You are on page 1of 8

‫‪ 

‬‬

‫حج نورة‬

‫شكرا سيدي الرئيس السادة أعضاء لجنة التحكيم‬

‫اس! !!تكماال ملا ذكره زميلي عب د العزيز من حجج في املح! !!ور األول س أتولى املح! !!ور الث! !!اني و‬
‫الذي هو بعنوان (الدوافع العملية والطبية)‪،‬‬

‫وضمن هذا املحور سأتحدث في خمسه حجج‪.‬‬

‫في الحج! !!ة األولى وال! !!تي تتعل! !!ق بح! !!ق املريض في رفض العالج وقياس ه! !!ذا الح! !!ق على‬ ‫‪.1‬‬
‫اختيار املوت بدال من االلم‪ ،‬خاصة عندما يكون العالج نفسه مؤلم‬

‫فللمريض حق رفض الرعاية الصحية وذلك ان القانون الطبي يكفل “حق االمتناع عن‬
‫‪.‬العالج”‪ّ .‬‬
‫فلكل مريض الحرية التامة في عدم تلقي أي عالج بدون أي إجبار‬

‫كما جاء في امليثاق اإلسالمي العالمي لألخالقيات! الطبية‬

‫بنص املادة ‪١٤‬‬


‫‪midlskmkmx‬‬
‫والتي نصت على انه ال يجوز معالجة املريض دون رضاه‪ ،‬إال في الحاالت التي تتطلب تدخال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طبيا طارئا ويتعذر فيها الحصول على املوافقة املريض‪ ،‬أو إذا كان مرضه معديا‪ ،‬أو مهددا‬
‫للصحة العمومية‪ .‬ويجب أن تكون املوافقة كتابية مستنيرة و مبنية على املعرفة في العمليات‬
‫‪.‬والتدخالت الجراحية‬
‫باإلضافة الى املدونة الدولية آلداب مهنة الطب التي أعدتها الجمعية الطبية العالمية‪ ،‬ونصت‬
‫على انه‬

‫يجب الحصول على موافقة املريض و االلتزام بإبالغ المريض‪ ،‬والحصول على موافقته‬
‫واحترامها قبل! أي عمل من أعمال الرعاية‪ ،‬هو أمر أساسي من أجل حماية التوازن في‬
‫‪.  ‬العالقة بين الطبيب واملريض وضمان احترام كرامة املريض‬

‫و كما جاء في الئحة مؤسسه حمد الطبية من فصل رعاية املريض‪ ‬والتي أوردتها في عدة نقاط‬
‫في باب حقوق املرضى‬

‫‪:‬منها‬

‫‪ /١‬يحق للمريض اتخاذ القرار فيما يتعلق بمواصلة أو قطع العالج في حالة وجود حالة‬
‫‪. ‬نهائية تتضمن ً‬
‫أمرا “بعدم اإلنعاش‬
‫يحق للمريض قبول أو رفض بعض أو كل األدوية والعالجات أو اإلجراءات الطبية‪ ،‬وأن‪2 /‬‬
‫يتم إخطار املريض باآلثار املترتبة على ذلك الرفض‬

‫فاذا كان القانون نفس يعترف بحق الشخص املريض في رفض تلقي العالج الطبي او العالج‬
‫الذي يطيل من مده حياته فابتالي يحق له ان يختار وسيلة املوت الرحيم‬
‫مثال على ذلك مريض كان يعاني من سرطان في الدم حيث انه امتنع عن التغذية من خالل‬
‫‪.‬أنبوب أنفي يوصل للمعدة‬
‫‪.‬‬
‫‪ :‬اما حجتي الثانية سيدي الرئيس السادة أعضاء اللجنة وهي متعلقة بالقياس على‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلجهاض في التشريعات اإلسالمية واالستثناءات التي يباح فيها اإلجهاض ‪ ،‬فيمكننا!‬
‫ان نقيس هذه االباحة على املوت الرحيم‪.‬‬
‫في اإلجهاض يقتل الجنين في رحم امه اذا كانت والدته ستؤدي الى وفاة األم‪.‬‬
‫او اذا كان ّ‬
‫مشوها‬

‫ُ‬
‫ذهب فريق من الفقهاء املعاصرين إلى جواز بل وجوب إجهاض الجنين في بعض الحاالت‬
‫منها‪:‬‬
‫الخ َطر على حياة ّ‬
‫األم عند استمرار َ‬
‫الحمل‪ ،‬كما جاء في كتاب (كشف األسرار)‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫حال تأكد‬
‫"إذا خاف تلف النفس أو العضو جاز له الترخص باملحرم لصيانة النفس أو العضو من‬
‫التلف"‪،‬‬

‫و كما ورد في كتاب (فتح! القدير)‪" !:‬وألن الجنين بحكم األعضاء‪ ،‬بداللة أنه ال يكتمل أرشه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫واستدل الفقهاء املعاصرون على رأيهم‬ ‫واألعضاء لو انفصلت بعد املوت ال تقوم"‪]١[.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُّ‬
‫الفقهية الكلية‪ ،‬والقياس‪ ،‬كقاعدة َ(درء املفاسد أولى من َجلب املصالح)‪ ،‬وقاعدة‬ ‫بالقواعد‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫فسدتان ُروعيا أعظمهما بارتكاب ّ‬
‫تعارضت َم َ‬
‫َ‬
‫الضررين‪،‬‬ ‫أخفهما)‪ ،‬وقاعدة (ارتكاب أخف‬ ‫(إذا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫وأخف املفسدتين عند اجتماعهما)‪ ،‬وقاعدة (الضرورات تبيح املحظورات)‪ ،‬وبناء على ما‬
‫سبق من القواعد‪ ،‬فقد اجازت التضحية بالجنين وقتله! إلنقاذ حياة ّ‬
‫األم؛ فهي األصل‬
‫والجنين َ‬
‫الفرع‪ .‬وقياسا على ذلك فإن ذات العلة والحكمة من الجواز متوفرة في القتل‬
‫ّ‬
‫املشوه الذي‬ ‫الرحيم‪ ،‬حيث يقتل شخص ليتخلص! من العذاب وااللم‪ ،‬كما هو الجنين‬
‫سيعاني العذاب لو ولد حيا‪.‬‬
‫في حالة أخرى وهي حال تأكد تشوه الجنين تشوهات خلقية شديدة ِم ّما يمنعه من ممارسة‬
‫سبب الحزن وااللم له وألهله‪ .‬باإلضافة إلى‬‫طبيعي اذا ولد حيا‪ ،‬األمر الذي ُي ّ‬
‫ّ‬ ‫حياته بشكل‬
‫الفقه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫أعباء رعايته واالعتناء به بسبب هذه التشوهات‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن قرار مجمع ِ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫اإلسالمي جاء فيه‪" !:‬قبل مرور مئة وعشرين يوما على الحمل‪ ،‬إذا أثبت وتأكد بتقرير لجنة‬
‫طبية من األطباء املختصين! الثقات‪ً ،‬‬
‫وبناء على الفحوص الفنية! باألجهزة والوسائل املختبرية‬
‫أن الجنين مشوه تشوهات خطيرة غير قابله للعالج‪ ،‬أو أنه إذ بقي وولد في موعده ستكون‬
‫ً‬
‫حياته سيئة عليه وعلى أهله‪ ،‬فعندئذ يجوز إسقاطه بناءا على طلب الوالدين"‪ .‬وعليه فإن‬
‫هناك ضوابط إلجهاض الجنين وأيضا هناك ضوابط للقتل الرحيم‪.‬‬

‫وعلي سبيل التطبيق العملي لهذه املسألة في قضية امرأة في السعودية كانت تتناول في فترة‬
‫حملها حبوب الروكتان و هي واحد من أشهر األدوية املستخدمة لعالج البشرة ‪ ،‬ويعتبر دواء‬
‫ً‬
‫مصنف ا من فئة األدوية املهددة لسالمة الحمل و الجنين حيث انه يقوم هذا الدوا‬ ‫الركوتان‬
‫بتجفيف و امتصاص كل سوائل الجسم بما فيها ماء الرحم عند الحامل مما يؤدي الى‬
‫تشوهات لألجنة ‪ ،‬وحين اخبرها الطبيب ب ان جنينها لديه تشوه في الوجه والرأس‬
‫تشوهات ال يمكنه العيش بها ‪ ،‬وبعد عرض حالتها والتقارير الطبية! على الرئاسة العامة‬
‫للبحوث العلمية و اإلفتاء بالرياض ‪ ،‬افتي لها بجواز إجهاضه ‪،.‬تم اجهاضه بالفعل‬
‫‪ - ٣‬اما عن الحجه الثالثة والتي تتعلق باألعباء التي يكبدها الشخص املريض ملن يقدموا‬
‫الرعاية له من الخدمات الطبية! والعائلة و الكآبة والحزن الذي يصيبها لرؤيتهم شخص‬
‫‪.‬عزيز عليه يعاني و يتألم‬
‫فإن الشخص الذي يعاني من مرض مستعصي ال يرجى شفائه بعد تشخيص دقيق و عرض‬
‫حالته على مجموعه من األطباء‪ ،‬فإن املتضرر هنا ليس املريض وحده بل يتسع نطاق هذه‬
‫األعباء وهذا العناء إلى من حوله من الذين يقدمون له الرعاية الصحية‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫أفراد أسرته‪ ،‬فالعبء والحمل الذي يقدمه الراعي للمريض مكلف‪ ،‬فالبد أن يقدم له‬
‫الرعاية الصحية والعاطفية باإلضافة إلى جوانب عديدة أخرى منها املالية والعقلية‬
‫واالجتماعية‬
‫ف يستحسنه له املوت الرحيم بكرامة ‪ ،‬على ان ينهك كاهل من حوله في تقديم الرعاية‬
‫ملرض مستعصي يعلم الجميع انه نهايته املوت املحتم‪ ،‬ومن املمكن أن تكون هذه األعباء التي‬
‫يقدمها من حول املريض من أفراد أسرته أو الرعاية طبية تفوق كل القدرات سواء‬
‫القدرات مالية أو جسدية‪ ،‬وفي اغلب االحيان ممكن أن تكون مكلفة ماديا على بعض االسر‬
‫‪.‬املقتدرة فكيف إذا كانت األسرة فقيره‬
‫فنرى غالبا بعض األسر الفقيرة التي تتوسل وتساءل الناس املال ملعالجة أحد أفراد أسرتها‬
‫الذي مرضى بمرض ال يرجى شفاءه وفي نهايته املوت‪ ،‬فنحن نعلم انه ليس كل الدول تكفل‬
‫ملواطنيها حق العالج باملجان ف على سبيل املثال دول مثل والهند و بنغالديش يقوم املريض‬
‫املصاب بالسرطان مثال بدفع نسبه من املال ليتمكن من الحصول على العالج وبصرف‬
‫النظر عن مستوى وشده املرض‬

‫باإلضافة الى ان توجيه املوارد الطبية مثل املعدات الطبية و األدوية‪ ،‬وأسرة املستشفيات‪،‬‬
‫والطاقم الطبي إلى األشخاص املحتاجون لها اكثر ‪ ،‬افضل من ان نهدر الوقت و الجهد بمنح‬
‫هذه املوارد ألشخاص ميؤوس من حياتهم‪ ،‬وذلك انه من املمكن أن يستفاد من تلك املوارد‬
‫ً ً‬
‫‪.‬و األدوات الطبية فعال بدال من استنزافها! على آخرين ال أمل من شفائهم‬

‫‪ -٤‬ام! !!ا حج! !!تي الرابع !!ة مرتبط !!ة ب اس! !!تفتاء في نيوزيالن !!دا باعتب! !!اره تك! !!ريس لل! !!رأي الع !!ام‪ .‬في‬
‫تقري!!ر نش!!رته وك!!ال االنب!!اء بريطاني!!ة ال!!بي بي سي بعن!!وان الن!!اخبون النيوزيلن!!ديون يؤي!!دون في‬
‫اس !!تفتاء ع !!ام شرعنه ق !!انون املوت ال !!رحيم لل !!ذين ال ي !!رجى ش !!فاؤهم وق !!د ص !!وت الن !!اخبون‬
‫النيوزيلن!!ديون لص!!الح ق!!انون شرعنه القت!!ل ال!!رحيم‪ ،‬وذل!!ك في تط!!ور وص!!فه ناش!!طون بأن!!ه‬
‫يمث !!ل "نص !!را للتع !!اطف والش !!فقة"‪.‬فق !!د بينت النت !!ائج األولي !!ة لالس !!تفتاء أن ‪ 65,2‬في املئ !!ة من‬
‫املش! !!اركين أب! !!دوا تأيي! !!دهم لس! !!ن ق! !!انون "اختي! !!ار إنه! !!اء الحي! !!اة" وجعل! !!ه ناف! !!ذ املفع! !!ول‪.‬وينص‬
‫مش!!روع الق!!انون على الس!!ماح للمرضى ال!!ذين ال ي!!رجى ش!!فاؤهم وال!!ذين ال يتوق!!ع أن يعيش!!وا‬
‫لف !!ترة تزي !!د عن س !!تة اش !!هر باختي !!ار القت !!ل ال !!رحيم إذا واف !!ق على ذل !!ك طبيب !!ان اثن !!ان وفق !!ا‬
‫للقانون ‪ ،‬و حظي مشروع القانون بقدر كبير من التأييد ‪..‬‬
‫وب ذاك‪ ،‬ستنض !!م نيوزيلن !!دا إلى مجموع !!ة من ال !!دول‪ ،‬من بينه !!ا هولن !!دا وكن !!دا‪ ،‬ال !!تي تس !!مح‬
‫بالقتل الرحيم‬
‫اما في الحجة الخامسة سيدي الرئس السادة األعضاء وهي الحرية و الكرامة اإلنسانية و األخالقية‬
‫ان املوت مسألة شخصية ‪ ،‬لكل شخص حرية التحكم في جسده وطريقة حياته وبالتالي‬
‫كيفية موته‪ .‬وبإمكان أي إنسان أن يختار ويقرر وبكل حرية مكان و طريقة إنهاء‬
‫حياته‪“  .‬ليس لدينا أي تحكم في كيفية قدومنا لهذا العالم‪ .‬إذن اتركوا لهم على األقل قرار‬
‫مغادرته "‬
‫و من الجانب األخالقي ترك األشخاص يموتون بكرامة بدل أن نجبرهم على مواصلة حياة‬
‫غير كريمة‪ ،‬بحكم أن املرض ُي فقد املصاب كرامته “مثل االعتماد الكلي والدائم على الغير‬
‫‪ .‬والشعور القاتل بالعجز‬
‫ُ‬
‫فالبشر يسعون لحياة كريمة تستحق أن تعاش وليس فقط البقاء أحياء‪ .‬يمثل القبول‬
‫ً‬
‫بالقتل الرحيم نوعا من التعاطف مع املرضى‪ ،‬باعتبار فقدان بعض الوظائف وامللكات أسوأ‬
‫بكثير من فقدان الحياة‬
‫إن لم أتمكن من تقرير موتي واملوافقة عليه‪ ،‬فجسم من هذا؟ من يمتلك حياتي؟"‬
‫ّ‬
‫هكذا ردت املناضلة الكندية‪  ‬سو رودريغيز املصابة بالتصلب الجانبي الضموري على‪”. ‬‬
‫الرافضين ملوتها الرحيم‬

‫‪ .‬شكرا سيدي الرئيس شكرا السادة األعضاء‬

You might also like