Professional Documents
Culture Documents
التاتاة
التاتاة
بإهتمام الكثير من الفالسفة وعلماء الخطابة و اللغويين سواء من ناحية بناءها أو وظيفتها ،وهي من
الموضوعات التي يدرسها علم النفس لتحديد العوامل النفسية المختلفة التي تدخل في إرتقائها و إستخدامها
سواءا لدى األسوياء أو لدى أفراد يعانون من مشكالت في اللغة و يعد الكالم أحد المظاهر الخارجية للغة و
هو أداة أساسية لبناء الشخصية و يستخدم كوسيلة للتعبير و اإلتصال مع اآلخرين .
و ال لغة و الكالم وسيلتان أساسيتان و جوهريتان لتبادل المعلومات و المشاعر و األفكار بين فردين
أو أكثر ،و نجد أن األطفال يعبرون عن حاجاتهم و رغباتهم من خالل الكالم و اللغة ،و بصفة عامة يتعلم
األطفال الصغار الكالم و اللغة من خالل التفاعل مع البيئة المحيطة بهم بما فيها من أفراد و أشياء متنوعة
تعمل على إثراء حصيلتهم اللغوية و الكالمية ،كما يعد الكالم و اللغة وسيلتان أساسيتان لتنمية شتى
إضطربات في اللغة
ا المهارات األخرى و خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة ،و قد يعاني بعض األطفال من
مما يؤثر سل با على مختلف جوانب نموهم اإلجتماعية و السلوكية و النفسية و األكاديمية ،و تختلف هذه
و الكالم المضطرب هو الكالم الذي ينحرف عن كالم اآلخرين و يكون الفتا لإلنتباه ويسبب سوء
إضطربات
ا لإلضطربات اللغوية عدة مظاهر من بينها
ا التوافق بين المتحدث و بين بيئته اإلجتماعية ،و
التأتأة و تعد هذه األخيرة أحد أشكال إضطرابات اللغة التي جلبت إنتباه الكثير من الباحثين و لهذا تناولناها
في دراستنا هذه و التأتأة تتمثل في ترديد ألصوات معينة و التوقف في المكان الخطأ في الجملة باإلضافة
أ
مقدمة:
نظ ار لما للتأتأة من تأثيرات سلبية على عملية تواصل الفرد مع مجتمعه و مدى تأثير هذا
اإلضطرب على الجانب النفسي لبعض األطفال و إستجاباتهم اليومية مما قد يسبب لهم فشال في حياتهم
ا
وقد جاءت هذه الدراسة في أربعة فصول تضمنت جانب نظري و جانب تطبيقي و هي :
الفصل التمهيدي :الذي ضم كل من مشكلة الدراسة ،فرضيات الدراسة ،أهمية موضوع الدراسة
،أهداف الدراسة ،المفاهيم اإلجرائية للدراسة ،الدراسات السابقة ،مناقشة عامة للدراسات السابقة .
الفصل األول :جاء بعنوان اللغة واضطرباتها حيث قسم إلى جزئين ،جزء خصصناه للغة
وتناولنا فيه ،تمهيد خاص ،ماهية اللغة ،الضبط المفاهيمي للمصطلح ،مكونات اللغة ،مراحل
و جزء إلضطرابات اللغة حيث تطرقنا في البداية إلى :تمهيد ،الضبط المفاهيمي ،أنواع
» :التأتأة « إستهل بتمهيد ،نبذة تاريخية عن التأتأة ، أما الفصل الثالث :تم التعرض فيه إلى
الضبط المفاهيمي ،األشكال العيادية للتأتأة ،أسباب التأتأة ،دور المعلم في التعامل مع الطفل
الفصل الرابع :خصص للجانب التطبيقي قسم إلى جزء منهجي و تم التطرق فيه إلى تمهيد ،
ب
مقدمة:
و جزء خاص بتقديم الحاالت و تفسير النتائج على ضوء الفرضية ،توصيات مقترحة ،خ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتمة
.
ج
فصل تمهيدي الفصل األول:
.1اإلشكالية :
تعتبر اللغة من أهم المهارات التي يتعلمها الفرد من األسرة و البيئة المحيطة و تنمى و تصقل
في المدرسة ،و اللغة هي واحدة من أهم وسائل التواصل و التعبير عن الذات على إعتبار أنها نظام من
الرموز الصوتية المتفق عليه في ثقافة معينة وفق تنظيم و قواعد مضبوطة و تعتبر اللغة من أهم
المكونات األساسية للروابط اإلجتماعية التي من خاللها يتم تبادل اآلراء ،و المعارف و العواطف .
و نظ ار ألهمية اللغة كونها الوسيلة التي يرقى بها الفكر إلى آفاق ثقافية رفيعة و كونها عامل من
العوامل األساسية في النمو اإلنفعالي للفرد فاإنها تعتبر من المهارات األساسية التي يجب على الفرد أن
يمتلكها ،حيث توصلت بعض الدراسات إلى أنه كلما كان الفرد متمكنا من اللغة كلما إرتفع مستوى
تعليمه فهي األداة الرئيسية في إكتساب المعارف التي تعد الغاية من التحصيل الدراسي بالنسبة لتالميذ
الطور اإلبتدائي ،فالمرحلة اإلبتدائية هي حجر الزاوية التي تبنى عليها المراحل التعليمية التالية حيث أنها
تمثل قاعدة الهرم التعليمي ،وبقدر ما تحققه من تنمية شخصيات تالميذها ترقى عملية التعليم و التعلم
في مراحل التعليم األخرى التي سيلتحق بها التالميذ بعد إنهائهم لهذه المرحلة .
و لقد صاغ علماء النفس عدة نظريات تضع في إعتبارها عناصر خاصة للنمو اللغوي تتراوح من
العوامل البيولوجية إلى النظريات التي تؤكد خبرات األطفال في البيئة ،و على الرغم من أن كل نظرية
تؤكد على بعد معين في النمو اللغوي للطفل إال أن غالبية المنظرين يعتقدون أن األطفال لديهم إستعداد
بيولوجي إلكتساب اللغة و لكن طبيعة الخبرات التي يتعرضون لها مع اللغة إلى جانب نمو قدراتهم
ونتيجة لهذه الخبرات فإن لغة الطفل قد تتعرض إلى إضطرابات في إحدى مراحل النمو اللغوي
مما يجعلها مشوهة و غير مفهومة ،فاإلضطراب هو عجز الفرد عن جعل كالمه مفهوما و العجز عن
6
فصل تمهيدي الفصل األول:
التعبير عن أفكاره بكلمات مناسبة و هناك تفاوت و إختالف في اإلضطراب اللغوي كل على حسب
الجانب الذي تم فيه ا لخلل ،هذا ما يشير إلى مشكلة لغوية ترافق الطفل في مراحل حياته الالحقة ،و
من أبرز هذه اإلضطرابات اللغوية هي إضطربات اللغة المنطوقة لدى طفل اإلبتدائي و التي تجعله
يعاني من ضغط نفسي داخل القسم و خارجه لصعوبة المواقف التي يواجهها .
و لقد لفت إنتباهنا مشكلة التأتأة ومظاهرها المختلفة و من هذا المنطلق سوف تتناول في دراستنا
هاذه اإلضطرابات اللغوية لدى تالميذ الطور اإلبتدائي بصفة عامة و التأتأة بشكل خاص.
هل يعاني تالميذ الطور األول اإلبتدائي من إضطرابات لغوية متمثلة في التأتأة ؟
يعاني تالميذ الطور األول إبتدائي من إضطرابات لغوية متمثلة في التأتأة .
لكل دراسة أهداف تسعى إلى تحقيقها و تتمثل أهداف هذه الدراسة في :
-التأكد من وجود إضطرابات لغوية يعاني منها تالميذ الطور األول اإلبتدائي متمثلة في
التأتأة .
7
فصل تمهيدي الفصل األول:
-تقديم توصيات لألولياء و المعلمين بالتكفل أكثر بهذه الفئة من خالل رفع معنوياتهم و
ذلك لكي تكون لديهم القدرة على اإلستمرار لتخطي العقبات ،كي ال تتطور إلى
-أهمية الفئة المستهدفة و هي فئة " الطور األول اإلبتدائي" الذين يعانون من إضطرابات
-أهمية المرحلة اإلبتدائية و التي تعتبر الركيزة األساسية للمراحل االحقة و مدى تأثيرها في
-كما تبرز األهمية من خالل تناول الدراسة لمشكل التأتأة كون هذا اإلضطراب من
إضطرابات الكالم و بإعتبار أن الكالم وسيلة لإلتصال و التعبير بين األفراد ،فيمكن بأن
-كما تكمن أهمية هذه الدراسة في إبراز أهمية التشخيص المبكر إلضطراب التأتأة إلستفادة
إضطراباللغة :هو الحالة التي تطلق على ضعف قدرة الشخص على التواصل مع
اآلخرين بشكل سليم فال يكون قاد ار على إيصال فكرته إلى اآلخرين بوضوح سواءا بشكل
8
فصل تمهيدي الفصل األول:
منطوق أو مكتوب وما نقص ده في دراستنا هذه هو الشكل المنطوق للغة و المتمثل في
الكالم .
التلميذ :إن مصطلح تلميذ يعني مزاول للتعليم اإلبتدائي أو المتوسط أو الثانوي و يعرف
كذلك بأنه المحور األول و الهدف األخير من كل عمليات التربية و التعليم ،و الركن
الهام من أركان العملية التربوية و المستهدف الذي تدور حوله هذه العملية و ما نعنيه
الطور األول اإلبتدائي :و هو التعليم في المرحلة األولى من مراحل التعليم العام ،و
يكون عادة من سن السادسة إلى السابعة أي السنة األولى والسنة الثانية إبتدائي .
تبقى الجهود السابقة للعلماء و الباحثين قي دراسة الظواهر النفسية لها مكانتها العلمية مهما تباينت
في أهدافها و مناهجها ،و النتائج التي توصلت إليها فهي تمثل للباحث إشعاعا ينير درب هذه الدراسة ،
فالبدء من حيث إنتهى اآلخرون ،و التزود بما توصلت إليه من نتائج تعد بمثابة نقطة اإلنطالق للباحث
إلى آفاق العلم و المعرفة و من هذا المنطلقتقصينا بالبحث في أدبيات هذه الدراسة للحصول على
قامت (باسي هناء ،دبة هاجر ) 2102،بدراسة تحت عنوان » إضطراب اللغة و عالقته
بالتحصيل الدراسي لدى تالميذ المرحلة اإلبتدائية (السنة األولى ،الثانية ،الثالثة « وهدفت
الدراسة إلى معرفة العالقة بين إضطراب اللغة و التحصيل الدراسي لدى تالميذ المرحلة
اإلبتدائية ( السنة األولى ،الثانية ،الثالثة ) بمدينة تقرت و قد حددت منهج الدراسة بالمنهج
الوصفي ،تم إختيار العينة من إبتدائيات مدينة تقرت بالطريقة العشوائية البسيطة و إعتمدت
9
فصل تمهيدي الفصل األول:
الدراسة إلى إختبار تشخيص التأتأة ،Esaydositتكونت عينة الدراسة من 30تلميذة و تلميذ
من المستوى األول ،الثانية ،الثالثة و كال من الجنسين و في األخير توصلت نتائج الدراسة
كما توصلت إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية في إضطراب اللغة لدى عينة وفق متغيرات
دراسة (عيسى هدى ) 2102،بعنوان » إضطرابات الكالم وأثرها على مهارة القراءة «و كان
الهدف من الدراسة تفسير ظواهر العسر الموجودة و وصفها و تحليلها ،و إستعملت المنهج
الوصفي التحليلي ،تم إختيار العينة بطريقة مقصودة شملت الصف الخامس إبتدائي و أخذت
العينة على مستوى مدارس بلدية الطريفاوي و تم التطبيق على إحدى عشر حالة من خالل طرح
تساؤالت على المعلمين و مالحظات حول التعامل مع هذه الفئة و توصلت الدراسة إلى أن
التالميذ يعانون من تأخر في في تعلم الكالم ،و صعوبة التلفظ و عدم التركيز أثناء القراءة مما
أدى به إلى إستبدال و حذف الحروف و الكلمات و عدم القدرة على التلخيص و اإلستنتاج،
زيادة على ذلك أن هؤالء الفئة من التالميذ تبدو عليهم صفات مختلفة على أقرانهم كالقلق،
الخجل و اإلرتباك و التردد و غياب التركيز لمشاكل الذاكرة و ضعف البصر و السمع و بهذا
دراسة (عفراء خليل )2112 ،بعنوان » العالقة بين التأتأة و القلق « و هدف البحث إلى
معرفة العالقة بين التأتأة و الشعور بالقلق لدى أفراد العينة المتأتئة ،فكذلك المقارنة بين
10
فصل تمهيدي الفصل األول:
تألفت عينة البحث من 24تلميذا و تلميذة بواقع ( )04من الذكور و ( )6من اإلناث من تالمذة
الصف الرابع اإلبتدائي بالمدارس الرسمية لمحافظة دمشق ،و إستخدمت في البحث األدوات التالية :
قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة ،و مقياس القلق و مقياس شدة التأتأة ،توصلت نتائج
الدراسة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية بين التأتأة و القلق ،كما أشارت النتائج إلى وجود فروق
ذات داللة إحصائية بين األطفال العاديين و المتأتئين في مستوى القلق لصالح األطفال المتأتئين .
من خالل استعراض الدراسات السابقة التي تناولت موضوع اإلضطرابات اللغوية و التي بحثت فيه
من نواحي عدة كدراسة باسي هناء و دبة هاجر 2102التي درست عالقة اضطراب اللغة بالتحصيل
الدراسي لدى التالميذ المرحلة اإلبتدائية ،و هذا يتالءم مع موضوع دراستنا ألنها قامت بالبحث على
مستوى المرحلة االبتدائية ،وقد إعتمدت الدراسة المنهج الوصفي بينما نحن إعتمدنا المنهج اإلكلينيكي .
وتم إختيار العينة بطريقة عشوائية بينما نحن عينة بحثنا بطريقة مقصودة واستعملوا إختبار تشخيص
التأتأة أما نحن فإستخدمنا المقابلة و قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة ،إال أن الهدف
كان معرفة العالقة بين اضطراب اللغة و التحصيل الدراسي لدى تالميذ المرحلة اإلبتدائية أما هدفنا فكان
التأكد من وجود إضطراب التأتأة لدى التالميذ في مرحلة الطور األول إبتدائي .
أما دراسة عيسى هدى و التي تناولت موضوع اضطرابات الكالم و أثرها على مهارة القراءة كان
هدفها تفسير ظواهر العسر الموجودة ووصفها وتحليلها ،وبالتالي كان هدفها بعيد جدا عن هدف دراستنا و
إختلفت هذه الدراسة معنا في إستخدام المنهج الوصفي التحليلي بينما استخدمنا نحن المنهج العيادي إال
أننا نشترك في طريقة إختيار العينة فكان إختيارهم أيضا بطريقة مقصودة وكالنا إستخدم أدوات الدراسة
11
فصل تمهيدي الفصل األول:
كذلك دراسة عفراء خليل 2112التي هدفت دراستها الى معرفة العالقة بين التأتأة هو الشعور بالقلق
لدى افراد العينة المأتاة حيث اتفقنا في عينة الدراسة وهي االطفال المتأتين العينة كانت من تالمذة الصف
وقد اعتمدت في ادوات الدراسة على قائمة لرصد المؤشرات الدالة على اضطراب التأتأة باستخدام
هذه االداة اال انها قامت ايضا بتطبيق مقياس القلق و مقياس شدة التأتأة و توصلت الى وجود عالقة
ذات داللة احصائية بين التأتأة و القلق كذلك وجود فروق ذات داللة احصائية بين االطفال العاديين و
المتأتتين
بينما توصلنا نحن الى وجود اطفال الطور االول ابتدائي يعانون من اضطراب التأتأة وهذا ما اكدته
12
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
تمهيد :
تعتبر اللغة أهم وسيلة للتواصل حيث أن اإلنسان ال يستطيع أن ينقل معلوماته و خبراته و يعبر
عن أفكاره و أغراضه دون الحاجة للغة ،و يمتاز اإلنسان بخصوصية اإلهتمام بها حيث نجد هناك تعدد في
وجهات النظر و النظريات المفسرة للغة ،و كذا مراحل إكتسابها و ألسباب قد تبدو ظاهرة أو خفية قد
14
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
أوال :ماهية اللغــــــــــة:
-1مفهوم اللغة:
منظومة التواصل بين الكلمات بواسطة رموز إتفاقية .وأهم أشكال اللّغة عند النوع اإلنسان هي اللّغة »
هي عملية معقدة و جهاز ديناميكي برموز متفق عليها تستخدم بأساليب متعددة للتواصل و ال تنفصل
أي لغة في العالم من التراث الثقافي و اإلجتماعي و التاريخي ،كما أن لكل لغة مكونات تتعلق بالجانب
تعرف ليلى كرم الدين ( )0191أن اللغة المنطوقة هي العدد الكلي للكلمات التي ينطقها الطفل و
» فاللغة ذات طبيعة صوتية ،و ذات وظيفة إجتماعية فهي أهم وسائل اإلتصال اإلنساني من حيث داللة ،
»تعتبر اللغة من أهم وسائل اإلتصال اإلجتماعي بين األفراد خاصة في التعبير عن الذات و في فهم ما
يقوله اآلخرون لنا ،وبغياب هذه األداة الفطرية فإن قدرتنا على التواصل مع األخرين سوف تنعدم اذ أن
غياب اللغة يح د من نمو الفرد المعرفي و كذلك فإن الجانب اإلجتماعي – اإلنفعالي للفرد سوف يكون
15
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
و تعرف اللغة بأنها » نظام من الرموز تمثل المعاني المختلفة و التي تسير وفق قاعدة معينة «
(جدوع،0221،ص.)19
» فاللغة ذات طبيعة صوتية ،و ذات وظيفة إجتماعية فهي أهم وسائل اإلتصال اإلنساني من حيث داللة ،
إن من الصعب إعطاء تعريف محدد و دقيق للغة و ذلك إلختالف وجهات النظر المفسرة لها و عليه
أهم نقطة تهمنا في تعريف اللغة هو اللغة كأداة تواصل تسمح لنا بنقل معلومات متنوعة ،و هي عبارة عن
أصوات مركبة تتألف منها كلمات ترمز إلى معاني حيث أن لإلنسان القدرة على تطويرها .
»أكد موما )0119(Momaأن تكوين النظام اللغوي يشتمل على أربع أجزاء و هي الصوت و
الساي و الداللة و البراجماتيا ،و قد جرى العرف أن تركز دراسات كانت أساسا من وجهة نظر
أ -النظام الصوتي :و يمكن تعريفه على أنه النظام الذي تنتظم فيه األصوات األساسية ،و التي تتجمع
16
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
ب -النظام الصرفي :و هو النظام و القواعد التي تحكم طريقة تشكل الكلمات و ما يضيفه هذا الشكل من
ج-النظام النحوي :و هو مجموعة القواعد التي تؤلف بين الكلمات لتكوين الجمل ،بحيث تعطي تركيبا
مفهوما لآلخرين يساعد المستقبل على فهم الرسالة اللغوية و هو النظام الذي يساعد الفرد على تنظيم
. 2السياق :و هو مايعرف بالجانب اإلجتماعي أو اإلستخدام ( )M S Eو يدل على القواعد التي تحكم
طريقة إستخدام اللغة في الحياة اإلجتماعية ،و فهم المعاني اإلجتماعية للتواصل اللغوي ،و هو النظام
الذي تستعمل فيه اللغة بناء ها المتكامل الذي يشكل من المزج بين نظام الشكل و نظام المحتوى حيث تلعب
.3.المحتوى أو نظام المعاني :و هو النظام المسؤول عن المعاني فهو الذي يدرس معاني الكلمات و
عالقتها ببعضها البعض داخل البناء اللغوي و عالقتها بالموضوعات و األحداث و المفاهيم التي تمثلها من
_ فقيمة اللغة تكمن في توصيل المعنى لآلخرين و كلما تقدم األطفال في النمو فإن حجم مفرداتهم اللغوية
تتطور مهارات اللغة حسب سوسن شاكر لدى األطفال الطبيعيين وفقا لنظام زمني محدد و تبدأ
مظاهر النشاط اللغوي عند الطفل بصرخة الميالد ،و تتطور صرخات الطفل و تتنوع خالل األشهر
األولى فتصدر بأنغام متعددة تعبي ار عن حاالته اإلنفعالية و الوجدانية المختلفة ،فهناك صرخة األم و
17
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
صرخة الضيق و صرخة الغضب ...ثم تتطور هذه الصرخات لتصبح أنغاما يرددها الطفل ,ثم تتشكل
أصواته في إتجاه الحروف ثم يتطور النشاط اللغوي إلى مرحلة تقليد األصوات التي يسمعها.
(الجبلي،0209،ص.)34
و يقول الدكتور أحمد صوما» أنه فيما يتعلق بالنمو اللغوي في السنة الثانية للطفل فإننا إذا
تتابعنا النمو المحصول اللغوي لدى الطفل ،نجد أنه يبدأ بطيئا نسبيا ،و قد يفسر ذلك عدم نضج الطفل
خصوصا في تلك المرحلة المبكرة من نموه ،و التي يكون فيها النمو مرك از حول النمو الحركي كالمشي و
يترك القليل من النمو اللغوي ،بعدها تظهر طفرة حقيقية في الكالم مع قرب بلوغ الطفل نهاية السنة الثانية.
(صومان ،0202،ص.)34
و مما ال شك في أن اللغة تمر بمراحل عديدة قبل أن تأخذ الشكل الذي نتكلم به اآلن ،و قد قسم معظم
.1مرحلة الصراخ :تبدأ هذه المرحلة بالصرخة األولى (صرخة الوالدة) حيث تمثل أول إستعمال للجهاز
التنفسي ،و لهذه األصوات في األسابيع األولى من حياة الطفل أهمية في تمرين الجهاز الكالمي عند
.2مرحلة المناغاة :تبدأ حوالي الشهر الخامس ،يفتح الطفل فمه فتخرج منه أصوات (آغ ،آغ) و نتيجة
دخول الهواء في تجويف الفم دون أي عائق يبدأ الطفل في نطق الحروف الحلقية و حروف الشفاه (ما,ما)
و على األم أن تناغي مع طفلها ألن المناغاة هي الطريقة المثلى لتعلم اللغة فالطفل يحاكي بها ما يصل
.3مرحلة التقليد و المحاكاة :بعد أن ينطق الطفل ما ،ما ،با ،با ،تأتي مرحلة الحروف السنية (د ،ت ) ثم
الحروف األنفية (ن) ثم الحروف الحلقية الساكنة ( ك ،ق ،ع) و حتى هذه المرحلة ال يزال الطفل يفتقر
18
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
معنى الكلمات و لكنه يبدأ محاوالت التكلم كما يتكلم اآلخرين ،و عادة ما يحاول الطفل التكلم مع نفسه أو
مع ألعابه و هنا يجب علينا عدم المقاطعة لما لهذا األمر من أهمية في تطور مقدرة الطفل على الكالم
وهناك فروق فردية بين األطفال في القدرة على المحاكاة و نطق الكلمة األولى تبعا لعوامل متعددة
كالذكاء و السن و فرص الكالم المتاحة للطفل ووجود أطفال آخرين معه في األسرة.
.4مرحلة الكالم الحقيقي و فهم اللغة :يبدأ الطفل في الكالم و يفهم مدلوالت األلفاظ و معانيها و يظهر
عادة في البيئة الثانية ،و ثمة مراحل لتكوين الجمة بدءا من الكلمة الواحدة مثال ذلك (أمبوا) و هذه
المرحلة تسمى الكلمة الجملة ،فعندما يقول الطفل ألمه :وليد فانه يقصد إبالغ رسالة مفادها » أن وليد
أخذ لعبتي ساعديني في إستردادها « ثم تأتي مرحلة الكلمتين وتتضمن الكلمات ذات المحتوى الدال الهام
بالنسبة للمعنى مثال :بابا ،شغل و في نهاية ثالث سنوات األولى تتكون الجملة من 9إلى 2كلمات و
في السنة الرابعة يتشابه نظام األصوات الكالمية بالذي لدى الكبار و في السنة الخامسة إلى السادسة
تصبح اللغة في مستوى كامل من حيث الشكل و التركيب و التعبير بجمل صحيحة .
كما عرض الدكتور قحطان أحمد الظاهر) 0202ص ( 12تطور اللغة عبر المراحل العمرية المختلفة للطفل
التعبير اإلنفعالي بالمناغاة للداللة على الفرح،الصراخ للداللة على االراحة و اإلنزعاج 3-0أشهر
19
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
و يصدر مقاطع صوتية ،با ،ما ،دا.
في بداية هذه المرحلة يكرر البأبأة ،بابا،ماما ،د ادا دا يصدر أصواتا متنوعة و يصل به األمر 1-3أشهر
إصدار أصوات أكثر تطو ار من المرحلة السابقة من حيث الشدة و النغمة و الزمن ، 02-1أشهر
يقلد األصوات التي يناغيها ،و يبدأ في نهاية هذه المرحلة يفهم الكلمات .
تدرج من الكلمة غير الواضحة إلى الكلمة التي تدل على جملة فمثال يقول الطفل باب و 04-00شهر
تزداد الكلمات التي تمثل الذخيرة طفل ،يقترب من إصدار كلمتين لتمثل جملة. 03-09شهر
يصدر الطفل في بداية هذه المرحلة كلمتين لتدل على جملة كاملة ،و تزداد ذخيرته 02-03شهر
اللغوية في نهاية هذه المرحلة ليستخدم جملة تتكون من ثالث إلى أربع كلمات تكون
الكالم بمواقف التفاعل اإلجتماعي و يبدأ بإستخدام الضمائر تزداد ثروته اللغوية . 39-42شهر
فهم كالم الكبار و االستجابة و يمكنه أن يستخدم جملتين صغيرتين مثل :أخرج و أغلق 22-39شهر
و من خالل عرض مراحل النمو اللغوي عند الطفل حسب رأي بعض الباحثين فإن أغلب األطفال
يمرون بنفس المراحل و لكن قد يختلف التطور اللغوي من طفل آلخر في الدرجة أو المدة الالزمة لكل مرحلة
،و هذا راجع إلى الفروق الفردية بين األطفال و العوامل البيئية و اإلجتماعية من أجل ذلك يجب أن نعي
أن لكل طفل نمطه الخاص في التطور ،و على األهل مالحظة ما يتميز به طفلهم عن غيره ،و ما ينقصه
عن غيره للعمل على تعويض نقاط النقص و تعزيز نقاط التميز.
20
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
إن النمو اللغوي للطفل كان و مازال من اإلهتمامات األولى لآلباء و األمهات إلرتباطه بانلمو المعرفي
للطفل فإكتساب اللغة و تطورها عند األطفال ال يمكن أن يتم بمعزل عن توفر عوامل و ظروف معينة التي
تمكن الطفل من إكتساب اللغة و تعلمها بشكل تلقائي دون أن يحتاج إلى مساعدة خاصة .
فيرى الدكتور أحمد عبد اللطيف أن الوسط اإلجتماعي و الحالة اإلقتصادية و البيئة لها تأثير قوي على تنمية
مهارات الطفل اللغوية عالوة أن األطفال األشد فق ار تتدنى مهاراتهم اللغوية في حين أن أطفال البيئة
كما يرى أن البيئة اللغوية و القراءة الكتابة في المنزل لها دور كبير في إكتساب مهارات أي لغة
ناهيك عن الذكاء و إرتباطه بالمحصول اللفظي عند األطفال (عبد اللطيف ،2011،ص.)001
أما في ما يخص البيئة فإن راتب قاسم عاشور يرى أن للتقليد دو ار بالغ األهمية في إكتساب اللغة و يتوقف
نجاح التقليد على عدة عوامل منها صحة النموذج الذي يقلده الطفل ( .قاسم عاشور،0221،ص.)029
و في دراسة لمحمد حسن العامري يقول » :يقوم التلفزيون بدور يفوق في النمو اللغوي دور األسرة في
بعض األحيان حيث أن عنصر المحاكاة و التقليد لدى الطفل و خاصة من سن 00-02يكون قويا و أن
نسبة مشاهدة الطفل للتلفزيون بلغت %022في إحدى الدراسات و يكتسب الطفل كما هائال من المفردات
اللغوية –أيا كان نوعها -سواءا كانت مفردات باللغة الفصحى أو اللهجة العامية حيث تكسبه خبرة و لكنها
أما الدكتور محمد جميل يرى أن المشاهدة الزائدة للتلفزيون لها تأثيراتها الخاصة على الطريقة التي
21
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
و من بين هذه الثأثيرات ما يلحظه المرء في جانب اكتساب الطفل للغة ،ففي السنوات األولى
المبكرة حيث يكون العقل مطواعا و حساس ،فإن مشاهدة التلفزيون يطيل في الوظائف المهيمنة للجانب
األيسر للدماغ مما يتسبب بحالة ما يشبه النشوة ،فحينما يشاهد الطفل أكثر من 02سا أسبوعيا التلفزيون
فإنه سيثبط جديا نمو الوظائف اللفظية و المنطقية للجانب األيسر للدماغ .
كما يرى أ ن طالقة اإلبداع اللفظي أقل لدى األطفال الذين يشاهدون التلفزيون أكثر و ذلك ألن
المشاهدة ال تترك المجال لهم للتفاعل مع اللعب و المحادثات ( .جميل الخليل ،2014،ص-009
.)002
وضع الطفل نفسه :هل هو سليم من الناحية الجسمية و الصحية و الجسدية فالقصور في السمع
و البصر و اعتالل الصحة ،و الخلل في أجهزة النطق و الصوت و الرنين على سبيل المثال العيوب
التي تحدث في اللسان و األسنان أو السقف الحلقي أو الشفاه أو إلتهاب الحنجرة أو شلل في األوتار
الحالة ال نفعالية :إن سوء التوافق اإلنفعالي يؤثر على الطفل بشكل عام و إكتساب اللغة بشكل
خاص و قد تكون نتيجة ألسباب بيولوجية أو عوامل التنشئة فالصدمات و اإلنكسارات النفسية تؤثر سلبا
الجنس :و قد يعود ذلك إلى عوامل بيولوجية إذ تشير الدراسات أن البنات أسرع نضجا من األوالد
إذ يقدر تعظم المراكز العظمية و النمو العصبي لدى اإلناث أسرع من مثيالتها لدى الذكور بمدة تتراوح
22
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
القدرات العقلية :إن اللغة نشاط عقلي معرفي لذلك فإن األطفال األكثر ذكاء أكثر قدرة على
و أشارت عفاف إيمان عباس إلى دور عملية التعليم في عملية إكتساب اللغة بما تتضمنه من
قوانين التعزيز و اإلهمال و اإلستعمال و أشارت الدراسات و منها دراسة (الدمامي )0110التي أجريت
على 42طفال تتراوح أعمارهم بين 2-9سنوات إلى وجود عالقة بين التحصيل الدراسي و مشكالت
أما الحرمان العاطفي و عالقته بإكتساب اللغة فهو من العوامل التي تؤثر سلبا على التطور اللغوي
سواءا كان ذلك من الطفل نفسه نتيجة إلنسحاب و التقولب حول الذات ،أو من الوالدين الذين ال يمثالن
و قد تكون هذه نتيجة للعالقات السلبية بين الوالدين أو نتيجة لعدم التوافق بينهما مما يرجع بشكل
و يمكننا القول أ ن هناك عوامل عديدة تؤثر تأثي ار مباش ار على النمو اللغوي للطفل منها ما هي
عوامل ذاتية أي تتعلق بالطفل ذاته كالقدرات العقلية و السالمة الجسمية والصحية و النفسية للطفل و
هناك عوامل خاصة بالبيئة األسرية أي عالقة الطفل بالوالدين و اإلخوة ،وعوامل خاصة تتعلق بالمحيط
الخارجي أي عالقته مع اآلخرين خارج األسرة كالمدرسة و عالقاته مع أقرانه أي أن للتنشئة اإلجتماعية
23
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
تعتبر القدرة على إكتساب و تعلم اللغة من الخصائص التي تميز الكائن البشري و من خاللها يستطيع
إثب ات ذاته و التعبير عن مشاعره و أحاسيسه ،حيث أن هذا الموضوع أثار إهتمام العديد من العلماء و
الباحثين مما أدى إلى إختالف النظريات المفسرة إلكتساب اللغة و من أهمها مايلي:
لقد ظهرت دراسات كثيرة تعلقت بكيفية إكتساب اللغة حيث ركزت الكثير منها على أن اللغة ظاهرة
سلوكية إجتماعية قابلة للمالحظة لذلك فقد اعتمدت النظريات السلوكية على المنهج التجريبي المخبري .
و من أبرز رواد هذه النظرية سكينر الذي يؤمن بأن اللغة هي نوع من أنواع السلوكات التي يتعلمها
الطفل و قد ينجز متتاليات صوتية منها ما هو صائب و ماهو خاطئ و عن طريق التعزيز لإلستجابات
الصائبة يختار الصائب و يترك الخاطئ ،و قد إعتبر سكينر في كتابه السلوك اللفظي عام ()0191
اللغة مجموعة من ردود األفعال أو إستجابات محددات لمؤثرات خارجية معينة و بصورة مقبولة لدى
اإلنسان و يتم ترسيخها عن طرق الثواب و التعزيز من خالل المحيطين (.الزريقات ،0229،ص.)91
تؤكد النظريات السلوكية على أن اللغة سلوكا إجتماعيا يتعلمه الطفل عن طريق التعزيز و اإلقتران
فما ينطبق على إكتساب السلوكات األخرى ينطبق على اللغة أي أنها سلوك مكتسب عن طريق التعلم .
إن أصحاب النظرية الفطرية يؤكدون على دور أبنية مبرمجة مسبقا و إعتبارها أنها المحددات
الرئيسية لتطور اللغوي ،و من أهم رواد هذه النظرية تشومسكي» الذي يفترض أن اللغة هي بمثابة
إستعداد فطري داخلي و هذا اإلستعداد بمثابة خريطة تساعد الفرد على السيطرة على الرموز و اإلشارات
24
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
الصوتية القادمة و إعطائها المعاني الخاصة بها ،و تمكنه من إنتاج األصوات و تعلم القواعد البنائية
التي تحكم التراكيب و البناءات اللغوية ذلك من خالل عدد قليل من فرص التفاعل مع البيئة «.
(الحاج ، 2004،ص.)29
و يفترض تشومسكي وجود نوعين من القواعد النحوية لتوليد الجمل ،منها القواعد التعبيرية
البسيطة التي يطلق عليها (قواعد البناء التعبيري) و تكمن وظيفتها في تشكيل سالسل للمفردات بحيث
أما النوع الثاني يطلق عليه القواعد التحويلية و تكمن مهمتها في معالجة الجمل التأسيسية من
خالل تشكيل جمل معقدة كالتي تحتوي على ضمائر و كل ذلك يرتبط في العمليات العقلية البسيطة ثم
جاءت النظرية الفطرية كرد على النظرية السلوكية التي ترى أن الطفل يولد صفحة بيضاء و
يكتسب اللغة عن طريق ردود األفعال المنعكسة ،لتؤكد و تبين أن اإلنسان يولد و لديه القدرة على
تنطلق هذه النظرية من الخصائص المعرفية للسلوك اللغوي حيث أشارت دراسات كل من جون
بياجه و بلوم و دان سلوبين أن النموذج الكلي» ناتج عن تفاعل األطفال مع بيئتهم مع تفاعل مكمل بين
قدراتهم اإلدراكية المعرفية النامية و خبرتهم اللغوية ،فما يعرفه األطفال فعال عن العالم هو الذي يحدد ما
بالنسبة لبياجه يلعب التقليد دو ار أساسيا في الكالم فيصل إلى تكوين التمثيل الرمزي لألشياء كما
يلح أيضا على دور الصور الرمزية ف تكرار كلمة "التقط الكرة " من قبل الكبار تجعله يتمثل الفعل داخليا و
25
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
"التقط الكرة" يعطي لهذا الفعل صوتا أو يرافق ذلك تعبير لفظي يكون خاصا بهذا الفعل ،و بذلك نجد أن
الطفل يدرك الفكر الرمزي قبل الكالم ،و عندما يصبح جاه از للكالم يكون قد إمتلك جها از إدراكيا يتيح له
ترتبط هذه النظرية مع أحد طالب بافلوف و هو فيجوتسكي الذي يرى أن تعلم اللغة هو نتيجة
للتفاعل اإلجتماعي و هي ال تتقاطع مع النظرية السلوكية أو النظرية الفطرية ألن النظرية السلوكية بالرغم
من أنها تؤكد على البيئة من خالل التفاعل اإلجتماعي الذي يعد أساس في إكتساب اللغة لكنها ال ترفض
دور الوراثة في السلوك اإلنساني ،و يرى فيجوتسكي إن أي عمل يتعلق بتطور الطفل الثقافي يظهر
مرتين مرة على المستوى اإلجتماعي و آخر على مستوى الفرد في نفسية الطفل و داخله ،و من هنا يتبين
دور األقران في نمو و تطور الطفل و خصوصا إذا اختير األقران بشكل صحيح.
إرتبطت هذه النظرية بعالم النفس بندو ار و التي تفسر إكتساب اللغة عن طريق التقليد و المحاكاة ،
لذلك يتعلم الطفل اللغة التي يتكلم بها آباؤه و يقلد اللهجة ذاتها التي يستخدمونها أي أنهم يقلدون ما
كذلك بقية اللغات . يسمعون فإ ذا كانت اللغة العربية تعلمها الطفل من خالل التقليد و المحاكاة
(قطامي،2009،ص. ) 91
و ال بد من اإلشارة إلى أن نظرية التعلم اإلجتماعي تتلخص في كون الفرد له ميل غريزيا لتقليد
26
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
و يستطيع الطفل وفق هذه النظرية إ كتساب اللغة من خالل عملية التقليد و المحاكاة للكبار فعندما ينطق
تتلخص هذه النظرية في أن ال فرد يتعلم و يكتسب اللغة عن طريق التقليد و المحاكاة لألفراد المقربين له
حتى لو لم يكن هناك أي تعزيز إيجابي لما يكتسبونه نظ ار لوجود دافع غريزي لتقليد اآلخرين.
إختلف العلماء في تسمية المشكالت اللغوية التي قد يعاني منها بعض األطفال فقد سماها الجاحظ قديما
عيوب الكالم ،و حديثا سميت بتسميات متعددة منها :القصور أو العجز اللغوي أو التأخر اللغوي ،أو
إضطراب اللغة :يقصد بذلك تلك اإلضطرابات اللغوية المتعلقة باللغة نفسها من حيث زمن ظهورها
أو تأخيرها أو سوء تركيبها من حيث معناها و قواعدها ،أو صعوبة قراءتها أو كتابتها (السيد عبيد
،0222 ،ص.)094
أي صعوبة في إنتاج إستقبال الوحدات اللغوية بغض النظر عن البيئة التي قد تتراوح في مداها من
الغياب الكلي للكالم إلى الوجود المتباين في إنتاج النحو و اللغة المفيدة ،و لكن بمحتوى قليل و مفردات
قليلة و تكوين لفظي محدد و حذف األدوات و أحرف الجر و إشادات الجمع و الظروف ،عدم القدرة أو
القدرة المحددة إلستقبال الرموز اللغوية في التواصل ،أي تداخل في القدرة على التواصل بفاعلية في أي
27
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
إضطربات اللغة الستقبالية :حيث يتمكن األطفال الذين يعانون من خلل في اللغة اإلستقبالية من
ا
سماع كالم اآلخرين إال إنهم ال يفهمون معنى ما يقال لهم ويسمى ذلك بالحبسة اإلستقبالية أو الصم
اللفظي (أي عدم القدرة على فهم المعاني اللفظية السمعية )و تتمثل مظاهر هذا اإلضطراب بما
يلي :
-عدم إمتالك لغة لها معنى للتعبير عن األشياء ،و ذلك ألن الطفل ال يفهم ما يسمع .
-صعوبة في تعلم معنى أجزاء معينة من الكالم ،كالصفات و حروف الجر .
إضطرابات اللغة التعبيرية :حيث تكمن مشكلة الطفل هنا في عدم قدرته في عدم قدرته على التعبير
28
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
يمكن الوقوف على عدة عوامل تسبب اضطرابات لغوية ،لعل أكثرها شيوعا القصور الوظيفي الدماغي
الناتج عن جروح أو أمراض خطيرة تؤثر على االد ارك السمعي و على القدرة على التعرف على الرموز
وهناك أسباب ترجع إلى األسرة و التربية و عوامل التنشئة اإلجتماعية أو ترجع إلى أسباب نفسية و
وجدانية عميقة مثل اإلنفعاالت و الصدمات ،و قد ترجع الحالة الواحدة إلى أكثر من سبب أو عامل و
جميع هذه األسباب متداخلة و متفاعلة مع بعض ،من بينها ما يلي :
بينت الدراسات وجود إضطرابات مماثلة بين أفراد آخرين داخل األسرة و لعدة أجيال و هذا ما يشير إلى
دور عامل الوراثة و قد تبين أن الوراثة ال تتبع في إضطرابات الكالم نموذجا واحدا كما بينت الدراسات
الحديثة أن % 29من المصابين ينحدرون من أسرة بها شخص مصاب و جاء أن نسبة المصابين من
» تعد األسرة أول بيئة تربوية يتواجد فيها الطفل و يتفاعل معها و من أهم األسباب التي تؤثر
على الطفل ترتيبه في األسرة و الظروف اإلجتماعية و اإلقتصادية و تعدد األطفال داخل األسرة ,كما أن
أساليب تربية الوالدين و مستواهم الثقافي له األثر الواضح في تطور النمو اللغوي «( الحفاف
،201،ص. )99
29
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
أسباب نفسية : .4
و يشار إلى أن مجموعة من العلماء كميندلسون و جونس هنس ,ويكي ,ميرفيتركز على أن
العوامل النفسية هي سبب إضطرابات الكالم ،فهم يؤيدون أن ميكانيزم دفاعي تستخدمه الذات للحد من
القلق الخوف أو تدخل شعوري في عملية تتم أوتوماتيكيا أو الصراع بين الرغبة الشعورية في الكالم و
» إن اإلضطرابات اللغوية تحدث نتيجة إضطرابات في التكوين البنيوي أو نتيجة إصابة أعضاء
دماغية أو القشرة أو نتيجة إصابة الحلق أو الحنجرة أو إصابة األنف أو األذن أو الرئتين بإصابات أو
التهابات أو نتيجة تشوه إنتظام األسنان أو االلتهاب أو السحائية أو نتيجة تلف الخاليا العصبية باإلضافة
إلى الضعف الجسمي الشديد و ضعف العقلي كل هذه العوامل تؤثر بشكل أو بآخر على للغة الفرد« .
30
اضطرابات اللغة الفصل الثاني:
خالصة :
من خالل الطرح الذي تناولناه في هذا الفصل تأكد أن اللغة هي أداة تواصل بين األفراد،حيث يمر الفرد بعدة
مراحل إلكتسابها ،و إختلفت النظريات المفسرة لها و بما أن الفرد هو إبن بيئته فهو يتأثر بعوامل البيئية و
اإلجتماعية األسرية و كذا العوامل النفسيى التي تعود إلى الفرد بحد ذاته مما يؤثر على المهارات و الخبرات
التي يكتسبها الفرد و من بين هذه المهارات إكتساب اللغة فقد تتأثر اللغة بهذه العوامل و تظهر بعض
اإلضطرابات و التي تؤثر بدورها على الفرد في الجانب النفسي كالقلق و التوتر و الخجل و من الجانب
31
التأتأة الفصل الثالث:
تمهيد :
يمر معظم األطفال في مرحلة إكتساب اللغة من سن 2إلى 60سنوات تقريبا بعدم الطالقة اللفظية
،أين تحدث تقطعات في كالمهم و إعادة مقطع من الكلمة و ذلك ألن هذه المرحلة هي مرحلة الذهبية
إلكتساب معظم المهارات بما فيها المهارات اللغوية ،فتظهر صعوبات أثناء التعبير و تك اررات و لكن سرعان
ما يتخلص منها الطفل إذا ما وجد المناخ الناسب و البيئة المشجعة .
و لكن إذا إستمرت هذه المظاهر و إزدادت حدتها و ظهور سلوكات إنفعالية مصاحبة كرمش العينين
،إحمرار الوجه ،فهذه األعراض تستدعي إستشارة أخصائي نطق و لغة و يمكن التنبؤ بظهور مشكلة التأتـأة
33
التأتأة الفصل الثالث:
-1نبذة تاريخية عن التأتأة :
لقد تم التعرف على ظاهرة اللجلجة كمشكل منذر من سحيق حيث يرجع تاريخها إلى عصور مصر
القديمة ،و لقد عرف ذلك من رموز معينة تم إكتشافها في الهيروغليفية كما ذكرت في اإلنجيل بواسطة
الفالسفة القدماء ،و لقد قيا أن سيدنا موسى ( عليه السالم ) مصاب بالتأتأة ،و كذلك أرسطو Aristoteو
Sir Winston أسيوب Aesopو ديموستشن Demosthenesو في عصرنا الحاضر وينستون تشرشل
و لقد إعتقد قديما أصل تكوين اللجلجة بدينا و أرجع أبو قراط اللجلجة إلى جفاف اللسان و أرجعها
أرسطو إلى سمك اللسان و صالبته و فرانسيس بيكون رأى ان يكون السبب هو برودة اللسان .
و اعتقد سانتوريني Santoriniعالم التشريح اإليطالي أن سبب اللجلجة هو وجود فتحتين في
المنطقة الوسطى من سقف الحلق و أنهم ذوي حجم غير طبيعي ثم رفض مورجاجني Morgagniتلك
النظرية ألنه مؤسس علم التشريح الباتولوجي ،و نزع نحو اإلعتقاد أن العظمة االمية Hyoidboneهي
السبب ثم جاءت فكرة أن اللس ان هو أساس هذا القصور اللفظي،و ظلت منتشرة حتى منتصف القرن التاسع
عشر ،و كان الجراحون األوروبيون يتنافسون بكونهم األوائل في تقدم األساليب الفنية العملية لعالج هذه
و في عام ( )1481تم عالج ( )266حالة تقريبا جراحيا في فرنسا ،أال أنه بعد سنوات أطلقت
34
التأتأة الفصل الثالث:
يزخر ميدان علم أمراض الكالم و علم النفس بالعديد من المصطلحات و المفاهيم و منها مفهوم
التلعثم في الكالم ،فعلى الرغم من أن بعض هذه المفاهيم كان مثا ار للجدل و الخالف بين الباحثين فقد كان
من الضروري اإلشارة إلى مفهوم التلعثم و تحديد معناه في الدراسة الحالية .
لقد إختلف العلماء و الباحثون حول تحديد مفهوم التلعثم وتحديد المصطلح العلمي له سواء ( اللجلجة
أو التهتهة أو غيرها ) إال أنه يمكن القول إن هذا اإلضطراب يتميز بالتوقف عن الكالم و اإلطالة و التكرار
في المقاطع و الكلمات و يصاحب ذلك بعض التقلصات في عضالت الوجه و هذه التقلصات من الوسائل
التي يحاول المتلعثم بواسطتها أن يساعد نفسه عن بدأ الكالم أو إخفاء إضطرابه في الكالم .
» " لعثم " تلعثم عن األمر -نكل و تمكث و تأتئ و تبصر و قبل التلعثم اإلنتظار و ما تلعثم عن شيء -
أي توقف و ال تمكث و ال تردد ،و قبل ما تلعثم أي لم يبطئ بالجواب « .
( المرجع نفسه،2009،ص.)11
» و التلعثم يعني اضطراب الكالم على المستوى الالشعوري للمتلعثم و يأخذ صور متعددة منها االطالة و
35
التأتأة الفصل الثالث:
الرثة و التهتهة و إالسان :التهتهة أو الرتة في الكالن هو نوع من التردد و اإلضطراب في الكالم حيث
يردد طفلك المصاب حرفا أو مقطعا ترديدا ال إراديا مع عدم القدرة على تجاوز ذلك إلى المقطع التالي ،و
حالة إعتقال اللسان أشد من حالة التهتهة فهي على شكل تشنج أو توتر و جرت العادة لدى باحثي اللغة
التأتأة :هي ترديد أو تقطع في نطق الكلمات ،و توقف في اللفظ و التعبير و الصعوبة في لفظ
بدايات الكلمات أو حروفها األولى بالتوقف أو محاولة اإلطالة بها فتتقطع الحروف و يحدث التردد و التكرار
باللفظ و قد يحدث إنقطاع بين الكلمات فترة قصيرة ،فتخرج األلفاظ متناثرة و ربما غامضة (الجرواني
،2012،ص. )18
التأتأة هي إحدى إضطرابات الطالقة الكالمية ،و يطلق على التأتأة أيضا تسمية التلعثم و يتصف
األشخاص المصابون بالتأتأة بقيامهم بعدد من السلوكيات أثناء كالمهم مثال :تك ارر ج أز من الكلمة كأن
يقول الشخص أ أأأ ريد الذذذهاب ،تكرار الكلمات :كأن يقول الشخص أريد أريد الذهاب .
إطالة األصوات :مثل أريد الذهاب إلى السسوق حيث يمد الشخص الصوت بصورة ملحوظة للسامع
التوقف في منتصف الكالم حيث تبدو بعض الكلمات مجزأة فإذا أراد أن يقول مستشفى فإنه يقولها كما يلي :
و كذلك يقصد » بالتأتأة إبدال حرف بحرف آخر ،ففي الحاالت البسيطة ينطق الطفل الذال بدال من
السين و الواو أو الالم أو الياء بدال من الراء ،و قد يكون ذلك نتيجة لتطبع الطفل بالوسط الذي يعيش فيه،
36
التأتأة الفصل الثالث:
و قد ينشئ ذلك نتيجة تشوهات في الفم أو الفك أو األسنان تحول دون نطق الحروف على وجهها الصحيح
إذن للتأتأة عدة مصطلحات كالجلجة ،الرتة ،التهتهة ،التلعثم ...الخ و لكنها و في آن واحد تؤدي نفس
)1التأتأة التكرارية :يتميز هذا النوع من التأتأة بتك اررات و توقفات ال إرادية تتجلى عموما في المقاطع
األولى من الكلمة األولى في الجملة و يختلف عدد التك اررات حسب الحالة .
)2التأتأة االختالجية :يتجسد هذا النوع من الصعوبة التي يجدها المصاب في التكلم حيث يتوقف
لمدة زمنية معتبرة قبل أن يتمكن من إصدار الكلمة بشكل انفجاري .
)1التأتأة التكرارية االختالجية :و تتمثل في تواجد كال النوعين السابقين عند الشخص الواحد فنالحظ
)8التأتأة بالكف :يتميز المصاب بهذا النوع من التأتأة بتوقف نهائي عن الحركة قبل التكلم و بعد مدة
زمنية يتمكن من النطق ليتوقف مرة أخرى سواء في وسط الجملة أو في بداية الجملة التي تليها .
37
التأتأة الفصل الثالث:
.1التأتأة االرتدادية :في هذا النوع نالحظ اإلعادة التشنجية للمقطع األول للكلمة أو الكلمة األولى
للجملة .
.2التأتأة الشديدة :تتمثل في صعوبة إخراج بعض الكلمات أو بعض األحرف لبعض الوقت ،إذ
يتراوح طول هذا الوقت من حالة إلى أخرى ،فالشخص أثناء الكالم يصطدم بمقاومة مفاجأة و
متفاوتة المدة و الشدة و تتبع بإخراج الكلمة المبحوث عنها في شكل إنفجاري .
.1التأتأة اإلرتدادية و الشديدة :هذا النوع يتشكل من تداخل صفات التأتأة اإلرتدادية مع الشديدة و
في كل مرة تكون الغلبة ألحد العنصرين ،فبعد التوقف المفاجئ في وسط الجملة نالحظ إعادة
تتطور التأتأة من مرحلة ألخرى بحيث تكون كل مرحلة أشد خطورة من سابقتها ،و يضيف بلود ستين أربع
و التأتأة في هذه المرحلة عرضية و تمتاز التأتأة في هذه المرحلة بالتكرار المقاطع و الحروف ،ويظهر
الطفل في هذه المرحلة ردود فعل قليلة لعدم الطالقة في الكالم ،و التأتأة في هذه المرحلة تظهر عندما يكون
تميل الصعوبة فيها لتكون عارضة و غير ثابتة و قد تظهر في فترة زمنية متفاوتة أسابيع مثال و
38
التأتأة الفصل الثالث:
تزداد التأتأة إذا تعرض الطفل لضغوط سواء كالمية أو إنفعالية .
التكرار هو المسيطر على هذه المرحلة ،و في بعض األحيان يقل التكرار فتكون في الكلمة األولى
تحدث اإلنقطاعات في كل أنواع الكالم ،و ال يبالي األطفال بهذه اإلنقطاعات في كالمهم .
المرحلة الثانية :في هذه المرحلة التأتأة تصبح مزمنة أكثر ،و الطفل يفكر بنفسه كشخص متأتئ ،و
تظهر التأتأة في جزء كبير من كالمه و يظهر الطفل ردود فعل قليلة للصعوبات التي يواجهها في
الكالم .و بسبب ظهورها في سنوات المدرسة اإلبتدائية يكون اإلضطراب فيها مزمنا و يصبح هؤالء
األطفال على وعي بصعوباتهم الكالمية و يعتبرون أنفسهم متأتئين ،و تكثر التأتأة في األجزاء الرئيسية
و هناك إتجاه يميز بين أربع مراحل لتطور مشكلة التلعثم (التأتأة) على النحو التالي :
المرحلة األولى :و تظهر لدى أطفال الخامسة من العمر فأقل ،و غالبا ما تكون عودة الطفل إلى حالته
المرحلة الثانية :و تظهر لدى األطفال في السن 10-0سنة و قد تكون مزمنة و شديدة .
المرحلة الثالثة :و تظهر في بداية المراهقة نتيجة مواقف و ظروف معينة .
المرحلة الرابعة :و تظهر في نهاية مرحلة المراهقة و في المراحل العمرية التالية ،و غالبا ما تكون
39
التأتأة الفصل الثالث:
-5أسبـــــــــــــــاب التأتأة :
تشمل أسباب التأتأة الجوانب النفسية و اإلجتماعية كتلك التي تتعلق بالتربية و التنشئة اإلجتماعية،
فأساليب التربية التي تعتمد على العقاب الجسدي و اإلهانة و التوبيخ كثي ار مما يؤدي إلى إصابة الفرد بآثار
نفسية و إحباطات من شأنها أن تعيق عملية الكالم عند األطفال ،فكثي ار ما يلجأ اآلباء إلى إهانة األبناء
كما أن إهمال اآل باء لألبناء و محاولتهم إسكات أبنائهم عند التحدث أمام اآلخرين يؤدي إلى خلق
رواسب نفسية سلبية تعمل على زعزعت الثقة في النفس لدى الطفل مما يجعله يشك في قدرته على التحدث
كما أن هناك أسباب تشريحية عضوية كأن يعاني الشخص المصاب من خلل واضح في أعضاء
الكالم أو يصاب بهذه المشكلة نتيجة إصابة في الجهاز العصبي المركزي بتلف أثناء أو بعد الوالدة .
و ترى بثينة كحيل أن التأتأة مرتبطة بالوراثة :نجد في الواقع في كثير من األحيان سوابق عائلية
(أصول أو أقارب) ،غير أن الحصر النفسي حتى المرتبط بما ينظر إليه على أنه مصيبة باإلضافة إلى
تأثير النموذح العائلي ،قد يكون لهما أهمية في ظهور هذا الخلل .
ال يوجد حتى اآلن جينات تحمل التأتأة فعلي تتجه البحوث نحو" جينات السلوك " التأتأة ,يالحظ أنه
في حالة التوأم ,ليس من النادر أن نرى أحد الوأمين فحسب يعاني التأتأة .في حين أن التوأم " الغالب "
40
التأتأة الفصل الثالث:
أما سامي الختاتنة فيصنف األسباب إلى أسباب عضوية و أسباب نفسية وبيئية و التي يلخصها فيما
يلي :
قد تنتج التأتأة عن إستعداد وراثي ،لذا فمن المحتمل أن يصاب الفرد بالتأتأة إذا في األسرة أفراد
مصابون بالتأتأة أو وجود خلل في الجهاز السمعي عند الطفل مما يؤدي إلى إدراك الكالم بشكل خاطئ أو
تأخير في حصول المعلومات المرتدة نتيجة الضعف في السمع و قد يتطور هذا المرض إذا لم يعالج ،كما
ت نجم التأتأة عن عيوب في جهاز الكالم المتمثل في الفم الشفتين و هذه العيوب قد تكون خلقية و تحتاج إلى
تدخل جراحي ،و إصابة الدماغ في فترة الطفولة و خاصة مؤخرة الرأس و إلتهابات األنف و إف ارزات الغدد
تعت بر التأتأة أحد أعراض القلق و الصراع النفسي عند الطفل و عدم شعوره باألمن و الطمأنينة النفسية ،
و أنها تحتاج للخبرات التي تحتوي على صراع و على موقف شعوري مقاوم لم يجد طريقة إلى رد الفعل .
كما تعتبر أيضا نتاجا للمخاوف و الوساوس و كذلك للصدمات اإلنفعالية التي تواجه الطفل و لشعوره
كما يشرح محمد زياد حمدان أسباب التأتأة و يرجعها إلى األسرة فحسبه هناك ظروف و مثيرات مختلفة
وراء تطور اإلضطراب الحالي لدى الناشئة ،و عندما ال تقوى دفاعات عضو األسرة النفسية و العصبية
على مقاومة هذه الظروف و المثيرات يختل توقيت حركات عضالت الكالم و تتشوه التغدية الراجعة
السمعية ،و تنحرف وظائف الدماغ اللغوية عن مواقعها العصبية العادية مؤديا كل ذلك إلى إضطراب
41
التأتأة الفصل الثالث:
كالمه بالتأتأة حيث لوحظ عياديا في هذا اإلطار عند تصوير األنشطة العصبية المختلفة بالدماغ ظهور
في عمل الجانب األيسر من الدماغ المختص في العادة باللغة و الكالم إلى الجانب تحوالت عصبية
أما عماد عبد الرحيم زغلول فيقول :أن هناك مجموعتين من العوامل التي تقف وراء إضطرابات النطق و
الكالم و هي العوامل العضوية و العوامل النفسية و اإلجتماعية و في ما يلي عرض ألبرز العوامل النفسية
و االجتماعية .
_ اإلفراط في إستخدام العق ـ ـ ــاب :و السيما منه الجسدي منه و التهديد المستمر بإنزال العقوبات بالطفل مما
يولد لدى الطفل مشاعر التوتر و القلق و الذي ينعكس في شكل إضطرابات النطق .
_ الحرية الزائدة و الدالل الزائد للطفل :إن شدة الحرص و الخوف من قبل اآلباء على األطفال يجعل منهم
أفراد أكثر إعتماد او إتكالية على اآلخرين و هذا من شأنه أن يعيق عملية النطق لديهم و التعبير عن ذواتهم
.
_ الشعور بعدم األمان :تسهم الخالفات العائلية و عدم االستقرار في العالقات بين الوالدين مما يخلق حالة
من التوتر و القلق لدى الطفل حيث يشعر الطفل بعدم األمان و الخوف من فقدان أحد والديه و الخوف من
المستقبل و قد يتطور ذلك ليظهر في أشكال إضطرابات سلوكية و إنفعالية منها التأتأة ( .زغلول ،
،2660ص.)114
و مما سبق فإن التأتأة هي إضطراب يظهر عند الطفل نتيجة عدة أسباب منها :عضوية و بيئية و
42
التأتأة الفصل الثالث:
لذا وجب علينا تحديد السبب الرئيسي للتأتأة ليسهل علينا معالجتها و تقديم المساعدة و الوصول إلى نتائج
إيجابية .
ال توجد طريقة أفضل و اأدق من غيرها لتقييم التأتأة و تختلف الطرق المستخدمة بإختالف
األشخاص ,و يعود التباين في طرق التقييم وفقا إلعداد النظري و التدريب المهني لألخصائي أمراض الكالم
و يشتمل المعيار الذي يشير إلى وجود مشكلة التأتأة على مايلي :
.1تك اررات لجزء من الكلمة في شكل وحدتين أو أكثر لكل تكرار و بنسبة % 2أو أكثر من الكلمات
المنطوقة و زيادة سرعة التك اررات و إستعمال إبدال نهاية الصائت ( )eللصوائت في الكلمة و
.2إطاالت أطول من ثانية واحدة لكل % 2أو أكثر من الكلمات المنطوقة و زيادة النهاية المفاجئة
.8حركات الجسم و إهتزاز الرأس و ترقصه و إرتعاش الشفاه و الفك و عالمات مقومة مرتبطة باختالل
الطالقة.
43
التأتأة الفصل الثالث:
.1تباينات في التردد او ذبذبة وشدة تشوه الكالم مع تغيرات في المواقف الكالمية .
و تستخدم هذه المعايير السبعة في التشخيص و مالحظة واحدة أو أكثر من هذه السلوكات يبين وجود التأتأة
و تشير معايير التشخيص التأتأة كما وردت في الدليل التشخيصي االحصائي الرابع
.1اضطراب الطالقة الطبيعية و توقف الكالم (غير المناسب لعمر الفرد ) و يمتاز في ظهور متكرر
تداخالت .
44
التأتأة الفصل الثالث:
.1في حالة وجود عيوب حسية أو كالمية حركية فإن صعوبات الكالم غالبا ما ترتبط بهذه المشكلة
)(Stuttering fondation of america 2000 أما الرابطة االمريكية للـتأتـ ـ ـ ـ ــأة :
.1فقد حددت السلوكات التالية لتمييز التأتـأة عن إختالل الطالقة الطبيعية :
وقفات في وسط الكلمة أو الرجوع من جديد أو المضي قدما في الكالم . .11
45
التأتأة الفصل الثالث:
أدلة على تجنب كلمات محددة . .18
ليس أن تقول أن هناك عالجا شافيا بحيث أنها تحتاج إلى وقت كبير لعالجها و لكن العالج مبني على
ان يكون المتأتئ في أي مرحلة من مراحل التأتأة ،و عليه فهناك الكثير من المراحل العالج و منها :
.1اإليحاء المبـ ـ ـ ـ ــاشر :و الذي يقدم بصفة مباشرة و بسهولة كبيرة وبتعبير آخر هي طريقة عالجية
تستجيب لطموحات المتأتئ و تهدف إلى تخليصه من عدة تصرفات يرغب في التخلص منها ,كأن
نقول له ( أن حالتك ستتحسن شيئا فشيئا و تستمر على هذا السلوك طويال )
.2اإليحاء غير المبـ ـ ـ ــاشر :و هو األكثر إستعماال ألن المختصين في هذا المجال الحظوا أن المتأتئ
يرى بواسطة هذه الطرق العالجية أمال كبي ار ....لعدة أشكال مساعدة منها :
46
التأتأة الفصل الثالث:
مراكز مختصة لعالج هذه اإلضطرابات و تمارين موجهة لتعزيز عضالت األعضاء الخاصة
.1اإلقنـــــــــــــــــــــــــــــاع :و هو يرمي إلى تحكم في العقل و النطق حيث أن المختص يقنع المصاب على
أنه بإمكانه التكلم دون أي صعوبة و هذا ما يثبته حقا المختص للمتأتئ و يجعله يؤمن به و يطبقه .
.8طريقة اإلسترخـــــــــــــــــــــــــــــــاء :هي راحة إرادية للنشاط العقلي مرفقة بإحساس بالراحة و ذلك عن
طريق القيام بتمارين متتابعة لنصل إلى نيل إرتخاء عام للجسم العضلي و عصبيا و إلى تعديل
المزاج .
تشتما هذه المناهج على ثالث مدارس رئيسية هي عالج تشكيل الطالقة و عالج تعديل السلوك و
يهدف هذا العالج إلى تعليم الشخص المتعالج طرق من خاللها يستطيع ان يزيد من الكالم الطلق ،و
بالتالي إستبدال التأتأة بكالم طبيعي و من الطرق المستخدمة في هذا المنهج هي تنظيم العالج بشكل
تسلسلي يمكن من خالله إنتاج الطالقة في الكالم في مستوى الكلمة و الكلمتين و هنا يعمل المعالج على
تعزيز الطالقة في الكالم أو عقاب التأتأة في الكالم ،و مع تقدم المتعالج في المحافظة على الطالقة في
الكالم فإن المعالج يسعى إلى زيادة درجة تعقيد الكالم ،و من الطرق األخرى في منهج تشكيل الطالقة هي
تغيير أنماط كالم المتعالج من خالل البطء في الكالم والزيادة تدريجيا في الكالم و عندما تحقق األهداف
47
التأتأة الفصل الثالث:
العالجية في العيادة أي تحقق الطالقة فيخطط لتعميم هذه الخبرات الناجحة خارج العيادة في بيئة الطفل
المحيطة .
» يهدف هذا العالج إلى تعديل سلوك التأتأة و تجنب الكالم و المقاومة فهذا المنهج يواجهه المواقف و يغير
في خصائص محددة للتأتأة و قد تستخدم طرق عالجية مباشرة مع الطفل المتأتئ أو الراشد« .
في عالج األفراد الذين يعانون من التأتأة فإنه يتم إختيار أفضل الطرق التي تحقق حاجاته و تكون فعالة
أكثر من غيرها و من واجب األخصائي هنا أن يقدم األفضل للشخص المتعالج و يشير هذا المنهج إلى أن
األخصائي بإمكانه أن يستخدم طرق عالج تشكيل الطالقة و عالج تعديل سلوك التأتأة في عالج الشخص
تختلف مناهج و مراحل عالج التأتأة حيث أن هناك عدة جوانب يجب مراعاتها أثناء عملية العالج من بينها
المحيط و البيئة و األسرة التي يعيش فيها الطفل و مدى أهمية تأثيرها على نفسية الطفل حيث أنها هي
الركيزة األساسية في إعطاء الطفل الثقة في النفس و في قدرته على تجاوز هذه العقبة في حياته .
لذلك يجب أن يكون هناك بين األسرة و المعالج توافق و ترابط و عمل مشترك في عملية العالج من أجل
48
التأتأة الفصل الثالث:
يرى محمد محمود خطاب أنه يجب مالحظة الطفل من أجل تحديد األوقات التي تتغير فيها درجة
التأتأة سواء بالزيادة أو النقصان كذلك العوامل اللغوية التي قد تزيد من التأتأة فكلما كانت مادة الحديث
غريبة أو صعبة الفهم على الطفل كان هذا عامال من عوامل زيادة التأتأة .
لذا يجب على المعلم توفير الظروف المناسبة التي تزيد الثقة بالنفس و مساعدة المتأتئ على الطالقة
في الكالم و قد ركز على بعض النقاط التي تساعد على ذلك :
تحديد مقابلة مع الوالدين و المدرس و المعالج تتم من خاللها مناقشة مشكلة الطفل بصورة واضحة
يجب على المدرس وضع أسس يتم من خاللها تحديد طريقة المناقشة داخل قاعات الدرس و ذلك
بتنبيه على جميع التالميذ بعدم مقاطعة بعضهم بعض و أال يكمل أحدهم حديث اآلخر .
يجب عل ى المدرس أن يعامل الطفل المتأتئ بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع األطفال اآلخرين و
يجب إعطاء الطفل المتأتئ الوقت الكافي قبل أن يبدأ الرد على األسئلة .
يشرح المعلم للطفل كيفية إلقاء الدروس أمام زمالئه و التعود على ذلك بالمنزل و كذلك يجب على
المعلم أن يساعد على تعود حسن اإللقاء أمام زمالئه (.محمود خطاب ,2015,ص)11-12
49
التأتأة الفصل الثالث:
خالصة :
ومما تم عرضه في هذا الفصل فالتأتأة هي شكل من أشكال إضطرابات الطالقة تتضمن التكرار و
اإلعادة لحرف أو مقطع من الكلمة و عدم القدرة على النطق بسهولة و سالسة ،و قد تطرقنا إلى مظاهر و
مراحل التأتأة و كذا األسباب التي قد تكون وراثية أو عضوية أو بيئية أو إجتماعية و طرق التشخيص و
العالج و يبقى هذا اإلضطراب يسبب العديد من المشاكل و المعاناة لصاحبه و للكشف و التشخيص المبكر
50
الجانب الميداني الفصل الثالث :
بغرض إختبار صحة فرضيات البحث و التأكد من صحتها ،قمنا في بحثنا هذا بدراسة ميدانية ببعض
المدارس اإلبتدائية ،قصد الوصول إلى الغاية التي تسعى لها كل البحوث العلمية أال و هي الكشف عن
الحقائق ،و منه الخروج بتوصيات و إقتراحات ،حيث تجدر اإلشارت إلى ضرورة التذكير بإشكالية و
فرضيات البحث ،حيث تمثل التسؤل المطروح في هذه الدراسة ما يلي :هل يعاني تالميذ الطور األول
اإلبتدائي من إضطرابات لغوية و المتمثلة في التأتأة ؟ ،و لإلجابة على هذا التسؤل قمنا بطرح الفرضية
التالية :يعاني تالميذ الطور األول اإلبتدائي من إضطرابات لغوية المتمثلة في التأتأة ،و لقد إتبعنا الخطوات
التالية :
تعد الدراسة اإلستطالعية جزء مهم من الدراسة في جانبها الميداني و في البحث ككل ،فهي تسمح بالتقرب
أكثرمن الموضوع و اإللمام به و توظيف المعلومات النظرية التي تحصلنا عليها إلزالة كل غموض أو
إلتباس يحيط بالموضوع .و من جهة أخرى التعرف على مدى مالءمة ظروف القيام بهذه الدراسة .
إن الشروع في إنجاز أي بحث علمي ال يتم إال بوضع منهجية ترشد الباحث إلى كيفية معالجة اإلشكالية
المطروحة في موضوع دراسته ،لكن طبيعة هذه األخيرة هي التي تفرض على الباحث إتباع منهجية معينة
،و بما أن طبيعة البحث الحالي تتناول موضوع اإلضط اربات اللغوية تم إختيار المنهج العيادي و الذي
يسمح للباحث الحالي باإلهتمام المباشر بالفرد و محاولة فهمه بشكل معمق .
54
الجانب الميداني الفصل الثالث :
فالمنهج العيادي أو "اإلكلينيكي يستخدمه المختص النفسي في دراسة المشكالت الشخصية لألفراد الذين
يزورون العيادة النفسية ،و يجمع بيانات تفصيلية عن تاريخ حياة الفرد و ظروف تنشئته عن طريق مقابلة
الفرد أو من تربطهم عالقة به من خالل اإلختبارات النفسية و من خالل البيانات يقدم تشخيص للمشكلة و
و بشكل عام يمكن تعريف منهج دراسة الحالة بحسب رأي بعض الكتاب بأنه بحث متعمق لحالت
محددة بهدف الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها على حاالت أخرى مشابهة ،و يهتم منهج دراسة الحالة
بجميع الجوانب المتعلقة بشيئ أو موقف واحد على أن يعتبر الفرد أو الجماعة أو المجتمع كوحدة للدراسة و
يقوم هذا المنهج على التعمق فدراسة معلومات بمرحلة معينة من تاريخ الوحدة ،أو دراسة جميع المراحل
التي مرت بها ،و بتم فحص و إختبار الموقف المركب أو مجموعة العوامل التي تتصل بسلوك معين في
هذه الوحدة لغرض الكشف العوامل التي تؤثر في الوحدة المدروسة أو الكشف عن العالقات السببية بين
أجزاء ه ذه الوحدة ثم الوصول إلى تعميمات علمية متعلقة بها و بغيرها من الوحدات المشابهة (.حامد
،2122،ص.)29
إختيار عينة البحث هوموضوع مهم والبد منه خصوصافي حالةاألبحاث التي اليمكن فيها الحصول على
العينة القصدية :ينتقي الباحث أفراد عينته بما يخدم أهداف دراسته و بناءا على معرفته دون أن يكون هناك
قيود أو شروط غير التي يراها هو مناسبة من حيث الكفاءة أو المؤهل العلمي أو اإلختصاص أو غيرها ،و
هذه عينة غير ممثلة لكافة وجهات النظر ولكنها تعتبر أساس متين للتحليل العلمي و مصدر ثري للمعلومات
التي تشكل قاعدة مناسبة للباحث حول موضوع الدراسة ( .الطويسي ،2112،ص.)5
55
الجانب الميداني الفصل الثالث :
و نظ ار لنقص عينة الدراسة تم توجيهنا إلى ثالث مدارس و هي :
2مدرسة محمد مغزي :تعتبر مدرسة محمد مغزي من أقدم المدارس بدائرة وادي الزناتي ،وتحتوي المدرسة
على ستة أقسام لمزاولة الدروس وساحة مهيأة لممارسة الرياضة ،بها مطعم ووحدة صحية يشرف عليها
طبيب عام وطبيب أسنان وممرضة ،حيث يوجه األطفال من المدارس األخرى برفقة معلمهم إلجراء
الفحوصات الدورية بهذه المدرسة ،والكشف عن مختلف المشاكل الصحية للتالميذ إن وجدت ،وكذا معالجة
األسنان وهذه الخدمة للتالميذ فقط ،فهي مكسب تربوي وصحي في نفس الوقت .
2تعريف بالمؤسسة مدرسة جبالة لخميسي الجديدة تقع ببلدية جبالة لخميسي ،والية قالمة تحتوي على 6
أقسام و إدارة و سكن وظيفي و ساحة كبيرة و مطعم ،ويبلغ عدد التالميذ اإلجمالي 211تلميذ موزعين
كاآلتي :
و 9أساتذة 6:أساتذة معنيين بتدريس اللغة العربية والمواد األخرى و أستاذة واحدة معنية بتدريس اللغة
الفرنسية و تتراسهم مديرة مشرفة على أمور اإلدارة .
.3مدرسة سرفاني الطاهر مقرها بقالمة ،وتحتوي المدرسة على ستة أقسام و ساحة لرياضة ستة ألساتذة
للغة العربية و أستاذ للغة الفرنسية ،تتراسهم مدير مشرف على أمور اإلدارة .
56
الجانب الميداني الفصل الثالث :
و فقا لطبيعة البحث الموضوع و شروط البحث حاول الباحث إختيار عينة البحث في حدود الظروف الزمنية
و المكانية ممثلة لمجال الدراسة بإبتدائيات بوالية قالمة و ذلك سنة ، 2129-2126حيث تم إختيار عينة
البحث بطريقة مقصودة وفق معايير محددة بمساعدة من أخصائيين أرطوفونيا و معلمات بعد أخذ اإلذن من
الجهات المسؤولة و تكونت عينة الدراسة من ثالث حاالت تتراوح أعمارههم ما بين 6إلى 9سنوات من
لكل دراسة أو بحث أدواته الخاصة التي يعتمد عليها الباحث لمساعدة في جمع البيانات و المعلومات التي
تتماشى مع منهج الدراسة المعتمد ،و فيما يلي نوضح األدوات المستعملة في الدراسة الحالية :
المقابــــــلة اإلكلينيكة :يرى كورشين أن المقابلة تعتبر وسيلة مؤثرة و فعالة لتنمية التفاعل بين
المعالج النفسي و المريض من أجل مساعدته على التخلص من محنته و تسهيل حل مشكالته .
و يعرف لويس كامل ( )2791المقابلة اإلكلينيكة بصورة عامة على أنها تتضمن عملتي التشخيص
و يمكن تعريفها كذلك بـنها نقاش منظم و مخطط يتحدث و يصغي خالله كل من طرفي النقاش و
و المقابلة تنشط الحديث الحر و تنشئ عالقة بين الباحث و الشخص الذي تتم معه المقابلة (نبيهة
57
الجانب الميداني الفصل الثالث :
المالحــــــــــــظة :تعد المالحظة من أقدم طرق جمع البيانات و المعلومات الخاصة بظاهرة ما ،كما
تعني المالحظة بمعناها البسيط اإلنتباه العفوي إلى حادثة أو ظاهرة ،أما المالحظة العلمية فهي
إنتباه مقصود و منظم و مضبوط للحوادث أو األمور بغية إكتشافها( .العواملة ،277 ،ص.)231
و يعرفها البعض بأنها وسيلة يستخدمها اإلنسان العادي في إكتساب خبراته و معلوماته
هي عبارة عن الجهد الحسي و العقلي المنظم و المنتظم الذي يقوم به الباحث بغية التعرف على
بعض المظاهر الخارجية المختارة الصحيحة و الخفية للظواهر و األحداث و السلوك الحاضر في
لقد قمنا بإعداد قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة التي تم إعدادها من خالل مراجعة بعض
الكتب في مجال إضطرابات اللغة و الكالم و منه تم مالحظة مجموعة من السلوكيات التي تظهر على
الحدود المكانية :تم إجراء البحث في ثالثة إبتدائيات على مستوى والية قالمة لعدم توفر مجموعة
حيث توجهنا إلى إبتدائية جبالة لخميسي الجديدة و إبتدائية سرفاني الطاهر بقالمة و إبتدائية محمد
الحدود الزمانية :بدأنا دراستنا التطبيقية في آواخر شهر أفريل و بداية شهر ماي للعام الدراسي
.2129-2126
58
الجانب الميداني الفصل الثالث :
الحدود االبشرية :إقتصر البحث على عينة من التالميذ الطور األول.
59
الجانب الميداني الفصل الثالث :
-عمر األب عند إنجاب الطفلة 31 :سنة
ال توجد قرابة X قرابة بعيدة أبناء الخال أبناء العم
X
عرفنا بمشكلتها في سن 6سنوات ،لقد كانت تتكلم عاديا لما كانت تدرس في الصف التحضيري و -
قبل دخولها للصف الثانى بقليل خالل العطلة الصيفية ،الحظنا عليها ذلك في المنزل.
60
الجانب الميداني الفصل الثالث :
X
عادية X
سيئة جيدة
61
الجانب الميداني الفصل الثالث :
X
ال نعم
ال نعم
X
-هل عانى الطفل من تشوهات خلقية ؟
بعد سماح األم لنا بالقيام بمقابلة معها ،كذلك مع المعلمة و كان ذلك يوم 9ماي 2129على
الساعة 17:31تبعا لموعد مسبق بعد أخذ اإلذن من مديرة المدرسة و كانت المقابلة نصف موجهة ألنها
تهدف إلى توجيه الفرد إلى أهداف البحث حيث تعتمد على تحديد األسئلة التي تخدم الموضوع لكن مع
المحافظة على حرية التعبير لدى الفرد ،و يستعين الباحث بدليل المقابلة و تعتبر األكثر إستعماال و بعد
جمع البيانات الشخصية عن الحالة قمنا بطرح أسئلة على األم والمعلمة و كذلك التلميذة .
و من خالل هذه المقابالت نجد أن لغة الطفلة غير طبيعية ،تستغرق وقت طويل لنطق الكلمات و تكرار
أصوات الحروف بصفة مستمرة مع بعض التوقفات أثناء الكالم ،كانت لغة الطفلة سليمة لقول األم ( :لقد
62
الجانب الميداني الفصل الثالث :
كانت إبنتي تتكلم بطريقة عادية في الصف التحضيري ،كذلك في الصف األول و فجأة أصبحت تتأتئ
قبل دخولها إلى الصف الثاني بقليل ) ،فالطفلة مرت بم ارحل إكتساب اللغة مثل أقرانها و لم تواجهها أية
مشكلة باإلضافة إلى أن الطفلة لم تتعرض إلى إصابات خطيرة و أمراض تؤثر على صحتها الجسمية و
العقلية و النفسية و ال يوجد سبب عضوي للمشكلة و هذا يظهر من خالل قول األم ( :بأنها لم تأخذها إلى
الطبيب أبدا و أنها بصحة جي دة ) ،كما أن نمو الطفلة كان طبيعي من حيث الجلوس و المشي و الكالم و
ظهور األسنان مثل أقرانها ،و األم لم تتعرض لألي مشاكل نفسية أو عضوية أثناء فترة حملها ،و هناك
من أفراد األسرة من كان يعاني من التأتأة هو األب و الجد فالجد فكان يتكلم عاديا و بعد إصابته بالحصبة
أصبح يتأتئ ،كان ظهور التأتأة عندما إنتقلت الطفلة للعيش مع خالتها و ذلك قبل دخولها إلى الصف
الثاني ( في العطلة الصيفية) كانت تبلغ في ذلك الوقت 6سنوات و قد تعلقت بخالتها كثي ار لدرجة أنها
بعد مدة أنجبت أمها طفلة في ذلك الوقت كانت رونق تعيش مع خالتها و لكنها لم تغار من أختها
بالعكس قالت أمها ( :أنها كانت تريد إنجاب أخت لها بدل أخر) ،و لهذا فإن تغيير البيئة بالنسبة للطفلة قد
لقد إ ستعنا بنص قراءة و كذلك القائمة التي أعددناها لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة
الحظنا عليها توقفات أثناء الكالم ،كذلك ،تكرار الحرف األول من الكلمة مثل ( :كـ كـ كـ كان الجو باردا
،و كـ كـ كان الصياد ، ).....تنطق حرف األلف قبل حرف الفاء و في الكلمات التي تحتوي على حرف
مدغم تعيد تكرار ذلك الحرف المدغم فقط ،و تقوم ببعض السلوكات كهز الرأس لمحاولة التغلب على
التوقفات كذلك هز القدم و اليديين ،وجود رعشات للشفاه و الفك و اللسان ،غلق العينين و تحريك الرموش
فكل هذا يؤكد على وجود التأتأة و لكن هذا اإلضطراب لم يؤثر على تحصيلها الدراسي و هي من المتفوقين
63
الجانب الميداني الفصل الثالث :
في الدراسة بسبب المعامالت الجيدة من قبل المعلمة في إشعارها بأنها كباقي التالميذ و كذلك خالتها ما
64
الجانب الميداني الفصل الثالث :
65
الجانب الميداني الفصل الثالث :
-عمر األم عند إنجاب الطفلة 32 :سنة .
في سن الخامسة كان يذهب للمسجد و أخبرتهم المعلمة أن الطفل ال ينطق بشكل جيد و طلبت من
66
الجانب الميداني الفصل الثالث :
X
لم أعاني أي إضطراب إضطربات أخرى إكتئاب قلق
X
-تسعة أشهر
-ما السبب ؟
67
الجانب الميداني الفصل الثالث :
-إرتفاع درجة الح اررة .
ال نعم
68
الجانب الميداني الفصل الثالث :
الحالة ز.ياسر يبلغ من العمر 6سنوات األصغر بين اإلخوة ،له أخ كبير و أخت ،عالقته جيدة
مع أفراد األسرة ،متمدرس بالصف األول محبوب من قبل المعلمة و األصدقاء حيوي و نشيط .
بعد ما تحدثنا مع األم و شرحنا لها مهمتنا و أننا بصدد القيام ببحث أكاديمي و إختيارنا لياسر كعينة
للدراسة وافقت األم على إجراء المقابلة كذلك المعلمة و كان ذلك يوم 2ماي 2129على الساعة عاشرة
صباحا أثناء اإلستراحة و قد إعتمدنا على المقابلة النصف موجهة التي تعتمد على تحديد األسئلة التي تخدم
الموضوع مع الحفاظ على حرية التعبير للفرد ،واإلستعانة بدليل المقابلة و تعتبر المقابلة النصف موجهة
األكثر إستعماال ،و بعد تهيئة الظروف المناسبة للمقابلة قمنا بطرح أسئلة على األم و األب و المعلمة و كذا
التلميذ .
و من خالل إست مارة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة ( أنظر الملحق رقم ) 2نجد أن
هناك توقفات في كالم ياسر في بداية أو وسط الكالم و يظهر ذلك في العبارة 2و 3و 2
(توجد توقفات في كالم ياسر ،توجد توقفات في بداية الكالم ،توجد توقفات في وسط الكالم ) كما
أنه يعاني من صعوبة في إخراج الحروف و خاصة عند بدء الكالم بتكرار الحرف األول من الكلمة أو مقطع
من الكلمة كما تبينه العبارة رقم 22، 22و مرافقة هذا التكرار بسلوكات إنفعالية كهز القدم و اليد و عدم
إنتظام التنفس كما هو معبر عنه في العبارة رقم 22فالشهيق قصير و شديد أما الزفير فيكون متقطع أي ال
يوجد إسترخاء كامل للعضالت أثناء الزفير فيحدث إنفجار في تدفق الكلمات السريعة ثم التوقف مرة أخرى ،
و هذا مايدل على أن ياسر يبذل جهدا لبدء الكالم و تجنب الموقف الصعب و يظهر ذلك في العبارة ،26
69
الجانب الميداني الفصل الثالث :
29كما أنه و من خالل المقابلة مع الوالدين أكدا أن ياسر لم يتعرض ألي مرض عضوي بجهاز النطق
خالل مراحل نموه و كذا لم يتعرض ألي صدمة نفسية أو عاطفية حسب ما أكده الطبيب المختص الذي
عرضت عليه الحالة و مع ذلك حالة ياسر رافقته منذ السن الرابعة من عمره و لم يعطها الوالدان أهمية كبيرة
حتى سن التمدرس حيث عرضت حالة ياسر على مختص أرطوفوني الذي أرجع أسباب التأتأة إلى الجانب
النفسي لوجود خوف و توتر و قلق ي حاول الطفل التغلب عليه و إستخدام ميكانيزم دفاعي لتكيف مع هذا
القلق أو إلى الجانب الوراثي و الذي ثبت من خالل المقابلة مع األم و قولها أن لها أخ متأتئ
خال ياسر يعاني من التأتأة ( أنظر الملحق رقم )2و بذلك قد يكون سبب التأتأة وراثي وانتقال
اإلضطراب من جيل إلى جيل عن طريق الجينات ،و مهما كان السبب يجب متابعة جلسات العالج ألن
غالبية المصابين بهذا اإلضطراب يتخلصون منه بعد عدة جلسات و قد أكدت أم ياسر على مواصلة العالج
مع المختص وحضور الجلسات العالجية المسطرة و يبقى الشفاء بيد اهلل تعالى.
70
الجانب الميداني الفصل الثالث :
ثــــــــــــــانيا :
71
الجانب الميداني الفصل الثالث :
-عمر األب عند إنجاب الطفل 21 :سنة.
Xال توجد قرابة بعيدة ال توجد قرابة أبناء الخال أبناء العم
في سن الرابعة تم إكتشاف هذه المشكلة كان دلك من خالل حديثه مع العائلة .
72
الجانب الميداني الفصل الثالث :
-هل كنت تعانين من بعض اإلضطرابات النفسية ؟
ال Xنعم
-تسعة أشهر
Xقيصرية طبيعة
Xال نعم
X
Xال نعم
73
الجانب الميداني الفصل الثالث :
-هل حدد سبب هذه التشجنات أو نوبات ؟
Xال نعم
Xال نعم
إصطناعية Xطبيعية
ال Xنعم
74
الجانب الميداني الفصل الثالث :
بعد لقاء األم و الموافقة على إجراء المقابلة معهاو مع إبنها ،كانت المقابلة على الساعة 21:31
تبعا لموعد مسبق و بعد أخذ اإلذن من الجهات المسؤولة قمنا بتطبيق المقابلة النصف الموجهة ألنها تعتمد
على دليل مقابلة به أسئلة محددة تخدم الموضوع مع المحافظة على حرية التعبير .
و من خالل هذه المقابالت نجد أن لغة الطفل غير طبيعية و ما الحظناه عليه أنه يستغرق وقت
طويل لنطق الكلمات و يكررها بصفة مستمرة ،فالطفل في هذه المرحلة مر بمراحل إكتساب اللغة مثل أقرانه
و لم تواجهه أي مشكلة و كانت لغته سليمة ،ظهرت مشكلته منذ 2سنوات باإلضافة إلى أنه كان يتمتع
بصحة جيدة و لم يتعرض إلى أي إصابات تؤثر على نموه اللغوي و ال يوجد سبب عضوي للمشكلة ،و هذا
يظهر لنا من خالل قول األم" :بأنها لم تأخذه إلى طبيب و لم نالحظ أي مشكلة من الناحية العضوية كما أن
نمو الطفل كان طبيعي من حيث الجلوس و المشي و الركض و الكالم و حتى المناغاة كانت طبيعية ".و
بعد إستخدامنا (قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة) ( ملحق رقم ) 16ظهرت لديه
مجموعة من األعراض من بينها :توقفات في كالم التلميذ ،تكرار لمقاطع صوتية و إنخفاض شديد في
حدة الصوت و ترافق هذه األعراض بعض السلوكات و هذا ما أدلت به و أكدته معلمته " :إرتعاشات
75
الجانب الميداني الفصل الثالث :
بسبب التوتر المفرط و تحريك األرجل و تحريك العينين في إتجاهات مختلفة " و أكدت ذلك أن مشكلة
التأتأة ال تؤثر على تحصيله الدراسي إال أنها تؤثر عليه نفسيا فهو كثير الخجل (أنظر الملحق رقم )13
و من خالل مقابلتنا مع األم إستطعنا جمع بعض المعلومات حول العالقة القائمة بين الطفل و والده
حيث أخبرتنا " :أن والده عنيفا معه و تنعدم عنده لغة الحوار كما يقوم بضرب أوالده مما يجعل الطفل يخافه
".باإلضافة إلى أن األم كانت تعاني من هذه المشكلة و كذلك األخت الكبرى و من خالل ما تم التوصل
إليه من خالل مقابالتنا التي شملت األم و المعلمة و التلميذ و كذلك إستخدامنا (لقائمة لرصد المؤشرات
الدالة على إضطراب التأتأة) هو أن الطفل يعاني من إضطراب تأتأة شديد مما يؤثر على حالته النفسية و
اإلجتماعية و اإلنفعالية للطفل ،و قد يكون السبب الرئيسي في ظهور هذه المشكلة هو عصبية األب و
من خالل ما تم عرضه من الحاالت المدروسة بواسطة تحليل محتوى المقابالت و ما كشفت عنه
قائمة المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة ،تم التوصل إلى نتيجة تتفق و فرضية البحث و الدراسة الحالية
حيث تبين إن تالميذ الطور األول ابتدائي يعانون من اضطرابات اللغة المتمثلة في التأتأة ،وهذا من خالل
ما ظهر على الحاالت الثالث التي تم دراستها بعد تطبيق المقابلة و قائمة رصد مؤشرات التأتأة ،بالرغم من
تنوع أسبابها من حالة ألخرى ،فهناك األسباب الوراثية التي تتدخل في ظهور التأتأة و هذا ما وجدناه عند
الحالة الثانية "ز.ياسر" ،و أسباب تعود لتغيير البيئة (السكن) بالنسبة للحالة األولى "ح.رونق" ،وكذلك من
قد أظهرت أن أسبابا مختلفة تقف وراء مشكلة التأتأة فسلوك الوالد المتشدد و القمع الساحق لشخصية
الطفل الذي يعاني جراء هذا الوضع ،كذلك تغيير البيئة فتظهر التأتأة كتعبير عن مشكلته النفسية
76
الجانب الميداني الفصل الثالث :
ظهرت لدى الحاالت الثالثة التي تم دراستها بعض السلوكات كمؤشرات دالة على وجود التأتأة منها:
توقفات في كالم التلميذ ،محاولة هز الجسم ككل للتغلب على التوقفات ،أيضا هز القدم و اليد ،تنفس غير
منتظم ،إغالق العينين أو تحريك الرموش أثناء التوقفات ،تكرار ألصوات الحروف و لمقاطع صوتية.....
ومن هذا المنطلق توصلنا إلى نتيجة مفادها أن تالميذ الطور األول ابتدائي يعانون من إضط اربات لغوية
توصيات:
قلل من األسباب التي تؤدي إلى التوتر العصبي أو الضغط النفسي .
ال تظهر مشاكلك الزوجية أمام الطفل ,و ابعاده قدر المستطاع عن المشاحنات و الخالفات التي
كن إيجابي مع الطفل و ركز على الجوانب اإليجابية و إبتعد عن أي حالة من حاالت السخرية
و اإلستهزاء .
ال تخرج الطفل و خصوصا أمام الغرباء و ال تطالبه أكثر من طاقته .
ال تستخدم أي شكل من أشكال العقاب عند حدوث التأتأة حتى و لو كان بسيطا .
اعط الطفل فرص التعبير عن الذات متى أراد ذلك و شجعه لفعل ذلك.
ال تستعجل الطفل واتركه يتكلم براحته ألن التكلم ببطء يحسن من الطالقة .
ال تجبر الطفل ان يتكلم أمام الغرباء أو من ال يحب التكلم معهم .
77
الجانب الميداني الفصل الثالث :
ابعد الطفل عن مرافقة االطفال الذين يعانون من نفس المشكلة .
78
خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتــــــــــــمة :
تعتبر اللغة من أهم وسائل اإلتصال والتي تساهم بشكل كبير في إكتساب المعارف والمهارات،ويمر الطفل
بعدة مراحل إلكتسابها وتتأثر عملية إكتساب اللغة بعدة عوامل مما يخلق تفاوت وفروق بين األطفال في
النمو اللغوي فهناك من نجده يتحدث بطالقة وسالسة وهناك من يواجه صعوبات في اللغة التعبيرية وهذا
ما جعلنا نسعى للكشف عن هذه الصعوبات واإلضطرابات التي تصيب لغة الطفل في مراحل نموه االولى
،وهدفت هذه الدراسة الى الكشف عن هذه اإلضطرابات من خالل قيامنا بدراسة ميدانية على عينة
مقصودة تضم تالميذ الطور األول إبتدائي ممن يعانون من إضطراب التأتأة بمدرسة محمد مغزي بوادي
الزناتي ،ومدرسة سرفاني الطاهر بقالمة.....ومدرسة..........إلجل معرفة سبب التأتأة وكذا التشخيص
والعالج وقد توصلنا إلى النتائج التالية :تحقق فرضية الدراسة القائلة بمعاناة أطفال الطور األول إبتدائي
من إضطراب التأتأة ،ولقد وضحنا من خالل التحليل والتفسير تأثير هذا اإلضطراب على الطفل وعالقته
باآلخرين.
كما أن معرفة هذا اإلضطراب وتوعية األولياء والمعلمين واألقارب سواء من العائلة أو األصدقاء عامل
هام لمحاصرة التأتأة ومساعدة الطفل على اإلندماج والعيش في مجتمع خال من المضايقات والسخرية.
ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائـ ـ ــمة الم ارجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع :
.2محمود حسين الزعبي الوادي )(2011أساليب البحث العلمي "مدخل منهجي تطبيقي"
.3حسين محمود حريم )2212 ( ،مهارات اإلتصال في عالم اإلقتصاد و إدارة األعمال ،
.4سامي محسن الختاتنة-فاطمة عبد الرحيم النوايسة ( )2211علم النفس اإلجتماعي ،ط1
.5نبيهة صالح السامراتي ( )2211مقدمة في علم النفس (،ب،ط) ،دار المناهل للنشر و
التوزيع.
.6حامد جهاد الكييسي ( ،)2216مناهج البحث العلمي في العلوم اإلدارية (،ب،ط) ،دار
.7محمد النوبي محمد على ( ، )2222مقياس إضطربات اللغة اللفظية لدى األطفالذوي
.2مراد علي عيسى (، )2227كيف يتعلم المخ ذو إضطربات الكالم ( ،ب،ط) ،دار الوفاء
.12إبراهيم عبد اهلل فرج الزريقات ( )2225إضطربات الكالم والتشخيص ،ط ،1دار الفكر،
.13صالح حسن الداهري ()2225سيكولوجية رعاية الموهوبين ،ط ، 1دار وائل للنشر،
عمان.
.15ماجدة السيد عبيد (، )2222تعليم الألطفال ذوي الحاجات الخاصة ،ط، 1دار الصفاء
.16نبيل عبد الهادي (، )2223مهارات في اللغة و التفكير ،ط ، 1دار المسيرة ،عمان ،
األردن .
.17موريس شربل (، )1286التطور المعرفي عند بياجي ،ط، 1المؤسسة الجامعية
.18صالح محمد أبو جادو (، )2224علم النفس التطوري الطفولة و المراهقة ،ط ، 1دار
.12عماد زغلول (، )2212نظريات التعلم ،ط ، 1دار الشروق ،عمان ،األردن .
.22محمود عكاشة ( ،)2226علم اللغة" مدخل نظري في اللغة" ،ط، 1دار النشر
.21فاخر عاقل (د،س) ،معجم علم النفس ،ط، 4دار العلم للماليين ،بيروت ،لبنان.
.22طارق زكي( ،)2228سيكولوجية التلعثم في الكالم (،ب،ط)،دار العلم و اإليمان للنشر
و التوزيع .
.23هالة إبراهيم الجرواني ( )2212إضطربات التأتأة ( ،ب،ط) ،دار المعرفة الجامعية ،
مصر.
.24حازم رضوان آل إسماعيل ( 122، )2214سؤال وجواب حول إضطربات النطق و اللغة
.25أحسن بوبازين (، )2228سيكولوجية الطفل و المراهق ( ،ب،ط) ،دار المعرفة للنشر و
التوزيع ،الجزائر.
.26محمد خولة (، )2225األرطوفونيا ،علم إضطربات اللغة والكالم و الصوت ،ط ،3
.27بطرس حافظ بطرس (، )2227المشكالت النفسية وعالجها ،دار الميسرة للنشر و
.28سهين محمود أمين ( ،)2225إضطربات النطق و الكالم ( ،ب ،ط) عالم الكتب للنشر
.22راتب قاسم عاشور –عبد الرحيم عوض أبو الهجاء ( )2222المنهاج "بناءه ،تنظيمه
.32أحمد عبد اللطيف أبو أسعد ( ،)2211سامي محسن الختاتنة :علم النفس النمو ،ط 1
.33محمد جميل خليل (، )2214اإلعالم و الطفل ،ط ، 1دار المعتز للنشر و التوزيع ،
.34الخفاف إيمان عباس (، )2212الملف التدريبي الشامل للطفل غير العادي ( ،ب ،ط)
.35سوسن شاكر الجبلي( ،)2215مشكالت األطفال النفسية و أساليب المساعدة فيها ،
(ب ،ط) ،دار مؤسسة رسالن للطباعة و النشر و التوزيع ،سوريا .
.36أحمد نادر جرادات ( ،)2222األصوات الغوية عند إبن سينا "عيوب النطق وعالجه "
.37قحطان أحمد الظاهر ( ،)2212إضطربات اللغة و الكالم ،ط ، 1دار وائل للنشر
.38محمد حسن العامدي( ، )2211اإلعالن التلفزيوني على الطفل ،ط ، 1العربي للنشر ،
.32أحمد صومان ( ، )2212أساليب تدريس اللغة العربية ،ط ،1دار زهران للنشر و
.42يوسف الزم كماش ( ،)2216البحث العلمي ،ط ، 1دار دجلة للنشر و التوزيع ،عمان
،األردن.
.41سهين محمود أمي( ، )2225إضطرابات النطق و الكالم (،ب،ط) ،عالم الكتب للنشر و
البتراء .
.1باسي هناء ،دبة هاجر ،) 2214( ،إضطراب اللغة وعالقته بالتحصيل
الدراسي لدى تالميذ المرحلة اإلبتدائية ،السنة األولى ،الثانية ،الثالثة ،مذكرة
.2عيسى هدى ، )2215( ،إضطرابات الكالم و أثرها على مهارة القراءة ،مذكرة
.3عفراء خليل ، ) 2222( ،العالقة بين التأتأة و القلق ،رسالة دكتوراه ،جامعة
دمشق .
قائمة المالحق
نعم .
نعم ،أحب معلمتي كثي ار ألنني أحسها كأمي و تعاملني بلباقة واحترام .
هل تحب أصدقائك ؟
نعم أحبهم ،أحب ليلى وريماس و حنين و سلمى هقط .
و لماذا ال تحب اآلخرين ؟
ألنهم يستهزئون بي و يتشاجرون معي هي مور الدراسة لما نتناهس م بعضنا البعض .
عالقة جيدة و أنا أحبه كثي ار و أدهلل كثي ار ألنه إبني األصغر .
تقريبا ما عدا بعض األمور التي أراها ال تناسبه أو قد تضر به أو تعرضه لخطر .
أحيانا أضربه ثم أندم على ذلك و أحيانا أحرمه من شيئ يحبه كالبالي ستايشن .
هل هو عنيد؟
جدا ههو يجب أن يحصل على أي شيئ يريده و بأي طريقة هيلجأ إلى البكاء و أحيانا إلى
كان نموه عادي الجلوس هي وقته العادي و كذا المشي و الكالم و لم يكن هناك أي تأخر.
هل تحدث التأتأة هي جمي المواقف الحياتية وم جمي األشخاص أم تحدث هي مواقف معينة وم
أشخاص معينين ؟
تحدث التأتأة هي جمي المواقف الحياتية و لكنها تكون أكثر حدة عند التوتر و الغضب و
جيدة .
أجل ههو إبني األصغر و أن أاتصل به يوميا بحكم عملي بوالية عنابة هأنا أراه نهاية األسبوع
هي المواد التي تعتمد على اإلجابة الكتابية أما الشفوية هعالماته متوسطة ،كالقراءة و
أعامله كباقي التالميذ حتى ال يشعر أنه مهمش أو يعاني من مشكلة ما و أحاول قدر
جيد ههو تقريبا كل ما أشرحه هي القسم و يحصل على عالمات جيدة و معدله الفصلي
18،79و هذا المعدل جيد لياسر بإعتبار أنه يعاني من صعوبة هي النطق .
هل تالحظين أي مشكالت سلوكية على الطفل داخل القسم تراهق التأتأة؟
نعم ههو عندما يجد صعوبة هي الكالم يقوم بضرب رجله باألرض و كذا تغميض العينين و
نعم .
كثيرا.
هل تحب أصدقائك ؟
ألننا عندما نلعب هي ساحة المدرسة يقلدون كالمي و يسخرون مني و أنا ال أحب ذلك .
الملحق رقم ( :10الحالة الثالثة )
هل هو عنيد؟
نعم .
كان نموه عادي هي الجلوس أو المشي و حتى المناغاة كانت طبييعية .
هل تحدث التأتأة هي جمي المواقف الحياتية وم جمي االشخاص ام تحدث هي مواقف معينة وم
اشخاص معنيين ؟
لم نستطي إجراء مقابلة م األب و لكن إستطعنا جم بعض المعلومات عن العالقة القائمة بينهما من
خالل مقابلتنا م األم حيث أخبرتنا أن والده عنيفا معه و تنعدم عنده لغة الحوار كما يقوم بضرب أوالده
نعم .
ال يتفاعل إال إذا وجهت إليه السؤال و إجاباته تكون مختصرة .
معظم نقاطه جيدة إال هي المواد التي تخص اللغة الشفوية .
مثله مثل باقي أصدقائه و أحاول أن أجعله يتكلم قدر اإلمكان .
جيد يتحصل على المرتبة الثانية هي القسم على الرغم من مشكلته و ال أض مشكلته بعين
هل تالحظين أي مشكالت سلوكية على الطفل داخل القسم تراهق التأتأة؟
إرتعاشات بسبب التوتر المفرط و تحرك األرجل و تحريك العينين هي إتجاهات مختلفة
ال يوجد يوجد (قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة )
ال يوجد يوجد (قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة )
(قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة ) ملحق رقم () 1 6
ال يوجد يوجد (قائمة لرصد المؤشرات الدالة على إضطراب التأتأة )