Professional Documents
Culture Documents
بحوث اقتصادية
ملخص
اختلفت النظرة لطبيعة المشكلة الغذائية للدول النامية ،مما أدى الختالف
المفاهيم المستخدمة للتعبير عنها.
يهدف المقال لتقديم هذه المفاهيم ،تحليلها وتحديد طبيعة المشكلة ضمن
أ .زعيبط نور الدين كل مفهوم منها ،لنتبنى المفهوم األكثر تعبيرا عن أبعاد المشكلة وخطورتها
كلية العلوم االقتصادية والمتمثل في مفهوم التبعية الغذائية .نحاول تطبيق هذا المفهوم على حالة
وعلوم التسيير الجزائر ،فنبين تجليات المشكلة وأسبابها.
جامعة منتوري قسنطينة
الجزائر
مقدمة
اختلفت النظرة لطبيعة المشكلة الغذائية لقد
وهو ما جعل المفاهيم الموضوعة للتعبير عنها
تتعدد وتختلف .سوف نتطرق بالتحليل والمناقشة
لهذه المفاهيم لنتبنى المفهوم الذي نراه أكثر تعبيرا
وداللة عن المشكلة .ضمن هذا التبني نحاول تبيان
تجليات المشكلة الغذائية وأسبابها في الجزائر. Résumé
.3طبيعة المشكلة الغذائية للدول النامية. Le problème alimentaire des pays
en développement est posé sous
.3.3تحليل ومناقشة مفاهيم اإلشكالية الغذائية différentes natures. Par conséquent,
diverses notions sont utilisées pour
للدول النامية . l’exprimer.
Cet article tente de présenter ces
.3.3.3االكتفاء الذاتي الغذائي :يعرف "بقدرة notions, les analyser et définir la
المجتمع على تحقيق االعتماد الكامل على النفس nature de la question dans chacune
d’elles, afin d’adopter la notion qui
وعلى الموارد واإلمكانات الذاتية في إنتاج كل en exprime, le mieux, les dimensions
احتياجاته الغذائية محليا"[]1 et la gravité, à savoir la dépendance
alimentaire. Cette notion nous
لقد وجهت لهذا التعريف مجموعة من التحفظات l’appliquons à l’Algérie pour
أهمها: montrer les apparences et les causes
du problème.
ـ تحديد مستوى االكتفاء الذاتي؛ هل يكون عند
الحد األدنى في توفير االحتياجات الغذائية ،أم عند الحد المتوسط ،أو عند الحد األعلى؟
إن الطلب على الغذاء يرتبط بمستوى الدخل في البلد ،فكلما زاد متوسط الدخل
الفردي للبلد كلما كان منطقيا أن يتحسن مستوى المعيشة ويزيد مستوى الطلب على
الغذاء إلى مستويات أعلى .وهذا ما يجعل االكتفاء الذاتي الغذائي قضية نسبية في رأي
البعض.
ـ رغم نبل الغاية من االكتفاء الذاتي الغذائي فإن تحقيقه في غالب األحيان يعتبر
صعبا؛ فاالكتفاء الذاتي الغذائي يتوقف بدرجة كبيرة على الموارد الطبيعية المتاحة
كاألراضي والمياه والظروف المناخية ،إلى جانب توفر المهارات والتقنيات الحديثة
لدى المزارعين .إن كل هذه الشروط غير متوفرة بما يحقق االكتفاء الذاتي والقضاء
على االعتماد على الخارج للدول النامية.
ـ والعتبارات تتعلق بالعولمة االقتصادية وكل ما جراها من تحرير للتبادل التجاري
في ظل المنظمة العالمية للتجارة ،فإن البعض يرى أن القرارات الرشيدة تتمثل في تلك
التي تعتبر التكلفة الدنيا هي التي تحدد مدى االعتماد على اإلنتاج المحلي أو االستيراد
من الخارج.
من جهتنا فإن دعمنا أو رفضنا لسياسة االكتفاء الذاتي الغذائي يتوقف على األهداف
والمشاكل التي يراد تحقيقها أو دفعها بإتباع هذه السياسة.
ومن األهداف الرئيسة لهذه السياسة نجد السعي لتخصيص الموارد المالية الشحيحة
المتاحة لتحقيق تنمية صناعية وبناء قاعدة تحتية هيكلية تخدم وتسرع عملية التنمية
المنشودة ،بدل تخصيصها الستيراد الغذاء.
أما أكبر مشكلة يراد دفعها بسياسة االكتفاء الذاتي فتكمن في الدفاع عن حرية
القرارات السياسة وحماية السيادة الوطنية .إن الوقائع تثبت أن الغذاء سالح في أيدي
الدول الكبرى يستخدم للتأثير على قرارات الدول النامية والضغط عليها لتنفيذ خططها
وتحقيق مآربها وهذا منذ القدم ،حتى حليب األطفال أستخدم في هذا االتجاه.
لكل ما سبق نعتبر أن االكتفاء الذاتي خيار جدير باإلتباع ,وإذا كانت هناك أسباب
موضوعية تحول دون تحقيقه في الوقت الراهن فذلك ال يعني إسقاطه على اإلطالق من
الحسبان .قد نرسم أهدافا دونه لسياستنا الزراعية مادمنا ال نملك األسباب التي تمكننا
من تحقيقه لكننا ال نتنكر لفائدته ونبله.
ونفهم باالكتفاء الذاتي الغذائي ،تمكن البلد من سد نسبة عالية من حاجياته الغذائية
األساسية باالعتماد على إنتاجه الزراعي المحلي.
إن مفهوم االكتفاء الذاتي يرتبط بمفهوم التبعية الغذائية ويتكامل معه ،وعليه سوف
ننتقل للتعريف بمفهوم التبعية الغذائية ،األمر الذي يعمق فهمنا لمشكل الغذاء وقضية
االكتفاء الذاتي الغذائي.
( .0.3.3التبعية الغذائية :وتدل على مدى اعتماد البلد أو القطر على الخارج
االستيراد ) في توفير الغذاء لسكانه .فكلما زاد االعتماد على االستيراد في تلبية
الحاجيات الغذائية للمواطنين كلما كان البلد أو القطر أكثر تبعية والعكس صحيحا.
وتقاس التبعية الغذائية للوطن أو القطر بمدى إسهام اإلنتاج الغذائي المحلي في تغطية
032
زعيبط نور الدين
غذاء سكانه.
من خالل تبيان مفهوم التبعية الغذائية يتضح أن التبعية الغذائية تمثل وجه آخر
للمسألة الغذائية ،فإذا كانت هي تمثل الوجه السلبي للسياسة الغذائية ،فإن االكتفاء الذاتي
يمثل الوجه اإليجابي لها ،و حيثما تحقق المفهوم األول في مكان ما ،فذلك يعني انتفاء
المفهوم الثاني في نفس المكان.
إن التبعية الغذائية أو االكتفاء الذاتي الغذائي ال يخرجا من أن يكونا أمرا نسبيا ال
مطلقا .فإذا اتخذا هدفا للسياسة الغذائية ،فذلك ال يعني إطالقا تحقيق اكتفاء تام أو
استقاللية مطلقة .إنه ال يوجد األبيض أو األسود فقط ،فبين اللونين حاالت كثيرة .فإذا
كنا نبغي ألبنائنا تحقيق العالمة الكاملة في نجاحاتهم فذلك ال يعني أن نتيجة 02في
المائة تعني الفشل.
إن مطلب االكتفاء الذاتي أو القضاء على التبعية الغذائية ،يمكن اعتبارهما أداتين
لقياس فعالية البلد أو القطر في تحقيق أهدافه السياسة الغذائية والزراعية .فكلما زادت
نسبة االكتفاء أو قلت نسبة التبعية أعتبر ذلك نجاحا والعكس صحيحا.
إذا كنا دافعنا عن المفهومين السابقين اللذين يتكامالن فينبغي كذلك أن نفهم البدائل
التي تقدم بخصوص المفهومين .ومن المفاهيم التي شاع استخدامها نجد مفهوم األمن
الغذائي قد احتل الصدارة .فما مضمون هذا المفهوم وأهدافه؟
.1.3.3األمن الغذائي :إن مفهوم األمن الغذائي برز للوجود سنة 1992على يد منظمة
األغذية والزراعة لألمم المتحدة ،وقد تطور من التركيز على البعد الكمي للمشكلة
الغذائية باتجاه إعطاء االعتبارات النوعية والبعد اإلنساني أهمية متزايدة .ولقد تعددت
المفاهيم بخصوص األمن الغذائي.
ففي سنة 1995عرفت منظمة األغذية والزراعة األمن الغذائي على أنه " القدرة في
أي وقت على تموين العالم بالمواد األساسية من أجل دعم تزايد االستهالك الغذائي مع
السيطرة على تغيرات الموفور الغذائي واألسعار" []0
نفس المنظمة تصف األمن الغذائي على أنه وضعية " تسمح لكل فرد ،وفي كل
األحوال من الحصول على غذاء كاف وسليم يمكنه من التمتع بحياة صحية ونشيطة"[]3
يعرفه محمد سليم عبد السالم على أنه " قدرة المجتمع على توفير احتياجات التغذية
األساسية ألفراد الشعب ،وضمان حد أدنى من تلك االحتياجات بانتظام" [.]4
يعرف األمن الغذائي من قبل مجموعة من الباحثين على أنه "تحقيق اكتفاء ذاتي،
نسبي في ميدان الغذاء بحيث يتمكن البلد أو مجموعة البلدان المتعاونة فبما بينها ،من
التلبية محليا ألكثر قدر ممكن من الحاجات الغذائية لمجموع المواطنين ،وذلك دون
الحاجة إلى طلب المعونة ،أو االستيراد من الخارج"[]5
إن المفاهيم المقدمة من قبل منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة مبنية على أسس
إنسانية ،تهتم باإلنسان أينما كان في العالم ،وبمشكلة الجوع.
فالمفهوم األول يهتم بتموين العالم كافة بالمواد الغذائية األساسية من أجل القضاء
على مشكلة الجوع .وال ننكر أن مثل هذا االهتمام غاية في النبل ،ينبعث من اإلحساس
بالتضامن اإلنساني ،إال أنه ال يصلح لبناء اقتصاد وطني سليم حتى تتبناه دولة أو قطر
031
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
.1.3.3السيادة الغذائية :مفهوم برز ألول مرة في روما سنة 1990خالل القمة
الغذائية المنظمة من قبل منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة.
"تقدم السيادة الغذائية على أنها قانون دولي يترك إمكانية ،للدول أو مجموعات
الدول ،وضع سياستها الزراعية األكثر مالئمة لشعوبها دون أن يكون لذلك أثر سلبي
على شعوب دول أخرى .وتشكل السيادة الغذائية قطيعة بالنسبة للتنظيم الحالي لألسواق
030
زعيبط نور الدين
033
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
034
زعيبط نور الدين
تعميمه والرجوع إل معينه في كافة األحوال .ويستخلص حسن الحنفي وجالل العظم
بأن العولمة " مفهوم ذاع في العقد األخير قصد الترويج لظاهرة اقتصاد السوق الحر،
بعد انهيار النظم االشتراكية في أوربا الشرقية واإلتحاد السوفييتي لتكون بداية عالم ذي
القطب الواحد " []12
فالعولمة سعي لتكريس سيادة النظام الليبرالي الحر ،فهي تعمل على إلغاء كل
الحواجز التي تقف أمام تنقل السلع و رؤوس األموال بين الدول باستخدام مجموعة من
الوسائل منها:
ـ الشركات متعددة الجنسيات؛
ـ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي؛
ـ والمنظمة العالمية للتجارة.
المنظمة العالمية للتجارة تهدف أساسا إلى إزالة كل الحواجز التي تقف حاجزا في
وجه تطور التجارة الخارجية .ففي مجال تحرير تجارة المنتجات الزراعية تهدف
اتفاقية المنظمة إلى ما يلي:
ـ إزالة القيود غير الجمركية واستبدالها بالرسوم الجمركية والتي ينبغي أن تكون
مخفضة؛
ـ إلغاء الدعم المحلي للمنتجات الزراعية بطريقة تدريجية؛
ـ التوقف عن دعم الصادرات الزراعية.
األمن الغذائي مفهوم أنتجته العولمة ليحل محل مفهومي التبعية الغذائية واالكتفاء
الذاتي اللذان ال يخدمان تطور التجارة العالمية .وعليه صارت المشكلة الغذائية ال تكمن
في اعتماد البلد على الواردات في تغذية سكانه ،فال حرج في ذلك .إنها أصبحت
تتمثل في عدم قدرة بلد ما في توفير الغذاء لسكانه ويكفيه أن يعتمد عل االستيراد
لتحل المشكلة ،وقد قدمنا بهذا الصدد مفهوم منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة.
ويفهم األمن الغذائي لدى البعض على أنه ضمان غذاء آمن (غير ضار) وبالقدر
الالزم من الحريرات والمغذيات للسكان .وعليه فاألمن الغذائي يفهمه البعض بسالمة
وصحية الغذاء.
السيادة الغذائية مفهوم حديث برز في مواجهة سياسات العولمة وفق ما نصت عليه
اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة .وقد تناولنا هذا المفهوم بشيء من التفصيل في ما
سبق .فهو يهدف إلى إخضاع السوق الدولي إلى قيم عليا مثل حقوق اإلنسان والحق في
التغذية خاصة من أجل خلق شكل لتنظيم األسواق على المستوى الدولي تخالف ما
يطمح الرأسمال العالمي لتحقيقه.
مشكلة الغذاء تستمد خطورتها مما قد يتبعها وينجم عنها من قضايا أخطر ،تصل
لحد فقدان حرية القرار والتضحية بالمصالح .وال يعبر عن المشكلة الغذائية بهذه
الطبيعة سوى مفهوم التبعية الغذائية والتي ال يمكن تجنبها أو القضاء عليها إال بتحقيق
االكتفاء الذاتي الغذائي كما سبق وأن بيناه.
035
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
إن البقول الجافة تنطبق عليها نفس المالحظة .فمن 351ملين قنطار
سنة 1992يرتفع إنتاجها إلى 034مليون قنطار سنة 1990لينخفض إلى 383مليون
سنة 1994ويرتفع إلى 082مليون سنة 1990وينخفض سنة 0222إلى 019مليون
ليعاود االرتفاع التدريجي فيبلغ سنة 0224حد 582مليون قنطار .ويدل تطور إنتاج
هذا المحصول كذلك على عدم السيطرة على اإلنتاج واالعتماد بدرجة كبيرة على
الظروف الطبيعية .إن مردود الهكتار الواحد يتذبذب ارتفاعا وانخفاضا
030
زعيبط نور الدين
039
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
2
399
0520 444 0291 899
3
399
0581 804 0025 0055
0
399
3149 850 0010 0201
1
399
0525 459 3190 1921
1
399
0859 022 0850 1312
5
399
3010 592 3020 3133
1
399
0901 409 3232 3195
1
399
3199 400 3893 1041
1
399
3980 520 4090 3034
9
022
3803 543 3050 0524
2
022
4155 429 4393 0009
3
022
5231 029 4184 1902
0
022
5929 033 4900 1090
1
022
0191 094 4400 4088
1
038
زعيبط نور الدين
039
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
092و 090ألفطنا[]10
اللحوم البيضاء عرف إنتاجها تراجعا لم يستدرك لغاية .0221فبعد أن كان يمثل
003ألف سنة 1991طن انخفض تدريجيا ليصل إلى 125أالف طن سنة
الجدول ) (3تطور موفور المواشي واإلنتاج الغذائي الحيواني.
وحدات القياس 123 :للجمال 124 ،للبقر والمعز 125 ،للخرفان.
لإلنتاج :ألف الطن للحوم 120 ،لتر للحليب 120،وحدة للبيض.
تطور إنتاج موفور المواشي
اللحوم الصنف
السنة
البيض بيضاء الحليب حمراء المعز الجمال البقر خرفان
1999ليستدرك بعض ما خسره شيئا فشيئا بعد ذلك ويبلغ 101ألف طن سنة .0221
عرف البيض كذلك إنتاجه تراجع ،من بداية الفترة ،لم يستدرك إال سنة .0222لقد
سجل اإلنتاج 098مليون وحدة سنة 1992لينخفض وال يعود لنفس المستوى إال سنة
0222حيث بلغ 083مليون وحدة .سنة واحدة بعد ذلك هبط اإلنتاج إلى 010مليون
وحدة فقط.
042
زعيبط نور الدين
041
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
0909.2
1510.22 100948.22 13225.22 0221
2
0995.2
1419.22 123982.22 12090.22 0221
2
المصدر :الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد 00طبعة .0220
عرف السمك األزرق إنتاجه تطورا معتبرا بين 1991و 1994حيث ازداد بنسبة
،%52لكنه لم يحافظ على هذه الزيادة ،فقد تراجع في السنة الموالية مباشرة
بنسبة %31ليواصل انخفاضه ويبلغ مستوى أقل من إنتاج عام ،1992ثم يعاود
الزيادة دون أن يبلغ مستوى سنة .1994
إنتاج القشريات كذلك غير منتظم ،فهو يزداد تارة وينخفض مرات أخرى .ففي
1992كان إنتاجه 0035طنا ،ولم يزيد اإلنتاج عن ذلك إال بـ %5 :سنة ،0224أي
تحقيق إنتاج بلغ 0995ألف طنا .صحيح ،لقد سجل اإلنتاج أرقاما قياسية ،إال أن البلد
لم يتمكن من الحفاظ عليها ،و مثال ذلك عام ،0222حيث بلغ اإلنتاج 4800طنا ،لكن
الفترات التي تلت تلك السنة عرفت سوى التقهقر.
كلب البحر والسيف سجل إنتاجهما زيادات معتبرة إلى غاية ،1990فمن 494طنا
سنة 1992صعد مستوى اإلنتاج إلى 0892طنا ،مسجال رقما قياسيا لم يحقق بعد ذلك.
لقد تقهقر اإلنتاج باستمرار بعد ذلك ليسجل نصف إنتاج سنة 1990تقريبا 1419 :طنا
سنة .0224
.0.0تطور الواردات الغذائية والميزان التجاري الغذائي:
.3.0.0تطور واردات بعض المواد الغذائية األساسية:
تطورت واردات المواد الغذائية مابين 1990و ، 0223بما فيها األساسية،
بشكل كبير .فالحبوب ارتفعت وارداتها من 0.43مليون طن سنة 1990إلى 9.8
مليون 1999أي بزيادة بلغ معدلها .%000إال أن واردات هذه المادة سجلت تراجعا
محسوسا في السنوات الموالية ،حيث انخفضت سنة 0221إلى 020مليون طن.
وبلغت فاتورة واردات الحبوب للعامين 0220و 0223ما قيمته 1.09و 1.10
مليار دوالر على التوالي ،مع اإلشارة إلى إنه خالل الفترة انخفضت قيمة الواردات
بنسبة .]13[%13ويرجع البعض هذا االنخفاض إلى النتائج المرضية التي حققتها
الزراعة منذ انطالق الخطة الوطنية للتنمية الزراعية سنة .0221سنة 0224بلغت
واردات الجزائر من القمح 93919.4مليار دينار حسب الجزائر في أرقام ،العدد ،35
سنة .0220
إن نسبة الواردات لإلنتاج الوطني من الحبوب تدل على ضعف هذا األخير في
تغطية الحاجيات الوطنية .إن أحسن نسب تحققت خالل الفترة تخص سنتي 90و90
حيث بلغت النسبة %93و .%50ولقد بلغت هذه النسبة ذروتها خالل سنتي 1999
و 0222إذ سجلت %492و %990على التوالي .إن هذه النتائج تدل على تبعية غذائية
040
زعيبط نور الدين
حادة تجعل الجزائر من الدول األكثر اعتمادا على الخارج بخصوص هذه المادة
األساسية .فحسب المجلس الدولي للحبوب ،تحتل الجزائر المرتبة الخامسة الستهالك
الحبوب دوليا ،وتعد ثاني بلد عربي بعد مصر من حيث واردات الحبوب.
الجدول ) (5تطور واردات بعض المواد الغذائية األساسية.
الوحدة :حتى 0221الطن؛ * مليون دوالر أمريكي.
السكر اللحوم الحليب البقول الحبوب السنة
529892 19041 403959 101048 0408231 3990
982950 02932 500289 121149 3120034 3991
839339 02090 480032 313191 4159100 3991
912205 32328 424114 000934 3924531 3995
050892 04139 095589 321930 0951424 3991
588990 8992 300450 359942 4501810 3991
822998 04941 429388 040500 5189519 3991
834210 00081 392914 031392 9812009 3999
844008 119998 424400 318990 9499010 0222
909031 4055 409954 009594 0020091 0223
*009.92 *35.35 *490.4 *102.81 *1095.9 0220
*009.01 *89.59 513.92* 139.92* 1103.1* 0221
المصدر :حتى 0221السالسل اإلحصائية ،العدد ،119طبعة .0225
* Statistiques , Site Internet : G:/ Algérie importations de céréales en 2003. htm
043
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
طن .من حيث القيمة زادت واردات اللحوم ما بين 0220و 0223بنسبة بـ،%149 :
إذ قفزت من 35.35مليون دوالر إلى 89.59مليون دوالر.
أما واردات البيض فهي في تناقص محسوس؛ فلقد انخفضت من 12.30مليون
دوالر سنة 98إلى 3.90مليون دوالر عام 0221ثم 4.35مليون دوالر في .0220
شهدت مادة السكر كذلك زيادات معتبرة خالل الفترة؛ 528أالف طن عام ،90
912أالف طن سنة 95فـ 834و 992ألف طن للعامين 1999و 0221على
التوالي .من حيث القيمة تطورت واردات السكر كما يلي 000 ،099 :ثم 008مليون
دوالر خالل السنوات 0222 ،98و]10[0220
044
زعيبط نور الدين
18199 022
199340- 2.15 0431 00.33
9 2
18420 022
181854- 2.15 0192 04.20
4 3
01839 022
015001- 2.18 0992 00.80
1 0
02908 022
024582- 2.14 0923 19.99
4 1
05940 022
084082- 2.02 4949 19.94
9 1
المصدر :الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى العدد ،00طبعة .0220
الغذائية فال تتعدى %2.3من إجمالي الصادرات ,هذا ما أكدته دراسة للقطاع الغذائي
للمنطقة أورومتوسطية كما ورد في يومية ليبرتي ليوم 19نوفمبر .0225
فمن 19مليار دينار سنة 1992ارتفعت الواردات الغذائية إلى 131مليار دينار
سنة 1995لتصل عام 0222إلى 180مليار وتبلغ 089مليار سنة .0224صحيح إن
تدهور الدينار لعب دورا في تطور قيمة الواردات إال إن السبب الرئيسي لهاته الزيادات
يعود إلى تطور الكميات الغذائية المستوردة.
إن نسبة الواردات الغذائية إلجمالي الواردات كانت دوما تزيد عن %19وهذا في
أحسن األحوال ،ولقد بلغت في سنتي 90و 99ذروتها حيث سجلت على الترتيب
08.02و .%09.09أما الصادرات الزراعية فهي جد محدودة إن لم نقل أنها منعدمة
فنسبة الصادرات الزراعية إلى إجمالي صادرات الجزائر ال تتعدى %1في أحسن
األحوال .إن أحسن نسبة سجلت بهذا الصدد كانت سنة 1993حيث سجلت النسبة
.%2.90بينما سنتي 0223و ،0224بلغت النسبة 2.14و %2.02على التوالي.
إن هذه الوضعية أسفرت عن عجز دائم في الميزان التجاري الزراعي للجزائر .لقد
تطور العجز التجاري الزراعي بشكل رهيب،199.35 ، 109.93 ، 10.40 :
084.92مليار دينار للسنوات التالية 0222 ،1995 ،1992 :و.0224
.1أسباب ضعف اإلنتاج الزراعي والتبعية الغذائية:
.3.1الظروف الطبيعية الصعبة وغير المالئمة:
.3.3.1تضاريس غير مالئمة وقلة األراضي الصالحة للزراعة:
إذا كانت الجزائر تمتد على مساحة 0381941كلم 0فهذا ال يعني وفرة المصادر
الطبيعية التي يمكن للفالحة استغاللها .فالتضاريس والمناخ اللذان تتميز بهما الجزائر
يحددان من قدرات الزراعة ويجعالن عملية االستغالل الزراعي جد صعبة.
فالتضاريس والمناخ يساعدان على عامل التعرية وفقدان التربة الجيدة عن طريق
مياه األمطار أو الرياح .من جهة أخرى ،فاألراضي تتميز على العموم بفقر تربتها،
045
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
وتغطي الكثير منها صخور يصعب استغاللها ،وتشكل المنحدرات الصعبة جلها.
إن ـ فاألراضي الصالحة للزراعة ناذرة وتقع قرب السواحل ،وهي جد محدودة.
مساحة األراضي القابلة للفالحة بلغت 9031352هكتار سنة ،1983وأصبحت سنة
1992تشمل 9001382هكتار لتبلغ سنة 0221ما مساحته 8193942هكتار وسنة
0224بلغت 8301082هكتار.
رغم عدم كفاية األراضي الصالحة للفالحة فان المجهودات المبذولة لكسب أراضي
فالحية جديدة جد محدودة .فالزيادة الحاصلة في مساحة األراضي الصالحة للفالحة
كانت بمعدل 15بالمئة خالل ما يزيد عن 02سنة أي ما بين 1983و .0224أمام هذه
الزيادة المتواضعة ،نجد نصيب الفرد الواحد من هذه المساحة قد تراجع من 2.50
هكتار إلى 2.00هكتار ما بين 1992و0221.
.0.3.1قلة األمطار ومصادر المياه األخرى:
ـ أما األمطار فهي تتساقط بغير انتظام ال من حيث الكمية وال من حيث الفصول.
فاألمطار تتساقط عموما خالل الفترة " نوفمبر ومارس " .وقد تتساقط في أوقات غير
مناسبة وبغزارة ملحقة أضرارا ببعض المزروعات ومؤدية إلى تعرية األراضي
المنحدرة وفقدان التربة الجيدة .فمعظم األمطار تذهب سدا ،إذ تبلغ المياه الضائعة من
األمطار المتساقطة ما معدله .%02أما ،%42فقليل منها فقط يخصص للفالحة
والصناعة أو استعمال السكان ،أما الجزء األكبر منها فيذهب ضياعا.
ـ أما مصادر المياه األخرى فنذكر منها التي توفرها السدود وهي تقدر بـ 5.9
مليار م .3أما المياه الجوفية التي يتوفر عليها البلد فتقدر بحوالي 1.8مليار م 3في
الشمال وما يتراوح ما بين 0و 3مليار م 3في الجنوب ووفقا لهذه األرقام تعد الجزائر
من الدول التي تتوفر على إمكانيات منخفضة من المياه.
.0.1عجز التكثيف الزراعي :من هذا الجانب تبقى النتائج المحققة دون
المستوى المطلوب.
.3.0.1العتاد الفالحي :فخالل الفترة 1909ـ 1993كان مسطرا تحصيل
00422جرارا و 14982وحدة من عتاد البذر وفرش األسمدة ،و 13942من عتاد
النقل ،غير أن ما حصل عليه بالفعل كان على التوالي .8543 ،12204 ،18430
الجدول ) (6تطور مبيعات بعض العتاد الفالحي (وحدة واحدة)
عتاد لمعالجة حاصدات جرار
السنة
األراضي دارسات بعجالت
199
04030 423 1940
2
199
04030 344 3125
1
09591 419 0132 199
040
زعيبط نور الدين
0
199
19882 022 3893
3
199
13198 192 0290
4
199
8588 08 1918
5
199
1950 94 1132
0
199
401 13 019
9
199
1209 04 1493
8
199
448 49 1228
9
المصدر :الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى 1998لغاية .90
السلسلة اإلحصائية ،العدد ،119فيغري 0225بعد .90
ولقد كانت النتائج المحققة ضعيفة بالنسبة إلى ما كان مسطرا نهيك عن بلوغ
الحاجيات التي تتطلبها الزراعة .ولقد بلغت حظيرة الجزائر من الجرارات ،الحاصدات
الدارسات وكذلك عتاد المعالجة لألراضي ،األعداد التالية بالترتيب سنة :1989
42915، 8008 ،89091وهي أرقام دون الحاجيات نظرا للمساحة الزراعية المتاحة،
ونظرا لحاجيات الفالحة .و قد تطورت المبيعات للقطاع الزراعي من بعض العتاد
الفالحي خالل 1988ـ . 1999
.0.0.1تطور استهالك األسمدة :إن استهالك األسمدة قد عرف زيادات معتبرة .وقد
لعبت الواردات دورا كبيرا في هذه الزيادات .ورغم هذه الزيادات ،فان المردود
الزراعي قد بقي ثابتا ولم يعرف زيادات مناسبة لحجم الزيادة في استهالك األسمدة
ويمكننا أن نرجع ذلك إلى:
ـ توزيع نوع واحد من األسمدة على كامل التراب الوطني دون أخذ أي اعتبار
الختالف التربة من منطقة إلى أخرى .
ـ قلة التجهيزات المستعملة في توزيع األسمدة ومعالجة األراضي مما يؤدي إلى
توزيع األسمدة بطريقة عشوائية غير متساوية ،فيؤدي ذلك إلى التقليل من الفعالية
للكثير من األسمدة المستعملة.
.1.0.1تطور تسليم المواد الصحية :بخصوص تسليم المبيدات للقطاع الفالحي فإنها
عرفت تراجعا من سنة إلى أخرى .ففيما يخض مبيدات الفطر الجامدة بلغت سنة 80
حوالي 9مليون قنطار لتسجل سنة 1992تسليم 5.4مليون قنطار وتبلغ سنة 1994
049
اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها ،تجلياتها وأسبابها" -حالة الجزائر"
حوالي 3.5مليون قنطار وتبلغ سنة 1999حوالي 1.1مليون قنطار فقط .أما المبيدات
الجامدة لألعشاب فبلغت 58204 ،110591 ،185950قنطار.
الجدول ( )9تطور استهالك األسمدة ما بين 1999ـ ( 1990بالقنطار)
بوتاس فسفات أزوت مركبات السنة
1810 1141013 1050924 1082050 1984
18909 491429 902099 1451289 1989
3029 335993 1218909 1318489 1994
49980 082998 480952 903000 1995
00991 102519 99883 950099 1990
32148 150090 04030 915014 1999
19840 148912 9210 912049 1998
9988 148090 02502 1930099 1999
المصدر :الحوليات اإلحصائية للجزائر حتى . 1998
السلسلة اإلحصائية ،عدد ،119فيفري 0225للسنوات الموالية.
وبلغت تسليمات مبيدات الحشرات للسنوات 1999 ،1995 ،1989على الترتيب:
0.0مليون قنطار 4.0 ،مليون قنطار و 1مليون قنطار .يتبين من المعطيات السابقة
تراجعا في استخدام المبيدات والمواد الصحية الزراعية مما يكون له بطبيعة الحال أثرا
على المردود الزراعي .إن استخدام هذه المواد يتميز بالضعف الشديد إذا ما قرن
بالنتائج المحققة على المستوى الدولي.
.1.1قلة اإلهتمام بالقطاع الزراعي:
.3.1.1ضعف االستثمارات الزراعية :لقد حظيت الزراعة بعناية ضعيفة في البرامج
االستثمارية العامة .فنصيبها كان ضعيفا إذا ما قرن بالقطاعات األخرى أو بحاجيات
القطاع نفسه .فخالل الخطط التنموية كلها من 1990إلى 1989كان نصيب الزراعية
غير كاف ال من حيث التقديرات وال من حيث اإلنجازات.
من خالل الجدول نرى أن الزراعة قد حظيت في أحسن الظروف وخالل الفترة
على ما يقرب من 19بالمئة من إجمالي االستثمارات ،وهي نسبة ضعيفة مقارنة
بالمتطلبات الواجب بذلها لتنمية القطاع الزراعي وضمان االكتفاء الغذائي نظرا للنتائج
المسجلة على صعيد التبعية الغذائية.
الجدول ) (8نصيب الزراعة من االستثمارات اإلجمالية 1909 :إلى 1989
الوحدة :مليون دينار
إجمالي % خدمات % صناعة % السنة زراعة
11281 3444 3810 4845 5422 1449 1809 09/09
19942 42.9 11022 4445 10422 1449 4142 93/92
048
زعيبط نور الدين
049
" "حالة الجزائر- تجلياتها وأسبابها،اإلشكالية الغذائية للدول النامية؛ طبيعتها
ال بد من وضع سياسات عامة وتشجيعات خاصة تكون كفيلة برفع المردود الزراعي
. والقضاء التدريجي على التبعية الغذائية
المراجع
،032 العدد، سلسلة عالم المعرفة، األمن الغذائي للوطن العربي، محمد السيد عبد السالم-1
80. ص،1998 ،الكويت
2-Sécurité alimentaire – Wikipédia, l’encyclopédie libre, 2007, Site Internet :
file ://G:/Sécurité alimentaire - Wikipédia.htm
3-Sécurité alimentaire, Care France, Site Internet : File://A :/-----Bienvenue sur
Care France-----.htm , 2007, p. 1.
،032 العدد، سلسلة عالم المعرفة، األمن الغذائي للوطن العربي، محمد السيد عبد السالم-4
.92 ص،الكويت
األمن الغذائي، دراسة األمانة العامة إلتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية-5
.332: ص،1982 ابريل8 إلى5 مؤتمر اتحاد الغرف العربية من،العربي
،032 العدد، سلسلة عالم المعرفة، األمن الغذائي للوطن العربي، محمد السيد عبد السالم-0
91. ص،الكويت
7-Souveraineté alimentaire – Wikipédia, l’encyclopédie libre, 2007, Site
Internet : file : // G/ Souveraineté alimentaire – Wikipédia.htm p.1.
8-Fondation Charles Léopold Mayer pour le progrès de l’homme, Sécurité
alimentaire, Site Internet : G :/ Sécurité alimentaire. Htm , p.2.
9-Souveraineté alimentaire – Wikipédia, l’encyclopédie libre, 2007, Site
Internet : file : // G/ Souveraineté alimentaire – Wikipédia.htm p..2.
1999. ، دمشق، دار الفكر، ما العولمة، حسن حنفي وخالل العظم-12
11-L’Algérie est un pays a risque alimentaire élevé, Site internet :
http://www.algerie pyrenees.com/article 6381299.htm/
12- L’Algérie en quelques chiffres, résultats 2002-2004, N°35, 2006.
13- Statistiques : 2003 L’Algérie a importé plus d’un milliards de dollars de
céréales, Site Internet : G :/ Algérie importations de céréales en 2003.htm
14-Evolution des importations des produits agricoles, Site Internet :
G:/Evolution des importations des produits agricoles en Algerie.htm P.2.
15-Adem R. Ferrah A., La production laitière en Algérie/ Une production
rentable ? Site Internet : G : / Note sur les coûts et la rentabilité des élevages
bovins laitiers de la région est de l’Algérie ( 2005-2007).htm P1.
16-Evolution des importations des produits agricoles, Site Internet :
G:/Evolution des importations des produits agricoles en Algérie.htm P.2.
052
زعيبط نور الدين
051