You are on page 1of 6

‫الحمدهلل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا‪ ،‬والصالة والسالم على من أرسله‬

‫وبعد ‪:‬‬ ‫هللا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره املشركون‪.‬‬
‫نعرض هنا معلومات مهمة عن سورة األنعام ينبغي أن يعرفها عنها كل طالب لتفسيرها ‪ ،‬وهي‬
‫كما يلي‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫سورة األنعام هي السورة السادسة في القرآن‬
‫وهي سورة مكية ماعدا اآليات ‪ 153 ،152 ،151 ،141 ،114 ،93 ،91 ،23 ،20‬فمدنية‪.‬‬
‫وهي من السبع الطوال‪ ،‬آياتها ‪ ،165‬وترتيبها في املصحف ‪ ،6‬نزلت بعد سورة الحجر‪ ،‬بدأت بحمد‬
‫َ َ َ ه َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ُّ ُ َ َ ُّ َ ُ ه ه َ َ‬ ‫ْ َْ ُ ه ه‬
‫ين ك َف ُروا‬ ‫ات والنور ثم ال ّذ‬
‫ات واألرض وجعل الظلم ّ‬ ‫َلِل ال ّذي خلق السماو ّ‬
‫هللا والثناء عليه { الحمد ّ ّ‬
‫ُ َ‬
‫ّب َ ّرِّب ّه ْم َي ْع ّدلون ‪}.‬‬
‫َ ََ‬
‫((نزل ْت‬ ‫عباس رض ي ُ‬
‫هللا عنهما‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ابن ه ٍ ّ‬‫عن ّ‬ ‫اإليمان»‪ّ .‬‬‫ويدور محور السورة حول «التوحيد وأصول ّ‬
‫ه‬ ‫َ َ ََ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫حولها َ‬ ‫َه َ ا ُ ا‬ ‫َُ‬
‫سبيح))‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالت‬ ‫ها‬‫حول‬ ‫ون‬‫جأر‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬‫ك‬‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ألف‬ ‫ن‬‫بعو‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬‫لة‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ليًل‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫بم‬ ‫األنعام‬
‫ّ‬ ‫ة‬‫سور‬
‫إحصائيات ُّ‬
‫السورة‪:‬‬
‫‪-‬عدد اآليات‪165 :‬‬
‫‪-‬عدد الكلمات‪3055 :‬‬
‫‪-‬عدد الحروف‪12418 :‬‬
‫‪-‬عدد اآليات عن املواضيع الخاصة‬
‫قدرة هللا في الكون (‪ )90 - 1‬موضوعها الرئيس ي‪.‬‬
‫السورة في املُ َ‬
‫صحف بين سورة املائدة وسورة األعراف‬ ‫‪َ -‬ترتيب ُّ‬
‫‪ُ -‬نزول ُّ‬
‫السورة‪ :‬نزلت في مكية‬
‫‪-‬ترتيب نزولها‪ ، 55 :‬بين سورة الحجر وسورة الصافات‬
‫(‪ )١‬أسباب النزول‪:‬‬
‫قال املشركون‪ :‬يا محمد خبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال‪ :‬هللا قتلها قالوا‪ :‬فتزعم أن ما قتلت‬
‫أنت وأصحابك حًلل وما قتل الكلب والصقر حًلل وما قتله هللا حرام‪ ،‬فأنزل هللا تعالى هذه اآلية‬
‫وقال عكرمة‪ :‬إن املجوس من أهل فارس ملا أنزل هللا تعالى تحريم امليتة كتبوا إلى مشركي قريش‬
‫وكانوا أولياءهم في الجاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر هللا‬
‫ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حًلل وما ذبح هللا فهو حرام فوقع في أنفس ناس من املسلمين من‬
‫ذلك ش يء فأنزل هللا تعالى هذه اآلية‪.‬‬
‫قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد املطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول هللا بفرث وحمزة‬
‫ُ‬
‫خبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حتى‬ ‫لم يؤمن بعد ّ‬
‫فأ‬
‫عًل أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول‪ :‬يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا‬
‫وخالف آباءنا قال حمزة‪ :‬ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون هللا أشهد أن ال اله اال هللا ال‬
‫شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل هللا تعالى هذه اآلية‪.‬‬
‫غير ّع ٍلم﴾ قال‪ :‬نزلت فيمن كان يئد‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫الذين َق َتلوا َأ َ‬
‫والد ُهم َس َف ا‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عن عكرمة في قوله ﴿ق ْد خ ّس َر‬
‫ّ ّ‬
‫البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحيين أخرى فاذا‬
‫كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال أنت علي كأمي إن رجعت إليك لم تئديها‬
‫فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبًل دسسنها في حفرتها‬
‫وسوين عليها التراب‪.‬‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬قد نعلم إنه ليحزنك …﴾ اآلية‪ .‬عن علي أن أبا جهل قال للنبي ﷺ‪ :‬إنا ال نكذبك وإنك‬
‫عندنا لصادق‪ ،‬ولكن نكذب بما جئت به‪ .‬فأنزل هللا فيهم اآلية ‪ -‬رواه الترمذي والحاكم‪.‬‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬ولقد جئتمونا فرادى …﴾ اآلية‪ .‬عن عكرمة قال‪ :‬نزلت اآلية في النضر بن الحارث ملا‬
‫قال‪ :‬سوف تشفع لي الًلت والعزى ‪ -‬رواه ابن املنذر وابن أبي حاتم‪.‬‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬وال تسبوا الذين يدعون …﴾ اآلية‪ .‬عن قتادة قال‪ :‬كان املسلمون يسبون أصنام الكفار‬
‫فيسب الكفار ربهم تبارك وتعالى‪ .‬فأنزل هللا اآلية ‪ -‬رواه عبد الرزاق‪.‬‬
‫وعن ابن عباس قال‪ :‬قال املشركون للنبي‪ :‬يا محمد لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون ربك‪ .‬فنزلت‬
‫اآلية ناهية املسلمين عم أصنام املشركين ‪ -‬رواه ابن جرير وابن املنذر‪.‬‬

‫(‪ )٢‬مقاصد السورة العامة‪:‬‬


‫من مقاصد سورة االنعام‪ː‬‬
‫ه‬ ‫ُ ه‬ ‫ُ‬ ‫الناس ِّ‬ ‫ُ‬
‫وتعريف ه‬ ‫ُ َ‬
‫دق‬
‫وص ّ‬
‫هللا‪ّ ،‬‬
‫وحداني ّة ّ‬ ‫وتعبيدهم له‪ ،‬وإقامة األدل ّة على‬ ‫بربهم‪،‬‬‫ّ ّ‬ ‫قيدة‪،‬‬
‫●‪-‬ترسيخ الع ّ‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫اليوم ّ‬
‫سوله‪ ،‬وعلى ّ‬ ‫ر ّ‬
‫ُّ شور ْ ُ ُ‬
‫ض ش َب ّههم‪.‬‬ ‫بالب ْع ّث والن ّ ‪ ،‬ودح‬
‫كذ َب َ‬‫َ َ ه‬
‫بتدعين‪ ،‬ومن‬
‫ُ‬
‫امل‬ ‫من‬ ‫هم‬‫وغير‬ ‫حاج ُة املشرك َ‬
‫ين‬ ‫● ُم ه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫(‪)٣‬موضوع السورة الرئيس ي‪:‬‬


‫يدور محور السورة حول «العقيدة وأصول ّ‬
‫اإليمان» وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور‬
‫املدنية التي سبق الحديث عنها كالبقرة‪ ،‬وآل عمران‪ ،‬والنساء‪ ،‬واملائدة‪ ،‬فهي على الرغم من طولها‬
‫إال أنها تخلو من قصص األنبياء‪ ،‬والصالحين كما في السور الطوال سوى قصة قصيرة آلزر والد‬
‫إبراهيم ال تتجاوز النصف صفحة‪ ،‬ولم تعرض لش ٍيء من األحكام التنظيمية لجماعة املسلمين‪،‬‬
‫كالصوم والحج والعقوبات وأحكام األسرة‪ ،‬ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة‬
‫االسًلم‪ ،‬كما لم تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود‪ِّ ،‬‬
‫والنصارى‪ ،‬وال على املنافقين‪ّ ،‬وإنما تناولت‬ ‫ّ‬
‫القضايا الكبرى األساسية ألصول العقيدة ّ‬
‫واإليمان‪ ،‬وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي‪:-‬‬
‫قضية األلوهية‪ ،‬قضية الوحي والرسالة ‪ ،‬قضية البعث والجزاء‪.‬‬
‫(‪ )٤‬مواضيع السورة التفصيلية ‪:‬‬
‫والجن؛ بإثبات ه‬ ‫وإبطال َتأثير ُّ‬ ‫َ ه‬ ‫ُ ه ه َ‬
‫املتفر ُد‬
‫ّ‬
‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ّ‬
‫ِّ‬
‫ّ‬ ‫األصنام‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ّ ّ‬ ‫ركاء‬ ‫الش‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫هلل‬‫ّ‬ ‫إال‬ ‫مد ليس‬ ‫‪- ١‬بيان أن حق الح ّ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الول ّد‬ ‫هللا تعالى عن‬ ‫وعل ّمه‪ ،‬وتنزيه ّ‬ ‫ونظام حيا ّته ومو ّته‪ّ ،‬بحكم ّته تعالى ّ‬ ‫ّ‬ ‫نسان‬ ‫ّ‬ ‫اإل‬ ‫ق‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫وخ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫العال‬ ‫ق‬ ‫بخ ّ‬
‫ل‬
‫احبة‪.‬‬‫والص ّ‬ ‫ه‬
‫بأن َي ُح هل ّبهم ما ه‬ ‫هديدهم ْ‬ ‫الح ِّق‪َ ،‬وت ُ‬ ‫بالدين َ‬ ‫واملكذب َين ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ظة املعرض َين عن آيات ُ‬ ‫ُ‬
‫حل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫آن‬‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موع‬‫‪ّ -٢‬‬
‫أنف َسهم‪،‬‬ ‫ضرون باإلنكار هإال ُ‬ ‫وأنهم ما َي ُّ‬ ‫بين من َق ْبلهم‪ ،‬والكافرين بن َعم هللا تعالى‪ ،‬ه‬ ‫بالقرون ِّ َ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املكذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عث‪.‬‬ ‫ند َ‬ ‫ثم ع َ‬ ‫ه‬ ‫ند ْ‬ ‫ووعيدهم بما َس َي ْل َقو َن ع َ‬ ‫ُ‬
‫الب ّ‬ ‫ّ‬ ‫هم‪،‬‬ ‫أرواح‬
‫ّ‬ ‫ع‬ ‫ّ‬ ‫نز‬ ‫ّ‬
‫ق ُّ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ِّ ه‬ ‫َْ‬
‫ا‬
‫إظهار الخوار ّ تهكما‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لب‬ ‫ّ‬ ‫ط‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫وسل‬ ‫عليه‬ ‫ُ‬
‫هللا‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫النبي‬
‫ّ‬ ‫على‬ ‫وه‬ ‫ُ‬
‫رح‬ ‫ت‬ ‫املشر ّك َين فيما اق‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫تسفيه‬ ‫‪-٣‬‬
‫ه‬ ‫صلى ُ‬ ‫ه‬ ‫قص ا‬ ‫اك؛ ْ‬ ‫هللا شاء لهم اإلشر َ‬ ‫وإبطال اعتقادهم هأن َ‬
‫هللا عليه وسل َم‪،‬‬ ‫الرسو ّل‬ ‫إلفحام ه‬ ‫ّ‬ ‫منهم‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أهل الكتاب َيعرفون هأنه ُّ‬
‫الحق‪.‬‬ ‫بأن َ‬ ‫القرآن ه‬ ‫وإثبات صدق ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫هللا‬ ‫شيئة‬ ‫وبيان َحقيقة َ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫وح َ‬ ‫وأنه ْ‬ ‫وقد َ ته‪ ،‬ه‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫األدلة َ‬ ‫ه‬ ‫‪َ - ٤‬ح ا‬
‫للعبادة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ق‬ ‫املستح‬
‫ّ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫‪،‬‬ ‫هللا‬
‫ّ‬ ‫ة‬ ‫وحداني‬ ‫على‬ ‫اهين‬
‫ّ‬ ‫ر‬ ‫والب‬ ‫ّ‬ ‫شدا من‬
‫تبرأ‬‫العذاب‪َ ،‬وت ه‬ ‫َ‬ ‫بع َده‬ ‫شهدون ْ‬ ‫وأنهم َي َ‬ ‫وتحقيق هأنه واق ٌع‪ ،‬ه‬
‫ّ‬
‫ُ‬ ‫عث‪،‬‬ ‫بالب ّ‬ ‫كذيبهم َ‬ ‫كين َت َ‬ ‫اإلنكار على املشر َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-٥‬‬
‫ّ‬
‫ندمون على ّذلك‬ ‫وس َي ُ‬ ‫آلهتهم التي َع َبدوها‪َ ،‬‬ ‫منهم ُ‬
‫أعباء ِّ‬ ‫عوته للصبر على ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫وسل َم‪َ ،‬وت ٌ‬ ‫ه‬ ‫صلى ُ‬ ‫َ ٌ ِّ ه ه‬
‫سالة‬
‫الر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫تحم‬ ‫ّ‬ ‫ود‬ ‫ه‪،‬‬ ‫لقلب‬
‫ّ‬ ‫ثبيت‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫للنبي محم ٍد‬ ‫‪- ٦‬تسلية ّ‬
‫أقوامهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ُّ ُ ه‬
‫االقتداء َبمن سبقه ّمن‬ ‫دون َكلل وال َم َلل‪ ،‬وإر ُ‬
‫كذيب ّ‬ ‫الرس ّل الذين صبروا على ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫شاده إلى‬ ‫ٍ‬
‫الرسل إ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بيان حكمة إرسال هللا ُّ َ ه‬ ‫‪ُ -٧‬‬
‫الناس بما‬ ‫ّ‬ ‫خبار‬ ‫الرسل‪ ،‬وأنها اإلنذار والتبشير‪ ،‬وليست وظيفة ُّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫تطلبون ّع َلمه ّمن املُ ه‬ ‫َ ه‬
‫بات‪.‬‬ ‫غي ّ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الحق سبحانه َوتعالى بال ّعلم ه‬ ‫بيان اختصاص ِّ‬ ‫‪ُ -٨‬‬
‫املخلوقات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هره‪ ،‬وغلب ّته على‬ ‫ّ‬ ‫وق‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ّ‬ ‫املغي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ُّ ُ‬
‫لوبهم‬ ‫ممن ق ُ‬ ‫سمعون ويتعظون ه‬ ‫لدعوة الحق‪ ،‬هم الذين ي َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ستجيبو‬ ‫ي‬ ‫الذين‬ ‫أن‬ ‫ورة‬ ‫نت الس‬ ‫‪َ - ٩‬ب هي ّ‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫ماتت ُ‬ ‫حية‪ ،‬هأما َمن ْ‬ ‫ه‬
‫اللهسبحانه‬ ‫بموعظة‪ ،‬وال يقبلون ّهداية‪ ،‬ومصيرهم إلى ّ‬ ‫ٍ‬ ‫نتفعون‬ ‫قلوبهم فهم ال ي ّ‬
‫وتعالى‬
‫ُ ِّ‬ ‫وإبطال ما َ َ‬
‫ُ‬ ‫بالتقوى‬ ‫الناس ه‬ ‫فاض َل ه‬ ‫بيان هأن َت ُ‬ ‫‪ُ - ١٠‬‬
‫رك ّمن‬ ‫الش ّ‬ ‫شرعه أهل ّ‬ ‫هللا‪،‬‬ ‫واالنتساب إلى ّد ّين ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُْ‬ ‫الضًلل‪ .‬ه‬ ‫شرائع ه‬
‫اض عن‬ ‫ؤانستهم‪ .‬واألمر باإلعر ّ‬ ‫هللا ُوم ّ‬ ‫آيات ّ‬ ‫جالسة الخا ّئضين في ّ‬ ‫ّ‬ ‫هي عن ُم‬ ‫والن ُ‬
‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫هي عن َس ِّب األصنام ُ‬‫َ‬ ‫املشركين‪ ،‬ه‬
‫وع هب ّادها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والن ُ‬
‫ّ‬
‫ُ هْ‬ ‫النفس م َن ِّ‬ ‫جر َد حرمان ه‬ ‫ْ ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ ه ه‬
‫س ّمن‬ ‫بات‪ ،‬بل هي ّحرمان النف ّ‬ ‫الطي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫‪- ١١‬بيان أن التقوى الحق ليست م ه ّ ّ‬
‫ه‬ ‫َ َ‬ ‫الشهوات التي َت ُحو ُل بين ه‬
‫الن ْ‬ ‫ه‬
‫زكية‪.‬‬
‫مال والت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الك‬ ‫وبين‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫اهيم عليه ه ُ‬ ‫وسلم مع قومه َبمثل إبر َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ُ َ ه ِّ ه‬
‫وقومه‪ ،‬وكان‬ ‫السًلم مع أبيه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بي صلى هللا عليه‬ ‫ضرب املث ّل للن ّ‬
‫قد َم منهم َومن ه‬
‫تأخ َر‪.‬‬ ‫والر ُس ُل على ذلك املَ َثل؛ َمن َت ه‬ ‫األنبياء ُّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫وبأن َج َع َلها ُ‬
‫هللا‬ ‫تاب على موس ى‪ْ ،‬‬ ‫الك َ‬ ‫ل‬ ‫هللا من القرآن ُه ادى لهم‪ ،‬كما َأنز َ‬ ‫األمة بما َأنز َل ُ‬ ‫ه‬ ‫على‬ ‫ة‬
‫هُ‬
‫‪- ١٢‬املن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َََ ُ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فة‬ ‫اإلسًلم وما منح هللا أله ّله ّمن ُمضاع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫ّ‬ ‫ود‬
‫ّ‬ ‫آن‬‫ّ‬ ‫ر‬ ‫الق‬ ‫ضيلة‬
‫ّ‬ ‫ف‬ ‫وبيان‬ ‫‪.‬‬ ‫الحة‬
‫ّ‬ ‫الص‬ ‫مة األمم ه‬
‫ّ‬ ‫خا ّت‬
‫َ‬
‫الح َس ّ‬
‫نات‪.‬‬
‫هللا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وامتنان بنعم َ َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫قوارع ُ‬ ‫ُ‬ ‫خل ْ‬ ‫َ ه‬
‫اشتملت عليها مخلوقات ّ‬ ‫ّ ٍ‬ ‫وتنويه باملؤمنين‪،‬‬ ‫شركين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫للم‬ ‫ذلك‬ ‫لت‬ ‫‪- ١٣‬ت‬
‫ْ‬
‫الغيب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّوذك ُر َمفا ّت ّح‬
‫ور‬ ‫س‬ ‫جم ُع ُ‬ ‫وسورة األنعام َأ َ‬ ‫ُ‬
‫سفاهة‪،‬‬ ‫بيان ما كانوا عليه ّمن‬ ‫ه‬ ‫‪ُ - ١٤‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫العرب في الجاهلي ّة‪ ،‬مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫أحوال‬
‫ّ‬ ‫ذكر‬
‫القر ّآن لذلك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والنواهي‪.‬‬‫القرآن‪ ،‬واألوامر ه‬ ‫اإلسًلمية‪ُ ،‬وم ْح َك َمات آيات ُ‬ ‫ه‬ ‫ريعة‬ ‫ه‬ ‫فصيل ُم ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫مات الش ّ‬ ‫حر ّ‬ ‫‪- ١٥‬ت‬
‫ُ‬ ‫ورة ّبذ ُ‬ ‫َ َ َ ُّ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫هللا تعالى في ُّ‬ ‫‪َ - ١٦‬ذ َكر ُ‬
‫قوبة‬ ‫رعة ع ّ‬ ‫كر س ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاتهم‪ ،‬وختم الس‬ ‫ورة ّخًلفة الخًل ّئ ّق‪ ،‬وتفاوت در ّ‬ ‫الس ّ‬
‫ملستوجبيها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ملستح ِّّقيها‪ ،‬ورحم ّته َومغفرّته‬ ‫ّ‬ ‫هللا‬ ‫ّ‬

‫(‪ )٥‬الوصايا العشر ‪:‬‬


‫من اهم الوصايا التي اوص ى بها االسًلم‪ ،‬هي الوصايا العشر التي تضمنتها ثًلث آيات من سورة‬
‫ا‬
‫األنعام ‪ .‬وذكرت أيضا في آيات من سورة اإلسراء ‪.‬‬
‫قال هللا تعالى‪:‬‬
‫َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ َه ُ ْ ُ‬ ‫ُ َ َ َْ‬
‫﴿ق ْل ت َعال ْوا أت ُل َما َح هر َم َرُّبك ْم َعل ْيك ْم أال تش ّركوا ّب ّه ش ْي ائا َو ّبال َو ّال َد ْي ّن ّإ ْح َس اانا َوال ت ْق ُتلوا أ ْوال َدك ْم ّم ْن‬
‫ْ َ َ ْ ُ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ه ُ ْ ََ َ ْ َُ ْ َ َ َ َ َ َ َ َْ َ َ َ َ َ ََ َ ْ ُُ ه ْ َ ه‬
‫س ال ّتي َح هر َم‬ ‫ّإمًل ٍق نحن نرزقكم و ّإياهم وال تقربوا الفو ّاحش ما ظهر ّمنها وما بطن وال تقتلوا النف‬
‫َ‬ ‫ه ه‬ ‫ََ َ ْ َُ َ َ ْ‬ ‫َ هُ َ ُ َ‬ ‫ه ُ ه ْ َ ِّ َ ُ ْ َ ه ُ‬
‫ال ال َي ّت ّيم ّإال ّبال ّتي ّه َي أ ْح َس ُن َح هتى‬ ‫صاك ْم ّب ّه ل َعلك ْم ت ْع ّقلون ‪ ١٥١‬وال تقربوا م‬ ‫َّللا ّإال ّبالح ّق ذ ّلكم و‬
‫َ ْ ُ َ َ ُ ه ُ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ُ َ ِّ ُ َ ْ ا ه ُ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ان ذا‬ ‫يبلغ أشده وأوفوا الكيل و ّامليزان ّبال ّقس ّط ال نك ّلف نفسا ّإال وسعها و ّإذا قلتم فاع ّدلوا ولو ك‬
‫ُ ْ َ ا َ ه ُ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ ه َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ َ َ ْ ه َ ْ ُ َ ُ ْ َ ه ُ ْ َ َه ُ ْ َ َ ه‬
‫اطي مست ّقيما فات ّبعوه وال‬ ‫َّللا أوفوا ذ ّلكم وصاكم ّب ّه لعلكم تذكرون ‪ ١٥٢‬وأن هذا ّصر ّ‬ ‫قربى و ّبعه ّد ّ‬
‫َ هُ َ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ه ُ‬ ‫ُّ َ َ ُ‬ ‫َه‬
‫صاك ْم ّب ّه ل َعلك ْم ت هت ُقون ‪[ ﴾١٥٣‬األنعام‪]153–151:‬‬ ‫الس ُب َل ف َت َف هرق ّبك ْم َع ْن َس ّب ّيل ّه ذ ّلكم و‬ ‫تت ّب ُعوا‬

‫وتتلخص الوصايا العشرفي السورة‪ː‬‬


‫َ هُ ْ ُ ْ َ‬
‫الوصية االولى‪ :‬النهي عن الشرك باهلل ﴿ أال تش ّركوا ّب ّه ش ْي ائا ﴾‬
‫ْ‬
‫الوصية الثانية‪ :‬اإلحسان للوالدين ﴿ َو ّبال َو ّال َد ْي ّن ّإ ْح َس اانا ﴾‬
‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َْ َ ُ‬
‫الوصية الثالثة‪ :‬النهي عن قتل األوالد خوفا من الفقر ﴿ َوال ت ْق ُتلوا أ ْوال َدكم ِّّم ْن ْإمًل ٍق هن ْح ُن ن ْر ُزقك ْم‬
‫َو ّإ هي ُاه ْم ﴾‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الوصية الرابعة‪ :‬النهي عن االقتراب من الفواحش ﴿ َو َال َت ْق َرُب ْوا ْال َف َو ّاح َ‬
‫ش َما ظ َه َر ّم ْن َها َو َما َبط َن ﴾‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ ْ ه ْ َ ه َ ه َ ِّ ُ ه ْ‬
‫َّللا ّإال ّبال َح ّ ِّق‬ ‫الوصية الخامسة‪ :‬النهي عن قتل النفس التي حرم هللا ﴿ وال تقتلوا النفس ال ّتي حرم‬
‫﴾‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ه ه‬ ‫َ َ َ ْ َُ ْ َ َ ْ‬
‫ال ال َي ّت ّيم ّإال ّبال ّتي ّه َي أ ْح َس ُن َح هتى َي ْبل َغ أش هد ُه‬ ‫الوصية السادسة‪ :‬النهي عن أكل اليتيم ﴿ وال تقربوا م‬
‫﴾‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ َْ‬
‫الوصية السابعة‪ :‬الوفاء بامليزان ﴿ َوأ ْوفوا الك ْي َل َو ّامل َيز َان ّبال ّق ْس ّط ﴾‬
‫َ َ ُُْ ْ َ ْ ُ ْ ََْ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫الوصية الثامنة‪ :‬قول الحق والعدل فيه ولو كان على أولي القربى ﴿ و ّإذا قلتم فاع ّدلوا ولو كان ذا‬
‫ُ‬
‫ق ْرَبى ﴾‬
‫َ َ ْ ِّ َ ُ ْ‬
‫َّللا أ ْوفوا ﴾‬
‫الوصية التاسعة‪ :‬الوفاء بالعهد ﴿ و ّبعه ّد ّ‬
‫الس ُب َل‬ ‫الوصية العاشرة‪ :‬اتباع الصراط املستقيم ﴿ َو َأ هن َه َذا ص َراطي ُم ْس َتق ايما َف هاتب ُع ُ‬
‫وه َو َال َت هتب ُع ْوا ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫َ َ ُ‬
‫ف َت َف هرق ّبك ْم َعن َس ّب ّيل ّه ﴾‬

You might also like