You are on page 1of 18

243 -226 ‫ ص ص‬،)2021( 01 :‫ الع ــدد‬/ 05 :‫اجمللد‬ ‫جملـة الناقد للدراسات السياسية‬

‫متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬


The requirements for achieving food security in Algeria- reality and
prospects –
‫مرمي علوان‬
meriem.allouani@univ-biskra.dz ،‫جامعة حممد خيضر بسكرة‬

2021/04/30 :‫اتريخ النشر‬ 2021/04/29 :‫اتريخ القبول‬ 2021/03/16 :‫اتريخ االستالم‬

:‫ملخص‬
‫ وهذا ابلعمل‬،‫تعمل اجلزائر على اإلهتمام ابلقطاع الزراعي كسبيل لتحقيق أمن غذائي مستدام من كل اجلوانب وسد الفجوة الغذائية‬
،‫على إدخال التوازن اهليكلي للصادرات والتخلص من التبعية للخارج يف ميدان استرياد املنتجات اإلستهالكية وحتقيق األمن الغذائي‬
‫ وألجل حتفيزا‬،‫هلذا تتضاعف اجلهود لتوفري كل ما حتتاجه التنمية الفالحية من موارد مالية ومادية وبشرية للوصول إىل األهداف املرجوة‬
‫إلنتاج الزراعي عملت على وضع اسرتاتيجيات تنموية جديدة ألجل فتح أبواب تنموية انجحة جبملة التدعيمات واألطر التنظيمية‬
‫ لكن املشاكل اليت يعاين منها القطاع سواء استغالل الطاقات اإلنتاجية وغياب التأطري الفين واإلرشاد وضعف التسيري‬،‫والقانونية‬
‫ وابلرغم من اجملهودات اليت بذلتها الدولة والرامية إىل تفعيل دور القطاع‬،‫والتنظيم وكذا التقلبات املناخية جعلت أداء هذا القطاع ضعيفا‬
‫ إال أن‬،‫الفالحي يف اإلقتصاد الوطين من خالل اعتماد سياسات وبرامج حكومية خاصة ابلتجديد الزراعي والريفية والصحة النباتية‬
‫التحدي الكبري واملهم هو الرفع من انتاجية اهلكتار الواحد من املنتوج الزراعي الذي له صلة وثيقة ابألمن الغذائي وحتقيق هدف اإلكتفاء‬
.‫الذايت املبين على اإلنتاج الوطين‬
.‫ األمن الغذائي ؛ اجلزائر؛ السياسات التنموية ؛اإلنتاج الوطين‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
Algeria is working to pay attention to the agricultural sector as a way to achieve sustainable
food security from all sides and bridge the food gap, and this is by working to introduce a structural
balance of exports and to get rid of dependence on the outside in the field of importing consumer
products and achieving food security, so efforts are multiplied to provide all the financial and
material resources needed for agricultural development. With humanity to reach the desired goals,
and in order to stimulate agricultural production, I worked on developing new development
strategies in order to open successful development doors through a combination of reinforcements
and regulatory and legal frameworks,but the problems that the sector suffers from,whether the
exploitation of productive capacities,the absence of technical supervision and guidance,poor
management and organization, as well as climate fluctuations have made the performance of this
sector weak. Despite the efforts made by the state aimed at activating the role of the agricultural
sector in the national economy by adopting government policies and programs for agricultural and
rural renewal and plant health, the big challenge and the most important thing is to increase the
productivity of one hectare of agricultural product that is closely related to food security and
achieving the goal of sufficiency. Self-based national production.
Keywords: Food security, Algeria, development policies, national production.
meriem.allouani@univ-biskra.dz :‫ اإلمييل‬،‫ مرمي علواين‬:‫املؤلف املرسل‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يف ظل تزداد أمهية األمن الغذائي مع تزايد الوترية السكانية ومنه زايدة الطلب احمللي الذي مل يساير‬
‫زايدة مواتية يف اإلنتاج حيدث ما يعرف ابلفجوة الغذائية‪ ،‬واليت متتد عن طريق اللجوء إىل االسترياد حيظى‬
‫األمن الغذائي ابهتمام معظم الدول النامية خاصة ذات الدخول املنخفضة‪ ،‬وذلك من أجل ضمان مستوى‬
‫مرتفع من األمن الغذائي لألفراد وابلتايل جتنب أزمات وجماعات غذائية‪ .‬وتعد اجلزائر من بني الدول اليت‬
‫تعاين من عجز يف أمنها الغذائي‪ ،‬وخالل الفرتة األخرية تزايد االهتمام مبشكلة األمن الغذائي بعدما أصبح‬
‫االعتماد على استرياد الغذاء أحد السمات البارزة لالقتصاد اجلزائري مما يزيد من تبعيتها الغذائية للخارج‬
‫وهذا يشكل خطورة على االقتصاد اجلزائري‪.‬‬

‫هذا الوضع حيتم عليها إجياد حلول وسياسات ملواجهة مشكلة التبعية الغذائية وحتقيق األمن‬
‫الغذائي‪ .‬ويف هذا اإلطار نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما هي السياسات املعتمدة من طرف اجلزائر يف حتقيق‬
‫أمنها الغذائي؟ ابالعتماد على فرضية مفادها ‪ :‬هتتم السياسات التنموية يف اجلزائر ابلقطاع الزراعي لسد‬
‫الفجوة الغذائية وحتقيق أمن غذائي مستدام‪ .‬يهدف املقال إىل معاجلة اشكالية األمن الغذائي يف اجلزائر يف‬
‫ظل السياسات التنموية املعتمدة ومدى حتقيقها لالكتفاء الذايت وتقليص التبعية الغذائية للخارج ابالعتماد‬
‫على اإلنتاج الوطين‪.‬‬

‫يعتمد البحث على املنهج الوصفي التحليلي لفهم الظاهرة حمل الدراسة‪ ،‬وذلك من خالل وصف‬
‫ظاهرة األمن الغذائي يف اجلزائر وحتليلها مبختلف أبعادها‪ ،‬ابالعتماد على سياسات وخطط مدروسة مسبقا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم األمن الغذائي والعوامل املؤثرة فيه‬

‫ظهر مفهوم األمن الغذائي يف أعقاب أزمة الغذاء العاملية يف النصف األول من السبعينات‪،1‬ويرتبط‬
‫حتقيق األمن الغذائي عندما يتمتع مجيع البشر يف مجيع األوقات بفرص احلصول على الغذاء الكايف والسليم‬
‫من الناحيتني املادية واالقتصادية حلياة صحية‪ ،‬وقدرة الدولة على أتمني احتياجات املواطنني من الغذاء‬
‫الكاف‪ ،2‬ويتفرع عن األمن الغذائي مفهوم السيادة الغذائية حيث تتعرض الدولة اليت تعاين نقصا يف اإلكتفاء‬
‫الغذائي إىل هتديد سيادهتا وعرقلة مسارها التنموي‪.3‬‬
‫‪227‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫عرف البنك الدويل األمن الغذائي على أنه "حصول كل الناس يف كل األوقات على غذاء كايف‬
‫حلياة نشيطة وسليمة وعناصره اجلوهرية هي وفرة الغذاء والقدرة على حتصيله"‪.4‬ولقد اعرتف إعالن روما‬
‫بشأن األمن الغذائي العاملي يف تقريره الصادر لعام ‪ " 1996‬ابلطابع املتعدد اجلوانب لألمن الغذائي"‪ ،‬حيث‬
‫وضع األمن الغذائي ضمن إطار واسع وذلك من خالل ارتباطه ابلقضاء على الفقر‪ ،‬واالستقرار األمين‪،‬‬
‫واالستخدام املستدام للموارد الطبيعية‪ ،‬والتجارة النزيهة وجماهبة الكوارث الطبيعية واليت هي من صنع اإلنسان‪.5‬‬
‫ويقدر عدد العاجزين عن تلبية احتياجاهتم من الطاقة الغذائية يف الفرتة ما بني ( ‪2013‬ـ‪ )2015-‬حسب‬
‫آخر احصائيات منظمة التغذية والزراعة ب ‪ 875‬مليون نسمة على مستوى العامل ككل؛ أي ‪ %13‬من‬
‫سكان العامل‪ .6‬ومن بني األسباب اليت هتدد األمن الغذائي يف الدول العربية حسب تقرير التنمية اإلنسانية‬
‫العربية لعام ‪.2009‬‬

‫‪1‬ـ عوامل داخلية‪ :‬اليت ترتبط مباشرة ابلظروف الداخلية للدولة وتتمثل يف‪:‬‬

‫ـ حجم السكان ومستوى احتياجاهتم‪.‬‬

‫ـ امكانيات اإلنتاج الغذائي الداخلية‪.‬‬

‫ـ الدخل احلقيقي يف اجملتمع وطريقة توزيعه على األفراد‪.‬‬

‫‪2‬ـ عوامل خارجية‪ :‬اليت ترتبط ابلظروف احمليطة ابقتصاد الدولة وتتمثل يف‪:‬‬

‫ـ موارد النقد األجنيب اليت ميكن جلبها عن طريق الصادرات‪.‬‬

‫ـ مدى توفر الغذاء يف السوق العاملية ودرجة استقرار األسعار‪.‬‬

‫ـ مدى توفر معوانت الغذاء والتسهيالت املمنوحة من طرف اهليئات الدولية‪.7‬‬

‫يرتبط احلصول على الغذاء الكايف ارتباطا وثيقا ابلكرامة اإلنسانية والعدالة االجتماعية‪ ،‬وهو حق‬
‫من حقوق اإلنسان املكرسة يف الشرعية الدولية حلقوق اإلنسان واالتفاقات الدولية واإلقليمية اليت نصت‬
‫كلها على ضرورة توفري الغذاء بكمية ونوعية كافية لتلبية حاجات األفراد ابستدامة‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫اثنيا‪ :‬املخططات التنموية للنهوض بقطاع الزراعة يف اجلزائر وحتقيق أمنها الغذائي‬
‫ابلرغم من كل املقومات اليت يتوفر عليها القطاع الزراعي يف اجلزائر إال أهنا ال تزال بعيدة كل البعد‬
‫عن حتقيق هذا اهلدف‪ ،‬ففاتورة الغذاء تعرف سنواي ارتفاعا متزايدا لتصنف اجلزائر ومنذ ‪ 2005‬ضمن قائمة‬
‫الدول األكثر استريادا للغذاء‪ .‬ومن جهة أخرى فقد صنف تقرير دويل اجلزائر ضمن املراتب األخرية من بني‬
‫‪ 105‬دولة كانت حمل دراسة أقيمت حول األمن الغذائي العاملي سنة ‪ ،2012‬لتحتل املرتبة ‪ 73‬من بعد‬
‫كل من تونس واملغرب رغم أن هذين البلدين اجملاورين يعانيان من أاثر األزمة االقتصادية العاملية عكس‬
‫اجلزائر اليت تنعم ابستقرار مايل‪. 8‬‬

‫‪ 1‬ـ السياسة الزراعية‪:‬‬


‫قامت الدولة بتهيئة خمططات تنموية للخروج من حالة الركود والعجز الذي مازالت تعانيه يف معظم‬
‫املنتوجات الزراعية على غرار املخطط الوطين للتنمية الريفية مرفقا مبخطط الدعم الريفي ( املخطط الوطين‬
‫للتنمية الفالحية والريفية )‪.‬‬

‫ـ املخطط الوطين للتنمية الفالحية ‪:PNDA‬‬


‫أولت احلكومة اجلزائرية اهتمامها بقطاع الفالحة‪ ،‬حيث رمست خطة ترمي من خالهلا إىل حتقيق‬
‫التوازن واالستقرار الغذائي‪ ،‬الذي مير عرب تشجيع الفالحة وتوفري التسهيالت الالزمة للفالحني حىت يتمكنوا‬
‫من ختطي الصعوابت اليت يواجهوهنا‪ ،‬وهذا بوضع برانمج تنموي مسي "ابملخطط الوطين للتنمية الفالحية"‪،‬‬
‫ومت إطالق هذا الربانمج يف السداسي الثاين من سنة ‪ 92000‬لتحقيق مجلة من األهداف اإلسرتاتيجية‬
‫املربجمة من طرف اهليئات الوصية على القطاع‪ ،‬عن طريق تنفيذ جمموعة من املشاريع والعمليات‪ ،‬ولتأطري‬
‫وتنشيط هذا الربانمج سطرت اجلهات الرمسية مجلة من الربامج لدعم وحتفيز القطاع الفالحي واملتمثلة فيما‬
‫يلي‪:10‬‬

‫ـ دعم تكييف أنظمة اإلنتاج‪ :‬يعتمد يف تنفيذ هذا الربانمج على نظام دعم خاص ومالئم‪ ،‬وعلى مشاركة‬
‫الفالحني ابعتبارهم املتعاملني االقتصاديني األساسيني‪ ،‬حيث يقدم هذا النظام دعما مباشرا حىت يسمح‬
‫بتأمني مداخيل الفالحني يف الفرتة اآلنية‪ ،‬أو على املدى املتوسط‪ ،‬وأيخذ بعني االعتبار املستثمرة الفالحية‬
‫يف جمملها ووجداهنا‪ ،‬دون جتزئتها خالفا لربانمج تطوير الفروع‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ـ دعم استصالح األراضي عن طريق اإلمتياز‪:‬‬

‫عقد اإلمتياز الفالحي ‪ :‬هو عقد إداري يرتتب عنه عدة آاثر كما هو احلال يف العقد املدين وذلك‬
‫مبجرد إبرامه تبعا للقواعد العامة املتبعة يف العقود اإلدارية ومن اتريخ شهره يف احملافظة العقارية بصفة‬
‫خاصة ابلنسبة لعقد اإلمتياز الفالحي‪ ،‬ومن مث فإن آاثر عقد اإلمتياز تؤدي إىل إنشاء إلتزامات‬
‫يف ذمة طريف العقد‪ ،‬يرتتب عن اإلخالل هبا قيام مسؤولية الطرف املخل ابلتزاماته طبقا ملبدأ القوة‬
‫امللزمة للعقد‪. 11‬‬

‫و يهدف هذا الربانمج إىل زايدة املساحة الفالحية الصاحلة للزراعة عن طريق منح اإلمتياز وفقا‬
‫للمرسوم (رقم ‪97‬ـ‪ 483‬املؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ ،)1997‬احملدد لكيفية منح قطع األراضي من‬
‫األمالك الوطنية لالستصالح ابملناطق الصحراوية‪ ،‬والسهبية واجلبلية ‪ ، 12‬هبدف إعادة الطابع‬
‫الفالحي هلذه املناطق والعمل على وقف اجلفاف‪ ،‬واجنراف الرتبة ‪ ،‬واسرتجاع التوازن البيئي‪ .‬كما‬
‫يهدف إىل حتسني املستوى املعيشي لسكان املناطق الريفية‪ ،‬وذلك خبلق مناصب شغل وامتصاص‬
‫البطالة‪ ،‬وقد تبنت احلكومة ضمن هذا الربانمج استصالح ‪ 600‬ألف هكتار وإنشاء ‪ 500‬ألف‬
‫منصب عمل على مدار ثالث سنوات‪.‬‬

‫ـ أجهزة الدعم والتأطري لتنفيذ هذا الربانمج‪ :‬مت ختصيص ميزانية معتربة للقطاع الفالحي من خالل ميزانية‬
‫التجهيز االستغالل اليت عرفت زايدة يف حجم خمصصاهتا املالية‪ ،‬اليت مت من خالهلا إنشاء جمموعة الصناديق‬
‫املتخصصة يف دعم تنفيذ املخطط الوطين للتنمية الفالحية‪ ،‬هبدف تشجيع املستثمرين والفالحني على‬
‫استغالل املوارد الطبيعية‪ ،‬وحتسني تقنيات اإلنتاج ورفع اإلنتاجية‪.‬‬

‫جدول يبني لنا اإلعتمادات املالية اإلضافية املقررة لدعم النمو خالل الفرتة ‪2009-2005‬‬

‫• الوحدة ابملليار دينار‬

‫‪230‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫املبالغ املخصصة‬ ‫الربامج‬

‫‪555‬‬ ‫السكن و العمران‬

‫‪58,5‬‬ ‫التكوين املهين‬

‫‪85,5‬‬ ‫الصحة و السكان‬

‫‪2000,00‬‬ ‫الربامج البلدية للتنمية‬

‫‪700,00‬‬ ‫النقل‬

‫‪393,00‬‬ ‫منشآت الري‬

‫‪300,00‬‬ ‫الفالحة و التنمية الريفية‬

‫‪36,5‬‬ ‫هتيئة اإلقليم و البئة الريفية‬

‫‪141‬‬ ‫التعليم العايل و البحث العلمي‬

‫‪200,00‬‬ ‫الرتبية الوطنية‬

‫‪10,00‬‬ ‫إجناز منشآت الشعائر الدينية‬

‫املصدر‪ :‬برانمج دعم النمو التكميلي للفرتة من ( ‪) 2009 – 2005‬‬


‫إن مجلة الربامج اليت جاء هبا املخطط الوطين للتنمية الفالحية والريفية من أجل اخلروج من حالة‬
‫الركود اليت تعانيها املناطق الريفية‪ ،‬وألجل تعزيز السياسة الزراعية من خمتلف جوانبها لتحقيق األمن الغذائي‬
‫الذي أصبح األمر املنشود لدى اجملتمع‪.‬‬
‫ابلرغم ما حققته السياسات الزراعية من مجلة اإلصالحات اليت أقرهتا الدولة والعمل على تطوير‬
‫اإلنتاج بشكل خاص‪ ،‬إال أن هذا اإلصالح مل يرق إىل املستوى املطلوب للخروج من هاجس التبعية الغذائية‪،‬‬
‫ويرجع هذا العجز ابلدرجة األوىل إىل اإلختالالت اهليكلية اليت يعرفها القطاع الزراعي‪ ،‬ومت تصنيف هذه‬
‫املشاكل إىل‪:‬‬
‫‪231‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪1‬ـ املشاكل املتعلقة ابلعوامل الدميغرافية‪ :‬إن التزايد السكاين من مسببات مشكلة الغذاء يف املنطقة‪ ،‬فإذا‬
‫الحظنا أن حجم السكان يف تزايد سريع يقابله تناقص يف معدالت منو اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وهذا ما يؤدي إىل‬
‫اختالل على مستوى العرض والطلب على الغذاء‪ ،‬كما أن التزايد قد يؤدي إىل تغري جوهري يف توزيع‬
‫السكان بني األرايف واملدن‪ ،‬وهذا ما يؤدي ابهلجرة حنو املدن إىل نقص يف تعداد السكان يف األرايف‪.‬‬

‫‪2‬ـ املشاكل املتعلقة ابلعوامل الطبيعية‪ :‬تعترب العوامل الطبيعية مبثابة الركيزة األساسية لتهيئة زراعة جيدة‪،‬‬
‫سواء مبفهومها التقليدي أو املستدامة وتتمثل هذه املشاكل فيما يلي‪:‬‬
‫أ ـ مشاكل متعلقة بنوعية املوارد األرضية‪:‬‬
‫‪ -‬االنتقاص العمدي من جانب اإلنسان‪ ،‬وتتمثل يف جمموعة أعمال التجريف والتبوير‪ ،‬والبناء على‬
‫األراضي الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان األراضي بسبب متطلبات زراعية؛ واليت ترجع أسباهبا إىل انتشار ظاهرة تفتت امللكيات‬
‫واحليازات وعدم اكتمال الصرف املغطى‪.13‬وكذلك صغر املساحة الزراعية اليت ال تتجاوز نسبة‬
‫‪،%3.2‬واكتساح الطابع الصحراوي على املساحة العامة ب ‪.%89‬‬
‫‪ -‬غزو اإلمسنت املسلح لألراضي الفالحية الذي مس ‪ 130‬ألف هكتار خاصة يف سهل متيجة‪.‬‬
‫ب ـ الكوارث الطبيعية‪ ( :‬اجلفاف‪ ،‬تذبذب األمطار‪ ،‬التصحر‪ ،‬الفيضاانت‪. )...،‬‬
‫ج ـ قلة املوارد املائية‪ :‬فقد بلغ العجز املائي يف اجلزائر حوايل ‪ 15.7‬مليار م‪ ،3‬ابعتباره من أهم املوارد اليت‬
‫تساعد على هتيئة مساحات زراعية جيدة‪ ،‬ويرجع هذا النقص إىل أن معظم املساحات الزراعية تعتمد يف‬
‫ريها على األمطار‪ ،‬وإىل عدم انتظامها من منطقة ألخرى من منطقة ألخرى‪ ،‬وندرة املوارد املتجددة للمياه‪،‬‬
‫وغياب اإلرادة املناسبة‪ ،‬وضعف التنسيق يف تنفيذ السياسة املائية‪.‬‬

‫‪3‬ـ املشاكل املتعلقة ابلعوامل التكنولوجية‪ :‬تلعب التكنولوجيا املستعملة يف الزراعة دورا أساسيا يف حتديد‬
‫معدل اإلنتاجية واإلنتاج‪ ،‬وأهم هذه املشاكل‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫‪ -‬مشاكل متعلقة مبستلزمات اإلنتاج‪ :‬تؤثر من انحية كمية اإلنتاج الزراعي ونوعيته‪ ،‬ومستلزمات اإلنتاج‬
‫ذات التأثري الكبري على حجم ونوعية إنتاج السلع الغذائية ( البذور‪ ،‬األمسدة‪ ،‬املعدات الفالحية‬
‫الالزمة ‪.)...‬‬
‫‪ -‬ضعف اإلرشاد الفالحي الذي يعترب من العوامل املهمة لتنمية القطاع الفالحي‪ ،‬وهذا الضعف راجع‬
‫إىل ضعف الرواتب واحلوافز‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف العالقة بني البحث واإلرشاد الزراعي‪ ،‬مما يعرقل انسياب املعلومات بني اجلهات ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الربط بني اإلرشاد الزراعي وأجهزة البحث العلمي‪.‬‬

‫‪3‬ـ املشاكل املادية‪ :‬ومنها‪:‬‬


‫‪ -‬ندرة املوارد املادية وتركيز السياسات على تنمية العرض دون ترشيد الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬تواضع التقدم التقين يف اإلنتاج الزراعي وضعف اخلدمات الزراعية (اعتماد التقنيات التقليدية)‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الرتكيز على سياسات أمن غذائي بديلة كسالمة الغذاء واستقرار العروض من سلع الغذاء يف‬
‫األسواق ‪ ،‬والرتكيز فقط على سياسات االكتفاء الذايت‪.‬‬
‫‪ -‬التقليص يف اجلانب التنموي االستثماري يف القطاع اإلنتاجي‪.14‬‬

‫‪4‬ـ مشكلة العقار الفالحي‪ :‬تعترب من بني العقبات املعرقلة لتطور قطاع الفالحة‪ ،‬وهذا يرجع إىل إتباع‬
‫سياسات غري واضحة؛ فمثال اإلصالح الذي كان يف سنة ‪ 1987‬زاد من تعقيد توزيع األراضي على‬
‫املستفيدين بدون ضماانت (فاألرض أصبحت عرضة للنهب واالستغالل غري العقالين )‪،‬ويف سنة ‪1992‬‬
‫عرف نصيب الفرد من األرض الصاحلة للزراعة اخنفاضا من ‪ 0.29‬هكتار إىل ‪ 0.20‬هكتار يف سنة‬
‫‪.2000‬كما يرجع إىل افتقاد القطاع الفالحي حلقوقه بسبب دعم تسوية عقود امللكية ألكثر من ‪ 3‬ماليني‬
‫هكتار (أي ما يعادل ‪ 3/2‬من املساحة التابعة له زايدة على تعقيد عملية املرياث)‪،‬كما أن عدم إرجاع‬
‫حقوق املالك املؤمنني بسبب استغالل أراضيهم يف املشاريع العامة‪ ،‬مل يتم تعويضهم أبراضي أخرى‪ ،‬أو عدم‬
‫التقييم احلقيقي لألراضي‪ ،‬وهذا على الرغم من تعديل القانون( ‪ )25-90‬املتضمن التوجيه العقاري إلمكانية‬
‫تسوية النزاعات‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ 2‬ـ سياسة التجديد الفالحي والريفي‪:‬‬


‫متثل الفالحة عنصرا اسرتاتيجيا بديال يف العمل على خلق الثروة واملسامهة يف عملية التشغيل ويف‬
‫التنمية االقتصادية ككل‪ ،‬وكذلك إهنا البديل املهم يف إنعاش األمن الغذائي من كل جوانبه االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وضعت وزارة الفالحة والتنمية الريفية ابجلزائر جمموعة من األهداف ضمن خطة مخاسية للتنمية‬
‫لفرتة ( ‪ 2010‬ـ ‪ )2014‬واهلدف منها هو حتقيق األمن الغذائي للمجتمع اجلزائري‪ ،‬وميكن رصدها على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫أ ـ أتمني املستثمرين الفالحني فيما خيص العقار‪ :‬جاء قانون التوجيه املعتمد سنة ‪ 2008‬الذي يعمل‬
‫على حتديد وسائل محاية وترقية وضبط القطاع الفالحي وتنظيم املهنة‪ ،‬وحتديد كيفية استغالل األراضي‬
‫الفالحية ‪...‬إخل عن طريق االمتياز‪ ،‬من خالل هتيئة شبكات املياه‪ ،‬تكثيف برامج احلبوب واخلضر وغريها‬
‫من املواد االستهالكية‪ ،‬ومن بني القرارات اليت ميكن اختاذها هي إعادة تنظيم مؤسستني لتسيري مسامهات‬
‫املنتجات احليوانية‪.15‬‬

‫ب ـ مواصلة التدعيم املايل يف سبيل التجديد الفالحي‪ :‬ويهدف هذا الدعم إىل‪:‬‬
‫‪ -‬اإلبقاء على األثر التحفيزي اهلام لتسعريات مجع القمح والشعري والبقول واحلليب لفائدة املنتجني‪،‬‬
‫وهي كلها منتجات يرهق استريادها امليزان التجاري ويضعف األمن الغذائي للبالد‪.‬‬
‫‪ -‬مت ويل ترسانة التدابري إلزامية إىل دعم تنمية النشاطات الزراعية من خالل إعاانت مالية ترتاوح بني‬
‫‪ %20‬و‪ %30‬هبدف اقتناء البذور واألمسدة‪.‬‬
‫‪ -‬التيسري يف منح قروض فالحية بدون فوائد " القرض الرفيق" من خالل حتمل كافة األعباء املتعلقة‬
‫به‪.‬‬

‫ج ـ دعم االستثمار العمومي يف جمال املوارد املائية لتطوير الفالحة‪ :‬هتدف الدولة من خالل هذه‬
‫اإلسرتاتيجية إىل توجيه االستثمارات العمومية لتطوير الري الفالحي الذي من املتوقع أن حيقق تقدما معتربا‬
‫خالل هذه الفرتة‪ ،‬ويتمحور هذا من خالل العمل على توسيع املساحات املسقية إىل أزيد من ‪ 20‬ألف‬

‫‪234‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫هكتار‪ ،‬بفضل املياه اليت توفرها حوايل ‪ 10‬سدود موزعة عرب مشال البالد‪ ،‬اهلضاب العليا ‪...‬إخل‪.16‬والعمل‬
‫على وضع جمموعة من التدابري واألسس الرشيدة إلجناح هذا اجملال ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬ترشيد استهالك املياه خاصة يف القطاع الزراعي الذي يستهلك أكثر من ‪ %80‬من املياه املتاحة‪،‬‬
‫وميكن أن يتم ذلك عن طريق تطبيق أنظمة الري ابلتنقيط يف األراضي اجلديدة‪ ،‬وتقليل من فائض‬
‫مياه الري عن طريق املصارف خاصة يف األراضي القدمية اليت حيول تفتت احليازات فيها دون تطبيق‬
‫أنظمة الري احلديثة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قيود قانونية وأخالقية على اإلسراف يف استخدام املاء‪.‬‬

‫د ـ تعبئة القطاع الصناعي ملرافقة التجديد الفالحي‪ :‬مت التسخري هلذا القطاع حوايل ‪ 70‬مزرعة عمومية‬
‫إلنتاج البذور واألغراس واحليواانت الولودة ذات اجلودة العالية‪ ،‬إضافة إىل حتديث ‪ 15‬ملبنة عمومية من‬
‫أجل إشراكها بشكل واسع يف مجع واستعمال اإلنتاج احمللي للحليب‪ ،‬وعلى صعيد آخر فهذه السياسة يتم‬
‫السعي من خالهلا إىل تنمية الطاقات الوطنية لضبط سوق املنتجات الفالحية‪ ،‬فبعد أن مت استحداث تراتيب‬
‫جديدة للتدخالت العمومية من أجل ضبط األسعار املعروضة على املنتجني‪ ،‬تعمل احلكومة على تعزيز‬
‫القدرات العمومية للضبط يف ميادين ختزين احلبوب حبجم ‪ 8‬ماليني قنطار‪ ،‬و‪ 80‬خمزوان للتربيد بطاقة إمجالية‬
‫تقارب مليون م‪ 3‬وغريها‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لدور العقار يف سد الفجوة الغذائية‪ ،‬فإن الربامج التنموية اليت جاءت إبسرتاتيجية‬
‫متكاملة لتطوير القطاع الفالحي سواء يف جمال الري أو السكن الريفي أو استصالح األراضي‪ ،‬وتوسيع‬
‫شبكات التوصيل ابلغاز والكهرابء وبناء السدود‪ ،‬فكلها تصب يف صاحل االستغالل األمثل والرشيد للعقار‬
‫الفالحي‪ ،‬مكملة بذلك لبعض القوانني املتعلقة ابلعقار الفالحي واحملافظة عليه‪ ،‬وتتجسد أمهية العقار فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬التخفيف من التبعية يف جمال الغذاء اليت تؤرق احلكومات‪ ،‬فالغذاء أصبح أداة ضغط من الدول‬
‫املصدرة للغذاء‪ ،‬حيث انتقلت التبعية من الغذاء إىل ضغط سياسي واقتصادي على الدول املستوردة‪.‬‬
‫‪ -‬زايدة الصادرات من السلع الغذائية‪ ،‬وابلتايل زايدة مسامهة القطاع الفالحي يف الناتج احمللي اإلمجايل‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬زايدة املنتجات املستعملة يف الصناعات الغذائية لتطويرها ومسامهتها يف زايدة الصادرات خارج‬
‫احملروقات‪.‬‬
‫‪ -‬االستغالل الرشيد للعقار الفالحي وتوفري التمويل الالزم يسهم يف التخفيف من ظاهرة النزوح الريفي‬
‫وإجياد املزيد من مناصب الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬املسامهة يف التنمية البيئية املستدامة‪. 17‬‬
‫كل هذه اجلهود هتدف من أجل االرتقاء والنهوض ابلقطاع الزراعي بشكل تتوفر عليه كل متطلبات‬
‫الغذاء لألفراد‪ ،‬واحملافظة على متطلبات األجيال القادمة‪ ،‬من أجل حتقيق سياسة زراعية مستدامة ذات بعد‬
‫تنموي انجح‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ سياسات دعم اإلنتاجية‪:‬‬


‫يعتمد برانمج دعم اإلنعاش االقتصادي يف القطاع الفالحي على مواصلة اجلهود اليت انطلقت من‬
‫املخطط الوطين للتنمية الفالحية (‪ )P.N.D.A‬سنة ‪ ،2000‬ويستهدف يف هذا اإلطار زايدة اإلنتاج‬
‫الفالحي مبا فيها الصادرات من املنتجات الفالحية‪ ،‬كما يضع من بني أهدافه الرئيسية استقرار سكان‬
‫األرايف ومكافحة الفقر يف الوسط الريفي‪ ،‬وقد مت ختصيص ‪ 55.9‬مليار دج للقطاع الفالحي من إمجايل‬
‫قيمة الربانمج‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ دور سياسة احلوافز الضريبية يف القطاع الفالحي يف تعزيز األمن الغذائي‪:‬‬
‫لعبت احلوافز الضريبية املقدمة للمستثمرين يف القطاع الفالحي دورا كبريا يف زايدة حجم‬
‫االستثمارات سواء يف جمال تربية احليواانت خاصة شعبة اللحوم البيضاء‪ ،‬حبيث زادت من العدد اإلمجايل‬
‫للمستثمرين‪ ،‬وهو ما انعكس إجيااب على أسعار اللحوم البيضاء يف األسواق احمللية‪ .‬ويف اجملال الزراعي كان‬
‫هلا أثر كبري على عمليات استصالح األراضي السهبية والزراعية‪،‬كما سامهت يف ارتفاع احملصول الزراعي يف‬
‫جمال اخلضر والفواكه خاصة شعبة اخلضر ( البطاطا والبصل )‪،‬كما زادت من حجم اإلنتاج من التمور‬
‫املوجهة لعمليات التصدير واالستهالك احمللي‪.18‬‬

‫‪236‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫‪ 5‬ـ تشجيع منو الدخل الريفي وتنويعه‪:‬‬


‫من املعلوم أن منو الدخل الزراعي يساهم بشكل كبري يف احلد من تدهور األراضي من خالل عدم‬
‫النزوح إىل املدن‪ ،‬فيقود منو الدخل الريفي إىل منو أسواق املنتجات املتنوعة‪ ،‬واملنتجات املالئمة للحاالت‬
‫البيئية يف األراضي احلدية‪ ،‬وختلق زايدات الدخول فرصا أكثر لتكامل النظم الزراعية‪ .‬وذلك من خالل العمل‬
‫على توقيع عقود النجاعة للتجديد الفالحي والريفي‪ ،‬لعلها من بني اإلجراءات اجلديدة اليت مست هذا‬
‫القطاع من أجل عصرنة وفق معايري الدول املتقدمة‪ ،‬وهذا من خالل التحول من بلد مستهلك إىل منتج يف‬
‫أفق ‪،2014‬حيث مت إمضاء عقود النجاعة يف الفرتة املمتدة بني ‪14‬و‪ 22‬جانفي ‪ 2009‬بني وزارة الفالحة‬
‫والتنمية الريفية من جهة‪ ،‬وممثلي ‪ 48‬والية عرب الوطن‪ ،‬مدراء املصاحل الفالحية‪ ،‬وحمافظي الغاابت ولقاءات‬
‫جهوية أخرى كان هدف السلطات هو حتقيق األمن الغذائي‪ ،‬الذي يعترب مطلبا أساسيا وهدفا مشرتكا يف‬
‫ظل ارتفاع أسعار املواد األساسية يف السوق العاملية خاصة مع تداعيات األزمة املالية العاملية اليت عصفت‬
‫ابقتصادايت العديد من الدول‪ ،‬حيث تعزز مطلب حتقيق التنوع يف اإلنتاج الوطين‪ ،‬ويف مقدمته اإلنتاج‬
‫الفالحي الغائب عن املعادلة االقتصادية واملستقبلية للجزائر‪،19‬فاملغزى من كل هذه التدعيمات هو رفع‬
‫مستوى هذه السياسات الزراعية إىل حتقيق االكتفاء الذايت‪.‬‬

‫‪6‬ـ تشجيع االستثمار يف الزراعة‪:‬‬


‫عرف االستثمار الزراعي يف اجلزائر بداية من التسعينات تطورات هامة‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫اإلصالحات االقتصادية والسياسية اليت عرفتها البالد ابنتقاهلا إىل اقتصاد السوق‪ ،‬الذي أعطى احلرية‬
‫لالستثمار اخلاص احمللي واألجنيب‪ ،‬خاصة مع صدور قانون االستثمار ( ‪ 93‬ـ ‪ )12‬سنة ‪،1993‬وتطبيق‬
‫برامج اإلصالح اهليكلي اليت تبنتها الدولة‪ ،‬واإلصالحات اليت عرفها القطاع الزراعي‪ ،‬خاصة مع الدور الذي‬
‫قامت به الدولة من توفري وسائل الدعم املايل واملعنوي‪ ،‬واالهتمام ابالستثمارات يف البنية األساسية املرتبطة‬
‫ابلزراعة‪ ،‬وتقدمي اخلدمات املساندة لإلنتاج الزراعي يف جمال البحوث واإلرشاد والتدريب واإلقراض‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل تطبيق املخطط الوطين للتنمية الفالحية بداية من سنة ‪ 2000‬الذي وسع من جماالت االستثمار الزراعي‬
‫ليشمل مجيع الفروع النباتية واحليوانية‪ ،‬وكذا التطورات اليت عرفتها قوانني االستثمار اليت هتدف إىل تشجيع‬
‫وحتفيز االستثمارات اخلاصة‪ ،‬وهو ما أدى إىل ارتفاع حجم االستثمارات العامة واخلاصة يف اجملال الزراعي‬

‫‪237‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫لتحقيق أهداف الدولة واملتمثلة يف توسيع األراضي الزراعية‪ ،‬وزايدة اإلنتاج واإلنتاجية الزراعية‪ ،‬وتوفري مناصب‬
‫شغل للسكان والتنمية الريفية واألمن الغذائي‪.‬‬

‫اثلثا ـ التطلعات املستقبلية للسياسات الزراعية املستدامة ألمن غذائي جيد‪:‬‬


‫إن من أجل بناء اسرتاتيجيات مستقبلية للسياسات الزراعية يف ظل أمن غذائي كايف جلملة احتياجات‬
‫األفراد ‪ ،‬تعمل اجلزائر على الدخول يف شراكات وتكتالت مع دول كانت أو منظمات من أجل اخلروج من‬
‫هاجس الفجوة الغذائية وترقية املنتجات الزراعية‪ ،‬إىل عمليات التصدير إىل األسواق العاملية‪ ،‬وبناء على هنج‬
‫حبثي علمي متكامل من كل اجلوانب بعيدا على كل الضغوطات واملشاكل بتجاوزاهتا بشكل أكادميي خيدم‬
‫مصلحتها ويفتح الباب أمام تطلعات جتارية يف األسواق العاملية‪.‬‬

‫‪1‬ـ تفعيل التنمية الزراعية ألمن غذائي مستدام ‪:‬‬


‫تعتمد متطلبات حتقيق التنمية الزراعية واألمن الغذائي على مجلة من الركائز‪ ،‬واليت ميكن إمجاهلا يف‬
‫تعزيز جهود حتديث الزراعة وتنمية قدراهتا التنافسية واإلنتاجية‪ ،‬وتنمية وصيانة املوارد الطبيعية واحملافظة على‬
‫البيئة‪ ،‬مبا يكفل حتقيق أهداف اجليل احلايل واألجيال القادمة وتتمثل هذه األهداف فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬زايدة اإلنتاج الزراعي كما وكيفيا‪ ،‬حىت تستطيع االستجابة ملقتضيات االستهالك من املواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني أداء وفعالية القطاع الزراعي‪ ،‬ورفع اإلنتاجية الزراعية عن طريق االستغالل األمثل للموارد‬
‫اإلنتاجية واالدخار املتزايد ملختلف االبتكارات واالخرتاعات التقنية الزراعية‪ ،‬وذلك لتعزيز القدرة‬
‫التنافسية للزراعة‪ ،‬ومتكني اإلنتاج الوطين من اإلحالل حمل الواردات الزراعية اليت تنهك امليزان‬
‫التجاري‪.20‬‬
‫وألجل حتقيق تنمية زراعية وأمن غذائي مستدام البد من حتقيق مجلة من األهداف‪:21‬‬
‫‪ -‬االرتقاء ابملستوى املعيشي لألرايف؛ وذلك من خالل إجياد نظام زراعي مستدمي مع احملافظة على‬
‫املوارد الزراعية والبيئية احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬احلد من الفقر يف الريف يف ظل اسرتاتيجية عريضة لتحقيق التنمية الريفية املستدمية ‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫‪2‬ـ تفعيل البحث العلمي الزراعي لتأمني الطلب على الغذاء‪:‬‬


‫إن مستقبل الزراعة جيب أن تعتمد على استمرار تطوير التكنولوجيا واألحباث العلمية‪ ،‬وإن أية‬
‫اسرتاتيجيات تستهدف حتسني الزراعة البد من أن تعطي أولوية كربى لوضع الربامج املكثفة يف جمال البحوث‬
‫التطبيقية ‪ ،‬ويف جمال املعلوماتية واهلندسة الوراثية‪ ،‬وبيوتوكنولوجيا النبااتت‪ ،‬وعلوم الرتبية والبيئة‪...،‬إخل‪ .‬ويف‬
‫هذا الصدد‪ ،‬بدأت اجلزائر تويل اهتمامها هبذا اجلانب من خالل مجلة من األولوايت اليت تبنتها يف هذا‬
‫اجملال‪ ،‬واليت تكمل على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على إنشاء برانمج وطين للبحث العلمي يف جمال األمن الغذائي‪ ،‬وذلك إبشراك ممثلني من كل‬
‫الفئات ذات الصلة‪ ،‬والعاملني يف اجلامعات ومعاهد البحوث والقطاعات الصناعية واحلكومة‬
‫واملؤسسات املمولة سواء اخلاصة والعامة‪.‬‬
‫‪ -‬بناء شراكات إقليمية ودولية والتمويل املشرتك للبحوث ذات الصلة ابألمن الغذائي‪.‬‬
‫‪ -‬تبين أجنع السبل لتثمني نتائج البحوث وتوجهاهتا إىل الواقع العلمي وكذا البحث األكادميي ليتماشى‬
‫مع احتياجات املستخدمني‪.22‬‬
‫‪ -‬القدرة االقتصادية للفرد اجلزائري يف احلصول على الغذاء على السلع الغذائية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تفعيل التكامل العريب والشراكة املتوسطية‪:‬‬


‫إن مساعي اجلزائر يف تقوية وإقامة شراكات عاملية من أجل االنفتاح التجاري واملايل الذي بدأته‬
‫منذ تبنيها لإلصالحات يف عقد التسعينات‪ ،‬وهذا على مجيع األصعدة العربية واإلفريقية‪ ،‬واملتوسطية‪ ،‬والعاملية‪،‬‬
‫موازاة مع ذلك عرف حجم الدين اخلارجي للجزائر تراجعا خالل العشرية األخرية وابلنتيجة تراجعت نسبة‬
‫قائمة الدين اخلارجي إىل الناتج الداخلي اخلام منتقلة من ‪ % 46.1‬سنة ‪ 2000‬إىل ‪ %2.81‬سنة‬
‫‪.232009‬‬
‫إلجناح هذه اجلهود‪ ،‬وتركيزا على حتقيق أمن غذائي كايف لكل املتطلبات البد من تعزيز وتفعيل هذا‬
‫التكامل بني الدول العربية للقضاء على العجز الغذائي القطري‪ ،‬ومن مث العريب‪ ،‬وحتقيق االكتفاء الذايت‪،‬‬
‫فهذه العملية قد نقول عليها اهنا ستتعدى حدود اإلمكانية القطرية‪ ،‬وهي تتطلب اجلهود الفعلية واالستفادة‬

‫‪239‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫من املوارد املتاحة ‪ ،‬وفقا السرتاتيجيات مضبوطة سامهت يف تفعيل هذا التعاون أو التكامل‪ ،‬نذكر جمموعة‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬وضع خطة تطبيقية رامية إىل زايدة الرقعة املزروعة عن طريق االستصالح وحتسني سبل الري‪،‬‬
‫واستخدام التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬وتعزيز البحث العلمي بفرض مضاعفة اإلنتاج للمحاصيل والسلع‬
‫الزراعية‪ ،‬ويف مقدمتها احلبوب‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون العريب لبناء خمزون اسرتاتيجي قومي من احلبوب‪ ،‬والسيما من القمح يكفي لتلبية احتياجات‬
‫املنطقة لفرتة زمنية مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار من أجل فسح اجملال اخلاص بتوفري املناخ املناسب واالهتمام أكثر ابلتصنيع الزراعي‬
‫والغذائي العريب ضمن خطة مدروسة‪.‬‬
‫‪ -‬تنسيق السياسات الزراعية يف جمال القوانني واألنظمة التجارية وتشريعات العمل املختلفة‪ ،‬وربطها‬
‫مبختلف شبكات االتصال املتطورة اليت تتماشى مع املستجدات العاملية‪.‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫يعترب القطاع الزراعي األداة أو السبيل الالزم لتحقيق أمن غذائي مستدام من كل اجلوانب‪ ،‬هلذا‬
‫تعمل معظم الدول على أخذ كل التدابري الالزمة للخروج من الثغرات الغذائية‪ ،‬اجلزائر من بني الدول‬
‫الساعية ملواجهة هذه التحدايت ذات األبعاد االقتصادية واالجتماعية والسياسية واليت تتمثل يف قصور‬
‫اإلنتاج الغذائي‪ ،‬ومن أجل سد هذه الفجوة أو املشكلة الغذائية أصبح على اجلزائر أن تنمي قطاعها‬
‫الزراعي‪ ،‬وهذا ابلعمل على إدخال التوازن اهليكلي للصادرات والتخلص من التبعية للخارج يف ميدان‬
‫استرياد املنتجات االستهالكية وحتقيق األمن الغذائي‪ ،‬ونظرا للدور اهلام الذي يلعبه هذا القطاع سواء من‬
‫حيث توفريه حلاجيات السكان املتزايدة من املواد االستهالكية أو من حيث مسامهته يف حتقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬هلذا تتضاعف اجلهود لتوفري كل ما حتتاجه التنمية الفالحية من موارد مالية ومادية وبشرية‬
‫للوصول إىل األهداف املرجوة‪ ،‬وألجل حتفيز اإلنتاج الزراعي عملت على وضع اسرتاتيجيات تنموية جديدة‬
‫ألجل فتح أبواب تنموية انجحة جبملة التدعيمات واألطر التنظيمية والقانونية‪ ،‬والعمل على الدخول يف‬

‫‪240‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫منطقة التجارة احلرة العربية والشراكة األوروبية‪ ،‬إال أنه ضئيل وهذا راجع لسبب ضعف الصادرات اجلزائرية‪،‬‬
‫وكذلك زايدة الواردات اجلزائرية‪ ،‬وبذلك فإنه ليس بديال ملسار متعدد األطراف حتت مظلة املنظمة العاملية‬
‫للتجارة‪ ،‬لكن املشاكل اليت يعاين منها القطاع سواء استغالل الطاقات اإلنتاجية وغياب التأطري الفين‬
‫واإلرشاد وضعف التسيري والتنظيم وكذا التقلبات املناخية جعلت أداء هذا القطاع ضعيفا‪ ،‬إضافة إىل بقاء‬
‫مشكلة التبعية للخارج يف ميدان استرياد املواد الغذائية‪ ،‬دون نسيان العجز يف امليزان التجاري للمنتجات‬
‫الفالحية نتيجة عدم القدرة على رفع الصادرات‪ ،‬وابلرغم من اجملهودات اليت بذلتها الدولة والرامية إىل‬
‫تفعيل دور القطاع الفالحي يف االقتصاد الوطين من خالل اعتماد سياسات وبرامج احلكومة يف آفاق‬
‫‪،2014‬اخلاصة ابلتجديد الزراعي والريفي‪ ،‬الصحة النباتية‪ ،‬ودعم مدخالت اإلنتاج من البذور واألسعار‬
‫ومشروع إعادة تنظيم امللكية الفالحية‪ ،‬ابإلضافة إىل حجم االستثمار الفالحي الذي قارب ‪ 5‬ماليني‬
‫دوالر‪ ،‬إال أن التحدي الكبري واملهم هو الرفع من انتاجية اهلكتار الواحد من املنتوج الزراعي الذي له صلة‬
‫وثيقة ابألمن الغذائي وحتقيق هدف االكتفاء الذايت املبين على اإلنتاج الوطين من خالل‪:‬‬
‫تفعيل دور اإلرشاد الزراعي يف إنتاج احملاصيل الزراعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زايدة املنتجات احليوانية عن طريق انتاج أعالف حيوانية من املخلفات الزراعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكوين خمزون اسرتاتيجي من السلع الغذائية الرئيسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سياسات التوعية الغذائية لرتشيد استهالك الغذاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع املؤسسات العمومية على االستثمار يف القطاع الزراعي‪ ،‬وابلتحديد شركة "سوانطراك " كوهنا‬ ‫‪-‬‬
‫متلك غالف مايل يسمح هلا ابالستثمار‪.‬‬
‫اللجوء إىل تقدمي تسهيالت حتفيزية للمستثمرين اخلواص واألجانب‪ ،‬لالستثمار يف املناطق الصحراوية‬ ‫‪-‬‬
‫مبا يفتح آفاقا واسعة للخروج من دائرة االقتصاد املعتمد يف قطاع احملروقات‪.‬‬
‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪ - 1‬حممد مسري مصطفى‪"،‬األمن الغذائي العريب واألزمة الغذائية خسائر الواقع وحلول املستقبل"‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية‬
‫عربية‪ ،‬العدد‪ ،2010 ،52.‬ص‪.‬ص‪136.‬ـ‪.137‬‬

‫‪241‬‬
‫مرمي علوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ - 2‬الطيب البكوش‪"،‬الرتابط بني األمن اإلنساين وحقوق اإلنسان"‪ ،‬اجمللة العربية حلقوق اإلنسان‪ ،‬العدد‪،10.‬‬
‫جوان ‪،2003‬ص‪.166.‬‬
‫‪ - 3‬صديق حممد الطيب‪" ،‬األمن الغذائي العريب وحمدداته (السودان منوذجا )"‪ ،‬اجمللة العربية للدراسات األمنية‬
‫والتدريب‪ ،‬العدد‪ ،2009 ،34.‬ص‪.45.‬‬
‫‪ - 4‬رانية اثبت الدرويب‪" ،‬واقع األمن الغذائي العريب وتغرياته احملتملة يف ضوء التغريات االقتصادية الدولية"‪ ،‬جملة‬
‫جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد‪ ،2008 ،01.‬ص‪.288.‬‬
‫‪-5‬ـ منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة ‪،‬جلنة األمن الغذائي العاملي‪ ،‬الدورة ‪. 27‬‬
‫‪http://www.fao.org/docrep/meeting/003/Y0527A.htm note2‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-The Food and Agriculture Organization Of The United Nation (FAO) ,The Internatinal‬‬
‫‪Fund For Agricultural Development ( IFAD) and The World Food Programme ( WFP) The‬‬
‫‪State Of Food Insecurity in The Wold 2013", The multiple dimensions of Food security",‬‬
‫‪Rome, FAO, 2015, p.8.‬‬
‫‪ -7‬رضا حممد هالل‪" ،‬أمن املوارد وآاثره اإلسرتاتيجية على الدول العربية "‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬العدد‪،168.‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2011‬ص‪.19.‬‬
‫‪ -8‬أمحد مصنوعـ ــة‪"،‬الصناع ــات الغ ــذائي ـ ــة كمدخـ ــل لتحقيق األمن الغذائي يف اجلزائ ـ ــر الواقـ ـ ــع واملأمول"( ورقة حبث‬
‫قدمت ف ــي امللتق ــى الدول ـي حول‪" :‬ضوء املتغريات والتحدايت االقتصادية الدولية ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الشلف ‪23‬ـ ‪ 24‬نوفمرب‬
‫‪ ،) 2014‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -9‬سامل توفيق النجفي‪ ،‬حممد صاحل تركي القريشي‪ ،‬مقدمة يف اقتصادايت البيئة ( العراق‪ :‬مديرية دار الكتب )‪،‬‬
‫ص‪ .‬ص‪ 135.‬ـ ‪.138‬‬
‫‪-10‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.74 .‬‬
‫‪ -11‬نواري اميان ‪،‬النظام القانوين لعقد االمتياز االداري يف التشريع اجلزائري ‪،‬مذكرة مكملة من متطلبات نيل شهادة‬
‫املاسرت يف احلقوق ‪،‬ختصص قانون اداري ‪،‬جامعة حممد خيضر بسكرة ‪،‬سنة ‪،2014 -2015‬ص‪6.‬‬
‫‪ -12‬املخطط الوطين للتنمية الفالحية‪" ،‬اجلهاز املؤطر لربانمج استصالح األراضي عن طريق منح اإلمتياز"‪ ،‬وزارة‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‪ ،1998 ،‬ص ‪. 14 .‬‬
‫‪ -13‬مرمي عريب‪" ،‬آاثر سياسات حترير التجارة الدولية على حتقيق األمن الغذائي املستدام يف الدول النامية‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة آلاثر التحرير على األمن الغذائي املستدام يف االقتصادايت املغاربية" ( رسالة ماجيستري‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االقتصادية والتسيري‪ ،‬جامعة سطيف‪ 2013 ،‬ـ ‪ ،) 2014‬ص‪.244 .‬‬
‫‪242‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ متطلبات حتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر ـ الواقع واآلفاق ـ‬

‫‪ -14‬أمحد مصنوعة‪" ،‬الصناعات الغذائية كمدخل لتحقيق األمن الغذائي يف اجلزائر‪ :‬الواقع واملأمول"‪ ،‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪ ،‬ص‪15.‬‬
‫‪ -15‬عائشة نساب‪" ،‬إعادة االعتبار للدور املنوط لسكان األرايف يف استدامة األمن الغذائي‪ :‬اجلزائر منوذجا"‬
‫( ملتقى دويل حول‪ :‬استدامة األمن الغذائي يف الوطن العريب يف ضوء املتغريات والتحدايت االقتصادية والدولية"‪،‬‬
‫جامعة الشلف‪23 ،‬ـ ‪ 24‬نوفمرب ‪ ،2014‬ص‪.14 .‬‬
‫‪ -16‬زهريي عماري‪،‬أسامة عامر‪"،‬القطاع الفالحي بني حتدايت حتقيق اإلكتفاء الذايت و رهان األمن الغذائي" –‬
‫دراسة حالة اجلزائر‪ ( -‬ملتقى حول ‪ :‬دور التأمني الزراعي لتحقيق التنمية الفالحية من ‪،2012 -2000‬كلية‬
‫العلوم اإلقتصادية و التجارية وعلوم التسري ‪،‬جامعة سطيف‪04،‬جوان ‪،)2014‬ص‪. 09 .‬‬
‫‪ -17‬ليندة رزقي‪" ،‬ترشيد استغالل العقار الفالحي ودوره يف سد الفجوة الغذائية وحتقيق األمن الغذائي يف اجلزائر‬
‫من خالل الربامج التنموية ‪ 2001‬ـ ‪ ( "2014‬امللتقى الدويل التاسع حول‪" :‬استدامة األمن الغذائي يف الوطن‬
‫العريب يف ضوء املتغريات والتحدايت االقتصادية والدولية"‪ ،‬جامعة الشلف‪ 23 ،‬ـ ‪ 24‬نوفمرب ‪ ،2014‬ص‪.‬ص ‪.‬‬
‫‪ 09‬ـ ‪.10‬‬
‫‪ -18‬علي عزوز‪ "،‬احلوافز اجلبائية يف القطاع الفالحي ودورها يف دعم األمن الغذائي‪ :‬حالة اجلزائر" (ملتقى دويل‬
‫حول‪" :‬استدامة األمن الغذائي يف الوطن العريب يف ضوء املتغريات والتحدايت االقتصادية"‪ ،‬جامعة الشلف‪ 23 ،‬ـ‬
‫‪ 24‬نوفمرب ‪، )2014‬ص‪.5‬‬
‫‪ -19‬عائشة نساب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪ -20‬نذير طروبيا‪" ،‬تعثر برامج التنمية الزراعية لتحقيق األمن الغذائي العريب وسبل تفعيلها ـ اجلزائر منوذجا ـ" ( ملتقى‬
‫دويل حول‪" :‬استدامة األمن الغذائي يف الوطن العريب يف ضوء املتغريات والتحدايت االقتصادية الدولية"‪ ،‬جامعة‬
‫الشلف‪ 23 ،‬ـ ‪ 24‬نوفمرب ‪ ،) 2014‬ص‪. 13.‬‬
‫‪ -21‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫‪ -22‬مراد علة ‪ "،‬إشكالية األمن الغذائي يف اجلزائر ـ قراءة تقييمية يف السياسات الوطنية للتنمية الفالحية وسبل‬
‫تفعيل التكامل الغذائي" (ملتقى دويل حول‪" :‬استدامة األمن الغذائي يف الوطن العريب يف ضوء املتغريات والتحدايت‬
‫االقتصادية والدولية"‪ ،‬جامعة الشلف‪ 23 ،‬ـ ‪ 24‬نوفمرب )‪ ،‬ص‪.‬ص ‪ 12‬ـ ‪.13‬‬
‫‪ -23‬عياش ابلعاطل‪ " ،‬سياسات التنمية املستدامة واألهداف اإلمنائية لأللفية يف اجلزائر ـ دراسة تقييمية حلدود‬
‫االلتزامات وطبيعة اإلجنازات "( مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬مدرسة دكتوراه يف العلوم‬
‫االقتصادية والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سطيف‪ 2010 ،‬ـ ‪ ،) 2011‬ص‪.210 .‬‬
‫‪243‬‬

You might also like