You are on page 1of 23

‫محاضرة رقم‪6/‬‬

‫بعنوان‬
‫" سير إجراءات الوساطة في مسائل اإلفالس في ضوء أحكام قانون اإلفالس‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪"2018‬‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تختص إدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بمباشرة إجراءات الوساطة في طلبات‬
‫إعادة الهيكلة والصلح والواقي من االفالس وطلبات شهر اإلفالس‪ ،‬ويتم تقديم‬
‫الطلبات مرفق بها المستندات المطلوبة إلى رئيس إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم‬
‫كتاب المحكمة المختصة(المبحث األول)‪ ،‬وبعد التأكد من استيفاء مستندات‬
‫الطلبات من ِقَبل إدارة اإلفالس‪ ،‬يقوم رئيس اإلدارة بعرض الطلبات على قضاة‬
‫اإلفالس التخاذ إجراءات الوساطة فيها على أن ينتهي من ذلك خالل ثالثين‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬ولرئيس اإلدارة مد هذه المدة لمدة مماثلة‪ ،‬وذلك‬
‫لمرة واحدة على األكثر(المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫تقديم الطلبات لرئيس إدارة اإلفالس وعرضها على قضاة اإلفالس‬
‫تقدم الطلبات لرئيس إدارة اإلفالس(أوال)‪ ،‬ثم يتم استيفاء المستندات المطلوب‬
‫ارفاقها مع الطلبات(ثانيا)‪ ،‬وأخي ار يتم عرضها على قضاة اإلفالس لمباشرة‬
‫إجراءات الوساطة بشأنها(ثالثا)‪.‬‬
‫(أوال)‪ :‬تقديم الطلبات إلى رئيس إدارة اإلفالس‪:‬‬
‫وفقا لنص المادة‪ 5/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬تقدم الطلبات إلى‬
‫رئيس إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم كتاب المحكمة االقتصادية المختصة‪ ،‬وذلك‬
‫سواء كان الطلب إعادة هيكلة أو صلح واقي أو شهر إفالس‪ ،‬وإذا كان المشرع‬
‫لم يحدد شكال معينا للطلب(أ)‪ ،‬إال أنه حدد صاحب الصفة في تقديمه بالنسبة‬
‫للتاجر الشخص الطبيعي(ب)‪ ،‬وكذلك بالنسبة للشركات التجارية(ج)‪.‬‬
‫(أ)‪ :‬شكل الطلب‪:‬‬
‫لم يتطلب المشرع شكال معينا للطلب‪ ،‬ومن ثم يمكن تقديم بأي شكل المهم أن‬
‫يتضمن البيانات األساسية‪ ،‬من بيان اسم مقدم الطلب وعناوينه وأرقام تليفوناته‪،‬‬
‫وبيانات المقدم ضده الطلب(المختصم في الطلب) وعناوينه وأرقام تليفوناته‪،‬‬
‫وموضوع الطلب(إعادة هيكلة ـ صلح واقي ـ شهر إفالس)‪ ،‬وطلبات مقدم الطلب‪،‬‬
‫واألسباب التي يستند إليها في طلباته‪ ،‬ويقدم الطلب باسم السيد المستشار رئيس‬
‫إدارة اإلفالس‪.‬‬
‫وعند تقديم الطلب يدفع مقدم الطلب رسوم األمانة‪ ،‬وذلك لضمان جدية مقدم‬
‫الطلب ونيته في االستمرار في متابعة الطلب وجلسات الوساطة‪ ،‬ويسترد مبلغ‬
‫األمانة في نهاية الوساطة بإب ارم اتفاق التسوية‪ ،‬أو يستردها عند انتهاء نظر‬
‫الدعوى حال عدم الوصول إلى اتفاق تسوية والسير في إجراءات نظر الدعوى‬
‫أمام قاضي الموضوع المختص‪.‬‬
‫(ب)‪ :‬صاحب الصفة في تقديم الطلبات بالنسبة للتاجر الشخص الطبيعي‪:‬‬
‫‪1‬ـ صاحب الصفة في تقديم طلب إعادة الهيكلة‪:‬‬
‫يقدم طلب إعادة الهيكلة من التاجر نفسه‪ ،‬بشرط أال يقل رأس ماله عن مليون‬
‫جنيه‪ ،‬وأن يكون قد زاول التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على‬
‫تقديم الطلب‪ ،‬ولم يرتكب غشا‪ ،‬وفيما يخص الشركات فال تجوز إعادة هيكلة‬
‫الشركة وهي في دور التصفية‪.‬‬
‫وفي حالة وفاة التاجر؛ يتم تقديم الطلب عن طريق ورثته والموصي إليهم ـ إن‬
‫وجدوا ـ وذلك خالل السنة التالية للوفاة‪ ،‬شريطة موافقتهم جمبعهم على ذلك‪.‬‬
‫وال يجوز التقدم بطلب إعادة الهيكلة في حالة صدور حكم بشهر إفالس التاجر‬
‫أو الحكم بافتتاح إجراءات الصلح الواقي منه‪.‬‬
‫ويترتب على تقديم طلب إعادة الهيكلة وقف طلبي ودعويي شهر اإلفالس‬
‫والصلح الواقي منه إلي حين البت في طلب إعادة الهيكلة‪ ،‬وال يجوز تقديم طلب‬
‫آخر بإعادة الهيكلة إال بعد مرور ثالثة أشهر من رفض أو حفظ الطلب السابق‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة ـ أي تقديم طلب آخر بإعادة الهيكلة للمرة الثانية ـ ال يوقف‬
‫التقدم بهذا الطلب اآلخر للمرة الثانية طلبي ودعويي شهر اإلفالس والصلح‬
‫الواقي منه‪.‬‬
‫‪2‬ـ صاحب الصفة في تقديم طلب الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬
‫لكل تاجر يجوز شهر إفالسه‪ ،‬ولم يرتكب غشا أو خطأ ال يصدر عن التاجر‬
‫العادي‪ ،‬أن يطلب الصلح الواقي من اإلفالس إذا اضطربت أعماله المالية‬
‫اضطرابا من شأنه أن يؤدي إلى توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫وللتاجر الذي توقف عن دفع ديونه ولو طلب شهر إفالسه‪ ،‬أن يطلب الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس إذا توافرت فيه الشروط المذكورة في الفقرة السابقة وقدم طلب‬
‫الصلح خالل خمسة عشر يوما من تاريخ توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫وال يقبل طلب الصلح الواقى من اإلفالس إال إذا كان المدين قد زاول التجارة‬
‫بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على تقديم الطلب وقام خالل هذه المدة‬
‫بما تفرضه عليه األحكام الخاصة بالسجل التجارى وبالدفاتر التجارية‪.‬‬
‫كما يجوز لمن آل إليهم المتجر بطريق اإلرث أو الوصية أن يطلبوا الصلح‬
‫الواقي إذا قرروا االستمرار في التجارة وكان التاجر قبل وفاته ممن يجوز لهم‬
‫طلب الصلح‪.‬‬
‫ويجب أن يطلب الورثة أو الموصي إليهم الصلح الواقي خالل ثالثة أشهر من‬
‫تاريخ الوفاة‪ ،‬وإذا لم يتفق الورثة أو الموصي إليهم جميعا على طلب الصلح‪،‬‬
‫وجب على المحكمة أن تسمع أقوال من عارض منهم في طلب الصلح ثم تفصل‬
‫فيه وفقا لمصلحة ذوي الشأن‪.‬‬
‫وال يجوز للمدين أثناء تنفيذ الصلح الواقي أو إعادة الهيكلة أن يطلب صلحا‬
‫آخر‪.‬‬
‫وإذا قدم طلب إلى إدارة اإلفالس لشهر إفالس المدين وطلب آخر بالصلح الواقي‬
‫من اإلفالس‪ ،‬فال يجوز الفصل في طلب شهر اإلفالس إال بعد الفصل في طلب‬
‫الصلح‪.‬‬
‫وال يترتب على التقدم بطلب آخر للصلح وقف طلب أو دعوى شهر اإلفالس‪.‬‬
‫ويقدم طلب الصلح الواقى من المدين إلى رئيس إدارة اإلفالس بالمحكمة‬
‫المختصة على أن يتضمن أسباب اضطراب األعمال ومقترحات الصلح متضمنة‬
‫كيفية سداد المديونيات ‪ ،‬وترتيبها ‪ ،‬ومقترح تقسيم الدائنين إلى فئات وفًقا لطبيعة‬
‫الدين ‪ ،‬ونوعه‪ ،‬والتمويل المقترح ‪ ،‬مع بيان مقداره ‪ ،‬وفائدته ‪ ،‬وجهة التمويل ‪،‬‬
‫ومدته ‪ ،‬وكيفية تنفيذ هذه المقترحات‪.‬‬
‫وإلى جانب حق المدين في تقديم طلب الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬فإنه ما لم‬
‫يكن هناك طلب أو دعوى شهر إفالس أو دعوى صلح واق منه‪ ،‬يجوز لكل‬
‫دائن بدين تجارى خال من النزاع أن يتقدم بطلب الصلح الواقى من اإلفالس مع‬
‫مدينه التاجر المتوقف عن دفع ديونه التجارية إثر اضطراب أعماله بشرط أن‬
‫يكون قد زاول التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على تقديم الطلب‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬ـ صاحب الصفة في تقديم طلب شهر اإلفالس‪:‬‬
‫يعد في حالة إفالس كل تاجر ملزم بموجب أحكام قانون التجارة الصادر بالقانون‬
‫رقم ‪ ١٧‬لسنة ‪ ١٩٩٩‬بإمساك دفاتر تجارية إذا توقف عن دفع ديونه التجارية‬
‫إثر اضطراب أعماله المالية‪ ،‬وال يترتب على التوقف عن الدفع أثر قبل صدور‬
‫حكم شهر اإلفالس‪ ،‬ما لم ينص القانون على غير ذلك"‪.1‬‬

‫المادة‪ 75/‬من قانون االفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪1‬‬


‫يشهر إفالس التاجر بناء على طلبه أو طلب أحد الدائنين أو النيابة العامة‪،‬‬
‫ويجوز للمحكمة أن تقضى بشهر اإلفالس من تلقاء ذاتها‪.‬‬
‫ويقوم قلم كتاب المحكمة المختصة بإخطار النيابة العامة بطلب شهر اإلفالس‪،‬‬
‫وال يحول عدم حضورها أو عدم إبداء الرأي دون الحكم في دعوى اإلفالس"‪.2‬‬
‫ويجوز شهر إفالس التاجر بعد وفاته أو اعتزاله التجارة إذا توفى أو اعتزل التجارة‬
‫وهو في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬ويجب تقديم طلب شهر اإلفالس خالل السنة‬
‫التالية للوفاة أو اعتزال التجارة‪ ،‬وال يسري هذا الميعاد في حالة اعتزال التجارة إال‬
‫من تاريخ شطب اسم التاجر من السجل التجاري‪.‬‬
‫ويجوز لورثة التاجر طلب شهر إفالسه بعد وفاته مع مراعاة الميعاد المذكور في‬
‫الفقرة السابقة‪ ،‬فإذا اعترض بعض الورثة على شهر اإلفالس وجب أن تسمع‬
‫المحكمة أقوالهم ثم تفصل في الطلب وفقا لمصلحة ذوي الشأن"‪.3‬‬
‫وفيما يخص تقديم الطلب من ِقَبل الدائن‪ ،‬فإنه لكل دائن بدين تجاري خال من‬
‫النزاع حال األداء أن يطلب الحكم بشهر إفالس مدينه التاجر ويكون للدائن بدين‬
‫مدني حال هذا الحق إذا أثبت أن التاجر قد توقف عن دفع ديونه التجارية الحالة‬
‫فضال عن دينه المدني‪ ،‬ويكون للدائن بدين آجل الحق في طلب شهر اإلفالس‬
‫إذا لم يكن لمدينه التاجر موطن معروف في مصر أو إذا لجأ إلى الفرار أو‬
‫أغلق متجره أو شرع في تصفيته أو أجرى تصرفات ضارة بدائنيه بشرط أن يقدم‬
‫الدائن ما يثبت أن المدين توقف عن دفع ديونه التجارية الحالة‪.‬‬
‫ويطلب الدائن شهر إفالس مدينه بطلب يقدم إلى إدارة اإلفالس التابعة للمحكمة‬
‫المختصة مصحوبا بما يفيد إيداع مبلغ عشرة آالف جنيه خزانة المحكمة على‬
‫سبيل األمانة لحساب مصروفات نشر الحكم الصادر بشهر اإلفالس‪ ،‬يطلب فيه‬

‫المادة‪ 81/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة‪ 76/‬من قانون االفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪3‬‬


‫اتخاذ اإلجراءات التحفظية الالزمة ويبين فيه الظروف التي يستدل منها على‬
‫توقف المدين عن دفع ديونه"‪.4‬‬
‫وال يجوز شهر إفالس التاجر بسبب توقفه عن دفع ما يستحق عليه من غرامات‬
‫جنائية أو ضرائب أو رسوم أو تأمينات اجتماعية"‪.5‬‬
‫واستثناء من أحكام المواد (‪ )١١ ،١٠ ،٩ ،٥ ،٤‬من هذا القانون إذا طلبت‬
‫النيابة العامة شهر إفالس التاجر‪ ،‬أو إذا رأت المحكمة شهر إفالسه من تلقاء‬
‫ذاتها‪ ،‬وجب على قلم الكتاب أن يعلنه بيوم الجلسة"‪ ،6‬وهذا مؤداه أنه حال تقديم‬
‫طلب شهر افالس التاجر من ِقَبل النيابة العامة أو المحكمة المختصة‪ ،‬فال تتم‬
‫بشأنه إجراءات الوساطة‪ ،‬حيث أوجب المشرع في هذه الحالة أنه على قلم الكتاب‬
‫أن يقوم بإعالن التاجر بيوم الجلسة‪.‬‬
‫(ج)‪ :‬صاحب الصفة في تقديم الطلبات بالنسبة للتاجر الشخص المعنوي‪:‬‬
‫‪1‬ـ بالنسبة لطلب إعادة الهيكلة‪:‬‬
‫إذا كان الطلب خاصا بشركة وجب أن يرفق به فضال عن الوثائق المذكورة في‬
‫الفقرة السابقة صورة من عقد الشركة ونظامها مصدقا عليها من مكتب السجل‬
‫التجاري والوثائق المثبتة لصفة مقدم الطلب وقرار الشركاء أو الجمعية العامة‬
‫بطلب إعادة الهيكلة‪ ،‬وبيان بأسماء الشركاء المتضامنين وعناوينهم وجنسياتهم"‪،7‬‬
‫مع مراعاة أنه ال تجوز إعادة هيكلة الشركة وهي في دور التصفية"‪.8‬‬

‫‪2‬ـ بالنسبة لطلب الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬

‫المادة‪ 78/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة‪ 79/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫المادة‪ 1/80/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫المادة‪ 3/19/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫المادة‪ 2/15/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫يجوز إجراء الصلح الواقي من اإلفالس لكل شركة يجوز شهر إفالسها‪ ،‬ولم‬
‫ترتكب غشا أو خطأ ال يصدر عن التاجر العادي‪ ،‬وعليها أن تطلب الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس إذا اضطربت أعمالها المالية اضطرابا من شأنه أن يؤدي‬
‫إلى توقفها عن الدفع‪.‬‬
‫وللشركة التي توقفت عن دفع ديونها ولو طلب شهر إفالسها‪ ،‬أن تطلب الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس‪ ،‬إذا توافرت فيها الشروط المذكورة آنفا‪ ،‬وقدمت طلب الصلح‬
‫خالل خمسة عشر يوما من تاريخ توقفها عن الدفع‪.‬‬
‫وال يقبل طلب الصلح الواقى من اإلفالس إال إذا كانت الشركة المدينة قد زاولت‬
‫التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على تقديم الطلب‪ ،‬وقامت خالل‬
‫هذه المدة بما تفرضه عليها األحكام الخاصة بالسجل التجارى وبالدفاتر التجارية‪.‬‬
‫وال يجوز للشركة المدينة طلب الصلح الواقى إال بعد الحصول على إذن بذلك‬
‫من أغلبية الشركاء أو من الجمعية العامة ‪ ،‬وذلك بحسب نوع الشركة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ بالنسبة لطلب شهر اإلفالس‪:‬‬
‫تعد في حالة إفالس كل شركة توقفت عن دفع ديونها إثر اضطراب أعمالها‬
‫المالية‪ ،‬ويلزم شهر إفالسها بحكم يصدر بذلك‪ ،‬ويجوز شهر إفالس الشركة ولو‬
‫كانت في دور التصفية"‪.9‬‬
‫وال يجوز للممثل القانوني للشركة أن يطلب شهر إفالسها إال بعد الحصول على‬
‫إذن بذلك من أغلبية الشركاء أو من الجمعية العامة حسب األحوال‪ ،‬ويجب أن‬
‫يشتمل طلب شهر اإلفالس على أسماء الشركاء المتضامنين الحاليين والذين‬
‫خرجوا من الشركة بعد توقفها عن الدفع مع بيان موطن كل شريك متضامن‬
‫وجنسيته وتاريخ شهر خروجه من الشركة في السجل التجاري"‪.10‬‬

‫المادة‪ 193/‬من قانون االفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪2018‬‬ ‫‪9‬‬

‫المادة‪ 194/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪10‬‬


‫ويجوز لدائن الشركة طلب شهر إفالسها ولو كان شريكا فيها‪ ،‬أما الشركاء غير‬
‫الدائنين فال يجوز لهم بصفتهم الفردية طلب شهر إفالس الشركة‪ ،‬وإذا طلب‬
‫الدائن شهر إفالس الشركة‪ ،‬وجب اختصام كافة الشركاء المتضامنين"‪.11‬‬
‫(ثانيا)‪ :‬المستندات المطلوب ارفاقها بالطلبات‪:‬‬
‫يجب على المتقدمين بطلبات إعادة الهيكلة(أ)‪ ،‬والصلح الواقي من اإلفالس(ب)‪،‬‬
‫وشهر اإلفالس(ج)‪ ،‬إرفاق عددا من المستندات مع الطلب المقدم إلى إدارة‬
‫اإلفالس بالمحكمة االقتصادية المختصة‪ ،‬وذلك للتسهيل من مهمة قاضي‬
‫الوساطة‪ ،‬بتجهيز المستندات المطلوبة والتأكد من استيفائها واكتمالها‪.‬‬
‫(أ)‪ :‬المستندات المطلوب ارفاقها مع طلب إعادة الهيكلة‪:‬‬
‫يقدم طلب إعادة الهيكلة مبينا فيه أسباب االضطراب المالي وتاريخ نشأته وما‬
‫اتخذ في شأنه من إجراءات لتجنب حدوثه أو معالجة آثاره وما يراه من إجراءات‬
‫الزمة للخروج منه‪ ،‬ويجب أن يرفق بالطلب المستندات اآلتية"‪:12‬‬
‫(‪ )1‬الوثائق المؤيدة للبيانات المذكورة فيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬شهادة من مكتب السجل التجاري تثبت قيام التاجر بما تفرضه األحكام‬
‫الخاصة بالسجل التجاري خالل السنتين السابقتين على طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬شهادة من الغرفة التجارية تفيد مزاولة التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين‬
‫السابقتين على طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫(‪ )4‬صورة من الميزانية وحساب األرباح وا لخسائر عن السنتين السابقتين على‬
‫طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬بيان بإجمالي المصروفات الشخصية في السنتين السابقتين على طلب إعادة‬
‫الهيكلة عدا الطلب المقدم من إحدى شركات المساهمة‪.‬‬

‫المادة‪ 195/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫المادة‪ 19/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫(‪ ) 6‬بيان تفصيلي باألموال المنقولة وغير المنقولة وقيمتها التقريبية عند طلب‬
‫إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫(‪ ) 7‬بيان بأسماء الدائنين والمدينين وعناوينهم ومقدار حقوقهم أو ديونهم‬
‫والتأمينات الضامنة لها‪.‬‬
‫(‪ ) 8‬شهادة تفيد عدم تقدمه بطلب إعادة هيكلة من قبل‪ ،‬أو تقدمه بطلب سبق‬
‫حفظه ومرت فترة ثالثة أشهر على ذلك‪.‬‬
‫(‪ ) 9‬شهادة بعدم شهر إفالس التاجر أو عقد صلح واق منه‪.‬‬
‫وإذا كان الطلب خاصا بشركة وجب أن يرفق به فضال عن الوثائق المذكورة في‬
‫الفقرة السابقة صورة من عقد الشركة ونظامها مصدقا عليها من مكتب السجل‬
‫التجاري والوثائق المثبتة لصفة مقدم الطلب وقرار الشركاء أو الجمعية العامة‬
‫بطلب إعادة الهيكلة‪ ،‬وبيان بأسماء الشركاء المتضامنين وعناوينهم وجنسياتهم‪.‬‬
‫ويجب أن تكون تلك الوثائق مؤرخة وموقعة من الطالب‪ ،‬وإذا تعذر تقديم بعضها‬
‫أو استيفاء بياناتها وجب أن يتضمن الطلب أسباب ذلك‪.‬‬
‫وللقاضي إلزام مقدم الطلب خالل المدة التي يحددها بتقديم معلومات أو مستندات‬
‫إضافية حول وضعه االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫(ب)‪ :‬المستندات المطلوب إرفاقها بطلب الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬


‫ُيرفق بطلب الصلح الواقي المستندات اآلتية"‪:13‬‬
‫(‪ )1‬الوثائق المؤيدة للبيانات المذكورة فيه‪.‬‬

‫المادة‪ 36/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪13‬‬


‫(‪ )2‬شهادة من مكتب السجل التجاري تثبت قيام التاجر بما تفرضه األحكام‬
‫الخاصة بالسجل التجاري خالل السنتين السابقتين على طلب الصلح‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬شهادة من الغرفة التجارية تفيد بمزاولة التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين‬
‫السابقتين على طلب الصلح‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬صورة من الميزانية وحساب األرباح والخسائر عن السنتين السابقتين على‬
‫طلب الصلح‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬بيان بإجمالي المصروفات الشخصية في السنتين السابقتين على طلب‬
‫الصلح عدا الطلب المقدم من إحدى شركات المساهمة‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬بيان تفصيلي باألموال المنقولة وغير المنقولة وقيمتها التقريبية عند طلب‬
‫الصلح‪.‬‬
‫(‪ ) 7‬بيان بأسماء الدائنين والمدينين وعناوينهم ومقدار حقوقهم أو ديونهم‬
‫والتأمينات الضامنة لها‪.‬‬
‫(‪ )8‬ما يفيد إيداع مبلغ عشرة آالف جنيه خزينة المحكمة على ذمة مصروفات‬
‫نشر ما يصدر من أحكام‪.‬‬
‫(‪ ) 9‬شهادة بعدم شهر إفالس التاجر أو تقديم طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫(‪ ) 10‬شهادة تفيد عدم تقدمه بطلب صلح واق من قبل ‪ ،‬أو تقدمه بطلب سبق‬
‫رفضه ومرت ثالثة أشهر على ذلك‪.‬‬
‫وإذا كان الطلب خاصا بشركة وجب أن يرفق به فضال عن الوثائق المذكورة في‬
‫الفقرة السابقة صورة من عقد الشركة ونظامها مصدقا عليها من مكتب السجل‬
‫التجاري والوثائق المثبتة لصفة مقدم الطلب وصورة من قرار الشركاء أو الجمعية‬
‫العامة بطلب الصلح وبيان بأسماء الشركاء المتضامنين وعناوينهم وجنسياتهم‪.‬‬
‫ويجب أن تكون تلك الوثائق مؤرخة وموقعة من طالب الصلح وإذا تعذر تقديم‬
‫بعضها أو استيفاء بياناتها وجب أن يتضمن الطلب أسباب ذلك‪.‬‬
‫وللقاضي إلزام مقدم الطلب خالل المدة التي يحددها أن يقدم مستندات إضافية‬
‫أو معلومات حول وضعه االقتصادي والمالي‪.‬‬
‫وإذا كان الدائن هو مقدم الطلب‪ ،‬فيلتزم الدائن وقت تقديم الطلب بإرفاق سند‬
‫المديونية ومقترحات الصلح والمستندات المبينة بالبنود ‪،9 ،8 ،4 ،3 ،2( :‬‬
‫‪ )10‬من المادة(‪ )٣٦‬من هذا القانون‪ ،‬فإذا تعذر تقديم بعضها وجب أن يتضمن‬
‫الطلب أسباب ذلك‪ ،‬ولقاضى اإلفالس أن يصرح له خالل مدة يحددها بتقديم‬
‫تلك المستندات أو أى مستندات إضافية يراها الزمة"‪.14‬‬
‫(ج)‪ :‬المستندات المطلوب إرفاقها بطلب شهر اإلفالس‪:‬‬
‫يجب على التاجر أن يطلب شهر إفالسه خالل خمسة عشر يوما من تاريخ‬
‫توقفه عن الدفع وذلك بطلب يقدم إلى إدارة اإلفالس يذكر فيه أسباب التوقف‬
‫عن الدفع وترفق به الوثائق اآلتية"‪:15‬‬
‫(‪ )1‬الدفاتر التجارية الرئيسية‪.‬‬
‫(‪ )2‬صورة من آخر ميزانية وحساب األرباح والخسائر‪.‬‬
‫(‪ 3‬ـ) بيان بإجمالي المصروفات الشخصية عن السنتين السابقتين على تقديم‬
‫طلب شهر اإلفالس أو عن مدة اشتغاله بالتجارة إذا كانت أقل من ذلك عدا‬
‫الطلب المقدم من إحدى شركات المساهمة‪.‬‬
‫(‪ ) 4‬بيان تفصيلي بما يملكه من عقارات ومنقوالت وقيمتها التقريبية في تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع‪ ،‬وكذلك المبالغ النقدية المودعة باسمه لدى البنوك سواء في‬
‫مصر أو خارجها‪.‬‬
‫(‪ 5‬ـ) بيان بأسماء الدائنين والمدينين وعناوينهم ومقدار حقوقهم أو ديونهم‬
‫والتأمينات الضامنة لها‪.‬‬
‫(‪ ) 6‬بيان باالحتجاجات التي حررت ضد التاجر خالل السنتين السابقتين على‬
‫تقديم طلب شهر اإلفالس‪.‬‬

‫المادة‪ 36/‬مكررا‪ 2/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬مضافة بالقانون رقم ‪11‬‬ ‫‪1414‬‬

‫لسنة ‪.2021‬‬
‫المادة‪ 77/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫(‪ ) 7‬شهادة بعدم صدور حكم بافتتاح صلح واق من اإلفالس‪ ،‬أو ما يفيد عدم‬
‫تقدمه بطلب إعادة هيكلة من قبل‪.‬‬
‫(‪ )8‬ما يفيد إيداع مبلغ عشرة آالف جنيه خزينة المحكمة على ذمة مصروفات‬
‫نشر ما يصدر من أحكام‪.‬‬
‫(‪ ) 9‬شهادة تفيد عدم تقدمه بطلب شهر اإلفالس من قبل ‪ ،‬أو تقدمه بطلب سبق‬
‫رفضه ومرت ثالثة أشهر على ذلك‪.‬‬
‫ويجب أن تكون الوثائق المشار إليها في الفقرة السابقة مؤرخة وموقعة من‬
‫التاجر‪ ،‬وإذا تعذر تقديم بعض هذه الوثائق أو استيفاء بياناتها وجب عليه إيضاح‬
‫أسباب ذلك‪.‬‬
‫وللقاضي إلزام مقدم الطلب خالل المدة التي يحددها بتقديم مستندات إضافية أو‬
‫معلومات حول وضعه االقتصادي أو المالي‪.‬‬
‫تلك هي المستندات المطلوب ارفاقها مع طلب شهر اإلفالس المقدم من المدين‬
‫التاجر‪ ،‬بينما لم يطلب مستندات إضافية في حالة ما إذا كان مقدم الطلب هو‬
‫الدائن‪ ،‬سوى أن المادة‪ 78/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬والتي‬
‫أجازت للدائن بدين آجل أن يطلب شهر إفالس مدينه التاجر في أحوال معينة‪،‬‬
‫أن يقدم إلدارة اإلفالس ما يثبت أن المدين توقف عن دفع ديونه التجارية الحالة‪.‬‬

‫(ثالثا)‪ :‬عرض الطلبات على قضاة اإلفالس‪:‬‬


‫بعد تقديم الطلبات‪ ،‬وقيام إدارة اإلفالس باستيفاء مستندات الطلبات التي تختص‬
‫بها محكمة االفالس وتحضيرها‪ ،‬يقوم رئيس إدارة اإلفالس بعرض الطلبات على‬
‫قضاة اإلفالس‪ ،‬التخاذ إجراءات الوساطة بشأنها"‪.16‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫جلسات الوساطة ودور الوسيط (قاضي اإلفالس) تجاهها‬

‫المادة‪ 5/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪16‬‬


‫لم يحدد المشرع إجراءات سير جلسات الوساطة‪ ،‬إال أن الواقع العملي أفرز أن‬
‫هذه الجلسات تمر بخمس مراحل(أوال)‪ ،‬وقد بيَّن القانون؛ شروط صحة أنعقاد‬
‫تلك الجلسات(ثانيا)‪ ،‬وشروط التدخل في الطلبات(ثالثا)‪ ،‬وحاالت حفظ‬
‫الطلبات(رابعا)‪ ،‬والمدة التي يتعين في خاللها االنتهاء من إجراءات الوساطة‬
‫وجواز مدها(خامسا)‪ ،‬ويثار تساؤل حول مدى جواز االستمرار في إجراءات‬
‫الوساطة بعد انتهاء المدد القانونية(سادسا)‪.‬‬
‫(أوال)‪ :‬مراحل جلسات الوساطة‪:‬‬
‫‪1‬ـ المرحلة التحضيرية للوساطة‪:‬‬
‫تبدأ بجلستين في نفس اليوم الذي يقدم فيه الطلب‪ ،‬إحداها جلسة عرض‬
‫واطالع(أ)‪ ،‬والثانية؛ جلسة استماع‪ ،‬فيهما ال ُيضم الخصمين معا‪:‬‬
‫(أ)‪ :‬جلسة العرض واالطالع‪:‬‬
‫تتم هذه الجلسة في نفس يوم تقديم الطلب‪ ،‬وهي الجلسة األولى لرئيس إدارة‬
‫اإلفالس‪ ،‬إذ يتم عرض الطلب عليه المقدم لإلدارة‪ ،‬ويحدد الوسيط(قاضي‬
‫اإلفالس) الذي يتولي مباشرة إجراءات الوساطة‪ ،‬وهذه الجلسة ال يحضر فيها‬
‫مقدم الطلب وال خصمه‪ ،‬حيث يتم فتح الملف في الجلسة‪ ،‬وتُثبت في محضر‪،‬‬
‫ويثبت المستندات المرفقة بالطلب(الحوافظ)‪.‬‬
‫ُ‬

‫(ب)‪ :‬جلسة االستماع‪:‬‬


‫تتم هذه الجلسة أيضا في نفس يوم تقديم الطلب‪ ،‬وفيها يستمع رئيس إدارة‬
‫اإلفالس أو قاضي اإلفالس الذي يتولى مباشرة إجراءات الوساطة لمقدم الطلب‪،‬‬
‫وقد يطلب منه تقديم مستندات أخرى‪ ،‬وفي نفس اليوم يتم االتصال بالخصوم‬
‫من خالل أرقام ت ليفوناتهم أو ايمالتهم أو التلغراف‪ ،‬وذلك إلبالغهم بموعد أول‬
‫جلسة تضم الخصمين‪.‬‬
‫‪2‬ـ المرحلة االفتتاحية‪:‬‬
‫يحرص الوسيط في هذه المرحلة على توفير المناخ الذي يتحقق معه األمن‬
‫واألمل لألطراف لدى مشاركتهم في عملية الوساطة‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل‬
‫التعارف الشخصي لكافة الحضور‪ ،‬وخفض الحدة والتوتر‪ ،‬وبث روح التفاؤل‬
‫واألمل في قدرة إجراءات الوساطة في الوصول إلى حل للنزاع‪.‬‬
‫كذلك يقوم األطراف في هذه المرحلة بعرض روايتهم وطلباتهم وشرح موقفهم‬
‫بشأن النزاع‪ ،‬ويوضح الوسيط بأن عملية الوساطة تتم طواعية وتدار بأريحية‬
‫ودون رسميات‪ ،‬ويوضح لهم أن دوره للتيسير عليهم وعدم إجبار أي طرف على‬
‫أي خطوة ال يقبلها‪ ،‬ويؤكد لألطراف أنهم وحدهم صانعي القرار ويمتلكون الحق‬
‫في التسوية على قدم المساواة‪.‬‬
‫وقد يجد الوسيط في الجلسة االفتتاحية أن األطراف مشدودين أو أن هناك حالة‬
‫توتر وحدة عالية في الحوار‪ ،‬أو أن كل طرف غير متقبل جلوسه في مكان واحد‬
‫مع خصمه والحديث معه‪ ،‬هنا يجوز للوسيط أن يعقد جلسات فردية لكل طرف‪،‬‬
‫بحيث تكون المرحلة االفتتاحية عبارة عن جلسات فردية‪ ،‬ينفرد فيها الوسيط بكل‬
‫طرف على حده‪ ،‬ليتحاور معه ويناقشه حتى يقبل الحوار الجماعي مع خصمه‬
‫بهدف الوصول إلى تسوية‪.‬‬
‫ويجب على الوسيط أن يوضح ألطراف النزاع أن ما يدار داخل جلسات الوساطة‬
‫محاط بالسرية‪ ،‬مما يبث لديهم الشعور بالثقة والطمأنينة‪ ،‬وهو ما يدفعهم إلى‬
‫اإلفضاء بكل المعلومات المتعلقة بالنزاع والتي تساعد على إنهاء النزاع وتسويته‬
‫وديا‪.‬‬
‫وفي نهاية الجلسة االفتتاحية يقوم الوسيط بتحديد موعد الجلسة التالية‪ ،‬سواء‬
‫كانت فردية أو جماعية وإخبار األطراف بها‪ ،‬وكذلك قد يتم التأكيد على األطراف‬
‫بإحضار مستندات معينة أو القيام بإجراء معين قبل الجلسة التالية‪ ،‬أو إحضار‬
‫أشخاص معينين‪ ،‬وذلك كله وفقا لما يتمتع به الوسيط من مرونة في إدارة جلسات‬
‫الوساطة‪ ،‬المهم أن تنهي المرحلة االفتتاحية والجميع على يقين بأهمية الوساطة‬
‫في إنهاء نزاعهم وإقبالهم على االستمرار فيها بكل أريحية وتفاؤل‪.‬‬
‫‪3‬ـ مرحلة االستكشاف‪:‬‬
‫تتم مرحلة االستكشاف من خالل الجلسات المشتركة والمنفردة‪ ،‬حيث يعمل‬
‫الوسيط للحصول على أكبر قدر من المعلومات التي تساعده وتمكنه من اكتشاف‬
‫سبب النزاع بجالء‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب من الوسيط أن يكون صبو ار وحذقا‬
‫ومثابرا‪.‬‬
‫وقد دون أحد قضاة اإلفالس بإدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية(وسيط)‬
‫في مذكرته نصا " وبمرحلة االستكشاف‪ .‬قمنا باستخدام عدة أدوات من أدوات‬
‫الوساطة‪ ،‬وقد استثمرنا في تلك المرحلة الوقت والمجهود الكافي الستكشاف‬
‫الجوانب المختلفة للنزاع من أبعاد قانونية ونفسية واجتماعية‪ ،‬وساعدنا األطراف‬
‫في فهم مبررات وأسانيد ووجهة نظر الطرف اآلخر بشأن دواعي ذلك‪ ،‬حتى‬
‫وصل األطراف إلى قناعة بالدخول في مرحلة التفاوض"‪.‬‬
‫نخلص مما سبق أن مرحلة االستكشاف هي مرحلة سابقة على مرحلة التفاوض‪،‬‬
‫الغرض منها هو الوقوف على أسباب وأبعاد النزاع‪ ،‬والتي ال تقتصر فقط على‬
‫األسباب القانونية‪ ،‬إذ قد تمتد إلى أسباب نفسية واجتماعية‪ ،‬كأن يكون الغرض‬
‫من النزاع؛ تصفية خالفات عائلية أخرى‪ ،‬أو االنتقام من الطرف اآلخر‪ ،‬أو‬
‫تصفية الشركة‪ ،‬ويأتي دور الوسيط في هذه المرحلة في مساعدة األطراف في‬
‫فهم مبررات وأسانيد ووجهة نظر الطرف اآلخر‪ ،‬وتهيأة األجواء بين األطراف‬
‫للدخول في مرحلة التفاوض‪ ،‬مقتنعين بأهمية المرحلة القادمة في إنهاء نزاعهم‬
‫وتسويته‪.‬‬
‫‪4‬ـ مرحلة التفاوض‪:‬‬
‫تع تبر مرحلة التفاوض هي أهم مراحل الوساطة‪ ،‬إذ يتم من خاللها التفاوض بين‬
‫األطراف حول كيفية إنهاء النزاع‪ ،‬وذلك بمساعدة الوسيط‪ ،‬من خالل قيام كل‬
‫طرف بطرح حلوال إلنهاء النزاع والتي قد تلقي قبوال أو رفضا من الطرف اآلخر‪،‬‬
‫والذي يقوم بدوره بطرح حلول أخرى‪ ،‬والتي قد تقابل أيضا بالقبول أو الرفض‪.‬‬
‫وهنا يأتي دور الوسيط في التقريب بين وجهات النظر بين األطراف المتنازعة‪،‬‬
‫وله في سبيل ذلك االستعانة بخبير بحسب ما تقرره المادة‪ 7/‬من قانون اإلفالس‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬إذا اقتضي األمر ذلك‪ ،‬كخبير مثمن لبضاعة أو لعقار أو‬
‫غير ذلك‪.‬‬
‫ويجوز للوس يط أن يقترح على األطراف الحلول المالئمة إلنهاء النزاع‪ ،‬وذلك كأن‬
‫يقترح أن يتنازل الدائن عن الفوائد‪ ،‬أو اقتراح تقسيط الدين مع وضع أجل للسداد‪،‬‬
‫أو اقتراح عمل مقاصة بين الطرفين‪ ،‬أو الحصول على بضاعة بثمن الدين‪ ،‬أو‬
‫أن يتنازل المدين عن شقة أو شاليه يملكه للدائن في مقابل دينه‪ ،‬أو غير ذلك‬
‫من االقتراحات‪.‬‬
‫والوسيط في هذه المرحلة يتحلى بالشفافية والنزاهة‪ ،‬فهو ليس مع طرف ضد‬
‫طرف‪ ،‬وليس له مصلحة في التسوية‪ ،‬كما أنه يمارس عمله بكل حيادية‪ ،‬كما‬
‫أنه ملتزم بمراعاة طلبات األطراف وظروف الوساطة‪.‬‬
‫وقد دون أحد قضاة اإلفالس في مذكرته نصا " مرحلة التفاوض‪ :‬وفي تلك‬
‫المرحلة قمنا بمساعدة األطراف بتقديم العروض والعروض المقابلة‪ ،‬وتقديم‬
‫التنازالت المبررة‪ ،‬واستخدمنا في ذلك المهارات واألدوات الخاصة بعملية‬
‫الوساطة‪ ،‬وكذلك مساعدة األطراف على فهم مفهوم الحركات التفاوضية‪ ،‬ذلك‬
‫وقد تناولت المفاوضات بين األطراف العديد من النواحي المالية والزمنية‬
‫والنفسية"‪.‬‬
‫ويقصد بالمفاوضات في النواحي المالية؛ المفاوضات المتعلقة بالمستحقات‬
‫المالية للدائن وكيفية تنفيذها‪ ،‬أما المفاوضات في النواحي الزمنية؛ فيقصد بها‬
‫الفترة الزمنية التي ينفذ المدين التزاماته خاللها كمدة تقسيط الدين أو تأجيله‪،‬‬
‫بينما يقصد بالمفاوضات من الناحية النفسية؛ الترضية لكل األطراف واالرتياح‬
‫النفسي أثناء المفاوضات وتصفية النفوس‪.‬‬
‫‪5‬ـ مرحلة الختام‪:‬‬
‫هذه المرحلة هي تتويج لكل مراحل الوساطة السابق عرضها‪ ،‬والتي ينبغي أن‬
‫تكلل بالتوصل إلى تسوية مرضية لكل أطراف النزاع منهية له‪ ،‬ويكون للوسيط‬
‫دو ار كبي ار في التسوية‪.‬‬
‫وال يكون الوسيط معنيا بتحقيق العدالة أو ايجاد الحافز في التسوية‪ ،‬بل يكفي‬
‫أن تكون التسوية مرضية لألطراف‪ ،‬وأن تكون قابلة للتنفيذ‪.‬‬
‫وفي حالة التوصل إلى تسوية‪ ،‬يتم صياغة ما تم االتفاق والتراضي عليه في‬
‫اتفا ق تسوية(عقد)‪ ،‬يوقع عليه األطراف ويبين فيه تفاصيل االتفاق‪ ،‬وما تم من‬
‫إجراءات الوساطة‪ ،‬ويصدر قاضي االفالس ق ار ار باعتماد التسوية وانهاء الطلب‪،‬‬
‫ويكون لهذا االتفاق قوة السند التنفيذي"‪.17‬‬
‫وعلى سبيل المثال ما دونه قاضي االفالس في مذكرته نصا " مرحلة الختام‪:‬‬
‫وفي تلك المرحلة قمنا بمساعدة األطراف للوصول إلى اختيار واعي بشأن النزاع‬
‫محل الدعوى‪ ،‬وقد توصلوا إلى تصور مبدئي بشأن االتفاق الخاص بتسوية النزاع‬
‫‪ ...‬وحيث أسفرت الوساطة في مراحلها المختلفة عن تسوية النزاع بين الطرفين‪.‬‬
‫وقد أقر الطرفان بتصالحهما وتسوية النزاع وديا بموجب عقد االتفاق والتسوية‬
‫المقدم والموقع من الطرفين وطلب إنهاء اإلجراءات واعتماد عقد التسوية‬
‫وإعطائهما الصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫لذلك وبناء على ما تقدم أوال‪ :‬نأمر بإنهاء الطلب للتسوية‪ .‬ثانيا‪ :‬ترفع األوراق‬
‫للسيد المستشار رئيس إدارة اإلفالس للتفض بالنظر"‪.18‬‬
‫وفي بعض الحاالت قد تنتهي الوساطة بعدم التوصل إلى تسوية‪ ،‬إذ تخفق كل‬
‫محاوالت الوسيط في التسوية‪ ،‬واستنفاذ المدة المحددة إلنهاء الوساطة خاللها‬

‫المادة‪ 9/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪17‬‬

‫وأشر رئيس إدارة اإلفالس على هذه المذكرة ب " بعد االطالع‪ :‬نظر ونوافق"‪ .‬المذكرة‬ ‫‪18‬‬

‫المقدمة من قاضي االفالس في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 2021‬شهر اإلفالس‪ ،‬إدارة اإلفالس‪،‬‬
‫محكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬
‫دون التوصل إلى اتفاق تسوية‪ ،‬وقد يرجع ذلك لرغبة أحد األطراف وإص ارره على‬
‫رفع الدعوى‪ ،‬وعدم رغبته في تقديم أية تنازالت ولو محدودة‪.‬‬
‫وقد يتم إخفاء بعض المعلومات مما يصعب التوصل إلى تسوية‪ ،‬أو انعدام الثقة‬
‫تماما بين األطراف‪ ،‬أو عدم جدية أحد األطراف في مباشرة إجراءات الوساطة‪،‬‬
‫وعندئذ يقرر الوسيط إنهاء إجراءات الوساطة‪ ،‬ويتم رفض الطلب‪ ،‬حيث يقرر‬
‫القانون أنه " إذا لم يتم التوصل إلى تسوية في طلبي شهر اإلفالس والصلح‬
‫الواقي منه يرفضهما قاضي اإلفالس‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون لمقدم أي من‬
‫الطلبين رفع الدعوى المتعلقة بطلبه بصحيفة تودع قلم الكتاب خالل شهر من‬
‫تاريخ رفضهما وإال سقط الحق في رفعها‪.‬‬
‫وال يكون له التقدم بطلب مماثل إال بعد انقضاء ثالثة أشهر من تاريخ البت في‬
‫الطلب السابق‪ ،‬وفي جميع األحوال‪ ،‬ال يجوز لغيره التقدم بطلب مماثل متى كان‬
‫هذا الطلب لم يبت فيه‪ ،‬ويجوز له التدخل فيه"‪.19‬‬

‫(ثانيا)‪ :‬شروط صحة انعقاد جلسات الوساطة‪:‬‬


‫يشترط النعقاد جلسات الوساطة حضور أطراف النزاع أو وكيل عنهم بموجب‬
‫توكيل خاص يبيح له تسوية النزاع"‪.20‬‬
‫وبناءا عليه يمكن ألطراف النزاع أن يقوموا بالحضور بأنفسهم شخصيا جلسات‬
‫الوساطة النهاء النزاع وتسوية الخالف‪ ،‬كما يمكن ألطراف النزاع الحضور‬
‫بصحبة محاميهم‪ ،‬وهنا يعتبر الحضور شخصي إذ أن التفاوض يتم بحضورهم‬
‫ويوجه الوسيط حديثه تجاههم مباشرة‪.‬‬

‫‪ 19‬المادة‪ 10/‬من قانون االفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬معدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2021‬‬
‫المادة‪ 1/7/‬من قانون االفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪20‬‬
‫ويمكن أن يمثل أطراف النزاع في التفاوض وحضور جلسات الوساطة وكيال‬
‫عنهم‪ ،‬ولكن في هذه الحالة يجب أن يكون الوكيل حامال لتوكيل خاص يبيح له‬
‫تسوية النزاع‪ ،‬ومن ثم التوكيل العام للمحامي في القضايا ال يتيح له مباشرة‬
‫حضور جلسات الوساطة‪ ،‬أما إذا كان الممثل عن شركة‪ ،‬وهو ممثلها القانوني‪،‬‬
‫أو عضو مجلس إدارة أو شريك‪ ،‬أو رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬فيجب أن يحمل‬
‫توكيل خاص يسمح له بتسوية النزاع‪.‬‬
‫وترجع الحكمة من هذا الشرط إلى اختالف طبيعة الوساطة عن الدعوى‪ ،‬إذ أن‬
‫الوساطة وسياة ودية لتسوية النزاع صلحا‪ ،‬بعكس الدعوى التي تنهي النزاع حكما‪،‬‬
‫ومعلوم أن التوصل إلى الصلح قد يتطلب التنازل عن بعض الديون أو تقسيطها‬
‫أو تأجيلها‪ ،‬أو إجراء مقاصة‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬األمر الذي ينعدم حدوثه مع حكم‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫(ثالثا)‪ :‬التدخل في الطلبات‪:‬‬
‫في حالة تقديم طلب صلح واقي أو شهر إفالس‪ ،‬وبدأت إجراءات الوساطة بشأن‬
‫الطلب‪ ،‬وأراد شخص آخر تقديم طلب مماثل‪ ،‬فهل يجوز له ذلك؟‪.‬‬
‫أجابت على هذا التساؤل الفقرة األخيرة"‪ 21‬من المادة‪ 10/‬من قانون االفالس رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬حيث نصت على أنه " ‪....‬وفي جميع األحوال‪ ،‬ال يجوز لغيره‬
‫التقدم بطلب مماثل متى كان هذا الطلب لم يبت فيه‪ ،‬ويجوز له التدخل فيه"‪،‬‬
‫ومن ثم يشترط للتدخل في الطلب الذي يجري بشأنه الوساطة اآلتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن يكون هناك طلب مماثل سبق تقديمه‪ ،‬سواء تعلق بالصلح الواقي أو شهر‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن يكون الطلب السابق لم يبت فيه‪ ،‬أي بدأت إجراءات الوساطة بشأنه ولم‬
‫تنتهي بعد بالوصول إلى تسوية للنزاع أو برفض الطلب‪.‬‬

‫مضافة إلى قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2018‬بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2021‬‬ ‫‪21‬‬
‫وعندئذ يجوز لمن يرغب في تقديم طلب مماثل للطلب المطروح على جلسات‬
‫الوساطة‪ ،‬أن يتدخل في الطلب وعدم تقديم طلب جديد‪ ،‬وال شك أن التدخل في‬
‫الطل ب أفضل من تقديم طلب جديد‪ ،‬إذ يسمح التدخل بأن يشترك الطرف المتدخل‬
‫في المفاوضات والحصول على تسوية‪ ،‬أفضل مما لو انتهت التسوية األولي‪،‬‬
‫ثم يقوم بتقديم طلبه بعد ذلك؛ إذ قد ينقص الضمان العام للدائنين بعد التسوية‬
‫األولي‪ ،‬في حين يحقق تدخل الدائنين أو من يرغب منهم في الطلبات في تحقيق‬
‫مصلحتهم‪.‬‬
‫وفي حالة انتهاء الطلب السابق سواء بالتسوية أو برفض الطلب دون أن يتدخل‪،‬‬
‫كان له ـ أي من يرغب في طلب مماثل ـ أن يتقدم بطلبه الجديد لرئيس إدارة‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫(رابعا)‪ :‬أحوال حفظ الطلب‪:‬‬
‫وضع المشرع ضمانات لجدية مقدم الطلب في االستمرار في طلبه‪ ،‬كما وضع‬
‫المشرع جزاء في حالة ثبوت عدم الجدية؛ فمن ناحية أوجب المشرع على مقدم‬
‫طلبي الصلح الواقي وشهر اإلفالس أن يودع خزينة المحكمة مبلغ عشرة آالف‬
‫جنيه‪ ،‬كأمانة لجدية الطلب"‪.22‬‬
‫ومن ناحية أخرى؛ وضع المشرع جزاء في حالة عدم جدية مقدم الطلب‪ ،‬إذ أنه‬
‫في حالة عدم حضور مقدم الطلب أمام قاضي اإلفالس جلستين‪ ،‬يأمر القاضي‬
‫بحفظ الطلب"‪.23‬‬
‫ومن ثم إذا تغيب مقدم الطلب(سواء إعادة هيكلة أو صلح واقي أو شهر إفالس)‬
‫جلستين من جلسات الوساطة‪ ،‬يأمر القاضي بحفظ الطلب جزاءا له‪ ،‬إذ أنه قدم‬
‫الطلب وعلم بموعد الجلسات‪ ،‬فعدم حضوره يفترض منه عدوله عن الطلب‪،‬‬

‫المادة‪ 36/‬بند‪/‬ح‪ ،‬والمادة‪ 3/78/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2021‬‬ ‫‪22‬‬

‫المادة‪ 11/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪23‬‬


‫ولذلك يتم حفظ الطلب‪ ،‬وال يحق له التقدم بطلب جديد قبل مرور ثالثة أشهر‬
‫من تاريخ حفظ الطلب‪.‬‬
‫ومما يؤخذ على ما قرره المشرع في هذا الشأن أن المشرع ذكر ما نصه " إذا‬
‫تغيب جلستين‪ "..‬فلم يذكر جلستين متتاليتين أم متقطعتين‪ ،‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى كان يتعين على المشرع تقييد عدم الحضور بعبارة " أن يكون‬
‫التغيب دون عذر مقبول"‪ ،‬فقد يكون تغيب مقدم الطلب لعذر قهرى حال بينه‬
‫وبين الحضور‪ ،‬ففي هذه الحالة ال يتم حفظ الطلب ألن تغيبه كان بسبب أجنبي‬
‫ال يد له فيه‪.‬‬
‫أما عدم حضور المقدم ضده الطلب فال يمنع من استمرار إجراءات الوساطة‪،‬‬
‫وإن كان عدم حضوره فيما بعد سيؤدي حتما إلى رفض الطلب‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتيح لمقدمه رفع الدعوى خالل شهر من تاريخ الرفض‪ ،‬أي أن عدم حضور‬
‫المقدم ضده الطلب ُي ِ‬
‫عجل من رفع الدعوى أمام القضاء واستصدار حكم قضائي‬
‫بشأنه‪.‬‬

‫(خامسا)‪ :‬موعد انتهاء إجراءات الوساطة وجواز مدها‪:‬‬


‫لم يترك المشرع أمر أجل انتهاء إجراءات الوساطة بيد الوسيط(قاضي اإلفالس)‪،‬‬
‫وإنما وضع مدة لالنهاء يلتزم بها الوسيط‪ ،‬إذ أن الوساطة وسيلة أولية إجبارية‬
‫اللجوء إليها شرط أساسي قبل رفع الدعوى‪ ،‬الهدف منها تسوية الخالف وديا‪،‬‬
‫ولكونها تتعلق بأمور مالية‪ ،‬فقد حدد لها المشرع مدة قصيرة إلنهاء الخالف‬
‫وديا‪ ،‬وإال رفع األمر للمحكمة إلصدار حكم بشأنه‪.‬‬
‫فيجب على الوسيط االنتهاء من إجراءات الوساطة خالل ثالثين يوما من تاريخ‬
‫تقديم الطلب"‪.24‬‬

‫المادة‪ 1/5/‬من قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪24‬‬


‫وعلى ذلك تبدأ مدة الثالثين يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬
‫معه من الوسيط السرعة في اتخاذ االجراءات ومتابعة الجلسات‪ ،‬وعليه قد يقوم‬
‫الوسيط بعمل جلسات يومية أو أسبوعية لألطراف‪ ،‬سواء منفردة أو مشتركة‪،‬‬
‫وذلك بحسب طبيعة الدعوى ومبلغ النزاع وطبيعة األطراف وشكل الخصومة‪،‬‬
‫وذلك لكي ينتهي من تلك الجلسات سريعا بالتسوية‪ ،‬ويبذل قصارى جهده من‬
‫أجل التوصل للتسوية‪ ،‬لذلك فقد أوجب المشرع على مقدم الطلب أن يرفق بطلبه‬
‫بيان بكيفية التواصل به وبخصمه من أرقام تليفونات أو أرقام واتس آب أو‬
‫إيميالت للطرفين(البريد االلكتروني)‪ ،‬ليسهل معه التواصل معهم بسرعة‪،‬‬
‫وإخبارهم بموعد الجلسات وذلك لقصر أجل الوساطة‪.‬‬
‫ويجوز لرئيس اإلدارة مد هذه المدة لمدة مماثلة‪ ،‬وذلك لمرة واحدة على األكثر"‪،25‬‬
‫وبناء عليه إذا انتهت مدة الثالثين يوما دون التوصل إلى تسوية إلنهاء النزاع‪،‬‬
‫ورأي الوسيط أن هناك نية مشتركة خالصة وصادقة من الطرفيت للتسوية‬
‫واالتفاق والتراضي‪ ،‬يقوم الوسيط بتقديم مذكرة لرئيس إدارة اإلفالس يوضح بها‬
‫ما تم من إجراءات ويوضح نية األطراف في التسوية‪ ،‬ويطلب في نهايتها مد‬
‫أجل الوساطة‪ ،‬ثم يقوم رئيس إدارة اإلفالس بالتأشير عليها بالموافقة‪ ،‬وبذلك تمتد‬
‫المدة إلى ثالثين يوما أخرى‪ ،‬تبدأ من نهاية الثالثين يوما األولي‪.‬‬

‫مع مالحظة أنه في الواقع العملي‪ ،‬يكون المد في حالة ُ‬


‫تلمس الوسيط وجود نية‬
‫لدى األطراف في الصلح والتسوية‪ ،‬أما في حالة فقدان هذه النية وتمسك كل‬
‫طرف بطلباته‪ ،‬وفشل الوسيط في كل محاوالت التقريب بين وجهات النظر‬
‫لألطراف‪ ،‬أو عدم قبولهم اقتراح الحلول المالئمة لإلنهاء‪ ،‬هنا ال يجد الوسيط‬
‫أمال في المد‪ ،‬ويقوم بإنهاء إجراءات الوساطة ويرفض الطلب بانتهاء مدة الثالثين‬
‫يوما األولى‬

‫المادة‪ 2/5/‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫(سادسا)‪ :‬مدى جواز االستمرار في إجراءات الوساطة بعد انتهاء المدد‬
‫القانونية‪:‬‬
‫انتهيا آنفا أنه يجب أن ينتهي الوسيط(قاضي اإلفالس) من إجراءات الوساطة‬
‫في خالل المدة القانونية‪ ،‬ولكن قد يحدث أن تنتهي المدة األصلية ومدة المد‬
‫دون انتهاء إجراءات الوساطة‪ ،‬فهل يقوم الوسيط في هذه الحالة بإنهاء إجراءات‬
‫الوساطة‪ ،‬ورفض الطلب؟ أم يستمر فيه مع مخالفة أحكام القانون في هذا‬
‫الشأن؟‪.‬‬
‫إذا كان معلوما أنه يترت ب على عدم مراعاة المواعيد من حيث المبدأ‪ ،‬جزاء‬
‫السقوط أو بعض الجزاءات األخرى‪ ،‬كعدم القبول‪ ،‬اعتبار االجراء كأن لم يكن‪،‬‬
‫الشطب‪ ،‬انقضاء الخصومة‪ ،‬وبطالن اإلجراء‪ ،‬كما أن الميعاد باعتباره مهلة‬
‫ووسيلة لحث األطراف والقاضي على اتمام العمل أو االجراء في فترة زمنية‬
‫محد دة‪ ،‬لن يتحقق إذا كان من الجائز امتداد المواعيد بالوقف‪ ،‬أو االنقطاع‪ ،‬أو‬
‫تعديلها بصورة تحكمية من جانب القاضي‪ ،‬وهذا كله ُي ِ‬
‫وجب القول أنه على‬
‫الوسيط أن ُينهي إجراءات الوساطة ويرفض الطلب‪.‬‬
‫لكننا نرى أنه طالما لم يقرر المشرع جزاء معين حال مخالفة هذه المدة‪ ،‬فإنه‬
‫ي جوز له االستمرار في إجراءات التسوية‪ ،‬خصوصا إذا تبين للقاضي يقينا وجود‬
‫نية قوية لدى األطراف في االستمرار في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق تسوية‪،‬‬
‫وذلك ألن الهدف من قصر هذه المدة هو فقط تحفيز الخصوم على القيام‬
‫بإجراءات الوساطة في خاللها‪ ،‬وهذا ما يفسر عدم ترتيب المشرع لجزاء معين‬
‫في حالة مخالفتها‪.‬‬

You might also like