You are on page 1of 14

‫مساق ‪ :‬علم اجتماع السكان‬

‫بحث‬

‫الفقر والسلوك االنجابي‬

‫‪202010734‬‬ ‫اعداد‪ :‬راشد عبدهللا الكعبي‬

‫محمد عبدهللا الشحي ‪202010534‬‬

‫محمد مطر النعيمي ‪202010891‬‬

‫‪201930001‬‬ ‫سيف الكتبي‬

‫مقدم إلى الدكتور ‪:‬مستور حماد رحيم‬

‫‪1‬‬
‫‪2023 - 2022‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪4-6‬‬ ‫خطة البحث – الدراسات السابقة‬

‫‪8-9‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬االتجاهات النظرية في تفسير اثر الفقر في الخصوبة‬

‫المطلب األول ‪ :‬النظرية البيولوجية ‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية الالمساواة والخصوبة‬

‫‪10-12‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬اهم األساليب التي يؤثر من خاللها الفقر في السلوك‬
‫االنجابي‬

‫المطلب األول ‪ :‬القيمة االقتصادية للطفل بين الفقراء‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ارتفاع وفيات الرضع واألطفال‪ C‬بين الفقراء ‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عدم حصول الفقراء على وسائل تنظيم االسرة‬

‫‪13‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪14‬‬ ‫المراجع‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫من الحقائق المعروفة بين الديموغرافيين أن الفقراء يتميزون بخصوبة عالية‪ .‬وإذا كانت الطبقة‬
‫العليا من المجتمع تتميز بالعقالنية في تحديد عدد األطفال ‪ ،‬فإن الطبقة الفقيرة تتصرف على‬
‫أساس نوع من عدم النضج بجعل العائالت الكبيرة غير قادرة على إعالتهم‪ .‬في الماضي ‪ ،‬ركزت‬
‫التفسيرات العامة لهذه الظاهرة على حقيقة أن النوع الفقير ليس لديه ذكاء أو إحساس‬
‫بالمسؤولية ‪ ،‬مما يجعله غير مبال بالسلوكيات‪ P‬المعقولة‪ .‬لم تعد هذه التفسيرات مقبولة في الوقت‬
‫الحاضر ‪ ،‬على أساس أن أعضاء الطبقة الفقيرة لديهم دافع أو مفهوم معقول يختلف عن‬
‫تفضيالت الطبقة األخرى‪ .‬على الرغم من اهتمام الباحثين بظاهرة الخصوبة المرتفعة ‪ ،‬إال أن‬
‫البحث في مجال الخصوبة المرتفعة ال يزال مقصوراً على الفقراء‪.‬‬

‫ع ّرف الفالسفة والمفكرون القدماء ‪ ،‬منذ زمن اإلغريق والرومان ‪ ،‬هذه الحقائق دون محاولة‬
‫تفسيرها‪ .‬ثم ‪ ،‬مع تطور‪ P‬جميع العلوم اإلنسانية ‪ ،‬بدأت تفسيرات مختلفة في الظهور‪ .‬هناك علماء‬
‫يعتقدون أن الجوع يتسبب في زيادة النسل ‪ ،‬ويظهر‪ P‬الجوع نتيجة استغالل األغنياء للموارد‪P‬‬
‫المتاحة وحرمان الفقراء‪ .‬هناك من يعتقد أن الفقراء أكثر إنتاجية ؛ ألنهم ال يرغبون في حياة‬
‫أفضل‪ .‬هناك من يعتقد أن الفقراء أكثر إنتاجية ؛ ألن المهن التي يعملون فيها ال تتطلب تدريبًا‬
‫طوياًل ‪ ،‬وبالتالي فإن تكاليف اإلعداد للحياة بسيطة‪ .‬هناك من يرى أن الغني يشجع الفقراء على‬
‫التكاثر‪ .‬للعثور على جيش احتياطي‪ P‬من العمال ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫حيث ان حالة الفقر مماثلة بين فقراء الريف والحضر‪ .‬ألن الفقر له تأثير على السلوك اإلنجابي ‪،‬‬
‫يجب أن تركز السياسات السكانية على تغيير الوضع المعيشي للفقراء‪ .‬إذا بدا من الصعب إقناع‬
‫الفقراء بتنظيم‪ P‬األسرة في ضوء ظروف‪ P‬معيشتهم ‪ ،‬أي أن برامج تنظيم األسرة مع الفقراء ستحقق‬
‫النتيجة المرجوة إذا تم تنفيذها في إطار الخطة المشتركة المشتركة للمجتمع‪ - .‬النمو اإلقتصادي‪P.‬‬
‫لعل االندماج بين برامج تنظيم األسرة وبرامج التنمية االجتماعية واالقتصادية يمثل نقطة‬
‫االنطالق نحو تغيير سلوك االدخار للفقراء ‪ ،‬وهذا االندماج يعبر عن االتجاه السائد في السياسات‬
‫السكانية اليوم‪ .‬تعكس تجارب البلدان المتقدمة االتجاه السائد في السياسات السكانية اليوم‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬توضيح االتجاهات النظرية التي تفسر اثر الفقر في الخصوبة‬

‫‪ ‬توضيح اهم الوسائل التي يؤثر من خاللها الفقر في الخصوبة‬

‫‪4‬‬
‫الدراسات السابقة‬

‫دراسة المركز المصري للدراسات االقتصادية – ‪2019‬‬

‫وأوضحت الدراسة أن فترة الثمانينيات والتسعينيات‪ P‬شهدت نجاح برامج تنظيم األسرة ومعالجة‬
‫قضية السكان وحدها ‪ ،‬لوجود‪ P‬استراتيجية قوية ‪ ،‬وتمكين المجلس القومي للسكان ‪ ،‬وتوافر‬
‫األموال الالزمة لتنفيذها‪ .‬البرامج‪.‬‬

‫وأضيفت الدراسة التي ناقشها الخبراء في ندوة نظمها المركز بعنوان‪ :‬كيفية التعامل الصحيح مع‬
‫قضية السكان ‪ ،‬بحضور نخبة من الخبراء واألكاديميين وممثلي الحكومة والبرلمان‪ .‬اهتمام‬
‫الحكومة بالمسألة السكانية وإحساس المخاطرة في السنوات األخيرة يرجع فقط إلى تدهور األداء‬
‫االقتصادي‪ ، P‬وهذا االهتمام ال يتعلق بالمسألة نفسها في أوقات األداء االقتصادي‪ P‬القوي ‪ ،‬وهو‬
‫أمر خاطئ‪ .‬في التعامل مع القضية ‪.‬‬

‫من خالل فحص األداء خالل الفترة من ‪ 1960‬إلى الوقت الحاضر‪ ، P‬ترى الدراسة أن خفض‬
‫معدالت الخصوبة لم ينجح حتى تم تحقيق التوظيف على جميع المحاور مجتمعة ‪ ،‬واالهتمام‬
‫المستمر بقضية السكان من جميع مؤسسات الدولة ‪ ،‬ووجود‪ P‬برامج خاصة مصممة الحتياجات‬
‫المناطق الفقيرة حسب طبيعة كل منها ‪ ،‬ولتقليل معدالت التبعية ‪ -‬أي السكان المحتاجين للدعم ‪-‬‬
‫تتطلب سياسات اقتصادية سليمة بالتوازي‪ P‬مع البرامج السكانية لتحقيق نتائج تنموية حقيقية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬االتجاهات النظرية‪ C‬في تفسير اثر الفقر في الخصوبة‬

‫المطلب األول ‪ :‬النظرية البيولوجية ‪:‬‬

‫ساهم كل من دوبلداي‪ P‬وسبنسر‪ P‬وبيرل وأخيراً الجغرافي‪ P‬البرازيلي خوسيه دي كاسترو في تطوير‪P‬‬
‫هذه النظرية‪ .‬من بحثه ‪ ،‬توصل دوبليداي إلى االستنتاج التالي‪ :‬في جميع المجتمعات ‪ ،‬يزداد عدد‬
‫السكان في الطبقات التي تعاني من سوء التغذية ‪ ،‬أي بين أفقر الطبقات ‪ ،‬ويستمر‪ P‬السكان في‬
‫االنخفاض بين األثرياء الذين يعيشون في رفاهية ‪ ،‬ولديهم كمية وفيرة من غذاء‪ .‬أما بالنسبة‬
‫للطبقات الوسطى‪ - P‬التي تقع بين الفئتين السابقتين ‪ -‬فإن حجم السكان ثابت‪ .‬بنا ًء على هذه‬
‫النتيجة ‪ ،‬كان ‪ Doubleday‬قاد ًرا‪ P‬على تفسير االختالف في معدل الخصوبة أو سبب قلة‬
‫اإلنجاب بين الطبقة الغنية والطبقة األرستقراطية والبرجوازية حتى ال يتمكنوا‪ P‬من استبدال أنفسهم‬
‫‪ ،‬في حين أن معدل المواليد بين الطبقة الفقيرة دائم‪ .‬في حين أن نسبة المواليد بين الطبقات‬
‫‪1‬‬
‫معتدلة‪ .‬والوسيلة تحافظ على نسبتها‪ P‬في المجتمع‪.‬‬

‫تهتم التحليالت المبتكرة باآلليات التي تتوسط هذه العالقة ‪ ،‬سواء كانت آليات بيولوجية مباشرة‬
‫أو آليات سلوكية غير مباشرة‪ .‬يؤثر سوء التغذية على الخصوبة بعدة طرق ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫(أ) الجماع المتكرر‪.‬‬

‫(ب) حدوث واستمرار‪ P‬األمراض المعدية والتي بدورها‪ P‬تؤثر على الجماع والتكاثر‪.‬‬

‫(ج) إطالة سن اليأس بعد الوالدة‪.‬‬

‫(د) زيادة معدل اإلجهاض التلقائي‪.‬‬

‫(هـ) الحالة التغذوية السيئة لألم ‪ ،‬مما يؤثر‪ P‬على معدل وفيات الرضع واألطفال ‪ -‬وبالتالي يؤثر‬
‫بشكل مباشر‪ P‬على الفترة الفاصلة بين الوالدات‪.‬‬

‫‪ 1‬بهاتاشاريا‪ ، S‬إيه كيه ‪ ،‬عدم املساواة في الدخل والخصوبة‪ :‬نظرة مقارن‪ :‬الدراسات السكانية ‪ ،‬املجلد‪ ، 1990 ، 29 .‬ص‪53‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نظرية الالمساواة والخصوبة‬

‫تم تطوير‪ P‬هذه النظرية من قبل فريق من الباحثين ‪ ،‬بما في ذلك ‪ James Kosher‬و ‪ Repetto‬و‬
‫‪ Bhattacharya‬و ‪ Flig‬و ‪ .Rao‬تشترك‪ P‬هذه النظرية في خصائصها‪ P‬العامة مع ما يسمى‬
‫بالفرضية األولية أو الهامشية ‪ ،‬والتي تنص على أنه عندما تكون الخصوبة مرتفعة في البداية ‪،‬‬
‫فإن تحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية يكون له تأثير ضئيل على الخصوبة حتى مستويات‪P‬‬
‫اقتصادية واجتماعية معينة حيث تبدأ الخصوبة في االنخفاض ‪ ، .‬ويستمر‪ P‬في االنخفاض حتى‬
‫يستقر مرة أخرى إلى مستويات منخفضة‪ .‬هناك فرق مهم بين نظرية عدم المساواة والخصوبة‬
‫وهذا االفتراض الهامشي‪ .‬تركز النظرية بشكل خاص على جوانب توزيع التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية وتأثيراتها‪ P‬على الخصوبة‪ .‬بالنسبة للفرضية الهامشية ‪ ،‬فهي تهتم بالمؤشرات‬
‫االقتصادية واالجتماعية العامة وعالقتها بمستويات الخصوبة دون أي اعتبار لجوانب التوزيع ‪،‬‬
‫على الرغم من أن بعض هذه المؤشرات (مثل معدالت التعليم ومعدالت وفيات الرضع ومتوسط‪P‬‬
‫العمر المتوقع) يمكن أن تؤثر عليها ‪ .‬النواحي‪ 2)6( P.‬المساواة في توزيع عملية التنمية ونتائجها‬
‫ستؤدي إلى تسريع عملية التحديث في نسبة كبيرة من األسر ‪ ،‬األمر الذي سيؤدي بدوره إلى‬
‫انتشار الجشع في األسر الصغيرة ‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى انخفاض مبكر وسريع ومستمر‪ P‬في‬
‫الخصوبة الكلية‪ .‬على غرار المستويات االقتصادية ‪ ،‬نجد أنه كلما زاد مستوى‪ P‬المساواة‬

‫االجتماعية والتوزيع‪ P‬االقتصادي‪ ، P‬انخفض المستوى‪ P‬اإلجمالي للخصوبة ‪ ،‬وكان هذا االنخفاض‬
‫أسرع‪ .‬ويخلص كوشير‪ P‬إلى أن الهدف من التنمية يجب أن يكون تحقيق نمو سريع في اإلنتاج‬
‫يتميز بالتوزيع العادل ‪ ،‬وعندما تتحسن الظروف‪ P‬المعيشية لغالبية السكان ‪ ،‬قد تنخفض‬
‫الخصوبة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وداد سليمان مرقص ‪ ،‬املنهج الديمغرافي لدراسة التقدم االجتماعي ‪ ،‬دراسة ميدانية في قريتين‪ S‬مصريتين‪ ، S‬دكتوراه‪ .‬أطروحة ‪ ،‬أدب‬

‫القاهرة ‪ 1998 ،‬ص‪44‬‬

‫‪7‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اهم األساليب التي يؤثر من خاللها الفقر في السلوك االنجابي‬

‫المطلب األول ‪ :‬القيمة االقتصادية للطفل بين الفقراء‬

‫يمثل األطفال بشكل عام قيمة إيجابية في االقتصاد‪ ، P‬وخاصة في المجتمعات الزراعية‪ .‬يأتي هذا‬
‫المبلغ من مساهمة األطفال في اإلنتاج عندما يصلون إلى سن البلوغ ‪ ،‬وهم أيضًا مصدر‪ P‬مساعدة‬
‫لآلباء في الشيخوخة‪ .‬في مسيرة المجتمع نحو التحديث ‪ ،‬حدثت العديد من التغييرات التي أدت‬
‫إلى انخفاض القيمة االقتصادية لألطفال ‪ ،‬بما في ذلك‪ :‬إنشاء أنظمة الضمان االجتماعي ‪ ،‬وفرض‬
‫التعليم اإللزامي ‪ ،‬وحظر‪ P‬عمل األطفال‪ .‬حلت أنظمة الضمان االجتماعي الحديثة محل األسرة في‬
‫القيام بدورها‪ P‬التقليدي في مساعدة كبار السن‪ .‬وبالتالي‪ ، P‬لألطفال قيمة اقتصادية سلبية ‪ ،‬أي‬
‫أعضاء غير منتجين‪ .‬بدالً من أن يكونوا‪ P‬مصدر دخل لألسرة ‪ ،‬يحتاج األطفال إلى نفقات إضافية‬
‫لتعليمهم‪ .‬على المدى الطويل ‪ ،‬تزداد هذه التكاليف عندما يتم تأجيل عمالة األطفال‪ .‬في الواقع ‪ ،‬لم‬
‫تصل الخدمات الحكومية التي كان لها تأثير على تقليل القيمة االقتصادية لألطفال (مثل الضمان‬
‫االجتماعي والتعليم اإللزامي وسن قوانين عمالة األطفال) إلى مستوى‪ P‬واسع بين الفقراء‪ .‬لم تتأثر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المجموعات ذات العمليات التي تغير القيمة االقتصادية لألطفال ‪.‬‬

‫‪ 3‬بهاتاشاريا‪ ، S‬إيه كيه ‪ ،‬عدم املساواة في الدخل والخصوبة‪ :‬نظرة مقارن‪ :‬الدراسات السكانية ‪ ،‬املجلد‪ ، 1990 ، 29 .‬ص‬

‫‪8‬‬
‫بالنسبة للعالقة بين قيم الدخل ومعدل المواليد ‪ ،‬يمكننا من خالل ذلك تأكيد صحة القول المأثور‪:‬‬
‫"كلما ارتفع متوسط دخل الفرد ‪ ،‬انخفض معدل المواليد ‪ ،‬والعكس صحيح ‪ ،‬أي الرقم المواليد‬
‫يرتبط عكسيًا بمجموع متوسط الدخل الفردي "‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن قوة هذه الحجة تتعلق بمتوسط قيم‬
‫المجموعات األربع من البلدان ‪ ،‬ألن متوسط‪ P‬دخل الفرد يستخدم كمؤشر‪ P‬نسبي للفقر‪.‬‬

‫وهناك نقاط مشتركة‪ C‬بين اإلطارين‪ :‬نفسية‪ C‬واقتصادية فيما يتعلق بقيمة‪ C‬األبناء ‪،‬‬
‫ويمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫(أ) أن األبناء يمثلون قيمة اقتصادية وغير اقتصادية عند الوالدين‪.‬‬

‫(ب) تنطوي القرارات المتعلقة بحجم األسرة على توازن بين قيمة األطفال وقيمتهم‪.‬‬

‫(ج) قيمة وقيمة األطفال متغيرات وسيطة بين الخصوبة والسيطرة عليها من جهة ‪ ،‬والعوامل‬
‫االجتماعية والديموغرافية من جهة أخرى‪.‬‬

‫(د) أفضل طريقة لدراسة السلوك اإلنجابي هي من خالل وعي الوالدين وتوقعاتهم‪ P‬لقيمة وقيمة‬
‫األطفال التي يمكن تحقيقها من خالل إنجاب األطفال ‪ ،‬بدالً من دراسة القيمة الفعلية والحظت‪ P‬أن‬
‫األطفال بالنسبة لمعظم األسر الفقيرة ال تنفق الكثير ‪ ،‬لكنها تمثل فائدة صافية ‪ ،‬وذلك ألن أطفال‬
‫الفقراء يقضون وقتًا قصي ًرا‪ P‬في المدرسة ‪ ،‬ووقتًا‪ P‬طويالً يساعدون األم في المنزل أو في العمل‬
‫‪4‬‬
‫خارجه ‪ ،‬وفي وقت الحق يمكنهم مساعدة والديهم في كبار السن ‪.‬‬

‫كشفت دراسات عديدة عن القيمة االقتصادية لعمالة األطفال لألسر الفقيرة‪ .‬هذا المبلغ هو أحد‬
‫العوامل المسؤولة عن ارتفاع معدل الخصوبة للفقراء‪ .‬أظهرت هذه الدراسات أيضًا أن الفئات‬
‫الفقيرة تتوقع‪ P‬مساعدة اقتصادية من األطفال‪ .‬وجد أن أولئك الذين يتوقعون فائدة (اقتصادية وغير‬
‫اقتصادية) من أطفالهم هم أقل دراية بوسائل‪ P‬منع الحمل ‪ ،‬وأن مواقفهم ال تحبذ تحديد النسل ‪ ،‬وال‬
‫يستخدمون هذه األساليب‪.‬‬

‫تشير هذه الدراسات إلى أن الجوانب االقتصادية وغير االقتصادية لقيمة األطفال مرتبطة‬
‫بالخصوبة وتنظيم‪ P‬األسرة ‪ ،‬باستثناء أن الجوانب االقتصادية أهم من الجوانب االجتماعية‪- .‬‬
‫‪4‬‬
‫خوسيه دي كاسترو ‪ ،‬جغرافية الجوع ‪ ،‬ترجمة زكي الرشيدي ‪ ،‬دار الهالل ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2000 ،‬ص‬

‫‪9‬‬
‫الجوانب النفسية‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬يبدو أن قيمة األطفال لها تأثير على الخصوبة وتنظيم األسرة ‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن العوامل االجتماعية والديموغرافية‪.‬‬

‫وال تتحقق هذه الحاجة‬


‫من خالل تقليل حاالت‬
‫الحمل غير المرغوب‬
‫فيه فقط ‪ ،‬بل من خالل‬
‫مساهمة الزوجين في‬
‫تحقيق (بلوغ) حجم‬
‫األسرة المطلوب‪.‬‬
‫يحظر استخدام‬
‫األساليب التي تمنع‬
‫الحمل‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ارتفاع وفيات الرضع واألطفال بين الفقراء ‪:‬‬

‫ليس هناك شك في أن زيادة الخصوبة هي استجابة لزيادة وفيات الرضع‪ .‬يبدو أن اآلباء أنجبوا‬
‫عددًا كبي ًرا من المواليد ‪ ،‬للتأكد من أن العدد المرغوب منهم يعيش حتى الشيخوخة‪ .‬وتحت تأثير‬
‫انخفاض الوفيات ‪ -‬التي نشأت نتيجة التطور والتحديث والوصول إلى األساليب الطبية الحديثة‬
‫المستوردة من الدول الصناعية ‪ -‬وجد اآلباء أنه يمكن أن ينجبوا عددًا معينًا من األطفال ‪ ،‬لضمان‬
‫سالمة المطلوبين‪ .‬لديهم العديد من األرواح‪ .‬وقد‪ P‬الحظ فقراء الريف والحضر انخفاضًا في معدل‬
‫الوفيات لديهم ‪ ،‬نتيجة تقديم الخدمات الصحية لهم في جوانب قليلة فقط ‪ ،‬مثل حمالت التطعيم‪P.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإن االفتقار إلى الوصول‪ P‬الكافي إلى الخدمات الصحية لهذه الفئة الفقيرة قد أدى إلى‬
‫ارتفاع معدالت وفيات الرضع واألطفال بينهم عن المستوى‪ P‬العام ‪ ،‬وبالتالي‪ P‬ال تزال هذه‬
‫المستويات مرتفعة‪ .‬تأتي الدالئل على ذلك من العالقة بين مؤشرات الحالة االجتماعية‬
‫‪5‬‬
‫واالقتصادية ومعدل الوفيات ‪ ،‬وخاصة وفيات‪ P‬الرضع‪.‬‬

‫‪ ، Sydney H. Counter( 5‬النظريات السكانية وتفسيرها االقتصادي ‪ ،‬ترجمة أحمد إبراهيم عيسى ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪،‬‬

‫القاهرة ‪ ، 2001 ،‬ص‬

‫‪10‬‬
‫األزواج لديهم أعداد كبيرة من األطفال ‪ ،‬ليس فقط بسبب تجربتهم‪ P‬الشخصية مع وفاة الرضع‬
‫واألطفال ‪ ،‬ولكن أيضًا ألنهم يأخذون في االعتبار البيئة االجتماعية واالقتصادية من حولهم‪ P‬والتي‬
‫تنفرهم من تدابير‪ P‬الحد من الوفيات‪ .‬يتمتع األفراد الذين يعيشون في بيئة اجتماعية واقتصادية‬
‫أفضل بفرصة أكبر للسيطرة على وفيات الرضع طالما لديهم إمكانية الوصول إلى الخدمات‬
‫الصحية والطبية المناسبة‪ .‬بمعنى آخر ‪ ،‬نجد أن وفيات الرضع واألطفال ليست بحد ذاتها عامالً‬
‫محددًا للخصوبة ‪ ،‬ولكن األهم من ذلك هو وعي األفراد بعدم قدرتهم على التحكم في الوفيات في‬
‫ظل البيئة التي يعيشون فيها ‪ ،‬وبالتالي‪ P‬ال يوجد حافز‪ .‬بالنسبة للفئات االجتماعية المحرومة‬
‫سيكون لديها عدد أقل من األطفال ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عدم حصول الفقراء على وسائل تنظيم االسرة‬

‫ليس هناك شك في أن توفير وسائل مبتكرة لمنع الحمل من خالل برامج تنظيم األسرة هو آلية‬
‫مهمة في خفض الخصوبة في بعض البلدان النامية ‪ ،‬وخاصة تلك التي خطت خطوات جادة على‬
‫طريق التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ .‬يمكن القول أن خدمات تنظيم األسرة ال يتم توزيعها‬

‫‪11‬‬
‫بالتساوي‪ P‬حتى ال تتمكن الفئات الفقيرة من الوصول إلى هذه الخدمات‪ .‬يتوافق‪ P‬هذا االستنتاج مع‬
‫موقف العمليات التنموية تجاه الفئات المهمشة الفقيرة‪ .‬ال تقتصر‪ P‬المشكلة على عدد األشخاص‬
‫الذين يستخدمون موانع الحمل ‪ ،‬بل تتعلق بنوع األفراد ‪ -‬وخاصة الفقراء منهم ‪ -‬الذين‬
‫يستخدمونها‪ .‬إن ما يعزز الصلة بين فقر األسرة ومستويات الخصوبة المرتفعة هو صعوبة‬
‫حصول الفقراء على وسائل‪ P‬بسيطة وحديثة لمنع الحمل‪ .‬غالبًا ما تكون موانع الحمل باهظة الثمن‬
‫بالنسبة للفقراء ‪ ،‬خاصة إذا كان عليهم شرائها‪ P‬من أطباء خاصين‪ .‬وبالتالي‪ ، P‬فإن الحد من عدد‬

‫األطفال ألسرة فقيرة قد يعني التحرش الجنسي ‪ ،‬أو اإلجهاض غير القانوني ‪ ،‬أو وأد األطفال ‪،‬‬

‫أو ‪ -‬في أفضل األحوال ‪ -‬استخدام وسائل منع الحمل التقليدية الصعبة وغير الفعالة ‪ ،‬والحمل ‪،‬‬
‫وقد يتجاوز‪ P‬األعباء المالية أو األضرار النفسية متضمن‪ .‬منع الحمل في بعض األحيان تكلفة‬
‫إنجاب طفل آخر‪ .‬باإلضافة إلى ما سبق ‪ ،‬يعيش الفقراء في مناطق‪ P‬ال تتوافر فيها الوسائل‪P‬‬
‫البسيطة والحديثة لمنع الحمل‪ .‬يشار إلى أن فقراء الريف ال يستطيعون الوصول إلى هذه‬
‫األساليب إذا كانت متاحة فقط لألطباء الخاصين المتركزين في المدن‪ .‬ترتبط فائدة الفقراء من‬
‫‪6‬‬
‫خدمات تنظيم‪ P‬األسرة بالدعم الحكومي لهذه الخدمات وإدارتها في مراكز تنظيم األسرة‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫لوحظت الزيادة في الخصوبة في الطبقات الدنيا بأعداد كبيرة ذكرها دينيس رونج ‪ ،‬إلى أن‬
‫اكتسب وجود‪ P‬عالقة عكسية بين الطبقة والخصوبة بالفعل قوة القانون االجتماعي الديمغرافي‪، P.‬‬
‫خلصت العديد من الدراسات إلى أن هناك عالقة مباشرة بين الخصوبة وأبعاد‪ P‬األنواع المتعددة ‪،‬‬

‫‪ ، Sydney H. Counter( 6‬النظريات السكانية وتفسيرها االقتصادي ‪ ،‬ترجمة أحمد إبراهيم عيسى ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪،‬‬

‫القاهرة ‪ ، 2001 ،‬ص‬

‫‪12‬‬
‫خاصة في المجتمعات الزراعية ‪ ،‬وتاريخيا ً كان هناك منظورين مختلفين للعالقة بين الفقر‬
‫والخصوبة ‪ ،‬المنظور األول يقوم على مبدأ مالثوس الذي يرى أن الوضع االجتماعي‬
‫واالقتصادي األعلى يشجع على ارتفاع الخصوبة‪ .‬هذا الرأي هو ببساطة تعبير عن القول المأثور‪P‬‬
‫القديم "الغني يزداد ثراء ‪ ،‬والفقير يزداد ثراء"‪ .‬أما المنظور الثاني فهو وثيق‪ P‬الصلة بالموضوع‪P.‬‬
‫في مفهوم التحول الديموغرافي ‪ ،‬ويرى أن زيادة المكانة تمنع زيادة الخصوبة‪ .‬في الواقع ‪،‬‬
‫العالقة أكثر تعقيدًا مما تراه وجهتا النظر السابقتين‪ .‬ارتفاع الخصوبة ‪ ،‬ولكن النمو االجتماعي‬
‫واالقتصادي يؤدي‪ P‬إلى وقت طويل‪ .‬انخفاض في الخصوبة ‪ ،‬خاصة مع ارتفاع مستويات‪ P‬التعليم‬
‫وانخفاض معدل وفيات الرضع‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن معظم الدراسات التي خلصت إلى أن‬
‫هناك عالقة عكسية بين الفقر والخصوبة قد أجريت في أكثر المناطق الحضرية والصناعية في‬
‫العالم الغربي‪ P.‬هذا ال يعني أن نفس الشيء يجب أن ينطبق‪ P‬في المناطق الزراعية إلى حد كبير ‪،‬‬
‫وحيث تكون أنماط األسرة األبوية شائعة‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬أبو طاحون عدلي‪ ،‬مناهج و إجراءات البحث االجتماعي ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪. 1999 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬السيد رمضان‪ ،‬إسهامات الخدمة االجتماعية في مجال اآلسرة و السكان‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬

‫‪ ‬بهاتاشاريا‪ ، P‬إيه كيه ‪ ،‬عدم المساواة في الدخل والخصوبة‪ :‬نظرة مقارن‪ :‬الدراسات‬
‫السكانية ‪ ،‬المجلد‪. 1990 ، 29 .‬‬

‫خوسيه دي كاسترو‪ ، P‬جغرافية الجوع ‪ ،‬ترجمة زكي الرشيدي‪ ، P‬دار الهالل ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪. 2000‬‬

‫‪ ‬ريبيتور ‪ ،‬المساواة االقتصادية والخصوبة في البلدان النامية ‪ ،‬بالتيمور‪ :‬جامعة جونز‪P‬‬


‫هوبكنز‪ .‬الصحافة ‪. 2003 ،‬‬

‫‪ ‬وداد سليمان مرقص ‪ ،‬المنهج الديمغرافي‪ P‬لدراسة التقدم االجتماعي ‪ ،‬دراسة ميدانية في‬
‫قريتين مصريتين ‪ ،‬دكتوراه‪ .‬أطروحة ‪ ،‬أدب القاهرة ‪. 1998 ،‬‬

‫‪ ، Sydney H. Counter‬النظريات‪ P‬السكانية وتفسيرها‪ P‬االقتصادي‪ ، P‬ترجمة أحمد‬ ‫‪‬‬


‫إبراهيم عيسى ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪. 2001 ،‬‬

‫‪14‬‬

You might also like