼ ﲽ‬

‫ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ} [سورة يوسف‪ ،]101:‬اللهم أسألك‬


‫الرضا بعد القضاء ‪ ،‬وبرد العيش بعد الموت ‪ ،‬ولذة نظر يف وجهك ‪ ،‬وشوقا إلى لقائك‬
‫يف غير ضراء مضرة وال فتنة مضلة ‪ ،‬أعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم ‪ ،‬أو أعتدي أو‬
‫يعتدى علي أو أكتسب خطيئة بخطيئة‪ ،‬أو أذنب ذنبا ال تغفره ‪ ،‬اللهم فاطر السموات‬
‫واألرض عالم الغيب والشهادة ذا الجالل واإلكرام إين أعهد إليك يف الحياة الدنيا‬
‫وأشهدك وكفى بك شهيدا أن ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك ‪ ،‬لك الملك ولك‬
‫الحمد وأنت على كل شيء قدير ‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك ‪ ،‬وأشهد أن‬
‫وعدك حق ولقاءك حق ‪ ،‬والساعة آتية ال ريب فيها ‪ ،‬وأنك تبعث من يف القبور ‪،‬‬
‫وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة‪ ،‬وإين ال أثق‬
‫إال برحمتك فاغفر ذنبي كله‪ ،‬إن ّه ال يغفر الذنوب إال أنت‪ ،‬وتب علي إنك أنت التواب‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪135‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫الرحيم‪».‬‬

‫‪ - 136‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا عفيرة بنت‬
‫واقف‪ ،‬قالت‪ :‬حميدة حدثتني ‪ ،‬تعني بنت ثابت البناين ‪ ،‬قالت‪ " :‬أحدثكم حديثا ليس‬

‫بيني وبين رسول اهلل ‪ ‬إال رجلين أحدهما أبي ‪ ،‬كان أنس ‪ ،‬وأبو ظالل يف بيت‬
‫ثابت ‪ ،‬فقال أنس‪ :‬يا أبا ظالل متي فقدت بصرك ؟ قال‪ :‬وأنا صبي ال أعقل ‪ ،‬قال‪:‬‬

‫فهل أحدثك حديثا حدثنيه رسول اهلل ‪ ‬يرويه عن جربيل ‪ ،‬وجربيل يرويه عن ر ّبه‬

‫ﱷ}‬
‫ﱸ‬ ‫‪ ،‬قال‪ :‬يا جربيل ما جزاء من سلبت كريمتيه ؟ قال { ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ‬
‫[سورة البقرة‪.]32:‬قال‪ " :‬جزاؤه الخلود يف داري والنظر إلى وجهي "‪)2(.‬‬

‫‪ - 137‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد اهلل بن سليمان بن‬
‫األشعث‪ ،‬قال‪ :‬نا الحسين بن علي بن مهران الفسوي ‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنَا عامر بن الفرات‬
‫‪ ،‬عن أسباط بن نصر‪ ،‬عن إسماعيل السدي ‪ ،‬عن أبي مالك ‪ ،‬وأبي صالح ‪ ،‬عن ابن‬

‫عباس ‪ ،‬وعن مرة الهمداين‪ ،‬عن ابن مسعود يف قوله تعالى ‪ { :‬ﱂ ﱃ ﱄ‬

‫ﱅﱆ} [سورة يونس‪ ،.]26:‬قال‪ { :‬ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌﱍ } [سورة يونس‪ .]26:‬قال‪ " :‬أ ّما‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٤٦‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٢٣‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪136‬‬
‫الحسنى‪ :‬فالجنّة ‪ ،‬وأما الزيادة‪ :‬فالنّظر إلى وجه اهلل ‪ ،‬وأما القرت‪ :‬فالسواد "‪)1(.‬‬

‫‪ - 138‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا علي بن ميسرة الهمذاين ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا صالح‬
‫بن أبي خالد العبدي‪ ،‬عن أبي األحوص‪ ،‬عن أبي إسحاق الهمداين ‪ ،‬عن عمارة بن‬
‫عبد‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت عليا يقول‪ " :‬من تمام النعمة دخول الجنّة والنظر إلى وجه اهلل‬
‫يف جنته "‪)2(.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 139‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبو زرعة ‪ ،‬ثنا محد بن يحيى بن إسماعيل المصري ‪،‬‬
‫قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا ابن وهب قال‪ :‬أخربين ابن لهيعة ‪ ،‬عن أبي النضر ‪ ،‬يعني سالما مولى عمر‬
‫بن عبيد اهلل بن معمر القرشي ‪ ،‬أن أبا هريرة كان يذكر " أنكم لن تروا ر ّبكم حتى‬
‫تذوقوا الموت"‪)3(.‬‬

‫[سورة‬ ‫روى عوف األعرابي‪ ،‬عن الحسن {ﱁﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ}‬ ‫‪- 140‬‬
‫يونس‪ ]26:‬قال‪ " :‬الحسنى‪ :‬دخول الجنّة ‪ ،‬و الزيادة‪ :‬النّظر إلى وجه اهلل "‪)4(.‬‬

‫‪ - 141‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا روح بن عبد الواحد‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٨٧‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٥٩‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٦٥‬‬

‫(‪ )4‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٩١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪137‬‬

‫الحرابي‪ ،‬قال‪ :‬ثنا خليد بن دعلج ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬يف قوله‪{ :‬ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬

‫ﲂ } [سورة املطففني‪ .]15:‬قال ‪ :‬عن النظر إلى اهلل يوم القيامة ‪ ،‬يعني الكفار ‪ ،‬لقوله‬

‫[سورة املطففني‪-16:‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ}‬

‫‪.‬‬
‫‪)1(. ]17‬‬

‫‪ - 142‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪ :‬ثنا أبو بكر محمد بن عبد اهلل بن حبيب‬
‫الواسطي قال‪ :‬ثنا أبو عمران موسى بن إسماعيل الحبلي قال‪ :‬حفص بن سلم ‪ ،‬عن‬
‫عون بن أبي شداد ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬يف وصية لقمان البنه قال‪ " :‬يا بني إذا صمت فاغسل‬
‫وجهك‪ ،‬وادهن رأسك ‪ ،‬وارفع صوتك يف المأل كي ال يعلموا أنك صائم ‪ ،‬وال ترائ‬
‫النّاس بصومك وصالتك فتهدم بنيانك وتغر غيرك ‪ ،‬فإن الذي يعمل هلل يف السر‬
‫يجزيه يف العالنية‪ ،‬ويرفع درجاته يف اآلخرة ‪ ،‬والخلود يف داره ‪ ،‬والنظر يف وجهه ‪،‬‬
‫ومرافقة أنبيائه "‪)2(.‬‬

‫‪ - 143‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬نا محد بن حاتم المؤدب‪ ،‬قال‪ :‬حدثت عن‬
‫األعمى"‪)3(.‬‬ ‫الرب ‪‬‬
‫أبي األشهب ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال‪ " :‬أول من ينظر إلى وجه ّ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٠٦‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٥٨‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٢٤‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪138‬‬

‫‪ - 144‬قال عبد الرحمن‪َ :‬حدَّ َثنِي أبو عبد اهلل محمد بن حماد الطهراين قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا‬
‫حفص بن عمر العدين ‪ ،‬وكان صدوقا قال‪ :‬ثنا الحكم بن أبان ‪ ،‬عن عكرمة ‪ ،‬يف قوله‬

‫[سورة يونس‪]26:‬‬ ‫{ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ} [سورة يونس‪ ]26:‬قال‪ " :‬قوله {ﱃ ﱄ}‬
‫قول ال إله إال اهلل ‪ ،‬والحسنى‪ :‬الجنّة ‪ ،‬والزيادة‪ :‬النظر إلى وجهه الكريم "‪)1(.‬‬

‫‪ - 145‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن خلف الرقي ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬

‫مؤمل بن إسماعيل ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا حماد بن سلمة ‪ ،‬عن ليث ‪ ،‬عن مجاهد يف قوله {ﱂ‬

‫قال‪ " :‬الحسنى‪ :‬الجنّة ‪ ،‬والزيادة‪ :‬النظر إلى‬ ‫[سورة يونس‪]26:‬‬ ‫ﱃ ﱄ ﱅﱆ}‬
‫الرب"‪)2(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 146‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا حماد بن فهد بن يزيد بن مسلم األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫مؤمل ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إبراهيم بن يزيد المكي ‪ ،‬عن الوليد بن عبد اهلل بن أبي مغيث ‪ ،‬عن‬

‫مجاهد يف قوله ‪{ : ‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ} [سورة القيامة‪.]22:‬قال‪ " :‬حسنة {ﱍ ﱎ ﱏ‬


‫"‪)3(.‬‬ ‫ﱐ} [سورة القيامة‪.]23:‬قال ‪ " :‬تنظر إلى ربنا ‪‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٩٦‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٧٩٧‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٠٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪139‬‬

‫‪ - 147‬ذكره عبد الرحمن قال‪َ :‬حدَّ َثنَا أبو زرعة‪ ،‬قال‪ :‬ثنا سلمة بن شبيب أبو عبد‬

‫الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا أبي ‪ ،‬عن عكرمة يف قوله ‪:‬‬
‫[سورة‬ ‫{ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ} [سورة القيامة‪.]22:‬قال‪ " :‬مسرورة فرحة "‪{ ،‬ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ}‬

‫القيامة‪.]23:‬قال عكرمة‪ " :‬انظر ماذا أعطى اهلل عبده من النور يف عينيه ‪ ،‬إذ لو جعل جميع‬
‫ما خلق اهلل من اإلنس والجن والدواب والطير وكل شيء خلق اهلل فجعل نور أعينهم‬
‫يف عيني عبد من عباده ‪ ،‬ثم كشف عن الشمس سرتا واحدا ودوهنا سبعون سرتا ما‬
‫قدر على أن ينظر إلى الشمس ‪ ،‬والشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي‪،‬‬
‫والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ‪ ،‬والعرش جزء من سبعين جزءا من‬
‫نور اهلل ‪ ،‬فانظروا ماذا أعطى عبده من النور يف عينيه ‪ ،‬النظر إلى وجه ر ّبه الكريم‬
‫عيانا"‪)1(.‬‬

‫‪ - 148‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا روح بن عبد الواحد‬
‫الحرابي‪ ،‬قال‪ :‬ثنا خليد بن دعلج‪ ،‬عن الحسن يف قوله {ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ‬

‫ﲂ } [سورة املطففني‪.]15:‬‬
‫قال ‪ " :‬عن النظر إلى اهلل ‪ ،‬يعني الكفار لقوله {ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٠٤‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪140‬‬

‫‪.‬‬
‫[سورة املطففني‪)1(. ]17-16:‬‬ ‫ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ}‬

‫‪ - 149‬ذكره عبد الرحمن قال‪ :‬ثنا الحسن بن أيوب القزويني ‪ ،‬قال ثنا أحمد بن‬
‫الحسن الصفار ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا علي بن المديني ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا محمد بن سليم ‪ ،‬عن يحيى بن‬
‫سعيد قال‪ :‬قال إبراهيم الصائغ‪ " :‬ما يسرين أن لي نصف الجنة بالرؤية ‪ ،‬ثم تال {ﲄ‬

‫ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ} [سورة املطففني‪ .]17-16:‬قال‪:‬‬


‫بالرؤية"‪)2(.‬‬

‫‪ - 150‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا أبو هارون محمد بن خالد‬
‫الخزاز قال‪ :‬ثنا يحيى بن المغيرة قال‪ :‬كنا عند جرير بن عبد الحميد فذكر له حديث‬

‫ابن سابط {ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ} [سورة يونس‪ ]26:‬قال‪ " :‬الزيادة النظر إلى وجه اهلل‪،‬‬
‫قال‪ :‬فحضره رجل فأنكره ‪ ،‬فصاح به وأخرجه من مجلسه "‪)3(.‬‬

‫‪ - 151‬ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪ :‬ثنا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن‬
‫المقرئ قال‪ :‬سمعت الحسن بن مجد الطنافسي يقول‪ :‬سمعت وكيعا يقول‪ " :‬يراه‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٠٦‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٠٧‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨٠‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪141‬‬
‫المؤمنون يف الجنّة وال يراه إال المؤمنون "‪)1(.‬‬

‫‪ - 152‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬قال أبو صالح كاتب الليث‪:‬‬
‫علي عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وسألته فيما أحدثت الجهمية فقال‪" :‬‬
‫أملى َّ‬
‫لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قوله ‪{‬ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ‬

‫ﱐ} [سورة القيامة‪.]23-22:‬فقالوا‪ " :‬ال يراه أحد يوم القيامة ‪ ،‬فجحدوا واهلل أفضل كرامة اهلل‬
‫التي أكرم هبا أولياءه يوم القيامة من النظر إلى وجهه ونضرته إياهم يف مقعد صدق‬
‫السماء واألرض ليجعلن رؤيته يوم القيامة للمخلصين له‬
‫فورب ّ‬
‫ّ‬ ‫عند مليك مقتدر ‪،‬‬
‫ثوابا لينضر هبا وجوههم دون المجرمين ‪ ،‬ويفلج هبا حجتهم على الجاحدين‬
‫وشيعتهم ‪ ،‬وهم عن ر ّبهم يومئذ محجوبون ال يرونه كما زعموا أنه ال يرى وال‬

‫يكلمهم وال ينظر إليهم ولهم عذاب أليم ‪ ،‬وكيف لم يعترب ويله بقول اهلل ‪{ ‬ﱽ‬

‫ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ} [سورة املطففني‪ .]15:‬أفيظن أن اهلل يقصيهم ويغنيهم‬


‫ويعذهم بأمر يزعم الفاسق أنه وأولياؤه فيه سواء "‪)2(.‬‬

‫‪ - 153‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا محمد بن خالد بن يزيد الشيباين قال‪ :‬ثنا‬
‫أحمد بن أبي الحواري قال‪ :‬ثنا المسيب بن واضح قال‪َ :‬حدَّ َثنِي بعض مشايخنا قال‪:‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨٢‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٧٣‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪142‬‬

‫قال لي األوزاعي‪ " :‬إين ألرجو أن يحجب اهلل ‪ً ‬‬


‫جهما وأصحابه أفضل ثوابه الذي‬
‫وعده أولياءه حين يقول {ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ} [سورة القيامة‪ .]23-22:‬فجحد‬
‫جهم وأصحابه أفضل ثوابه الذي وعد أولياءه "‪)1(.‬‬
‫ٌ‬

‫‪ - 154‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبو زرعة وكثير بن شهاب المذحجي‬
‫قاال‪ :‬ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال‪ :‬ثنا أبو جعفر يعني الرازي ‪ ،‬عن الربيع ‪ ،‬عن‬
‫أبي العالية يف قوله {ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ} [سورة األعراف‪.]143:‬‬
‫قال‪ " :‬وكان قبله مؤمنون ولكن يقول {ﳇ ﳈ ﳉ} أنا أول من آمن هبذا‬

‫أنه ال يراك أحدٌ قبل يوم القيامة وهو يقول‪{:‬ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ ﱜ‬

‫ﱝ ﱞ ﱟ} [سورة األنعام‪ .]103:‬يعني أنه ال تدركه األبصار يف الدنيا "‪ .‬وعن إسماعيل‬

‫ابن علية‪ ،‬وهشام بن عبيد اهلل الرازي ‪ ،‬ونعيم بن حماد يف قوله {ﱕ ﱖ ﱗ }‬


‫[سورة األنعام‪ " ]103:‬يعني يف الدنيا "‪)2(.‬‬

‫‪ - 155‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا فخد بن عيسى الدامغاين قال‪َ :‬حدَّ َثنِي أبو‬
‫دس الجهمية إلى ابن المبارك رجالً‬
‫بكر صالح المروزي وكان صاحب قرآن قال‪ّ " :‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٧٤‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٢١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪143‬‬

‫فقال‪ " :‬يا أبا عبد الرحمن خدا رابان جهان جون ببيند قال‪ :‬يجشم ‪ ،‬يعني كيف نرى‬
‫ربنا يوم القيامة ؟ قال‪ :‬بالعين "‪)1(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 156‬قال عبد الرحمن‪ :‬وجدت يف كتاب عند أبي مما وضعه هشام يف ّ‬
‫الرد على‬
‫الجهمية قال هشام‪ " :‬وكان فيما سألتم يف كتابكم عن أهل الجنّة أهنم يرون رهبم ‪،‬‬
‫قال هشام‪َ :‬و َر َد علينا يف تفسير القرآن ومحكم الحديث أن اهلل جل ثناؤه يرى يف‬
‫(‪)2‬‬ ‫اآلخرة "‪ .‬ثم ذكر الروايات يف تفسير القرآن واألخبار عن رسول اهلل ‪.‬‬
‫‪ - 157‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا مجد بن علي بن سعيد النسائي قال‪ :‬سمعت قتيبة بن‬
‫سعيد‪ ،‬يقول‪ " :‬قول األئمة المأخوذ به يف اإلسالم والسنّة‪ :‬اإليمان بالرؤية والتصديق‬
‫يف الرؤية "‪)3(.‬‬ ‫باألحاديث التي جاءت عن رسول اهلل ‪‬‬
‫‪ - 158‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا الحسين بن أحمد قال‪ :‬ثنا أحمد بن محمد بن‬
‫إسماعيل الرازي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عقبة بن قبيصة قال‪ " :‬خرج علينا أبو نعيم الفضل بن‬
‫دكين وهو مغضب فقال‪ " :‬ثنا سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ‪ ،‬وحدثنا الحسن‬
‫بن صالح بن حي ‪ ،‬وثنا شريك بن عبد اهلل النخعي ‪ ،‬وثنا زهير بن معاوية ‪ ،‬كلهم رووا‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨١‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨٥‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨٦‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪144‬‬

‫عن النبي ‪ « :‬أنّا نرى ر ّبنا »‪ ،‬وجاء ابن صباغ يهودي فأنكر الرؤية ‪ ،‬يعني‬
‫المريسي"‪)1(.‬‬

‫‪ - 159‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا ابن أبي عبد الرحمن المقرئ قال‪ " :‬سمعت سليمان‬
‫بن حرب وسأله سلمة بن شبيب وهو المستملي فقال له‪ :‬يا أبا أيوب أذكر حديث‬
‫أبي موسى يف الرؤية ‪ ،‬فقال‪ :‬دعه ‪ ،‬فقال رجل بالقرب من سليمان خفيا‪ :‬أي واهلل‬
‫فدعه ‪ ،‬فسمعه سليمان فنظر إليه فقال‪ :‬إذا أحدثه على رغم أنفك ‪ ،‬خذها إليك فإين‬
‫أراك ممن تركه ‪ ،‬ثم بدأ فحدثه به "‪)2(.‬‬

‫‪ - 160‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا إسحاق بن إبراهيم المكتب قال‪ :‬ثنا زكريا بن يحيى‬
‫لما صرنا إلى العراق‬
‫بن حمدويه الحلواين قال‪ :‬سمعت رفيق نعيم بن حماد يقول‪ّ " :‬‬
‫وحبِ َس نعيم بن حماد دخل عليه رجل يف السجن من هؤالء فقال لنعيم‪ :‬أليس اهلل‬
‫ُ‬
‫قال‪{ :‬ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚﱛ} [سورة األنعام‪.]103:‬؟ فقال نعيم‪ :‬بلى ‪ ،‬ذاك‬
‫إن اهلل هو البقاء وخلق الخلق للفناء فال‬‫يف الدنيا ‪ ،‬قال‪ :‬وما دليلك ؟ فقال نعيم‪ّ :‬‬
‫يستطيعون أن ينظروا بأبصار الفناء‪ ،‬فإذا ُج ِد َد لهم خلق البقاء فنظروا بأبصار البقاء‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨٧‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٨٨‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪145‬‬
‫إلى البقاء "‪)1(.‬‬

‫‪ - 161‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أبي قال‪ :‬ثنا عباس بن عبد العظيم العنربي قال‪ :‬ثنا عبد‬
‫اهلل بن محمد بن أبي األسود قال‪ :‬سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول‪ :‬سمعت‬

‫يحيى بن الحصين وهو من أهل مكة وكان من قراء القرآن مهدي يقول‪{ " :‬ﱕ‬
‫ﱖ ﱗ} [سورة األنعام‪ ]103:‬قال‪ :‬أبصار العقول "‪)2(.‬‬

‫‪ - 162‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا إسماعيل بن صالح الحلواين قال‪ :‬سمعت محمد بن‬
‫سليمان المصيصي لوين قال‪ :‬قيل البن عيينة هذه األحاديث يف الرؤية ترويها ‪،‬‬
‫فقال‪ ":‬حق نرويها على ما سمعناها ممن نثق به ونرضی به "‪)3(.‬‬

‫‪ - 163‬أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد القزويني قال‪ :‬ثنا محمد بن أحمد بن‬
‫منصور القطان ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا إسماعيل بن أبي‬
‫الحارث ‪ ،‬قال‪ :‬ثنا الهيثم بن خارجة ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الوليد بن مسلم ‪ ،‬يقول‪ " :‬سألت‬
‫األوزاعي وسفيان الثوري ‪ ،‬ومالك بن أنس ‪ ،‬والليث بن سعد عن هذه األحاديث‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٩٠‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٢٢‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٧٧‬‬


‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪146‬‬
‫التي فيها الرؤية فقالوا‪ :‬أمروها بال كيف "‪)1(.‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٨٧٥‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪147‬‬

‫باب‪ :‬يف رؤية النيب ‪  -‬ربه ‪‬‬

‫‪ - 164‬أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن‬
‫أبي حاتم قال‪ :‬ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب أبو عبيد اهلل قال‪ :‬ثنا ابن وهب‬
‫قال‪ :‬ثنا عمرو بن الحارث بن سعيد بن أبي هالل‪ ،‬حدثه أن مروان بن عثمان حدثه‬
‫عن عمارة بن عامر‪ ،‬عن أم الطفيل امرأة ُأ َبي بن كعب أهنا قالت‪ " :‬سمعت رسول اهلل‬
‫يذكر أنه رأى ربه ‪ ،‬تعني بقلبه "‪)1(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 165‬أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن‬
‫إلي قال‪ :‬ثنا معاوية بن هشام‪،‬‬
‫أبي حاتم قال‪ :‬ثنا شعيب بن أيوب الصريفيني فيما كتب َّ‬
‫عن سفيان ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن ابن عباس‪ " :‬أن النبي ‪ ‬رأى ر ّبه‬
‫بفؤاده مرتين "‪)2(.‬‬

‫‪ - 166‬أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبد الرحمن بن‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٠٩‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩١٢‬‬


‫باب‪ :‬يف العرش والكرسي‬
‫‪148‬‬

‫أبي حاتم قال‪ :‬ثنا محمد بن الوزير الواسطي قال‪ :‬ثنا معتمر بن سليمان التيمي ‪ ،‬عن‬
‫يزيد بن إبراهيم التسرتي ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن عبد اهلل بن شقيق قال‪ " :‬قلت ألبي ذر‪ :‬لو‬

‫أدركت النبي ‪ ‬لسألته ‪ ،‬قال‪ :‬عم كنت تسأله ؟ قال‪ :‬كنت أسأله هل رأى ر ّبه ؟‬
‫قال‪ :‬إين قد سألته ‪ ،‬قال‪« :‬نور أين أراه نور أين أراه» مرتين أو ثالثة "‪)1(.‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩١٨‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪149‬‬

‫باب‪ :‬يف العرش والكرسي‬

‫‪ - 167‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ ،‬حدَّ َثنَا علي بن أبي دالمة ‪َ ،‬حدَّ َثنَا عبد‬
‫الوهاب بن عطاء عن سعيد ‪ ،‬عن قتادة ‪ ،‬عن صفوان بن محرز ‪ ،‬عن حكيم بن حزام‬

‫قال‪ " :‬بينما رسول اهلل ‪ ‬مع أصحابه فقال لهم‪ " :‬هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا‪:‬‬

‫ما نسمع من شيء‪ .‬فقال رسول اهلل ‪ :‬إين أطيط السماء‪ ،‬وما تالم أن تئط ‪ ،‬وما فيها‬
‫موضع قدم إال عليه ملك ساجد ‪ ،‬أو قائم "‪)1(.‬‬

‫‪ - 168‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬وإبراهيم ‪ ،‬قاال‪َ :‬حدَّ َثنَا عباس بن الوليد‬
‫‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن األوزاعي قال‪َ :‬حدَّ َثنِي الزهري ‪ ،‬عن ثابت الزرقي قال‪ " :‬سمعت أبا‬
‫هريرة قال‪ :‬أخذت النّاس ريح ‪ ،‬فسأل عمر يعني ابن الخطاب من حوله ‪ ،‬فقال أبو‬

‫هريرة ‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪ :‬الريح من روح اهلل ‪ ، ‬تأيت بالرحمة ‪ ،‬وتأيت‬
‫بالعذاب ‪ ،‬فال تسبوها واسألوا اهلل من خيرها ‪ ،‬وعوذوا به من شرها"‪)2(.‬‬

‫(‪ )1‬العظمة ألبي الشيخ األصبهاين ( ‪.) ٩٨٦/٠٣‬‬

‫(‪ )2‬العظمة ألبي الشيخ األصبهاين ( ‪.) ١٣١٣/٠٤‬‬


‫باب‪ :‬يف العرش والكرسي‬
‫‪150‬‬

‫‪ - 169‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪َ ،‬حدَّ َثنَا أحمد بن القاسم بن عطية قال‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ‪َ ،‬حدَّ َثنَا أبي ‪ ،‬عن أبيه ‪َ ،‬حدَّ َثنَا أشعث ‪ ،‬عن‬

‫جعفر بن أبي المغيرة ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬أن بني إسرائيل‬
‫قالوا‪ :‬يا موسى هل يصلي ر ّبك ؟‪ ،‬قال‪ :‬اتقوا اهلل ‪ ،‬قالوا‪ :‬فهل ينام ر ّبك ؟ قال‪ :‬اتقوا‬

‫اهلل‪ ،‬قالوا‪ :‬فهل يصبغ ر ّبك ؟ قال‪ :‬اتقوا اهلل ‪ ،‬فناداه ر ّبه ‪ :‬يا موسى‪ ،‬سألوك‪ :‬هل‬

‫يصلي ر ّبك ؟ فقال‪ :‬نعم ‪ ،‬أنا أصلي ومالئكتي على أنبيائي ورسلي ‪ ،‬فأنزل اهلل ‪‬‬
‫على نبيه ‪{ ‬ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ } [سورة األحزاب‪ .]56:‬إلى آخرها ‪،‬‬
‫وسألوك‪ :‬هل ينام ر ّبك ؟ فخذ زجاجتين بيديك فقم الليل‪ ،‬ففعل موسى صلى اهلل‬
‫فلما من الليل ثلث نعس ‪ ،‬فوقع لركبتيه ‪ ،‬ثم انتعشر‬
‫على نبينا وعليه وسلم ‪ّ ،‬‬
‫فضبطهما‪ ،‬حتى إذا كان آخر الليل نعس ‪ ،‬فسقطت الزجاجتان فانكسرتا ‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫موسى ‪ ،‬لو كنت أنام لسقطت ال ّسماوات على األرضين فهلكت كما هلكت‬

‫على نبيه صلي اهلل عليه وسلم آية الكرسي‪،‬‬ ‫الزجاجتان بيديك‪ ،‬فأنزل اهلل ‪‬‬
‫وسألوك‪ :‬هل يصبغ ر ّبك؟ فقل‪ :‬نعم ‪ ،‬أنا أصبغ األلوان‪ :‬األحمر واألبيض واألسود‪،‬‬

‫واأللوان كلها يف صبغي‪ ،‬فأنزل اهلل على نبيه ‪{ ‬ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ‬

‫[سورة البقرة‪.]138:‬إلى آخرها"‪)1(.‬‬ ‫ﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ}‬

‫(‪ )1‬العظمة ألبي الشيخ األصبهاين ( ‪.) ٤٥٢/٠٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪151‬‬

‫‪ - 170‬أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم‪َ ،‬حدَّ َثنَا العباس بن الوليد بن مزيد ‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬

‫أبي‪َ ،‬حدَّ َثنَا األوزاعي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت حسان بن عطية ‪ ‬يقول‪ " :‬من حلمك وعلمك‬
‫ورفقك سرتك ما شئت من خلقك ‪ ،‬ولوال ذلك لم يسرتك شيء‪ ،‬ومن حلمك ورفقك‬
‫وعلمك وسعك ما شئت من خلقك‪ ،‬ولوال ذلك لم يسعك شيء‪ ،‬ومن حلمك‬
‫وعلمك ورفقك حملك ما شئت من خلقك‪ ،‬ولوال ذلك لم يطق حملك شيء"‪)1(.‬‬

‫‪ - 171‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال‪ :‬قرئ على بحر بن نصر قال‪:‬‬
‫وحدثنا عبد اهلل بن محمد بن عبد الكريم الرازي ‪َ ،‬حدَّ َثنَا بحر بن نصر‪َ ،‬حدَّ َثنَا أسد‬
‫بن موسی ‪َ ،‬حدَّ َثنَا يوسف بن زياد ‪ ،‬عن أبي إلياس ابن بنت وهب بن منبه ‪ ،‬عن وهب‬

‫بن منبه ‪ ‬قال‪ " :‬إن اهلل ‪ ‬خلق العرش من نوره ‪ ،‬والكرسي بالعرش ملتصق‪،‬‬
‫والماء كله يف جوف الكرسي ‪ ،‬والماء على الريح ‪ ،‬ومناكب المالئكة الذين يحملون‬
‫العرش ناشبة بالعرش ‪ ،‬وحول العرش أربعة أهنار‪ :‬فنهر من نور يتألأل ‪ ،‬وهنر من نار‬
‫تلظى‪ ،‬وهنر من ثلج أبيض تلتمع منه األبصار ‪ ،‬وهنر من ماء ‪ ،‬والمالئكة قيام يف تلك‬
‫األقمار يسبحون اهلل تعالى ‪ ،‬وللعرش ألسنة بعدد ألسنة الخلق كلهم بأضعاف فهو‬
‫يسبح اهلل تعالى ويذكره بتلك األلسنة "‪)2(.‬‬

‫(‪ )1‬العظمة ألبي الشيخ األصبهاين ( ‪.) ٤٠٨/٠١‬‬

‫(‪ )2‬العظمة ألبي الشيخ األصبهاين ( ‪.) ٥٤٣/٠٢‬‬


‫باب‪ :‬يف العرش والكرسي‬
‫‪152‬‬

‫‪ - 172‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ‪ ،‬قال‪َ :‬حدَّ َثنِي محمد بن عبد اهلل بن‬

‫الحكم‪َ ،‬حدَّ َثنَا أشهب ‪ ،‬عن مالك ‪  ،‬قال‪ " :‬زعم زيد بن أسلم ‪ ‬أن نبيا من‬
‫فمر‬ ‫فكذبه ٌ‬
‫رجل ‪ ،‬فقعد على شط بحر‪ّ ،‬‬ ‫األنبياء قال لهم‪ " :‬إن األرض على حوت ‪ّ ،‬‬
‫مر حوت قال‪ :‬ال أدري ما قدره‪ .‬قال‪:‬‬
‫حوت مثل الظرب فقال‪ :‬هذا هو ؟ قال‪ :‬ال ‪ ،‬ثم ّ‬
‫مر آخر حين أضحى النهار إلى الظهر ‪ ،‬فقال‪ :‬هو هذا ؟ قال‪:‬‬
‫هو هذا ؟ قال‪ :‬ال ‪ ،‬ثم ّ‬
‫ال ‪ ،‬إن ذلك الحوت يأكل كل يوم مثل هذا سبعين ألفا "‪)1(.‬‬

‫‪ - 173‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬حدثنا أبي ثنا الحسن بن علي بن عمر‬
‫العسقالين ثنا رواد بن الجراح ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن كعب الحرب‬
‫قال [السماء الدنيا بحر ملعون والسماء الثاين مرمرة بيضاء والسماء الثالث حديد‬
‫والسماء الرابع ياقوت والسماء الخامسة فضة والسماء السادسة ذهب والسماء‬
‫السابعة ياقوت وما فوق ذلك صحاري من نور وال يعلم ما فوق ذلك اال اهلل وملك‬
‫موكل بالحجب يقال له مبطا طروس‪)2(.‬‬

‫‪ - 174‬روى ابن أبي حاتم عن أبيه قال َق َال َأ ْحمد بن َحنْ َبل َحدثنَا َوكِيع َعن إِ ْس َرائِيل‬

‫بِ َح ِديث «إِذا جلس الرب ‪ ‬على ا ْل ُك ْر ِس ّي فاقشعر رجل ِعنْد َوكِيع َف َغضب َوكِيع‬

‫(‪ )1‬العظمة ألبي الشيخ األصبهاين ( ‪.) ١٤٠٠/٠٤‬‬

‫(‪ )2‬الصفات البن المحب المقدسي ‪١٨١/١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪153‬‬
‫اديث و َال ينْكِرونَها‪)1(.‬‬
‫ون بِه ِذ ِه ْاألَح ِ‬
‫و َق َال أدركنا ْاألَ ْعمش وال َّثوري يحد ُث َ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪« )1‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٥٨‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪154‬‬

‫باب‪ :‬يف تكفري املعطلة واملمثلة‬

‫َان‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َشا َذ ْب َن َي ْح َيى‬ ‫‪ - 175‬ذكره َعبدُ الرحم ِن َق َال‪َ :‬ثنَا َأحمدُ بن ِسن ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬
‫ون‪َ ،‬ف َجا َء َر ُج ٌل َف َق َال‪َ :‬يا َأ َبا َخال ِ ٍد َما‬
‫اعدً ا ِعنْدَ َي ِزيدَ ْب ِن َه ُار َ‬ ‫ول‪ُ " :‬كن ُْت َق ِ‬ ‫اسطِي‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫َّ‬
‫ا ْلو ِ‬
‫َ‬
‫ون‪ ،‬إِ َّن ا ْل َج ْه ِم َّي َة َغ َل ْت َف َف َر َغ ْت فِي ُغ ُل ِّو َها إِ َلى َأ ْن‬
‫ول فِي ا ْل َج ْه ِم َّي ِة؟ َق َال‪ُ « :‬ي ْس َتتَا ُب َ‬
‫َت ُق ُ‬
‫َن َف ْت‪َ ،‬وإِ َّن ا ْل ُم َش ِّب َه َة َغ َل ْت َف َف َر َغ ْت فِي ُغ ُل ِّو َها َحتَّى َم َّث َل ْت ‪َ ،‬فا ْل َج ْه ِم َّي ُة ُي ْس َتتَا ُب َ‬
‫ون ‪،‬‬
‫اه ْم بِ َأ ْم ٍر َعظِ ٍ‬
‫يم» (‪)1‬‬
‫َوا ْل ُم َش ِّب َه ُة ك َِذي ‪َ ،‬ر َم ُ‬

‫‪ - 176‬وقال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبي ‪َ ،‬حدَّ َثنَا سليمان بن حرب ‪ ،‬سمعت حماد‬
‫بن زيد يقول‪ " :‬إنما يريدون يدورون على أن يقولوا ليس يف السماء إله "‪)2(.‬‬
‫ّ‬

‫الرد على ا ْل َج ْه ِمية‪:‬‬ ‫ِ ِ‬


‫الر ِاز ّي ا ْل َحافظ في كتاب َّ‬
‫ِ‬
‫‪ - 177‬قال عبد َّ‬
‫الر ْح َمن بن أبي َحاتم َّ‬
‫َحدثنَا أبي َحدثنَا ُس َل ْي َمان بن َح ْرب َس ِمعت َح َّماد بن زيد َي ُقول «إِن ََّما يدورون على َأن‬
‫ي ُقو ُلوا َليس فِي السماء إِ َله»(‪)3‬‬
‫َّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٥٨٧ /٣‬‬


‫(‪ )2‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٦٠‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٤٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪155‬‬

‫‪ - 178‬وروى ابن ابي حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي بنحوه فقال‪« :‬أصحاب‬
‫جهم يريدون أن يقولوا‪َّ :‬‬
‫إن اهلل لم يكلم موسى‪ ،‬ويريدون أن يقولوا‪ :‬ليس يف السماء‬
‫شيء‪ ،‬وأن اهلل ليس على العرش‪ ،‬أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإال قتلوا» (‪)1‬‬

‫الر ّد َع َلى ا ْل َج ْه ِم َّي ِة َق َال َع ْبد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫الر ْح َمن ْبن َأبِي َحاتم َأ ْي ًضا في كتَاب َّ‬ ‫‪ - 179‬وقال َع ْبد َّ‬
‫وسى َو ُي ِريدُ َ‬
‫ون َأ ْن‬ ‫الر ْح َمن ْبن َم ْه ِد ّي « َأ ْص َحاب َج ْهم َي ْعت َِقدُ َ‬
‫ون َأ َّن اهلل َل ْم ُي َك ِّلم ُم َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫الس َماء َش ْيء َو َأ َّن اهلل َل ْي َس َع َلى ا ْل َع ْرش َأ َرى َأ ْ ُ ْ ُ‬
‫ن يس َتتَابوا»(‪)2‬‬
‫َي ُقو ُلوا َل ْي َس في َّ‬

‫‪ - 180‬وروى اإلمام عبد الرحمن بن أبي حاتم يف كتاب «الرد على الجهمية» عن‬
‫سعيد بن عامر الضبعي أنه ذكر عنده الجهمية‪ ،‬فقال‪ :‬هم شر ً‬
‫قوال من اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬وقد اجتمع اليهود والنصارى‪ ،‬وأهل األديان مع المسلمين‪ ،‬على َّ‬
‫أن اهلل‬
‫فوق العرش‪ ،‬وقالوا هم‪« :‬ليس عليه شيء»(‪)3‬‬

‫‪ - 181‬قال اإلمام سعيد بن عامر الضبعي – ‪ – ‬أنه ذكر عنده الجهمية‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫شر قو ً‬
‫ال من اليهود والنصارى‪ ،‬اجتمع أهل األديان مع المسلمين أن اهلل على‬ ‫هم ّ‬

‫(‪« )1‬بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية» (‪)١٨٩ /١‬‬


‫(‪« )2‬عون المعبود وحاشية ابن القيم» (‪)٣٧ /١٣‬‬

‫(‪« )3‬بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية» (‪ )١٨٨ /١‬البن تيمية‬
‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪156‬‬

‫العرش‪ ،‬وقالوا هم‪ :‬ليس على العرش شيء "‪ )1(.‬ذكره ابن أبي حاتم يف كتابه‪.‬‬

‫‪ - 182‬وقال عباد بن العوام ‪ -‬أحد األئمة بواسط‪ " :-‬كلمت بشر ًا المريسي‬
‫السماء شيء ‪ ،‬أرى ‪ -‬واهلل‬
‫وأصحابه ‪ ،‬فرأيت آخر كالمهم ينتهي أن يقولوا ليس يف ّ‬
‫أعلم‪ -‬أن ال يناكحوا ‪ ،‬وال يورثوا "‪)2(.‬‬

‫‪ - 183‬وعن األصمعي قال‪ " :‬قدمت امرأة جهم‪ ،‬وقال رجل عندها اهلل على‬
‫عرشه‪ ،‬فقالت‪ :‬محدود على محدود‪ .‬قال األصمعي‪ :‬هي كافرة هبذه المقالة ‪ ،‬أ ّما هذا‬
‫الرجل وامرأته فما أوالهما بأن‪{ :‬ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ‬
‫[سورة املسد‪)3(.]4-3:‬‬ ‫ﲍ}‬

‫‪ - 184‬وقال ابن أبي حاتم‪« :‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬عن صالح بن الضريس‪ ،‬قال‪:‬‬
‫جعل عبد اهلل بن أبي جعفر الرازي‪ ،‬يضرب قراب ًة [له] بالنعل على رأسه‪ ،‬يرى رأي‬
‫جهم‪ ،‬ويقول‪ :‬ال‪ .‬حتى تقول‪ :‬الرحمن على العرش استوى‪ ،‬بائن من خلقه»(‪)4‬‬

‫‪ - 185‬وقال صالح بن الضريس‪ :‬جعل عبد اهلل بن أبي جعفر الرازي يضرب قرابة‬

‫(‪ )1‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٨٠‬‬

‫(‪ )2‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٨١‬‬

‫(‪ )3‬العرش للذهبي ( ‪« ،) ١٨٢‬اجتماع الجيوش اإلسالمية» (‪ ٣٤٠ /١‬ط عطاءات العلم)‪:‬‬

‫(‪« )4‬بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية» (‪:)١٩٧ /١‬البن تيمية‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪157‬‬

‫له بالنعل على رأسه ‪ ،‬يرمى برأي جهم ويقول ‪ " :‬ال حتى تقول الرحمن على العرش‬
‫استوى بائن من خلقه "‪)1(.‬‬

‫‪ - 186‬ما ذكره أبومحمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم يف الرد على»الجهمية حدثنا‬
‫علي بن الحسن السلمي سمعت أبي يقول حبس هشام بن عبيد اهلل وهو الرازي‬
‫«صاحب محمد ابن الحسن الشيباين رجالً يف التجهم فتاب فجيء به إلى هشام‬
‫ليمتحنه فقال الحمد هلل على التوبة أتشهد أن اهلل تعالى على عرشه بائن من خلقه فقال‬
‫أشهد أن اهلل على عرشه وال أدري ما بائن من خلقه فقال ردوه إلى الحبس فإنه لم‬
‫يتب‪)2(.‬‬

‫‪ - 187‬وقال‪َ :‬حدَّ َثنَا علي بن الحسن بن يزيد السلمي ‪ ،‬سمعت أبي يقول‪ :‬سمعت‬
‫هشام بن عبيد اهلل الرازي ‪ ،‬يقول‪ " :‬حبس رجل يف التجهم ‪ ،‬فتاب ‪ ،‬فجيء به إلى‬
‫هشام ليمتحنه فقال له‪ " :‬أتشهد أن اهلل على عرشه بائن من خلقه ؟‪ .‬قال‪ :‬ال أدري ما‬
‫بائن من خلقه‪ .‬فقال‪ :‬رده فإنه لم يتب بعد "‪)3(.‬‬

‫الرد على الجهميـة " عن محمـد بن يحيى عن‬


‫(‪ )1‬العرش للـذهبي ( ‪ .) ٢١٠‬ورواه ابن أبي حـاتم يف كتـاب " ّ‬
‫صالح‪.‬‬

‫(‪« )2‬بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية» (‪)٣٢ /٣‬‬


‫(‪ )3‬العرش للذهبي ( ‪.) ٢١١‬‬
‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪158‬‬

‫‪ - 188‬روى ابن أبي حاتم بإسناده عن الزهري قال‪ :‬ليس الجعدي من أمة محمد‬

‫‪.‬‬

‫‪ - 189‬وعن يزيد بن هارون ‪ ،‬وسأله رجل من أهل بغداد فقال‪ " :‬سمعت المريسي‬
‫يقول يف سجوده‪ :‬سبحان ر ّبي األسفل‪ .‬فقال يزيد‪ :‬إن كنت صادقًا إنه كافر باهلل‬
‫العظيم "‪)1(.‬‬

‫‪ - 190‬وقال حرب بن إسماعيل الكرماين ‪-‬من أصحاب أحمد‪ -‬من طبقة المروزي‬
‫واألثرم‪ " :‬الجهمية أعداء اهلل ‪ ،‬وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق ‪ ،‬وأنه ال يعرف‬
‫ٍ‬
‫عرش وال كرسي ‪ ،‬وهم كفار فاحذروهم "‪ )2(.‬رواه عنه ابن‬ ‫هلل مكان ‪ ،‬وليس على‬
‫أبي حاتم يف كتابه‪.‬‬

‫‪ - 191‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا أبو هارون محمد بن خالد َحدَّ َثنَا يحيى بن المغيرة‬
‫سمعت جرير بن عبد الحميد يقول‪ " :‬كالم الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما‬
‫يحاولون أن يقولوا ليس يف السماء إله "‪)3( .‬‬
‫ّ‬

‫(‪ )1‬العرش للذهبي ( ‪ ،) ٢١٢‬أخرجه ابن أبي حاتم يف كتابه‪.‬‬

‫(‪ )2‬العرش للذهبي ( ‪.) ٢٣٢‬‬

‫(‪ )3‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٣٩٧‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪159‬‬

‫‪ - 192‬ونقل ابن أبي حاتم يف تأليفه‪ :‬عن يحيى بن زكرياء عن عيسى عن أبي شعيب‬
‫صالح الهروي عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم أنه قال‪ " :‬آخر كالم الجهمية أنه‬
‫ليس يف السماء إله "‪)1( .‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 193‬وعن يحيى بن معاذ الرازي أنه قال‪ " :‬إن اهلل على العرش بائن من الخلق ‪،‬‬
‫وقد أحاط بكل شيء علما ‪ ،‬وأحصى كل شيء عددا ‪ ،‬ال يشك يف هذه المقالة إال‬
‫جهمي رديء ضليل ‪ ،‬وهالك مرتاب ‪ ،‬يمزج اهلل بخلقه ‪ ،‬ويخلط منه الذات باألقذار‬
‫واألنتان"‪)2(.‬‬

‫‪ - 194‬وقال إسحاق بن راهويه‪ " :‬أفضوا – يعني الجهمية‪ -‬إلى أن قالوا‪ :‬أسماء‬
‫اهلل مخلوقة‪ ،‬ألنه كان وال اسم ‪ ،‬وهذا الكفر المحض ألن هلل األسماء الحسنى ‪ ،‬فمن‬
‫فرق بين اهلل وبين أسمائه وبين علمه ومشيئته ‪ ،‬فجعل ذلك مخلوقا كله ‪ ،‬واهلل خالقها‬

‫صح ذلك عن النّبي ‪ - -‬أنه قاله‪،‬‬


‫‪ ،‬فقد كفر ‪ ،‬وهلل ‪ - -‬تسعة وتسعون اسما ‪ّ ،‬‬
‫للرب تسعة‬
‫ّ‬ ‫ولقد تكلم بعض من ينسب إلى جهم باألمر العظيم ‪ ،‬فقال‪ :‬لو قلت‪ّ :‬‬
‫إن‬
‫وتسعين اسما لعبدت تسعة وتسعين إلها ‪ ،‬حتى إنه قال‪ :‬إين ال أعبد اهلل الواحد الصمد‬
‫‪ ،‬إنما أعبد المراد به‪ ،‬فأي كالم أشد فرية وأعظم من هذا‪ ،‬أن ينطق الرجل أن يقول‪:‬‬

‫(‪ )1‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٧١‬‬

‫(‪ )2‬أنظر مجموع الفتاوى البن تيمية ( ‪.) ٤٩/٥‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪160‬‬
‫ال أعبد اهلل؟"‪)1(.‬‬

‫َان‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َشا َذ ْب َن َي ْح َيى‬ ‫‪ - 195‬ذكره َعبدُ الرحم ِن َق َال‪َ :‬ثنَا َأحمدُ بن ِسن ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬
‫ون ‪َ ،‬ف َجا َء َر ُج ٌل َف َق َال‪َ :‬يا َأ َبا َخال ِ ٍد َما‬
‫اعدً ا ِعنْدَ َي ِزيدَ ْب ِن َه ُار َ‬ ‫ول‪ُ " :‬كن ُْت َق ِ‬ ‫اسطِي‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫َّ‬
‫ا ْلو ِ‬
‫َ‬
‫ون ‪ ،‬إِ َّن ا ْل َج ْه ِم َّي َة َغ َل ْت َف َف َر َغ ْت فِي ُغ ُل ِّو َها إِ َلى َأ ْن‬
‫ول فِي ا ْل َج ْه ِم َّي ِة؟ َق َال‪ُ « :‬ي ْس َتتَا ُب َ‬
‫َت ُق ُ‬
‫َن َف ْت ‪َ ،‬وإِ َّن ا ْل ُم َش ِّب َه َة َغ َل ْت َف َف َر َغ ْت فِي ُغ ُل ِّو َها َحتَّى َم َّث َل ْت ‪َ ،‬فا ْل َج ْه ِم َّي ُة ُي ْس َتتَا ُب َ‬
‫ون ‪،‬‬
‫وا ْلم َشبه ُة ك َِذي ‪ ،‬رماهم بِ َأم ٍر َعظِ ٍ‬
‫يم» (‪)2‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ ِّ َ‬

‫‪ - 196‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ‪ ،‬ثنا سويد بن سعيد قال‪:‬‬
‫ثنا علي بن عاصم قال‪ " :‬تكلم داود الجواربي يف التشبيه فاجتمع فيها أهل واسط ‪،‬‬
‫منهم محمد بن يزيد ‪ ،‬وخالد الطحان ‪ ،‬وهشيم ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬فأتوا األمير وأخربوه‬
‫بمقالته ‪ ،‬فأجمعوا على سفك دمه ‪ ،‬فمات يف أيامه ‪ ،‬فلم يصل عليه علماء أهل‬
‫واسط"‪)3(.‬‬

‫‪ - 197‬قال عبد الرحمن‪َ :‬حدَّ َثنَا يوسف بن إسحاق بن الحجاج ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا‬
‫أحمد بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن الوليد ‪ ،‬عن محمد بن عمر بن كميت قال‪ :‬سمعت‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٣٥٢‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٥٨٧ /٣‬‬


‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٣‬‬
‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪161‬‬

‫الرب ‪ ، ‬فكفر يف صفته ‪ ،‬فر ّد عليه‬


‫وكيعا يقول‪ " :‬وصف داود الجواربي ‪ ،‬يعني ّ‬
‫المريسي فكفر المريسي يف رده عليه ‪ ،‬إذ قال‪ :‬هو يف كل شيء "‪)1(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 198‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا عبد اهلل بن محمد بن الفضل الصيداوي قال‪ :‬قال‬
‫نعيم بن حماد‪ " :‬من شبه اهلل بشيء من خلقه فقد كفر‪ ،‬ومن أنكر ما وصف اهلل به‬
‫نفسه فقد كفر‪ ،‬فليس ما وصف اهلل به نفسه ورسوله تشبيه "‪)2(.‬‬

‫‪ - 199‬قال عبد الرحمن‪ :‬ثنا أحمد بن سلمة قال‪ :‬سمعت إسحاق بن إبراهيم بن‬
‫راهويه‪ ،‬يقول‪ " :‬من وصف اهلل فشبه صفاته بصفات أحد من خلق اهلل فهو كافر باهلل‬
‫العظيم‪ ،‬ألنه وصف بصفاته أنما هو استسالم ألمر اهلل ولما سن الرسول "‪)3(.‬‬
‫ّ‬

‫ٍ‬
‫جهم وأصحابه دعواهم على أهل‬ ‫‪ - 200‬قال‪ :‬وسمعت إسحاق يقول‪ " :‬عالمة‬
‫الجماعة‪ ،‬وما أولعوا به من الكذب‪ ،‬إهنم مشبهة بل هم المعطلة ولو جاز أن يقال‬

‫الرب ‪ ‬يف كل مكان‬


‫ّ‬ ‫لهم‪ :‬هم المشبهة الحتمل ذلك ‪ ،‬وذلك أهنم يقولون‪ّ :‬‬
‫إن‬
‫السماوات على معنى واحد وكذبوا يف ذلك‬
‫بكماله يف أسفل األرضين وأعلى ّ‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٥‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٦‬‬

‫(‪ )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٧‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪162‬‬
‫ولزمهم الكفر "‪)1(.‬‬

‫‪ - 201‬قال عبد الرحمن‪ :‬سمعت أبي يقول‪ " :‬عالمة الجهمية تسميتهم أهل السنّة‬
‫مشبهة‪ ،‬وعالمة القدرية تسميتهم أهل السنّة مجربة‪ ،‬وعالمة المرجئة تسميتهم أهل‬
‫السنّة نقصانية‪ ،‬وعالمة المعتزلة تسميتهم أهل السنّة حشوية‪ ،‬وعالمة الرافضة‬
‫تسميتهم أهل السنّة نابتة"‪)2(.‬‬

‫‪ - 202‬قال يف الحجة‪ :‬وحدثنا أبو الشيخ ‪َ ،‬حدَّ َثنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال‪:‬‬
‫سمعت أحمد ابن سنان يقول‪ " :‬المشبهة الذين غلوا فجاوزوا الحديث ‪ ،‬فأ ّما الذين‬
‫قالوا بالحديث فلم يزيدوا على ما سمعوا ‪ ،‬فهؤالء أهل السنّة والمتمسكون‬
‫بالصواب والحق وليس هم بالمشبهة من شبهوا هؤالء إنما أمنوا بما جاء به الحديث‬
‫‪ -‬والكتاب والسنّة "‪)3(.‬‬ ‫‪ ،‬هؤالء مؤمنون مصدقون بما جاء به النبي ‪ -‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٨‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٩٣٩‬‬

‫(‪ )3‬الحجة يف بيان المحجة ( ‪.) ١٩٥/٠١‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪163‬‬

‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬

‫ت فِي‬ ‫‪ - 203‬روى ابن َأبِي َحاتِ ٍم مِ ْن َط ِر ِيق َصالِحِ ْب ِن َأ ْح َمدَ ْب ِن َحنْ َب ٍل َق َال‪َ :‬ق َر ْأ ُ‬
‫ان َأ َّما َب ْعدُ َف َقدْ ن ََج َم قِ َب َل َك‬
‫اس َ‬ ‫ك إِ َلى نَص ِر ب ِن سي ٍ ِ‬
‫ار َعام ِل ُخ َر َ‬ ‫ْ ْ َ َّ‬
‫ين ِه َشا ِم ب ِن َعب ِد ا ْلملِ ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫او ِ‬ ‫َد َو ِ‬
‫ت بِ ِه َفا ْق ُت ْله» (‪)1‬‬‫َر ُج ٌل ُي َق ُال َل ُه َج ْه ٌم مِ َن الدَّ ْه ِر َّي ِة َفإِ ْن َظ ِف ْر َ‬
‫ُ‬

‫الر ْح َم ِن ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم َق َال‪َ :‬ثنَا َع ْبدُ اهللِ ْب ُن ُم َح َّم ٍد ا ْل َف ْض ُل‬ ‫‪ - 204‬ذكره َع ْبدُ َّ‬
‫الس َر ْخ ِس ِّي‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫الص َّباحِ ا ْل َب َّز ُار‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُقدَ ا َم َة َّ‬
‫ِ‬
‫او ُّي ْاألَ َسد ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ا ْل َح َس ُن ْب ُن َّ‬ ‫الص ْيدَ ِ‬‫َّ‬
‫َان جهم مِن َأ ْه ِل ا ْل ُكو َف ِة ‪ ،‬وك َ ِ‬ ‫خي‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫َ َ ْ ْ ِ‬ ‫َس ِم ْع ُت َخ َل َ‬
‫يحا‬‫َان َفص ً‬ ‫َ‬ ‫ول "‪« :‬ك َ َ ْ ٌ ْ‬ ‫ف ْب َن ُسل ْي َمان ال َبل َّ‬
‫ف َلنَا َم ْن َت ْع ُبدُ ‪.‬‬‫الس َمن ِ َّي ِة ‪َ ،‬ف َك َّل ُمو ُه ‪َ ،‬ف َقا ُلوا َل ُه‪ِ :‬ص ْ‬
‫َاس م َن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ،‬ل ْم َي ُك ْن عنْدَ ُه ع ْل ٌم ‪َ ،‬ف َلق َي ُه ن ٌ‬
‫َق َال‪َ :‬أ ِّج ُلونِي ‪َ ،‬ف َأ َّج ُلو ُه ‪َ ،‬ف َخ َر َج إِ َل ْي ِه ْم ‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ه َو َه َذا ا ْل َه َوا ُء َم َع ُك ِّل َش ْي ٍء َوفِي ُك ِّل‬
‫َشي ٍء"»(‪)2‬‬
‫ْ‬
‫ث‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت‬ ‫ار ِ‬‫اع ُيل ْب ُن َأبِي ا ْل َح ِ‬ ‫‪ - 205‬ذكر َعبدُ الرحم ِن َق َال‪ :‬حدَّ َثنَا إِسم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬

‫(‪« )1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٣٤٦ /١٣‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٣ /٣‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪164‬‬

‫وك َبنِي ُأ َم َّي َة ‪ -‬إِ َلى‬


‫ك ‪ -‬بع ُض م ُل ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ول‪َ « :‬كتَب ِه َشام بن َعب ِد ا ْلملِ ِ‬
‫ُ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وف‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ون بن معر ٍ‬
‫َه ُار َ ْ َ َ ْ ُ‬
‫َان َوال ِ َي‬
‫َس ْل ِم ْب ِن َأ ْح َو َز‪َ :‬أ ْن َي ْق ُت َل َج ْه ًما َح ْي ُث َما َل ِق َي ُه ‪َ ،‬ف َق َت َل ُه َس ْل ُم ْب ُن َأ ْح َو َز ‪َ ،‬وك َ‬
‫مر ٍو"»(‪)1‬‬
‫َْ‬

‫الر ْح َم ِن‪َ :‬ثنَا َأ ُبو ُز ْر َعةَ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ثنَا َعلِ ُّي ْب ُن َم ْي َس َر َة ْب ِن َخال ِ ٍد ا ْل َه َم َذانِ ُّي‪،‬‬
‫‪ - 206‬قال َع ْبدُ َّ‬
‫ين ِه َشا ِم ْب ِن‬ ‫او ِ‬ ‫ت فِي َد َو ِ‬ ‫حدَّ َثنِي محمدُ بن صالِحِ ب ِن َأبِي ُعبي ِد اهللِ‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫يه‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬ق َر ْأ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َّ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ار‪َ :‬أ َّما َب ْعدُ ‪َ ،‬ف َقدْ ن ََج َم قِ َب َل َك َر ُج ٌل مِ َن‬ ‫ان ‪ ،‬ن َْص ِر ْب ِن َس َّي ٍ‬ ‫اس َ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َع ْبد ا ْل َملك إِ َلى َعامله بِ ُخ َر َ‬
‫ت بِ ِه َفا ْق ُت ْل ُه ‪َ ،‬وإِ َّال‬‫ان ‪َ ،‬فإِ ْن َأن َْت َظ ِف ْر َ‬ ‫َاد َق ِة ‪ُ ،‬ي َق ُال َل ُه َج ْه ُم ْب ُن َص ْف َو َ‬
‫الزن ِ‬‫الدَّ ْه ِر َّي ِة مِ َن َّ‬
‫غي َل ًة لِي ْق ُت ُلوه "» (‪)2‬‬
‫ال ِ‬
‫َفادسس إِ َلي ِه مِن الرج ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ْ‬

‫اب‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ثنَا َح َّما ُد ْب ُن‬‫‪ - 207‬قال‪َ :‬و َحدَّ َثنَا َأبِي َق َال‪َ :‬ثنَا ُع َم ُر ْب ُن َس ْه ِل ْب ِن َس ْر َخ ٍ‬

‫«ر َأ ْي ُت َس ْل َم ْب َن ْاألَ ْح َو ِز ِحي َن َض َر َب ُعنُ َق ا ْل َج ْه ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬


‫ق َيراط‪َ ،‬ع ْن ُب َك ْي ِر ْب ِن َم ْع ُروف‪َ ،‬ق َال‪َ :‬‬
‫َفاسود وجهه» (‪)3‬‬
‫ْ َ َّ َ ْ ُ ُ‬

‫‪ - 208‬قال‪َ :‬و َحدَّ َثنَا َأ ُبو ُز ْر َعةَ‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬حدِّ ْث ُت َع ِن ا ْل ُم َع َّال ْب ِن ُس َو ْي ٍد‪َ ،‬ق َال ‪ُ « :‬ذكِ َر ا ْل َج ْه ُم‬
‫َّاس د ِ‬
‫اع ًيا إِ َلى الن ِ‬
‫َّار َو ْاش ُت َّق‬ ‫ٍ‬
‫ج ْب ُت ل َش ْي َطان َأ َتى إِ َلى الن ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِعنْدَ َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ا ْل ُم َب َار ِك َف َق َال‪َ :‬ع ِ‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٤ /٣‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٤ /٣‬‬

‫(‪« )3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٤ /٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪165‬‬
‫اسمه َعن جهنَّم "» (‪)1‬‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ْ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫يسى‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ثنَا‬ ‫الر ْح َم ِن َق َال‪َ :‬ثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن َأ ْح َمدَ ْب ِن َع ْم ِرو ْب ِن ع َ‬ ‫‪ - 209‬وذكر َع ْبدُ َّ‬
‫الش َج ِر ُّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ثنَا َس ْه ٌل ا ْل َحن َِف ُّي‪،‬‬
‫يسى َّ‬ ‫ِ‬
‫ان ْب ُن ع َ‬ ‫وسى ا ْل َب ْص ِر ُّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ثنَا ُس َل ْي َم ُ‬ ‫ِ‬
‫َعل ُّي ْب ُن ُم َ‬
‫ان‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬د َخ ْل ُت َع َلى ُع َم َر ْب ِن َع ْب ِد ا ْل َع ِز ِيز َف َق َال لِي‪ :‬مِ ْن َأ ْي َن َأن َْت؟‬ ‫َع ْن ُم َقاتِ ِل ْب ِن َح َّي َ‬
‫َف ُق ْل ُت‪ :‬مِ ْن َأ ْه ِل َب ْلخٍ ‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬ك َْم َب ْين ََك َو َب ْي َن الن ََّه ِر؟ ُق ْل ُت‪ :‬ك ََذا َوك ََذا َف ْر َس ًخا ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ه ْل‬
‫َظ َه َر مِ ْن َو َر ِاء الن ََّه ِر َر ُج ٌل ُي َق ُال َل ُه َج ْه ٌم؟ ُق ْل ُت‪َ :‬ال ‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س َي ْظ َه ُر مِ ْن َو َر ِاء الن ََّه ِر َر ُج ٌل‬
‫اخلِين"»(‪)2‬‬ ‫ي َق ُال َله جهم يهلِ ُك َخ ْل ًقا مِن َه ِذ ِه ْاألُم ِة يدْ ِخ ُلهم اهلل وإِياه النَّار مع الدَّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ْ ٌ ُْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى‬
‫يسى َحدثنَا َه ُارون بن ُم َ‬ ‫‪َ « - 210‬ق َال ا ْبن أبي َحاتم َحدثنَا يحيى بن َزك َِر َّيا بن ع َ‬
‫روي َق َال َما َس ِمعت ا ْل َك َالم فِي ا ْل ُق ْرآن إِ َّال سنة تسع َومِا َئ َت ْي ِن َجا َء نفر إِ َلى عبد ا ْلملك‬‫ا ْل َف ِ‬

‫ال {ﱁ ﱂ‬ ‫َلمهم بِ ِه َأن َق َ‬


‫ان في بعض َما ك ْ‬
‫بن ا ْلماجشون وكلموه َفأنْكر َذلِك َع َلي ِهم َف َك َ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ﱃ ﱄ ﱅ} [سورة اإلخالص‪َ .]1:‬أ َهذا َم ْخ ُلوق َّ‬
‫ثم َق َال َلو أخذت بشرا المريسي َ‬
‫لض َر ْبت‬
‫ُعنُقه»(‪)3‬‬

‫‪ - 211‬و كان إبراهيم بن المهدي‪« :‬لما غلب على الخليفة ببغداد حبس بشرا وجمع‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٤ /٣‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٥ /٣‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٦٩‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪166‬‬

‫الفقهاء على مناظرته يف بدعته فقالوا له استتبه فإن تاب وإال فاضرب عنقه ذكر ذلك‬
‫بن أبي حاتم يف كتاب الرد على الجهمية وذكر من وجه آخر ان ذلك كان يف سنة اثنتين‬
‫وخمسين ومائتين وزاد أنه نودي عليه يف الجامع قال وكان قبض عليه هرثمة يف سنة‬
‫‪ ٩٨‬هو وإبراهيم بن إسماعيل بن علية فاختفى هو وهرب إبراهيم بمصر وقال يزيد‬
‫بن هارون بشر كافر حالل الدم» (‪)1‬‬

‫اش ٍم َق َال‪َ :‬ق َال‬ ‫‪ - 212‬وأخرج بن َأبِي حاتِ ٍم مِن َط ِر ِيق محم ِد ب ِن صالِحٍ مو َلى بنِي َه ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ َ َّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َس ْل ٌم ِحي َن َأ َخ َذ ُه َيا َج ْه ُم إِنِّي َل ْس ُت َأ ْق ُت ُل َك ِألَن ََّك َقا َت ْلتَنِي َأن َْت ِعن ِْدي َأ ْح َق ُر مِ ْن َذل ِ َك‬
‫اهلل َع ْهدً ا َأ ْن َال َأ ْملِ َك َك إِ َّال َق َت ْل ُت َك َف َق َت َل ُه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َلكنِّي َسم ْع ُت َك َت َت َك َّل ُم بِ َك َال ٍم َأ ْع َط ْي ُت َ‬
‫ان َع ْن َخ َّال ٍد ال ُّط َف ِ‬
‫او ِّي َب َل َغ َس ْل َم ْب َن َأ َح ْو َز َوك َ‬
‫َان‬ ‫يق ُم ْعت َِم ِر ْب ِن ُس َل ْي َم َ‬
‫‪ - 213‬ومن َط ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ان َأ َّن جهم بن ص ْفو َ ِ‬ ‫ِ‬
‫يما َف َق َت َل ُه‪.‬‬
‫وسى َت ْكل ً‬ ‫ان ُينْك ُر َأ َّن َ‬
‫اهلل َك َّل َم ُم َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫اس َ‬ ‫َع َلى ُش ْر َطة ُخ َر َ‬

‫وف َق َال َر َأ ْي ُت َس ْل َم ْب َن َأ َح ْو َز ِحي َن َض َر َب ُعنُ َق َج ْه ٍم‬


‫يق ب َكي ِر ب ِن معر ٍ‬
‫‪ - 214‬ومن َط ِر ِ ُ ْ ْ َ ْ ُ‬
‫َفاسود وجه جه ٍ‬
‫م»(‪)2‬‬
‫ْ َ َّ َ ْ ُ َ ْ‬

‫اب‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ثنَا َح َّما ُد ْب ُن‬‫‪ - 215‬قال‪َ :‬و َحدَّ َثنَا َأبِي َق َال‪َ :‬ثنَا ُع َم ُر ْب ُن َس ْه ِل ْب ِن َس ْر َخ ٍ‬

‫«ر َأ ْي ُت َس ْل َم ْب َن ْاألَ ْح َو ِز ِحي َن َض َر َب ُعنُ َق ا ْل َج ْه ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬


‫ق َيراط‪َ ،‬ع ْن ُب َك ْي ِر ْب ِن َم ْع ُروف‪َ ،‬ق َال‪َ :‬‬

‫(‪« )1‬لسان الميزان» (‪)٣٠ /٢‬‬

‫(‪« )2‬فتح الباري البن حجر» (‪)٣٤٦ /١٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪167‬‬
‫َفاسود وجهه»(‪)1‬‬
‫ْ َ َّ َ ْ ُ ُ‬

‫الر ْح َم ِن‪َ :‬ثنَا َزك َِر َّيا ْب ُن َب ْك ِر ْب ِن َد ُاو َد‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َأ َبا ُقدَ ا َم َة‬ ‫‪ - 216‬وقال َع ْبدُ َّ‬
‫َان‬‫ان‪ ،‬بِ َف ْر َغا َن َة َق َال‪« :‬ك َ‬ ‫ف ْب َن ُس َل ْي َم َ‬ ‫خ َّي‪َ ،‬ي ْعنِي َخ َل َ‬ ‫اذ ا ْلب ْل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الس َر ْخس َّي‪َ ،‬ق َال‪َ :‬سم ْع ُت َأ َبا ُم َع َ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ان ‪َ ،‬ل ْم َي ُك ْن َل ُه ِع ْل ٌم‪،‬‬ ‫َان رج ًال ُكوفِي ْاألَص ِل ‪َ ،‬ف ِصيح ال ِّلس ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َج ْه ٌم َع َلى َم ْع َب ِر تِ ْرمِ ٍذ ‪َ ،‬وك َ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َمن َّي ُة َف َقا ُلوا َل ُه‪ :‬ص ْ‬ ‫ِ‬ ‫َو َال ُم َجا َل َس ٌة ِألَ ْه ِل ا ْل ِع ْل ِم ‪ ،‬ك َ‬
‫َان َت َك َّل َم ك ََال َم ا ْل ُم َت َك ِّلمي َن ‪َ ،‬و َك َّل َم ُه ُّ‬
‫َلنَا َر َّب َك ا َّل ِذي َت ْع ُبدُ ُه ‪َ ،‬فدَ َخ َل ا ْل َب ْي َت َال َي ْخ ُر ُج ك ََذا َوك ََذا ‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ث َّم َخ َر َج َع َل ْي ِه ْم َب ْعدَ َأ َّيا ٍم‬
‫اذ‪:‬‬ ‫‪َ ،‬ف َق َال‪ُ :‬هو َه َذا ا ْلهواء مع ُك ِّل َشي ٍء وفِي ُك ِّل َشي ٍء و َال ي ْخ ُلو مِنْه َشيء ‪َ ،‬ق َال َأبو مع ٍ‬
‫ُ َُ‬ ‫ُ ْ ٌ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ََذب عَدُ و اهللِ ‪ ،‬إِ َّن ِ‬
‫الس َماء َع َلى َع ْرشه َوك ََما َو َص َ َ ُ‬
‫ف َن ْفسه "»(‪)2‬‬
‫اهلل في َّ‬‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬

‫‪ - 217‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا الحسن بن عبد اهلل بن قوهي الغازي‬
‫قال‪َ :‬حدَّ َثنَا يحيى بن خلف بن الربيع بن مرزوق بطرسوس ‪ ،‬قال الحسن وكان ثقة‪:‬‬
‫كنت عند مالك فذكره قلت‪ :‬ويحيى بن خلف هذا كويف ‪ ،‬سكن طرسوس قال‪ :‬كنت‬
‫عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين ‪ ،‬فأتاه رجل فقال‪ " :‬يا أبا عبد اهلل ما تقول فيمن‬
‫يقول‪ :‬القرآن مخلوق ؟ قال ‪ :‬كافر زنديق ‪ ،‬اقتلوه قال‪ :‬إنما أحكي كالما سمعته‪ .‬قال‪:‬‬
‫لم أسمعه من أحد‪ ،‬إنما سمعته منك‪ .‬قال أبو فهد‪ :‬فغلظ ذلك علي ‪ ،‬فقدمت مصر‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٤٢٤ /٣‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪:)٤٢٣ /٣‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪168‬‬

‫فلقيت الليث بن سعد فقلت‪ :‬يا أبا الحارث ما تقول فيمن قال‪ :‬القرآن مخلوق ؟‬
‫وحكيت له الكالم الذي كان عند مالك‪ ،‬فقال‪ :‬كافر‪ .‬فلقيت ابن لهيعة فقلت له مثل‬
‫ما قلت لليث بن سعد وحكيت له الكالم فقال‪ :‬كافر "‪ .‬إلى هاهنا حديث أبي أمية‪.‬‬
‫ومن هنا لفظ عباس األزهر‪ " :‬فأتيت مكة فلقيت سفيان بن عيينة‪ ،‬فحكيت له كالم‬
‫الرجل فقال‪ :‬كافر‪ .‬ثم قدمت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش فقلت له‪ :‬ما تقول فيمن‬
‫يقول‪ :‬القرآن مخلوق؟ وحكيت له كالم الرجل‪ ،‬فقال كذلك كافر‪ ،‬ومن لم يقل إنه‬
‫كافر؛ فهو كافر‪ .‬فلقيت علي بن عاصم وهشيما فقلت لهما وحكيت لهما كالم‬
‫الرجل فقاال‪ :‬كافر‪ ،‬فلقيت عبد اهلل بن إدريس‪ ،‬وأبا أسامة‪ ،‬وعبدة بن سليمان‬
‫الكالبي‪ ،‬ويحيى بن زكريا‪ ،‬ووكيعا‪ ،‬فحكيت لهم فقالوا‪ :‬كافر‪ .‬فلقيت ابن المبارك‪،‬‬
‫وأبا إسحاق الفزاري‪ ،‬والوليد بن مسلم فحكيت لهم الكالم‪ ،‬فقالوا كلهم‪ :‬كافرا"‪)1(.‬‬

‫‪ - 218‬قال عبد الرحمن‪ :‬قال أبو علي القوهستاين‪ :‬سمعت إسحاق بن راهويه‬
‫يقول‪ّ " :‬‬
‫إن لفالن يعني داود األصفهاين يف القرآن قوال ثالثا ‪ ،‬قول سوء فلم يزل يسأل‬
‫إسحاق ما هو ؟ قال‪ :‬أظهر اللفظ ‪ .‬يعني قال‪ :‬لفظي بالقرآن مخلوق "‪)2(.‬‬

‫‪ - 219‬وقال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا عبد اهلل بن محمد بن الفضل األسدي‪ ،‬ثنا يحيى‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٤١٢‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٠٦‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪169‬‬

‫بن أيوب‪َ ،‬حدَّ َثنَا أبو نعيم البلخي وكان قد أدرك جهما‪ -‬قال‪ " :‬كان لجهم صاحب‬
‫يكرمه ويقدمه على غيره ‪ ،‬فإذا هو قد ص َّيح به ‪ ،‬وبدر به ‪ ،‬ووقع فيه ‪ ،‬قال أبو نعيم‪:‬‬
‫فقلت له‪ :‬لقد كان يكرمك‪ .‬فقال إنه قد جاء منه ما ال يحتمل‪ ،‬بينا هو يقرأ طه‪،‬‬
‫[سورة‬ ‫والمصحف يف حجره‪ ،‬فلما أتى على هذه اآلية {ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ}‬

‫طه‪ ]5:‬قال‪ :‬لو وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصاحف‪ .‬فاحتملت هذه‪ ،‬ثم إنه بينا‬
‫هو يقرأ آية إذ قال‪ :‬ما أظرف محمدا حين قالها‪ .‬ثم إنّه بينا هو يقرأ طسم سورة‬

‫مر بذكر موسى ‪ ، ‬فدفع المصحف بيده ورجله‬


‫القصص والمصحف يف حجره إذ ّ‬
‫‪ ،‬وقال‪ :‬أي شيء هذا ذكره هنا ‪ ،‬فلم يتم ذكره "‪)1(.‬‬

‫‪ - 220‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا علي بن الحسين بن مهران ‪َ ،‬حدَّ َثنَا بشار بن موسى‬
‫الخفاف‪ ،‬قال جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له‪ " :‬تنهاين عن الكالم وبشر‬
‫المريسي وعلي األحول وفالن يتكلمون ‪ ،‬فقال ‪ :‬وما يقولون ؟ قال ‪ :‬يقولون إن اهلل‬
‫يف كل مكان‪ .‬فبعث أبو يوسف فقال‪ :‬علي هبم‪ ،‬فانتهوا إليهم‪ ،‬وقد قام بشر‪ ،‬فجيء‬
‫بعلي األحول والشيخ ‪-‬يعني اآلخر‪ ، -‬فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال‪ :‬لو أن فيك‬
‫موضع أدب ألوجعتك‪ ،‬فأمر به إلى الحبس ‪ ،‬وضرب عليا األحول وطوف به "(‪)2‬‬
‫ّ‬

‫(‪ )1‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٧٦‬‬

‫(‪ )2‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٧٧‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪170‬‬

‫‪ - 221‬قال ابن أبي حاتم‪َ :‬حدَّ َثنَا الحسن بن علي بن مهران‪َ ،‬حدَّ َثنَا بشار بن موسى‬
‫الخفاف قال‪ " :‬جاء بشر بن الوليد الكندي إلى القاضي أبي يوسف فقال له‪ :‬تنهاين‬
‫عن الكالم وبشر المريسي وعلي األحول وفالن يتكلمون ؟ قال‪ :‬وما يقولون ؟ قال‪:‬‬
‫علي هبم ‪ ،‬فانتهوا إليهم وقد قام بشر‬
‫يقولون‪ :‬اهلل يف كل مكان ‪ ،‬فقال أبو يوسف‪َّ :‬‬
‫فجيء بعلي األحول وباآلخر شيخ ‪ ،‬فقال أبو يوسف ونظر إلى الشيخ‪ :‬لوال أن فيك‬
‫موضع أدب ألوقعتك ‪ ،‬فأمر به إلى الحبس ‪ ،‬وضرب األحول وطوف به "‪)1(.‬‬

‫‪ - 222‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا الحسن بن أحمد أبو فاطمة‪ ،‬قال‪ :‬ثنا‬
‫محمد بن عبد الرحمن المخزومي ‪ ،‬قال‪َ :‬أ ْخ َب ْرنَا عبيد بن هاشم ‪ ،‬قال‪ " :‬أول من قال‪:‬‬
‫القرآن مخلوق جهم ‪ ،‬فأرسلت إليه بنو أمية ‪ ،‬فطلبته ‪ ،‬يعني قتلته ‪ ،‬فطفى األمر حتى‬
‫نشأ رجل بالكوفة فقال‪ :‬القرآن مخلوق ‪ ،‬فبلغ ابن أبي ليلى ‪ ،‬فركب إلى عيسى بن‬
‫موسى ‪ ،‬فأخربه فكتب إلى أبي جعفر ‪ ،‬فكتب إليه أبو جعفر‪ :‬أن يستتيبه ‪ ،‬فإن تاب‬
‫وإال ضربت عنقه ‪ ،‬فاستتابوه ؛ فتاب فسكن األمر "‪)2(.‬‬

‫‪ - 223‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬سمعت أحمد بن عبد اهلل الشعراين‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫سمعت سعيد بن رحمة‪ ،‬صاحب إسحاق الفزاري يقول‪ " :‬إنما خرج جهم عليه لعنة‬

‫(‪ )1‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٤٠٨‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٣٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪171‬‬

‫فلما بلغ العلماء تعاظمهم فأجمعوا على‬


‫اهلل سنة ثالثين ومائة فقال‪ :‬القرآن مخلوق ‪ّ ،‬‬
‫أنه تكلم بالكفر ‪ ،‬وحمل النّاس ذلك عنهم "‪)1(.‬‬

‫‪ - 224‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬سمعت أبي يقول‪ " :‬أول من أتى بخلق‬
‫القرآن جعد بن درهم وقاله يف سنة نيف وعشرين ومائة‪ ،‬ثم من بعدهما بشر بن غياث‬
‫المريسي لعنه اهلل وكان صباغا يهوديا "‪)2(.‬‬

‫‪ - 225‬قال عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬ثنا أبو فاطمة‪ ،‬واسمه الحسن بن أحمد ‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثنا الحسن بن عيسى بن ماسرجس ‪ ،‬صاحب ابن المبارك قال‪ :‬سمعت غالبا‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٣٣‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٤١‬‬

‫وكفره سفيان بن عيينة ‪ ،‬وعبد اهلل بن المبارك ‪ ،‬وعباد بن العوام ‪ ،‬وعلي بن عاصم ‪ ،‬ويحيى بن سعيد ‪ ،‬وعبد‬

‫الرحمن بن مهدي ‪ ،‬ووكيع ‪ ،‬وأبو النضـر هاشـم بن القاسـم ‪ ،‬وشـبابة بن سـوار ‪ ،‬واألسـود بن عامر ‪ ،‬ويزيد بن‬

‫هارون ‪ ،‬وبشـــر بن الوليد ‪ ،‬ويوســـف بن الطباع ‪ ،‬وســـليمان بن حســـان الشـــامي ‪ ،‬ومحد ويعلى ابنا عبيد‬

‫الطنافســيان ‪ ،‬وعبد الرزاق بن همام ‪ ،‬وأبو قتادة الحراين ‪ ،‬وعبد الملك بن عبد العزيز الماجشــون ‪ ،‬ومحمد‬

‫بن يوسـف الفريابي ‪ ،‬وأبو نعيم الفضـل بن دكين ‪ ،‬وعبد اهلل بن مسـلمة القعنبي ‪ ،‬وبشـر بن الحارث ‪ ،‬ومحد‬

‫بن مصــــعـب الزاهـد ‪ ،‬وأبو البخرتي وهـب بن وهـب الســــوائي المـدين قـاضــــي بغـداد ‪ ،‬ويحيي بن يحيى‬

‫النيسـابوري ‪ ،‬وعبد اهلل بن الزبير الحميدي ‪ ،‬وعلي بن المديني ‪ ،‬وعبد السـالم بن صـالح الهروي ‪ ،‬والحسـن‬

‫بن علي الحلواين‪.‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪172‬‬

‫الرتمذي ‪ ،‬وكان رجال صالحا ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا يوسف غير مرة وال مرتين وال‬
‫أحصي كم سمعته يقول لبشر المريسي‪ " :‬ويحك دع هذا الكالم فكأين بك مقطوع‬
‫اليدين والرجلين مصلوبا على هذا الجسر "‪)1(.‬‬

‫‪ - 226‬قال عبد الرحمن بن ابي حاتم‪ :‬وثنا أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل الظهراين‪،‬‬
‫قال‪ :‬سمعت الجوزجاين ‪ ،‬يعني موسى بن سليمان ‪ ،‬وسأله رجل عن مسألة ‪ ،‬فأفتاه‬
‫ثم قال له‪ " :‬إن المريسي يقول بخالف هذا ‪ ،‬فقال الجوزجاين لمن حضره‪ :‬سبحان‬
‫اهلل ‪ ،‬سمعتم أعجب من هذا سألني عن مسألة فأجبته ‪ ،‬ثم حكى لي عن كافر "‪)2(.‬‬

‫الر ِاز ّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الر ْح َمن بن أبي َحاتم َّ‬ ‫الرد على ا ْل َج ْهمية لعبد َّ‬ ‫‪ - 227‬قرأت في كتاب َّ‬
‫الر ْملِ ّي َحدثنَا َأ ُّيوب ا ْبن ُس َو ْيد َعن‬ ‫ِ‬
‫عمران َّ‬
‫يسى بن أبي َ‬ ‫َصاحب التصانيف َحدثنَا ع َ‬
‫سري َو َق َال انصرفوا إِ َلى َض َحا َيا ُك ْم تقبل اهلل مِنْ ُكم‬
‫السري بن يحيى َق َال َخ َطبنَا َخالِد ا ْل َق ِ‬
‫ّ‬
‫َفإِنِّي مضح بالجعد وذكر ا ْل ِقصة‪)3( .‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬

‫‪ - 228‬قال‪ :‬عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬وذكره محمد بن عاصم بن مسلم قال‪:‬‬
‫سمعت هشام بن عبيد اهلل ‪ ،‬يقول‪ " :‬المريسي عندنا خليفة جهم بن صفوان الضال ‪،‬‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٤٢‬‬

‫(‪ )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٤٣‬‬

‫(‪« )3‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٤٣‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪173‬‬

‫وهو ولي عهده ومثله عندنا مثل بلعم بن باعورا الذي قال اهلل‪{ :‬ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬
‫[سورة األعراف‪)1(.]175:‬‬ ‫ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ}‬

‫‪ - 229‬وأخرج ابن أبي حاتم‪ :‬عن هشام بن عبيد اهلل الرازي أن رجالً من الجهمية‬
‫احتج لزعمه أن القرآن مخلوق هذه اآلية فقال له هشام‪ " :‬محدث إلينا محدث إلى‬
‫العباد "‪)2(.‬‬

‫‪ - 230‬وأخرج عن نعيم بن حماد أنه قال‪ " :‬محدث عند الخلق ال عند اهلل "‪.‬‬

‫‪ - 231‬قال يحيى بن علي بن عاصم‪ " :‬كنت عند أبي ‪ ،‬فاستأذن عليه المريسي ‪،‬‬
‫فقلت له‪ " :‬يأبه مثل هذا يدخل عليك ! فقال‪ :‬وماله ؟؛ قلت‪ :‬إنه يقول‪ :‬إن القرآن‬
‫مخلوق ‪ ،‬ويزعم أن اهلل معه يف األرض ‪ ،‬وكالما ذكرته ‪ ،‬فما رأيته اشتد عليه مثل ما‬
‫اشتد عليه يف القرآن أنه مخلوق ‪ ،‬وأنه معه يف األرض "‪ .‬أخرجه ابن أبي حاتم يف كتابه‬
‫" الرد على الجهمية "‪)3(.‬‬
‫ّ‬

‫‪ - 232‬قال ابن أبي حاتم يف " ّ‬


‫الرد على الجهمية "‪َ :‬حدَّ َثنَا أحمد بن سنان الواسطي‬
‫قال‪ " :‬بلغني عن ابن أبي دؤاد يعني قاضي أيام المحنة أنه قال‪ :‬ثالثة من األنبياء‬

‫(‪ )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة ( ‪.) ٦٤٤‬‬

‫(‪ )2‬شرح ابن حجر لصحيح البخاري ( ‪.) ٤٣٣/١٣‬‬

‫(‪ )3‬العرش للذهبي ( ‪.) ١٨٣‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪174‬‬

‫[سورة‬ ‫ﲖ}‬
‫ﲗ‬ ‫مشبهة عيسى بن مريم ‪ ‬حيث يقول‪ {:‬ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ‬

‫املائدة‪ .]116:‬وموسى ‪ ‬حيث يقول { ﲥ ﲦ ﲧ ﲨﲩ} [سورة األعراف‪.]143:‬ومحمد‬

‫‪ ‬حيث قال‪ :‬إنكم ترون ربكم‪ .‬قال‪ :‬هذا كفر صراح أو فالتشبيه هبذا االعتبار حق‬
‫فتعالى اهلل عما يقول الجاحدون علوا كبيرا "‪)1(.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الرد على‬ ‫الر ِاز ّي في كتاب َّ‬ ‫الر ْح َمن بن أبي َحاتم َّ‬ ‫‪ - 233‬قال ا ْل َحافظ عبد َّ‬
‫ِ‬
‫يحكى لنا َأن ُهنَا رجل من َّ‬
‫قصته َه َذا َف َحدثني‬ ‫ا ْل َج ْهمية‪َ :‬حدثنَا أبي َو َأ ُبو ْ‬
‫زر َعة َق َال ك َ‬
‫َان ْ‬
‫َان بِا ْل َب ْص َر ِة رجل َو َأنا ُمقيم فِي سنة َث َالثِي َن َومِا َئ َت ْي ِن َف َحدثني ُع ْث َمان بن‬
‫زر َعة َق َال ك َ‬‫َأ ُبو ْ‬
‫الض َّحاك َعن ُه َأنه َق َال‪« :‬إِن لم يكن ا ْل ُق ْرآن َم ْخ ُلوق فمحا اهلل َما فِي َصدْ ِري‬ ‫َع ْمرو بن َّ‬
‫َان ُي َقال َل ُه قل {ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ}‬
‫َان من قراء ا ْل ُق ْرآن فنسي َحتَّى ك َ‬
‫من ا ْل ُق ْرآن َوك َ‬
‫زر َعة فجهدوا بِي َأن َأرا ُه َفلم أره َف َق َال‬ ‫ِ‬
‫َف َي ُقول َم ْع ُروف َم ْع ُروف َو َال ي َت َك َّلم بِه َق َال َأ ُبو ْ‬
‫َان ي ْق َرأ ا ْل ُق ْرآن َو َي ُقول ُه َو َم ْخ ُلوق َف َق َال َل ُه‬
‫َان لي َوك َ‬ ‫ُم َح َّمد بن بشار َس ِمعت جار ًا ك َ‬
‫ِ‬
‫أصبح َو ُه َو‬ ‫رجل إِن لم يكن ا ْل ُق ْرآن مخلوقا فمحا اهلل كل آ َية في صدرك َق َال نعم َف ْ‬
‫َي ُقول {ﱆ ﱇ ﱈ ﱉﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ}‬
‫[سورة الفاحتة‪َ .]5-2:‬فإِذا َأراد َأن ي ُقول {ﱓ} لم يجر لِسانه»(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫(‪ )1‬العلو للعلي الغفار للذهبي ( ‪.) ٥٠٨‬‬

‫(‪« )2‬العلو للعلي الغفار» (ص‪)١٨٩‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪175‬‬

‫‪ - 234‬وذكر بن أبي حاتم يف كتاب الرد على الجهمية‪« :‬ان إبراهيم هذا سأل أباه‬
‫فقال يا ابت أليس كل شيء سوى اهلل مخلوق قال بلى قال فأخرب الناس ان أباه يقول‬
‫القرآن مخلوق فبلغ ذلك الشيخ فأنكر على ولده وذكر أيضا ان هرثمة يف سنة ‪٩٨‬‬
‫قبض على بعض من يقول بخلق القرآن فهرب إبراهيم هذا واختفى بشر المريسي»(‪)1‬‬

‫‪ - 235‬وقال عاصم بن علي‪« :‬ناظرت جهم ًّيا فتبين من كالمه أن ال يؤمن أن يف‬
‫السماء ربا»(‪)2‬‬
‫ً‬

‫‪ - 236‬وقال‪«:‬احذروا من المريسي وأصحابه فإن كالمهم الزندقة‪ ،‬وأنا كلمت‬


‫أستاذهم فلم ي ْثبت أن يف السماء إلها» (‪)3‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬

‫الربِي ِع ْب ِن‬ ‫‪ - 237‬ذكره ابن َأبِي حاتِ ٍم فِي الرد َع َلى ا ْلجه ِمية َق َال‪ :‬ك َ ِ ِ‬
‫َان في كتَابِي َع ْن َّ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ب َّإال َأنِّي َأ ْع َلم َأ َّنه ح َضر َعبدُ اهللِ‬ ‫الشافِ ِعي َأ ْو َحدَّ َثنِي َأ ُبو ُش َع ْي ٍ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ُ ُ َ َ ْ‬ ‫ُسل ْي َمان قال‪َ :‬ح َض ْرت َّ َّ‬
‫ول فِي‬ ‫ص َع ْبدَ اهللِ َق َال‪َ « :‬ما َت ُق ُ‬ ‫ف ْب ُن َع ْم ِرو ْب ِن َي ِزيدَ َف َس َأ َل َح ْف ٌ‬ ‫وس ُ‬ ‫ِ‬
‫ْب ُن َع ْبد ا ْل َح َك ِم َو ُي ُ‬
‫الشافِ ِع ِّي‬
‫ج ْب ُه َوكِ َال ُه َما َأ َش َار إ َلى َّ‬ ‫ف ْب َن َع ْم ٍرو َف َل ْم ُي ِ‬ ‫جي َب ُه َف َس َأ َل ُي ُ‬
‫وس َ‬ ‫آن؟ َف َأ َبى َأ ْن ُي ِ‬‫ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫الشافِ ِعي بِا ْل ُح َّج ِة بِ َأ َّن ا ْل ُق ْر َ‬
‫آن‬ ‫َّ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ق‬ ‫الشافِ ِعي َفاحتَج َع َلي ِه و َطا َل ْت فِ ِ‬
‫يه ا ْل ُمنَا َظ َر ُة َف َ‬ ‫َف َس َأ َل َّ َّ ْ َّ ْ َ‬
‫ُّ‬

‫(‪« )1‬لسان الميزان» (‪:)٣٠ /٢‬‬

‫(‪« )2‬بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية» (‪)٥٢٥/ ٣‬‬

‫(‪« )3‬اجتماع الجيوش اإلسالمية» (‪ ٣٢٨ /١‬ط عطاءات العلم)‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪176‬‬

‫ج ِد َب ْعدَ‬
‫يع‪َ :‬ف َل ِقيت َح ْف ًصا فِي ا ْل َم ْس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الربِ ُ‬
‫ك ََال ُم اهلل َغ ْي ُر َم ْخ ُلوق َو َك َّف َر َح ْف ًصا ا ْل َف ْر َد‪َ .‬ق َال َّ‬
‫الشافِ ِ‬
‫عي َقتْلِي» (‪)1‬‬ ‫ه َذا َف َق َال‪َ :‬أراد َّ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬

‫الر ْح َم ِن ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم َق َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 238‬أخبرنا َعل ُّي ْب ُن ُم َح َّمد ْب ِن ُع َم َر َق َال‪َ :‬أ ْخ َب َرنَا َع ْبدُ َّ‬
‫ب‪ ،‬إِ َّال‬ ‫الشافِ ِعي َأ ْو َحدَّ َثنِي َأ ُبو ُش َع ْي ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬ ‫ض‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬‫ان َق َ‬ ‫الربِي ِع ْب ِن ُس َل ْي َم َ‬
‫َّ‬ ‫ن‬‫فِي كِتَابِي‪َ :‬ع ِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫ف ْب َن َع ْم ِرو ْب ِن َز ْيد‪َ ،‬و َح ْف ًصا ا ْل َف ْر َد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َ‬ ‫َأنِّي َأ ْع َل ُم َأ َّن ُه َح َض َر َع ْبدَ اهلل ْب َن َع ْبد ا ْل َح َك ِم‪َ ،‬و ُي ُ‬
‫ف ْب َن‬ ‫وس َ‬ ‫آن؟ َف َأ َبى َأ ْن ُي ِ‬
‫جي َب ُه‪َ ،‬ف َس َأ َل ُي ُ‬
‫ول فِي ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫ص َع ْبدَ اهللِ َف َق َال‪َ :‬ما َت ُق ُ‬ ‫َف َس َأ َل َح ْف ٌ‬
‫احت ََّج َع َل ْي ِه‬ ‫الشافِ ِعي‪َ ،‬فس َأ َل َّ ِ ِ‬
‫الشافع َّي َف ْ‬ ‫ج ْب ُه‪َ ،‬وك َال ُه َما َأ َش َار إِ َلى َّ ِّ َ‬
‫ِ‬ ‫َع ْم ِرو ْب ِن َي ِزيدَ َف َل ْم ُي ِ‬

‫وق‪َ ،‬و َك َّف َر‬ ‫آن ك ََالم اهللِ َغ ْير م ْخ ُل ٍ‬ ‫الشافِ ِعي بِا ْل ُح َّج ِة َع َل ْي ِه بِ َأ َّن ا ْل ُق ْر َ‬ ‫َ َ ِ ِ ْ َ ََ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َوطال فيه ال ُمنَاظ َر ُة فقا َم َّ ُّ‬
‫الشافِ ِع ُّي‬ ‫ج ِد َب ْعدُ ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬أ َرا َد َّ‬ ‫يت َح ْف ًصا فِي ا ْل َم ْس ِ‬ ‫يع‪َ :‬ف َل ِق ُ‬ ‫َح ْف ًصا ا ْل ُمنْ َف ِر َد‪َ .‬ق َال َّ‬
‫الربِ ُ‬
‫َقتْلِي»(‪)2‬‬

‫الر ْح َم ِن ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم َق َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 239‬أخبرنا َعل ُّي ْب ُن ُم َح َّمد ْب ِن ُع َم َر َق َال‪َ :‬أ ْخ َب َرنَا َع ْبدُ َّ‬
‫ب ‪ ،‬إِ َّال‬ ‫الشافِ ِعي َأ ْو َحدَّ َثنِي َأ ُبو ُش َع ْي ٍ‬ ‫ان َق َال‪َ « :‬ح َض ْر ُ‬ ‫الربِي ِع ْب ِن ُس َل ْي َم َ‬
‫في كتَابِي‪َ :‬ع ِن َّ‬
‫ِ ِ‬
‫ت َّ َّ‬
‫ف ْب َن َع ْم ِرو ْب ِن َز ْي ٍد ‪َ ،‬و َح ْف ًصا ا ْل َف ْر َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َ‬ ‫َأنِّي َأ ْع َل ُم َأ َّن ُه َح َض َر َع ْبدَ اهلل ْب َن َع ْبد ا ْل َح َك ِم ‪َ ،‬و ُي ُ‬
‫ف ْب َن‬
‫وس َ‬ ‫آن؟ َف َأ َبى َأ ْن ُي ِ‬
‫جي َب ُه ‪َ ،‬ف َس َأ َل ُي ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َع ْبدَ اهللِ َف َق َال‪َ :‬ما َت ُق ُ‬
‫ول فِي ا ْل ُقر ِ‬
‫‪َ ،‬ف َس َأ َل َح ْف ٌ‬

‫(‪« )1‬مجموع الفتاوى» (‪)٥٠٦ /١٢‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٢٧٩ /٢‬‬


‫كتاب الرد على اجلهمية البن أبي حامت‬
‫‪177‬‬

‫احت ََّج َع َل ْي ِه‬ ‫الشافِ ِعي‪َ ،‬فس َأ َل َّ ِ ِ‬


‫الشافع َّي َف ْ‬ ‫ج ْب ُه ‪َ ،‬وك َال ُه َما َأ َش َار إِ َلى َّ ِّ َ‬
‫ِ‬ ‫َع ْم ِرو ْب ِن َي ِزيدَ َف َل ْم ُي ِ‬

‫وق ‪َ ،‬و َك َّف َر‬ ‫آن ك ََالم اهللِ َغ ْير م ْخ ُل ٍ‬


‫الشافِ ِعي بِا ْل ُح َّج ِة َع َل ْي ِه بِ َأ َّن ا ْل ُق ْر َ‬ ‫َ َ ِ ِ ْ َ ََ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َوطال فيه ال ُمنَاظ َر ُة فقا َم َّ ُّ‬
‫الشافِ ِع ُّي‬‫ج ِد َب ْعدُ ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬أ َرا َد َّ‬‫يت َح ْف ًصا فِي ا ْل َم ْس ِ‬ ‫يع‪َ :‬ف َل ِق ُ‬ ‫َح ْف ًصا ا ْل ُمنْ َف ِر َد‪َ .‬ق َال َّ‬
‫الربِ ُ‬
‫َقتْلِي» (‪)1‬‬

‫الربِي ِع ْب ِن‬ ‫‪ - 240‬ذكره ابن َأبِي حاتِ ٍم فِي الرد َع َلى ا ْلجه ِمية َق َال‪ :‬ك َ ِ ِ‬
‫َان في كتَابِي َع ْن َّ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ب َّإال َأنِّي َأ ْع َلم َأ َّنه ح َضر َعبدُ اهللِ‬ ‫الشافِ ِعي َأ ْو َحدَّ َثنِي َأ ُبو ُش َع ْي ٍ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ُ ُ َ َ ْ‬ ‫ُسل ْي َمان قال‪َ :‬ح َض ْرت َّ َّ‬
‫ول فِي‬ ‫ص َع ْبدَ اهللِ َق َال‪َ :‬ما َت ُق ُ‬ ‫ف ْب ُن َع ْم ِرو ْب ِن َي ِزيدَ َف َس َأ َل َح ْف ٌ‬ ‫وس ُ‬ ‫ِ‬
‫ْب ُن َع ْبد ا ْل َح َك ِم َو ُي ُ‬
‫الشافِ ِع ِّي‬ ‫ج ْب ُه َوكِ َال ُه َما َأ َش َار إ َلى َّ‬‫ف ْب َن َع ْم ٍرو َف َل ْم ُي ِ‬ ‫وس َ‬‫جي َب ُه َف َس َأ َل ُي ُ‬‫آن؟ َف َأ َبى َأ ْن ُي ِ‬ ‫ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫الشافِ ِعي بِا ْل ُح َّج ِة بِ َأ َّن ا ْل ُق ْر َ‬ ‫َ ِ َ َ ِ ِ ْ َ ََ‬ ‫َفس َأ َل َّ ِ ِ‬
‫الشافع َّي َف ْ‬
‫آن‬ ‫احت ََّج َعل ْيه َوطال ْت فيه ال ُمنَاظ َر ُة فقا َم َّ ُّ‬ ‫َ‬
‫ج ِد َب ْعدَ‬ ‫يع‪َ :‬ف َل ِقيت َح ْف ًصا فِي ا ْل َم ْس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الربِ ُ‬‫ك ََال ُم اهلل َغ ْي ُر َم ْخ ُلوق َو َك َّف َر َح ْف ًصا ا ْل َف ْر َد‪َ .‬ق َال َّ‬
‫عي َقتْلِي»(‪)2‬‬ ‫الشافِ ِ‬ ‫َ ََ َ َ‬
‫َهذا فقال‪ :‬أ َرا َد َّ ُّ‬
‫يد َأ ْح َمدُ ْب ُن َي ْح َيى ْب ِن‬ ‫‪ - 241‬روى َعبدُ الرحم ِن بن ابي حاتم َق َال‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو س ِع ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬
‫ان َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُج ًال َس َأ َل َأ َبا ا ْل ُه َذ ْي ِل َف َذك ََر ُه‪َ ،‬و َس َأ َل َر ُج ٌل َأ َبا ا ْل ُه َذ ْي ِل‬ ‫يد ا ْل َق َّط ُ‬‫س ِع ٍ‬
‫َ‬
‫وت َأ ْو‬ ‫وق‪َ .‬ف َق َال َل ُه‪َ :‬م ْخ ُل ٌ‬‫آن ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬م ْخ ُل ٌ‬ ‫ف ا ْلمعت َِزلِي ا ْلبص ِري َع ِن ا ْل ُقر ِ‬
‫وق َي ُم ُ‬ ‫ْ‬ ‫ا ْل َع َّال َ ُ ْ َّ َ ْ َّ‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٢٧٩ /٢‬‬

‫(‪« )2‬مجموع الفتاوى» (‪)٥٠٦ /١٢‬‬


‫باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‬
‫‪178‬‬

‫آن؟ َق َال‪ :‬إِ َذا َم َ‬


‫ات َم ْن َي ْت ُلو ُه َف ُه َو‬ ‫وت ا ْل ُق ْر ُ‬
‫وت‪َ .‬ق َال َف َمتَى َي ُم ُ‬
‫ُي َخ َّلدُ ؟ َق َال‪َ :‬ال ‪َ ،‬ب ْل َي ُم ُ‬

‫اهلل ‪{ :‬ﳆ ﳇ‬ ‫ِ‬


‫ات َم ْن َي ْت ُلو ُه َو َقدْ َذ َه َبت الدُّ ْن َيا َو َت َص َّر َم ْت َو َق َال ُ‬
‫َم ْو ُت ُه‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َقدْ َم َ‬
‫ات النَّاس‪َ .‬ف َق َال‪ :‬ما َأد ِري‪ .‬وب ِه َ‬
‫ت‪)1( .‬‬
‫َُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫م َ‬ ‫ﳈﳉ } [سورة غافر‪َ .]16:‬ف َه َذا ا ْل ُق ْر ُ‬
‫آن َو َقدْ َ‬

‫(‪« )1‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٢٤٦ /٢‬‬


2
‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬
‫‪180‬‬

‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو‬


‫نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬

‫اث َع ْن‬ ‫يد األَ َشج ثنا ح ْفص بن ِغي ٍ‬ ‫‪ - 1‬قال ابن أبي حاتم يف تفسيره‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو س ِع ٍ‬
‫َ ُ ْ ُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫وء‪،‬‬‫ان اهللِ َقا ُلوا َق َال َتن ِْزيه َن ْف ِس ِه َع ِن الس ِ‬ ‫اس‪ُ :‬س ْب َح َ‬ ‫َح َّجاجٍ َع ِن ا ْب ِن َأبِي ُم َل ْي َك َة َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ان اهللِ؟ َف َق َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َق َال‪ُ :‬ث َّم َق َال ُع َم ُر ل َعل ٍّي َو َأ ْص َحا ُب ُه عنْدَ ُه‪َ :‬ال إِ َل َه إِال ُ‬
‫اهلل َقدْ َع َر ْفنَا ُه‪َ ،‬ف َما ُس ْب َح َ‬

‫ب َأ ْن ُت َق َال‪.‬‬ ‫َله َعلِي‪ :‬كَلِم ٌة َأحبها ِ ِ ِ ِ‬


‫اهلل لنَ ْفسه َو َرض َي َها َو َأ َح َّ‬‫َ َ َّ َ ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫وسى‪َ ،‬ع ْن‬ ‫‪ - 2‬قال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َسعيد ْاألَ َش ُّج‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُع َب ْيدُ ْب ُن ُم َ‬
‫اه ٍد‪{ :‬ﱙ ﱚ ﱛ} [سورة الفجر‪َ .]3:‬ق َال‪َّ :‬‬
‫الش ْف ُع‬ ‫إِسرائِ َيل‪َ ،‬عن َأبِي يحيى‪َ ،‬عن مج ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫اهلل ‪.‬‬
‫الز ْو ُج‪َ ،‬وا ْل َو ْت ُر‪ُ :‬‬
‫َّ‬

‫ون ْب َن مِ ْه َر َ‬
‫ان‬ ‫‪ - 3‬حدثنا َأبِي ثنا ا ْب ُن ُن َف ْي ٍل ثنا الن َّْض ُر ْب ُن َع َربِي َق َال‪َ :‬س َأ َل َر ُج ٌل َم ْي ُم َ‬
‫ٍّ‬
‫اشى بِ ِه مِن الس ِ‬
‫اهلل بِ ِه َو ُي َح َ‬ ‫َعن سبح َ ِ‬
‫وء‪.‬‬ ‫َ ُّ‬ ‫ان اهلل‪َ .‬ف َق َال‪ْ :‬‬
‫اس ٌم ُي َع َّظ ُم ُ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬

‫‪ - 4‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا ا ْب ُن ُن َف ْي ٍل ثنا الن َّْض ُر ْب ُن َع َربِي َق َال‪َ :‬س َأ َل َر ُج ٌل َم ْي ُم َ‬


‫ون ْب َن ُع ْث َم َ‬
‫ان‬ ‫ٍّ‬
‫ان اهللِ َف َق َال‪ :‬اسم يع َّظم اهلل بِ ِه ونَجانَا بِ ِه مِن الس ِ‬
‫وء‪.‬‬ ‫َع ْن ُس ْب َح َ‬
‫َ ُّ‬ ‫ْ ٌ ُ َ ُ ُ َ َّ‬

‫اب‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأ ُبو‬


‫ان ثنا َز ْيدُ ْب ُن ا ْل ُح َب ِ‬ ‫يد بن يحيى ب ِن س ِع ٍ‬
‫يد ا ْل َق َّط ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ - 5‬حدثنا َأ ُبو َسع ْ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪181‬‬
‫ان اهللِ اسم َال يستَطِيع النَّاس َأ ْن ينْت ِ‬
‫َح ُلو ُه‪.‬‬ ‫ب َع ِن ا ْل َح َس ِن َق َال‪ُ :‬س ْب َح َ‬
‫األَ ْش َه ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ٌ َْ‬

‫ﲈ }[سورة النحل‪َ .]60:‬ق َال‪َ :‬ي ُق ُ‬


‫ول ليس كمثله‬ ‫ﲉ‬ ‫اس فِي َق ْول ِ ِه‪{:‬ﲆ ﲇ‬
‫‪ - 6‬عن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫شيء‬

‫ﲈ }[سورة النحل‪َ .]60:‬ق َال‪َ :‬ش َها َد ُة َأ َّن َال إِ َل َه إِال‬


‫ﲉ‬ ‫‪ - 7‬عن َقتَا َدة فِي َق ْول ِ ِه‪{ :‬ﲆ ﲇ‬

‫اهلل‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪ - 8‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ا ْب ُن َأبِي ُع َم َر‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُس ْف َي ُ‬
‫ان‪َ ،‬ع ْن َع ْم ٍرو‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اختة َق َال‪َ :‬ق َال رس ُ ِ‬
‫َعن َأبِي َف ِ‬
‫اك َأ ْن َت ْع ُبدَ ا ْل َم ْخ ُل َ‬
‫وق َو َتدَ َع‬ ‫ول اهلل ‪ ‬ل َر ُجلٍ‪" :‬إِ َّن َ‬
‫اهلل َين َْه َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫اك َأ ْن َت ْزنِي بِ َحلِي َل ِة َج ِ‬
‫ار َك"‪َ .‬ق َال‬ ‫ا ْل َخال ِ َق‪َ ،‬و َين َْه َ‬
‫اك َأ ْن َت ْق ُت َل َو َلدَ َك َو َت ْغ ُذ َو َك ْل َب َك‪َ ،‬و َين َْه َ‬
‫َ‬
‫ان‪َ :‬و ُه َو َق ْو ُل ُه‪ { :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ‬
‫ُس ْف َي ُ‬

‫ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ } [سورة الفرقان‪.]68:‬‬
‫‪ - 9‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا َأبو صالِحٍ ‪ ،‬ثنا ال َّلي ُث‪ ،‬حدَّ َثنِي َخالِدُ بن ي ِزيدَ َعن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن َأبِي‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫الل‪َ ،‬ع ْن ُع َم َر َم ْو َلى ُغ ْف َرةَ‪َ ،‬أ َّن َك ْع ًبا‪َ ،‬ذك ََر ُع ُل َّو ا ْل َج َّب ِ‬‫ِه ٍ‬
‫اهلل َت َعا َلى َج َع َل َما َب ْي َن‬ ‫ار َف َق َال‪ :‬إِ َّن َ‬
‫الس َما َء مِ ْث َل َذل ِ َك‪َ ،‬و َما َب ْي َن ُك ِّل َس َما َئ ْي ِن‬ ‫ض َم ِس َير َة َخ ْم ِس ِمائ َِة َسن ٍَة‪َ ،‬و َك َّث َ‬ ‫اء َواألَ ْر ِ‬ ‫السم ِ‬
‫ف َّ‬ ‫َّ َ‬
‫مِ ْث ُل َذل ِ َك‪َ ،‬و َك َّث َف َها مِ ْث َل َذل ِ َك‪ُ ،‬ث َّم َخ َل َق َس ْب َع َأ َر ِضي َن‪َ ،‬ف َج َع َل َما َب ْي َن ُك ِّل َأ َر ِضي َن‪َ ،‬ما َب ْي َن‬
‫َان ا ْلعر ُش َع َلى ا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ُك َّل َأر ٍ ِ‬ ‫اء الدُّ ْن َيا َواألَ ْر ِ‬‫سم ِ‬
‫اء‪َ ،‬ف َر َف َع‬ ‫َ‬ ‫ض م ْث َل َذل َك‪َ ،‬وك َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ض‪َ ،‬و َك َّث َ‬ ‫َ َ‬
‫السابِ َع ِة‪َ ،‬ف َما‬ ‫اء َحتَّى َج َع َل ُه َت ْح َت األَ ْر ِ‬ ‫ا ْلماء حتَّى جع َل َع َلي ِه ا ْلعر َش‪ُ ،‬ثم َذهب بِا ْلم ِ‬
‫ض َّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬
‫‪182‬‬
‫اء إِ َلى َأس َفلِ ِه كَما بين أسفله كَما بين السم ِ‬
‫اء ا ْل ُع ْل َيا إِ َلى‬ ‫اء ا َّل ِذي َع َلى السم ِ‬
‫بين َأ ْع َلى ا ْلم ِ‬
‫َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫الس ْف َلى‪ ،‬وذلك مسيرة أربع عشرة الفا َسن ٍَة‪ُ ،‬ث َّم َخ َل َق َخ ْل ًقا ل ِ َع ْر ِش ِه‪َ ،‬جاثِ َي ًة‬
‫ض ُّ‬‫األَ ْر ِ‬
‫او ُز َأ ْقدَ امهم‪ ،‬وا ْلعر ُش َفو َق جم ِ ِ‬ ‫ُظهورهم‪َ ،‬فهم قِيام فِي ا ْلم ِ‬
‫اء َال ُي َج ِ‬
‫اجم ِه ْم‪ُ ،‬ث َّم َذ َه َ‬
‫ب‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َُ ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ ْ ُ ْ َ ٌ‬
‫ون َأ ْن َينْ ُظ ُروا إِ َل ْي ِه َف َي ُق ُ‬
‫ول َال ُتدْ ِر ُك ُه األَ ْب َص ُار َو ُه َو‬ ‫ا ْل َج َّب ُار َت َعا َلى ُع ُل ًّوا َحتَّى َما َي ْستَطِي ُع َ‬

‫ُيدْ ِر ُك األَ ْب َص َار‬

‫يها مِ َن ا ْل َخلِي َق ِة‪َ ،‬و ْاألَ ْر ِضي َن‬‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الس َم َوات بِ َما ف َ‬ ‫اس ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ي ْط ِوي ُ‬
‫اهلل َّ‬ ‫‪ - 10‬عن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫ون َذل ِ َك فِي َي ِد ِه بِ َمن ِْز َل ِة خردلة‪.‬‬


‫يها مِ َن ا ْل َخلِي َق ِة‪ُ .‬ي ْط ِوي ُك َّل ُه بِ َي ِمين ِ ِه َي ُك ُ‬‫ِ‬
‫الس ْب َع بِ َما ف َ‬
‫َّ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ - 11‬عن َسعيد ْب ِن ُج َب ْي ٍر ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ت َك َّل َمت ا ْل َي ُهو ُد في ص َفة َّ‬
‫الر ِّب َف َقا ُلوا َما َل ْم‬

‫اهلل َح َّق َقدْ ِر ِه ‪.‬‬ ‫َي ْع َل ُمو ُه‪َ ،‬و َما َل ْم َي َر ْوا َف َأن َْز َل ُ‬
‫اهلل‪َ :‬و َما َقدَ ُروا َ‬

‫وس ٍق‪ ،‬ثنا ا ْل ُح َس ْي ُن بن فائد َع ْن َي ِزيدَ الن َّْح ِو ِّي َع ْن ِع ْك ِر َم َة‬


‫‪ - 12‬ذكر َع ِن ا ْل َف ْض ِل ْب ِن ُم َ‬
‫َان َق َال‪َ :‬ي ْعنِي ا ْل َيدَ ْي ِن‪.‬‬
‫فِي َقول ِ ِه‪ :‬ب ْل يدَ اه مبسو َطت ِ‬
‫ْ َ َ ُ َُْ‬

‫ض َوا ْل َمالئِ َك ِة‪،‬‬


‫‪ - 13‬عن ا ْل َح َس ِن ‪َ ‬ق َال‪ :‬ا ْل َي ُهو ُد نظروا يف خلق السموات َو ْاألَ ْر ِ‬

‫اهلل َح َّق َقدْ ِر ِه‪.‬‬ ‫َف َل َّما َزا ُغوا َأ َخ ُذوا ُي َقدِّ ُرو َن ُه َف َأن َْز َل ُ‬
‫اهلل‪َ :‬و َما َقدَ ُروا َ‬

‫اب َحدَّ َثنِي‪َ ،‬أ ُبو‬


‫ان‪ ،‬ثنا َز ْيدُ ْب ُن ا ْل ُح َب ِ‬ ‫يد بن يحيى ب ِن س ِع ٍ‬
‫يد ا ْل َق َّط ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ - 14‬حدثنا َأ ُبو َسع ْ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫َح ُلو ُه‪َ ،‬ت َس َّمى بِ ِه ‪.‬‬
‫ب َع ِن ا ْلحس ِن‪َ ،‬ق َال‪ :‬الرحم ِن اسم َال يستَطِيع النَّاس َأ ْن ينْت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ ْ ٌ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫األَ ْش َه ِ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪183‬‬

‫اب‪َ ،‬ع ِن ا ْل َح َك ِم ْب ِن ِه َشا ٍم َحدَّ َثنِي َخالِدُ ْب ُن َص ْف َو َ‬


‫ان‬ ‫‪ - 15‬حدثت َع ْن كَثِ ِير ْب ِن ِش َه ٍ‬

‫ان َأ َحدُ ُه َما َأ َر ُّق مِ َن َ‬


‫اآلخ ِر‪.‬‬ ‫يمي فِي َقول ِ ِه‪{ :‬ﱋ ﱌ ﱍ} َق َال‪ُ :‬هما رقِي َق ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫التَّم ُّ‬
‫ش َع ْن َأبِي َظ ْب َي َ‬
‫ان‬ ‫اسطِي ثنا َأ ُبو ُم َع ِ‬
‫او َي َة َع ِن األَ ْع َم ِ‬ ‫َان ا ْلو ِ‬
‫َ‬
‫‪ - 16‬حدثنا َأحمدُ بن ِسن ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ‬
‫ُّ‬
‫اس َق َال‪َ :‬ل ْي َس فِي ا ْل َجن َِّة َش ْي ٌء ُي ْشبِ ُه َما فِي الدُّ ْن َيا إِال األَ ْس َما َء‪.‬‬
‫َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫اس‪َ :‬ل ْي َس فِي ا ْل َجن َِّة‬ ‫‪ - 17‬قال ابن ا ْلمبار ِك‪َ ،‬عن إِسم ِ‬
‫اع َيل‪َ ،‬ع ْن َر ُجلٍ‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ ُ َُ َ‬
‫ض ٍة‪)1(.‬‬
‫ُأ ْعطِي ُتم فِي الدُّ ْنيا َشبهه إِ َّال َقو ِارير مِن فِ َّ‬ ‫َش ْي ٌء إِ َّال َقدْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫الربِي ِع َع ْن َأبِي ا ْل َعال ِ َي ِة فِي َق ْول ِ ِه‪ُ :‬ث َّم‬ ‫ِ‬


‫‪ - 18‬حدثنا ع َصا ُم بن رواد ثنا آدم َأ ُبو َج ْع َف ٍر َع ِن َّ‬
‫َس مِ ْث ُل ُه‪.‬‬ ‫استَوى إِ َلى السم ِ‬
‫الربِي ِع ْب ِن َأن ٍ‬‫ول‪ْ :‬ار َت َف َع‪َ .‬و ُر ِو َي َع ِن ا ْل َح َس ِن َو َّ‬
‫اء َي ُق ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ‬

‫ول اهللِ ‪َ ‬ق َر َأ َه ِذ ِه ْاآل َي َة َذ َ‬


‫ات َي ْو ٍم َع َلى ا ْل ِمنْ َب ِر َو َما‬ ‫‪ - 19‬عن ا ْب ِن ُع َم َر ‪َ « ‬أ ّن َر ُس َ‬

‫ات بِ َي ِمين ِ ِه‬


‫ات َم ْط ِو َّي ٌ‬
‫او ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َح َّق َقدْ ِره َواألَ ْر ُض َجمي ًعا َق ْب َض ُت ُه َي ْو َم ا ْلق َيا َمة َو َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫َقدَ ُروا َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ول اهللِ‪َ -  -‬ي ُق ُ‬
‫ول َه َك َذا بِ َيده‪َ ،‬و ُي َح ِّر ُك َها ُي ْقبِ ُل بِ َها َو ُيدْ بِ ُر ُي َم ِّجدُ َّ‬
‫الر ُّب َن ْف َس ُه َأنَا‬ ‫َو َر ُس ُ‬

‫ول اهللِ‪ -  -‬المنرب حتى قلنا ليخرن‬


‫ف بِ َر ُس ِ‬ ‫ا ْل َج َّب ُار‪َ ،‬أنَا ا ْل ُم َت َك ِّب ُر‪َ ،‬أنَا ا ْل َك ِر ُ‬
‫يم‪َ .‬ف َر َج َ‬

‫به»‬

‫(‪َ )1‬ر َوا ُه ابْ ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪.‬‬


‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬
‫‪184‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َس َع ْن َأبِي‬ ‫‪ - 20‬حدثنا ع َصا ُم ْب ُن َر َّواد‪ ،‬ثنا آ َد ُم‪ ،‬ثنا َأ ُبو َج ْع َف ٍر‪َ ،‬ع ِن َّ‬
‫الربِي ِع ْب ِن َأن ٍ‬

‫[سورة‬ ‫ا ْل َعال ِ َي ِة‪{ :‬ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ}‬

‫يما َي َشا ُء‪،‬‬‫ِ‬ ‫ون فِي ُظ َل ٍل مِ َن ا ْل َغ َمامِ‪َ ،‬واهلل ‪َ ‬ي ِ‬ ‫ول‪َ :‬وا ْل َمالئِ َك ُة َي ِ‬
‫جي ُئ َ‬ ‫البقرة‪َ .]210:‬ي ُق ُ‬
‫جي ُء ف َ‬ ‫ُ‬
‫اهلل َوا ْل َمالئِ َك ُة فِي ُظ َل ٍل مِ َن ا ْل َغ َما ِم‬ ‫ِ‬ ‫ض ا ْل ِق َرا َء ِة َه ْل َينْ ُظ ُر َ‬
‫ون إِال َأ ْن َي ْأت َي ُه ُم ُ‬ ‫َو ِهي فِي َب ْع ِ‬
‫َ‬
‫الس َما ُء َبا ْل َغ َما ِم َو ُن ِّز َل ا ْل َمالئِ َك ُة َتن ِْزيال‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوه َي َك َق ْوله َو َي ْو َم َت َش َّق ُق َّ‬

‫ث‪ ،‬ثنا ُم َؤ َّم ٌل‪ ،‬ثنا َح َّما ُد ْب ُن َس َل َمةَ‪َ ،‬ع ْن َعلِ ِّي‬‫ار ِ‬‫ار ْب ِن ا ْل َح ِ‬
‫‪ - 21‬حدثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َع َّم ِ‬

‫اس َأ َّن ُه َق َر َأ َه ِذ ِه اآل َيةَ‪{ :‬ﱴ ﱵ ﱶ‬ ‫ان‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬‫ف ْب ِن مِ ْه َر َ‬ ‫وس َ‬ ‫ٍ‬
‫ْب ِن َز ْيد‪َ ،‬ع ْن ُي ُ‬
‫اهلل ا ْل َخ ْل َق َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة‬ ‫ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ} [سورة الفرقان‪َ .]25:‬ق َال ا ْب ُن َع َّب ٍ‬
‫اس‪َ :‬ي ْج َم ُع ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج َّن َو ِ‬ ‫اح ٍد ا ْل ِ‬
‫يد و ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫الس َما ُء‬ ‫يع ا ْل َخ ْل ِق َو َتن َْش ُّق َّ‬
‫اع َوال َّط ْي َر َو َجم َ‬ ‫اإلن َْس َوا ْل َب َهائ َم َو ِّ‬
‫الس َب َ‬ ‫في َصع َ‬
‫ون بِا ْل ِ‬ ‫ْس ومِن ج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق َفي ِ‬ ‫ج ِّن َو ِ‬ ‫الدُّ ْن َيا َف َين ِْز ُل َأ ْه ُل َها َو ُه ْم َأ ْك َث ُر مِ َن ا ْل ِ‬
‫ج ِّن‬ ‫حي ُط َ‬ ‫ُ‬ ‫اإلن ِ َ ْ َ‬
‫ْس وبِج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق ُثم َتن َْش ُّق السماء ال َّثانِي ُة َفين ِْز ُل َأه ُلها وهم َأ ْك َثر مِن َأه ِل السم ِ‬ ‫َو ِ‬
‫اء‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ ُ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫اإلن ِ َ َ‬
‫الدُّ ْن َيا َومِ َن الجن واإلنس ومن جميع الخلق فيحيطون بِا ْل َمالئِ َك ِة ا َّل ِذي َن ن ََز ُلوا َق ْب َل ُه ْم‬

‫الس َما ُء ال َّثال ِ َث ُة َف َين ِْز ُل َأ ْه ُل َها َو ُه ْم َأ ْك َث ُر مِ ْن َأ ْه ِل‬ ‫ِ‬


‫ْس َو َجمي ِع ا ْل َخ ْل ِق ُث َّم َتن َْش ُّق َّ‬ ‫ج ِّن َو ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫َوا ْل ِ‬

‫ون بِا ْل َمالئِ َك ِة ا َّل ِذي َن ن ََز ُلوا َق ْب َل ُه ْم‬


‫حي ُط َ‬ ‫اء الدُّ ْنيا ومِن ج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق َفي ِ‬ ‫اء ال َّثانِي ِة والسم ِ‬
‫السم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َّ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج ِّن َو ِ‬ ‫َوبِا ْل ِ‬
‫السابِ َع ُة َو ُه ْم‬‫الس َما ُء َّ‬ ‫ْس َو َجمي ِع ا ْل َخ ْل ِق ُث َّم ك ََذل َك ُك ُّل َس َماء َحتَّى َتن َْش َّق َّ‬ ‫اإلن ِ‬

‫َأ ْك َث ُر مِ َّم ْن ن ََز َل َق ْب َل ُه ْم مِ ْن َأ ْه ِل السماوات ومن الجن واإلنس ومن جميع الخلق‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪185‬‬

‫ْس َو َج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق َو َر ُّبنَا ‪ ‬فِي‬ ‫فيحيطون بِا ْل َمالئِ َك ِة ا َّل ِذي َن ن ََز ُلوا َق ْب َل ُه ْم َوبِا ْل ِ‬
‫ج ِّن َو ِ‬
‫اإلن ِ‬
‫ج ِّن َو ِ‬
‫الس ْب ِع َوا ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُظ َل ٍل مِ َن ا ْل َغ َما ِم َو َح ْو َل ُه ا ْل َك ُروبِ ُّي َ‬
‫اإلن ِ‬
‫ْس‬ ‫ون َو ُه ْم َأ ْك َث ُر م ْن َأ ْه ِل َّ‬
‫الس َم َوات َّ‬
‫ش َل ُه ْم َز َج ٌل بِالت َّْسبِيحِ‬
‫ب ا ْل َقنَا َو ُه ْم َت ْح َت ا ْل َع ْر ِ‬ ‫َو َج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق َل ُه ْم ُق ُر ٌ‬
‫ون ك ََأ ْك ُع ِ‬

‫ص َق ِد ِم َأ َح ِد ِه ْم إِ َلى َك ْعبِ ِه َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة‬


‫يس ل ِ َّل ِه ‪َ ‬ما َب ْي َن َأ ْخ ُم ِ‬
‫َوالت َّْهلِي ِل َوال َّت ْق ِد ِ‬

‫َعا ٍم َو َما َب ْي َن َك ْعبِ ِه إِ َلى ُر ْك َب َت ْي ِه َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعا ٍم َو َما َب ْي َن ُر ْك َب َت ْي ِه إِ َلى َأ ْر َن َبتِ ِه َم ِس َير ُة‬

‫َخ ْم ِس ِمائ َِة َعا ٍم َو َما َب ْي َن َأ ْر َن َبتِ ِه إِ َلى َت ْر ُق َوتِ ِه َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعا ٍم َو َما َب ْي َن َت ْر ُق َوتِ ِه إِ َلى‬

‫ط َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعا ٍم َو َما َف ْو َق َذل ِ َك َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعا ٍم َو َج َهن َُّم‬
‫مو ِض ِع ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ُم َجنِّ َب ُت ُه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 22‬حدثنا َعل ُّي ْب ُن ا ْل ُح َس ْي ِن‪ ،‬ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن ع َ‬
‫يسى‪ ،‬ثنا َس َل َم ُة ْب ُن ا ْل َف ْضلِ‪ ،‬ثنا ُم َح َّمدُ‬

‫ْب ُن إِ ْس َح َ‬
‫اق َق َ‬
‫ال‪{ :‬ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ‬

‫ف َن ْف َس ُه ‪ ‬إِ َّن ُه َل ْي َس إِال ا ْل َما ُء َع َل ْي ِه ا ْل َع ْر ُش َو َع َلى‬ ‫َف َك َ‬


‫ان ك ََما َو َص َ‬ ‫ﱟ} [سورة هود‪.]7:‬‬ ‫ﱞ‬

‫ح ْل ِم َوا ْل ِع ْل ِم‬
‫ك وا ْل ُقدْ ر ِة وا ْل ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْل َطان َوا ْل ُم ْل َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الل َو ِ‬
‫اإلك َْرا ِم َوا ْلع َّزة َو ُّ‬ ‫ش ُذو ا ْل َج ِ‬ ‫ا ْل َع ْر ِ‬

‫ال ل ِ َما ُي ِريدُ ‪.‬‬


‫الر ْح َم ِة َوالنِّ ْق َم ِة ا ْل َف َّع ِ‬
‫َو َّ‬

‫الن‪ ،‬ثنا َعلِ ُّي ْب ُن ا ْل ُح َس ْي ِن ْب ِن َواقِ ٍد‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأبِي‪،‬‬


‫‪ - 23‬حدثنا أبي‪ ،‬ثنا محمد وبن َغ ْي َ‬

‫َع ْن َم َط ٍر‪َ ،‬و ِه َشامِ‪َ ،‬ع ْن ُم َح َّم ِد ْب ِن ِس ِيري َن‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ع ِ‬
‫ن النَّبِي ‪{ ‬ﱣ ﱤ‬
‫ِّ‬
‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬
‫‪186‬‬

‫اح ٍد َم ْن َأ ْح َص َ‬
‫اها َد َخ َل‬ ‫ﱥ ﱦ ﱧﱨ ﱳ} [سورة األعراف‪َ .]180:‬ق َال‪ :‬إِ َّن ل ِ َّل ِه مِا َئ ٌة َغير اس ٍم و ِ‬
‫َْ ْ َ‬
‫ا ْل َجنَّةَ‪.‬‬

‫اسطِي‪ ،‬ثنا إِ ْس َح ُ‬
‫اق األَ ْز َر ُق‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع ْو ٍن‪َ ،‬ع ْن‬ ‫‪ - 24‬حدثنا َعمار بن َخال ِ ٍد ا ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ ْ ُ‬
‫ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫محم ِد ب ِن ِس ِيرين َعن َأبِي هرير َة َق َال‪َ :‬ق َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪ : ‬إِ َّن ل َّله ت ْس َع ٌة َوت ْسعي َن ْ‬
‫اس ًما‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ َّ ْ‬
‫اح ٍد َم ْن َأ ْح َص َ‬
‫اها َد َخ َل ا ْل َجنَّةَ‪.‬‬ ‫مِا َئ ٌة َغير و ِ‬
‫ُْ َ‬

‫َب إِ َل َّي‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأبِي َحدَّ َثنِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 25‬أخبرنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َس ْعد ْب ِن َعط َّي َة ا ْل َع ْوف ُّي ف َ‬
‫يما َكت َ‬
‫يه‪َ ،‬ع ْن َجدِّ ِه‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس َق ْو ُل ُه‪{:‬ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ‬ ‫َعمي ا ْلحسين‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫ُ َ ْ ُ ْ‬ ‫ِّ‬
‫اء اهللِ َح َس ٌن‪.‬‬
‫ﱧﱨ ﱳ} [سورة األعراف‪َ .]180:‬ق َال‪ :‬ومِن َأسمائِ ِه ا ْلع ِز ُيز وا ْلجبار و ُك ُّل َأسم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ َُ ُ َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬

‫او َي ُة ْب ُن َصالِحٍ ‪َ ،‬ع ْن َعلِ ِّي ْب ِن َأبِي َط ْل َحةَ‪،‬‬


‫‪ - 26‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا َأ ُبو َصالِحٍ ‪َ ،‬حدَّ َثنِي ُم َع ِ‬

‫ِ‬ ‫َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬


‫اس‪َ :‬ق ْو ُل ُه‪{ :‬ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ} [سورة األعراف‪ .]180:‬ال َّت ْكذ ُ‬
‫يب‪.‬‬

‫َب إِ َل َّي‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنِي َع ِّمي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬


‫‪ - 27‬أخبرنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َس ْعد ا ْل َع ْوف ُّي ف َ‬
‫يما َكت َ‬

‫ﱫ ﱬ ﱭﱮ } [سورة‬ ‫يه‪َ ،‬ع ْن َجدِّ ِه‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬


‫اس َق ْو ُل ُه‪{ :‬ﱩ ﱪ‬ ‫ا ْلحسين‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫ُ َ ْ ُ ْ‬

‫اء اهللِ ‪.‬‬


‫الالت وا ْلع َّزى فِي َأسم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ح ِدي َن َأ ْن َد َع ُوا‬
‫اإل ْلحاد‪ ،‬ا ْلم ْل ِ‬
‫األعراف‪َ .]180:‬ق َال‪ُ ُ َ ِ :‬‬
‫يد ْب ِن َم ْز َي ٍد قِ َرا َء ًة َع َل ْي ِه‪َ ،‬أ ْخ َب َرنِي ُم َح َّمدُ ْب ُن ُش َع ْي ِ‬
‫ب ْب ِن‬ ‫‪ - 28‬أخبرنا ا ْلعباس بن ا ْلول ِ ِ‬
‫َ َّ ُ ْ ُ َ‬

‫يه‪َ ،‬و َأ َّما {ﱜ ﱝ ﱞ} [سورة فصلت‪َ .]40:‬ق َال‪:‬‬ ‫ان بن َع َط ٍ‬


‫اء‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ور‪َ ،‬أ ْخ َب َرني ُع ْث َم ُ ْ ُ‬
‫َشا ُب َ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪187‬‬
‫ِ‬
‫اإل ْل َحا ُد ا ْل ُم َض َ‬
‫اها ُة‪.‬‬

‫‪ - 29‬حدثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َع ْب ِد األَ ْع َلى ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َث ْو ٍر‪َ ،‬ع ْن َم ْع َم ٍر‪َ ،‬ع ْن َقتَا َد َة َق ْو ُل ُه‬

‫{ﱜ} َق َال‪ُ :‬ي ْش ِر ُك َ‬


‫ون‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس ُكون ُّي‪ ،‬ثنا إِ ْب َراه ُ‬
‫يم ا ْب ُن‬ ‫‪ - 30‬حدثنا َأ ُبو َعام ٍر َسعيدُ ْب ُن َع ْم ِرو ْب ِن َسعيد ا ْلح ْمص ُّي َّ‬
‫الز ْي ُتونِ ُّي َحدَّ َثنِي‬
‫اح ِد ْب ُن َم ْي َس َر َة ا ْل ُق َر ِش ُّي َّ‬
‫ك َعبدُ ا ْلو ِ‬
‫ْ َ‬
‫الزبي ِدي‪ ،‬ثنا َأبو َعب ِد ا ْلملِ ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ا ْل ُعال ُّ َ ْ ُّ‬
‫اء وا ْلح ِ‬
‫اء مِ َن ال َّل ْح ِد‬ ‫ِ‬ ‫ون بِن َْص ِ‬ ‫ُم َب ِّش ُر ْب ُن ُع َب ْي ٍد ا ْل ُق َر ِشي َق َال‪َ :‬ق َال األَ ْع َم ُش‪َ :‬ي ْل َحدُ َ‬
‫ب ا ْل َي َ َ‬ ‫ُّ‬
‫يها َما َل ْي َس مِن َْها‪.‬‬ ‫َق َال‪ :‬وس َأ ْل ُته َعن َت ْف ِس ِير َها َف َق َال‪ :‬يدْ ِخ ُل َ ِ‬
‫ون ف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ْ‬

‫يف‬‫الش ِر ُ‬ ‫الس ِّيدُ ا َّل ِذي َقدْ كمل يف ُس ْؤ ُد ُد ُه‪َ ،‬و َّ‬ ‫الص َمدُ َّ‬ ‫اس ‪َ ‬ق َال‪َّ :‬‬ ‫‪ - 31‬عن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫يم ا َّل ِذي َقدْ ك َُم َل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬


‫يم ا َّلذي َقدْ ك َُم َل في َع َظ َمته‪َ ،‬وا ْل َحل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ا َّلذي َقدْ ك َُم َل في َش َرفه‪َ ،‬وا ْل َعظ ُ‬
‫ِ‬

‫فِي ِح ْل ِم ِه‪َ ،‬وا ْل َغن ِ ُّي ا َّل ِذي َقدْ ك َُم َل فِي ِغنَا ُه‪َ ،‬وا ْل َج َّب ُار ا َّل ِذي َقدْ ك َُم َل فِي َج َب ُروتِ ِه‪َ ،‬وا ْل َعال ِ ُم‬

‫يم ا َّل ِذي َقدْ ك َُم َل فِي ِح ْك َمتِ ِه‪َ ،‬و ُه َو ا َّل ِذي َقدْ ك َُم َل فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ا َّلذي َقدْ ك َُم َل في ع ْلمه‪َ ،‬وا ْل َحك ُ‬
‫ِ‬

‫اهلل ُس ْب َحا َن ُه َه ِذ ِه ِص َف ُت ُه َال َتنْ َب ِغي إِال َل ُه‪َ ،‬ل ْي َس َل ُه ُك ُف ٌو‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الس ْؤ ُدد‪َ ،‬و ُه َو ُ‬ ‫الش َرف َو ُّ‬
‫َأنْوا ِع َّ ِ‬
‫َ‬
‫وليس كمثله شيء‪.‬‬

‫ﲈ } [سورة النحل‪َ .]60:‬ق َال‪َ :‬ي ُق ُ‬


‫ول ليس‬ ‫ﲉ‬ ‫اس فِي َق ْول ِ ِه‪ { :‬ﲆ ﲇ‬
‫‪ - 32‬عن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫كمثله شيء‪.‬‬
‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬
‫‪188‬‬

‫[سورة‬ ‫اس فِي َق ْول ِ ِه‪{ :‬ﲼ ﲽ }‬


‫يق ِع ْك َر َم َة َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫من َط ِر ِ‬ ‫‪- 33‬‬
‫ان ا ْل َح َب َش ِة ‪.‬‬
‫املزمل‪َ .]18:‬ق َال‪:‬ممتَلِ َئ ٌة بِ ِه بِلِس ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬

‫ﱠ} [سورة الشورى‪َ .]5:‬ق َال‪ :‬مِ َّم ْن‬


‫ﱡ‬ ‫اس ‪{ ‬ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ‬ ‫‪ - 34‬عن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ف بِالت ِ‬
‫َّاء ا ْل ُم ُشدَّ َد ِة‪.‬‬ ‫َف ْوقِ ِه َّن‪َ ،‬و َق َر َأ َها ُخ َص ْي ٌ‬

‫‪ - 35‬قال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن َب َّش ٍ‬
‫ار‪َ ،‬حدَّ َثنَا َي ِزيدُ ْب ُن َه ُار َ‬
‫ون‪،‬‬

‫ان ‪،‬‬ ‫َّاجي َق َال‪َ :‬خ َر َج ُس َل ْي َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ْن َب َأنَا مِ ْس َعر‪َ ،‬ع ْن َز ْي ٍد ال َع ّمي‪َ ،‬ع ْن َأبِي َّ ِ ِ‬
‫الصديق الن ِّ‬
‫اء‪َ ،‬و ِهي َت ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫يستَس ِقي‪َ ،‬فإِ َذا هو بِنَم َل ٍة مس َت ْل ِقي ٍة َع َلى َظه ِرها‪ ،‬رافِع ًة َقوائِ ِمها إِ َلى السم ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫اك‪َ ،‬وإِ َّال َت ْس ِقنَا ُت ْهلِ ْكنَا‪َ .‬ف َق َال ُس َل ْي َم ُ‬
‫ان‬ ‫ال َّل ُه َّم‪ ،‬إِنَّا َخ ْل ٌق مِ ْن َخ ْل ِق َك‪َ ،‬و َال ِغنَى بِنَا َع ْن ُس ْق َي َ‬

‫‪ْ :‬ار ِج ُعوا َف َقدْ ُس ِقي ُت ْم بِدَ ْع َو ِة َغ ْي ِر ُك ْم‪.‬‬

‫ان ْب ُن َصالِحٍ ‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬ ‫‪ - 36‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو ُز ْر َعة‪َ ،‬حدَّ َثنَا َص ْف َو ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى‪،‬‬ ‫ف ْب ِن َع ْبد اهلل ْب ِن َس َالمٍ‪َ :‬أ َّن ُم َ‬ ‫ا ْل َوليدُ ‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن َح ْم َز َة ْب ِن ُم َح َّمد ْب ِن ُي ُ‬
‫وس َ‬

‫َان َق ْب َل ُك ِّل َش ْي ٍء َوا ْل ُم َك ِّو ُن ل ِ ُك ِّل َش ْي ٍء‪َ ،‬وا ْل َكائِ ُن‬


‫‪َ ،‬ل َّما ا ْنت ََهى إِ َلى ا ْل َب ْح ِر َق َال‪َ :‬يا َم ْن ك َ‬

‫اهلل إِ َل ْي ِه‪{ :‬ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙ}‬


‫ٍ‬
‫[سورة‬ ‫اج َع ْل َلنَا َم ْخ َر ًجا‪َ .‬ف َأ ْو َحى ُ‬
‫َق ْب َل ُك ِّل َشيء‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫الشعراء‪.]63:‬‬
‫سي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو‬‫‪ - 37‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا َعلِي بن محم ٍد ال َّطنَافِ‬
‫ّ‬ ‫ُّ ْ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪189‬‬

‫ش‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن ُم َّرة‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُع َب ْيدَ ةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ َق َال‪َ :‬ل َّما َب َع َث‬ ‫ُم َع ِ‬
‫او َيةَ‪َ ،‬ع ِن ْاألَ ْع َم ِ‬

‫اه َيا‪َ .‬ق َال‬ ‫َ َ‬ ‫وسى إِ َلى فِ ْر َع ْو َن َق َال‪َ :‬ر ِّب‪َ ،‬أ ُّي َشي ٍء َأ ُق ُ‬
‫ول؟ َق َال ُق ْل‪َ :‬هيا َشر ِ‬
‫اهلل ‪ُ ‬م َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْاألَ ْع َم ُش‪َ :‬ف َّس َر َذل ِ َك‪ :‬ا ْل َح ُّي َق ْب َل ُك ِّل َش ْي ٍء‪َ ،‬وا ْل َح ُّي َب ْعدَ ُك ِّل َش ْي ٍء‪.‬‬

‫ري‪َ ،‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ ا ْل َع ِز ِيز‬ ‫ِ‬


‫‪ - 38‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َد ُاو َد َ‬
‫الح َف ّ‬
‫‪-‬يعنِي ابن محم ٍد‪ ،‬و ُهو الدَّ راوردي‪َ -‬عن سهي ِل ب ِن َأبِي صالِحٍ ‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫يه‪َ ،‬ع ْن َأبِي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َْ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ ُ َ َّ َ َ‬ ‫َْ‬

‫اهلل َع ْبدً ا نَا َدى ِج ْب ِر َيل‪ :‬إِنِّي َقدْ َأ ْح َب ْب ُت ُف َالنًا‪،‬‬


‫ب ُ‬ ‫ُه َر ْي َرةَ؛ َأ َّن النَّبِ َّي ‪َ ‬ق َال‪" :‬إِ َذا َأ َح َّ‬

‫ض‪َ ،‬ف َذلِ َك َق ْو ُل اهللِ‪: ،‬‬ ‫َادي فِي السم ِ‬


‫اء‪ُ ،‬ث َّم ُين َِّز ُل َل ُه ا ْل َم َح َّب َة فِي َأ ْه ِل ْاألَ ْر ِ‬ ‫َّ َ‬
‫َف َأ ِحبه‪َ ،‬فين ِ‬
‫َّ ُ ُ‬

‫ﱊ} [سورة مرمي‪.]96:‬‬ ‫{ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ‬

‫األش ّج‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َخال ِ ٍد ْاألَ ْح َم ُر‪َ ،‬ع ْن‬
‫يد َ‬ ‫‪ - 39‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو س ِع ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ُعمر ب ِن َعب ِد اهللِ ب ِن يع َلى ال َّث َق ِفي‪َ ،‬عن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن ُج َب ْير‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس َق َال‪َ :‬ل َّما َأ ْغ َر َق‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ََ ْ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْو َت ُه‪{ :‬ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ‬ ‫اهلل ف ْر َع ْو َن‪َ ،‬أ َش َار بِ ُأ ْص ُبعه َو َر َف َع َ‬
‫ُ‬
‫اف ِجب ِر ُيل َأ ْن َتسبِ َق رحم ُة اهللِ فِ ِ‬
‫يه َغ َض َب ُه‪َ ،‬ف َج َع َل َي ْأ ُخ ُذ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫ﱦ} [سورة يونس‪َ .]90:‬ق َال‪َ :‬ف َخ َ ْ‬
‫َاح ْي ِه َف َي ْض ِر ُب بِ ِه َو ْج َه ُه َف َي ْر ُم ُس ُه‪.‬‬
‫ا ْل َح َال بِ َجن َ‬
‫‪ - 40‬قال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا مال ِ ُك بن إِسم ِ‬
‫اع َيل‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫يسى ا ْب ُن َم ْر َي َم‪،‬‬ ‫َط ْلح َة ‪-‬يعنِي ابن مصرف‪َ -‬عن َأبِي بِ ْشر‪َ ،‬عن َأبِي ا ْله َذي ِل َق َال‪ :‬ك َ ِ‬
‫َان ع َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ْ َ ُ َ ِّ‬
‫باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه‬
‫‪190‬‬

‫ن‪َ ،‬ي ْق َر ُأ فِي ْاألُو َلى‪ { :‬ﱁ ﱂ ﱃ‬


‫‪ ،‬إِ َذا َأ َرا َد َأ ْن ُي َحيِي ا ْل َم ْو َتى َص َّلى َر ْك َع َت ْي ِ‬
‫َ‬
‫[سورة السجدة‪-1:‬‬ ‫ﱄ} [سورة امللك‪َ ، ]1:‬وفِي ال َّثانِ َي ِة‪ :‬قوله تعالى‪ { :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ }‬

‫يم‪َ ،‬يا َخ ِف ُّي‪َ ،‬يا َدائِ ُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ .]2‬فإِ َذا َف َر َغ من ُْه َما َمدَ َح َ‬
‫اهلل َو َأ ْثنَى َع َل ْيه‪ُ ،‬ث َّم َد َعا بِ َس ْب َعة َأ ْس َما َء‪َ :‬يا َقد ُ‬
‫َان إِ َذا َأ َصا َب ْت ُه ِشدَّ ٌة َد َعا بِ َس ْب َع ٍة ُأ َخ َر‪َ :‬يا َح ُّي‪َ ،‬يا‬
‫َيا َف ْر ُد‪َ ،‬يا َو ْت ُر‪َ ،‬يا َأ َحدُ ‪َ ،‬يا َص َمدُ ‪َ -‬وك َ‬
‫اإلكْرامِ‪ ،‬يا ُنور السمو ِ‬
‫ات َو ْاألَ ْر ِ‬
‫ض‪َ ،‬و َما َب ْين َُه َما‬ ‫اهلل‪َ ،‬يا َر ْح َم ُن‪َ ،‬يا َذا ا ْل َج َال ِل َو ْ ِ َ َ َ َّ َ َ‬
‫َق ُّيو ُم‪َ ،‬يا ُ‬
‫ش ا ْل َعظِ ِ‬
‫يم‪َ ،‬يا َر ِّب‪.‬‬ ‫َو َر َّب ا ْل َع ْر ِ‬

‫‪ - 41‬وقال‪َ :‬حدَّ َثنَا َي ْح َيى ْب ُن َع ْبدَ َك ا ْل َق ْز ِوين ِ ُّي‪ ،‬ثنا ا ْل ُم ْق ِر ُئ َي ْعنِي‪َ :‬ع ْبدَ اهللِ ْب َن َز ْي ٍد ثنا‬

‫ان َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َأ َبا ُه َر ْي َر َة‬


‫ُّجيبِي ا ْل ِم ْص ِر َّي‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأ ُبو ُس َل ْي َم َ‬
‫ِ َ ِ‬ ‫َ‬
‫َح ْر َمل ُة يعني بن ع ْم َران الت َّ‬
‫ول‪َ :‬ه ِذ ِه اآل َي َة {ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ} إِ َلى َق ْول ِ ِه {ﲧﲸ ﲹ‬
‫َي ُق ُ‬

‫ﲼ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ} [سورة النساء‪َ .]58:‬و َي َض ُع إِ ْب َها َم ُه َع َلى ُأ ُذنِ ِه َوا َّلتِي‬


‫ﲺﲻ ﲽ‬

‫ول اهللِ ‪َ ‬ي ْق َر ُأ َها َو َي َض ُع إِ ْص َب َع ُه‪َ ،‬ق َال َأ ُبو‬ ‫ول‪َ :‬ه َك َذا َس ِم ْع ُت َر ُس َ‬ ‫يها َع َلى َع ْين ِ ِه‪َ ،‬و َي ُق ُ‬‫َتلِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َزك َِر َّيا َو َص َف ُه َلنَا ا ْل ُم ْق ِر ُئ َو َو َض َع َأ ُبو َزك َِر َّيا إِ ْب َها َم ُه ا ْل ُي ْمنَى َع َلى َع ْينه ا ْل ُي ْمنَى َوا َّلتي َتلِ َ‬
‫يها‬

‫َع َلى األُ ُذ ِن ا ْل ُي ْمنَى‪َ ،‬و َأ َرانَا َف َق َال‪َ :‬ه َك َذا‪.‬‬


‫يد بن يحيى ب ِن س ِع ٍ‬
‫يد ا ْل َق َّط ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان‪َ ،‬حدَّ َثنَا َز ْيدُ‬ ‫‪ - 42‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َسع ْ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫اب‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأ ُبو ْاألَ ْش َه ِ‬
‫َّاس‬ ‫اس ٌم َال َي ْستَط ُ‬
‫يع الن ُ‬ ‫ب‪َ ،‬ع ْن ا ْل َح َس ِن‪َ ،‬ق َال‪َّ :‬‬
‫الر ْح َم ُن‪ْ :‬‬ ‫ْب ُن ا ْل ُح َب ِ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪191‬‬

‫َأ ْن َينْت َِح ُلو ُه‪َ ،‬ت َس َّمى بِ ِه ‪‬‬


‫ش‪َ ،‬ع ْن َت ِم ِ‬
‫يم ْب ِن َس َل َمةَ‪َ ،‬ع ْن ُع ْر َوةَ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫‪َ - 43‬وفِي ِر َوا َي ٍة ِال ْب ِن َأبِي َحاتِ ٍم َع ِن ْاألَ ْع َم ِ‬

‫ْت‬‫َعائِ َشةَ‪َ ،‬أنَّها َقا َل ْت‪َ « :‬تبار َك ا َّل ِذي َأو َعى سمعه ُك َّل َشي ٍء‪ ،‬إِنِّي َألَسمع ك ََالم َخو َل َة بِن ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫ول‪َ :‬يا‬ ‫ول اهللِ ‪َ ،‬و ِهي َت ُق ُ‬ ‫َث ْع َل َبةَ‪َ ،‬و َي ْخ َفى َع َلي َب ْع ُض ُه‪َ ،‬و ِهي َت ْشتَكِي َز ْو َج َها إِ َلى َر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫رس َ ِ‬
‫اهر‬ ‫ول اهلل‪َ ،‬أك ََل َش َبابِي‪ ،‬و َن َثرت َل ُه َب ْطنِي‪َ ،‬حتَّى إِ َذا َك ُب َرت ِسنِّي‪َ ،‬وا ْن َق َط َع َو َل ِدي‪َ ،‬ظ َ‬ ‫َ ُ‬
‫يل بِ َه ِذ ِه ْاآل َي ِة‪{ :‬ﱁ ﱂ‬
‫مِنِّي‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِنِّي َأ ْش ُكو إِ َل ْي َك‪َ .‬قا َل ْت‪َ :‬ف َما َب ِر َح ْت َحتَّى ن ََز َل ِج ْب ِر ُ‬
‫[سورة اجملادلة‪ ]1:‬و َق َال و َزوجها َأوس بن الصامِ ِ‬
‫ت»(‪)1‬‬ ‫ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ}‬
‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫َ‬

‫َب إِ َل َّي َق َال‪َ :‬ق َر َأ َأبِي َع َلى‬ ‫‪ - 44‬ذكره َعبدُ الرحم ِن أنبا َأبو محم ٍد َّ ِ ِ ِ‬
‫يما َكت َ‬
‫الشافع ُّي ف َ‬ ‫ُ ُ َ َّ‬ ‫ْ َّ ْ َ‬
‫ان ْب ِن ُع َي ْينَ َة َو َأنَا َأ ْس َم ُع ُسئِ َل َع ْن َق ْول ِ ِه‪:‬‬
‫الش ُّك مِنِّي ‪َ ،‬ع ْن ُس ْف َي َ‬
‫َع ِّمي َأ ْو َع ِّمي َع َلى َأبِي َّ‬

‫ال‪َ :‬أ َل ْم َت ْس َم ْع َق ْو َل ُه َت َعا َلى‪{ :‬ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ‬ ‫«ا ْل َم ْر ُء َم َع َم ْن َأ َح َّ‬


‫ب» َق َ‬

‫الر ِّب ‪َ ،‬ق َ‬


‫ال‪{ :‬ﲷ ﲸ‬ ‫ﱤ ﱥ} [سورة آل عمران‪َ ]31:‬ق َال‪ " :‬ي َقرب ُكم ا ْلح ِ‬
‫ب م َن َّ‬
‫ُ ِّ ُ ُ ُ ُّ‬
‫«ال ي َقرب ال َّظال ِ ِ‬
‫مين»(‪)2‬‬ ‫[سورة آل عمران‪َ ]140:‬‬ ‫ﲹﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ}‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ ُ‬

‫(‪« )1‬تفسير ابن كثير ‪ -‬ت السالمة» (‪)٣٤ /٨‬‬

‫(‪« )2‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (‪)٧٧ /١‬‬


‫باب‪ :‬يف كالم اهلل تعاىل‬
‫‪192‬‬

‫باب‪ :‬يف كالم اهلل تعاىل‬

‫اص ٍم َعن س ِع ِ‬
‫أش َكاب ثنا َعلِي بن َع ِ‬
‫يد ْب ِن َأبِي‬ ‫ْ َ‬ ‫ُّ ْ ُ‬ ‫‪ - 45‬حدثنا َعلِ ُّي ْب ُن ا ْل ُح َس ْي ِن ْب ِن ْ َ‬
‫ب َق َال‪َ :‬ق َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪ : ‬إِ َّن َ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َع ُرو َب َة َع ْن َقتَا َد َة َع ِن ا ْل َح َس ِن َع ْن ُأ َبي ْب ِن َك ْع ٍ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الش َج َر َة َس َق َط َعنْ ُه‬ ‫وق َف َل َّما َذ َاق َّ‬
‫َخ َل ٌة َس ُح ٌ‬‫س ك ََأ َّن ُه ن ْ‬ ‫َخ َل َق آ َد َم َر ُجال ُط َواال كَث َير َش ْع ِر َّ‬
‫الر ْأ ِ‬

‫ت‬ ‫اس ُه‪َ ،‬ف َأ َّو ُل َما َبدَ ا مِنْ ُه َع ْو َر ُت ُه‪َ ،‬ف َل َّما َن َظ َر إِ َلى َع ْو َرتِ ِه َج َع َل َي ْشتَدُّ فِي ا ْل َجن َِّة َف َأ َخ َذ ْ‬ ‫ِ‬
‫ل َب ُ‬
‫الر ْح َم ِن‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ْح َم ُن َيا آ َد ُم منِّي َتف ُّر؟ َف َل َّما َسم َع كَال َم َّ‬ ‫َش ْع َر ُه َش َج َر ٌة َفن ََاز َع َها‪َ ،‬فنَا َدا ُه َّ‬
‫استِ ْح َيا ًء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َيا َر ِّب َال َو َلك ِن ْ‬
‫ور ْب ِن َس َّي ٍ‬
‫ار‬ ‫ف َو َأ ْح َمدُ ْب ُن َمن ُْص ِ‬ ‫‪ - 46‬قال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا محمدُ بن َعو ٍ‬
‫ُ َ َّ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اد‪َ ،‬حدَّ َثنَا ا ْل َولِيدُ ‪ُ -‬ه َو‬
‫ف‪َ -‬ق َاال حدَّ َثنَا ُنعيم بن حم ٍ‬
‫َ ْ ُ ْ ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫اق لِمحم ِد ب ِن َعو ٍ‬
‫الس َي ُ ُ َ َّ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫الر َماد ُّي ‪َ -‬و ِّ‬
‫َّ‬
‫ابن مسلِ ٍم‪َ -‬عن َعب ِد الرحم ِن ب ِن ي ِزيدَ ب ِن جابِ ٍر‪َ ،‬عن َعب ِد اهللِ ب ِن َأبِي َزك َِرياء‪َ ،‬عن رج ِ‬
‫اء‬ ‫َّ َ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ َّ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ْ ُ ُ ْ‬
‫وح َي‬‫ول اهللِ ‪" : ‬إِ َذا َأراد اهلل َأ ْن ي ِ‬ ‫اس ْب ِن َس ْمعان َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ْب ِن َح ْي َوةَ‪َ ،‬ع ِن الن ََّّو ِ‬
‫َ َ ُ ُ‬
‫بِ َأ ْم ِر ِه َت َك َّل َم بِا ْل َو ْح ِي‪َ ،‬فإِ َذا تكلم أخذت السموات مِنْ ُه َر ْج َف ٌة ‪َ -‬أ ْو َق َال‪ِ :‬رعْدَ ٌة‪َ -‬ش ِديدَ ةٌ؛‬
‫مِ ْن خوف اهلل‪ ،‬فإذا سمع بذلك أهل السموات َص ِع ُقوا َو َخ ُّروا ل ِ َّل ِه ُس َّجدً ا‪َ ،‬ف َي ُك ُ‬
‫ون َأ َّو ُل‬

‫اهلل مِ ْن َو ْحيِ ِه بِ َما َأ َرا َد‪َ ،‬ف َي ْم ِضي بِ ِه ِج ْب ِر ُيل َع َلى ا ْل َم َالئِ َك ِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َم ْن َي ْر َف ُع َر ْأ َس ُه ج ْب ِر ُيل َف ُي َك ِّل ُم ُه ُ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪193‬‬
‫اء سم ٍ‬
‫اء َس َأ َل ُه َم َالئِ َك ُت َها‪َ :‬ما َذا َق َال َر ُّبنَا َيا ِج ْب ِر ُيل؟ َف َي ُق ُ‬ ‫ٍ‬
‫ول‪َ :‬ق َال‪ :‬ا ْل َح ُّق‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ُك َّل َما َم ّر بِ َس َم َ َ‬
‫ون ُك ُّل ُه ْم مِ ْث َل َما َق َال ِج ْب ِر ُيل‪َ ،‬ف َينْت َِهي ِج ْب ِر ُيل بِا ْل َو ْح ِي َح ْي ُث َأ َم َر ُه‬
‫ا ْل َعلِي ا ْل َكبِ ُير‪َ .‬ف َي ُقو ُل َ‬
‫ُّ‬
‫ض"‬ ‫اء َو ْاألَ ْر ِ‬‫اهلل مِن السم ِ‬
‫ُ َ َّ َ‬

‫الر ْملِ ُّي َقاال‪ :‬ثنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪ - 47‬حدثنا َأبِي ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َصدَ َق َة ا ْلح ْمص ُّي َوع َ‬
‫يسى ْب ُن ُيو ُن َس َّ‬
‫ِ‬
‫ول َس َأ َل َبنُو إِ ْس َرائ َيل ُم َ‬
‫وسى‬ ‫ب ْب ِن َشا ُب َ‬
‫ور َق َال سمعت عدوة ْب َن ُر َو ْي ٍم َي ُق ُ‬ ‫ُم َح َّمدُ ْب ُن ُش َع ْي ِ‬

‫َف َقا ُلوا‪{ :‬ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ} [سورة البقرة‪َ ،.]55:‬ف َأ ْخ َب َر ُه ْم َأن َُّه ْم َل ْن ُيطِي ُقوا‬
‫ون‪ُ ،‬ثم ب ِع َث ه ُؤ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الء‬ ‫َ‬ ‫َذل َك‪َ ،‬ف َأ َب ْوا‪َ ،‬ف َسم ُعوا م ْن كَال ِم اهلل َف َصع َق َب ْع ُض ُه ْم َو َب ْع ٌض َينْ ُظ ُر َ َّ ُ‬
‫اق ل ِ ُم َح َّم ٍد‪.‬‬
‫الس َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َصع َق َه ُؤالء‪َ .‬و ِّ‬

‫الس ْع ِد ُّي ثنا َع ْبدُ اهللِ ْب ُن َأبِي َج ْع َف ٍر َع ْن‬ ‫ِ‬


‫‪ - 48‬حدثنا َأبِي ثنا َأ ْح َمدُ ْب ُن َع ْبد َّ‬
‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫ِِ‬ ‫يه َع ِن الربِي ِع ب ِن َأن ٍ ِ‬
‫َأبِ ِ‬
‫ون‬ ‫َس في َق ْوله‪{ :‬ﲤ ﲥ} [سورة البقرة‪َ .]55:‬ق َال‪ُ :‬ه ُم َّ‬
‫الس ْب ُع َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ال‪َ :‬ف َس ِم ُعوا كَال ًما َف َقا ُلوا‪{ :‬ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ‬ ‫وسى َف َس ُاروا َم َع ُه‪َ .‬ق َ‬ ‫ا َّل ِذي َن ْ‬
‫اخت ََار ُه ْم ُم َ‬
‫ﲡ ﲢ ﲣ} [سورة البقرة‪َ .]55:‬ق َال‪َ :‬ف َس ِم ُعوا َص ْو ًتا َف َص ِع ُقوا‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫ول َما ُتوا‪.‬‬

‫ان ثنا َس َل َم ُة ْب ُن ا ْل َف ْض ِل َع ْن ُم َح َّم ِد ْب ِن‬


‫‪ - 49‬حدثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َي ْح َيى‪َ ،‬أ ْن َب َأ َأ ُبو َغ َّس َ‬
‫اق‪ ،‬حدَّ َثنِي محمدُ بن َأبِي محم ٍد َعن ِع ْك ِرم َة َأو س ِع ِ‬
‫اس‪:‬‬‫يد ْب ِن ُج َب ْي ٍر َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ُ َ َّ ْ ُ‬ ‫إِ ْس َح َ َ‬
‫{ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ} [سورة البقرة‪َ .]75:‬و َل ْي َس َق ْو ُل ُه‪َ :‬س ِم ُعوا‬
‫التَّورا َة‪ُ -‬ك ُّلهم َقدْ س ِمعوا‪ ،‬و َلكِنَّهم ا َّل ِذين س َأ ُلوا موسى ر ْؤي َة رب ِهم َف َأ َخ َذ ْتهم الص ِ‬
‫اع َق ُة‬ ‫ُ ُ َّ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ِّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ‬
‫باب‪ :‬يف كالم اهلل تعاىل‬
‫‪194‬‬
‫يها‪.‬‬‫ِ‬
‫ف َ‬

‫‪ - 50‬حدثنا َأبِي ثنا ا ْل ُح َس ْي ُن ْب ُن األَ ْس َو ِد ثنا َع ْم ُرو ْب ُن ُم َح َّم ٍد ا ْل َعنْ َق ِز ُّي ثنا َأ ْس َب ٌ‬
‫اط َع ِن‬

‫حابِ ِه فِي َق ْو ِل اهلل‪{ :‬ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ‬


‫ِ‬
‫السدِّ ِّي َع ْن َأ ْص َ‬
‫ُّ‬
‫ﲺ ﲻ ﲼ} [سورة التوبة‪َ .]6:‬ق َال‪ :‬كَال ُم اهللِ‪ :‬ا ْل ُق ْر ُ‬
‫آن َو ُر ِو َي َع ْن َقتَا َد َة نحو ذلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 51‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا َع ْم ُرو ْب ُن َّ‬
‫الص ْلت‪ ،‬ثنا َعل ُّي ْب ُن َعاص ٍم‪َ ،‬ع ِن ا ْل َف ْض ِل ْب ِن ع َ‬
‫يسى‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َقاش ِّي‪َ ،‬حدَّ َثني ُم َح َّمد ْب ِن ا ْل ُمنْ َكد ِر‪َ ،‬ع ْن َجابِ ِر ْب ِن َع ْبد اهلل َق َال‪َ :‬ل َّما َك َّل َم ُ‬
‫اهلل َت َعا َلى‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫وسى َي ْو َم ال ُّط ِ‬
‫ور‪َ ،‬ك َّل َم ُه بِ َغ ْي ِر ا ْل َكال ِم ا َّلذي َك َّل َم ُه َي ْو َم نَا َدا ُه‪َ ،‬ف َق َال َل ُه ُم َ‬
‫وسى‪َ :‬يا َر ِّب َه َذا‬ ‫ُم َ‬
‫ان َولِي‬
‫آالف لِس ٍ‬
‫َ‬
‫كَالم َك ا َّل ِذي َك َّلمتَنِي بِ ِه؟ َق َال‪َ :‬ال يا موسى‪ ،‬إِنَّما َك َّلم ُت َك بِ ُقو ِة َع َشر ِة ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وسى إِ َلى َبنِي إِ ْس َرائِ َيل َقا ُلوا‪َ :‬يا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُق َّو ُة األَ ْلسنَة ُك ِّل َها َو َأنَا َأ ْق َوى م ْن َذل َك‪َ ،‬ف َل َّما َر َج َع ُم َ‬
‫الر ْح َم ِن‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬ال َأ ْستَطِي ُع ُه‪َ .‬قا ُلوا‪َ :‬ف َش ِّب ْه‪َ .‬ق َال‪َ :‬أ َل ْم َت َر ْوا إِ َلى‬ ‫وسى‪ِ ،‬ص ْ‬
‫ف َلنَا كَال َم َّ‬ ‫ُم َ‬
‫يب مِنْ ُه َو َل ْي َس بِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الص َواع ِق َفإِن ََّها َق ِر ٌ‬
‫ِ‬
‫َص ْوت َّ‬
‫ار الرم ِ‬
‫اد ُّي‪ ،‬ثنا َع ْبدُ الر َّز ِ‬
‫اق‪َ ،‬أ ْن َب َأ َم ْع َم ٌر َع ِن‬ ‫َّ‬ ‫ور ْب ِن َب َّش ٍ َّ َ‬ ‫‪ - 52‬حدثنا َأ ْح َمدُ ْب ُن َمن ُْص ِ‬

‫ث‪َ ،‬ع ْن َج ْزئ ْب ِن َجابِ ٍر ا ْل َخ ْث َع ِم ِّي َع ْن‬ ‫ار ِ‬‫الر ْح َم ِن ْب ِن ا ْل َح ِ‬ ‫ِ‬


‫الز ْه ِر ِّي‪َ ،‬ع ْن َأبِي َب ْك ِر ْب ِن َع ْبد َّ‬
‫ُّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى‪َ :‬أ ْي‬ ‫وسى بِاألَ ْلسنَة ُك ِّل َها س َوى كَالمه‪َ ،‬ف َق َال َل ُه ُم َ‬ ‫ب َق َال‪ :‬إِ ّن َ‬
‫اهلل َت َعا َلى َل َّما َك َّل َم ُم َ‬ ‫َك ْع ٍ‬

‫َر ِّب َه َذا كَال ُم َك؟ َق َال‪َ :‬ال‪َ ،‬و َل ْو َك َّل ْم ُت َك بِ َك َالمِي َل ْم َت ْست َِق ْم َل ُه‪َ .‬ق َال‪َ :‬أ ْي َر ِّب َف َه ْل مِ ْن‬
‫َخ ْل ِق َك َشي ٌء ُي ْشبِ ُه كَال َم َك؟ َق َال‪َ :‬ال‪َ .‬ق َال‪َ :‬و َأ َشدُّ َخ ْل ِقي َش َب ًها بِ َكالمِي َأ َشدُّ َما َت ْس َم ُع َ‬
‫ون‬ ‫ْ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪195‬‬
‫مِن الصو ِ‬
‫اع ِق‪.‬‬ ‫َ َّ َ‬

‫يد الن َّْر ِس ُّي ثنا َي ِزيدُ ْب ُن ُز َر ْي ٍع ثنا َس ِعيدٌ َع ْن‬


‫‪ - 53‬حدثنا َأبو ُزر َع َة ثنا ا ْلعباس بن ا ْلول ِ ِ‬
‫َ َّ ُ ْ ُ َ‬ ‫ُ ْ‬
‫َقتَا َدةَ‪{ :‬ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ} [سورة البقرة‪َ .]26:‬أ ْي َي ْع َل ُم َ‬
‫ون‬

‫الر ْح َم ِن‪.‬‬
‫َأ َّن ُه كَال ُم َّ‬
‫ان ا ْل َف َز ِاري‪َ ،‬عن إِسم ِ‬
‫يم ْب ُن َم ْه ِد ٍّي‪ ،‬ثنا َم ْر َو ُ‬ ‫ِ‬
‫اع َيل ْب ِن َأبِي‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ - 54‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا إِ ْب َراه ُ‬
‫وسى َم َّر َت ْي ِن‪.‬‬ ‫ث‪َ ،‬ع ْن َك ْع ٍ‬
‫ب َق َال‪َ :‬ك َّل َم ُ‬ ‫الش ْعبِي‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ا ْل َح ِ‬
‫ار ِ‬ ‫َ ٍِ ِ‬
‫اهلل ُم َ‬ ‫خالد َعن َّ ِّ‬
‫ف ْب ُن َخلِي َفةَ‪َ ،‬ع ْن َأبِي َوائِ ٍل َي ْعنِي‬ ‫‪ - 55‬حدثنا َأبِي‪َ ،‬ع ِن ا ْل َق ِ‬
‫اس ِم ب ِن يم ٍ‬
‫ان‪َ ،‬أ ْن َب َأ َخ َل ُ‬ ‫ْ ََ‬
‫ا ْب َن َد ُاو َد فِي َق ْو ِل اهللِ َت َعا َلى‪{ :‬ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ} [سورة النساء‪َ .]164:‬ق َال‪:‬‬

‫مِ َر ًارا‪.‬‬
‫‪ - 56‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا محمدُ بن ِعيسى‪ ،‬ثنا َأبو ُتمي َلةَ‪َ ،‬عن َأبِي ِعصم َة فِي َقو ِل اهللِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ َ َّ ْ ُ َ‬
‫َت َعا َلى‪{ :‬ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ} [سورة النساء‪.]164:‬قال‪ُ :‬م َشا َف َهةً‪.‬‬

‫دي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َوكِيع‪َ ،‬ع ِن ْاألَ ْع َم ِ‬ ‫ِ‬


‫ش‪َ ،‬ع ْن‬ ‫‪ - 57‬قال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َع ْم ٌرو ْ‬
‫األو ّ‬
‫ِ‬
‫َع ْم ِرو ْب ِن ُم َّرةَ‪َ ،‬ق َال ْاألَ ْع َم ُش َع ْن َع َطاء ْب ِ‬
‫ن َأبِي َر َباحٍ {ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ‬

‫وس‪َ ،‬س َب َق ْت َر ْح َمتِي َغ َضبِي‪.‬‬


‫ﱧﱨ} [سورة األحزاب‪َ ]56:‬ق َال‪َ :‬ص َال ُت ُه ‪ُ :‬س ّبوح ُقدُّ ٌ‬

‫يم ْب ُن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َأبِي َش ْي َبةَ‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 58‬قال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َش ْي َب َة إِ ْب َراه ُ‬
‫باب‪ :‬يف كالم اهلل تعاىل‬
‫‪196‬‬
‫ان‪َ ،‬ع ْن ُع َب ْي ٍد‬ ‫يمي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َعامِ ٍر ْاألَ َس ِد ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُس ْف َي ُ‬
‫ُّ‬
‫ث الت َِّم ِ‬ ‫ار ِ‬‫مِن َْجاب ْب ُن ا ْل َح ِ‬

‫ك َق َال‪ُ :‬كنَّا ِعنْدَ النَّبِ ِّي‬ ‫َس ب ِن مال ِ ٍ‬


‫الش ْعبِ ِّي‪َ ،‬ع ْن َأن ِ ْ َ‬ ‫المكتب‪َ ،‬ع ِن ال ُف َض ْيل ْب ِن َع ْم ٍرو‪َ ،‬ع ِن َّ‬ ‫ُ‬
‫اج ُذه‪ُ ،‬ثم َق َال‪َ " :‬أ ُتدْ ر َ ِ‬ ‫‪َ ، ‬ف ْض ِ‬
‫ون م َّم َأ ْض َح ُك؟ " ُق ْلنَا‪ُ :‬‬
‫اهلل َو َر ُسو ُل ُه‬ ‫ُ‬ ‫ت ن ََو ِ ُ َّ‬ ‫ح َك َحتَّى َبدَ ْ‬

‫ج ْرنِي مِ َن ال ُّظ ْل ِم؟‬ ‫ول‪َ :‬ر ِّب َأ َل ْم ُت ِ‬ ‫َأ ْع َل ُم‪َ .‬ق َال‪" :‬مِ ْن ُم َجا َد َل ِة ا ْل َع ْب ِد َر َّب ُه َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة‪َ ،‬ي ُق ُ‬

‫ول َك َفى بِنَ ْف ِس َك ا ْل َي ْو َم َع َل ْي َك‬ ‫ول‪َ :‬ال ُأ ِج ُيز َع َلي إِ َّال شاهدً ا من نفسي َف َي ُق ُ‬
‫َّ‬
‫ول‪َ :‬ب َلى‪َ .‬ف َي ُق ُ‬
‫َف َي ُق ُ‬

‫يه‪ ،‬و ُيقال ِألَ ْركَانِ ِه‪ :‬انْطِ ِقي‪َ .‬ف َتنْطِ ُق‬ ‫حسيبا‪ ،‬وبِا ْلكِرا ِم ا ْل َكاتِبِين ُشهودا‪َ .‬في ْختَم َع َلى فِ ِ‬
‫َ ُ ً ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬
‫كنت ُأن ِ‬
‫َاض ُل"‬ ‫بِ َع َملِ ِه‪ُ ،‬ث َّم ُي َخ ِّلي َب ْينَ ُه َو َب ْي َن ا ْل َك َالمِ‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬
‫ول‪ُ :‬بعدً ا َل ُك َّن ُ‬
‫وسح ًقا‪ ،‬فعنك َّن ُ‬

‫يث ْب ِن ُس َم ٍّي‬‫اص ِم ب ِن بهدَ َل َة َعن م ِغ ِ‬ ‫‪ - 59‬فأخرج بن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬بِسن ٍَد حس ٍن َعن َع ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الر ْح َم ِن َزا َد فِي ِر َوا َي ٍة‬
‫ب َع ْهدً ا بِ َّ‬
‫ث ا ْل ُك ُت ِ‬ ‫َق َال َق َال َكعب‪َ « :‬ع َلي ُكم بِا ْل ُقر ِ‬
‫آن َفإِ َّن ُه َأ ْحدَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ٌ‬
‫وسى إِنِّي ُمن َِّز ٌل َع َل ْي َك َت ْو َرا ًة َح ِدي َث ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو َأ َّن َ‬
‫اهلل َت َعا َلى َق َال في الت َّْو َراة َيا ُم َ‬ ‫ُأ ْخ َرى َع ْن َك ْع ٍ‬

‫ْ َ‬ ‫َأ ْفتَح بِها َأ ْعينًا ُعميا وآ َذانًا صما و ُق ُلوبا ُغ ْل ًفا َقو ُله َت ْقرءو َنه مح ً‬
‫ضا َلم ي َشب ه َذا»(‪)1‬‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ ُ ُ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ ًّ َ‬ ‫ًْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬

‫(‪« )1‬فتح الباري البن حجر» (‪)٤٩٩ /١٣‬‬


‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪197‬‬

‫باب‪ :‬يف القرب والدنو‬

‫َس َع ْن َأبِي ا ْل َعال ِ َي ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 60‬حدثنا ع َصا ُم ْب ُن َر َّواد ثنا آ َد ُم ثنا َأ ُبو َج ْع َف ٍر َع ِن َّ‬
‫الربِي ِع ْب ِن َأن ٍ‬

‫فِي َق ْول ِ ِه‪{ :‬ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ} [سورة البقرة‪َ .]51:‬ي ْعنِي َذا ا ْل َق ْعدَ ِة َو َع ْش ًرا مِ ْن ِذي‬
‫ف َع َل ْي ِه ْم َه ُار َ‬
‫ون‪َ ،‬ف َم َك َث َع َلى‬ ‫َخ َل َ‬ ‫وسى َأ ْص َحا َب ُه َو ْ‬
‫است ْ‬ ‫ح َّج ِة‪َ ،‬و َذل ِ َك ِحي َن َخ َّل َ‬
‫ف ُم َ‬
‫ا ْل ِ‬

‫َج ًّيا َو َك َّل َم ُه‪َ ،‬و َس ِم َع‬


‫الر ُّب ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُّط ِ ِ‬
‫ور َأ ْر َبعي َن َل ْي َلةً‪َ ،‬و ُأن ِْز َل َع َل ْيه الت َّْو َرا ُة في األَ ْل َواحِ ‪َ ،‬ف َق َّر َب ُه َّ‬
‫ث فِي األَ ْر َب ِعي َن َل ْي َل ًة َحتَّى َه َب َط مِ َن الطور‪.‬‬
‫يف ا ْل َق َل ِم‪َ ،‬و َب َل َغنَا َأ َّن ُه َل ْم ُي ْح ِد ْ‬
‫َص ِر َ‬

‫‪ - 61‬قال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو ُز ْر َعة‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن َأبِي َب ْك ٍر ا ْل ُم َقدِّ مِ ُّي‪،‬‬

‫ب‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن‬


‫الز ْه ِر ِّي‪َ ،‬ع ْن َس ِعيدَ ْب َن ا ْل ُم َس َّي ِ‬
‫َحدَّ َثنَا َع ْبدُ ْاألَ ْع َلى‪َ ،‬ع ْن َم ْع َمر‪َ ،‬ع ِن ُّ‬

‫ول اهللِ ‪َ ‬ق َال‪" :‬إِ َّن ا ْل ُم ْق ِسطِي َن فِي الدُّ ْن َيا َع َلى َمنَابِ َر مِ ْن ُل ْؤ ُل ٍؤ َب ْي َن َيدَ ِي‬
‫َع ْم ٍرو؛ َأ َّن َر ُس َ‬

‫الر ْح َم ِن‪ ،‬بِ َما َأ ْق َس ُطوا فِي الدُّ ْن َيا"‬


‫َّ‬

‫‪ - 62‬وحدثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َي ِزيدَ ‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُس ْف َي ُ‬


‫ان ْب ُن ُع َي ْينَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن‬

‫س‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َع ْم ٍرو‪َ ،‬ع ِن النَّبِي ‪َ ‬ق َال‪" :‬ا ْل ُم ْق ِس ُط َ‬


‫ون‬ ‫ِدين ٍ‬
‫َار‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن َأ ْو ٍ‬
‫ِّ‬
‫ون فِي ُح ْك ِم ِه ْم‬
‫ش‪ ،‬ا َّل ِذي َن َي ْع ِد ُل َ‬ ‫ِعنْدَ اهللِ َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة َع َلى َمنَابِ َر مِ ْن ُن ٍ‬
‫ور َع َلى َي ِم ِ‬
‫ين ا ْل َع ْر ِ‬

‫يه ْم َو َما َو ُلوا"‬ ‫َو َأ َهال ِ ِ‬


‫باب‪ :‬يف القرب والدنو‬
‫‪198‬‬

‫يب‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َد ُاو َد ‪َ -‬و ُه َو‬ ‫‪ - 63‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا ُيو ُن ُس ْب ُن َحبِ ٍ‬

‫ث‪َ ،‬ع ْن‬ ‫ود ُّي‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو ْب ِن ُم َّرة‪َ ،‬س ِم َع َأ َبا ُع َب ْيدة ُي َحدِّ ُ‬
‫ال َّطيال ِ ِسي ‪-‬حدَّ َثنَا ُشعب ُة وا ْلمسع ِ‬
‫َْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ُّ َ‬

‫اهلل َال َينَا ُم‪َ ،‬و َال َينْ َب ِغي َل ُه َأ ْن َينَا َم‪،‬‬ ‫َأبِي موسى‪َ ، ،‬ق َال‪َ :‬ق َال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل ‪" : ‬إِ َّن َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ُي ْخ ِف ُض ا ْل ِق ْس َط َو َي ْر َف ُع ُه‪ُ ،‬ي ْر َف ُع إِ َل ْي ِه َع َم ُل ال َّل ْي ِل َق ْب َل الن ََّه ِ‬
‫ار‪َ ،‬و َع َم ُل الن ََّه ِ‬
‫ار َق ْب َل ال َّل ْيلِ‪َ .‬زا َد‬

‫ألح َر َق ْت ُس ُبحات َو ْج ِه ِه ُك َّل َش ْي ٍء‬ ‫ُّور ‪َ -‬أ ِو الن َُّار ‪َ -‬ل ْو ك ََش َف َها ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َم ْس ُعود ُّي‪َ " :‬وح َجا ُب ُه الن ُ‬
‫ع َب ْيدة‪{ :‬ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ} [سورة النمل‪]8:‬‬ ‫َأ ْد َر َك ُه َب َص ُر ُه"‪ُ .‬ث َّم َق َر َأ َأ ُبو ُ‬
‫ار بن َع ِ‬ ‫ِ‬
‫اص ٍم‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن َس َل َم َة‬ ‫‪ - 64‬قال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ ا ْل َج َّب ِ ْ ُ‬
‫ا ْل َح َّرانِ ُّي‪َ ،‬ع ْن َأبِي ا ْل َو ْصلِ‪َ ،‬ع ْن َش ْه ِر ْب ِن َح ْو َشب‪ ،‬عن عمرو بن معد يكرب َق َال‪َ :‬ل َّما‬

‫وسى‪ ،‬إِ َذا َخ َل ْق ُت َل َك َق ْل ًبا َشاكِ ًرا‪َ ،‬ول ِ َسانًا‬


‫ور َس ْينَا َء‪َ ،‬ق َال‪َ :‬يا ُم َ‬ ‫وسى ن ِ‬
‫َج ًّيا بِ ُط ِ‬ ‫َق َّر َب ُ‬
‫اهلل ُم َ‬
‫َذاكِ ًرا‪َ ،‬و َز ْو َج ًة ُت ِعي ُن َع َلى ا ْل َخ ْي ِر‪َ ،‬ف َل ْم ُأ َخ ِّز ْن َعن َْك مِ َن ا ْل َخ ْي ِر َش ْي ًئا‪َ ،‬و َم ْن ُأ َخ ِّز ُن َعنْ ُه َه َذا‬

‫َف َل ْم َأ ْفت َْح َل ُه مِ َن ا ْل َخ ْي ِر َش ْي ًئا‪.‬‬


‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪199‬‬

‫باب‪ :‬يف الرؤية‬

‫‪ - 65‬حدثنا ا ْل َح َس ُن ْب ُن َع َر َف َة ا ْل َع ْب ِد ُّي‪ ،‬ثنا َي ِزيدُ ْب ُن َم ْر َو َ‬


‫ان‪ ،‬ثنا َح َّما ُد ْب ُن َس َل َم َة َع ْن‬

‫َثابِ ِت ا ْل ُبنَانِ ِّي َع ْن َع ْب ِد َّالر ْح َم ِن ْب ِن َأبِي َل ْي َلى‪َ ،‬ع ِن ُص َه ْي ٍب ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُول اهللِ ‪‬‬
‫إِ َذا َد َخ َل َأ ْه ُل ا ْل َجن َِّة ا ْل َجنَّ َة ُنو ُدوا َيا َأ ْه َل ا ْل َجن َِّة إِ َّن َل ُك ْم ِعنْدَ اهللِ َم ْو ُعو ًدا َل ْم َت َر ْو ُه َق َال‪:‬‬

‫َّار َو ُيدْ ِخ ْلنَا ا ْل َجنَّ َة َق َال‪:‬‬


‫وهنَا‪َ ،‬و ُي َز ْح ِز ْحنَا َع ِن الن ِ‬ ‫ون‪َ :‬و َما ُه َو؟ َأ َل ْم ُي َب ِّي ْض ُو ُج َ‬ ‫َف َي ُقو ُل َ‬

‫ب إِ َل ْي ِه ْم مِنْ ُه ُث َّم‬
‫اهلل َش ْي ًئا ُه َو َأ َح ُّ‬ ‫ون إِ َل ْي ِه ‪ ‬فو اهلل َما َأ ْع َط ُ‬
‫اه ُم ُ‬
‫َفي ْك َش ُ ِ‬
‫ف ا ْلح َج ُ‬
‫اب َف َينْ ُظ ُر َ‬ ‫ُ‬
‫َق َر َأ ل ِ َّل ِذي َن َأ ْح َسنُوا ا ْل ُح ْسنَى َو ِز َيا َدةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 66‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا ُم ْسل ُم ْب ُن إِ ْب َراه َ‬
‫يم‪ ،‬ثنا َأ ُبو َب ْك ٍر ا ْل ُه َذل ُّي‪ ،‬ثنا َأ ُبو َتم َ‬
‫يم َة َق َال‬

‫ب َفتَال َه ِذ ِه اآل َيةَ‪ :‬ل ِ َّل ِذي َن َأ ْح َسنُوا ا ْل ُح ْسنَى َو ِز َيا َد ٌة‬
‫وسى األَ ْش َع ِر ُّي َي ْخ ُط ُ‬
‫ِ‬
‫َسم ْع ُت َأ َبا ُم َ‬
‫ِ‬
‫الز َيا َد ُة النَّ َظ ُر َوإِ َذا ُأ ْدخ ُلوا ا ْل َجنَّ َة َفنَ َظ ُروا إِ َلى ا ْل َخ َل ِل َف َس َأ ُلوا َ‬
‫اهلل‬ ‫َق َال ا ْل ُح ْسنَى ا ْل َجنَّ ُة َو ِّ‬

‫الز َيا َد ُة النَّ َظ ُر إِ َلى َو ْج ِهي‪َ ،‬ق َال َأ ُبو ُم َح َّم ٍد َو ُر ِو َي َع ْن َأبِي‬ ‫ول‪َ :‬ل ُك ْم ِعن ِْدي ِّ‬ ‫الز َيا َد َة َف َي ُق ُ‬
‫ِّ‬

‫الر ْح َم ِن ْب ِن َأبِي َل ْي َلى َو َع ْب ِد‬ ‫ِ‬ ‫يق ‪ ‬وح َذي َف َة ب ِن ا ْليم ِ‬


‫ان َوا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس َو َع ْبد َّ‬ ‫َ ُ ْ ْ ََ‬ ‫الصدِّ ِ‬
‫َب ْك ٍر ِّ‬
‫اه ٍد َو َقتَا َد َة َو َأبِي إِ ْس َح َ‬
‫اق‬ ‫ِ ٍ‬
‫يد وا ْلحس ِن ومج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫الر ْح َم ِن ْب ِن َسابِط َوع ْك ِر َم َة َو َعام ِر ْب ِن َسع َ َ َ َ ُ َ‬
‫َّ‬
‫الز َيا َد َة النَّ َظ ُر إِ َلى َو ْج ِه اهللِ ‪.‬‬
‫السدِّ ِّي‪ :‬إِ َّن ِّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫الض َّحاك َو َأبِي سنَان َو ُّ‬
‫َو َّ‬
‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪200‬‬

‫اب‬ ‫ْس َوا ْل ِ‬


‫ج ِّن َوالدَّ َو ِّ‬ ‫اإلن ِ‬ ‫ور َج ِمي ِع َأ ْب َص ِ‬
‫ار ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 67‬وعن ع ْك ِر َم َة َأ َّن ُه َق َال‪َ :‬ل ْو َج َع َل ُ‬
‫اهلل ُن َ‬
‫الش ْم ِ‬
‫س‪َ ،‬ل َما‬ ‫احدً ا مِ ْن َس ْب ِعي َن ِح َجا ًبا ُد َ‬
‫ون َّ‬ ‫ف ِحجابا و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َوال َّط ْي ِر في َع ْين َْي َع ْبد‪ُ ،‬ث َّم ك ََش َ َ ً َ‬
‫ِ‬ ‫س ُج ْز ٌء مِ ْن َس ْب ِعي َن ُج ْز ًءا مِ ْن ُن ِ‬
‫ور‬‫ور ا ْل ُك ْرس ِّي‪َ ،‬و ُن ُ‬ ‫الش ْم ِ‬
‫ور َّ‬ ‫اع َأ ْن َينْ ُظ َر إِ َل ْي َها‪َ .‬و ُن ُ‬ ‫اس َت َط َ‬
‫ْ‬
‫ش ُج ْز ٌء مِ ْن َس ْب ِعي َن ُج ْز ًءا‬ ‫ور ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ش‪َ ،‬و ُن ُ‬ ‫ا ْل ُك ْر ِسي ُج ْز ٌء مِ ْن َس ْب ِعي َن ُج ْز ًءا مِ ْن ُن ِ‬
‫ور ا ْل َع ْر ِ‬
‫ِّ‬
‫ُّور فِي َع ْينَ ْي ِه َو ْق َت النَّ َظ ِر إِ َلى َو ْج ِه َر ِّب ِه‬
‫اهلل َع ْبدَ ُه مِ َن الن ِ‬
‫الست ِْر‪َ .‬فا ْن ُظ ْر َما َذا َأ ْع َطى ُ‬ ‫ور ِّ‬ ‫مِ ْن ُن ِ‬

‫يم ِع َيانًا‪َ .‬ر َوا ُه ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪.‬‬


‫ا ْل َك ِر ِ‬

‫الص َّباحِ ‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن َع ْب ِد اهللِ ْاألَن َْص ِ‬


‫ار ُّي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ - 68‬وحدثنا ا ْل َح َس ُن ْب ُن ُم َح َّمد ْب ِن َّ‬
‫ور َق َال‪َ :‬س َأ ْل ُت ِع ْك ِر َمةَ‪{ :‬ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ} [سورة النجم‪، ]11:‬‬
‫َأ ْخ َب َرنِي َع َّباد ْب ُن َمن ُْص ٍ‬

‫َف َق َال ِع ْك ِر َم ُة‪ُ :‬ت ِريدُ َأ ْن ُأ ْخبِ َر َك َأ َّن ُه َقدْ َرآ ُه؟ ُق ْل ُت‪َ :‬ن َع ْم‪َ .‬ق َال‪َ :‬قدْ َرآ ُه‪ُ ،‬ث َّم َقدْ َرآ ُه‪َ .‬ق َال‪:‬‬
‫َف َس َأ ْل ُت َعنْ ُه ا ْل َح َس َن َف َق َال‪َ :‬ر َأى َج َال َل ُه و َع َظمته ِ‬
‫وردا َء‪.‬‬

‫ب ْب ُن‬ ‫ار‪ ،‬ثنا َو ْه ُ‬ ‫‪ - 69‬قال ابن أبي حاتم يف تفسيره‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َب َّش ٍ‬

‫وب ْب ِن ُع ْت َب َة َو ُج َب ْي ِر ْب ِن‬ ‫ث َع ْن َي ْع ُق َ‬ ‫َج ِر ٍير ثنا َأبِي َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت محمد ابن إِ ْس َح َ‬
‫اق ُي َحدِّ ُ‬

‫ول اهللِ‪َ :- -‬و ْي َح َك! َأ َتدْ ِري‬


‫يه َع ْن َجدِّ ِه‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫محم ِد ب ِن جبي ِر ب ِن م ْط ِع ٍم‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ َّ ْ ُ َ ْ ْ ُ‬
‫ما اهلل؟ إِ َّن اهلل َع َلى َعر ِش ِه و َعر ُشه َع َلى سماواتِ ِه وسماوا ُته‪َ ،‬ع َلى َأر ِض ِ‬
‫يه َه َك َذا‪َ .‬و َق َال‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫بِإِ ْص َب ِع ِه مِ ْث َل ا ْل ُق َّب ِة‪.‬‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪201‬‬

‫ب ْب ُن َج ِر ٍير‪ ،‬ثنا َأبِي َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت‬ ‫ار‪ ،‬ثنا َو ْه ُ‬ ‫‪ - 70‬حدثنا َأبِي ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َب َّش ٍ‬

‫وب ْب ِن ُع ْت َبةَ‪َ ،‬و ُج َب ْي ِر ْب ِن ُم َح َّم ِد ْب ِن ُج َب ْي ٍر‪ ،‬ثنا ُم ْط ِع ٌم‪،‬‬


‫ث‪َ ،‬ع ْن َي ْع ُق َ‬ ‫ُم َح َّمدَ ْب َن إِ ْس َح َ‬
‫اق ُي َحدِّ ُ‬
‫ول اهللِ َتجمدَ ِ‬
‫ت األَ ْن ُف ُس‪،‬‬ ‫يه‪َ ،‬ع ْن َجدِّ ِه َق َال‪َ :‬أ َتى َأ ْع َرابِي النَّبِي ‪َ ‬ف َق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫َعن َأبِ ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫است َْس ِق َلنَا َفإِنَّا ن َْست َْش ِف ُع بِ َك َع َلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اع ا ْلع َي ُال‪َ ،‬و َه َل َكت األَ ْم َو ُال‪َ ،‬و َه َل َكت األَ ْن َعا ُم َف ْ‬
‫َو َض َ‬
‫ول اهللِ ‪َ :‬و ْي َح َك َأ َتدْ ِري َما َت ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ف َس َّب َح َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫اهللِ‪َ ،‬ون َْست َْش ِف ُع بِاهللِ َع َل ْي َك‪َ .‬ف َق َال َر ُس ُ‬

‫وه َأ ْص َحابِ ِه ُث َّم َق َال‪َ :‬و ْي َح َك إِ َّن ُه َال‬ ‫اهللِ ‪َ ،‬ف َما َز َال ُي َس ِّب ُح َحتَّى ُع ِر َ‬
‫ف َذل ِ َك فِي وج ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي ْست َْش َف ُع بِاهلل َع َلى َأ َحد م ْن َخ ْلقه‪َ ،‬ش ْأ ُن اهلل َأ ْع َظ ُم م ْن َذل َك‪َ ،‬و ْي َح َك َأ َتدْ ِري َما ُ‬
‫اهلل؟ إِ َّن‬

‫اهلل َع َلى َع ْر ِش ِه‪َ ،‬و َع ْر ُش ُه على سماواته‪ ،‬وسماواته َع َلى َأ ْر ِض ِه‪َ ،‬ق َال بِإِ ْص َب َع ْي ِه مِ ْث َل ا ْل ُق َّب ِة‪،‬‬
‫َ‬

‫الر ْح ِل بِ َّ‬
‫الرك ِ‬
‫ْب‬ ‫َوإِ َّن ُه ليأط بِ ِه َأطِ َ‬
‫يط َّ‬

‫‪َ - 71‬ق ْو ُل ُه‪{ :‬ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ} [سورة فصلت‪َ .]11:‬حدَّ َثنَا ِع َصا ُم بن رواد ثنا آدم َأ ُبو‬

‫ول‪ْ :‬ار َت َف َع‪َ .‬و ُر ِو َي‬ ‫جع َف ٍر َع ِن الربِي ِع َعن َأبِي ا ْلعالِي ِة فِي َقول ِ ِه‪ُ :‬ثم استَوى إِ َلى السم ِ‬
‫اء َي ُق ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫َس مِ ْث ُل ُه‪.‬‬
‫الربِي ِع ْب ِن َأن ٍ‬
‫َع ِن ا ْل َح َس ِن َو َّ‬

‫ان ْب ِن ُع َم ْي ٍر َأبِي‬ ‫يك ا ْل َق ِ‬


‫اضي‪َ ،‬ع ْن ُع ْث َم َ‬ ‫‪ - 72‬وابن َأبي حاتِ ٍم‪ ،‬مِن ح ِد ِ‬
‫يث َش ِر ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ ُ ِ َ‬

‫ك فِي َق ْول ِ ِه ‪{ :‬ﳰ ﳱ ﳲ} [سورة ق‪َ ]35:‬ق َال‪َ « :‬ي ْظ َه ُر َل ُه ُم‬ ‫َس ب ِن مال ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َي ْق َظان‪َ ،‬ع ْن َأن ِ ْ َ‬
‫باب‪ :‬يف الرؤية‬
‫‪202‬‬
‫‪ ،‬فِي ُك ِّل جمع ٍة»(‪)1‬‬ ‫الر ُّب‪ ،‬‬
‫ُ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ار‪ ،‬حدَّ َثنَا َعبدُ ا ْلح ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ْب ِن َأبِي‬
‫يد ْب ُن َحبِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪« - 73‬حدثنا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ه َشا ُم ْب ُن َع َّم ٍ َ‬
‫ان بن َعطِيةَ‪َ ،‬عن س ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يد ْب ِن‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ا ْلع ْش ِري َن َأبِي َسعيد‪َ ،‬حدَّ َثنَا ْاألَ ْو َزاع ُّي‪َ ،‬حدَّ َثني َح َّس ُ ْ ُ‬

‫اهلل َأ ْن َي ْج َم َع َب ْينِي َو َب ْين ََك فِي‬ ‫ِ‬


‫ب‪َ :‬أ َّن ُه َلق َي َأ َبا ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ف َق َال َأ ُبو ُه َر ْي َرةَ‪ :‬ن َْس َأ ُل َ‬ ‫ا ْل ُم َس َّي ِ‬

‫ول اهللِ ‪ ‬إن أهل‬ ‫وق؟ َق َال‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬أ ْخ َب َرنِي َر ُس ُ‬ ‫وق الجنة‪ .‬فقال سعيد‪ :‬أو فيها ُس ٌ‬ ‫س ِ‬
‫ُ‬
‫يها‪ ،‬ن ََز ُلوا بِ َف ْض ِل َأ ْع َمال ِ ِه ْم‪َ ،‬ف ُي ْؤ َذ ُن َل ُه ْم فِي مِ ْقدَ ِار َي ْو ِم ا ْل ُج ْم َع ِة فِي َأ َّيا ِم‬ ‫ِ‬
‫الجنة إذا َد َخ ُلوا ف َ‬

‫اض ا ْل َجن َِّة‪،‬‬


‫اهلل‪َ ، ،‬و ُي ْب ِر َز َل ُه ْم َع ْر َش ُه‪َ ،‬و َي َت َبدَّ ى َل ُه ْم فِي َر ْو َض ٍة مِ ْن ِر َي ِ‬
‫ون َ‬ ‫ور َ‬
‫الدُّ ْن َيا َف َي ُز ُ‬
‫وت‪َ ،‬و َمنَابِ ُر مِ ْن َز َب ْر َج ٍد‪،‬‬
‫ور‪ ،‬ومنَابِر مِن ُل ْؤ ُل ٍؤ‪ ،‬ومنَابِر مِن يا ُق ٍ‬
‫َ َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫وض ُع َل ُه ْم َمنَابِ ُر م ْن ُن ٍ َ َ ُ ْ‬
‫َو ُت َ‬
‫يهم دنِيء َع َلى ُك ْثب ِ‬‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬ومنَابِر مِن فِ َّض ٍة‪ ،‬ويجلِس فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َاه ْم َو َما ف ِ ْ َ ٌ‬
‫يه َأ ْدن ُ‬ ‫ََ ْ ُ‬ ‫َو َمنَابِ ُر م ْن َذ َه ٍ َ َ ُ ْ‬
‫اس ِّي بِ َأ ْف َض َل مِن ُْه ْم َم ْجلِ ًسا‪ ،‬قال َأ ُبو‬
‫ور‪ ،‬ما يرو َن بِ َأ َّن َأصحاب ا ْل َكر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ا ْلم ْسك َوا ْل َكا ُف ِ َ َ َ ْ‬
‫ول اهللِ‪َ ،‬و َه ْل ن ََرى َر َّبنَا َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة]؟ َق َال‪َ " :‬ن َع ْم َه ْل َتت ََم َار ْو َن فِي‬
‫ُه َر ْي َرةَ‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬

‫س َوا ْل َق َم ِر َل ْي َل َة ا ْل َبدْ ِر؟ " ُق ْلنَا‪َ :‬ال‪َ .‬ق َال ‪َ " :‬ف َك َذل ِ َك َال َتت ََم َار ْو َن فِي ُر ْؤ َي ِة‬ ‫ُر ْؤ َي ِة َّ‬
‫الش ْم ِ‬

‫اض َرةً‪َ ،‬حتَّى إِ َّن ُه‬


‫اهلل ُم َح َ‬ ‫َر ِّب ُك ْم َت َعا َلى‪َ ،‬و َال َي ْب َقى فِي َذل ِ َك ا ْل َم ْجلِ ِ‬
‫س َأ َحدٌ إِ َّال َح َ‬
‫اض َر ُه ُ‬
‫ول ل ِ َّلر ُج ِل مِن ُْه ْم‪َ :‬يا ُف َال ُن ْب َن ُف َال ٍن‪َ ،‬أ َت ْذ ُك ُر َي ْو َم َع ِم ْل َت ك ََذا َو َك َذا؟ ‪-‬يذكِّره بِ َب ْع ِ‬
‫ض‬ ‫ل ِ َي ُق َ‬

‫(‪« )1‬تفسير ابن كثير ‪ -‬ت السالمة» (‪)٤٠٧ /٧‬‬


‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪203‬‬

‫ول‪َ :‬ب َلى َفبِ ِس َع ِة َم ْغ ِف َرتِي َب َل ْغ َت‬


‫ول‪َ :‬أ ْي َر ِّب‪َ ،‬أ َف َل ْم َت ْغ ِف ْر لِي؟ َف َي ُق ُ‬
‫َغدَ َراتِ ِه فِي الدُّ ْن َيا‪َ -‬ف َي ُق ُ‬

‫َمن ِْز َلت ََك َه ِذ ِه‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َب ْين ََما ُه ْم َع َلى َذل ِ َك َغ ِش َيت ُْه ْم َس َحا َب ٌة مِ ْن َف ْوقِ ِه ْم‪َ ،‬ف َأ ْم َط َر ْ‬
‫ت َع َل ْي ِه ْم‬

‫يح ِه َش ْي ًئا َق ُّط"‪َ .‬ق َال‪ُ :‬ث َّم َي ُق ُ‬


‫ول َر ُّبنَا ‪ُ :--‬قو ُموا إِ َلى َما َأعْدَ ْد ُ‬
‫ت‬ ‫جدُ وا مِ ْث َل ِر ِ‬
‫طِي ًبا َل ْم َي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َل ُك ْم م َن ا ْل َك َرا َمة‪َ ،‬و ُخ ُذوا َما ْاشت ََه ْي ُت ْم"‪َ .‬ق َال‪َ " :‬فن َْأتي ُسو ًقا َقدْ َح َّفت بِه ا ْل َم َالئ َك ُة‪ ،‬ف َ‬
‫يها‬

‫وب‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َي ْح ِم ُل‬ ‫ون إِ َلى مِ ْثلِ ِه‪َ ،‬و َل ْم َت ْس َم ِع ْاآل َذ ُ‬
‫ان‪َ ،‬و َل ْم َي ْخ ُط ْر َع َلى ا ْل ُق ُل ِ‬ ‫َما َل ْم َتنْ ُظ ِر ا ْل ُع ُي ُ‬

‫وق َي ْل َقى َأ ْه ُل ا ْل َجن َِّة‬


‫يه َشيء َو َال ي ْشتَرى‪َ ،‬وفِي َذل ِ َك الس ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ٌ‬
‫َلنَا ما ْاشتَهينَا‪َ ،‬ليس يباع فِ ِ‬
‫َْ ْ َ َُ ُ‬ ‫َ‬
‫الرفِي َع ِة‪َ ،‬ف َي ْل َقى َم ْن ُه َو ُدو َن ُه‪َ -‬و َما فِ ِ‬
‫يه ْم‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل ُذو ا ْل َمن ِْز َلة َّ‬
‫َب ْع ُض ُه ْم َب ْع ًضا"‪َ .‬ق َال‪َ " :‬ف ُي ْقبِ ُل َّ‬
‫آخ ُر َح ِديثِ ِه َحتَّى َيت ََم َّث َل َع َل ْي ِه َأ ْح َس ُن‬
‫اس‪َ ،‬فما ينْ َق ِضي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َدني ٌء َف ُي َر ِّو ُع ُه َما َي َرى َع َل ْيه م َن ال ِّل َب ِ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يها‪.‬‬ ‫منْ ُه؛ َو َذل َك ألَ َّن ُه َال َينْ َبغي ألَ َحد َأ ْن َي ْح َز َن ف َ‬

‫َازلِنَا‪َ ،‬في َت َل َّقانَا َأ ْزواجنَا َفي ُق ْلن‪ :‬مرحبا و َأ ْه ًال بِ ِ‬


‫ح َّبنا‪َ ،‬ل َقدْ ِج ْئ َت َوإِ َّن بِ َك‬ ‫ف إِ َلى َمن ِ‬
‫ُث َّم َنن َْص ِر ُ‬
‫َ ُ َ َ َْ َ ً َ‬ ‫َ‬
‫يب َأ ْف َض َل مِ َّما َف َار ْق َتنَا َع َل ْي ِه‪َ .‬ف َي ُق ُ‬
‫ول‪ :‬إِنَّا َجا َل ْسنَا ا ْل َي ْو َم َر َّبنَا ا ْل َج َّب َار ‪--‬‬ ‫مِ َن ا ْل ِ‬
‫ج َم ِ‬
‫ال َوال ِّط ِ‬
‫ل ما ا ْن َق َلبنَا بِ ِه"»(‪)1‬‬
‫وبِح ِّقنَا َأ ْن َننْ َقلِب بِ ِم ْث ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫(‪« )1‬تفسير ابن كثير ‪ -‬ت السالمة» (‪)١٧٨ /٧‬‬


‫باب‪ :‬رؤية النيب ‪ ‬يف ربه جل وعال‬
‫‪204‬‬

‫باب‪ :‬رؤية النيب ‪ ‬يف ربه جل وعال‬

‫‪« - 74‬وقد قال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا َعمرو بن َعو ٍن ا ْلو ِ‬
‫اسطِ ُّي‪َ ،‬أ ْخ َب َرنَا‬ ‫ُْ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫يه‪َ ،‬ع ْن َأبِي َذ ٍّر َق َال‪َ :‬رآ ُه بِ َق ْلبِ ِه‪،‬‬
‫اهيم‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ُه َش ْيم‪َ ،‬ع ْن َمن ُْص ٍ‬
‫ور‪َ ،‬ع ِن ا ْل َح َك ِم‪َ ،‬ع ْن إِ ْب َر َ‬
‫َو َل ْم َي َر ُه بِ َع ْين ِ ِه»‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 75‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َسعيد ْاألَ َش ُّج‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َخالد‪َ ،‬ع ْن ُم َ‬
‫وسى ْب ِن‬
‫ول اهللِ‪ ،‬ر َأي َت رب َك؟ َق َال‪" :‬ر َأي ُته بِ ُف َؤ ِ‬
‫ادي‬ ‫ُعبيدةَ‪َ ،‬ع ْن ُم َح َّم ِد ْب ِن َك ْع ٍ‬
‫ب َق َال‪َ :‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫[سورة النجم‪]11:‬‬ ‫َم َّر َت ْي ِ‬
‫ن" ُث َّم َق َر َأ‪{ :‬ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ}‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 76‬قال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬و َحدَّ َثنَا ا ْل َح َس ُن ْب ُن ُم َح َّمد ْب ِن َّ‬
‫الص َّباحِ ‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن‬

‫ت ِع ْك ِر َمةَ‪{ :‬ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ‬ ‫َع ْب ِد اهللِ ْاألَن َْص ِ‬


‫ار ُّي‪َ ،‬أ ْخ َب َرنِي َع َّباد ْب ُن َمن ُْص ٍ‬
‫ور َق َال‪َ :‬س َأ ْل ُ‬

‫ﱶ ﱷ} [سورة النجم‪َ ، ]11:‬ف َق َال ِع ْك ِر َم ُة‪ُ :‬ت ِريدُ َأ ْن ُأ ْخبِ َر َك َأ َّن ُه َقدْ َرآ ُه؟ ُق ْل ُت‪َ :‬ن َع ْم‪َ .‬ق َال‪َ :‬قدْ‬
‫َرآ ُه‪ُ ،‬ث َّم َقدْ َرآ ُه‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َس َأ ْل ُت َعنْ ُه ا ْل َح َس َن َف َق َال‪َ :‬ر َأى َج َال َل ُه و َع َظمته ِ‬
‫وردا َءه‪.‬‬

‫اه ٍد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َعامِ ٍر ا ْل َع َق ِد ُّي‪َ ،‬أ ْخ َب َرنَا َأ ُبو‬
‫‪ - 77‬وحدثنا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا محمدُ بن مج ِ‬
‫ُ َ َّ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬

‫ول اهللِ ‪َ :‬ه ْل َر َأ ْي َت َر َّب َك؟ َق َال‪َ " :‬ر َأ ْي ُت ن َْه ًرا‪،‬‬
‫َخ َلدَ ةَ‪َ ،‬ع ْن َأبِي ا ْل َعال ِ َي ِة َق َال‪ُ :‬سئِل َر ُس ُ‬

‫ورا َل ْم َأ َر َغ ْي َر"‬ ‫ور َأي ُت وراء النَّه ِر ِحجابا‪ ،‬ور َأي ُت وراء ا ْل ِ‬
‫ح َج ِ‬
‫اب ُن ً‬ ‫َ ً ََ ْ ََ َ‬ ‫ََ ْ ََ َ ْ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪205‬‬

‫ب‪َ :‬حدَّ َثنَا ا ْب ُن َل ِهيعة‪َ ،‬ع ْن َأبِي ْاألَ ْس َو ِد‪،‬‬


‫‪ - 78‬وروى ابن أبي حاتم من طريق ا ْبن َو ْه ٍ‬

‫ول اهللِ ‪َ ‬أ َّن ُه َر َأى فِي َمنَامِ ِه ِج ْب ِر َيل‬


‫أول َش ْأ ِن َر ُس ِ‬ ‫َع ْن ُع ْر َوة‪َ ،‬ع ْن َعائِ َش َة َقا َل ْت‪ :‬ك َ‬
‫َان َ‬

‫اج َت ُه َف َص َر َخ بِ ِه ِج ْب ِر ُيل‪َ :‬يا ُم َح َّمدُ ‪َ ،‬يا ُم َح َّمدُ ‪َ .‬فنَ َظ َر َر ُس ُ‬


‫ول‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫بِ َأ ْج َياد‪ُ ،‬ث َّم إِ َّن ُه َخ َر َج ل َي ْقض َي َح َ‬
‫اهللِ ‪ ‬ي ِمينًا و ِشم ًاال َف َلم ير َشي ًئا ‪َ -‬ث َال ًثا‪ُ -‬ثم ر َفع بصره َفإِ َذا ُهو َث ٍ‬
‫ان إِ ْحدَ ى ِر ْج َل ْي ِه َم َع‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ْ ََ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫جربيل ‪ُ -‬يس ّكنه‪َ -‬ف َه َر َب النَّبِ ُّي ‪‬‬


‫ُ‬ ‫ْاألُ ْخرى َع َلى ُأ ُف ِق السم ِ‬
‫اء َف َق َال‪َ :‬يا ُم َح َّمدُ ‪ِ ،‬ج ْب ِر ُيل‪،‬‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫َّاس‪ُ ،‬ث َّم َن َظ َر َف َرآ ُه‪َ ،‬فدَ َخ َل فِي‬
‫َّاس‪َ ،‬فنَ َظ َر َف َل ْم َي َر َش ْي ًئا‪ُ ،‬ث َّم َخ َر َج مِ َن الن ِ‬
‫َحتَّى َد َخ َل فِي الن ِ‬

‫ك َق ْو ُل اهلل ‪{ :‬ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬
‫ِ‬
‫َّاس َف َل ْم َي َر َش ْي ًئا‪ُ ،‬ث َّم َخ َر َج َفنَ َظ َر َف َرآ ُه‪َ ،‬ف َذل ِ َ‬
‫الن ِ‬

‫ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ} [سورة النجم‪ .]2-1:‬إِ َلى َق ْول ِ ِه‪{ :‬ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ} [سورة النجم‪َ ]8:‬ي ْعنِي‬

‫اب نِ ْص ُ‬
‫ف‬ ‫ِج ْب ِر ُيل إِ َلى ُم َح َّم ٍد‪{ ،‬ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ} [سورة النجم‪َ : ]9:‬و َي ُقو ُل َ‬
‫ون‪ :‬ا ْل َق ُ‬
‫ْاألُ ْص ُبعِ‪َ .‬و َق َال َب ْع ُض ُه ْم‪ِ :‬ذ َرا َع ْي ِن ك َ‬
‫َان َب ْين َُه َما‪.‬‬

‫‪ - 79‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو ُز ْر َعة‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َص ِّرف ْب ُن َع ْم ٍرو ا ْل َيامِ ُّي َأ ُبو‬
‫ف‪ ،‬حدَّ َثنِي َأبِي‪َ ،‬ع ِن ا ْلول ِ ِ‬
‫يد‬ ‫اس ِم‪ ،‬حدَّ َثنَا َعبدُ الرحم ِن بن محم ِد ب ِن َط ْلح َة ب ِن مصر ٍ‬
‫ا ْل َق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫ْ َّ ْ َ ْ ُ ُ َ َّ ْ‬ ‫َ‬
‫اق ب ِن َأبِي ال َكه َت َلة َأ ُظنُّه َذكَره َعن َعب ِد اهللِ ب ِن مسع ٍ‬
‫ود َأ َّن‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫ُ َُ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫س‪َ -‬ع ْن إِ ْس َح َ ْ‬
‫‪ُ -‬ه َو ا ْب ُن َق ْي ٍ‬
‫ول اهللِ ‪َ ‬لم ير ِجب ِر َيل فِي صورتِ ِه إِ َّال مر َتي ِن‪َ ،‬أما و ِ‬
‫احدَ ٌة َفإِ َّن ُه َس َأ َل ُه َأ ْن َي َرا ُه فِي‬ ‫َر ُس َ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ََ ْ‬
‫َان َم َع ُه َح ْي ُث َص ِعدَ ‪َ ،‬ف َذل ِ َ‬
‫ك َق ْو ُل ُه‪{ :‬ﱞ ﱟ‬ ‫ورتِ ِه َف َسدَّ ْاألُ ُف َق‪َ .‬و َأ َّما ال َّثانِ َي ُة َفإِ َّن ُه ك َ‬
‫ُص َ‬
‫باب‪ :‬رؤية النيب ‪ ‬يف ربه جل وعال‬
‫‪206‬‬
‫[سورة النجم‪)1( ]7:‬‬ ‫ﱠ ﱡ}‬

‫(‪« )1‬تفسير ابن كثير ‪ -‬ت السالمة» (‪)٤٥٣ /٧‬‬


‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪207‬‬

‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬

‫ب ْب ُن َج ِر ٍير ثنا َأبِي َق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت محمد‬ ‫‪ - 80‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن َب َّش ٍ‬
‫ار‪ ،‬ثنا َو ْه ُ‬
‫وب ْب ِن ُع ْت َب َة َو ُج َب ْي ِر ْب ِن ُم َح َّم ِد ْب ِن ُج َب ْي ِر ْب ِن ُم ْط ِع ٍم‪َ ،‬ع ْن َأبِ ِيه‬
‫ث َع ْن َي ْع ُق َ‬ ‫ابن إِ ْس َح َ‬
‫اق ُي َحدِّ ُ‬

‫اهلل َع َلى َع ْر ِش ِه َو َع ْر ُش ُه‬ ‫َعن جدِّ ِه‪َ :‬ق َال رس ُ ِ‬


‫اهلل؟ إِ َّن َ‬ ‫ول اهلل‪َ :-  -‬و ْي َح َك! َأ َتدْ ِري َما ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫يه َه َك َذا‪َ .‬و َق َال بِإِ ْص َب ِع ِه مِ ْث َل ا ْل ُق َّب ِة‪.‬‬
‫َع َلى سماواتِ ِه وسماوا ُته‪َ ،‬ع َلى َأر ِض ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫‪ - 81‬عن الربِي ِع بن أنس ‪ ‬قال‪َ :‬لما ن ََز َل ْت‪ :‬و ِسع ُكر ِسيه السماو ِ‬
‫ات َواألَ ْر َض‬ ‫َ َ ْ ُّ ُ َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫ش؟ َف َأن َْز َل ُ‬


‫اهلل‪َ :‬و َما َقدَ ُروا َ‬
‫اهلل َح َّق‬ ‫ول اهللِ َه َذا ا ْل ُك ْر ِس ُّي َه َك َذا َف َك ْي َ‬
‫ف بِا ْل َع ْر ِ‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬

‫َقدْ ِر ِه‪.‬‬
‫ار ِ‬
‫ث ثنا بِ ْش ُر ْب ُن ُع َم َارةَ‪َ ،‬ع ْن َأبِي َر ْو ٍق‪،‬‬ ‫اب ابن ا ْل َح ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 82‬حدثنا َأ ُبو ُز ْر َعةَ‪ ،‬ثنا من َْج ٌ‬
‫الرتِ َفا ُع ُه‪.‬‬
‫اس‪َ ،‬وإِن ََّما ُس ِّم َي ا ْل َع ْر ُش َع ْر ًشا ْ‬
‫الضح ِ‬
‫اك‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫َع ِن َّ َّ‬

‫الز َب ْي ِر ُّي َع ْن‬


‫ان‪ ،‬ثنا َأ ُبو َأ ْح َمدَ ُّ‬ ‫‪ - 83‬حدثنا أبو سعيد بن نحيى ب ِن س ِع ٍ‬
‫يد ا ْل َق َّط ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ان‪َ ،‬ع ْن عمار الدهني‪ ،‬عن مسلم البطين‪ ،‬عن سعيد ابن ُج َب ْي ٍر‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس‪،‬‬ ‫ُس ْف َي َ‬

‫َق َال‪ :‬ا ْل ُك ْر ِس ُّي‪َ :‬م ْو ِض ُع َقدَ َم ْي ِه‪.‬‬


‫ِ‬ ‫يد بن نحيى بن س ِع ٍ‬
‫ِ ِ‬
‫وسى َع ْن‬ ‫يد ا ْل َق َّط ُ‬
‫ان‪ ،‬ثنا ُع َب ْيدُ اهلل ْب ُن ُم َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫‪ - 84‬حدثنا َأ ُبو َسع ْ ُ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪208‬‬
‫ك‪ :‬وسع كرسيه السماوات َواألَ ْر َض َق َال‪:‬‬ ‫إِسرائِ َيل‪َ ،‬ع ِن السدِّ ي‪َ ،‬عن َأبِي مال ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ِّ‬ ‫ْ َ‬
‫ا ْل ُك ْر ِسي‪َ ،‬ت ْح َت ا ْل َع ْر ِ‬
‫ش‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ن السدي وأما {ﳁ ﳂ‬ ‫اط‪َ ،‬ع ِ‬ ‫‪ - 85‬حدثنا َأبو ُزر َع َة ثنا َعمرو بن حم ٍ‬
‫اد‪ ،‬ثنا َأ ْس َب ٌ‬ ‫ْ ُ ْ ُ َ َّ‬ ‫ُ ْ‬
‫ف ا ْل ُك ْر ِس ِّي‪َ ،‬وا ْل ُك ْر ِس ُّي‬
‫ﳃ ﳄﳅ } [سورة البقرة‪ .]255:‬فالسماوات واألَر ُض فِي جو ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ش‪.‬‬‫َب ْي َن َيدَ ِي ا ْل َع ْر ِ‬

‫اع ُيل ْب ُن َأبِي َخال ِ ٍد َق َال‬ ‫‪ - 86‬حدثنا حجاج بن حم َزةَ‪ ،‬ثنا َأبو ُأسامةَ‪ ،‬ثنا إِسم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ ُ َ ْ‬
‫َس ِم ْع ُت َس ْعدً ا ال َّطائِي َي ُق ُ‬
‫ول ا ْل َع ْر ُش َيا ُقو َت ٌة َح ْم َرا ُء‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ - 87‬حدثنا َأ ْح َمدُ ْب ُن ا ْل َف ْض ِل ا ْل َع ْس َقالنِ ُّي ثنا بِ ْش ُر بن بكير حدثني ُأ ُّم َع ْب ِد اهللِ َي ْعنِي‪-‬‬

‫ش َف َين ِْز ُل مِ ْن‬ ‫ت ا ْل َع ْر ِ‬ ‫ان َعن َأبِيها‪َ ،‬ق َال‪ :‬إِ َّن ا ْلم َطر ماء ي ْخرج مِن َتح ِ‬
‫َ َ َ ٌ َ ُ ُ ْ ْ‬
‫ِِ‬
‫ا ْبنَ َة َخالد ْب ِن َم ْعدَ َ ْ َ‬
‫اء الدُّ ْن َيا َف َي َق ُع فِي َشي ٍء ُي َق ُال َل ُه ْ ِ‬
‫اإل ْب َز ُم َف َي ْجت َِم ُع‬ ‫اء حتَّى يجت َِمع فِي السم ِ‬
‫َّ َ‬
‫ٍ‬
‫َس َماء إِ َلى َس َم َ َ ْ ُ‬
‫ٍ‬
‫ْ‬
‫اهلل َح ْي ُث‬ ‫فيه ثم يجئ السحاب السوداء َفتَدْ ُخ ُله َفت َْشربه مِ ْث َل ُشر ِ ِ ِ ِ‬
‫ب اإل ْسفن َْجة َف َي ُسو ُق َها ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َُُ‬ ‫َّ َ ُ َّ ْ َ ُ‬
‫َي َشا ُء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪،‬‬
‫وس ُ‬ ‫‪ُ - 88‬ق ِر َئ َع َلى َب ْح ِر ْب ِن ن َْص ٍر ا ْل َخ ْوالن ِّي ا ْلم ْص ِر ِّي‪ ،‬ثنا َأ َسدُ ْب ُن ُم َ‬
‫وسى ثنا ُي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ب ْب ِن ُمنَ ِّب ٍه‪َ ،‬ع ْن َو ْه ِ‬ ‫اس اب ِن بِن ِ‬
‫ب ْب ِن ُمنَ ِّبه َق َال إِ َّن َ‬
‫اهلل خلق العرش‬ ‫ْت َو ْه ِ‬ ‫َع ْن َأبِي ا ْل َع َّب ِ ْ‬
‫من نور‪.‬‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪209‬‬

‫ش‪َ ،‬ع ِن‬ ‫الز َب ْي ِر ُّي‪ ،‬ثنا ُس ْف َي ُ‬


‫ان‪َ ،‬ع ْن األَ ْع َم ِ‬ ‫‪ - 89‬حدثنا َأحمدُ بن ِسن ٍ‬
‫َان‪ ،‬ثنا َأ ُبو َأ ْح َمدَ ُّ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬
‫اس {ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ} [سورة هود‪َ .]7:‬أ ُّي‬ ‫اب ِن َعم ٍرو‪َ ،‬عن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن ُج َب ْي ٍر‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫َشي ٍء ك َ‬
‫َان ا ْل َما ُء؟ َق َال‪َ :‬ع َلى َمت ِْن ِّ‬
‫الريحِ ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫اه ٍد‬
‫َجيحٍ ‪َ ،‬عن مج ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫اج ْب ُن َح ْم َزةَ‪ ،‬ثنا َش َبا َب ُة‪ ،‬ثنا َو ْر َقا ُء‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َأبِي ن ِ‬ ‫‪ - 90‬حدثنا َح َّج ُ‬
‫فِي َق ْول ِ ِه‪{ :‬ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ} [سورة هود‪َ .]7:‬ق ْب َل َأ ْن َي ْخ ُل َق َش ْي ًئا‪.‬‬

‫اق‪ ،‬ثنا َس ِعيدٌ ‪َ ،‬ع ْن َقتَا َد َة‬


‫ب ْب ُن إِ ْس َح َ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 91‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا ه َشا ُم ْب ُن َخالد‪ ،‬ثنا ُش َع ْي ُ‬
‫َان بدْ ء َخ ْل ِق ِه َقب َل َأ ْن ي ْخ ُل َق السماو ِ‬ ‫َان َعر ُشه َع َلى ا ْلم ِ‬
‫اء ُينْبِ ُئ ُك ْم ‪َ ‬ك ْي َ‬
‫ات‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فك َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َق ْو ُل ُه‪َ :‬وك َ ْ ُ‬
‫َواألَ ْر َض‪.‬‬

‫وسى‪َ ،‬ع ْن َأبِي َج ْع َف ٍر‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 92‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا َس ْه ُل ْب ُن ُع ْث َم َ‬


‫ان‪ ،‬ثنا ُع َب ْيدُ اهلل ْب ُن ُم َ‬
‫َس‪{ :‬ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ} [سورة هود‪َ .]7:‬ق َال‪َ :‬ع ْر ُش ُه َع َلى‬ ‫الر ِاز ِّي‪َ ،‬ع ِن َّ‬
‫الربِيعِ‪َ ،‬ع ْن َأن ٍ‬ ‫َّ‬
‫َان َع َل ْي ِه َع ْر ُش ُه‬
‫ات َواألَ ْر َض َق َّس َم َذل ِ َك ا ْل َما َء قِ ْس َم ْي ِن ا َّل ِذي ك َ‬ ‫اء‪َ :‬ف َلما َخ َل َق السماو ِ‬ ‫ا ْلم ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫ش َو ُه َو ا ْل َب ْح ُر ا ْل َم ْس ُج ُ‬
‫ور‪.‬‬ ‫َف َج َع َل نِ ْص ًفا َت ْح َت ا ْل َع ْر ِ‬

‫ار ِ‬
‫ث‪َ ،‬أ ْن َب َأ بِ ْش ُر ْب ُن ُع َم َارةَ‪َ ،‬ع ْن َأبِي َر ْو ٍق‪،‬‬ ‫اب ْب ُن ا ْل َح ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 93‬حدثنا َأ ُبو ُز ْر َعةَ‪ ،‬ثنا من َْج ُ‬
‫الرتِ َفا ُع ُه‪.‬‬
‫اس‪َ ،‬وإِن ََّما ُس ِّم َي ا ْل َع ْر ُش َع ْر ًشا ْ‬
‫الضح ِ‬
‫اك‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫َع ِن َّ َّ‬

‫اع ُيل ْب ُن َأبِي َخال ِ ٍد َق َال َس ِم ْع ُت‬


‫‪ - 94‬حدثنا حجاج بن حم َزةَ‪ ،‬ثنا َأبو ُأسامةَ‪ ،‬ثنا إِسم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ ُ َ ْ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪210‬‬
‫َس ْعدَ ال َّطائِي َي ُق ُ‬
‫ول ا ْل َع ْر ُش َيا ُقو َت ٌة َح ْم َرا ُء‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ور ْب ُن َع ْب ِد‬ ‫ان ا ْل َم ْر َو ِز ُّي‪ ،‬ثنا َس َل َم ُة ْب ُن ُس َل ْي َم َ‬
‫ان َأ ْن َب َأ َمن ُْص ُ‬ ‫‪ - 95‬حدثنا َع َّبا ُد ْب ُن ُع ْث َم َ‬

‫ن َق ْو ِل اهلل‪{ :‬ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊﲋ}‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ا ْل َحميد‪َ ،‬ع ْن ُم َقات ٍل في َت ْفس ِير َهذه اآل َية م ْ‬
‫اص ًة من أهل السموات َوا ْل َمالئِ َك َة َو َم ْن فِي األَ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫[سورة القصص‪َ .]88:‬ي ْعنِي ا ْل َح َي َو َ‬
‫ان َخ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َما ُء َواألَ ْر ُض َب ْعدَ َذل َك َال َت ْهلِ ُك ا ْل َجنَّ ُة َوالن َُّار َو َما ف َ‬
‫يها‬ ‫ِ‬
‫يع ا ْل َح َي َوان‪ُ ،‬ث َّم َت ْهل ُك َّ‬
‫َو َجم َ‬
‫َوال ا ْل َع ْر ُش َوال ا ْل ُك ْر ِس ُّي‪.‬‬

‫يد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َي ْح َيى ْب ُن ُس َل ْي ٍم ال َّطائِ ِف ُّي‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن‬


‫‪ - 96‬حدثنا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا سويدُ بن س ِع ٍ‬
‫ُ َْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الز َب ْي ِر‪َ ،‬ع ْن َجابِ ِر ْب ِن َع ْب ِد اهللِ َق َال‪َ :‬ل َّما َر َج َع ْت إِ َلى النَّبِي‪ُ -  -‬م َه ِ‬
‫اج َر ُة‬ ‫ُخ َث ْي ٍم‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُّ‬
‫ِّ‬
‫ض ا ْل َح َب َش ِة؟ َف َق َال فِ َّت َي ٌة مِن ُْه ْم‪َ :‬ب َلى َيا‬
‫يب َما َر َأ ْي ُت ْم بِ َأ ْر ِ‬ ‫ون بِ َأ َع ِ‬
‫اج َ‬ ‫ا ْل َب ْح ِر َق َال‪َ « :‬أال ُت َحدِّ ُث َ‬

‫وز مِ ْن َع َجائِ ِز رها بينهم َت ْح ِم ُل َع َلى‬ ‫وس إِ ْذ َم َّر ْ‬


‫ت َع َل ْينَا َع ُج ٌ‬ ‫رس َ ِ‬
‫ول اهلل َب ْينَا ن َْح ُن ُج ُل ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫ت بِ َفتًى مِن ُْه ْم‪َ ،‬ف َج َع َل إِ ْحدَ ى َيدَ ْي ِه َب ْي َن َك َّف ْي َها ُث َّم َد َف َع َها‪َ ،‬ف َخ َّر ْ‬
‫ت‬ ‫ر ْأ ِسها ُق َّل ًة مِن م ٍ‬
‫اء َف َم َّر ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ف َت ْع َل ُم َيا ُغدَ ُر‬‫ت ا ْل َت َفت َْت إِ َل ْي ِه َف َقا َل ْت‪َ :‬س ْو َ‬
‫ت ُق ْل ُتها‪َ ،‬ف َلما ار َت َفع ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َع َلى ُر ْك َب َت ْي َها َفا ْن َك َس َر ْ‬

‫ت ْاألَ ْي ِدي َو ْاألَ ْر ُج ُل بِ َما‬ ‫إِ َذا و َضع اهلل ا ْل ُكر ِسي‪ ،‬وجمع ْاألَولِين و ْاآل ِخ ِرين‪ ،‬و َت َك َّلم ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ْ َّ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫ف َأ ْم ِري َو َأ ْم ُر َك‪ِ ،‬عنْدَ ُه َغدً ا؟ َق َال‪:‬‬ ‫ف َت ْع َل ُم َك ْي َ‬‫ون‪َ ،‬ف َس ْو َ‬ ‫كَا ُنوا َي ُك ِس ُب َ‬

‫اهلل َق ْو ًما َال ُي ْؤ َخ ُذ ل ِ َض ِع ِيف ِه ْم‬ ‫ول اهللِ‪َ « -  -‬صدَ َق ْت‪ ،‬صدقت َك ْي َ‬
‫ف ُي َقدِّ ُس ُ‬ ‫ول َر ُس ُ‬
‫َي ُق ُ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪211‬‬

‫مِ ْن َش ِد ِيد ِه ْم؟»‪.‬‬

‫‪ - 97‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو ُزر َعةَ‪ ،‬حدَّ َثنَا َعبدُ اهللِ بن َأبِي ِزي ٍ‬
‫اد َحدَّ َثنَا َس َّي ٌار‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬

‫{ﳆ ﳇ ﳈ‬ ‫ان‪َ :‬س ِم ْع ُت َمالِ َك ْب َن ِدين ٍَار فِي َق ْولِ ِه‪ :‬قوله تعاىل‪:‬‬
‫َحدَّ َثنَا َج ْع َف ُر ْب ُن ُس َل ْي َم َ‬

‫ش ُث َّم َي ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ} [سورة ص‪َ .]40:‬ق َال‪ :‬ي َقام َد ُاو ُد ي ْوم ا ْل ِق َيام ِة ِعنْدَ س ِ‬
‫اق ا ْل َع ْر ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫يم ا َّل ِذي ُكن َْت ُت َم ِّجدُ نِي بِ ِه فِي الدُّ ْن َيا‪.‬‬
‫الر ِخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َيا َد ُاو ُد َم ِّجدْ ني ا ْل َي ْو َم بِ َذل َك َّ‬
‫الص ْوت ا ْل َح َس ِن َّ‬
‫ول‪ :‬إِنِّي َأرده َع َلي َك ا ْليوم‪َ .‬ق َال‪َ :‬فير َفع داود بِصو ٍ‬
‫ت‬ ‫ف َو َقدْ ُسلِ ْب ُت ُه؟ َف َي ُق ُ‬ ‫َف َي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬و َك ْي َ‬
‫َْ ُ َ ُ ُ َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ ُّ ُ ْ‬
‫َي ْس َت ْف ِر ُغ نعيم أهل الجنان‪.‬‬
‫اب بن َع َط ٍ‬
‫اء َعن س ِع ٍ‬ ‫ِ‬
‫يد َع ْن‬ ‫ْ َ‬ ‫‪ - 98‬حدثنا َعلِ ُّي ْب ُن أبِي ُدال َم َة ا ْل َب ْغدَ اد ُّي ثنا َع ْبدُ ا ْل َو َّه ِ ْ ُ‬

‫ول اهللِ‪َ -  -‬ب ْي َن‬ ‫يم ْب ِن ِح َزا ٍم َق َال‪َ :‬ب ْينَا َر ُس ُ‬‫ان ْب ِن ُم ْح ِر ٍز َع ْن َحكِ ِ‬ ‫َقتَا َد َة َع ْن َص ْف َو َ‬

‫ول‬ ‫ون َما َأ ْس َم ُع؟ َقا ُلوا‪َ :‬ما ن َْس َم ُع مِ ْن َشي ٍء‪َ .‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫َأ ْص َحابِ ِه إِ ْذ َق َال َل ُه ْم‪َ :‬ه ْل َت ْس َم ُع َ‬
‫ْ‬
‫يها َم ْو ِض ُع ِش ْب ٍر إِال َو َع َل ْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َماء‪َ .‬و َما ُتال ُم َأ ْن َتئ َّط‪َ ،‬و َما ف َ‬
‫يط َّ‬ ‫اهللِ‪ -  -‬إِنِّي ألَ ْس َم ُع َأطِ َ‬

‫اجدٌ َأ ْو َقائِ ٌم‪.‬‬


‫َم َل ٌك َس ِ‬

‫‪ - 99‬قال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو س ِع ٍ‬


‫يد ْاألَ َشج‪ ،‬حدَّ َثنَا َأبو ُأسامةَ‪َ ،‬عن إِسم ِ‬
‫اع َيل‪،‬‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الش ْعبِ ِّي‪{ :‬ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ} [سورة االنشقاق‪َ ]19:‬ق َال‪ :‬لرتكَبن َيا ُم َح َّمدُ َس َما ًء َب ْعدَ‬
‫َع ِن َّ‬

‫َس َما ًء‪.‬‬


‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪212‬‬
‫ان ثنا ي ِزيدُ بن َأبِي ِزي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 100‬حدثنا َأ ْح َمدُ ْب ُن ِع َصا ٍم األَن َْص ِ‬
‫اد‬ ‫َ‬ ‫ار ُّي ثنا َم ْوص ٌل ثنا ُس ْف َي ُ َ ْ ُ‬
‫ب‪َ :‬ما مِ ْن َم ْو ِض ِع ُخ ْر َم ِة إِ ْب َر ٍة مِ َن األَ ْر ِ‬
‫ض إِال‬ ‫َعن َعب ِد اهللِ ب ِن ا ْلح ِ ِ‬
‫ارث‪َ .‬ق َال‪َ :‬ق َال َك ْع ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫وم َل ٌك موك ٌَّل بِها ير َفع ِع ْلم َذل ِ َك إِ َلى اهللِ‪ ،‬وإِ َّن مالئِ َك َة السم ِ‬
‫اء ألَ ْك َث ُر مِ ْن عَدَ ِد الت َُّر ِ‬
‫اب‪،‬‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬
‫ب َأ َح ِد ِه ْم إِ َلى ُم ِّخ ِه َم ِس َير ُة مِائ َِة َعامٍ‪.‬‬ ‫َوإِ َّن َح َم َل َة ا ْل َع ْر ِ‬
‫ش َما َب ْي َن َك ْع ِ‬

‫َار‪َ ،‬ع ْن َعطِ َّي َة‬ ‫‪ - 101‬حدثنا َأبو ُزر َعةَ‪ ،‬ثنا َهنَّاد بن الس ِري‪ ،‬ثنا إِسم ِ‬
‫اع ُيل ْب ُن ا ْل ُم ْخت ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ ُ َّ ِّ‬ ‫ُ ْ‬
‫الش َهدَ ِاء فِي َط ْي ٍر‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َع ْوف ِّي‪َ ،‬ع ْن َأبِي َسعيد ا ْل ُخدْ ِر ِّي‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي ‪َ ‬ق َال‪ :‬إِ َّن َأ ْر َو َ‬
‫اح ُّ‬

‫الر ُّب ‪َ :‬ه ْل َت ْع َل ُم َ‬


‫ون‬ ‫َاد َيل ُم َع َّل َق ٍة بِا ْل َع ْر ِ‬
‫ش‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬
‫ول َّ‬
‫ون م ْأو َاها إِ َلى َقن ِ‬
‫ُخ ْض ٍر‪ُ ،‬ث َّم َي ُك ُ َ َ‬
‫احنَا فِي‬ ‫ون‪َ :‬ال‪ .‬إِال َأنَّا َو ِد ْدنَا َأن ََّك َأعَدْ َ‬
‫ت َأ ْر َو َ‬ ‫ك ََرا َم ًة َأك َْر َم مِ ْن ك ََرا َم ٍة ُأك ِْر ْم ُت ُم َ‬
‫وها؟ َف َي ُقو ُل َ‬

‫ادنَا َحتَّى ُن َقاتِ َل َم َّر ًة ُأ ْخ َرى فِي َسبِيلِ َك‪.‬‬


‫َأجس ِ‬
‫ْ َ‬

‫ف‬‫‪ - 102‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم ِعنْدَ َه ِذ ِه ْاآلي ِة‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا محمدُ بن َعو ٍ‬
‫ُ َ َّ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السيباين ‪-‬‬ ‫الح ْمصي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن كَث ٍير‪َ ،‬ع ِن ْاألَ ْو َزاع ِّي‪َ ،‬ع ْن َي ْح َيى ْب ِن َأبِي َع ْم ٍرو َّ‬
‫َأ ْو‪َ :‬ربِي َع َة‪َ -‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن الدَّ ْي َل ِم ِّي َق َال‪َ :‬أ َت ْي ُت عبد اهلل بن عمرو‪ ،‬وهو يف حائط‬

‫اهلل َخ َل َق َخ ْل َق ُه فِي‬
‫ول‪" :‬إِ َّن َ‬ ‫ول اهللِ ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ف ُي َق ُال َل ُه‪ :‬ا ْل َو ْه ُط‪َ ،‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُس َ‬
‫بِال َّطائِ ِ‬

‫ور ِه َي ْو َمئِ ٍذ َف َق ِد ْاهتَدَ ى‪َ ،‬و َم ْن َأ ْخ َط َأ ُه‬


‫ور ِه‪َ ،‬ف َم ْن َأ َصا َب ُه مِ ْن ُن ِ‬
‫ُظ ْل َم ٍة‪ُ ،‬ث َّم َأ ْل َقى َع َل ْي ِه ْم مِ ْن ُن ِ‬

‫اهلل ‪"‬‬ ‫ِ‬


‫ف ا ْل َق َل ُم َع َلى َما َعل َم ُ‬ ‫مِنْ ُه َض َّل‪َ ،‬فلِ َذل ِ َك َأ ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ج َّ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪213‬‬

‫‪ - 103‬حدثنا َأ ُبو ُز ْر َعةَ‪ ،‬ثنا َي ْح َيى ْب ُن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ُب َك ْي ٍر‪ ،‬ثنا ا ْب ُن َل ِهي َعةَ‪َ ،‬حدَّ َثنِي َع َطا ُء‬

‫وظ ك ََم ِس َير ِة مِائ َِة‬ ‫اهلل ال َّل ْو َح ا ْل َم ْح ُف َ‬


‫اس‪َ :‬خ َل َق ُ‬
‫َار َع ِن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن ُج َب ْي ٍر َق َال ا ْب ُن َع َّب ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْب ُن ِدين ٍ‬

‫‪:‬و َما‬‫ب‪َ ،‬ف َق َال ا ْل َق َل ُم َ‬‫ش‪ :‬ا ْك ُت ْ‬ ‫َعامٍ‪َ ،‬ف َق َال ل ِ ْل َق َل ِم َق ْب َل َأ ْن َي ْخ ُل َق ا ْل َخ ْل َق َو ُه َو َع َلى ا ْل َع ْر ِ‬

‫السا َعةَ‪َ ،‬ف َج َرى ا ْل َق َل ُم بِ َما ُه َو كَائِ ٌن فِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫ب؟ َق َال‪ :‬ع ْلمي في َخ ْلقي إِ َلى َي ْو ِم ا ْلق َيا َمة َّ‬
‫َأ ْك ُت ُ‬

‫‪ :‬إِ َّن َ‬
‫اهلل َي ْع َل ُم ما يف السماوات‬ ‫َع ْل ِم اهللِ إِ َلى َي ْو ِم ا ْل ِق َيا َم ِة َف َذلِ َك َي ُق ُول لِلنَّبِ ِّي ‪‬‬
‫َواألَ ْر ِ‬
‫ض‪.‬‬

‫ان‪َ ،‬ع ْن َأبِي‬ ‫‪ - 104‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا َخالِي ُم َح َّمدُ ْب ُن َي ِزيدَ ‪ ،‬ثنا إِ ْس َح ُ‬
‫اق ْب ُن ُس َل ْي َم َ‬
‫ون‪ :‬كَان ِ‬
‫َت‬ ‫ا ْلجنَي ِد‪َ ،‬عن جع َف ِر ب ِن َأبِي ا ْلم ِغير ِة‪َ ،‬عن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن ُج َب ْي ٍر َق َال‪ :‬كَا ُنوا َي ُقو ُل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫الر ْح َم ُن‬ ‫ب‪َ ،‬و َكت َ‬
‫َب َّ‬ ‫ول‪ :‬إِن ََّما كَان َْت مِ ْن ُز ُم ُّر ٍد‪َ ،‬وكِتَا ُب َها َّ‬
‫الذ َه ُ‬ ‫اح مِ ْن َيا ُقو َت ٍة َو َأنَا َأ ُق ُ‬
‫األَ ْل َو ُ‬
‫‪ ‬بِي ِد ِه‪ ،‬وس ِمع َأه ُل السم ِ‬
‫اء َص ِر َ‬
‫يف ا ْل َق َل ِم‪.‬‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬

‫‪ - 105‬حدثنا َأبِي‪ ،‬ثنا ُم َح َّمدُ ْب ُن ُأ َم َّي َة ثنا َح َّكا ٌم‪َ ،‬ع ْن َأبِي ا ْل ُجنَ ْي ِد‪َ ،‬ع ْن َج ْع َف ٍر‪َ ،‬ع ْن‬

‫ات‬‫َت األَ ْلواح مِن يا ُقو َت ٍة َك َتبها اهلل بِي ِد ِه َفس ِمع َأ ْه ُل السماو ِ‬ ‫يد ب ِن جبي ٍر َق َال‪ :‬كَان ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َسع ْ ُ َ ْ‬
‫َص ِر َ‬
‫يف ا ْل َق َل ِم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 106‬أخبرنا ُيو ُن ُس ْب ُن َع ْب ِد األَ ْع َلى قِ َرا َء ًة َأ ْن َب َأ ا ْب ُن َو ْه ٍ‬
‫يم‬‫ب َق َال‪َ :‬و َب َل َغني‪َ ،‬ع ْن إِ ْب َراه َ‬
‫ض ْاآل َي َة َق َال‪َ :‬ما مِ ْن‬
‫اء َواألَ ْر ِ‬ ‫اه ٍد فِي َقو ِل اهللِ‪ :‬وما مِن َغائِب ٍة فِي السم ِ‬ ‫ب ِن ي ِزيدَ ‪َ ،‬عن مج ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪214‬‬
‫ض‪ ،‬إِال فِي ال َّلوحِ ا ْلمح ُف ِ‬
‫وظ َق ْب َل أن يخلق اهلل‬ ‫َقو ٍل وال َعم ٍل فِي السم ِ‬
‫اء َواألَ ْر ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫السموات َواألَ ْر َض‪.‬‬

‫‪ - 107‬قال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا ُم َح َّمدُ ْب ُن ا ْل َح ِ‬


‫ار ِ‬
‫ث‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُم َؤ ِّمل‪َ ،‬حدَّ َثنَا َح َّما ُد ْب ُن‬

‫اس‪َ ،‬أ َّن ُه َق َر َأ َه ِذ ِه ْاآل َيةَ‪:‬‬


‫ف ْب ِن مِ ْه َران‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َس َل َمةَ‪َ ،‬ع ْن َعل ِّي ْب ِن َز ْيد‪َ ،‬ع ْن ُي ُ‬
‫وس َ‬
‫{ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ} [سورة الفرقان‪َ ]25:‬ق َال ا ْب ُن َع َّب ٍ‬
‫اس‪َ :‬ي ْج َم ُع‬
‫ِ‬ ‫ج َّن َو ْ ِ‬‫اح ٍد‪ ،‬ا ْل ِ‬ ‫يد و ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اع َوال َّط ْي َر‬ ‫اإلن َْس َوا ْل َب َهائ َم َو ِّ‬
‫الس َب َ‬ ‫اهلل ا ْل َخ ْل َق َي ْو َم ا ْلق َيا َمة في َصع َ‬ ‫ُ‬
‫ْس َومِ ْن‬ ‫الس َما ُء الدُّ ْن َيا‪َ ،‬ف َين ِْز ُل َأ ْه ُل َها ‪َ -‬و ُه ْم َأ ْك َث ُر مِ َن ا ْل ِ‬
‫ج ِّن َو ْ ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫يع ا ْل َخ ْل ِق‪َ ،‬ف َتن َْش ُّق َّ‬
‫ِ‬
‫َو َجم َ‬
‫الس َما ُء ال َّثانِ َي ُة‬ ‫ِ‬
‫ْس َوبِ َجمي ِع ا ْل َخ ْل ِق‪ُ .‬ث َّم َتن َْش ُّق َّ‬ ‫ج ِّن َو ْ ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫ون بِا ْل ِ‬ ‫ج ِمي ِع ا ْل َخ َالئِ ِق ‪َ -‬في ِ‬
‫حي ُط َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْس َومِ ْن َج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق‬ ‫َفين ِْز ُل َأه ُلها‪ ،‬وهم َأ ْك َثر مِن َأه ِل السم ِ‬
‫اء الدُّ ْن َيا َومِ َن ا ْل ِ‬
‫ج ِّن َو ْ ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ ُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ْس َو َج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق ] ُث َّم َتن َْش ُّق‬ ‫ون بِا ْل َم َالئِ َك ِة ا َّل ِذي َن ن ََز ُلوا َق ْب َل ُه ْم َوا ْل ِ‬
‫ج ِّن َو ْ ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫[ َفي ِ‬
‫حي ُط َ‬ ‫ُ‬
‫اء ال َّثانِي ِة والسم ِ‬
‫اء الدُّ ْن َيا َومِ ْن‬ ‫السماء ال َّثال ِ َث ُة‪َ ،‬فين ِْز ُل َأه ُلها‪ ،‬وهم َأ ْك َثر مِن َأه ِل السم ِ‬
‫َ َ َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ ُ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫ْس َوبِ َج ِمي ِع‬ ‫اإلن ِ‬‫ج ِّن َو ْ ِ‬ ‫ون بِا ْل َم َالئِ َك ِة ا َّل ِذي َن ن ََز ُلوا َق ْب َل ُه ْم‪َ ،‬وبِا ْل ِ‬ ‫ج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق‪َ ،‬في ِ‬
‫حي ُط َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫السابِ َع ُة‪َ ،‬ف َين ِْز ُل َأ ْه ُل َها َو ُه ْم َأ ْك َث ُر مِ َّم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َخ ْل ِق‪ُ .‬ث َّم ك ََذل َك ُك َّل َس َماء‪َ ،‬حتَّى َتن َْش َّق َّ‬
‫الس َما ُء َّ‬
‫ْس‪ ،‬ومِن ج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق‪َ ،‬في ِ‬ ‫ج ِّن َو ْ ِ‬ ‫ن ََز َل َق ْب َل ُه ْم من أهل السموات َومِ َن ا ْل ِ‬
‫ون‬‫حي ُط َ‬ ‫ُ‬ ‫اإلن ِ َ ْ َ‬
‫ْس َو َج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق‪،‬‬ ‫اإلن ِ‬ ‫ج ِّن َو ْ ِ‬ ‫بالمالئكة الذين نزلوا قبلهم من أهل السموات‪َ ،‬وبِا ْل ِ‬

‫َو َين ِْز ُل َر ُّبنَا ‪ ‬فِي ُظ َل ٍل مِ َن ا ْل َغ َمامِ‪َ ،‬و َح ْو َل ُه ا ْل َك ُروبِ ُّي َ‬


‫ون‪ ،‬وهم أكثر من أهل السموات‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪215‬‬

‫ج ِّن َو َج ِمي ِع ا ْل َخ ْل ِق‪َ ،‬ل ُه ْم ُق ُر ٌ‬


‫ون ك ََأ ْك ُع ِ‬
‫ب ا ْل َقنَا‪َ ،‬و ُه ْم َت ْح َت‬ ‫ْس َوا ْل ِ‬ ‫الس ْب ِع َومِ َن ْ ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫َّ‬
‫ص َقدَ ِم َأ َح ِد ِه ْم‬
‫يس ل ِ َّل ِه ‪َ ،‬ما َب ْي َن َأ ْخ َم ِ‬ ‫ش‪َ ،‬ل ُه ْم َز َجل بِالت َّْسبِيحِ َوالت َّْهلِي ِل َوال َّت ْق ِد ِ‬ ‫ا ْل َع ْر ِ‬

‫إِ َلى َك ْعبِ ِه َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعامٍ‪َ ،‬و َما َب ْي َن َك ْعبِ ِه إِ َلى ُر ْك َبتِ ِه َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعامٍ‪َ ،‬و َما َب ْي َن‬

‫ُر ْك َبتِ ِه إِ َلى ُح ْج َزته َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعامٍ‪َ ،‬و َما َب ْي َن ُح ْج َزته إِ َلى َت ْر ُق َوتِ ِه َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة‬

‫َعامٍ‪َ ،‬و َما َب ْي َن َت ْر ُق َوتِ ِه إِ َلى َم ْو ِض ِع ال ُقرط َم ِس َير ُة َخ ْم ِس ِمائ َِة َعامٍ‪َ .‬و َما َف ْو َق َذل ِ َك َم ِس َير ُة‬

‫َخ ْم ِس ِمائ َِة َعامٍ‪َ ،‬و َج َهن َُّم ُم َجنِّ َب ُت ُه‪.‬‬

‫‪ - 108‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َعلِ ُّي ْب ُن ُم َح َّم ٍد ال َّطنَافسي َحدَّ َثنَا ا ْب ُن‬
‫س ب ِن الس َك ِن‪َ ،‬عن َعب ِد اهللِ‬ ‫يس‪َ ،‬س ِم ْع ُت َأبِي َي ْذ ُك ُر َع ِن ا ْل ِمن َْه ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ال ْب ِن َع ْم ٍرو‪َ ،‬ع ْن َق ْي ِ ْ‬ ‫إِ ْد ِر َ‬
‫ود‪{ :‬ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ} [سورة التحرمي‪َ ]8:‬ق َال‪َ :‬ع َلى َقدْ ِر َأ ْع َمال ِ ِه ْم َي ُم ُّر َ‬
‫ون‬ ‫ب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ْ ُ‬
‫ورا‬ ‫ور ُه مِ ْث ُل الن َّْخ َل ِة‪َ ،‬و َأ ْدن ُ‬
‫َاه ْم ُن ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ُه م ْث ُل ا ْل َج َبلِ‪َ ،‬ومن ُْه ْم َم ْن ُن ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َع َلى ِّ‬
‫الص َراط‪ ،‬من ُْه ْم َم ْن ُن ُ‬
‫ور ُه فِي إِ ْب َهامِ ِه َيت َِّقدُ َم َّر ًة َو ُي ْط َف ُأ ُأ ْخ َرى‪.‬‬
‫َم ْن ُن ُ‬

‫اع َيل ْاألَ ْح َم ِس ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو‬ ‫‪ - 109‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم َأي ًضا‪ :‬حدَّ َثنَا محمدُ بن إِسم ِ‬
‫ُ َ َّ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اس‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ل ْي َس َأ َحدٌ‬ ‫ان‪َ ،‬ع ْن ِع ْك ِر َمةَ‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫الحماين‪ ،‬حدَّ َثنَا ُع ْتب ُة بن ا ْلي ْق َظ ِ‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يحيى ِ‬
‫َ َْ‬
‫ور ُه‪َ ،‬فا ْل ُم ْؤمِ ُن ُم ْش ِف ٌق‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ورا َي ْو َم ا ْلق َيا َمة‪َ ،‬ف َأ َّما ا ْل ُمنَاف ُق َف ُي ْط َف ُأ ُن ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َأ ْه ِل الت َّْوحيد إِ َّال ُي ْع َطى ُن ً‬
‫ِ‬ ‫ور ا ْل ُمنَافِ ِقي َن‪َ ،‬ف ُه ْم َي ُقو ُل َ‬‫اء ُن ِ‬ ‫مِما يرى مِن إِ ْط َف ِ‬
‫ون‪َ :‬ر َّبنَا َأ ْتم ْم َلنَا ُن َ‬
‫ورنَا‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬

‫‪ - 110‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َس َل َم ُة ْب ُن َد ُاو َد ال ُعرضي َحدَّ َثنَا َأ ُبو‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪216‬‬
‫ان َق َال‪ُ :‬كن ُْت َجال ِ ًسا ِعنْدَ ُع َم َر ْب ِن َع ْب ِد ا ْل َع ِز ِيز‪َ ،‬ف َق َر َأ‪:‬‬
‫ون ْب ِن مِ ْه َر َ‬
‫ا ْلملِيحِ الر ِّقي‪َ ،‬عن ميم ِ‬
‫ْ َُْ‬ ‫َّ ُّ‬ ‫َ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ } [سورة التكاثر‪َ .]2-1:‬ف َلبِ َث ُهنَ ْي َه ًة َف َق َال‪َ :‬يا‬

‫ون‪َ ،‬ما َأ َرى ا ْل َم َقابِ َر إِ َّال ِز َي َارةً‪َ ،‬و َما ل ِ َّلزائِ ِر ُبد مِ ْن َأ ْن َي ْر ِج َع إِ َلى َمن ِْزل ِ ِه‪.‬‬
‫َم ْي ُم ُ‬

‫َق َال َأ ُبو ُم َح َّم ٍد‪َ :‬ي ْعنِي َأ ْن َي ْر ِج َع إِ َلى َمن ِْزل ِ ِه ‪-‬إِ َلى َجن ٍَّة َأ ْو ن ٍ‬
‫َار‪.‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫الر ْح َم ِن‪َ ،‬ع ْن ُس ْف َي َ‬ ‫‪ - 111‬قال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ْح َمدُ ْب ُن سنَان‪َ ،‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ َّ‬
‫اه ٍد‪ { :‬ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ } [سورة التني‪َ ]7:‬عنَى بِ ِه النَّبِ َّي‬ ‫ور َق َال‪ُ :‬ق ْل ُت لِمج ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َع ْن َمن ُْص ٍ‬

‫ان‪.‬‬‫اإلن َْس َ‬ ‫‪َ ‬ق َال‪َ :‬م َعاذ اهللِ! َعنَى بِ ِه ْ ِ‬

‫ان‪َ ،‬حدَّ َثنِي َي ِزيدُ ْب ُن ِذي َح َما َم َة َق َال‪ :‬إِ َذا َجا َء‬ ‫‪ - 112‬وقال ب ِقية بن ا ْلول ِ ِ‬
‫يد‪َ ،‬ع ْن َص ْف َو َ‬ ‫َ َّ ْ ُ َ‬

‫يم‪َ ،‬فال َّل ْي ُل َي َها ُب ُه‪َ ،‬وا َّل ِذي َخ َل َق ُه َأ َح ُّق َأ ْن‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الر ُّب ‪َ :‬غش َي ع َبادي َخ ْلقي ا ْل َعظ ُ‬
‫ال َّل ْي ُل َق َال َّ‬
‫اب‪َ .‬ر َوا ُه ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‬
‫َي َه َ‬
‫ار و ُك ِّل َشي َط ٍ‬
‫ان‬ ‫ْ‬ ‫اهلل بِ ُك ِّل َج َّب ٍ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ان ا ْل َج ْونِي‪ :‬إِ َذا ك َ‬
‫َان َي ْو ُم ا ْلق َيا َمة َأ َم َر ُ‬ ‫‪ - 113‬وقال َأ ُبو ِع ْم َر َ‬
‫ُّ‬
‫يد‪ُ ،‬ث َّم ُأمِ َر بِ ِه ْم إِ َلى َج َهن ََّم‪،‬‬
‫َان يخاف النَّاس فِي الدُّ ْنيا َشره‪َ ،‬ف ُأوثِ ُقوا فِي ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو ُك ِّل َم ْن ك َ َ‬
‫وها ‪َ -‬ق َال‪َ :‬ف َال َواهللِ َال َت ْست َِق ُّر َأ ْقدَ ا ُم ُه ْم َع َلى َق َر ٍار َأ َبدً ا‪،‬‬
‫وها َع َل ْي ِه ْم‪َ ،‬أ ْي‪َ :‬أ ْط َب ُق َ‬
‫ُث َّم َأ ْو َصدُ َ‬
‫اء َأ َبدً ا‪َ ،‬و َال َواهللِ َال َت ْلت َِقي ُج ُف ُ‬
‫ون َأ ْع ُين ِ ِه ْم َع َلى‬ ‫يم سم ٍ‬ ‫ِ‬
‫يها إِ َلى َأد ِ َ َ‬
‫و َال واهللِ َال ينْ ُظر َ ِ‬
‫ون ف َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫اب َأ َبدً ا‪َ .‬ر َوا ُه ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪.‬‬ ‫يها َب ِ‬
‫ار َد َش َر ٍ‬ ‫ض نَو ٍم َأبدً ا‪ .،‬و َال واهللِ َال ي ُذو ُق َ ِ‬
‫ون ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َغ ْم ِ ْ َ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪217‬‬

‫ِ‬
‫يم‪َ ،‬أ ْخ َب ْرنَا َح َّكام‪َ ،‬ع ْن ُع َمر‬ ‫اق ْب ُن إِ ْب َراه َ‬ ‫‪ - 114‬حدثنا َأ ْح َمدُ ْب ُن َس َل َمةَ‪َ ،‬حدَّ َثنَا إِ ْس َح ُ‬

‫اس َق ْو ُل ُه‪{ :‬ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬ ‫اه ٍد‪َ ،‬ع ْن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ث‪َ ،‬عن مج ِ‬


‫ْ ُ َ‬
‫وف‪َ ،‬عن َلي ٍ‬
‫ْ ْ‬
‫ب ِن معر ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬
‫ﲶ ﲷ ﲸ} [سورة املعارج‪َ ]4:‬ق َال‪ُ :‬منْت ََهى َأ ْم ِر ِه مِ ْن َأ ْس َف ِل ْاألَ َر ِضي َن إِ َلى ُمنْت ََهى َأ ْم ِر ِه من فوق‬

‫ف َسن ٍَة‪َ .‬ي ْعنِي بِ َذل ِ َك‪َ :‬تنزل‬ ‫َان مِ ْقدَ ُار ُه َأ ْل َ‬
‫ف َسن ٍَة َو َي ْو ٌم ك َ‬ ‫السموات مِ ْقدَ ُار َخ ْم ِسي َن َأ ْل َ‬

‫اح ٍد َف َذل ِ َك مِ ْقدَ ُار ُه‬


‫اء فِي يو ٍم و ِ‬ ‫ض إِ َلى السم ِ‬ ‫ض‪َ ،‬ومِ َن ْاألَ ْر ِ‬ ‫اء إِ َلى ْاألَ ْر ِ‬ ‫ْاألَم ِر مِن السم ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ َ َّ َ‬
‫ض مِ ْقدَ ُار َم ِس َير ِة َخ ْم ِس ِمائ َِة َسن ٍَة َخ ْم ُس ِمائ َِة َعامٍ‪،‬‬ ‫اء َو ْاألَ ْر ِ‬ ‫ف سن ٍَة؛ ِألَ َّن ما بين السم ِ‬
‫َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َأ ْل ُ َ‬
‫ف َعامٍ‪ ،‬وبين السم ِ‬
‫اء‬ ‫اء َخ ْم ُس ِمائ َِة َعامٍ‪َ ،‬ف َذل ِ َك َأ ْر َب َع َة َع َش َر َأ ْل َ‬ ‫اء إِ َلى السم ِ‬ ‫وبين السم ِ‬
‫َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ‬
‫ك َق ْو ُل ُه‪{ :‬ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ‬ ‫ف َعامٍ‪َ ،‬ف َذل ِ َ‬ ‫ش َم ِس َير ُة ِست ٍَّة َو َث َالثِي َن َأ ْل َ‬ ‫السابِ َع ِة َو َب ْي َن ا ْل َع ْر ِ‬
‫َّ‬
‫[سورة املعارج‪.]4:‬‬ ‫ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ}‬

‫يد َحدَّ َثنَا َز ْيدُ ْب ُن ا ْل ُح َب ِ‬


‫اب‪،‬‬ ‫‪ - 115‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو س ِع ٍ‬
‫يد يحيى بن س ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الس ْمحِ ا ْل َب ْص ِر ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َقبيل ُح َيي ْب ُن َهانِ ٍئ‪َ :‬أ َّن ُه َس ِم َع َع ْبدَ اهللِ ْب َن َع ْم ٍرو‬ ‫ِ‬
‫َحدَّ َثني َأ ُبو َّ‬
‫ول‪َ :‬ح َم َل ُة ا ْل َع ْر ُش َث َمانِ َيةٌ‪َ ،‬ما َب ْي َن ُموق َأ َح ِد ِه ْم إِ َلى ُم َؤ َّخ ِر َع ْين ِ ِه َم ِس َير ُة مِائ َِة َعامٍ‪.‬‬
‫َي ُق ُ‬
‫ص ب ِن َعب ِد اهللِ‬ ‫ِ‬
‫َب إِ َل َّي َأ ْح َمدُ ْب ُن َح ْف ِ ْ ْ‬‫‪ - 116‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي َق َال‪َ :‬كت َ‬
‫وسى ْب ِن ُع ْق َبةَ‪َ ،‬ع ْن ُم َح َّم ِد‬ ‫يم ْب ُن َط ْه َم َ‬
‫ان‪َ ،‬ع ْن ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّ ْي َسا ُب ِ‬
‫ور ُّي‪َ :‬حدَّ َثني َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا إِ ْب َراه ُ‬
‫ك مِ ْن‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ول اهللِ ‪َ " : ‬‬
‫أذن لِي َأ ْن ُأحدِّ َث ُكم َعن م َل ٍ‬ ‫ْب ِن ا ْل ُمنْ َك ِد ِر‪َ ،‬ع ْن َجابِ ٍر َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬

‫ش‪ُ :‬ب ْعدُ َما َب ْي َن َش ْح َم ِة ُأ ُذنِ ِه َو ُعنُ ِق ِه بِ َخ ْف ِق ال َّط ْي ِر َس ْب ُع ِمائ َِة َعا ٍم"‬
‫َح َملة ا ْل َع ْر ِ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪218‬‬
‫يد بن يحيى ب ِن س ِع ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان َو ُيو ُن ُس ْب ُن‬‫يد ا ْل َق َّط ُ‬ ‫‪ - 117‬فقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َسع ْ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫اح ِد بن سليم الس َل ِمي‪َ ،‬عن َع َط ٍ‬
‫اء‬ ‫يب َق َاال حدَّ َثنَا َأبو داود ال َّطيال ِ ِسي‪ ،‬حدَّ َثنَا َعبدُ ا ْلو ِ‬
‫َحبِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُّ ُّ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ُّ َ‬ ‫َ‬
‫ت َق َال‪َ :‬د َعانِي َأبِي ِح ِ‬
‫ين َح َض َر ُه‬ ‫‪ُ -‬هو ابن َأبِي رباحٍ ‪-‬حدَّ َثنِي ا ْلولِيدُ بن ُعباد َة ب ِن الصامِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ول اهللِ ‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫ول‪" :‬إِ َّن َأ َّو َل َما َخ َل َق ُ‬
‫اهلل ا ْل َق َل ُم‪َ ،‬ف َق َال َل ُه‪:‬‬ ‫ت َف َق َال‪ :‬إِنِّي َس ِم ْع ُت َر ُس َ‬
‫ا ْل َم ْو ُ‬

‫َان َو َما ُه َو كَائِ ٌن إِ َلى ْاألَ َب ِد"‬ ‫ب؟ َق َال‪ :‬ا ْك ُت ِ‬


‫ب ا ْل َقدَ َر َما ك َ‬ ‫ب‪َ .‬ق َال‪َ :‬يا َر ِّب َو َما َأ ْك ُت ُ‬
‫ا ْك ُت ْ‬

‫ش َع ْن َأبِي َظ ْبيان‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن‬ ‫‪ - 118‬عن َأ ْح َمدَ ْب ِن ِسنان‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُم َع ِ‬


‫او َيةَ‪َ ،‬ع ِن ْاألَ ْع َم ِ‬

‫ب؟ َق َال‪ :‬ا ْك ُت ِ‬


‫ب ال َقدَ ر‪.‬‬ ‫ب‪َ .‬ق َال‪َ :‬و َما َأ ْك ُت ُ‬ ‫اس َق َال‪َ :‬أ َّو ُل َما َخ َل َق ُ‬
‫اهلل ا ْل َق َل َم َق َال‪ :‬ا ْك ُت ْ‬ ‫َع َّب ٍ‬

‫السا َع ِة‪ُ .‬ث َّم َخ َل َق "الن َ‬


‫ُّون" َو َر َف َع ُب َخ َار‬ ‫ِ‬ ‫َفجرى بِما ي ُك ُ ِ ِ‬
‫ون م ْن َذل َك ا ْل َي ْو ِم إِ َلى َي ْو ِم ق َيا ِم َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ُّون َفماد ِ‬ ‫ت ْاألَر ُض َع َلى َظه ِر الن ِ‬ ‫ا ْلم ِ‬
‫اء‪ ،‬ف ُفتِقت مِنْه السماء‪ ،‬وب ِس َط ِ‬
‫ت‬ ‫اض َط َر َب الن ُ َ َ‬ ‫ُّون‪َ ،‬ف ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ج َب ِ‬
‫ال‪َ ،‬فإِن ََّها َل َت ْف َخ ُر َع َلى ْاألَ ْر ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ْاألَ ْر ُض‪َ ،‬ف ُأ ْثبِت َْت بِا ْل ِ‬

‫ان ْب ُن َع ْم ٍرو؛‬ ‫‪ - 119‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا َأبو ا ْليم ِ‬
‫ان‪َ ،‬حدَّ َثنَا َص ْف َو ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬

‫الر ُج َل َل َيتَّكِ ُئ‬ ‫ول‪ :‬إِ َّن رس َ ِ‬ ‫ك ال َّطائِي َي ُق ُ‬


‫أنه سمع الهيثم بن مال ِ ٍ‬
‫ول اهلل ‪َ ‬ق َال‪" :‬إِ َّن َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ت َع ْينُ ُه"‪.‬‬ ‫ا ْلم َّت َك َأ مِ ْقدَ ار َأرب ِعين سنَ ًة ما يتَحو ُل َعنْه و َال يم ُّله‪ ،‬ي ْأتِ ِ‬
‫يه َما ْاشت ََه ْت َن ْف ُس ُه َو َل َّذ ْ‬ ‫ُ َ ََ ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫ُ‬
‫ان ب ِن ا ْلم ِغير ِة‪َ ،‬عن َثابِ ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫ت َق َال‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ - 120‬وحدثنا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُهدْ َبة ْب ُن َخالد‪َ ،‬ع ْن ُس َل ْي َم َ ْ ُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ُج َل َل َيتَّك ُئ في ا ْل َجنَّة َس ْبعي َن َسنَةً‪ ،‬عنْدَ ُه م ْن َأ ْز َواجه َو َخدَ مه َو َما َأ ْع َطا ُه ُ‬
‫اهلل‬ ‫َب َل َغنَا َأ َّن َّ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪219‬‬

‫آه َّن َق ْب َل َذل ِ َك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مِ َن ا ْل َك َرا َم ِة َوالن َِّع ِ‬


‫يم‪َ ،‬فإِ َذا َحان َْت منْ ُه َن ْظ َر ٌة َفإِ َذا َأ ْز َو ٌ‬
‫اج َل ُه َل ْم َي ُك ْن َر ُ‬
‫آن َل َك َأ ْن َت ْج َع َل َلنَا مِن َْك ن َِصي ًبا‪.‬‬
‫َف َي ُق ْل َن‪َ :‬قدْ َ‬

‫ين ي ْك ُتب ا ْل َخير‪ ،‬و ُهو َأمِير َع َلى ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 121‬وقال ْاألَ ْحن ُ‬
‫اح ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ٌ‬ ‫ب ا ْل َيم ِ َ ُ‬ ‫َف ْب ُن َق ْي ٍ‬
‫س‪َ :‬صاح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش َم ِ‬
‫اهلل َت َعا َلى ن ََها ُه َأ ْن َي ْك ُت َب َها‪،‬‬ ‫اب ا ْل َع ْبدُ َخطي َئ ًة َق َال َل ُه‪َ :‬أ ْمس ْك‪َ ،‬فإِن ْ‬
‫اس َت ْغ َف َر َ‬ ‫ال‪َ ،‬فإِ ْن َأ َص َ‬ ‫ِّ‬

‫َوإِ ْن َأ َبى َك َت َب َها‪َ .‬ر َوا ُه ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪َ ،‬حدَّ َثنَا إسماعيل‬ ‫‪ - 122‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ْح َمدُ ْب ُن إِ ْب َراه َ‬
‫ِ‬
‫بن ُع َّلية‪ ،‬عن يونس ابن ُع َب ْيد‪َ ،‬ع ْن ُحميد ْب ِن ه َال ٍل َق َال‪َ :‬ق َال َأ ُبو ُب ْر َدة‪َ :‬ق َال َأ ُبو ُم َ‬
‫وسى‪:‬‬

‫اب‪َ ،‬ف َي ْع ِر ُض َع َل ْي ِه َر ُّب ُه ‪َ - -‬ع َم َل ُه‪َ ،‬ف َي ْج َحدُ َو َي ُق ُ‬


‫ول‪:‬‬ ‫ويدْ َعى ا ْل َكافِر وا ْلمنَافِ ُق ل ِ ْل ِ‬
‫ح َس ِ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫ول َل ُه ا ْل َم َل ُك‪َ :‬أ َما َع ِم ْل َت‬
‫َب َع َلي َه َذا ا ْل َم َل ُك َما َل ْم َأ ْع َم ْل! َف َي ُق ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫دْ‬ ‫َأ ْي َر ِّب‪َ ،‬و َع َّزتِ َك َل َ‬
‫ق‬

‫ول‪َ :‬ال َو ِع َّزتِ َك‪َ ،‬أ ْي َر ِّب َما َع ِم ْل ُت ُه‪َ [ .‬ق َال] َفإِ َذا‬ ‫ك ََذا‪ ،‬فِي يو ِم ك ََذا‪ ،‬فِي م َك ِ‬
‫ان ك ََذا؟ َف َي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫يه ‪َ -‬ق َال ْاألَ ْشع ِري‪َ :‬فإِنِّي َألَحسب َأو َل ما ينْطِ ُق مِنْه َف ِ‬
‫خ َذ ُه ا ْل ُي ْمنَى‪.‬‬ ‫َفع َل َذل ِ َك ُختِم َع َلى فِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ُ َّ َ َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬
‫‪ - 123‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا موسى بن إِسم ِ‬
‫اع َيل‪َ ،‬حدَّ َثنَا َح َّما ٌد‪،‬‬ ‫ُ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫يس ‪َ -‬ع َل ْي ِه َل َعائِ ُن اهللِ‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأ ْخ َب ْرنَا َثابِ ٌت َو ُح َم ْيدٌ ‪َ ،‬ع ْن َع ْبد اهلل ْب ِن ُع َب ْيد ْب ِن ُع َم ْي ٍر َق َال‪ :‬إِ َّن إِ ْبلِ َ‬
‫َق َال‪َ :‬يا َر ِّب‪ ،‬إِن ََّك َأ ْخ َر ْجتَنِي مِ َن ا ْل َجن َِّة مِ ْن َأ ْج ِل آ َد َم‪َ ،‬وإِنِّي َال َأ ْستَطِي ُع ُه إِ َّال بِ ُس ْل َطانِ َك‪.‬‬

‫َق َال‪َ :‬ف َأن َْت ُم َس َّل ٌط‪َ .‬ق َال‪َ :‬يا َر ِّب‪ِ ،‬ز ْدنِي‪َ .‬ق َال‪َ :‬ال ُيو َلدُ َل ُه َو َلدٌ إِ َّال ُولِدَ َل َك مِ ْث ُل ُه‪َ .‬ق َال‪َ :‬يا‬

‫ون مِن ُْه ْم َم ْج َرى الدَّ مِ‪َ .‬ق َال‪َ :‬يا‬ ‫ور ُه ْم َم َساكِ َن َل ُك ْم‪َ ،‬و َت ْج ُر َ‬ ‫ِ‬
‫َر ِّب‪ِ ،‬ز ْدني‪َ .‬ق َال‪َ :‬أ ْج َع ُل ُصدُ َ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪220‬‬
‫ال َو ْاألَ ْو َال ِد‪،‬‬
‫ارك ُْه ْم فِي ْاألَ ْم َو ِ‬
‫ب َع َل ْي ِه ْم بِ َخ ْيلِ َك َو َر ِجلِ َك‪َ ،‬و َش ِ‬ ‫ِ‬
‫َر ِّب‪ِ ،‬ز ْدني‪َ .‬ق َال‪َ :‬أ ْجلِ ْ‬
‫ِ‬ ‫َو ِعدْ ُه ْم َو َما َي ِعدُ ُه ُم َّ‬
‫الس َال ُم] َيا َر ِّب‪َ ،‬قدْ َس َّل ْط َت ُه‬ ‫ان إِ َّال ُغ ُر ً‬
‫ورا‪َ .‬ف َق َال آ َد ُم [ َع َل ْيه َّ‬ ‫الش ْي َط ُ‬

‫َع َل َّي‪َ ،‬وإِنِّي َال َأ ْمتَن ِ ُع [مِنْ ُه] إِ َّال بِ َك‪َ .‬ق َال‪َ :‬ال ُيو َلدُ َل َك َو َلدٌ إِ َّال َو َّك ْل ُت بِ ِه َم ْن َي ْح َف ُظ ُه مِ ْن‬

‫احدَ ٌة َأ ْو‬ ‫وء‪َ .‬ق َال‪ :‬يا رب‪ِ ،‬زدنِي‪َ .‬ق َال‪ :‬ا ْلحسنَ ُة َع َشر َأو َأ ِزيدُ ‪ ،‬والسي َئ ُة و ِ‬ ‫َاء الس ِ‬ ‫ُقرن ِ‬
‫َ َّ ِّ َ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫وح فِي ا ْل َج َس ِد‪َ .‬ق َال‪:‬‬
‫الر ُ‬ ‫وح َما ك َ‬
‫َان ُّ‬
‫ِ‬
‫اب الت َّْو َبة َم ْف ُت ٌ‬
‫ِ‬
‫وها‪َ .‬ق َال‪َ :‬يا َر ِّب‪ِ ،‬ز ْدني‪َ .‬ق َال‪َ :‬ب ُ‬
‫َأ ْم ُح َ‬
‫َيا َر ِّب‪ِ ،‬ز ْدنِي‪َ .‬ق َ‬
‫ال‪ { :‬ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞﲟ‬

‫ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ } [سورة الزمر‪.]53:‬‬
‫‪ - 124‬قال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ ا ْل َع ِز ِيز ْب ُن ا ْل ُم ِغ َير ِة [ا ْل َب ْص ِر ُّي]‪،‬‬

‫الص َّف َار ‪َ -‬س ِم ْع ُت َأ َبا َم ْع َم ٍر ‪َ -‬ي ْعنِي‪َ :‬ع ْو َن ْب َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َحدَّ َثنَا َح َّما ُد ْب ُن َوا َقد ‪َ -‬ي ْعني‪َ :‬أ َبا ُع َم َر َّ‬

‫ي ‪َ -‬أ َّن ُه َت َال َه ِذ ِه اآلية‪{ :‬ﲮ ﲯ ﲰ‬ ‫ِ‬


‫ث َع ِن ا ْل َح َس ِن ‪َ -‬ي ْعني‪ :‬ا ْل َب ْص ِر َّ‬
‫َم ْع َم ٍر ‪ُ -‬ي َحدِّ ُ‬

‫اق ال َّط َرائِ ِق‬


‫ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ} [سورة األحزاب‪َ ]72:‬ق َال‪َ :‬عر َض َها َع َلى الس ْب ِع ال ِّط َب ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ا ْلعظِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪َ ،‬فق َيل َل َها‪َ :‬ه ْل َت ْحملِي َن ْاألَ َما َن َة َو َما ف َ‬
‫يها؟‬ ‫ا َّلتي ُز ِّين َْت بِالن ُُّجومِ‪َ ،‬و َح َم َلة ا ْل َع ْر ِ َ‬
‫ت ُعوقِب ِ‬
‫ْت ج ِزيت‪ ،‬وإِ ْن َأس ْأ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ .‬قا َل ْت‪َ :‬ال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يها؟ َق َال‪ :‬ق َيل َل َها‪ :‬إِ ْن َأ ْح َسن ُ‬
‫َقا َل ْت‪َ :‬و َما ف َ‬
‫اد‪ ،‬و ُذ ِّل َل ْت بِا ْل ِمه ِ‬
‫ِ‬ ‫اد‪ ،‬ا َّلتِي ُشدَّ ْ‬
‫الشدَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ت بِ ْاألَ ْو َت َ‬ ‫ُث َّم َع َر َض َها َع َلى ْاألَ ْرضي َن َّ‬
‫الس ْب ِع ِّ‬
‫َف ِق َيل َلها‪َ :‬ه ْل َتح ِملِين ْاألَما َن َة وما فِيها؟ َقا َل ْت‪ :‬وما فِيها؟ َق َال‪ :‬قِ َيل َلها‪ :‬إِ ْن َأحسن ِ‬
‫ْت‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الش َوامِخِ‬
‫الش ِّم َّ‬ ‫ج َب ِ‬
‫ال ُّ‬ ‫ت ُعوقِب ِ‬
‫ت‪َ .‬قا َل ْت‪َ :‬ال‪ُ .‬ث َّم َع َر َض َها َع َلى ا ْل ِ‬ ‫ْ‬
‫يت‪ ،‬وإِ ْن َأس ْأ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ج ِز ِ‬
‫ُ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪221‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬ق َال‪ :‬ق َيل َل َها‪َ :‬ه ْل َت ْحملِي َن ْاألَ َما َن َة َو َما ف َ‬
‫يها؟ َقا َل ْت‪َ :‬و َما ف َ‬
‫يها؟‬ ‫الص َال ِ‬ ‫الص َع ِ‬
‫اب ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ت ُعوقِب ِ‬
‫يت‪ ،‬وإِ ْن َأس ْأ ِ‬
‫ْت ج ِز ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ .‬قا َل ْت‪َ :‬ال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َق َال‪ :‬ق َيل َل َها‪ :‬إِ ْن َأ ْح َسن ُ‬

‫‪ - 125‬قال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا محمد بن عيسى بن الطباع‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬

‫اح َث َمانِ َيةٌ‪َ ،‬أ ْر َب َع ٌة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫ُه َش ْيم ‪َ ،‬ع ْن َي ْع َلى ْب ِن َع َطاء‪َ ،‬ع ِن َأبِيه َع ْن َع ْبد اهلل ْب ِن َع ْم ٍرو‪َ ،‬ق َال‪ِّ :‬‬
‫الر َي ُ‬
‫ات َوا ْل ُم ْر َس َال ُ‬
‫ت‬ ‫ات َوا ْل ُم َب ِّش َر ُ‬ ‫مِنْها رحمةٌ‪ ،‬و َأربع ٌة َع َذاب‪َ ،‬ف َأما الرحم ُة َفالن ِ‬
‫َّاش َر ُ‬ ‫َّ َّ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ َ َ ََْ‬
‫ف وا ْل َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذ ِار َي ُ‬
‫ف‪،‬‬
‫اص ُ‬ ‫الص ْر َص ُر‪َ ،‬و ُه َما في ا ْل َب ِّر‪َ ،‬وا ْل َعاص ُ َ‬
‫يم َو َّ‬ ‫ات‪َ .‬و َأ َّما ا ْل َع َذ ُ‬
‫اب َفا ْل َعق ُ‬ ‫َو َّ‬

‫الر ْح َم ِة َف َج َع َل ُه َر َخا ًء َو َر ْح َم ًة َو ُب ْش َرى َب ْي َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َو ُه َما في ا ْل َب ْح ِر [ َفإِ َذا َشا َء ‪َ ‬ح َّر َك ُه بِ َح َركَة َّ‬
‫اب ُت َل ِّق ُح ُه بِ َح ْملِ ِه ا ْل َما َء‪ ،‬ك ََما ُي َل ِّق ُح َّ‬
‫الذك َُر ْاألُ ْن َثى بِا ْل َح ْملِ‪،‬‬ ‫لس َح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫رحمته‪َ ،‬و َالق ًحا ل َّ‬
‫َيدَ ْي ْ‬
‫يما‪َ ،‬و َج ْع َل ُه نِ ْق َم ًة َع َلى‬‫ِ‬
‫يما‪َ ،‬و َأ ْو َد َع ُه َع َذا ًبا َأل ً‬
‫ِ‬ ‫َوإِ ْن َشا َء َح َّر َك ُه بِ َح َرك َِة ا ْل َع َذ ِ‬
‫اب َف َج َع َل ُه َعق ً‬
‫اح ُم ْختَلِ َف ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َم ْن َي َشا ُء م ْن ع َباده‪َ ،‬ف َي ْج َع ُل ُه َص ْر َص ًرا َو َعات ًيا َو ُم ْفسدً ا ل َما َي ُم ُّر َع َل ْيه‪َ ،‬و ِّ‬
‫الر َي ُ‬
‫اختِ َال ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫وب‪َ ،‬و ِش َم ٌال‪َ ،‬وفِي َمنْ َف َعتِ َها َو َت ْأثِ ِير َها َأ ْع َظ َم ْ‬ ‫ِ‬
‫ور‪َ ،‬و َجنُ ٌ‬
‫في َم َها ِّب َها‪َ :‬ص ًبا َو َد ُب ٌ‬
‫ان‪َ ،‬و ُأ ْخ َرى ُت َج ِّف ُف ُه‪َ ،‬و ُأ ْخ َرى ُت ْهلِ ُك ُه‬ ‫ان ا ْلحيو ِ‬
‫ات َو َأ ْبدَ َ َ َ َ‬ ‫َف ِر ٌ‬
‫يح َل ِّينَ ٌة َر ْط َب ٌة ُت َغ ِّذي النَّ َب َ‬

‫وهنُ ُه َو ُت ْض ِع ُف ُه‪.‬‬
‫و ُتعطِبه‪ ،‬و ُأ ْخرى ُتسيره و َتص ُلبه‪ ،‬و ُأ ْخرى ُت ِ‬
‫َ ِّ ُ ُ َ ْ ُ ُ َ َ‬ ‫َ ْ ُُ َ َ‬
‫‪ - 126‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َس َل َم َة َو َع ِ‬
‫ار ٌم َق َاال َحدَّ َثنَا َثابِ ٌت ‪-‬‬

‫ان َق َال‪ُ :‬ي ْع َطى َر ُج ٌل‬


‫ان‪َ ،‬ع ْن َس ْل َم َ‬ ‫يعنِي‪ :‬ابن ي ِزيدَ َأبو َزي ٍد ‪-‬حدَّ َثنَا َع ِ‬
‫اص ٌم‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُع ْث َم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫حي َف َت ُه َف َي ْق َر ُأ َأ ْع َال َها‪َ ،‬فإِ َذا َس ِّي َئا ُت ُه ‪َ ،‬فإِ َذا كَا َد َي ُسو ُء َظنُّ ُه َن َظ َر فِي َأ ْس َفلِ َها َفإِ َذا‬
‫يوم ا ْل ِقيام ِة ص ِ‬
‫َْ َ َ َ َ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪222‬‬
‫حسنَا ُته‪ُ ،‬ثم ينْ ُظر فِي َأ ْع َال َها َفإِ َذا ِهي َقدْ بدِّ َل ْت حسن ٍ‬
‫َات‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ َّ َ ُ‬

‫وسى‬
‫ان ْب ُن ُم َ‬ ‫‪ - 127‬وقال َأ ْي ًضا‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ِه َشا ُم ْب ُن َع َّم ٍ‬
‫ار‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُس َل ْي َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الز ْه ِر ُّي َأ ُبو َد ُاو َد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو ال َعنْ َبس‪َ ،‬ع ْن َأبِيه‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َق َال‪َ :‬ل َي ْأتي َّن ُ‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫ُّ‬

‫ات‪ ،‬قِ َيل‪َ :‬م ْن ُه ْم َيا َأ َبا ُه َر ْي َرةَ؟ َق َال‪:‬‬


‫َاس يوم ا ْل ِقيام ِة ر َأوا َأنَّهم َق ِد اس َت ْك َثروا مِن السي َئ ِ‬
‫َ َّ ِّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫بِ ُأن ٍ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫ا َّل ِذين يبدِّ ُل اهلل سي َئاتِ ِهم حسن ٍ‬
‫َات‪.‬‬ ‫ُ َ ِّ ْ َ َ‬ ‫َ َُ‬

‫‪ - 128‬وقال َأ ْي ًضا‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ اهللِ ْب ُن َأبِي زياد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َس َّيار‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬
‫اب مع ِ‬ ‫ف ‪-‬وك َ ِ‬
‫الضي ِ‬
‫اذ ْب ِن َج َب ٍل ‪َ -‬ق َال‪:‬‬ ‫َان م ْن َأ ْص َح ِ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫جعفر‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َح ْم َزةَ‪َ ،‬ع ْن َأبِي َّ ْ‬
‫الشاكِ ِري َن‪ُ ،‬ث َّم ا ْل َخائِ ِفي َن‪ُ ،‬ث َّم‬
‫َاف‪ :‬ا ْل ُمت َِّقي َن‪ُ ،‬ث َّم َّ‬
‫يدْ ُخ ُل َأ ْه ُل ا ْلجن َِّة ا ْلجنَّ َة َع َلى َأربع ِة َأصن ٍ‬
‫ََْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين؟ َق َال‪ِ :‬ألَنَّهم َع ِم ُلوا ا ْلحسن ِ‬ ‫اب ا ْل َي ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ا ْل َي ِم ِ‬
‫َات‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ين‪ُ .‬ق ْل ُت‪ :‬ل َم ُس ُّموا َأ ْص َح َ‬ ‫َأ ْص َح ِ‬

‫ات‪َ ،‬ف ُأ ْع ُطوا ُك ُت َب ُه ْم بِ َأ ْي َمانِ ِه ْم‪َ ،‬ف َق َر ُؤوا َس ِّي َئاتِ ِه ْم َح ْر ًفا َح ْر ًفا ‪َ -‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر َّبنَا‪َ ،‬ه ِذ ِه‬‫والسي َئ ِ‬
‫َ َّ ِّ‬
‫َات‪َ ،‬ف ِعنْدَ َذل ِ َك‬
‫ات وجع َلها حسن ٍ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫سي َئا ُتنَا‪َ ،‬ف َأين حسنَا ُتنَا؟‪َ .‬ف ِعنْدَ َذل ِ َك محا اهلل السي َئ ِ‬
‫َ َ ُ َّ ِّ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ ِّ‬
‫َقا ُلوا‪{ :‬ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ} [سورة احلاقة‪َ ،.]19:‬ف ُه ْم َأ ْك َث ُر َأ ْه ِل ا ْل َجن َِّة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ف‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُف َض ْي ُل ‪-‬‬ ‫وس َ‬‫‪ - 129‬وقال ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ْح َمدُ ْب ُن ُي ُ‬
‫ازمٍ‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة‬ ‫اض‪َ -‬ع ْن َل ْيث‪َ ،‬ع ْن َط ْل َح َة ْب ِن ُم َص ِّرف‪َ ،‬ع ْن َأبِي َح ِ‬ ‫َي ْعنِي‪ :‬ا ْب َن ِع َي ٍ‬

‫ول‪َ :‬ر ِّب‪،‬‬ ‫َق َال‪ :‬إِ َذا ُو ِض َع ‪َ -‬ي ْعنِي‪ :‬ا ْل َكافِ َر‪-‬فِي َق ْب ِر ِه‪َ ،‬ف َي َرى َم ْق َعدَ ُه مِ َن الن ِ‬
‫َّار‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َي ُق ُ‬

‫وب َو َأ ْع َم ُل َصال ِ ًحا‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف ُي َق ُال‪َ :‬قدْ ُع ِّمرت َما ُكن َْت ُم َع َّمرا‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف ُي َض َّي ُق‬ ‫ِ‬
‫ْار ِج ُعون َأ ُت ُ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪223‬‬
‫وش‪َ ،‬ينَا ُم َو َي ْف َز ُع‪َ ،‬ت ْه ِوي إِ َل ْي ِه َه َوا ّم ْاألَ ْر ِ‬
‫ض َو َح َّيا ُت َها‬ ‫َع َل ْي ِه َق ْب ُر ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ف ُه َو كَا ْل َمن ُْه ِ‬
‫َو َع َق ِ‬
‫ار ُب َها‪.‬‬

‫يم ْاألَ ْو ِد ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُش َر ْي ُح‬ ‫‪ - 130‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأ ْح َمدُ ْب ُن ُع ْث َم َ‬
‫ان ْب ِن َحكِ ٍ‬

‫اق‪َ ،‬ع ْن َعامِ ِر ْب ِن َس ْع ٍد‬ ‫ف‪َ ،‬عن َأبِ ِ‬


‫يه‪َ ،‬ع ْن َأبِي إِ ْس َح َ‬ ‫ْ‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬
‫ْب ُن َم ْس َل َم َة َحدَّ َثنَا إِ ْب َراه ُ‬
‫يم ْب ُن ُي ُ‬
‫ي فِي َق ْول ِ ِه َت َعا َلى‪{ :‬ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ‬ ‫ا ْل َب َجلِي‪َ ،‬ع ْن َأبِي َقتَا َد َة ْاألَن َْص ِ‬
‫ار ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ات ُأ ْجلِ َس فِي‬
‫ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧﱨ} [سورة إبراهيم‪ْ ]27:‬اآل َيةَ‪َ ،‬ق َال‪ :‬إِ َّن ا ْل ُم ْؤمِ َن إِ َذا َم َ‬

‫ول‪ُ :‬م َح َّمدُ ْب ُن َع ْب ِد اهللِ‪.‬‬


‫اهلل‪َ .‬ف ُي َق ُال َل ُه‪َ :‬م ْن َنبِ ُّي َك؟ َف َي ُق ُ‬
‫ول‪ُ :‬‬‫َق ْب ِر ِه‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه‪َ :‬م ْن َر ُّب َك؟ َف َي ُق ُ‬
‫َّار‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه‪ :‬ا ْن ُظ ْر إِ َلى َمن ِْزل ِ َك فِي الن ِ‬
‫َّار‬ ‫اب إِ َلى الن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َف ُي َق ُال َل ُه في َذل َك َم َّرات‪ُ .‬ث َّم ُي ْفت َُح َل ُه َب ٌ‬
‫اب إِ َلى ا ْل َجن َِّة‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه‪ :‬ا ْن ُظ ْر إِ َلى َمن ِْزل ِ َك [مِ َن ا ْل َجن َِّة إِ ْذ َث َب َّت‪.‬‬
‫َل ْو ُز ْغت ُث َّم ُي ْفت َُح َل ُه َب ٌ‬
‫ات ا ْل َكافِ ُر ُأ ْجلِ َس فِي َق ْب ِر ِه‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه‪َ :‬م ْن َر ُّب َك؟ َم ْن َنبِ ُّي َك؟ َف َي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ال َأ ْد ِري‪،‬‬ ‫َوإِ َذا َم َ‬

‫اب إِ َلى ا ْل َجن َِّة‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه‪:‬‬


‫ون‪َ .‬ف ُي َق ُال َل ُه‪َ :‬ال َد َر ْي َت‪ُ .‬ث َّم ُي ْفت َُح َل ُه َب ٌ‬ ‫ُكن ُْت َأ ْس َم ُع الن َ‬
‫َّاس َي ُقو ُل َ‬

‫َّار‪َ ،‬ف ُي َق ُال َل ُه‪ :‬ا ْن ُظ ْر إِ َلى َمن ِْزل ِ َك إِ ْذ‬


‫اب إِ َلى الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْن ُظ ْر إِ َلى َمن ِْزل َك] َل ْو َث َب َّت‪ُ ،‬ث َّم ُي ْفت َُح َل ُه َب ٌ‬
‫ك َق ْول ِ ِه َت َعا َلى‪ { :‬ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ‬
‫ُز ْغ َت َف َذل ِ َ‬

‫[سورة إبراهيم‪]27:‬‬ ‫ﱧﱨ }‬

‫‪ - 131‬وقال َأ ْي ًضا‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َع ْم ُرو ْب ُن َعلِ ٍّي‪َ ،‬حدَّ َثنِي َس َل َم ُة ْب ُن َت َّمامٍ‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬
‫ب‪َ ،‬عن َعائِ َشةَ‪َ ،‬أنَّها َقا َل ْت‪ :‬وي ٌل ِألَ ْه ِل ا ْلمع ِ‬
‫اصي مِ ْن‬ ‫َعلِي ب ِن َزي ٍد‪َ .‬عن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن ا ْل ُم َس َّي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ ْ ْ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪224‬‬
‫ات ُسو ٌد ‪َ -‬أ ْو‪ُ :‬د ُهم‪َ -‬ح َّي ٌة ِعنْدَ َر ْأ ِس ِه‪َ ،‬و َح َّي ٌة‬ ‫ور!! َتدْ ُخ ُل َع َل ْي ِه ْم فِي ُق ُب ِ‬
‫ور ِه ْم َح َّي ٌ‬ ‫َأ ْه ِل ا ْل ُق ُب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِعنْدَ ِرج َلي ِه‪ ،‬ي ْقرصانِ ِه حتَّى ي ْلت َِقيا فِي وسطِ ِه‪َ ،‬ف َذل ِ َك ا ْلع َذ ِ‬
‫اب في ا ْل َب ْر َزخِ ا َّلذي َق َال ُ‬
‫اهلل‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ ْ َ ُ َ‬
‫[سورة املؤمنون‪]100:‬‬ ‫َت َعا َلى‪{ :‬ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ}‬

‫‪ - 132‬قال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا ا ْلمسيب بن و ِ‬
‫اضحٍ بِ َم َّكةَ‪َ ،‬حدَّ َثنَا ا ْب ُن‬ ‫ُ َ َّ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َح َر ُة ُس َّجدً ا ُرفعت َل ُه ُم ا ْل َجنَّ ُة َحتَّى َن َظ ُروا‬ ‫ا ْل ُم َب َارك َق َال‪َ :‬ق َال ْاألَ ْو َزاع ُّي‪َ :‬ل َّما َّ‬
‫خر َّ‬
‫إِ َل ْي َها‪.‬‬

‫اع ُيل ْب ُن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ُس َل ْي َم َ‬


‫ان‪َ ،‬ع ْن‬ ‫يد ب ِن س َّالمٍ‪ :‬حدَّ َثنَا إِسم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫‪ - 133‬قال‪ :‬و ُذكر َع ْن َسع ْ َ‬
‫س‪َ ،‬عن س ِع ِ‬
‫يد ْب ِن ُج َب ْي ٍر َق ْو َل ُه‪{ :‬ﱻ ﱼ ﱽ} [سورة طه‪َ ]70:‬ق َال‪َ :‬ر َأ ْوا‬ ‫َسال ِ ٍم ْاألَ ْف َط ِ‬
‫ْ َ‬
‫ود ِهم‪ .‬وك ََذا َق َال ِع ْك ِرم ُة وا ْل َق ِ‬
‫َاز َلهم ُتبنَى َلهم و ُهم فِي سج ِ‬
‫اس ُم ْب ُن َأبِي َب َّزة‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َمن ِ ُ ْ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ - 134‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو ا ْل َوليد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ َّ‬
‫الر ْح َم ِن ْب ُن‬
‫ول اهللِ‬
‫َاد‪َ ،‬ع ْن َصالِحٍ َم ْو َلى الت َّْوأمة‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُه َر ْي َرةَ‪َ ، ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫الزن ِ‬
‫َأبِي ِّ‬

‫وز ُن بِ َح َّب ٍة َف َال َي ِز ُن َها"‪َ .‬ق َال‪َ :‬و َق َر َأ‪:‬‬ ‫وب ا ْل َعظِ ِ‬
‫يم‪َ ،‬ف ُي َ‬ ‫الش ُر ِ‬ ‫الر ُج ِل ْاألَ ُك ِ‬
‫ول َّ‬ ‫‪ُ ":‬ي ْؤ َتى بِ َّ‬
‫[سورة الكهف‪]105:‬‬ ‫{ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ}‬

‫‪ - 135‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحاتِ ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َعلِ ُّي ْب ُن ُم َح َّم ٍد ال َّطنَافِ ِس ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا‬

‫ُح َس ْي ٌن ا ْل ُج ْع ِفي‪َ ،‬ع ْن َزائِدَ ةَ‪ ،‬عن هشام‪َ ،‬ع ِن ا ْل َح َس ِ‬


‫ن َق ْو ُل ُه‪{ :‬ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ‬
‫ُّ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪225‬‬

‫ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬

‫ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ‬

‫ﲜ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ} [سورة النساء‪ْ .]57-56:‬اآل َيةَ‪َ .‬ق َال‪:‬‬


‫ﲛ ﲝ‬
‫ف مر ٍة‪َ .‬ق َال حسين‪ :‬و َزاد فِ ِ‬
‫يه ُف َض ْي ٌل َع ْن ِه َشا ٍم َع ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ْ ٌ َ َ‬ ‫ُتنْض ُج ُه ْم في ا ْل َي ْو ِم َس ْبعي َن َأ ْل َ َ َّ‬
‫ا ْل َح َس ِن‪ُ :‬ك َّل َما َأن َْض َجت ُْه ْم َف َأ َك َل ْت ُل ُحو َم ُه ْم قِ َيل َل ُه ْم‪ُ :‬عو ُدوا َف َعا ُدوا‪.‬‬
‫ص ب ِن ِغي ٍ‬
‫اث‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأبِي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ - 136‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا ُع َم ُر ْب ُن َح ْف ِ ْ َ‬
‫ت ا ْل ُبنَانِ ِّي َق َال‪َ :‬د َخ ْل ُت َم َع َأبِي‬
‫َعن َأبِي جع َف ٍر الر ِازي‪ ،‬حدَّ َثنِي حميد ال َّط ِو ُيل‪َ ،‬عن َثابِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ ِّ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ا ْل َعال ِ َي ِة فِي َي ْو ٍم َمطِ ٍير‪َ ،‬و ُط ُر ُق ا ْل َب ْص َر ِة َق ِذ َرةٌ‪َ ،‬ف َص َّلى‪َ ،‬ف ُق ْل ُت َل ُه‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال‪{ :‬ﱾ ﱿ ﲀ‬
‫ﲁ ﲂ ﲃ} [سورة الفرقان‪َ ]48:‬ق َال‪َ :‬طهره ماء السم ِ‬
‫اء‪.‬‬ ‫َّ َ ُ َ ُ َّ َ‬
‫‪ - 137‬وقال َأي ًضا‪ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا َأبو س َلمةَ‪ ،‬حدَّ َثنَا و َهيب َعن داود‪َ ،‬عن س ِع ِ‬
‫يد‬ ‫ْ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب فِي َه ِذ ِه ْاآل َي ِة‪{ :‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ} [سورة الفرقان‪َ ]48:‬ق َال‪َ :‬أن َْز َل ُه‬ ‫ْب ِن ا ْل ُم َس َّي ِ‬
‫اهلل ماء َط ِ‬
‫اه ًرا َال ُين َِّج ُس ُه َش ْي ٌء‪.‬‬ ‫ُ َ ً‬

‫يم ْب ُن َأبِي َح ْم َزةَ‪َ ،‬حدَّ َثنَا َحاتِ ٌم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ - 138‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا إِ ْب َراه ُ‬
‫َار‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن ُع َم َر؛ َأ َّن رجال أتاه يسأله عن‬ ‫َع ْن َح ْم َز َة ْب ِن َأبِي ُم َح َّم ٍد‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ِدين ٍ‬

‫ب إِ َلى َذل ِ َك‬ ‫السموات َو ْاألَ ْر ِ‬


‫ض {ﲊ ﲋ ﲌﲍ} [سورة األنبياء‪ ]30:‬؟‪َ .‬ق َال‪ :‬ا ْذ َه ْ‬
‫ب إِ َلى ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ِ‬
‫اس فسأله‪ .‬فقال‬ ‫اس َأ ْل ُه‪ُ ،‬ث َّم َت َع َال َف َأ ْخبِ ْرني بِ َما َق َال َل َك‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َذ َه َ‬
‫الش ْيخِ َف ْ‬
‫َّ‬
‫باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما‬
‫‪226‬‬

‫ابن عباس‪ :‬نعم‪ ،‬كانت السموات َر ْت ًقا َال ُت ْمطِ ُر‪َ ،‬وكَان َْت ْاألَ ْر ُض َر ْت ًقا َال ُتنْبِ ُت‪.‬‬

‫الر ُج ُل إِ َلى ا ْب ِن ُع َم َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َف َل َّما َخ َل َق ل ِ ْألَ ْر ِ‬


‫ض َأ ْه ًال َفت ََق َهذه بِا ْل َم َط ِر‪َ ،‬و َفت َْق َهذه بِالنَّ َبات‪َ .‬ف َر َج َع َّ‬
‫آن ِع ْل ًما‪َ ،‬صدَ َق‬ ‫اس َقدْ ُأوتِي فِي ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َف َأ ْخ َب َر ُه‪َ ،‬ف َق َال ا ْب ُن ُع َم َر‪ْ :‬اآل َن َقدْ َعلِ ْم ُت َأ َّن ا ْب َن َع َّب ٍ‬

‫اس َع َلى َت ْف ِس ِير‬ ‫ج ُبنِي َج َرا َء ُة ا ْب ِن َع َّب ٍ‬ ‫ول‪َ :‬ما ُي ْع ِ‬ ‫‪َ -‬ه َك َذا كَان َْت‪َ .‬ق َال ا ْب ُن ُع َم َر‪َ :‬قدْ ُكن ُْت َأ ُق ُ‬
‫آن ِع ْل ًما‪.‬‬‫آن‪َ ،‬ف ْاآل َن َقدْ َعلِم ُت َأ َّنه َقدْ ُأوتِي فِي ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ا ْل ُقر ِ‬
‫ْ‬

‫اب‪،‬‬ ‫يد يحيى بن س ِع ٍ‬


‫يد َحدَّ َثنَا َز ْيدُ ْب ُن ا ْل ُح َب ِ‬ ‫‪ - 139‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم‪ :‬حدَّ َثنَا َأبو س ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الس ْمحِ ا ْل َب ْص ِر ُّي‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َقبيل ُح َيي ْب ُن َهانِ ٍئ‪َ :‬أ َّن ُه َس ِم َع َع ْبدَ اهللِ ْب َن َع ْم ٍرو‬ ‫ِ‬
‫َحدَّ َثني َأ ُبو َّ‬
‫ول‪َ :‬ح َم َل ُة ا ْل َع ْر ُش َث َمانِ َيةٌ‪َ ،‬ما َب ْي َن ُموق َأ َح ِد ِه ْم إِ َلى ُم َؤ َّخ ِر َع ْين ِ ِه َم ِس َير ُة مِائ َِة َعا ٍم‪.‬‬
‫َي ُق ُ‬
‫ص ب ِن َعب ِد اهللِ‬ ‫ِ‬
‫َب إِ َل َّي َأ ْح َمدُ ْب ُن َح ْف ِ ْ ْ‬‫‪ - 140‬وقال ا ْب ُن َأبِي َحات ٍم‪َ :‬حدَّ َثنَا َأبِي َق َال‪َ :‬كت َ‬
‫وسى ْب ِن ُع ْق َبةَ‪َ ،‬ع ْن ُم َح َّم ِد‬ ‫يم ْب ُن َط ْه َم َ‬
‫ان‪َ ،‬ع ْن ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النَّ ْي َسا ُب ِ‬
‫ور ُّي‪َ :‬حدَّ َثني َأبِي‪َ ،‬حدَّ َثنَا إِ ْب َراه ُ‬
‫ك مِ ْن‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ول اهللِ ‪َ " :‬‬
‫أذن لِي َأ ْن ُأحدِّ َث ُكم َعن م َل ٍ‬ ‫ْب ِن ا ْل ُمنْ َك ِد ِر‪َ ،‬ع ْن َجابِ ٍر َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬

‫ش‪ُ :‬ب ْعدُ َما َب ْي َن َش ْح َم ِة ُأ ُذنِ ِه َو ُعنُ ِق ِه بِ َخ ْف ِق ال َّط ْي ِر َس ْب ُع ِمائ َِة َعا ٍم"‬
‫َح َملة ا ْل َع ْر ِ‬

‫‪« - 141‬وقال ابن َأبِي حاتِ ٍم ‪ :--‬حدَّ َثنَا َأبِي‪ ،‬حدَّ َثنَا سويدُ بن س ِع ٍ‬
‫يد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َي ْح َيى‬ ‫ُ َْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الز َب ْي ِر ‪َ ،‬ع ْن َجابِ ِر ْب ِن َع ْب ِد اهللِ َق َال‪َ :‬ل َّما َر َج ْع ُت‬
‫ْب ُن ُس َليم ال َّطائِ ِف ُّي‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن ُخ َث ْيم‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُّ‬

‫ض ا ْل َح َب َش ِة؟‬
‫يب َما َر َأ ْي ُت ْم بِ َأ ْر ِ‬ ‫ون بِ َأ َع ِ‬
‫اج ِ‬ ‫إِ َلى النَّبِي ‪ُ ‬م َه ِ‬
‫اج َر ُة ا ْل َب ْح ِر َق َال‪َ " :‬أ َال ُت َحدِّ ُث َ‬
‫ِّ‬
‫وز مِ ْن َع َجائِ ِز‬ ‫وس إِ ْذ َم َّر ْ‬
‫ت َع َل ْينَا َع ُج ٌ‬ ‫" َف َق َال فِ ْتي ٌة مِنْهم‪ :‬ب َلى يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل‪َ ،‬ب ْينَا ن َْح ُن ُج ُل ٌ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ ُ‬
‫املنتقى من تفسري أبي حممد عبد الرمحن بن أبي حامت يف الرد على اجلهمية‬
‫‪227‬‬

‫ت بِ َفتًى مِن ُْه ْم َف َج َع َل إِ ْحدَ ى َيدَ ْي ِه َب ْي َن‬ ‫رهابِين ِ ِهم‪َ ،‬تح ِم ُل َع َلى ر ْأ ِسها ُق َّل ًة مِن م ٍ‬
‫اء‪َ ،‬ف َم َّر ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت ا ْل َت َفت َْت إِ َل ْي ِه‬
‫ت ُق َّل ُتها‪َ .‬ف َلما ار َت َفع ِ‬
‫َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫كَتِ َف ْي َها‪ُ ،‬ث َّم َد َف َع َها َف َخ َّر ْ‬
‫ت َع َلى ُر ْك َب َت ْي َها‪َ ،‬فا ْن َك َس َر ْ‬

‫اهلل ا ْل ُك ْر ِس َّي‪َ ،‬و َج َم َع ْاألَ َّولِي َن َو ْاآل ِخ ِري َن‪،‬‬


‫ف َت ْع َل ُم َيا ُغدَ ر‪ ،‬إِ َذا َو َض َع ُ‬ ‫َف َقا َل ْت‪َ :‬س ْو َ‬

‫ف َأ ْم ِري َو َأ ْم ُر َك ِعنْدَ ُه‬


‫ف َت ْع َل ُم َك ْي َ‬ ‫ت ْاألَ ْي ِدي َو ْاألَ ْر ُج ُل بِ َما كَا ُنوا َي ْك ِس ُب َ‬
‫ون‪َ ،‬ف َس ْو َ‬ ‫و َت َك َّلم ِ‬
‫َ َ‬
‫اهلل َق ْو ًما َال ُي ْؤ َخ ُذ‬ ‫ول اهللِ ‪َ " :‬صدَ َق ْت َو َصدَ َق ْت‪َ ،‬ك ْي َ‬
‫ف ُيقدس ُ‬ ‫ول َر ُس ُ‬
‫َغدً ا؟ َق َال‪َ :‬ي ُق ُ‬
‫ل ِ َض ِع ِيف ِهم مِن َش ِد ِ‬
‫يد ِهم؟"»(‪)1‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫(‪« )1‬تفسير ابن كثير ‪ -‬ت السالمة» (‪)١٧٢ /٧‬‬


‫الفهرست‬
‫‪228‬‬

‫الفهرست‬

‫‪ ‬املُقدّمة ‪1 .......................................................................................‬‬

‫‪ ‬بنيَ يَد ِي الكِتابِ‪3 ...............................................................................‬‬

‫‪ ‬حياتُهُ العِلميَّة‪ :‬طلبُهُ للعِلمِ‪ ،‬ومكانتُهُ‪ ،‬وثناءُ العُلماءِ عليهِ‪ ،‬ورحالتُهُ وشيوخُهُ‪ ،‬وتالمي ُذهُ‪،‬‬

‫ومؤلفاتُهُ ‪11...................................................................................‬‬

‫‪ ‬مَنش ُأ مقاالتِ التَّعطِيلِ ‪36......................................................................‬‬

‫‪ ‬اإلمجَاعُ على أنَّ‪ :‬اجلَهمِيَّةَ كُفَّا ٌر بأعيَانِهِم ‪53.................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف االميان بصفات اهلل تعاىل ‪85........................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف االميان بعلو اهلل تعاىل ‪94...........................................................‬‬

‫‪ ‬على خلقه ‪94..................................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف القرآن ‪97............................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف تكفري من أحلد يف القرآن خبلق أو وقف أو لفظ ‪113.................................‬‬


‫الفهرست‬
‫‪229‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف نزول اهلل تعاىل ‪127................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف صفة العجب هلل تعاىل ‪130..........................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف صفة العينني ‪131....................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف الرؤية ‪132..........................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف رؤية النيب ‪  -‬ربه ‪147...................................................... ‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف العرش والكرسي ‪149................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف تكفري املعطلة واملمثلة ‪154..........................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف أنباء زنادقة التعطيل‪163...........................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف كفر من حرف صفات اهلل تعاىل أو نفى علو سبحانه ومباينته خللقه ‪180............‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف كالم اهلل تعاىل ‪192................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف القرب والدنو ‪197...................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬يف الرؤية ‪199.........................................................................‬‬

‫‪ ‬باب‪ :‬رؤية النيب ‪ ‬يف ربه جل وعال ‪204...................................................‬‬


‫الفهرست‬
‫‪230‬‬
‫‪ ‬باب‪ :‬يف الكرسي والعرش وغريهما ‪207......................................................‬‬

You might also like