‫ظهر الهتمتتام حتتديثا بتتالبحث عتتن العلقتتة بيتتن تغذيتتة الطفتتل وصتتحته‪ ،‬ونتتتائج‬

‫تحصيله الدراسي‪ ،‬فالكل يتكلم عن ضعف المستتتوى فتتي مؤسستتاتنا التعليميتتة والتربويتتة‬
‫على مستوى القطر الجزائري‪ ،‬وكل واحتتد منتتار إلتتى هتتذا الضتتعف وعتتن مستتبباته متتن‬
‫الجانب الغذائي المهمل عندنا وفي مجتمعنا بصفة عامة‪ ،‬فالغذاء الجيتتد المتتتوازن الغنتتي‬
‫والكامل يؤثر ل محالة في النمو العقلي والجسمي‪ ،‬بقتتول التتدكتور‪ ″‬جتتودة إمتتام "‪ » :‬إن‬
‫فئة الطفال التي تتنتاول أغذيتة متوازنتتة وكاملتتة وغنيتة متن حيتتث التتتركيب فتتي جميتتع‬
‫الوجبتتات وبمقتادير علميتة‪ ،‬تتميتتز هتذه الفئة بالجتد والنشتاط والجتهتتاد والمثتابرة علتتى‬
‫الدراسة وسرعة التجاوب وقوة الذاكرة والذكاء والقدرة على تحمتتل المشتتاق‪ ،‬بينمتتا الفئة‬
‫التي ل تتناول أغذية كاملتتة ومتنوعتتة يظهتتر عليهتتا الخمتتول والكستتل ويصتتعب نجاحهتتا‬
‫وتداركها للمعلومات و بالتالي هجرة الدراسة‪« .‬‬
‫ولذلك فإن الدول المتقدمة في العالم تولي أهمية كبرى لتغذية شعوبها‪ ،‬فتتفنن في‬
‫توفير أصناف المتتواد الغذائيتتة حستتب متطلبتتات شتترائح المجتمتتع متتن أطفتتال‪ ،‬وشتتباب‪،‬‬
‫وشتتيوخ‪ ،‬ونستتاء حتتاملت‪ ،‬ومرضتتعات‪ ،‬ورياضتتيين‪ ،‬وذلتتك عرفانتتا منهتتا بتتأن التغذيتتة‬
‫المتوازنة تحافظ على صحة الفرد بحيث تعطيه القدرة على أداء مهامه بكل دقتتة وتفكيتتر‬
‫فتتي أحستتن الظتتروف النفستتية والجستتمية‪ ،‬فيتحستتن بتتذلك المتتردود والنتتتاج فتتي جميتتع‬
‫القطاعات فضل عن تجنب المراض والوبئة التي يسببها سوء التغذية‪.‬‬
‫وقد أنشئت بذلك المطاعم المدرسية والداخليات البتدائية ) في الصحراء( إلى‬
‫جانب المتوسطات والثانويات عبر ربوع التتوطن وستتاعدتها فتتي ذلتتك بعتتض المنظمتتات‬
‫الدولية المختصة في هتتذا المجتتال منهتتا المنظمتتة العالميتتة للتغذيتتة )‪ ، (O.A.M‬منظمتتة‬

‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫رعايتتتة الطفولتتتة )‪ ، (U.N.I.C.E.F‬منظمتتتة التغذيتتتة والزراعتتتة )‪ (F.A.O‬وكتتتان‬
‫اختصاصها يتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫التموين ببعض المواد الغذائية) الفرينة‪ ،‬الزيت‪ ،‬الزبدة‪.(...‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساعدة بالتجهيزات ووسائل المطبخ والسيارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تنظيم تربصات لفائدة‪ :‬المشرفين على التغذية المدرسية وذلك بالتنسيق مع منظمة‬
‫رعاية الطفولة )‪.(U.N.I.C.E.F‬‬
‫توزيع الدلئل والملصقات التي تهتم بالنظافة والصحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولقد كان الهدف السمى الذي ستتطرته الدولتتة الجزائريتتة‪ ،‬هتتو تحستتين مستتتوى‬
‫التعليم بمؤسساتنا التربوية ورفع عدد التلميذ المتمدرسين من أجتتل الحتتد متتن ظتتاهرة‬
‫التسرب المدرسي‪ ،‬لما للتغذية المدرسية من دور كبير بالنسبة لجسم التلميذ‪ ،‬لنه دوما‬
‫في حاجة إلى الوقود لكي يقوم بالعمال المختلفة‪ ،‬ولكي يحتتافظ علتتى درجتتة حرارتتته‬
‫وهذا الوقود يتمثل في نوع معين من الغذيتة هتي التتي تحتترق وينتتج عتن احتراقهتا‬
‫تولد الحرارة والطاقة )‪ ،(ENERGIE‬أي القوة التي تمكنه من القيام بجميع العمتتال‬
‫المختلفة العضلية والذهنية‪ ،‬لن جسم النسان في حاجتتة ماستتة وضتترورية إلتتى متتواد‬
‫بنائية لكي يبني بها أنسجته المختلفة ويزداد في النمو والكبر‪ ،‬وهتتذه المتتواد تتمثتتل فتتي‬
‫نتتوع معيتتن وحيتتوي‪ ،‬يتمثتتل خاصتتة فتتي البروتينتتات والستتكريات والملح المعدنيتتة‬
‫والفيتامينات والمياه‪ ...‬وغيرها‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬
 ‫‪.‬الشكـالية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن الدولتتة الجزائريتتة تتتولي اهتمامتتا بالًغتتا للمطتتاعم المدرستتية نظ تًرا لهميتهتتا‬
‫الكبيرة وانعكاسها اليجابي على صحة التلميذ وتحصيله الدراسي‪.‬‬
‫فهل للتغذية المدرسية أثر في التحصيل الدراسي ؟ وهل تنعكس بصورة إيجابيتتة علتتى‬
‫التلميذ من الناحية التربوية والفكرية والصحية ؟‬

‫‪.‬الفرضيـة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن التغذية المدرسية ينعكس تأثيرها بشكل إيجابي وفعتتال علتتى نشتتاط التلميتتذ‬
‫التربوي والفكري وتساهم في الحفاظ على الصحة العامة في حياتهم اليومية‪.‬‬

‫دواعي ومبررات البحث‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫مما يلحظ على واقع مجتمعنا الجزائري من تطور وتعقد ظروف الحياة‪ ،‬بحيث‬
‫صارت فرص العمتتل قليلتتة‪ ،‬وفقتتدت معظتتم الستتر قتتدرتها الشتترائية‪ ،‬وانتشتترت بعتتض‬
‫المراض الناتجة عن الفقر وسوء التغذية‪ ،‬وتزايد التسرب المدرسي سنة تلو الخرى‪.‬‬
‫كل تلك المعضلت نجد أن للتغذية يًدا فيها‪ ،‬فكان لزاًمتتا أن نتطتترق إلتتى فئة متتن‬
‫المجتمع تتمثل في فلذات أكبادنا‪ ،‬تلميذ المدارس البتدائية‪ .‬هذه الفئة التي ستتتكون يومتتا‬
‫ما في طليعة المجتمع‪ ،‬فهي نتاج ما سنزرع اليوم كما يقتتول المثتل اليابتاني‪ » :‬إذا أردت‬
‫أن تجني في سنة فازرع حبوًبا‪ ،‬وإذا أردت أن تجني فتتي ستتنوات فتتازرع أشتتجاًرا‪ ،‬وإذا‬
‫ل«‪ .‬وقد ارتأينا أن نسلط الضوء على التغذية المدرسية‬
‫أردت أن تجني دائما فازرع رجا ً‬
‫وتأثيرها على التحصيل الدراسي عسانا نساهم ولو بقسط قليل في تسليط شعاع من‬

‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫الضوء نرجو أن يكون فاتحتتتة خيتر ‪ ،‬أو بالحتتترى مفتاحتا نلتج عتن طريقته بوابتة‬
‫لطالما استعصى على الكثير منا الولوج إليها واكتشاف كنهها ‪ ،‬قصتتد معالجتتة مشتتكلة ل‬
‫ل ‪ ،‬و أن تشتتخيص‬
‫شك وأنها تساهم بشكل كبير في حفظ الصحة‪ ،‬وتحقيق تعليٍم سليٍم فعا ٍ‬
‫الداء كفيل باستنباط الدواء‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬