You are on page 1of 28

‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياتها على أوضاع األمن الغذائي‬

‫يف الدول العربية‬


‫ﺃﺛﺮ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺗﺪﺍﻋﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫اهلامشي الطيب‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﺗﻮﻧﺲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻰ‪ -‬اجلزائر‬
‫وعلوم التسيري‬ ‫االقتصادية والتجارية‬
‫ﺍﻟﻄﻴﺐ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒالعلوم‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬ ‫كلية‬
‫ﺱ‪ ,51‬ﻉ‪143‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ملخص‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2016‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ظل الوطن العريب يعاين من التبعية الغذائية ومن العجز يف األمن الغذائي منذ استقالله إىل يومنا هذا‪ ،‬ابلرم من‬
‫‪93 - 119‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪764182‬والطبيعية‪ ،‬وهذا بسبب فشل سياساته الزراعية اليت انتهجها واليت عانت من عدة‬
‫‪ :MD‬بكل الثروات املالية والبشرية‬
‫ﺭﻗﻢ يزخر‬
‫أنه‬
‫اإلنتاج والتسويق‪ ،‬إىل مري ذلك‪ ،‬فأصبحت هذه الدول ال تقاوم الصدمات‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ومشكل‬
‫كمشكل املياه والري‪،‬ﺑﺤﻮﺙ‬ ‫مشاكل‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬ ‫ﻧﻮﻉ‬
‫‪ACI, EduSearch‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫على اقتصادايهتا خاصة ارتفاع معدالت الفقر بسبب اخنفاض مستوايت‬ ‫حتدث وتتكرر مما يؤثر سلبا‬ ‫واألزمات اليت‬
‫ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻰ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ‪ ،‬ﺍﻷﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻰ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻰ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫السياسات الزراعية املطبقة‪ ،‬وكان آخرها األزمة الغذائية سنة ‪ 6002 -6002‬اليت‬ ‫الدخل وهذا بسبب هشاشة هذه‬
‫ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ‬

‫‪http://search.mandumah.com/Record/764182‬جزءا من أراضيها إىل مزارع إلنتاج‬


‫كانت بسبب ارتفاع سعر النفط والذي أدى إىل حتويل الدول ذات الفائض الغذائي‬
‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫الطاقة والوقود كاحلبوب والسكر والزيوت مما أدى إىل ارتفاع أسعار السلع الغذائية فقد ارتفع املؤشر الدويل ألسعارها‬
‫بنسبة ‪ %..32‬مما أثر على الطبقات ذوي الدخل املنخفض مما أدى إىل ارتفاع عدد الفقراء وعدد اجلياع هلذه الدول‪،‬‬
‫وعليه نود يف الورقة البحثية أن نبني أثر األزمة الغذائية وتداعياهتا على مستوايت الفقر للمواطن العريب‪.‬‬

‫الكلمات املفاتيح‬

‫األمن الغذائي؛ الفالحة؛ األزمة الغذائية؛ العامل العريب؛ االكتفاء الذايت الغذائي؛ التبعية‪.‬‬

‫‪INFLUENCE DE LA CRISE ALIMENTAIRE MONDIALE‬‬


‫‪ET SES CONSÉQUENCES SUR LA SÉCURITÉ‬‬
‫‪ALIMENTAIRE DANS LES PAYS ARABES‬‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪Bien qu il dispose de toutes les richesses financières, humaines et naturelles, le‬‬
‫‪monde arabe subit un déficit alimentaire depuis l’indépendance. L’échec des‬‬
‫‪politiques agraires, les problèmes de manque d’eau, d’irrigation, de production et de‬‬
‫‪marché... etc, explique cette situation. Les pays arabes ne peuvent faire face aux‬‬
‫‪chocs et aux crises répétitives, ce qui influence négativement leurs économies, en‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪particulier l’élévation des moyennes de la pauvreté induites.‬‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ‪par‬‬
‫‪la baisse‬‬ ‫‪des niveaux‬‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫© ‪ 2016‬ﺩﺍﺭ‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫‪de‬‬ ‫‪revenus.‬‬ ‫‪La‬‬ ‫‪dernière‬‬ ‫‪crise‬‬ ‫‪alimentaire‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪2006-2007‬‬ ‫‪provoquée‬‬ ‫‪par‬‬ ‫‪l’augmentation‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪du prix du pétrole a amené, les pays, ayant un excédent alimentaire, à consacrer.‬‬ ‫‪une‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياتها على أوضاع األمن الغذائي‬

‫يف الدول العربية‬


‫اهلامشي الطيب‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ -‬اجلزائر‬

‫ملخص‬

‫ظل الوطن العريب يعاين من التبعية الغذائية ومن العجز يف األمن الغذائي منذ استقالله إىل يومنا هذا‪ ،‬ابلرم من‬
‫أنه يزخر بكل الثروات املالية والبشرية والطبيعية‪ ،‬وهذا بسبب فشل سياساته الزراعية اليت انتهجها واليت عانت من عدة‬
‫مشاكل كمشكل املياه والري‪ ،‬ومشكل اإلنتاج والتسويق‪ ،‬إىل مري ذلك‪ ،‬فأصبحت هذه الدول ال تقاوم الصدمات‬
‫واألزمات اليت حتدث وتتكرر مما يؤثر سلبا على اقتصادايهتا خاصة ارتفاع معدالت الفقر بسبب اخنفاض مستوايت‬
‫الدخل وهذا بسبب هشاشة هذه السياسات الزراعية املطبقة‪ ،‬وكان آخرها األزمة الغذائية سنة ‪ 6002 -6002‬اليت‬
‫كانت بسبب ارتفاع سعر النفط والذي أدى إىل حتويل الدول ذات الفائض الغذائي جزءا من أراضيها إىل مزارع إلنتاج‬
‫الطاقة والوقود كاحلبوب والسكر والزيوت مما أدى إىل ارتفاع أسعار السلع الغذائية فقد ارتفع املؤشر الدويل ألسعارها‬
‫بنسبة ‪ %..32‬مما أثر على الطبقات ذوي الدخل املنخفض مما أدى إىل ارتفاع عدد الفقراء وعدد اجلياع هلذه الدول‪،‬‬
‫وعليه نود يف الورقة البحثية أن نبني أثر األزمة الغذائية وتداعياهتا على مستوايت الفقر للمواطن العريب‪.‬‬

‫الكلمات املفاتيح‬

‫األمن الغذائي؛ الفالحة؛ األزمة الغذائية؛ العامل العريب؛ االكتفاء الذايت الغذائي؛ التبعية‪.‬‬

‫‪INFLUENCE DE LA CRISE ALIMENTAIRE MONDIALE‬‬


‫‪ET SES CONSÉQUENCES SUR LA SÉCURITÉ‬‬
‫‪ALIMENTAIRE DANS LES PAYS ARABES‬‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪Bien qu il dispose de toutes les richesses financières, humaines et naturelles, le‬‬
‫‪monde arabe subit un déficit alimentaire depuis l’indépendance. L’échec des‬‬
‫‪politiques agraires, les problèmes de manque d’eau, d’irrigation, de production et de‬‬
‫‪marché... etc, explique cette situation. Les pays arabes ne peuvent faire face aux‬‬
‫‪chocs et aux crises répétitives, ce qui influence négativement leurs économies, en‬‬
‫‪particulier l’élévation des moyennes de la pauvreté induites par la baisse des niveaux‬‬
‫‪de revenus. La dernière crise alimentaire de 2006-2007 provoquée par l’augmentation‬‬
‫‪du prix du pétrole a amené, les pays, ayant un excédent alimentaire, à consacrer une‬‬
partie de leurs terres aux produits destinés à l’énergie et aux carburants comme les
céréales, le sucre-et les huiles. Ce qui a provoqué l’élévation des prix des produits
alimentaires qui a augmenté de 33.7%. Il a touché les catégories de la population à
bas revenus et a augmenté la nombre de pauvres et des affamés dans les pays arabes.
Dans ce papier, nous montrons l’influence de la crise alimentaire et ses conséquences
sur les niveaux de la pauvreté dans le monde arabe.
Mots clés
Sécurité alimentaire ; Agriculture ; Crise alimentaire ; Monde arabe ; Auto-suffisance
alimentaire ; Dépendance.
INFLUENCE OF THE GLOBAL FOOD CRISIS AND ITS
IMPACT ON FOOD SECURITY IN ARAB COUNTRIES
Abstract
Under the Arabe world is suffering from food dependency and of the deficit in food
security since independence to the present day, although it is full of all the wealth of
financial and human and natural and this because of the failure of agricultural policies
pursued by which suffered from several problems of water and irrigation, and the
problem of production and marketing, etc., making these countries do not withstand
the shocks and crises that occur and recur, which negatively affects their economies
especially high rates of poverty due to low levels of income and this because of the
fragility of these agricultural policies in place, the latest
food crisis year 2006-2007 which was due to the high price oil, which led to the
transformation countries with surplus food part of its territory to the farms to produce
energy and fuels such as grain, sugar, oils, resulting in higher food prices has
increased the index of international prices increased by 33.7%, thus affecting the
layers of low-income, leading to the high number of poor and the number of hungry
people of these countries, and therefore we would like in the paper to show the
impact of food crisis and its repercussions on poverty levels of the Arab citizen.
Key words
Food security ; Agriculture ; Food crisis ; Arab World ; Food self- sufficiency ;
Dependence.

‫مقدمة‬

"‫ التحدي واالسرتاتيجية‬-‫يف أواخر السبعينات قدم وورمثان وكومنجز يف مؤلفهما "توفري الغذاء هلذا العامل‬
)1(

‫ السكان" بقوهلما أن املوقف خطري جدا حبيث أن عدد السكان‬-‫ الفقر‬-‫تشخيص عن املشكالت ثالثية األبعاد "الغذاء‬
‫ سنة‬62 ‫ وسيبلغ بعد‬0320 ‫ مل نسمة سنة‬.000 ‫ وارتفع إىل‬03.0 ‫ مليون نسمة سنة‬6000 ‫يتزايد بسرعة فكان‬
‫ مل نسمة يف حني أن العديد من األقطار تعاين من عجز يف الغذاء وهذا وفقا للنظرية املالتوسية اليت تتبىن معادلة‬2000

.00 .‫ ص‬-0331 -‫ الكويت‬-‫ عامل املعرفة‬-‫ األمن الغذائي للوطن العريب‬،‫) حممد السيد عبد السالم‬1(
49
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫الندرة والسكان وأصبحت فلسفة تنادي هبا املنظمة العاملية لألمذية والزراعة ‪ FAO‬ومريها من املنظمات(‪ ،)2‬وفعال‬
‫ارتفع عدد السكان سنة ‪ 6003‬إىل ‪ 2322‬مليار نسمة‪ ،‬منه ‪ 2322‬مليار يف الدول النامية و‪ 0306‬مليار يف الدول‬
‫املتقدمة(‪ )3‬مقابل االخنفاض يف اإلنتاج الزراعي والغذائي‪ ،‬وهو أه مشكلة تعاين منها البشرية‪ ،‬وهذا ما أطلق عليه اخلرباء‬
‫حبالة انعدام األمن الغذائي‪ ،‬ويقابله حالة األمن الغذائي الذي حيظى ابهتمام كبري من قبل املختصني وصناع القرار وقادة‬
‫ورؤساء الدول ومنظمات دولية وإقليمية وذلك منذ فرتة زمنية طويلة وخاصة بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ومجيع الدول سواء‬
‫املتقدمة أو النامية اهتمت به نظرا ملا يرتتب عن نقص التغذية من مشاكل خطرية على حياة اإلنسان من الفقر واجملاعة‬
‫وتفشي األمراض‪ ،‬وهذ ا بسبب كون معدل النمو السكاين ظل حىت ماية العقود القليلة يفوق معدل منو اإلنتاج الزراعي‬
‫أي زايدة الطلب السكاين للغذاء يفوق عرض املردود الزراعي والذي انعكس ابستمرار يف العجز املتزايد يف السلع الغذائية‬
‫على املستوى العاملي‪ ،‬وقد مرت الدول الرأمسالية املتطورة وخاصة أورواب هبذا العجز وخاصة بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬إال‬
‫أن هذا العجز أخذ يف التضاؤل ليختفي متاما حبلول عقد السبعينات من القرن ‪ 60‬وذلك بفضل النجاح الباهر الذي‬
‫حققته من خالل السياسات الزراعية اليت انتهجتها هذه الدول(‪ )4‬مما أهلها للوصول إىل حالة األمن الغذائي‪ ،‬أما الدول‬
‫النامية فظلت يف دائرة التبعية الغذائية رم السياسات الزراعية اليت طبقتها واليت ابءت ابلفشل ومل تصل إىل اهلدف املرجو‬
‫وابلتايل تفاق هذا املشكل واتسعت الفجوة الغذائية وارتفعت قيمة وارداهتا للسلع الغذائية وازداد عدد اجلياع يف العامل وهو‬
‫يف تزايد مستمر مما أدى إىل ظهور منظمات دولية وإقليمية خمتصة يف اجملال كالفاو واملنظمة العربية للتنمية الزراعية واليت‬
‫متثل دورها يف حتسني وضع مستوى التغذية يف العامل‪ ،‬وسعت الفاو إىل عقد مؤمتر القمة العاملي لألمذية يف نوفمرب‬
‫‪ 0332‬حيث تعهد رؤساء الدول واحلكومات أكثر من ‪ 010‬دولة ابستئصال واحدة من أسوأ الكوارث واليت تثقل‬
‫ضمري اجملتمع الدويل أال وهو اجلوع وختفيض أعداد من يعانون من نقص التغذية يف العامل ومن الفقر إىل النصف (‪)032‬‬
‫حبلول عام ‪ 6002‬وذلك قياسا مبستوى سنة ‪ .0330‬ولكن لألسف مل أتت بنتائج مرضية وخاصة يف العامل الثالث‬
‫الذي ما زال يعاين من هذا املشكل ابلرم من اخنفاض عدد انقصي التغذية يف هذه الدول ب‪ .‬ماليني أي ‪ %02‬سنة‬
‫‪ 6002‬مقارنة بـ‪ %60‬يف الفرتة ‪ ،36 -30‬ولقد ورد يف تقرير التنمية الدولية لعام ‪" )5(6001‬أن هناك ‪ .‬أفراد من‬
‫كل ‪ 4‬أفراد فقراء يف البلدان النامية يعيشون يف املناطق الريفية ومنه ‪ 630‬مليار يعيشون على أقل من دخل ‪ $6‬يوميا‬
‫و‪ 110‬مليون يعيشون على دخل يومي أقل من ‪ $0‬وأملبه من الدول النامية وتتصدرها القارة األفريقية وجنوب‬
‫الصحراء الكربى مث تلي بعض دول آسيا وبعض دول أمريكا الالتينية (سنة ‪ ،)6006‬أما اآلن فتشري تقديرات منظمة‬

‫(‪ )2‬د‪ /‬سيف الدين ماجدي‪ ،‬سياسات واسرتاتيجيات األمن الغذائي‪ ،‬مدخل أتصيلي‪ ،‬جملة احلقيقة‪ .‬العدد ‪ -00‬ج‪ -0‬نوفمرب ‪ ،6002‬أدرار‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬بلقاسـ العبـا ‪ ،‬تبعـات األزمـة االقتصـادية علـى الـدول والـدول الناميـة‪ ،‬جملـة التنميـة والسياسـات االقتصـادية‪ ،‬العـدد ‪ ،006‬أفريـل ‪ -6000‬املعهـد العـريب‬
‫للتخطيط‪ -‬الكويت‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫(‪ )4‬مسعود (جميطنة)‪ ،‬األمن الغذائي يف االقتصاد –أي اسرتاتيجية للتنمية الزراعية؟ واقع اجلزائر‪ -‬املكتبة الوطنية‪ -‬احلامة ‪ -6001‬اجلزائر‪ -‬ص‪.0 .‬‬
‫(‪ )5‬تقرير التنمية الدولية عام ‪ -6001‬الزراعة من أجـل التنميـة‪ -‬قـام برتمجتـه قسـ الرتمجـة ابلـدار ومراجعتـه د‪ .‬هبـة عجينـة‪ -‬الـدار الدوليـة لالسـتثمارات الثقافيـة‪-‬‬
‫القاهرة‪ -‬مصر‪ -‬ص‪ .0 .‬آخر تقرير مت رصده عن الفقر الريفي سنة ‪.6006‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ FAO‬إىل أن عدد انقصي التغذية يف العامل يصل إىل ‪ 0306‬مليار شخص يف عام ‪ 6003‬وهذا معناه وجود عدد من‬
‫اجلياع أكرب من العدد الذي كان موجودا منذ عام ‪ .)6(0320‬والوطن العريب من بني هذه الدول اليت تعاين من هذا‬
‫اخلطر فقد ظل عدد انقصي التغذية بتزايد من فرتة ألخرى ففي سنة ‪ 36 -30‬بلغ ‪ 0330‬مليون مث ارتفع ما بني سنة‬
‫‪ 6002 -6004‬إىل ‪ ..31‬مليون نسمة‪ ،‬وهذا يدل على أن املشكل واخللل ليس يف اإلمكاانت مبختلف أشكاهلا‪،‬‬
‫فالوطن العريب يزخر بكل الثروات املالية والبشرية والطبيعية بل اخللل يوجد يف السياسات الزراعية املنتهجة‪ ،‬ويعزو كثري من‬
‫اخلرباء إىل أن معضلة األمن الغذائي يف الوطن العريب سببه هشاشة هذه السياسات املطبقة وابلتايل فهي ال تقاوم‬
‫الصدمات واألزمات اليت حتدث وتتكرر مما يؤثر سلبا على اقتصادايهتا خاصة ارتفاع معدالت الفقر بسبب اخنفاض‬
‫مستوايت الدخل‪ ،‬وآخرها األزمة الغذائية سنة ‪ 6002 -6002‬اليت كانت بسبب ارتفاع سعر النفط والذي أدى إىل‬
‫حتويل الدول ذات الفائض الغذائي جزاء من أراضيها إىل مزارع إلنتاج الطاقة والوقود كاحلبوب والسكر والزيوت مما أدى‬
‫وهو االرتفاع األعلى يف التاريخ‬ ‫(‪)7‬‬
‫إىل ارتفاع أسعار السلع الغذائية فقد ارتفع املؤشر الدويل ألسعارها بنسبة ‪%..32‬‬
‫وقد أثر على الغذاء واالكتفاء الذايت هلذه الدول (الوطن العريب) فقد ارتفعت الواردات من ‪ 2034‬مليار دوالر إىل حنو‬
‫‪ 2036‬مليار دوالر خالل ‪ ،6001‬أي بنسبة منو ‪ %02‬جراء الزايدة الكبرية يف أسعار السلع الغذائية‪ ،‬وارتفع العجز يف‬
‫امليزان التجاري الزراعي بشكل مطرد منذ مطلع األلفية ليصل إىل حوايل ‪ 4.33‬مليار دوالر يف عام ‪ ،6001‬وقد أدى‬
‫استمرار التفاوت بني معدالت منو اإلنتاج الزراعي من السلع الزراعية وتزايد الطلب عليها إىل ارتفاع قيمة الفجوة الغذائية‬
‫لتصل إىل حوايل ‪ 6333‬مليار دوالر عام ‪ 6001‬مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة ‪ %0333‬ابملقارنة مع ‪ ،6002‬إىل مري‬
‫ذلك من املؤشرات السلبية‪ ،‬وعليه نود يف هذه الورقة البحثية أن نبني أثر األزمة الغذائية وتداعياهتا على الفقر وعلى‬
‫املواطن العريب‪ ،‬وقد قسمنا هذا البحث إىل أربع حماور وهي‪:‬‬

‫‪ -0‬مشاكل وأسباب فشل السياسيات الزراعية يف الوطن العريب؛‬

‫‪ -6‬أوضاع األمن الغذائي يف الوطن العريب قبل األزمة الغذائية؛‬

‫‪ -.‬أسباب حدوث األزمة الغذائية العاملية ‪6002 -6002‬؛‬

‫‪ -4‬آاثر األزمة الغذائية على الفقر وبعض املؤشرات التابعة له؛‬

‫‪ -2‬خامتة‪ :‬وتض نتائج البحث‪ ،‬وبعض املقرتحات‪.‬‬

‫(‪ )6‬املنظمة العاملية لألمذية والزراعة ‪ FAO‬حالة انعدام األمن الغذائي يف العامل‪ -‬األزمات االقتصادية‪ -‬التأثريات والدرو املستفادة‪.6003 .‬‬
‫(‪ )7‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ :‬دراسة حتليليـة تقييميـة آلاثر اسـتخدام اااصـيل الزراعيـة يف إنتـاج الوقـود احليـوي‪ -‬فهرسـت املكتبـة الوطنيـة‪ -‬اخلرطـوم‪6000 -‬‬
‫السودان‪ .‬ص‪.6 .‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫أوالً‪ :‬مشاكل وأسباب فشل السياسات الزراعية يف الوطن العريب‬

‫إن السياسات الزراعية هي جمموعة من اإلجراءات والتشريعات والقوانني اليت تتخذها الدولة اجتاه القطاع الزراعي‬
‫يف سبيل حتقيق أهداف حمددة(‪ ،)8‬وقد انتهجت هذه الدول سياسات زراعية هتدف إىل حتسني مستوى اإلنتاج الزراعي‬
‫وحتقيق األمن الغذائي وابلتايل التخلص من التبعية الغذائية‪ .‬وعرفت هذه الدول يف فرتة اخلمسينيات والسبعينيات مناذج‬
‫عدة من اإلصالحات ميكن تقسيمها إىل فئتني ومها‪:‬‬

‫الفئة األوىل وهي فئة اإلصالحات ذات الطابع الثوري االشرتاكي اليت كان هدفها إعادة توزيع املداخيل بني‬
‫ا ملالكني الكبار والفالحني‪ ،‬وسيطرة الدولة على تسيري امللكية الزراعية مقابل تعويض للمالك لتوزعه ملكيات صغرية على‬
‫الفالحني الذين ليس هل أرضا على أن يسدد الفالح مثن األرض اليت حصل عليها أبقساط لعدة سنوات‪ ،‬كما متيزت‬
‫هذه اإلصالحات بنظام تعاوين ينخرط فيه الفالحون ويؤول إىل إدخال املكننة واألساليب العلمية والفنية واحلديثة على‬
‫الزراعة‪ ،‬والدول اليت انتهجت هذه اإلصالحات هي مصر واجلزائر والعراق وسوراي‪ ،‬أما الفئة الثانية فقد انتهجت‬
‫إصالحات يف إطار نظ اقتصادية ليربالية أو نصف ليربالية على شكل سياسات زراعية توجيهية كان هدفها متليك‬
‫األرض دون اللجوء إىل نزع امللكية وتقليص املساحة اململوكة لألفراد وذلك ابستصالح األراضي مري اململوكة وتوزيعها‬
‫على شكل حصص‪ ،‬وأه ما ميز هذه اإلصالحات هو وجود حوافز ضريبية ونقدية للمستثمرين أصحاب املشاريع‬
‫كالقروض امليسرة أو ختفيض الضرائب والدول ال يت انتهجت هذه اإلصالحات هي اململكة العربية السعودية وتونس‬
‫واألردن واملغرب(‪ . )9‬إال أن هذه اإلصالحات ابءت ابلفشل ومل حتقق األهداف املرجوة‪ ،‬وظلت الفجوة الغذائية تتسع‬
‫وفاتورة واردات السلع الغذائية ترتفع من سنة ألخرى‪ ،‬وظلت تواجه مجلة من األسباب اخلاصة هبا وأمهها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم فعالية قطاع الزراعة الذي يعاين من مشاكل كبرية على صعيد التمويل والولوج إىل السوق‪ ،‬إىل جانب املمارسات‬
‫مري الفعالة اليت يلجأ إليها املزارعون وضعف نظامي التدريب والتعلي ‪ ،‬وقد برزت هذه املشاكل كنتيجة‬
‫للسياسات الزراعية مري املدروسة اليت قدمت ححمفزات مري مناسبة للمزارعني مري الكفوئني(‪.)10‬‬

‫‪ -‬تراجع اإلنتاج يف قطاع الزراعة نتيجة حلركات النزوح الواسعة إىل املدن وإمهال التنمية الزراعية والريفية‪.‬‬

‫‪ -‬وجود بيئة مري مالئمة للزراعة نظرا لشح املياه وضيق األراضي الصاحلة للزراعة‪ .‬وتفيد مصادر يف البنك الدويل أبن‬
‫منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا تض أقل من ‪ %0‬من املصادر العاملية للمياه النقية املتجددة علما أهنا تعد‬

‫(‪ )8‬مىن (رمحة)‪ ،‬السياسات الزراعية يف البلدان العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ -‬بريوت‪ -‬لبنان ‪ ،6000‬ص‪.00 .‬‬
‫(‪ )9‬مىن (رمحة)‪ .‬مرجع سابق‪ -‬بتصرف‪.‬‬
‫(‪ )10‬إبراهي سيف‪ :‬أزمة الغذاء يف الدول العربية‪ :‬حلول قصرية األمد لتحد مزمن‪ ،‬برانمج الشرق األوسط مؤسسة كارنيغي للسالم الدويل‪ ،6001 ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪49‬‬
‫نسبة ‪ %2‬من العدد اإلمجايل للسكان يف العامل‪ .‬ويف مخسة عشر من العشرين بلدا معدل املياه النقية املتجددة‬
‫املتاحة للفرد هو ما دون األلف مرت مكعب يف منطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا‪.‬‬

‫‪ -‬عدم فعالية قطاع الطاقة حيث تشكل نسبة استهالك الطاقة إىل الناتج االي اإلمجايل إحدى أعلى النسب يف العامل‪،‬‬
‫حىت ابملقارنة مع دول منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذا إلدمان على الطاقة‬
‫الرخيصة يعيق القدرة التنافسية لقطاع الزراعة يف الدول مري املصدرة للنفط‪.‬‬
‫ح‬
‫‪ -‬وجود تركزات واحتكارات يف العديد من القطاعات حيث يوجد عدد حمدود من املصنعني أو التجار يتحكمون يف‬
‫األسواق وحيددون هوامش األرابح‪.‬‬

‫‪ -0‬مشكلة املياه والري‪ :‬تعترب املياه وندرهتا من أه املشاكل الرئيسية اليت تعاين منها الدول العربية‪ ،‬فالزراعة العربية تعتمد‬
‫على األمطار مما يضعف إنتاجيتها حيث أن اإلنتاج املطري منخفض على اإلنتاج اإلروائي وقد أدى عدم كفاية‬
‫مصادر املياه وسوء توزيعها واستعماهلا املفرط إىل هدر للمياه ابلتبخر والتسرب‪ ،‬وتشري الدراسات أن حج‬
‫املوارد املائية املتاحة يقارب ‪ .40‬مليار م‪ .‬كما أن معظ األراضي العربية تقع يف املناطق اجلافة وشبه اجلافة إذ‬
‫يقل معدل سقوطها عن ‪ .00‬مل ‪ /‬السنة وهذا يعد مشكلة من حيث كوهنا موردا أساسيا للزراعة وتعترب حىت‬
‫اآلن أكرب مستهلك للمياه‪ ،‬فهي تستهلك حوايل ‪ %20‬من إمجايل كميات مياه الضخ (بينما تستهلك الصناعة‬
‫‪ %60‬وتبقى ‪ %00‬لالستهالك املنزيل)(‪ ،)11‬ويف حني تعترب االحتياجات البشرية اليومية ملياه الشرب حمدودة‬
‫جدا (حوايل ‪ 4‬لرتات للشخص)‪ ،‬فإن املياه الالزمة إلنتاج مذاء الشخص الواحد يوميا أكثر من ذلك بكثري‪ ،‬إذ‬
‫ترتاوح بني ‪ 6000‬إىل ‪ 2000‬لرت‪ .‬وتشري بعض الدراسات أن نصيب الفرد العريب يف مطلع التسعينات من‬
‫القرن املاضي من موارده املائية الداخلية الطبيعية واملتجددة قرابة ‪0.0‬م‪ .‬ويعادل ‪ %0330‬من نصيب الفرد‬
‫العاملي ‪212‬م‪ ،.‬واخنفض هذا النصيب عام ‪ 6000‬وسينخفض عام ‪ 6062‬إىل مستوايت متدنية جدا أقل‬
‫نصيب فرد يف العامل(‪ . )12‬كما تشري دراسات أخرى أن عدد األشخاص الذين قد يعانون املزيد من ضغط نقص‬
‫املوارد املائية يف مشال أفريقيا بني ‪ 022‬إىل ‪ 200‬مليون(‪ )13‬شخص وذلك مع ارتفاع احلرارة ‪ .‬درجات مئوية‪،‬‬
‫وكذلك تشري بعض الدراسات إىل أن ‪ %431‬من كمية األمطار تفقد نتيجة التبخر ويتوقع يف عام ‪60.2‬‬

‫(‪ )11‬د‪ /‬أسامة بـدير ود‪ /‬سـامي حممـود‪ :‬تـداعيات األزمـة املاليـة العامليـة علـى الغـذاء يف مصـر –(الواقـع والتحـدايت واآلفـاق املسـتقبلية)‪ -‬سلسـلة األرض والفـالح‪،‬‬
‫العدد ‪ ،41‬مار ‪ .6003‬ص‪.3 .‬‬
‫(‪ )12‬حممود األشرم‪ ،‬التنمية الزراعية املستدامة‪ -‬العوامل الفاعلة‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ -‬الطبعة ‪ ،6002 0‬ص‪.024‬‬
‫(‪ )13‬د‪ /‬أسامة بديرود‪ /‬سامي حممود‪ :‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫يكون عجز مائي يقدر بـ‪ 022‬مليار م‪ ،.‬كذلك مشكليت التلوث ويف دراسة أجرهتا خمابر بيانية أبن األمطار‬
‫احلمضية وتلوث اهلواء يقلال من إنتاج القمح واألرز بنسبة ‪ ،)14(%.0‬إضافة إىل مشكل امللوحة‪.‬‬

‫‪ -6‬مشكل اإلنتاج والتسويق‪ :‬تتس أبرز مالمح السياسات التسويقية الزراعية يف الدول العربية مبا يلي(‪:)15‬‬

‫‪ -0‬تتصف كثري من األجهزة التسويقية بعدم قدرهتا على تنظي األسواق مبا يتوافق مع مصاحل املتعاملني فيها‪.‬‬

‫‪ -6‬ال توجد صلة وثيقة بني قطاعات اإلنتاج والتوزيع واالستهالك‪ ،‬حيث ال تستطيع األجهزة التسويقية نقل رمبات‬
‫املستهلكني إىل القطاع اإلنتاجي‪.‬‬

‫‪ -.‬ال تقوم األجهزة التسويقية أبداء اخلدمات التسويقية بدرجة عالية من الكفاءة مما يؤدي إىل رفع تكلفتها وابلتايل‬
‫ارتفاع أسعار الغذاء‪ .‬أما اإلنتاج الزراعي فهو مري كاف لسد حاجيات االستهالك االي ومعدالت اإلنتاجية‬
‫الزراعية منخفضة‪ ،‬كما أن التسويق يعاين من عيوب كبرية كمستوى تدين املنتجات املعروفة يف األسواق ونقص‬
‫اخلدمات التسويقية ونقص البحوث التسويقية ودراسات األسواق والعجز يف الكفاءات يف جمال التسويق‪.‬‬

‫‪ -.‬مشكل اإلرشاد والبحث الزراعي‪ :‬تعترب هذه السياسة حلقة ربط بني األجهزة واملراكز البحثية واملنتجني املزارعني وقد‬
‫عملت الدول العربية على أتسيس معاهد للدراسة والبحث يف االقتصاد الزراعي ووضع برامج التدريب واإلرشاد‬
‫الزراعي‪ ،‬ولكنها مل حتقق هذه السياسة األهداف املرجوة اليت هتدف إىل تعلي وتوعية الفالح وهذا بسبب عدم‬
‫استقرار السياسات الزراعية مما يؤثر سلبا على عدم استقرار اإلرشاد الزراعي‪ ،‬كذلك االختالف والتفاوت بني‬
‫اإلرشاد والتطبيق والتنفيذ‪ ،‬وكذلك املشكل املايل‪ ،‬فالدول العربية ال تنفق إال نسبة ضئيلة موجهة للبحث‬
‫واإلرشاد الزراعي‪ .‬وعليه ظلت الدول العربية تتخبط يف دائرة التبعية الغذائية‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬أوضاع األمن الغذائي يف الوطن العريب قبل األزمة‬

‫يعترب تقرير البنك الدويل عن التنمية يف العامل ‪ 6001‬أن النمو الزراعي حاس األمهية ابلنسبة لألمن الغذائي‬
‫لألسر‪ ،‬بصورة خاصة ألنه يؤدي إىل زايدة دخل الفقراء ويعترب مصدرا من مصادر دخل املعيشة بنسبة حوايل ‪ %12‬من‬
‫سكان الريف(‪ ،)16‬مما ميكنه من حتسني مستوى معيشته ‪ ،‬وهلذا فالدول العربية ال تزال تعاين من مشكلة األمن‬
‫الغذائي‪ ،‬حيث أبرز أول تقرير للتنمية اإلنسانية العربية سنة ‪ 6000‬أن مشكلة األمن الغذائي العريب ترتبع على قمة‬
‫املشاكل يف الوطن العريب‪ ،‬واألرقام توضح أنه بعيد عن حتقيق أهداف األمن الغذائي واجلداول التالية تبني بعض املؤشرات‬
‫اليت تدل على ذلك‪:‬‬

‫(‪ )14‬حممود األشرم‪ :‬اقتصادايت املياه يف الوطن العريب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العريب‪ ،‬بريوت ‪ ،6000‬ص‪.0.3 .‬‬
‫(‪ )15‬أ‪ /‬صاحل العصفور‪ ،‬السياسات الزراعية‪ -‬جملة التنمية والسياسات االقتصادية‪ -‬العدد ‪ ،60‬سبتمرب ‪ 600.‬املعهد العريب للتخطيط‪ -‬الكويت‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫(‪ )16‬د‪ .‬هبة عجينة‪ ،‬تقرير التنمية الدولية عام ‪ ،6001‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.. .‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -1‬مسامهة الناتج الزراعي من الناتج احمللي اإلمجايل يف الوطن العريب ونصيب الفرد من الناتج الزراعي‪ :‬ال يزال‬
‫الناتج الزراعي يف الدول العربية ضعيفا مقارنة بدول العامل‪ ،‬فبالرم من االرتفاع الطفيف يف قيمته إال أنه مري‬
‫كاف للتخفيف من حدة األزمة الغذائية‪ ،‬فقد اخنفضت نسبة مسامهته يف قيمة الناتج االي اإلمجايل‪ ،‬حبيث بلغ‬
‫قيمته سنة ‪ 6002‬بـ‪ 2033‬مليار دوالر من الناتج االي اإلمجايل ابألسعار اجلارية مقابل ‪ 2232‬مليار دوالر‬
‫سنة ‪ 6004‬م مقابل ‪ 2632‬مليار دوالر سنة ‪ ،600.‬أي نسبة مسامهته من ‪ %13.‬إىل ‪ %232‬إىل‬
‫‪ ، %231‬وذلك لالرتفاع يف الطلب االستهالكي والنمو اهلائل يف عدد السكان فقد ارتفع سكان العامل العريب‬
‫من ‪ .04‬مليون سنة ‪ 6004‬إىل ‪ .02‬مليون سنة ‪ ،6002‬أدى هذا إىل أزمة مذائية مستمرة وخانقة طوال‬
‫السنتني مما جعلها تلجأ إىل االسترياد من اخلارج قصد تغطية الطلب الغذائي للسكان‪ ،‬وهذا ما جعل ابلقطاع‬
‫الزراعي حيتل مكانة اثنوية يف توفري االحتياجات الغذائية بعد املصادر اخلارجية وابلتايل تراجع مسامهته يف الناتج‬
‫االي اإلمجايل وابلتايل تراجع نصيب الفرد منه‪ ،‬واجلدول التايل يبني مسامهة القطاع الزراعي يف الناتج االي‬
‫اإلمجايل‪:‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :1‬مسامهة القطاع الزراعي يف الناتج احمللي اإلمجايل للدول العربية من ‪ ،50/50‬الوحدة‪،% :‬‬
‫مليون‪$‬‬

‫‪2550‬‬ ‫‪2552‬‬ ‫‪2552‬‬ ‫‪2552‬‬ ‫‪1550‬‬ ‫البيان‬

‫‪0022202‬‬ ‫‪120040‬‬ ‫‪2200.2‬‬ ‫‪224102‬‬ ‫‪422422‬‬ ‫الناتج االي اإلمجايل‬

‫‪20320‬‬ ‫‪22026‬‬ ‫‪26206‬‬ ‫‪22300‬‬ ‫‪42020‬‬ ‫الناتج الزراعي‬

‫‪%231‬‬ ‫‪%232‬‬ ‫‪%13.‬‬ ‫‪%132‬‬ ‫‪%332‬‬ ‫النسبة‬

‫املصدر‪ :‬التقرير السنوي للتنمية الزراعية للوطن العريب ‪ -6002‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‬

‫‪ -2‬نصيب الفرد من الناتج الزراعي‪ :‬يعترب دخل الفرد من العناصر الرئيسية ااددة ملستوى معيشة ومتوسط نصيب‬
‫الفرد من الغذاء‪ ،‬وتشري البياانت إىل أن املتوسط السنوي لدخل الفرد من إمجايل الناتج االي يف املنطقة العربية‬
‫قدر بنحو ‪ 6420‬دوالر سنة ‪ 6000‬وبنحو ‪ 6232‬سنة ‪ ،6006‬وهو يقل عن نصيب متوسط دخل الفرد‬
‫من الناتج االي على مستوى العامل الذي بلغ سنة ‪ 6000‬بـ‪ 2022‬دوالر وميثل ‪ %334‬فقط من متوسط‬
‫دخل الفرد يف الدول املتقدمة املرتفعة الدخل‪ ،‬وقيمة متوسط نصيب الفرد من إمجايل الناتج الزراعي سنة‬
‫‪ 600.‬بنحو ‪ 60031‬دوالر مث ارتفع إىل ‪ 66232‬دوالر سنة ‪ ،6002‬ويرجع هذا االرتفاع إىل متوسط‬
‫دخل الفرد اخلليجي واليت تتميز ابرتفاع مداخلها بفضل عائدات البرتول وقلة سكاهنا كالكويت وقطر الذي بلغ‬
‫نصيب الفرد من الناتج االي اإلمجايل سنة ‪ 600.‬تباعا ‪ 6.‬ألف دوالر و‪ 30‬ألف دوالر‪ ،‬وكذلك السعودية‬
‫‪011‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫واإلمارات فقد ارتفع من ‪ 22.‬دوالر سنة ‪ 600.‬للسعودية و‪ 4.0‬دوالر لإلمارات إىل ‪ 260‬دوالر و‪4.2‬‬
‫دوالر سنة ‪ 6002‬على التوايل‪ ،‬وهو ما يزيد عن متوسط نصيب الفرد من الناتج اإلمجايل العاملي(‪ ،)17‬وعليه‬
‫فال يزال نصيب الفرد من الناتج الزراعي يف الدول العربية ضعيفا مقارنة بنصيب الفرد يف العامل‪ ،‬إضافة إىل‬
‫االخنفاض املستمر يف استثمارات القطاع الزراعي من إمجايل االستثمارات فقد اخنفضت من ‪ %6434‬سنة‬
‫‪ 600.‬إىل ‪ %.320‬سنة ‪ 6004‬إىل ‪ %0334‬سنة ‪.)18(6002‬‬
‫‪ -2‬وضعية امليزان التجاري الفالحي العريب‪ :‬يعترب امليزان التجاري عموما أحد أه املؤشرات االقتصادية ألنه ميثل‬
‫احلصيلة النهائية للتجارة اخلارجية فهو يوضح مكان القوة والضعف يف األداء االقتصادي العام وأما امليزان‬
‫التجاري الفالحي فهو من األمهية مبكان الرتباطه ابلقضية احليوية وهي األمن الغذائي إذ يبني مدى اعتماد‬
‫االقتصاد على الذات يف إنتاج الغذاء أو اعتماده على اخلارج‪ .‬ويعاين امليزان التجاري الفالحي يف الوطن العريب‬
‫من العجز الدائ واملستمر رم اإلصالحات ال يت تظهر من حني آلخر يف معظ الدول العربية‪ ،‬هذا العجز‬
‫بشكل تدرجيي منذ مطلع األلفية نظرا ألن نسبة الصادرات الزراعية مل تتعد ‪ %.0‬من الواردات إال يف عام‬
‫‪ ، 6004‬وتعترب الدول العربية من الدول الرئيسية املستوردة للغذاء يف العامل‪ ،‬وهلا حصة هامة يف أسواق احلبوب‬
‫(‪)19‬‬
‫الدولية‪ ،‬إذ متثل الواردات من القمح ومشتقاته حوايل ‪ %6.‬من إمجايل واردات العامل‪ ،‬وأكثر من ‪%0132‬‬
‫من التجارة الدولية يف احلبوب اخلشنة‪ .‬وازدادت الواردات الزراعية خالل الفرتة ‪ 0332 -6006‬بنسبة‬
‫‪ %631‬أي من ‪ 64‬مليار إىل ‪ 63‬مليار ويف املقابل نسبة زايدة الصادرات الزراعية حوايل ‪ %.‬خالل نفس‬
‫الفرتة‪ ،‬وشهد عام ‪ 6004‬اخنفاضا يف كمية الصادرات ابملقارنة مع عام ‪ ،600.‬فاخنفض التصدير من حلوم‬
‫الدواجن ‪ .131‬ألف طن إىل ‪ .033‬ألف طن‪ ،‬واأللبان ومشتقاهتا من ‪ 130‬ألف طن إىل ‪ 100‬ألف طن‪،‬‬
‫والسكر املكرر من ‪ 434‬ألف طن إىل ‪ .3.‬ألف طن(‪.)20‬‬
‫‪ -2‬نسب االكتفاء الذايت الغذائي العريب‪ :‬أدى التفاوت بني الطلب على السلع الزراعية واإلنتاج الزراعي منها إىل‬
‫اخنفاض مستوايت االكتفاء الذايت لعدد من السلع الغذائية يف مقدمتها احلبوب والدقيق‪ ،‬إذ اخنفضت نسبة‬
‫االكتفاء الذايت للقمح يف عام ‪ 600.‬ابملقارنة مع عام ‪ 6006‬من ‪ %43.2‬إىل ‪ ،%4136‬والشعري من‬
‫‪ 4433‬إىل ‪ ،%.3‬والسكر من ‪ %..33‬إىل ‪ ،%.632‬واأللبان من ‪ %2133‬إىل ‪ ،%2134‬وابملقابل‬
‫حافظت بعض السلع على مستوايت مرتفعة من نسب االكتفاء مثل الفواكه واخلضروات والبيض‪ ،‬إذ تراوحت‬
‫بني ‪ %3236‬و‪ ،%3332‬كما حققت األمساك فائضا بنسبة ‪ ،%2‬وتدل نسب االكتفاء الذايت هذه على‬
‫العجز املستمر يف توفري الغذاء وخاصة يف السلع األساسية فإذا كانت نسبة االكتفاء الذايت من احلبوب يف‬

‫(‪ )17‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬التقرير السنوي للتنمية الزراعية يف الوطن العريب‪ ،6002 ،‬ص‪.2 .‬‬
‫(‪ )18‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )19‬بـريش عبـد القـادر‪ ،‬أسـباب فشـل السياسـات الزراعيـة العربيـة يف حتقيـق األمـن الغـذائي‪ ،‬مداخلـة يف امللتقـى الـدويل حـول التنميـة الريفيـة ورهـاانت حتقيـق األمــن‬
‫الغذائي ملواجهة حتدايت العوملة ‪ 6. -64‬أفريل ‪ ،6001‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )20‬بريش عبد القادر‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ .‬ص‪.20 .‬‬
‫‪010‬‬
‫جمملها يف متوسط سنوات ‪ 6000 -0332‬حوايل ‪ %4.332‬تقريبا فهي ارتفعت إىل ‪ 2236.‬ابملائة يف‬
‫سنة ‪ 6004‬وتبقى مجلة الشحوم والزيوت هي أدىن نسبة اكتفاء حيث ووصلت إىل حوايل ‪ %.030.‬فقط‬
‫أي اعتماد االقتصاد العريب الشبه كلي على اخلارج لتوفري الغذاء للمواطنني ابستثناء البطاطس واخلضر وكذلك‬
‫البيض واألمساك‪.‬‬
‫‪ -0‬مؤشر استخدام املكننة الزراعية‪ :‬أما استخدام املكنة الزراعية فإهنا تعكس الكفاءة التقنية للقطاع الزراعي معربا عنه‬
‫بعدد اجلرارات املستخدمة لكل ألف هكتار‪ ،‬وقدرت عدد اجلرارات املستخدمة يف الوطن العريب عام ‪6002‬‬
‫بنحو ‪ 20232‬ألف جرار تعادل ‪ %0312‬من عدد اجلرارات املستخدمة على مستوى العامل املقدرة بـ‪62312‬‬
‫مليون جرار يف نفس العام‪ ،‬ويقدر هذا املؤشر على املستوى العريب يف سنة ‪ 6002‬بنحو ‪ 236‬جرار‪ /‬ألف‬
‫هكتار ويعادل ‪ %40‬فقط من معدل االستخدام العاملي للجرارات واملقدر بـ‪ 01‬جرار‪ /‬ألف هكتار(‪ ،)21‬كما‬
‫ارتفع معدل استخدام املكننة عن املستوى العاملي يف مصر وسوراي ولبنان وفلسطني بني ‪ 03 -.0‬جرار‪ /‬ألف‬
‫هكتار ويزيد عن املتوسط العريب لكل من ليبيا واألردن وجيبويت والكويت واجلزائر بني ‪ 00 -02‬جرار‪ /‬ألف‬
‫هكتار‪ ،‬وينخفض عن املتوسط العريب يف كل من تونس والعراق واملغرب واليمن بني ‪ 4 -2‬جرار‪ /‬ألف هكتار‪،‬‬
‫وينخفض ألقل من ‪ 4‬جرار‪ /‬ألف هكتار يف ابقي الدول العربية‪ ،‬أما ابلنسبة الستخدام احلاصدات الزراعية‬
‫فيبلغ املعدل حوايل ‪ 031‬حاصدة‪ /‬ألف هكتار مبا يعادل ‪ %63‬من معدل االستخدام على املستوى‬
‫العاملي(‪،)22‬‬
‫‪ -6‬العاملة الزراعية يف الوطن العريب‪ :‬حسب التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية لسنة ‪ 6002‬يف الوطن‬
‫العريب أوضحت أن نسبة القوى العاملة الزراعية إىل إمجايل القوى العاملة مستمرة يف الرتاجع‪ ،‬حيث قدرت هذه‬
‫النسبة عام ‪ 6002‬يف الوطن العريب بنحو ‪ %.0320‬مقارنة بنحو ‪ %.0342‬عام ‪ ،6004‬كما تراجعت‬
‫على املستوى العاملي من حوايل ‪ %4.301‬عام ‪ 6004‬إىل حوايل ‪ %46322‬عام ‪ .6002‬وعلى مستوى‬
‫الدول العربية أن هذه النسبة تصل إىل حنو ‪ %20‬فأكثر يف جيبويت والصومال‪ ،‬بينما ترتاوح بني ‪-%20‬‬
‫‪ %40‬يف السودان‪ ،‬موريتانيا واملغرب‪ ،‬وتقدر بنحو ‪ %.632‬يف سلطنة عحمان‪ ،‬وحنو ‪ %.032‬يف اليمن‪،‬‬
‫و‪ %.030‬يف مصر‪ ،‬بينما ترتاجع هذه النسبة ألقل من ‪ %60‬يف ابقي الدول العربية لتصل أدانها وأبقل من‬
‫‪ %00‬يف ابقي دول اخلليج واألردن وليبيا ولبنان‪ .‬واجلدير ابلذكر أن تطور القطاع الزراعي ال يرتبط ابرتفاع‬
‫النسبة لو قارانها بنسبة العمالة الزراعية يف الدول املتقدمة كالوالايت املتحدة األمريكية وأملانيا وفرنسا اليت كانت‬
‫جد متدنية وهي على الرتتيب ‪ %63.‬و‪ %.32‬و‪ %436‬علما أن اإلنتاج الزراعي قد بلغ مستوايت عالية‬
‫جدا يف هه الدول‪ ،‬فالعامل الرئيسي يف مدى ارتفاع اإلنتاجية الزراعية هو التقدم التقين املستعمل يف القطاع‬

‫(‪ )21‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬التقرير السنوي للتنمية الزراعية يف الوطن العريب‪ ،6002 ،‬ص‪.00 .‬‬
‫(‪ )22‬راب ح محدي ابشا وبوفامة‪ :‬إشكالية األمن الغذائي العريب يف ظل التحوالت االقتصادية العاملية‪ ،‬مداخلة يف امللتقى الدويل حول التنمية الريفية ورهاانت حتقيق‬
‫األمن الغذائي ملواجهة حتدايت العوملة ‪ 6. -64‬أفريل ‪ ،6001‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪011‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫الزراعي الذي أدى إىل حترير أعدادا هائلة من العاملني يف الزراعة يف الوقت الذي حتققت فيه زايدات معتربة يف‬
‫اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وهذا عك س ما هو موجود يف الوطن العريب الذي يتميز ابخنفاض يف مستوى إنتاجية العامل مما‬
‫أدى إىل اخنفاض يف اإلنتاج الزراعي وعدم تلبية احلاجات الغذائية للسكان‪ ،‬وهذا مما أدى إىل ارتفاع نسبة‬
‫السكان املعرضني لسوء التغذية‪ ،‬ويف املقابل يشري تقرير التنمية اإلنسانية العربية لعام(‪ 6003 )23‬أن مشكلة‬
‫البطالة تعترب املصدر الرئيسي النعدام أمن اإلنسان العريب اقتصاداي‪ ،‬فاجلزائر ‪ %42‬والعراق ‪ %42‬وموريتانيا‬
‫‪ %44‬والصومال ‪ %4.‬والسودان ‪ %40‬من أكثر الدول ذات معدالت بطالة عالية من الشباب للفرتة‬
‫‪ 6002 -6002‬منها نسبة مرتفعة لإلانث تقدر ‪ %.036‬مقابل ‪ %62‬للذكور لسنة ‪.6002‬‬
‫‪ -7‬نسبة السكان املعرضني للجوع وسوء التغذية‪ :‬ال تزال الدول العربية تعاين من سوء التغذية للسكان‪ ،‬فهي متثل‬
‫‪ %00‬من سكان الدول العربية (‪ 6232‬مليون) حسب إحصائيات منظمة الفاو لعام ‪ 0.( 6001‬دولة‬
‫عربية ال تشمل العراق والصومال) ويرتكز معظمه يف السودان (‪ 1‬ماليني) وقد تزايد عدد اجلياع عربيا بـ‪232‬‬
‫مليون بني ‪ 30 -36‬و‪ 06 -06‬لكنها من خالل اجلهود بدأت يف الرتاجع مبعدالت بطيئة نسبيا وخاصة‬
‫خالل الفرتة ‪ )24(30 -04‬ولكن مقارنة بدول العامل هناك فرق شاسع فنجد أهنا تراجعت النسبة من ‪%60‬‬
‫يف بدابة التسعينات لتصل إىل ‪ %02‬مع بداية األلفية الثالثة‪ ،‬ولكنها تباينت فيما بينها فاتسمت ابالستقرار‬
‫أحياان وابلرتاجع البطيء أحياان أخرى كاجلزائر بني ‪ %2 -4‬والسعودية ‪ %4‬ومصر ‪ ،%4 -.‬وجند أقصى‬
‫نسبة ابلصومال بـ‪ %20‬من السكان املعرضني لسوء التغذية‪ ،‬وكذلك اليمن بـ‪ %.2‬للفرتة ‪،6000 -6004‬‬
‫وتصل إىل حنو ‪ %00‬يف ابقي الدول العربية(‪.)25‬‬
‫‪ -8‬نسبة السكان حتت خط الفقر القومي‪ :‬يشري تقرير التنمية اإلنسانية العربية لعام ‪ 6003‬أن ‪ %603.2‬من‬
‫سكان العرب يعيشون حتت خط الفقر الدويل لعام ‪ )26(6002‬مقارنة بـ‪ %.6‬سنة ‪ ،0310‬وهذا ابلنسبة‬
‫إىل األردن وتونس وجيبويت ومصر واملغرب واليمن اليت متثل سكاهنا ‪ %2.‬من جمموع سكان الدول العربية اليت‬
‫ال يدور فيها النزاع‪ ،‬أي ‪ .432‬مليون عريب يعيشون حتت خط الفقر الدويل واجلدول التايل يبني ذلك‪:‬‬

‫(‪ )23‬ب ـرانمج األم ـ املتحــدة اإلمنــائي واملك تــب اإلقليمــي للــدول العربيــة‪ ،‬تقريــر التنميــة اإلنســانية العربيــة‪ ،‬حتــدايت أمــن اإلنســان يف البلــدان العربيــة‪ ،6003 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.000‬‬
‫(‪ )24‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.002 .‬‬
‫(‪ )25‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬تقرير األوضاع األمن الغذائي سنة ‪ ،6002‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )26‬حيدد مستوى الفقر الدويل بدوالرين املعتمد من طرف البنك الدويل‪ .‬ص‪ 00.‬من تقرير التنمية اإلنسانية العربية ‪.6003‬‬
‫‪011‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :2‬مدى الفقر قياساً خلط الفقر الوطين (‪ 5‬بلدان عربية ‪)2555 -2556‬‬
‫عدد الفقراء ابملليون‬ ‫السكان ابملليون‬ ‫نسبة الفقر‬ ‫سنة املسح‬ ‫الدولة‬

‫‪63310‬‬ ‫‪26310‬‬ ‫‪4033.‬‬ ‫‪6004/6002‬‬ ‫مصر‬

‫‪2320‬‬ ‫‪013.0‬‬ ‫‪.0300‬‬ ‫‪600./6004‬‬ ‫سوراي‬

‫‪0300‬‬ ‫‪4300‬‬ ‫‪61320‬‬ ‫‪6004/6002‬‬ ‫لبنان‬

‫‪0320‬‬ ‫‪2320‬‬ ‫‪003..‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫األردن‬

‫‪003.0‬‬ ‫‪61340‬‬ ‫‪.3322‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫املغرب‬

‫‪63.0‬‬ ‫‪3322‬‬ ‫‪6.322‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫تونس‬

‫‪20320‬‬ ‫‪0.1322‬‬ ‫‪.2326‬‬ ‫‪///‬‬ ‫بلدان متوسطة الدخل‬

‫‪06320‬‬ ‫‪60300‬‬ ‫‪23332‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫اليمن‬

‫‪0340‬‬ ‫‪0322‬‬ ‫‪26320‬‬ ‫‪6006‬‬ ‫جيبويت‬

‫‪03.0‬‬ ‫‪6320‬‬ ‫‪2.332‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫موريتانيا‬

‫‪04340‬‬ ‫‪643.2‬‬ ‫‪2.332‬‬ ‫‪///‬‬ ‫بلدان منخفضة الدخل‬

‫‪22300‬‬ ‫‪026336‬‬ ‫‪.3330‬‬ ‫‪///‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫املصدر‪ :‬البنك الدويل ‪ ،6001‬نقال عن تقرير التنمية اإلنسانية العربية ‪ ،6003‬ص‪004‬‬

‫اثلثاً‪ :‬أسباب حدوث األزمة الغذائية العاملية‬

‫مع بداية عام ‪ 6001‬ارتفعت أسعار الغذاء يف السوق العاملية ارتفاعا حادا ألسباب عدة منها‪:‬‬

‫‪ -0‬اجتاه الدول الكربى املنتجة للحبوب إىل استخراج مادة اإليثانول منها للحد من اعتمادها املفرط على واردات‬
‫الطاقة‪ ،‬واجتاه أسعار األخرية إىل االرتفاع املذهل الذي تعدى حاجز ‪ 060‬دوالر‪.‬‬

‫‪ -6‬اجتاه الدول الكربى املسئولة عن النسبة األكرب من انبعاث الغاز يف اجلو وهو ما يعرف ابلوقود احليوي‪.‬‬

‫‪019‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫‪ -.‬نقص إنتاج احلبوب أربعة مواس متتالية بسبب عوامل بيئية ومناخية منها انتشار مناخ الصحراء‪ ،‬نقص‬
‫املخزوانت اجلوفية ومنسوب املاء اجلاري‪ ،‬وارتفاع درجة حرارة الكوكب مبا أثر يف اإلنتاج الغذائي منذ عام‬
‫‪ 600.‬والسيما يف أورواب واهلند‪.‬‬

‫‪ -4‬القيود اليت تضعها الدول الكربى املصدرة للحبوب على صادرات احلبوب مثل كندا وأسرتاليا واالحتاد األورويب‬
‫وروسيا‪ ،‬وذلك خالل مواس ‪ 6002 -6000‬بسبب نقص اإلنتاج بفعل عوامل املناخ‪.‬‬

‫‪ -2‬زايدة أسعار البرتول اليت أدت إىل ارتفاع أسعار األمسدة ابعتبارها منتج كثيف الستخدام الطاقة‪.‬‬

‫‪ -2‬زايدة سكان العامل مبعدل يصل إىل ‪ 24‬مليون سنواي(‪ )27‬وهو ما يضع عبئا إضافيا على إطعام اجلياع والفقراء‪.‬‬

‫‪ -2‬نقص إنتاج احلبوب خالل عام ‪ 6000‬األمر الذي دعا الدول املصدرة إىل زايدة أسعارها‪.‬‬

‫‪ -1‬لقد تعدت أسعار القمح واألرز مستوايت عاملية تذكران أبزمة الغذاء العاملية يف مطلع السبعينات وجن عن ذلك‬
‫عدد من تظاهرات اجلياع يف بوركينافاسو والسينغال وموريتانيا ويتوقع أن يصبح الطعام خارج حدود القدرة‬
‫الشرائية للفقراء‪ ،‬وهو ما ينذر مشاكل خطرية وخاصة إذا عرفنا أن ما يقارب ‪ 142‬مليون إنسان أيوون إىل‬
‫فراشه ببطون خاوية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬آاثر األزمة الغذائية على األمن الغذائي العريب‬

‫‪ -1‬تطور إنتاج جمموعات السلع الغذائية الرئيسية يف الوطن العريب خالل ‪2557 -2555‬‬

‫تشكل جمموعة احلبوب ال غذائية أبنواعها املختلفة أه مكوانت سلة الغذاء ابلوطن العريب‪ ،‬وتض هذه اجملموعة‬
‫القمح‪ ،‬الذرة الشامية‪ ،‬األرز‪ ،‬الشعري والذرة الرفيعة‪ ،‬ويوضح اجلدول رق ‪ .‬أن اإلنتاج العريب من جمموعة احلبوب قد‬
‫شهد تراجعا ملحوظا بني عامي ‪ ،6002 -6001‬حيث اخنفض اإلنتاج من حوايل ‪ 43322‬مليون طن عام ‪6002‬‬
‫إىل حنو ‪ 42321‬مليون طن عام ‪ 6001‬ابخنفاض قدر بنحو ‪ ،%236‬ويرجع ذلك أساسا إىل موجة اجلفاف وعدم‬
‫انتظام معدالت األمطار خالل املوس ‪ ،‬واليت أثرت بشدة على اإلنتاج الزراعي يف العديد من الدول العربية كما هو احلال‬
‫يف س وراي واليت تعترب إحدى الدول العربية الرئيسة املنتجة جملموعة احلبوب يف املنطقة‪ ،‬إضافة إىل الظروف املناخية مري‬
‫املالئمة اليت تعرضت هلا دول املغرب العريب خاصة املغرب واجلزائر‪ ،‬وكذلك نتيجة الخنفاض اإلمدادات بسبب اجلفاف‬
‫يف االحتاد الروسي ودرجات احلرارة املرتفعة ومزارة هطول األمطار يف الوالايت املتحدة األمريكية كما أنه فيما بني عامي‬
‫‪ 6002 -6001‬تراجع إنتاج جمموعة البقوليات من حوايل ‪ 03.‬مليون طن إىل حوايل ‪ 0304‬مليون طن وبنسبة‬
‫‪ ،%0032‬مث حتسن اإلنتاج ليصل إىل حنو ‪ 0344‬مليون طن عام ‪ 6003‬أي ارتفاع قدر بنحو ‪ %6232‬عن العام‬

‫(‪ )27‬حممد مسري مصطفى‪ :‬األمن الغذائي العريب واألزمة الغذائية‪ -‬خسائر الواقع وحلول املستقبل‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،6000 ،26‬ص‪.0.1‬‬
‫‪019‬‬
‫‪ 601‬وحنو ‪ %0032‬عن العام ‪ ،6002‬وميثل اإلنتاج العريب من هذه اجملموعة حنو ‪ %033‬من اإلنتاج العاملي املقدر‬
‫عام ‪ 6001‬بنحو ‪ 20‬مليون طن‪ ،‬أما اإلنتاج من السكر املكرر فقد شهد حتسنا نسبيا حيث ارتفع من حنو ‪6313‬‬
‫مليون طن عام ‪ 6002‬إىل حنو ‪ 6330‬مليون طن عام ‪ 6001‬مث واصل ارتفاعه إىل حنو ‪ 6333‬مليون طن عام‬
‫‪ 6003‬ابرتفاع نسيب بلغ حنو ‪ %.‬عن العام ‪ ،6001‬وميثل اإلنتاج العريب من السكر املكرر حنو ‪ %636‬من اإلنتاج‬
‫العاملي واملقدر بنحو ‪ 0.6‬طن عام ‪ .6001‬أما ابلنسبة إىل حمصول البطاطا فقد شهد اإلنتاج العريب حتسنا ملحوظا‬
‫بني عامي ‪ 6002 -6001‬بنحو ‪ %01‬من حوايل ‪ 33.2‬مليون طن إىل حوايل ‪ 00302‬مليون طن‪ ،‬وشهد العام‬
‫‪ 6003‬تواصل ارتفاع إنتاج البطاطا بنسبة ‪ %.32‬ليحقق حنو ‪ 00342‬مليون طن متثل حنو ‪ %230‬من اإلنتاج العاملي‬
‫من هذه اجملموعة املقدر يف نفس العام بنحو ‪ 200‬مليون طن‪ ،‬وارتفع أيضا اإلنتاج العريب من جمموعة حماصيل الفاكهة‬
‫بني عامي ‪ 6002 -6001‬بنحو ‪ %232‬من حوايل ‪ 613.‬مليون طن إىل حوايل ‪ 6333‬مليون طن‪ ،‬وتواصل ارتفاع‬
‫إنتاج حماصيل الفاكهة عام ‪ 6003‬ليحقق حنو ‪ .03.‬مليون طن ابرتفاع نسيب قدر بنحو ‪ %433‬وميثل اإلنتاج العريب‬
‫من حماصيل الفاكهة حنو ‪ %236‬من اإلنتاج العاملي من هذه اجملموعة املقدر بنحو ‪ 226‬مليون طن‪ ،‬أما اإلنتاج العريب‬
‫من مجلة الزيوت النباتية فقد شهد ارتفاعا نسبيا بني عامي ‪ 6002 -6001‬حيث ارتفع اإلنتاج من حنو ‪ 0320‬مليون‬
‫طن عام ‪ 6002‬إىل حنو ‪ 0323‬مليون طن عام ‪6001‬م بنسبة ارتفاع بلغت حنو ‪ %0030‬مث تراجع اإلنتاج يف العام‬
‫‪6003‬م إىل حنو ‪ 0322‬مليون طن ابخنفاض نسيب بلغ حنو ‪ ،%232‬كما أن إنتاج جمموعة اللحوم قد شهد حتسنا‬
‫نسبيا خالل الفرتة ‪ ،6002 -6003‬حيث ارتفع اإلنتاج من ‪ 2362‬مليون طن إىل حنو ‪ 234.‬مليون طن عام‬
‫‪ 6001‬ابلنسبة إىل اللحوم احلمراء وحلوم الدواجن‪ ،‬كما أن استمرار اإلنتاج العريب من جمموعة األلبان ومنتجاهتا يف‬
‫االرتفاع‪ ،‬حيث إن هذه الصناعة ما زالت تشهد تطورا مستمرا يف املنطقة العربية‪ ،‬وقد ارتفع حج املنتج منها من حنو‬
‫‪ %6432‬مليون طن عام ‪ 6002‬إىل حوايل ‪ 62303‬مليون طن عام ‪ 6001‬بنسبة زايدة قدرها حوايل ‪ ،%634‬مث‬
‫إىل حنو ‪ 62360‬مليون طن عام ‪ ،6003‬وميثل اإلنتاج العريب من األلبان ومنتجاهتا حوايل ‪ %.32‬من اإلنتاج العاملي‬
‫واملقدر عام ‪ 6001‬بنحو ‪ 234‬مليون طن‪ ،‬وبلغ اإلنتاج العريب من جمموعة األمساك عام ‪ 6001‬حوايل ‪ .311‬مليون‬
‫طن بزايدة حنو ‪ %132‬عن العام ‪ ،6002‬وقدر اإلنتاج بنحو ‪ .33.‬مليون طن يف العام ‪ 6003‬وبنسبة ارتفاع بلغت‬
‫حنو ‪ %03.‬يعادل اإلنتاج العريب من األمساك حنو ‪ %63.2‬فقط من حج الناتج العاملي املقدر عام ‪ 6001‬بنحو‬
‫‪ 022‬مليون‪ ،‬ويوضح اجلدول رق ‪ .‬تطور اإلنتاج العريب من هذه اجملموعات السلعية خالل الفرتة ‪.6002 -6003‬‬

‫‪019‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫اجلدول رقم ‪ :52‬إنتاج جمموعات السلع الغذائية الرئيسية خالل ‪ 2557 -2555‬الكمية ألف طن‪% ،‬‬

‫التغري بني ‪)%( 01 -03‬‬ ‫التغري بني ‪)%( 02/01‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫‪6001‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫اجملموعة السلعية‬

‫‪0231‬‬ ‫‪236-‬‬ ‫‪2432230. 42223320 43223322‬‬ ‫جمموعة احلبوب‬

‫‪62.2‬‬ ‫‪0032-‬‬ ‫‪6211236. 60426322 6612030.‬‬ ‫القمح‬

‫‪6232‬‬ ‫‪0032-‬‬ ‫‪04.1320‬‬ ‫‪0044310‬‬ ‫‪0632302‬‬ ‫البقوليات‬

‫‪.32‬‬ ‫‪0136‬‬ ‫‪0042.326 00021364 3.22330‬‬ ‫البطاطا‬

‫‪633‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪2.02031. 20224306 41002322‬‬ ‫اخلضر‬

‫‪433‬‬ ‫‪232‬‬ ‫‪.0.40360 6312.300 61.06322‬‬ ‫الفواكه‬

‫‪.32‬‬ ‫‪034‬‬ ‫‪633236‬‬ ‫‪630231.‬‬ ‫‪6134302‬‬ ‫السكر املكرر‬

‫‪232-‬‬ ‫‪0030‬‬ ‫‪0220312‬‬ ‫‪02123.2‬‬ ‫‪026032‬‬ ‫الزيوت النباتية‬

‫‪030‬‬ ‫‪634‬‬ ‫‪62602322 6201232. 64232363‬‬ ‫األلبان ومشتقاهتا‬

‫‪632‬‬ ‫‪636‬‬ ‫‪2264304‬‬ ‫‪2462300‬‬ ‫‪26243.0‬‬ ‫مجلة اللحوم‬

‫‪03.‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪.3..30.‬‬ ‫‪.11.336‬‬ ‫‪.21032.‬‬ ‫األمساك‬

‫املصدر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬الكتاب السنوي لإلحصاءات الزراعية العربية‪ ،‬اجمللد ‪،63 ،6003‬‬
‫ص‪3-‬‬
‫(‪)28‬‬
‫‪-2‬أ‪ -‬تطور نسب االكتفاء الذايت والفجوة ألهم السلع الغذائية يف الوطن العريب‬

‫على الرم مما حيققه الوطن العريب من درجات عالية من االكتفاء الذايت يف العديد من السلع الغذائية‪ ،‬وعلى‬
‫الرم مما حيققه البعض منها من فوائض تصديرية‪ ،‬إال أن إنتاج الوطن العريب من احلبوب والبذور الزيتية والسكر يقل كثريا‬
‫عن حج االحتياجات االستهالكية‪ ،‬ولذلك تتدىن معدالت االكتفاء الذايت منها على املستوى العام ابلوطن العريب‪.‬‬
‫وتتفاوت درجات حتقيق االكتفاء الذايت فيما بني السلع الرئيسية يف الوطن وميكن تقسي جمموعات السلع الغذائية‬
‫الرئيسية إىل ثالث جمموعات وفقا ملستوى االكتفاء الذايت لكل منها‪ ،‬فهناك جمموعة قد حققت نسب اكتفاء ذايت‬

‫(‪ )28‬ا ملنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬الكتاب السنوي لإلحصاءات الزراعية العربية‪ ،‬اجمللد ‪ ،6003 ،63‬ص‪.46 .‬‬
‫‪019‬‬
‫مرتفعة لكل من األمساك بنحو ‪ ،%00233‬وجمموعة اخلضروات حنو ‪ %00036‬منها البطاطا بنحو ‪،%00033‬‬
‫حيث حققت فائضا تصديراي يف كميتها‪ ،‬على الرم من حتقيقها عجزا يف القيمة وذلك لالرتفاع النسيب ألسعار واردات‬
‫الوطن العريب منها مقارنة أبسعار صادراته منها‪ ،‬والفاكهة حنو ‪ ،%3232‬يف حني حققت نسب اكتفاء ذايت مقبولة لكل‬
‫من اللحوم بنحو ‪ %1236‬للحوم احلمراء و‪ %2432‬للدواجن‪ ،‬واأللبان ومشتقاهتا بنحو ‪ ،%2132‬والبقوليات بنحو‬
‫‪ %2636‬عام ‪ ،6003‬وأخريا حقق نسب اكتفاء ذايت متدنية لكل من القمح والدقيق بنحو ‪ %433.2‬وجمموعة‬
‫احلبوب والسكر املكرر حنو ‪ %6232‬والزيوت النباتية بنحو ‪ .%.630‬والشكل التايل يوضح ذلك‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :1‬معدالت االكتفاء الذايت جملموعات سلع الغذاء الرئيسة يف الوطن العريب عام ‪2555‬م‬

‫املصدر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬نفس املصدر السابق‪ ،‬ص‪.4. .‬‬

‫ب‪ -‬قيمة فجوة السلع الغذائية الرئيسة‬

‫تعترب مشكلة الغذاء من أه املشاكل الرئيسة اليت تواجه البنيان االقتصادي الزراعي العريب‪ ،‬وهي انجتة عن عدم‬
‫التوازن بني املعروض من بعض السلع الغذائية الرئيسة والطلب عليه‪ ،‬وقد أدى ذلك إىل وجود فجوة مذائية خاصة يف‬
‫جمموعات السلع الغذائية الرئيسة خالل الفرتة ‪ ،6002 -6003‬وقد أتثرت قيمة الفجوة التجارية من جمموعات سلع‬
‫الغذاء الرئيسة خالل الفرتة ‪ 6002 -6003‬ابالرتفاع احلاد يف أسعار السلع الغذائية اليت شهدهتا األسواق العاملية‬
‫وخباصة يف عام ‪ ،6001‬حيث ارتفعت قيمة هذه الفجوة من حوايل ‪ 64330‬مليار دوالر عام ‪ 6002‬إىل حوايل‬
‫‪ 63312‬مليار دوالر عام ‪ 6001‬بزايدة نسبية قدرت بنحو ‪ ،%0333‬مث تراجعت قليال إىل حنو ‪ 62324‬مليار دوالر‬
‫عام ‪ 6003‬ابخنفاض نسيب قدر بنحو ‪ %231‬عما كانت عليه عام ‪ 6001‬وقد سامهت أن جمموعة احلبوب وحدها‬
‫عام ‪ 6003‬حبوايل ‪ %2.‬من قيمة الفجوة الكلية جملموعات سلع الغذاء الرئيسة ذات العجز التجاري‪ .‬وتشكل قيمة‬

‫‪019‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫العجز التجاري للقمح ودقيقه حنو ‪ %2.3.‬من قيمة العجز التجاري الكلي جملموعة حماصيل احلبوب‪ ،‬وحنو ‪%6134‬‬
‫من قيمة الفجوة الكلية للسلع الغذائية الرئيسة‪ .‬ويلي القمح من حيث قيمة الفجوة التجارية يف هذه اجملموعة‪ ،‬وأييت كل‬
‫من السكر املكرر والزيوت النباتية‪ ،‬حيث تساه بنحو ‪ %332‬و‪ %13.‬من القيمة الكلية لفجو جمموعات سلع العجز‬
‫التجاري على الرتتيب‪ ،‬وترتاجع هذه املسامهة ألقل من ‪ %6‬جملموعات الفاكهة والبقوليات والبطاطا حيث تساه يف‬
‫قيمة الفجوة الكلية لسلع العجز الغذائي بنحو ‪ %03.‬للبقوليات وحنو ‪ %034‬للفاكهة وحنو ‪ %032‬للبطاطا‪ ،‬وتعترب‬
‫جمموعتا اخلضر واألمساك –اجملموعتان الوحيداتن‪ -‬من جمموعات السلع الغذائية الرئيسة اليت حتقق فائضا جتاراي تصديراي‬
‫يقدر بنحو ‪ .3.‬مليون دوالر يف عام ‪ ، 6003‬وتقدر مسامهتهما يف القيمة الكلية هلذا الفائض عام ‪ 6003‬بنحو‬
‫‪ %21312‬جملموعة األمساك‪ ،‬وحنو ‪ %4.304‬جملموعة اخلضر‪.‬‬

‫وحتقق اجملموعات الغذائية من املنتجات احليوانية عجزا جتاراي مستمرا‪ ،‬حيث تساه قيمة الفجوة التجارية من‬
‫اللحوم احلمراء بنحو ‪ ،%233‬والفجوة التجارية من حلوم الدواجن بنحو ‪ %431‬وذلك من القيمة الكلية للفجوة‬
‫التجارية من السلع الغذائية الرئيسة اليت حتقق عجزا جتاراي‪ .‬هذا ابإلضافة إىل جمموعة األلبان ومنتجاهتا اليت تساه وحدها‬
‫بنحو ‪ %0433‬من القيمة الكلية للفجوة التجارية لل سلع الغذائية‪ ،‬وهي بذلك أتيت يف املرتبة الثانية بعد جمموعة احلبوب‬
‫والدقيق من حيث مسامهتها يف قيمة الفجوة الكلية‪ .‬والشكل رق ‪ 06‬واجلدول رق ‪ 04‬التاليني يبينان ذلك‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪ :2‬التوزيع النسيب ملسامهة بعض جممعات السلع الغذائية يف القيمة اإلمجالية للفجوة التجارية‬
‫جملموعات سلع الغذاء الرئيسة يف الوطن العريب عام ‪2555‬‬

‫املصدر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬نفس املصدر السابق‪ ،‬ص‪46‬‬

‫‪014‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :52‬مسامهة السلع الغذائية الرئيسية يف قيمة الفجوة الغذائية ويف نسب العجز خالل ‪-2555‬‬
‫‪2557‬‬
‫املسامهة يف قيمة العجز ‪%‬‬ ‫قيمة العجز‪ /‬مليون دوالر‬ ‫اجملموعات السلعية‬

‫‪6003‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫سلع العجز‬

‫‪2.30‬‬ ‫‪2633‬‬ ‫‪02.4130‬‬ ‫‪0420232‬‬ ‫جمموعة احلبوب‬

‫‪6134‬‬ ‫‪6230‬‬ ‫‪12223.‬‬ ‫‪2.343.‬‬ ‫منها القمح والدقيق‬

‫‪03.‬‬ ‫‪03.‬‬ ‫‪40631‬‬ ‫‪.2330‬‬ ‫البقوليات‬

‫‪032‬‬ ‫‪033‬‬ ‫‪02032‬‬ ‫‪62431‬‬ ‫البطاطا‬

‫‪034‬‬ ‫‪032‬‬ ‫‪40231‬‬ ‫‪4.130‬‬ ‫الفواكه‬

‫‪332‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪63.630‬‬ ‫‪626032‬‬ ‫السكر املكرر‬

‫‪13.‬‬ ‫‪231‬‬ ‫‪624332‬‬ ‫‪012634‬‬ ‫الزيوت النباتية‬

‫‪0433‬‬ ‫‪023.‬‬ ‫‪421033‬‬ ‫‪46003.‬‬ ‫األلبان ومشتقاهتا‬

‫‪0032‬‬ ‫‪0033‬‬ ‫‪.61631‬‬ ‫‪632336‬‬ ‫مجلة اللحوم‬

‫‪4.30‬‬ ‫‪030‬‬ ‫‪040436‬‬ ‫‪004232‬‬ ‫سلع الفائض‪ :‬اخلضر‬

‫‪2233‬‬ ‫‪030-‬‬ ‫‪012430‬‬ ‫‪042231‬‬ ‫األمساك‬

‫املصدر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬نفس املصدر السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪ -2‬وضعية امليزان التجاري للسلع الغذائية‬

‫أتثرت التجارة اخلارجية العربية من جمموعات السلع الغذائية الرئيسة مبجمل هذه األوضاع‪ ،‬حيث ارتفعت قيمتها‬
‫(الصادرات والواردات) من حنو ‪ 44361‬مليار دوالر عام ‪ 6002‬إىل حنو ‪ 20340‬مليار دوالر عام ‪ 6001‬بزايدة‬
‫تقدر بنحو ‪ ،%0.33‬مث ارتفعت إىل حنو ‪ 20322‬مليار دوالر عام ‪ 6003‬بنسبة ارتفاع قدرت بنحو أقل من ‪%0‬‬
‫ويوضح اجلدول رق ‪ 02‬ارتفاع قيمة الصادرات العربية من حنو ‪ 3321‬مليار دوالر عام ‪ 6002‬إىل ‪ 00362‬مليار‬
‫دوالر عام ‪ 6001‬بنسبة ارتفاع بلغت حنو ‪ %230‬مث ‪ 0032‬مليار دوالر عام ‪ 6003‬بنسبة ارتفاع بلغت حنو ‪،%06‬‬
‫أما يف جانب الواردات فقد ارتفعت القيمة من حنو ‪ .4323‬مليار دوالر عام ‪ 6002‬إىل حنو ‪ 40304‬مليار دوالر‬
‫‪001‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫عام ‪ 6001‬بنسبة ارتفاع بلغت حنو ‪ ،%0233‬مث اخنفضت عام ‪ 6003‬إىل حنو ‪ .3304‬مليار دوالر بنسبة اخنفاض‬
‫بلغت حنو ‪ .%632‬ونالح أن العجز يف امليزان اجلاري دائما يف استمرارية يف العجز مع االرتفاع يف الواردات الغذائية‬
‫نظرا للعجز يف اإلنتاج الفالحي مع الطلب املتزايد من السكان‪.‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :0‬وضعية امليزان التجاري الزراعي خالل ‪2557 -2555‬‬

‫التغري بني ‪58 -55‬‬


‫التغري بني ‪)%( 57/58‬‬ ‫‪2555‬‬ ‫‪2558‬‬ ‫‪2557‬‬ ‫اجملموعة السلعية‬
‫(‪)%‬‬

‫‪0630‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪00202‬‬ ‫‪00622‬‬ ‫‪3212‬‬ ‫الصادرات‬

‫‪632-‬‬ ‫‪0233‬‬ ‫‪.3042‬‬ ‫‪400.2‬‬ ‫‪.4234‬‬ ‫الواردات‬

‫‪0432‬‬ ‫‪331-‬‬ ‫‪62246-‬‬ ‫‪63126-‬‬ ‫‪64303-‬‬ ‫امليزان التجاري‬

‫املصدر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬نفس املصدر السابق‪ ،‬ص‪.04 .‬‬

‫آاثرها على مشكلة البطالة‪ :‬تعاين أملب الدول العربية من ارتفاع معدالت البطالة مقارنة بدول العامل‪ ،‬وتشري‬
‫آخر اإلحصائيات ملنظمة العمل الدولية أن متوسط معدل البطالة لسنة ‪ 6001‬يف الشرق األوسط ومشال إفريقيا‬
‫‪ )MENA‬بلغ ‪ %332‬مقارنة بـ‪ %233‬يف العامل وهو املعدل األعلى ما بني دول العامل ابستثناء دول التعاون اخلليجي‬
‫الذي بلغ فيه متوسط املعدل خالل الفرتة ‪ 0330 -6002‬إىل ‪ %2‬بينما وصل إىل ‪ %02‬يف الدول العربية ذات‬
‫الدخل املتوسط‪ ،‬أما الدول العربية ذات الدخل املنخفض فقد وصل إىل ‪ ،)29(%0032‬وتشري نفس اإلحصائيات أنه‬
‫وصل معدل بطالة الشباب إىل ‪ %66‬منها ‪ %03‬ذكور مقابل ‪ %61‬إانث‪ ،‬وتتباين إحصائيات معدالت البطالة بني‬
‫الرمسية ومري الرمسية كما هو موجود يف العديد من الدول العربية(‪ ،)30‬ومعظمها من فئة الشباب الذي بلغ سنة ‪6001‬‬
‫نسبة ‪ %66‬وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة ابلعامل‪ ،‬الفتيات أكثر عرضة للبطالة‪ ،‬واجلدول رق ‪ 02‬يبني ذلك‪ ،‬وهذا ما‬
‫يعكس مدى فشل عملية التنمية وهشاشة السياسات التنموية اليت تبنتها هذه الدول خاصة منها السياسات الزراعية‬
‫املنتهجة واليت فشلت إىل حد ما يف امتصاص البطالة املتفشية يف فئة الشباب‪ ،‬وهذا العتبار أن القطاع الزراعي العريب‬
‫يتميز ابخنفاض يف مستوايت الدخول عكس القطاعات األخرى اليت تتميز ابرتفاعها‪ .‬وقد سجل االقتصاد العريب خالل‬
‫الفرتة ‪ 6001 -6004‬معدل منو قدره ‪ %23.‬ومعدل منو قوة العمل قدره ‪ %.32‬سنواي‪ ،‬واستنادا هلذه املعطيات‬

‫(‪ )29‬بلقاس العبا ‪ :‬حول صيامة إشكالية البطالة يف الدول العربية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬املعهد العريب للخطيط‪ ،‬العدد ‪ ،6000 ،31‬ص‪.6 .‬‬
‫(‪ )30‬ختتلـف التقــديرات يف بعــض الــدول مــا بــني التقــديرات الرمسيـة ومــري الرمسيــة بشــكل كبــري خاصــة يف الــدول الـيت ال تنشــر بيــاانت عــن البطالــة بصــفة دوريــة فعلــى‬
‫سبيل املثال يشري موقع لالستخبارات املركزية األمريكية أن معدل البطالة يف األردن بلغ ‪ %.0‬مقابل املعدل الرمسـي املقـدر ب ـ‪ ،%332‬نقـال مـن نفـس املصـدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪000‬‬
‫فإن قوة العمل العربية سرتتفع من ‪ 002‬مليون شخص سنة ‪ 6001‬إىل ‪ 020‬مليون عام ‪ ،6060‬أما التشغيل فسوف‬
‫يرتفع من ‪ 34‬مليون سنة ‪ 6001‬إىل ‪ 044‬مليون أي أن أعداد العاطلني سوف يرتفع من ‪ 00‬مليون سنة ‪ 6001‬إىل‬
‫‪ 03‬مليون خالل ‪ 06‬سنة‪ ،‬ولكن عدد العاطلني يف الدول العربية وصل خالل أقل من ‪ 4‬سنوات حسب إحدى‬
‫التقارير إىل ‪ 60‬مليون أي نسبة البطالة قدرت بـ‪ ،)31(%02‬وهذا مما يدل على ضعف القوة االقتصادية وخاصة ضعف‬
‫القطاع الزراعي ورؤى التنمية‪ .‬واجلدول التايل يبني معدالت البطالة يف بعض الدول العربية‪.‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :6‬معدالت البطالة يف بعض الدول العربية‬

‫معدل البطالة ‪%‬‬ ‫السنة‬ ‫البلد‬

‫‪0634‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫اجلزائر‬

‫‪232‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫البحرين‬

‫‪332‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫مصر‬

‫‪0236‬‬ ‫‪6001‬‬ ‫العراق‬

‫‪0.32‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫األردن‬

‫‪.0‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫ليبيا‬

‫‪336‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫لبنان‬

‫‪.2‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫موريتانيا‬

‫‪333‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫املغرب‬

‫‪032‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫قطر‬

‫‪132‬‬ ‫‪6003‬‬ ‫سوراي‬

‫املصدر‪ :‬منظمة العمل الدولية‪ :‬قاعدة سوق العمل‪ ،‬البنك الدويل‪ ،‬مؤشرات التنمية‪ ،‬صندوق النقد الدويل‪،‬‬
‫اإلحصائيات املالية‪ ،‬منظمة العمل العريب‪ :‬الكتاب الدوري إلحصائيات العمل يف الدول العربية‪ ،‬نقال من نفس املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪..‬‬

‫(‪ )31‬االقتصاد والنا ‪ ،‬تقرير حول العمالة يف الدول العربية‪ ،‬اجلزيرة بتاريخ ‪..6/0./6006‬‬
‫‪001‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫‪ -0‬السكان املعرضني للجوع وسوء التغذية‬

‫يف الفرتة املمتدة من سنة ‪ 6002‬إىل ‪ 6003‬أدت أزمة أسعار املواد الغذائية اليت تلتها األزمة املالية واالنكماش‬
‫االقتصادي إىل دفع عدد اجلياع وانقصي التغذية يف العامل إىل مستوايت مري مسبوقة‪ ،‬معظمها متمركز يف آسيا واايط‬
‫اهلادي بنسبة ‪ %26‬من جمموع عدد اجلياع‪ ،‬مث تليها أفريقيا جنوب الصحراء الكربى بنسبة ‪ ،%.0‬مث أمريكا الالتينية‬
‫والبحر الكارييب بنسبة ‪ %3‬مث يف املرتبة الرابعة دول الشرق األوسط ومشال إفريقيا بنسبة ‪ %1‬أي ‪ ..31‬مليون شخص‬
‫ويورد تقرير منظمة الفاو العديد من أسباب اجلوع يف املنطقة العربية‬ ‫(‪)32‬‬
‫بعدما كان ‪ 0330‬مليون يف الفرتة ‪30/36‬‬
‫نقص نصيب الفرد من الغذاء‪ ،‬فقد اخنفض نصيب الفرد من احلبوب والدقيق بشدة واللذان يعتربان األكثر استهالكا يف‬
‫الوطن العريب من ‪ 042342‬كلغ سنة ‪ 6002‬إىل ‪ 0463..‬كلغ سنة ‪ 6001‬أي بنسبة ‪ ،%631‬وتراجع نصيب‬
‫الفرد من السكن املكرر من حوايل ‪ .032‬كلغ عام ‪ 6002‬إىل حوايل ‪ 63‬كلغ أي بنسبة اخنفاض بلغت حنو ‪،%2‬‬
‫وتراجع متوسط نصيب الفرد من األلبان ومشتقاهتا قليال بنسبة ‪ %631‬وكذلك اللحوم وخاصة اللحوم البيضاء بنسبة‬
‫‪ . %.32‬وكذلك اخنفاض حصته من الطاقة الغذائية مقارنة ابالحتياجات اليومية‪ ،‬فقد تراوح نصيب الفرد العريب من‬
‫إمدادات الطاقة الغذائية أعالها بـ‪ .620‬كيلو سعر حراري يف اليوم وأدانها بـ‪ 6000‬يف اليمن(‪ .)33‬أما األسباب مري‬
‫املباشرة كالفقر واالحتالل األجنيب والنزاعات األهلية كما هو موجود ابلعراق وفلسطني‪ ،‬فالعراق يتمثل يف برانمج النفط‬
‫مقابل الغذاء وفلسطني االحتالل الصهيوين الذي حاصر قطاع مزة‪.‬‬

‫‪ -6‬الفقر ومتوسط اإلنفاق االستهالكي للطبقة الوسطى يف الدول العربية‬

‫ال يوجد هناك خط فقر موحد لكل الدول‪ ،‬خالفا ملا درجت عليه أدبيات البنك الدويل‪ ،‬فقد استخدمت األم‬
‫املتحدة يف صيامتها للهدف األول من األهداف اإلمنائية لأللفية خط فقر يساوي دوالر للفرد يف اليوم للحد األدىن‬
‫ودوالرين للحد األعلى يف سنة ‪ ،0312‬ويف أحدث الدراسات الصادرة عن البنك الدويل مت تقدير عالقة بني خطوط‬
‫الفقر الوطنية ومتوسط اإلنفاق لعينة ‪ 24‬دولة توفرت هلا املعلومات وابستخدام هذه النتائج مت حساب خط الفقر‬
‫التقليدي لعينة من الدول العربية حسب ما يوضحه اجلدول التايل رق ‪.)34(02‬‬

‫(‪ )32‬منظمة األمذية والزراعة لألم املتحدة‪ ،‬حالة األمذيـة والزراعـة‪ -‬املـرأة يف قطـاع الزراعـة‪ ،‬سـد الفجـوة بـني اجلنسـني مـن أجـل التنميـة‪ ،6000 -6000 ،‬ص‬
‫ص‪.22 -22 .‬‬
‫(‪ )33‬منظمة األمذية والزراعة لألم املتحدة‪ ،‬األزمات االقتصادية‪ -‬التأثريات والدرو املستفادة‪ ،6003 ،‬ص‪.26 .‬‬
‫(‪ )34‬علي عبد القادر علي‪ ،‬الطبقة الوسطى يف الدول العربية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ -00.‬ص‪ -6000 ،1‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪001‬‬
‫اجلدول رقم ‪ :7‬خطوط الفقر التقليدية‪ ،‬دوالرات يف الشهر للفرد‬

‫اليمن‬ ‫املغرب‬ ‫مصر‬ ‫تونس‬ ‫األردن‬ ‫البيان‬

‫‪41‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫سنوات التسعينات‬

‫‪42‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أحدث السنوات (‪)6000‬‬

‫املصدر‪ :‬علي عبد القادر علي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫وقد مت احلصول على تقديرات حلج الطبقة الوسطى يف الدول العربية لفرتتني زمنيتني‪ ،‬فرتة التسعينات من القرن‬
‫املاضي وفرتة العقد األول من القرن احلايل‪ ،‬ومت استخدام برانمج بوفكال (والذي يعين برانمج حساابت الفقر)(‪،)35‬‬
‫ويوضح اجلدول التايل رق ‪ 01‬نسبة حج الطبقة الوسطى من السكان لفرتة التسعينات‪.‬‬

‫اجلدول رقم ‪ :8‬نسبة حجم الطبقة الوسطى من السكان لفرتة التسعينات‬

‫املغرب‬ ‫األردن‬
‫اليمن ‪1558‬‬ ‫تونس ‪ 1550‬مصر ‪2555‬‬ ‫البيان‬
‫‪1555‬‬ ‫‪1557‬‬
‫‪6.30.‬‬ ‫‪64322‬‬ ‫‪04302‬‬ ‫‪62342‬‬ ‫‪02301‬‬ ‫نسبة السكان حتت خط الفقر التقليدي‬

‫‪333.3‬‬ ‫‪32320‬‬ ‫‪31322‬‬ ‫‪343.4‬‬ ‫‪32304‬‬ ‫نسبة السكان حتت خط الفقر األقصى ‪%‬‬

‫‪223.2‬‬ ‫‪26302‬‬ ‫‪14320‬‬ ‫‪21311‬‬ ‫‪23302‬‬ ‫احلج النسيب للطبقة الوسطى ‪%‬‬

‫‪0.33‬‬ ‫‪6.32‬‬ ‫‪2034‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪.33‬‬ ‫الوزن السكاين لعام ‪% 0332‬‬

‫املصدر‪ :‬علي عبد القادر علي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.1 .‬‬

‫نالح من اجلدول أعاله أن الطبقة الوسطى تشكل أملبية السكان يف الدول العينة أكثر من نصف السكان‬
‫مع التفاوت يف حج الطبقة ما بني دول العينة‪ ،‬حيث سجل أدىن حج للطبقة الوسطى لتونس يف ‪ 0332‬بلغ حوايل‬
‫‪ %23‬من السكان‪ ،‬بينما سجل أعلى حج ملصر عام ‪ 6000‬حوايل ‪ %12‬من السكان‪ ،‬أما اجلدول التايل رق ‪03‬‬
‫يوضح نسبة حج الطبقة الوسطى من السكان لفرتة العقد األول من القرن احلايل‪.‬‬

‫(‪ )35‬هو برانمج يتوفر يف موقع البنك ال دويل من الشبكة الدولية للمعلومات (اإلنرتنت)‪ ،‬من املرجع السابق (علي عبد القادر علي‪ ،‬ص‪.)1 .‬‬
‫‪009‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫اجلدول رقم ‪ :5‬نسبة حجم الطبقة الوسطى من السكان لفرتة العقد األول من القرن احلايل‬

‫املغرب‬ ‫األردن‬
‫اليمن ‪2550‬‬ ‫تونس ‪ 2555‬مصر ‪2550‬‬ ‫البيان‬
‫‪2557‬‬ ‫‪2556‬‬
‫‪61302‬‬ ‫‪60323‬‬ ‫‪0.344‬‬ ‫‪66304‬‬ ‫‪04310‬‬ ‫نسبة السكان حتت خط الفقر التقليدي‬

‫‪33303‬‬ ‫‪3230.‬‬ ‫‪31322‬‬ ‫‪363.4‬‬ ‫‪303.4‬‬ ‫نسبة السكان حتت خط الفقر األقصى ‪%‬‬

‫‪20304‬‬ ‫‪2.324‬‬ ‫‪12366‬‬ ‫‪20360‬‬ ‫‪2232.‬‬ ‫احلج النسيب للطبقة الوسطى ‪%‬‬

‫‪2031‬‬ ‫‪6232‬‬ ‫‪20320‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪430‬‬ ‫الوزن السكاين لعام ‪% 0332‬‬

‫املصدر‪ :‬علي عبد القادر علي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3 .‬‬

‫نالح أنه ما زالت الطبقة الوسطى يف كل دول العينة تشكل أكثر من النصف من السكان يف منتصف العقد‬
‫األول من القرن احلايل‪ ،‬فقد تفاوت حج الطبقة يف ما بني الدول حيث سجل أدىن حج للطبقة الوسطى لتونس يف‬
‫عام ‪ 6000‬وبلغ حوايل ‪ %20‬من السكان (ارتفاع طفيف عما كان عليه يف سنة ‪ ،)0332‬بينما سجل أعلى نسبة‬
‫يف مصر عام ‪ 6002‬بنسبة ‪ %12‬من السكان وهو ما يكاد يساوي نفس احلج الذي سجل يف عام ‪ .6000‬وعليه‬
‫ميكن القول أن ظاهرة الفقر تبقى دائما هتدد اقتصادايت الدول العربية وهذا بسبب ضعف األداء االقتصادي‪.‬‬

‫‪009‬‬
‫اخلامتة‬

‫وأخريا بعد هذا العرض والتحليل ميكن القول أبن مشكلة األمن الغذائي يف البلدان العربية ال تزال قائمة سواء يف‬
‫ظل حدوث األزمات أو مل حتدث‪ ،‬فرم من امتالك الوطن العريب على كل اإلمكاانت وتوفر الطاقات سواء الطبيعية‬
‫والبشرية واملالية فهي مري مستغلة وتعاين من سوء إدارهتا‪ ،‬إضافة إىل السياسات الزراعية واجلهود املبذولة‪ ،‬لكنها سياسات‬
‫بدون أهداف فهي هشة ال تقاوم األزمات والنكبات‪ ،‬وعليه ميكن أن ندرج جمموعة من العوامل واألسباب اليت هلا أثر‬
‫على بقاء العجز يف األمن الغذائي وازدايد عدد اجلياع واملعرضني لسوء التغذية واستفحال الفقر يف معظ املناطق العربية‬
‫وخاصة األرايف وهي كالتايل‪:‬‬

‫‪ -0‬الضعف االقتصادي إقليميا ووجود اختالل هيكلي لالقتصادايت العربية على شكل االعتماد على استرياد‬
‫اخلدمات‪ ،‬واالنكماش يف القطاع الصناعي وارتفاع األمهية النسبية للقطاعات االستخراجية واخنفاض أمهية‬
‫القطاع الزراعي؛‬

‫‪ -6‬االعتماد على املورد النفطي وأتثرياته على الدول مري النفطية من خالل التحويالت والعمالة واالستثمارات‬
‫والسياحة‪ ،‬وارتباط الناتج االي العريب بتقلبات الصادرات النفطية وعوائدها (الصدمات اخلارجية)‪ ،‬وتقلبات‬
‫معدالت النمو احلقيقي لدخل الفرد العريب؛‬

‫‪ -.‬وجود فجوات يف السياسات املعتمدة يف الدول العربية املتسببة يف ضعف األمن االقتصادي‪ ،‬وهذا بسبب‪:‬‬

‫أ‪ -‬الضعف اهليكلي لالقتصادايت العربية بسبب االعتماد على موارد النفط املتقلبة‪.‬‬

‫أثر هذا الضعف على سوق العمل املعتمد يف ظل العوملة على رأ املال البشري وليس على رأ املال‬ ‫ب‪-‬‬
‫العيين مما أدى إىل تفاق البطالة‪.‬‬

‫تفاق ظاهرة الفقر يف الدول العربية‪ ،‬ومتركزها يف كل من السودان واليمن والعراق وسوراي وموريتانيا والصومال‬ ‫ت‪-‬‬
‫واملغرب‪ .‬وعليه نقرتح بعض التوصيات واحللول التالية ابختصار‪:‬‬

‫‪ -0‬إعداد برامج تعين ابألمن الغذائي توزع على اجلهات املعنية لتقوم كل جهة بتنفيذ ما يعنيه الربانمج؛‬

‫‪ -6‬االهتمام ابلبحث العلمي ونقل التكنولوجيا‪ ،‬فهناك عجز يف النفقات املوجهة للجهود العلمية يف تطوير الزراعة؛‬

‫‪ -.‬التسيري العقالين لألموال اليت توجه للقطاع الفالحي‪ ،‬مع الرقابة املستمرة من هيئات رقابية حكومية؛‬

‫‪ -4‬تطوير الصناعات الغذائية‪ ،‬وحتسني جودة وسالمة الغذاء املنتج حمليا وذلك للحفاظ على سالمة صحة‬
‫املستهلك؛‬

‫‪009‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫‪ -2‬االستفادة من جتارب بعض الدول كماليزاي؛‬

‫‪ -2‬إنشاء هيئات ومنظمات وتفعيل دورها على مستوى كل إقلي عريب كاحتاد املغرب العريب‪ ،‬والتعاون اخلليجي‪،‬‬
‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وهذا من أجل تنمية التعاون والتكامل العريب يف جمال االكتفاء الذايت يف جمال‬
‫الغذاء‪.‬‬

‫‪009‬‬
‫املراجع‬

‫‪ -‬حممد السيد عبد السالم‪ :‬األمن الغذائي للوطن العريب‪ -‬عامل املعرفة‪ -‬الكويت‪.0331 -‬‬

‫‪ -‬سيف الدين ماجدي‪ ،‬سياسات واسرتاتيجيات األمن الغذائي‪ ،‬مدخل أتصيلي‪ ،‬جملة احلقيقة‪ -‬العدد ‪-00‬‬
‫ج‪ -0‬نوفمرب ‪ ،6002‬أدرار‪.‬‬

‫‪ -‬بلقاس العبا ‪ :‬تبعات األزمة االقتصادية على الدول والدول النامية‪ ،‬جملة التنمية والسياسات االقتصادية‪-‬‬
‫العدد ‪ ،006‬أفريل ‪ -6000‬املعهد العريب للتخطيط‪ -‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬مسعود جميطنة‪ :‬األمن الغذائي يف االقتصاد‪-‬أي اسرتاتيجية للتنمية الزراعية؟ واقع اجلزائر‪ -‬املكتبة الوطنية‪-‬‬
‫احلامة ‪ -6001‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -‬التنمية الدولية عام ‪ -6001‬تقرير الزراعة من أجل التنمية‪ -‬قام برتمجته قس الرتمجة ابلدار ومراجعته د‪ .‬هبة‬
‫عجينة‪ -‬الدار الدولية لالستثمارات الثقافية‪ -‬القاهرة‪ -‬مصر‪.‬‬

‫‪ -‬املنظ العاملية لألمذية والزراعة ‪ ،FAO‬حالة انعدام األمن الغذائي يف العامل‪ -‬األزمات االقتصادية‪ -‬التأثريات‬
‫والدرو املستفادة‪.6003 -‬‬

‫‪ -‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ :‬دراسة حتليلية تقييمية آلاثر استخدام اااصيل الزراعية يف إنتاج الوقود احليوي‪-‬‬
‫فهرست املكتبة الوطنية‪ -‬اخلرطوم‪ 6000 -‬السودان‪.‬‬

‫‪ -‬مىن رمحة‪ :‬السياسات الزراعية يف البلدان العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ -‬بريوت‪ -‬لبنان ‪.6000‬‬

‫‪ -‬إبراهي سيف‪ :‬أزمة الغذاء يف الدول العربية‪ :‬حلول قصرية األمد لتحد مزمن‪ ،‬برانمج الشرق األوسط‪ ،‬مؤسسة‬
‫كارنيغي للسالم الدويل‪.6001 ،‬‬

‫‪ -‬أسامة بدير وسامي حممود‪ :‬تداعيات األزمة املالية العاملية على الغذاء يف مصر‪( -‬الواقع والتحدايت واآلفاق‬
‫املستقبلية)‪ -‬سلسلة األرض والفالح‪ ،‬العدد ‪ ،41‬مار ‪.6003‬‬

‫‪ -‬حممود األشرم‪ ،‬التنمية الزراعية املستدامة‪ -‬العوامل الفاعلة‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪-‬‬
‫الطبعة ‪.6002 ،0‬‬

‫‪ -‬حممود األشرم‪ :‬اقتصادايت املياه يف الوطن العريب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العريب‪ ،‬بريوت ‪.6000‬‬

‫‪ -‬صاحل العصفور‪ ،‬السياسات الزراعية‪ -‬جملة التنمية والسياسات االقتصادية‪ -‬العدد ‪ ،60‬سبتمرب ‪ 600.‬املعهد‬
‫العريب للتخطيط‪ -‬الكويت‪.‬‬
‫‪009‬‬
‫‪ 4‬أثر األزمة الغذائية العاملية وتداعياهتا على أوضاع األمن الغذائي يف الدول العربية‬

‫‪ -‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪ ،‬التقرير السنوي للتنمية الزراعية يف الوطن العريب‪.6002 ،‬‬

‫‪ -‬بريش عبد القادر‪ ،‬أسباب فشل السياسات الزراعية العربية يف حتقيق األمن الغذائي‪ ،‬مداخلة يف امللتقى الدويل‬
‫حول التنمية الريفية ورهاانت حتقيق األمن الغذائي ملواجهة حتدايت العوملة ‪ 6. -64‬أفريل ‪ ،6001‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -‬رابح محدي ابشا وبوفامة‪ :‬إشكالية األمن الغذائي العريب يف ظل التحوالت االقتصادية العاملية‪ ،‬مداخلة يف‬
‫امللتقى الدويل حول التنمية الريفية ورهاانت حتقيق األمن الغذائي ملواجهة حتدايت العوملة ‪ 6. -64‬أفريل‬
‫‪ ،6001‬اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -‬برانمج األم املتحدة اإلمنائي واملكتب اإلقليمي للدول العربية‪ ،‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية‪ ،‬حتدايت أمن‬
‫اإلنسان يف البلدان العربية‪.6003 ،‬‬

‫‪ -‬حممد مسري مصطفى‪ :‬األمن الغذائي العريب واألزمة الغذائية‪ -‬خسائر الواقع وحلول املستقبل‪ ،‬جملة حبوث‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪.6000 ،26‬‬

‫‪ -‬بلقاس العبا ‪ :‬حول صيامة إشكالية البطالة يف الدول العربية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬املعهد العريب للتخطيط‪،‬‬
‫العدد ‪.6000 ،31‬‬

‫‪ -‬منظمة األمذية والزراعة لألم املتحدة‪ ،‬حالة األمذية والزراعة‪ -‬املرأة يف قطاع الزراعة‪ ،‬سد الفجوة بني اجلنسني‬
‫من أجل التنمية‪.6000 -6000 ،‬‬

‫‪ -‬علي عبد القادر علي‪ ،‬الطبقة الوسطى يف الدول العربية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،00.‬سنة ‪ ،6000‬املعهد‬
‫العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت‪.‬‬

‫‪004‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like