You are on page 1of 23

‫العدد‪ -13‬جوان ‪ ،0229‬المجلد ب‪ ،‬ص‪.‬ص‪052 -009.

‬‬
‫بحوث اقتصادية‬

‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‬


‫‪ -‬حالة الجزائر ‪-‬‬

‫ملخص‬
‫اختلفت النظرة لطبيعة المشكلة الغذائية للدول النامية‪ ،‬مما أدى الختالف‬
‫المفاهيم المستخدمة للتعبير عنها‪.‬‬
‫يهدف المقال لتقديم هذه المفاهيم‪ ،‬تحليلها وتحديد طبيعة المشكلة ضمن‬
‫أ‪ .‬زعيبط نور الدين‬ ‫كل مفهوم منها‪ ،‬لنتبنى المفهوم األكثر تعبيرا عن أبعاد المشكلة وخطورتها‬
‫كلية العلوم االقتصادية‬ ‫والمتمثل في مفهوم التبعية الغذائية‪ .‬نحاول تطبيق هذا المفهوم على حالة‬
‫وعلوم التسيير‬ ‫الجزائر‪ ،‬فنبين تجليات المشكلة وأسبابها‪.‬‬
‫جامعة منتوري قسنطينة‬
‫الجزائر‬

‫مقدمة‬
‫اختلفت النظرة لطبيعة المشكلة الغذائية‬ ‫لقد‬
‫وهو ما جعل المفاهيم الموضوعة للتعبير عنها‬
‫تتعدد وتختلف‪ .‬سوف نتطرق بالتحليل والمناقشة‬
‫لهذه المفاهيم لنتبنى المفهوم الذي نراه أكثر تعبيرا‬
‫وداللة عن المشكلة‪ .‬ضمن هذا التبني نحاول تبيان‬
‫تجليات المشكلة الغذائية وأسبابها في الجزائر‪.‬‬ ‫‪Résumé‬‬
‫‪.3‬طبيعة المشكلة الغذائية للدول النامية‪.‬‬ ‫‪Le problème alimentaire des pays‬‬
‫‪en développement est posé sous‬‬
‫‪ .3.3‬تحليل ومناقشة مفاهيم اإلشكالية الغذائية‬ ‫‪différentes natures. Par conséquent,‬‬
‫‪diverses notions sont utilisées pour‬‬
‫للدول النامية ‪.‬‬ ‫‪l’exprimer.‬‬
‫‪Cet article tente de présenter ces‬‬
‫‪.3.3.3‬االكتفاء الذاتي الغذائي‪ :‬يعرف "بقدرة‬ ‫‪notions, les analyser et définir la‬‬
‫المجتمع على تحقيق االعتماد الكامل على النفس‬ ‫‪nature de la question dans chacune‬‬
‫‪d’elles, afin d’adopter la notion qui‬‬
‫وعلى الموارد واإلمكانات الذاتية في إنتاج كل‬ ‫‪en exprime, le mieux, les dimensions‬‬
‫احتياجاته الغذائية محليا"[‪]1‬‬ ‫‪et la gravité, à savoir la dépendance‬‬
‫‪alimentaire. Cette notion nous‬‬
‫لقد وجهت لهذا التعريف مجموعة من التحفظات‬ ‫‪l’appliquons à l’Algérie pour‬‬
‫أهمها‪:‬‬ ‫‪montrer les apparences et les causes‬‬
‫‪du problème.‬‬
‫ـ تحديد مستوى االكتفاء الذاتي؛ هل يكون عند‬

‫‪ ‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر ‪0229‬‬


‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫الحد األدنى في توفير االحتياجات الغذائية‪ ،‬أم عند الحد المتوسط‪ ،‬أو عند الحد األعلى؟‬
‫إن الطلب على الغذاء يرتبط بمستوى الدخل في البلد‪ ،‬فكلما زاد متوسط الدخل‬
‫الفردي للبلد كلما كان منطقيا أن يتحسن مستوى المعيشة ويزيد مستوى الطلب على‬
‫الغذاء إلى مستويات أعلى‪ .‬وهذا ما يجعل االكتفاء الذاتي الغذائي قضية نسبية في رأي‬
‫البعض‪.‬‬
‫ـ رغم نبل الغاية من االكتفاء الذاتي الغذائي فإن تحقيقه في غالب األحيان يعتبر‬
‫صعبا؛ فاالكتفاء الذاتي الغذائي يتوقف بدرجة كبيرة على الموارد الطبيعية المتاحة‬
‫كاألراضي والمياه والظروف المناخية‪ ،‬إلى جانب توفر المهارات والتقنيات الحديثة‬
‫لدى المزارعين‪ .‬إن كل هذه الشروط غير متوفرة بما يحقق االكتفاء الذاتي والقضاء‬
‫على االعتماد على الخارج للدول النامية‪.‬‬
‫ـ والعتبارات تتعلق بالعولمة االقتصادية وكل ما جراها من تحرير للتبادل التجاري‬
‫في ظل المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬فإن البعض يرى أن القرارات الرشيدة تتمثل في تلك‬
‫التي تعتبر التكلفة الدنيا هي التي تحدد مدى االعتماد على اإلنتاج المحلي أو االستيراد‬
‫من الخارج‪.‬‬
‫من جهتنا فإن دعمنا أو رفضنا لسياسة االكتفاء الذاتي الغذائي يتوقف على األهداف‬
‫والمشاكل التي يراد تحقيقها أو دفعها بإتباع هذه السياسة‪.‬‬
‫ومن األهداف الرئيسة لهذه السياسة نجد السعي لتخصيص الموارد المالية الشحيحة‬
‫المتاحة لتحقيق تنمية صناعية وبناء قاعدة تحتية هيكلية تخدم وتسرع عملية التنمية‬
‫المنشودة‪ ،‬بدل تخصيصها الستيراد الغذاء‪.‬‬
‫أما أكبر مشكلة يراد دفعها بسياسة االكتفاء الذاتي فتكمن في الدفاع عن حرية‬
‫القرارات السياسة وحماية السيادة الوطنية‪ .‬إن الوقائع تثبت أن الغذاء سالح في أيدي‬
‫الدول الكبرى يستخدم للتأثير على قرارات الدول النامية والضغط عليها لتنفيذ خططها‬
‫وتحقيق مآربها وهذا منذ القدم‪ ،‬حتى حليب األطفال أستخدم في هذا االتجاه‪.‬‬
‫لكل ما سبق نعتبر أن االكتفاء الذاتي خيار جدير باإلتباع‪ ,‬وإذا كانت هناك أسباب‬
‫موضوعية تحول دون تحقيقه في الوقت الراهن فذلك ال يعني إسقاطه على اإلطالق من‬
‫الحسبان‪ .‬قد نرسم أهدافا دونه لسياستنا الزراعية مادمنا ال نملك األسباب التي تمكننا‬
‫من تحقيقه لكننا ال نتنكر لفائدته ونبله‪.‬‬
‫ونفهم باالكتفاء الذاتي الغذائي‪ ،‬تمكن البلد من سد نسبة عالية من حاجياته الغذائية‬
‫األساسية باالعتماد على إنتاجه الزراعي المحلي‪.‬‬
‫إن مفهوم االكتفاء الذاتي يرتبط بمفهوم التبعية الغذائية ويتكامل معه‪ ،‬وعليه سوف‬
‫ننتقل للتعريف بمفهوم التبعية الغذائية‪ ،‬األمر الذي يعمق فهمنا لمشكل الغذاء وقضية‬
‫االكتفاء الذاتي الغذائي‪.‬‬
‫(‬ ‫‪ .0.3.3‬التبعية الغذائية‪ :‬وتدل على مدى اعتماد البلد أو القطر على الخارج‬
‫االستيراد ) في توفير الغذاء لسكانه‪ .‬فكلما زاد االعتماد على االستيراد في تلبية‬
‫الحاجيات الغذائية للمواطنين كلما كان البلد أو القطر أكثر تبعية والعكس صحيحا‪.‬‬
‫وتقاس التبعية الغذائية للوطن أو القطر بمدى إسهام اإلنتاج الغذائي المحلي في تغطية‬
‫‪032‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫غذاء سكانه‪.‬‬
‫من خالل تبيان مفهوم التبعية الغذائية يتضح أن التبعية الغذائية تمثل وجه آخر‬
‫للمسألة الغذائية‪ ،‬فإذا كانت هي تمثل الوجه السلبي للسياسة الغذائية‪ ،‬فإن االكتفاء الذاتي‬
‫يمثل الوجه اإليجابي لها‪ ،‬و حيثما تحقق المفهوم األول في مكان ما‪ ،‬فذلك يعني انتفاء‬
‫المفهوم الثاني في نفس المكان‪.‬‬
‫إن التبعية الغذائية أو االكتفاء الذاتي الغذائي ال يخرجا من أن يكونا أمرا نسبيا ال‬
‫مطلقا‪ .‬فإذا اتخذا هدفا للسياسة الغذائية‪ ،‬فذلك ال يعني إطالقا تحقيق اكتفاء تام أو‬
‫استقاللية مطلقة‪ .‬إنه ال يوجد األبيض أو األسود فقط‪ ،‬فبين اللونين حاالت كثيرة‪ .‬فإذا‬
‫كنا نبغي ألبنائنا تحقيق العالمة الكاملة في نجاحاتهم فذلك ال يعني أن نتيجة ‪ 02‬في‬
‫المائة تعني الفشل‪.‬‬
‫إن مطلب االكتفاء الذاتي أو القضاء على التبعية الغذائية‪ ،‬يمكن اعتبارهما أداتين‬
‫لقياس فعالية البلد أو القطر في تحقيق أهدافه السياسة الغذائية والزراعية‪ .‬فكلما زادت‬
‫نسبة االكتفاء أو قلت نسبة التبعية أعتبر ذلك نجاحا والعكس صحيحا‪.‬‬
‫إذا كنا دافعنا عن المفهومين السابقين اللذين يتكامالن فينبغي كذلك أن نفهم البدائل‬
‫التي تقدم بخصوص المفهومين‪ .‬ومن المفاهيم التي شاع استخدامها نجد مفهوم األمن‬
‫الغذائي قد احتل الصدارة‪ .‬فما مضمون هذا المفهوم وأهدافه؟‬
‫‪ .1.3.3‬األمن الغذائي‪ :‬إن مفهوم األمن الغذائي برز للوجود سنة ‪1992‬على يد منظمة‬
‫األغذية والزراعة لألمم المتحدة‪ ،‬وقد تطور من التركيز على البعد الكمي للمشكلة‬
‫الغذائية باتجاه إعطاء االعتبارات النوعية والبعد اإلنساني أهمية متزايدة‪ .‬ولقد تعددت‬
‫المفاهيم بخصوص األمن الغذائي‪.‬‬
‫ففي سنة ‪1995‬عرفت منظمة األغذية والزراعة األمن الغذائي على أنه " القدرة في‬
‫أي وقت على تموين العالم بالمواد األساسية من أجل دعم تزايد االستهالك الغذائي مع‬
‫السيطرة على تغيرات الموفور الغذائي واألسعار" [‪]0‬‬
‫نفس المنظمة تصف األمن الغذائي على أنه وضعية " تسمح لكل فرد‪ ،‬وفي كل‬
‫األحوال من الحصول على غذاء كاف وسليم يمكنه من التمتع بحياة صحية ونشيطة"[‪]3‬‬
‫يعرفه محمد سليم عبد السالم على أنه " قدرة المجتمع على توفير احتياجات التغذية‬
‫األساسية ألفراد الشعب‪ ،‬وضمان حد أدنى من تلك االحتياجات بانتظام" [‪.]4‬‬
‫يعرف األمن الغذائي من قبل مجموعة من الباحثين على أنه "تحقيق اكتفاء ذاتي‪،‬‬
‫نسبي في ميدان الغذاء بحيث يتمكن البلد أو مجموعة البلدان المتعاونة فبما بينها‪ ،‬من‬
‫التلبية محليا ألكثر قدر ممكن من الحاجات الغذائية لمجموع المواطنين‪ ،‬وذلك دون‬
‫الحاجة إلى طلب المعونة‪ ،‬أو االستيراد من الخارج"[‪]5‬‬
‫إن المفاهيم المقدمة من قبل منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة مبنية على أسس‬
‫إنسانية‪ ،‬تهتم باإلنسان أينما كان في العالم‪ ،‬وبمشكلة الجوع‪.‬‬
‫فالمفهوم األول يهتم بتموين العالم كافة بالمواد الغذائية األساسية من أجل القضاء‬
‫على مشكلة الجوع‪ .‬وال ننكر أن مثل هذا االهتمام غاية في النبل‪ ،‬ينبعث من اإلحساس‬
‫بالتضامن اإلنساني‪ ،‬إال أنه ال يصلح لبناء اقتصاد وطني سليم حتى تتبناه دولة أو قطر‬
‫‪031‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫ما‪ ،‬في سياسته الزراعية‪.‬‬


‫من منطلق إنساني و ألجل الكرامة اإلنسانية كذلك‪ ،‬يهتم المفهوم الثاني‪ ،‬للمنظمة‬
‫نفسها‪ ،‬بتوفير الغذاء الذي يضمن صحة اإلنسان ونشاطه‪.‬‬
‫إن تصريح روما حول األمن الغذائي يحمل نفس االنشغال‪ ،‬فهو يؤكد عل حق كل‬
‫كائن إنساني في تغذية مناسبة وأن يكون في مأمن من الجوع‪ .‬ولقد تعهدت الدول خالل‬
‫المؤتمر بتقليص مشكلة الجوع في العالم بحلول ‪ 0225‬إلى النصف‪ ،‬وهذا كذلك انشغال‬
‫إنساني منطلقه األمن الغذائي و هو شيء جميل‪ ،‬لكن العيب كل العيب إن نعتمد هذا‬
‫المفهوم في حل مشكالتنا الغذائية كدول تسعى لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي وسيادة‬
‫وطنية‪.‬‬
‫حسب مفهوم المنظمة‪ ،‬فإن األمن الغذائي قد يتحقق اعتمادا على االستيراد من‬
‫الخارج أو على المعونات والتضامن الدولي وال عيب في ذلك‪ .‬لكننا نعتبر أنه عيب في‬
‫أن تضل سياسة دولة أو قطر ما تعتمد في غذائها على الخارج دون أن تحرك ساكنا‬
‫ألن الحكمة تقول أنه ال خير في أمة تأكل مما ال تنتج وتلبس مما ال تنسج‪ .‬وعليه فإننا‬
‫نرى أن مفهوم األمن الغذائي كما تقدمه األمم المتحدة ال يصلح ليكون مبدءا تنبني عليه‬
‫سياسة زراعية وطنية‪.‬‬
‫أما محمد سليم في مفهومه لألمن الغذائي فهو ال يعنيه أن يتحقق األمن المنشود‬
‫اعتمادا على الخارج‪ ،‬المهم هو توفير احتياجات التغذية األساسية ألفراد الشعب‪ .‬إن‬
‫محمد سليم نفسه يكتب " إن توفير األمن الغذائي ال ينطوي بالضرورة على إنتاج كل‬
‫االحتياجات الغذائية األساسية أو حتى الجانب األعظم منها محليا‪ ،‬بل ينطوي أساسا‬
‫على توفير الموارد الالزمة لتوفير هذه الحاجيات من خالل تصدير منتجات أخرى‪،‬‬
‫تتمتع في إنتاجها البالد بميزة نسبية على البالد األخرى"[‪]0‬‬
‫إذا كان المفهوم المعتمد ال يشير إلى ضرورة تغطية قيمة الواردات الغذائية‬
‫بصادرات يمتلك البلد المعني بشأنها ميزة نسبية‪ ،‬فإن محمد سليم‪ ،‬إثر شرحه للمفهوم‪،‬‬
‫يضيف هذه الضرورة‪.‬‬
‫مع هذه اإلضافة نتساءل هل يكون مقبوال من الجزائر أن تعتمد بنسب كبيرة في‬
‫تغذية مواطنيها على الخارج لكونها بلدا مصدرا للنفط والغاز؟‬
‫أما المفهوم األخير فيقوم أصال على االكتفاء الذاتي الغذائي‪ ،‬أي توفير الحاجيات‬
‫الغذائية للمواطنين محليا دون الحاجة لالستيراد من الخارج أو طلب المعونة‪ .‬من حيث‬
‫الهدف‪ ،‬فإننا نتفق تماما ونتبنى نفس الغايات‪ .‬أما من حيث المصطلح فنفضل" االكتفاء‬
‫الذاتي الغذائي" ألنه أكثر داللة على المشكلة وأسبق للظهور‪.‬‬

‫‪.1.3.3‬السيادة الغذائية‪ :‬مفهوم برز ألول مرة في روما سنة ‪ 1990‬خالل القمة‬
‫الغذائية المنظمة من قبل منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة‪.‬‬
‫"تقدم السيادة الغذائية على أنها قانون دولي يترك إمكانية‪ ،‬للدول أو مجموعات‬
‫الدول‪ ،‬وضع سياستها الزراعية األكثر مالئمة لشعوبها دون أن يكون لذلك أثر سلبي‬
‫على شعوب دول أخرى‪ .‬وتشكل السيادة الغذائية قطيعة بالنسبة للتنظيم الحالي لألسواق‬
‫‪030‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫[‪]9‬‬ ‫الزراعية التي أنتجتها المنظمة العالمية للتجارة"‬


‫تعرف منظمة شارل ليوبال مايير لتقدم اإلنسان مفهوم السيادة الغذائية على أنه "‬
‫يقوم على رفض المنافسة العمياء بين المزارعين‪ ،‬الصيادين ومختلف األنظمة الغذائية‬
‫من أجل حل مشكالت التغذية‪ ،‬قبل كل شئ‪ ،‬بالقرب من الشعوب ومعها‪ .‬لتحقيق ذلك‪،‬‬
‫على مختلف مستويات السلطة ـ من المحلية إلى الدولية ـ أن تعمل في هذا االتجاه‪ .‬تفيد‬
‫السيادة الغذائية كذلك أن يخضع السوق الدولي إلى قيم عليا مثل حقوق اإلنسان والحق‬
‫في التغذية خاصة من أجل خلق شكل لتنظيم األسواق على المستوى الدولي [‪]8‬‬
‫إن مفهوم السيادة الغذائية يعتني بالكميات الغذائية المتاحة‪ ،‬تمكن الشعوب من هذه‬
‫الكميات‪ ،‬االستخدام البيولوجي لألغذية وإشكالية الوقاية وتسيير األزمات‪ .‬إن السيادة‬
‫الغذائية‪ ،‬زيادة على ذلك‪ ،‬تخص الشروط االجتماعية والبيئية إلنتاج األغذية بأهمية‬
‫بالغة‪ .‬إنها تدعو إلى توزيع أكثر عدل لألرض بين الفالحين‪ ،‬عند الضرورة بواسطة‬
‫إصالح زراعي وآليات صيانة حقوق استخدام العقار‪.‬‬
‫على المستوى المحلي ‪ ،‬فإن السيادة الغذائية تشجع اإلبقاء على الزراعة الجوارية‬
‫أو المقربة‪،‬الموجهة بأولوية لتغذية األسواق الجهوية أو الوطنية‪ .‬إنها تدعوا لتشجيع‬
‫الزراعات المعيشية والزراعة العائلية الصغيرة الحجم نظرا لتميزها بفاعلية كبرى على‬
‫الصعيد االقتصادي واالجتماعي والبيئي مقارنة بالزراعة الصناعية وزراعة المساحات‬
‫الكبرى حيث يعمل العديد من األجراء‪.‬‬
‫أن السيادة الغذائية تشجع أيضا الدول اإلفريقية النامية‪ ،‬والتي تعاني من الواردات‬
‫المدعمة من قبل الدول المتقدمة (خاصة أمريكا‪ ،‬أوروبا ومن ضمنها فرنسا) على حماية‬
‫أسواقها الداخلية بالرغم من اتفاقيات التبادل الحر للمنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫إن مفهوم السيادة الغذائية يدعوا إلى تجارة دولية عادلة تقوم على‪.‬‬
‫ـ السماح بدعم الدول للفالحين بشرط أن ال يقود الدعم بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة إلى التمكن من التصدير بأسعار تقل عن تكاليف اإلنتاج؛‬
‫ـ ضمان مستويات أسعار مغرية تمكن الفالحين من االستثمار للخروج من البؤس‬
‫اعتمادا على اتفاقيات جهوية أو دولية للتمكن والسيطرة على اإلنتاج ( كارتل منتجين‬
‫مثل ما تطبقه أوباك)؛‬
‫ـ السماح لمختلف الدول ومجموعات الدول بوضع‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬حواجز‬
‫جمركية مالئمة تمكنهم من تطوير زراعتهم؛‬
‫ـ تعتبر أن إشباع الحاجيات الغذائية لكافة اإلنسانية هو أولوية في المصف األول‪،‬‬
‫وتعتبر ذلك شرطا أساسيا للسلم والديمقراطية[‪]9‬‬
‫إن مفهوم السيادة الغذائية يخدم ويدعم مفهوم وسياسات االكتفاء الذاتي الغذائي‪،‬‬
‫لكونه يفتح مجاالت كانت المنظمة العالمية للتجارة قد أوصدتها‪ .‬فهو يدافع عن مصالح‬
‫ال‬ ‫الدول النامية لحمايتها ودعمها في مواجهة سياسات الدول الغنية التي‬
‫تراعي إال مصالحها‪ .‬إن مفهوم السيادة الغذائية يسمح ويدعم الدول النامية في وضع‬
‫السياسات التي تراها تناسبها‪ ،‬ووضع الحواجز الجمركية والقانونية التي تحمي‬
‫زراعتها‪ ،‬وهو عكس ما تطالب به المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫‪ .0.3‬أثر العولمة على مفهوم طبيعة المشكلة الغذائية‪:‬‬


‫إن المفاهيم التي استخدمت للتعبير عن المشكلة الغذائية اختلفت تبعا لحقبتين‬
‫مختلفتين‪ ،‬األولى تمثلت في مرحلة الثنائية القطبية‪ ،‬والثانية في عهد العولمة‪ ،‬أي ما‬
‫قبل وبعد العولمة‪.‬‬
‫‪ .3.0.3‬طبيعة المشكلة الغذائية غداة الثنائية القطبية‪:‬‬
‫تميزت مرحلة ما قبل العولمة بثنائية قطبية مثلتها الرأسمالية وعلى رأسها الواليات‬
‫المتحدة وهي دول تتبنى الليبرالية االقتصادية‪ ،‬وبالجانب اآلخر االشتراكية بزعامة‬
‫اإلتحاد السوفييتي والتي تعتمد االقتصاد المخطط‪ .‬شكال‪ ،‬هذان القطبان نموذجين للدول‬
‫النامية من أجل النهوض باقتصادياتها وترقية شعوبها‪.‬‬
‫في هذه الحقبة كان لكل ما هو وطني نبل‪ ،‬يعد المساس به من الممنوعات‪ .‬لقد‬
‫كانت‪ ،‬كل جهود ونظريات التنمية االقتصادية ترمي لبناء اقتصاديات وطنية مندمجة‬
‫و متكاملة موجهة إلشباع الطلب الداخلي بهدف القضاء على التبعية للخارج وتحقيق‬
‫أعلى قدر من االعتماد على الذات‪.‬‬
‫من بين نظريات التنمية التي ذاع صيتها آنذاك نظرية التنمية المتوازنة‪ .‬لقد بنيت‬
‫هذه النظرية على أساس تكامل أصناف االستثمارات المختلفة‪ :‬استثمارات القاعدة‬
‫الهيكلية‪ ،‬اإلنتاجية واالجتماعية‪ .‬وكان الهدف من النظرية هو بناء اقتصاد تنمو مختلف‬
‫قطاعاته جنبا إلى جنب لتحقيق التكامل بين وحداته وضمان حركيته ونموه‪ .‬في ظل‬
‫التنمية المتوازنة يجد كل قطاع مورديه وعمالئه األساسيين داخل اآللة االقتصادية‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫حتى نظرية التنمية غير المتوازنة والتي لها ما يبررها‪ ،‬ركزت على القطاعات‬
‫المحركة‪ ،‬التي من شأنها جر نمو باقي القطاعات في مرحلة الحقة من أجل بناء‬
‫اقتصاديات تجد‪ ،‬قطاعاتها داخلها‪ ،‬جل المتعاملين معها‪ .‬وشكلت استراتيجيات‬
‫الصناعات المصنعة إحدى تجارب النظرية‪.‬‬
‫إن المفاه يم التي استعملت للتعبير عن المشكلة الغذائية للدول النامية خالل تلك‬
‫الفترة كانت تنسجم مع نظريات التنمية التي شكلت خلفية لتجارب الدول النامية آنذاك‪.‬‬
‫لقد استخدم‪ ،‬مفهوم التبعية الغذائية بالتوازي مع مفهوم االكتفاء الذاتي‪ .‬إن المفهومين‬
‫وجهان لنفس المشكلة‪ ،‬وانعدام أحدهما يعني ثبوت اآلخر‪ .‬حسب المفهومين فإن المشكلة‬
‫الغذائية تطرح إذا لم يتمكن البلد من تغطية غذائه اعتمادا على ذاته وما تنتجه زراعته‪.‬‬
‫ال تتوانى‬ ‫ففي مثل هذه الحالة تكون مصالح ومبادئ البلد مهددة من قبل دول كبرى‬
‫في استخدام الغذاء كسالح لتغليب مصالحها ومبادئها‪ .‬ومن أجل صيانة السيادة الوطنية‬
‫والحفاظ على المصالح و المبادئ كان يعد لزاما على الدولة تحقيق االكتفاء الذاتي‬
‫الغذائي تجنبا ألي تبعية غذائية تضر بالبلد‪.‬‬
‫‪ .0.0.3‬طبيعة المشكلة الغذائية في عهد العولمة‪:‬‬
‫العولمة ظاهرة بزرت للوجود مع سقوط اإلتحاد السوفيتي والذي تزعم القطب‬
‫االشتراكي‪ .‬وعليه ظهر القطب الليبرالي وكأنه النموذج الوحيد الذي يحتدى به ومن ثم‬

‫‪034‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫تعميمه والرجوع إل معينه في كافة األحوال‪ .‬ويستخلص حسن الحنفي وجالل العظم‬
‫بأن العولمة " مفهوم ذاع في العقد األخير قصد الترويج لظاهرة اقتصاد السوق الحر‪،‬‬
‫بعد انهيار النظم االشتراكية في أوربا الشرقية واإلتحاد السوفييتي لتكون بداية عالم ذي‬
‫القطب الواحد " [‪]12‬‬
‫فالعولمة سعي لتكريس سيادة النظام الليبرالي الحر‪ ،‬فهي تعمل على إلغاء كل‬
‫الحواجز التي تقف أمام تنقل السلع و رؤوس األموال بين الدول باستخدام مجموعة من‬
‫الوسائل منها‪:‬‬
‫ـ الشركات متعددة الجنسيات؛‬
‫ـ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي؛‬
‫ـ والمنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬
‫المنظمة العالمية للتجارة تهدف أساسا إلى إزالة كل الحواجز التي تقف حاجزا في‬
‫وجه تطور التجارة الخارجية‪ .‬ففي مجال تحرير تجارة المنتجات الزراعية تهدف‬
‫اتفاقية المنظمة إلى ما يلي‪:‬‬
‫ـ إزالة القيود غير الجمركية واستبدالها بالرسوم الجمركية والتي ينبغي أن تكون‬
‫مخفضة؛‬
‫ـ إلغاء الدعم المحلي للمنتجات الزراعية بطريقة تدريجية؛‬
‫ـ التوقف عن دعم الصادرات الزراعية‪.‬‬
‫األمن الغذائي مفهوم أنتجته العولمة ليحل محل مفهومي التبعية الغذائية واالكتفاء‬
‫الذاتي اللذان ال يخدمان تطور التجارة العالمية‪ .‬وعليه صارت المشكلة الغذائية ال تكمن‬
‫في اعتماد البلد على الواردات في تغذية سكانه‪ ،‬فال حرج في ذلك‪ .‬إنها أصبحت‬
‫تتمثل في عدم قدرة بلد ما في توفير الغذاء لسكانه ويكفيه أن يعتمد عل االستيراد‬
‫لتحل المشكلة‪ ،‬وقد قدمنا بهذا الصدد مفهوم منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة‪.‬‬
‫ويفهم األمن الغذائي لدى البعض على أنه ضمان غذاء آمن (غير ضار) وبالقدر‬
‫الالزم من الحريرات والمغذيات للسكان‪ .‬وعليه فاألمن الغذائي يفهمه البعض بسالمة‬
‫وصحية الغذاء‪.‬‬
‫السيادة الغذائية مفهوم حديث برز في مواجهة سياسات العولمة وفق ما نصت عليه‬
‫اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة‪ .‬وقد تناولنا هذا المفهوم بشيء من التفصيل في ما‬
‫سبق‪ .‬فهو يهدف إلى إخضاع السوق الدولي إلى قيم عليا مثل حقوق اإلنسان والحق في‬
‫التغذية خاصة من أجل خلق شكل لتنظيم األسواق على المستوى الدولي تخالف ما‬
‫يطمح الرأسمال العالمي لتحقيقه‪.‬‬
‫مشكلة الغذاء تستمد خطورتها مما قد يتبعها وينجم عنها من قضايا أخطر‪ ،‬تصل‬
‫لحد فقدان حرية القرار والتضحية بالمصالح‪ .‬وال يعبر عن المشكلة الغذائية بهذه‬
‫الطبيعة سوى مفهوم التبعية الغذائية والتي ال يمكن تجنبها أو القضاء عليها إال بتحقيق‬
‫االكتفاء الذاتي الغذائي كما سبق وأن بيناه‪.‬‬

‫‪035‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫‪.0‬تجليات المشكلة الغذائية في الجزائر‪:‬‬


‫‪ .3.0‬تطور اإلنتاج الغذائي‪:‬‬
‫‪ .3.3.0‬تطور اإلنتاج الزراعي لبعض المواد األساسية‪:‬‬
‫يتميز اإلنتاج الزراعي بالتذبذب وعدم االستقرار‪ ،‬والتطور بالزيادة أحيانا‬
‫وبالنقصان أحيانا أخرى‪ ،‬وهو ما يدل على عدم التحكم في عملية اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫فبشأن الحبوب من ‪ 30.02‬مليون قنطار سنة ‪ 1900‬انخفض اإلنتاج إلى ‪9.03‬‬
‫مليون قنطار سنة ‪ ،1994‬ثم ارتفع اإلنتاج ليبلغ ذروته على اإلطالق ‪ 49‬مليون طن‬
‫سنويا ‪ ،1990‬لينخفض إلى أدنى مستوى عرفته الجزائر سنة ‪ 1999‬فيبلغ ‪ 8.92‬قنطار‬
‫فقط‪ .‬هذا إن دل على شيء فإنه يدل على عدم التحكم في عملية اإلنتاج‪ .‬إن هذا التذبذب‬
‫مستمر و قد يدل على كون البلد يعتمد كثيرا على سخاء الظروف الطبيعية دون رفع‬
‫قدراته إلى المستوى المطلوب في مجال الري والتكثيف الزراعي‪.‬‬
‫يبين حميد آيت عمارة أن مردود الحبوب بالهكتار الواحد يبلغ ‪ 92‬قنطار في دول‬
‫أوروبا وال يتعدى ‪ 12‬قنطار في الجزائر[‪]11‬‬

‫إن البقول الجافة تنطبق عليها نفس المالحظة‪ .‬فمن ‪ 351‬ملين قنطار‬
‫سنة ‪ 1992‬يرتفع إنتاجها إلى ‪ 034‬مليون قنطار سنة ‪ 1990‬لينخفض إلى ‪ 383‬مليون‬
‫سنة ‪ 1994‬ويرتفع إلى ‪ 082‬مليون سنة ‪ 1990‬وينخفض سنة ‪ 0222‬إلى ‪ 019‬مليون‬
‫ليعاود االرتفاع التدريجي فيبلغ سنة ‪ 0224‬حد ‪ 582‬مليون قنطار‪ .‬ويدل تطور إنتاج‬
‫هذا المحصول كذلك على عدم السيطرة على اإلنتاج واالعتماد بدرجة كبيرة على‬
‫الظروف الطبيعية‪ .‬إن مردود الهكتار الواحد يتذبذب ارتفاعا وانخفاضا‬

‫الجدول )‪ (1‬تطور اإلنتاج الزراعي في الجزائر‬


‫الوحدة‪ 1 :‬مليون قنطار‪ 0،3،4 -‬القنطار‪ 5 -.‬ألف قنطار‬
‫الزراعة‬ ‫الحمضيات‬ ‫البقول في‬ ‫البقول‬ ‫الحبوب‬ ‫الصنف‬
‫الصناعية ‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السباخ ‪0‬‬ ‫الجافة ‪3‬‬ ‫السنة‬

‫‪1152‬‬ ‫‪08292‬‬ ‫‪00029552‬‬ ‫‪352892‬‬ ‫‪10.05‬‬ ‫‪3992‬‬


‫‪0089‬‬ ‫‪30350‬‬ ‫‪09391992‬‬ ‫‪032192‬‬ ‫‪38.28‬‬ ‫‪3993‬‬
‫‪3090‬‬ ‫‪30189‬‬ ‫‪32005014‬‬ ‫‪033802‬‬ ‫‪33.09‬‬ ‫‪3990‬‬
‫‪5308‬‬ ‫‪30283‬‬ ‫‪09038252‬‬ ‫‪481492‬‬ ‫‪14.50‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪4592‬‬ ‫‪39599‬‬ ‫‪05920022‬‬ ‫‪380992‬‬ ‫‪29.03‬‬ ‫‪3991‬‬

‫‪030‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪5041‬‬ ‫‪30095‬‬ ‫‪30222222‬‬ ‫‪414382‬‬ ‫‪01.38‬‬ ‫‪3995‬‬


‫‪4481‬‬ ‫‪33394‬‬ ‫‪31409222‬‬ ‫‪082222‬‬ ‫‪49.22‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪3934‬‬ ‫‪35242‬‬ ‫‪32293942‬‬ ‫‪090302‬‬ ‫‪28.92‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪4514‬‬ ‫‪41999‬‬ ‫‪30859132‬‬ ‫‪452522‬‬ ‫‪32.00‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪0290‬‬ ‫‪45355‬‬ ‫‪33158322‬‬ ‫‪394052‬‬ ‫‪02.01‬‬ ‫‪3999‬‬
‫‪4912‬‬ ‫‪53003‬‬ ‫‪33281502‬‬ ‫‪018042‬‬ ‫‪29.40‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪4949‬‬ ‫‪40990‬‬ ‫‪33000232‬‬ ‫‪384302‬‬ ‫‪00.02‬‬ ‫‪0223‬‬
‫‪5093‬‬ ‫‪51940‬‬ ‫‪38394102‬‬ ‫‪435342‬‬ ‫‪19.53‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪4442‬‬ ‫‪55993‬‬ ‫‪49288012‬‬ ‫‪599482‬‬ ‫‪40.00‬‬ ‫‪0221‬‬
‫‪5980‬‬ ‫‪02911‬‬ ‫‪54822222‬‬ ‫‪582222‬‬ ‫‪42.33‬‬ ‫‪0221‬‬

‫المصدر‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد ‪ 00‬طبعة ‪.0220‬‬


‫السلسلة اإلحصائية‪ ،‬العدد‪ ،119‬فيفري ‪.0225‬‬
‫وفق ظروف المناخ من سنة إلى أخرى؛ ‪ 0‬قنطار للهكتار سنة ‪ ،1991‬ثم ‪3.4‬‬
‫و‪ 9.5‬فـ ‪ 3.5‬للسنوات ‪ .0222 ،1990 ،1994‬أما متوسط المردود من سنة ‪1989‬‬
‫إلى ‪ 0221‬فكان ‪ 3.5‬قنطار في الهكتار‪.‬‬
‫أما إنتاج البقول في السباخ فقد عرف تطورا محسوسا مما أدى إلى تحسن‬
‫مردودها‪ .‬لقد ازداد اإلنتاج ما بين ‪ 1992‬و‪ 0224‬بـ‪ .%040 :‬وارتفع مردود الهكتار‬
‫الواحد من ‪ 95.5‬إلى ‪ 101.0‬سنة ‪.0221‬‬
‫الحمضيات كذلك‪ ،‬عرف إنتاجها زيادات مستمرة ‪ ،‬كما شهد مردودها تحسنا خالل‬
‫الفترة؛ ‪ 94.4‬قنطار في الهكتار سنة ‪ 91.3 ،1992‬سنة ‪ 121.9 ،1994‬سنة ‪،1998‬‬
‫‪ 110.8‬سنة ‪.0221‬‬
‫عرفت الزراعات الصناعية بدورها تطورا ملحوظا وازديادا في مردودها الذي‬
‫تطور كما يلي‪ 59.8 :‬سنة ‪ 144.3 ،1992‬سنة ‪ ،1995‬و‪ 130.8‬سنة ‪.0221‬‬
‫‪ .0.3.0‬تطور إنتاج زراعة األشجار المثمرة‪:‬‬
‫إن منتجات أشجار الزيتون تعرف زيادات أحيانا وتراجعات رهيبة مرات أخرى؛‬
‫‪ 1090 ،3034 ،1041 ،0055 ،899‬و‪ 4088‬ألف قنطار خالل سنوات ‪،1991‬‬
‫‪ 0224 ،0223 ،1999 ،1998 ،1990‬على الترتيب‪.‬‬
‫الجدول )‪ (2‬تطور منتجات األشجار المثمرة األخرى‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬ألف قنطار‬
‫فواكه‬ ‫أشجار‬ ‫أشجار‬ ‫أشجار‬
‫السنة‬
‫أخرى‬ ‫التين‬ ‫الثمور‬ ‫الزيتون‬
‫‪1903‬‬ ‫‪584‬‬ ‫‪0259‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪399‬‬

‫‪039‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬
‫‪2‬‬
‫‪399‬‬
‫‪0520‬‬ ‫‪444‬‬ ‫‪0291‬‬ ‫‪899‬‬
‫‪3‬‬
‫‪399‬‬
‫‪0581‬‬ ‫‪804‬‬ ‫‪0025‬‬ ‫‪0055‬‬
‫‪0‬‬
‫‪399‬‬
‫‪3149‬‬ ‫‪850‬‬ ‫‪0010‬‬ ‫‪0201‬‬
‫‪1‬‬
‫‪399‬‬
‫‪0525‬‬ ‫‪459‬‬ ‫‪3190‬‬ ‫‪1921‬‬
‫‪1‬‬
‫‪399‬‬
‫‪0859‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪0850‬‬ ‫‪1312‬‬
‫‪5‬‬
‫‪399‬‬
‫‪3010‬‬ ‫‪592‬‬ ‫‪3020‬‬ ‫‪3133‬‬
‫‪1‬‬
‫‪399‬‬
‫‪0901‬‬ ‫‪409‬‬ ‫‪3232‬‬ ‫‪3195‬‬
‫‪1‬‬
‫‪399‬‬
‫‪3199‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪3893‬‬ ‫‪1041‬‬
‫‪1‬‬
‫‪399‬‬
‫‪3980‬‬ ‫‪520‬‬ ‫‪4090‬‬ ‫‪3034‬‬
‫‪9‬‬
‫‪022‬‬
‫‪3803‬‬ ‫‪543‬‬ ‫‪3050‬‬ ‫‪0524‬‬
‫‪2‬‬
‫‪022‬‬
‫‪4155‬‬ ‫‪429‬‬ ‫‪4393‬‬ ‫‪0009‬‬
‫‪3‬‬
‫‪022‬‬
‫‪5231‬‬ ‫‪029‬‬ ‫‪4184‬‬ ‫‪1902‬‬
‫‪0‬‬
‫‪022‬‬
‫‪5929‬‬ ‫‪033‬‬ ‫‪4900‬‬ ‫‪1090‬‬
‫‪1‬‬
‫‪022‬‬
‫‪0191‬‬ ‫‪094‬‬ ‫‪4400‬‬ ‫‪4088‬‬
‫‪1‬‬

‫المصدر ‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد ‪ 00‬طبعة ‪.0220‬‬


‫السلسلة اإلحصائية عدد ‪ ،119‬فيفري ‪.0225‬‬
‫أما مردود الهكتار الواحد فتغير من ‪ 0.9‬سنة ‪ 1991‬إلى ‪ 19.1‬سنة ‪1990‬‬
‫ثم ‪ 8.0‬سنة ‪ 1995‬و‪ 03.0‬سنة ‪ .1999‬كل هذا يدل على عدم التحكم في هذه الزراعة‪،‬‬
‫واالعتماد على الظروف المناخية‪.‬‬
‫أما الثمور فعرف إنتاجها زيادات مستمرة؛ ‪ 0259‬ألف قنطار‪ 3190 ،‬ألف‬
‫و‪ 3893‬ألف ‪ 4400‬ألف قنطار خالل السنوات المرتبة ‪1998 ،1994 ،1992‬‬
‫و‪.0224‬‬
‫وترجع الزيادات المسجلة إلى زيادة عدد أشجار الثمور بصفة مستمرة؛‬

‫‪038‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪ 0199322‬شجرة سنة ‪ ،1989‬و‪ 9205012‬شجرة سنة ‪.0224‬‬


‫أما إنتاج شجر التين فضل بين الزيادة والتراجع كما يبينه الجدول‪ ،‬وكانت أرقام‬
‫السنوات ‪ 0224 ،0023 ،0220‬من أحسن النتائج المحققة لكنها ال ترقى إلى مستوى‬
‫إنتاج ‪ 1990‬البالغ ‪ 804‬قنطار؛‪ 094 ،033 ،029‬و‪ 804‬قنطار للسنوات السابقة‬
‫مرتبة‪ .‬أما مردود هذه الزراعة فهو في تذبذب شديد ‪ 03‬كلغ للشجرة سنة ‪ 1989‬و‪9‬‬
‫كلغ سنة ‪ ،1991‬ثم ‪ 14.9‬كلغ للشجرة سنة ‪ ،1990‬فـ ‪ 12.0‬كلغ للشجرة سنة ‪0221.‬‬
‫‪ .1.3.0‬تطور موفور المواشي‪:‬‬
‫إن موفور المواشي عرف تطورات اختلفت من صنف آلخر‪.‬‬
‫فموفور الخرفان تميز بالثبات خالل الفترة‪ .‬لقد بلغ عدد الرؤوس من الخرفان‪19.9‬‬
‫مليون رأس سنة ‪ ،1992‬وبلغ ‪ 19.3‬مليون رأس سنة ‪ .0221‬أقل رقم سجل خالل‬
‫الفترة هو ‪ 10.9‬مليون رأس سنة ‪ ،1991‬بينما أعلى رقم فسجل سنة‪ 1999 ،‬حيث بلغ‬
‫عدد الرؤوس ‪ 18‬مليون‪.‬‬
‫موفور رؤوس البقر كذلك تميز بالثبات‪ ،‬ولم يعرف الزيادة إال في أواخر الفترة‪.‬‬
‫فعدد الرؤوس المسجل سنة ‪ 1992،‬والبالغ ‪ 13.9‬مليون لم يسجل أحسن منه حتى سنة‬
‫‪ 1999‬حيث بلغ الرقم ‪ 15.8‬مليون ليصبح السنتين المواليتين‪ 10:‬و‪ 10.1‬مليون على‬
‫الترتيب‪.‬‬
‫أما المعز فقد عرف الموفور منها زيادات محسوسة‪ .‬فمن ‪ 0.5‬مليون رأس انتقل‬
‫العدد إلى ‪ 0.9‬مليون سنة ‪ ،1995‬إلى ‪ 3.3‬مليون سنة ‪ ،1998‬ليستقر سنة ‪ 0221‬عند‬
‫‪ 3.1‬مليون‪ .‬وتكون بذلك نسبة الزيادة بين السنتين ‪ 1992‬و‪ 0221‬هي ‪.%108‬‬
‫موفور الجمال عرف تدهورا مستمرا مابين ‪ 1991‬و‪ 1994‬حيث كانت أرقامه‬
‫على التوالي‪ 158 :‬ألف و‪ 114‬ألف‪ .‬وأخذ في التحسن بدءا من ‪1995‬و سجل زيادات‬
‫محسوسة؛ ‪ 151،019 ،100‬و‪ 040‬على الترتيب خالل سنوات‪ 99 ،99 ،95:‬و‪.0221‬‬
‫‪ .1.3.0‬تطور إنتاج الغذاء الحيواني‪.‬‬
‫إنتاج الحليب تقلب بين الزيادة والنقص مما يدل على عدم التحكم في العملية‬
‫اإلنتاجية‪ .‬فمن ‪ 110‬ألف لتر سنة ‪ 1991‬لم يتمكن اإلنتاج من تجاوز هذا الرقم حتى‬
‫سنة ‪ 1998‬حيث بلغ ‪ 102‬ألف لتر‪ ,‬بعد ذلك تميز اإلنتاج بالزيادة المنتظمة ليبلغ ‪104‬‬
‫ألف لتر سنة ‪ . 0221‬يعود ضعف إنتاج إلى ضعف مردود البقرة الحلوب‪ .‬فإذا كان هذا‬
‫المردود ما بين ‪ 8222‬و‪ 9222‬لتر للبقرة سنويا بأوروبا فإنه يبلغ ‪ 3222‬لتر في‬
‫الجزائر[‪.]12‬‬
‫تطور إنتاج اللحوم الحمراء تميز بنوع من بالثبات خالل الفترة‪ ،‬حيث سجل سنة‬
‫‪ 1991‬إنتاجا بلغ ‪ 002‬ألف طن وهو ما يقارب إنتاج سنة ‪ 0221‬الذي بلغ ‪ 050‬طن‪.‬‬
‫صحيح‪ ،‬هناك زيادات في بعض السنوات لكنها ال تفي بالمطلوب‪ .‬ففي سنة ‪ 0222‬بلغ‬
‫اإلنتاج ‪ 320‬ألف طن‪ ،‬وعليه تكون الزيادة مقارنة بسنة ‪ 1992‬بنسبة ‪ %05‬بعد ‪12‬‬
‫سنوات‪ .‬زيادة على ذلك فإن هذه الزيادة غير دائمة ففي السنة الموالية مباشرة انخفض‬
‫اإلنتاج إلى ‪ 050‬ألف طن فقط‪ .‬ولقد بلغ اإلنتاج للسنتين ‪ 0220‬و‪ 0223‬على الترتيب‬

‫‪039‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫‪ 092‬و‪ 090‬ألف‬‫طنا[‪]10‬‬
‫اللحوم البيضاء عرف إنتاجها تراجعا لم يستدرك لغاية ‪ .0221‬فبعد أن كان يمثل‬
‫‪ 003‬ألف سنة ‪ 1991‬طن انخفض تدريجيا ليصل إلى ‪ 125‬أالف طن سنة‬
‫الجدول )‪ (3‬تطور موفور المواشي واإلنتاج الغذائي الحيواني‪.‬‬
‫وحدات القياس‪ 123 :‬للجمال‪ 124 ،‬للبقر والمعز‪ 125 ،‬للخرفان‪.‬‬
‫لإلنتاج‪ :‬ألف الطن للحوم‪ 120 ،‬لتر للحليب‪ 120،‬وحدة للبيض‪.‬‬
‫تطور إنتاج‬ ‫موفور المواشي‬
‫اللحوم‬ ‫الصنف‬
‫السنة‬
‫البيض‬ ‫بيضاء‬ ‫الحليب حمراء‬ ‫المعز الجمال‬ ‫البقر‬ ‫خرفان‬

‫‪098‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪045‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪049‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪3992‬‬


‫‪054‬‬ ‫‪003‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪049‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪3993‬‬
‫‪029‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪092‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪3990‬‬
‫‪012‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪095‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪008‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪032‬‬ ‫‪019‬‬ ‫‪095‬‬ ‫‪1259‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪054‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪004‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪099‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪098‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪3995‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪092‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪192‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪098‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪002‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪090‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪019‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪3999‬‬
‫‪083‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪320‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪034‬‬ ‫‪323‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪010‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪050‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪040‬‬ ‫‪313‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪0223‬‬

‫المصدر‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد ‪ 00‬الطبعة ‪.0220‬‬


‫السلسلة اإلحصائية العدد ‪ 119‬فيفري ‪.0225‬‬

‫‪ 1999‬ليستدرك بعض ما خسره شيئا فشيئا بعد ذلك ويبلغ ‪ 101‬ألف طن سنة ‪.0221‬‬
‫عرف البيض كذلك إنتاجه تراجع‪ ،‬من بداية الفترة‪ ،‬لم يستدرك إال سنة ‪ .0222‬لقد‬
‫سجل اإلنتاج ‪ 098‬مليون وحدة سنة ‪ 1992‬لينخفض وال يعود لنفس المستوى إال سنة‬
‫‪ 0222‬حيث بلغ ‪ 083‬مليون وحدة‪ .‬سنة واحدة بعد ذلك هبط اإلنتاج إلى ‪ 010‬مليون‬
‫وحدة فقط‪.‬‬

‫‪042‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪ .1.3.0‬تطور إنتاج الصيد البحري‪:‬‬


‫إن إنتاج الصيد البحري ينخفض تارة ويزداد تارة أخرى‪ ،‬حتى وإن عرف تحسنا‬
‫فإنه ال يحافظ عليه بل سرعان ما يعقبه انخفاضا‪.‬‬
‫فالسمك األبيض بعد تسجيله لحوالي ‪13.0‬طن سنة ‪ 1993‬ينخفض إنتاجه دون أن‬
‫يستدرك نفس المستوى إال سنة ‪ 0223‬فيبلغ ‪ 13‬ألف طن‪ ،‬لينخفض السنة الموالية إلى‬
‫‪ 12.9‬ألف طن وهو مستوى يقارب مستوى سنة ‪.1991‬‬
‫الجدول )‪ (4‬تطور إنتاج الصيد البحري‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬الطن‬
‫كلب البحر‬ ‫قشريا‬ ‫سمك‬ ‫سمك‬ ‫السنوا‬
‫والسيف‬ ‫ت‬ ‫أزرق‬ ‫أبيض‬ ‫ت‬
‫‪0035.2‬‬
‫‪494.22‬‬ ‫‪98231.22‬‬ ‫‪9901.22‬‬ ‫‪3992‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3008.2‬‬
‫‪929.22‬‬ ‫‪05338.22‬‬ ‫‪12395.22‬‬ ‫‪3993‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0094.2‬‬
‫‪951.22‬‬ ‫‪83599.22‬‬ ‫‪8052.22‬‬ ‫‪3990‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3944.2‬‬
‫‪1089.22‬‬ ‫‪83298.22‬‬ ‫‪13105.22‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0080.2‬‬
‫‪1822.22‬‬ ‫‪118189.22‬‬ ‫‪10931.22‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0125.2‬‬
‫‪1931.22‬‬ ‫‪92139.22‬‬ ‫‪11099.22‬‬ ‫‪3995‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3499.2‬‬
‫‪0892.22‬‬ ‫‪94809.22‬‬ ‫‪15119.22‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0943.2‬‬
‫‪0220.22‬‬ ‫‪98390.22‬‬ ‫‪12098.22‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3040.2‬‬
‫‪0524.22‬‬ ‫‪93138.22‬‬ ‫‪13240.22‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3053.2‬‬
‫‪0309.22‬‬ ‫‪90908.22‬‬ ‫‪11409.22‬‬ ‫‪3999‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4800.2‬‬
‫‪1113.22‬‬ ‫‪90339.22‬‬ ‫‪12889.22‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3313.2‬‬
‫‪1152.22‬‬ ‫‪119588.22‬‬ ‫‪11590.22‬‬ ‫‪0223‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3988.2‬‬
‫‪1143.22‬‬ ‫‪119803.22‬‬ ‫‪11300.22‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪2‬‬

‫‪041‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫‪0909.2‬‬
‫‪1510.22‬‬ ‫‪100948.22‬‬ ‫‪13225.22‬‬ ‫‪0221‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0995.2‬‬
‫‪1419.22‬‬ ‫‪123982.22‬‬ ‫‪12090.22‬‬ ‫‪0221‬‬
‫‪2‬‬
‫المصدر‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد ‪ 00‬طبعة ‪.0220‬‬

‫عرف السمك األزرق إنتاجه تطورا معتبرا بين ‪ 1991‬و‪ 1994‬حيث ازداد بنسبة‬
‫‪ ،%52‬لكنه لم يحافظ على هذه الزيادة‪ ،‬فقد تراجع في السنة الموالية مباشرة‬
‫بنسبة ‪ %31‬ليواصل انخفاضه ويبلغ مستوى أقل من إنتاج عام ‪ ،1992‬ثم يعاود‬
‫الزيادة دون أن يبلغ مستوى سنة ‪.1994‬‬
‫إنتاج القشريات كذلك غير منتظم‪ ،‬فهو يزداد تارة وينخفض مرات أخرى‪ .‬ففي‬
‫‪ 1992‬كان إنتاجه ‪ 0035‬طنا‪ ،‬ولم يزيد اإلنتاج عن ذلك إال بـ‪ %5 :‬سنة ‪ ،0224‬أي‬
‫تحقيق إنتاج بلغ ‪ 0995‬ألف طنا‪ .‬صحيح‪ ،‬لقد سجل اإلنتاج أرقاما قياسية‪ ،‬إال أن البلد‬
‫لم يتمكن من الحفاظ عليها‪ ،‬و مثال ذلك عام ‪ ،0222‬حيث بلغ اإلنتاج ‪ 4800‬طنا‪ ،‬لكن‬
‫الفترات التي تلت تلك السنة عرفت سوى التقهقر‪.‬‬
‫كلب البحر والسيف سجل إنتاجهما زيادات معتبرة إلى غاية ‪ ،1990‬فمن ‪ 494‬طنا‬
‫سنة ‪ 1992‬صعد مستوى اإلنتاج إلى ‪ 0892‬طنا‪ ،‬مسجال رقما قياسيا لم يحقق بعد ذلك‪.‬‬
‫لقد تقهقر اإلنتاج باستمرار بعد ذلك ليسجل نصف إنتاج سنة ‪ 1990‬تقريبا‪ 1419 :‬طنا‬
‫سنة ‪.0224‬‬
‫‪ .0.0‬تطور الواردات الغذائية والميزان التجاري الغذائي‪:‬‬
‫‪ .3.0.0‬تطور واردات بعض المواد الغذائية األساسية‪:‬‬
‫تطورت واردات المواد الغذائية مابين ‪ 1990‬و‪ ، 0223‬بما فيها األساسية‪،‬‬
‫بشكل كبير‪ .‬فالحبوب ارتفعت وارداتها من ‪ 0.43‬مليون طن سنة ‪ 1990‬إلى ‪9.8‬‬
‫مليون ‪ 1999‬أي بزيادة بلغ معدلها ‪ .%000‬إال أن واردات هذه المادة سجلت تراجعا‬
‫محسوسا في السنوات الموالية‪ ،‬حيث انخفضت سنة ‪ 0221‬إلى ‪ 020‬مليون طن‪.‬‬
‫وبلغت فاتورة واردات الحبوب للعامين ‪ 0220‬و‪ 0223‬ما قيمته ‪ 1.09‬و ‪1.10‬‬
‫مليار دوالر على التوالي‪ ،‬مع اإلشارة إلى إنه خالل الفترة انخفضت قيمة الواردات‬
‫بنسبة ‪ .]13[%13‬ويرجع البعض هذا االنخفاض إلى النتائج المرضية التي حققتها‬
‫الزراعة منذ انطالق الخطة الوطنية للتنمية الزراعية سنة ‪ .0221‬سنة ‪ 0224‬بلغت‬
‫واردات الجزائر من القمح ‪ 93919.4‬مليار دينار حسب الجزائر في أرقام‪ ،‬العدد ‪،35‬‬
‫سنة ‪.0220‬‬
‫إن نسبة الواردات لإلنتاج الوطني من الحبوب تدل على ضعف هذا األخير في‬
‫تغطية الحاجيات الوطنية‪ .‬إن أحسن نسب تحققت خالل الفترة تخص سنتي ‪ 90‬و‪90‬‬
‫حيث بلغت النسبة ‪ %93‬و‪ .%50‬ولقد بلغت هذه النسبة ذروتها خالل سنتي ‪1999‬‬
‫و‪ 0222‬إذ سجلت ‪ %492‬و‪ %990‬على التوالي‪ .‬إن هذه النتائج تدل على تبعية غذائية‬

‫‪040‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫حادة تجعل الجزائر من الدول األكثر اعتمادا على الخارج بخصوص هذه المادة‬
‫األساسية‪ .‬فحسب المجلس الدولي للحبوب‪ ،‬تحتل الجزائر المرتبة الخامسة الستهالك‬
‫الحبوب دوليا‪ ،‬وتعد ثاني بلد عربي بعد مصر من حيث واردات الحبوب‪.‬‬
‫الجدول )‪ (5‬تطور واردات بعض المواد الغذائية األساسية‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬حتى ‪ 0221‬الطن؛ * مليون دوالر أمريكي‪.‬‬
‫السكر‬ ‫اللحوم‬ ‫الحليب‬ ‫البقول‬ ‫الحبوب‬ ‫السنة‬
‫‪529892‬‬ ‫‪19041‬‬ ‫‪403959‬‬ ‫‪101048‬‬ ‫‪0408231‬‬ ‫‪3990‬‬
‫‪982950‬‬ ‫‪02932‬‬ ‫‪500289‬‬ ‫‪121149‬‬ ‫‪3120034‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪839339‬‬ ‫‪02090‬‬ ‫‪480032‬‬ ‫‪313191‬‬ ‫‪4159100‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪912205‬‬ ‫‪32328‬‬ ‫‪424114‬‬ ‫‪000934‬‬ ‫‪3924531‬‬ ‫‪3995‬‬
‫‪050892‬‬ ‫‪04139‬‬ ‫‪095589‬‬ ‫‪321930‬‬ ‫‪0951424‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪588990‬‬ ‫‪8992‬‬ ‫‪300450‬‬ ‫‪359942‬‬ ‫‪4501810‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪822998‬‬ ‫‪04941‬‬ ‫‪429388‬‬ ‫‪040500‬‬ ‫‪5189519‬‬ ‫‪3991‬‬
‫‪834210‬‬ ‫‪00081‬‬ ‫‪392914‬‬ ‫‪031392‬‬ ‫‪9812009‬‬ ‫‪3999‬‬
‫‪844008‬‬ ‫‪119998‬‬ ‫‪424400‬‬ ‫‪318990‬‬ ‫‪9499010‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪909031‬‬ ‫‪4055‬‬ ‫‪409954‬‬ ‫‪009594‬‬ ‫‪0020091‬‬ ‫‪0223‬‬
‫*‪009.92‬‬ ‫*‪35.35‬‬ ‫*‪490.4‬‬ ‫*‪102.81‬‬ ‫*‪1095.9‬‬ ‫‪0220‬‬
‫*‪009.01‬‬ ‫*‪89.59‬‬ ‫‪513.92* 139.92* 1103.1* 0221‬‬
‫المصدر‪ :‬حتى ‪ 0221‬السالسل اإلحصائية‪ ،‬العدد ‪ ،119‬طبعة ‪.0225‬‬
‫‪* Statistiques , Site Internet : G:/ Algérie importations de céréales en 2003. htm‬‬

‫انتقلت البقول وارداتها من ‪ 100‬ألف طن سنة ‪ 90‬إلى ‪ 302‬ألف طن عام ‪ .99‬بعد‬


‫ذلك أخذت الواردات تتراجع تدريجيا لتسجل ‪ 000‬ألف طن عام ‪ .0221‬خالل ‪0220‬‬
‫و‪ 0223‬انخفضت فاتورة واردات البقول من ‪ 101‬مليون دوالر إلى ‪ 142‬مليون‬
‫دوالر‪ .‬ويمكن ربط انخفاض الواردات بمستويات إنتاج هذه المادة الغذائية والتي سجلت‬
‫زيادات معتبرة في السنوات األخيرة‪.‬‬
‫واردات الحليب ومشتقاته تحتل المرتبة الثانية من حيث القيمة من بين الواردات‬
‫اإلجمالية‪ .‬لقد بلغت فاتورة واردات الحليب ‪ 408‬مليون دوالر سنة ‪ ،98‬وارتفعت إلى‬
‫‪ 532‬مليون دوالر سنة ‪ 0221‬لتنخفض قليال سنة ‪ 0220‬فتسجل ‪ 489‬مليون‬
‫دوالر[‪ ،]14‬لتعاود الصعود سنة ‪ 0223‬إلى ‪ 514‬مليون دوالر‪ .‬حسب الجمارك‬
‫الجزائرية‪ ،‬فإن واردات الحليب والمنتجات المشتقة منه‪ ،‬قد بلغت خالل السنوات‪:‬‬
‫‪ 0225 ،0224‬و‪ 0220‬ما قيمته ‪ 090.0 ،945.5‬و‪ 042.1‬مليون دوالر أمريكي[‪.]15‬‬
‫اللحوم هي األخرى شهدت وارداتها زيادات متواصلة‪ .‬فمن ‪ 19‬ألف طن سنة ‪90‬‬
‫قفزت الواردات إلى ‪ 04‬ألف طن عام ‪ 90‬لتبلغ الذروة سنة ‪ 0222‬مسجلة ‪ 118‬ألف‬

‫‪043‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫طن‪ .‬من حيث القيمة زادت واردات اللحوم ما بين ‪ 0220‬و‪ 0223‬بنسبة بـ‪،%149 :‬‬
‫إذ قفزت من ‪ 35.35‬مليون دوالر إلى ‪ 89.59‬مليون دوالر‪.‬‬
‫أما واردات البيض فهي في تناقص محسوس؛ فلقد انخفضت من ‪ 12.30‬مليون‬
‫دوالر سنة ‪ 98‬إلى ‪ 3.90‬مليون دوالر عام ‪ 0221‬ثم ‪ 4.35‬مليون دوالر في ‪.0220‬‬
‫شهدت مادة السكر كذلك زيادات معتبرة خالل الفترة؛ ‪ 528‬أالف طن عام ‪،90‬‬
‫‪ 912‬أالف طن سنة ‪ 95‬فـ ‪ 834‬و‪ 992‬ألف طن للعامين ‪ 1999‬و‪ 0221‬على‬
‫التوالي‪ .‬من حيث القيمة تطورت واردات السكر كما يلي‪ 000 ،099 :‬ثم ‪ 008‬مليون‬
‫دوالر خالل السنوات ‪ 0222 ،98‬و‪]10[0220‬‬

‫‪ .0.0.0‬تطور إجمالي الواردات والصادرات الغذائية والميزان التجاري الغذائي‪:‬‬


‫تعد الجزائر أول مستورد للمواد الغذائية على المستوى اإلفريقي‪ ،‬أما صادراتها‬
‫الجدول )‪ (6‬تطور الواردات‪ ،‬الصادرات الزراعية والميزان التجاري الزراعي‪.‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دينار‬

‫رصيد الميزان التجاري‬ ‫النسبة إلى إجمالي‬ ‫النسبة إلى إجمالي‬


‫الزراعي‬ ‫الصادرات‬ ‫الواردات‬ ‫السنة‬
‫الصادرا‬
‫الواردات‬
‫ت‬
‫‪399‬‬
‫‪10459-‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪452‬‬ ‫‪19.42‬‬ ‫‪10925‬‬
‫‪2‬‬
‫‪399‬‬
‫‪09923-‬‬ ‫‪2.41‬‬ ‫‪959‬‬ ‫‪00.10‬‬ ‫‪32802‬‬
‫‪3‬‬
‫‪399‬‬
‫‪48090-‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪1822‬‬ ‫‪04.89‬‬ ‫‪40922‬‬
‫‪0‬‬
‫‪399‬‬
‫‪45088-‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪0322‬‬ ‫‪04.98‬‬ ‫‪52822‬‬
‫‪1‬‬
‫‪12002‬‬ ‫‪399‬‬
‫‪90350-‬‬ ‫‪2.39‬‬ ‫‪1022‬‬ ‫‪32.25‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪13132‬‬ ‫‪399‬‬
‫‪109909-‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫‪5322‬‬ ‫‪05.58‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪14052‬‬ ‫‪399‬‬
‫‪109449-‬‬ ‫‪2.12‬‬ ‫‪9422‬‬ ‫‪08.02‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪14092‬‬ ‫‪399‬‬
‫‪144922-‬‬ ‫‪2.08‬‬ ‫‪0022‬‬ ‫‪09.09‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪14882‬‬ ‫‪399‬‬
‫‪140822-‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪00.94‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪15393‬‬ ‫‪399‬‬
‫‪150103-‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫‪1509‬‬ ‫‪05.19‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪044‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪18199‬‬ ‫‪022‬‬
‫‪199340-‬‬ ‫‪2.15‬‬ ‫‪0431‬‬ ‫‪00.33‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪18420‬‬ ‫‪022‬‬
‫‪181854-‬‬ ‫‪2.15‬‬ ‫‪0192‬‬ ‫‪04.20‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪01839‬‬ ‫‪022‬‬
‫‪015001-‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫‪0992‬‬ ‫‪00.80‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪02908‬‬ ‫‪022‬‬
‫‪024582-‬‬ ‫‪2.14‬‬ ‫‪0923‬‬ ‫‪19.99‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪05940‬‬ ‫‪022‬‬
‫‪084082-‬‬ ‫‪2.02‬‬ ‫‪4949‬‬ ‫‪19.94‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد ‪ ،00‬طبعة ‪.0220‬‬

‫الغذائية فال تتعدى ‪ %2.3‬من إجمالي الصادرات‪ ,‬هذا ما أكدته دراسة للقطاع الغذائي‬
‫للمنطقة أورومتوسطية كما ورد في يومية ليبرتي ليوم ‪ 19‬نوفمبر ‪.0225‬‬
‫فمن ‪ 19‬مليار دينار سنة ‪ 1992‬ارتفعت الواردات الغذائية إلى ‪ 131‬مليار دينار‬
‫سنة ‪ 1995‬لتصل عام ‪ 0222‬إلى ‪ 180‬مليار وتبلغ ‪ 089‬مليار سنة ‪ .0224‬صحيح إن‬
‫تدهور الدينار لعب دورا في تطور قيمة الواردات إال إن السبب الرئيسي لهاته الزيادات‬
‫يعود إلى تطور الكميات الغذائية المستوردة‪.‬‬
‫إن نسبة الواردات الغذائية إلجمالي الواردات كانت دوما تزيد عن ‪ %19‬وهذا في‬
‫أحسن األحوال‪ ،‬ولقد بلغت في سنتي ‪ 90‬و‪ 99‬ذروتها حيث سجلت على الترتيب‬
‫‪ 08.02‬و‪ .%09.09‬أما الصادرات الزراعية فهي جد محدودة إن لم نقل أنها منعدمة‬
‫فنسبة الصادرات الزراعية إلى إجمالي صادرات الجزائر ال تتعدى ‪ %1‬في أحسن‬
‫األحوال‪ .‬إن أحسن نسبة سجلت بهذا الصدد كانت سنة ‪ 1993‬حيث سجلت النسبة‬
‫‪ .%2.90‬بينما سنتي ‪ 0223‬و‪ ،0224‬بلغت النسبة ‪ 2.14‬و‪ %2.02‬على التوالي‪.‬‬
‫إن هذه الوضعية أسفرت عن عجز دائم في الميزان التجاري الزراعي للجزائر‪ .‬لقد‬
‫تطور العجز التجاري الزراعي بشكل رهيب‪،199.35 ، 109.93 ، 10.40 :‬‬
‫‪ 084.92‬مليار دينار للسنوات التالية‪ 0222 ،1995 ،1992 :‬و‪.0224‬‬
‫‪.1‬أسباب ضعف اإلنتاج الزراعي والتبعية الغذائية‪:‬‬
‫‪ .3.1‬الظروف الطبيعية الصعبة وغير المالئمة‪:‬‬
‫‪ .3.3.1‬تضاريس غير مالئمة وقلة األراضي الصالحة للزراعة‪:‬‬
‫إذا كانت الجزائر تمتد على مساحة ‪ 0381941‬كلم‪ 0‬فهذا ال يعني وفرة المصادر‬
‫الطبيعية التي يمكن للفالحة استغاللها‪ .‬فالتضاريس والمناخ اللذان تتميز بهما الجزائر‬
‫يحددان من قدرات الزراعة ويجعالن عملية االستغالل الزراعي جد صعبة‪.‬‬
‫فالتضاريس والمناخ يساعدان على عامل التعرية وفقدان التربة الجيدة عن طريق‬
‫مياه األمطار أو الرياح‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬فاألراضي تتميز على العموم بفقر تربتها‪،‬‬

‫‪045‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫وتغطي الكثير منها صخور يصعب استغاللها‪ ،‬وتشكل المنحدرات الصعبة جلها‪.‬‬
‫إن‬ ‫ـ فاألراضي الصالحة للزراعة ناذرة وتقع قرب السواحل‪ ،‬وهي جد محدودة‪.‬‬
‫مساحة األراضي القابلة للفالحة بلغت ‪ 9031352‬هكتار سنة ‪ ،1983‬وأصبحت سنة‬
‫‪ 1992‬تشمل ‪ 9001382‬هكتار لتبلغ سنة ‪ 0221‬ما مساحته ‪ 8193942‬هكتار وسنة‬
‫‪ 0224‬بلغت ‪ 8301082‬هكتار‪.‬‬
‫رغم عدم كفاية األراضي الصالحة للفالحة فان المجهودات المبذولة لكسب أراضي‬
‫فالحية جديدة جد محدودة‪ .‬فالزيادة الحاصلة في مساحة األراضي الصالحة للفالحة‬
‫كانت بمعدل ‪ 15‬بالمئة خالل ما يزيد عن ‪ 02‬سنة أي ما بين ‪ 1983‬و‪ .0224‬أمام هذه‬
‫الزيادة المتواضعة‪ ،‬نجد نصيب الفرد الواحد من هذه المساحة قد تراجع من ‪2.50‬‬
‫هكتار إلى ‪ 2.00‬هكتار ما بين ‪ 1992‬و‪0221.‬‬
‫‪ .0.3.1‬قلة األمطار ومصادر المياه األخرى‪:‬‬
‫ـ أما األمطار فهي تتساقط بغير انتظام ال من حيث الكمية وال من حيث الفصول‪.‬‬
‫فاألمطار تتساقط عموما خالل الفترة " نوفمبر ومارس "‪ .‬وقد تتساقط في أوقات غير‬
‫مناسبة وبغزارة ملحقة أضرارا ببعض المزروعات ومؤدية إلى تعرية األراضي‬
‫المنحدرة وفقدان التربة الجيدة‪ .‬فمعظم األمطار تذهب سدا‪ ،‬إذ تبلغ المياه الضائعة من‬
‫األمطار المتساقطة ما معدله ‪ .%02‬أما ‪ ،%42‬فقليل منها فقط يخصص للفالحة‬
‫والصناعة أو استعمال السكان‪ ،‬أما الجزء األكبر منها فيذهب ضياعا‪.‬‬
‫ـ أما مصادر المياه األخرى فنذكر منها التي توفرها السدود وهي تقدر بـ ‪5.9‬‬
‫مليار م‪ .3‬أما المياه الجوفية التي يتوفر عليها البلد فتقدر بحوالي ‪ 1.8‬مليار م‪ 3‬في‬
‫الشمال وما يتراوح ما بين ‪ 0‬و‪ 3‬مليار م‪ 3‬في الجنوب ووفقا لهذه األرقام تعد الجزائر‬
‫من الدول التي تتوفر على إمكانيات منخفضة من المياه‪.‬‬
‫‪ .0.1‬عجز التكثيف الزراعي‪ :‬من هذا الجانب تبقى النتائج المحققة دون‬
‫المستوى المطلوب‪.‬‬
‫‪ .3.0.1‬العتاد الفالحي‪ :‬فخالل الفترة ‪ 1909‬ـ ‪ 1993‬كان مسطرا تحصيل‬
‫‪ 00422‬جرارا و‪ 14982‬وحدة من عتاد البذر وفرش األسمدة‪ ،‬و‪ 13942‬من عتاد‬
‫النقل‪ ،‬غير أن ما حصل عليه بالفعل كان على التوالي ‪.8543 ،12204 ،18430‬‬
‫الجدول )‪ (6‬تطور مبيعات بعض العتاد الفالحي (وحدة واحدة)‬
‫عتاد لمعالجة‬ ‫حاصدات‬ ‫جرار‬
‫السنة‬
‫األراضي‬ ‫دارسات‬ ‫بعجالت‬
‫‪199‬‬
‫‪04030‬‬ ‫‪423‬‬ ‫‪1940‬‬
‫‪2‬‬
‫‪199‬‬
‫‪04030‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪3125‬‬
‫‪1‬‬
‫‪09591‬‬ ‫‪419‬‬ ‫‪0132‬‬ ‫‪199‬‬

‫‪040‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪0‬‬
‫‪199‬‬
‫‪19882‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪3893‬‬
‫‪3‬‬
‫‪199‬‬
‫‪13198‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪0290‬‬
‫‪4‬‬
‫‪199‬‬
‫‪8588‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪1918‬‬
‫‪5‬‬
‫‪199‬‬
‫‪1950‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪1132‬‬
‫‪0‬‬
‫‪199‬‬
‫‪401‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪019‬‬
‫‪9‬‬
‫‪199‬‬
‫‪1209‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪1493‬‬
‫‪8‬‬
‫‪199‬‬
‫‪448‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1228‬‬
‫‪9‬‬
‫المصدر ‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى ‪ 1998‬لغاية ‪.90‬‬
‫السلسلة اإلحصائية‪ ،‬العدد‪ ،119‬فيغري ‪ 0225‬بعد ‪.90‬‬
‫ولقد كانت النتائج المحققة ضعيفة بالنسبة إلى ما كان مسطرا نهيك عن بلوغ‬
‫الحاجيات التي تتطلبها الزراعة‪ .‬ولقد بلغت حظيرة الجزائر من الجرارات‪ ،‬الحاصدات‬
‫الدارسات وكذلك عتاد المعالجة لألراضي‪ ،‬األعداد التالية بالترتيب سنة ‪:1989‬‬
‫‪ 42915، 8008 ،89091‬وهي أرقام دون الحاجيات نظرا للمساحة الزراعية المتاحة‪،‬‬
‫ونظرا لحاجيات الفالحة‪ .‬و قد تطورت المبيعات للقطاع الزراعي من بعض العتاد‬
‫الفالحي خالل ‪ 1988‬ـ ‪. 1999‬‬
‫‪ .0.0.1‬تطور استهالك األسمدة‪ :‬إن استهالك األسمدة قد عرف زيادات معتبرة‪ .‬وقد‬
‫لعبت الواردات دورا كبيرا في هذه الزيادات‪ .‬ورغم هذه الزيادات‪ ،‬فان المردود‬
‫الزراعي قد بقي ثابتا ولم يعرف زيادات مناسبة لحجم الزيادة في استهالك األسمدة‬
‫ويمكننا أن نرجع ذلك إلى‪:‬‬
‫ـ توزيع نوع واحد من األسمدة على كامل التراب الوطني دون أخذ أي اعتبار‬
‫الختالف التربة من منطقة إلى أخرى ‪.‬‬
‫ـ قلة التجهيزات المستعملة في توزيع األسمدة ومعالجة األراضي مما يؤدي إلى‬
‫توزيع األسمدة بطريقة عشوائية غير متساوية‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى التقليل من الفعالية‬
‫للكثير من األسمدة المستعملة‪.‬‬
‫‪ .1.0.1‬تطور تسليم المواد الصحية‪ :‬بخصوص تسليم المبيدات للقطاع الفالحي فإنها‬
‫عرفت تراجعا من سنة إلى أخرى‪ .‬ففيما يخض مبيدات الفطر الجامدة بلغت سنة ‪80‬‬
‫حوالي ‪ 9‬مليون قنطار لتسجل سنة ‪ 1992‬تسليم ‪ 5.4‬مليون قنطار وتبلغ سنة ‪1994‬‬

‫‪049‬‬
‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‪ ،‬تجلياتها وأسبابها‪" -‬حالة الجزائر"‬

‫حوالي ‪ 3.5‬مليون قنطار وتبلغ سنة ‪ 1999‬حوالي ‪ 1.1‬مليون قنطار فقط‪ .‬أما المبيدات‬
‫الجامدة لألعشاب فبلغت ‪ 58204 ،110591 ،185950‬قنطار‪.‬‬
‫الجدول (‪ )9‬تطور استهالك األسمدة ما بين ‪ 1999‬ـ ‪( 1990‬بالقنطار)‬
‫بوتاس‬ ‫فسفات‬ ‫أزوت‬ ‫مركبات‬ ‫السنة‬
‫‪1810‬‬ ‫‪1141013‬‬ ‫‪1050924‬‬ ‫‪1082050‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪18909‬‬ ‫‪491429‬‬ ‫‪902099‬‬ ‫‪1451289‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪3029‬‬ ‫‪335993‬‬ ‫‪1218909‬‬ ‫‪1318489‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪49980‬‬ ‫‪082998‬‬ ‫‪480952‬‬ ‫‪903000‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪00991‬‬ ‫‪102519‬‬ ‫‪99883‬‬ ‫‪950099‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪32148‬‬ ‫‪150090‬‬ ‫‪04030‬‬ ‫‪915014‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪19840‬‬ ‫‪148912‬‬ ‫‪9210‬‬ ‫‪912049‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪9988‬‬ ‫‪148090‬‬ ‫‪02502‬‬ ‫‪1930099‬‬ ‫‪1999‬‬
‫المصدر ‪ :‬الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى ‪. 1998‬‬
‫السلسلة اإلحصائية‪ ،‬عدد ‪ ،119‬فيفري ‪ 0225‬للسنوات الموالية‪.‬‬
‫وبلغت تسليمات مبيدات الحشرات للسنوات ‪ 1999 ،1995 ،1989‬على الترتيب‪:‬‬
‫‪ 0.0‬مليون قنطار‪ 4.0 ،‬مليون قنطار و‪ 1‬مليون قنطار‪ .‬يتبين من المعطيات السابقة‬
‫تراجعا في استخدام المبيدات والمواد الصحية الزراعية مما يكون له بطبيعة الحال أثرا‬
‫على المردود الزراعي‪ .‬إن استخدام هذه المواد يتميز بالضعف الشديد إذا ما قرن‬
‫بالنتائج المحققة على المستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬قلة اإلهتمام بالقطاع الزراعي‪:‬‬
‫‪ .3.1.1‬ضعف االستثمارات الزراعية‪ :‬لقد حظيت الزراعة بعناية ضعيفة في البرامج‬
‫االستثمارية العامة‪ .‬فنصيبها كان ضعيفا إذا ما قرن بالقطاعات األخرى أو بحاجيات‬
‫القطاع نفسه‪ .‬فخالل الخطط التنموية كلها من ‪ 1990‬إلى ‪ 1989‬كان نصيب الزراعية‬
‫غير كاف ال من حيث التقديرات وال من حيث اإلنجازات‪.‬‬
‫من خالل الجدول نرى أن الزراعة قد حظيت في أحسن الظروف وخالل الفترة‬
‫على ما يقرب من ‪ 19‬بالمئة من إجمالي االستثمارات‪ ،‬وهي نسبة ضعيفة مقارنة‬
‫بالمتطلبات الواجب بذلها لتنمية القطاع الزراعي وضمان االكتفاء الغذائي نظرا للنتائج‬
‫المسجلة على صعيد التبعية الغذائية‪.‬‬
‫الجدول )‪ (8‬نصيب الزراعة من االستثمارات اإلجمالية‪ 1909 :‬إلى ‪1989‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليون دينار‬
‫إجمالي‬ ‫‪%‬‬ ‫خدمات‬ ‫‪%‬‬ ‫صناعة‬ ‫‪%‬‬ ‫السنة زراعة‬
‫‪11281‬‬ ‫‪3444‬‬ ‫‪3810 4845 5422 1449 1809 09/09‬‬
‫‪19942‬‬ ‫‪42.9‬‬ ‫‪11022 4445 10422 1449 4142 93/92‬‬

‫‪048‬‬
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪112019‬‬ ‫‪4340 49009 4845‬‬ ‫‪48222‬‬ ‫‪1340‬‬ ‫‪14592‬‬ ‫‪99/94‬‬


‫‪101392‬‬ ‫‪3949 02944 59‬‬ ‫‪91192‬‬ ‫‪549‬‬ ‫‪0022‬‬ ‫‪99/98‬‬
‫‪112019‬‬ ‫‪4340 199222 3845‬‬ ‫‪154922‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪49122‬‬ ‫‪84/82‬‬
‫‪552222‬‬ ‫‪54 190822 3140‬‬ ‫‪194022‬‬ ‫‪1444‬‬ ‫‪99222‬‬ ‫‪89/80‬‬
‫‪Source : Ministère de la planification et de l’aménagement du territoire, divers‬‬
‫‪rapports généraux.‬‬
‫بعد سنة ‪ 1992‬شرعت الدولة في تطبيق سياسة زراعية جديدة‪ ،‬أعيدت على‬
‫إثرها األراضي المؤممة في إطار الثورة الزراعية إلى أصحابها‪ ،‬ليعاد االعتبار للقطاع‬
‫الخاص حتى يعمل القطاع الزراعي حسب قواعد اقتصاد السوق‪ .‬وإذا ما نظرنا إلى‬
‫مدخالت القطاع الزراعي من حيث عوامل اإلنتاج‪ ،‬نالحظ عدم تطورها كما بيناه‬
‫سابقا بل في الكثير من األحيان سجلت تراجعا‪ ،‬وهو ما يدل على ضعف االستثمار في‬
‫الزراعة وعدم تحقيق التكثيف الالزم والضروري للنهوض بالزراعة والتخلص من‬
‫التبعية الغذائية للخارج حتى بعد إصالح ‪ 1992‬وإلى يومنا هذا‪.‬‬
‫‪ .0.1.1‬مشاكل اليد العاملة‪ :‬لقد كابدت اليد العاملة الفالحية من عناية مجحفة‬
‫سواء من حيث الظروف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أو من حيث سياسات التكوين‪ .‬فما‬
‫يبن ‪ 1909‬و‪ 1999‬تراجع عدد العاملين بالقطاع من ‪ 918222‬عامل إلى ‪090222‬‬
‫فقط‪ .‬وقد بلغ عددهم سنة ‪ 1984‬عدد ‪ 850494‬عامل‪ .‬في سنة ‪ 0223‬بلغ عدد العاملين‬
‫بالزراعة ‪ 1410342‬عامال وهو ما يمثل ‪ %01‬من إجمالي العمال بكافة القطاعات‬
‫حيث تبقى النسبة ضعيفة أمام عدد البطالين واألراضي الممكن إصالحها‪.‬‬
‫إضافة إلى هذا نسجل أن العاملين اللذين تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 18‬و‪ 02‬سنة‬
‫ال يتجاوزون نسبة ‪ 08‬بالمئة‪ .‬فالمزارعين اللذين تتجاوز أعمارهم ‪ 02‬سنة أو تقل عن‬
‫‪ 18‬سنة يشكلون في معظمهم اليد العاملة بالزراعة في بداية سنوات الثمانينيات‪.‬‬
‫ومما ساعد على هذه الوضعية نذكر العوامل التالية‪ :‬فمداخيل العمال بالصناعة‬
‫قد تضاعفت بكثير جدا مقارنة بمداخيل المزارعين‪ .‬وقد أدى هذا األمر ببعض الفالحين‬
‫إلى ترك الزراعة وهجرة األرياف إلى المدن بحثا عن تحسين مداخيلهم ووضعيتهم‪،‬‬
‫إضافة إلى كون المنح العائلية والضمان االجتماعي وكذلك التقاعد ال يستفيد منهم إال‬
‫من يشتغل بمستثمرات الدولة‪ .‬أما باقي الفالحين فال استفادة لهم من هذه االمتيازات مما‬
‫شجع على ترك الزراعة والهروب إلى المدن لضمان حياة ومستقبل أحسن‪ .‬قد لوحظ‬
‫كذلك حرمان المناطق الريفية من الخدمات والهياكل التعليمية والصحية‪ ،‬ففرص‬
‫التداوي و التعلم كانت أقل بكثير منها في األرياف عنه في المدن‪ .‬وقد أدى هذا العامل‬
‫إلى تشجيع الهجرة من األرياف إلى المدن‪ .‬وباختصار نقول أن كل العوامل السابقة قد‬
‫اجتمعت لتكون عائقا في وجه تنمية الفالحة الجزائرية ومن هناك عدم قدرة الزراعة‬
‫على أداء دورها في تلبية حاجيات المواطنين‪ .‬وأمام عدم القدرة هذه وجدت الدولة‬
‫نفسها مضطرة إلى اللجؤ المتزايد الستيراد الحاجيات الغذائية للمواطنين خاصة‬
‫األساسية منها‪ .‬وحتى يومنا هذا يبقى النهوض بقطاع الزراعة وتنميته من األولويات إذ‬

‫‪049‬‬
"‫ "حالة الجزائر‬-‫ تجلياتها وأسبابها‬،‫اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها‬

‫ال بد من وضع سياسات عامة وتشجيعات خاصة تكون كفيلة برفع المردود الزراعي‬
. ‫والقضاء التدريجي على التبعية الغذائية‬
‫المراجع‬
،032 ‫ العدد‬،‫ سلسلة عالم المعرفة‬،‫ األمن الغذائي للوطن العربي‬،‫ محمد السيد عبد السالم‬-1
80. ‫ ص‬،1998 ،‫الكويت‬
2-Sécurité alimentaire – Wikipédia, l’encyclopédie libre, 2007, Site Internet :
file ://G:/Sécurité alimentaire - Wikipédia.htm
3-Sécurité alimentaire, Care France, Site Internet : File://A :/-----Bienvenue sur
Care France-----.htm , 2007, p. 1.
،032 ‫ العدد‬،‫ سلسلة عالم المعرفة‬،‫ األمن الغذائي للوطن العربي‬،‫ محمد السيد عبد السالم‬-4
.92‫ ص‬،‫الكويت‬
‫ األمن الغذائي‬،‫ دراسة األمانة العامة إلتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية‬-5
.332:‫ ص‬،1982 ‫ ابريل‬8 ‫ إلى‬5 ‫ مؤتمر اتحاد الغرف العربية من‬،‫العربي‬
،032 ‫ العدد‬،‫ سلسلة عالم المعرفة‬،‫ األمن الغذائي للوطن العربي‬،‫ محمد السيد عبد السالم‬-0
91.‫ ص‬،‫الكويت‬
7-Souveraineté alimentaire – Wikipédia, l’encyclopédie libre, 2007, Site
Internet : file : // G/ Souveraineté alimentaire – Wikipédia.htm p.1.
8-Fondation Charles Léopold Mayer pour le progrès de l’homme, Sécurité
alimentaire, Site Internet : G :/ Sécurité alimentaire. Htm , p.2.
9-Souveraineté alimentaire – Wikipédia, l’encyclopédie libre, 2007, Site
Internet : file : // G/ Souveraineté alimentaire – Wikipédia.htm p..2.
1999. ،‫ دمشق‬،‫ دار الفكر‬،‫ ما العولمة‬،‫ حسن حنفي وخالل العظم‬-12
11-L’Algérie est un pays a risque alimentaire élevé, Site internet :
http://www.algerie pyrenees.com/article 6381299.htm/
12- L’Algérie en quelques chiffres, résultats 2002-2004, N°35, 2006.
13- Statistiques : 2003 L’Algérie a importé plus d’un milliards de dollars de
céréales, Site Internet : G :/ Algérie importations de céréales en 2003.htm
14-Evolution des importations des produits agricoles, Site Internet :
G:/Evolution des importations des produits agricoles en Algerie.htm P.2.
15-Adem R. Ferrah A., La production laitière en Algérie/ Une production
rentable ? Site Internet : G : / Note sur les coûts et la rentabilité des élevages
bovins laitiers de la région est de l’Algérie ( 2005-2007).htm P1.
16-Evolution des importations des produits agricoles, Site Internet :
G:/Evolution des importations des produits agricoles en Algérie.htm P.2.

052
‫زعيبط نور الدين‬

‫‪051‬‬

You might also like